وسائل الشيعة الجزء ١٦

وسائل الشيعة0%

وسائل الشيعة مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 397

وسائل الشيعة

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: الشيخ محمد بن الحسن الحرّ العاملي
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: الصفحات: 397
المشاهدات: 145461
تحميل: 5091


توضيحات:

المقدمة الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5 الجزء 6 الجزء 7 الجزء 8 الجزء 9 الجزء 10 الجزء 11 الجزء 12 الجزء 13 الجزء 14 الجزء 15 الجزء 16 الجزء 17 الجزء 18 الجزء 19 الجزء 20 الجزء 21 الجزء 22 الجزء 23 الجزء 24 الجزء 25 الجزء 26 الجزء 27 الجزء 28 الجزء 29 الجزء 30
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 397 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 145461 / تحميل: 5091
الحجم الحجم الحجم
وسائل الشيعة

وسائل الشيعة الجزء 16

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

[ ٢١٣٤٨ ] ٢٥ - وعن أبيه، عن سعد، عن يعقوب بن يزيد، عن الغفاري، عن جعفر بن إبراهيم، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : إيّاكم وجدال كلّ مفتون فإن كلّ مفتون ملقن حجّته إلى انقضاء مدّته، فاذا انقضت مدّته أحرقته فتنته بالنار.

[ ٢١٣٤٩ ] ٢٦ - وعن أبيه، عن سعد، عن محمّد بن عيسى قال: قرأت في كتاب علي بن هلال(١) ، عن الرجل - يعني: أبا الحسن( عليه‌السلام ) - إنّه روي عن آبائك (عليهم‌السلام ) أنّهم نهوا عن الكلام في الدين، فتأوّل مواليك المتكلّمون بإنّه إنّما نهى من لا يحسن أن يتكلّم فيه فأما من يحسن أن يتكلّم فلم ينهه، فهل ذلك كما تأوّلوا أم لا؟ فكتب( عليه‌السلام ) : المحسن وغير المحسن لا يتكلّم فيه، فإنّ اثمه أكبر من نفعه.

[ ٢١٣٥٠ ] ٢٧ - وعن محمّد بن موسى بن المتوكّل، عن الحميري، عن محمّد بن الحسين، عن ابن محبوب، عن نجية القواس، عن علي بن يقطين قال: قال أبوالحسن( عليه‌السلام ) : مر أصحابك أن يكفّوا ألسنتهم ويدعوا الخصومة في الدين، ويجتهدوا في عبادة الله عزّ وجلّ.

[ ٢١٣٥١ ] ٢٨ - وعن الحسين بن أحمد بن إدريس، عن أبيه، عن محمّد بن أحمد، عن موسى بن عمر، عن العباس بن عامر، عن مثنى، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: لا يخاصم إلّا شاكّ أو من لا ورع له.

____________________

٢٥ - التوحيد: ٤٥٩ / ٢٥، واورده عن الزهد في الحديث ٨ من الباب ١٢٠ من ابواب العشرة.

٢٦ - التوحيد: ٤٥٩ / ٢٦.

(١) في المصدر: علي بن بلال.

٢٧ - التوحيد: ٤٦٠ / ٢٩.

٢٨ - التوحيد: ٤٦٠ / ٣٠.

٢٠١

[ ٢١٣٥٢ ] ٢٩ - وبالإِسناد عن محمّد بن أحمد، عن أحمد بن الحسن، عن عمر بن العزيز، عن رجل، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: متكلّمو هذه العصابة من شرّ من هم منه من كلّ صنف.

[ ٢١٣٥٣ ] ٣٠ - علي بن موسى بن طاووس في كتاب( كشف المحجّة) نقلاً من كتاب عبدالله بن حمّاد الانصاري من أصل قرئ على الشيخ هارون بن موسى التلعكبري، عن عبدالله بن سنان قال: أردت الدخول على أبي عبدالله( عليه‌السلام ) فقال لي مؤمن الطاق: استأذن لي على أبي عبدالله( عليه‌السلام ) ، فدخلت عليه فأعلمته مكانه، فقال: لا تأذن له عليّ، فقلت: جعلت فداك انقطاعه إليكم، وولاؤه لكم، وجداله فيكم، ولا يقدر أحد من خلق الله أن يخصمه، فقال: بلى يخصمه صبي من صبيان الكتاب، فقلت: جعلت فداك هو أجدل(١) من ذلك وقد خاصم جميع أهل الاديان فخصمهم، فكيف يخصمه غلام من الغلمان، وصبي من الصبيان؟ فقال يقول له الصبي: أخبرني عن إمامك أمرك أن تخاصم الناس؟ فلا يقدر أن يكذب عليّ، فيقول: لا، فيقول له: فأنت تخاصم الناس من غير أن يأمرك إمامك، فأنت عاص له، فيخصمه، يا ابن سنان لا تأذن له عليّ، فإنّ الكلام والخصومات تفسد النية وتمحق الدين.

[ ٢١٣٥٤ ] ٣١ - وعن عاصم الحناط(٢) ، عن أبي عبيدة الحذاء قال: قال لي أبو جعفر( عليه‌السلام ) : يا أبا عبيدة إيّاك وأصحاب الكلام والخصومات

____________________

٢٩ - التوحيد: ٤٦٠ / ٣١.

٣٠ - كشف المحجة: ١٨.

(١) في المصدر: أجل.

٣١ - كشف المحجة: ١٩.

(٢) في المصدر: عاصم الخياط.

٢٠٢

ومجالستهم، فإنّهم تركوا ما أُمروا بعلمه، وتكلّفوا ما لم يؤمروا بعلمه، حتّى تكلّفوا علم السماء، يا أبا عبيدة خالط الناس بأخلاقهم وزايلهم بأعمالهم، يا أبا عبيدة إنّا لا نعدّ الرجل فقيهاً حتّى يعرف لحن القول، وهو قول الله:( وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ القَوْلِ ) (١) .

[ ٢١٣٥٥ ] ٣٢ - وعن جميل قال: سمعت أبا عبدالله( عليه‌السلام ) يقول: متكلّمو هذه العصابة من شرار من هم منهم.

أقول: والاحاديث في هذا المعنى كثيرة وقد وردت أحاديث كثيرة أيضاً في النهي عن الكلام في القضاء والقدر، في الامر بالكلام في البداء(٢) .

٢٤ - باب وجوب التقيّة مع الخوف إلى خروج صا حبّ الزمان ( عليه‌السلام )

[ ٢١٣٥٦ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم وغيره، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) في قول الله عزّ وجلّ:( أُوْلَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُم مَّرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا ) قال: بما صبروا على التقية( وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ ) (٣) قال: الحسنة: التقية، والسيئة: الإِذاعة.

____________________

(١) محمد ٤٧: ٣٠.

٣٢ - كشف المحجة: ١٩.

(٢) تقدم ما يدل على ترك الخصومة في الدين في الحديثين ٤، ٥ من الباب ٢١ من هذه الأبواب، وما يدلّ عليه بعمومه في الباب ١٣٥ من ابواب العشرة، وفي الحديث ١ من الباب ٧١ من ابواب المزار.

ويأتي ما يدل على ترك الخصومه في الحديث ٧١ من الباب ١٣ من ابواب صفات القاضي.

الباب ٢٤

فيه ٣٦ حديثاً

١ - الكافي ٢: ١٧٢ / ١.

(٣) القصص ٢٨: ٥٤.

٢٠٣

[ ٢١٣٥٧ ] ٢ - ورواه البرقي في( المحاسن) عن أبيه، عن ابن أبي عمير مثله، وزاد: وقوله: ( ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئِةَ ) (١) قال: التي هي أحسن: التقية.

[ ٢١٣٥٨ ] ٣ - وبالإِسناد عن هشام بن سالم، عن أبي عمر الاعجمي(٢) قال: قال لي أبو عبدالله( عليه‌السلام ) : يابا عمر إنّ تسعة أعشار الدين في التقية، ولا دين لمن لا تقية له الحديث.

[ ٢١٣٥٩ ] ٤ - وعن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن معمر بن خلاد قال: سألت أبا الحسن( عليه‌السلام ) عن القيام للولاة؟ فقال: قال أبو جعفر( عليه‌السلام ) : التقية من ديني ودين آبائي، ولا إيمان لمن لا تقية له.

[ ٢١٣٦٠ ] ٥ - وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن جميل بن صالح، عن محمّد بن مروان، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: كان أبي( عليه‌السلام ) يقول: وأيّ شيء أقرّ لعيني من التقيّة، إنّ التقية جنّة المؤمن.

ورواه البرقي في( المحاسن) عن ابن أبي عمير، عن جميل بن صالح نحوه (٣) .

____________________

٢ - المحاسن: ٢٥٧ / ٢٩٧.

(١) المؤمنون ٢٣: ٩٦.

٣ - الكافي ٢: ١٧٢ / ٢، والمحاسن: ٢٥٩ / ٣٠٩، واورد ذيله في الحديث ٣ من الباب ٢٥ من هذه الأبواب.

(٢) في نسخة ابن عمر الاعجمي ( هامش المخطوط ).

٤ - الكافي ٢: ١٧٤ / ١٢.

٥ - الكافي ٢: ١٧٤ / ١٤.

(٣) المحاسن: ٢٥٨ / ٣٠١.

٢٠٤

[ ٢١٣٦١ ] ٦ - وعنه، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن جميل بن صالح قال: قال أبو عبدالله( عليه‌السلام ) : احذروا عواقب العثرات.

[ ٢١٣٦٢ ] ٧ - وعن أبي علي الأشعري، عن محمّد بن عبد الجبّار، عن محمّد بن إسماعيل، عن علي بن النعمان، عن عبدالله بن مسكان، عن عبدالله بن أبي يعفور قال: سمعت أبا عبدالله( عليه‌السلام ) يقول: التقية ترس المؤمن، والتقية حرز المؤمن، ولا إيمان لمن لا تقية له الحديث.

[ ٢١٣٦٣ ] ٨ - وعنه، عن الحسن بن علي الكوفي، عن العباس بن عامر، عن جابر المكفوف عن عبدالله بن أبي يعفور، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: اتقوا على دينكم، وأحجبوه بالتقية فإنّه لا إيمان لمن لا تقية له، إنّما أنتم في الناس كالنحل في الطير، ولو أنّ الطير يعلم ما في أجواف النحل ما بقي منها شيء إلّا أكلته، ولو أنّ الناس علموا ما في أجوافكم أنّكم تحبونا اهل البيت لاكلوكم بألسنتهم، ولنحلوكم في السر والعلانية، رحم الله عبدا منكم كان على ولايتنا.

ورواه البرقي في( المحاسن) عن عدّة من أصحابنا النهديان وغيرهما عن عباس بن عامر مثله (١) .

[ ٢١٣٦٤ ] ٩ - وعن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن خالد والحسين بن سعيد جميعاً، عن النضر بن سويد، عن يحيى بن عمران الحلبي، عن حسين بن أبي العلاء، عن حبيب بن بشير

____________________

٦ - الكافي ٢: ١٧٥ / ٢٢.

٧ - الكافي ٢: ١٧٥ / ٢٣، واورده في الحديث ٤١ من الباب ٨ من ابواب صفات القاضي.

٨ - الكافي ٢: ١٧٢ / ٥.

(١) المحاسن: ٢٥٧ / ٣٠٠.

٩ - الكافي ٢: ١٧٢ / ٤.

٢٠٥

قال: قال أبو عبدالله( عليه‌السلام ) : سمعت أبي يقول: لا والله ما على وجه الأرض شيء أحبّ إليّ من التقية، يا حبيب إنّه من كانت له تقية رفعه الله يا حبيب، من لم تكن له تقية وضعه الله، يا حبيب، إنّ الناس إنّما هم في هدنة فلو قد كان ذلك كان هذا.

ورواه البرقي في( المحاسن) عن أبيه، عن النضر بن سويد مثله (١) .

[ ٢١٣٦٥ ] ١٠ - وعن علي، عن أبيه، عن حماد، عن حريز، عمّن أخبره، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) في قول الله عزّ وجلّ:( وَلَا تَسْتَوي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ) (٢) قال: الحسنة: التقية والسيئة: الإِذاعة.

وقوله عزّ وجلّ:( ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئِةَ ) (٣) قال: التي هي أحسن: التقية،( فَإذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ) (٤) .

[ ٢١٣٦٦ ] ١١ - وعن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن هشام بن سالم، عن أبي عمر الكناني(٥) ، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) - في حديث - إنّه قال: يا أبا عمر، أبى الله إلّا أن يُعبد سرّاً، أبى الله عزّ وجلّ لنا ولكم في دينه إلّا التقية.

[ ٢١٣٦٧ ] ١٢ - وعنه، عن أحمد، عن ابن فضال، عن ابن بكير، عن

____________________

(١) المحاسن: ٢٥٦ / ٢٩٤.

١٠ - الكافي ٢: ١٧٣ / ٦، والمحاسن: ٢٥٧ / ٢٩٧.

(٢ و ٣) فصلت ٤١: ٣٤.

(٤) المؤمنون ٢٣: ٩٦.

١١ - الكافي ٢: ١٧٣ / ٧، ولم نعثر عليه في المحاسن المطبوع. واورده في الحديث ١٧ من الباب ٩ من ابواب صفات القاضي.

(٥) في المصدر: ابي عمرو الكناني.

١٢ - الكافي ٢: ١٧٥ / ١٧.

٢٠٦

محمّد بن مسلم، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: كلّـما تقارب هذا الأمر كان أشدّ للتقيّة.

ورواه البرقي في( المحاسن) عن علي بن فضال، والذي قبله عن أبيه، عن محمّد بن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) مثله(١) .

[ ٢١٣٦٨ ] ١٣ - وعن علي بن إبراهيم، عن محمّد بن عيسى، عن يونس، عن ابن مسكان، عن حريز، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: قال: التقية ترس الله بينه وبين خلقه.

[ ٢١٣٦٩ ] ١٤ - وبإسناده الآتي(٢) عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) في رسالته إلى أصحابه قال: وعليكم بمجاملة أهل الباطل، تحملوا الضيم منهم، وإيّاكم ومماظتهم، دينوا فيما بينكم وبينهم إذا أنتم جالستموهم وخالطتموهم ونازعتموهم الكلام بالتقية التى أمركم الله أن تأخذوا بها فيما بينكم وبينهم الحديث.

[ ٢١٣٧٠ ] ١٥ - محمّد بن علي بن الحسين في( معاني الأخبار) عن أبيه، عن علي بن إبراهيم عن محمّد بن عيسى، عن يونس بن عبد الرحمن، عن هشام بن سالم قال: سمعت أبا عبدالله( عليه‌السلام ) يقول: ما عبدالله بشيء أحبّ اليه من الخبء، قلت: وما الخبء؟ قال: التقية.

[ ٢١٣٧١ ] ١٦ - وعن محمّد بن الحسن، عن الصفار، عن محمّد بن

____________________

(١) المحاسن: ٢٥٩ / ٣١١.

١٣ - الكافي ٢: ١٧٥ / ١٩.

١٤ - الكافي ٨: ٢.

(٢) يأتي في الفائدة الثالثة من الخاتمة.

١٥ - معاني الأخبار: ١٦٢ / ١.

١٦ - معاني الأخبار: ٣٦٩ / ١.

٢٠٧

الحسين، عن علي بن أسباط، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير قال: سألت أبا عبدالله( عليه‌السلام ) عن قول الله عزّ وجلّ:( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُواْ وَصَابِرُوا وَرَابِطُواْ - قال: اصبروا على المصائب وصابروهم على التقيّة، ورابطوا على من تقتدون به -وَاتَّقُوا الله لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) (١) .

[ ٢١٣٧٢ ] ١٧ - وعن أحمد بن الحسن القطان، عن الحسن بن علي السكري، عن محمّد بن زكريا الجوهري، عن جعفر بن محمّد بن عمارة، عن أبيه، عن سفيان بن سعيد قال: سمعت أبا عبدالله جعفر بن محمّد الصادق( عليه‌السلام ) يقول: عليك بالتقيّة فإنّها سنّة إبراهيم الخليل( عليه‌السلام ) - إلى أن قال: - وإن رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) كان إذا أراد سفرا دارى بعيره(٢) وقال( عليه‌السلام ) : أمرني ربي بمداراة الناس، كما أمرني باقامة الفرائض، ولقد أدبه الله عزّ وجلّ بالتقية، فقال:( ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحّسِنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا ) (٣) الآية، يا سفيان، من استعمل التقيّة في دين الله فقد تسنم الذروة العليا من القرآن، وإنّ عزّ المؤمن في حفظ لسانه، ومن لم يملك لسإنّه ندم الحديث(٤) .

[ ٢١٣٧٣ ] ١٨ - وفي( العلل) عن المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي، عن جعفر بن محمّد بن مسعود، عن أبيه، عن إبراهيم بن علي، عن إبراهيم بن إسحاق، عن يونس بن عبد الرحمن، عن علي بن أبي حمزة،

____________________

(١) آل عمران ٣: ٢٠٠.

١٧ - معاني الأخبار: ٣٨٥ / ٢٠.

(٢) في المصدر: ورّى بغيره.

(٣) فصلت ٤١: ٣٤ - ٣٥.

(٤) فيه تقية الانبياء ومثله كثير، فتأمل ( منه رحمه الله ) ( هامش المخطوط ).

١٨ - علل الشرائع: ٥١ / ١.

٢٠٨

عن أبي بصير، قال: سمعت أبا جعفر( عليه‌السلام ) يقول: لا خير فيمن لا تقيّة له، ولقد قال يوسف:( أَيَّتُهَا الِعيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ ) (١) وما سرقوا.

[ ٢١٣٧٤ ] ١٩ - وعنه، عن جعفر بن محمّد بن مسعود، عن أبيه، عن محمّد بن نصير(٢) ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن عثمان بن عيسى، عن سماعة، عن أبي بصير قال: قال أبو عبدالله( عليه‌السلام ) : التقية دين الله عزّ وجلّ، قلت من دين الله؟ قال: فقال: إي والله من دين الله، لقد قال يوسف:( أَيَّتُهَا الِعيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ ) (٣) والله ما كانوا سرقوا شيئاً.

[ ٢١٣٧٥ ] ٢٠ - وعن أحمد بن الحسن القطان، عن الحسن بن علي السكري(٤) ، عن محمّد بن زكريا الجوهري، عن جعفر بن محمّد بن عمارة، عن أبيه قال: سمعت الصادق جعفر بن محمّد( عليه‌السلام ) يقول: المؤمن علوي - إلى أن قال - والمؤمن مجاهد، لإنّه يجاهد أعداء الله عزّ وجلّ في دولة الباطل بالتقيّة، وفي دولة الحقّ بالسيف.

[ ٢١٣٧٦ ] ٢١ - وفي( الخصال) عن أبيه، عن أحمد بن إدريس، عن محمّد بن أبي الصهبان، عن محمّد بن أبي عمير، عن جميل بن صالح، عن محمّد بن مروان، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: كان أبي يقول:

____________________

(١) يوسف ١٢: ٧٠.

١٩ - علل الشرائع: ٥١ / ٢.

(٢) في المصدر: محمّد بن ابي نصر.

(٣) يوسف ١٢: ٧٠.

٢٠ - علل الشرائع: ٤٦٧ / ٢٢.

(٤) في المصدر: الحسن بن علي السكوني.

٢١ - الخصال: ٢٢ / ٧٥.

٢٠٩

يا بني ما خلق الله شيئاً أقرّ لعين أبيك من التقية.

[ ٢١٣٧٧ ] ٢٢ - وبإسناده عن الاعمش، عن جعفر بن محمّد( عليه‌السلام ) - في حديث شرايع الدين - قال: ولا يحل قتل احد من الكفار والنصاب في التقية إلّا قاتل اوساعٍ في فساد، وذلك إذا لم تخف على نفسك ولا على أصحابك، واستعمال التقية في دار التقية واجب ولا حنث ولا كفارة على من حلف تقية يدفع بذلك ظلـماً عن نفسه.

[ ٢١٣٧٨ ] ٢٣ - وفي( صفات الشيعة) عن جعفر بن محمّد بن مسرور، عن الحسين بن محمّد بن عامر، عن عبدالله بن عامر، عن محمّد بن أبي عمير، عن أبان بن عثمان، عن الصادق( عليه‌السلام ) إنّه قال: لا دين لمن لا تقيّة له، ولا ايمان لمن لا ورع له.

[ ٢١٣٧٩ ] ٢٤ - سعد بن عبدالله في( بصائر الدرجات) عن أحمد بن محمّد بن عيسى، ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن حمّاد بن عيسى، عن حريز بن عبدالله، عن المعلّى بن خنيس قال: قال لي أبو عبدالله( عليه‌السلام ) : يا معلى اكتم أمرنا ولا تذعه فإنّه من كتم أمرنا ولا يذيعه(١) أعزه الله في الدنيا، وجعله نوراً بين عينيه يقوده إلى الجنة، يا معلى إنّ التقية ديني ودين آبائي، ولا دين لمن لا تقية له، يا معلّى، إنّ الله يحبّ أن يعبد في السر كما يحبّ أن يعبد في العلانية، والمذيع لامرنا كالجاحد له.

____________________

٢٢ - الخصال: ٦٠٧ / ٩، واورده عن تحف العقول في الحديث ١٠ من الباب ١٢ من ابواب جهاد العدو، وعن العيون في الحديث ٦ من الباب ٥ من ابواب حد المرتد.

٢٣ - صفات الشيعة: ٣ / ٣.

٢٤ - بصائر الدرجات: مخطوط، ومختصر بصائر الدرجات: ١٠١، واورده عن الكافي والمحاسن في الحديث ٦ من الباب ٣٢ من هذه الأبواب.

(١) في المصدر: ولم يذعه.

٢١٠

[ ٢١٣٨٠ ] ٢٥ - وعنهما، عن الحسن بن محبوب، عن جميل بن صالح، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: إنّ أبي كان يقول: أي شيء أقرّ للعين من التقية، إنّ التقية جنة المؤمن.

[ ٢١٣٨١ ] ٢٦ - علي بن محمّد الخزاز في كتاب( الكفاية) عن محمّد بن علي بن الحسين عن أحمد بن زياد بن جعفر، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن( علي بن معبد، عن الحسين بن خالد) (١) ، عن الرضا( عليه‌السلام ) قال: لا دين لمن لا ورع له، ولا إيمان لمن لا تقيّة له، وإنّ أكرمكم عند الله أعملكم بالتقيّة، قيل: يابن رسول الله إلى متى؟ قال: إلى قيام القائم، فمن ترك التقيّة قبل خروج قائمنا فليس منّا الحديث.

ورواه الطبرسي في( اعلام الورى) عن علي بن إبراهيم (٢) .

ورواه الصدوق في( إكمال الدين) عن أحمد بن زياد بن جعفر مثله (٣) .

[ ٢١٣٨٢ ] ٢٧ - محمّد بن إدريس في آخر( السرائر) نقلاً من كتاب مسائل الرجال ومكاتباتهم مولانا علي بن محمّد( عليه‌السلام ) من مسائل داود الصرمي قال: قال لي: يا داود لو قلت: إن تارك التقية كتارك الصلاة لكنت صادقاً.

____________________

٢٥ - بصائر الدرجات: مخطوط، ومختصر بصائر الدرجات: ١٠٤.

٢٦ - كفاية الاثر: ٢٧٠.

(١) في إعلام الورى: علي بن الحسين بن خالد.

(٢) إعلام الورى: ٤٣٤.

(٣) إكمال الدين: ٣٧١ / ٥.

٢٧ - مستطرفات السرائر: ٦٧ / ١٠، واورده عن الفقيه في الحديث ٢ من الباب ٥٧ من ابواب ما يمسك عنه الصائم.

٢١١

[ ٢١٣٨٣ ] ٢٨ - الحسن بن محمّد الطوسي في( مجالسه) عن أبيه، عن الفحام، عن المنصوري، عن عمّ أبيه، عن الامام علي بن محمّد( عليه‌السلام ) ، عن آبائه قال: قال الصادق( عليه‌السلام ) : ليس منّا من لم يلزم التقية، ويصوننا عن سفلة الرعية.

[ ٢١٣٨٤ ] ٢٩ - وبهذا الإِسناد قال: قال سيدنا الصادق( عليه‌السلام ) : عليكم بالتقية فإنّه ليس منّا من لم يجعلها شعاره ودثاره مع من يأمنه لتكون سجيته مع من يحذره.

[ ٢١٣٨٥ ] ٣٠ - أحمد بن محمّد بن خالد البرقي في( المحاسن) ، عن أبيه، عن حمّاد بن عيسى، عن سماعة بن مهران، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: لا خير فيمن لا تقية له، ولا إيمان لمن لا تقية له.

[ ٢١٣٨٦ ] ٣١ - وعن أبيه، عن حمّاد بن عيسى، عن عبدالله بن حبيب(١) ، عن أبي الحسن( عليه‌السلام ) في قول الله عزّ وجلّ:( إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللهِ أَتْقَكُمْ ) (٢) قال: أشدّكم تقية.

[ ٢١٣٨٧ ] ٣٢ - محمّد بن مسعود العياشي في( تفسيره) عن الحسن بن

____________________

٢٨ - امالي الطوسي ١: ٢٨٧.

٢٩ - امالي الطوسي ١: ٢٩٩.

٣٠ - المحاسن: ٢٥٧ / ٢٩٩.

٣١ - المحاسن: ٢٥٨ / ٣٠٢.

(١) استظهر المصنف أنه: عبدالله بن جندب.

(٢) الحجرات ٤٩: ١٣.

٣٢ - تفسير العياشي ١: ١٦٦ / ٢٤.

٢١٢

زيد بن علي(١) ، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه( عليهما‌السلام ) قال: كان رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) يقول: لا إيمان لمن لا تقية له، ويقول: قال الله:( إِلَّا أَن تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً ) (٢) .

[ ٢١٣٨٨ ] ٣٣ - وعن جابر، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال:( تجعل بيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدّاً فَمَا اسْطَاعُوا أَن يَظْهَرُوهْ وَمَا اسَتَطَاعُوا لَهُ نَقْباً ) (٣) قال: هو التقية.

[ ٢١٣٨٩ ] ٣٤ - وعن المفضل قال: سألت الصادق( عليه‌السلام ) عن قوله:( أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْماً ) (٤) قال التقية( فَمَا اسْطَاعُوا أَن يظْهَرُوهُ وَمَا اسَتَطَاعُوا لَهُ نَقْباً ) (٥) قال: إذا عملت بالتقيّة لم يقدروا لك على حيلة، وهو الحصن الحصين، وصار بينك وبين أعداء الله سدّاً لا يستطيعون له نقبا.

[ ٢١٣٩٠ ] ٣٥ - قال: وسألته عن قوله:( فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ ) (٦) قال: رفع التقية عند الكشف فانتقم من أعداء الله.

[ ٢١٣٩١ ] ٣٦ - وعن حذيفة، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال:( وَلَا تُلْقُوا

____________________

(١) في المصدر: الحسين بن زيد بن علي.

(٢) آل عمران ٣: ٢٨.

٣٣ - تفسير العياشي ٢: ٣٥١ / ٨٥.

(٣) الكهف ١٨: ٩٤ - ٩٧.

٣٤ - تفسير العياشي ٢: ٣٥١ / ٨٦.

(٤) الكهف ١٨: ٩٥.

(٥) الكهف ١٨: ٩٧.

٣٥ - تفسير العياشي ٢: ٣٥١ / ذيل حديث ٨٦.

(٦) الكهف ١٨: ٩٨.

٣٦ - تفسير العياشي ١: ٨٧ / ٢١٨.

٢١٣

بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ) (١) قال: هذا في التقية.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(٢) ، ويأتي ما يدلّ عليه(٣) .

٢٥ - باب وجوب التقيّة في كلّ ضرورة بقدرها، وتحريم التقيّة مع عدمها، وحكم التقيّة في شرب الخمر ومسح الخفين ومتعة الحج

[ ٢١٣٩٢ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد، عن ربعي، عن زرارة، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: التقية في كلّ ضرورة، وصاحبها أعلم بها حين تنزل به.

[ ٢١٣٩٣ ] ٢ - وعنه، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن ابن أُذينة، عن إسماعيل الجعفي، ومعمر بن يحيى بن سالم ومحمّد بن مسلم وزرارة قالوا: سمعنا أبا جعفر( عليه‌السلام ) يقول: التقية في كلّ شيء يضطر إليه ابن آدم فقد أحلّه الله له.

ورواه البرقي في( المحاسن) عن حمّاد بن عيسى، عن عمر بن أُذينة، عن محمّد بن مسلم وإسماعيل الجعفي وعدّة من أصحابنا مثله (٤) .

____________________

(١) البقرة ٢: ١٩٥.

(٢) تقدم في الحديث ٩ من الباب ١٤ من هذه الأبواب، وفي الباب ٢٥ من ابواب مقدّمة العبادات، وفي الحديث ٤ من الباب ٦ من ابواب صلاة الجماعة.

(٣) يأتي في الأبواب ٢٥ - ٣٦ من هذه الأبواب.

الباب ٢٥

فيه ١٠ احاديث

١ - الكافي ٢: ١٧٤ / ١٣، واورده عن الفقيه في الحديث ٧ من الباب ١٢ من ابواب الإِيمان.

٢ - الكافي ٢: ١٧٥ / ١٨.

(٤) المحاسن: ٢٥٩ / ٣٠٨.

٢١٤

[ ٢١٣٩٤ ] ٣ - وعنه، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن ابي عمر الأعجمي(١) ، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) - في حديث - أنّه قال: لا دين لمن لا تقية له، والتقية في كلّ شيء إلّا في النبيذ والمسح على الخفين.

ورواه البرقي في( المحاسن) عن أبيه، عن ابن أبي عمير (٢) .

ورواه الصدوق في( الخصال) عن أبيه، عن أحمد بن إدريس، عن سهل بن زياد، عن اللؤلؤي، عن ابن أبي عمير، عن عبدالله بن جندب، عن أبي عمر الاعجمي مثله، وزاد: إنّ تسعة أعشار الدين في التقية (٣) .

[ ٢١٣٩٥ ] ٤ - وعن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن عثمان بن عيسى، عن سماعة، عن أبي بصير قال: قال أبو عبدالله( عليه‌السلام ) : التقية من دين الله قلت: من دين الله؟ قال: اي والله من دين الله، ولقد قال يوسف:( أَيَّتُهَا العِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ ) (٤) والله ما كانوا سرقوا شيئاً، ولقد قال إبراهيم:( إِنِّي سَقِيمٌ ) (٥) والله ما كان سقيماً.

ورواه البرقي في( المحاسن) مثله (٦) .

[ ٢١٣٩٦ ] ٥ - وعن علي، عن أبيه، عن حماد، عن حريز، عن زرارة

____________________

٣ - الكافي ٢: ١٧٢ / ٢، واورد صدره في الحديث ٢ من الباب ٢٤ من هذه الأبواب.

(١) في نسخة: ابن عمر الاعجمي ( هامش المخطوط ).

(٢) المحاسن: ٢٥٩ / ٣٠٩.

(٣) الخصال: ٢٢ / ٧٩.

٤ - الكافي ٢: ١٧٢ / ٣.

(٤) يوسف ١٢: ٧٠.

(٥) الصافات ٣٧: ٨٩.

(٦) المحاسن: ٢٥٨ / ٣٠٣.

٥ - الكافي ٣: ٣٢ / ٢، واورده في الحديث ١ من الباب ٣٨ من ابواب الوضوء، وفي الحديث ١ من =

٢١٥

قال: قلت له: في مسح الخفين تقية؟ فقال: ثلاثة لا أتّقي فيهن أحداً: شرب المسكر، ومسح الخفين ومتعة الحج قال زرارة: ولم يقل الواجب عليكم أن لا تتقوا فيهنّ أحداً.

[ ٢١٣٩٧ ] ٦ - وعنه، عن هارون بن مسلم، عن مسعدّة بن صدقة، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) - في حديث - إن المؤمن إذا أظهر الإِيمان ثمّ ظهر منه ما يدلّ على نقضه خرج ممّا وصف وأظهر وكان له ناقضا إلّا أن يدّعي إنّه إنّما عمل ذلك تقية، ومع ذلك ينظر فيه، فإن كان ليس ممّا يمكن أن تكون التقية في مثله لم يقبل منه ذلك، لان للتقية مواضع من أزالها عن مواضعها لم تستقم له وتفسير ما يتقّى مثل أن يكون قوم سوء ظاهر حكمهم وفعلهم على غير حكم الحقّ وفعله، فكلّ شيء يعمل المؤمن بينهم لمكان التقية ممّا لا يؤدي إلى الفساد في الدين فإنّه جائز.

[ ٢١٣٩٨ ] ٧ - محمّد بن عمر الكشي في كتاب( الرجال) عن نصر بن الصباح، عن إسحاق بن يزيد بن محمّد البصري (١) ، عن جعفر بن محمّد بن الفضيل(٢) ، عن محمّد بن علي الهمداني(٣) ، عن درست بن أبي منصور قال: كنت عند أبي الحسن موسى( عليه‌السلام ) وعنده الكميت بن زيد، فقال للكميت: أنت الذي تقول:

فالآن صرت إلى أُميـّ

ة والأمور لها(٤) إلى مصائر

____________________

= الباب ٢٢ من ابواب الاشربة المحرّمة.

٦ - الكافي ٢: ١٣٤ / ١.

٧ - رجال الكشي ٢: ٤٦٥ / ٣٦٤.

(١) في المصدر: ابو يعقوب: إسحاق بن محمّد البصري.

(٢) في المصدر: جعفر بن محمّد بن الفضيل.

(٣) في المصدر: جعفر بن علي الهمداني.

(٤) في نسخة: إلى ( هامش المخطوط ).

٢١٦

قال: قلت ذاك والله ما رجعت عن ايماني، وإنّي لكم لموالٍ، ولعدوكم لقالٍ، ولكني قلته على التقية، قال: أما لئن قلت ذلك إنّ التقية تجوز في شرب الخمر.

[ ٢١٣٩٩ ] ٨ - أحمد بن أبي عبدالله البرقي في( المحاسن) عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع، عن ابن مسكان، عن عمر بن يحيى بن سالم (١) ، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: التقيّة في كلّ ضرورة.

وعن النضر، عن يحيى الحلبي، عن معمر مثله.

وعن ابن أبي عمير، عن حمّاد بن عثمان، عن الحارث بن المغيرة نحوه(٢) .

[ ٢١٤٠٠ ] ٩ - أحمد بن علي بن أبي طالب الطبرسي في( الاحتجاج) عن أبي محمّد الحسن بن علي العسكري( عليه‌السلام ) - في حديث - أنّ الرضا( عليه‌السلام ) جفا جماعة من الشيعة وحجبهم، فقالوا: يا ابن رسول الله ما هذا الجفاء العظيم والاستخفاف بعد الحجاب الصعب؟ قال: لدعواكم انكم شيعة امير المؤمنين( عليه‌السلام ) وانتم في اكثر أعمالكم مخالفون، ومقصرون في كثير من الفرائض، وتتهاونون بعظيم حقوق إخوانكم في الله، وتتّقون حيث لا تجب التقية، وتتركون التقية حيث لابدّ من التقية.

____________________

٨ - المحاسن: ٢٥٩ / ٣٠٧.

(١) في المصدر: معمر بن يحيى بن سالم.

(٢) المحاسن: ٢٥٩ / ذيل حديث ٣٠٧.

٩ - الإِحتجاج: ٤٤١.

٢١٧

[ ٢١٤٠١ ] ١٠ - العياشي في( تفسيره) عن عمرو بن مروان الخزاز قال: سمعت أبا عبدالله( عليه‌السلام ) يقول: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : رفعت عن أُمتي أربع خصال: ما اضطرّوا إليه، وما نسوا، وما أُكرهوا عليه، وما لم يطيقوا، وذلك في كتاب الله قوله:( رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مَنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ ) (١) ، وقول الله:( إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقُلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالأُيمَانِ ) (٢) .

أقول: ويأتي ما يدلّ على بعض المقصود في أحاديث ذبيحة الناصب(٣) ، وفي الأشربة المحرّمة(٤) ، وغير ذلك(٥) ، وتقدّم ما يدلّ على ذلك في الطهارة(٦) ، والحج(٧) .

____________________

١٠ - تفسير العياشي ١: ١٦٠ / ٥٣٤، واورده عن الكافي في الحديث ٢ من الباب ٥٦ من ابواب جهاد النفس.

(١) البقرة ٢: ٢٨٦.

(٢) النحل ١٦: ١٠٦.

(٣) يأتي في الحديثين ٥، ٦ من الباب ٢٨ من ابواب الذبائح.

(٤) يأتي في الباب ٢٢ من ابواب الاشربة المحرّمة.

(٥) يأتي في البابين ٢٦، ٢٩ من هذه الأبواب، وفي الباب ١٢ من ابواب الإِيمان، وفي الباب ١١ من ابواب آداب القاضي.

(٦) تقدم في البابين ٣٢، ٣٨ من ابواب الوضوء.

(٧) تقدم في الحديث ٥ من الباب ٣ من ابواب اقسام الحج، وتقدّم ما يدلّ على التقية في الباب ٢٤ من هذه الأبواب، وفي الحديث ١ من الباب ٧١ من ابواب المزار، وفي الباب ٥٦ من ابواب جهاد النفس.

٢١٨

٢٦ - باب وجوب عشرة العامة بالتقيّة

[ ٢١٤٠٢ ] ١ – محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن الحسن بن علي، عن درست الواسطي قال: قال أبو عبدالله( عليه‌السلام ) : ما بلغت تقية أحد تقية أصحاب الكهف، ان كانوا ليشهدون الاعياد، ويشدّون الزنانير(١) ، فأعطاهم الله أجرهم مرّتين.

[ ٢١٤٠٣ ] ٢ - وعنه، عن أحمد بن محمّد، عن علي بن الحكم، عن هشام الكندي قال: سمعت أبا عبدالله( عليه‌السلام ) يقول: إيّاكم أن تعملوا عملاً نعيّر به، فإنّ ولد السوء يعير والده بعمله، كونوا لمن انقطعتم إليه زيناً، ولا تكونوا عليه شيناً، صلّوا في عشائرهم، وعودوا مرضاهم، واشهدوا جنائزهم، ولا يسبقونكم إلى شيء من الخير فأنتم أولى به منهم، والله ما عبدالله بشيء أحبّ اليه من الخبء، قلت: وما الخب ء؟ قال التقيّة.

[ ٢١٤٠٤ ] ٣ - وعن الحسين بن محمّد، عن معلّى بن محمّد، عن محمّد بن جمهور، عن أحمد بن حمزة، عن الحسين بن المختار، عن أبي بصير قال: قال أبو جعفر( عليه‌السلام ) ، خالطوهم بالبرانية(٢) ، وخالفوهم بالجوانيّة إذا كانت الإِمرة صبيانية.

____________________

الباب ٢٦

فيه ٤ احاديث

١ - الكافي ٢: ١٧٣ / ٨، واورده عن العياشي في الحديث ١٥ من الباب ٢٩ من هذه الأبواب.

(١) الزنانير: جمع زنار وهو ما يشده النصارى والمجوس على اوساطهم، شعاراً لهم يعرفون به، انظر ( القاموس المحيط - زنر - ٢: ٤١ ).

٢ - الكافي ٢: ١٧٤ / ١١.

٣ - الكافي ٢: ١٧٥ / ٢٠.

(٢) البرانيّة: الظاهر، والجوانيّة: الباطن ( مجمع البحرين - برر - ٣: ٢٢٠ ).

٢١٩

[ ٢١٤٠٥ ] ٤ - محمّد بن علي بن الحسين في( الخصال) عن أبيه، عن سعد، عن أيّوب بن نوح، عن ابن أبي عمير، عن سيف بن عميرة، عن مدرك بن الهزهاز، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: رحم الله عبداً اجترّ مودة الناس إلى نفسه فحدثهم بما يعرفون، وترك ما ينكرون.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(١) ، ويأتي ما يدلّ عليه(٢) .

٢٧ - باب وجوب طاعة السلطان للتقيّة

[ ٢١٤٠٦ ] ١ - محمّد بن علي بن الحسين في( المجالس) عن أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني، عن علي بن إبراهيم (٣) ، عن موسى بن إسماعيل، عن أبيه، عن جده موسى بن جعفر( عليه‌السلام ) أنّه قال لشيعته: لا تذلوا رقابكم بترك طاعة سلطانكم، فإن كان عادلاً فاسألوا الله بقاه، وإن كان جائراً فاسألوا الله إصلاحه، فإنّ صلاحكم في صلاح سلطانكم، وإنّ السلطان العادل بمنزلة الوالد الرحيم، فاحبوا له ما تحبون لانفسكم، واكرهوا له ما تكرهون لأنفسكم.

[ ٢١٤٠٧ ] ٢ - وعن محمّد بن علي بن بشار، عن علي بن إبراهيم

____________________

٤ - الخصال: ٢٥ / ٨٩.

(١) تقدم في الحديث ٩ من الباب ١٤، وفي الحديث ٣١ من الباب ٢٣، وفي الحديث ١٦ من الباب ٢٤ من هذه الأبواب، وفي الأبواب، ١، ٢، ٣ من ابواب احكام العشرة، وفي الباب ٦، وفي الحديث ٣ من الباب ١٠، وفي الحديث ٢ من الباب ٥٦ من ابواب صلاة الجماعة.

(٢) يأتي في الباب ٣٢ من هذه الأبواب.

الباب ٢٧

فيه ٣ احاديث

١ - امالي الصدوق: ٢٧٧ / ٢١.

(٣) في نسخة زيادة: عن ابيه ( هامش المخطوط ) وكذلك المصدر.

٢ - امالي الصدوق: ٢٧٧ / ٢٠.

٢٢٠