العقائد الإسلامية الجزء ٤

العقائد الإسلامية11%

العقائد الإسلامية مؤلف:
تصنيف: أصول الدين
الصفحات: 523

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤
  • البداية
  • السابق
  • 523 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 196772 / تحميل: 7999
الحجم الحجم الحجم
العقائد الإسلامية

العقائد الإسلامية الجزء ٤

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

علي بن حماد العبدي

لله ما صنعت فينا يد البينِ

كم من حشاً أقرحت منا ومن عينِ

مالي وللبين؟ لا أهلاً بطلعته

كم فرّق البين قدماً بين إلفينِ؟!

كانا كغصنين في أصلٍ غذاؤهما

ماء النعيم وفي التشبيه شكلين

كأنّ روحيهما من حسن إلفهما

روح وقد قسّمت ما بين جسمين

لا عذل بينهما في حفظ عهدهما

ولا يزيلهما لوم العذولين

لا يطمع الدهر في تغيير ودّهما

ولا يميلان من عهدٍ إلى مَينِ

حتى إذا أبصرت عين النوى بهما

خِلّين في العيش من هم خليّين

رماهما حسدا منه بداهيةٍ

فأصبحا بعد جمع الشمل ضدّين

في الشرق هذا وذا في الغرب منتئياً

مشرّدين على بُعد شجّيين

والدهر أحسد شيء للقريبين

يرمي وصالهما بالبعد والبين

لا تأمن الدهر إن الدهر ذو غيرٍ

وذو لسانين في الدنيا ووجهين

أخنى على عترة الهادي فشتّتهم

فما ترى جامعا منهم بشخصين

كأنّما الدهر آلا أن يبدّدهم

كعاتب ذي عناد أو كذي دين

بعض بطيبة مدفون وبعضهم

بكربلاء وبعض بالغريّين

وأرض طوس وسامرّا وقد ضمنت

بغداد بدرين حلا وسط قبرين

يا سادتي ألمن أبكي أسىً؟! ولمن

أبكي بحفنين من عيني قريحين؟!

١٦١

أبكي على الحسن المسموم مضطهدا؟!

أم الحسين لقى بين الخميسين؟

أبكي عليه خضيب الشيب من دمه

معفّر الخد محزوز الوريدين

وزينب في بنات الطهر لاطمة

والدمع في خدّها قد خدّ خدّين

تدعوه: يا واحدا قد كنت أمله

حتى استبدّت به دوني يد البين

لاعشت بعدك ما إن عشت لانعمت

روحي ولا طعمت طعم الكرا، عيني

أنظر إليّ أخي قبل الفراق لقد

أذكا فراقك في قلبي حريقين

أنظر الى فاطم الصغرى أخي تَرها

لليُتم والسبي قد خصّت بذلّين

اذا دنت منك ظل الرجس يضربها

فتلتقي الضرب منها بالذراعين

وتستغيث وتدعو: عمّتا تلفت

روحي لرزئين في قلبي عظيمين

ضرب على الجسد البالي وفي كبدي

للثكل ضرب فما اقوى لضربين

أنظر علياً أسيرا لا نصير له

قد قيّدوه على رغم بقيدين

وارحمتا يا أخي من بعد فقدك بل

وارحمتا للأسيرين اليتيمين

والسبط في غمرات الموت مُشتغل

ببسط كفّين أو تقبيض رجلين

لا زلت أبكي دماً ينهلّ منسجماً

للسيّدين القتيلين الشهيدين

ألسيّدين الشريفين اللذين هما

خير الورى من أب مجد وجدّين

ألضارعين الى الله المنيبين

ألمسرعين الى الحق الشفيعين

ألعالمين بذي العرش الحكيمين

ألعادلين ألحليمين الرشيدين

ألصابرين على البلوى الشكورين

ألمعرضين عن الدنيا المنيبين

ألشاهدين على الخلق الإمامين

ألصادقين عن الله الوفيّين

ألعابدين التقيّين الزكيّين

ألمؤمنين الشجاعين الجريّين

ألحجّتين على الخلق الأميرين

ألطيّبين الطهورين الزكيّين

نورين كانا قديما في الظلال كما

قال النبي لعرش الله قرطين

تفّاحتي احمد الهادي وقد جعل

لفاطم وعليّ الطهر نسلين

صلى الإله على روحيهما وسقا

قبريهما ابداً نوء السماكين

١٦٢

الى ان يقول فيها:

ما لابن حمّادٍ العبديّ من عمل‌‏

إلا تمسّكه بالميم والعين

فالميم غاية آمالي محمّدها

والعين أعني عليّا قرة العين

صلى الإله عليهم كلما طلعت

شمس وما غربت عند العشائين (1)

  ولأبن حماد:

حيّ قبرا بكربلا مُستنيرا

ضمّ كنز التقى وعلما خطيرا

وأقم مأتم الشهيد وأذرف

منك دمعا في الوجنتين غزيرا

والتثم تربة الحسين بشجوٍ

وأطل بعد لثمك التعفيرا

ثم قل: يا ضريح مولاي سُقيّـ

ـت من الغيث هاميا جمهريرا

ته على ساير القبور فقد أصـ

ـبحت بالتيه والفخار جديرا

فيك ريحانة النبي ومن حل

من المصطفى محلا أثيرا

فيك يا قبر كل حلم وعلم

وحقيق بأن تكون فخورا

فيك مَن هدّ قتله عمد الدين

وقد كان بالهدى معمورا

فيك من كان جبرئيل يُناغيه

وميكال بالحباء صغيرا

فيك مَن لاذ فطرس فترقّى

بجناحي رضى وكان حسيرا

يوم سارت له جيوش ابن هند

لذحول أمست تحل الصدورا

آه واحسرتي له وهو بالسيف

نحير أفديت ذاك النحيرا

آه إذ ظل طرفه يرمق الفسطاط

خوفا على النساء غيورا

آه إذ أقبل الجواد على النسوان

ينعاه بالصهيل عفيرا

فتبادرون بالعويل وهتّكن

الأقراط بارزات الشعورا

وتبادرن مسرعات من الحذر

ومن قبلُ مُسبلات الستورا

ولطمن الخدود من ألم الثكل

وغادرن بالنياح الخدورا

__________________

1 - عن شعراء الغدير ج 4 ص 162.

١٦٣

وبدا صوتهنّ بين عداهنّ

وعفن الحجاب والتخفيرا

بارزات الوجوه من بعدما غودرن

صون الوجوه والتخفيرا

ثم لمّا رأين رأس حسين

فوق رمح حكى الهلال المنيرا

صحن بالذل أيها الناس لم نُسبى

ولم نأت في الأنام نكيرا؟!

ما لنا لا نرى لآل رسول الله

فيكم يا هؤلاء نصيرا؟!

فعلى ظالميهم سخط الله

ولعن يبقى ويفنى الدهورا

قل لمن لام في ودادي بني

أحمد: لا زلت في لظى مدحورا

أعلى حب معشر أنت قد كنتَ

عذولاً ولا تكون عذيرا

وأبوهم أقامه الله في « خُم »

إماماً وهادياً وأميرا

حين قد بايعوه أمراً عن

الله فسائل دوحاته والغديرا

وأبوهم أفضى النبي إليه

علم ما كان أولاً وأخيرا

وأبوهم علا على العرش لمّا

قد رقى كاهل النبي ظهيرا

وأماط الأصنام كلاً عن الكعبة

لمّا هوى بها تكسيرا

قال: لو شئت ألمس النجم بالكف

إذن كنت عند ذاك قديرا

وأبوهم ردّت له الشمس بيضاً

وهي كادت لوقتها أن تغورا

وقضى فرضه أداءً وعادت

لغروب وكوّرت تكويرا

وأبوهم يروي على الحوض مَن وا

لاهم ويردّ عنه الكفورا

وأبوهم يقاسم النار والجنة

في الحشر عادلا لن يجورا

فإذا اشتاقت الملائك زارته

فناهيك زايرا ومزورا

وأبوهم قال النبي له قولاً

بليغاً مكرّرا تكريرا

أنت خدني وصاحبي ووزيري

بعد موتي أكرم بذاك وزيرا

أنت مني كمثل هرون من موسى

لم اكن ابتغي سواه ظهيرا

وأبوهم أودى بعمرو بن ودّ

حين لاقاه في العجاج أسيرا

وأبوهم لبابِ خيبر أضحى

قالعا ليس عاجزا بل جسورا

حامل الراية التي ردّها بالأمس

مَن لم يزل جبانا فرورا

١٦٤

خصّه ذو العلا بفاطمة عرساً

وأعطاه شبرا وشبيرا

وهم باب ذي الجلال على آدم

فارتد ذنبه مغفورا

وبهم قامت السماء ولولاهم

لكادت بأهلها أن تمورا

وبهم باهل النبي فقل لي

ألهم في الورى عرفت نظيرا؟!

فيهم أنزل المهيمن قرآنا

عظيما وذاك جمّا خطيرا

في الطواسين والحواميم والرحمن

آيا ما كان في الذكر زورا

وخلقناه نطفة نبتليه

فجعلناه سامعا وبصيرا

لبيان إذا تأمله العارف

يبدي له المقام الكبيرا

ثم تفسير هل أتى فيه يا صاح

قل له إن كنت تفهم التفسيرا

إن الأبرار يشربون بكأس

كان عندي مزاجها كافورا

فلهم أنشأ المهيمن عيناً

فجّروها لديهم تفجيرا

وهداهم وقال: يوفون بالنذر

فمن مثلهم يوفي النذورا؟!

ويخافون بعد ذلك يوماً

شرّه كان في الورى مستطيرا

فوقاهم إلههم ذلك اليوم

ويلقون نضرة وسرورا

وجزاهم بأنهم صبروا في السر

والجهر جنةً وحريرا

فاتكوا من على الأرائك لا

يلقون فيها شمسا ولا زمهريرا

وأوانٍ وقد أطيفت عليهم

سلسبيل مقدّر تقديرا

وبأكواب فضّة وقوارير

قدّروها عليهم تقديرا

وبكأس قد مازجت زنجبيلا

لذّة الشاربين تشفي الصدورا

وإذا ما رأيت ثم نعيماً

دائماً عندهم وملكاً كبيرا

وعليهم فيها ثياب من السندس

خضر في الحشر تلمع نورا

ويحلّون بالأساور فيها

وسقاهم ربي شراباً طهورا

وروى لي عبد العزيز الجلودي

وقد كان صادقاً مبرورا

عن ثقاة الحديث أعنى العلائي

هو أكرم بذا وذا مذكورا

يسندوه عن ابن عباس يوماً

قال: كنا عند النبيّ حضورا

١٦٥

إذ أتته البتول فاطم تبكي

وتوالي شهيقها والزفيرا

قال: ما لي أراك تبكين يا فاطم؟!

قالت وأخفت التعبيرا

إجتمعن النساء نحوي واقبلن

يطلن التقريع والتعييرا

قلن: إن النبي زوّجك اليوم

عليّا بعلاً عديماً فقيرا

قال: يا فاطم اسمعي واشكري الله

فقد نلتِ منه فضلاً كبيرا

لم ازوّجك دون إذنٍ من الله

وما زال يحسن التدبيرا

أمر الله جبرئيل فنادى

رافعاً في السماء صوتاً جهيرا

وأتاه الأملاك حتى إذا ما

وردوا بيت ربّنا المعمورا

قام جبريل قائما يكثر التحميد

لله جلّ والتكبيرا

ثم نادى: زوّجت فاطم يا رب

عليّ الطهر الفتى المذكورا

قال رب العلا: جعلت لها المهر

لها خالصاً يفوق المهورا

خمس أرضي لها ونهري وأو

جبت على الخلق ودّها المحصورا

وروينا عن النبي حديثاً

في البرايا مُصحّحاُ مأثورا

انه قال: بينما الناس في الجنّة

إذ عاينوا ضياءً ونورا

كاد أن يخطف العيون فنادوا:

أي شيء هذا؟ وأبدوا نكورا

أوَ ليس الإله قال لنا: لا

شمس فيها ترى ولا زمهريرا

وإذا بالنداء: يا ساكن الجنة

مهلاً أمنتم التغييرا

ذا عليّ الوليّ قد داعب الزّ

هراء مولاتكم فأبدت سرورا

فبدا إذ تبسّمت ذلك النور

فزيدوا إكرامه والحبورا

يا بني أحمد عليكم عمادي

واتكالي إذا أردت النشورا

وبكم يسعد الموالي ويشقى

من يعاديكم ويصلي سعيرا

أنتم لي غداً وللشيعة الأبرار

ذخر أكرم به مذخورا

صاغ أبياتها عليّ بن حمّاد

فزانت وحُبّرت تحبيرا

١٦٦

ابن حماد العبدي

ابو الحسن علي بن حماد بن عبيد الله بن حماد العدوي العبدي البصري يستظهر الشيخ الأميني انه ولد في أوائل القرن الرابع وتوفي في أواخره.

كان حماد والد المترجم له أحد شعراء أهل البيت عليهم‌السلام كما ذكره ولده بقوله:

وإن العبد عبدكم عليا

كذا حمّاد عبدكم الأديب

رثاكم والدي بالشعر قبلي

وأوصاني به أن لا أغيب

  والمترجم له علم من أعلام الشيعة وفذّ من علمائها وشعرائها ومن حفظة الحديث المعاصرين للشيخ الصدوق ونظرائه، وقد أدركه النجاشي وقال في رجاله: قد رأيته.

قال الشيخ الأميني: جمع العلامة السماوي شعره في أهل البيت فكان يربو على 2200 بيتاً. ولم نقف على تاريخ ولادة ابن حماد ووفاته غير أن النجاشي الذي أدركه ورآه ولم يروِ عنه ولد في صفر سنة 372 وشيخه الذي يروي عنه وهو الجلودي البصري توفي 17 ذي الحجة سنة 332 فيستدعي التاريخان أن المترجم ولد في أوائل القرن الرابع وتوفي في أواخره ثم قال:

وقفنا لابن حماد على قصيدة في مجموعة عتيقة مخطوطة في العصور المتقادمة

١٦٧

وقد ذكر ابن شهر اشوب بعض ابياتها نسبة الى العبدي ( سفيان بن مصعب ) وتبعه البياضي في ( الصراط المستقيم ) وغيره. والقصيدة للمترجم له، وقال القمي في الكنى: ابو الحسن علي بن عبيد الله بن حماد العدوي الشاعر البصري من اكابر علماء الشيعة وشعرائهم ومحدثيهم ومن المعاصرين للصدوق ونظرائه ومن شعره في مدح امير المؤمنين عليه‌السلام قوله:

ورُدّت لك الشمس في بابل‌‏

فساميت يوشع لما سَما

ويعقوب ما كان اسباطه

كنجليك سبطي نبي الهدى

  وقال ابن حماد العبدي:

أسايلتي عما ألاقي من الأسى

سلي الليل عني هل أجن إذا جنّا

ليخبرك إني في فنونٍ من الجوى

إذا ما انقضا فنّ يوكل لي فنّا

وإن قلت: إن الليل ليس بناطق

قفي وانظري واستخبري الجسد المضنى

وإن كنت في شكٍ فديتك فاسئلي

دموعي التي سالت وأقرحت الجفنا

أحبّتنا لو تعلمون بحالنا

لما كانت اللذات تشغلكم عنّا

تشاغلتموا عنّا بصحبة غيرنا

وأظهرتم الهجران ما هكذا كنا

وآليتموا أن لا تخونوا عهودنا

فقد وحياة الحب خنتم وما خنا

غدرتم ولم نغدر وخُنتم ولم نخن

وحُلتم عن العهد القديم وما حُلنا

وقلتم ولو توفوا بصدق حديثكم

ونحن على صدق الحديث الذي قلنا

أيهنا لكم طيب الكرى وجفوننا

على الجمر؟! لا تهنا ولا بعدكم نمنا

أنخنا بمغناكم لتحي نفوسنا

فما زادنا إلا جوىً ذلك المغنا

سنرحل عنكم إن كرهتم مقامنا

ونصبر عنكم مثل ما صبركم عنا

ونأخذ مَن نهوى بديلاً سواكم

ونجعل قطع الوصل منكم ولا منّا

تعالوا الى الانصاف فيما ادّعيتموا

ولا تفر طوابل صححوا اللفظ والمعنى

أليتكم ناصفتمونا فريضة

بأنّ لكم نصفاً وأنّ لنا ثُمنا

١٦٨

إذا طلعت شمس النهار ذكرتكم

وإن غربت جدّدت ذكركم حُزنا

وإني لأرثي للغريب وإنني

غريب الهوى والقلب والدار والمغنى

لقد كان عيشي بالأحبّة صافياً

وما كنت أدري أنّ صحبتنا تفنا

زمان نعُمنا فيه حتى إذا مضى

بكينا على أيامه بدم أقنا

فوالله ما زال اشتياقي اليكم

ولا برح التسهيد لي بعدكم حفنا

ولا ذقت طعم الماء عذبا ولا صفت

موارده حتى نعود كما كنا

ولا بارحتني لوعة الفكر والجوى

ولا زلت طول الدهر مقترعا سنّا

وما رحلوا حتى استحلّوا نفوسنا

كأنهم كانوا أحق بها منّا

ترى منجدي في أرض بغداد واهناً

لزهدكم فينا وبُعدكم عنّا

أيزعم أن أسلوا؟! ويشغل خاطري

بغيركم مستبدلا؟! بئس ما ظنّا

أيا ساكني نجدٍ سلامي عليكم

ظننا بكم ظناً فاخلفتموا الظنا

أمثّل مولاي الحسين وصحبه

كأنجم ليل بينها البدر أو أسنا

فلما راته أخته وبناته

وشمر عليه بالمهنّد قد أحنى

تعلّقن بالشمر اللعين وقلن: دَع

حسينا فلا تقتله يا شمر واذبحنا

فحزّ وريديه وركّب رأسه

على الرمح مثل الشمس فارقت الدجنا

فنادت بطول الويل زينب أخته

وقد صبغت من نحره الجيب والردنا

: ألا يا رسول الله يا جدّنا اقتضت

أميّة منا بعدك الحقد والضغنا

سُبينا كما تسبى الإماء بذلةٍ

وطيف بنا عرض البلاد وشُتتنا

ستفنى حياتي بالبكاء عليهم

وحزني لهم باقٍ مدى الدهر لا يفنى

ألا لعن الله الذي سنّ ظلمهم

وأخزى الذي أملا له وبه استنّا

سأمدحكم يا آل أحمد جاهداً

وأمنح مَن عاداكم السب واللعنا

ومن منكم بالمدح أولى لأنّكم

لأكرم من لبّى ومن نحر البُدنا

بجدّكم أسرى البراق فكان من

إله البرايا قاب قوسين أو أدنا

وشخص أبيكم في السماء تزوره

ملائك لا تنفكّ صبحا ولا وهنا

أبوكم هو الصدّيق آمن واتّقى

وأعطى وما أكدى وصدّق بالحسنى

١٦٩

وسمّاه في القرآن ذو العرش جنبه

وعروته والعين والوجه والأذنا

وشدّ به أزر النبي محمد

وكان له في كل نائبةٍ ركنا

وأفرده بالعلم والبأس والندى

فمن قدره يسمو ومن فعله يُكنى

هو البحر يعلو العنبر المحض فوقه

كما الدر والمرجان من قعره يُجنى

إذا عُدّ أقران الكريهة لم نجد

لحيدرة في القوم كفواً ولا قَرنا

يخوض المنايا في الحروب شجاعة

وقد ملأت منه ليوث الشرى جُبنا

يرى الموت من يلقاه في حومه الوغا

يُناديه من هنّا ويدعوه من هنّا

إذا استعرت نار الوغى وتغشمرت

فوارسها واستتخلفوا الضرب والطعنا

وأهدت إلى الأحداق كحلاً معصفراً

وألقت على الأشداق أردية دُكنا

وخلتَ بها زرقَ الأسنّة أنجماً

ومن فوقها ليلاً من النقع قد جنّا

فحين رأت وجه الوصي تمزقت

كثلّة ضانٍ أبصرت أسداً شنّا

فتى كفّه اليسرى حمام بحربه

كذاك حياة السلم في كفّه اليُمنى

فكم بطل أردى وكم مرهب أودى

وكم مُعدم أغنى وكم سائل أقنى

يجود على العافين عفواً بماله

ولا يتبع المعروف من منّه مَنّا

ولو فض بين الناس معشار جوده

لما عرفوا في الناس بخلاَ ولا ضنّا

وكل جواد جاد بالمال إنما

قصاراه أن يستنّ في الجود ما سنّا

وكل مديح قلت أو قال قائل

فإن امير المؤمنين به يعنى

سيخسر من لم يعتصم بولائه

ويَقرع يوم البعث من ندمٍ سنّا

لذلك قد واليته مخلص الولا

وكنت على الأحوال عبدا له قنا

عليكم سلام الله يا آل احمد

متى سجعت قمرية وعلت غصنا

مودّتكم أجر النبي محمد

علينا فآمنّا بذاك وصدّقنا

وعهدكم المأخوذ في الذر لم نقل

: لآخذه كلا ولا كيف أو أنّا

قبلنا وأوفينا به ثمّ خانكم

أناس وما خُنّا وحالوا وما حُلنا

طهرتم فطُهّرنا بفاضل طهركم

وطبتم فمن آثار طيبكم طِبنا

فما شئتم ومههما كرهتموا

كرهنا، وما قلتم رضينا وصدّقنا

١٧٠

فنحن مواليكم تحنّ قلوبنا

إليكم إذا إلف إلى إلفه حنّا

نزوركم سعيا وقلّ لحقكم

لو أنّا على أحداقنا لكم زُرنا

ولو بُضعت أجسادنا في هواكم

إذن لم نحل عنه بحاٍل ولا زلنا

وآبائنا منهم ورثنا ولاءكم

ونحن إذا مِتنا نورّثه الأبنا

وأنتم لنا نعم التجارة لم نكن

لنحذر خسراناً بها لا ولا غبنا

وما لي لا اثني عليكم وربّكم

عليكم بحسن الذكر في كتُبه أثنى

وإن أباكم يقسم الخلق في غدٍ

فيسكن ذا ناراً ويُسكن ذا عدنا

وأنتم لنا غوثٌ وأمنٌ ورحمة

فما منكم بدّ ولا عنكم مغنى

ونعلم أن لو لم ندن بولائكم

لما قُبلت أعمالنا أبداُ منّا

وأن، إليكم في المعاد إيابنا

إذا نحن من أجداثنا سُرعاً قمنا

وأن عليكم بعد ذاك حسابنا

إذا ما وفدنا يوم ذاك وحوسبنا

وأن موازين الخلايق حبّكم

فأسعدهم مَن كان أثقلهم وزنا

وموردنا يوم القيامة حوضكم

فيظما الذي يُقصى ويُروى الذي يُدنى

وأمر صراط الله ثم إليكم

فطوبا لنا إذ نحن عن أمركم جُزنا

وما ذنبنا عند النواصب ويلهم

سوى أنّنا قوم بما دنتم دُنا

فإن كان هذا ذنبنا فتيقّنوا

بأنّا عليه لا انثينا ولا نُثنى

ولمّا رفضنا رافضيكم ورهطهم

رُفضنا وعودينا وبالرفض نُبّزنا

وإنا اعتقدنا العدل في الله مذهباً

ولله نزّهنا وإيّاه وحّدنا

وهم شبّهوا الله العليّ بخلقه

فقالوا: خُلقنا للمعاصي وأُجبرنا

فلو شاء لم نكفر ولو شاء أكفرنا

ولو شاء لم نؤمن ولو شاء آمنّا

وقالوا: رسول الله ما اختار بعده

إماماً لنا لكن لأنفسنا اخترنا

فقلنا: إذن أنتم إمام إمامكم

بفضل من الرحمن تهتم وما تهنا

ولكنّنا اخترنا الذي اختار ربّنا

لنا يوم « خمّ » لا ابتدعنا ولا جُرنا

سيجمعنا يوم القيامة ربّنا

فتجزون ما قلتم ونُجزى بما قلنا

هدمتم بأيديكم قواعد دينكم

ودينٌ على غير القواعد لا يُبنى

١٧١

ونحن على نور من الله واضح

فيا رب زدنا منك نوراً وثبتنا

وظن ابن حمّاد جميل برَبه

وأحرى به أن لا يخيب له ظنّا

بنى المجد لي شنّ بن أقصى فحزته

تُراثاً جزى الرحمن خيراً أبي شنّا

وحسبي بعد القيس في المجد والدي

ولي حسب عبد القيس مرتبةً تبنى

وخالي تميم تمّ مجدي بفخره

فنلت بذا مجداً ونلت بذا أمنا

ودونك لاما للقلائد هذّبت

مديحا فلم تترك لذي مطمعن طعنا

ولا ظل أو أضحى ولا راح واغتدى

تأمل لا عينٌ تراه ولا لحنا

فصاحة شعري مذ بدت لذوي الحجى

تمثّلت الأشعار عنده لكنا

وخير فنون الشعر ما رقّ لفظه

وجلّت معانيه فزادت بتها حسنا

وللشعر علم إن خلا منه حرفه

فذاك هذاء في الرؤوس بلا معنى

إذا ما أديب أنشد الغثّ خلته

من الكرب والتنغيص قد ادخل السجنا

إذا ما رأوها أحسن الناس منطقاً

وأثبتهم قولاً وأطيبهم لحنا

تلذّ بها الأسماع حتى كأنها

ألذّ من أيام الشبيبة أو أهنى

وفي كل بيت لذة مستجدّة

إذا ما انتشاه قيل يا ليته ثنّى

تقبّلها ربّي ووفّى ثوابها

وثقّل ميزاني بخيراتها وزنا

وصلّى على الأطهار من آل احمد

إله السما ما عسعس الليل أو جنّا

  وقال أبو الحسن علي بن حماد العبدي البصري يمدح امير المؤمنين عليا صلوات الله عليه:

هل في سؤالك رسم المنزل الخربِ

برء لقلبك من داء الهوى الوصب

أم حره يوم وشك البين يبرده

ما استحدرته النوى من دمعك السرب

هيهات أن ينفذ الوجد المثير له

نأي الخليط الذي ولي ولم يؤب

يا رائد الحي حسب الحي ما ضمنت

له المدامع من ماء ومن عشب

ما خلت من قبل ان حالت نوى قذف

ان العيون لهم أهمى من السحب

بانوا فكم أطلقوا دمعاً وكم أسروا

لُبّاً وكم قطعوا للوصل من سبب

١٧٢

من غادرٍ لم أكن يوماً أُسرّ به

غدرا وما الغدر من شأن الفتى العربي

وحافظ العهد يبدي صفحتي فرح

للكاشحين ويخفى وجد مكتئب

بانوا قباباً وأحباباً تصونهم

عن النواظر أطراف القنا السلب

وخلّفوا عاشقاً ملقى رمى خلساً

بطرفه خدر مَن يهوى فلم يصب

ألقى النحول عليه برده فغدا

كأنه ما نسوا في الدار من طنب

لهفي لما استودعت تلك القباب وما

حجبن من قضبٍ عنا ومن كثب

من كل هيفاء أعطاف هضيم حشى

لعساء مرتشف غراء منتقب

كأنما ثغرها وهنا وريقتها

ما ضمت الكاس من راح ومن حبب

وفي الخدور بدور لو برزن لنا

برّدن كل حشى بالوجد ملتهب

وفي حشاي غليل بات يضرمه

شوق الى برد ذاك الظلم والشنب

يا راقد اللوعة أهبب من كراك فقد

بان الخليط ويا مضني الغرام ثِب

أما وعصر هوى دبّ العزاء له

ريب المنون وغالته يد النوب

لاشرقن بدمعي إن نأت بهم

دار ولم أقض ما في النفس من أرب

ليس العجيب بأن لم يبق لي جلد

لكن بقائي وقد بانوا من العجب

شيتُ ابن عشرين عاماً والفراق له

سهم متى ما يصب شمل الفتى يشب

ما هزّ عطفي من شوق الى وطني

ولا اعتراني من وجد ومن طرب

مثل اشتياقي من بُعد ومنتزح

الى الغري وما فهي من الحسب

أزكى ثرى ضمّ أزكى العالمين فذا

خير الرجال وهذا أشرف الترب

إن كان عن ناظري بالغيب محتجبا

فإنه عن ضميري غير محتجب

مرّت عليه ضروع المزن رائحة

من الجنوب فروّته من الحلب

من كل مقربة إقراب مرزمةٍ

ارزام صادية الازواد والقرب

يذيبها حرّ نيران البروق وما

لهن تحت سجاليها من اللهب

بل جاد ما ضم ذاك الترب من شرف

مزنَ المدامع من جار ومنسكب

تهفو اشتياقا إليه كل جارحة

مني ولا مثلما تجتاح في رحب

ولو تكون لي الايام مسعدة

لطاب لي عنده بعدي ومقتربي

١٧٣

يا راكبا جسره تطوي مناسمها

ملآءة البيد بالتقريب والخب

هو جآء لا يطعم الانضآء غاربها

مسرى ولا تتشكى مؤلم التعب

تقيّد المغزل الادماء في صعَدٍ

وتطلح الكاسر الفنخاء في جنب

تثني الرياح اذا مرّت بغايتها

حسر الطلآئح بالغيطان والخرب

بلّغ سلامي قبرا بالغري حوى

أوفى البرية من عجم ومن عرب

واجعل شعاري لله الخشوع به

وناد خير وصي صنو خير نبي

اسمع أبا حسن ان الأولى عدلوا

عن حكمك انقلبوا عن خير منقلب

ما بالهم نكبوا نهج النجاة وقد

وضحته واقتفوا نهجاً من العطب

ودافعوك عن الأمر الذي اعتلقت

زمامه من قريش كف مغتصب

ظلت تجاذبها حتى لقد خرمت

خشاشها تربت من كف مجتذب

وكان بالأمس منها المستقيل فلِم

أرادها اليوم لو لم يأتِ بالكذب

وانت توسعه صبراً على مضض

والحلم أحسن ما يأتي مع الغضب

حتى إذا الموت ناداه فاسمعه

والموت داع متى يدع امرءاً يجب

حبابها زفرا فاعتاض محتقباً

منه بافضع محمول ومحتقب

وكان أول من أوصى ببيعته

لك النبي ولكن حال من كثب

حتى إذا ثالث منهم تقمصّها

وقد تبدّل منها الجد باللعب

عادت كما بدأت شوهاء جاهلة

تجرّ فيها ذئاب آكلة الغلب

وكان عنها لهم في خم مزدجر

لمّا رقى احمد الهادي على قتب

وقال والناس من دان اليه ومن

ثاوٍ لديه ومن مصغ مرتقب

قم يا علي فاني قد أمرت بأن

ابلّغ الناس والتبليغ أجدر بي

إني نصبت علياً هادياً علماً

بعدي وأن علياً خير منتصب

فبايعوك وكل باسط يده

اليك من فوق قلب عنك منقلب

عافوك لا مانع طولا ولا حصر

قولا ولا لهج بالغش والريب

وكنت قطب رحى الاسلام دونهم

ولا تدور رحى إلا على قطب

ولا تماثلهم في الفضل مرتبة

ولا تشابههم في البيت والنسب

١٧٤

وان هززت قناة ظلت توردها

وريد ممتنع في الروح مجتنب

ان تلحظ القرن والعسّال في يده

يظل مضطربا في كف مضطرب

ولا تسلّ حساماً يوم ملحمة

إلا وتحجبه في رأس محتجب

كيوم خيبر إذ لم يمتنع زفر

عن اليهود بغير الفر والهرب

فاغضب المصطفى اذ جرّ رايته

على الثرى ناكصا يهوى على العقب

فقال اني ساعطيها غداً لفتى

يحبه الله والمبعوث منتجب

حتى غدوت بها جذلان مخترقا

مظنة الموت لا كالخائف النحب

جم الصلادم والبيض الصوارم و

الزرقُ اللهادم والماذيّ واليلب

فالأرض من لاحقيات مطهمة

والمستظل مثار القسطل الهدب

وعارض الجيش من تقع بوارقه

لمع الأسنة والهندية القضب

اقدمت تضرب صبراً تحته فغدا

يصوب مزنا ولو أحجمت لم يصب

غادرت فرسانه من هارب فرق

أو مقعص بدم الأوداج مختضب

لك المناقب يعيى الحاسبون لها

عدّاً ويعجز عنها كل مكتتب

كرجعة الشمس إذ رمت الصلوة وقد

راحت توارى عن الابصار بالحجب

ردّت عليك كأن الشهب ما اتضحت

لناظرٍ وكأن الشمس لم تغب

وفي براءة انباء عجائبها

لم تطوعن نازح يوماً ومقترب

وليلة الغار لما بتّ ممتلئا

أمنا وغيرك ملآن من الرعب

ما أنت إلا أخو الهادي وناصره

ومظهر الحق والمنعوت في الكتب

وزوج بضعته الزهراء يكنفها

دون الورى وابو ابنائه النجب

من كل مجتهد في الله معتضد

بالله معتقد لله محتسب

وارين هادين إن ليل الظلام دجا

كانوا لطارقهم أهدى من الشهب

لقبتُ بالرفض لما أن منحتهم

ودّي وأحسن ما ادعى به لقبي

صلوة ذي العرش تترى كل آونة

على ابن فاطمة الكشاف للكرب

وابنيه من هالك بالسم مخترم

ومن معفّر خدٍ بالثرى ترب

لولا السقيفة ما قاد الذين هم

أبناء حرب اليهم جحفل الحرب

١٧٥

والعابد الزاهد السجاد يتبعه

وباقر العلم داني غاية الطلب

وجعفر وابنه موسى ويتبعه

البر الرضا والجواد العابد الدئب

والعسكريين والمهدي قائمهم

ذي الأمر لابس أثواب الهدى القشب

مَن يملأ الارض عدلاً بعدما ملئت

جوراً ويقمع أهل الزيغ والشغب

القائد البُهم الشوس الكماء الى

حرب الطغاة على قبّ الكلا شزب

أهل الهدى لا أناس باع بائعهم

دين المهيمن بالدنيا وبالرتب

لو أن أضغانهم في النار كامنة

لأغنت النار عن مذكٍ ومحتطب

يا صاحب الكوثر الرقراق زاخره

ذُد النواصب عن سلساله العذب

قارعت منهم كماة في هواك بما

جرّدت من خاطر أو مقول ذرب

حتى لقد وسمت كلماً جباههم

خواطري بمضاء الشعر والخطب

إن ترضَ عني فلا أسديت عارفة

إن سائني سخط أُمّ برّة وأبِ

صحبت حبك والتقوى وقد كثرت

لي الصحاب فكانا خير مصطحب

فاستجل من خاطر العبدي آنسة

طابت ولو جاوزت مغناك لم تطب

جاءت تمايل في ثوبي حباً وهدى

اليك حالية بالفضل والأدب

أتعبت نفسي ونفسي بعد عارفة

بأن راحتها في ذلك التعب

  وقال يمدحه صلوات الله عليه ويرثي ولده الحسين عليه‌السلام :

شجاك نوى الاحبة كيف شاءا

بداء لا تصيب له دواءا

ابانوا الصبر عنك غداة بانوا

ورحّل عنك من رحلوا العزاءا

واعشوا بالبكا عينيك لما

حدا الحادي بفرقتهم عشاءا

لعمر أبيك ليس الموت عندي

وبينهم كما زعموا سواءا

فإن الموت للمضنى مريح

ومضنى البين مزداد بلاءا

سل العلماء هل علموا فسموا

سوى داء الهوى داءا عياءا

وهل ساد البرية غير قوم

عليهم احمد مدّ العباءا

رقى جبريل إذ جعلوه منهم

ففاخر كل من سكن السماءا

١٧٦

رآهم آدم أشباح نور

بساق العرش مشرقة ضياءا

هناك بهم توسل حين أخطأ

فكفّر ربه عنه الخطاءا

فمنهم ذلك الطهر المرجى

عليّ اذ نُنيط به الرجاءا

امير المؤمنين أبو تراب

ومن بترابه نلفي الشفاءا

خليفة ربنا في الأرض حقا

له فرض الخلافة والولاءا

وعلّمه القضايا والبلايا

وفهّمه الحكومة والقضاءا

وسمّاه عليا في المثاني

حكيما كي يتم له العلاءا

وأعطاه أزمة كل شيء

فليس يخاف من شيء اباءا

فأبدع معجزات ليس تخفى

وهل للشمس قط ترى خفاءا

وشبهه ابن مريم في مثال

أراد به امتحانا وابتلاءا

فواضل فضله لو عددوها

اذن ملأت بكثرتها الفضاءا

إمام ما انحنى للآت يوما

ولم يعكف على العزى انحناءا

وواخاه النبي فلم يخنه

كمن قد خان بل حفظ الاخاءا

وعاهده فلم يغدر ولكن

وفاه ومثله حفظ الوفاءا

وكم عرضت له الدنيا حضورا

فجاد بها لعافيها سخاءا

شفى بالعلم سائله وأغنى

ببذل المال سائله عطاءا

هو الصدّيق اول مَن تزكى

وصدّق احمد الهادي ابتداءا

هو الفاروق إن هم أنصفوه

به عرفوا السعادة والشقاءا

صلوة الله دائمة عليه

ورحمته صباحا أو مساءا

فقد ابقت مودته بقلبي

نوازع تستطير بي ارتقاءا

ولي في كربلاء غليل كرب

يواصل ذلك الكرب البلاءا

غداة غدا ابن سعد مستعداً

لقتل السبط ظلما واعتداءا

فاصبح ظاميا مع ناصريه

فكل منهم يشكو الظماءا

ولم يالوا مواساة وبذلا

بانفسهم لسيدهم فداءا

الى أن جُدّلوا عطشا فنالوا

من الله المثوبة والجزاءا

١٧٧

وامسى السبط منفردا وحيدا

ولم يبلغ من الماء ارتواءا

فاوغل فيهم كالليث لما

رأى في غيله نعماً وشاءا

ولما أثخنوه هوى صريعا

فبزوه العمامة والرداءا

وعلّوا رأسه في رأس رمح

كبدر التم قد نشر الضياءا

وأبرزن النساء مهتكات

سبايا لسن يعرفن السباءا

فلما أن بصرن به صريعاً

وقد جعل التراب له وطاءا

تغطيه نصولهم ولكن

حوامي الخيل كشّفت الغطاءا

سقطن على الوجوه مولولات

وأُعدِ من التصبر والعزاءا

تناديه سكينة وهي حسرى

وليس بسامع منها النداءا

أبي ليت المنية عاجلتني

وكنت من المنون لك الفداءا

أبي لا عشت بعدك لا هنت لي

حياتي لا تمتعتُ البقاءا

رجوتك ان تعيش ليوم موتي

ولكن خيّب الدهر الرجاءا

ابي لو تنفع العدوى لمثلي

على خصمي لخاصمت القضاءا

لو أن الموت قدّمني وأبقى

حسيناً كان أحسن ما أساءا

ابي شمتَ العدو بنا وأعطى

مناه من الشماتة حيث شاءا

هتكنا بعد صون في خبانا

وهتّكت العدى منا الخباءا

ابي لو تنظر الصغرى بذل

تساق كما يسوقون الاماءا

اذا سلب القناع الرجس عنها

تخمّر وجهها بيدٍ حياءا

أبي حان الوداع فدتك نفسي

فعدني بعد توديعي لقاءا

فيا قمراً تغشّاه خسوفٌ

كما في التم مطلعه أضاءا

ويا غصناً حنت ريح المنايا

غضاضته كما اعتدل استواءا

ويا ريحانة لشميم طاها

أعادتها ذوابلهم ذواءا

بكته الأرض والثاوي عليها

أسى وبكاء مَن سكن السماءا

وقد بكت السماء عليه شجواً

وأذرت من مدامعها دماءا

سيفنى بالاسى عمري عليه

ولست أرى لمرزاتي فناءا

١٧٨

سأبكيه وأُسعد من بكاه

واجعل ندبه ابدا عزاءا

وامدح آل احمد طول عمري

وأوسع مَن يعاديهم هجاءا

واحفظ عهدهم سراً وجهراً

ولا أبغي لغيرهم الوفاءا

واعتقد الولاء لهم حياتي

وممن خان عهدهم البراءا

وأعلم أنهم خير البرايا

وأفضلهم رجالا أو نساءا

فمن ناواهم بالفضل يوما

فليس برابحٍ إلا العناءا

ولم يك بالولاء لهم مقرّاً

لاصبح برّه ابدا هباءا

فيا مولاي وهو لك انتساب

أنال به لعمرك كبرياءا

اليك من ابن حماد قريضا

هو الياقوت أو أبهى صفاءا

وقال يمدحه ويذكر بعض مناقبه ويرثي ولده الحسين صلوات الله عليهما:

دعوت الدمع فانسكب انسكابا

وناديت السلو فما اجابا

وهل لك أن يجيب فتى حزينا

رأت عيناه بالطف اكتئابا

وكيف يملّ شيعيّ منيب

الى الطف المجيئ أو الذهابا

يحار اذا رأيت الحَيَر فكري

لهيبته فلم أملك خطابا

وحق لمن حوى ما قد حواه

من النور المقدس أن يهابا

سلالة أحمد وفتى علي

فيالك منسبا عجبا عجابا

فكان محمد هنيّ وعزّي

به عن ربه دأبا فدابا

ربا في حجر جبريل وناعى

له ميكال وانتحبا انتحابا

وساد وصنوه الحسن المزكى

من اهل الجنة الغُرّ الشبابا

هما ريحانتا المختار طيبا

اذا والاهما الشم استطابا

وقرطا عرش رب العرش تبّت

يدا من سنّ ظلمهما تُبابا

سقي هذا المنون بكاس سمٍّ

وذاك بكربلا منع الشرابا

سأخضب وجنتي بدماء عيني

لشيبته وقد نصلت خضابا

وألبس ثوب أحزاني لذكري

له عريان قد سلب الثيابا

١٧٩

فوا حزنا عليه وآل حرب

ترويّ البيض منه والحرابا

وواحزنا ورأس السبط يسري

كبدر التم قد عُلي شَهابا

وواحزنا ونسوته سبايا

وقد هتك العرى منها الحجابا

وقد سفرت لدهشتها وجوها

تعوّدت التخمر والنقابا

وقد جزّت نواصيها وشدّت

بها الأوساط لم تأل انتدابا

وزينب في النساء لها رنين

يكاد يفطرّ الصمّ الصلابا

تنادي يا أخي ما لليالي

تجدد كل يوم لي مصابا

فقدتُ أحبتي ففقدت صبري

وقد لاقيت أهوالاً صعابا

وكنتَ بقية الماضين عندي

به أسلو اذا ما الخطب نابا

فبعدك من ترى أرجوه ذخراً

اذا ما الدهر ينقلب انقلابا

وأعظم حسرتي أني اذا ما

دعوتك لم تردّ لي الجوابا

فلِم أبعدتني يا سؤل قلبي

وما عوّدتني إلا اقترابا

لو أنّ عُشير ما ألقاه يُلقى

على زبر الحديد إذن لذابا

أخي لو أن عينك عاينتني

لما قرّت بكاء وانتحابا

فكنت ترى الأرامل واليتامى

يحثّ السائقون بها الركابا

وكنت ترى سكينة وهي تبكي

وتخفي الصوت خوفاً وارتقابا

وفاطمة الصغيرة قد كساها

شمول الضيم ذلا واكتئابا

تنادي وهي باكية أباها

وقد هتك العدى منها الحجابا

حلفتُ برب مكة حلف برّ

ومن أجرى بقدرته السحابا

فما قتل الحسين سوى أناس

لقتل محمد دفعوا الدبابا

وراموا قتل والده عليّ

وحازوا إرث فاطمة اغتصابا

سيعلم ظالم الاطهار ماذا

يُعدُّ له وينقلب انقلابا

وكيف يجيب سائله وماذا

يعد له اذا ورد الحسابا

كلاب النار كانوا دون شك

كما يروون ان لها كلابا

فليس يشم ريح الخلد كلب

ورب العرش يصليه عذابا

١٨٠

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

يا سماعة بن مهران، إنه من أساء منكم إساءة مشينا الى الله تعالى يوم القيامة بأقدامنا فنشفع فيه فنخلصه، والله لا يدخل النار منكم عشرة رجال، والله لا يدخل النار منكم خمسة رجال، والله لا يدخل النار منكم ثلاثة رجال، والله لا يدخل النار منكم رجل واحد، فتنافسوا في الدرجات، وأكمدوا أعداءكم بالورع. انتهى.

ولا بد أن يكون مقصود الإمام الباقرعليه‌السلام محبي أهل البيت المؤمنين المقبولين عند الله تعالى.

وفي تأويل الآيات: ٢/١٥٥:

وروى الشيخ أبو جعفر الطوسي قدس الله روحه عن رجاله، عن زيد بن يونس الشحام، عن أبي الحسن موسى بن جعفرعليه‌السلام قال: قلت لأبي الحسنعليه‌السلام : الرجل من مواليكم عاقٌ يشرب الخمر، ويرتكب الموبق من الذنب نتبرأ منه؟

فقال: تبرؤوا من فعله، ولا تتبرؤوا من خيره، وابغضوا عمله.

فقلت: يتسع لنا أن نقول: فاسقٌ فاجر؟

فقال: لا، الفاسق الفاجر الكافر الجاحد لنا ولأوليائنا، أبى الله أن يكون ولينا فاسقاً فاجراً وإن عمل ما عمل، ولكنكم قولوا: فاسق العمل فاجر العمل مؤمن النفس، خبيث الفعل طيب الروح والبدن.

لا والله لا يخرج ولينا من الدنيا إلا والله ورسوله ونحن عنه راضون، يحشره الله على ما فيه من الذنوب، مبيضاً وجهه، مستورة عورته، آمنة روعته، لا خوف عليه ولا حزن. وذلك أنه لا يخرج من الدنيا حتى يصفى من الذنوب، إما بمصيبة في مال أو نفس أو ولد أو مرض، وأدنى ما يصنع بولينا أن يريه الله رؤيا مهولة فيصبح حزيناً لما رآه، فيكون ذلك كفارةً له. أو خوفاً يرد عليه من أهل دولة الباطل، أو يشدد عليه عند الموت، فيلقى الله عز وجل طاهراً من الذنوب، آمنة روعتة بمحمد وأمير المؤمنين، صلوات الله عليهما.

ثم يكون أمامه أحد الأمرين: رحمة الله الواسعة التي هي أوسع من أهل الأرض جميعاً، أو شفاعة محمد وأمير المؤمنين صلوات الله عليهما، إن أخطأته رحمة الله

٢٤١

أدركته شفاعة نبيه وأمير المؤمنين، فعندها تصيبه رحمة الله الواسعة، وكان أحق بها وأهلها، وله إحسانها وفضلها. انتهى.ورواه في أصل زيد الزراد/٥١

ولا بد أن يكون المقصود بوليهم المؤمن المقبول عند الله تعالى.

وفي بحار الأنوار: ٨/٣٦٢:

تذييل: اعلم أن الذي يقتضيه الجمع بين الآيات والأخبار أن الكافر المنكر لضروري من ضروريات دين الإسلام مخلدٌ في النار، لا يخفف عنه العذاب إلا المستضعف الناقص في عقله، أو الذي لم يتم عليه الحجة، ولم يقصر في الفحص والنظر، فإنه يحتمل أن يكون من المرجون لأمر الله، كما سيأتي تحقيقه في كتاب الايمان والكفر. وأما غير الشيعة الإمامية من المخالفين وسائر فرق الشيعة ممن لم ينكر شيئاً من ضروريات دين الإسلام فهم فرقتان:

إحداهما، المتعصبون المعاندون منهم ممن قد تمت عليهم الحجة فهم في النار خالدون.

والأخرى، المستضعفون منهم وهم الضعفاء العقول مثل النساء العاجزات والبله وأمثالهم، ومن لم يتم عليه الحجة ممن يموت في زمان الفترة، أو كان في موضع لم يأت اليه خبر الحجة، فهم المرجون لأمر الله، إما يعذبهم وإما يتوب عليهم، فيرجى لهم النجاة من النار.

وأما أصحاب الكبائر من الإمامية فلا خلاف بين الإمامية في أنهم لا يخلدون في النار، وأما أنهم هل يدخلون النار أم لا؟ فالأخبار مختلفة فيهم اختلافاً كثيراً.

ومقتضى الجمع بينها أنه يحتمل دخولهم النار، وأنهم غير داخلين في الأخبار التي وردت أن الشيعة والمؤمن لا يدخل النار، لأنه قد ورد في أخبار أخر أن الشيعة من شايع علياً في أعماله، وأن الايمان مركبٌ من القول والعمل.

لكن الأخبار الكثيرة دلت على أن الشفاعة تلحقهم قبل دخول النار، وفي هذا التبهيم حكم لا يخفى بعضها على أولي الأبصار.

٢٤٢

الأولى بشفاعة النبي وآلهصلى‌الله‌عليه‌وآله

في مستدرك الوسائل: ٨/٤٤٢:

وبهذا الاسناد: عن علي بن أبي طالب قال: قيل يا رسول الله ما أفضل حال أعطي للرجل؟

قال: الخلق الحسن، إن أدناكم مني وأوجبكم عليّ شفاعة: أصدقكم حديثاً، وأعظمكم أمانة، وأحسنكم خلقاً، وأقربكم من الناس.

ورواه في ص ٤٥٤، وفي ١١/١٧١

وفي تفسير نور الثقلين: ١/٧٧:

في كتاب الخصال عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: ثلاثٌ من كن فيه استكمل خصال الايمان: من صبر على الظلم وكظم غيظه، واحتسب وعفى وغفر، كان ممن يدخله الله تعالى الجنة بغير حساب، ويشفعه في مثل ربيعة ومضر.

وفي المقنعة/٢٦٧:

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : إني شافع يوم القيامة لأربعة أصناف ولو جاؤوا بذنوب أهل الدنيا: رجلٌ نصر ذريتي، ورجلٌ بذل ماله لذريتي عند الضيق، ورجلٌ أحب ذريتي بالقلب واللسان، ورجلٌ سعى في حوائج ذريتي إذا طردوا وشردوا.

**

وفي فردوس الأخبار للديلمي: ٥/ ١٠٧ ح ٧٣٢٧:

أنس بن مالك: وعدني ربي عز وجل في أهل بيتي: من أقر منهم بالتوحيد ولي بالبلاغ، أن لا يعذبهم.

وفي فردوس الأخبار: ١/٥٤ ح ٢٨:

عبد الله بن عمر: أول من أشفع له يوم القيامة من أمتي أهل بيتي ثم الأقرب فالأقرب ثم الأنصار. ثم من آمن بي واتبعني من اليمن، ثم سائر العرب والأعاجم. ومن أشفع له أولاً أفضل.

٢٤٣

وفي الطبراني الكبير: ١٢/٤٢١:

عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أول من أشفع له يوم القيامة أهل بيتي، ثم الأقرب فالأقرب من قريش، ثم الأنصار ثم من أمن بي واتبعني من اليمن، ثم سائر العرب، ثم الأعاجم، وأول من أشفع له أولوا الفضل.

ورواه الهيثمي في مجمع الزوائد: ١٠/٣٨١

وفي مجمع الزوائد: ١٠/٣٨٠:

باب في أول من يشفع لهم: عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أول من أشفع له من أمتي أهل بيتي، ثم الأقرب فالأقرب من قريش والأنصار، ثم آمن بي واتبعني من أهل اليمن، ثم من سائر العرب، ثم الأعاجم. وأول من أشفع له أولو الفضل. رواه الطبراني، وفيه من لم أعرفهم.

الدعاء للنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله باعطائه الشفاعة

في الكافي: ٣/١٨٧:

علي بن ابراهيم، عن أبيه، عن عبدالله بن المغيرة، عن رجل، عن سليمان بن خالد، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: تقول: أشهد أن لا الَه إلا الله، وأشهد أن محمداً رسول الله، اللهم صل على محمد عبدك ورسولك، اللهم صل على محمد وآل محمد، وتقبل شفاعته، وبيض وجهه، وأكثر تبعه.

وفي الصحيفة السجادية ١/٢٩١:

اللهم اجعل محمداً أول شافع وأول مشفع، وأول قائل، وأنجح سائل.

اللهم صل على محمد وآل محمد سيد المرسلين وامام المتقين وأفضل العالمين وخير الناطقين، وقائد الغر المحجلين، ورسول رب العالمين.

اللهم أحسن عنا جزاءه، وعظم حباءه وأكرم مثواه وتقبل شفاعته في أمته وفي من سواهم من الأمم، واجعلنا ممن تشفعه فيه، واجعلنا برحمتك ممن يرد حوضه يوم القيامة.

٢٤٤

وفي تهذيب الأحكام: ٦/١٠٠:

وبموالاتكم تقبل الطاعة المفترضة، ولكم المودة الواجبة والدرجات الرفيعة، والمكان المحمود والمقام المعلوم عند الله عز وجل، والجاه العظيم، والشأن الكبير والشفاعة المقبولة.

ربنا آمنا بما أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين، ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك انت الوهاب سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا.

يا ولي الله إن بيني وبين الله عز وجل ذنوباً لا يأتي عليها إلا رضاكم، فبحق من ائتمنكم على سره، واسترعاكم أمر خلقه، وقرن طاعتكم بطاعته، لما استوهبتم ذنوبي، وكنتم شفعائي، فإني لكم مطيع.

من أطاعكم فقد أطاع الله، ومن عصاكم فقد عصى الله، ومن أحبكم فقد أحب الله، ومن أبغضكم فقد أبغض الله.

اللهم إني لو وجدت شفعاء أقرب اليك من محمد وأهل بيته الأخيار الأئمة الأبرار لجعلتهم شفعائي، فبحقهم الذي أوجبت لهم عليك، أسألك أن تدخلني في جملة العارفين بهم وبحقهم، وفي زمرة المرحومين بشفاعتهم، إنك أرحم الراحمين.

الدعاء بطلب الشفاعة لوالديه وأقاربه

في الصحيفة السجادية ١/٣٤٧:

اللهم رب هذه الأمكنة الشريفة، ورب كل حرم ومشعر عظمت قدره وشرفته... واغفر لي ولوالدي ولمن ولدني من المسلمين، وارحمهما كما ربياني صغيرا، واجزهما عني خير الجزاء، وعرفهما بدعائي لهما ما يقر أعينهما، فإنهما قد سبقاني الى الغاية، وخلفتني بعدهما، فشفعني في نفسي وفيهما، وفي جميع أسلافي من المؤمنين والمؤمنات، في هذا اليوم يا أرحم الراحمين. انتهى.

٢٤٥

٢٤٦

الباب الرابع

مسائل الاستشفاع والتوسل والاستغاثة

٢٤٧

٢٤٨

الفصل الأول

مسائل حول التوسل

المسألة الأولى: مفردات التوسل

وقع خلط في مسائل هذا الباب ومعاني مفرداته، فكان لا بد من تمييزها.

وأهم المفردات المستعملة في التوسط بين الانسان وربه عز وجل، هي:

الدعاء، النداء، التوسل، التذرع، الاستشفاع، الاستعانة، الاستغاثة، السؤال به، التوجه به. ويتصل بها: التضرع، والابتهال، والتبرك..

وقد استعمل الإسلام كلمات: الشفاعة والتوسل والاستشفاع والتوجه الى الله تعالى، بعمل، أو شخص، أو سؤاله بكرامته عليه، أو حقه، أو جاهه عنده.. الخ. بنفس معناها اللغوي، وهو التوسط الى الله تعالى بعمل أو بشخص، أو طلب التوسط من ذلك الشخص الى الله تعالى.

ويتخيل بعضهم أن توسيط شخص الى شخص أو الى الله تعالى، يتضمن إشراكه في مقام المتوسط اليه، وهو خطأٌ لأن التوسيط يدل على أن للواسطة وجاهةً ما، يؤمل بها أن يقبل المتوسط اليه شفاعته.

٢٤٩

فمعنى الشراكة في الألوهية معنى آخر لا يأتي من التوسيط، بل قد يكون من عقيدة المتوسط ونيته، وقد لا يكون أصلاً.

وسوف تعرف بطلان دعوى ابن تيمية وأتباعه تحريم بعض أنواع التوسيط بحجة أنه يتضمن شركاً بالله تعالى، وأن الشرك لا يأتي من التوسيط بل من خارجه.

ويبدو أن أقوى معاني التوسيط: سؤال الله تعالى بشخص، أو بعمل.. ويأتي بعده في المرتبة: التوسل والتوجه به الى الله تعالى.

ففي روضة الواعظين للنيسابوري ص ٣٢٧، أن أبا بصير سأل الإمام الصادقعليه‌السلام : ما كان دعاء يوسف في الجب، فإنا قد اختلفنا فيه؟

قال: إن يوسف لما صار في الجب وآيس من الحياة قال: اللهم إن كانت الخطايا والذنوب قد أخلقت وجهي عندك فلن ترفع لي اليك صوتاً، ولن تستجيب لي دعوة فإني أسألك بحق الشيخ يعقوب، فارحم ضعفه واجمع بيني وبينه، فقد علمت رقته علي وشوقي اليه. قال: ثم بكى أبو عبد اللهعليه‌السلام ثم قال: وأنا أقول:

اللهم إن كانت الخطايا والذنوب قد أخلقت وجهي عندك فلن ترفع لى اليك صوتا ولن تستجيب دعوة، فإني أسألك بك فليس كمثلك شيء، وأتوجه اليك بمحمد نبيك نبي الرحمة، يا الله يا الله يا الله.

قال ثم قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : قولوا هذا وأكثروا منه، كثيراً ما أقوله عند الكرب العظام. انتهى.

ونلاحظ أن الإمام الصادقعليه‌السلام أجرى تعديلاً على دعاء نبي الله يوسفعليه‌السلام ، وجعل السؤال فجعله بالله تعالى وحده، وجعل التوجه اليه بنبيه محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله .

وهو يدل على أن سؤال الله تعالى بالشيء أعظم من التوجه اليه به.

فالتوجه هو أن يقدم السائل شخصاً له وجهةٌ عند المسؤول.

والسؤال به يشبه المطالبة بحق للمسؤول به على المسؤول.

والاستشفاع قريبٌ من التوجه، وهو توسيط من له حق الوساطة.

٢٥٠

ولا يبعد أن يكون التوسل أعم منها جميعاً، لأنه توسيط من له وجهة عند المسؤول، أو له حق عنده، أو له حق شفاعة ووساطة..

وقد يكون التوسل غير ناظر الى حق المسؤول به نهائياً بل ناظرٌ الى مسيس حاجة السائل المتوسل، فيكون التوسل من هذه الناحية على نحو القضية المهملة.

والذي أعتقده أن هذه التعبيرات الأربع ( التوجه بشخص أو شيء، والتوسل به، والاستشفاع به، والسؤال به ) غير مترادفة، ويتضح ذلك من استعمالات القرآن والنبي وآله لها، وهم أفصح من نطق بالضاد، وأعلم الناس بالله تعالى وأدب سؤاله. وأن ما نراه من ترادفها فهو بالنظرة الأولى.

ويحتمل في بعضها أن المعصومينعليهم‌السلام أقروا ترادفها تخفيفاً على الأمة، أو أن الراوي اشتبه في نقلها لترادفها في ذهنه.

ويؤيد ذلك أن الإمام الصادقعليه‌السلام قال ( وأنا أقول.. وفي رواية ولكني أقول ) وهو بذلك لم يخطيء يوسفعليه‌السلام بسؤاله بأبيه يعقوب، ولكنه ارتقى في أدب الدعاء فسأل الله تعالى به وحده، مشيراً بذلك الى أن حق يعقوب وحق جميع الرسل والعباد إنما هو تفضل من الله تعالى وليس ذاتياً، فالتوجه بمقام الجاه الذي أعطاهم الله أنسب.

وفي هذا الموضوع بحوثٌ مفيدة لطيفة، يحسن لمن أرادها أن يتأمل في نصوص أدعية الصحيفة السجادية، ففيها أنواع المعرفة بالله تعالى، وأدب سؤاله ودعائه، وفيها خصائص الكلمات العربية، التي ليس فيها مترادفٌ بالمعنى الدقيق!

الدعاء والنداء:

توسع العرب في مادة ( دَعَوَ ) واستعملوا مشتقاتها في معان كثيرة، مثل نداء الشخص لأي غرض حتى مجازاً، ودعائه الى طعام.. ومن ذلك الدعاء الى عبادة الله تعالى، أو غيره، كما قال تعالى ( ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك )!

٢٥١

قال الخليل في العين: ٢/٢٢١:

وفلانٌ في مدعاة إذا دعي الى الطعام. وتقول دعا دعاء، وفلان داعي قوم وداعية قوم: يدعو الى بيعتهم دعوة. والجميع: دعاة. انتهى.

وقال الراغب في المفردات/١٦٩:

الدعاء كالنداء، إلا أن النداء قد يقال بيا أو أيا ونحو ذلك، من غير أن يضم اليه الاسم، والدعاء لا يكاد يقال إلا إذا كان معه الاسم نحو يا فلان... ودعوته إذا سألته وإذا استغثته، قال تعالى ( قالوا ادع لنا ربك ) أي سله.

وقال ( قل أرأيتم أن أتاكم عذاب الله أو أتتكم الساعة أغير الله تدعون إن كنتم صادقين بل اياه تدعون ) تنبيها أنكم إذا أصابتكم شدة لم تفزعوا إلا اليه.

وادعوه خوفاً وطمعا. وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين. وإذا مس الانسان ضر دعا ربه منيباً اليه. وإذا مس الانسان الضر دعانا لجنبه.

ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك. انتهى.

وفي الفروق اللغوية لأبي هلال/٥٣٤:

الفرق بين النداء والدعاء: أن النداء هو رفع الصوت بماله معنى، والعربي يقول لصاحبه ناد معي ليكون ذلك أندى لصوتنا، أي أبعد له.

والدعاء يكون برفع الصوت وخفضه، يقال دعوته من بعيد ودعوت الله في نفسي، ولا يقال ناديته في نفسي. انتهى.

والنتيجة:

أن النداء الذي هو أحد معاني الدعاء، يشمل النداء لأي غرض كان، ويشمل النداء الحقيقي والمجازي.. وعليه فلا يصح زعمهم أن قول القائل ( يا محمد يا علي يا فاطمة ) هو حرامٌ وشرك، لأنه دعاء لغير الله تعالى وعبادة له!

٢٥٢

فإن ذلك يتبع عقيدة المنادي ونيته، فإن كانت نيته عبادتهم والعياذ بالله، فهو شرك أو كفر! أما إذا كان غرضه التوسل بهم الى الله تعالى، كما هو عقيدة الشيعة وعامة المتوسلين المستغيثين من المسلمين، والمتبادر الى أذهان عوامهم فضلاً عن علمائهم، فهو عبادةٌ لله تعالى وتوسلٌ اليه بالنبي وآله، الذين شرع التوسل بهم، صلوات الله عليهم.

وسيأتي أن الاستعانة والاستغاثة كالتوسل والاستشفاع وبقية ألفاظ التوسيط، معنىً وحكماً.

المسألة الثانية: التوسل في الأديان السابقة

هل كان مبدأ التوسل والاستشفاع الى الله تعالى بالأعمال والأشخاص موجوداً في الدين الالَهي قبل الإسلام؟

والجواب بالايجاب، لأن قوله تعالى في آخر سورة نزلت من القرآن:

( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) . المائدة - ٣٥

ليس دعوةً الى سنة جديدة، بل الى سنته سبحانه في الأديان السابقة.

ولذلك أبقى الوسيلة مطلقةً ولم يبينها، لأنها معهودةٌ في أذهان المتدينين بأنها التوسل الى الله تعالى بالأعمال الصالحة وبرسله وأوصيائهم، وبذلك تكون الآية إذناً للمسلمين بأن يتوسلوا اليه بأعمالهم وبنبيه وأوصيائه، كما كانت السنة في الأديان السابقة.

فإن قلت:

مادام الإسلام جاء بمبدأ الواسطة بين الله وعباده، وأمر به، فلماذا كل هذا الإنكار في القرآن والحديث على المشركين الذين اتخذوا آلهتهم ومعبوديهم وسائط بينهم وبين الله تعالى؟ وماذا يصير الفرق بينهم وبين المؤمنين؟!

٢٥٣

والجواب:

أن الفرق بين المؤمنين والمشركين في كل الأديان: أن المشركين جعلوا لله شركاء وشفعاء لم يأذن بهم، فأشركوهم معه بأنواع من التشريك الذي زعموه.

أما المؤمنون فوحدوا الله وأطاعوه، وهو الذي أمرهم باتخاذ الوسيلة اليه والتوجه اليه بهم وتقديمهم بين يدي دعائهم وأعمالهم.. فالأنبياء والأوصياء وسيلةٌ مشروعةٌ وشفعاء بإذنه.

وبذلك يكون الحد الفاصل بين الشرك والتوحيد في نوع الواسطة لا في أصلها: فالواسطة التي أذن بها الله الواحد الأحد سبحانه لا تنافي التوحيد بل تؤكده..

والواسطة التي لم يأذن بها شركٌ يخرج صاحبه عن التوحيد.

والله تعالى يستحيل أن يأذن باتخاذ وسيلة اليه ممن يزعم أن له شراكة معه! ولذا لا يدعي المتوسلون بالرسل والأوصياءعليهم‌السلام أن لهم شراكةً مع الله تعالى ولو بقدر ذرة! بل هم عبادٌ مكرمون، شاء الله تعالى أن يجعلهم وسائط لعطائه.

المسألة الثالثة: الفرق بين التوسل وأنواع الشرك

تضمنت آيات القرآن الكريم كل المفاهيم اللازمة للناس، في تحديد ما هو من الله تعالى في العبادة والاطاعة، وما هو من دون الله.

ويتضح من مجموعها أن سبب الكفر والشرك والضلال، ثلاثةُ أمور:

الأول: ادعاء الألوهية لأحد غير الله تعالى.

والثاني: ادعاء الشراكة في الألوهية أو في التصرف في الخلق لأحد مع الله تعالى.

والثالث: ادعاء حق الوسيلة والوساطة عند الله لأحد أو شيء لم يأذن به الله.

أما التوسل الى الله بمن أذن بالتوسل به، وبدون ادعاء شراكةٍ له مع الله تعالى.. فهو خارجٌ عن هذه الحالات المذمومة كلها، ولا يدخل في شيء من الكفر والشرك والضلال، بل هو إطاعة لله، لأنه اتخاذُ وسيلةٍ بأمره، وليس من دونه.

٢٥٤

فالميزان في المسألة هو: أن اتخاذ الوسيلة والشفعاء من دون الله تعالى شركٌ وكفر، واتخاذهم من عنده بإذنه وأمره، إيمانٌ وتقوى.

وشتان بين الأمرين!! فهما وإن تشابها في الظاهر لكن الفرق بينهما هو المسافة بين الكفر والضلال، والهدى والرشاد.

وبذلك تعرف وهن ما تشبث به ابن تيمية وأتباعه فحكموا على أكثر المسلمين بالكفر بسببه!! واستحلوا بذلك دماءهم وأموالهم!!

ونورد فيما يلي فهرساً لمجموع آيات الشرك وشبهه في القرآن، لتعرف منها أن التوسل الى الله بمن أذن بهم لا يدخل في شيء منها:

١ - الذين هم من دون الله:

*( هَـٰذَا خَلْقُ اللَّـهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ) لقمان - ١١

*( أَلَيْسَ اللَّـهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ وَمَن يُضْلِلِ اللَّـهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ) . الزمر - ٣٦

٢ - الآلهة من دون الله:

قال تعالى عن الأصنام المعبودة عند قوم عاد:

*( قَالُوا يَا هُودُ مَا جِئْتَنَا بِبَيِّنَةٍ وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِي آلِهَتِنَا عَن قَوْلِكَ وَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ، إِن نَّقُولُ إِلَّا اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوءٍ قَالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللَّـهَ وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ، مِن دُونِهِ فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لَا تُنظِرُونِ، إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّـهِ رَبِّي وَرَبِّكُم مَّا مِن دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ) . هود ٥٣ - ٥٦

وقال تعقيباً على إهلاك حضارت عاد وثمود ومصر:

*( وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَـٰكِن ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ مِن شَيْءٍ لَّمَّا جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَمَا زَادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ ) . هود - ١٠١

٢٥٥

وقال عن آلهة البابليين:

*( قَالُوا مَن فَعَلَ هَـٰذَا بِآلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ ، قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ ، قَالُوا فَأْتُوا بِهِ عَلَىٰ أَعْيُنِ النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ ، قَالُوا أَأَنتَ فَعَلْتَ هَـٰذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ ، قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَـٰذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِن كَانُوا يَنطِقُونَ ، فَرَجَعُوا إِلَىٰ أَنفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنتُمُ الظَّالِمُونَ ، ثُمَّ نُكِسُوا عَلَىٰ رُءُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَـٰؤُلَاءِ يَنطِقُونَ ، قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ مَا لَا يَنفَعُكُمْ شَيْئًا وَلَا يَضُرُّكُمْ ، أُفٍّ لَّكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ، قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ ، قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ ) . الأنبياء ٥٩ - ٦٩

وقال عن آلهة الرومان:

*( وَرَبَطْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَن نَّدْعُوَ مِن دُونِهِ إِلَـٰهًا لَّقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا ، هَـٰؤُلَاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً لَّوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِم بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّـهِ كَذِبًا ، وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّـهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنشُرْ لَكُمْ رَبُّكُم مِّن رَّحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُم مِّنْ أَمْرِكُم مِّرْفَقًا ) . الكهف ١٤ - ١٦

*( وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَىٰ قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ ، اتَّبِعُوا مَن لَّا يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُم مُّهْتَدُونَ ، وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ، أَأَتَّخِذُ مِن دُونِهِ آلِهَةً إِن يُرِدْنِ الرَّحْمَـٰنُ بِضُرٍّ لَّا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلَا يُنقِذُونِ ، إِنِّي إِذًا لَّفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ) . يس ٢٠ - ٢٤

وقال عن تأليه النصارى لعيسى ومريم:

*( وَإِذْ قَالَ اللَّـهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَـٰهَيْنِ مِن دُونِ اللَّـهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ ) المائدة ١١٦ - ١٢٠

٢٥٦

وقال عن آلهة أمم مختلفة:

*( وَاتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً لَّا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلَا يَمْلِكُونَ لِأَنفُسِهِمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا وَلَا يَمْلِكُونَ مَوْتًا وَلَا حَيَاةً وَلَا نُشُورًا ) . الفرقان - ٣

وقال عن ( الآلهة ) الذين رضوا بأن يعبدهم الناس:

*( وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَـٰذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ ، إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنتُمْ لَهَا وَارِدُونَ ، لَوْ كَانَ هَـٰؤُلَاءِ آلِهَةً مَّا وَرَدُوهَا وَكُلٌّ فِيهَا خَالِدُونَ ) . الأنبياء ٩٧ - ٩٩

*( لَّهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ خَالِدِينَ كَانَ عَلَىٰ رَبِّكَ وَعْدًا مَّسْئُولًا ، وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ فَيَقُولُ أَأَنتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَـٰؤُلَاءِ أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ ) . الفرقان ١٦ - ١٧

*( هَـٰذَا يَوْمُ الْفَصْلِ الَّذِي كُنتُم بِهِ تُكَذِّبُونَ ، احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ ، مِن دُونِ اللَّـهِ فَاهْدُوهُمْ إِلَىٰ صِرَاطِ الْجَحِيمِ ، وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ ، مَا لَكُمْ لَا تَنَاصَرُونَ ، بَلْ هُمُ الْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ ، وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ ، قَالُوا إِنَّكُمْ كُنتُمْ تَأْتُونَنَا عَنِ الْيَمِينِ ، قَالُوا بَل لَّمْ تَكُونُوا مُؤْمِنِينَ ، وَمَا كَانَ لَنَا عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ بَلْ كُنتُمْ قَوْمًا طَاغِينَ ، فَحَقَّ عَلَيْنَا قَوْلُ رَبِّنَا إِنَّا لَذَائِقُونَ ، فَأَغْوَيْنَاكُمْ إِنَّا كُنَّا غَاوِينَ ، فَإِنَّهُمْ يَوْمَئِذٍ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ ) . الصافات ٢١ - ٣٣

وقال عن آلهة بعض مشركي العرب:

*( وَاتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّـهِ آلِهَةً لِّيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا ، كَلَّا سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا ) . مريم ٨١ - ٨٢

*( وَاتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّـهِ آلِهَةً لَّعَلَّهُمْ يُنصَرُونَ ، لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَهُمْ وَهُمْ لَهُمْ جُندٌ مُّحْضَرُونَ ، فَلَا يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ إِنَّا نَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ ) . يس ٧٤ - ٧٦

٢٥٧

وقال عن آلهة مكذبي الرسل من الأمم السابقة والعرب:

*( أَمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ هَـٰذَا ذِكْرُ مَن مَّعِيَ وَذِكْرُ مَن قَبْلِي بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُم مُّعْرِضُونَ ) . الأنبياء - ٢٤

وقال عن قوم تاليه الملائكة والأنبياء:

*( وَمَن يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلَـٰهٌ مِّن دُونِهِ فَذَٰلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ كَذَٰلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ ) . الأنبياء - ٢٩

وقال عن قوم سبأ:

*( إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ ، وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللَّـهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ ، أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّـهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ ، اللَّـهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ) . النمل ٢٣ - ٢٦

*( وَصَدَّهَا مَا كَانَت تَّعْبُدُ مِن دُونِ اللَّـهِ إِنَّهَا كَانَتْ مِن قَوْمٍ كَافِرِينَ ، قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَن سَاقَيْهَا قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُّمَرَّدٌ مِّن قَوَارِيرَ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّـهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) . النمل ٤٣ - ٤٤

وقال عن آلهة الحضارات التي في الجزيرة العربية وحولها:

*( وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا مَا حَوْلَكُم مِّنَ الْقُرَىٰ وَصَرَّفْنَا الْآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ، فَلَوْلَا نَصَرَهُمُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّـهِ قُرْبَانًا آلِهَةً بَلْ ضَلُّوا عَنْهُمْ وَذَٰلِكَ إِفْكُهُمْ وَمَا كَانُوا يَفْتَرُونَ ) . الأحقاف ٢٧ - ٢٨

وقال عن عباد الرحمن الموحدين:

*( وَعِبَادُ الرَّحْمَـٰنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّـهِ إِلَـٰهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّـهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ يَلْقَ أَثَامًا ) . الفرقان ٦٣ - ٦٨

٢٥٨

٣ - المعبودون من دون الله:

قال تعالى عن المعبودين من دون الله عند أمم مختلفة:

*( قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي شَكٍّ مِّن دِينِي فَلَا أَعْبُدُ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ وَلَـٰكِنْ أَعْبُدُ اللَّـهَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ، وَأَنْ أَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ، وَلَا تَدْعُ مِن دُونِ اللَّـهِ مَا لَا يَنفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِن فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِّنَ الظَّالِمِينَ ) . يونس ١٠٤ - ١٠٦

*( وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَمَا لَيْسَ لَهُم بِهِ عِلْمٌ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ ) . الحج - ٧١

*( وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ مَا لَا يَنفَعُهُمْ وَلَا يَضُرُّهُمْ وَكَانَ الْكَافِرُ عَلَىٰ رَبِّهِ ظَهِيرًا ) . الفرقان - ٥٥

وقال عن عبادة الناس غير الملموسة للاحكام الطواغيت:

*( وَقَالَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّـهُ مَا عَبَدْنَا مِن دُونِهِ مِن شَيْءٍ نَّحْنُ وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِن دُونِهِ مِن شَيْءٍ كَذَٰلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ، وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّـهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللَّـهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ ) . النحل ٣٥ - ٣٦

وقال عن معبودات البابليين:

*( قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ مَا لَا يَنفَعُكُمْ شَيْئًا وَلَا يَضُرُّكُمْ ، أُفٍّ لَّكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ، قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ ، قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ ) . الأنبياء ٦٦ - ٦٩

*( وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ ، إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ ، قَالُوا نَعْبُدُ أَصْنَامًا فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ ، قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ ، أَوْ يَنفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ ، قَالُوا بَلْ

٢٥٩

وَجَدْنَا آبَاءَنَا كَذَٰلِكَ يَفْعَلُونَ ، قَالَ أَفَرَأَيْتُم مَّا كُنتُمْ تَعْبُدُونَ ، أَنتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ ، فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِّي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ ) . الشعراء ٦٩ - ٧٧

*( وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ ، وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ ، وَقِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ تَعْبُدُونَ ، مِن دُونِ اللَّـهِ هَلْ يَنصُرُونَكُمْ أَوْ يَنتَصِرُونَ ، فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ ، وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ ، قَالُوا وَهُمْ فِيهَا يَخْتَصِمُونَ ، تَاللَّـهِ إِن كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ، إِذْ نُسَوِّيكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ ، وَمَا أَضَلَّنَا إِلَّا الْمُجْرِمُونَ ) . الشعراء - ٩٠ - ٩٩

*( وَإِبْرَاهِيمَ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ اعْبُدُوا اللَّـهَ وَاتَّقُوهُ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ ، إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ أَوْثَانًا وَتَخْلُقُونَ إِفْكًا إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ لَا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقًا فَابْتَغُوا عِندَ اللَّـهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ) . العنكبوت ١٦ - ١٧

*( وَإِنَّ مِن شِيعَتِهِ لَإِبْرَاهِيمَ ، إِذْ جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ، إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَاذَا تَعْبُدُونَ ، أَئِفْكًا آلِهَةً دُونَ اللَّـهِ تُرِيدُونَ ، فَمَا ظَنُّكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ ، فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ ، فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ ، فَتَوَلَّوْا عَنْهُ مُدْبِرِينَ ، فَرَاغَ إِلَىٰ آلِهَتِهِمْ فَقَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ ، مَا لَكُمْ لَا تَنطِقُونَ ، فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْبًا بِالْيَمِينِ ، فَأَقْبَلُوا إِلَيْهِ يَزِفُّونَ ، قَالَ أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ ، وَاللَّـهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ ) . الصافات ٨٣ - ٩٦

*( فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَن قَالُوا اقْتُلُوهُ أَوْ حَرِّقُوهُ فَأَنجَاهُ اللَّـهُ مِنَ النَّارِ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ، وَقَالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُم مِّن دُونِ اللَّـهِ أَوْثَانًا مَّوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُم بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُم بَعْضًا وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن نَّاصِرِينَ ) . العنكبوت ٢٤ - ٢٥

*( فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلًّا جَعَلْنَا نَبِيًّا ) . مريم - ٤٩

*( قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّىٰ

٢٦٠

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523