وسائل الشيعة الجزء ١٦

وسائل الشيعة15%

وسائل الشيعة مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 397

المقدمة الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠
  • البداية
  • السابق
  • 397 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 171636 / تحميل: 7737
الحجم الحجم الحجم
وسائل الشيعة

وسائل الشيعة الجزء ١٦

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

كلمة في تاريخ بغداد

قال ابن جزلة حول تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ما نصه:

« ولمـّا كان الحديث والعناية به ومعرفة الرجال الناقلين له من أجلّ العلوم الشرعية وأشرفها، إستحق من صرف إليه زمانه ووفّر عليه تعبه الثناء والمدح والترحم على السلف الماضين منهم.

وقد صنّف الناس في ذلك وأوغلوا وبالغوا، وميّزوا الثقة من المتهم والضعيف من القوي، وما أعظم فائدة ذلك وأجل موقعه، لكثرة ما دسَّ الملاحدة والزنادقة من الأحاديث الموضوعة البشعة المنفردة التي فسد بسماعها خلق من الناس، واعتقد الغر عند سماعها أنها من قول صاحب الشرع فهلك وتسرع إلى التكذيب ومال إلى الخلاعة، نعوذ بالله من الشقاء والبلاء.

وهذا الكتاب الذي صنّفه الشيخ أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب الحافظ البغداديرحمه‌الله ، وسماه تاريخ بغداد، كتاب جليل في هذا العلم نفيس، قد تعب وسهر فيه، وأطال الزمان، والله تعالى يثيبه ويحسن إليه »(١) .

ترجمته:

وللنقل بعض كلمات كبار العلماء في حقه:

١ - السمعاني : « صنّف قريباً من مائة مصنف صارت عمدة لأصحاب الحديث، منها التاريخ الكبير لمدينة السّلام بغداد »(٢) .

٢ - ابن خلكان : « صاحب تاريخ بغداد وغيره من المصنفات المفيدة، كان من الحفاظ المتقنين والعلماء المتبحرين، ولو لم يكن له سوى التاريخ لكفاه، فإنه

____________________

(١). المختصر المختار من تاريخ بغداد / مقدمة المؤلف.

(٢). الأنساب / البغدادي.

٦١

يدل على اطلاع عظيم »(١) .

٣ - الذهبي : « قال الحافظ ابن عساكر: سمعت الحسين بن محمّد يحكى عن ابن خيرون أو غيره: أن الخطيب ذكر أنه لما حجّ شرب ماء زمزم ثلاث شربات، وسأل الله تعالى ثلاث حاجات: أن يحدّث بتاريخ بغداد بها، وأن يملي الحديث بجامع المنصور، وأن يدفن عند بشر الحافي. فقضيت له الثلاث »(٢) .

وممن ترجم له كذلك السبكي و ( الدهلوي ) في ( بستان المحدثين ).

(٧)

رواية ابن المغازلي

روى هذا الحديث بطرقٍ عديدة حيث قال:

« قولهعليه‌السلام : كنت أنا وعلي نوراً بين يدي الله.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن أحمد بن سهل النحويرحمه‌الله ، قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن منصور الحلبي الأخباري، قال: حدثنا علي بن محمد العدوي الشمشاطي قال: حدثنا الحسن بن علي بن زكريا، قال: حدثنا أحمد بن المقدام العجلي، قال: حدثنا الفضيل بن عياض، عن ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن زاذان عن سلمان الفارسي قال: سمعت حبيبي محمّداصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول: كنت أنا وعلي نوراً بين يدي الله عز وجل، يسبح الله ذلك النور ويقدّسه قبل أن يخلق آدم بألف عام، فلما خلق الله آدم ركّب ذلك النور في صلبه، فلم يزل في شيء واحداً حتى افترقنا في صلب عبد المطلب، ففيّ النبوة وفي علي الخلافة.

____________________

(١). وفيات الاعيان ١ / ٩٢.

(٢). سير أعلام النبلاء ١٨ / ٢٧٠.

٦٢

وأخبرنا أبو طالب محمّد بن أحمد بن عثمان قال: حدّثنا محمّد بن الحسن بن سليمان، قال: حدّثنا عبد الله بن محمد البكري، قال: حدّثنا عبد الله بن محمد ابن حسان الهروي، قال: حدّثنا جابر بن سهل بن عمر بن جعفر، حدّثني أبي عن الأعمش عن سالم بن أبي الجعد عن أبي ذر، قال: سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول: كنت أنا وعلي نوراً عن يمين العرش، يسبح الله ذلك النور ويقدسه قبل أن يخلق الله آدم بأربعة عشر ألف عام، فلم أزل أنا وعلي في شيء واحد حتى افترقنا في صلب عبد المطلب.

و أخبرنا أبو غالب محمد بن أحمد بن سهل النحوي نا: أبو عبد الله محمّد بن علي بن مهدي السقطي الواسطي إملاء قال: أخبرنا أحمد بن علي القواريري الواسطي، نا محمّد بن عبد الله بن ثابت، نا محمّد بن مصفا، نا بقية بن الوليد عن سعيد بن عبد العزيز، عن جابر بن عبد الله عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: إن الله عز وجل؟؟؟ أول قطعة من نور فأسنها في صلب آدم، فساقها حتى قسمها جزءين: جزءاً في صلب عبد الله وجزءاً في صلب أبي أبي طالب، فأخرجني نبياً وأخرج علياً وصياً »(١) .

فائدة:

لقد جاء في آخر النسخة التي بأيدينا ما يلي بنصه: « قال في النسخة التي نقلت منها هذه: قال في الأم: قال في نسخة الفقيه بهاء الدين علي بن أحمد الأكوع: فرغ من نسختها أبو الحسن علي بن محمد بن الحسن بن أبي نزار ابن الشرفية بواسط العراق، في ثاني عشر من شوال من سنة خمس وثمانين وخمسمائة، والله ولي التوفيق.

ثم قال في أم الأم: وفرغت من نسخها في جمادى الآخرة من سنة ثلاث وعشرين وستمائة، وكتب عمر بن الحسن بن ناصر بن يعقوب. ختم الله له بخير.

____________________

(١). مناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ٨٧ - ٨٩.

٦٣

وقال في أم هذه النسخة: فرغت أنا من هذه النسخة، يوم تاسع عشر من شهر المحرم الحرام من سنة إحدى وتسعين وتسعمائة سنة بمدينة ثلا حماه الله بالصالحين من عباده، وكتب مالكه مملوك آل محمد سعيد بن عبد الله بن صالح عفا الله عنه وحشره في زمرتهم.

وفرغت أنا من تحصيل هذه النسخة المباركة - وأنا الفقير إلى مغفرة الله وكرمه، والعائذ به من أليم عذابه ونقمه: الحسين بن عبد الهادي بن أحمد صلاح، ثبته الله بالقول الثابت في الدنيا والآخرة - آخر نهار الخميس خامس شهر جمادى الآخرة، سنة سبع وثلاثين وألف سنة بمدينة ثلا حرسها الله تعالى بصالحين من عباده، والحمد لله رب العالمين وصلّى الله على محمّد وآله الطاهرين، وأنا أسال من اطلع على هذا الكتاب واستوصيه أن يدعو لي بما أمكن من الدعاء لا سيما لحسن الخاتمة والعقبي، وبالله التوفيق والاعانة وهو حسبي ونعم الوكيل ».

وجاء في آخر النسخة أيضاً:

« قال في آخر النسخة التي نقلت منها هذه ما لفظه: حكاية حسنة من المناقب مسموعة في فضائل أهل البيت: قال أبو الحسن علي بن محمّد بن الشرفية: حضر عندي في دكاني بالوراقين بواسط يوم الجمعة خامس ذي القعدة من سنة ثمانين وخمسمائة: القاضي العدل جمال الدين نعمة الله بن علي بن أحمد العطار، وحضر أيضاً عندي الأمير شرف الدين أبو شجاع بن العبري الشاعر، فسأل شرف الدين القاضي جمال الدين أن يسمعه المناقب، فابتدأ بالقراءة عليه من نسختي التي بخطّي في دكاني يومئذ، وهو يرويها عن جدّه العلّامة المعمّر محمّد بن علي المغازلي عن أبيه المصنف، فهمّا في القراءة وقد اجتمع عليهما جماعة، إذ اجتاز أبو مصر قاضي العراق وأبو العباس ربيعة وهما ينبزان بالعدالة، فوقفا يغوغيان وينكران عليه قراءة المناقب، وأطنب قاضي العراق في التهزء والمجون، وقال في جملة مقالته على طريق الاستهزاء: أي قاضي اجعل لنا وظيفة كلّ يوم جمعة بعد الصلاة تسمعنا شيئاً من هذه المناقب في المسجد الجامع، فقال لهما القاضي نعمة

٦٤

الله بن العطار: ما أنتما من أهلها، أنتما قد حضرتما في درب الخطيب وذكرتما أن علياً ما كان يحفظ سورة واحدة من كتاب الله تعالى، والمناقب تتضمّن أنه ما كان في الصحابة أقرأ من علي بن أبي طالب، فما أنتما من أهلها، فأكثرا الغوغاء والتهزّء، فضجر القاضي نعمة الله بن العطار، وقال بمحضر جماعة كانوا وقوفاً:

أللهم إنْ كان لأهل بيت نبيّك عندك حرمة ومنزلة فاخسف به داره وعجّل نكايته، فبات في ليلته تلك وفي صبيحة يوم السبت من سنة ثمانين وخمسمائة خسف الله تعالى بداره، فوقعت هي والقنطرة وجميع المسنّاة إلى دجلة، وتلف منه فيها جميع ما كان يملك من مال وأثاث وقماش، فكانت هذه المنقبة من أطرف ما شوهد يومئذ من مناقب آل محمّد صلوات الله عليهم.

فقال علي بن محمد بن الشرفية في ذلك اليوم في هذا المعنى:

يا أيّها العدل الذي

هو عن طريق الحق عادل

متجنباً سبل الهدى

وإلى سبيل الغيّ مائل

أبمثل أهل البيت يا

مغرور ويحك أنت هازل

دع عنك أسباب الخلا

عة واستمع مني الدلائل

بالأمس حين جحدت

من أفضالهم بعض الفضائل

وجريت في سنن السخر

ولست تسمع عذل عاذل

نزل القضاء على ديار

ك في صباحك شرّ نازل

أضحت ديارك سابحات في

الثرى خسف الزلازل

وبقيت يا مغرور في الد

ارين لم تحظ بطائل

هذا الجزاء بهذه الدنيا فعد

لهم غداً ما أنت قائل

قال علي بن محمّد الشرفية: وقرأت المناقب التي صنّفها ابن المغازلي بمسجد الجامع بواسط، الذي بناه الحجاج بن يوسف الثقفي لعنه الله ولقّاه ما عمل، في مجالس ستة، أوّلها الأحد رابع صفر وآخرهنّ عاشر صفر سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة، في أممٍ لا يحصى عديدهم، وكتب قاريها بالمسجد الجامع علي بن محمّد

٦٥

ابن الشرفية ».

ترجمته:

وأبو الحسن علي بن محمّد المعروف بابن المغازلي، من أعلام الفقهاء والمحدّثين من أهل السنة. قال السمعاني: « كان فاضلاً عارفاً برجالات واسط وحديثهم، وكان حريصاً على سماع الحديث وطلبه، رأيت له ذيل التاريخ بواسط وطالعته وانتخبت منه روى لنا عنه ابنه بواسط ».

(٨)

رواية شيرويه الديلمي

لقد روى هذا الحديث في ( فردوس الأخبار ) حيث قال:

« سلمان: كنت أنا وعلي نوراً بين يدي الله مطيعاً يسبّح الله ويقدس قبل أن يخلق آدم بأربع عشر ألف سنة، فلما خلق الله آدم ركّب ذلك النور في صلبه، ولم نزل في شيء واحد حتى افترقنا في صلب عبد المطلب، فجزء أنا وجزء علي بن أبي طالب ».

و قال: « سلمان: قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : بخلقت أنا وعلي من نور واحد قبل أن يخلق آدم بأربعة آلاف عام، فلما خلق الله تعالى آدم ركّب ذلك النور في صلبه، فلم نزل في شيء واحد حتى افترقنا في صلب عبد المطلب، ففيّ النبوة وفي علي الخلافة ».

ترجمته:

وقد أثنى على شيرويه الديلمي وأطراه كل من ترجم له، كالذهبي في ( تذكرة الحفاظ ) وغيره والرافعي في ( التدوين ) واليافعي في ( مرآة الجنان ) والأسنوي

٦٦

في ( طبقات الشافعية ) وغيرهم من أعلام أهل السنة أصحاب السير والتواريخ وسنورد نصوص عبائرهم في قسم ( حديث التشبيه ) إنْ شاء الله تعالى.

(٩)

رواية العاصمي

لقد رواه بطرق عديدة مستدلاً به على شبه أمير المؤمنينعليه‌السلام لآدمعليه‌السلام في الخلق، ثم أيّده بأحاديث أخر، قال:

« ذكر مشابه نبينا آدمعليه‌السلام ، فإنه قد وقعت المشابهة بين المرتضى وبينهعليه‌السلام بعشرة أشياء: أوّلها الخلق والطينة، والثاني بالمكث والمدة، والثالث بالصاحبة والزوجة، والرابع بالتزويج والخلعة، والخامس بالعلم والحكمة، والسادس بالذهن والفطنة، والسابع بالأمر والخلافة، والثامن بالأعداء والمخالفة، والتاسع بالعرفاء والوصية، والعاشر بالأولاد والعترة.

أما الخلق والطينة فإن آدمعليه‌السلام خلق من الطين وخلط طينه بنور الثقلين، فكان طيناً دينيّاً، وكذلك المرتضى خلق من الطينة الطاهرة والتربة الزكية الزاهرة، ولذلك قال المصطفى: خلقت من أطيب الطين وخلق محبي من أسفلها ثم خلطت العليا بالسفلى، فلو لا النبوة والرسالة لكنت رجلاً من أمتي.

والذي يؤيد ما قلنا: ما أخبرني به محمّد بن أبي زكريا الثقة قال: أخبرنا محمّد بن عبد الله الحافظ قال: حدثنا إسحاق بن محمّد بن علي بن خالد الهاشمي بالكوفة قال: حدّثنا أحمد بن زكريا بن طهمان، قال: حدّثنا محمّد بن خالد الهاشمي قال: حدّثنا الحسن بن إسماعيل بن حماد بن أبي خليفة، عن أبيه عن زياد بن المنذر، عن محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عن أبيه عن جدّه قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : كنت أنا وعلي نوراً بين يدي الله

٦٧

عز وجل من قبل أن يخلق آدم بأربعة عشر ألف عام، فلمّا خلق الله آدم نقل ذلك النور من صلبه، فلم يزل ينقله من صلب إلى صلب حتى أقرّه في صلب عبد المطلب فقسّمه قسمين، فصيّر قسمي في صلب عبد الله وقسم علي في صلب أبي طالب، فعلي مني وأنا منه، لحمه لحمي ودمه من دمي، فمن أحبه فبحبي أحبه ومن أبغضه فببغضي أبغضه ».

ثم روى أربعة أحاديث أخرى، وهذه ألفاظ ثلاثة منها:

« عن أبي الحمراء عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: لمـّا اسري بي إلى السماء نظرت إلى ساق العرش الأيمن، فاذا عليه مكتوب: لا إله إلّا الله محمّد رسول الله أيّدته بعلي ونصرته به ».

« عن نافع عن ابن عمر قال: بينما رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم جالس ذات يوم ببطحاء مكة، إذ هبط عليه جبرئيل الروح الأمين قال: يا محمد إنّ رب العرش يقرأ عليك السلام ويقول: لما أخذ ميثاق النبيين أخذ ميثاقك في صلب آدم، فجعلك سيّد الأنبياء وجعل وصيك سيّد الأوصياء علي بن أبي طالب ويقول: يا محمد وعزتي لو سألتني أن أزيل السماوات والأرض لأزلتها لكرامتك عليّ ».

« عن أنس بن مالك عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: كل مولود يولد فهو في سرته من التربة التي خلق منها، وأنا وعلي بن أبي طالب خلقنا من تربة واحدة ».

وهذا لفظ رابعها بسنده: « أخبرنا الحسين بن محمّد قال: حدّثنا عبد الله بن أبي منصور قال: حدّثنا محمّد بن بشر قال: حدّثنا محمّد بن عبد الله بن المثنى قال: حدثني حميد الطويل، عن أنس بن مالك قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : خلقت أنا وعلي بن أبي طالب من نور واحد يسبح الله عز وجل في يمنة العرش قبل خلق الدنيا، ولقد سكن آدم الجنة ونحن في صلبه، ولقد ركب نوح السفينة ونحن في صلبه، ولقد قذف إبراهيم في النار ونحن في صلبه، فلم يزل يقلبنا الله عز وجل في أصلاب طاهرة إلى أرحام طاهرة، حتى انتهى بنا إلى عبد

٦٨

المطلب، فجعل ذلك النور بنصفين، فجعلني في صلب عبد الله وجعل علياً في صلب أبي طالب، وجعل فيَّ النبوة والرسالة وجعل في علي الفروسية والفصاحة، واشتق لنا اسمين من أسمائه، فربّ العرش محمود وأنا محمّد، وهو الأعلى وهذا علي ».

قال العاصمي: « فهذه الأحاديث تدلّ على صحّة ما أشرنا إليه ورجحان ما دلّلنا عليه »(١) .

(١٠)

رواية أبي الفتح النطنزي

لقد روى هذا الحديث قائلاً: « أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن الحداد قال: حدثنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد الحافظ قال: حدثنا أحمد ابن يوسف بن خلاد النصيبي ببغداد، قال: حدثنا الحارث بن أبي أُسامة التميمي قال: حدّثنا داود بن المحبر بن محمد قال: حدّثنا قيس بن الربيع، عن عباد بن كثير عن أبي عثمان الرازي عن سلمان الفارسي قال: سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول: خلقت أنا وعلي بن أبي طالب من نور عن يمين العرش، نسبّح الله ونقدّسه من قبل أن يخلق الله عز وجل آدم بأربع عشرة آلاف سنة، فلما خلق الله آدم نقلنا إلى أصلاب الرجال وأرحام النساء الطاهرات، ثم نقلنا إلى صلب عبد المطلب وقسمنا بنصفين، فجعل النصف في صلب أبي عبد الله وجعل النصف في صلب أبي طالب، فخلقت من ذلك النصف وخلق علي من النصف الآخر، واشتق الله لنا من أسمائه اسما، والله محمود وأنا محمّد، والله الأعلى وأخي علي، والله فاطر وابنتي فاطمة، والله محسن وابناي الحسن والحسين. فكان اسمي

____________________

(١). زين الفتى في تفسير هل أتى - مخطوط.

٦٩

في الرسالة والنبوة، وكان اسمه في الخلافة والشجاعة، فأنا رسول الله وعلي سيف الله »(١) .

و روى النطنزي حديث الأشباح بسنده عن ابن عباسرضي‌الله‌عنه قال: « لما خلق الله عز وجل آدم ونفخ فيه من روحه عطس فألهمه الله « الحمد لله رب العالمين »، فقال له ربّه: يرحمك الله، فلما سجد له الملائكة تداخله العجب فقال: يا رب خلقت خلقا هو أحب إليك منّي؟ فلم يجب، ثم قال الثانية، فلم يجب.ثم قال الثالثة، فلم يجب. ثم قال الرابعة فقال الله عز وجل له: نعم ولولاهم ما خلقتك. فقال: فأرنيهم، فأوحى الله عز وجل إلى ملائكة الحجب أنه ارفعوا الحجب، فلما رفعت إذا آدم بخمسة أشباح قدّام العرش، فقال يا رب من هؤلاء؟ قال: يا آدم هذا نبيي، وهذا علي أمير المؤمنين ابن عم النبي، وهذه فاطمة بنت نبيي، وهذان الحسن والحسين ابنا علي وولدا نبيي. ثم قال: يا آدم هم الأول. ففرح بذلك. فلما اقترف الخطيئة قال: يا رب أسألك بمحمّد وعلي وفاطمة والحسن والحسين لما غفرت لي فغفر الله له، فهذا الذي قال الله عز وجل:( فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ فَتابَ عَلَيْهِ ) . فلما أهبط إلى الأرض صاغ خاتماً نقش عليه: محمّد رسول الله. ويكنى آدم بأبي محمد »(٢) .

ترجمته:

وسنورد ترجمة النطنزي مفصّلة في قسم ( حديث التشبيه ) ونذكر كلمة تلميذه السمعاني في حقه، ومدح ابن النجار له، وإطراء الصفدي في الوافي بالوفيات فانتظر.

____________________

[ ١ - ٢ ] الخصائص العلوية - مخطوط.

٧٠

(١١)

رواية شهردار الديلمي

قال الحمويني ما نصه: « أنبأني أبو طالب بن أنجب الخازن، عن ناصر بن أبي المكارم إجازة قال: أنبأنا أبو المؤيد الموفق بن أحمد إجازة إنْ لم يكن سماعاً.

( ح ) وأنبأني العزيز محمد بن أبي القاسم، عن والده أبي القاسم بن أبي الفضل بن عبد الكريم إجازة قالا: أخبرنا شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي إجازة، أنبأنا عبدوس بن عبد الله الهمداني كتابة، حدّثنا أبو الحسن علي ابن عبد الله، أنبأنا أبو علي محمد بن أحمد العطشي، حدثنا أبو سعيد العدوي الحسن بن علي، حدثنا أحمد بن المقدام العجلي أبو الأشعث، حدثنا الفضيل بن عياض عن ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان عن زاذان عن سلمان قال: سمعت حبيبي المصطفى محمّداًصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول: كنت أنا وعلي نوراً بين يدي الله عز وجل مطيعاً، يسبّح الله ذلك النور ويقدسه قبل أن يخلق الله آدم بأربعة عشر ألف سنة، فلما خلق الله تعالى آدم ركّب ذلك النور في صلبه، فلم نزل في شيء واحد حتى افترقنا في صلب عبد المطلب، فجزء أنا وجزء علي »(١) .

كما ويستفاد رواية شهردار الديلمي من سند رواية الخوارزمي الآتية أيضاً.

ترجمته:

وشهردار الديلمي من أعلام حفاظ أهل السنة كأبيه، فقد قال الذهبي نقلاً عن السمعاني: « كان حافظاً عارفاً بالحديث فهماً عارفاً بالأدب ظريفاً. سمع أباه وعبدوس بن عبد الله ومكي السلّار وطائفة. وأجاز له أبو بكر ابن خلف

____________________

(١). فرائد السمطين - ١ / ٤٢.

٧١

الشيرازي، وعاش خمساً وسبعين سنة »(١) .

وكذا ترجم له كلّ من السبكي والأسنوي وابن قاضي شهبة الأسدي في كتبهم في ( طبقات الشافعية ).

(١٢)

رواية الخوارزمي

روى هذا الحديث بقوله: « أخبرني شهردار هذا إجازة، أخبرنا عبدوس بن عبد الله الهمداني كتابة، حدّثنا أبو الحسن علي بن عبد الله، حدثنا أبو علي محمّد ابن أحمد العطشي

و أخبرني شهردار هذا إجازة، أخبرنا عبدوس بن عبد الله بن عبدوس الهمداني كتابة، حدثنا الشريف أبو طالب الجعفري، حدثنا ابن مردويه الحافظ، حدثنا إسحاق بن محمد بن علي بن خالد، حدثنا أحمد بن زكريا، حدثنا ابن طهمان، حدثنا محمد بن خالد الهاشمي، حدثنا الحسين بن إسماعيل بن حماد، عن أبيه عن زياد بن المنذر عن محمد بن علي بن الحسين عن أبيه عن جده قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : كنت أنا وعلي نوراً بين يدي الله تعالى من قبل أن يخلق آدم بأربعة عشر ألف عام، فلما خلق الله آدم سلك النور في صلبه، فلم يزل الله يقلبه من صلب إلى صلب، حتى أقره في صلب عبد المطلب، فقسّمه نصفين قسماً في صلب عبد الله وقسماً في صلب أبي طالب، فعلي مني وأنا منه، لحمه لحمي، ودمه دمي، فمن أحبه فبحبي أحبه ومن أبغضه فببغضي أبغضه »(٢) .

وقال الخوارزمي: « أخبرني سيد الحافظ أبو منصور شهردار بن شيرويه بن

____________________

(١). العبر في خبر من ٣ / ٢٩.

(٢). مناقب امير المؤمنين - ٨٨.

٧٢

شهردار الديلمي الهمداني - فيما كتب الي من همدان - أخبرني أبو الفتح عبدوس ابن عبد الله بن عبدوس الهمداني كتابة، أخبرني الشيخ الخطيب أبو الحسن صاعد ابن محمّد بن الغياث الدامغاني بدامغان، حدثني أبو يحيى محمّد بن عبد العزيز البسطامي، حدّثنا أبو بكر القرشي، حدّثني أبو سعيد الحسن بن علي بن زكريا، حدّثني هدبة بن خالد القيسي، عن حماد بن ثابت البناني عن عبيد بن عمير الليثي عن عثمان بن عفان قال قال عمر بن الخطاب: إن الله تعالى خلق ملائكة من نور وجه علي بن أبي طالب »(١) .

ترجمته:

وللخوارزمي تراجم في عدةٍ من المصادر المعتبرة، ومن ذلك ما جاء في ( العقد الثمين في تاريخ بلد الله الأمين ) للحافظ تقي الدين الفاسي حيث عنونه بقوله: « الموفق بن أحمد بن محمّد المكي، أبو المؤيد، العلامة خطيب خوارزم، كان أديباً فصيحاً مفوهاً، خطب بخوارزم دهرا وأنشأ الخطب وأقرأ الناس وتخرّج به جماعة، وتوفي بخوارزم في صفر سنة ٥٦٨. ذكره هكذا الذهبي في ( تاريخ الإسلام ). وذكره الشيخ محيي الدين عبد القادر الحنفي في ( طبقات الحنفية ) وقال: ذكره القفطي في ( أخبار النحاة ) ».

(١٣)

رواية ابن عساكر

لقد قال الحافظ الكنجي ما نصه: « وأخبرنا أبو إسحاق الدمشقي، أخبرنا أبو القاسم الحافظ، أخبرنا ابو غالب بن البنا، أخبرنا أبو محمّد الجوهري، أخبرنا

____________________

(١). مناقب أمير المؤمنين ٢٣٦.

٧٣

أبو علي بن محمد بن أحمد بن يحيى، حدثنا أبو سعيد العدوي، حدثنا أبو الأشعث، حدثنا الفضيل بن عياض، عن ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن زاذان عن سلمان قال: سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول: كنت أنا وعلي نوراً بين يدي الله مطيعاً، يسبح الله ذلك النور ويقدّسه قبل أن يخلق آدم بأربعة عشر ألف عام، فلما خلق الله آدم ركّب ذلك النور في صلبه، فلم نزل في شيء واحد حتى افترقنا في صلب عبد المطلب، فجزء أنا وجزء علي.

قلت: هكذا أخرجه محدّث الشام في تاريخه في الجزء الخمسين بعد الثلاث مائة قبل نصفه، ولم يطعن في سنده، ولم يتكلّم عليه، وهذا يدل على ثبوته »(١) .

ترجمته:

وقد ذكرنا في قسم ( حديث الثقلين ) عدةً من مصادر ترجمة الحافظ ابن عساكر الدمشقي، مثل ( وفيات الاعيان ٢ / ٤٧١ ) و ( طبقات السبكي ٧ / ٢١٥ ) و ( طبقات الحفاظ ٤٧٤ ) وغيرها.

وفي ( تذكرة الحفاظ ٤ / ١٣٢٨ ) ما ملخصه: « ابن عساكر - الامام الحافظ الكبير، محدّث الشام، فخر الأئمة، ثقة الدين، أبو القاسم، صاحب التصانيف عدد شيوخه ١٣٠٠ ونيف شيخ و٨٠ امرأة. قال السمعاني: أبو القاسم حافظ ثقة متقن ديّن خيّر حسن السمت. قال ابن النجار: أبو القاسم إمام المحدثين في وقته، إنتهت إليه الرياسة في الحفظ والاتقان والنقل والمعرفة التامة، وبه ختم هذا الشأن ».

(١٤)

رواية النور الصالحاني

لقد روى الشهاب أحمد: « عن علي بن حسين عن أبيه عن جدّه قال: قال

____________________

(١). كفاية الطالب ٣١٥.

٧٤

رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : كنت أنا وعلي نوراً بين يدي الله تعالى من قبل أن يخلق الله تعالى آدم بأربعة آلاف عام، فلما خلق الله تعالى آدم سلك ذلك النور في صلبه، فلم يزل الله ينقله من صلب إلى صلب، حتى أقرّه في صلب عبد المطلب فقسم قسمين: قسماً في صلب عبد الله وقسماً في صلب أبي طالب، فعلي مني وأنا منه، لحمه لحمي، ودمه دمي، ومن أحبه فبحبي أحبه ».

ثم إنه روى حديث ( الشجرة ) ثم قال: « روى الحديث الأول الامام الصالحاني نور الدين أبو الرجاء محمود بن محمّد، الذي سافر ورحل وأدرك المشايخ وسمع وأسمع، وصنّف في كلّ فن، وروى عنه خلق كثير، وصحب بالعراق أبا موسى المديني الامام ومن في طبقته، باسناده إلى الامام الحافظ ابن مردويه، باسناده مسلسلاً مرفوعاً »(١) .

ومن هذه العبارة يظهر جانب من عظمة الصالحاني ومناقبه الشامخة.

(١٥)

رواية أبي الفتح ناصر المطرزي

لقد قال الحمويني: « أنبأني أبو طالب ابن أنجب الخازن عن ناصر بن أبي المكارم إجازة ».

كما قال أيضاً: « أنبأني الشيخ أبو طالب ابن أنجب بن عبيد الله، عن محب الدين محمد بن محمود بن الحسن بن النجار إجازة، عن برهان الدين أبي الفتح ناصر بن أبي المكارم المطرزي إجازة عن محمد بن علي بن الحسين بن أبيه عن جده ( صلوات الله عليهم ) قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : كنت أنا وعلي نوراً بين يدي الله تعالى من قبل أن يخلق آدم بأربعة عشر ألف عام، فلما

____________________

(١). توضيح الدلائل - مخطوط.

٧٥

خلق الله تعالى آدم سلك ذلك النور في صلبه، فلم يزل الله تعالى ينقله من صلب إلى صلب حتى أقرّه في صلب عبد المطلب، ثم أخرجه من صلب عبد المطلب فقسمه قسمين: قسماً في صلب عبد الله وقسماً في صلب أبي طالب، فعلي مني وأنا منه، لحمه لحمي، ودمه دمي، فمن أحبه فبحبي أحبه، ومن أبغضه فببغضي أبغضه »(١) .

١٦

رواية صدر الأفاضل الخوارزمي

لقد رواه في شرح قول المعري:

[ له الجوهر الساري يوهم شخصه

يجوب إليه محتداً بعد محتد ]

قائلاً ما نصه: « هذا من قولهعليه‌السلام : كنت أنا وعلي نوراً بين يدي الله عز وجل من قبل أن يخلق آدم بأربعة عشر ألف عام، فلمّا خلق الله آدم نقل ذلك النور إلى صلبه، فلم يزل ينقله من صلب إلى صلب حتى أقرّه في صلب عبد المطلب فقسمه قسمين: فصير قسمي في صلب عبد الله، وقسم علي في صلب أبي طالب فعلي مني وأنا منه »(٢) .

ترجمته:

وفضائل صدر الأفاضل لا تخفى على من راجع المعاجم الرجالية وكتب

____________________

(١). فرائد السمطين ١ / ٤٤.

(٢). أنظر: شروح سقط الزند ١ / ٣٥٣ - القصيدة الثامنة.

٧٦

الأدب، فقد ترجم له:

١ - ياقوت الحموي : « القاسم بن الحسين بن محمّد بن محمّد الخوارزمي، صدر الأفاضل حقاً وواحد الدهر في علم العربية صدقاً، ذو الخاطر الوقّاد والطبع النقّاد والقريحة الحاذقة والنحيرة الصادقة، برع في علم الأدب وفاق في نظم الشعر ونثر الخطب، فهو إنسان عين الزمان وغرة جبهة هذا الأوان، سألته عن مولده فقال: مولدي في الليلة التاسعة من شعبان سنة خمس وخمسين وخمسمائة

وقلت له ما مذهبك؟ فقال: حنفي، ولكن لست خوارزمياً لست خوارزمياً يكررها، إنما اشتغلت ببخارا فأرى رأي أهلها. نفى عن نفسه أن يكون معتزلياً »(١) .

٢ - عبد القادر القرشي : « تفقّه على أبي الفتح ناصر بن عبد السيد المطرزي وأخذ عنه العربية، وله تصانيف: شرح المفصل سماه التحبير ثلاث مجلدات، وشرح سقط الزند قتلته التتار سنة عشرة وستمائة »(٢) .

٣ - السيوطي ، وأورد كلمة ياقوت المتقدمة أيضاً(٣) .

٤ - الكفوي : « الشيخ الكامل الفاضل »(٤) .

٥ - علي بن سلطان القاري المكي كذلك(٥) .

(١٧)

رواية أبي القاسم عبد الكريم الرافعي القزويني

قال العلّامة الحمويني ما نصه: « وأخبرني الشيخ الصالح جمال الدين أحمد

____________________

(١). معجم الأدباء ١٦ / ٢٣٨.

(٢). الجواهر المضية في طبقات الحنفية ١ / ٤١٠.

(٣). بغية الوعاة ٣٧٦.

(٤). كتائب أعلام الأخيار - مخطوط.

(٥). الأثمار الجنية - مخطوط.

٧٧

ابن محمد بن محمد المعروف بمذكويه القزويني وغيره إجازة، بروايتهم عن الشيخ الامام إمام الدين أبي القاسم عبد الكريم بن محمّد بن عبد الكريم الرافعي القزويني إجازة، أنبأنا الشيخ العالم عبد القادر بن أبي صالح الجيلي قال: أنبأنا أبو البركات هبة الله بن موسى السقطي قال: أنبأ القاضي أبو المظفر هناد بن إبراهيم النسفي قال: أنبأنا الحسن محمد بن موسى بتكريت قال: أنبأنا محمّد بن فرحان، حدّثنا محمّد بن يزيد القاضي، حدّثنا قتيبة، حدّثنا الليث بن سعد، عن العلاء ابن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنه قال:

لما خلق الله تعالى أبا البشر ونفخ فيه من روحه، إلتفت آدم يمنة العرش، فإذا في النور خمسة أشباح سجّداً وركّعاً، قال آدم: يا رب هل خلقت أحداً من طين قبلي؟ قال: لا يا آدم. قال: فمن هؤلاء الخمسة الذين أراهم في هيئتي وصورتي؟ قال: هؤلاء خمسة من ولدك لولاهم ما خلقتك، هؤلاء خمسة شققت لهم خمسة أسماء من أسمائي، لولاهم ما خلقت الجنة ولا النار ولا العرش ولا الكرسي ولا السماء ولا الأرض ولا الملائكة ولا الإِنس ولا الجن، فأنا المحمود وهذا محمد وأنا العالي وهذا علي، وأنا الفاطر وهذه فاطمة، وأنا الإِحسان وهذا الحسن، وأنا المحسن وهذا الحسين.

آليت بعزتي أنّه لا يأتيني أحد بمثقال حبّة من خردل من بغض أحدهم إلّا أدخلته ناري ولا اُبالي. يا آدم هؤلاء صفوتي بهم أنجيهم وبهم أهلكهم، فإذا كان لك إليَّ حاجة فبهؤلاء توسل.

فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : نحن سفينة النجاة من تعلّق بها نجا ومن حاد عنها هلك، فمن كان له إلى الله حاجة فليسأل بنا أهل البيت »(١) .

ترجمته:

والرافعي القزويني من أعلام محدّثي أهل السنة ومؤرخيهم، وكتابه ( التدوين ) من أشهر الكتب المعتمدة وقد ترجم للرافعي وأثنى عليه علماؤهم

____________________

(١). فرائد السمطين ١ / ٣٦.

٧٨

كالسبكي في ( طبقاته ٥ / ١١٩ ) وابن شاكر الكتبي في ( فوات الوفيات ٢ / ٣ ) وابن الوردي في ( تاريخه ٢ / ١٨٤ ).

(١٨)

إثبات الشيخ فريد الدين العطّار

لقد أثبت هذا الحديث بقوله:

« تو نور أحمد وحيدر يكى دان

كه تا گردد بتو أسرار آسان »(١)

ترجمته:

وتوجد ترجمته في ( نفحات الأنس ) وغيره من تراجم العرفاء. وقد نصّ ( الدهلوي ) في كتابه على أنه من الأكابر المقبولين عند أهل السنة.

(١٩)

رواية أبي الربيع ابن سبع الكلاعي

لقد قال الوصابي: « وعنه - أي عن علي بن أبي طالبرضي‌الله‌عنه - قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : خلقت أنا وعلي من نور واحد، يسبح الله على متن العرش من قبل أن يخلق أبونا آدم بألفي عام، فلمّا خلق آدم صرنا في صلبه، ثم نقلنا من كرام الأصلاب إلى مطهّرات الأرحام، حتّى صرنا في صلب عبد المطلب، ثم قسّمنا نصفين، فصيّرني في صلب عبد الله، وصار علي في صلب أبي طالب، فاختارني للنبوّة، واختار علياً للشجاعة والعلم والفصاحة، وشق لنا أسماء من أسمائه، فالله محمود وأنا محمد، والله الأعلى وهذا علي.

____________________

(١). أسرار نامه.

٧٩

أخرجه إبن الاسبوع الأندلسي في كتابه الشفا »(١) .

ترجمته:

وابن سبع صاحب كتاب ( شفاء الصدور ) من أجلّة حفاظ أهل السنة، وأعاظم علمائهم، كما يظهر من ترجمته، وإليك بعض الكلمات الواردة في حقّه:

١ - الذهبي: « الكلاعي - الامام العالم الحافظ البارع، محدّث الأندلس وبليغها أبو الربيع عني أتم عناية بالتقييد والرواية، وكان إماماً في صناعة الحديث، بصيراً به حافظاً حافلاً عارفاً بالجرح والتعديل، ذاكراً للمواليد والوفيات، يتقدّم أهل زمانه في ذلك وفي حفظه اسماء الرجال، خصوصاً من تأخر زمانه وعاصره، كتب الكثير، وكان خطّه لا نظير له في الاتقان والضبط، مع الاستبحار في الأدب والاستهتار بالبلاغة، فرداً في إنشاء الرسائل، مجيداً في النظم خطيباً فصيحاً مفوهاً مدركاً، حسن السرد والمساق لما ينقله، مع الشارة الأنيقة والزيّ الحسن، وهو كان المتكلّم عن الملوك في زمانه في المجالس، المبيّن عنهم لما يرومونه في المحافل على المنابر، ولي خطابة بلنسة في أوقات، وله تصانيف مفيدة في فنون عديدة وإليه كانت الرحلة للأخذ عنه، إنتفعت به في الحديث كلّ الانتفاع وأخذت عنه كثيراً.

قلت: حدّث عنه أبو العباس أحمد بن العماد قاضي تونس، وطائفة، قال ابن مندي: لم ألق مثله جلالة ونبلاً ورياسة وفضلاً، وكان إماماً مبرّزاً في فنون من منقول ومعقول وموزون ومنثور، جامعاً للفضائل، برع في علوم القرآن والتجويد، أما الأدب فكان ابن بجدته، وهو ختام الحفاظ

قال الأبّار وهو آخر الحفاظ والبلغاء بالأندلس، استشهد بكابية تنسيه على ثلاث فراسخ من مرسية مقبلاً غير مدبر، في العشر من ذي الحجة سنة ٦٣٤.

قال الحافظ المنذري: توفي شهيداً بيد العدو، وكان مولده بظاهر مرسية في

____________________

(١). الاكتفاء في فضائل الأربعة الخلفاء - مخطوط، وقد ذكر في كشف الظنون ٢ / ١٠٥٠ « كتاب شفاء الصدور ».

٨٠

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

ملعون من ضرب والده أو والدته، ملعون ملعون من عقّ والديه، ملعون ملعون من لم يوقّر المسجد.

[ ٢١٥٥٦ ] ٨ - محمّد بن علي بن الحسين في( معاني الأخبار) عن أحمد بن الحسن القطان، عن أحمد بن يحيى بن زكريا، عن بكر بن عبدالله بن حبيب، عن تميم بن بهلول، عن أبيه، عبدالله بن الفضيل، عن أبيه، عن أبي خالد الكابلي قال: سمعت زين العابدين علي بن الحسين( عليه‌السلام ) يقول: الذنوب التي تغير النعم(١) : البغي على الناس، والزوال عن العادة في الخير واصطناع المعروف، وكفران النعم، وترك الشكر، قال الله تعالى:( إِنَّ الله لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ ) (٢) .

والذنوب التي تورث الندم: قتل النفس التي حرم الله، قال الله تعالى في قصة قابيل حين قتل أخاه هابيل فعجز عن دفنه:( فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ ) (٣) ، وترك صلة القرابة حتّى يستغنوا، وترك الصلاة حتّى يخرج وقتها، وترك الوصيّة ورد المظالم، ومنع الزكاة حتّى يحضر الموت وينغلق اللسان.

والذنوب التي تنزل النقم: عصيان العارف بالبغي، والتطاول على الناس، والاستهزاء بهم، والسخرية منهم.

والذنوب التي تدفع القسم: اظهار الافتقار، والنوم عن العتمة، وعن صلاة الغداة، واستحقار النعم، وشكوى المعبود عزّ وجلّ.

____________________

٨ - معاني الأخبار: ٢٧٠ / ٢.

(١) قد تقدم الاستعاذة من اقسام الذنوب المذكورة في دعاء كلّ يوم من شهر رمضان ( منه. ره ).

(٢) الرعد ١٣: ١١.

(٣) المائدة ٥: ٣١.

٢٨١

والذنوب التي تهتك العصم: شرب الخمر، واللعب بالقمار، وتعاطى ما يضحك الناس من اللغو والمزاح، وذكر عيوب الناس، ومجالسة اهل الريب.

والذنوب التي تنزل البلاء: ترك إغاثة الملهوف، وترك معاونة المظلوم، وتضييع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

والذنوب التي تديل الاعداء: المجاهرة بالظلم، وإعلان الفجور، وإباحة المحظور وعصيان الأخيار، والانصياع للأشرار.

والذنوب التي تعجل الفناء: قطيعة الرحم واليمين الفاجرة، والاقوال الكاذبة، والزنا، وسد طريق(١) المسلمين، وادعاء الإِمامة بغير حق.

والذنوب التي تقطع الرجاء: اليأس من روح الله، والقنوط من رحمة الله، والثقة بغير الله، والتكذيب بوعد الله عزّ وجلّ.

والذنوب التي تظلم الهواء: السحر والكهانة، والإِيمان بالنجوم، والتكذيب بالقدر، وعقوق الوالدين.

والذنوب التي تكشف الغطاء: الاستدانة بغير نيّة الأداء، والاسراف في النفقة على الباطل، والبخل على الاهل والولد، وذوي الارحام، وسوء الخلق، وقلّة الصبر، واستعمال الضجر والكسل، والاستهانة بأهل الدين.

والذنوب التي ترد الدعاء: سوء النية، وخبث السريرة والنفاق مع الإِخوان، وترك التصديق بالإِجابة، وتأخير الصلوات المفروضات حتّى تذهب أوقاتها، وترك التقرب إلى الله عزّ وجلّ بالبر والصدقة، واستعمال البذاء والفحش في القول.

والذنوب التي تحبس غيث السماء: جور الحكام في القضاء، وشهادة

____________________

(١) في نسخة: طرق ( هامش المخطوط ).

٢٨٢

الزور، وكتمان الشهادة، ومنع الزكاة والقرض والماعون، وقساوة القلب على أهل الفقر والفاقة، وظلم اليتيم والارملة، وانتهار السائل وردّه بالليل.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(١) .

____________________

(١) تقدم في الباب ٨٤ من ابواب جهاد النفس.

٢٨٣

٢٨٤

أبواب فعل المعروف

١ - باب استحبابه، وكراهة تركه

[ ٢١٥٥٧ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حمّاد عن حريز، عن إسماعيل بن عبد الخالق قال: قال أبو عبدالله( عليه‌السلام ) : إن من بقاء المسلمين وبقاء الإِسلام أن تصير الأموال عند من يعرف فيها الحقّ، ويصنع المعروف، وإنّ من فناء الإِسلام وفناء المسلمين أن تصير الاموال في أيدي من لا يعرف فيها الحق، ولا يصنع فيها المعروف.

[ ٢١٥٥٨ ] ٢ - وعنه، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن معاوية بن وهب، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : كلّ معروف صدقة.

[ ٢١٥٥٩ ] ٣ - وعن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى

____________________

أبواب فعل المعروف

الباب ١

فيه ٢٤ حديثاً

١ - الكافي ٤: ٢٥ / ١.

٢ - الكافي ٤: ٢٦ / ٢، واورده في الحديث ٢ من الباب ٤١ من ابواب الصدقة.

٣ - الكافي ٤: ٢٥ / ٢.

٢٨٥

عن الحسن بن محبوب، عن داود الرقي، عن أبي حمزة الثمالي قال: قال لي أبو جعفر( عليه‌السلام ) : إن الله جعل للمعروف أهلاً من خلقه حبب اليهم فعاله، ووجّه لطلاب المعروف الطلب إليهم، ويسرّ لهم قضاءه، كما يسرّ الغيث الارض المجدبة(١) وإنّ الله جعل للمعروف أعداء من خلقه(٢) ، بغّض إليهم فعاله، وحظر على طلاب المعروف الطلب إليهم، وحظر عليهم قضاه كما يحظر(٣) الغيث على الارض المجدبة ليهلكها، ويهلك أهلها، وما يعفو(٤) الله أكثر.

[ ٢١٥٦٠ ] ٤ - وعن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن الحسن بن يقطين، عن محمّد بن سنان، عن داود الرقي، عن أبي حمزة قال: سمعت أبا جعفر( عليه‌السلام ) يقول: إنّ من أحبّ عباد الله إلى الله لمن حبّب إليه المعروف، وحبب إليه فعاله.

وعن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن سنان مثله(٥) .

[ ٢١٥٦١ ] ٥ - وعنهم، عن سهل بن زياد، عن جعفر بن محمّد الأشعري، عن ابن القداح، عن أبي عبدالله، عن آبائه (عليهم‌السلام ) قال: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : كلّ معروف صدقة،

____________________

(١) في المصدر زيادة: ليحييها ويحيى به اهلها.

(٢) في المصدر زيادة: بغض اليهم المعروف و

(٣) في نسخة: يحرم ( هامش المخطوط ).

(٤) في نسخة: يغفر ( هامش المخطوط ).

٤ - الكافي ٤: ٢٥ / ٣.

(٥) الكافي ٤: ٢٦ / ذيل حديث ٣.

٥ - الكافي ٤: ٢٧ / ٤، والفقيه ٢: ٣٠ / ١٠٩، واورد قطعة منه عن الفقيه في الحديث ١٩ من الباب ١، وفي الحديث ٣ من الباب ١٦ من ابواب الامر بالمعروف.

٢٨٦

والدال على الخير كفاعله، والله يحبّ إغاثة اللهفإن(١) .

ورواه الصدوق في( الخصال) عن حمزة بن محمّد العلوي، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن جعفر بن محمّد الأشعري، عن عبدالله بن ميمون مثله (٢) .

[ ٢١٥٦٢ ] ٦ - وبهذا الإِسناد، عن أبي عبدالله، عن آبائه (عليهم‌السلام ) قال: صنائع المعروف تقي(٣) مصارع السوء.

[ ٢١٥٦٣ ] ٧ - وعنهم، عن سهل وأحمد بن محمّد جميعاً، عن الحسن بن محبوب، عن عمر بن يزيد قال: قال أبو عبدالله( عليه‌السلام ) : المعروف شيء سوى الزكاة فتقرّبوا إلى الله عزّ وجلّ بالبر وصلة الرحم.

[ ٢١٥٦٤ ] ٨ - وعن علي بن إبراهيم، عن النوفلي، عن ابيه، عن السكوني، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : إن البركة اسرع إلى البيت الذي يمتار فيه المعروف من الشفرة في سنام الجزور(٤) ، او من السيل إلى منتهاه.

[ ٢١٥٦٥ ] ٩ - وعنه، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن أبي المغرا، عن عبدالله بن سليمان قال: سمعت أبا جعفر( عليه‌السلام ) يقول: إن صنائع المعروف تدفع مصارع السوء.

____________________

(١) اللهيف: المضطر، واللهفإن: المتحسر ( الصحاح - لهف - ٤: ١٤٢٩ ).

(٢) الخصال ١: ١٣٤ / ١٤٥.

٦ - الكافي ٤: ٢٨ / ١، والفقيه ٢: ٣٠ / ١١٤.

(٣) في نسخة: تدفع ( هامش المخطوط ).

٧ - الكافي ٤: ٢٧ / ٥، والفقيه ٢: ٣٠ / ١١٢.

٨ - الكافي ٤: ٢٩ / ٢، والفقيه ٢: ٣٠ / ١١٦.

(٤) في نسخة: البعير ( هامش المخطوط ) وكذلك المصدرين.

٩ - الكافي ٤: ٢٩ / ٣.

٢٨٧

ورواه الصدوق مرسلاً(١) ، وكذا الأحاديث الأربعة التي قبله.

[ ٢١٥٦٦ ] ١٠ - محمّد بن علي بن الحسين في( المجالس) عن علي بن أحمد بن عبدالله، عن أبيه، عن جدّه أحمد بن أبي عبدالله، عن الحسين بن سعيد، عن إبراهيم بن أبي البلاد، عن عبدالله بن الوليد الوصافي قال: قال أبو جعفر الباقر( عليه‌السلام ) : صنائع المعروف تقي مصارع السوء، وكلّ معروف صدقة، وأهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة، وأهل المنكر في الدنيا هم أهل المنكر في الآخرة، وأول أهل الجنّة دخولاً إلى الجنّة أهل المعروف، وإنّ أول أهل النار دخولاً إلى النار أهل المنكر.

ورواه الحسين بن سعيد في( كتاب الزهد) مثله (٢) .

[ ٢١٥٦٧ ] ١١ - وعن علي بن أحمد بن موسى، عن محمّد بن هارون، عن عبيد الله بن موسى، عن عبد العظيم الحسني، عن علي بن محمّد، عن آبائه (عليهم‌السلام ) - في حديث - قال: قال أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) : من أيقن بالخلف جاد بالعطية.

[ ٢١٥٦٨ ] ١٢ - وفي( العلل) عن أبيه، عن سعد بن عبدالله، عن إبراهيم بن مهزيار، عن أخيه علي، عن حمّاد بن عيسى، عن إبراهيم بن عمر بإسناده رفعه إلى علي بن أبي طالب( عليه‌السلام ) أنّه كان يقول:

____________________

(١) الفقيه ٢: ٣٠ / ١١٤.

١٠ - امالي الصدوق: ٢١٠ / ٥، واورد نحوه في الحديث ١ من الباب ٦ من هذه الأبواب.

(٢) الزهد: ٣٠ / ٧٧.

١١ - امالي الصدوق: ٣٦٢ / ٩، واورد قطعة منه في الحديث ٢ من الباب ٢٢، وفي الحديث ٨ من الباب ١٠٧ من ابواب احكام العشرة، وفي الحديث ١٦ من الباب ٣٨ من ابواب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر.

١٢ - علل الشرائع: ٢٤٧ / ١، واورده في الحديث ٤ من الباب ١٣ من ابواب الصدقة، وصدره في الحديث ٣٠ من الباب ١ من ابواب مقدمة العبادات، وذيله في الحديث ١٣ من الباب ١٣٨ من ابواب احكام العشرة.

٢٨٨

أفضل ما توسل به المتوسلون الإِيمان بالله - إلى أن قال: - وصلة الرحم فانها مثراة للمال، ومنساة للاجل، وصدقة السر فانها تطفىء الخطيئة وتطفىء غضب الربّ، وصنائع المعروف فانها تدفع ميتة السوء، وتقي مصارع الهوان الحديث.

ورواه الحسين بن سعيد في( كتاب الزهد) عن حمّاد بن عيسى مثله (١) .

[ ٢١٥٦٩ ] ١٣ - وعن أبيه، عن سعد، عن محمّد بن الحسين، عن ابن محبوب، عن إبراهيم الجازي، عن أبي بصير قال: ذكرنا عند أبي عبدالله( عليه‌السلام ) الاغنياء من الشيعة، فكأنّه كره ما سمع منّا فيهم، فقال: يا بامحمّد اذا كان المؤمن غنيّاً وصولاً رحيماً له معروف إلى اصحابه اعطاه الله أجر ما ينفق في البر(٢) مرتين ضعفين، لان الله يقول في كتابه:( وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِندَنَا زُلْفَى إِلّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ لَهُمْ جَزَاءُ الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الغُرُفَاتِ آمِنُونَ ) (٣) .

[ ٢١٥٧٠ ] ١٤ - وفي( ثواب الأعمال) عن أبيه، عن سعد، عن الهيثمّ بن أبي مسروق النهدي، عن الحسن بن محبوب، عن علي بن يقطين قال: قال لي أبو الحسن موسى( عليه‌السلام ) : كان في بني إسرائيل مؤمن وكان له جار كافر، فكان الكافر يرفق بالمؤمن، ويوليه المعروف في الدنيا، فلـمّا أن مات الكافر بنى الله له بيتاً في النار من طين، وكان يقيه حرها، ويأتيه الرزق من غيرها، وقيل له: هذا ما كنت تدخله على جارك المؤمن فلان بن فلان من الرفق، وتولّيه من المعروف في الدنيا.

____________________

(١) الزهد: ١٣ / ٢٧.

١٣ - علل الشرائع: ٦٠٤ / ٧٣.

(٢) في المصدر زيادة: اجره.

(٣) سبأ ٣٤: ٣٧.

١٤ - ثواب الاعمال: ٢٠٢ / ١.

٢٨٩

[ ٢١٥٧١ ] ١٥ - وعن محمّد بن الحسن، عن الصفار، عن أحمد بن محمّد، عن الحسن بن محبوب، عن جميل بن دراج، عن حديد او مرازم قال: قال أبو عبدالله( عليه‌السلام ) : أيّما مؤمن أوصل إلى اخيه المؤمن معروفاً فقد أوصل ذلك إلى رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ )

ورواه الكليني عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن جميل بن دراج، عن حديد بن حكيم أو مرازم نحوه(١) .

[ ٢١٥٧٢ ] ١٦ - وعن أبيه، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن الحسن بن محبوب، عن أبي ولاد الحناط، عن ميسر، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: إن المؤمن منكم يوم القيامة ليمر به الرجل له المعرفة به في الدنيا وقد أمر به إلى النار، والملك ينطلق به فيقول له: يا فلان أغثني فقد كنت أصنع إليك المعروف في الدنيا، وأُسعفك بالحاجة تطلبها منّي، فهل عندك اليوم مكافاة؟ قال: فيقول المؤمن للملك الموكلّ به: خلِّ سبيله، قال: فيسمع الله قول المؤمن، فيأمر الملك( الموكلّ به) (٢) أن يجيز قول المؤمن فيخلّي سبيله.

[ ٢١٥٧٣ ] ١٧ - وعن أبيه، عن سعد بن عبدالله، عن أحمد بن أبي عبدالله البرقي، عن أبيه يرفع الحديث قال: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : أهل المعروف في الدنيا أهل المعروف في الآخرة، قيل: يا رسول الله وكيف ذلك؟ قال: يغفر لهم بالتطوّل منه عليهم ويدفعون حسناتهم إلى

____________________

١٥ - ثواب الاعمال: ٢٠٣ / ١.

(١) الكافي ٤: ٢٧ / ٨.

١٦ - ثواب الاعمال: ٢٠٦ / ١.

(٢) ليس في المصدر.

١٧ - ثواب الاعمال: ٢١٧ / ١.

٢٩٠

الناس فيدخلون بها الجنّة فيكونون أهل المعروف في الدنيا والآخرة.

[ ٢١٥٧٤ ] ١٨ - وعن محمّد بن الحسن(١) ، عن الصفار، عن يعقوب بن يزيد، عن مروك بن عبيد(٢) ، عمّن ذكره، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) - في حديث - أنّ الله يقول للفقراء يوم القيامة: انظروا وتصفحوا وجوه الناس، فمن أتى إليكم معروفاً فخذوا بيده وأدخلوه الجنة.

[ ٢١٥٧٥ ] ١٩ - محمّد بن الحسين الرضي في( نهج البلاغة) عن أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) إنّه قال: فاعل الخير خير منه، وفاعل الشر شر منه.

[ ٢١٥٧٦ ] ٢٠ - قال: وقال( عليه‌السلام ) في قول الله عزّ وجلّ:( إِنَّ الله يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ ) (٣) العدل: الإِنصاف، والإِحسان: التفضّل.

[ ٢١٥٧٧ ] ٢١ - قال: وقال( عليه‌السلام ) : من يعط باليد القصيرة يعط باليد الطويلة.

قال الرضي: واليدان هنا عبارة عن النعمتين، وقد فرق بين نعمة العبد ونعمة الربّ، فجعل هذه قصيرة وهذه طويلة.

أقول: والاقرب أنّ اليد هنا بمعنى القدرة أو من باب المشاكلة.

____________________

١٨ - ثواب الاعمال: ٢١٨ / ١.

(١) في المصدر زيادة عن أبيه

(٢) « مروك بن عبيد » ليس في المصدر.

١٩ - نهج البلاغة ٣: ١٥٩ / ٣٢.

٢٠ - نهج البلاغة ٣: ٢٠٤ / ٢٣١.

(٣) النحل ١٦: ٩٠.

٢١ - نهج البلاغة ٣: ٢٠٤ / ٢٣٢.

٢٩١

[ ٢١٥٧٨ ] ٢٢ - الحسن بن محمّد الطوسي في( مجالسه) عن أبيه، عن محمّد بن محمّد، عن محمّد بن عمر الجعابي، عن أحمد بن محمّد بن سعيد، عن يعقوب بن زياد، عن إسماعيل بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه إسحاق بن جعفر، عن أخيه موسى بن جعفر قال: سمعت أبي جعفر بن محمّد( عليه‌السلام ) يقول: أحسن من الصدق قائله، وخير من الخير فاعله.

[ ٢١٥٧٩ ] ٢٣ - وعن أبيه، عن محمّد بن محمّد، عن جعفر بن محمّد بن قولويه، عن أبيه، عن سعد بن عبدالله، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن أبي سعيد القماط، عن المفضل بن عمر قال: سمعت أبا عبدالله جعفر بن محمّد( عليه‌السلام ) يقول: لا يكمل إيمان العبد حتّى يكون فيه أربع خصال: يحسن خلقه، وتسخو نفسه، ويمسك الفضل من قوله، ويخرج الفضل من ماله.

[ ٢١٥٨٠ ] ٢٤ - وعن أبيه، عن ابن الغضائري، عن التلعكبري، عن محمّد بن همام، عن علي بن الحسين الهمداني، عن محمّد بن خالد، عن أبي قتادة قال: قال أبو عبدالله( عليه‌السلام ) : أهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة، لأنّهم في الآخرة ترجع لهم الحسنات فيجودون بها على أهل المعاصي.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(١) ،

____________________

٢٢ - امالي الطوسي ١: ٢٢٦.

٢٣ - امالي الطوسي ١: ٢٣٥، واورده في الحديث ٢١ من الباب ١ من ابواب الصدقة.

٢٤ - امالي الطوسي ١: ٣١١.

(١) تقدم في الحديث ٥ من الباب ٧، وفي الأبواب ٣٨ و ٣٩ و ٤١ وفي الحديث ٥ من الباب ٤٢ من ابواب الصدقة، وفي الحديث ٧ من الباب ١ وفي الاحاديث ٢ و ٣ و ١١ و ١٣ من الباب ٧ من ابواب ما تجب فيه الزكاة، وفي الحديث ٦ من الباب ٧ من ابواب المستحقين للزكاة، وفي =

٢٩٢

ويأتي مايدلّ عليه(١) .

٢ - باب استحباب المبادرة بالمعروف مع القدرة قبل التعذر

[ ٢١٥٨١ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن عيسى وأحمد ابن أبي عبدالله جميعاً، عن محمّد بن خالد، عن سعدان بن مسلم، عن أبي اليقظان، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: رأيت المعروف كاسمه، وليس شيء أفضل من المعروف إلّا ثوابه وذلك يراد منه، وليس كلّ من يحبّ أن يصنع المعروف إلى الناس يصنعه، وليس كلّ من يرغب فيه يقدر عليه، ولا كلّ من يقدر عليه يؤذن له فيه، فاذا اجتمعت الرغبة والقدرة والإِذن فهنالك تمّت السعادة للطالب والمطلوب إليه.

ورواه الصدوق مرسلاً(٢) .

وعنهم، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن ابن فضّال، عن أبي جميلة، عن محمّد بن مروان، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) مثله(٣) .

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(٤) ، ويأتي ما يدلّ عليه(٥) .

____________________

= الحديث ١ من الباب ١٠٧ من ابواب احكام العشرة، وفي الاحاديث ٣ و ٤ و ٧ و ١٣ و ٢٣ من الباب ٤، وفي الحديث ١٤ من الباب ١٤ من ابواب جهاد النفس، وفي الحديث ٨ من الباب ٤١ من ابواب الامر بالمعروف.

(١) يأتي في الباب الاتي من هذه الأبواب.

الباب ٢

فيه حديث واحد

١ - الكافي ٤: ٢٦ / ٣.

(٢) الفقيه ٢: ٣٠ / ١١٣.

(٣) الكافي ٤: ٢٦ / ذيل حديث ٣.

(٤) تقدم في الباب ٢٧ من ابواب مقدّمة العبادات، وفي الباب السابق من هذه الأبواب.

(٥) يأتي في الباب ٩ من هذه الأبواب.

٢٩٣

٣ - باب استحباب فعل المعروف مع كلّ أحد وان لم يعلم كونه من أهله

[ ٢١٥٨٢ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن جميل بن دراج، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: اصنع المعروف إلى من هو أهله، وإلى من ليس من أهله، فإن لم يكن هو أهله فكن أنت من أهله.

[ ٢١٥٨٣ ] ٢ - وعنه، عن أبيه، عن أبي عمير، عن معاوية بن عمار قال: قال أبو عبدالله( عليه‌السلام ) : اصنعوا المعروف إلى كلّ أحد، فان كان أهله، وإلّا فأنت أهله.

ورواه الصدوق مرسلاً(١) .

[ ٢١٥٨٤ ] ٣ - وعن محمّد بن أبي عبدالله، عن موسى بن عمران، عن عمه الحسين بن عيسى بن عبدالله، عن علي بن جعفر، عن أخيه أبي الحسن موسى( عليه‌السلام ) قال: أخذ أبي بيدي ثمّ قال: يا بني، إن أبي محمّد بن علي( عليه‌السلام ) اخذ بيدي كما أخذت بيدك، وقال: إنّ أبي علي بن الحسين( عليهما‌السلام ) اخذ بيدي وقال: يا بني، افعل الخير إلى كلّ من طلبه منك، فإن كان من أهله فقد أصبت موضعه، وان لم

____________________

الباب ٣

فيه ٩ احاديث

١ - الكافي ٤: ٢٧ / ٦.

٢ - الكافي ٤: ٢٧ / ٩.

(١) الفقيه ٢: ٣٠ / ١١٠.

٣ - الكافي ٨: ١٥٢ / ١٤١، واورد ذيله في الحديث ٣ من الباب ١٢٥ من ابواب احكام العشرة.

٢٩٤

يكن من أهله كنت أنت من أهله، وان شتمك رجل عن يمينك ثمّ تحول إلى يسارك فاعتذر اليك فاقبل عذره.

[ ٢١٥٨٥ ] ٤ - محمّد بن علي بن الحسين في( عيون الأخبار) بأسانيد تقدمت في اسباغ الوضوء (١) عن الرضا عن آبائه (عليهم‌السلام ) قال: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : اصنعوا المعروف(٢) إلى من هو أهله، والى من ليس من أهله، فإن لم تصب من هو أهله فأنت أهله.

[ ٢١٥٨٦ ] ٥ - وبهذا الإِسناد قال: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : رأس العقل بعد الإِيمان(٣) التودّد إلى الناس، واصطناع الخير إلى كلّ برّ وفاجر.

ورواه الطبرسي في( صحيفة الرضا) ( عليه‌السلام ) (٤) وكذا الذي قبله.

[ ٢١٥٨٧ ] ٦ - وعن محمّد بن أحمد بن الحسين بن يوسف بن زريق البغدادي، عن علي بن محمّد بن عنبسة(٥) ، عن دارم بن قبيصة، عن الرضا، عن آبائه، عن علي (عليهم‌السلام ) عن النبي( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) قال: اصطنع المعروف إلى أهله وإلى غير أهله فإن كان أهله فهو أهله، وإن لم يكن أهله فأنت أهله.

____________________

٤ - عيون اخبار الرضا (عليه‌السلام ) ٢: ٣٥ / ٧٦، وصحيفة الرضا (عليه‌السلام ) : ١٠٤ / ٥٣.

(١) تقدمت في الحديث ٤ من الباب ٥٤ من ابواب الوضوء.

(٢) في نسخة: الخير ( هامش المخطوط ).

٥ - عيون اخبار الرضا (عليه‌السلام ) ٢: ٣٥ / ٧٧.

(٣) في المصدر زيادة: بالله.

(٤) صحيفة الرضا (عليه‌السلام ) : ١٠٥ / ٥٤.

٦ - عيون اخبار الرضا (عليه‌السلام ) ٢: ٦٨ / ٣١٧.

(٥) في نسخة: عيينة ( هامش المخطوط ) وكذلك المصدر.

٢٩٥

[ ٢١٥٨٨ ] ٧ - وبهذا الإِسناد عن الرضا، عن آبائه (عليهم‌السلام ) أنّ رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) قال: إنّما سمي الأبرار أبراراً لأنّهم برّوا الآباء والأبناء والإِخوان.

[ ٢١٥٨٩ ] ٨ - الحسين بن سعيد في كتاب( الزهد) عن ابن أبي عمير، عن منصور، عن إسحاق بن عمار، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: إنّ للجنة باباً يقال له: باب المعروف فلا يدخله إلّا أهل المعروف.

[ ٢١٥٩٠ ] ٩ - وعنه، عن رجل، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: اصنع المعروف إلى من هو أهله ومن ليس هو أهله، فإن لم يكن(١) أهله فأنت أهله.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(٢) ، ويأتي ما ظاهره المنافاة ونبيّن وجهه(٣) .

٤ - باب تأكد استحباب فعل المعروف مع أهله

[ ٢١٥٩١ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن جميل بن دراج، عن حديد بن حكيم أو مرازم قال: قال أبو عبدالله( عليه‌السلام ) : أيّما مؤمن

____________________

٧ - عيون اخبار الرضا (عليه‌السلام ) ٢: ٧٠ / ٣٢٤.

٨ - الزهد: ٣٢ / ٨٢.

٩ - الزهد: ٣٢ / ٨٢.

(١) في المصدر زيادة: هو.

(٢) تقدم ما يدلّ عليه بعمومه في البابين ١ و ٢ من هذه الأبواب.

(٣) يأتي في الأبواب التالية من هذه الأبواب.

الباب ٤

فيه ٨ احاديث

١ - الكافي ٤: ٢٧ / ٨.

٢٩٦

أوصل إلى أخيه المؤمن معروفا فقد أوصل ذلك إلى رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ )

ورواه الصدوق مرسلاً(١) .

[ ٢١٥٩٢ ] ٢ - وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن الحسن بن محبوب، عن هشام بن سالم، عن أبي بصير، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: إن أعرابيّاً من بني تميم أتى النبي( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) فقال: أوصني، فكان فيما أوصا به أن قال: يا فلان لا تزهدن في المعروف عند أهله.

[ ٢١٥٩٣ ] ٣ - وعنه، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن جميل بن دراج، عن زرارة قال: سمعت أبا عبدالله( عليه‌السلام ) يقول: ثلاثة إن تعلّمهن(٢) المؤمن كانت زيادة في عمره، وبقاء النعمة عليه، فقلت: وما هنّ؟ فقال: تطويله لركوعه(٣) وسجوده في صلاته، وتطويله لجلوسه على طعامه إذا(٤) طعم على مائدته، واصطناعه المعروف إلى أهله.

[ ٢١٥٩٤ ] ٤ - وعن علي بن محمّد، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن موسى بن القاسم، عن أبي جميلة، عن ضريس قال: قال أبو عبدالله( عليه‌السلام ) : إنّما أعطاكم الله هذه الفضول من الاموال لتوجهوها حيث وجهها الله، ولم يعطكموها لتكنزوها.

____________________

(١) الفقيه ٢: ٣٠ / ١١١.

٢ - الكافي ٤: ٢٧ / ١٠.

٣ - الكافي ٤: ٤٩ / ١٥، واورده في الحديث ٥ من الباب ٦ من ابواب الركوع.

(٢) في المصدر: يعلمهنَّ.

(٣) في نسخة: في ركوعه ( هامش المخطوط ) وكذلك المصدر.

(٤) في نسخة: كان ( هامش المخطوط ).

٤ - الكافي ٤: ٣٢ / ٥.

٢٩٧

ورواه الصدوق مرسلاً(١) .

[ ٢١٥٩٥ ] ٥ - وعن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن سنان، عن إسماعيل بن جابر قال: سمعت أبا عبدالله( عليه‌السلام ) يقول: لو أن الناس أخذوا ما أمرهم الله عزّ وجلّ به، فأنفقوه فيما نهاهم الله عنه ما قبله منهم، ولو أنّهم أخذوا ما نهاهم عنه، فأنفقوه فيما أمرهم الله به ما قبله منهم، حتّى يأخذوه من حقّ وينفقوه في حق.

ورواه الصدوق مرسلاً(٢) .

[ ٢١٥٩٦ ] ٦ - محمّد بن علي بن الحسين بإسناده عن صفوان بن يحيى(٣) ، عن موسى بن بكر، عن زرارة، عن الصادق جعفر بن محمّد( عليه‌السلام ) قال: الصنيعة لا تكون صنيعة إلّا عند ذي حسب أو دين الحديث.

ورواه ابن إدريس في آخر( السرائر) نقلاً من كتاب موسى بن بكر (٤) .

ورواه الحسين بن سعيد في كتاب( الزهد) عن إبراهيم بن أبي البلاد، عن إبراهيم بن عباد، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) مثله(٥) .

[ ٢١٥٩٧ ] ٧ - وبإسناده عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن علي بن

____________________

(١) الفقيه ٢: ٣١ / ١٢٠.

٥ - الكافي ٤: ٣٢ / ٤، واورده في الحديث ٣ من الباب ٤٦ من ابواب الصدقة، وفي الحديث ١ من الباب ٢ من ابواب مكان المصلي.

(٢) الفقيه ٢: ٣١ / ١٢١.

٦ - الفقيه ٤: ٢٩٨ / ٩٠٠.

(٣) في المصدر زيادة: ومحمّد بن ابي عمير.

(٤) مستطرفات السرائر: ١٩ / ٩.

(٥) الزهد: ٣٢ / ٨٠.

٧ - الفقيه ٤: ٢٩٩ / ٩٠٣.

٢٩٨

إسماعيل، عن عبدالله بن الوليد(١) ، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله الصادق جعفر بن محمّد( عليه‌السلام ) قال: أربع تذهب ضياعاً: مودّة تمنح من لا وفاء له، ومعروف يوضع عند من لا يشكره، وعلم يعلّم من لا يستمع له، وسر( يوضع عند من لا حضانة له) (٢) .

[ ٢١٥٩٨ ] ٨ - وفي( الخصال) عن محمّد بن موسى بن المتوكّل، عن عبدالله بن جعفر الحميري، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن سيف بن عميرة، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: لا تصلح الصنيعة إلّا عند ذي حسب أو دين.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(٣) ، ويأتي ما يدلّ عليه(٤) .

٥ - باب عدم جواز وضع المعروف في غير موضعه، ومع غير أهله

[ ٢١٥٩٩ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن سيف بن عميرة قال: قال أبو عبدالله( عليه‌السلام ) لمفضل بن عمر: يا مفضل إذا أردت أن تعلم أشقي الرجل أم سعيد؟ فانظر

____________________

(١) في المصدر: عبيدالله بن الوليد.

(٢) في المصدر: يودع من لا حصانة له.

٨ - الخصال: ٤٨ / ٥٥.

(٣) تقدم في الحديث ٨ من الباب ١٤ من ابواب الصدقة، وفي الأبواب ١ و ٢ و ٣ من هذه الأبواب.

(٤) يأتي في الباب الاتي من هذه الأبواب.

الباب ٥

فيه ٦ احاديث

١ - الكافي ٤: ٣٠ / ١.

٢٩٩

سيبه(١) ومعروفه إلى من يصنعه، فإن كان يصنعه إلى من هو أهله، فاعلم إنّه إلى خير، وان كان يصنعه إلى غير أهله فاعلم إنّه ليس له عند الله خير.

ورواه الشيخ في( المجالس والأخبار) عن الحسين بن عبيد الله، عن هارون بن موسى عن محمّد بن همام (٢) ، عن عبدالله بن جعفر، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن سيف بن عميرة(٣) .

ورواه الصدوق بإسناده عن المفضل بن عمر مثله(٤) .

[ ٢١٦٠٠ ] ٢ - وعن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن سنان، عن مفضّل بن عمر قال: قال أبو عبدالله( عليه‌السلام ) : اذا أردت ان تعرف(٥) إلى خير يصير الرجل أم إلى شرّ؟ فانظر اين يصنع(٦) معروفه، فإن كان يصنع(٧) معروفه عند أهله فاعلم إنّه يصير إلى خير، وإن كان يصنع معروفه مع غير أهله فاعلم أنّه ليس له في الآخرة من خلاق.

[ ٢١٦٠١ ] ٣ - وعنهم، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن محمّد بن علي،

____________________

(١) السيب: العطاء. ( الصحاح - سيب - ١: ١٥٠ ).

(٢) في امالي الطوسي: محمّد بن محمّد بن همام.

(٣) امالي الطوسي ٢: ٢٥٧.

(٤) الفقيه ٢: ٣١ / ١١٩.

٢ - الكافي ٤: ٣١ / ٢.

(٥) في المصدر: تعلم.

(٦) في نسخة: يضع ( هامش المخطوط ) وكذلك المصدر.

(٧) في المصدر: يضع.

٣ - الكافي ٤: ٣١ / ٣، واورد صدره في الحديثين ٢ و ٦ من الباب ٣٩ من ابواب جهاد العدو.

٣٠٠

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397