مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل الجزء ١٢

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل0%

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 447

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: الحاج ميرزا حسين النوري الطبرسي
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: الصفحات: 447
المشاهدات: 134090
تحميل: 11034


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5 الجزء 6 الجزء 7 الجزء 8 الجزء 9 الجزء 10 الجزء 11 الجزء 12 الجزء 13 الجزء 14 الجزء 15 الجزء 16 الجزء 17 الجزء 18 الجزء 19 الجزء 19 الجزء 20 الجزء 21 الجزء 22 الجزء 23 الجزء 24 الجزء 25 الجزء 26 الجزء 27
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 447 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 134090 / تحميل: 11034
الحجم الحجم الحجم
مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل الجزء 12

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

حب الدنيا »(١) .

وقالعليه‌السلام : « إنك لن تلقى الله سبحانه بعمل أضر عليك من حب الدنيا »(٢) .

وقالعليه‌السلام : « حب الدنيا رأس كر خطيئة »(٣) .

وقالعليه‌السلام : « حب الدنيا رأس الفتن وأصل المحن »(٤) .

وقالعليه‌السلام : « حب الدنيا يوجب الطمع »(٥) .

وقالعليه‌السلام : « حب الدنيا يفسد العقل، ويصم القلب عن سماع الحكمة، ويوجب أليم العقاب »(٦) .

وقالعليه‌السلام : « رأس الآفات الوله بالدنيا »(٧) .

وقالعليه‌السلام : « سبب فساد العقل حب الدنيا »(٨) .

وقالعليه‌السلام : « شر المحن حب الدنيا »(٩) .

وقالعليه‌السلام : « قرنت المحنة بحب الدنيا »(١٠) .

وقالعليه‌السلام : « كيف يدعي حب الله من سكن قلبه حب الدنيا!؟ »(١١) .

__________________

(١) غرر الحكم ج ١ ص ٢٨٧ ح ٤١.

(٢) نفس المصدر ج ١ ص ٢٨٨ ح ٣٢.

(٣) نفس المصدر ج ١ ص ٣٨٠ ح ١.

(٤) نفس المصدر ج ١ ص ٣٨٠ ح ٣.

(٥) نفس المصدر ج ١ ص ٣٨٠ ح ٦.

(٦) نفس المصدر ج ١ ص ٣٨١ ح ١٢.

(٧) نفس المصدر ج ١ ص ٤١٣ ح ٤١.

(٨) نفس المصدر ج ١ ص ٤٣١ ح ٣٣.

(٩) نفس المصدر ج ١ ص ٤٤٦ ح ٤٩.

(١٠) نفس المصدر ج ٢ ص ٥٣٤ ح ١٠.

(١١) نفس المصدر ج ٢ ص ٥٥٥ ح ٢٩.

٤١

وقالعليه‌السلام : « كما أن الشمس والليل لا يجتمعان، كذلك حب الله وحب الدنيا لا يجتمعان »(١٢) .

٦٢ -( باب استحباب الزهد في الدنيا وحده)

[١٣٤٦٤] ١ - الشيخ الطوسي في أماليه: بالسند المتقدم، عن أبي ذر قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « يا أبا ذر، إذا أراد الله عز وجل بعبد خيرا فقهه في الدين، وزهده في الدنيا، وبصره بعيوب نفسه، يا أبا ذر، ما زهد عبد في الدنيا إلا أثبت الله الحكمة في قلبه، وأنطق بها لسانه، وبصره عيوب الدنيا وداءها ودواءها، وأخرجه منها سالما إلى دار السلام، يا أبا ذر، إذا رأيت أخاك(١) قد زهد في الدنيا فاستمع منه، فإنه يلقي [ إليك ](٢) الحكمة، فقلت: يا رسول الله، من أزهد الناس؟ قال: من لم ينس المقابر والبلى، وترك ( فضل زينة الدنيا، وآثر )(٣) ما يبقى على(٤) ما يفنى، ولم يعد غدا من أيامه، وعد نفسه في الموتى ».

[١٣٤٦٥] ٢ - سبط الطبرسي في مشكاة الأنوار: نقلا من المحاسن قال: قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : « إن من أعوان الأخلاق على الدين الزهد في الدنيا ».

وقالعليه‌السلام أيضا: « الزهد في الدنيا قصر الامل »(١) .

__________________

(١٢) غرر الحكم ج ٢ ص ٥٧٢ ح ٢٥.

الباب ٦٢

١ - أمالي الطوسي ج ٢ ص ١٤٤.

(١) في الطبعة الحجرية: « أتراك » وما أثبتناه من المصدر.

(٢) أثبتناه من المصدر.

(٣) ما بين القوسين لم يرد في المصدر.

(٤) في المصدر: « لما ».

٢ - مشكاة الأنوار ص ١١٣.

(١) نفس المصدر ص ١١٣.

٤٢

[١٣٤٦٦] ٣ - وعن علي بن الحسينعليهما‌السلام ، أنه قال في حديث: « ألا وإن الزهد في آية من كتاب الله:( لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما أتيكم ) (١) ».

[١٣٤٦٧] ٤ - وعن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، أنه قال: « ليس الزهد في الدنيا بإضاعة المال، ولا بتحريم الحلال، بل الزهد في الدنيا أن لا تكون بما في يدك أوثق منك بما في يد الله ».

[١٣٤٦٨] ٥ - وعن أمير المؤمنينعليه‌السلام قال: « إن علامة الراغب في ثواب الآخرة، زهده في عاجل زهرة الدنيا، أما إن زهد الزاهد في هذه الدنيا لا ينقصه بما(١) قسم الله له فيها وإن زهد، وإن حرص الحريص على عاجل زهرة الدنيا لا يزيده فيها وإن حرص، فالمغبون من حرم حظه من الآخرة ».

[١٣٤٦٩] ٦ - وعن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: « من زهد في الدنيا أثبت الله الحكمة في قلبه، وأنطق بها لسانه، وبصره عيوب الدنيا داءها ودواءها، وأخرجه من الدنيا سالما إلى دار السلام ».

[١٣٤٧٠] ٧ - وعنهعليه‌السلام قال: « إذا أراد الله تبارك وتعالى بعبد خيرا، زهده في الدنيا، وفقهه في الدين، وبصره عيوبه، ومن أوتي هذا فقد أوتي خير الدنيا والآخرة: وقال: لم يطلب أحد الحق بباب أفضل من الزهد في الدنيا، وهو ضد ما طلب أعداء الحق، قلت: جعلت فداك، مما ذا؟

__________________

٣ - مشكاة الأنوار ص ١١٣.

(١) الحديد ٥٧: ٢٣.

٤ - مشكاة الأنوار ص ١١٣.

٥ - مشكاة الأنوار ص ١١٣.

(١) في المصدر: « ما ».

٦ - مشكاة الأنوار ص ١١٤.

٧ - مشكاة الأنوار ص ١١٤.

٤٣

قال: من الرغبة فيها، وقال: ( ألا من صبار كريم )(١) فإنما هي أيام قلائل، إلا أنه حرام عليكم أن تجدوا طعم الايمان حتى تزهدوا في الدنيا ».

[١٣٤٧١] ٨ - ومن كتاب زهد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : قال: ليس الزهد في الدنيا لبس الخشن وأكل الجشب(١) ، ولكن الزهد في الدنيا قصر الامل ».

[١٣٤٧٢] ٩ - وعن أبي أيوب الأنصاري قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لعليعليه‌السلام : « إن الله زينك بزينة لم يزين العباد بشئ أحب إلى الله منها، ولا أبلغ عنده منها، الزهد في الدنيا، قد أعطاك ذلك وجعل الدنيا لا تنال منك شيئا، وجعل لك سيماء(١) تعرف بها ».

[١٣٤٧٣] ١٠ - الجعفريات: بإسناده عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام ، قال: « الزاهد عندنا من علم فعمل، ومن أيقن فحذر، وإن أمسى على عسر حمد الله، وإن أصبح على يسر شكر الله، فهو الزاهد ».

[١٣٤٧٤] ١١ - وبهذا الاسناد عنهعليه‌السلام قال: « الزاهد [ في الدنيا ](١) من وعظ فاتعظ، ون علم فعمل، ومن أيقن فحذر، فالزاهدون في الدنيا قوم وعظوا فاتعظوا، وأيقنوا فحذروا، وعلموا فعملوا، إن أصابهم يسر شكروا، وإن أصابهم عسر صبروا ».

[١٣٤٧٥] ١٢ - الحسين بن سعيد في كتاب الزهد: عن عبد الله بن المغيرة، عن

__________________

(١) في الطبعة الحجرية: « الامر مشاركهم » وما أثبتناه من المصدر.

٨ - مشكاة الأنوار ص ١١٤.

(١) الجشب من الطعام: الخشن أو الذي لا أدم له ( لسان العرب ج ١ ص ٢٦٥ ).

٩ - مشكاة الأنوار ص ١١٤.

(١) السيماء: العلامة ( لسان العرب ج ١٢ ص ٣١٢ ).

١٠ - الجعفريات ص ٢٣٢.

١١ - الجعفريات ص ٢٣٣.

(١) أثبتناه من المصدر.

١٢ - الزهد ص ٤٩.

٤٤

إسماعيل بن أبي زياد، يرفع الحديث إلى أمير المؤمنينعليه‌السلام قال: قيل له: ما الزهد في الدنيا؟ قال: « حرامها فتنكبه ».

[١٣٤٧٦] ١٣ - وعن فضالة بن أيوب، عن عبد الله بن فرقد، عن أبي كهمش، عن عبد المؤمن الأنصاري، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : استحيوا من الله حق الحياء، فقيل: يا رسول الله، ومن يستحيي من الله حق الحياء؟ فقال: من استحيى من الله حق الحياء، فليكتب أجله بين عينيه، وليزهد في الدنيا وزينتها، ويحفظ الرأس وما حوى، والبطن وما طوى، ولا ينسى المقابر والبلى ».

[١٣٤٧٧] ١٤ - مصباح الشريعة: قال الصادقعليه‌السلام : « الزهد مفتاح باب الآخرة، والبراءة من النار، وهو تركك(١) كل شئ يشغلك عن الله تعالى، من غير تأسف على فوتها، ولا اعجاب في تركها، ولا انتظار فرج منها، ولا طلب محمدة عليها، ولا عوض لها، بل ترى فوتها راحة وكونها آفة، وتكون أبدا هاربا من الآفة معتصما بالراحة، والزاهد الذي يختار الآخرة على الدنيا، والذل على العز، والجهد على الراحة، والجوع على الشبع، وعافية الآجل على محنة العاجل، والذكر على الغفلة، وتكون نفسه في الدنيا وقلبه في الآخرة، قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : حب الدنيا رأس كل خطيئة، ألا ترى كيف أحب ما أبغضه الله!؟ وأي خطيئة(٢) أشد جرما من هذا! قال بعض أهل البيتعليهم‌السلام : لو كانت الدنيا بأجمعها لقمة في فم طفل لرحمناه، كيف حال من نبذ حدود الله وراء ظهره في طلبها والحرص عليها، والدنيا دار لو حسنت سكناها ( لما رحمتك ولما أحبتك )(٣) وأحسنت وداعك، قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله :

__________________

١٣ - الزهد ص ٤٥.

١٤ - مصباح الشريعة ص ١٩١.

(١) في المصدر: « ترك ».

(٢) في المصدر: « خطأ ».

(٣) في المصدر: « لرحمتك ».

٤٥

لما خلق الله تعالى الدنيا أمرها بطاعته، فأطاعت ربها فقال لها: خالفي من طلبك، ووافقي من خالفك، وهي على ما عهد الله إليها وطبعها بها ».

[١٣٤٧٨] ١٥ - محمد بن أحمد الفتال في روضة الواعظين: روي أنه قال رجل للنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : [ يا رسول الله ](١) علمني شيئا إذا أنا فعلته أحبني الله من السماء، وأحبني الناس من الأرض، فقال له: « ارغب فيما عند الله عز وجل يحبك الله، وازهد فيما عند الناس يحبك الناس ».

[١٣٤٧٩] ١٦ - وعن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه قال في خطبة طويلة: « أيها الناس إنما الناس ثلاثة: زاهد وراغب وصابر، فأما الزاهد فلا يفرح بشئ من الدنيا أتاه، ولا يحزن على شئ منها فاته، وأما الصابر فيتمناها بقلبه، فإن أدرك منها شيئا صرف عنها نفسه لما يعلم من سوء عاقبتها، وأما الراغب فلا يبالي من ( حل أصابها أم )(١) من حرام ».

[١٣٤٨٠] ١٧ - وعنهعليه‌السلام قال: « الزهد ثروة والورع جنة، وأفضل الزهد إخفاء، الدهر(١) يخلق الأبدان، ويحدد الآمال، ويقرب المنية، ويباعد الأمنية، من ظفر به نصب، ومن فاته تعب، ولا كرم كالتقوى، ولا تجارة كالعمل الصالح، ولا ورع كالوقوف عند الشبهة، ولا زهد كالزهد في الحرام، الزهد كله بين كلمتين: قال الله تعالى:( لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتيكم ) (٢) فمن لم يأس على الماضي ومن لم يفرح بالآتي، فقد أخذ الزهد بطرفيه، أيها الناس، الزهادة قصر الامل،

__________________

١٥ - روضة الواعظين ص ٤٣٢.

(١) أثبتناه من المصدر.

١٦ - روضة الواعظين ص ٤٣٣.

(١) في المصدر: « حلال أصابها أو ».

١٧ - روضة الواعظين ص ٤٣٤.

(١) في المصدر: « الزهد ».

(٢) الحديد ٥٧: ٢٣.

٤٦

والشكر عند النعم، والورع عند المحارم، فإن عرف(٣) ذلك عنكم فلا يغلب الحرام صبركم، ولا تنسوا عند النعم شكركم، فقد أعذر الله إليكم بحجج مسفرة ظاهرة، وكتب بارزة العذر واضحة ».

[١٣٤٨١] ١٨ - الآمدي في الغرر: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه قال: « الزهد أن لا تطلب المفقود حتى يعدم الموجود ».

وقالعليه‌السلام : « الزهد في الدنيا الراحة العظمى »(١) .

وقالعليه‌السلام : « إزهد في الدنيا يبصرك الله عيوبها، ولا تغفل فلست بمغفول عنك »(٢) .

وقالعليه‌السلام : « أصل الزهد حسن الرغبة فيما عند الله »(٣) .

وقالعليه‌السلام : « إنكم إن زهدتم خلصتم من شقاء الدنيا وفزتم بدار البقاء »(٤) .

وقالعليه‌السلام : « كسب العلم التزهد في الدنيا »(٥) .

وقالعليه‌السلام : « من زهد في الدنيا أعتق نفسه وأرضى ربه »(٦) .

وقالعليه‌السلام : « من زهد في الدنيا قرت عينه بجنة المأوى »(٧) .

__________________

(٣) في المصدر: « عزب ».

١٨ - غرر الحكم ج ١ ص ٤٤ ح ١٣٠٦.

(١) نفس المصدر ج ١ ص ٤٧ ح ١٣٦٣.

(٢) نفس المصدر ج ١ س ١١٦ ح ١٣٨.

(٣) نفس المصدر ج ١ ح ١٨٨ ح ٢٦٠.

(٤) نفس المصدر ج ١ ص ٢٩٢ ح ٢٧.

(٥) نفس المصدر ج ٢ ص ٥٧٢ ح ٢.

(٦) نفس المصدر ج ٢ ص ٦٨٥ ح ١١٥٣.

(٧) نفس المصدر ج ٢ ص ٧١١ ح ١٤١٣.

٤٧

وقالعليه‌السلام : « مع الزهد تثمر الحكمة »(٨) .

[١٣٤٨٢] ١٩ - الحسن بن شعبة في تحف العقول: عن هشام بن الحكم، عن الكاظمعليه‌السلام ، قال، قال: « يا هشام، إن العقلاء زهدوا في الدنيا، ورغبوا في الآخرة، لأنهم علموا أن الدنيا طالبة ومطلوبة، والآخرة طالبة ومطلوبة، فمن طلب الآخرة طلبته الدنيا حتى يستوفي منها رزقه، ومن طلب الدنيا طلبته الآخرة فيأتيه الموت فيفسد عليه دينه وآخرته ».

[١٣٤٨٣] ٢٠ - الديلمي في إرشاد القلوب: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « قال الله تعالى له في ليلة الاسراء: يا أحمد، إن أحببت أن تكون أورع الناس، فازهد في الدنيا وارغب في الآخرة، فقال: إلهي وكيف ازهد في الدنيا ( وارغب في الآخرة )(١) ؟ فقال: خذ من الدنيا خفا(٢) من الطعام والشراب واللباس، ولا تدخر شيئا لغد، ودم على ذكري إلى أن قال(٣) يا أحمد، هل تعرف ما للزاهدين عندي ( في الآخرة )(٤) ؟ قال: لا يا رب، قال يبعث الخلق ويناقشون بالحساب، وهم من ذلك آمنون، إن أدنى ما أعطى الزاهدين في الآخرة، أن أعطيهم مفاتيح الجنان كلها، حتى يفتحوا أي باب شاؤوا، ولا أحجب عنهم وجهي، ولأمتعنهم(٥) بأنواع التلذذ من كلامي، ولأجلسنهم في مقعد صدق، فاذكرهم ما صنعوا وتعبوا في دار الدنيا، وافتح لهم أربعة أبواب: باب يدخل عليهم الهدايا بكرة وعشيا من عندي، وباب ينظرون منه إلي كيف شاؤوا بلا صعوبة، وباب يطلعون منه إلى النار

__________________

(٨) الغرر ج ٢ ص ٧٥٨ ح ٢٢.

١٩ - تحف العقول ص ٢٨٩.

٢٠ - إرشاد القلوب ص ١٩٩.

(١) ليس في المصدر.

(٢) الخف: الخفيف القليل. ( لسان العرب ج ٩ ص ٧٩ ).

(٣) نفس المصدر ص ٢٠٢.

(٤) ليس في المصدر.

(٥) في المصدر: ولأنعمنهم.

٤٨

فينظرون إلى الظالمين كيف يعذبون، وباب يدخل عليهم منه الوصائف والحور العين، قال: يا رب فمن هؤلاء الزاهدون الذين وصفتهم؟ قال: الزاهد [ هو ](٦) الذي ليس له بيت يخرب فيغتم لخرابه، ولا [ له ](٧) ولد يموت فيحزن لموته، ولا له مال يذهب فيحزن لذهابه، ولا يعرفه انسان ليشغله عن الله عز وجل طرفة عين، ولا له فضل طعام يسأل عنه، ولا له ثوب لين، يا أحمد، وجوه الزاهدين مصفرة من تعب الليل وصوم النهار، وألسنتهم كلال إلا(٨) من ذكر الله، قلوبهم في صدورهم مطعونة ( من كثرة ما يخالفون أهواءهم، قد ضمروا(٩) أنفسهم )(١٠) من كثرة صمتهم، قد أعطوا المجهود من أنفسهم، لا من خوف نار ولا من شوق جنة، ولكن ينظرون في ملكوت السماوات والأرضين، فيعلمون أن الله سبحانه وتعالى أهل للعبادة ».

[١٣٤٨٤] ٢١ - الصدوق في معاني الأخبار: عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه، عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، في حديث أنه قال: « قلت: يا جبرئيل، فما تفسير الزهد؟ قال: الزاهد يحب من يحب خالقه، ويبغض من يبغض خالقه، ويتحرج من حلال الدنيا، ولا يلتفت إلى حرامها، فإن حلالها حساب وحرامها عقاب، ويرحم جميع المسلمين كما يرحم نفسه، ويتحرج من الكلام كما يتحرج من الميتة التي قد اشتد نتنها، ويتحرج من حطام الدنيا(١) كما يتجنب النار أن تغشاه، وأن يقصر أمله وكأن بين عينيه أجله » الخبر.

__________________

(٦) أثبتناه من المصدر.

(٧) أثبتناه من المصدر.

(٨) ليس في المصدر.

(٩) ضمر الشئ: أخفاه.

(١٠) ليس في المصدر.

٢١ - معاني الأخبار ص ٢٦١.

(٢) في المصدر زيادة: وزينتها.

٤٩

[١٣٤٨٥] ٢٢ - أحمد بن محمد بن فهد في عدة الداعي: عن الصادقعليه‌السلام ، عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، مثله، إلا أن فيه: « ويتحرج من الكلام فيما لا يعنيه كما يتحرج من الحرام، ويتحرج من كثرة الأكل كما يتحرج من الميتة » إلى آخره.

[١٣٤٨٦] ٢٣ - وعن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه قال: « الزهد قصر الامل، وتنقية القلب، وأن لا يفرح بالثناء، ولا يغتم بالذم، ولا يأكل طعاما ولا يشرب شرابا، ولا يلبس ثوبا حتى يعلم أن أصله طيب، وأن لا يلتزم الكلام فيما لا يعنيه، وأن لا يحسد على الدنيا، وأن يحب العلم والعلماء، وأن لا يطلب الرفعة والشرف ».

[١٣٤٨٧] ٢٤ - وفي كتاب التحصين: روي أن عيسىعليه‌السلام اشتد من المطر والرعد والبرق يوما، فجعل يطلب شيئا يلجأ إليه، فرفعت إليه خيمة من بعيد، فأتاها(١) ( فإذا فيها امرأة فحاد عنها )(٢) فإذا هو بكهف في جبل فأتاه فإذا فيه أسد فوضع يده عليه فقال: إلهي لكل شئ مأوى ولم تجعل لي مأوى، فأوحى الله إليه: مأواك في مستقر رحمتي، ولأزوجنك يوم القيامة بمائة حوراء خلقتها بيدي، ولأطعمن في عرسك أربعة(٣) آلاف عام، كل يوم منها كعمر الدنيا، ولآمرن مناديا ينادي: أين الزهاد في الدنيا؟ هلموا إلى عرس الزاهد عيسى بن مريمعليه‌السلام .

[١٣٤٨٨] ٢٥ - القطب الراوندي في لب اللباب: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: « ما عبد الله بشئ أفضل من الزهد في الدنيا ».

__________________

٢٢ عدة الداعي ص ٨٥.

٢٣ عدة الداعي: لم نجده في مظانه.

٢٤ التحصين ص ١٣.

(١) في المصدر: فرآها.

(٢) بين القوسين ليس في المصدر.

(٣) في المصدر: أربعين.

٢٥ - لب اللباب: مخطوط.

٥٠

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : « إذا رأيتم الرجل قد أعطي زهدا في الدنيا، فاقتربوا منه فإنه يلقن الحكمة ».

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : « ما اتخذ الله نبيا إلا زاهدا ».

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله لمعاذ لما بعثه إلى اليمن: « أدعهم إلى الزهد في الدنيا، والرغبة في الآخرة، وأن يحاسبوا أنفسهم ».

وقال رجل: يا رسول الله، دلني على عمل يحبني الله ويحبني الناس، فقال: « ازهد في الدنيا يحبك الله، وازهد عما في أيدي الناس يحبك الناس ».

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : « ليس الزهد في الدنيا تحريم الحلال، ولا إضاعة المال، ولكن الزهد في الدنيا الرضا بالقضاء، والصبر على المصائب، واليأس عن الناس ».

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : « خياركم عند الله، أزهدكم في الدنيا، وأرغبكم في الآخرة ».

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : « ما زهد عبد في الدنيا، إلا أثبت الله الحكمة في قلبه وبصره عيوبها ».

وقال عليعليه‌السلام : « طوبى للراغبين في الآخرة الزاهدين في الدنيا، أولئك قوم اتخذوا مساجد الله بساطا، وترابها فراشا، وماءها طهورا، والقرآن شعارا، والدعاء دثارا، ثم قبضوا الدنيا على منهاج عيسىعليه‌السلام ».

٦٣ -( باب استحباب ترك ما زاد عن قدر الضرورة من الدنيا)

[١٣٤٨٩] ١ - علي بن محمد بن علي الخزاز الكوفي في كفاية الأثر: عن محمد بن

__________________

الباب ٦٢

١ كفاية الأثر ص ٢٢٧.

٥١

وهبان البصري، عن داود بن الهيثم بن إسحاق، عن جده إسحاق بن البهلول، عن أبيه البهلول بن حسان، عن طلحة بن زيد الرقي، عن الزبير بن عطاء، عن عمير بن هانئ، عن جنادة بن أبي أمية، عن الحسن بن عليعليهما‌السلام ، أنه قال: قال له في حديث: « واعلم أنك لا تكسب من المال شيئا فوق قوتك، إلا كنت فيه خازنا لغيرك، واعلم أن في حلالها حسابا، وفي حرامها عقابا، وفي الشبهات عتابا، فأنزل الدنيا بمنزلة الميتة، خذ منها ما يقيك، فإن كان ذلك حلالا كنت قد زهدت فيها، وإن كان حراما لم يكن فيه وزر، فأخذت كما أخذت من الميتة، وإن كان العتاب فإن العتاب يسير، واعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا، واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا » الخبر.

[١٣٤٩٠] ٢ - كتاب درست بن أبي منصور: عن عبد الله بن مسكان، عن بعض أصحابنا قال: قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : « ما عدا الإزار، وظل الجدار، وخلف الحير وماء الحر، فنعم أنت ابن آدم مسؤول عنه يوم القيامة ».

[١٣٤٩١] ٣ - كتاب عاصم بن حميد الحناط: عن أبي بصير قال: سمعت أبا جعفرعليه‌السلام يقول: « جاء إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ملك فقال: يا محمد، إن ربك يقرئك السلام وهو يقول لك: إن شئت جعلت لك بطحاء مكة رضراض(١) ذهب، قال: فرفع رأسه إلى السماء فقال: يا رب، أشبع يوما فأحمدك، وأجوع يوما فأسألك ».

[١٣٤٩٢] ٤ - وعن ثابت، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: « من أصبح

__________________

٢ - كتاب درست بن أبي منصور ص ١٦٤.

٣ - كتاب عاصم بن حميد الحناط ص ٣٧.

(١) الرضراض: فتات الشئ وكسره الصغار. ( لسان العرب ج ٧ ص ١٥٤ ).

٤ - كتاب عاصم بن حميد الحناط ص ٣٨.

٥٢

معافى في بدنه، مخلى(١) في سربه(٢) في دخوله وخروجه، عنده قوت يوم واحد، فكأنما حيزت(٣) له الدنيا ».

[١٣٤٩٣] ٥ - علي بن إبراهيم في تفسيره: عن أبيه، عن القاسم بن محمد، عن سليمان بن داود المنقري، عن حفص بن غياث قال: قال لي أبو عبد اللهعليه‌السلام : « يا حفص، ( والله ما أنزلت )(١) الدنيا من نفسي إلا بمنزلة الميتة، إذا اضطررت إليها أكلت منها » الخبر.

[١٣٤٩٤] ٦ - البحار، عن كتاب عيون الحكم والمواعظ لعلي بن محمد الواسطي: بإسناده عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه قال في كلام بعد ذكر بعض حالات الأنبياء: « ثم اقتص الصالحون آثارهم وسلكوا منهاجهم إلى أن قال ثم ألزموا أنفسهم الصبر، وانزلوا الدنيا من أنفسهم كالميتة، التي لا يحل لاحد أن يشبع منها إلا في حال الضرورة إليها، وأكلوا منها بقدر ما أبقى لهم النفس وأمسك الروح، وجعلوها بمنزلة الجيفة التي اشتد نتنها، فكل من مر بها امسك على فيه، فهم يتبلغون بأدنى البلاغ، ولا ينتهون إلى الشبع من النتن، ويتعجبون من الممتلئ منها شبعا، والراضي بها نصيبا » الخبر.

[١٣٤٩٥] ٧ - محمد بن أحمد بن علي الفتال في روضة الواعظين: روي أن سعد بن أبي وقاص دخل على سلمان الفارسي يعوده، فبكى سلمان فقال له سعد: ما يبكيك يا أبا عبد الله؟ توفي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وهو عنك راض، ترد عليه الحوض، فقال سلمان: أما أنا لا أبكي جزعا من الموت

__________________

(١) في المصدر: فخلى، وما أثبتناه من المصدر.

(٢) في الحديث من أصبح آمنا في سربه، أي في نفسه والسرب: المسلك والطريق. ( نهاية ابن الأثير ج ٢ ص ٣٥٦ ).

(٣) في المصدر: خيرت.

٥ - تفسير القمي ج ٢ ص ١٤٦.

(١) في المصدر: ما منزلة.

٦ - البحار ج ٧٣ ص ١١٠.

٧ - روضة الواعظين ص ٤٩٠، وعنه في البحار ج ٢٢ ص ٣٨١ ح ١٤.

٥٣

ولا حرصا على الدنيا، ولكن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، عهد إلينا فقال: « ليكن بلغة أحدكم كزاد الراكب » وحولي هذه الأساود(١) ، وإنما حوله أجانة وجفنة ومطهرة.

ورواه ورام في تنبيه الخاطر: وفيه ولكن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عهد إلينا عهدا، فقال: « ليكن بلاغ أحدكم من الدنيا كزاد راكب » فأخشى أن نكون قد جاوزنا أمره، وهذه الأساود حولي إلى آخره(٢) .

[١٣٤٩٦] ٨ - القطب الراوندي في لب اللباب: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: « فروا من فضول الدنيا كما تفرون من الحرام، وهونوا على أنفسكم الدنيا كما تهونون الجيفة، وتوبوا إلى الله من فضول الدنيا وسيئات أعمالكم، تنجوا من شدة العذاب ».

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : « لا تنالون الآخرة إلا بترككم الدنيا والتعري منها: أوصيكم أن تحبوا ما أحب الله وتبغضوا ما أبغض الله ».

[١٣٤٩٧] ٩ - نهج البلاغة: في كتابه إلى عثمان بن حنيف: « ألا وإن لكل مأموم إماما يقتدي به، ويستضئ بنور علمه، ألا وإن إمامكم قد اكتفى من دنياه بطمريه(١) ، ومن طعمه بقرصيه، ألا وإنكم لا تقدرون على ذلك، ولكن أعينوني بورع واجتهاد وعفة وسداد » الخبر.

[١٣٤٩٨] ١٠ - وفيه: وفي خطبة لهعليه‌السلام : « فتأس بنبيك الأطهر

__________________

(١) في الطبعة الحجرية: الأساور، وما أثبتناه من المصدر. الأساود: يريد الشخوص من المتاع الذي كان عنده، وكل شخص من انسان أو متاع أو غيره سواد. ويجوز أن يريد بالأساود الحيات، جمع اسود، شبهها بها لاستضراره منها. ( نهاية ابن الأثير ج ٢ ص ٤١٩ ).

(٢) مجموعة ورام: لم نجده في مظانه.

٨ - لب اللباب: مخطوط.

٩ - نهج البلاغة ج ٣ ص ٧٨ ح ٤٥.

(١) الطمر: الثوب الخلق العتيق البالي. ( مجمع البحرين ج ٣ ص ٣٧٧ ).

١٠ - نهج البلاغة ج ٢ ص ٧٤ قطعة من الخطبة ١٥٥.

٥٤

الأطيبصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فإن فيه أسوة لمن تأسى وعزاء لمن تعزى، وأحب العباد إلى الله تعالى المتأسي بنبيه والمقتص لاثره، قضم الدنيا قضما ولم يعرها طرقا، أهضم أهل الدنيا كشحا، وأخمصهم من الدنيا بطنا، عرضت عليه الدنيا فأبى ان يقبلها، وعلم أن الله سبحانه أبغض شيئا فأبغضه، وحقر شيئا فحقره، وصغر شيئا فصغره، ولو لم يكن فينا إلا حبنا ما أبغض الله(١) وتعظيمنا ما صغر الله(٢) ، لكفى به شقاقا لله، ومحاداة عن أمر الله، ولقد كانصلى‌الله‌عليه‌وآله يأكل على الأرض، ويجلس جلسة العبد، ويخصف بيده نعله، ويرقع بيده ثوبه، ويركب الحمار العاري، ويردف خلفه، ويكون الستر على باب بيته فتكون فيه التصاوير فيقول: يا فلانة لاحدى أزواجه غيبيه عني، فإني إذا نظرت إليه ذكرت الدنيا وزخارفها، فأعرض عن الدنيا بقلبه، وأما ذكرها من نفسه، وأحب أن تغيب زينتها عن عينه، لكيلا يتخذ منها رياشا، ولا يعتقدها قرارا، ولا يرجو فيها مقاما، فأخرجها من النفس، وأشخصها عن القلب، وغيبها عن البصر، وكذلك من أبغض شيئا، أبغض أن ينظر إليه وأن يذكر عنده، ولقد كان في رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ما يدلك على مساوئ الدنيا وعيوبها، إذ جاع فيها مع خاصته، وزويت عنه زخارفها مع عظيم زلفته، فلينظر ناظر بعقله، أأكرم الله محمداصلى‌الله‌عليه‌وآله بذلك أم أهانه!؟ فإن قال: أهانه، كذب و [ أتى بالإفك ](٣) العظيم، وإن قال: أكرمه، فليعلم أن الله قد أهان غيره، حيث بسط الدنيا له، وزواها عن أقرب الناس(٤) ، فتأسى متأس بنبيه، واقتص اثره، وولج مولجه، وإلا فلا يأمن الهلكة، فإن الله جعل محمداصلى‌الله‌عليه‌وآله علما للساعة، ومبشرا بالجنة، ومنذرا بالعقوبة، خرج من الدنيا خميصا، وورد الآخرة سليما، لم يضع حجرا على حجر حتى مضى لسبيله، وأجاب داعي ربه » إلى آخره.

__________________

(١ - ٢) في المصدر زيادة: ورسوله.

(٣) أثبتناه من المصدر.

(٤) في المصدر زيادة: منه.

٥٥

[١٣٤٩٩] ١١ - السيد فضل الله الراوندي في نوادره: بإسناده الصحيح عن موسى بن جعفر قال: « قال جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائهعليهم‌السلام : أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، كان يأتي أهل الصفة وكانوا ضيفان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، كانوا هاجروا من أهاليهم وأموالهم إلى المدينة، فاسكنهم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله صفة المسجد، وهم أربعمائة رجل يسلم عليهم بالغداة والعشي، فأتاهم ذات يوم فمنهم من يخصف نعله، ومنهم من يرقع ثوبه، ومنهم من يتفلى، وكان رسول الله ( صلى الله عليه وماله ) يرزقهم مدا مدا من تمر في كل يوم، فقام رجل منهم فقال: يا رسول الله، التمر الذي ترزقنا قد أحرق بطوننا، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : أما إني لو استطعت أن أطعمكم الدنيا لأطعمتكم، ولكن من عاش منكم بعدي فسيغدى عليه بالجفان ويراح عليه بالجفان، ويغدو أحدكم في قميصه(١) ويروح في أخرى، وتنجدون(٢) بيوتكم كما تنجد الكعبة، فقام رجل فقال: يا رسول الله، إنا إلى ذلك الزمان بالأشواق فمتى هو؟ قالصلى‌الله‌عليه‌وآله : زمانكم هذا خير من ذلك الزمان، إنكم إن ملأتم بطونكم من الحلال، توشكون أن تلمؤوها من الحرام » الخبر.

[١٣٥٠٠] ١٢ - ابن فهد في التحصين: نقلا من كتاب المنبئ عن زهد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، لجعفر بن أحمد القمي، عن أحمد بن علي بن بلال، عن عبد الرحمن بن حمدان، عن الحسن بن محمد، عن أبي الحسن بشر بن أبي بشر البصري، عن الوليد بن عبد الواحد، عن حنان(١) البصري، عن

__________________

١١ - نوادر الراوندي ص ٢٥، وعنه في البحار ج ٧٠ ص ١٢٨ ح ١٥.

(١) كذا في الطبعة الحجرية والمصدر والبحار، ولعل صوابها « خميصة ».

(٢) التنجيد: التزيين، يقال بيت منجد: أي مزين ( مجمع البحرين ج ٣ ص ١٤٩ ).

١٢ - التحصين ص ٨.

(١) في المصدر « سنان » والظاهر هو الصحيح، راجع تقريب التهذيب ج ١ ص ٣٣٤

٥٦

إسحاق بن نوح، عن محمد بن علي، عن سعيد بن زيد بن عمرو(٢) بن نفيل قال: سمعت النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول وأقبل على أسامة بن زيد فقال: « يا أسامة، عليك بطريق الحق، وإياك أن تختلج دونه بزهرة(٣) رغبات الدنيا، وغضارة نعيمها، وبائد سرورها، وزائل عيشها إلى أن قالعليه‌السلام ألا ولا تقوم الساعة حتى يبغض الناس من أطاع الله، ويحبون من عصى الله، فقال عمر: يا رسول الله، والناس يومئذ على الاسلام! قال: وأين الاسلام يومئذ يا عمر! المسلم يومئذ كالغريب الشريد، ذاك الزمان يذهب فيه الاسلام ولا يبقى إلا اسمه، ويندرس(٤) فيه القرآن ولا يبقى إلا رسمه، فقال عمر: يا رسول الله، وفيما يكذبون من أطاع الله ويطردونهم ويعذبونهم؟ فقال: يا عمر، تركوا(٥) القوم الطريق، وركنوا إلى الدنيا، ورفضوا الآخرة، وأكلوا الطيبات، ولبسوا الثياب المزينات، وخدمهم أبناء فارس والروم، فهم يغتدون(٦) في طيب الطعام، ولذيذ الشراب، وذكي الريح، ومشيد البنيان، ومزخرف البيوت، ومنجدة(٧) المجالس، ويتبرج الرجل منهم كما تبرج المرأة لزوجها، وتتبرج النساء بالحلي والحلل المزينة، زيهم يومئذ زي الملوك الجبابرة، يتباهون بالجاه واللباس، وأولياء الله عليهم العباء شاحبة(٨) ألوانهم من السهر، ومنحنية أصلابهم من القيام، قد لصقت [ بطونهم ](٩) بظهورهم

__________________

ح ٥٣٤.

(٢) في الحجرية « عمرة » والصحيح ما أثبتناه من المصدر، « انظر: تقريب التهذيب ج ١ ص ٢٩٦ ح ١٧١ ».

(٣) في المصدر: بزهوه.

(٤) في المصدر: يدرس.

(٥) وفيه: ترك.

(٦) في الحجرية « يعبدون » وما أثبتناه من المصدر.

(٧) في المصدر: منجد.

(٨) شاحبة: الشاحب المتغير اللون من مرض أو خوف أو قلة المآكل وقلة التنعم ( مجمع البحرين ج ٢ ص ٨٦ ).

(٩) أثبتناه من المصدر.

٥٧

من طول الصيام إلى أن قال فإذا تكلم منهم متكلم بحق أو تفوه بصدق، قيل له: اسكت فأنت قرين الشيطان ورأس الضلالة، يتأولون كتاب الله على غير تأويله ويقولون:( من حرم زينة الله التي اخرج لعباده والطيبات من الرزق ) (١٠) » الخبر.

٦٤ -( باب كراهة الحرص على الدنيا)

[١٣٥٠١] ١ - الصدوق في الخصال: عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن علي ( عن عمر )(١) عن أبان بن عثمان، عن العلاء بن سيابة، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: « لما أهبط نوحعليه‌السلام من السفينة، أتاه إبليس فقال له: ما في الأرض رجل أعظم منة علي منك، دعوت الله على هؤلاء الفساق فأرحتني منهم، ألا أعلمك خصلتين؟ إياك والحسد فهو الذي عمل بي ما عمل، وإياك والحرص فهو الذي عمل بآدم ما عمل ».

[١٣٥٠٢] ٢ - وعن محمد بن جعفر البندار، عن سعيد بن أحمد، عن يحيى بن الفضل الوراق، عن قتيبة بن سعيد، عن أبي عوان، عن أبي قتادة(١) ، عن أنس، عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: « يهرم ابن آدم ويشب منه اثنتان: الحرص على المال، والحرص على العمر ».

[١٣٥٠٣] ٣ - وعن الخليل بن أحمد، عن محمد بن معاذ، عن الحسين بن الحسن،

__________________

(١٠) الأعراف ٧: ٣٢.

الباب ٦٤

١ - الخصال ص ٥٠ ح ٦١.

(١) ليس في المصدر، والظاهر أن ما في المصدر هو الصواب « راجع معجم رجال الحديث ج ١ ص ١٦٢ ».

٢ - الخصال ص ٧٣ ح ١١٢.

(١) في المصدر: عن قتادة، والظاهر أنه أصوب « راجع تهذيب التهذيب ج ١ ص ٣٧٧، قتادة روى عن أنس بن مالك ».

٣ - الخصال ص ٧٣ ح ١١٣.

٥٨

عن عبد الله بن المبارك، عن شعبة بن الحجاج، عن قتادة، عن أنس بن مالك، أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: « يهلك أو قال يهرم ابن آدم ويبقى منه اثنتان: الحرص، والأمل ».

[١٣٥٠٤] ٤ - وفي معاني الأخبار: بالسند المتقدم في خبر الشيخ الشامي، أنه سأل أمير المؤمنينعليه‌السلام : أي ذل أذل، قال: « الحرص على الدنيا ».

ورواه في كتاب الغايات: عنهعليه‌السلام ، مثله(١) .

[١٣٥٠٥] ٥ - وعن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن خالد، رفعه إلى سعد بن طريف، عن الأصبغ بن نباتة، عن الحارث الأعور قال: كان فيما سأل أمير المؤمنين ابنه الحسنعليهما‌السلام ، أنه قال: « ما الفقر؟ قال: الحرص والشره ».

[١٣٥٠٦] ٦ - جعفر بن أحمد في كتاب الغايات: عن أبي جعفرعليه‌السلام : « حدثني أبي، عن أبيه، عن جده قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : أغنى الناس من لم يكن للحرص أسيرا ».

[١٣٥٠٧] ٧ - وعن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: « تبع حكيم حكيما سبعمائة فرسخ في سبع كلمات، فلما لحق به قال: يا هذا، ما أرفع من السماء؟ وأوسع من الأرض؟ وأغنى من البحر؟ وأقسى من الحجر؟ وأشد حرارة من النار؟ وأشد بردا من الزمهرير؟ وأثقل من الجبال الراسيات؟ فقال له: يا هذا، الحق أرفع من السماء، والعدل أوسع من الأرض، وغنى النفس أغنى من البحر، وقلب الكافر أقسى من الحجر، والحريص الجشع(١) أشد حرارة

__________________

٤ - معاني الأخبار ٢ ١٩٨.

(١) الغايات ص ٦٦.

٥ - معاني الأخبار ص ٢٢٤.

٦ - الغايات ص ٦٦.

٧ - الغايات ص ٩٥.

(١) في الطبعة الحجرية: « المشجع » وما أثبتناه من المصدر.

٥٩

من النار، واليأس من روح الله أشد بردا من الزمهرير، والبهتان على البرئ أثقل من الجبال الراسيات ».

[١٣٥٠٨] ٨ - الكراجكي في كنز الفوائد: روي أنه سئل أمير المؤمنينعليه‌السلام ، عن الحرص ما هو؟ قال: « طلب القليل بإضاعة الكثير ».

[١٣٥٠٩] ٩ - مصباح الشريعة: قال الصادقعليه‌السلام : « لا تحرص على شئ لو تركته لوصل(١) إليك، وكنت عند الله مستريحا محمودا بتركه، ومذموما باستعجالك في طلبه، وترك التوكل عليه، والرضى بالقسم، فان الدنيا خلقها الله بمنزلة ظلك، إن طلبته أتعبك ولا تلحقه ابدا، وان تركته تبعك(٢) وأنت مستريح، وقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : الحريص محروم، وهو مع حرمانه مذموم في أي شئ كان، وكيف لا يكون محروما؟ وقد فر من وثاق الله، وخالف قول الله عز وجل، حيث يقول الله عز وجل:( الذي خلقكم ثم رزقكم ثم يميتكم ثم يحييكم ) (٣) والحريص بين سبع آفات صعبة: فكر يضر بدنه(٤) ولا ينفعه، وهم لا يتم له أقصاه، وتعب لا يستريح منه إلا عند الموت، ( ويكون عند الراحة أشد تعبا )(٥) ، وخوف لا يورثه إلا الوقوع فيه، وحزن قد كدر عليه عيشه بلا فائدة، وحساب لا يخلصه(٦) من عذاب ( الله إلا أن يعفو الله عنه )(٧) ، وعقاب لا مفر له منه ولا حيلة، والمتوكل على الله يمسي ويصبح في كنف ( الله

__________________

٨ - كنز الفوائد ص ١٩٤.

٩ - مصباح الشريعة ص ١٨٦.

(١) في المصدر: « وصل ».

(٢) في المصدر: « يتبعك ».

(٣) الروم ٣٠: ٤٠.

(٤) في المصدر: « بدينه ».

(٥) ما بين القوسين لم ترد في المصدر.

(٦) في المصدر: « لا مخلص له معه ».

(٧) ما بين القوسين ليس في المصدر.

٦٠