وسائل الشيعة الجزء ١٧

وسائل الشيعة12%

وسائل الشيعة مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 483

المقدمة الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠
  • البداية
  • السابق
  • 483 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 292319 / تحميل: 183115
الحجم الحجم الحجم
وسائل الشيعة

وسائل الشيعة الجزء ١٧

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

وترجم له الخطيب البغدادي، فقال « 2 / 230 »: « محمد بن الحسين بن حفص بن عمر، أبو جعفر الخثعمي الأشناني الكوفي: قدم بغداد وحدث بها عن عباد بن يعقوب الرواجني، وعباد بن أحمد العزرمي، وأبي كريب محمد بن العلاء الهمداني، وموسى بن عبد الرحمن المسروقي، ومحمد بن عبيد المحاربي، وفضالة بن الفضيل التميمي. روى عنه محمد بن سليمان الباغندي، والقاضي أبو عبد الله المحاملي، وأبو عمرو بن السماك، ومحمد بن عمر الجعابي، ومحمد بن زيد بن مروان، وأبو الحسين بن البواب المقرئ، ومحمد بن المظفر الحافظ، وغيرهم ...

أبو الحسن محمد بن أحمد بن حماد بن سفيان الحافظ، قال: سنة خمس عشرة وثلاث مائة، فيها مات أبو جعفر محمد بن الحسين بن حفص بن عمر الخثعمي مولى الأشناني لسبع خلون من صفر يوم الخميس. وأخبرني بعض أصحابنا أنه سمعه يقول: إنه ولد سنة إحدى وعشرين ومائتين، وكان ثقة حجة ».

2. وفي تاريخ الطبري « 9 / 185 »: « ذكر خبر هدم قبر الحسين بن علي: وفيها « سنة 236 » أمر المتوكل بهدم قبر الحسين بن علي، وهدم ما حوله من المنازل والدور، وأن يحرث ويبذر ويسقى موضع قبره، وأن يمنع الناس من إتيانه. فذُكر أن عامل صاحب الشرطة نادى في الناحية: من وجدناه عند قبره بعد ثلاثة بعثنا به إلى المطبق « سجن مظلم تحت الأرض » فهرب الناس، وامتنعوا من المصير إليه، وحُرث ذلك الموضع، وزُرع ما حواليه ».

١٢١

3. وقال المسعودي في مروج الذهب « 4 / 52 »: « وكان آل أبي طالب قبل خلافته « المنتصر » في محنة عظيمة وخوفٍ على دمائهم، قد مُنعوا زيارة قبر الحسين والغري من أرض الكوفة، وكذلك منع غيرهم من شيعتهم حضور هذه المشاهد، وكان الأمر بذلك من المتوكل سنة ست وثلاثين ومائتين.

وفيها أمر المعروف بالذيريج بالسَّيْر إلى قبر الحسين بن علي رضي الله تعالى عنهما وهَدْمِه ومَحْو أرضه وإزالة أثره، وأن يعاقب من وجد به، فبذل الرغائب لمن تقدم على هذا القبر، فكلٌّ خشي العقوبة وأحْجَمَ، فتناول الذيريج مِسْحاةً وهدم أعالي قبر الحسين، فحينئذ أقدم الفعلة فيه، وإنهم انتهوا إلى الحفرة وموضع اللحد، فلم يروا فيه أثر رِمَّةٍ ولا غيرها! ولم تزل الأمور على ما ذكرنا إلى أن استخلف المنتصر فأمَّن الناس، وتقدم بالكف عن آل أبي طالب، وترك البحث عن أخبارهم، وأن لا يمنع أحد زيارة الحير لقبر الحسين رضي الله تعالى عنه ولا قبر غيره من آل أبي طالب، وأمر برد فدَكَ إلى ولد الحسن والحسين وأطْلَقَ أوقاف آل أبي طالب، وترك التعرض لشيعتهم ودفع الأذى عنهم، وفي ذلك يقول البحتري، من أبيات له:

وإن علياً لأوْلى بكمْ

وأزكى يداً عندكم من عُمَرْ

وكلٌّ له فَضْلُه والحُجُو

لُ يومَ التَّراهُنِ دونَ الغَرَرْ

وفي ذلك يقول يزيد بن محمد المهلبي وكان من شيعة آل أبي طالب، وما كان امتحن به الشيعة في ذلك الوقت، وأغريت بهم العامة:

ولقد بَرَرْتَ الطالبيةَ بعد ما

ذُمُّوا زماناً بعدها وزمانا

ورَدَدْتَ ألفةَ هاشم فرأيتَهُمْ

بعد العداوة بينهم إخوانا

١٢٢

آنستَ ليلَهُمُ وجُدْتَ عليهمُ

حتى نسُوا الأحقادَ والأضغانا

لو يعلمُ الأسلاف كيف بَرَرْتهم

لرأوك أثقلَ من بها ميزانا »

4. وفي النجوم الزاهرة « 2 / 283 »: « أمر بهدم قبر الحسين رضي الله عنه وهدم ما حوله من الدور، وأن يعمل ذلك كله مزارع. فتألم المسلمون لذلك، وكتب أهل بغداد شتم المتوكل على الحيطان والمساجد، وهجاه الشعراء دعبل وغيره ».

5. وفي تاريخ الخلفاء للسيوطي / 374: « فتألم المسلمون من ذلك، وكتب أهل بغداد شتمه على الحيطان والمساجد، وهجاه الشعراء، فمما قيل في ذلك:

بالله إن كانت أميةُ قد أتَتْ

قتلَ ابن بنت نبيِّهَا مظلومَا

فلقد أتاهُ بنوأبيه بمثله

هذا لعمري قبرُه مهدوما

أسفوا على أن لا يكونوا شاركوا

في قتلهِ فَتَتَّبعُوهُ رميما ».

6. وقال ابن الأثير في تاريخه « 6 / 108 »: « في هذه السنة « 236 » أمرالمتوكل بهدم قبر الحسين بن علي وهَدْم ما حوله من المنازل والدور، وأن يُبذر ويُسقى موضع قبره، وأن يمنع الناس من إتيانه، فنادى بالناس في تلك الناحية من وجدناه عند قبره بعد ثلاثة حبسناه في المطبق، فهرب الناس وتركوا زيارته، وخُرب وزُرع »!

7. وقال في مآثر الإنافة « 1 / 230 »: « بلغ من بغضه لعلي وأهل بيته أنه في سنة 236 أمر بهدم قبر الحسين بن علي وما حوله من المنازل، ومنع الناس من زيارته »!

8. وفي أمالي الطوسي / 325: « حدثنا محمد بن جعفر بن محمد بن فرج الرخجي قال: حدثني أبي، عن عمه عمر بن فرج، قال: أنفذني المتوكل في تخريب قبر

١٢٣

الحسين فصرت إلى الناحية، فأمرت بالبقر فَمُرَّ بها على القبور، فمرَّت عليها كلها، فلما بلغت قبر الحسين (ع) لم تمرَّ عليه! قال عمي عمر بن فرج: فأخذت العصا بيدي فما زلت أضربها حتى تكسرت العصا في يدي! فوالله ما جازت على قبره ولا تخطته!قال لنا محمد بن جعفر: كان عمر بن فرج شديد الإنحراف عن آل محمد (ص) فأنا أبرأ إلى الله منه. وكان جدي أخوه محمد بن فرج شديد المودة لهم رحمه الله ورضي عنه، فأنا أتولاه لذلك وأفرح بولادته ». أي بولادتي منه.

9. وفي أمالي الطوسي / 326: « حدثنا علي بن محمد بن سليمان النوفلي، عن أبي علي الحسين بن محمد بن مسلمة بن أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر، قال: حدثني إبراهيم الديزج قال: بعثني المتوكل إلى كربلاء لتغيير قبر الحسين (ع) وكتب معي إلى جعفر بن محمد بن عمار القاضي: أعلمك أني قد بعثت إبراهيم الديزج إلى كربلاء لنبش قبر الحسين، فإذا قرأت كتابي فقف على الأمر حتى تعرف فعل أولم يفعل. قال الديزج: فعرفني جعفر بن محمد بن عمار ما كتب به إليه، ففعلت ما أمرني به جعفر بن محمد بن عمار ثم أتيته، فقال لي: ما صنعت؟ فقلت: قد فعلت ما أمرتَ به، فلم أر شيئاً، ولم أجد شيئاً! فقال لي: أفلا عمقته؟ قلت: قد فعلت وما رأيت، فكتب إلى السلطان: إن إبراهيم الديزج قد نبش فلم يجد شيئاً، وأمرته فمخره بالماء، وكَرَبَهُ بالبقر.

قال أبوعلي العماري: فحدثني إبراهيم الديزج وسألته عن صورة الأمر فقال لي: أتيت في خاصة غلماني فقط، وإني نبشت فوجدت باريةً جديدة وعليها بدنُ الحسين بن علي

١٢٤

ووجدت منه رائحة المسك، فتركت البارية على حالتها وبدن الحسين على البارية، وأمرتُ بطرح التراب عليه، وأطلقت عليه الماء، وأمرت بالبقر لتمخره وتحرثه فلم تطأه البقر، وكانت إذا جاءت إلى الموضع رجعت عنه! فحلفت لغلماني بالله وبالأيمان المغلظة: لئن ذكر أحد هذا لأقتلنه ».

10. في أمالي الطوسي / 327: « قال: حدثني أبو برزة الفضل بن محمد بن عبد الحميد، قال: دخلت على إبراهيم الديزج وكنت جاره، أعوده في مرضه الذي مات فيه، فوجدته بحال سوء، وإذا هوكالمدهوش وعنده الطبيب، فسألته عن حاله وكانت بيني وبينه خلطة وأنس يوجب الثقة بي والإنبساط إليَّ، فكاتمني حاله وأشار لي إلى الطبيب، فشعر الطبيب بإشارته ولم يعرف من حاله ما يصف له من الدواء ما يستعمله، فقام فخرج وخلا الموضع، فسألته عن حاله فقال: أخبرك والله وأستغفر الله: إن المتوكل أمرني بالخروج إلى نينوى إلى قبر الحسين، فأمرنا أن نكربه ونطمس أثر القبر، فوافيت الناحية مساء معنا الفعلة والروزكاريون « العمال الميامون » معهم المساحي والمرور، فتقدمت إلى غلماني وأصحابي أن يأخذوا الفعلة بخراب القبر وحرث أرضه، فطرحت نفسي لما نالني من تعب السفر ونمت، فذهب بي النوم فإذا ضوضاء شديدة وأصوات عالية وجعل الغلمان ينبهونني، فقمت وأنا ذَعِرٌ فقلت للغلمان: ما شأنكم؟ قالوا: أعجب شأن! قلت: وما ذاك؟ قالوا: إن بموضع القبر قوماً قد حالوا بيننا وبين القبر وهم يرموننا مع ذلك بالنشاب، فقمت معهم لأتبين الأمر فوجدته كما وصفوا! وكان ذلك في أول الليل من ليالي البيض فقلت: إرموهم، فرموا

١٢٥

فعادت سهامنا إلينا فما سقط سهمٌ منها إلا في صاحبه الذي رمى به فقتله! فاستوحشت لذلك وجزعتُ وأخذتني الحُمَّى والقَشعريرة!

ورحلت عن القبر لوقتي، ووطنت نفسي على أن يقتلني المتوكل لماَّ لم أبلغ في القبر جميع ما تقدم إلي به!

قال أبو برزة: فقلت له: قد كفيتَ ما تحذر من المتوكل، قد قتل بارحة الأولى وأعان عليه في قتله المنتصر فقال لي: قد سمعت بذلك وقد نالني في جسمي مالا أرجو معه البقاء! قال أبو برزة: كان هذا في أول النهار، فما أمسى حتى مات!

قال ابن خشيش: قال أبوالفضل: إن المنتصر سمع أباه يشتم فاطمة (ع) فسأل رجلاً من الناس عن ذلك فقال له: قد وجب عليه القتل إلا أنه من قتل أباه لم يطل له عمر. قال: ما أبالي إذا أطعت الله بقتله أن لا يطول لي عمر، فقتله وعاش بعده سبعة أشهر »!

11. وفي أمالي الطوسي / 326: « حدثني أبوعبد الله الباقطاني، قال: ضمني عبيد الله بن يحيى بن خاقان إلى هارون المعري، وكان قائداً من قواد السلطان، أكتب له، وكان بدنه كله أبيض شديد البياض حتى يديه ورجليه كانا كذلك، وكان وجهه أسود شديد السواد كأنه القير، وكان يتفقأ مع ذلك مادة منتنة، قال: فلما آنس بي سألته عن سواد وجهه، فأبى أن يخبرني، ثم إنه مرض مرضه الذي مات فيه، فقعدت فسألته، فرأيته كأنه يحب أن يكتم عليه، فضمنت له الكتمان فحدثني قال: وجهني المتوكل أنا والديزج لنبش قبر الحسين وإجراء الماء عليه،

١٢٦

فلما عزمت على الخروج والمسير إلى الناحية رأيت رسول الله (ص) في المنام، فقال: لا تخرج مع الديزج ولا تفعل ما أمرتم به في قبر الحسين.

فلما أصبحنا جاؤوا يستحثونني في المسير، فسرت معهم حتى وافينا كربلاء، وفعلنا ما أمرنا به المتوكل، فرأيت النبي (ص) في المنام فقال: ألم آمرك ألا تخرج معهم ولا تفعل فعلهم، فلم تقبل حتى فعلت ما فعلوا! ثم لطمني وتفل في وجهي، فصار وجهي مسوداً كما ترى، وجسمي على حالته الأولى »!

ملاحظات على نصوص هدم القبرالشريف

1. استمرت محاولة المتوكل هدم القبرالشريف نحو سنة من شعبان سنة 236 الى شعبان 237، حتى استطاع أن يمنع الزوار من زيارته ويهدمه.

لكن الشيعة واصلوا تحدي السلطة والذهاب الى الزيارة أكثر من عشر سنين حتى هلك المتوكل، وواصل هو منع الزوار ومطاردتهم، وحرث مكان القبر!

2. كان أكبر تجمع لزيارة الناس لقبر الحسين (ع) في شهر شعبان. ففي أمالي الطوسي / 328: « بلغ المتوكل جعفر بن المعتصم أن أهل السواد يجتمعون بأرض نينوى لزيارة قبر الحسين (ع) فيصير إلى قبره منهم خلق كثير، فأنفذ قائداً من قواده، وضم إليه كتفاً من الجند كثيراً، ليشعب قبر الحسين (ع) ويمنع الناس من زيارته والإجتماع إلى قبره (ع)، فخرج القائد إلى الطف وعمل بما أمر، وذلك في سنة سبع وثلاثين ومائتين، فثار أهل السواد به، واجتمعوا عليه وقالوا: لوقتلنا عن آخرنا لما أمسك من بقي منا عن زيارته، ورأوا من الدلائل ما

١٢٧

حملهم على ما صنعوا، فكتب بالأمر إلى الحضرة، فورد كتاب المتوكل إلى القائد بالكف عنهم والمسير إلى الكوفة، مظهراً أن مسيره إليها في مصالح أهلها، والإنكفاء إلى المصر! فمضى الأمر على ذلك حتى كانت سنة سبع وأربعين، فبلغ المتوكل أيضاً مصير الناس من أهل السواد والكوفة إلى كربلاء لزيارة قبر الحسين (ع)، وأنه قد كثر جمعهم كذلك وصار لهم سوق كبير، فأنفذ قائداً في جمع كثير من الجند، وأمر منادياً ينادي ببراءة الذمة ممن زار قبر الحسين، ونَبَشَ القبر وحرث أرضه، وانقطع الناس عن الزيارة. وعمل على تتبع آل أبي طالب والشيعة رضي الله عنهم، فقتل ولم يتم له ما قَدَّر ».

وفي أمالي الطوسي / 329: « حدثني عبد الله بن دانية الطوري، قال: حججت سنة سبع وأربعين ومائتين، فلما صدرت من الحج صرت إلى العراق فزرت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) على حال خيفة من السلطان، وزرته ثم توجهت إلى زيارة الحسين (ع) فإذا هوقد حرثت أرضه ومُخِر فيها الماء، وأُرسلت الثيران العوامل في الأرض، فبعيني وبصري كنت أرى الثيران تساق في الأرض فتنساق لهم حتى إذا حاذت مكان القبر حادت عنه يميناً وشمالاً، فتُضرب بالعصي الضرب الشديد فلا ينفع ذلك فيها، ولا تطأ القبر بوجه ولا سبب! فما أمكنني الزيارة، فتوجهت إلى بغداد، وأنا أقول في ذلك:

تالله إن كانت أميةُ قد أتتْ

قتلَ ابن بنت نبيها مظلوما

فلقد أتاكَ بنوأبيه بمثلها

هذا لعمرُك قبره مهدوما

أسفوا على أن لا يكونوا شايعوا

في قتله فتتبعوه رميما

١٢٨

فلما قدمت بغداد سمعت الهائعة فقلت: ما الخبر؟ قالوا: سقط الطائر بقتل جعفر المتوكل، فعجبت لذلك وقلت: إلهي ليلة بليلة ».

أقول: يدل استشهاد الشاعر بشعر ابن بسام على أنه كان منتشراً بين المسلمين. ويدل ما تقدم على أن المتوكل بدأ حملته على كربلاء سنة 236، وهدمَ القبر الشريف ومنع زيارته لكن المسلمين من أهل الكوفة وغيرهم كسروا المنع، ورأوا المعجزات، فأصروا على زيارة قبر الحسين (ع) وتحضروا للمواجهة في السنة الثانية، ووجه اليهم المتوكل جيشاً كثيفاً، لكن لما رأى إصرارهم على قتاله، أمر قائده أن يرجع ويدعي أنه جاء في مهمة تتعلق بولاية الكوفة! واستمر الأمر على هذا نحوعشر سنين، وكان المنع من الزيارة سارياً، لكنه غير محترم. وبلغ المتوكل في آخر عمره توافد الناس الى كربلاء: « وأنه قد كثر جمعهم وصار لهم سوق كبير، فأنفذ قائداً في جمع كثير من الجند، وأمر منادياً ينادي ببراءة الذمة ممن زار قبر الحسين »! واستطاعت قواته أن تهدم القبر الشريف، لكن الله تعالى هدم عمره وسقط طائر الحمام الزاجل في بغداد بقتله، كما قالت الرواية.

ومعنى هذا أن محاولات المتوكل لهدم القبر الشريف استمرت إحدى عشرة سنة فقد بدأت سنة 236، واستمرت حتى هلك في الرابع من شوال سنة 247.

3. واجه الإمام الهادي (ع) خطة المتوكل. وعند صدور المنع أمر الشيعة في بغداد أن يتجنبوا المواجهة، ثم وجههم الى الزيارة وتحدي منع السلطة.

ففي الكافي « 1 / 525 »: « خرج نهيٌ عن زيارة مقابر قريش « الكاظمين » والحاير « كربلا » فلما كان بعد أشهر دعا الوزير الباقطائي فقال له: إلق بني الفرات والبرسيين وقل لهم: لايزوروا مقابر قريش، فقد أمر الخليفة أن يُتفقد كل من زار فيقبض

١٢٩

عليه » ثم أمر الإمام (ع) الشيعة بزيارة قبر الحسين (ع) وجعلها أولوية قبل غيره. قال المفيد في المقنعة / 482: « روى إبراهيم بن عقبة قال: كتبت إلى أبي الحسن الثالث: « الإمام الهادي (ع) » أسأله عن زيارة أبي عبد الله الحسين (ع)، وزيارة أبي الحسن موسى وأبي جعفرمحمد بن علي (ع) ببغداد؟ فكتب إليَّ: أبوعبد الله (ع) المقدم، وهذان أجمع وأعظم ثواباً ». وكامل الزيارة / 500.

ثم قام الإمام الهادي (ع) بعمل ملفت في الحث على زيارة قبر جده الحسين (ع) فقد كان مريضاً فأمر أن يرسلوا له شخصاً يزور الحسين (ع) ويدعو له.

ففي الكافي « 4 / 568 »: « عن أبي هاشم الجعفري قال: بعث إليَّ أبو الحسن (ع) في مرضه وإلى محمد بن حمزة فسبقني إليه محمد بن حمزة وأخبرني محمد ما زال يقول: إبعثوا إلى الحير، إبعثوا إلى الحير، فقلت لمحمد: ألا قلت له: أنا أذهب إلى الحير، ثم دخلت عليه وقلت له: جعلت فداك: أنا أذهب إلى الحير؟ فقال: انظروا في ذاك، ثم قال لي: إن محمداً ليس له سر من زيد بن علي، وأنا أكره أن يسمع ذلك، قال: فذكرت ذلك لعلي بن بلال فقال: ما كان يصنع ب‍الحير وهو الحير فقدمت العسكر فدخلت عليه فقال لي: أجلس حين أردت القيام، فلما رأيته أنس بي ذكرت له قول علي بن بلال فقال لي: ألا قلت له: إن رسول الله (ص) كان يطوف بالبيت ويقبل الحجر وحرمة النبي والمؤمن أعظم من حرمة البيت، وأمره الله عز وجل أن يقف بعرفة، وإنما هي مواطن يحب الله أن يذكر فيها. فأنا أحب أن يدعي الله لي حيث يحب الله أن يدعى فيها ».

١٣٠

وروى في الحبل المتين / 228، ومصباح المتهجد / 788 ، عن الإمام الهادي (ع) قال: « علامات المؤمن خمس: صلاة الإحدى والخمسين، وزيارة الأربعين، والتختم في اليمين، وتعفير الجبين، والجهر ببسم الله الرحمن الرحيم ».

ورُوِيَ ذلك عن الإمام الحسن العسكري (ع)، وهويدل على أن الإمام الهادي وابنه الحسن العسكري (ع) قاوما معاً هجمة المتوكل لهدم قبر الحسين (ع).

4. نسب بعضهم الأبيات: تالله إن كانت أمية قد أتت الخ. الى ابن السكيت، والصحيح أنها لابن بسام، أو البسامي.

قال السمعاني في الأنساب « 1 / 346 »: « البسامي: بفتح الباء الموحدة والسين المهملة المشددة بعدهما الألف وفي آخرها الميم، هذه النسبة إلى بسام، وهو إسم لجد أبي الحسن علي بن محمد بن منصور بن نصر بن بسام الشاعر البسامي، من أهل بغداد، سائر الشعر، مشهورٌ عند أهل الأدب، روى عنه محمد بن يحيى الصولي، وأبوسهل أحمد بن محمد بن زياد القطان، وغيرهما مات البسامي في صفر سنة اثنتين وثلاث مائة ». فقد كان في مطلع شبابه عندما هجا المتوكل لهدمه قبر الحسين (ع).

وفي وفيات الأعيان « 3 / 363 »: « كانت أمه أمامة ابنة حمدون النديم وكان من أعيان الشعراء، ومحاسن الظرفاء، لَسِنَاً مطبوعاً في الهجاء، لم يسلم منه أمير ولا وزير، ولا صغير ولا كبير ولما هَدم المتوكل على الله قبر الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما في سنة ست وثلاثين ومائتين، عمل البسامي:

تالله إن كانت أميةُ قد أتتْ

قتلَ ابن بنت نبيها مظلوما

فلقد أتاهُ بنوأبيه بمثله

هذا لعمرك قبرُه مهدوما

أسفوا على أن لا يكونوا شاركوا

في قتله فتتبعوه رميما!

١٣١

وكان المتوكل كثير التحامل على علي وولديه الحسن والحسين رضي الله عنهم أجمعين، فهدم هذا المكان بأصوله ودوره وجميع ما يتعلق به، وأمر أن يبذر ويسقى موضع قبره، ومنع الناس من إتيانه. هكذا قال أرباب التواريخ.

ولابن بسام المذكور من التصانيف: أخبار عمر بن أبي ربيعة، ولم يستقص أحد في بابه أبلغ منه، وكتاب أخبار الأحوص، وكتاب مناقضات الشعراء ».

5. ذكر المؤرخون أن دعبلاً الخزاعي هجا المتوكل لهدمه قبر الحسين (ع)، ولم أجد شعره في ذلك، إلا بيتاً واحداً يتهم فيه المتوكل بالتخنث، كما في ديوانه / 48:

ولستُ بقائل قَذَعاً ولكنْ

لأمْرٍ مَّا تَعَبَّدَكَ العبيدُ

وأبياتاً في الحث على زيارة قبر الحسين (ع) وذم الناهين، في ديوانه / 114:

زُرْ خيرَ قبرٍ بالعراق يُزَارُ

وَاعْصِ الِحمَارَ فمَنْ نَهَاكَ حِمَارُ

لم لا أزوركَ يا حسينُ لك الفدا

قومي ومن عطفت عليه نزار

ولك المودةُ في قلوب ذوي النهى

وعلى عدوك مَقْتَةٌ ودَمارُ

يا ابنَ الشهيدِ ويا شهيداً عَمُّهُ

خيرُ العمومة جعفرُ الطيَّار

عجباً لمصقولٍ أصابكَ حَدُّهُ

في الوجه منك وقد عَلاك غُبَارُ

هدم قبر الحسين (ع) قبل المتوكل

في كامل الزيارات لابن قولويه / 221: « عن الحسين ابن بنت أبي حمزة الثمالي، قال: خرجت في آخر زمان بني مروان إلى زيارة قبر الحسين (ع) مستخفياً من أهل الشام حتى انتهيت إلى كربلا، فاختفيت في ناحية القرية حتى إذا ذهب من الليل نصفه أقبلت نحوالقبر، فلما دنوت منه أقبل نحوي رجل فقال لي: إنصرف مأجوراً فإنك لا تصل إليه، فرجعت فزعاً حتى إذا كان يطلع الفجر أقبلت

١٣٢

نحوه، حتى إذا دنوت منه خرج إليَّ الرجل فقال لي: يا هذا إنك لا تصل إليه! فقلت له: عافاك الله ولم لا أصل إليه وقد أقبلت من الكوفة أريد زيارته، فلا تَحُلْ بيني وبينه، وأنا أخاف أن أصبح فيقتلوني أهل الشام إن أدركوني هاهنا، قال فقال لي: إصبر قليلاً فإن موسى بن عمران (ع) سأل الله أن يأذن له في زيارة قبر الحسين بن علي (ع) فأذن له، فهبط من السماء في سبعين ألف ملك، فهمَّ بحضرته من أول الليل ينتظرون طلوع الفجر، ثم يعرجون إلى السماء.

قال فقلت له: فمن أنت عافاك الله، قال: أنا من الملائكة الذين أمروا بحرس قبر الحسين (ع) والإستغفار لزواره! فانصرفت وقد كاد أن يطير عقلي لما سمعت منه. قال: فأقبلت حتى إذا طلع الفجر أقبلت نحوه فلم يحل بيني وبينه أحد، فدنوت من القبر وسلمت عليه ودعوت الله على قَتَلتِهِ، وصليت الصبح، وأقبلت مسرعاً مخافة أهل الشام ».

أقول: هذا الحديث وغيره يدل على أن الأمويين كانوا يمنعون الشيعة من التجمع عند قبر الحسين (ع) ومن زيارته، وكان المنع متفاوتاً حسب تشدد والي الكوفة وتساهله، وحسب قوة الخليفة الأموي أوضعفه.

لكن الأمويين لم يهدموا قبر الحسين (ع)، وأول من ارتكب جريمة هدمه: المنصور الدوانيقي، وذلك بعد ثورة الحسنيين عليه وانتصاره عليهم سنة 145، فقد أمر والي الكوفة عيسى بن موسى أن يهدمه!

روى الطوسي في أماليه / 321: « حدثنا يحيى بن عبد الحميد الِحَّماني أملاه عليَّ في منزله، قال: خرجت أيام ولاية موسى بن عيسى الهاشمي في الكوفة، من منزلي

١٣٣

فلقيني أبو بكر بن عياش، فقال لي: إمض بنا يا يحيى إلى هذا فلم أدر من يعني، وكنت أجل أبا بكر عن مراجعة، وكان راكباً حماراً له، فجعل يسير عليه وأنا أمشي مع ركابه، فلما صرنا عند الدار المعروفة بدار عبد الله بن حازم، التفت إليَّ فقال لي: يا بن الحِمَّاني، إنما جررتك معي وجَشَّمتك معي أن تمشي خلفي، لأُسمعك ما أقول لهذا الطاغية! قال: فقلت: من هويا أبا بكر؟ قال هذا الفاجر الكافر موسى بن عيسى!

فسكت عنه، ومضى وأنا أتبعه حتى إذا صرنا إلى باب موسى بن عيسى، وبصر به الحاجب وتبينه، وكان الناس ينزلون عند الرحبة، فلم ينزل أبوبكر هناك، وكان عليه يومئذ قميص وإزار، وهومحلول الإزار. قال: فدخل على حمار وناداني: تعالى يا ابن الحماني، فمنعني الحاجب فزجره أبوبكر وقال له: أتمنعه يا فاعل وهومعي؟ فتركني فما زال يسير على حماره حتى دخل الإيوان، فبصر بنا موسى وهوقاعد في صدر الإيوان على سريره، وبجنبي السرير رجال متسلحون، وكذلك كانوا يصنعون، فلما أن رآه موسى رحب به وقربه وأقعده على سريره، ومُنعتُ أنا حين وصلت إلى الإيوان أن أتجاوزه.

فلما استقر أبوبكر على السرير التفت فرآني حيث أنا واقف فناداني: تعال ويحك فصرت إليه ونعلي في رجلي وعليَّ قميص وإزار فأجلسني بين يديه، فالتفت إليه موسى فقال: هذا رجل تُكَلِّمُنَا فيه؟ قال: لا، ولكني جئت به شاهداً عليك.

١٣٤

قال: في ماذا؟ قال: إني رأيتك وما صنعت بهذا القبر. قال: أيُّ قبر؟ قال: قبر الحسين بن علي بن فاطمة بنت رسول الله (ص)!

وكان موسى قد وجه إليه من كربه وكرب جميع أرض الحائر، وحرثها وزرع الزرع فيها، فانتفخ موسى حتى كاد أن يَنْقَدَّ، ثم قال: وما أنت وذا؟

قال: إسمع حتى أخبرك، إعلم أني رأيت في منامي كأني خرجت إلى قومي بني غاضرة، فلما صرت بقنطرة الكوفة اعترضني خنازير عشرة تريدني، فأغاثني الله برجل كنت أعرفه من بني أسد فدفعها عني، فمضيت لوجهي فلما صرت إلى شاهي ضللت الطريق، فرأيت هناك عجوزاً فقالت لي: أين تريد أيها الشيخ؟ قلت: أريد الغاضرية. قالت لي: تَبَطَّنْ هذا الوادي فإنك إذا أتيت آخره اتضح لك الطريق. فمضيت ففعلت ذلك فلما صرت إلى نينوى إذا أنا بشيخ كبير جالس هناك، فقلت: من أين أنت أيها الشيخ؟ فقال لي: أنا من أهل هذه القرية. فقلت: كم تعدُّ من السنين؟ فقال: ما أحفظ ما مضى من سني وعمري، ولكن أبعدُ ذكري أني رأيت الحسين بن علي (ع) ومن كان معه من أهله ومن تبعه، يمنعون الماء الذي تراه، ولا يمنع الكلاب ولا الوحوش شربه! فاستفظعت ذلك وقلت له: ويحك أنت رأيت هذا؟ قال: إي والذي سمك السماء، لقد رأيت هذا أنها الشيخ وعاينته، وإنك وأصحابك هم الذين يعينون على ما قد رأينا مما أقرح عيون المسلمين، إن كان في الدنيا مسلم! فقلتُ: ويحك وما هو؟ قال: حيث لم تنكروا ما أجرى سلطانكم إليه. قلت: ما أجرى إليه؟ قال:

١٣٥

أيكرب قبر ابن النبي (ص) وتحرث أرضه؟ قلت: وأين القبر؟ قال: ها هوذا أنت واقف في أرضه، فأما القبر فقد عميَ عن أن يعرف موضعه!

قال أبو بكر بن عياش: وما كنت رأيتُ القبر قبل ذلك الوقت قطُّ، ولا أتيته في طول عمري، فقلت: من لي بمعرفته؟ فمضى معي الشيخ حتى وقف بي على حير له باب وآذن، له إذا جماعة كثيرة على الباب، فقلت للآذن: أريد الدخول على ابن رسول الله (ص) فقال: لا تقدر على الوصول في هذا الوقت. قلت: ولمَ؟ قال: هذا وقت زيارة إبراهيم خليل الله ومحمد رسول الله، ومعهما جبرئيل وميكائيل، في رعيل من الملائكة كثير.

قال أبوبكر بن عياش: فانتبهت وقد دخلني روعٌ شديد وحزنٌ وكآبةٌ، ومضت بي الأيام حتى كدت أن أنسى المنام، ثم اضطررت إلى الخروج إلى بني غاضرة لدينٍ كان لي على رجل منهم، فخرجت وأنا لا أذكر الحديث حتى إذ صرت بقنطرة الكوفة لقيني عشرة من اللصوص، فحين رأيتهم ذكرت الحديث ورعبت من خشيتي لهم، فقالوا لي: ألق ما معك وانج بنفسك وكانت معي نفيقة، فقلت: ويحكم أنا أبو بكر بن عياش، وإنما خرجت في طلب دينٍ لي، والله الله لا تقطعوني عن طلب ديني وتضرُّوا بي في نفقتي فإني شديد الإضاقة، فنادى رجل منهم: مولاي ورب الكعبة لا يعرض له. ثم قال لبعض فتيانهم: كن معه حتى تصير به إلى الطريق الأيمن.

١٣٦

قال أبوبكر: فجعلت أتذكر ما رأيته في المنام، وأتعجب من تأويل الخنازير حتى صرت إلى نينوى، فرأيت والله الذي لا إله إلا هوالشيخ الذي كنت رأيته في منامي بصورته وهيئته، رأيته في اليقظة كما رأيته في المنام سواء، فحين رأيته ذكرت الأمر والرؤيا فقلت: لا إله إلا الله ما كان هذا إلا وحياً، ثم سألته كمسألتي إياه في المنام، فأجابني ثم قال لي: إمض بنا فمضيت فوقفت معه على الموضع وهومكروب، فلم يفتني شئ في منامي إلا الآذن والحير، فإني لم أر حِيراً ولم أر آذناً؟ فاتق الله أيها الرجل، فإني قد آليت على نفسي ألا أدعَ إذاعة هذا الحديث، ولا زيارةَ ذلك الموضع وقصدَه وإعظامَه، فإن موضعاً يأتيه إبراهيم ومحمد وجبرئيل وميكائيل (ع) لحقيقٌ بأن يرغب في إتيانه وزيارته، فإن أبا حصين حدثني أن رسول الله (ص) قال: من رآني في المنام فإياي رأى، فإن الشيطان لا يتشبه بي.

فقال له موسى: إنما أمسكت عن إجابة كلامك لأستوفي هذه الحمقة التي ظهرت منك، وبالله لئن بلغني بعد هذا الوقت أنك تتحدث بهذا لأضربن عنقك، وعنق هذا الذي جئت به شاهداً علي! فقال أبوبكر: إذن يمنعني الله وإياه منك، فإني إنما أردت الله بما كلمتك به!

فقال له: أتراجعني يا عامر وشتمه! فقال له: أسكت أخزاك الله وقطع لسانك!

فأرعد موسى على سريره ثم قال: خذوه!

١٣٧

فأخذ الشيخ عن السرير، وأخذت أنا، فوالله لقد مر بنا من السحب والجرِّ والضرب، ما ظننت أننا لا نكثر الأحياء أبداً، وكان أشد ما مرَّ بي من ذلك أن رأسي كان يُجَرُّ على الصخر، وكان بعض مواليه يأتيني فينتف لحيتي، وموسى يقول: أقتلوهما بني كذا وكذا بالزاني لا يكني!

وأبو بكر يقول له: أمسك قطع الله لسانك وانتقم منك، اللهم إياك أردنا، ولولد وليك غضبنا، وعليك توكلنا.

فصيَّر بنا جميعاً إلى الحبس، فما لبثنا في الحبس إلا قليلاً، فالتفت إليَّ أبوبكر ورأي ثيابي قد خرقت وسالت دمائي، فقال: يا حِمَّاني قد قضينا لله حقاً، واكتسبنا في يومنا هذا أجراً، ولن يضيع ذلك عند الله ولا عند رسوله (ص).

فما لبثنا إلا مقدار غدائةٍ ونومة، حتى جاءنا رسوله فأخرجنا إليه، وطلب حمار أبي بكر فلم يوجد، فدخلنا عليه فإذا هو في سرداب له يشبه الدور سعة وكبراً، فتعبنا في المشي إليه تعباً شديداً، وكان أبوبكر إذا تعب في مشيه جلس يسيراً، ثم يقول: اللهم إن هذا فيك فلا تَنْسَهْ، فلما دخلنا على موسى، وإذا هوعلى سرير له فحين بصر بنا قال: لا حيا الله ولا قرب، من جاهل أحمق يتعرض لما يكره، ويلك يا دعي، ما دخولك فيما بيننا معشر بني هاشم!

فقال له أبوبكر: قد سمعت كلامك، والله حسبك! فقال له: أخرج قبحك الله، والله لئن بلغني أن هذا الحديث شاع، أوذكر عنك لأضربن عنقك!

١٣٨

ثم التفت إليَّ وقال: يا كلب وشتمني وقال: إياك ثم إياك أن تظهر هذا، فإنه إنما خُيِّلَ لهذا الشيخ الأحمق شيطانٌ يلعب به في منامه، أخرجا عليكما لعنة الله وغضبه، فخرجنا وقد يئسنا من الحياة!

فلما وصلنا إلى منزل الشيخ أبي بكر وهو يمشي وقد ذهب حماره، فلما أراد أن يدخل منزله التفت إليَّ وقال: إحفظ هذا الحديث وأثبته عندك، ولا تحدثن هؤلاء الرعاع، ولكن حدث به أهل العقول والدين ».

ملاحظات

1. أبوبكر بن عياش، من كبار أئمة السنة وقرائهم وعُبَّادهم: « روى له البخاري في صحيحه ومسلم في مقدمة كتابه وأبو داود والنسائي والترمذي وابن ماجة. وتوفي سنة اثنتين وتسعين ومائة ». « الكواكب النيرات / 102 ».

قال الذهبي في سيره: « 8 / 495 »: « أبوبكر بن عياش بن سالم الأسدي، مولاهم الكوفي الحناط بالنون، المقرئ، الفقيه، المحدث، شيخ الإسلام، وبقيه الأعلام مولى واصل الأحدب لم يضع جنبه على الأرض أربعين سنة ».

وقد روى عنه كبار أئمة المذاهب، قال ابن حجر في تهذيب التهذيب « 12 / 31 »: « وعنه الثوري، وابن المبارك، وأبوداود الطيالسي، وأسود بن عامر شاذان، ويحيى بن آدم، ويعقوب القمي، وابن مهدي، وابن يونس، وأبونعيم، وابن المديني، وأحمد بن حنبل، وابن معين، وابنا أبي شيبة، وإسماعيل بن أبان الوراق، ويحيى بن يحيى النيسابوري، وخالد بن يزيد الكاهلي وآخرون ».

١٣٩

ويظهر من غضبه لهدم قبر الحسين (ع) ومبادرته الى النهي عن المنكر، أنه صاحب دين، لكن طريقته في الإستنكار ساذجة، ثم نراه تراجع وسكت! وقد كانت له مكانة واحترام في الناس، فلو أنه وقف في المسجد ودعا المسلمين الى الإعتراض لأجابه الكثيرون، لكنه اعترض بطريقة بدائية، فزجره الوالي العباس بأسلوب فرعون، وقال له: قصتك ومنامك خيال وحماقة، وأنت فارسي مولى بني أسد، ونحن والحسين هاشميون، فلا تدخل بيننا!

وقصته تدل على أن مؤسس جريمة هدم قبر الحسين (ع) المنصور الدوانيقي! وأن المسلمين حتى غير الشيعة نقموا عليه واعترضوا.

2. أعاد المسلمون مشهد الحسين (ع) بعد الدوانيقي، وعادوا الى زيارته حتى جاء حفيده هارون، الذي سموه الرشيد، فهدمه مرة ثانية!

روى الطوسي في أماليه / 321: « حدثني يحيى بن المغيرة الرازي، قال: كنت عند جرير بن عبد الحميد، إذ جاءه رجل من أهل العراق، فسأله جرير عن خبر الناس، فقال: تركت الرشيد وقد كرب قبر الحسين (ع) وأمر أن تقطع السدرة التي فيه فقطعت! قال: فرفع جرير يديه، فقال: الله أكبر، جاءنا فيه حديث عن رسول الله (ص) أنه قال: لعن الله قاطع السدرة، ثلاثاً، فلم نقف على معناه حتى الآن، لأن القصد بقطعه تغيير مصرع الحسين حتى لايقف الناس على قبره ».

أقول: معنى: تغيير مصرعه، تغيير قبره ومكان قتله (ع). وقد قطعت قبل تلك السدرة سدرتان: سدرة البقيع وكانت تستظل بها الزهراء (ع)، وسدرة الحديبية التي بايع النبي (ص) تحتها المسلمين. وقاطعهما واحد، ولا مجال للتفصيل.

١٤٠

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

عبدالله( عليه‌السلام ) قال: سألته عن ولد الزنا أشتريه او أبيعه او أستخدمه، فقال: اشتره واسترقه واستخدمه وبعه، فأمّا اللقطة فلا تشتره.

ورواه الكليني، عن الحسين بن محمّد، عن معلّى بن محمّد، عن الحسن بن علي، عن أبان مثله(١) .

[ ٢٢٥٨٨ ] ٨ - وعنه، عن محمّد بن خالد، عن أبي الجهم، عن أبي خديجة قال: سمعت أبا عبدالله( عليه‌السلام ) يقول: لا يطيب ولد الزنا أبداً، ولا يطيب ثمنه أبداً.

أقول: حمله الشيخ على الكراهة لما تقدّم(٢) .

[ ٢٢٥٨٩ ] ٩ - وبإسناده عن أحمد بن أبي عبدالله، عن أبيه، عن أبي الجهم، عن أبي خديجة قال سمعت أبا عبدالله( عليه‌السلام ) يقول: لا يطيب ولد الزنا أبداً، ولا يطيب ثمنه، والممزيز(٣) لا يطيب إلى سبعة آباء، فقيل: أيّ شيء الممزيز؟ قال: الّذي يكتسب مالاً من غير حلّه فيتزوج أو يتسرى فيولد له، فذلك الولد هو الممزيز(٤) .

ورواه الكليني عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبدالله مثله، إلّا أنه قال: الممزار(٥) بدل الممزيز(٦) .

[ ٢٢٥٩٠ ] ١٠ - وعنه، عن ابن فضّال، عن مثنى الحناط، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: قلت له: تكون لي المملوكة

____________________

(١) الكافي ٥: ٢٢٥ / ٧.

٨ - التهذيب ٧: ١٣٣ / ٥٨٧، والاستبصار ٣: ١٠٥ / ٣٦٧.

(٢) تقدم في الاحاديث ١، ٢، ٣، ٤، ٦، ٧ من هذا الباب.

٩ - التهذيب ٧: ٧٨ / ٣٣٣.

(٣، ٤) في المصدر: الممزير.

(٥) في الكافي: الممراز.

(٦) الكافي ٥: ٢٢٥ / ٦.

١٠ - التهذيب ٧: ٧٨ / ٣٣٢، والاستبصار ٣: ١٠٥ / ٣٦٨.

٣٠١

من الزنا احج من ثمنها وأتزوج؟ فقال: لا تحج من ثمنها، ولا تزوج منه.

ورواه الكليني مثل الّذي قبله(١) .

أقول: حمله الشيخ على الكراهة أيضاً لما مر(٢) ، ويأتي ما يدلّ على ذلك في كتاب النكاح(٣) ، واللقطة(٤) .

٩٧ - باب جواز بيع الحرير والديباج

[ ٢٢٥٩١ ] ١ - محمّد بن الحسن بإسناده عن الحسن بن محمّد بن سماعة، عن محمّد بن زياد، عن عمار بن مروان، عن سماعة بن مهران، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: لا يصلح لباس الحرير والديباج فأمّا بيعه فلا بأس به.

[ ٢٢٥٩٢ ] ٢ - محمّد بن يعقوب، عن حميد بن زياد، عن الحسن بن محمّد بن سماعة، عن غير واحد، عن أبان الاحمر، عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: لا يصلح لباس الحرير والديباج، فأما بيعهما فلا بأس.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(٥) .

____________________

(١) الكافي ٥: ٢٢٦ / ٨.

(٢) مرّ في الأحاديث ١، ٢، ٣، ٤، ٦، ٧ من نفس الباب.

(٣) يأتي في الأحاديث ١، ٥، ٨ من الباب ١٤ من أبواب ما يحرم بالمصاهرة، وفي الباب ٦٠ من أبواب نكاح العبيد والإماء.

(٤) يأتي في الباب ٢٢ من أبواب اللّقطة.

الباب ٩٧

فيه حديثان

١ - التهذيب ٧: ١٣٥ / ٥٩٨.

٢ - الكافي ٦: ٤٥٤ / ٧، وأورده في الحديث ٣ من الباب ١١ من أبواب لباس المصلّي.

(٥) تقدم في الحديث ١ من الباب ٢ من هذه الأبواب ، ويأتي ما يدلّ عليه في الحديثين ٤، ٨ من الباب ٣ من أبواب السلف.

٣٠٢

٩٨ - باب كراهة أكل ما تحمله النملة

[ ٢٢٥٩٣ ] ١ - محمّد بن الحسن بإسناده عن محمّد بن أحمد بن يحيى، عن محمّد بن موسى، عن أيوب بن نوح، عن ابن أبي عمير، عن حمّاد، عن عبيد الله الحلبي، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: نهى رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) إنّ يؤكل ما تحمله النملة بفيها وقوائمها.

ورواه الكليني عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حمّاد(١) .

٩٩ - باب تحريم الغناء حتى في القرآن وتعليمه وأُجرته والغيبة والنميمة

[ ٢٢٥٩٤ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن الحسين بن سعيد، عن إبراهيم بن أبي البلاد، عن زيد الشحام قال: قال أبو عبدالله( عليه‌السلام ) : بيت الغناء لا تؤمن فيه الفجيعة، ولا تجاب فيه الدعوة، ولا يدخله الملك.

[ ٢٢٥٩٥ ] ٢ - وبالإسناد عن الحسين بن سعيد ومحمّد بن خالد جميعاً، عن النضر بن سويد، عن درست، عن زيد الشحام قال: سألت أبا عبدالله( عليه‌السلام ) عن قوله عزّوجلّ:( وَاجتنِبوا قَولَ الزُّورِ ) (٢) قال: قول

____________________

الباب ٩٨

فيه حديث واحدد

١ - التهذيب ٦: ٣٨٣ / ١١٣٢.

(١) الكافي ٥: ٣٠٧ / ١١.

الباب ٩٩

فيه ٣٢ حديثاً

١ - الكافي ٦: ٤٣٣ / ١٥.

٢ - الكافي ٦: ٤٣٥ / ٢، وأورده في الحديث ١ من الباب ١٠٢ من هذه الأبواب

(٢) الحج ٢٢: ٣٠.

٣٠٣

الزور: الغناء.

[ ٢٢٥٩٦ ] ٣ - وعن أبي عليّ الاشعري، عن محمّد بن الجبار، عن صفوان، عن أبي أيوب الخرّاز، عن محمّد بن مسلم، عن أبي الصباح، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) في قوله عزّوجلّ:( لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ ) (١) قال: الغناء.

[ ٢٢٥٩٧ ] ٤ - وعن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن معمر بن خلاد، عن أبي الحسن الرضا( عليه‌السلام ) قال: خرجت وأنا اريد داود بن عيسى بن عليّ، وكان ينزل بئر ميمون وعليّ ثوبان غليظان، فلقيت امرأة عجوزا ومعها جاريتان، فقلت: يا عجوز أتباع هاتان الجاريتان؟ فقالت: نعم ولكن لا يشتريهما مثلك، قلت: ولم؟ قالت: لأنّ إحديهما مغّنية والأُخرى زامرة الحديث.

[ ٢٢٥٩٨ ] ٥ - وعن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن أبي أيوب، عن محمّد بن مسلم وأبي الصباح الكناني، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) في قول الله عزوجل:( والَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ ) (٢) قال(٣) : الغناء.

[ ٢٢٥٩٩ ] ٦ - وعنه، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عليّ بن إسماعيل، عن ابن مسكان، عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر عليه

____________________

٣ - الكافي ٦: ٤٣١ / ٦.

(١) الفرقان ٢٥: ٧٢.

٤ - الكافي ٦: ٤٧٨ / ٤، وأورد صدره في الحديث ١ من الباب ٢٩ من أبواب الملابس.

٥ - الكافي ٦: ٤٣٣ / ١٣.

(٢) الفرقان ٢٥: ٧٢.

(٣) في نسخة زيادة: هو ( هامش المخطوط ) وكذلك المصدر.

٦ - الكافي ٦: ٤٣١ / ٤.

٣٠٤

السلام قال: سمعته يقول: الغناء ممّا وعد الله عليه النار، وتلا هذه الآية:( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشتَري لَهوَ الحَدِيثِ لِيُضلَّ عَن سَبِيلِ اللهِ بِغَير عِلمٍ وَيَتَّخذُها هُزُواً أُولَئِكَ لَهُم عَذَابٌ مُهِينٌ ) (١) .

[ ٢٢٦٠٠ ] ٧ - وعنه، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن مهران بن محمّد، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: سمعته يقول: الغناء مما قال الله عزّوجلّ:( وَمِنَ الناسِ مَن يَشتَرِي لَهوَ الحَدِيثِ لِيُضلَّ عَن سبِيلِ اللهِ ) (٢) .

[ ٢٢٦٠١ ] ٨ - وعنه، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن بعض أصحابه، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) في قول الله تعالى:( وَاجتَنِبُوا قَولَ الزُّورِ ) (٣) قال: قول الزور: الغناء.

[ ٢٢٦٠٢ ] ٩ - وعن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن يحيى بن المبارك، عن عبدالله بن جبلة، عن سماعة بن مهران، عن أبي بصير قال: سألت أبا عبدالله( عليه‌السلام ) عن قول الله عزّوجلّ:( فَاجتَنِبُوا الرِّجسَ مِنَ الأوثَانِ وَاجتَنِبُوا قَولَ الزُّورِ ) (٤) قال: الغناء.

[ ٢٢٦٠٣ ] ١٠ - وعنهم، عن سهل، عن محمّد بن عليّ(٥) ، عن أبي جميلة، عن أبي أُسامة، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: الغناء غشّ

____________________

(١) لقمان ٣١ / ٦.

٧ - الكافي ٦: ٤٣١ / ٥.

(٢) لقمان ٣١ / ٦.

٨ - الكافي ٦: ٤٣٦ / ٧، وأورده في الحديث ٣ من الباب ١٠٢ من هذه الأبواب

(٣) الحج ٢٢: ٣٠.

٩ - الكافي ٦: ٤٣١ / ١.

(٤) الحج ٢٢: ٣٠.

١٠ - الكافي ٦: ٤٣١ / ٢.

(٥) في نسخة: محمّد بن سليمان ( هامش المخطوط ).

٣٠٥

النفاق(١) .

[ ٢٢٦٠٤ ] ١١ - وعنهم، عن سهل، عن الوشاء قال: سمعت أبا الحسن الرضا( عليه‌السلام ) (٢) يسأل عن الغناء؟ فقال: هو قول الله عزّوجلّ:( وَمِنَ الناسِ مَن يَشتَرِي لَهوَ الحَدِيثِ لِيُضلَّ عَن سبِيلِ اللهِ ) (٣) .

[ ٢٢٦٠٥ ] ١٢ - وعنهم، عن سهل، عن إبراهيم بن محمّد المدني، عمّن ذكره، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: سُئل عن الغناء وأنا حاضر؟ فقال: لا تدخلوا بيوتاً الله معرض عن أهلها.

[ ٢٢٦٠٦ ] ١٣ - وعنهم، عن سهل، عن عليّ بن الريان، عن يونس قال: سألت الخراسإنّي( عليه‌السلام ) عن الغناء؟ وقلت: إنّ العباسي ذكر عنك أنّك ترخص في الغناء فقال: كذب الزنديق ما هكذا قلت له: سألني عن الغناء، فقلت: إن رجلاً أتى أبا جعفر صلوات الله عليه فسأله عن الغناء، فقال: يا فلان إذا ميز الله بين الحقّ والباطل فأين يكون الغناء؟ فقال: مع الباطل، فقال: قد حكمت.

[ ٢٢٦٠٧ ] ١٤ - ورواه الصدوق في( عيون الأخبار) عن أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني، عن عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن الريإنّ بن الصلت قال: سألت الرضا( عليه‌السلام ) يوماً بخراسان وذكر نحوه.

ورواه الحميري في( قرب الإِسناد) عن الريإنّ بن الصلت (٤) .

____________________

(١) في المصدر: عش النفاق.

١١ - الكافي ٦: ٤٣٢ / ٨.

(٢) في نسخة: زيادة: يقول سئل أبو عبدالله (عليه‌السلام ) ( هامش المخطوط ).

(٣) لقمان ٣١: ٦.

١٢ - الكافي ٦: ٤٣٤ / ١٨.

١٣ - الكافي ٦: ٤٣٥ / ٢٥.

١٤ - عيون أخبار الرضا (عليه‌السلام ) ٢: ١٤ / ٣٢.

(٤) قرب الإسناد: ١٤٨.

٣٠٦

ورواه الكشي في كتاب( الرجال) عن محمّد بن الحسن، عن عليّ ابن إبراهيم نحوه (١) .

[ ٢٢٦٠٨ ] ١٥ - وعن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن ابن فضّال، عن يونس بن يعقوب، عن عبد الاعلى قال: سألت أبا عبدالله( عليه‌السلام ) عن الغناء وقلت: إنهّم يزعمون أن رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) رخص في إنّ يقال: جئناكم جئناكم حيونا حيونا نحيكم، فقال: كذبوا إن الله عزّوجلّ يقول:( وَمَا خَلَقنَا السَّمَاءَ وَالأَرضَ وَمَا بَينَهُمَا لاعبينَ * لَو أَردَنا أَنَ نَتَّخذَ لهواً لَاتَّخَذناهُ مَن لَدُنَّا إِن كُنَّا فَاعلينَ * بَل نَقذِفُ بَالحقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زاهِقٌ وَلَكُمُ الوَيلُ مِمَّا تَصِفُون ) (٢) . ثمّ قال: « ويل لفلان مما يصف » رجل لم يحضر المجلس.

[ ٢٢٦٠٩ ] ١٦ - وعن عليّ بن ابراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن مهران بن محمّد، عن الحسن بن هارون قال: سمعت أبا عبدالله( عليه‌السلام ) يقول: الغناء مجلس لا ينظر الله إلى أهله، وهو مما قال الله عزّ وجلّ:( وَمِنَ الناسِ مَن يَشتَرِي لَهوَ الحَدِيثِ لِيُضلَّ عَن سبِيلِ اللهِ ) (٣) .

[ ٢٢٦١١ ] ١٧ - محمّد بن علي بن الحسين قال: روي إنّ أجر المغني والمغنية سحت.

[ ٢٢٦١٢ ] ١٨ - وفي( عيون الأخبار) بأسانيده السابقة في اسباغ الوضوء (٤)

____________________

(١) رجال الكشي ٢: ٧٩١ / ٩٥٧.

١٥ - الكافي ٦: ٤٣٣ / ١٢.

(٢) الأنبياء ٢١: ١٦ - ١٨.

١٦ - الكافي ٦: ٤٣٣ / ١٦.

(٣) لقمان ٣١: ٦.

١٧ - الفقيه ٣: ١٠٥ / ٤٣٦.

١٨ - عيون أخبار الرضا (عليه‌السلام ) ٢: ٤٢ / ١٤٠.

(٤) تقدمت في الحديث ٤ من الباب ٥٤ من أبواب الوضوء.

٣٠٧

عن الرضا، عن آبائه، عن علي( عليهم‌السلام ) قال: سمعت رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) يقول: أخاف عليكم استخفافاً بالدين، وبيع الحكم، وقطيعة الرحم، وإنّ تتخذوا القرآن مزامير، تقدمون أحدكم وليس بأفضلكم في الدين.

[ ٢٢٦١٢ ] ١٩ - وعن الحسين بن أحمد البيهقي، عن محمّد بن يحيى الصولي، عن عون بن محمّد الكاتب(١) ، عن محمّد بن أبي عباد وكان مستهتراً(٢) بالسماع ويشرب النبيذ قال: سألت الرضا( عليه‌السلام ) عن السماع فقال: لاهل الحجّاز(٣) فيه رأيّ وهو في حيز الباطل واللهو، أما سمعت الله عزّوجلّ يقول:( وإِذا مَرُّوا باللَّغوِ مَرُّوا كِرَاماً ) (٤) .

[ ٢٢٦١٣ ] ٢٠ - وفي( معاني الأخبار) عن المظفر بن جعفر العلوي، عن جعفر بن محمّد بن مسعود، عن أبيه، عن الحسين بن اشكيب، عن محمّد ابن السري، عن الحسين بن سعيد، عن أبي أحمد محمّد بن أبي عمير، عن عليّ بن أبي حمزة، عن عبد الاعلى قال: سألت جعفر بن محمّد( عليه‌السلام ) عن قول الله عزّوجلّ:( فَاجتَنِبُوا الرِّجسَ مِنَ الأوثَانِ وَاجتَنِبُوا قَولَ الزُّورِ ) (٥) قال: الرجس من الاوثان: الشطرنج، وقول الزور: الغناء.

____________________

١٩ - عيون أخبار الرضا (عليه‌السلام ) ٢: ١٢٨ / ٥.

(١) في المصدر: عون بن محمّد الكندي.

(٢) في المصدر: مشتهراً.

(٣) في نسخة: العراق ( هامش المخطوط ).

(٤) الفرقان ٢٥: ٧٢.

٢٠ - معاني الأخبار: ٣٤٩ / ١.

(٥) الحج ٢٢: ٣٠.

٣٠٨

قلت: قول الله عزّوجلّ:( وَمِنَ الناسِ مَن يَشتَرِي لَهوَ الحَدِيثِ ) (١) قال: منه الغناء.

[ ٢٢٦١٤ ] ٢١ - وعن أبيه، عن سعد بن عبدالله، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن يحيى الخزاز، عن حماد بن عثمان، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: سألته عن قول الزور؟ قال: منه قول الرجل للّذي يغنّي: أحسنت.

[ ٢٢٦١٥ ] ٢٢ - وفي( المقنع) قال الصادق( عليه‌السلام ) : شر الاصوات الغناء.

[ ٢٢٦١٦ ] ٢٣ - وفي( الخصال) عن أبيه، عن سعد، عن يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن مهران بن محمّد، عن الحسن بن هارون قال: سمعت أبا عبدالله( عليه‌السلام ) يقول: الغناء يورث النفاق، ويعقّب الفقر.

[ ٢٢٦١٧ ] ٢٤ - محمّد بن الحسن في( المجالس والأخبار) عن أحمد بن محمّد بن الصلت، عن أحمد بن محمّد بن سعيد بن عقدة، عن جعفر بن عبدالله العلوي، عن القسم بن جعفر بن عبدالله، عن عبدالله بن محمّد بن عليّ العلوي، عن أبيه، عن عبدالله بن أبي بكر محمّد بن عمرو بن حزم - في حديث - قال: دخلت على أبي عبدالله( عليه‌السلام ) فقال: الغناء اجتنبوا الغناء اجتنبوا قول الزور، فما زال يقول: اجتنبوا الغناء اجتنبوا، فضاق بي المجلس وعلمت أنه يعنيني.

____________________

(١) لقمان ٣١: ٦.

٢١ - معاني الأخبار: ٣٤٩ / ٢.

٢٢ - المقنع: ١٥٤.

٢٣ - الخصال: ٢٤ / ٨٤.

٢٤ - لم نعثر عليه في أمالي الطوسي المطبوع.

٣٠٩

[ ٢٢٦١٨ ] ٢٥ - الفضل بن الحسن الطبرسي في( مجمع البيان) قال: روي عن أبي جعفر وأبي عبدالله وأبي الحسن الرضا( عليهم‌السلام ) في قول الله عزّوجلّ:( وَمِنَ الناسِ مَن يَشتَرِي لَهوَ الحَدِيثِ لِيُضلَّ عَن سبِيلِ اللهِ بِغَيرِ عِلمٍ وَيَتَّخذَهَا هُزُواً أولَئِكَ لَهُمْ عَذَابُ مُهِينٌ ) (١) أنّهم قالوا: منه الغناء.

[ ٢٢٦١٩ ] ٢٦ - عليّ بن إبراهيم في( تفسيره) عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) في قوله تعالى:( فَاجتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الأوثَانِ وَاجتَنِبُوا قَولَ الزُّورِ ) (٢) قال: الرجس من الاوثان: الشطرنج، وقول الزور: الغناء.

[ ٢٢٦٢٠ ] ٢٧ - وعن أبيه، عن سليمان بن مسلم الخشاب، عن عبدالله ابن جريح المكي، عن عطاء بن أبي رياح، عن عبدالله بن عباس، عن رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) - في حديث - قال: إنّ من أشراط الساعة إضاعة الصلوات، واتباع الشهوات، والميل إلى الاهواء - إلى إنّ قال: - فعندها يكون أقوام يتعلمون القرآن لغير الله، ويتخذونه مزامير، ويكون أقوام يتفقّهون لغير الله، وتكثر أولاد الزنا، ويتغنّون بالقرآن - إلى إنّ قال: - ويستحسنون الكوبة والمعازف، وينكرون الامر بالمعروف والنهي عن المنكر - إلى إنّ قال: - فاولئك يدعون في ملكوت السماوات الارجاس الانجاس.

[ ٢٢٦٢١ ] ٢٨ - محمّد بن مسعود العياشي في( تفسيره) عن جابر بن عبدالله، عن النبي( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) قال: كان إبليس أول من تغنّى

____________________

٢٥ - مجمع البيان ٤: ٣١٣.

(١) لقمان ٣١: ٦.

٢٦ - تفسير القمّي ٢: ٨٤، وأورده في الحديث ٣ من الباب ١٠٢ من هذه الأبواب

(٢) الحج ٢٢: ٣٠.

٢٧ - تفسير القمي ٢: ٣٠٤، وأورده في الحديث ٢٢ من الباب ٤٩ من أبواب جهاد النفس.

٢٨ - تفسير العياشي ١: ٤٠ / ٢٣.

٣١٠

وأول من ناح، لما أكل آدم من الشجرة تغنى، فلمّا هبطت حواء إلى الارض ناح لذكره ما في الجنّة.

[ ٢٢٦٢٢ ] ٢٩ - وعن الحسن قال: كنت أطيل القعود في المخرج لاسمع غناء بعض الجيران، قال: فدخلت على أبي عبدالله( عليه‌السلام ) فقال لي: يا حسن( إِنَّ السَّمعَ وَالبَصَرَ وَالفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مسئُولاً ) (١) السمع وما وعى، والبصر وما رأى، والفؤاد وما عقد عليه.

[ ٢٢٦٢٣ ] ٣٠ - الحسن بن محمّد الديلمي في( الارشاد) قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : يظهر في أُمّتي الخسف والقذف، قالوا: متى ذلك؟ قال: إذا ظهرت المعازف والقينات وشربت الخمور، والله ليبيتنّ أناس من أُمّتي على أشر وبطر ولعب فيصبحون قردة وخنازير لاستحلالهم الحرام، واتّخاذهم القينات، وشربهم الخمور، وأكلهم الربا، ولبسهم الحرير.

[ ٢٢٦٢٤ ] ٣١ - قال: وقال( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : إذا عملت أمتي خمس عشرة خصلة حلّ بهم البلاء: إذا كان الفيء دولا، والامانة مغنماً، والصدقة مغرما، وأطاع الرجل إمرأته، وعصى أُمّه، وبّر صديقه، وجفا أباه، وارتفعت الاصوات في المساجد، وأكرم الرجل مخافة شره، وكان زعيم القوم أرذلهم، ولبسوا الحرير، واتخذوا القينات والمعازف، وشربوا الخمور، وكثر الزنا، فارتقبوا عند ذلك ريحاً حمراء وخسفاً أو مسخاً، وظهور العدو عليكم ثمّ لا تنصرون.

____________________

٢٩ - تفسير العياشي ٢: ٢٩٢ / ٧٤، وأورد نحوه عن الكافي في الحديث ٢ من الباب ٢ من أبواب جهاد النفس.

(١) الإِسراء ١٧: ٣٦.

٣٠ - ارشاد القلوب: ٣٨.

٣١ - ارشاد القلوب: ٧١.

٣١١

[ ٢٢٦٢٥ ] ٣٢ - عليّ بن جعفر في( كتابه) عن أخيه موسى بن جعفر( عليه‌السلام ) قال: سألته عن الرجل يتعمّد الغناء يجلس إليه؟ قال: لا.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك هنا في عدّة أبواب(١) ، وفي القراءة في غير الصلاة(٢) ، وغير ذلك(٣) ويأتي ما يدلّ عليه(٤) ، وتقدّم ما يدلّ على حكم الغيبة والنميمة في أحاديث العشرة(٥) .

١٠٠ - باب تحريم استعمال الملاهي بجميع أصنافها وبيعها وشرائها

[ ٢٢٦٢٦ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن عثمان بن عيسى، عن إسحاق بن جرير قال: سمعت أبا عبدالله( عليه‌السلام ) يقول: إنّ شيطاناً يقال له: القفندر، إذا ضرب في منزل الرجل أربعين صباحاً بالبربط(٦) ، ودخل عليه الرجال وضع ذلك الشيطان كلّ عضو منه على مثله من صاحب البيت، ثمّ نفخ فيه نفخة فلا يغار بعدها حتّى تؤتى نساؤه فلا يغار.

____________________

٣٢ - مسائل عليّ بن جعفر ١٤٨ / ١٨٦.

(١) تقدّم في الحديث ١ من الباب ٢، وفي البابين ١٥، ١٦، وفي الحديث ٨ من الباب ١٧ من هذه الأبواب

(٢) تقدم في الحديث ١ من الباب ٢٤ من أبواب قراءة القرآن.

(٣) تقدم في الباب ١٨ من أبواب الأغسال المسنونة، وفي الحديث ٩ من الباب ٩ من أبواب صلاة المسافر، وفي الحديث ٣٦ من الباب ٤٦، وفي الحديث ٢١ من الباب ٤٩ من أبواب جهاد النفس، وفي الحديث ٦ من الباب ٤١ من أبواب الأمر والنهي.

(٤) يأتي في الباب ١٠١، وفي الحديث ١٠ من الباب ١٠٢ من هذه الأبواب ، وفي الحديث ٥ من الباب ١٢ من أبواب الأشربة المحرمة.

(٥) تقدم في الباب ١٥٢، وفي الباب ١٦٤ من أبواب العشرة.

ويأتي ما يدل عليه في الحديث ٩ من الباب ١ من أبواب قصاص النفس.

الباب ١٠٠

فيه ١٥ حديثاً

١ - الكافي ٦: ٤٣٣ / ١٤.

(٦) البربط: العود، وهو من آلات اللهو. ( مجمع البحرين - بربط - ٤: ٢٣٧ ).

٣١٢

[ ٢٢٦٢٧ ] ٢ - وعنهم، عن سهل بن زياد، عن محمّد بن عيسى أو غيره، عن أبي داود المسترق قال: من ضرب في بيته بربط أربعين يوماً سلط الله عليه شيطاناً يقال له: القفندر، فلا يبقى عضوا من أعضائه إلّا قعد عليه، فإذا كان كذلك نزع منه الحياء ولم يبال ما قال ولا ما قيل فيه.

[ ٢٢٦٢٨ ] ٣ - وعنهم، عن سهل، عن عليّ بن معبد، عن الحسن بن عليّ الجزار(١س) ، عن عليّ بن عبد الرحمن، عن كليب الصيداوي قال: سمعت أبا عبدالله( عليه‌السلام ) يقول: ضرب العيدان ينبت النفاق في القلب كما ينبت الماء الخضرة.

[ ٢٢٦٢٩ ] ٤ - وعنهم، عن سهل، عن أحمد بن يوسف بن عقيل، عن أبيه، عن موسى بن حبيب، عن عليّ بن الحسين (عليهما‌السلام ) قال: لا يقدس الله أُمّة فيها بربط يقعقع، وناية(٢) تفجع.

[ ٢٢٦٣٠ ] ٥ - وعنهم، عن سهل، عن سليمان بن سماعة، عن عبدالله ابن القاسم، عن سماعة قال: قال أبو عبدالله( عليه‌السلام ) لما مات آدم شمت به إبليس وقابيل فاجتمعا في الارض فجعل إبليس وقابيل المعازف والملاهي شماتة بآدم( عليه‌السلام ) ، فكلّ ما كان في الارض من هذا الضرب الّذي يتلذّذ به الناس فإنما هو من ذلك.

[ ٢٢٦٣١ ] ٦ - وعن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله( صلى الله

____________________

٢ - الكافي ٦: ٤٣٤ / ١٧.

٣ - الكافي ٦: ٤٣٤ / ٢٠.

(١) في المصدر: الحسن بن عليّ الخزاز.

٤ - الكافي ٦: ٤٣٤ / ٢١.

(٢) في نسخة: فاية، والفاية: الضرب والشق ( هامش المخطوط )، وفي المصدر: تاية.

٥ - الكافي ٦: ٤٣١ / ٣.

٦ - الكافي ٦: ٤٣٢ / ٧.

٣١٣

عليه وآله ): أنهاكم عن الزفن(١) والمزمار، وعن الكوبات والكبرات.

[ ٢٢٦٣٣ ] ٧ - وعن محمّد بن يحيى، عن سلمة بن الخطاب، عن إبراهيم بن محمّد، عن عمران الزعفراني، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: من أنعم الله عليه بنعمة فجاء عند تلك النعمة بمزمار فقد كفرها الحديث.

[ ٢٢٦٣٣ ] ٨ - محمّد بن عليّ بن الحسين بإسناده عن حمّاد بن عمرو وأنس ابن محمّد، عن أبيه، عن جعفر بن محمّد، عن آبائه( عليهم‌السلام ) - في وصية النبي( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) لعليّ( عليه‌السلام ) - قال: يا عليّ ثلاثة يقسين القلب: استماع اللهو، وطلب الصيد، وإتيان باب السلطان.

[ ٢٢٦٣٤ ] ٩ - وفي( المقنع) قال: واجتنب الملاهي واللعب بالخواتيم والاربعة عشر، وكل قمار فإنّ الصادقين ( عليهما‌السلام ) نهوا عن ذلك.

[ ٢٢٦٣٥ ] ١٠ - وفي( عيون الأخبار) عن محمّد بن عمر البصري، عن محمّد بن عبدالله الواعظ، عن عبدالله بن أحمد بن عامر الطائي عن أبيه، عن الرضا( عليه‌السلام ) - في حديث الشامي - أنّه سأل أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) عن معنى هدير الحمام الراعبية(٢) ؟ قال: تدعو على أهل المعازف والمزامير والعيدان.

[ ٢٢٦٣٦ ] ١١ - وفي( الخصال) عن محمّد بن عليّ ماجيلويه، عن محمّد ابن يحيى، عن محمّد بن أحمد، عن السيارى رفعه، عن أبي عبدالله

____________________

(١) الزفن: الرقص ( الصحاح - زفن - ٥: ٢١٣١ ).

٧ - الكافي ٦: ٤٣٢ / ١١، وأورده في الحديث ٥ من الباب ١٧ من هذه الأبواب

٨ - الفقيه ٤: ٢٦٥ / ٨٢٤.

٩ - المقنع: ١٥٥.

١٠ - عيون أخبار الرضا (عليه‌السلام ) ١: ٢٤٦ / ١.

(٢) الراعبي: جنس من الحمام والانثى راعبية ( الصحاح - رعب - ١: ١٣٧ ).

١١ - الخصال: ٦٢ / ٨٩.

٣١٤

( عليه‌السلام ) أنّه سُئل عن السفلة؟ فقال: من يشرب الخمر ويضرب بالطنبور.

[ ٢٢٦٣٧ ] ١٢ - وعن أبيه، عن سعد، عن أيوب بن نوح، عن الربيع بن محمّد المسلي، عن عبد الاعلى، عن نوف، عن أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) - في حديث - قال: يا نوف، إيّاك أن تكون عشاراً أو شاعراً(١) أو شرطيا أو عريفا أو صاحب عرطبة، وهي الطنبور، أو صاحب كوبة وهو الطبل، فإنّ نبي الله خرج ذات ليلة فنظر إلى السماء، فقال: أمّا إنّها الساعة التي لا ترد فيها دعوة إلّا دعوة عريف، أو دعوة شاعر، أو دعوة عاشر أو شرطي، أو صاحب عرطبة، أو صاحب كوبة.

[ ٢٢٦٣٨ ] ١٣ - ورام بن أبي فراس في( كتابه) قال: قال( عليه‌السلام ) : لا تدخل الملائكة بيتاً فيه خمر أو دفّ أو طنبور أو نرد، ولا يستجاب دعاؤهم، وترفع عنهم البركة.

[ ٢٢٦٣٩ ] ١٤ - عليّ بن جعفر في( كتابه) عن أخيه موسى بن جعفر( عليه‌السلام ) قال: سألته عن اللعب بأربعة عشر وشبهها؟ قال: لا يستحب شيئاً من اللعب غير الرهان والرمي.

[ ٢٢٦٤٠ ] ١٥ - الحسن بن محمّد الطوسي في( مجالسه) عن أبيه، عن ابن الصلت، عن ابن عقدة، عن عليّ بن محمّد بن عليّ الحلبي (٢) ، عن

____________________

١٢ - الخصال: ٣٣٧ / ٤٠، وأورد نحوه عن نهج البلاغة في الحديث ٣ من الباب ٣٠ من أبواب الدعاء.

(١) فيه ذم الشعر، وقد تقدّم ما يدلّ على عدم تحريمه، فهذا مخصوص بالباطل منه، أو بالافراط فيه، والاكثار منه كما مرّ، أو على من يغني به ويلعب بالملاهي ( منه. ره ).

١٣ - لم نعثر عليه في تنبيه الخواطر المطبوع.

١٤ - مسائل علي بن جعفر: ١٦٢ / ٢٥٢.

١٥ - أمالي الطوسي ١: ٣٤٥.

(٢) في المصدر: عليّ بن محمّد بن عليّ بن الحسن الحسيني.

٣١٥

جعفر بن محمّد بن عيسى، عن عبدالله بن علي، عن عليّ بن موسى، عن آبائه، عن عليّ( عليهم‌السلام ) قال: كل ما ألهى عن ذكر الله فهو من الميسر.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك في أحاديث المغنّية(١) ، وغير ذلك(٢) ، ويأتي ما يدلّ عليه(٣) .

١٠١ - باب تحريم سماع الغناء والملاهي

[ ٢٢٦٤١ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن عنبسة، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: استماع اللهو والغناء ينبت النفاق كما ينبت الماء الزرع.

[ ٢٢٦٤٢ ] ٢ - وعن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن سعيد بن جناح، عن حمّاد، عن أبي أيوب الخراز قال: نزلنا بالمدينة فأتينا أبا عبدالله( عليه‌السلام ) فقال لنا: أين نزلتم؟ فقلنا: على فلان صاحب القيان، فقال: كونوا كراما، فوالله ما علمنا ما أراد به، وظنّنا أنه يقول: تفضّلوا عليه، فعدنا إليه فقلنا: لا ندري ما أردت بقولك: كونوا كراماً، فقال: أما سمعتم الله عزّوجلّ يقول:( وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغوِ مَرُّوا كِرَاماً ) (٤) .

____________________

(١) تقدم في الباب ١٦.

(٢) تقدم في الباب ٢، وفي الأحاديث ٢٧، ٣٠، ٣١ من الباب ٩٩ من هذه الأبواب ، وفي الحديث ٣٣، ٣٦ من الباب ٤٦ من أبواب جهاد النفس، وفي الحديث ٦ من الباب ٤١ من أبواب الأمر والنهي.

(٣) يأتي في الباب ١٠١ من هذه الأبواب ، وفي الحديث ١ من الباب ١٠ من أبواب الأشربة المحرّمة، وفي الحديث ٥ من الباب ١ من أبواب السبق والرماية.

الباب ١٠١

فيه ٥ أحاديث

١ - الكافي ٦: ٤٣٤ / ٢٣.

٢ - الكافي ٦: ٤٣٢ / ٩.

(٤) الفرقان ٢٥: ٧٢.

٣١٦

[ ٢٢٦٤٣ ] ٣ - وعنهم عن سهل، عن ياسر، عن أبي الحسن( عليه‌السلام ) قال: من نزه نفسه عن الغناء فإنّ في الجنة شجرة يأمر الله عزّوجلّ الرياح أن تحركها، فيسمع منها صوتاً لم يسمع مثله، ومن لم يتنزّه عنه لم يسمعه.

[ ٢٢٦٤٤ ] ٤ - وعن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد ابن سنان، عن عاصم بن حميد(١) قال: قال لي أبو عبدالله( عليه‌السلام ) : أنى كنت؟ فظننت أنه قد عرف الموضع، فقلت: جعلت فداك إنّي كنت مررت بفلان(٢) فدخلت إلى داره ونظرت إلى جواريه، فقال: ذاك مجلس لا ينظر الله عزّوجلّ إلى أهله، امنت الله على أهلك ومالك(٣) .

[ ٢٢٦٤٥ ] ٥ - وعن الحسين بن محمّد، عن معلّى بن محمّد، عن أحمد ابن محمّد بن إبراهيم الارمني، عن الحسين بن عليّ بن يقطين(٤) ، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: من أصغى إلى ناطق فقد عبده، فإنّ كان الناطق يؤدي عن الله عزّوجلّ فقد عبدالله، وإنّ كان الناطق يؤدي عن الشيطان فقد عبد الشيطان.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك هنا في عدّة أبواب(٥) ، وفي الاغسال

____________________

٣ - الكافي ٦: ٤٣٤ / ١٩.

٤ - الكافي ٦: ٤٣٤ / ٢٢.

(١) في المصدر: جهم بن حميد.

(٢) في المصدر زيادة: فاحتبسني.

(٣) هذا لا تصريح فيه بالغناء، لكن فهم الكليني منه ذلك فأورده في باب الغناء، وقرينته أنه لا وجه للتهديد لولاه، لأن النظر إلى الجواري بإذن سيدهن جائز، وقد أذن للراوي ( منه. ره ).

٥ - الكافي ٦: ٤٣٤ / ٢٤.

(٤) في المصدر: الحسن بن عليّ بن يقطين.

(٥) تقدم في الحديث ١ من الباب ٢، وفي الأحاديث ٢، ٥، ٧ من الباب ١٦، وفي البابين ٩٩، ١٠٠ من هذه الأبواب

٣١٧

المسنونة في حديث غسل التوبة(١) ، وغير ذلك(٢) ، ويأتي ما يدلّ عليه(٣) .

١٠٢ - باب تحريم اللعب بالشطرنج ونحوه

[ ٢٢٦٤٦ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن خالد، والحسين بن سعيد جميعاً، عن النضر بن سويد، عن درست، عن زيد الشحام قال: سألت أبا عبدالله( عليه‌السلام ) عن قول الله عزّوجلّ:( فَاجتَنِبُوا الرِّجسَ مِنَ الأوثَانِ وَاجتَنِبُوا قَولَ الزُّورِ ) (٤) قال: الرجس من الاوثان: الشطرنج، وقول الزور: الغناء.

ورواه الصدوق مرسلاً(٥) .

[ ٢٢٦٤٧ ] ٢ - وعن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حفص بن البختري، عمّن ذكره، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: الشطرنج من الباطل.

[ ٢٢٦٤٨ ] ٣ - وعنه، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن بعض أصحابه، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) في قول الله عزّوجلّ:( فَاجتَنِبُوا الرِّجسَ مِنَ الأوثَانِ وَاجتَنِبُوا قَولَ الزُّورِ ) (٦) قال: الرجس من الاوثان: هو الشطرنج،

____________________

(١) تقدم في الباب ١٨ من أبواب الأغسال المسنونة.

(٢) تقدم في البابين ٢، ٣، وفي الحديثين ٣٣، ٣٦ من الباب ٤٦ من أبواب جهاد النفس، وفي الحديث ٦ من الباب ٤١ من أبواب الأمر والنهي.

(٣) يأتي في الحديث ١٠ من الباب ١٠٢ من هذه الأبواب

الباب ١٠٢

فيه ١٥ حديثاً

١ - الكافي ٦: ٤٣٥ / ٢، وأورد ذيله في الحديث ٢ من الباب ٩٩ من هذه الأبواب

(٤) الحج ٢٢: ٣٠.

(٥) الفقيه ٤: ٤١ / ١٣٥.

٢ - الكافي ٦: ٤٣٥ / ٤.

٣ - الكافي ٦: ٤٣٦ / ٧، وأورد في الحديث ٨ من الباب ٩٩ من هذه الأبواب

(٦) الحج ٢٢: ٣٠.

٣١٨

وقول الزور: الغناء

[ ٢٢٦٤٩ ] ٤ - وعنه، عن أبيه: عن ابن أبي عمير، عن محمّد بن الحكم أخي هشام بن الحكم، عن عمر بن يزيد، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: إنّ لله عزّوجلّ في كل ليلة من شهر رمضإنّ عتقاء من النار إلّا من أفطر على مسكر، أو مشاحن، أو صاحب شاهين، قلت: وأيّ شيء صاحب الشاهين؟ قال: الشطرنج.

[ ٢٢٦٥٠ ] ٥ - وعن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن ابن فضّال، عن عليّ بن عقبة، عن ابن بكير، عن زرارة، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) أنّه سُئل عن الشطرنج، وعن لعبة شبيب التي يقال لها: لعبة الامير، وعن لعبة الثلث؟ فقال: أرأيتك إذا ميز الله الحقّ والباطل مع أيّهما تكون؟ قال: مع الباطل، قال: فلا خير فيه.

[ ٢٢٦٥١ ] ٦ - وعن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمّد بن عيسى، عن يونس، عن الحسين بن عمر بن يزيد، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: يغفر الله في شهر رمضإنّ إلّا لثلاثة: صاحب مسكر أو صاحب شاهين، أو مشاحن.

[ ٢٢٦٥٢ ] ٧ - وعن عليّ بن إبراهيم، عن هارون بن مسلم، عن مسعدّة ابن زياد(١) ، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) أنه سئل عن الشطرنج، فقال: دعوا المجوسية لاهلها لعنها الله.

____________________

٤ - الكافي ٦: ٤٣٥ / ٥، وأورده في الحديث ٩ من الباب ١٨ من أبواب أحكام شهر رمضان.

٥ - الكافي ٦: ٤٣٦ / ٦.

٦ - الكافي ٦: ٤٣٦ / ١٠.

٧ - الكافي ٦: ٤٣٧ / ١٣.

(١) في نسخة: مسعدة بن صدقة ( هامش المخطوط ).

٣١٩

[ ٢٢٦٥٣ ] ٨ - وعن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن موسى بن القاسم، عن محمّد بن عليّ بن جعفر، عن الرضا( عليه‌السلام ) قال: جاء رجل إلى أبي جعفر( عليه‌السلام ) فقال: يا أبا جعفر، ما تقول في الشطرنج التي يلعب بها؟ فقال: أخبرني أبي عليّ بن الحسين، عن الحسين بن علي، عن أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : من كان ناطقاً فكان منطقه بغير ذكر الله كان لاغيا، ومن كان صامتا فكان صمته لغير ذكر الله كان ساهياً، ثمّ سكت، فقام الرجل وانصرف.

[ ٢٢٦٥٤ ] ٩ - وعن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: نهى رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) عن اللعب بالشطرنج والنرد.

[ ٢٢٦٥٥ ] ١٠ - محمّد بن عليّ بن الحسين في( معاني الأخبار) عن أبيه، عن سعد، عن يعقوب بن يزيد، عن الحسن بن محبوب، وعن محمّد بن موسى بن المتوكل، عن عبدالله بن جعفر الحميري، عن أحمد ابن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن خالد بن جرير، عن أبي الربيع الشامي، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: سُئل عن الشطرنج والنرد؟ فقال: لا تقربوهما، قلت: فالغناء؟ قال: لا خير فيه لا تقربه الحديث.

[ ٢٢٦٥٦ ] ١١ - وفي( الخصال) عن أحمد بن محمّد بن يحيى، عن أبيه، عن سهل بن زياد، عن محمّد بن جعفر بن عقبة، عن الحسن بن

____________________

٨ - الكافي ٦: ٤٣٧ / ١٤.

٩ - الكافي ٦: ٤٣٧ / ١٧.

١٠ - معاني الأخبار: ٢٢٤ / ١.

١١ - الخصال: ٢٦ / ٩٢.

٣٢٠

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483