العقائد الإسلامية الجزء ٤

العقائد الإسلامية7%

العقائد الإسلامية مؤلف:
تصنيف: أصول الدين
الصفحات: 523

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤
  • البداية
  • السابق
  • 523 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 196320 / تحميل: 7990
الحجم الحجم الحجم
العقائد الإسلامية

العقائد الإسلامية الجزء ٤

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

عبد الله بن عتاب بن محمد العبدي، حدثنا أحمد بن علي العمي، حدثنا ابراهيم بن الحكم قال: حدثني سليمان بن سالم قال: حدثني الأعمش قال: بعث إلي أبو جعفر المنصور..

أقول: ورواه أيضاً شيخ الشيعة وصدوق الشريعة محمد بن علي بن الحسين بأسانيد أربعة في المجلس ( ٦٧ ) من أماليه/٣٥٢، قال:

وأخبرنا سليمان بن أحمد بن أيوب اللخمي فيما كتب إلينا من إصبهان قال: حدثنا أحمد بن القاسم بن مساور الجوهري سنة ست وثمانين ومائتين قال: حدثنا الوليد بن الفضل العنزي قال: حدثنا مندل بن علي العنزي عن الأعمش.

أقول: وهذا هو السند الثالث من أسانيد الشيخ الصدوق، ومن أحب أن يطلع على جميع أسانيده، ولفظ الحديث فليراجع الأمالي فإنه منشور كثير الوجود، وإنما أخترنا هذا السند لأجل وقوع الحافظ الطبراني فيه وعلو مقامه في الحفظ غير خفي.

ورواه أبو القاسم الطبري في بشارة المصطفى/١١٤

والمحب الطبري ملخصاً في ذخائر العقبى/١٣٠

والحمويني في فرائد السمطين ٢/٩٠ ح ٤٠٦

والخزاعي أبو بكر في أربعينه ح ٢٥

ولاحظ البحار: ٣٧/٨٨.

٢٢١

شفاعة علي والأئمة من ذريتهعليهم‌السلام

في كنز العمال: ١٣/١٥٦:

عن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أول خلق الله يكسى يوم القيامة أبي ابراهيم فيكسى ثوبين أبيضين ثم يقام عن يمين العرش، ثم أدعى فأكسى ثوبين أخضرين ثم أقام عن يسار العرش، ثم تدعى أنت يا علي فتكسى ثوبين أخضرين ثم تقام عن يميني، أفما ترضى أن تدعى إذا دعيت وتكسى إذا كسيت وأن تشفع إذا شفعت. الدارقطني في العلل، وأورده ابن الجوزي في الموضوعات وقال: تفرد به ميسرة بنحبيب النهدي والحكم بن ظهير عنه، والحكم كذاب.

قلت: الحكم روى له الترمذي، وقال فيه البخاري: منكر الحديث، وروى عنه القدماء سفيان الثوري ومالك، وك فصحح له، وقد تابع ميسرة عن المنهال عمران بن ميثم، وهو الحديث الذي قبله. انتهى.

ويلاحظ أن المتقي الهندي رد على ابن الجوزي! ووثق الراويين اللذين تعلل بهما ابن الجوزي لتضعيف الحديث، ثم ذكر له متابعا وبذلك يقول لابن الجوزي: إذا أصريت على تضعيفه فهو حسن أو صحيح بمتابعه!

ويقصد بالحديث الذي قبله رقم ٣٦٤٨١، وهو من مسند علي قال:

قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا ترضى يا علي إذا جمع الله الناس في صعيد واحد حفاة عراة مشاة قد قطع أعناقهم العطش، فكان أول من يدعى ابراهيم فيكسى ثوبين أبيضين ثم يقوم عن يمين العرش، ثم يفجر لي مثعب من الجنة الى حوضي، وحوضي أعرض مما بين بصرى وصنعاء فيه عدد نجوم السماء قدحان من فضة، فأشرب وأتوضأ وأكسى ثوبين أبيضين، ثم أقوم عن يمين العرش، ثم تدعى فتشرب وتتوضأ وتكسى ثوبين أبيضين، فتقوم معي، ولا أدعى لخير إلا دعيت اليه؟ قلت: بلى.

( ابن شاهين في السنة، طس وأبو نعيم في فضائل الصحابة، أبو الحسن

٢٢٢

الميثمي: هذا حديث لا يصح وآفته عمران بن ميثم، وقال عق: عمران بن ميثم من كبار الرافضة يروي أحاديث سوء كذب ) انتهى.

ويدل جعل المتقي الهندي لهذا الحديث متابعا ومؤيدا للحديث السابق، يدل على أنه لم يتأثر بما قالوه عن عمران بن ميثم، أو أن المؤيد عنده يتسع ليشمل محتمل الصحة بمطلق الاحتمال.

وفي شرح الأخبار : ٢/٢٠١، من حديث عن ابن عباس مع الشامي الناصبي:

فقال لها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : يا أم سلمة، اسمعي واحفظي واشهدي، هذا أخي في الدنيا، وقريني في الآخرة.

يا أم سلمة، اسمعي واحفظي واشهدي، هذا علي عيبة علمي، والباب الذي أوتى من قبله، والوصي على الأحياء من أهل بيتي، وهو معي في السنام الأعلى، صاحب لوائي، والذائد عن حوضي، وصاحب شفاعتي.

يا أم سلمة، إسمعي واحفظي واشهدي، إن الله عز وجل دافع إلي يوم القيامة لواءين: لواء الحمد ولواء الشفاعة، ولواء الشفاعة بيدي، ولواء الحمد بيد علي، وهو واقفٌ على حوضي، لا يسقى من حوضي من شتمه أو شتم أهل بيته، ولا من قتله ولا من قتل أهل بيته.

فقال له الشامي: حسبك يابن عباس رحمك الله، فرجت عني كربتي وأحييتني وأحييت معي خلقاً، فأحياك الله الحياة الطيبة في الدنيا والآخرة. أشهد الله وأشهدك ومن حضر أن علياً مولاي ومولى كل مسلم.

ثم انصرف الى الشام فأعلم الذين أرسلوه بما كان من ابن عباس، فرجع معه خلق من أهل الشام عن سب عليعليه‌السلام .

وفي تفسير فرات الكوفي/١١٦:

عن جعفر بن محمد، عن أبيهعليهما‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله :

يا علي، إن فيك مثل من عيسى بن مريم قال الله تعالى: وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته ويوم القيامة يكون عليهم شهيدا.

٢٢٣

يا علي، إنه لا يموت رجل يفتري على عيسى حتى يؤمن به قبل موته، ويقول فيه الحق حيث لا ينفعه ذلك شيئاً، وإنك على مثله لايموت عدوك حتى يراك عند الموت فتكون عليه غيظاً وحزناً حتى يقر بالحق من أمرك، ويقول فيك الحق ويقر بولايتك حيث لا ينفعه ذلك شيئاً، وأما وليك فإنه يراك عند الموت، فتكون له شفيعاً ومبشراً وقرة عين.

وفي بشارة المصطفى/١٢٥:

أخبرنا الشيخ الرئيس أبو محمد الحسن بن الحسين بن بابويه في خانقانه بالري، في شهر ربيع الأول سنة عشرة وخمسمائة، وأخبرنا الشيخ أبو علي الحسن بن محمد وأبو عبد الله محمد بن شهريار الخازن، بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، قال حدثنا الشيخ السعيد أبو جعفر محمد بن الحسن بن محمد الطوسيرحمه‌الله قال حدثنا الشيخ المفيد محمد بن محمد، قال حدثني أبوبكر محمد بن عمر الجعابي، قال حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد، قال حدثنا أبو حاتم، قال حدثنا محمد بن الفرات، قال حدثنا حنان بن سدير، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقرعليه‌السلام قال: ما ثبت الله تعالى حب علي في قلب أحد فزلت له قدم إلا ثبت الله له قدما أخرى.

أخبرنا والدي أبو القاسم علي بن محمد بن علي الفقيهرحمه‌الله وعمار بن ياسر وولده أبو القاسم سعد بن عمار رحمهم الله جميعاً عن ابراهيم بن نصر الجرجاني، عن السيد الزاهد محمد بن حمزة الحسيني رحمهم الله، عن أبي عبد الله الحسين بن علي بن بابويه رحمهم الله، قال حدثنا أبو الحسن علي بن عيسى المجاور في مسجد الكوفة، قال حدثنا اسماعيل بن رزين بن أخي دعبل الخزاعي، عن أبيه، قال حدثني علي بن موسى الرضا، قال حدثني أبي موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، قال حدثني أبي الحسين بن علي قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : يا علي، أنت المظلوم بعدي فويلٌ لمن قاتلك، وطوبى لمن قاتل معك.

٢٢٤

يا علي أنت الذي تنطق بكلامي، وتتكلم بلساني بعدي، فويلٌ لمن رد عليك وطوبى لمن قبل كلامك.

يا علي، أنت سيد هذه الأمة بعدي، وأنت إمامها وخليفتي عليها، ومن فارقك فارقني يوم القيامة، ومن كان معك كان معي يوم القيامة.

يا علي، أنت أول من آمن بي وصدقني، وأول من أعانني على أمري وجاهد معي عدوي وأنت أول من صلى معي والناس يومئذ في غفلة الجهالة.

يا علي، أنت أول من تنشق عنه الأرض معي، وأنت أول من يبعث معي، وأنت أول من يجوز الصراط معي، وإن ربي جل جلاله أقسم بعزته لا يجوز عقبة الصراط إلا من كان له براءة بولايتك وولاية الأئمة من ولدك.

وأنت أول من يرد حوضي، تسقي منه أولياءك وتذود عنه أعداءك.

وأنت صاحبي إذا قمت المقام المحمود، تشفع لمحبنا فيهم.

وأنت أول من يدخل الجنة وبيدك لوائي لواء الحمد، وهو سبعون شقة الشقة منه أوسع من الشمس والقمر.

وأنت صاحب شجرة طوبى في الجنة، أصلها في دارك، وأغصانها في دور شيعتك ومحبيك.

من أحاديث شفاعة النبي وآلهصلى‌الله‌عليه‌وآله لزوار قبورهم

في المحاسن ١/١٨٣:

عن معاوية بن وهب قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن قول الله تبارك وتعالى: لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا.

قال: نحن والله المأذون لهم في ذلك اليوم، والقائلون صواباً.

قلت: جعلت فداك، وما تقولون إذا تكلمتم؟

قال: نمجد ربنا ونصلي على نبينا، ونشفع لشيعتنا، فلا يردنا ربنا.

٢٢٥

وبإسناده قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : قوله: من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه، يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم. من هم؟

قال: نحن أولئك الشافعون.

وروى الأخير في تفسير العياشي: ١/١٣٦، وفي تفسير نور الثقلين: ١/٢٥٨ ورواه في البحار: ٨/٤١، عن المحاسن.

وفي بحار الأنوار: ٧/٣٣٥:

جاء في روايات أصحابنارضي‌الله‌عنهم مرفوعاً الى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال: إني أشفع يوم القيامة فأشفع، ويشفع علي فيشفع، ويشفع أهل بيتي فيشفعون، وإن أدنى المؤمنين شفاعة ليشفع في أربعين من إخوانه، كل قد استوجبوا النار.

**

وفي بصائر الدرجات/٤٩٦:

حدثنا أحمد بن محمد، عن الحسن بن محبوب، عن أبي أيوب، عن بريد العجلي قال: سألت أبا جعفرعليه‌السلام عن قول الله: وعلى الأعراف رجالٌ يعرفون كلاً بسيماهم؟ قال: أنزلت في هذه الأمة، والرجال هم الأئمة من آل محمد.

قلت: فالأعراف؟

قال: صراط بين الجنة والنار، فمن شفع له الأئمة منا من المؤمنين المذنبين نجا، ومن لم يشفعوا له هوى.

وفي كفاية الأثر/١٩٤:

حدثني علي بن الحسن، قال حدثني هارون بن موسى، قال حدثني أبوعبد الله الحسين بن أحمد بن شيبان القزويني، قال حدثنا أبوعمر أحمد بن علي الفيدي، قال حدثنا سعد بن مسروق، قال حدثنا عبد الكريم بن هلال المكي، عن أبي الطفيل، عن أبي ذررضي‌الله‌عنه ، قال سمعت فاطمةعليها‌السلام تقول: سألت أبيعليه‌السلام عن قول الله

٢٢٦

تبارك وتعالى:( وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ ) ، قال: هم الأئمة بعدي علي وسبطاي وتسعة من صلب الحسين، هم رجال الأعراف، لا يدخل الجنة إلا من يعرفهم ويعرفونه ولا يدخل النار إلا من أنكرهم وينكرونه، لايعرف الله إلا بسبيل معرفتهم.

وفي تأويل الآيات: ١/٥٥:

وقوله تعالى: واتقوا يوما لاتجزى نفس عن نفس شيئاً ولا يقبل منها شفعة ولا يؤخذ منها عدل ولاهم ينصرون.

قال الإمامعليه‌السلام : قال الله عز وجل: واتقوا يوماً لا تجزي نفس عن نفس شيئاً:

أي لا تدفع عنها عذابا قد استحقته عند النزع.

ولا يقبل منها شفاعة: من يشفع لها بتأخير الموت عنها.

ولا يؤخذ منها عدل: أي ولا يقبل منها فداء مكانه، يموت الفداء ويترك هو.

قال الصادقعليه‌السلام : وهذا اليوم يوم الموت فإن الشفاعة والفداء لا تغني منه، فأما يوم القيامة فإنا وأهلنا نجزي عن شيعتنا كل جزاء، ليكونن على الأعراف بين الجنة والنار محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين، والطيبون من آلهم، فنرى بعض شيعتنا في تلك العرصات، فمن كان منهم مقصراً في بعض شدائدها فنبعث عليهم خيار شيعتنا كسلمان والمقداد وأبي ذر وعمار ونظائرهم في العصر الذي يليهم، ثم في كل عصر الى يوم القيامة.. فينقضون عليهم كالبزاة والصقور يتناولونهم، كما تتناول الصقور صيودها، ثم يزفون الى الجنة زفاً.

وإنا لنبعث على آخرين من محبينا من خيار شيعتنا كالحمام فيلتقطونهم من العرصات، كما يلتقط الطير الحب، وينقلونهم الى الجنان بحضرتنا. انتهى.

وقد يسأل: كيف يكون أصحاب الأعراف هم النبي والأئمةصلى‌الله‌عليه‌وآله ، مع أنه تعالى قال عنهم ( لم يدخلوها وهم يطمعون )!

والجواب: أن ضمير ( لم يدخلوها ) لا يعود عليهم، بل على أصحاب الحجاب

٢٢٧

الذين يعرفونهم بسيماهم، فراجع الآيات ٤٤، وما بعدها من سورة الأعراف، وما ورد في تفسيرها.

**

وفي تفسير فرات الكوفي/١١٦:

عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: نزلت هذه الآية فينا وفي شيعتنا: فما لنا من شافعين ولا صديق حميم، وذلك حين باها الله بفضلنا وبفضل شيعتنا حتى إنا لنشفع ويشفعون.

قال: فلما رأى ذلك من ليس منهم قالوا فما لنا من شافعين، ولا صديق حميم.

وفي المحاسن: ١/١٨٤:

عن عمر بن عبد العزيز، عن مفضل أو غيره، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول الله: فما لنا من شافعين ولا صديق حميم؟

قال: الشافعون الأئمة، والصديق من المؤمنين.

ورواه في تفسير نور الثقلين: ٤/٦١

وفي الكافي: ٨/١٠١:

محمد بن يحيى، عن ابن عيسى، عن ابن فضال، عن علي بن عقبة، عن عمر بن أبان، عن عبد الحميد الوابشي، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: قلت له: إن لنا جاراً ينتهك المحارم كلها حتى إنه ليترك الصلاة فضلاً عن غيرها:

فقال: سبحان الله!! وأعظم ذلك!

ألا أخبركم بمن هو شرٌّ منه؟

قلت: بلى.

قال: الناصب لنا شرٌ منه، أما إنه ليس من عبد يذكر عنده أهل البيت فيرق لذكرنا إلا مسحت الملائكة ظهره وغفر له ذنوبه كلها إلا أن يجيء بذنب يخرجه من الايمان، وإن الشفاعة لمقبولة وما تقبل في ناصب، وإن المؤمن ليشفع لجاره وماله حسنة، فيقول: يارب جاري كان يكف عني الأذى فيشفع فيه، فيقول الله تبارك وتعالى:

٢٢٨

أنا ربك وأنا أحق من كافي عنك، فيدخله الجنة وماله من حسنة!

وإن أدنى المؤمنين شفاعة ليشفع لثلاثين إنساناً فعند ذلك يقول أهل النار: فما لنا من شافعين ولا صديق حميم.

وفي تفسير نور الثقلين: ٤/٦٠:

عن تفسير على بن ابراهيم: حدثني أبي، عن الحسن بن محبوب، عن أبي أسامة، عن أبي عبد الله وأبي جعفرعليهما‌السلام أنهما قالا: والله لنشفعن في المذنبين من شيعتنا حتى يقول أعداؤنا إذا رأوا ذلك: فما لنا من شافعين ولا صديق حميم. فلو أن لناكرة فنكون من المؤمنين.

قال: من المهتدين، قال: لأن الايمان قد لزمهم بالاقرار.

ورواه في بحار الأنوار : ٨/٣٦، وقال:

بيان: أي ليس المراد بالايمان هنا الإسلام، بل الاهتداء الى الأئمةعليهم‌السلام وولايتهم أو ليس المراد الايمان الظاهري.

**

وفي المحاسن: ١/٦١:

عن ليث بن أبي سليمان، عن ابن أبي ليلى، عن الحسن بن عليعليهما‌السلام ، قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : الزموا مودتنا أهل البيت فإنه من لقى الله وهو يودنا أهل البيت دخل الجنة بشفاعتنا، والذي نفسي بيده لا ينتفع عبد بعمله إلا بمعرفة حقنا. انتهى.

ورواه في شرح الأخبار ٣/٤٨٧، وقد تقدمت روايته عن الطبراني ومجمع الزوائد، وأن ولايتهمعليهم‌السلام شرط لقبول الأعمال.

وفي تأويل الآيات: ٢/٣٤٩:

وروي عن الصادقعليه‌السلام في قوله( إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ، ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُم ) قالعليه‌السلام : إذا حشر الله الناس في صعيد واحد أجل الله أشياعنا أن يناقشهم في الحساب، فنقول:

٢٢٩

إلهنا هؤلاء شيعتنا، فيقول الله تعالى: قد جعلت أمرهم إليكم، وقد شفعتكم فيهم وغفرت لمسيئهم، أدخلوهم الجنة بغير حساب. انتهى.

ولا بد أن يكون المقصود بهؤلاء: النوع المقبول من شيعتهم وأوليائهمعليهم‌السلام .

وفي أمالي المفيد/٤٨:

قال، أخبرني أبو حفص عمر بن محمد قال: حدثنا أبو عبد الله جعفر بن محمد قال: حدثنا عيسى بن مهران قال: حدثنا مخول قال: حدثنا الربيع بن المنذر، عن أبيه قال: سمعت الحسن بن عليعليهما‌السلام يقول: إن أبا بكر وعمر عمدا الى هذا الأمر وهو لنا كله فأخذاه دوننا، وجعلا لنا فيه سهماً كسهم الجدة، أما والله لتهمنهما أنفسهما يوم يطلب الناس فيه شفاعتنا.

وفي بحار الأنوار: ٨/٣٦:

وعن الحسن عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: يقول: الرجل من أهل الجنة يوم القيامة: أي رب عبدك فلانٌ سقاني شربة من ماء في الدنيا فشفعني فيه، فيقول: إذهب فأخرجه من النار، فيذهب فيتجسس في النار حتى يخرجه منها.

علل الشرائع: أبي عن محمد العطار، عن جعفر بن محمد بن مالك، عن أحمد بن مدين، عن محمد بن عمار، عن أبيه، عن أبي بصير، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: شيعتنا من نور الله خلقوا واليه يعودون، والله إنكم لملحقون بنا يوم القيامة، وإنا لنشفع فنشفع، ووالله إنكم لتشفعون فتشفعون، وما من رجل منكم إلا وسترفع له نارٌ عن شماله وجنةٌ عن يمينه فيدخل أحباءه الجنة، وأعداءه النار.

وفي بصائر الدرجات/٦٢:

حدثنا عباد بن سليمان عن أبيه قال قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : إن الله تبارك وتعالى انتجبنا لنفسه، فجعلنا صفوته من خلقه، وأمناؤه على وحيه، وخزانه في أرضه، وموضع سره، وعيبة علمه، ثم أعطانا الشفاعة، فنحن أذنه السامعة، وعينه الناظرة ولسانه الناطق بإذنه، وأمناؤه على ما أنزل من عذر ونذر وحجة.

٢٣٠

نماذج من أحاديث شفاعة النبي وآلهصلى‌الله‌عليه‌وآله لزوار مشاهدهم المشرفة

من الثابت في سيرة المؤمنين في كل الأديان، من عهد أبينا آدمعليه‌السلام الى ظهور الإسلام، احترام قبور أنبيائهم وأوصيائهم وأوليائهم، وتشييدها وزيارتها.

بل إن ذلك سيرة عقلائية عند كل الأمم والشعوب، فتراهم يحترمون قبور موتاهم، خاصة المهمين العزيزين عندهم.

وكان ذلك من عادات العرب أيضاً، وكانت الاستجارة بالقبر العزيز على القبيلة وسيلة مهمة للعفو عمن استجار به أو تحقيق طلبه.

ولكن في أيام وفاة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله والاختلاف الذي وقع بين صحابته وأهل بيته على خلافته، ادعى بعض الصحابة أنهصلى‌الله‌عليه‌وآله أوصى أن لا يبنى على قبره، ولا يصلى عند قبره، ولا يجتمع المسلمون عند قبره.. الخ.

وقد اهتمت دولة الخلافة بترويج هذه الأحاديث، وتشددت في تنفيذها.

ونحن نعتقد أنها أحاديث غير صحيحة، وأن الدافع لوضعها كان خوف أهل الخلافة الجديدة من أن تستجير المعارضة خاصة أهل بيت النبي بقبرهصلى‌الله‌عليه‌وآله ويعلنوا مرابطتهم عنده، ومطالبتهم بإرجاع الخلافة اليهم!!

وغرضنا هنا أن نلفت الى أن تأكيد الأئمة من أهل البيتعليهم‌السلام على زيارة قبر النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وقبورهم الشريفة، كان استمراراً لسنة الله تعالى في الأنبياء والأوصياء السابقين، كما كان رداً لمقولة السلطة التي عملت لتكريسها على أنها جزءٌ من الدين!

وفيما يلي نماذج من الأحاديث الشريفة، اقتصرنا منها على ما تضمن شمول شفاعة النبي وأهل بيته الطاهرينصلى‌الله‌عليه‌وآله لمن زار قبورهم الطاهرة.

ففي علل الشرائع: ٢/٤٦٠:

حدثنا أبيرضي‌الله‌عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن عباد بن سليمان، عن محمد

٢٣١

بن سليمان الديلمي، عن ابراهيم بن أبي حجر الأسلمي، عن أبي عبداللهعليه‌السلام قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من أتى مكة حاجاً ولم يزرني الى المدينة جفاني، ومن جفاني جفوته يوم القيامة، ومن جاءني زائراً وجبت له شفاعتي، ومن وجبت له شفاعتي وجبت له الجنة.

قال مصنف هذا الكتاب: العلة في زيارة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أن من حج ولم يزره فقد جفاه، وزيارة الأئمة تجري مجرى زيارته، بما قد روي عن الصادق، وذكرهم في هذا الباب.

وفي الكافي: ٤/٥٦٧:

أبو علي الأشعري، عن عبد الله بن موسى، عن الحسن بن علي الوشاء قال: سمعت الرضاعليه‌السلام يقول: إن لكل إمام عهداً في عنق أوليائه وشيعته، وإن من تمام الوفاء بالعهد وحسن الأداء: زيارة قبورهم، فمن زارهم رغبة في زيارتهم وتصديقاً بما رغبوا فيه، كان أئمتهم شفعاءهم يوم القيامة.

ورواه في علل الشرائع: ٢/٤٥٩، وتهذيب الأحكام: ٦/ ٧٨ و٩٣، والفقيه: ٢/٥٧٧، والمقنعة/٤٧٤

الشفاعة لمن زار قبر أمير المؤمنينعليه‌السلام

في تهذيب الأحكام: ٦/١٠٧:

وعنه عن محمد بن علي بن الفضل قال: أخبرني الحسين بن محمد بن الفرزدق قال: حدثنا علي بن موسى بن الأحول قال: حدثنا محمد بن أبي السري إملاءً قال: حدثني عبد الله بن محمد البلوي قال: حدثنا عمارة بن زيد عن أبي عامر الساجي واعظ أهل الحجاز قال: أتيت أبا عبد الله جعفر بن محمدعليه‌السلام فقلت له: يابن رسول الله، ما لمن زار قبره؟ يعني أمير المؤمنين، وعمر تربته؟

قال: يا أبا عامر، حدثني أبي، عن أبيه، عن جده الحسين بن علي، عن علي، أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال له: والله لتقتلن بأرض العراق وتدفن بها.

٢٣٢

قلت: يا رسول الله ما لمن زار قبورنا وعمرها وتعاهدها؟

فقال لي: يا أبا الحسن، إن الله جعل قبرك وقبر ولدك بقاعاً من بقاع الجنة، وعرصة من عرصاتها، وإن الله جعل قلوب نجباء من خلقه وصفوته من عباده تحن اليكم، وتحتمل المذلة والأذى فيكم، فيعمرون قبوركم ويكثرون زيارتها تقرباً منهم الى الله، مودة منهم لرسوله. أولئك يا علي المخصوصون بشفاعتي والواردون حوضي، وهم زواري غداً في الجنة.

يا علي، من عمر قبوركم وتعاهدها فكأنما أعان سليمان بن داود على بناء بيت المقدس.

ومن زار قبوركم عدل ذلك له ثواب سبعين حجة بعد حجة الإسلام، وخرج من ذنوبه حتى يرجع من زيارتكم كيوم ولدته أمه، فأبشر وبشر أولياءك ومحبيك من النعيم وقرة العين بما لا عينٌ رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر.

ولكن حثالةً من الناس يعيرون زوار قبوركم بزيارتكم، كما تعير الزانية بزناها!

أولئك شرار أمتي، لا نالتهم شفاعتي ولا يردون حوضي.

وفي علل الشرائع: ٢/٥٨٥:

حدثنا محمد بن علي ماجيلويهرحمه‌الله قال: حدثنا علي بن ابراهيم عن عثمان بن عيسى عن أبي الجارود رفعه فيما يروى الى علي صلوات الله عليه قال: إن ابراهيم صلى الله عليه مر ببانقيا فكان يزلزل بها، فبات بها فأصبح القوم ولم يزلزل بهم، فقالوا ما هذا وليس حدث؟!

قالوا: نزل هاهنا شيخٌ ومعه غلامٌ له.

قال فأتوه فقالوا له: يا هذا إنه كان يزلزل بنا كل ليلة، ولم يزلزل بنا هذه الليلة فبت عندنا، فبات فلم يزلزل بهم، فقالوا: أقم عندنا ونحن نجري عليك ما أحببت.

قال: لا، ولكن تبيعوني هذاالظهر، ولا يزلزل بكم.

فقالوا: فهو لك.

٢٣٣

قال: لا آخذه إلا بالشراء، فقالوا: فخذه ما شئت فاشتراه بسبع نعاج وأربعة أحمرة فلذلك سمي بانقيا، لأن النعاج بالنبطية نقيا.

قال: فقال له غلامه يا خليل الرحمن ما تصنع بهذا الظهر ليس فيه زرع ولا ضرع؟!

فقال له: أسكت، فإن الله تعالى يحشر من هذا الظهر سبعين ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب، يشفع الرجل منهم لكذا وكذا. انتهى.

وبانقيا كما ذكره اللغويون هي أول العراق من جهة الحجاز، وهي منطقة النجف وأبي صخير الفعلية، وقد تشمل كربلاء.

الشفاعة لمن زار قبر الإمام الحسينعليه‌السلام

في الكافي: ٤/٥٨٢:

محمد بن يحيى، وغيره، عن محمد بن أحمد، ومحمد بن الحسين جميعا، عن موسى بن عمر، عن غسان البصري، عن معاوية بن وهب، وعلي بن ابراهيم، عن أبيه، عن بعض أصحابنا، عن ابراهيم بن عقبة، عن معاوية بن وهب قال: استأذنت على أبي عبد اللهعليه‌السلام فقيل لي: أدخل فدخلت فوجدته في مصلاه في بيته فجلست حتى قضى صلاته، فسمعته وهو يناجي ربه ويقول: يا من خصنا بالكرامة وخصنا بالوصية، ووعدنا الشفاعة، وأعطانا علم ما مضى وما بقي، وجعل أفئدة من الناس تهوي الينا، اغفر لي ولاخواني، ولزوار قبر أبي الحسينعليه‌السلام .

وفي تهذيب الأحكام: ٦/١٠٨:

أحمد بن محمد الكوفي قال: أخبرني المنذر بن محمد عن جعفر بن سليمان عن عبد الله بن الفضل الهاشمي قال: كنت عند أبي عبد الله الصادق جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، فدخل رجل من أهل طوس فقال: يا بن رسول الله ما لمن زار قبر أبي عبد الله الحسين بن عليعليهما‌السلام ؟ فقال له: يا طوسي من زار قبر أبي عبد الله الحسين بن عليعليهما‌السلام وهو يعلم أنه إمام من قبل الله عز وجل مفترض الطاعة على العباد، غفر الله

٢٣٤

له ما تقدم من ذنبه وما تأخر وقبل شفاعته في خمسين مذنباً، ولم يسأل الله عز وجل حاجة عند قبره إلا قضاها له.

قال: فدخل موسى بن جعفر وهو صبي فأجلسه على فخذه، وأقبل يقبل ما بين عينيه، ثم التفت الي وقال: يا طوسي إنه الإمام والخليفة والحجة بعدي، سيخرج من صلبه رجلٌ يكون رضاً لله عز وجل في سمائه ولعباده في أرضه، يقتل في أرضكم بالسم ظلماً وعدواناً، ويدفن بها غريباً، ألا فمن زاره في غربته وهو يعلم أنه امام بعد أبيه مفترض الطاعة من الله عز وجل، كان كمن زار رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

الشفاعة لمن زار قبر الإمام الرضاعليه‌السلام

في من لا يحضره الفقيه: ٢/٥٨٤:

وروى الحسن بن علي بن فضال، عن أبي الحسن علي بن موسى الرضاعليهما‌السلام ، أنه قال له رجلٌ من أهل خراسان: يا ابن رسول الله رأيت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في المنام كأنه يقول لي: كيف أنتم إذا دفن في أرضكم بضعتي، واستحفظتم وديعتي، وغيب في ثراكم نجمي؟

فقال له الرضاعليه‌السلام : أنا المدفون في أرضكم، أنا بضعة من نبيكم، وأنا الوديعة والنجم، ألا فمن زارني وهو يعرف ما أوجب الله عز وجل من حقي وطاعتي فأنا وآبائي شفعاؤه يوم القيامة، ومن كنا شفعاؤه نجى ولو كان عليه مثل وزر الثقلين الجن والانس، ولقد حدثني أبي عن جدي عن أبيهعليه‌السلام أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: من رآني في منامه فقد رآني، لأن الشيطان لا يتمثل في صورتي، ولا في صورة أحد من أوصيائي، ولا في صورة واحد من شيعتهم، وإن الرؤيا الصادقة جزءٌ من سبعين جزء من النبوة.

وفي من لا يحضره الفقيه: ٢/٥٨٣:

وروى البزنطي عن الرضاعليه‌السلام قال: ما زارني أحد من أوليائي عارفاً بحقي، إلا شفعت فيه يوم القيامة. ورواه في سائل الشيعة: ١٠/ ٤٣٤

٢٣٥

وفي تهذيب الأحكام: ٦/١٠٨:

أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني قال: أخبرنا علي بن الحسن بن علي بن فضال عن أبيه، عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا أنه قال: إن بخراسان لبقعة يأتي عليها زمانٌ تصير مختلف الملائكة، فلا يزال فوجٌ ينزل من السماء وفوجٌ يصعد الى أن ينفخ في الصور، فقيل له: يا بن رسول الله، وأية بقعة هذه؟

قال: هي أرض طوس، وهي والله روضة من رياض الجنة. من زارني في تلك البقعة كان كمن زار رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وكتب الله له ثواب ألف حجة مبرورة وألف عمرة مقبولة، وكنت أنا وآبائي شفعاءه يوم القيامة.

ورواه في من لايحضره الفقيه: ٢/٥٨٥، وفي سائل الشيعة: ١٠/٤٤٥

٢٣٦

ختام في بعض قواعد الشفاعة وأحكامها

نصيحة المسلم بأن لا يحتاج الى الشفاعة

وردت أحاديث تنصح المسلم بأن يكون تقياً في سلوكه، ويتوب الى ربه من سيآته في الدنيا، حتى يكون من أهل الجنة، ولا يحتاج الى شفاعة لغفران ذنوبه يوم القيامة.

ففي نهج البلاغة: ٤/٨٧:

٣٧١ - وقالعليه‌السلام : لاشرف أعلى من الإسلام، ولا عز أعز من التقوى، ولا معقل أحصن من الورع، ولا شفيع أنجح من التوبة.

وفي من لا يحضره الفقيه: ٣/٥٧٤:

وقال الصادقعليه‌السلام : شفاعتنا لاهل الكبائر من شيعتنا، وأما التائبون فإن الله عز وجل يقول: ما على المحسنين من سبيل.

النهي عن الاتكال على الشفاعة

في الكافي: ٨/٤٠٥:

وإياكم ومعاصي الله أن تركبوها، فإنه من انتهك معاصي الله فركبها فقد أبلغ في الاساءة الى نفسه، وليس بين الاحسان والاساءة منزلة، فلأهل الاحسان عند ربهم الجنة، ولأهل الاساءة عند ربهم النار، فاعملوا بطاعة الله واجتنبوا معاصيه، واعلموا أنه ليس يغني عنكم من الله أحد من خلقه شيئاً، لا ملكٌ مقرب ولانبيٌّ مرسل، ولا من دون ذلك، فمن سره أن تنفعه شفاعة الشافعين عند الله، فليطلب الى الله أن يرضى عنه.

واعلموا أن أحداً من خلق الله لم يصب رضا الله إلا بطاعته، وطاعة رسوله، وطاعة ولاة أمره من آله، ولم ينكر لهم فضلاً، عظم ولا صغر.

وفي الكافي: ٦/٤٠٠:

علي بن ابراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن الحسن العطار، عن أبي بصير،

٢٣٧

عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : لا ينال شفاعتي من استخف بصلاته، ولا يرد علي الحوض، لا والله!

لا ينال شفاعتي من شرب المسكر، ولا يرد علي الحوض، لا والله!

أحمد بن محمد، عن محمد بن اسماعيل، عن ابن مسكان، عن أبي بصير، عن أبي الحسنعليه‌السلام قال: إنه لما احتضر أبيعليه‌السلام قال لي: يا بني إنه لا ينال شفاعتنا من استخف بالصلاة، ولا يرد علينا الحوض من أدمن هذه الأشربة.

فقلت: يا أبَه، وأي الأشربة؟

فقال: كل مسكر. ورواهما في تهذيب الاحكام: ٩/١٠٦

وفي علل الشرائع: ٢/٣٥٦:

أبيرحمه‌الله قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن حديد وعبد الرحمان بن أبي نجران، عن حماد بن عيسى الجهني، عن حريز بن عبد الله السجستاني، عن زرارة، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال:

لا تستخفن بالبول ولا تتهاون به، ولا بصلاتك، فإن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال عند موته: ليس مني من استخف بصلاته، لا يرد علي الحوض، لا والله، ليس مني من شرب مسكراً لا يرد علي الحوض، لا والله. ورواه في المحاسن: ١ /٧٩

وفي الكافي: ٥/٤٦٩:

محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن إسماعيل، عن صالح بن عقبة، عن أبي شبل قال قلت لأبي عبداللهعليه‌السلام : رجلٌ مسلم ابتلي ففجر بجارية أخيه فما توبته؟

قال: يأتيه فيخبره ويسأله أن يجعله من ذلك في حل، ولا يعود.

قال: قلت: فإن لم يجعله من ذلك في حل؟

قال: قد لقي الله عز وجل وهو زان خائن.

٢٣٨

قال: قلت: فالنار مصيره؟

قال: شفاعة محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله وشفاعتنا تحيط بذنوبكم يا معشر الشيعة، فلا تعودون وتتكلون على شفاعتنا، فوالله ما ينال شفاعتنا إذا ركب هذا حتى يصيبه ألم العذاب ويرى هول جهنم. ورواه في الفقيه: ٤/٣٩

وفي الصحيفة السجادية: ١ /٣٢٤:

وسألتك مسألة الحقير الذليل، البائس الفقير، الخائف المستجير، ومع ذلك خيفةً وتضرعاً وتعوذاً وتلوذاً، لا مستطيلاً بتكبر المتكبرين، ولا متعالياً بدالة المطيعين، ولا مستطيلاً بشفاعة الشافعين، وأنا بعد أقل الأقلين وأذل الأذلين، ومثل الذرة...

وفي مستدرك الوسائل: ١١/١٧٤:

جامع الأخبار: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام أنه قال: المؤمن يكون صادقاً في الدنيا، واعي القلب، حافظ الحدود، وعاء العلم، كامل العقل، مأوى الكرم، سليم القلب، ثابت الحلم، عاطف اليقين، باذل المال، مفتوح الباب للاحسان، لطيف اللسان، كثير التبسم، دائم الحزن، كثير التفكر، قليل النوم، قليل الضحك، طيب الطبع، مميت الطمع، قاتل الهوى، زاهداً في الدنيا، راغباً في الآخرة، يحب الضيف، ويكرم اليتيم، ويلطف الصغير، ويرفق الكبير، ويعطي السائل، ويعود المريض، ويشيع الجنائز، ويعرف حرمة القرآن، ويناجي الرب، ويبكي على الذنوب، آمراً بالمعروف، ناهياً عن المنكر، أكله بالجوع، وشربه بالعطش، وحركته بالأدب، وكلامه بالنصيحة، وموعظته بالرفق، ولا يخاف إلا الله، ولا يرجو إلا إياه، ولا يشغل إلا بالثناء والحمد، ولايتهاون، ولا يتكبر، ولا يفتخر بمال الدنيا، مشغولٌ بعيوب نفسه، فارغٌ عن عيوب غيره، الصلاة قرة عينه، والصيام حرفته وهمته، والصدق عادته، والشكر مركبه، والعقل قائده، والتقوى زاده، والدنيا حانوته، والصبر منزله، والليل والنهار رأس ماله، والجنة مأواه، والقرآن حديثه، ومحمدصلى‌الله‌عليه‌وآله شفيعه، والله جل ذكره مؤنسه.

٢٣٩

أمل العاصين بشفاعة النبي وآلهصلى‌الله‌عليه‌وآله

في الصحيفة السجادية: ١ /٣٥٠:

اللهم فصل على محمد وآل محمد، ولا تخيب اليوم ذلك من رجائي، ويا من لا يحفيه سائل ولا ينقصه نائل، فاني لم آتك ثقة مني بعمل صالح قدمته، ولا شفاعة مخلوق رجوته، إلا شفاعة محمد وأهل بيته، عليه وعليهم سلامك...

وفي الاعتقادات للصدوق/٤٧:

قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : لا يدخل رجل الجنة بعمله، إلا برحمة الله عز وجل.

وفي بحار الأنوار: ٨/٣٦٢:

العيون: فيما كتب الرضاعليه‌السلام للمأمون من محض الإسلام: إن الله لا يدخل النار مؤمنا وقد وعده الجنة، ولا يخرج من النار كافراً وقد أوعده النار والخلود فيها، ومذنبو أهل التوحيد يدخلون النار ويخرجون منها، والشفاعة جائزةٌ لهم.

وهو في عيون أخبار الرضا ٧: ٢٦٨، وفي الخصال: ٢/١٥٤

وفي تأويل الآيات: ٢/٦٨:

الشيخرحمه‌الله في أماليه، عن أبي محمد الفحام، عن المنصوري، عن عم أبيه قال: دخل سماعة بن مهران على الصادقعليه‌السلام فقال له: يا سماعة من شر الناس عند الناس؟

قال: نحن يابن رسول الله!

قال: فغضب حتى احمرت وجنتاه، ثم استوى جالساً وكان متكئاً، فقال:

يا سماعة من شر الناس عند الناس؟

فقلت: والله ما كذبتك يابن رسول الله، نحن شر الناس عند الناس، لأنهم سمونا كفاراً ورافضة.

فنظر الي ثم قال: كيف بكم إذا سيق بكم الي الجنة، وسيق بهم الى النار فينظرون اليكم فيقولون: ما لنا لا نرى رجالاً كنا نعدهم من الأشرار؟

٢٤٠

يا سماعة بن مهران، إنه من أساء منكم إساءة مشينا الى الله تعالى يوم القيامة بأقدامنا فنشفع فيه فنخلصه، والله لا يدخل النار منكم عشرة رجال، والله لا يدخل النار منكم خمسة رجال، والله لا يدخل النار منكم ثلاثة رجال، والله لا يدخل النار منكم رجل واحد، فتنافسوا في الدرجات، وأكمدوا أعداءكم بالورع. انتهى.

ولا بد أن يكون مقصود الإمام الباقرعليه‌السلام محبي أهل البيت المؤمنين المقبولين عند الله تعالى.

وفي تأويل الآيات: ٢/١٥٥:

وروى الشيخ أبو جعفر الطوسي قدس الله روحه عن رجاله، عن زيد بن يونس الشحام، عن أبي الحسن موسى بن جعفرعليه‌السلام قال: قلت لأبي الحسنعليه‌السلام : الرجل من مواليكم عاقٌ يشرب الخمر، ويرتكب الموبق من الذنب نتبرأ منه؟

فقال: تبرؤوا من فعله، ولا تتبرؤوا من خيره، وابغضوا عمله.

فقلت: يتسع لنا أن نقول: فاسقٌ فاجر؟

فقال: لا، الفاسق الفاجر الكافر الجاحد لنا ولأوليائنا، أبى الله أن يكون ولينا فاسقاً فاجراً وإن عمل ما عمل، ولكنكم قولوا: فاسق العمل فاجر العمل مؤمن النفس، خبيث الفعل طيب الروح والبدن.

لا والله لا يخرج ولينا من الدنيا إلا والله ورسوله ونحن عنه راضون، يحشره الله على ما فيه من الذنوب، مبيضاً وجهه، مستورة عورته، آمنة روعته، لا خوف عليه ولا حزن. وذلك أنه لا يخرج من الدنيا حتى يصفى من الذنوب، إما بمصيبة في مال أو نفس أو ولد أو مرض، وأدنى ما يصنع بولينا أن يريه الله رؤيا مهولة فيصبح حزيناً لما رآه، فيكون ذلك كفارةً له. أو خوفاً يرد عليه من أهل دولة الباطل، أو يشدد عليه عند الموت، فيلقى الله عز وجل طاهراً من الذنوب، آمنة روعتة بمحمد وأمير المؤمنين، صلوات الله عليهما.

ثم يكون أمامه أحد الأمرين: رحمة الله الواسعة التي هي أوسع من أهل الأرض جميعاً، أو شفاعة محمد وأمير المؤمنين صلوات الله عليهما، إن أخطأته رحمة الله

٢٤١

أدركته شفاعة نبيه وأمير المؤمنين، فعندها تصيبه رحمة الله الواسعة، وكان أحق بها وأهلها، وله إحسانها وفضلها. انتهى.ورواه في أصل زيد الزراد/٥١

ولا بد أن يكون المقصود بوليهم المؤمن المقبول عند الله تعالى.

وفي بحار الأنوار: ٨/٣٦٢:

تذييل: اعلم أن الذي يقتضيه الجمع بين الآيات والأخبار أن الكافر المنكر لضروري من ضروريات دين الإسلام مخلدٌ في النار، لا يخفف عنه العذاب إلا المستضعف الناقص في عقله، أو الذي لم يتم عليه الحجة، ولم يقصر في الفحص والنظر، فإنه يحتمل أن يكون من المرجون لأمر الله، كما سيأتي تحقيقه في كتاب الايمان والكفر. وأما غير الشيعة الإمامية من المخالفين وسائر فرق الشيعة ممن لم ينكر شيئاً من ضروريات دين الإسلام فهم فرقتان:

إحداهما، المتعصبون المعاندون منهم ممن قد تمت عليهم الحجة فهم في النار خالدون.

والأخرى، المستضعفون منهم وهم الضعفاء العقول مثل النساء العاجزات والبله وأمثالهم، ومن لم يتم عليه الحجة ممن يموت في زمان الفترة، أو كان في موضع لم يأت اليه خبر الحجة، فهم المرجون لأمر الله، إما يعذبهم وإما يتوب عليهم، فيرجى لهم النجاة من النار.

وأما أصحاب الكبائر من الإمامية فلا خلاف بين الإمامية في أنهم لا يخلدون في النار، وأما أنهم هل يدخلون النار أم لا؟ فالأخبار مختلفة فيهم اختلافاً كثيراً.

ومقتضى الجمع بينها أنه يحتمل دخولهم النار، وأنهم غير داخلين في الأخبار التي وردت أن الشيعة والمؤمن لا يدخل النار، لأنه قد ورد في أخبار أخر أن الشيعة من شايع علياً في أعماله، وأن الايمان مركبٌ من القول والعمل.

لكن الأخبار الكثيرة دلت على أن الشفاعة تلحقهم قبل دخول النار، وفي هذا التبهيم حكم لا يخفى بعضها على أولي الأبصار.

٢٤٢

الأولى بشفاعة النبي وآلهصلى‌الله‌عليه‌وآله

في مستدرك الوسائل: ٨/٤٤٢:

وبهذا الاسناد: عن علي بن أبي طالب قال: قيل يا رسول الله ما أفضل حال أعطي للرجل؟

قال: الخلق الحسن، إن أدناكم مني وأوجبكم عليّ شفاعة: أصدقكم حديثاً، وأعظمكم أمانة، وأحسنكم خلقاً، وأقربكم من الناس.

ورواه في ص ٤٥٤، وفي ١١/١٧١

وفي تفسير نور الثقلين: ١/٧٧:

في كتاب الخصال عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: ثلاثٌ من كن فيه استكمل خصال الايمان: من صبر على الظلم وكظم غيظه، واحتسب وعفى وغفر، كان ممن يدخله الله تعالى الجنة بغير حساب، ويشفعه في مثل ربيعة ومضر.

وفي المقنعة/٢٦٧:

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : إني شافع يوم القيامة لأربعة أصناف ولو جاؤوا بذنوب أهل الدنيا: رجلٌ نصر ذريتي، ورجلٌ بذل ماله لذريتي عند الضيق، ورجلٌ أحب ذريتي بالقلب واللسان، ورجلٌ سعى في حوائج ذريتي إذا طردوا وشردوا.

**

وفي فردوس الأخبار للديلمي: ٥/ ١٠٧ ح ٧٣٢٧:

أنس بن مالك: وعدني ربي عز وجل في أهل بيتي: من أقر منهم بالتوحيد ولي بالبلاغ، أن لا يعذبهم.

وفي فردوس الأخبار: ١/٥٤ ح ٢٨:

عبد الله بن عمر: أول من أشفع له يوم القيامة من أمتي أهل بيتي ثم الأقرب فالأقرب ثم الأنصار. ثم من آمن بي واتبعني من اليمن، ثم سائر العرب والأعاجم. ومن أشفع له أولاً أفضل.

٢٤٣

وفي الطبراني الكبير: ١٢/٤٢١:

عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أول من أشفع له يوم القيامة أهل بيتي، ثم الأقرب فالأقرب من قريش، ثم الأنصار ثم من أمن بي واتبعني من اليمن، ثم سائر العرب، ثم الأعاجم، وأول من أشفع له أولوا الفضل.

ورواه الهيثمي في مجمع الزوائد: ١٠/٣٨١

وفي مجمع الزوائد: ١٠/٣٨٠:

باب في أول من يشفع لهم: عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أول من أشفع له من أمتي أهل بيتي، ثم الأقرب فالأقرب من قريش والأنصار، ثم آمن بي واتبعني من أهل اليمن، ثم من سائر العرب، ثم الأعاجم. وأول من أشفع له أولو الفضل. رواه الطبراني، وفيه من لم أعرفهم.

الدعاء للنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله باعطائه الشفاعة

في الكافي: ٣/١٨٧:

علي بن ابراهيم، عن أبيه، عن عبدالله بن المغيرة، عن رجل، عن سليمان بن خالد، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: تقول: أشهد أن لا الَه إلا الله، وأشهد أن محمداً رسول الله، اللهم صل على محمد عبدك ورسولك، اللهم صل على محمد وآل محمد، وتقبل شفاعته، وبيض وجهه، وأكثر تبعه.

وفي الصحيفة السجادية ١/٢٩١:

اللهم اجعل محمداً أول شافع وأول مشفع، وأول قائل، وأنجح سائل.

اللهم صل على محمد وآل محمد سيد المرسلين وامام المتقين وأفضل العالمين وخير الناطقين، وقائد الغر المحجلين، ورسول رب العالمين.

اللهم أحسن عنا جزاءه، وعظم حباءه وأكرم مثواه وتقبل شفاعته في أمته وفي من سواهم من الأمم، واجعلنا ممن تشفعه فيه، واجعلنا برحمتك ممن يرد حوضه يوم القيامة.

٢٤٤

وفي تهذيب الأحكام: ٦/١٠٠:

وبموالاتكم تقبل الطاعة المفترضة، ولكم المودة الواجبة والدرجات الرفيعة، والمكان المحمود والمقام المعلوم عند الله عز وجل، والجاه العظيم، والشأن الكبير والشفاعة المقبولة.

ربنا آمنا بما أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين، ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك انت الوهاب سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا.

يا ولي الله إن بيني وبين الله عز وجل ذنوباً لا يأتي عليها إلا رضاكم، فبحق من ائتمنكم على سره، واسترعاكم أمر خلقه، وقرن طاعتكم بطاعته، لما استوهبتم ذنوبي، وكنتم شفعائي، فإني لكم مطيع.

من أطاعكم فقد أطاع الله، ومن عصاكم فقد عصى الله، ومن أحبكم فقد أحب الله، ومن أبغضكم فقد أبغض الله.

اللهم إني لو وجدت شفعاء أقرب اليك من محمد وأهل بيته الأخيار الأئمة الأبرار لجعلتهم شفعائي، فبحقهم الذي أوجبت لهم عليك، أسألك أن تدخلني في جملة العارفين بهم وبحقهم، وفي زمرة المرحومين بشفاعتهم، إنك أرحم الراحمين.

الدعاء بطلب الشفاعة لوالديه وأقاربه

في الصحيفة السجادية ١/٣٤٧:

اللهم رب هذه الأمكنة الشريفة، ورب كل حرم ومشعر عظمت قدره وشرفته... واغفر لي ولوالدي ولمن ولدني من المسلمين، وارحمهما كما ربياني صغيرا، واجزهما عني خير الجزاء، وعرفهما بدعائي لهما ما يقر أعينهما، فإنهما قد سبقاني الى الغاية، وخلفتني بعدهما، فشفعني في نفسي وفيهما، وفي جميع أسلافي من المؤمنين والمؤمنات، في هذا اليوم يا أرحم الراحمين. انتهى.

٢٤٥

٢٤٦

الباب الرابع

مسائل الاستشفاع والتوسل والاستغاثة

٢٤٧

٢٤٨

الفصل الأول

مسائل حول التوسل

المسألة الأولى: مفردات التوسل

وقع خلط في مسائل هذا الباب ومعاني مفرداته، فكان لا بد من تمييزها.

وأهم المفردات المستعملة في التوسط بين الانسان وربه عز وجل، هي:

الدعاء، النداء، التوسل، التذرع، الاستشفاع، الاستعانة، الاستغاثة، السؤال به، التوجه به. ويتصل بها: التضرع، والابتهال، والتبرك..

وقد استعمل الإسلام كلمات: الشفاعة والتوسل والاستشفاع والتوجه الى الله تعالى، بعمل، أو شخص، أو سؤاله بكرامته عليه، أو حقه، أو جاهه عنده.. الخ. بنفس معناها اللغوي، وهو التوسط الى الله تعالى بعمل أو بشخص، أو طلب التوسط من ذلك الشخص الى الله تعالى.

ويتخيل بعضهم أن توسيط شخص الى شخص أو الى الله تعالى، يتضمن إشراكه في مقام المتوسط اليه، وهو خطأٌ لأن التوسيط يدل على أن للواسطة وجاهةً ما، يؤمل بها أن يقبل المتوسط اليه شفاعته.

٢٤٩

فمعنى الشراكة في الألوهية معنى آخر لا يأتي من التوسيط، بل قد يكون من عقيدة المتوسط ونيته، وقد لا يكون أصلاً.

وسوف تعرف بطلان دعوى ابن تيمية وأتباعه تحريم بعض أنواع التوسيط بحجة أنه يتضمن شركاً بالله تعالى، وأن الشرك لا يأتي من التوسيط بل من خارجه.

ويبدو أن أقوى معاني التوسيط: سؤال الله تعالى بشخص، أو بعمل.. ويأتي بعده في المرتبة: التوسل والتوجه به الى الله تعالى.

ففي روضة الواعظين للنيسابوري ص ٣٢٧، أن أبا بصير سأل الإمام الصادقعليه‌السلام : ما كان دعاء يوسف في الجب، فإنا قد اختلفنا فيه؟

قال: إن يوسف لما صار في الجب وآيس من الحياة قال: اللهم إن كانت الخطايا والذنوب قد أخلقت وجهي عندك فلن ترفع لي اليك صوتاً، ولن تستجيب لي دعوة فإني أسألك بحق الشيخ يعقوب، فارحم ضعفه واجمع بيني وبينه، فقد علمت رقته علي وشوقي اليه. قال: ثم بكى أبو عبد اللهعليه‌السلام ثم قال: وأنا أقول:

اللهم إن كانت الخطايا والذنوب قد أخلقت وجهي عندك فلن ترفع لى اليك صوتا ولن تستجيب دعوة، فإني أسألك بك فليس كمثلك شيء، وأتوجه اليك بمحمد نبيك نبي الرحمة، يا الله يا الله يا الله.

قال ثم قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : قولوا هذا وأكثروا منه، كثيراً ما أقوله عند الكرب العظام. انتهى.

ونلاحظ أن الإمام الصادقعليه‌السلام أجرى تعديلاً على دعاء نبي الله يوسفعليه‌السلام ، وجعل السؤال فجعله بالله تعالى وحده، وجعل التوجه اليه بنبيه محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله .

وهو يدل على أن سؤال الله تعالى بالشيء أعظم من التوجه اليه به.

فالتوجه هو أن يقدم السائل شخصاً له وجهةٌ عند المسؤول.

والسؤال به يشبه المطالبة بحق للمسؤول به على المسؤول.

والاستشفاع قريبٌ من التوجه، وهو توسيط من له حق الوساطة.

٢٥٠

ولا يبعد أن يكون التوسل أعم منها جميعاً، لأنه توسيط من له وجهة عند المسؤول، أو له حق عنده، أو له حق شفاعة ووساطة..

وقد يكون التوسل غير ناظر الى حق المسؤول به نهائياً بل ناظرٌ الى مسيس حاجة السائل المتوسل، فيكون التوسل من هذه الناحية على نحو القضية المهملة.

والذي أعتقده أن هذه التعبيرات الأربع ( التوجه بشخص أو شيء، والتوسل به، والاستشفاع به، والسؤال به ) غير مترادفة، ويتضح ذلك من استعمالات القرآن والنبي وآله لها، وهم أفصح من نطق بالضاد، وأعلم الناس بالله تعالى وأدب سؤاله. وأن ما نراه من ترادفها فهو بالنظرة الأولى.

ويحتمل في بعضها أن المعصومينعليهم‌السلام أقروا ترادفها تخفيفاً على الأمة، أو أن الراوي اشتبه في نقلها لترادفها في ذهنه.

ويؤيد ذلك أن الإمام الصادقعليه‌السلام قال ( وأنا أقول.. وفي رواية ولكني أقول ) وهو بذلك لم يخطيء يوسفعليه‌السلام بسؤاله بأبيه يعقوب، ولكنه ارتقى في أدب الدعاء فسأل الله تعالى به وحده، مشيراً بذلك الى أن حق يعقوب وحق جميع الرسل والعباد إنما هو تفضل من الله تعالى وليس ذاتياً، فالتوجه بمقام الجاه الذي أعطاهم الله أنسب.

وفي هذا الموضوع بحوثٌ مفيدة لطيفة، يحسن لمن أرادها أن يتأمل في نصوص أدعية الصحيفة السجادية، ففيها أنواع المعرفة بالله تعالى، وأدب سؤاله ودعائه، وفيها خصائص الكلمات العربية، التي ليس فيها مترادفٌ بالمعنى الدقيق!

الدعاء والنداء:

توسع العرب في مادة ( دَعَوَ ) واستعملوا مشتقاتها في معان كثيرة، مثل نداء الشخص لأي غرض حتى مجازاً، ودعائه الى طعام.. ومن ذلك الدعاء الى عبادة الله تعالى، أو غيره، كما قال تعالى ( ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك )!

٢٥١

قال الخليل في العين: ٢/٢٢١:

وفلانٌ في مدعاة إذا دعي الى الطعام. وتقول دعا دعاء، وفلان داعي قوم وداعية قوم: يدعو الى بيعتهم دعوة. والجميع: دعاة. انتهى.

وقال الراغب في المفردات/١٦٩:

الدعاء كالنداء، إلا أن النداء قد يقال بيا أو أيا ونحو ذلك، من غير أن يضم اليه الاسم، والدعاء لا يكاد يقال إلا إذا كان معه الاسم نحو يا فلان... ودعوته إذا سألته وإذا استغثته، قال تعالى ( قالوا ادع لنا ربك ) أي سله.

وقال ( قل أرأيتم أن أتاكم عذاب الله أو أتتكم الساعة أغير الله تدعون إن كنتم صادقين بل اياه تدعون ) تنبيها أنكم إذا أصابتكم شدة لم تفزعوا إلا اليه.

وادعوه خوفاً وطمعا. وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين. وإذا مس الانسان ضر دعا ربه منيباً اليه. وإذا مس الانسان الضر دعانا لجنبه.

ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك. انتهى.

وفي الفروق اللغوية لأبي هلال/٥٣٤:

الفرق بين النداء والدعاء: أن النداء هو رفع الصوت بماله معنى، والعربي يقول لصاحبه ناد معي ليكون ذلك أندى لصوتنا، أي أبعد له.

والدعاء يكون برفع الصوت وخفضه، يقال دعوته من بعيد ودعوت الله في نفسي، ولا يقال ناديته في نفسي. انتهى.

والنتيجة:

أن النداء الذي هو أحد معاني الدعاء، يشمل النداء لأي غرض كان، ويشمل النداء الحقيقي والمجازي.. وعليه فلا يصح زعمهم أن قول القائل ( يا محمد يا علي يا فاطمة ) هو حرامٌ وشرك، لأنه دعاء لغير الله تعالى وعبادة له!

٢٥٢

فإن ذلك يتبع عقيدة المنادي ونيته، فإن كانت نيته عبادتهم والعياذ بالله، فهو شرك أو كفر! أما إذا كان غرضه التوسل بهم الى الله تعالى، كما هو عقيدة الشيعة وعامة المتوسلين المستغيثين من المسلمين، والمتبادر الى أذهان عوامهم فضلاً عن علمائهم، فهو عبادةٌ لله تعالى وتوسلٌ اليه بالنبي وآله، الذين شرع التوسل بهم، صلوات الله عليهم.

وسيأتي أن الاستعانة والاستغاثة كالتوسل والاستشفاع وبقية ألفاظ التوسيط، معنىً وحكماً.

المسألة الثانية: التوسل في الأديان السابقة

هل كان مبدأ التوسل والاستشفاع الى الله تعالى بالأعمال والأشخاص موجوداً في الدين الالَهي قبل الإسلام؟

والجواب بالايجاب، لأن قوله تعالى في آخر سورة نزلت من القرآن:

( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) . المائدة - ٣٥

ليس دعوةً الى سنة جديدة، بل الى سنته سبحانه في الأديان السابقة.

ولذلك أبقى الوسيلة مطلقةً ولم يبينها، لأنها معهودةٌ في أذهان المتدينين بأنها التوسل الى الله تعالى بالأعمال الصالحة وبرسله وأوصيائهم، وبذلك تكون الآية إذناً للمسلمين بأن يتوسلوا اليه بأعمالهم وبنبيه وأوصيائه، كما كانت السنة في الأديان السابقة.

فإن قلت:

مادام الإسلام جاء بمبدأ الواسطة بين الله وعباده، وأمر به، فلماذا كل هذا الإنكار في القرآن والحديث على المشركين الذين اتخذوا آلهتهم ومعبوديهم وسائط بينهم وبين الله تعالى؟ وماذا يصير الفرق بينهم وبين المؤمنين؟!

٢٥٣

والجواب:

أن الفرق بين المؤمنين والمشركين في كل الأديان: أن المشركين جعلوا لله شركاء وشفعاء لم يأذن بهم، فأشركوهم معه بأنواع من التشريك الذي زعموه.

أما المؤمنون فوحدوا الله وأطاعوه، وهو الذي أمرهم باتخاذ الوسيلة اليه والتوجه اليه بهم وتقديمهم بين يدي دعائهم وأعمالهم.. فالأنبياء والأوصياء وسيلةٌ مشروعةٌ وشفعاء بإذنه.

وبذلك يكون الحد الفاصل بين الشرك والتوحيد في نوع الواسطة لا في أصلها: فالواسطة التي أذن بها الله الواحد الأحد سبحانه لا تنافي التوحيد بل تؤكده..

والواسطة التي لم يأذن بها شركٌ يخرج صاحبه عن التوحيد.

والله تعالى يستحيل أن يأذن باتخاذ وسيلة اليه ممن يزعم أن له شراكة معه! ولذا لا يدعي المتوسلون بالرسل والأوصياءعليهم‌السلام أن لهم شراكةً مع الله تعالى ولو بقدر ذرة! بل هم عبادٌ مكرمون، شاء الله تعالى أن يجعلهم وسائط لعطائه.

المسألة الثالثة: الفرق بين التوسل وأنواع الشرك

تضمنت آيات القرآن الكريم كل المفاهيم اللازمة للناس، في تحديد ما هو من الله تعالى في العبادة والاطاعة، وما هو من دون الله.

ويتضح من مجموعها أن سبب الكفر والشرك والضلال، ثلاثةُ أمور:

الأول: ادعاء الألوهية لأحد غير الله تعالى.

والثاني: ادعاء الشراكة في الألوهية أو في التصرف في الخلق لأحد مع الله تعالى.

والثالث: ادعاء حق الوسيلة والوساطة عند الله لأحد أو شيء لم يأذن به الله.

أما التوسل الى الله بمن أذن بالتوسل به، وبدون ادعاء شراكةٍ له مع الله تعالى.. فهو خارجٌ عن هذه الحالات المذمومة كلها، ولا يدخل في شيء من الكفر والشرك والضلال، بل هو إطاعة لله، لأنه اتخاذُ وسيلةٍ بأمره، وليس من دونه.

٢٥٤

فالميزان في المسألة هو: أن اتخاذ الوسيلة والشفعاء من دون الله تعالى شركٌ وكفر، واتخاذهم من عنده بإذنه وأمره، إيمانٌ وتقوى.

وشتان بين الأمرين!! فهما وإن تشابها في الظاهر لكن الفرق بينهما هو المسافة بين الكفر والضلال، والهدى والرشاد.

وبذلك تعرف وهن ما تشبث به ابن تيمية وأتباعه فحكموا على أكثر المسلمين بالكفر بسببه!! واستحلوا بذلك دماءهم وأموالهم!!

ونورد فيما يلي فهرساً لمجموع آيات الشرك وشبهه في القرآن، لتعرف منها أن التوسل الى الله بمن أذن بهم لا يدخل في شيء منها:

١ - الذين هم من دون الله:

*( هَـٰذَا خَلْقُ اللَّـهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ) لقمان - ١١

*( أَلَيْسَ اللَّـهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ وَمَن يُضْلِلِ اللَّـهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ) . الزمر - ٣٦

٢ - الآلهة من دون الله:

قال تعالى عن الأصنام المعبودة عند قوم عاد:

*( قَالُوا يَا هُودُ مَا جِئْتَنَا بِبَيِّنَةٍ وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِي آلِهَتِنَا عَن قَوْلِكَ وَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ، إِن نَّقُولُ إِلَّا اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوءٍ قَالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللَّـهَ وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ، مِن دُونِهِ فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لَا تُنظِرُونِ، إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّـهِ رَبِّي وَرَبِّكُم مَّا مِن دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ) . هود ٥٣ - ٥٦

وقال تعقيباً على إهلاك حضارت عاد وثمود ومصر:

*( وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَـٰكِن ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ مِن شَيْءٍ لَّمَّا جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَمَا زَادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ ) . هود - ١٠١

٢٥٥

وقال عن آلهة البابليين:

*( قَالُوا مَن فَعَلَ هَـٰذَا بِآلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ ، قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ ، قَالُوا فَأْتُوا بِهِ عَلَىٰ أَعْيُنِ النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ ، قَالُوا أَأَنتَ فَعَلْتَ هَـٰذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ ، قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَـٰذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِن كَانُوا يَنطِقُونَ ، فَرَجَعُوا إِلَىٰ أَنفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنتُمُ الظَّالِمُونَ ، ثُمَّ نُكِسُوا عَلَىٰ رُءُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَـٰؤُلَاءِ يَنطِقُونَ ، قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ مَا لَا يَنفَعُكُمْ شَيْئًا وَلَا يَضُرُّكُمْ ، أُفٍّ لَّكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ، قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ ، قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ ) . الأنبياء ٥٩ - ٦٩

وقال عن آلهة الرومان:

*( وَرَبَطْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَن نَّدْعُوَ مِن دُونِهِ إِلَـٰهًا لَّقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا ، هَـٰؤُلَاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً لَّوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِم بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّـهِ كَذِبًا ، وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّـهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنشُرْ لَكُمْ رَبُّكُم مِّن رَّحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُم مِّنْ أَمْرِكُم مِّرْفَقًا ) . الكهف ١٤ - ١٦

*( وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَىٰ قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ ، اتَّبِعُوا مَن لَّا يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُم مُّهْتَدُونَ ، وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ، أَأَتَّخِذُ مِن دُونِهِ آلِهَةً إِن يُرِدْنِ الرَّحْمَـٰنُ بِضُرٍّ لَّا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلَا يُنقِذُونِ ، إِنِّي إِذًا لَّفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ) . يس ٢٠ - ٢٤

وقال عن تأليه النصارى لعيسى ومريم:

*( وَإِذْ قَالَ اللَّـهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَـٰهَيْنِ مِن دُونِ اللَّـهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ ) المائدة ١١٦ - ١٢٠

٢٥٦

وقال عن آلهة أمم مختلفة:

*( وَاتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً لَّا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلَا يَمْلِكُونَ لِأَنفُسِهِمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا وَلَا يَمْلِكُونَ مَوْتًا وَلَا حَيَاةً وَلَا نُشُورًا ) . الفرقان - ٣

وقال عن ( الآلهة ) الذين رضوا بأن يعبدهم الناس:

*( وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَـٰذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ ، إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنتُمْ لَهَا وَارِدُونَ ، لَوْ كَانَ هَـٰؤُلَاءِ آلِهَةً مَّا وَرَدُوهَا وَكُلٌّ فِيهَا خَالِدُونَ ) . الأنبياء ٩٧ - ٩٩

*( لَّهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ خَالِدِينَ كَانَ عَلَىٰ رَبِّكَ وَعْدًا مَّسْئُولًا ، وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ فَيَقُولُ أَأَنتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَـٰؤُلَاءِ أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ ) . الفرقان ١٦ - ١٧

*( هَـٰذَا يَوْمُ الْفَصْلِ الَّذِي كُنتُم بِهِ تُكَذِّبُونَ ، احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ ، مِن دُونِ اللَّـهِ فَاهْدُوهُمْ إِلَىٰ صِرَاطِ الْجَحِيمِ ، وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ ، مَا لَكُمْ لَا تَنَاصَرُونَ ، بَلْ هُمُ الْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ ، وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ ، قَالُوا إِنَّكُمْ كُنتُمْ تَأْتُونَنَا عَنِ الْيَمِينِ ، قَالُوا بَل لَّمْ تَكُونُوا مُؤْمِنِينَ ، وَمَا كَانَ لَنَا عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ بَلْ كُنتُمْ قَوْمًا طَاغِينَ ، فَحَقَّ عَلَيْنَا قَوْلُ رَبِّنَا إِنَّا لَذَائِقُونَ ، فَأَغْوَيْنَاكُمْ إِنَّا كُنَّا غَاوِينَ ، فَإِنَّهُمْ يَوْمَئِذٍ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ ) . الصافات ٢١ - ٣٣

وقال عن آلهة بعض مشركي العرب:

*( وَاتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّـهِ آلِهَةً لِّيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا ، كَلَّا سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا ) . مريم ٨١ - ٨٢

*( وَاتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّـهِ آلِهَةً لَّعَلَّهُمْ يُنصَرُونَ ، لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَهُمْ وَهُمْ لَهُمْ جُندٌ مُّحْضَرُونَ ، فَلَا يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ إِنَّا نَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ ) . يس ٧٤ - ٧٦

٢٥٧

وقال عن آلهة مكذبي الرسل من الأمم السابقة والعرب:

*( أَمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ هَـٰذَا ذِكْرُ مَن مَّعِيَ وَذِكْرُ مَن قَبْلِي بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُم مُّعْرِضُونَ ) . الأنبياء - ٢٤

وقال عن قوم تاليه الملائكة والأنبياء:

*( وَمَن يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلَـٰهٌ مِّن دُونِهِ فَذَٰلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ كَذَٰلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ ) . الأنبياء - ٢٩

وقال عن قوم سبأ:

*( إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ ، وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللَّـهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ ، أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّـهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ ، اللَّـهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ) . النمل ٢٣ - ٢٦

*( وَصَدَّهَا مَا كَانَت تَّعْبُدُ مِن دُونِ اللَّـهِ إِنَّهَا كَانَتْ مِن قَوْمٍ كَافِرِينَ ، قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَن سَاقَيْهَا قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُّمَرَّدٌ مِّن قَوَارِيرَ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّـهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) . النمل ٤٣ - ٤٤

وقال عن آلهة الحضارات التي في الجزيرة العربية وحولها:

*( وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا مَا حَوْلَكُم مِّنَ الْقُرَىٰ وَصَرَّفْنَا الْآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ، فَلَوْلَا نَصَرَهُمُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّـهِ قُرْبَانًا آلِهَةً بَلْ ضَلُّوا عَنْهُمْ وَذَٰلِكَ إِفْكُهُمْ وَمَا كَانُوا يَفْتَرُونَ ) . الأحقاف ٢٧ - ٢٨

وقال عن عباد الرحمن الموحدين:

*( وَعِبَادُ الرَّحْمَـٰنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّـهِ إِلَـٰهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّـهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ يَلْقَ أَثَامًا ) . الفرقان ٦٣ - ٦٨

٢٥٨

٣ - المعبودون من دون الله:

قال تعالى عن المعبودين من دون الله عند أمم مختلفة:

*( قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي شَكٍّ مِّن دِينِي فَلَا أَعْبُدُ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ وَلَـٰكِنْ أَعْبُدُ اللَّـهَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ، وَأَنْ أَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ، وَلَا تَدْعُ مِن دُونِ اللَّـهِ مَا لَا يَنفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِن فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِّنَ الظَّالِمِينَ ) . يونس ١٠٤ - ١٠٦

*( وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَمَا لَيْسَ لَهُم بِهِ عِلْمٌ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ ) . الحج - ٧١

*( وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ مَا لَا يَنفَعُهُمْ وَلَا يَضُرُّهُمْ وَكَانَ الْكَافِرُ عَلَىٰ رَبِّهِ ظَهِيرًا ) . الفرقان - ٥٥

وقال عن عبادة الناس غير الملموسة للاحكام الطواغيت:

*( وَقَالَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّـهُ مَا عَبَدْنَا مِن دُونِهِ مِن شَيْءٍ نَّحْنُ وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِن دُونِهِ مِن شَيْءٍ كَذَٰلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ، وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّـهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللَّـهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ ) . النحل ٣٥ - ٣٦

وقال عن معبودات البابليين:

*( قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ مَا لَا يَنفَعُكُمْ شَيْئًا وَلَا يَضُرُّكُمْ ، أُفٍّ لَّكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ، قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ ، قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ ) . الأنبياء ٦٦ - ٦٩

*( وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ ، إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ ، قَالُوا نَعْبُدُ أَصْنَامًا فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ ، قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ ، أَوْ يَنفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ ، قَالُوا بَلْ

٢٥٩

وَجَدْنَا آبَاءَنَا كَذَٰلِكَ يَفْعَلُونَ ، قَالَ أَفَرَأَيْتُم مَّا كُنتُمْ تَعْبُدُونَ ، أَنتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ ، فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِّي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ ) . الشعراء ٦٩ - ٧٧

*( وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ ، وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ ، وَقِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ تَعْبُدُونَ ، مِن دُونِ اللَّـهِ هَلْ يَنصُرُونَكُمْ أَوْ يَنتَصِرُونَ ، فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ ، وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ ، قَالُوا وَهُمْ فِيهَا يَخْتَصِمُونَ ، تَاللَّـهِ إِن كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ، إِذْ نُسَوِّيكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ ، وَمَا أَضَلَّنَا إِلَّا الْمُجْرِمُونَ ) . الشعراء - ٩٠ - ٩٩

*( وَإِبْرَاهِيمَ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ اعْبُدُوا اللَّـهَ وَاتَّقُوهُ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ ، إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ أَوْثَانًا وَتَخْلُقُونَ إِفْكًا إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ لَا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقًا فَابْتَغُوا عِندَ اللَّـهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ) . العنكبوت ١٦ - ١٧

*( وَإِنَّ مِن شِيعَتِهِ لَإِبْرَاهِيمَ ، إِذْ جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ، إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَاذَا تَعْبُدُونَ ، أَئِفْكًا آلِهَةً دُونَ اللَّـهِ تُرِيدُونَ ، فَمَا ظَنُّكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ ، فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ ، فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ ، فَتَوَلَّوْا عَنْهُ مُدْبِرِينَ ، فَرَاغَ إِلَىٰ آلِهَتِهِمْ فَقَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ ، مَا لَكُمْ لَا تَنطِقُونَ ، فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْبًا بِالْيَمِينِ ، فَأَقْبَلُوا إِلَيْهِ يَزِفُّونَ ، قَالَ أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ ، وَاللَّـهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ ) . الصافات ٨٣ - ٩٦

*( فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَن قَالُوا اقْتُلُوهُ أَوْ حَرِّقُوهُ فَأَنجَاهُ اللَّـهُ مِنَ النَّارِ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ، وَقَالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُم مِّن دُونِ اللَّـهِ أَوْثَانًا مَّوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُم بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُم بَعْضًا وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن نَّاصِرِينَ ) . العنكبوت ٢٤ - ٢٥

*( فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلًّا جَعَلْنَا نَبِيًّا ) . مريم - ٤٩

*( قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّىٰ

٢٦٠

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523