مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل الجزء ١٢

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل13%

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 447

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧
  • البداية
  • السابق
  • 447 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 143114 / تحميل: 11946
الحجم الحجم الحجم
مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل الجزء ١٢

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

١

٢

٣

٤

٥٢ -( باب تحريم اختتال(*) الدنيا بالدين)

[١٣٣٥٢] ١ - الحسن بن علي بن شعبة في تحف العقول: عن المفضل بن عمر، أنه قال في وصيته لأصحابه: لا تأكلوا الناس بآل محمدعليهم‌السلام ، فإني سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: « افترق الناس فينا على ثلاث فرق: فرقة أحبونا انتظار قائمناعليه‌السلام ليصيبوا من دنيانا، فقالوا وحفظوا كلامنا وقصروا عن فعلنا، فسيحشرهم الله إلى النار، وفرقة أحبونا وسمعوا كلامنا ولم يقصروا عن فعلنا، ليستأكلوا الناس بنا، فيملا الله بطونهم نارا، يسلط عليهم الجوع والعطش » الخبر.

[١٣٣٥٣] ٢ - ثقة الاسلام، عن علي بن إبراهيم، رفعه إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: « طلبة العلم ثلاثة، فأعرفهم بأعيانهم وصفاتهم: صنف يطلبه للجهل والمراء، وصنف يطلبه للاستطالة والختل إلى أن قال وصاحب الاستطالة والختل ذو خب وملق، يستطيل على مثله من أشباهه(١) ، ويتواضع للأغنياء من دونه، فهو لحلوانهم(٢) هاضم، ولدينه حاطم، فأعمى الله على هذا خبره، وقطع من آثار العلماء أثره » الخبر.

[١٣٣٥٤] ٣ - جعفر بن أحمد القمي في كتاب الغايات: عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: « شرار(١) الناس من باع آخرته بدنياه، وشر من ذلك

__________________

الباب ٥٢

(*) الاختتال والختل: الخداع والمكر « لسان العرب ج ١١ ص ١٩٩ ».

١ - تحف العقول ص ٣٩١.

٢ - أصول الكافي ج ١ ص ٣٩ ح ٥.

(١) في الطبعة الحجرية: « أشباههم » وما أثبتناه من المصدر.

(٢) الحلوان: الرشوة والعطية والأجرة ( لسان العرب ج ١٤ ص ١٩٣ ).

٣ - الغايات ص ٩١.

(١) في المصدر: « شر ».

٥

من باع آخرته بدنيا غيره ».

[١٣٣٥٥] ٤ - وعن مكحول، عن أبي ذررحمه‌الله قال: الخاسر عمر دنياه بخراب آخرته، والخاسر من استصلح معاشه بفساد دينه الخبر.

[١٣٣٥٦] ٥ - الآمدي في الغرر: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه قال: « صن دينك بدنياك تربحهما(١) ، ولا تصن دنياك بدينك فتخسرهما ».

وقالعليه‌السلام (٢) : « صن الدين بالدنيا ينجك، ولا تصن الدنيا بالدين فترديك ».

[١٣٣٥٧] ٦ - محمد بن إدريس في السرائر: نقلا عن كتاب أبي القاسم بن قولويه، عن أبي ذر قال: من تعلم علما من علم الآخرة، يريد به ( عرضا من عرض )(١) الدنيا، لم يجد ريح الجنة.

٥٣ -( باب وجوب تسكين الغضب عن فعل الحرام، وما يسكن به)

[١٣٣٥٨] ١ - الجعفريات: بإسناده عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام : « من كف غضبه، وبسط رضاه، وبذل معروفه ووصل رحمه، وأدى أمانته، جعله الله تعالى في نوره الأعظم ».

[١٣٣٥٩] ٢ - وبهذا الاسناد: عن علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، قال: قال رسول

__________________

٤ - الغايات ص ٦٨.

٥ - الغرر ج ١ ص ٣٤٧ ح ٥١.

(١) لم ترد في المصدر.

(٢) المصدر السابق ج ١ ص ٤٥٧ ح ٥٣.

٦ - السرائر ص ٤٩١.

(١) في المصدر: « غرضا من غرض ».

الباب ٥٣

١ - الجعفريات ص ١٦٧.

٢ - الجعفريات ص ٢٣٠.

٦

اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « من أسبغ وضوءه، وأحسن صلاته، وأدى زكاة ماله، وكف غضبه، وسجن لسانه، وبذل معروفه، واستغفر لذنبه، وأدى النصيحة لأهل بيتي، فقد استكمل حقائق الايمان، وأبواب الجنة له مفتحة ».

[١٣٣٦٠] ٣ - وبهذا الاسناد قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : الغضب يفسد الايمان، كما يفسد الصبر العسل، وكما يفسد الخل العسل ».

ورواه الراوندي في نوادره: بإسناده عن موسى بن جعفر، عن آبائه، عنه ( صلوات الله عليهم )، مثله(١) .

ورواه في البحار: عن كتاب الإمامة والتبصرة لعلي بن بابويه، عن أحمد بن علي، عن محمد بن الحسن الصفار، عن إبراهيم بن هاشم، عن النوفلي، عن السكوني، عن جعفر بن محمد، عن أبيهعليهما‌السلام ، مثله(٢) .

[١٣٣٦١] ٤ - كتاب عاصم بن حميد الحناط: عن أبي حمزة قال: سمعت أبا جعفرعليه‌السلام يقول: « من كف نفسه عن اعراض الناس، اقاله الله نفسه يوم القيامة، ومن كف غضبه عن الناس، كف الله عنه عذابه يوم القيامة ».

ورواه المفيد في الإختصاص: عنهعليه‌السلام ، مثله(١) .

[١٣٣٦٢] ٥ - فقه الرضاعليه‌السلام : « روي أن رجلا سأل العالم أن يعلمه

__________________

٣ - الجعفريات ص ١٦٣.

(١) نوادر الراوندي ص ١٧.

(٢) البحار ج ٧٣ ص ٢٦٦ ح ١٩ بل عن جامع الأحاديث ص ١٩.

٤ - كتاب عاصم بن حميد الحناط ص ٣٣.

(١) الاختصاص ص ٢٢٩.

٥ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٤٨.

٧

ما ينال به خير الدنيا والآخرة، ولا يطول عليه، فقال: لا تغضب ».

[١٣٣٦٣] ٦ - العياشي في تفسيره: عن الأصبغ بن نباتة قال: سمعت أمير المؤمنينعليه‌السلام يقول: « إن أحدكم ليغضب فما يرضى حتى يدخل به النار، فأيما رجل منكم غضب على ذي رحمه فليدن منه، فإن الرحم إذا مستها الرحم استقرت، وإنها متعلقة بالعرش تنتقض(١) انتقاض(٢) الحديد، فتنادي: اللهم صل من وصلني، واقطع من قطعني، وذلك قول الله عز وجل في كتابه:( واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا ) (٣) وأيما رجل غضب وهو قائم، فليلزم الأرض من فوره، فإنه يذهب رجز الشيطان ».

[١٣٣٦٤] ٧ - المفيدرحمه‌الله في الأمالي: عن أحمد بن محمد بن الحسن، عن أبيه، عن الصفار، عن العباس بن معروف، عن علي بن مهزيار، عن الحسن بن محبوب، عن هشام بن سالم، عن حبيب السجستاني، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقرعليهما‌السلام ، قال: « إن في التوراة مكتوبا فيما ناجى الله تعالى به موسىعليه‌السلام إلى أن قال له والملك غضبك عمن ملكتك عليه، اكف عنك غضبي » الخبر.

[١٣٣٦٥] ٨ - وفي الاختصاص: قال الصادقعليه‌السلام : « كان أبي محمدعليه‌السلام يقول: أي شئ أشد من الغضب! إن الرجل إذا غضب يقتل النفس، ويقذف المحصنة ».

[١٣٣٦٦] ٩ - الحسين بن سعيد الأهوازي في كتاب الزهد: عن فضالة بن أيوب،

__________________

٦ - تفسير العياشي ج ١ ص ٢١٧ ح ٨.

(١) في الطبعة الحجرية « ينتقضه »، وما أثبتناه من المصدر.

(٢) الانتقاض: صوت كالنقر. ( مجمع البحرين ج ٤ ص ٢٣٢ ).

(٣) النساء ٤: ١.

٧ - أمالي المفيد ص ٢١٠.

٨ - الاختصاص ص ٢٤٣.

٩ - الزهد ص ٢٦.

٨

عن داود بن فرقد، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: « جاء إعرابي إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال: يا رسول الله، علمني شيئا واحدا، فإني رجل أسافر فأكون في البادية، قال: لا تغضب، فاستيسرها الاعرابي، فرجع إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال: يا رسول الله علمني شيئا واحدا، فإني أسافر وأكون في البادية، فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : لا تغضب، فاستيسرها الاعرابي فرجع فأعاد السؤال، فأجابه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فرجع إلى نفسه وقال: لا أسأل عن شئ بعد هذا، إني وجدته قد نصحني وحذرني، لئلا افتري حين أغضب، ولئلا أقتل حين أغضب ».

وقال أبو عبد اللهعليه‌السلام (١) : « الغضب مفتاح كل شر ».

وقالعليه‌السلام (٢) : « إن إبليس كان مع الملائكة [ وكانت الملائكة ](٣) تحسب أنه منهم، وكان في علم الله أنه ليس منهم، فلما امر بالسجود لآدمعليه‌السلام ، حمى وغضب، فاخرج الله ما كان في نفسه بالحمية والغضب ».

[١٣٣٦٧] ١٠ - جامع الأخبار: قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : « الغضب جمرة من الشيطان » وقال إبليس عليه اللعنة(١) : الغضب رهقي ومصيادي، وبه أصد(٢) خيار الخلق عن الجنة وطريقها.

[١٣٣٦٨] ١١ - وعن جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، قال: « من لم يغضب فله الجنة ومن لم يحسد فله الجنة ».

__________________

(١) الزهد ص ٢٧.

(٢) الزهد ص ٢٧.

(٣) أثبتناه من المصدر.

١٠ - جامع الأخبار ص ١٨٦.

(١) نفس المصدر ص ١٨٧.

(٢) في المصدر: أسد، وفي نسخة: استأثر.

١١ - المصدر السابق ص ١٨٧.

٩

[١٣٣٦٩] ١٢ - الصدوق في العيون والأمالي: عن محمد بن موسى بن المتوكل، عن علي بن الحسين السعد آبادي، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن عبد العظيم الحسني، عن أبي جعفر الثاني، عن أبيهعليهما‌السلام ، قال: « دخل موسى بن جعفرعليهما‌السلام ، على هارون الرشيد، وقد استخفه الغضب على رجل، فقال له: إنما تغضب لله عز وجل، فلا تغضب له بأكثر مما غضب لنفسه ».

[١٣٣٧٠] ١٣ - الشيخ الطوسي في أماليه: عن جماعة، عن أبي المفضل، عن محمد بن جعفر الرزاز، عن محمد بن عيسى القيسي(١) ، عن محمد بن الفضيل، عن الرضا، عن آبائهعليهم‌السلام ، قال: « قال رجل للنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : يا رسول الله، علمني عملا لا يحال بينه وبين الجنة، قال: لا تغضب » الخبر.

[١٣٣٧١] ١٤ - الحسين بن علي بن شعبة في تحف العقول: عن هشام بن الحكم، عن الكاظمعليه‌السلام ، قال: قال: « يا هشام، من كف نفسه عن أعراض الناس، أقاله الله عثرته يوم القيامة، ومن كف غضبه عن الناس، كف الله عنه غضبه يوم القيامة ».

[١٣٣٧٢] ١٥ - القطب الراوندي في قصص الأنبياء: بإسناده إلى الصدوق، عن محمد بن شاذان، عن أحمد بن عثمان، عن محمد بن محمد بن الحارث، عن صالح بن سعيد، عن عبد الهيثم(١) ، عن المسيب، عن محمد بن السائب، عن أبي صالح، عن ابن عباس في حديث أنه قال: قال نوح

__________________

١٢ - عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ص ٢٩٢، أمالي الصدوق ص ٢٦ ح ٢.

١٣ - أمالي الطوسي ج ٢ ص ١٢١، وعنه في البحار ج ٧٣ ص ٢٦٤ ح ٨.

(١) في المصدر: القمي.

١٤ - تحف العقول ص ٢٩١.

١٥ - قصص الأنبياء ص ٦٥، وعنه في البحار ج ١١ ص ٢٩٣ ح ٧.

(١) في المصدر: القاسم.

١٠

عليه‌السلام لإبليس: أخبرني متى تكون أقدر على ابن ادم؟ قال: عند الغضب.

[١٣٣٧٣] ١٦ - الشهيد الثاني في المنية: سئل النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ما يبعد من غضب الله تعالى، قال: « لا تغضب ».

[١٣٣٧٤] ١٧ - نهج البلاغة: في كتاب أمير المؤمنينعليه‌السلام إلى الحارث الهمداني: « واحذر الغضب، فإنه جند عظيم من جنود إبليس ».

[١٣٣٧٥] ١٨ - أبو يعلى الجعفري في النزهة: عن الهاديعليه‌السلام ، أنه قال: « الغضب على من لا تملك عجز، وعلى من تملك لؤم ».

[١٣٣٧٦] ١٩ - الآمدي في الغرر: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه قال: « الغضب شر إن أطعته دمر ».

وقالعليه‌السلام : « الغضب عدو فلا تملكه نفسك »(١) .

وقالعليه‌السلام : « الغضب يفسد الألباب، ويبعد من الصواب »(٢) .

وقالعليه‌السلام : « الحلم عند شدة الغضب، يؤمن غضب الجبار »(٣) .

وقالعليه‌السلام : « الغضب نار موقدة، من كظمه أطفأها، ومن أطلقه كان أول محترق بها »(٤) .

__________________

١٦ - منية المريد ص ١٦٠.

١٧ - نهج البلاغة ج ٣ ص ١٤٤ ح ٦٩.

١٨ - نزهة الناظر: النسخة المطبوعة خالية من هذا الحديث.

١٩ - غرر الحكم ودرر الكلم ج ١ ص ٤٢ ح ١٢٦٥.

(١) المصدر السابق ج ١ ص ٤٨ ح ١٣٨٥.

(٢) نفس المصدر ج ١ ص ٤٩ ح ١٤٠١.

(٣) نفس المصدر ج ١ ص ٧١ ح ١٨٠٢.

(٤) نفس المصدر ج ١ ص ٧١ ح ١٨١٢.

١١

وقالعليه‌السلام : « العاقل من يملك نفسه إذا غضب، وإذا رغب، وإذا رهب ».

وقالعليه‌السلام : « الحلم يطفئ نار الغضب، والحدة تؤجج احراقه »(٦) .

وقالعليه‌السلام : « احترسوا من سورة الغضب، واعدوا له ما تجاهدونه به من الكظم والحلم »(٧) .

وقالعليه‌السلام : « احذروا الغضب فإنه نار محرقة »(٨) .

وقالعليه‌السلام : « إياك والغضب، فأوله جنون، وآخره ندم »(٩) .

وقالعليه‌السلام : « أفضل الملك ملك الغضب »(١٠) .

وقالعليه‌السلام : « أعظم الناس سلطانا على نفسه، من قمع غضبه، وأمات شهوته »(١١) .

وقالعليه‌السلام : « أعدى عدو للمرء غضبه وشهوته، فمن ملكها علت درجته وبلغ غايته »(١٢) .

وقالعليه‌السلام : « انكم إن أطعتم سورة الغضب، أوردتكم نهاية(١٣) العطب »(١٤) .

__________________

(٥) غرر الحكم ج ١ ص ٨٩ ح ٢٠٣٦.

(٦) نفس المصدر ج ١ ص ٩٢ ح ٢٠٨٦.

(٧) نفس المصدر ج ١ ص ١٣٣ ح ٣٠.

(٨) نفس المصدر ج ١ ص ١٤٢ ح ١١.

(٩) نفس المصدر ج ١ ص ١٤٧ ح ٥.

(١٠) نفس المصدر ج ١ ص ١٧٧ ح ٧٦.

(١١) نفس المصدر ج ١ ص ٢٠٢ ح ٤٣٣.

(١٢) نفس المصدر ج ١ ص ٢٠٣ ح ٤٤٣.

(١٣) في المصدر: موارد.

(١٤) نفس المصدر ج ١ ص ٢٩٣ ح ٣٦.

١٢

وقال: « بئس القرين الغضب، يبدي المعائب، ويدني الشر، ويباعد الخير »(١٥) .

وقالعليه‌السلام : « رأس الفضائل، ملك الغضب، وإماتة الشهوة »(١٦) .

وقالعليه‌السلام : « سبب العطب طاعة الغضب »(١٧) .

وقالعليه‌السلام : « ظفر بالشيطان من غلب غضبه(١٨) ، ( انظر الشيطان بمن ملكه غضبه )(١٩) ».

وقالعليه‌السلام : « فاز بالفضيلة، من غلب غضبه، وملك نوازع شهوته »(٢٠) .

وقالعليه‌السلام : « ليس لإبليس رهق أعظم من الغضب والنساء »(٢١) .

وقالعليه‌السلام : « من أطلق غضبه تعجل حتفه »(٢٢) .

وقال: « من غلب عليه غضبه وشهوته، فهو في حيز البهائم »(٢٣) .

[١٣٣٧٧] ٢٠ - أبو القاسم الكوفي في كتاب الأخلاق: عن رسول الله ( صلى الله

__________________

(١٥) غرر الحكم ج ١ ص ٣٤٢ ح ٣٤.

(١٦) نفس المصدر ج ١ ص ٤١١ ح ١٦.

(١٧) نفس المصدر ج ١ ص ٤٣٠ ح ١٠.

(١٨) نفس المصدر ج ٢ ص ٤٧٥ ح ١٣.

(١٩) نفس المصدر ص ٢٤٠ « الطبعة الحجرية ».

(٢٠) نفس المصدر ج ٢ ص ٥١٩ ح ٥٢.

(٢١) نفس المصدر ج ٢ ص ٥٩٥ ح ٤٣.

(٢٢) نفس المصدر ج ٢ ص ٦٢٥ ح ٣٠٣.

(٢٣) نفس المصدر ص ٣٢٦ « الطبعة الحجرية ».

٢٠ - الأخلاق: مخطوط.

١٣

عليه وآله )، أنه قال: « من كف غضبه، ستر الله عورته، ومن كظم غيظه ولو شاء أن يمضيه أمضاه، ملا الله قلبه يوم القيامة رضاه ».

[١٣٣٧٨] ٢١ - مجموعة الشهيدرحمه‌الله : عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « ألا ومن حفظ نفسه عند الغضب، فهو كالمجاهد في سبيل الله ».

[١٣٣٧٩] ٢٢ - علي بن الحسين المسعودي في إثبات الوصية: عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في حديث دخوله على المنصور قال: ثم أقبل حتى انتهى إلى الباب، فاستقبله الربيع الحاجب، فقال له: ما أشد غيظ هذا الجبار عليك! يعني ما قد هم به أن يأتي على آخركم، ثم دخل إليه فاستأذن له، [ فأذن ](١) فدخل فسلم عليه، فروي أنهعليه‌السلام صافحه، وقال له: « روينا عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله [ أنه قال ](٢) : إن الرحم إذا تماست عطفت » فأجلسه المنصور إلى جنه، ثم قال: [ فإني ](٣) قد انعطفت وليس عليك بأس الخبر.

٥٤ -( باب وجوب ذكر الله عند الغضب)

[١٣٣٨٠] ١ - الحسين بن سعيد في كتاب الزهد: عن النضر، عن القاسم بن سليمان، قال: حدثني الصباح، عن زيد بن عليعليه‌السلام ، قال: أوحى الله عز وجل إلى نبيه داودعليه‌السلام : إذا ذكرني عبدي حين يغضب، ذكرته يوم القيامة في جميع خلقي، ولا أمحقه فيما أمحق.

__________________

٢١ - مجموعة الشهيد:

٢٢ - اثبات الوصية ص ١٥٩.

(١) أثبتناه من المصدر.

(٢) أثبتناه من المصدر.

(٣) أثبتناه من المصدر.

الباب ٥٤

١ - الزهد ص ٢٨ ح ٦٧.

١٤

[١٣٣٨١] ٢ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله بن محمد، أخبرنا محمد بن محمد، قال: حدثني موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : إن الله عز وجل يقول: ابن آدم، اذكرني حين تغضب، أذكرك حين أغضب، ولا أمحقك حين أمحق ».

[١٣٣٨٢] ٣ - الحسن بن فضل الطبرسي في مكارم الأخلاق: عن الصادقعليه‌السلام ، أنه قال: « قل عند الغضب:

اللهم اذهب عني غيظ قلبي: واغفر لي ذنبي، وأجرني من مضلات الفتن، أسألك برضاك، وأعوذ بك من سخطك، أسألك جنتك، وأعوذ بك من نارك، أسألك الخير كله، وأعوذ بك من الشر كله، اللهم ثبتني على الهدى والصواب، واجعلني راضيا مرضيا، غير ضال ولا مضل ».

قال: وأيضا في الغضب تصلي على النبي وآله، وتقول: « يذهب غيظ قلوبهم، اللهم اغفر ذنبي، واذهب غيظ قلبي، وأجرني من الشيطان الرجيم، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ».

[١٣٣٨٣] ٤ - القطب الراوندي في كتاب لب اللباب: في حديث أن إبليس قال لموسىعليه‌السلام : وإياك والغضب، وإذا غضبت فقل: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، يسكن غضبك.

٥٥ -( باب تحريم الحسد، ووجوب اجتنابه، دون الغبطة)

[١٣٣٨٤] ١ - العياشي في تفسيره: عن ابن ظبيان قال: قال أبو عبد الله

__________________

٢ - الجعفريات: لم نجده في مظانه، ومثله في تنبيه الخواطر ج ١ ص ١٢١.

٣ - مكارم الأخلاق ص ٣٥٠.

٤ - لب اللباب: مخطوط.

الباب ٥٥

١ - تفسير العياشي ج ١ ص ٢٤٨ ح ١٥٦.

١٥

عليه‌السلام : « بينما موسى بن عمران يناجي ربه ويكلمه، إذ رآى رجلا تحت ظل عرش الله، فقال: يا رب من هذا الذي أظله عرشك؟ فقال: يا موسى، هذا ممن لم يحسد الناس على ما آتاهم الله من فضله ».

[١٣٣٨٥] ٢ - أحمد بن علي بن أبي طالب الطبرسي في الاحتجاج: عن السيد مهدي بن أبي حرب الحسيني، عن أبي علي، عن والده الشيخ الطوسي، عن جماعة، عن هارون بن موسى، عن محمد بن همام، عن علي السوري، عن أبي محمد العلوي، عن محمد بن موسى الهمداني، عن محمد بن خالد الطيالسي، عن سيف بن عميرة وصالح بن عقبة، عن قيس بن سمعان، عن علقمة بن محمد الحضرمي، عن أبي جعفر محمد بن عليعليهما‌السلام في حديث قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في خطبة يوم الغدير: معاشر الناس، إن إبليس اخرج آدم من الجنة بالحسد، فلا تحسدوا فتحبط أعمالكم، وتزل أقدامكم، فإن آدم أهبط إلى الأرض لخطيئة واحدة، ( وإن الملعون حسده على الشجرة )(١) ، وهو صفوة الله عز وجل، فكيف بكم وأنتم أنتم!؟ » الخبر.

[١٣٣٨٦] ٣ - الشيخ المفيد في أماليه: عن أبي نصر محمد بن الحسين بن البصير، عن علي بن أحمد بن سيابة، عن عمر بن عبد الجبار(١) ، عن علي بن جعفر بن محمد،(٢) عن أبيه، عن جده قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ذات يوم لأصحابه: ألا أنه قد دب إليكم داء الأمم من قبلكم وهو الحسد، ليس كحالق(٣) الشعر، لكنه حالق الدين، وينجي منه أن

__________________

٢ - الاحتجاج ص ٦١.

(١) ما بين القوسين ليس في المصدر.

٣ - أمالي الشيخ المفيد ص ٣٤٤ ح ٨.

(١) في المصدر زيادة: حدثنا أبي.

(٢) وفيه زيادة: عن أخيه موسى بن جعفرعليه‌السلام .

(٣) في المصدر: بحالق.

١٦

يكف الانسان [ يده ](٤) ويخزن لسانه ولا يكون ذا غمز على أخيه المؤمن ».

[١٣٣٨٧] ٤ - الحميري في قرب الإسناد: عن هارون بن مسلم، عن ابن زياد، عن الصادق، عن أبيهعليهما‌السلام : أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: « لا تتحاسدوا، فإن الحسد يأكل الايمان، كما تأكل النار الحطب اليابس ».

[١٣٣٨٨] ٥ - أبو الفتح الكراجكي في كنز الفوائد: قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : « ما رأيت ظالما أشبه بمظلوم، من الحاسد، نفس دائم، وقلب هائم، وحزن لازم ».

وقالعليه‌السلام : « الحاسد مغتاظ على من لا ذنب له إليه، بخيل بما لا يملكه ».

وقالعليه‌السلام : « الحسد آفة الدين، وحسب الحاسد ما يلقى ».

وقالعليه‌السلام : « لا مروة لكذوب، ولا راحة لحسود ».

وقالعليه‌السلام : « يكفيك من الحاسد أنه يغتم وقت سرورك ».

وقالعليه‌السلام : « الحسد(١) لا يجلب إلا مضرة وغيظا، يوهن قلبك ويمرض جسمك، وشر ما استشعر قلب المرء الحسد ».

وقالعليه‌السلام : « الحسود سريع الوثبة، بطئ العطفة ».

وقالعليه‌السلام : « الحسود مغموم، واللئيم مذموم ».

وقالعليه‌السلام : « لا غنى مع فجور، ولا راحة لحسود، ولا

__________________

(٤) أثبتناه من المصدر.

٤ - قرب الإسناد ص ١٥.

٥ - كنز الفوائد ص ٥٧.

(١) في الحجرية: الحاسد، وما أثبتناه من المصدر.

١٧

مودة لملول ».

[١٣٣٨٩] ٦ - أبو القاسم الكوفي في كتاب الأخلاق: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « لا يجتمع الحسد والايمان في قلب امرئ ».

وقال أمير المؤمنينعليه‌السلام : « الحسد يميث الايمان في القلب، كما يميث الماء الثلج ».

[١٣٣٩٠] ٧ - مصباح الشريعة: قال الصادقعليه‌السلام : « الحاسد يضر بنفسه قبل أن يضر بالمحسود، كإبليس أورث بحسده لنفسه اللعنة، ولآدمعليه‌السلام الاجتباء والهدى، والرفع إلى محل حقائق العهد والاصطفاء، فكن محسودا ولا تكن حاسدا، فإن ميزان الحاسد أبدا خفيف بثقل ميزان المحسود، والرزق مقسوم، فماذا ينفع الحسد الحاسد، وماذا يضر المحسود الحسد، والحسد أصله من عمى القلب، والجحود بفضل الله تعالى، وهما جناحان للكفر، وبالحسد وقع ابن آدم في حسرة الأبد، وهلك مهلكا لا ينجو منه أبدا، ولا توبة لحاسد، لأنه مصر عليه، معتقد به، مطبوع فيه، يبدو بلا معارض له ولا سبب، والطبع لا يتغير عن الأصل وإن عولج ».

[١٣٣٩١] ٨ - الصدوق في الخصال: عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن علي، ( عن عمر )(١) عن أبان بن عثمان، عن العلاء بن سيابة، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: « لما هبط نوحعليه‌السلام من السفينة، أتاه إبليس فقال له: ما في الأرض رجل أعظم منة علي منك، دعوت الله على هؤلاء الفساق فأرحتني منهم،

__________________

٦ - الأخلاق: مخطوط.

٧ - مصباح الشريعة ص ٢٨٥.

٨ - الخصال ص ٥٠ ح ٦١، وعنه في البحار ج ١١ ص ٣١٧ ح ١٤.

(١) ليس في المصدر، والظاهر أن ما في المصدر هو الصواب « راجع معجم رجال الحديث ج ١ ص ١٦٤ ».

١٨

ألا أعلمك خصلتين؟ إياك والحسد، فهو الذي عمل بي ما عمل، وإياك والحرص، فهو الذي عمل بآدم ما عمل ».

[١٣٣٩٢] ٩ - جعفر بن أحمد القمي في كتاب الغايات: عن أبي جعفر، عن أبيه، عن جده، عن أبيهعليهم‌السلام ، قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : أقل الناس لذة الحسود ».

[١٣٣٩٣] ١٠ - الحسن بن علي بن شعبة في تحف العقول: عن هشام بن الحكم، عن الكاظمعليه‌السلام ، قال: « يا هشام، أفضل ما تقرب(١) به العبد إلى الله بعد المعرفة به، الصلاة، وبر الوالدين، وترك الحسد والعجب والفخر ».

[١٣٣٩٤] ١١ - وعن عبد الله بن جندب قال: قال الصادقعليه‌السلام : « إن أبغضكم إلي المترئسون، المشاؤون بالنمائم، الحسدة لإخوانهم، ليسوا مني، ولا أنا منهم إلى أن قال ثم قال: والله لو قدم أحدكم ملء الأرض ذهبا على الله، ثم حسد مؤمنا، لكان ذلك الذهب مما يكوى به في النار » الخبر.

[١٣٣٩٥] ١٢ - الجعفريات: بإسناده عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام ، قال: « ليس من أخلاق المؤمنين(١) التملق والحسد، إلا في طلب العلم ».

[١٣٣٩٦] ١٣ - وبهذا الاسناد: عن عليعليه‌السلام ، قال: « لا يكون العبد

__________________

٩ - الغايات ص ٦٥.

١٠ - تحف العقول ص ٢٩١.

(١) في المصدر: يتقرب.

١١ - تحف العقول ص ٢٢٨.

١٢ - الجعفريات ٢ ٢٣٥.

(١) في المصدر: « المؤمن ».

١٣ - الجعفريات ص ٢٣٣.

١٩

عالما، حتى لا يحسد من فوقه، ولا يحقر من هو دونه ».

[١٣٣٩٧] ١٤ - وبهذا الاسناد: عن عليعليه‌السلام ، قال: « يقول إبليس لجنده: ألقوا بينهم البغي والحسد، فإنهما يعدلان قريبا من الشرك ».

[١٣٣٩٨] ١٥ - البحار، عن أعلام الدين للديلمي: عن أبي الحسن الثالثعليه‌السلام ، قال: « إياك والحسد، فإنه يبين فيك، ولا يعمل في عدوك ».

[١٣٣٩٩] ١٦ - القطب الراوندي في قصص الأنبياء: بإسناده إلى الصدوق، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن القاسم بن محمد، عن سليمان بن داود، عن حماد بن عيسى، عن الصادقعليه‌السلام ، قال: « قال لقمان: يا بني احذر الحسد فلا يكونن من شأنك، واجتنب سوء الخلق ولا(١) يكونن من طبعك، فإنك لا تضر بهما إلا نفسك، وإذا كنت أنت الضار لنفسك كفيت عدوك أمرك، لان عداوتك لنفسك أضر عليك من عداوة(٢) غيرك ».

[١٣٤٠٠] ١٧ - أبو يعلى الجعفري في نزهة الناظر: عن علي بن الحسينعليهما‌السلام ، أنه قال: « الحسود لا ينال شرفا، ولحقود يموت كمدا، واللئيم يأكل ماله الأعداء، والذي خبث لا يخرج إلا نكدا ».

[١٣٤٠١] ١٨ - الآمدي في الغرر: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه قال: « الحسد يضني، الحقد يدوي ».

__________________

١٤ - الجعفريات ص ١٦٦.

١٥ - البحار ج ٧٨ ص ٣٧٠ عن اعلام الدين ص ٩٩.

١٦ - قصص الأنبياء ص ١٩٩، وعنه في البحار ج ١٣ ص ٤٢٠.

(١) في المصدر: « فلا ».

(٢) لم ترد في المصدر.

١٧ - نزهة الناظر ص ٤٤.

١٨ - غرر الحكم ج ١ ص ٦ ح ٤٧ و ٤٨.

٢٠

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

يحيى عن سعيد بن المسيب قال: جاء صبيغ التميمي إلى عمر فسأله عن الذاريات الحديث، وفيه فأمر به عمر فضرب مائة سوط فلما برئ دعاه فضربه مائة أخرى ثمّ حمله على قتب وكتب إلى أبي موسى حرّم على النّاس مجالسته، فلم يزل كذلك حتى أتى أبا موسى فحلف له أنّه لا يجد في نفسه شيئا، فكتب إلى عمر فكتب إليه خلّ بينه وبين النّاس. غريب تفرّد به ابن أبي سبرة. قلت: وهو ضعيف والراوي عنه أضعف منه ولكن أخرجه ابن السكن من وجه آخر عن يزيد بن خصيفة عن السائب بن يزيد عن عمر بسند صحيح، وفيه فلم يزل صبيغ وضيعا في قومه بعد أن كان سيّدا فيهم. قلت وهذا يدلّ على أنّه كان في زمن عمر رجلا كبيرا. وأخرجه الإسماعيلي في حديث يحيى بن سعيد من هذا الوجه وأخرجه أبو زرعة الدمشقي من وجه آخر من رواية سليمان التميمي عن أبي عثمان ألنهدي به وأخرجه الدار قطني في الأفراد مطولا قال أبو أحمد العسكري أتّهمه عمر برأي الخوارج(1) .

هذا ما ذكره ابن حجر، وقد تناول القصّة كثيرون غيره بين مفصّل ومختصر(2) ، وقد اعتمد عليها الفقهاء والمفسّرون وغيرهم في استنباط أحكام يتوقّعون أن تكون مقبولة عند الله تعالى لأنها تستند إلى شخص حاكم، حجته الوحيدة فيما يقوم به هي أنه حاكم. قال السمعاني في معرض ذكر عبد الرحمن بن ملجم المرادي: ويقال هو أي عبد الرحمن بن ملجم الذي كان أرسل صبيغ بن عسل التّميمي إلى عمر بن الخطاب فسأله عما سأله من معجم القرآن، وقيل إن عمر بن الخطّابرضي‌الله‌عنه كتب إلى عمرو بن العاص أن قرّب دار عبد الرّحمن بن ملجم من المسجد ليعلّم الناس القرآن والفقه، فوسّع له مكان داره التي في الرّاية في الزيارتين إلى جانب دار ابن عديس البلوي قاتل

____________________

(1) الإصابة، ابن حجر، ج 3 ص 458، رقم 4127، دار الجيل بيروت 1412 هـ.

(2) إكمال الكمال لابن ماكولا، ج 5 ص 221: دار الكتاب الإسلامي القاهرة، و وج 6 ص 206، وهامش سير أعلام النبلاء الذهبي ج 10 ص 29 تحقيق شعيب الأرنؤط ومحمد نعيم العرقسوسي: والإصابة، 2 ج ص 198 ومعجم البلدان، ياقوت الحموي ج 4 ص 124 وتاريخ مدينة دمشق لابن عساكر ج 23 ص 408 والاشتقاق لابن دريد ص 228 والوافي بالوفيات ج 16 ص 283 والدر المنثور للسيوطي، ج 2 ص 152 ومسائل الإمام أحمد ج 1 ص 477.

٢٠١

عثمان(1) .

واستفاد المفسّرون من الواقعة على طريقة من يقدّس الحاكم، فأثنوا على عمر بن الخطّاب مبلغ ما استطاعوا، وتهجّموا على صبيغ جهد ما استطاعوا. قال الزرقاني بعد أن أورد قصة صبيغ: والدّبرة بفتحات ثلاث هي قرحة الدّابّة في أصل الوضع اللّغويّ والمراد هنا أنه صيّر في ظهره من الضّرب جرحا داميا كأنّه قرحة في دابّة [!]، ورضي الله عن عمر فإنّ هذا الأثر يدلّ على أن ابن صبيغ فتح أو حاول أن يفتح باب فتنة بتتبعه متشابهات القرآن يكثر الكلام فيها ويسأل الناس عنها(2) . وقال في مناهل العرفان أيضا: ثم إن كلامهم بهذه الصورة (الكلام في متشابه الصفات) فيه تلبيس على العامّة وفتنة لهم فكيف يواجهونهم به ويحملونهم عليه وفي ذلك ما فيه من الإضلال وتمزيق وحدة الأمّة الأمر الذي نهانا القرآن عنه والذي جعل عمر يفعل ما يفعل بصبغ أو بابن صبيغ وجعل مالكا يقول ما يقول ويفعل ما يفعل بالذي سأله عن الاستواء(3) . وقال السيوطي في الإتقان: وأخرج الدارمي عن عمر بن الخطّاب قال إنه سيأتيكم ناس يجادلونكم بمشتبهات القرآن فخذوهم بالسّنن فإنّ اصحاب السّنن أعلم بكتاب الله. فهذه الأحاديث والآثار تدل على أن المتشابه مما لا يعلمه إلا الله وأن الخوض فيه مذموم(4) .

وقال الآلوسيّ بعد أن أورد قصة صبيغ مع عمر: ويدلّ هذا أنّ الرّجل لم يكن سليم القلب، وأنّ سؤاله لم يكن طلبا للعلم وإلاّ لم يصنع به عمررضي‌الله‌عنه ما صنع(5) .

وأقول: بناء على قول الآلوسيّ يحق للمسلمين أن يحمدوا الله تعالى على أن أشرك معه عمر بن الخطّاب في علم النيّات والاطّلاع على القلوب! فقد اطلع عمر على قلب صبيغ وعلم أن نيّته لم تكن سليمة.

____________________

(1) الأنساب، السمعاني، ج 1 ص 451.

(2) مناهل العرفان في علوم القرآن، الزرقاني، ج 2 ص 207.

(3) مناهل العرفان ج 2 ص 210.

(4) الإتقان في علوم القرآن، السيوطي، ج 2 ص 9.

(5) روح المعاني، الآلوسيّ، ج 27 ص 2.

٢٠٢

وقال القرطبي في تفسير قوله تعالى( أَمّا الّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ ) : وهذه الآية تعمّ كلّ طائفة من كافر وزنديق وجاهل وصاحب بدعة، وإن كانت الإشارة بها في ذلك الوقت إلى نصارى نجران. وقال قتادة في تفسير قوله تعالى:( فَأَمّا الّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ ) إن لم يكونوا الحروريّة وأنواع الخوارج فلا أدرى من هم. قلت: قد مرّ هذا التّفسير عن أبي أمامة مرفوعا وحسبك. السّادسة قوله تعالى( فَيَتّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ ) قال شيخنا أبو العبّاس رحمة الله عليه: متبعو المتشابه لا يخلو أن يتّبعوه ويجمعوه طلبا للتّشكيك في القرآن وإضلال العوامّ كما فعلته الزنادقة والقرامطة الطاعنون في القرآن، أو طلبا لاعتقاد ظواهر المتشابه كما فعلته المجسمة الذين جمعوا ما في الكتاب والسنة مما ظاهره الجسمية حتى اعتقدوا أن البارئ تعالى جسم مجسم وصورة مصورة ذات وجه وعين ويد وجنب ورجل وأصبع تعالى الله عن ذلك، أو يتّبعوه على جهة إبداء تأويلاتها وإيضاح معانيها أو كما فعل صبيغ حين أكثر على عمر فيه السؤال. فهذه أربعة أقسام.. (إلى أن قال).. أن صبيغ بن عسل قدم المدينة فجعل يسأل عن متشابه القرآن وعن أشياء فبلغ ذلك عمررضي‌الله‌عنه فبعث إليه عمر فأحضره وقد أعدّ له عراجين من عراجين النّخل، فلمّا حضر قال له عمر: من أنت قال أنا عبد الله صبيغ فقال عمررضي‌الله‌عنه : وأنا عبد الله عمر. ثمّ قام إليه فضرب رأسه بعرجون فشجه ثمّ تابع ضربه حتى سال دمه على وجهه فقال حسبك يا أمير المؤمنين فقد والله ذهب ما كنت أجد في رأسي قد اختلفت الروايات في أدبه وسيأتي ذكرها في الذّاريات ثمّ إن الله تعالى ألهمه التّوبة وقذفها في قلبه فتاب وحسنت توبته(1) .

هذا مع أنهم قد رووا أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان يسأل عن تفسير الآية فيفسرها، ومن السائلين عمر بن الخطّاب نفسه! قال السيوطي: وأخرج مالك في الموطأ وأحمد وعبد بن حميد والبخاريّ في تاريخه وأبو داود والترمذي وحسنه والنسائي وابن جرير وابن

____________________

(1) الجامع لأحكام القرآن، القرطبي، ج 4 ص 13.

٢٠٣

المنذر وابن أبي حاتم وابن حبان والآجري في (الشريعة) وأبو الشيخ والحاكم وابن مردويه واللالكائي والبيهقي في (الأسماء والصفات) عن مسلم بن يسار الجهني أن عمر بن الخطّاب سئل عن هذه الآية( وَإِذْ أَخَذَ رَبّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرّيّتَهُمْ ) .. الآية، فقال: سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم سئل عنها فقال: إن الله خلق آدم ثم مسح ظهره بيمينه فاستخرج منه ذرية فقال: خلقت هؤلاء للجنة وبعمل أهل الجنة يعملون ثم مسح ظهره فاستخرج منه ذرية فقال: خلقت هؤلاء للنار وبعمل أهل النار يعملون فقال الرجل: يا رسول الله ففيم العمل؟ فقال: إنّ الله إذا خلق العبد للجنة استعمله بعمل أهل الجنّة حتّى يموت على عمل من أعمال أهل الجنّة فيدخله الله الجنة، وإذا خلق العبد للنّار استعمله بعمل أهل النّار حتّى يموت على عمل من أعمال أهل النّار فيدخله الله النار(1) .

إذا، سئل عنها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بمحضر عمر ولم يعنف السائل ولا جلده بجريد النخل!

قال السيوطي: وأخرج الفريابي وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم في الإيمان عن عمر بن الخطّاب قال: الجبت السّاحر والطّاغوت الشّيطان(2) .

وهذه بعض أخبار عمر وهو يجيب السائلين عن آيات القرآن بغير ما أجاب به صبيغ بن عسل التميمي:

نقل السيوطي عن الطبري عن أبي محمد رجل من أهل المدينة قال سألت عمر بن الخطّاب عن قوله( وَإِذْ أَخَذَ رَبّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرّيّتَهُمْ ) قال: سألت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كما سألتني فقال: خلق الله آدم بيده ونفخ فيه من روحه ثم أجلسه

____________________

(1) الدر المنثور، ج 3 ص 601.

(2) الدر المنثور ج 2 ص 564.

٢٠٤

فمسح ظهره بيده اليمنى فأخرج ذرا فقال: ذرء ذرأتهم للجنة. ثم مسح ظهره بيده الأخرى - وكلتا يديه يمين - فقال ذرء ذرأتهم للنار يعملون فيما شئت من عمل ثم أختم بأسوأ أعمالهم فأدخلهم النار(1) . وهذا يعني أن عمر نفسه سأل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عنها ولم يضربه بجريد النخل؟!).

وفي تفسير الطبري: قال: أخبرنا ابن وهب قال: أخبرني يونس وعمرو بن الحارث عن ابن شهاب أنّ أنس بن مالك حدّثه أنّه سمع عمر بن الخطّابرضي‌الله‌عنه يقول: قال الله( وَقَضْباً * وَزَيْتُوناً وَنَخْلاً * وَحَدَائِقَ غُلْباً * وَفَاكِهَةً وَأَبّاً ) كلّ هذا قد علمناه فما الأب؟ ثم ضرب بيده ثم قال: لعمرك إن هذا لهو التكلف. اتبعوا ما يتبين لكم في هذا الكتاب قال عمر: وما يتبين فعليكم به وما لا فدعوه. وقال آخرون: الأبّ الثّمار الرطبة(2) ..

قال الشّوكانيّ: وقد أخرج مالك في الموطّأ وأحمد في المسند وعبد بن حميد والبخاريّ في تاريخه وأبو داود والتّرمذي وحسه والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن حبان في صحيحه وأبو الشّيخ والحاكم وابن مردويه والبيهقي في (الأسماء والصفات) والضياء في (المختارة): أنّ عمر بن الخطّاب سئل عن هذه الآية( وَإِذْ أَخَذَ رَبّكَ ) الآية فقال: سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يسأل عنها فقال: إن الله خلق آدم ثم مسح ظهره بيمينه فاستخرج منه ذرية فقال: خلقت هؤلاء للجنة وبعمل أهل الجنة يعملون ثم مسح ظهره فاستخرج منه ذرية فقال: خلقت هؤلاء للنار وبعمل أهل النار يعملون فقال رجل: يا رسول الله ففيم العمل؟ فقال: إن الله إذا خلق العبد للجنة استعمله بعمل أهل الجنة حتى يموت على عمل من أعمال أهل الجنة فيدخله به الجنة وإذا خلق العبد للنار استعمله بعمل أهل النار حتى يموت على عمل من أعمال أهل النار فيدخله النار(3) .

____________________

(1) الدر المنثور، ج 3 ص 600.

(2) تفسير الطبري ج 12 ص 451.

(3) فتح القدير، الشوكانيّ، ج 2 ص 383.

٢٠٥

قال الشّوكانيّ في تفسير قوله تعالى( وَالّذِينَ اتّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ ) : قرأ عمر بن الخطّابرضي‌الله‌عنه :( الّذِينَ اتّبَعُوهُم ) محذوف الواو وصفا للأنصار على قراءته برفع الأنصار فراجعه في ذلك زيد بن ثابت فسأل أبي بن كعب فصدق زيدا فرجع عمر عن القراءة المذكورة(1) .

أقول:

أليس هو القائل كما في تفسير القرطبي: من أراد أن يسأل عن الفرائض فليأت زيد بن ثابت(2) ؟!

قال الشّوكانيّ: وأخرج وكيع وأبو سعيد وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر عن عمر بن الخطّاب أنّه كان يقرأ - صراط من أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم وغير الضالّين(3) .

قال السيوطي في الدّرّ المنثور(4) : وأخرج ابن جرير وأبو الشّيخ عن محمّد بن كعب القرظيّ قال مرّ عمر (برجل يقرأ: السابقون الأوّلون من المهاجرين والأنصار، فأخذ عمر بيده فقال: من أقرأك هذا؟ قال أبيّ بن كعب. قال: لا تفارقني حتّى أذهب بك إليه، فلما جاءه قال عمر: أنت أقرأت هذا هذه الآية هكذا؟ قال نعم. قال وسمعتها من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ؟ قال نعم. قال: لقد كنت أرى أنّا رفعنا رفعة لا يبلغها أحد بعدنا!! فقال أبيّ: تصديق ذلك في أوّل سورة الجمعة( وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمّا يَلْحَقُوا بِهِمْ ) ، وفي سورة الحشر( وَالّذِينَ جَاءُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ ) ، وفي الأنفال( وَالّذِينَ آمَنُوا مِن بَعْدُ وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا مَعَكُمْ فَأُولئِكَ مِنكُمْ ) . وأخرج أبو الشّيخ عن أبي أسامة ومحمّد بن إبراهيم التيميّ قالا: مرّ عمر بن الخطّاب برجل وهو يقرأ والسابقون الأوّلون... وأورد رواية الحاكم!

____________________

(1) فتح القدير، الشّوكانيّ، ج 2 ص 577.

(2) تفسير القرطبي، ج 18 ص 20.

(3) فتح القدير، الشوكانيّ، ج 1 ص 38.

(4) الدر المنثور السيوطي، ج 3 ص 269.

٢٠٦

آيات منسوخة التلاوة!!

قالوا: لم يبين هنا هل جعل لهن سبيلا أو لا ولكنه بين في مواضع أخر أنه جعل لهن السبيل بالحد كقوله في البكر الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما وقوله في الثّيب الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة نكالا من الله والله عزيز حكيم، لأن هذه الآية باقية الحكم كما صح عن أمير المؤمنين عمر بن الخطّابرضي‌الله‌عنه وأرضاه وإن كانت منسوخة التلاوة(1) .

أقول:

ومنسوخ التّلاوة من أعجب ما يلاقيه الباحثون؛ وههنا كلام آخر في هذا المعنى، أوردوه تصحيحا منهم لما يذهب إليه عمر من نسخ التلاوة. قال القرطبي في تفسيره: فقد كان الكلام مباحا في الصلاة وقد روي في هذه القصة أنه كان مما يقرأ أفرأيتم اللاّت والعزى ومناة الثالثة الأخرى والغرانقة العلا وإنّ شفاعتهن لترتجى. روي معناه عن مجاهد. وقال الحسن أراد بالغرانيق العلا الملائكة، وبهذا فسر الكلبي الغرانقة أنّها الملائكة، وذلك أنّ الكفّار كانوا يعتقدون أن الأوثان والملائكة بنات الله كما حكى الله تعالى عنهم وردّ عليهم في هذه السورة بقوله( أَلَكُمُ الذّكَرُ وَلَهُ الْأُنثَى ) فأنكر الله كل هذا من قولهم ورجاء الشفاعة من الملائكة صحيح. فلما تأوله المشركون على أن المراد بهذا الذكر آلهتهم ولبس عليهم الشيطان بذلك نسخ الله ما ألقى الشيطان وأحكم الله آياته ورفع تلاوة تلك اللفظتين اللتين وجد الشيطان بهما سبيلا للتلبيس كما نسخ كثير من القرآن ورفعت تلاوته(2) .

قال الشّوكانيّ: وأخرج البيهقي في سننه عن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر قال: قرأ عمر بن الخطّاب هذه الآية( وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدّينِ مِنْ حَرَجٍ ) ثم قال لي:

____________________

(1) أضواء البيان، ج 1 ص 229.

(2) تفسير القرطبي، ج 12، ص 85.

٢٠٧

ادع لي رجلا من بني مدلج قال عمر: ما الحرج فيكم؟ قال: الضيق(1) .

وقال: أخرج مالك والشافعي والبخاريّ ومسلم وابن حبّان والبيهقيّ في سننه عن عمر بن الخطّاب قال: سمعت هشام بن حكيم يقرأ سورة الفرقان في حياة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فاستمتعت لقراءته فإذا هو يقرأ على حروف كثيرة لم يقرئنيها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فكدت أساوره في الصلاة! فتصبّرت حتّى سلّم فلبّبته بردائه(2) فقلت: من أقرأك هذه السّورة التي سمعتك تقرأ؟ قال: أقرأنيها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقلت: كذبت فإن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قد أقرأنيها على غير ما قرأت فانطلقت به أقوده إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقلت: إني سمعت هذا يقرأ سورة الفرقان على حروف لم تقرئنيها فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أرسله، أقرئنا هشام. فقرأ عليه القراءة التي سمعته يقرأ، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : كذلك أنزلت، ثم قال: أقرئنا عمر، فقرأت القراءة التي أقرأني فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : كذلك أنزلت إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرأوا ما تيسر منه(3) .

وأخرج عبد بن حميد عن عبد الله بن المغيرة قال: سئل عمر بن الخطّاب عن (نسبا وصهرا) فقال: ما أراكم إلا وقد عرفتم النّسب وأما الصّهر: فالأختان والصّحابة(4) .

وعن ابن عبّاس أنّ عمر بن الخطّاب قام فحمد الله وأثنى عليه ثمّ قال: أمّا بعد أيّها الناس إنّ الله بعث محمّدا بالحقّ وأنزل عليه الكتاب فكان في ما أنزل عليه آية الرجم فقرأناها ووعيناها: الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة. ورجم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ورجمنا بعده فأخشى أن يطول بالنّاس زمان أن يقول قائل: لا نجد آية الرجم في كتاب الله فيضلّوا بترك فريضة أنزلها الله(5) .

____________________

(1) فتح القدير، الشّوكانيّ، ج 3 ص 673.

(2) قال ابن منظور في لسان العرب (ج 1 ص 734) يقال لببت الرجل ولببته إذا جعلت في عنقه ثوبا أو غيره وجررته به والتلبيب مجمع ما في موضع اللبب من ثياب الرجل وفي الحديث أنه أمر بإخراج المنافقين من المسجد فقام أبو أيوب إلى رافع بن وديعة فلببه بردائه ثم نتره نترا شديداً.

(3) فتح القدير الشّوكانيّ، ج 4 ص 86.

(4) فتح القدير، الشّوكانيّ، ج 4 ص 118.

(5) صحيح البخاريّ ج 6 ص 2504، وصحيح مسلم ج 3 ص 1317 وصحيح ابن حبان ج 2 ص 154 وج 10 ص 273 وسنن النسائي الكبرى ج 4 ص 273 وج 4 ص 274 وسنن ابن ماجه ج 2 ص 853 وسنن البيهقي الكبرى ج 8 ص 210

٢٠٨

وعن مالك عن يحيى بن سعيد أنه سمع سعيد بن المسيب يقول: قال عمر إيّاكم أن تهلكوا عن آية الرّجم أن يقول قائل لا أجد حدين في كتاب الله فقد رجم رسول الله ورجمنا والذي نفسي بيده لو لا أن يقول الناس زاد عمر في كتاب الله لكتبتها الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة فإنا قد قرأناها(1) .

عن حذيفة قال: قال لي عمر بن الخطّاب: كم تعدون سورة الأحزاب؟ قلت: اثنتين أو ثلاث وسبعين قال: إن كانت لتقارب سورة البقرة [!] وإن كان فيها لآية الرجم(2) .

وأخرج البخاريّ في تاريخه عن حذيفة قال: قرأت سورة الأحزاب على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فنسيت منها سبعين آية ما وجدتها(3) . وأخرج أبو بعيد في الفضائل وابن الأنباري وابن مردويه عن عائشة قالت: كانت سورة الأحزاب تقرأ في زمان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مائتي آية فلما كتب عثمان المصاحف لم يقرّر منها إلا على ما هو الآن(4) .

قال الرازي: أما قوله تعالى( فَجاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ ) فقوله على استحياء في موضع الحال أي مستحيية قال عمر بن الخطّاب قد استترت بكم قميصها(5) .

قال الشّوكانيّ: وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وإسحاق بن راهويه وابن المنذر والبيهقي في دلائله عن بجالة قال: مرّ عمر بن الخطّاب بغلام وهو يقرأ في المصحف النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم وهو أب لهم فقال يا غلام حكّها فقال: هذا مصحف أبي؛ فذهب إليه فسأله فقال: إنّه كان يلهيني القرآن ويلهيك الصفق في الأسواق(6) .

____________________

وج 8 ص 212 وتلخيص الحبير ج 4 ص 51 وسنن الدارمي ج 2 ص 234 وسنن أبي داود ج 4 ص 144 ومسند أحمد بن حنبل ج 1 ص 40.

(1) اختلاف الحديث، ج 1 ص 533.

(2) فتح القدير ج 4 ص 259 وكنز العمال ج 2 ص 203.

(3) التاريخ الكبير ج 4 ص 241.

(4) فتح القدير ج 4 ص 259.

(5) التفسير الكبير، الرازي، ج 24 ص 206.

(6) فتح القدير، الشّوكانيّ، ج 4 ص 372.

٢٠٩

أقول: ومع ذلك فإنّ قوله وهو أب لهم لا توجد في مصحف القرآن الكريم الذي بين أيدي النّاس اليوم!

قال البغويّ: روى هارون بن عنترة عن أبيه قال: لما نزلت هذه الآية بكى عمررضي‌الله‌عنه فقال له النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ما يبكيك يا عمر؟ فقال: أبكاني أنّا كنّا في زيادة من ديننا فأما إذا كمل فإنّه لم يكمل شيء قطّ إلاّ نقص قال: صدقت(1) .

أقول:

عجبا لهؤلاء المفسّرين أعماهم اسم عمر بن الخطّاب حتى غدوا يمجّدون الضّلال، وإلاّ فكيف يمكن أن ينقص شيء أكمله الله تعالى؟ وما هي هذه القوّة التي تتجاوز قوّة الله تعالى وقدرته وتنقص ما أكمله؟ وكيف يحتجّ الله تعالى على الخلائق يوم القيامة بدين ناقص؟!

قال الآلوسيّ: وأخرج مالك في الموطّأ وأحمد وعبد بن حميد والبخاريّ في التاريخ وأبو داود والترمذي وحسنه والنسائي وابن جرير وخلق كثير عن مسلم بن يسار الجهني أن عمر بن الخطّابرضي‌الله‌عنه سئل عن هذه الآية( وَإِذْ أَخَذَ رَبّكَ.. ) الخ فقال: سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم سئل عنها فقال: إن الله تعالى خلق آدم ثم مسح ظهره بيمينه فاستخرج منه ذرّيّة فقال: خلقت هؤلاء للجنّة وبعمل أهل الجنّة يعملون ثمّ مسح ظهره فاستخرج منه ذريّة فقال: خلقت هؤلاء للنّار وبعمل أهل النّار يعملون فقال الرّجل: يا رسول الله ففيم العمل؟ فقال: إذا خلق العبد للجنّة استعمله بعمل أهل الجنّة حتى يموت على عمل من أعمال أهل الجنّة فيدخله الله الجنّة؛ وإذا خلق العبد للنّاراستعمله بعمل أهل النّار حتى يموت على عمل من أعمال أهل النّار، فيدخله الله تعالى النّار(2) ..

أقول:

هذا هو الأدب النبوي الشريف في إجابة السائلين، وكان على عمر أن يجيب صبيغا

____________________

(1) تفسير البغوي، ج 1 ص 10.

(2) روح المعاني، الآلوسيّ، ج 9 ص 103.

٢١٠

كما أجاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم هذا السائل؛ بل كما أجاب عمر في هذه المرّة.

قال الآلوسيّ: ولا يأبى هذه الإشارة عند التأمل ما أخرجه الترمذي وحسنه وأبو يعلى وابن مردويه وغيرهم عن عمر بن الخطّابرضي‌الله‌عنه قال لما نزلت( فَمِنْهُمْ شَقِيّ وَسَعِيدٌ ) قلت: يا رسول الله فعلام نعمل؟ على شيء قد فرغ منه أو على شيء لم يفرغ منه؟ قال: بل على شيء قد فرغ منه وجرت به الأقلام يا عمر، ولكن كلّ ميسّر لما خلق له(1) .

قال الرازي: المسألة الثالثة روي أن عمر بن الخطّابرضي‌الله‌عنه كان يقرأ( وَالسّابِقُونَ الْأَوّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالّذِينَ اتّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ ) فكان يعطف قوله الأنصار على قوله رحيم والسّابقون وكان يحذف الواو من قوله( وَالّذِينَ اتّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ ) ويجعله وصفا للأنصار. وروي أن عمر كان يقرأ هذه الآية على هذا الوجه، قال أبي: والله لقد أقرأنيها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على هذا الوجه وإنك لتبيع القرظ يومئذ ببقيع المدينة، فقال عمررضي‌الله‌عنه : صدقت؛ شهدتم وغبنا وفرغتم وشغلنا ولئن شئت لتقولن نحن أوينا ونصرنا. وروي أنه جرت هذه المناظرة بين عمر وبين زيد بن ثابت واستشهد زيد بأبي بن كعب والتفاوت أن على قراءة عمر يكون التعظيم الحاصل من قوله والسّابقون الأولون مختصا بالمهاجرين ولا يشاركهم الأنصار فيها فوجب مزيد التعظيم للمهاجرين والله أعلم وروي أن أبيّا احتجّ على صحّة القراءة المشهورة بآخر الأنفال وهو قوله( وَالّذِينَ آمَنُوا مِن بَعْدُ وَهَاجَرُوا ) بعد تقدّم ذكر المهاجرين والأنصار في الآية الأولى وبأواسط سورة الحشر وهو قوله( وَالّذِينَ جَاءُوا مِن بَعْدِهِمْ ) وبأوّل سورة الجمعة وهو قوله( وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمّا يَلْحَقُوا بِهِمْ ) (2) .

وقال الغرناطيّ في التّسهيل: وقرأ عمر بن الخطّاب فامضوا إلى ذكر الله، وهذا تفسير للسعي فهو بخلاف السعي في قول رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إذا نودي للصلاة فلا تأتونها وأنتم

____________________

(1) روح المعاني، الآلوسيّ، ج 12 ص 147.

(2) التفسير الكبير، الرازي، ج 16 ص 136.

٢١١

تسعون(1) . وقال: سأل عمر بن الخطّاب جماعة من الصّحابةرضي‌الله‌عنه عن معنى هذه السّورة فقالوا إن الله أمر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالتسبيح والاستغفار عند النّصر والفتح وذلك على ظاهر لفظها، فقال لابن عبّاس بمحضرهم: يا عبد الله ما تقول أنت؟ قال: هو أجل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أعلمه الله بقربه إذا رأى النصر والفتح. فقال عمر: ما أعلم منها إلا ما علمت(2) .

أقول: هذا حجّة على عمر بخصوص ما جرى بينه وبين صبيغ، فإنّه لا يمكن أن يجوز لعمر ما لا يجوز لصبيغ وهما تابعان لدين واحد؛ فكما جاز لعمر أن يسأل عن معنى الآية يجوز لغير عمر ذلك أيضا، والمسلمون سواسية كأسنان المشط. وفي هذا وأمثاله لا تنفع عمر بن الخطاب تأويلات المتأوّلين وتعديلات المعدّلين.

وينفرد عمر بن الخطاب في قراءة الفاتحة أيضا، علما أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان يقرؤها مرات كل يوم، فمهما اختلف المسلمون لا يعقل أن يختلفوا في شيء يسمعونه من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ست مرّات كل يوم(3) . أخرج وكيع وأبو عبيد وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي داود وابن الأنباري كلاهما في المصاحف من طرق عمر بن الخطّاب أنّه كان يقرأ: (صراط من أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم وغير الضالين)(4) .

قال السّيوطيّ: وأخرج عبد الرزاق وأحمد وابن حبان عن عمر بن الخطّاب قال إن الله بعث محمّدا بالحقّ وأنزل معه الكتاب فكان في ما أنزل عليه آية الرّجم فرجم ورجمنا بعده؛ ثمّ قال: قد كنا نقرأ ولا ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر بكم أن ترغبوا عن آبائكم وأخرج الطيالسي وأبو عبيد والطبراني عن عمر بن الخطّاب قال كنا نقرأ في ما نقرأ لا ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر بكم ثم قال لزيد بن ثابت أكذلك يا زيد؟ قال نعم.

____________________

(1) التسهيل لعلوم التنزيل، ج 4 ص 119.

(2) التسهيل لعلوم التنزيل، ج 4 ص 221.

(3) ست مرات هي مواضع الجهر بالفاتحة يوميا، صلاة الصبح وصلاة المغرب وصلاة العشاء.

(4) قاله السيوطي في الدر المنثور، ج 1 ص 40..

٢١٢

وأخرج ابن عبد البر في التمهيد من طريق عدي بن عدي بن عمير بن قزوة عن أبيه عن جده عمير بن قزوة أن عمر بن الخطّاب قال لأبي: أوليس كنا نقرأ في ما نقرأ من كتاب الله غن انتفاءكم من آبائكم كفر بكم؟ فقال: بلى؛ ثم قال: أوليس كنا نقرأ الولد للفراش وللعاهر الحجر في ما فقدنا من كتاب الله؟ فقال أبي: بلى! وأخرج أبو عبيد وابن الضريس وابن الأنباري عن المسور بن مخرمة قال: قال عمر لعبد الرّحمن بن عوف: ألم تجد في ما أنزل علينا أن جاهدوا كما جاهدتم أول مرة؟ فإنّا لا نجدها! قال: أسقطت من القرآن. وأخرج أبو عبيد وابن الضريس وابن الأنباري في المصاحف عن ابن عمر قال: لا يقولنّ أحدكم قد أخذت القرآن كلّه ما يدريه ما كلّه؟ قد ذهب منه قرآن كثير! ولكن ليقل قد أخذت ما ظهر منه(1) .

أقول:

اختلط على عمر ما كان يقرأه من التّوراة وما كان يسمعه من التّنزيل فانفرد بآيات لا هي قرآن محض ولا هي توراة صرفة، ولو صحّ شيء مما يقوله لما غاب ذلك عن باب مدينة العلم.

وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن عمر بن الخطّاب أنه خطب فقال: إنّ من آخر القرآن نزولا آية الربا، وإنّه قد مات رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ولم يبيّنه لنا! فدعوا ما يريبكم إلى ما لا يريبكم(2) .

أقول: قال الله تعالى( أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذّكْرَ لِتُبَيّنَ لِلنّاسِ مَا نُزّلَ إِلَيْهِمْ ) وقال عمر بن الخطّاب: مات رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ولم يبيّنه لنا.

قال الآلوسي: قال عمر بن الخطّاب: قلت: يا رسول الله أي جمع يهزم؟ فلمّا كان يوم بدر وانهزمت قريش نظرت إلى رسول الله في آثارهم مصلتا بالسّيف وهو يقول: سيهزم الجمع ويولّون الدّبر، فكانت ليوم بدر(3) .

____________________

(1) الدر المنثور، السيوطي، ج 1 ص 258.

(2) الدر المنثور، السيوطي، ج 2 ص 104.

(3) روح المعاني، الآلوسي، ج 27 ص 73.

٢١٣

أقول:

إن صحّ كلام عمر فهو يعني أنّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لم يكن في العريش!

قالوا: واختلف في معنى الطاغوت فقال عمر بن الخطّاب وغيره: هو الشيطان وقيل هو الساحر وقيل الكاهن وقيل الأصنام(1) .

أقول: يحتاج قول عمر إلى مزيد من الدقّة في البيان، فغن الله تعالى يقول:( شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى‏ بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً ) .

وكان (أي عمر) لا يفهم معنى قوله تعالى( أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَى‏ تَخَوّفٍ ) فوقف به فتى فقال: إنّ أبي يتخوّفني حقّي؛ فقال عمر: الله أكبر(2) .

لماذا ينتظر عمر حتى يأتي هذا الفتى ويفهمه معنى التّخوف؟ لماذا لم يسأل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ؟ لعلّه كان مشغولا عن ذلك بالصّفق في الأسواق كما شهد به هو على نفسه. وقد ذكر الثعالبي القصّة مرّة أخرى في موطن آخر من تفسيره فقال: روي أنّ عمر بن الخطّابرضي‌الله‌عنه خفي عليه معنى التخوف في هذه الآية وأراد الكتب إلى الأمصار يسأل عن ذلك فيروى أنه جاءه فتى من العرب فقال: يا أمير المؤمنين إنّ أبي يتخوفنى مالي فقال عمر الله اكبر.

وأنت ترى أنّه يريد أن يكتب إلى الأمصار في معنى التخوف ويحاسب صبيغا على سؤاله الصّحابة عن قوله تعالى والذّاريات ذروا.

قال الداودي: بينما عمر بن الخطّاب بطريق مكّة ليلا إذا ركب مقبلين من جهة فقال لبعض من معه: سلهم من أين اقبلوا؛ فقال له أحدهم: من الفجّ العميق يريد البلد العتيق. فأخبر عمر بذلك فقال: أوقعوا في هذا قل لهم: فما أعظم آية في كتاب الله وأحكم آية في كتاب الله وأعدل آية في كتاب الله وأرجى آية في كتاب الله وأخوف آية في كتاب الله؟ فقال له قائلهم: أعظم آية في كتاب الله آية الكرسي، وأحكم آية في كتاب الله (إن

____________________

(1) تفسير الثعالبي، ج 1 ص 203.

(2) تفسير الثعالبي، ج 1 ص 16.

٢١٤

الله يأمر بالعدل والإحسان، وأعدل آية في كتاب الله (فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره) وأرجى آية في كتاب الله( إِنّ اللّهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرّةٍ وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِن لَدُنْهُ أَجْراً عَظِيماً ) وأخوف آية في كتاب الله (من يعمل سواء يجز به) فأخبر عمر بذلك فقال لهم عمر: أفيكم ابن أمّ عبد؟ فقالوا: نعم، وهو الذي كلّمك. قال عمر كنيف(1) ملئ علما آثرنا به أهل القادسية على أنفسنا(2) !

يقول عمر بن الخطاب عن عبد الله بن مسعود كنيف والكنيف في لغة العربية معلوم(3) !!.

قال الثعالبي: قرأ عمر بن الخطّاب وغيره قل هو الله الواحد الصمد(4) .

وقال ابن كثير: وروى أنس عن عمر بن الخطّاب أنه قرأ على المنبر (وفاكهة وأبا) فقال: هذا الفاكهة قد عرفناها فما الأبّ؟ ثمّ رجع إلى نفسه فقال: إنّ هذا لهو التّكلّف يا عمر(5) .

هكذا تساءل صبيغ بن عسل فقال: ما هي الذاريات؟ تماما كما تساءل عمر بن الخطّاب فقال ما هو الأب؟ وما على عمر من بأس أن يتساءل ثم يتراجع عن تساؤله ويصفه بالتكلّف، أمّا صبيغ فيكلّفه تساؤله مائتا سوط بجريد النخل على القدر المتيقن وفق ما ذكرته الرّوايات.

قال البخاري: قال عمر بن الخطّاب يوما لأصحاب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في من ترون هذه

____________________

(1) لفظ الكنيف في لغة العرب يدل على مكان مستقذر، ولا يحقّ لمن يدافع عن عدالة جميع الصّحابة أن يسكت ههنا لمجرّد أن القائل هو عمر.

(2) تفسير الثعالبي، ج 4 ص 434.

(3) في المغرب في ترتيب المعرب ج 2 ص 235، الكنيف المستراح، وفي المعجم الوسيط ج 1 ص 381 المستراح: الكنيف أو بيت الخلاء. وفي تاج العروس ج 24 ص 336: ومنه سمّي المرحاض كنيفا وهو الذي تقضى فيه حاجة الإنسان كأنّه كنف في أستر النواحي. وفي المطلع على أبواب المقنع ج 1 ص 11: الخلاء ممدودا المكان الذي تقضي فيه الحاجة عن الجوهري وسمي بذلك لأنه يتخلى فيه أي ينفرد وقال أبو عبيد يقال لموضع الغائط الخلاء والمذهب والمرفق والمرحاض ويقال له أيضا الكنيف للاستشار فيه وكل ما ستر من بناء وغيره فهو كنيف وفي المصباح المنير ج 2 ص 542) والكنف الساتر ويسمى الترس كنيفا لأنه يستر قاضي الحاجة والجمع كنف.

(4) تفسير الثعالبي، ج 4 ص 450.

(5) مختصر ابن كثير، ج 1 ص 5.

٢١٥

الآية نزلت( أَيَوَدّ أَحَدُكُمْ أَن تَكُونَ لَهُ جَنّةٌ مِن نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ ) ؟ قالوا: الله أعلم فغضب عمر فقال: قولوا: نعلم أو لا نعلم! فقال ابن عبّاس: في نفسي منها شيء يا أمير المؤمنين. فقال عمر: يا ابن أخي قل ولا تحقر نفسك. فقال ابن عبّاسرضي‌الله‌عنه : ضربت مثلا بعمل قال عمر: أي عمل؟ قال ابن عبّاس: لرجل غني يعمل(1) ..

وعن أبي سعيد الخدري قال: خطبنا عمر بن الخطّاب (فقال: إني لعلّي أنهاكم عن أشياء تصلح لكم، وآمركم بأشياء لا تصلح لكم(2) ..

أقول: نعم الآمر الناهي من كان كذلك!

ويكفي ألاّ يعجب السؤال عمر كيما يضرب السائل بالدرة. فعن ابن سيرين قال: جاء رجل إلى عمر بن الخطّاب فسأله عن آية فكرهه فضربه بالدرة فسأله آخر عن هذه الآية:( وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِن بَعْلِهَا نُشُوزاً أَوْ إِعْرَاضاً ) ثم قال: مثل هذا فاسألوا ثم قال: هذه المرأة تكون عند الرجل قد خلا من سنّها في تزوج المرأة الشابة يلتمس ولدها فما اصطلحا عليه من شيء فهو جائز(3) .

وعن مسلم بن يسار الجهني أن عمر بن الخطّاب سئل عن هذه الآية:( وَإِذْ أَخَذَ رَبّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرّيّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى‏ أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبّكُمْ قَالُوا بَلَى‏ ) الآية فقال عمر بن الخطّاب: سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم سئل عنها فقال: إن الله خلق آدم عليه السلام ثم مسح ظهره بيمينه فاستخرج منه ذرية(4) ..

لماذا لم يضرب عمر الرّجل السائل كما ضرب صبيغا؟ أليسا على دين واحد لهما

____________________

(1) صحيح البخاري ج 4 ص 1650 والمستدرك على الصحيحين ج 3 ص 625 وإعلام الموقعين ج 1 ص 185 و تفسير ابن كثير ج 1 ص 320 وتفسير البغوي ج 1 ص 253 وتفسير السمعاني ج 1 ص 271 وتفسير الطبري ج 3 ص 76 وتفسير القرطبي ج 3 ص 318 وروح المعاني ج 3 ص 38 ومعاني القرآن ج 1 ص 294 والإتقان في علوم القرآن ج 2 ص 346.

(2) مختصر ابن كثير، ج 1 ص 191.

(3) مختصر ابن كثير، ج 1 ص 322.

(4) سنن أبي داود ج 4 ص 226 وصحيح ابن حبان ج 14 ص 37 وسنن الترمذي ج 5 ص 266 وسنن النسائي الكبرى ج 6 ص 347 والأحاديث المختارة ج 1 ص 407 والتفسير الكبير ج 15 ص 39 والدر المنثور ج 3 ص 601 وموارد الظمآن ج 1 ص 447.

٢١٦

نفس الحقوق وعليهما نفس الواجبات؟!

وقال سفيان الثوري عن عمر بن الخطّاب في قوله:( أَلَمْ تَرَ إِلَى الّذِينَ بَدّلُوا نِعْمَتَ اللّهِ كُفْراً ) قال: هم الأفجران من قريش: بنو المغيرة وبنو أمية فأما بنو المغيرة فكفيتموهم يوم بدر وأما بنو أمية فمتعوا إلى حين. وكذا رواه حمزة الزيات عن عمرو بن مرة قال: قال ابن عبّاس لعمر بن الخطّاب: يا أمير المؤمنين هذه الآية:( أَلَمْ تَرَ إِلَى الّذِينَ بَدّلُوا نِعْمَتَ اللّهِ كُفْراً وَأَحَلّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ ) قال: هم الأفجران من قريش أخوالي وأعمامك. فأما أخوالي فاستأصلهم الله يوم بدر وأما أعمامك فأملى الله لهم(1) .

قال ابن عاشور: وقد سأل عمر بن الخطّاب أهل العلم عن معاني آيات كثيرة ولم يشترط عليهم أن يرووا له ما بلغهم في تفسيرها عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (2) .

وفي صحيح البخاريّ وغيره أن عمر بن الخطاب قال: سمعت هشام بن حكيم بن حزام يقرأ في الصلاة سورة الفرقان في حياة رسول الله، فاستمعت لقراءته فإذا هو يقرأ على حروف كثيرة لم يقرئنيها رسول الله، فكدت أساوره في الصلاة فتصبرت حتى سلم فلبّبته بردائه فقلت: من أقرأك هذه السورة التي سمعتك تقرأ؟ قال: أقرأنيها رسول الله. فقلت: كذبت فإن رسول الله أقرأنيها على غير ما قرأت(3) !

أقول:

كاد عمر يساوره في الصّلاة، وقال له كذبت، وتبيّن فيما بعد أن الرجل كان صادقا ولم يثبت أنّ عمر اعتذر إليه! وتراه يلبّب كلّ من يخالفه حتى لو كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ويتصور أنّ كلّ ما غاب عنه باطل لا أصل له، ويتّهم الصّحابة في القرآن الكريم وكأنّه قيّم عليه، ومع ذلك فهو أحد الذين تنتهي إليهم القراءات العشر.

____________________

(1) مختصر ابن كثير، ج 2 ص 425.

(2) التحرير والتنوير، ابن عاشور، ج 1 ص 14.

(3) صحيح البخاري ج 4 ص 1923 وصحيح البخاري ج 6 ص 2744 وصحيح مسلم ج 1 ص 561 وسنن الترمذي ج 5 ص 193 وسنن النسائي المجتبى ج 2 ص 151 والتمهيد لابن عبد البر ج 8 ص 272.

٢١٧

وفي صحيح البخاري وموطإ مالك وغيرهما عن عمر أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان يسير في بعض أسفاره أي منصرفه من الحديبية ليلا وعمر بن الخطّاب يسير معه فسأله عمر بن الخطّاب عن شيء فلم يجبه ثم سأله فلم يجبه ثم سأله فلم يجبه فقال: عمر ثكلت أمّ عمر نزرت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ثلاث مرات كل ذلك لا يجيبك. قال عمر: فحركت بعيري وتقدمت أمام الناس وخشيت أن ينزل في القرآن فما نشبت أن سمعت صارخا يصرخ بي فقلت: لقد خشيت أن يكون نزل في قرآن فجئت رسول الله فسلمت عليه فقال: لقد أنزلت علي الليلة سورة لهي أحب إليّ مما طلعت عليه الشمس ثم قرأ( إِنّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً ) (1) .

هذا مبلغ ظن عمر بنفسه، يخشى أن ينزل فيه قرآن، وفيه إفحام لمن يحبّون أن يظهروا عمريّين أكثر من عمر نفسه.

في الصحيح عن ابن عبّاس قال: مكثت سنة وأنا أريد أن أسأل عمر بن الخطّاب عن آية فما أستطيع أن أسأله هيبة له حتى خرج حاجا فخرجت معه فلما رجع ببعض الطريق قلت: يا أمير المؤمنين من اللتان تظاهرتا على رسول الله من أزواجه؟ فقال: تلك حفصة وعائشة وساق القصة بطولها(2) .

وروى عبدالرزاق عن ابن سيرين قال: كان عمر بن الخطّاب إذا قرأ (يبين الله لكم أن تضلوا) قال من بينت له في الكلاله فلم تبين لي(3) .

قال النحاس: وقرأ عمر بن الخطّابرضي‌الله‌عنه القيّام(4) .

وقال الزركشي: وقوى هذا الوجه عن الشعبي عن قرظة بن كعب قال لما

____________________

(1) صحيح البخاري ج 4 ص 1531 وصحيح البخاري ج 4 ص 1829 وصحيح البخاري ج 4 ص 1915 و موطأ مالك ج 1 ص 203 وصحيح ابن حبان ج 14 ص 320 وسنن الترمذي ج 5 ص 385 ومسند أحمد بن حنبل ج 1 ص 31 والتمهيد لابن عبد البر ج 3 ص 263 والاستذكار ج 2 ص 495.

(2) التحرير والتنوير، ج 1 ص 4475.

(3) تفسير الصنعاني، ج 1 ص 178.

(4) معاني القرآن، النحاس، ج 1 ص 260.

٢١٨

خرجنا إلى العراق خرج معنا عمر بن الخطّاب يشيعنا فقال إنكم تأتون أهل قرية لهم دويّ بالقرآن كدويّ النحل فلا تشغلوهم بالأحاديث فتصدوهم جرّدوا القرآن. قال فهذا معناه أي لا تخلطوا معه غيره(1) .

أقول:

أين الضّرر في أن يتعلم المسلمون حديث نبيّهم ويسجّلوه قبل أن يقدم العهد ويموت من المحدّثين من يموت وينسى من ينسى. وكيف يكون فقيها من يعرف القرآن الكريم ولا يعرف من الحديث شيئا؟! ولو أنّ الصّحابة رووا وحدّثوا كلّ ما سمعوا من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لا نسدّت الأبواب في وجوه الوضّاعين؛ لكن عمر بن الخطاب له نظرته الخاصة في كل شيء وهو دائما على حقّ.

قال المقري في الناسخ والمنسوخ: وأما ما نسخ خطّه وبقي حكمه فمثل ما روي عن عمر بن الخطّاب (أنّه قال لو لا أن أخشى أن يقول النّاس قد زاد عمر في القرآن ما ليس فيه لكتبت آية الرّجم وأثبتّها في المصحف و والله لقد قرأناها على عهد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لا ترغبوا عن آبائكم فانّ ذلك كفر بكم الشّيخ والشّيخة إذا زنيا فارجموهما البتّة نكالا من الله والله عزيز حكيم(2) .

العجيب في هذه القصة هو إجماع الصحابة على ترك آية قرأوها على عهد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وهذا بناء على قول عمر لقد قرأناها على عهد رسول الله؛ فإنّ يكونوا تركوها بأمر من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فلا معنى لكلام عمر، وإن يكونوا تركوها بدون أمر من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ينفتح عليهم باب واسع للنقد بخصوص نقل القرآن الكريم.

قال المقري: وأما ما نسخ خطه وبقي حكمه فمثل ما روي عن عمر بن الخطابرضي‌الله‌عنه أنه قال لو لا أن أخشى أن يقول الناس قد زاد عمر في القرآن ما ليس فيه لكتبت آية الرجم وأثبتها في المصحف ووالله لقد قرأناها على عهد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لا ترغبوا

____________________

(1) البرهان في علوم القرآن، الزركشي، ج 1 ص 480.

(2) الناسخ والمنسوخ، المقري، ج 1 ص 21.

٢١٩

عن آبائكم فان ذلك كفر بكم الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة نكالا من الله والله عزيز حكيم فهذا منسوخ الخط ثابت الحكم(1) .

وعن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أنه سمع عبد الله بن عباس يقول: قال عمر بن الخطاب وهو جالس على منبر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إن الله قد بعث محمداصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالحق وأنزل عليه الكتاب فكان مما أنزل عليه آية الرجم قرأناها ووعيناها وعقلناها، فرجم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ورجمنا بعده، فأخشى إن طال بالناس زمان أن يقول قائل: ما نجد الرجم في كتاب الله فيضلوا بترك فريضة أنزلها الله، وإن الرجم في كتاب الله حق على من زنى إذا أحصن من الرجال والنساء إذا قامت البينة أو كان الحبل أو الاعتراف(2) .

قال السيوطي: وأخرج أبو عبيد وابن الضريس وابن الأنباري عن المسور بن مخرمة قال: قال عمر لعبد الرحمن بن عوف ألم تجد فيما أنزل علينا إن جاهدوا كما جاهدتم أول مرة فإنا لا نجدها قال أسقطت من القرآن(3) . وهذا يعني أن قرآن قريش أسقط منه شيء كثير؟ والخبر نفسه يرويه ابن عساكر بزيادة؛ قال: أخبرناه أعلى من هذا بأربع درجات أبوبكر بن المزرفي (نا) أبو الحسين بن المهتدي (نا) عيسى بن علي (أنا) عبد الله بن محمد نا دواد بن عمرو (نا) نافع بن عمر عن ابن أبي مليكة عن المسور بن مخرمة قال: قال عمر بن الخطاب لعبد الرحمن بن عوف: ألم تجد في ما أنزل الله جاهدوا كما جاهدتم أوّل مرّة؟ قال: بلى. قال: فإنّا لا نجدها. قال: أسقطت في ما أسقط من القرآن. قال: أتخشى أن يرجع الناس كفارا؟ قال: ما شاء الله! قال: لئن رجع الناس كفارا ليكوننّ أمراؤهم بني فلان ووزراؤهم بني فلان!

قالوا (في رواية عن عائشة): ثم جاء أبوبكر يستأذن فقال ما لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يا عائشة؟ فقلت: أغمي عليه منذ ساعة. فكشف عن وجهه فوضع فمه بين عينيه ووضع

____________________

(1) الناسخ والمنسوخ للمقري ج 1 ص 21.

(2) صحيح مسلم، ج 3 ص 1317.

(3) الدر المنثور، السيوطي، ج 1 ص 258. والإتقان في علوم القرآن ج 2 ص 68 وكنز العمال ج 2 ص 240.

٢٢٠

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447