وسائل الشيعة الجزء ١٦

وسائل الشيعة10%

وسائل الشيعة مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 397

المقدمة الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠
  • البداية
  • السابق
  • 397 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 171562 / تحميل: 7724
الحجم الحجم الحجم
وسائل الشيعة

وسائل الشيعة الجزء ١٦

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

الحسن، فكيف للناس بالخلف من بعده؟ قلت: وكيف ذلك؟ قال: لإنّه لا يرى شخصه ولا يحلّ ذكره باسمه، حتّى يخرج فيملأ الارض قسطاً وعدلاً - إلى أن قال: - فقال( عليه‌السلام ) : هذا ديني ودين آبائي.

أقول: هذا لا ينافي الحمل على التقية، والتخصيص بوقت الخوف كما يظن، لـمّا تقدم من التصريح بوجوب التقيّة إلى أن يخرج صاحبّ الزمان( عليه‌السلام ) (١) ، ولكن التقيّة في هذه المدة لا تشمل جميع الاشخاص والاماكن، لـما مرّ أيضاً(٢) ، فهذا من جملة القرائن على ما قلنا، لأنّ هذه المدّة هي مدّة التقية.

[ ٢١٤٦٢ ] ١٠ - وفي كتاب( اكمال الدين) عن أحمد بن زياد بن جعفر، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن أبي أحمد محمّد بن زياد الأزدي، عن موسى بن جعفر( عليه‌السلام ) في حديث أوصاف الإِمام الثاني عشر وغيبته قال: تخفى على الناس ولادته، ولا تحل لهم تسميته، حتّى يظهره الله فيملاء الارض عدلاً وقسطاً، كما ملئت جوراً وظلماً.

[ ٢١٤٦٣ ] ١١ - وعن الحسين بن أحمد بن إدريس، عن أبيه، عن أيّوب بن نوح، عن محمّد بن سنان، عن صفوان بن مهران، عن الصادق( عليه‌السلام ) أنّه قيل له: من المهدي من ولدك؟ قال: الخامس من ولدِ السابع يغيب عنكم شخصه ولا يحلّ لكم تسميته.

وعن علي بن محمّد الدقاق، عن محمّد بن أبي عبدالله، عن سهل بن زياد، عن الحسن بن محبوب، عن عبد العزيز العبدي، عن عبدالله بن

____________________

(١) تقدم في الحديث ٢٥ من الباب ٢٤ من هذه الأبواب.

(٢) مرّ في الحديثين ٦ و ١٠ من الباب ٢٥ من هذه الأبواب.

وفي الحديث ٨ من هذا الباب.

١٠ - إكمال الدين: ٣٦٨ / ٦.

١١ - إكمال الدين: ٣٣٣ / ١.

٢٤١

أبي يعفور، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) مثله(١) .

[ ٢١٤٦٤ ] ١٢ - وعن المظفر بن جعفر العلوي، عن جعفر بن محمّد بن مسعود، وحيدر بن محمّد، عن محمّد بن مسعود، عن آدم بن محمّد البلخي، عن علي بن الحسين الدقاق(٢) وإبراهيم بن محمّد قالا: سمعنا علي بن عاصم الكوفي يقول: خرج في توقيعات صاحبّ الزمان( عليه‌السلام ) : ملعون ملعون من سماني في محفل من الناس.

أقول فيه وفي أمثاله دلالة على ما قلنا في العنوان لاختصاصه بالمحفل، وهو مظنة التقيّة والمفسدة، وبالناس وكثيراً ما يطلق هذا اللّفظ على العامّة(٣) فهو قرينة أيضاً.

[ ٢١٤٦٥ ] ١٣ - وعن محمّد بن إبراهيم بن إسحاق، عن محمّد بن همام، عن محمّد بن عثمان العمري قال: خرج توقيع بخطّ أعرفه: من سماني في مجمع من الناس فعليه لعنة الله.

ورواه المفيد في( الإِرشاد) (٤) .

والطبرسي، في( إعلام الورى) نحوه (٥) .

[ ٢١٤٦٦ ] ١٤ - وعن محمّد بن أحمد السناني(٦) ، عن محمّد بن أبي

____________________

(١) إكمال الدين: ٣٣٨ / ١٢.

١٢ - إكمال الدين: ٤٨٢ / ١.

(٢) في المصدر: علي بن الحسن الدقاق

(٣) تقدم إطلاقه على العامة هنا في حديث عنبسة ( منه. قده ).

١٣ - إكمال الدين: ٤٨٣ / ٣.

(٤) لم نجده في ارشاد المفيد المطبوع.

(٥) إعلام الورى: ٤٥١.

١٤ - إكمال الدين: ٣٧٧ / ٢.

(٦) في المصدر: محمّد بن احمد الشيباني.

٢٤٢

عبدالله، عن سهل بن زياد، عن عبد العظيم الحسني، عن محمّد بن علي بن موسى( عليه‌السلام ) في ذكر القائم( عليه‌السلام ) قال: يخفى على الناس ولادته، ويغيب عنهم شخصه، وتحرم عليهم تسميته، وهو سمّي رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) وكنيه الحديث.

[ ٢١٤٦٧ ] ١٥ - وعن محمّد بن موسى بن المتوكّل، عن عبدالله بن جعفر الحميري، عن محمّد بن إبراهيم الكوفي، أنّ أبا محمّد الحسن بن علي العسكري( عليهما‌السلام ) بعث إلى بعض من سماه شاة مذبوحة وقال: هذه من عقيقة ابني محمّد.

[ ٢١٤٦٨ ] ١٦ - وعنه، عن الحميري، عن محمّد بن أحمد العلوي، عن أبي غانم الخادم قال: ولد لابي محمّد( عليه‌السلام ) مولود فسمّاه محمّداً، وعرضه على أصحابه يوم الثالث وقال: هذا صاحبكم من بعدي وخليفتي عليكم وهو القائم الحديث.

[ ٢١٤٦٩ ] ١٧ - وعن محمّد بن محمّد بن عصام، عن محمّد بن يعقوب الكليني، عن علان الرازي، عن بعض أصحابنا أنّه لـمّا حملت جارية أبي محمّد( عليه‌السلام ) قال: ستحملين ولداً واسمه محمّد، وهو القائم من بعدي.

[ ٢١٤٧٠ ] ١٨ - وعن محمّد بن إبراهيم الطالقاني، عن الحسين بن إسماعيل القطان(١) ، عن عبدالله بن محمّد، عن محمّد بن عبد الرحمن، عن محمّد بن سعيد، عن العباس بن أبي عمرو، عن صدقة بن أبي موسى،

____________________

١٥ - إكمال الدين: ٤٣٢ / ١٠.

١٦ - إكمال الدين: ٤٣١ / ٨.

١٧ - إكمال الدين: ٤٠٨ / ٤.

١٨ - إكمال الدين: ٣٠٥ / ١.

(١) في المصدر: الحسن بن إسماعيل، عن ابي عمرو سعيد بن محمّد بن نصر القطان

٢٤٣

عن أبي نضرة، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) ، عن جابر بن عبدالله عن فاطمة (عليها‌السلام ) أنّه وجد معها صحيفة من درّة فيها أسماء الأئمّة من ولدها فقرأها - إلى أن قال: - أبو القاسم محمّد بن الحسن حجة الله على خلقه القائم، أُمّه جارية، اسمها نرجس.

[ ٢١٤٧١ ] ١٩ - وعن علي بن أحمد بن موسى، عن محمّد بن أبي عبدالله الكوفي، عن محمّد بن إسماعيل البرمكي، عن إسماعيل بن مالك، عن محمّد بن سنان، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر، عن آبائه (عليهم‌السلام ) قال: قال أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) على المنبر: يخرج رجل من ولدي في آخر الزمان - وذكر صفة القائم وأحواله إلى أن قال - له اسمان: اسم يخفى، واسم يعلن، فأما الذي يخفى فأحمد، وأما الذي يعلن فمحمّد الحديث.

[ ٢١٤٧٢ ] ٢٠ - وبأسانيده الكثيرة عن الحسن بن محبوب، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) ، عن جابر قال: دخلت على فاطمة (عليها‌السلام ) وبين يديها لوح فيه أسماء الأوصياء من ولدها فعددت اثني عشر آخرهم القائم ثلاثة منهم محمّد، وأربعة منهم علي.

ورواه في( الفقيه) بإسناده عن الحسن بن محبوب (١) .

ورواه الكليني، عن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن الحسين، عن الحسن بن محبوب مثله(٢) .

____________________

١٩ - إكمال الدين: ٦٥٣ / ١٧.

٢٠ - إكمال الدين: ٣١٣ / ٤.

(١) الفقيه ٤: ١٣٢ / ٧.

(٢) الكافي ١: ٤٤٧ / ٩.

٢٤٤

[ ٢١٤٧٣ ] ٢١ - وعن علي بن الحسن بن شاذويه(١) وأحمد بن هارون الفامي(٢) جميعاً، عن محمّد بن عبدالله بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن جعفر بن محمّد بن مالك(٣) ، عن درست، عن عبدالله بن القاسم، عن عبدالله بن جبلة، عن أبي السفاتج، عن جابر، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) ، عن جابر بن عبدالله أنّه رأى قدام فاطمة (عليها‌السلام ) لوحاً يكاد ضوؤه يغشي الأبصار، فيه اثنا عشر اسماً، قال: فقلت: أسماء من هؤلاء؟ قالت: أسماء الأوصياء أوّلهم ابن عمّى وأحد عشر من ولدي آخرهم القائم، قال جابر: فرأيت فيه محمّداً محمّداً محمّداً في ثلاثة مواضع، وعليّاً عليّاً عليّاً عليّاً في أربعة مواضع.

ورواه في( عيون الأخبار) أيضاً (٤) .

[ ٢١٤٧٤ ] ٢٢ - وعن علي بن محمّد بن أحمد الدقاق(٥) ، عن محمّد بن أبي عبدالله، عن موسى بن عمران، عن عمّه الحسين بن زيد(٦) ، عن المفضل بن عمر قال: دخلت على الصادق( عليه‌السلام ) فقلت: لو عهدت الينا في الخلف من بعدك، فقال: الإِمام بعدي ابني موسى،

____________________

٢١ - إكمال الدين: ٣١١ / ٢، إعلام الورى: ٣٩٤.

(١) في الإكمال: على بن الحسين بن شاذويه.

(٢) في المصدر: احمد بن هارون القاضي.

(٣) في المصدر زيادة: عن مالك السلولي.

(٤) عيون اخبار الرضا (عليه‌السلام )١: ٤٦ / ٥.

٢٢ - إكمال الدين: ٣٣٤ / ٤.

(٥) في المصدر: علي بن احمد بن محمّد الدقاق.

(٦) في المصدر: الحسين بن يزيد النوفلي.

٢٤٥

والخلف المأمول المنتظر محمّد بن الحسن بن علي بن محمّد بن علي بن موسى.

الفضل بن الحسن الطبرسي في( اعلام الورى) عن المفضل بن عمر مثله (١) .

[ ٢١٤٧٥ ] ٢٣ - وبإسناده عن ابن بابويه، عن محمّد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني، عن أبي محمّد بن همام، عن محمّد بن عثمان العمري، عن أبيه، عن أبي محمّد الحسن بن علي( عليهما‌السلام ) في الخبر الذي روي عن آبائه (عليهم‌السلام ) أنّ الأرض لا تخلو من حجة لله على خلقه، وأن من مات ولم يعرف إمام زمإنّه مات ميتة جاهلية، فقال: إنّ هذا حق كما أن النهار حق، فقيل: يابن رسول الله فمن الحجّة والإِمام بعدك؟ فقال: ابني محمّد(٢) ، هو الإِمام والحجّة بعدي، فمن مات ولم يعرفه مات ميتة جاهلية.

ورواه علي بن عيسى في( كشف الغمة) نقلاً عن الطبرسي في( إعلام الورى) (٣) .

أقول: والاحاديث في التصريح باسم المهدي محمّد بن الحسن (عليهما‌السلام ) ، وفي الأمر بتسميته عموماً وخصوصاً، تصريحاً وتلويحاً فعلاً وتقريراً، في النصوص، والزيارات، والدعوات، والتعقيبات،

____________________

(١) إعلام الورى: ٤٢٩.

٢٣ - إعلام الورى: ٤٤٢.

(٢) قد صرح باسمه (عليه‌السلام ) جماعة من علمائنا في كتب الحديث، والاصول، والكلام، وغيرها، منهم العلّامة، والمحقق، والمقداد، والمرتضى، والمفيد، وابن طاوس، وغيرهم، والمنع نادر، وقد حققناه في رسالة مفردة. ( منه. قده ).

(٣) كشف الغمة ٢: ٥٢٨.

٢٤٦

والتلقين، وغير ذلك كثيرة جداً، قد تقدم جملة من ذلك(١) ، ويأتي جملة أُخرى(٢) وهو دال على ما قلناه في العنوان.

٣٤ - باب تحريم اذاعة الحقّ مع الخوف به

[ ٢١٤٧٦ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن الرضا( عليه‌السلام ) - في حديث - قال: قال أبو جعفر( عليه‌السلام ) : ولاية الله أسرّها إلى جبرئيل( عليه‌السلام ) ، وأسرها جبرئيل إلى محمّد( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) وأسرها( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) إلى علي( عليه‌السلام ) وأسرها على( عليه‌السلام ) إلى من شاء الله، ثمّ أنتم تذيعون ذلك من الذي أمسك حرفاً سمعه، قال أبو جعفر( عليه‌السلام ) في حكمة آل داود: ينبغي للمسلم أن يكون مالكاً لنفسه، مقبلاً على شأنه، عارفاً بأهل زمانه، فاتقوا الله ولا تذيعوا حديثنا.

[ ٢١٤٧٧ ] ٢ - وعن أبي علي الأشعري، عن محمّد بن عبد الجبّار، عن صفوان، عن عبد الرحمن بن الحجاج، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: من استفتح نهار باذاعة سرّنا سلّط الله عليه حر الحديد، وضيق المحابس.

____________________

(١) تقدم في الحديث ٣ من الباب ٣٧ من ابواب الاحتضار، وفي الباب ٢٠، وفي الحديثين ٥، ٦ من الباب ٢١ من ابواب الدفن، وفي الحديث ٦ من الباب ٤٨ من ابواب الذكر، وفي الحديث ٢ من الباب ٨١ من ابواب المزار.

(٢) يأتي في الحديثين ٣، ٤ من الباب ٦٤ من ابواب احكام الاولاد.

الباب ٣٤

فيه ٢٢ حديثاً

١ - الكافي ٢: ١٧٨ / ١٠.

٢ - الكافي ٢: ٢٧٦ / ١٢.

٢٤٧

[ ٢١٤٧٨ ] ٣ - وعن الحسين بن محمّد، عن معلى بن محمّد، عن الحسن بن علي الوشاء، عن عمر بن أبان، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: سمعته يقول: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) طوبى لعبد نؤمة، عرفه الله ولم يعرفه الله الناس، اولئك مصابيح الهدى، وينابيع العلم، تنجلي عنهم كلّ فتنه مظلمة، ليسوا بالمذاييع البذر(١) ، ولا بالجفاة المرائين.

[ ٢١٤٧٩ ] ٤ - وعن علي بن إبراهيم، عن محمّد بن عيسى، عن يونس، عن أبي الحسن الاصبهاني، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: قال أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) وذكر نحوه وزاد: وقال: قولوا الخير تعرفوا به، واعملوا بالخير تكونوا من أهله، ولا تكونوا عجلا مرائين مذاييع، فان خياركم الذين إذا نظر اليهم ذكر الله، وشراركم المشاؤون بالنميمة المفرقون بين الاحبّة المبتغون للبراء المعايب.

[ ٢١٤٨٠ ] ٥ - وعن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن عثمان بن عيسى، عمّن أخبره قال: قال أبو عبدالله( عليه‌السلام ) : كفّوا ألسنتكم والزموا بيوتكم الحديث.

[ ٢١٤٨١ ] ٦ - وبالإِسناد عن عثمان بن عيسى، عن أبي الحسن( عليه‌السلام ) قال: إن كان في يدك هذه شيء، فإن استطعت أن لا تعلم هذه فافعل، قال: وكان عنده إنسان فتذاكروا الإِذاعة، فقال: احفظ لسانك تعزّ، ولا تمكّن الناس من قياد رقبتك فتذل.

____________

٣ - الكافي ٢: ١٧٨ / ١١.

(١) البذر: جمع بذور، وهو الذي يذيع الاسرار. ( الصحاح - بذر - ٢: ٥٨٧ ).

٤ - الكافي ٢: ١٧٨ / ١٢.

٥ - الكافي ٢: ١٧٨ / ١٣.

٦ - الكافي ٢: ١٧٩ / ١٤.

٢٤٨

[ ٢١٤٨٢ ] ٧ - وبالإِسناد عن عثمان بن عيسى، عن محمّد بن عجلان قال: سمعت أبا عبدالله( عليه‌السلام ) يقول: إن الله عزّ وجلّ عيّر قوماً بالإِذاعة في قوله عزّ وجلّ:( وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ ) (١) فإيّاكم والإِذاعة.

[ ٢١٤٨٣ ] ٨ - وبالإِسناد عن عثمان بن عيسى، عن سماعة، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) في قول الله عزّ وجلّ:( وَيَقْتُلُونَ الأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ) (٢) فقال: أما والله ما قتلوهم بأسيافهم ولكن أذاعوا عليهم، وأفشوا سرّهم فقتلوا.

ورواه البرقي في( المحاسن) عن عثمان بن عيسى (٣) ، وكذا الذي قبله.

[ ٢١٤٨٤ ] ٩ - وعن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن خالد بن نجيح، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: إنّ من أمرنا مستور مقنع بالميثاق، فمن هتك علينا أذلّه الله.

[ ٢١٤٨٥ ] ١٠ - وعن الحسين بن محمّد، ومحمّد بن يحيى جميعاً، عن علي بن محمّد بن سعد، عن محمّد بن مسلم، عن محمّد بن سعيد بن غزوان، عن علي بن الحكم، عن عمر بن أبان، عن عيسى بن أبي منصور قال: سمعت أبا عبدالله( عليه‌السلام ) يقول: نفس المهموم لنا المغتم

____________________

٧ - الكافي ٢: ٢٧٤ / ١، والمحاسن: ٢٥٦ / ٢٩٣.

(١) النساء ٤: ٨٣.

٨ - الكافي ٢: ٢٧٥ / ٧.

(٢) آل عمران ٣: ١١٢.

(٣) المحاسن: ٢٥٦ / ٢٩٠.

٩ - الكافي ٢: ١٧٩ / ١٥.

١٠ - الكافي ٢: ١٧٩ / ١٦.

٢٤٩

لمظلمتنا تسبيح، وهمّه لامرنا عبادة، وكتمانه لسرّنا جهاد في سبيل الله.

قال لي محمّد بن سعيد: اكتب هذا بالذهب، فما كتبت شيئاً أحسن منه.

[ ٢١٤٨٦ ] ١١ - وعنه، عن معلّى بن محمّد، عن أحمد بن محمّد، عن نصر بن صاعد، عن أبيه قال: سمعت أبا عبدالله( عليه‌السلام ) يقول: مذيع السرّ شاك، وقائله عند غير أهله كافر، ومن تمسّك بالعروة الوثقى فهو ناج، قلت: ما هو؟ قال: التسليم.

[ ٢١٤٨٧ ] ١٢ - وعن علي بن ابراهيم، عن محمّد بن عيسى، عن يونس، عن محمّد الخزاز، عن ابي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: من اذاع علينا حديثنا فهو بمنزلة من جحدنا حقّنا.

قال: وقال للمعلّى بن خنيس: المذيع لحديثنا كالجاحد له.

[ ٢١٤٨٨ ] ١٣ - وبالإِسناد عن يونس، عن ابن مسكان، عن ابن ابي يعفور قال: قال ابو عبدالله( عليه‌السلام ) : من اذاع علينا حديثنا سلبه الله الإِيمان.

[ ٢١٤٨٩ ] ١٤ -( وبالإِسناد عن يونس) (١) ، عن يونس بن يعقوب، عن بعض اصحابه، عن ابي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: ما قتلنا من اذاع حديثنا قتل خطأ، ولكن قتلنا قتل عمد.

____________________

١١ - الكافي ٢: ٢٧٦ / ١٠.

١٢ - الكافي ٢: ٢٧٤ / ٢.

١٣ - الكافي ٢: ٢٧٥ / ٣.

١٤ - الكافي ٢: ٢٧٥ / ٤.

(١) ليس في المصدر.

٢٥٠

ورواه البرقي في( المحاسن) عن ابن فضال، عن يونس بن يعقوب مثله (١) .

[ ٢١٤٩٠ ] ١٥ - وبالإِسناد عن يونس، عن العلاء، عن محمّد بن مسلم قال: سمعت أبا جعفر( عليه‌السلام ) يقول: يحشر العبد يوم القيامة وما ندا دماً(٢) ، فيدفع اليه شبه المحجمة، أو فوق ذلك، فيقال له: هذا سهمك من دم فلان، فيقول: يا رب إنّك تعلم أنّك قبضتني وما سفكت دماً، فيقول: بلى، ولكنّك سمعت من فلان رواية كذا وكذا فرويتها عليه، فنقلت عليه حتّى صارت إلى فلان الجبّار فقتله عليها، وهذا سهمك من دمه.

[ ٢١٤٩١ ] ١٦ - وبالإِسناد عن يونس، عن ابن مسكان(٣) ، عن إسحاق بن عمار، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) وتلا هذه الآية:( ذَلِك بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُوا يَعْتَدُونَ ) (٤) قال: والله ما قتلوهم بأيديهم، ولا ضربوهم بأسيافهم، ولكنّهم سمعوا أحاديثهم فأذاعوها، فأُخذوا عليها، فقُتلوا فصار قتلاً واعتداء ومعصية.

[ ٢١٤٩٢ ] ١٧ - وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حسين بن عثمان، عمّن أخبره، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: من

____________________

(١) المحاسن: ٢٥٦ / ٢٩٢.

١٥ - الكافي ٢: ٢٧٥ / ٥.

(٢) ما ندا دماً: اي لم يصب منه شيئاً ولم ينله منه شيء، كأنّه نالته نداوة الدم وبلله ( النهاية - ندا - ٥: ٣٨ ).

١٦ - الكافي ٢: ٢٧٥ / ٦، والمحاسن: ٢٥٦ / ٢٩١.

(٣) في نسخة: ابن سنان ( هامش المخطوط )، وكذلك المصدر.

(٤) البقرة ٢: ٦١.

١٧ - الكافي ٢: ٢٧٥ / ٩.

٢٥١

أذاع علينا شيئاً من أمرنا فهو كمن قتلنا عمداً، ولم يقتلنا خطأ.

ورواه البرقي في( المحاسن) عن محمّد بن سنان، عن يونس بن يعقوب، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) (١) ، والذي قبله عن ابن مسكان(٢) مثله.

[ ٢١٤٩٣ ] ١٨ - وعن علي بن محمّد، عن صالح بن أبي حماد، عن رجل، عن أبى خالد الكابلي، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) - في حديث - قال: المذيع لـمّا أراد الله ستره مارق من الدين.

[ ٢١٤٩٤ ] ١٩ - أحمد بن محمّد بن خالد البرقي في( المحاسن) عن ابن الديلمي، عن داود الرقي ومفضل وفضيل - في حديث - قالوا: قال أبو عبدالله( عليه‌السلام ) : لا تذيعوا أمرنا ولا تحدّثوا به إلّا أهله، فإنّ المذيع علينا أمرنا أشدّ علينا مؤونة من عدوّنا، انصرفوا رحمكم الله ولا تذيعوا سرّنا.

[ ٢١٤٩٥ ] ٢٠ - وعن ابن أبي عمير، عن حسين بن عثمان، عمّن أخبره، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: الناطق علينا بما نكره أشدّ مؤونة علينا من المذيع.

[ ٢١٤٩٦ ] ٢١ - وعن أبيه، عن محمّد بن أبي عمير، عن يونس بن عمار، عن سليمان بن خالد قال: قال لي أبو عبدالله( عليه‌السلام ) : يا سليمان إنّكم على دين من كتمه أعزَّه الله، ومن أذاعه أذلّه الله.

____________________

(١) المحاسن: ٢٥٦ / ٢٨٩.

(٢) في نسخة: ابن سنان ( هامش المخطوط ) وكذلك المصدر.

١٨ - الكافي ٢: ٢٧٦ / ١١.

١٩ - المحاسن: ٢٥٥ / ٢٨٧.

٢٠ - المحاسن: ٢٥٦ / ٢٨٨.

٢١ - المحاسن: ٢٥٧ / ٢٩٥.

٢٥٢

[ ٢١٤٩٧ ] ٢٢ - وعن أبيه، عن حمّاد بن عيسى، عن حسين بن مختار، عن أبي بصير، قال: سألت أبا عبدالله( عليه‌السلام ) عن حديث فقال: هل كتمت علي شيئاً قط؟ فبقيت أتذكّر، فلـمّا رأى ما بي، قال: أما ما حدثت به أصحابك فلا بأس، إنّما الإِذاعة أن تحدث به غير أصحابك.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(١) ، وقد روى النعماني في كتاب( الغيبة) أحاديث كثيرة في هذا المعنى.

٣٥ - باب جواز اقرار الحر بالرقية مع التقيّة وان كان سيدا ً

[ ٢١٤٩٨ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن أبي أيّوب، عن بريد بن معاوية قال: سمعت أبا جعفر( عليه‌السلام ) يقول: إن يزيد بن معاوية دخل المدينة وهو يريد الحج، فبعث إلى رجل من قريش فأتاه، فقال له يزيد: أتقرّ لي أنّك عبد لي إن شئت بعتك، وإن شئت إسترققتك - إلى أن قال: - فقال له يزيد: ان لم تقرّ لي والله قتلتك، فقال له الرجل: ليس قتلك إيّاي بأعظم من قتل الحسين( عليه‌السلام ) ، قال: فأمر به فقتل، ثمّ ارسل إلى علي بن الحسين( عليه‌السلام ) فقال له مثل مقاله للقرشي، فقال له علي بن الحسين( عليه‌السلام ) : أرأيت إن لم أقر لك أليس تقتلني كما قتلت الرجل

____________________

٢٢ - المحاسن: ٢٥٨ / ٣٠٦.

(١) تقدم في الحديث ١ من الباب ٧، وفي الاحاديث ١، ٩، ٢٣ من الباب ٢٤، وفي الحديث ١١ من الباب ٢٩، وفي الباب ٣٢، وفي الحديث ١ من الباب ٣٣ من هذه الأبواب، وفي الباب ٤٧، وفي الحديث ٣ من الباب ١٤٥ من ابواب احكام العشرة، وفي الحديث ١٦ من الباب ١ من ابواب المواقيت.

ويأتي ما يدل عليه في الحديث ٤١ من الباب ٨ من ابواب صفات القاضي.

الباب ٣٥

فيه حديث واحد

١ - الكافي ٨: ٢٣٤ / ٣١٣. وعلق المصنف بقوله: ( هذا في الروضة ) بخطّه ره.

٢٥٣

بالأمس؟ فقال له يزيد: بلى، فقال علي بن الحسين: قد أقررت لك بما سألت، أنا عبد مكره، فإن شئت فأمسك، وإن شئت فبع، فقال له يزيد: أولى لك، حقنت دمك، ولم ينقصك ذلك من شرفك.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك عموما(١) .

٣٦ - باب وجوب كف اللسان على المخالفين وعن أئمتهم مع التقية

[ ٢١٤٩٩ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: ما أيسر ما رضي الناس به منكم، كفّوا ألسنتكم عنهم.

[ ٢١٥٠٠ ] ٢ - محمّد بن علي بن الحسين في( العلل) عن محمّد بن الحسن، عن الصفار، عن العباس بن معروف، عن عاصم، عن أبي بكر الحضرمي، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: سألته عن الرجل يفتري على الرجل من جاهلية العرب؟ قال: يضرب حدّاً، قلت: حدّاً؟ قال: نعم، إنّ ذلك يدخل على رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ )

[ ٢١٥٠١ ] ٣ - علي بن إبراهيم في( تفسيره) عن أبيه، عن مسعدّة بن صدقة، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: سُئل عن قول النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : إنّ الشرك أخفى من دبيب النمل على صفاة سوداء في

____________________

(١) تقدم في الباب ٢٤ من هذه الأبواب.

الباب ٣٦

فيه ٣ احاديث

١ - الكافي ٨: ٣٤١ / ٥٣٧.

٢ - علل الشرائع: ٣٩٣ / ٦، واورده في الحديث ٤ من الباب ٧٣ من ابواب جهاد النفس، واورد نحوه عن التهذيب في الحديث ٧ من الباب ١٧ من ابواب حدّ القذف.

٣ - تفسير القمي ١: ٢١٣.

٢٥٤

ليلة ظلماء، قال: كان المؤمنون يسبون ما يعبد المشركون من دون الله، وكان المشركون يسبّون ما يعبد المؤمنون، فنهى الله عن سبّ آلهتهم لكي لا يسبّ الكفّار إله المؤمنين، فيكون المؤمنون قد أشركوا بالله من حيث لا يعملون، فقال:( وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ فَيَسُبُّوا الله ) (١) .

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك في جهاد النفس(٢) .

٣٧ - باب تحريم مجاورة أهل المعاصي ومخالطتهم اختيارا ً ومحبة بقائهم

[ ٢١٥٠٢ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن منصور بن العبّاس، عن سعيد بن جناح، عن عثمان بن سعيد، عن عبد الحميد بن علي الكوفيّ، عن مهاجر الأسدي، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: مرّ عيسى بن مريم( عليه‌السلام ) على قرية قد مات أهلها وطيرها ودوابّها، فقال: أما إنّهم لم يموتوا إلّا بسخطه ولو ماتوا متفرّقين لتدافنوا، فقال الحواريّون: يا روح الله وكلمته ادع الله أن يحييهم لنا فيخبرونا ما كانت أعمالهم فنجتنبها قال: فدعا عيسى فنودي من الجو أن نادهم، فقام عيسى( عليه‌السلام ) بالليل على شرف(٣) من الارض، فقال: يا أهل القرية فأجابه منهم مجيب: لبيك، فقال: ويحكم ما كانت أعمالكم؟ قال: عبادة الطاغوت، وحبّ الدنيا، مع خوف قليل، وأمل بعيد، وغفلة في لهو ولعب - إلى أن قال: - كيف عبادتكم للطاغوت؟

____________________

(١) الانعام ٦: ١٠٨.

(٢) تقدم في الحديث ٣ من الباب ١٨ من ابواب جهاد النفس.

الباب ٣٧

فيه ٧ احاديث

١ - الكافي ٢: ٢٣٩ / ١١.

(٣) الشرف: المكان العالي ( الصحاح - شرف - ٤: ١٣٧٩ ).

٢٥٥

قال: الطاعة لأهل المعاصي، قال: كيف كان عاقبة أمركم؟ قال: بتنا في عافية، وأصبحنا في الهاوية فقال: وما الهاوية؟ قال: سجّين، قال: وما سجّين؟ قال: جبال من جمر توقد علينا إلى يوم القيامة - إلى أن قال: - قال: ويحك كيف لم يكلّمني غيرك من بينهم؟ قال: يا روح الله إنّهم ملجمون بلجم من نار، بأيدي ملائكة غلاظ شداد، وإنّي كنت فيهم ولم أكن منهم، فلـمّا نزل العذاب عمّني معهم، فأنا معلّق بشعرة على شفير جهنمّ، لا أدري أُكبكب فيها أم أنجو منها، فالتفت عيسى( عليه‌السلام ) إلى الحواريّين فقال: يا أولياء الله أكلّ الخبز اليابس بالملح الجريش، والنوم على المزابل خير كثير مع عافية الدنيا والآخرة.

ورواه الصدوق في( العلل) وفي( عقاب الأعمال) وفي( معاني الأخبار) عن أبيه، عن سعد بن عبدالله ومحمّد بن يحيى، عن محمّد بن أحمد (١) ، عن يعقوب بن يزيد، عن محمّد بن أبي عمير(٢) ، عن صالح بن سعيد، عن أخيه سهل الحلواني، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) نحوه(٣) .

[ ٢١٥٠٣ ] ٢ - وعن الحسين بن محمّد، عن علي بن محمّد بن سعيد،( عن محمّد بن سالم أبي سلمة) (٤) ، عن محمّد بن سعيد بن غزوان، عن عبدالله بن المغيرة قال: قلت لابي الحسن( عليه‌السلام ) : إنّ لي جارين أحدهما ناصب والآخر زيدي، ولابدّ من معاشرتهما، فمن أُعاشر؟ فقال:

____________________

(١) لم يرد في المعاني.

(٢) في المصادر الثلاثة: محمّد بن عمرو.

(٣) علل الشرائع: ٤٦٦ / ٢١، وعقاب الاعمال: ٣٠٣ / ١، ومعاني الأخبار: ٣٤١ / ١.

٢ - الكافي ٨: ٢٣٥ / ٣١٤.

(٤) في المصدر: محمّد بن سالم بن ابي سلمة، وعلق المصنف عليه بقوله: ( هذا في الروضة ) بخطّه ره.

٢٥٦

هما سيان، من كذّب بآية من كتاب الله فقد نبذ الاسلام وراء ظهره، وهو المكذّب بجميع القرآن والانبياء والمرسلين، ثمّ قال: إن هذا نصب لك، وهذا الزيدي نصب لنا.

[ ٢١٥٠٤ ] ٣ - محمّد بن علي بن الحسين في( معاني الأخبار) عن أبيه، عن الحميري، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن بعض أصحابنا بلغ به سعد بن طريف، عن الاصبغ بن نباتة، عن الحارث الاعور قال: قال علي للحسن ابنه( عليهما‌السلام ) في مسائله التي سأله عنها: يا بني ما السفه؟ قال: اتباع الدناة، ومصاحبّة الغواة.

[ ٢١٥٠٥ ] ٤ - وفي( المجالس) عن أبيه، عن سعد بن عبدالله، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن مالك بن عطية، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر محمّد بن علي الباقر( عليه‌السلام ) قال: سمعته يقول: أما إنّه ليس من سنة أقلّ مطراً من سنة، ولكن الله يضعه حيث يشاء، ان الله جل جلاله اذا عمل قوم بالمعاصي صرف عنهم ما كان قدر لهم من المطر في تلك السنة إلى غيرهم وإلى الفيافي والبحار والجبال، وان الله ليعذّب الجعل في جحرها بحبس المطر عن الارض التي هي بمحلتها لخطايا من بحضرتها، وقد جعل الله لها السبيل إلى مسلك سوى محلّة أهل المعاصي، قال: ثمّ قال أبو جعفر( عليه‌السلام ) : فاعتبروا يا أُولى الأبصار الحديث.

ورواه في( عقاب الأعمال) عن محمّد بن موسى بن المتوكّل، عن عبدالله بن جعفر، عن أحمد بن محمّد (١) .

____________________

٣ - معاني الأخبار: ٢٤٧ / ١.

٤ - امالي الصدوق: ٢٥٣ / ٢، واورد ذيله في الحديث ٢ من الباب ٤١ من هذه الأبواب.

(١) عقاب الأعمال: ٣٠٠ / ١.

٢٥٧

ورواه البرقي في( المحاسن) عن أحمد بن محمّد بن عيسى (١) .

ورواه الكليني، عن محمّد بن يحيى، عن احمد بن محمّد مثله(٢) .

[ ٢١٥٠٦ ] ٥ - وعن أبيه، عن سعد، عن القاسم بن محمّد، عن المنقري، عن فضيل بن عياض، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: قلت له: مَن الورع من الناس؟ قال: الذي يتورع عن محارم الله، ويجتنب هؤلاء، فاذا لم يتق الشبهات وقع في الحرام وهو لا يعرفه، واذا رأى المنكر ولم ينكره وهو يقوى عليه فقد أحبّ أن يعصي الله، ومن أحبّ أن يعصي الله فقد بارز الله بالعداوة، ومن أحبّ بقاء الظالمين فقد أحبّ أن يعصي الله، إنّ الله تبارك وتعالى حمد نفسه على إهلاك الظالمين فقال:( فَقُطِعَ دَابِرُ القَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ ) (٣) .

ورواه علي بن إبراهيم في( تفسيره) عن أبيه (٤) عن المنقري مثله(٥) .

[ ٢١٥٠٧ ] ٦ - محمّد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، وعن علي بن محمّد القاساني عن القاسم بن محمّد، عن سليمان المنقري، عن فضيل بن عياض قال: سألت أبا عبدالله( عليه‌السلام ) عن أشياء من المكاسب فنهاني عنها وقال: يا فضيل والله لضرر هؤلاء على هذه الامة

____________________

(١) المحاسن: ١١٦ / ١٢٢.

(٢) الكافي ٢: ٢٠٨ / ١٥.

٥ - معاني الأخبار: ٢٥٢ / ١، واورد صدره في الحديث ٢٥ من الباب ١٢ من ابواب صفات القاضي.

(٣) الانعام ٦: ٤٥.

(٤) في تفسير القمي زيادة: عن القاسم بن محمّد.

(٥) تفسير القمي ١: ٢٠٠.

٦ - الكافي ٥: ١٠٨ / ١١، واورد قطعة منه في الحديث ٥ من الباب ٤٤ من ابواب ما يكتسب به.

٢٥٨

أشدّ من ضرر الترك والديلم، قال: وسألته عن الورع من الناس، وذكر مثله.

[ ٢١٥٠٨ ] ٧ - محمّد بن عمر بن عبد العزيز الكشي في كتاب( الرجال) عن حمدويه، عن محمّد بن إسماعيل الرازي عن الحسن بن علي بن فضال، عن صفوان الجمال ان أبا الحسن موسى( عليه‌السلام ) قال له: كلّ شيء منك حسن جميل ما خلا شيئاً واحداً، قلت: لا أيّ شيء؟ قال: إكراؤك جمالك من هذا الرجل - يعني هارون - إلى أن قال: - يا صفوان، أيقع كراؤك عليهم؟ قلت: نعم، قال: أتحبّ بقاءهم حتّى يخرج كراك؟ قلت: نعم، قال: فمن أحبّ بقاءهم فهو منهم، ومن كان منهم كان ورد النار، قال صفوان: فذهبت فبعت جمالي عن آخرها الحديث.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك في أحاديث العشرة(١) ، ويأتي ما يدلّ عليه(٢) .

٣٨ - باب تحريم المجالسة لاهل المعاصي وأهل البدع

[ ٢١٥٠٩ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن أبي علي الأشعري، عن محمّد بن عبد الجبّار، عن عبد الرحمن بن أبي نجران، عن عمر بن يزيد، عن أبي

____________________

٧ - رجال الكشي ٢: ٧٤٠ / ٨٢٨، واورده بتمامه في الحديث ١٧ من الباب ٤٢ من ابواب ما يكتسب به.

(١) تقدم في الأبواب ١١، ١٥، ١٧ من ابواب احكام العشرة.

وتقدّم في البابين ١٥، ١٨ من هذه الأبواب، وفي الحديث ٢٧ من الباب ٤ من ابواب جهاد النفس.

(٢) يأتي في الباب ٣٨ من هذه الأبواب، وفي الباب ٤٤ من ابواب ما يكتسب به.

الباب ٣٨

فيه ٢٢ حديثاً

١ - الكافي ٢: ٢٧٨ / ٣ و ٤٦٩ / ١٠، واورده في الحديث ١ من الباب ٢٧ من ابواب احكام العشرة.

٢٥٩

عبدالله( عليه‌السلام ) أنّه قال: لا تصحبوا أهل البدع، ولا تجالسوهم فتصيروا عند الناس كواحد منهم، قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : المرء على دين خليله وقرينه.

[ ٢١٥١٠ ] ٢ - وعنه، عن ابن عبد الجبّار، عن صفوان، عن عبد الرحمن بن الحجاج، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: من قعد عند سبّاب لأولياء الله فقد عصى الله.

[ ٢١٥١١ ] ٣ - وعن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه جميعاً، عن الحسن بن محبوب، عن مالك بن عطية، عن أبي حمزة، عن علي بن الحسين( عليه‌السلام ) - في حديث طويل - قال: إياكم وصحبّة العاصين، ومعونة الظالمين ومجاورة الفاسقين، احذروا فتنتهم، وتباعدوا من ساحتهم.

[ ٢١٥١٢ ] ٤ - وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن أبي زياد النهدي، عن عبدالله بن صالح، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: لا ينبغي للمؤمن أن يجلس مجلساً يعصى الله فيه ولا يقدر على تغييره.

[ ٢١٥١٣ ] ٥ - وعن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن بكر بن محمّد، عن الجعفري قال: سمعت أبا الحسن( عليه‌السلام ) يقول: مالي رأيتك عند عبد الرحمن بن يعقوب؟ فقلت إنّه خالي، فقال: إنّه يقول في الله قولاً عظيماً، يصف الله ولا يوصف، فإمّا جلست معه وتركتنا، وإمّا

____________________

٢ - الكافي ٢: ٢٨١ / ١٤.

٣ - الكافي ٨: ١٦ / ٢، واورد صدره في الحديث ٢ من الباب ٦٢ من ابواب جهاد النفس، وقطعة منه في الحديث ١ من الباب ٤٢ من ابواب ما يكتسب به.

٤ - الكافي ٢: ٢٧٨ / ١.

٥ - الكافي ٢: ٢٧٨ / ٢.

٢٦٠

جلست معنا وتركته، فقلت: هو يقول ما شاء، اي شيء عليّ منه اذا لم أقلّ ما يقول؟ فقال أبو الحسن( عليه‌السلام ) : أما تخاف ان تنزل به نقمة فتصيبكم جميعاً، أما علمت بالذي كان من اصحاب موسى( عليه‌السلام ) ، وكان ابوه من اصحاب فرعون فلـمّا لحقت خيل فرعون بموسى تخلف عنه ليعظ اباه فيلحقه بموسى، فمضى ابوه وهو يراغمه حتّى بلغا طرفا من البحر، فغرقا جميعاً، فأتى موسى الخبر فقال: هو في رحمة الله، ولكن النقمة اذا نزلت لم يكن لها عمّن قارب المذنب دفاع.

[ ٢١٥١٤ ] ٦ - وعنهم، عن أحمد عن ابن محبوب، عن شعيب العقرقوفي قال: سألت أبا عبدالله( عليه‌السلام ) عن قول الله عزّ وجلّ:( وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الكِتَابِ أَنْ إِذا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا ) (١) إلى آخر الآية، فقال إنّما عنى بهذا الرجل يجحد الحقّ ويكذب به، ويقع في الائمة، فقم من عنده ولا تقاعده كائنا من كان.

[ ٢١٥١٥ ] ٧ - وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن علي بن أسباط، عن سيف بن عميرة، عن عبد الاعلى بن أعين، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يجلس مجلسا ينتقص فيه إمام، أو يعاب فيه مؤمن.

[ ٢١٥١٦ ] ٨ - ورواه علي بن إبراهيم في( تفسيره) عن أحمد بن إدريس، عن أحمد بن محمّد، عن الحسين بن سعيد، عن فضالة بن أيّوب، عن سيف بن عميرة مثله، إلّا إنّه قال: أو يغتاب فيه مؤمن، إن الله يقول في كتابه: ( وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا

____________________

٦ - الكافي ٢: ٢٨٠ / ٨.

(١) النساء ٤: ١٤٠.

٧ - الكافي ٢: ٢٨٠ / ٩.

٨ - تفسير القمي ١: ٢٠٤.

٢٦١

فِي حَدِيثً غَيْرِهِ ) (١) .

وعن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن علي بن الحكم، عن سيف بن عميرة نحوه، إلّا إنّه جعل يعاب مكان ينتقص وبالعكس(٢) .

[ ٢١٥١٧ ] ٩ - وعن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن جعفر بن محمّد الأشعري، عن ابن القداح، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: قال أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) : من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يقوم مكان ريبة.

[ ٢١٥١٨ ] ١٠ - وعنهم، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن أبيه، عن القاسم بن عروة، عن عبيد بن زرارة، عن أبيه، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: من قعد في مجلس يسب فيه إمام من الأئمة يقدر على الانتصاف فلم يفعل ألبسه الله الذل في الدنيا، وعذبه في الآخرة، وسلبه صالح مامنّ به عليه من معرفتنا.

[ ٢١٥١٩ ] ١١ - وعن الحسين بن محمّد، عن علي بن محمّد بن سعد، عن محمّد بن مسلم، عن إسحاق بن موسى، عن أخيه وعمه، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: ثلاثة مجالس يمقتها الله، ويرسل نقمته على أهلها، فلا تقاعدوهم ولا تجالسوهم: مجلسا فيه من يصف لسإنّه كذبا في فتياه، ومجلساً ذكر أعدائنا فيه جديد وذكرنا فيه رثّ، ومجلساً فيه من يصدّ عنّا وانت تعلم، ثمّ تلا أبو عبدالله( عليه‌السلام ) ثلاث آيات من كتاب الله كأَنّما كنّ في فيه او قال: في كفّه:( وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ فَيَسُبُّوا

____________________

(١) الانعام ٦: ٦٨.

(٢) الكافي ٢: ٢٨٠ / ١١.

٩ - الكافي ٢: ٢٨٠ / ١٠.

١٠ - الكافي ٢: ٢٨١ / ١٥.

١١ - الكافي ٢: ٢٨٠ / ١٢.

٢٦٢

الله عَدْواً بِغَيرِ عِلْمٍ ) (١) ( وَإِذَا رَأيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرضْ عنهم حتّى يخوضوا في حدِيثٍ غَيرِهِ ) (٢) ( وَلَا تَقُولُوا لِـمَا تَصِفُ أَلسِنَتُكُم الكَذِب هذا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللهِ الكَذِبَ ) (٣) .

[ ٢١٥٢٠ ] ١٢ - وبهذا الإِسناد عن محمّد بن مسلم، عن أحمد بن زكريا، عن محمّد بن خالد بن ميمون، عن عبدالله بن سنان، عن غياث بن إبراهيم، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) - في حديث - قال: ما اجتمع ثلاثة من الجاحدين إلّا حضرهم عشرة أضعافهم من الشياطين، فإن تكلّموا تكلّم الشياطين بنحو كلامهم، وإذا ضحكوا ضحكوا معهم، واذا نالوا من أولياء الله نالوا معهم، فمن ابتلي من المؤمنين بهم فاذا خاضوا في ذلك فليقم ولا يكن شرك شيطان ولا جليسه، فإنّ غضب الله لا يقوم له شيء، ولعنته لا يردّها شيء، ثمّ قال( عليه‌السلام ) : فإن لم يستطع فلينكر بقلبه وليقم ولو حلب شاة، او فواق ناقة.

[ ٢١٥٢١ ] ١٣ - وبالإِسناد عن محمّد بن مسلم، عن داود بن فرقد، عن محمّد بن سعيد، عن هشام بن سالم، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: إذا ابتليت بأهل النصب ومجالستهم فكن كأنك على الرضف(٤) حتّى تقوم، فإنّ الله يمقتهم ويلعنهم، فاذا رأيتهم يخوضون في ذكر امام من الأئمة فقم، فإنّ سخط الله ينزل هناك عليهم.

[ ٢١٥٢٢ ] ١٤ - محمّد بن علي بن الحسين بإسناده إلى وصية أمير المؤمنين

____________________

(١) الانعام ٦: ١٠٨.

(٢) الانعام ٦: ٦٨.

(٣) النحل ١٦: ١١٦.

١٢ - الكافي ٢: ١٥٠ / ٦، واورد صدره في الحديث ٧ من الباب ٢٣ من ابواب فعل المعروف.

١٣ - الكافي ٢: ٢٨٠ / ١٣.

(٤) الرضف: الحجارة المحماة ( الصحاح - رضف - ٤: ١٣٦٥ ).

١٤ - الفقيه ٤: ٢٧٥ / ٨٣٠.

٢٦٣

( عليه‌السلام ) لابنه محمّد بن الحنفية قال: ومن خير حظّ المرء قرين صالح، جالس أهل الخير تكن منهم، باين أهل الشرّ ومن يصدّك عن ذكر الله وذكر الموت بالاباطيل المزخرفة، والاراجيف الملفّقة تبن منهم.

[ ٢١٥٢٣ ] ١٥ - وفي( المجالس) عن علي بن أحمد بن عبدالله، عن أبيه، عن جدّه أحمد بن أبي عبدالله، عن سليمان بن عقيل (١) ، عن محمّد بن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن الصادق جعفر بن محمّد( عليه‌السلام ) قال: من جالس لنا عائباً، أو مدح لنا قالياً، أو وصل لنا قاطعاً، أو قطع لنا واصلاً، أو والي لنا عدوّاً، أو عادى لنا وليّاً، فقد كفر بالذي أنزل السبع المثاني والقرآن العظيم.

[ ٢١٥٢٤ ] ١٦ - وعن علي بن أحمد بن موسى، عن محمّد بن هارون، عن عبدالله بن موسى(٢) ، عن عبد العظيم الحسني، عن علي بن محمّد، عن آبائه (عليهم‌السلام ) - في حديث - قال: قال أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) : مجالسة الاشرار توجب سوء الظنّ بالأخيار.

[ ٢١٥٢٥ ] ١٧ - وفي( العلل) عن محمّد بن موسى بن المتوكّل، عن علي بن الحسين السعد آبادي (٣) ، عن أحمد بن أبي عبدالله البرقي، عن عبد العظيم الحسني، عن علي بن جعفر، عن أخيه موسى بن جعفر، عن

____________________

١٥ - امالي الصدوق: ٥٥ / ٧.

(١) في المصدر: سليمان بن مقبل المديني

١٦ - امالي الصدوق: ٣٦٢ / ٩، واورد قطعة منه في الحديث ٢ من الباب ٢٢، وأخرى في الحديث ٨ من الباب ١٠٧ من ابواب العشرة، واخرى في الحديث ١١ من الباب ١ من ابواب فعل المعروف.

(٢) في المصدر: ابو تراب عبيدالله بن الروياني.

١٧ - علل الشرائع: ٦٠٥ / ٨٠، واورد ذيله في الحديث ٨ من الباب ٢ من ابواب جهاد النفس.

(٣) في المصدر: علي بن الحسن السعدآبادي.

٢٦٤

أبيه (عليهم‌السلام ) قال: قال علي بن الحسين( عليه‌السلام ) : ليس لك أن تقعد مع من شئت، لأنّ الله تبارك وتعالى يقول:( وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا في حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنسيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ القَوْمِ الظَّالِمِينَ ) (١) الحديث.

[ ٢١٥٢٦ ] ١٨ - وفي كتاب( صفات الشيعة) عن أحمد بن محمّد بن يحيى، عن سعد، عن إبراهيم بن هاشم، عن ابن أبي نجران، عن عاصم بن حميد، عن محمّد بن قيس، عن أبي جعفر، عن آبائه، عن علي ( عليهم‌السلام ) قال: مجالسة الاشرار تورث سوء الظنّ بالأخيار، ومجالسة الاخيار تلحق الأشرار بالاخيار، ومجالسة الفجار للابرار تلحق الفجّار بالأبرار، فمن اشتبه عليكم أمره، ولم تعرفوا دينه، فانظروا إلى خلطائه، فإن كانوا أهل دين الله فهو على دين الله، وإن لم يكونوا على دين الله، فلا حظ لهم في دين الله، إن رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) كان يقول: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يواخين كافراً ولا يخالطن فاجراً، ومن آخى كافراً أو خالط فاجراً كان فاجراً كافراً.

[ ٢١٥٢٧ ] ١٩ - وعن محمّد بن الحسن، عن الصفار، عن محمّد بن عيسى، عن ابن فضال، قال: سمعت الرضا( عليه‌السلام ) يقول: من واصل لنا قاطعاً، أو قطع لنا واصلاً، أو مدح لنا عائباً، أو أكرم لنا مخالفاً، فليس منا ولسنا منه.

[ ٢١٥٢٨ ] ٢٠ - وعن جعفر بن محمّد بن مسرور، عن غير واحد، عن جعفر بن محمّد( عليه‌السلام ) قال: من جالس أهل الريب فهو مريب.

____________________

(١) الانعام ٦: ٦٨.

١٨ - صفات الشيعة: ٦ / ٩.

١٩ - صفات الشيعة: ٧ / ١٠.

٢٠ - صفات الشيعة: ٩ / ١٦.

٢٦٥

[ ٢١٥٢٩ ] ٢١ - محمّد بن إدريس في آخر( السرائر) نقلا من كتاب رواية أبي القاسم بن قولويه، عن عبد الاعلى، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يجلس في مجلس يسبّ فيه إمام، أو يعاب(١) فيه مسلم، إن الله تبارك وتعالى يقول:( وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضَونَ فِي آيَاتِنَا ) (٢) الآية.

[ ٢١٥٣٠ ] ٢٢ - الحسن بن محمّد الطوسي في( مجالسه) عن أبيه، عن المفيد، عن علي بن خالد المراغي (٣) ، عن ثوابة بن يزيد، عن أحمد بن علي، عن سيابة بن سوار(٤) ، عن المبارك بن سعيد، عن خليد الفرا، عن أبي الخير(٥) قال: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : أربعة مفسدة للقلوب: الخلوة بالنساء، والاستمتاع منهن، والاخذ برأيهنّ، ومجالسة الموتى، فقيل: يا رسول الله وما مجالسة الموتى؟ قال:(٦) كلّ ضال عن الإِيمان وجابر عن الأحكام.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك هنا(٧) ، وفي العشرة(٨) .

____________________

٢١ - مستطرفات السرائر: ١٢٧ / ٢٢.

(١) في المصدر: ويغتاب.

(٢) الانعام ٦: ٦٨.

٢٢ - امالي الطوسي ١: ٨١.

(٣) في المصدر: ابو علي الحسن بن خالد المراغي.

(٤) في المصدر: شبابة بن سوار.

(٥) في المصدر: ابي المحبر.

(٦) في المصدر زيادة: مجالسة.

(٧) تقدم في الباب ٧، وفي الباب ٣٧ من هذه الأبواب.

(٨) تقدم في الأبواب ١١ و ١٧ و ٢٧ من ابواب احكام العشرة.

ويأتي ما يدلّ عليه في البابين ٣٩ و ٤٠ من هذه الأبواب.

٢٦٦

٣٩ - باب وجوب البراءة من أهل البدع وسبهم وتحذير الناس منهم وترك تعظيمهم مع عدم الخوف

[ ٢١٥٣١ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن محمّد بن الحسين(١) ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن داود بن سرحان، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : إذا رأيتم أهل الريب والبدع من بعدي فأظهروا البراءة منهم، وأكثروا من سبّهم، والقول فيهم، والوقيعة، وباهتوهم كيلا يطمعوا في الفساد في الاسلام، ويحذرهم النّاس، ولا يتعلّمون من بدعهم، يكتب الله لكم بذلك الحسنات، ويرفع لكم به الدرجات في الآخرة.

[ ٢١٥٣٢ ] ٢ - أحمد بن محمّد بن خالد البرقي في( المحاسن) عن يعقوب بن يزيد، عن محمّد بن جمهور العمي رفعه قال: من أتى ذا بدعة فعظمه فإنّما سعى في هدم الإِسلام.

ورواه الكليني، عن الحسين بن محمّد، عن معلّى بن محمّد، عن محمّد بن جمهور مثله(٢) .

[ ٢١٥٣٣ ] ٣ - عنه عن أبيه عن هارون بن الجهم، عن حفص بن عمرو،

____________________

الباب ٣٩

فيه ٧ احاديث

١ - الكافي ٢: ٢٧٨ / ٤.

(١) في المصدر: محمّد بن يحيى، عن محمّد بن الحسين.

٢ - المحاسن: ٢٠٨ / ٧٢.

(٢) الكافي ١: ٤٤ / ٣.

٣ - المحاسن: ٢٠٨ / ٧٣، واورده عن الفقيه وعقاب الأعمال في الحديث ٧ من الباب ٤٠ من هذه الأبواب.

٢٦٧

عن أبي عبدالله، عن أبيه، عن علي (عليهم‌السلام ) قال: من مشى إلى صاحب بدعة فوقّره فقد مشى في هدم الإِسلام.

[ ٢١٥٣٤ ] ٤ - العياشي في( تفسيره) عن محمّد بن هاشم، عمّن حدثه، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: نزلت هذه الآية( قُلْ قَدْ جَاءَكُمْ رُسُلٌ مِّنْ قَبْلي بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ) (١) وقد علم أنّهم قالوا: والله ما قتلنا ولا شهدنا، قال: وإنّما قيل لهم: ابرأوا من قَتَلَتِهِم فأبوا.

[ ٢١٥٣٥ ] ٥ - وعن سماعة قال: سمعت أبا عبدالله( عليه‌السلام ) يقول في قول الله:( قُلْ قَدْ جَاءَكُمْ رُسُلٌ مِّنْ قَبْلي بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ) (٢) وقد علم ان هؤلاء لم يقتلوا، ولكن كان هواهم مع الذين قتلوا، فسّماهم الله قاتلين لمتابعة هواهم ورضاهم بذلك الفعل.

[ ٢١٥٣٦ ] ٦ - وعن معمر بن عمر(٣) قال: قال أبو عبدالله( عليه‌السلام ) : لعن الله القدرية لعن الله الحرورية، لعن الله المرجئة، لعن الله المرجئة، قلت: كيف لعنت هؤلاء مرة ولعنت هؤلاء مرّتين؟ فقال: ان هؤلاء زعموا أنّ الذين قتلونا كانوا مؤمنين، فثيابهم ملطخة بدمائنا إلى يوم القيامة، أما تسمع لقول الله:( الَّذِين قَالُوا إِنَّ الله عَهِدَ إِلَيْنَا - إلى قوله -:فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ ) (٤) قال: وكان بين الذين خوطبوا بهذا القول

____________________

٤ - تفسير العياشي ١: ٢٠٩ / ١٦٤، واورده في الحديث ١٣ من الباب ٥ من هذه الأبواب.

(١) آل عمران ٣: ١٨٣.

٥ - تفسير العياشي ١: ٢٠٨ / ١٦٢.

(٢) آل عمران ٣: ١٨٣.

٦ - تفسير العياشي ١: ٢٠٨ / ١٦٣.

(٣) في المصدر: عمر بن معمر.

(٤) آل عمران ٣: ١٨٣.

٢٦٨

وبين القاتلين خمسمائة عام، فسماهم الله قاتلين برضاهم بما صنع اولئك.

[ ٢١٥٣٧ ] ٧ - وعن محمّد بن الهيثمّ التميمي، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) في قوله تعالى:( كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ) (١) قال: أما أنهم لم يكونوا يدخلون مداخلهم، ولا يجلسون مجالسهم، ولكن كانوا إذا لقوهم ضحكوا فيوجوههم وأنسوا بهم.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(٢) ، ويأتي ما يدلّ عليه(٣) .

٤٠ - باب وجوب اظهار العلم عند ظهور البدع وتحريم كتمه إلّا لتقيّة وخوف، وتحريم الابتداع

[ ٢١٥٣٨ ] ١ - أحمد بن محمّد بن خالد البرقي في( المحاسن) عن يعقوب بن يزيد، عن محمّد بن جمهور العمي رفعه قال: قال رسول الله ( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : إذ ظهرت البدع في أُمّتي فليظهر العالم علمه، فمن لم يفعل فعليه لعنة الله.

ورواه الكليني عن الحسين بن محمّد، عن معلّى بن محمّد، عن محمّد بن جمهور مثله(٤) .

____________________

٧ - تفسير العياشي ١: ٣٣٥ / ١٦١.

(١) المائدة ٥: ٧٩.

(٢) تقدم في الحديث ٣٩ من الباب ١ من ابواب مقدّمة العبادات، وفي الأبواب ٧ و ١١ و ١٥ و ٣٧ و ٣٨ من هذه الأبواب.

(٣) يأتي ما يدلّ عليه بعمومه في الباب الاتي من هذه الأبواب.

الباب ٤٠

فيه ١١ حديثاً

١ - المحاسن: ٢٣١ / ١٧٦.

(٤) الكافي ١: ٤٤ / ٢.

٢٦٩

[ ٢١٥٣٩ ] ٢ - عنه، وعن أبيه، عن عبدالله بن المغيرة، ومحمّد بن سنان، عن طلحة بن زيد، عن أبي عبدالله، عن آبائه (عليهم‌السلام ) قال: قال علي( عليه‌السلام ) : إن العالم الكاتم علمه يبعث أنتن أهل القيامة ريحا، تلعنه كلّ دابة من(١) دواب الارض الصغار.

[ ٢١٥٤٠ ] ٣ - وعمّن ذكره(٢) ، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: إن الرجل ليتكلّم بالكلمة فيكتب الله بها إيمانا في قلب آخر فيغفر الله لهما جميعاً.

[ ٢١٥٤١ ] ٤ - محمّد بن علي بن الحسين بإسناده عن الحسن بن محبوب، عن عبدالله بن سنان، عن أبي حمزة قال: قلت لابي جعفر( عليه‌السلام ) : ما أدنى النصب؟ قال أن يبتدع الرجل رأيا(٣) فيحبّ عليه ويبغض عليه.

[ ٢١٥٤٢ ] ٥ - وبإسناده عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: أدنى الشرك أن يبتدع الرجل رأياً، فيحبّ عليه ويبغض.

[ ٢١٥٤٣ ] ٦ - قال: وقال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : كلّ بدعة ضلالة، وكلّ ضلالة سبيلها إلى النار

____________________

٢ - المحاسن: ٢٣١ / ١٧٧.

(١) في المصدر: حتّى.

٣ - المحاسن: ٢٣١ / ١٧٨.

(٢) في المصدر زيادة: عن ابي بكر الحضرمي

٤ - الفقيه ٣: ٣٧٤ / ١٧٧٠، وعقاب الاعمال: ٣٠٧ / ٤.

(٣) في العقاب: شيئاً ( هامش المخطوط ) وكذلك الفقيه.

٥ - الفقيه ٣: ٣٧٤ / ١٧٦٩، وعقاب الاعمال: ٣٠٧ / ٣، واورد مثله عن تفسير العياشي في الحديث ٤٦ من الباب ٦ من ابواب صفات القاضي.

٦ - الفقيه ٣: ٣٧٤ / ١٧٦٨.

٢٧٠

[ ٢١٥٤٤ ] ٧ - قال: وقال علي( عليه‌السلام ) : من مشى إلى صاحبّ بدعة فوقره فقد سعى في هدم الاسلام.

وفي( عقاب الأعمال) عن أبيه، عن سعد بن عبدالله، عن أحمد بن أبي عبدالله عن أبيه، عن هارون بن الجهم، عن حفص بن عمر، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) مثله(١) .

وعن محمّد بن موسى بن المتوكّل، عن الحميري، عن محمّد بن الحسين، عن الحسن بن محبوب وذكر الذي قبله.

[ ٢١٥٤٥ ] ٨ - وعن محمّد بن الحسن، عن الصفار، عن يعقوب بن يزيد، عن حمّاد بن عيسى، عن حريز رفعه قال: كلّ بدعة ضلالة، وكلّ ضلالة سبيلها إلى النار.

[ ٢١٥٤٦ ] ٩ - وفي( عيون الأخبار) عن محمّد بن الحسن، عن الصفار (٢) ، عن محمّد بن يحيى( عن أحمد بن محمّد، عن الحسين بن سعيد) (٣) ، عن محمّد بن جمهور، عن أحمد بن الفضل، عن يونس بن عبد الرحمن - في حديث - قال: روينا عن الصادقين (عليهم‌السلام ) أنّهم قالوا: إذا ظهرت البدع فعلى العالم ان يظهر علمه، فإن لم يفعل سلب نور الإِيمان.

____________________

٧ - الفقيه ٣: ٣٧٥ / ١٧٧١، واورده عن المحاسن في الحديث ٣ من الباب ٣٩ من هذه الأبواب.

(١) عقاب الاعمال: ٣٠٧ / ٦.

٨ - عقاب الاعمال: ٣٠٧ / ٢.

٩ - عيون اخبار الرضا (عليه‌السلام ) ١: ١١٢ / ٢.

(٢) ليس في المصدر، وذكر في هامشه عن بعض النسخ.

(٣) في المصدر: احمد بن الحسين بن سعيد.

٢٧١

[ ٢١٥٤٧ ] ١٠ - محمّد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه وعن محمّد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان رفعه عن أبي جعفر، وأبي عبدالله( عليهما‌السلام ) قالا: كلّ بدعة ضلالة، وكلّ ضلالة سبيلها إلى النار.

[ ٢١٥٤٨ ] ١١ - وعن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن علي بن الحكم، عن عمر بن أبان الكلبي، عن عبد الرحيم القصير، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : كلّ بدعة ضلالة، وكلّ ضلالة في النار.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(١) ، ويأتي ما يدلّ عليه(٢) .

٤١ - باب تحريم التظاهر بالمنكرات، وذكر جملة من المحرّمات والمكروهات

[ ٢١٥٤٩ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، جميعاً، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن أبان، عن رجل، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: قال رسول

____________________

١٠ - الكافي ١: ٤٥ / ٨، واورد نحوه في الحديث ٥ من الباب ٢٠ من ابواب الجماعة.

١١ - الكافي ١: ٤٦ / ١٢، واورد نحوه في الحديث ٦ من الباب ٢٠ من ابواب الجماعة.

(١) تقدم ما يدل عليه عموماً في الباب ١، وفي الحديث ١ من الباب ٣٩ من هذه الأبواب، وما يدلّ على بعض المقصود في الحديث ١ من الباب ١٠ من ابواب نافلة شهر رمضان، وفي الباب ٧٩ من ابواب جهاد النفس، وفي الباب ١٦ من هذه الأبواب.

(٢) يأتي في الحديث ٤ من الباب ١٣ من ابواب مقدّمات التجارة، وفي الاحاديث ٥ و ٧ و ٤٩ من الباب ٦ وفي الحديث ٥٢ من الباب ١٢ من ابواب صفات القاضي، وفي الباب ٦ من ابواب حدّ المحارب، وفي الحديثين ٢ و ٦ من الباب ٤١ من هذه الأبواب.

الباب ٤١

فيه ٨ احاديث

١ - الكافي ٢: ٢٧٧ / ١.

٢٧٢

الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : خمس إن أدركتموهنّ فتعوّذوا بالله منهنّ: لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتّى يعلنوها إلّا ظهر فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن في أسلافهم الذين مضوا، ولم ينقصوا المكيال والميزان إلّا أُخذوا بالسنين وشدّة المؤونة وجور السلطان، ولم يمنعوا الزكاة إلّا منعوا القطر من السماء، ولولا البهائم لم يمطروا، ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله إلّا سلّط الله عليهم عدوّهم، وأخذ(١) بعض ما في أيديهم، ولم يحكموا بغير ما أنزل الله إلّا جعل الله بأسهم بينهم.

ورواه الصدوق في( عقاب الأعمال) عن أبيه، عن سعد بن عبدالله، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن أحمد بن أبي نصر البزنطي، عن أبان الاحمر، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) مثله(٢) .

[ ٢١٥٥٠ ] ٢ - وعنهم، عن أحمد، وعن علي، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن مالك بن عطية، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: وجدنا في كتاب رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : إذا ظهر الزنا من بعدي كثر موت الفجأة، وإذا طفف الميزان والمكيال أخذهم الله بالسنين والنقص، وإذا منعوا الزكاة منعت الارض بركاتها من الزرع والثمار والمعادن كلّها، وإذا جاروا في الاحكام تعاونوا على الظلم والعدوان، وإذا نقضوا العهد سلّط الله عليهم عدوّهم، وإذا قطعوا الارحام جعلت الاموال في أيدي الاشرار، وإذا لم يأمروا بالمعروف ولم ينهوا عن المنكر، ولم يتبعوا الاخيار من أهل بيتي سلّط الله عليهم شرارهم فيدعو خيارهم فلا يستجاب لهم.

ورواه الصدوق في( الامالي) عن أبيه، عن سعد، عن أحمد بن

____________________

(١) في المصدر: واخذوا.

(٢) عقاب الاعمال: ٣٠١ / ٢.

٢ - الكافي ٢: ٢٧٧ / ٢، واورد صدره في الحديث ٤ من الباب ٣٧ من هذه الأبواب.

٢٧٣

محمّد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب(١) .

ورواه في( عقاب الأعمال) عن محمّد بن موسى بن المتوكّل، عن عبدالله بن جعفر، عن أحمد بن محمّد (٢) .

ورواه البرقي في( المحاسن) عن أحمد بن محمّد بن عيسى مثله (٣) .

[ ٢١٥٥١ ] ٣ - وعن الحسين بن محمّد، عن معلي بن محمّد، عن أحمد بن محمّد، عن العباس بن العلاء، عن مجاهد، عن أبيه، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: الذنوب التي تغيّر النعم البغي، والذنوب التي تورث الندم القتل، والتي تنزل النقم الظلم، والتي تهتك الستور شرب الخمر، والتي تحبس الرزق الزنا، والتي تعجّل الفناء قطيعة الرحم، والتي تردّ الدعاء وتظلم الهواء عقوق الوالدين.

ورواه الصدوق في( معاني الأخبار) عن أبيه، عن سعد بن عبدالله، عن المعلّى بن محمّد، عن العباس بن العلاء (٤) .

ورواه في( العلل) عن جعفر بن محمّد بن مسرور، عن الحسين بن محمّد، عن معلّى بن محمّد، عن العبّاس مثله (٥) .

[ ٢١٥٥٢ ] ٤ - وعن علي، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن إسحاق بن عمار قال: سمعت أبا عبدالله( عليه‌السلام ) يقول: كان أبي يقول: تعوذ بالله من الذنوب التي تعجل الفناء، وتقرّب الآجال، وتخلي الديار، وهي

____________________

(١) امالي الصدوق: ٢٥٣ / ١.

(٢) عقاب الاعمال: ٣٠٠ / ١.

(٣) المحاسن: ١١٦ / ١٢٢.

٣ - الكافي ٢: ٣٢٤ / ١.

(٤) معاني الأخبار: ٢٦٩ / ١.

(٥) علل الشرائع: ٥٨٤ / ٢٧.

٤ - الكافي ٢: ٣٢٤ / ٢.

٢٧٤

قطيعة الرحم، والعقوق، وترك البر.

[ ٢١٥٥٣ ] ٥ - وعنه، عن أيّوب بن نوح أو بعض أصحابه، عن أيوب، عن صفوان بن يحيى، عن بعض أصحابنا قال: قال أبو عبدالله( عليه‌السلام ) : إذ فشا أربعة ظهرت أربعة: إذا فشا الزنا ظهرت الزلزلة، وإذا فشا الجور في الحكم احتبس القطر، وإذا خفرت الذمة أديل لاهل الشرك من أهل الإِسلام، وإذا منعوا(١) الزكاة ظهرت الحاجة.

ورواه الصدوق بإسناده عن عبد الرحمن بن كثير، عن الصادق( عليه‌السلام ) نحوه(٢) .

ورواه في( الخصال) عن جعفر بن علي بن الحسن الكوفي، عن جده، عن عبدالله بن المغيرة، عن علي بن حسان، عن عمّه عبد الرحمن بن كثير نحوه (٣) .

[ ٢١٥٥٤ ] ٦ - وعن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن بعض أصحابه، وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير جميعاً، عن محمّد بن أبي حمزة، عن حمران، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) - في حديث - قال: إلّا تعلم أنّ من انتظر أمرنا، وصبر على ما يرى من الاذى والخوف فهو غداً في زمرتنا؟ فاذا رأيت الحقّ قد مات وذهب أهله، ورأيت الجور قد شمل البلاد، ورأيت القرآن قد خلق، وأُحدث فيه ما ليس فيه، ووجّه على الاهواء، ورأيت الدين قد انكفا كما ينكفىء الماء، ورأيت أهل الباطل قد استعلوا على أهل الحق، ورأيت الشرّ ظاهراً لا ينهى عنه ويعذر

____________________

٥ - الكافي ٢: ٣٢٥ / ٣، واورده في الحديث ١ من الباب ٧ من ابواب صلاة الاستسقاء.

(١) في المصدر: مُنِعَت.

(٢) الفقيه ١: ٣٣٢ / ١٤٩١.

(٣) الخصال: ٢٤٢ / ٩٥.

٦ - الكافي ٨: ٣٦ / ٧.

٢٧٥

أصحابه، ورأيت الفسق قد ظهر، واكتفى الرجال بالرجال، والنساء بالنساء، ورأيت المؤمن صامتاً لا يُقبل قوله، ورأيت الفاسق يكذب ولا يرد عليه كذبه وفريته، ورأيت الصغير يستحقّر الكبير، ورأيت الارحام قد تقطعت، ورأيت من يمتدح بالفسق يضحك منه، ولا يردّ عليه قوله، ورأيت الغلام يعطى ما تعطى المرأة، ورأيت النساء يتزوّجن النساء، ورأيت الثناء قد كثر، ورأيت الرجل ينفق المال في غير طاعة الله، فلا ينهى ولا يؤخذ على يديه، ورأيت الناظر يتعوذ بالله ممّا يرى المؤمن فيه من الاجتهاد، ورأيت الجار يؤذي جاره وليس له مانع، ورأيت الكافر فرحاً لـما يرى في المؤمن، مرحاً لـما يرى في الارض من الفساد، ورأيت الخمور تشرب علانية، ويجتمع عليها من لا يخاف الله عزّ وجلّ، ورأيت الآمر بالمعروف ذليلاً، ورأيت الفاسق فيما لا يحبّ الله قويّاً محموداً، ورأيت أصحاب الآيات يحقرون(١) ويُحتقر مَنْ يحبّهم، ورأيت سبيل الخير منقطعاً، وسبيل الشر مسلوكاً، ورأيت بيت الله قد عطّل ويؤمر بتركه، ورأيت الرجل يقول ما لا يفعله، ورأيت الرجال يتسمّنون للرجال، والنساء للنساء، ورأيت الرجل معيشته من دبره ومعيشة المرأة من فرجها، ورأيت النساء يتخذن المجالس كما يتخذها الرجال، ورأيت التأنيث في ولد العبّاس قد ظهر، واظهروا الخضاب، وامتشطوا كما تمتشط المرأة لزوجها، وأعطوا الرجال الاموال على فروجهم، وتنوفس في الرجل، وتغاير عليه الرجال، وكان صاحبّ المال أعز من المؤمن، وكان الربا ظاهراً لا يغيّر(٢) ، وكان الزنا تمتدح به النساء، ورأيت المرأة تصانع زوجها على نكاح الرجال، ورأيت أكثر الناس وخير بيت من يساعد النساء على فسقهنّ، ورأيت المؤمن محزوناً محتقراً ذليلاً، ورأيت البدع والزنا قد ظهر، ورأيت الناس يقتدون(٣) بشاهد الزور، ورأيت الحرام يحلّل، ورأيت

____________________

(١) في المصدر: يحتقرون.

(٢) في المصدر: يعيّر.

(٣) في المصدر: يعتدّون.

٢٧٦

الحلال يحرم، ورأيت الدين بالرأي، وعطّل الكتاب وأحكامه، ورأيت الليل لا يستحيى(١) به من الجرأة على الله، ورأيت المؤمن لا يستطيع أن ينكر إلّا بقلبه، ورأيت العظيم من المال ينفق في سخط الله عزّ وجلّ، ورأيت الولاة يقربون أهل الكفر، ويباعدون أهل الخير، ورأيت الولاة يرتشون في الحكم، ورأيت الولاية قبالة لمن زاد، ورأيت ذوات الارحام ينكحن ويكتفى بهنّ، ورأيت الرجل يقتل على التهمة وعلى الظنة، ويتغاير على الرجل الذكر فيبذل له نفسه وماله، ورأيت الرجل يعيّر على إتيان النساء، ورأيت الرجل يأكلّ من كسب امرأته من الفجور، يعلم ذلك ويقيم عليه، ورأيت المرأة تقهر زوجها وتعمل مإلّا يشتهي وتنفق على زوجها، ورأيت الرجل يكري امرأته وجاريته ويرضى بالدني من الطعام والشراب، ورأيت الإِيمان بالله عزّ وجلّ كثيرة على الزور، ورأيت القمار قد ظهر، ورأيت الشراب يباع ظاهراً ليس له مانع، ورأيت النساء يبذلن أنفسهنّ لأهل الكفر، ورأيت الملاهي قد ظهرت، يمرّ بها لا يمنعها احد أحداً، ولا يجترىء أحد على منعها، ورأيت الشريف يستذلّه الذى يخاف سلطانه، ورأيت اقرب الناس من الولاة من يُمتدح بشتمنا اهل البيت، ورأيت من يحبنا يزوّر ولا تقبل شهادته، ورأيت الزور من القول يتنافس فيه، ورأيت القرآن قد ثقل على الناس استماعه، وخف على الناس استماع الباطل، ورأيت الجار يكرم الجار خوفاً من لسانه، ورأيت الحدود قد عطّلت، وعمل فيها بالاهواء، ورأيت المساجد قد زخرفت، ورأيت أصدق الناس عند الناس المفتري الكذب، ورأيت الشر قد ظهر والسعي بالنميمة، ورأيت البغي قد فشا، ورأيت الغيبة تستملح ويبشّر بها الناس بعضهم بعضا، ورأيت طلب الحج والجهاد لغير الله، ورأيت السلطان يذل للكافر المؤمن، ورأيت الخراب قد أُديل من العمران، ورأيت الرجل معيشته من بخس المكيال والميزان، ورأيت سفك الدماء يستخف

____________________

(١) في المصدر: لا يستخفي.

٢٧٧

بها، ورأيت الرجل يطلب الرئاسة لعرض الدنيا، ويشهر نفسه بخبث اللسان ليتقى وتسند اليه الامور، ورايت الصلاة قد استخف بها، ورأيت الرجل عنده المال الكثير لم يزكه منذ ملكه، ورأيت الميت ينشر(١) من قبره ويؤذى وتباع أكفانه، ورأيت الهرج قد كثر، ورأيت الرجل يمسي نشوان ويصبح سكران لا يهتم بما الناس فيه، ورأيت البهائم تنكح، ورأيت البهائم يفرس بعضها بعضاً ورأيت الرجل يخرج إلى مصلاه ويرجع وليس عليه شيء من ثيابه، ورأيت قلوب الناس قد قست وجمدت أعينهم وثقل الذكر عليهم، ورأيت السحت قد ظهر يتنافس فيه، ورأيت المصلّي إنّما يصلّي ليراه الناس، ورأيت الفقيه يتفقه لغير الدين، يطلب الدنيا والرئاسة، ورأيت الناس مع من غلب، ورأيت طالب الحلال يذم ويعيّر، وطالب الحرام يمدح ويعظّم، ورأيت الحرمين يعمل فيهما بما لا يحبّ الله، لا يمنعهم مانع ولا يحول بينهم وبين العمل القبيح أحد، ورأيت المعازف ظاهرة في الحرمين، ورأيت الرجل يتكلّم بشيء من الحقّ ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر فيقوم إليه من ينصحه في نفسه ويقول: هذا عنك موضوع، ورأيت الناس ينظر بعضهم إلى بعض، ويقتدون بأهل الشرور، ورأيت مسلك الخير وطريقه خالياً لا يسلكه أحد، ورأيت الميت يهزأ به فلا يفزع له أحد، ورأيت كلّ عام يحدث فيه من الشر والبدعة أكثر ممّا كان، ورأيت الخلق والمجالس لا يتابعون إلّا الاغنياء، ورأيت المحتاج يعطى على الضحك به، ويرحم لغير وجه الله، ورأيت الآيات في السماء لا يفزع لها أحد، ورأيت الناس يتسافدون كما تتسافد البهائم، ولا ينكر أحد منكراً تخوفاً من الناس، ورأيت الرجل ينفق الكثير في غير طاعة الله، ويمنع اليسير(٢) في طاعة الله، ورأيت العقوق قد ظهر، واستخف بالوالدين، وكانا من أسوأ الناس حالّا عند الولد، ويفرح بأن

____________________

(١) في المصدر: ينبش.

(٢) كان في الاصل: الكثير، وما اثبتناه من المصدر.

٢٧٨

يفتري عليهما، ورأيت النساء وقد غلبن على الملك، وغلبن على كلّ أمر، لا يؤتى إلّا ما لهنّ فيه هوى، ورأيت ابن الرجل يفتري على أبيه، ويدعو على والديه، ويفرح بموتهما، ورأيت الرجل إذا مر به يوم ولم يكسب فيه الذنب العظيم من فجور أو بخس مكيال أو ميزان أو غشيان حرام أو شرب مسكر كئيباً حزيناً، يحسب أن ذلك اليوم عليه وضيعة من عمره، وإذا رأيت السلطان يحتكر الطعام، ورأيت أموال ذوي القربى تقسم في الزور، ويتقامر بها ويشرب بها الخمور، ورأيت الخمر يتداوى بها، وتوصف للمريض ويستشفى بها، ورأيت الناس قد استووا في ترك الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، وترك التدين به، ورأيت رياح المنافقين وأهل النفاق دائمة(١) ، ورياح أهل الحقّ لا تحرك، ورأيت الاذان بالاجر والصلاة بالاجر، ورأيت المساجد محتشية ممّن لا يخاف الله، مجتمعون فيها للغيبة وأكلّ لحوم أهل الحق، ويتواصفون فيها شراب المسكر، ورأيت السكران يصلّي بالناس وهو لا يعقل ولا يشان بالسكر، وإذا سكر أُكرم واتقى وخيف وترك لا يعاقب، ويعذر بسكره. ورأيت من أكلّ أموال اليتامى يحدث(٢) بصلاحه، ورأيت القضاة يقضون بخلاف ما أمر الله، ورأيت الولاة يأتمنون الخونة للطمع، ورأيت الميراث قد وضعته الولاة لاهل الفسق(٣) والجرأة على الله، يأخذون منهم ويخلونهم وما يشتهون، ورأيت المنابر يؤمر عليها بالتقوى ولا يعمل القائل بما يأمر، ورأيت الصلاة قد استخف بأوقاتها، ورأيت الصدقة بالشفاعة لا يراد بها وجه الله، ويعطى لطلب الناس، ورأيت الناس همّهم بطونهم وفروجهم لا يبالون بما أكلوا وما نكحوا، ورأيت الدنيا مقبلة عليهم، ورأيت أعلام الحقّ قد درست، فكن على حذر، واطلب إلى الله النجاة، واعلم أنّ

____________________

(١) في المصدر: قائمة.

(٢) في المصدر: يحمد.

(٣) في المصدر: الفسوق.

٢٧٩

الناس في سخط الله عزّ وجلّ وإنّما يمهلهم لامر يراد بهم، فكن مترقباً، واجتهد ليراك الله عزّ وجلّ في خلاف ما هم عليه، فإن نزل بهم العذاب وكنت فيهم عجلت إلى رحمة الله، وإن أخّرت ابتلوا وكنت قد خرجت ممّا هم فيه من الجرأة على الله عزّ وجلّ، واعلم أن الله لا يضيع أجر المحسنين، وإنّ رحمة الله قريب من المحسنين.

[ ٢١٥٥٥ ] ٧ - محمّد بن علي بن عثمان الكراجكي في كتاب( كنز الفوائد) عن أبي الحسن بن شاذان، عن أبيه، عن محمّد بن الحسن بن الوليد، عن الصفار، عن محمّد بن زياد، عن المفضل بن عمر، عن يونس بن يعقوب قال: سمعت الصادق جعفر بن محمّد( عليه‌السلام ) يقول - في حديث -: يا يونس ملعون ملعون من اذى جاره، ملعون ملعون رجل يبدؤه أخوه بالصلح فلم يصالحه، ملعون ملعون حامل القرآن مصر على شرب الخمر، ملعون ملعون عالم يؤمّ سلطاناً جائراً معيناً له على جور(١) ، ملعون معلون مبغض علي بن أبي طالب( عليه‌السلام ) فإنّه ما أبغضه حتّى أبغض رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) ، ومن أبغض رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) لعنه الله في الدنيا والآخرة، ملعون ملعون من رمى مؤمناً بكفر، ومن رمى مؤمناً بكفر فهو كقاتله، ملعونة ملعونة امرأة تؤذي زوجها أو تغمّه، وسعيدة سعيدة امرأة تكرم زوجها ولا تؤذيه وتطيعه في جميع احواله - إلى أن قال: - ملعون ملعون، قاطع رحم(٢) ، ملعون ملعون من صدّق بسحر، ملعون ملعون من قال الإِيمان قول بلا عمل، ملعون ملعون من وهب الله له مالاً فلم يتصدّق منه بشيء، أما سمعت أنّ النّبي( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) قال: صدقة درهم أفضل من صلاة عشر ليال، ملعون

____________________

٧ - كنز الفوائد: ٦٣.

(١) في المصدر: جوره.

(٢) في المصدر: رَحِمَه.

٢٨٠

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397