وسائل الشيعة الجزء ١٧

وسائل الشيعة16%

وسائل الشيعة مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 483

المقدمة الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠
  • البداية
  • السابق
  • 483 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 290916 / تحميل: 183085
الحجم الحجم الحجم
وسائل الشيعة

وسائل الشيعة الجزء ١٧

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ قال: « ( إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ ) (١) الآية، انّ من يستمع الأذان ويجيب فلا يسمع زفير جهنّم ».

٤١٧٩ / ١١ - ابن ابي جمهور في درر اللآلي: عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ قال: « إذا سمعتم المؤذّن فقولوا كما يقول، ثم صلّوا عليّ، فمن صلّى علي صلاة صلّى الله عليه بها عشراً، ثم سلوا [ لي ] (١) الوسيلة فانّها منزلة في الجنّة لا تنبغي أن تكون [ إلّا ] (٢) لعبد من عباد الله، وأنا أرجو أن أكون أنا هو فمن سأل لي الوسيلة حلّت له الشفاعة.

وعنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: قال لمّا سمع بلال يؤذّن، وسكت بعد فراغه: « من قال مثل هذا بيقين، دخل الجنّة ».

٤١٨٠ / ١٢ - وعنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: انه إذا قال المؤذن: أشهد أن لا إله إلّا الله، يقول الحاكي: وأنا أشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له، وأن محمّدا عبده ورسوله، رضيت بالله ربّا، وبالاسلام دينا، وبمحمّد رسولا، وبالائمة الطاهرين عليهم‌السلام ائمّة ثم يقول:

اللهم ربّ هذه الدعوة التامّة، والصلاة القائمة، إئت محمّدا الوسيلة والفضيلة، وابعثه المقام المحمود الذي وعدته، وارزقني شفاعته يوم القيامة.

____________________________

(١) الجمعة ٦٢: ٩.

١١ - درر اللآلي ج ١ ص ١٠.

(١)، (٢) أثبتناه من المصدر.

١٢ - درر اللآلي ج ١ ص ١١٩.

٦١

٣٥ - ( باب استحباب الأذان عند تغول الغول، وفي اذان المولود، وفي اذن من ساء خلقه )

٤١٨١ / ١ - الجعفريات: اخبرنا محمّد، حدثني موسى، حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي عليهم‌السلام قال: « قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: من ولد له مولود، فليؤذّن في أُذنه اليمنى بأذان الصلاة، وليقم في اليسرى، فإن ذلك عصمة من الشيطان الرجيم، والافزاغ له ».

٤١٨٢ / ٢ - وبهذا الاسناد: عنه عليه‌السلام قال: « قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: إذا تغوّلت بكم الغيلان (١)، فأذّنوا بأذان الصلاة ».

٤١٨٣ / ٣ - دعائم الإسلام: عن علي عليه‌السلام ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ قال: « من ولد له مولود، فليؤذّن في أُذنه اليمنى، وليقم في اليسرى، فإن ذلك عصمة (١) من الشيطان »، الخبر.

____________________________

الباب - ٣٥

١ - الجعفريات ص ٣٢.

٢ - الجعفريات ص ٤٢.

(١) الغول: جنس من الجن والشياطين، وهم سخرتهم، وفي الحديث: « إذا تغولت بكم الغول فأذَّنوا ». كانت العرب تزعم في الغلوات تتغول غولاً اي تتلوّن تلوناً فتضلهم عن الطريق فتهلكهم.. (مجمع البحرين غول ج ٥ ص ٤٣٨).

٣ - دعائم الإسلام ج ١ ص ١٤٧، وعنه في البحار ج ٨٤ ص ١٦٣ ح ٦٧.

(١) في المصدر: عصمة له.

٦٢

٤١٨٤ / ٤ - وعنه عليه‌السلام أنه قال: « قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: « إذا تغوّلت بكم (١) الغيلان فأذّنوا بالصلاة ».

٤١٨٥ / ٥ - زيد الزرّاد في أصله: قال: حججنا سنة فلمّا صرنا في خرابات المدينة (١) بين الحيطان، افتقدنا رفيقا لنا من اخواننا فطلبناه فلم نجده، فقال لنا الناس بالمدينة: ان صاحبكم اختطفته الجنّ، فدخلت على أبي عبدالله عليه‌السلام، وأخبرته بحاله، وبقول أهل المدينة.

فقال: « اخرج إلى المكان الذى اختطف، أو قال: افتقد، فقل باعلى صوتك: يا صالح بن علي، إن جعفر بن محمّد عليهما‌السلام، يقول لك: اهكذا عاهدت وعاقدت الجنّ علي بن أبي طالب عليه‌السلام؟ أطلب فلانا حتى تؤديه إلى رفقائه، ثم قال: يا معشر الجنّ عزمت عليكم بما عزم علي بن أبي طالب عليه‌السلام، لما خلّيتم عن صاحبي، وارشدتموه إلى الطريق ».

قال: ففعلت ذلك، فلم البث إذا بصاحبي قد خرج على بعض الخرابات، فقال: ان شخصاً تراءى لي، ما رأيت صورة إلّا وهو أحسن منها فقال: يا فتى اظنّك تتولّى آل محمّد عليهم‌السلام؟ فقلت: نعم، فقال: إن هاهنا رجلاً من آل محمّد عليهم‌السلام، هل لك ان تؤجر وتسلم عليه؟ فقلت: بلى، فادخلني من هذه الحيطان وهو يمشي امامي، فلما أن سار غير بعيد

____________________________

٤ - دعائم الإسلام ج ١ ص ١٤٧، وعنه في البحار ج ٨٤ ص ١٦٣ ح ٦٧.

(١) في المصدر والبحار: لكم.

٥ - كتاب زيد الزرّاد ص ١١ باختلاف.

(١) في المصدر: وفي نسخة: الابنية.

٦٣

نظرت فلم ار شيئا وغشي عليّ فبقيت مغشياً علي لا ادري أين انا من ارض الله حتى كان الآن، فإذا قد اتاني آت، وحملني حتى اخرجني إلى الطريق.

فاخبرت أبا عبدالله عليه‌السلام بذلك، فقال: « ذلك الغوال أو الغول، نوع من الجنّ يغتال الانسان، فإذا رأيت الواحد فلا تسترشده، وإن ارشدكم (٢) فخالفوه (٣)، فإذا رأيته في خراب وقد خرج عليك، أو في فلاة من الأرض، فأذّن في وجهه، وارفع صوتك وقل:

سبحان الذى جعل في السماء نجوما رجوما للشياطين، عزمت عليك يا خبيث، بعزيمة الله التي عزم بها أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام، ورميت بسهم الله المصيب الذي لا يخطي، وجعلت سمع الله على سمعك وبصرك، وذلّلتك بعزّة الله، وقهرت سلطانك بسلطان الله، يا خبيث لا سبيل لك، فإنّك تقهره ان شاء الله، وتصرفه عنك.

فإذا ضللت الطريق، فأذن باعلى صوتك، وقل: يا سيّارة الله، دلّونا على الطريق يرحمكم الله، ارشدونا يرشدكم الله، فإن أصبت والّا فناد: يا عتاة الجنّ، ويا مردة الشياطين، ارشدوني ودلّوني الطريق، وإلّا اشرعت (٤) لكم بسهم الله المصيب ايّاكم عزيمة علي بن أبي طالب عليه‌السلام، يا مردة الشياطين إن استعطتم أن تنفذوا من أقطار السموات والأرض فانفذوا، لا تنفذون إلّا بسلطان مبين، الله غالبكم

____________________________

(٢) في المصدر: ونسخة: أرشدك.

(٣) وفيه: وفي نسخة: فخالفه.

(٤) في المصدر: انتزعت، ونسخة: أسرعت.

٦٤

بجنده الغالب، وقاهركم بسلطانه القاهر، ومذلّلكم بعزّة المتين، ( فَإِن تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّـهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ) (٥).

وارفع صوتك بالأذان ترشد، وتصيب الطريق ان شاء الله تعالى ».

٣٦ - ( باب جواز الأذان إلى غير القبلة، واستحباب استقبالها، خصوصاً في التشهد، وكراهة الخروج من المسجد، عند سماع الأذان )

٤١٨٦ / ١ - الصدوق في المقنع: ولا بأس أن تؤذّن وأنت على غير وضوء مستقبل القبلة ومستدبرها - إلى أن قال -: ولكن إذا أقمت، فعلى وضوء، مستقبل القبلة.

٣٧ - ( باب نوادر ما يتعلق بأبواب الأذان والاقامة )

٤١٨٧ / ١ - الشيخ الصدوق في معاني الاخبار والتوحيد: عن أحمد بن محمّد بن عبدالرحمن المروزي، عن محمّد بن جعفر المقري، عن محمّد بن الحسن الموصلي، عن محمّد بن عاصم الطريفي، عن عيّاش بن يزيد بن الحسن، عن أبيه، عن موسى بن جعفر، عن آبائه، عن الحسين بن علي عليهم‌السلام، قال: « كنا جلوسا في

____________________________

(٥) التوبة ٩: ١٢٩.

الباب - ٣٦

١ - المقنع ص ٢٧.

الباب - ٣٧

١ - معاني الاخبار ص ٣٨ ح ١ باختلاف يسير في اللفظ، والتوحيد ص ٢٣٨ ح ١ كذلك.

٦٥

المسجد، إذ صعد المؤذّن المنارة، فقال: الله أكبر الله أكبر، فبكى أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام، وبكينا ببكائه، فلمّا فرغ المؤذن.

قال: أتدرون ما يقول المؤذن؟ قلنا: الله ورسوله ووصيّه اعلم،

فقال: لو تعلمون ما يقول لضحكتم قليلا، ولبكيتم كثيرا، فلقوله، الله أكبر معان كثيرة:

منها: ان قول المؤذن الله أكبر، يقع على قدمه، وازليّته، وابديّته، وعلمه، وقوّته، وقدرته، وحلمه، وكرمه، وجوده، وعطائه، وكبريائه، فإذا قال المؤذن: الله أكبر فإنه يقول: الله الذي له الخلق والأمر، وبمشيته كان الخلق، ومنه كان كلّ شئ للخلق، وإليه يرجع الخلق، وهو الأول قبل كلّ شئ لم يزل، والآخر بعد كلّ شئ لا يزال، والظاهر فوق كلّ شئ لا يدرك، والباطن دون كلّ شئ لا يحدّ، فهو الباقي، وكلّ شئ دونه فان.

والمعنى الثاني: الله أكبر، أي العليم الخبير، علم ما كان، وما يكون قبل أن يكون.

والثالث: الله أكبر: أي القادر على كلّ شئ، يقدر على ما يشاء، القوي لقدرته، المقتدر على خلقه، القوي لذاته، وقدرته قائمة على الاشياء كلّها، إذا قضى امراً فإنّما يقول له: كن، فيكون.

والرابع: الله أكبر على معنى حلمه، وكرمه، يحلم كأنه لا يعلم، ويصفح كأنّه لا يرى، ويستر كأنّه لا يعصى، ولا يعجل بالعقوبة كرما، وصفحا، وحلما.

والوجه الآخر في معنى الله أكبر: أي الجواد، جزيل العطاء، كريم الفعال.

٦٦

والوجه الآخر: الله أكبر فيه نفي كيفيته، كأنه يقول: الله أجل من أن يدرك الواصفون قدر صفته، الذي هو موصوف به، وإنّما يصفه الواصفون على قدرهم لا على قدر عظمته وجلاله، تعالى الله عن أن يدرك الواصفون صفته علوّا كبيرا.

والوجه الآخر: الله أكبر: كأنه يقول: الله أعلى وأجلّ، وهو الغني عن عباده، لا حاجة به إلى اعمالهم.

وأمّا قوله: أشهد أن لا إله إلّا الله، فاعلام بأن الشهادة لا تجوز إلّا بمعرفة من القلب، كأنه يقول: أعلم أنه لا معبود إلّا الله عزّوجلّ، وأن كلّ معبود باطل سوى الله عزّوجلّ واقرّ بلساني بما في قلبي من العلم، بأنه لا إله إلّا الله، وأشهد أنه لا ملجأ من الله عزّوجلّ إلّا إليه، ولا منجى من شرّ كل ذي شر، وفتنة كلّ ذي فتنة إلّا بالله.

وفي المرّة الثانية: أشهد أن لا إله إلّا الله، معناه أشهد أن لا هادي إلّا الله، ولا دليل إلّا الله، وأشهد الله بأني أشهد أن لا إله إلّا الله، وأشهد سكان السموات، وسكان الأرض، وما فيهن من الملائكة والناس أجمعين، وما فيهن من الجبال والاشجار، والدواب، والوحوش، وكلّ رطب ويابس، بأني أشهد أن لا خالق إلّا الله، ولا رازق، ولا معبود، ولا ضارّ، ولا نافع، ولا قابض، ولا باسط، ولا معطي، ولا مانع، ولا دافع، ولا ناصح، ولا كافي، ولا شافي، ولا مقدم، ولا مؤخّر إلّا الله، له الخلق والأمر، وبيده الخير كلّه، تبارك الله رب العالمين.

وأمّا قوله: أشهد أن محمّدا رسول الله، يقول: أُشهد الله على أني أشهد أنه لا إله إلّا هو، وأنّ محمّدا عبده ورسوله، ونبيّه، وصفيّه ونجيبه أرسله إلى كافة الناس اجمعين بالهدى، ودين الحق، ليظهره على

٦٧

الدين كلّه، ولو كره المشركون، وأشهد من في السموات والأرض (١) من النبيّين والمرسلين، والملائكة والناس اجمعين أنّي أشهد أن محمّدا رسول الله سيد الأولين والآخرين.

وفي المرة الثانية: أشهد أن محمّدا رسول الله، يقول: أشهد أن لا حاجة لأحد إلى أحد إلّا إلى الله الواحد القهّار، الغني عن عباده والخلائق اجمعين، وأنه أرسل محمّدا، إلى الناس بشيرا، ونذيراً، وداعياً ألى الله بإذنه وسراجا منيراً، فمن انكره وجحده، ولم يؤمن به أدخله الله عزّوجلّ نار جهنم خالدا مخلّدا، لا ينفك عنها ابدا.

وامّا قوله: حيّ على الصلاة أي هلمّوا إلى خير أعمالكم، ودعوة ربّكم، وسارعوا إلى مغفرة من ربكم، واطفاء ناركم التى اوقدتموها على ظهوركم وفكاك رقابكم التى رهنتموها بذنوبكم ليكفّر الله عنكم سيئاتكم، ويغفر لكم ذنوبكم، ويبدّل سيئاتكم حسنات، فإنه ملك كريم، ذو الفضل العظيم، وقد أذن لنا معاشر المسلمين، بالدخول في خدمته، والتقدم إلى بين يديه.

وفي المرة الثانية: حي على الصلاة أي قوموا إلى مناجاة ربّكم وعرض حاجاتكم على ربّكم، وتوسّلوا إليه بكلامه، وتشفعوا به، وأكثروا الذكر والقنوت، والركوع والسجود، والخضوع والخشوع، وارفعوا إليه حوائجكم، فقد أذن لنا في ذلك.

وأما قوله: حيّ على الفلاح، فإنه يقول: أقبلوا إلى بقاء لا فناء معه، ونجاة لا هلاك معها، وتعالوا إلى حياة لا ممات (٢) معها وإلى نعيم لا نفاد له، وإلى ملك لا زوال عنه، وإلى سرور لا حزن معه،

____________________________

(١) في الطبعة الحجرية: الأرضين، وفي نسخة الأرض.

(٢) في نسخة موت - منه (قدس سره).

٦٨

وإلى أُنس لا وحشة معه، وإلى نور لا ظلمة معه، وإلى سعة لا ضيق معها، وإلى بهجة لا انقطاع لها، وإلى غنى لا فاقة معه، وإلى صحة لا سقم معها، وإلى عزّ لا ذل معه، وإلى قوّة لا ضعف معها، وإلى كرامة يا لها من كرامة، وعجلوا إلى سرور الدنيا والعقبى، ونجاة الآخرة والاولى.

وفي المرة الثانية: حيّ على الفلاح، فإنه يقول: سابقوا إلى ما دعوتكم إليه، وإلى جزيل الكرامة، وعظيم المنّة، وسنّي النعمة، والفوز العظيم، ونعيم الابد، في جوار محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، في مقعد صدق عند مليك مقتدر.

وامّا قوله: الله أكبر الله أكبر، فإنه يقول: الله أعلى وأجلّ من أن يعلم أحد من خلقه، ما عنده من الكرامة لعبد أجابه وأطاعه، وأطاع أمره وعرفه وعرف وعيده، وعبده واشتغل به وبذكره، وأحبّه وأنس به، واطمأنّ إليه ووثق به وخافه ورجاه، واشتاق إليه، ووافقه في حكمه وقضائه، ورضي به.

وفي المرّة الثانية: الله أكبر، فإنه يقول: الله أكبر وأعلى، وأجلّ، من أن يعلم أحد مبلغ كرامته لأوليائه، وعقوبته لاعدائه، ومبلغ عفوه وغفرانه ونعمته، لمن أجابه وأجاب رسوله، ومبلغ عذابه ونكاله، وهوانه، لمن انكره وجحده.

وامّا قوله: لا إله إلّا الله معناه: لله الحجّة البالغة عليهم، بالرسول والرسالة، والبيان والدعوة، وهو اجلّ من ان يكون لأحد منهم عليه حجّة، فمن أجابه فله النور والكرامة، ومن أنكره فإن الله غني عن العالمين، وهو اسرع الحاسبين.

ومعنى قد قامت الصلاة في الاقامة، أي حان وقت الزيارة

٦٩

والمناجاة، وقضاء الحوائج، ودرك المنى، والوصول إلى الله عزّوجلّ، وإلى كرامته، وغفرانه وعفوه ورضوانه ».

قال الصدوق: إنّما ترك الراوي، ذكر حي على خير العمل للتقيّة، وقد روي في خبر آخر أن الصادق عليه‌السلام، سئل عن معنى حيّ على خير العمل، فقال: « خير العمل الولاية ».

وفي خبر آخر: « خير العمل: برّ فاطمة وولدها عليهم‌السلام ».

٤١٨٨ / ٢ - وفي معاني الاخبار: عن علي بن عبدالله الوراق وعلي بن محمّد بن الحسن، عن سعد بن عبدالله، عن العباس بن سعيد الازرق، عن أبي نصر، عن عيسى بن مهران، عن يحيى بن الحسن بن فرات، عن حمّاد بن يعلى، عن علي بن الحزور، عن الاصبغ بن نباته، عن محمّد بن الحنفية، انه ذكر عنده الأذان فقال: لما اسري بالنبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ إلى السماء، وتناهى إلى السماء السادسة، نزل ملك من السماء السابعة، لم ينزل قبل ذلك اليوم قطّ، فقال: الله أكبر الله أكبر، فقال الله جلّ جلاله، أنا كذلك، فقال: أشهد أن لا إله إلّا الله فقال الله عزّوجلّ: أنا كذلك، لا إله إلّا أنا، فقال: أشهد أن محمّدا رسول الله، قال الله جلّ جلاله: عبدي، واميني على خلقي، اصطفيته (١) برسالاتي.

ثم قال: حيّ على الصلاة، قال الله جلّ جلاله، فرضتها على عبادي، وجعلتها لي دينا.

____________________________

٢ - معاني الاخبار ص ٤٢ ح ٤.

(١) في المصدر زيادة: على عبادي.

٧٠

ثم قال: حيّ على الفلاح، قال الله جلّ جلاله: افلح من مشى إليها، وواظب عليها ابتغاء وجهي، ثم قال: حيّ على خير العمل، قال الله جلّ جلاله: هي افضل الأعمال، وازكاها عندي، ثم قال: قد قامت الصلاة، فتقدم النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ فامّ أهل السماء، فمن يومئذ تمّ شرف النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌.

٤١٨٩ / ٣ - وفيه عن أبي الحسن بن عمرو بن علي بن عبدالله البصري، عن خلف بن محمّد البلخي، عن أبيه محمّد بن أحمد، عن عياش بن الضحاك، عن مكيّ بن ابراهيم، عن ابن جريح، عن عطا، قال: كنّا عند ابن العباس بالطائف، أنا وأبو العالية، وسعيد بن جبير، وعكرمة، فجاء المؤذّن فقال: الله أكبر الله أكبر، واسم المؤذّن قثم بن عبدالرحمن الثقفي، فقال ابن عباس: اتدرون ما قال المؤذن؟ فسأله أبو العالية، فقال: أخبرنا بتفسيره.

قال ابن عباس: إذا قال المؤذّن: الله أكبر الله أكبر، يقول: يا مشاغيل الأرض، قد وجبت الصلاة، فتفرّغوا لها، وإذا قال: أشهد أن لا إله إلّا الله، يقول: يقوم يوم القيامة، ويشهد لي ما في السموات، وما في الأرض، على أني أخبرتكم في اليوم خمس مرّات، وإذا قال: أشهد أن محمّدا رسول الله، يقول: تقوم القيامة، ومحمّد يشهد لي عليكم، أنّي قد أخبرتكم بذلك، في اليوم خمس مرات، وحجتي عند الله قائمة، فإذا قال: حيّ على الصلاة، يقول: دينا قيما فاقيموه، وإذا قال: حي على الفلاح، يقول: هلمّوا إلى طاعة الله، وخذوا سهمكم من رحمة الله، يعني الجماعة، وإذا قال العبد: الله أكبر الله أكبر، يقول: حرّمت الأعمال، وإذا قال: لا إله إلّا الله،

____________________________

٣ - معاني الاخبار ص ٤١ ح ٢.

٧١

يقول: أمانة سبع سموات، وسبع أرضين، والجبال، والبحار وضعت على أعناقكم، أن شئتم أقبلوا (٢)، وإن شئتم فادبروا.

٤١٩٠ / ٤ - صحيفة الرضا عليه‌السلام: عن آبائه قال: « قال علي بن أبي طالب عليهم‌السلام لمّا بُدئ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ بتعليم الأذان، أتى جبرئيل بالبراق فاستعصت عليه، ثم أتى بدابة يقال لها، برقة فاستعصت فقال لها جبرئيل: اسكني برقة فما ركبك احد أكرم على الله منه، [ فسكنت، ] (١) قال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: فركبتها حتى انتهيت إلى الحجاب، الذى يلي الرحمن عزّ [ ربّنا ] (٢) وجلّ، فخرج ملك من وراء الحجاب، فقال: الله أكبر الله أكبر، قال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: قلت: يا جبرئيل من هذا الملك؟ قال [ جبرئيل ] (٣): والذى أكرمك بالنبوّة: ما رأيت هذا الملك قبل ساعتي هذه، فقال الملك: الله أكبر، الله أكبر، فنودي من وراء الحجاب: صدق عبدي، أنا أكبر، أنا أكبر.

قال: فقال الملك: أشهد أن لا إله إلّا الله، أشهد أن لا إله إلّا الله، فنودي من وراء الحجاب: صدق عبدي [ أنا الله ] (٤) لا إله إلّا أنا، لا إله إلّا أنا.

قال: فقال الملك: أشهد أن محمّدا رسول الله، أشهد أن محمّدا رسول الله، فنودي من وراء الحجاب: صدق عبدي، أنا أرسلت محمّدا رسولا.

____________________________

(٢) في المصدر: فاقبلوا.

٤ - صحيفة الرضا عليه‌السلام ص ٨٥ ح ١١٥.

(١ - ٤) أثبتناه من المصدر.

٧٢

قال: فقال الملك: حيّ على الصلاة، حيّ على الصلاة، فنودي من وراء الحجاب: صدق عبدي، ودعا إلى عبادتي.

قال: فقال الملك: حيّ على الفلاح، حيّ على الفلاح، فنودي من وراء الحجاب: صدق عبدي، ودعا إلى عبادتي، قد أفلح من واظب عليها، قال: فيومئذ أكمل الله عزّوجلّ لي الشرف، على الأولين والآخرين ».

٤١٩١ / ٥ - البحار، نقلا عن خطّ الشهيد (ره): عن أبي الوليد، عن أبي عبدالله عليه‌السلام، في قوله: قد قامت الصلاة: « وإنّما يعني به، قيام القائم عليه‌السلام ».

ووجدته في مجموعة الشيخ محمّد بن علي الجباعي، منقولاً عنه (ره).

٤١٩٢ / ٦ - عوالي اللآلي: روي في الخبر عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، أنه إذا اذّن المؤذن، ادبر الشيطان وله ضراط.

٤١٩٣ / ٧ - البحار، عن العلل لمحمّد بن علي بن ابراهيم بن هاشم، قال: علّة الأذان، أن تكبّر الله وتعظمه، وتقرّ بتوحيد الله، وبالنبوّة، والرسالة، وتدعو إلى الصلاة، وتحث على الزكاة، ومعنى الأذان الاعلام، لقول الله تعالى: ( وَأَذَانٌ مِّنَ اللَّـهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ  ) (١) أي اعلام.

____________________________

٥ - البحار ج ٨٤ ص ١٥٥ ح ٥١.

٦ - عوالي اللآلي ج ١ ص ٤٠٩ ح ٧٥.

٧ - البحار ج ٨٤ ص ١٦٩ ح ٧٣.

(١) التوبة ٩: ٣.

٧٣

وقال أميرالمؤمنين عليه‌السلام: « كنت أنا الآذان في الناس بالحج [ وقوله: ( وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ ) ] (٢) أي اعلمهم وادعهم، فمعنى الله: أنه يخرج الشئ من حدّ العدم ألى حدّ الوجود، ويخترع الاشياء لا من شئ، وكلّ مخلوق دونه يخترع الاشياء من شئ، إلّا الله، فهذا معنى الله، وذلك فرق بينه وبين المحدث، ومعنى أكبر: أي أكبر من أن يوصف في الأول، وأكبر من كلّ شئ لمـّا خلق الشئ.

ومعنى قوله: أشهد أن لا إله إلّا الله: اقرار بالتوحيد، ونفي الانداد وخلعها، وكلّ ما يعبد من دون الله، ومعنى أشهد أن محمّدا رسول الله: اقرار بالرسالة والنبوّة، وتعظيم لرسول الله، وذلك قول الله عزّوجلّ: ( وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ ) (٣) أي تذكر معي إذا ذكرت، ومعنى حيّ على الصلاة: أي حثّ على الصلاة، ومعنى حيّ على الفلاح: أي حثّ على الزكاة، وقوله: حيّ على خير العمل: أي حثّ على الولاية، وعلّة أنّها خير العمل، ان الأعمال كلّها بها تقبل.

الله أكبر الله أكبر، لا إله إلّا الله، محمّد رسول الله، فالقى معاوية من آخر الأذان محمّد رسول الله، فقال: أما يرضى محمّد أن يذكر في أول الأذان حتى يذكر في آخره.

ومعنى الاقامة: هي الاجابة، والوجوب، ومعنى كلماتها، فهي التى ذكرناها في الأذان، ومعنى: قد قامت الصلاة: أي قد وجبت الصلاة، وحانت، واقيمت، وامّا العلّة فيها، فقال الصادق

____________________________

(٢) أثبتناه من البحار، والآية في سورة الحج ٢٢: ٢٧.

(٣) الانشراح ٩٤: ٤.

٧٤

عليه‌السلام: إذا أذّنت وصلّيت، صلّى خلفك صفّ من الملائكة، وإذا اذّنت واقمت، صلّى خلفك صفّان من الملائكة، ولا تجوز ترك الأذان الّا في صلاة الظهر والعصر والعتمة، ويجوز في هذه الثلاث الصلوات اقامة بلا اذان، والأذان افضل، ولا تجعل ذلك عادة، ولا يجوز ترك الأذان والاقامة في صلاة المغرب، وصلاة الفجر، والعلّة في ذلك، انّ هاتين الصلاتين تحضرهما ملائكة الليل، وملائكة النهار ».

٤١٩٤ / ٨ - ابنا بسطام في طب الائمة عليهم‌السلام: عن محمّد بن جعفر البرسي، عن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن سنان، عن يونس بن ظبيان، عن المفضل بن عمر، عن جعفر بن محمّد الصادق عليه‌السلام، انه دخل عليه رجل من مواليه وقد وعك فقال له: « ما لي اراك متغيّر اللون؟ » فقلت: جعلت فداك وعكت وعكا شديدا منذ شهر، ثم لم تنقلع الحمى عنّي، وقد عالجت نفسي بكل ما وصفه لي المترفقون (١)، فلم انتفع بشئ من ذلك، فقال له الصادق عليه‌السلام: « حلّ ازرار قميصك، وادخل رأسك في قميصك، واذّن واقم واقرأ سورة الحمد سبع مرّات » قال: ففعلت ذلك، فكأنّما نشطت من عقال.

٤١٩٥ / ٩ - الزمخشري في الكشّاف: في قوله تعالى: ( إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ ) (١) عن علي عليه‌السلام: « لو وقعت قطرة في بئر،

____________________________

٨ - طب الائمة ص ٥٢.

(١) - في المصدر: المترفعون.

٩ - تفسير الكشاف ج ١ ص ٣٥٦.

(١) المائدة ٥: ٩٠ ولكن الحديث في ذيل آية: ( يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ ) البقرة ٢: ٢١٩.

٧٥

فبنيت مكانها منارة، لم اؤذّن عليها ».

٤١٩٦ / ١٠ - الشيخ الطبرسي في عدّة السفر وعمدة الحضر قال: روي عن الأئمة عليهم‌السلام انه: يكتب الأذان والاقامة، لرفع وجع الرأس، ويعلق عليه.

٤١٩٧ / ١١ - الديلمي في إرشاد القلوب: عن مسلم المجاشعي، عن حذيفة في حديث طويل، قال: ان ابا بكر اراد أن يصلّي بالناس في مرض النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، بغير اذنه، فلما سمع النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ذلك، خرج إلى المسجد متكئا على علي عليه‌السلام، والفضل بن العباس، فتقدم إلى المحراب، وجذب ابا بكر من ورائه (١) فنحّاه من المحراب فصلّى الناس خلف رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ وهو جالس، وبلال يسمع الناس التكبير، حتى قضى صلاته، الخبر.

قال في البحار: يدلّ على أنه لا يكره للمؤذن وشبهه، رفع الصوت بالتكبيرات، ليسمع سائر المؤمنين، كما هو الشائع، مع أنه في المجاميع العظيمة، لا يتأتى الامر بدونه (٢). انتهى.

٤١٩٨ / ١٢ - الشيخ الطوسي في المبسوط: فأمّا قول: أشهد أن عليّا أميرالمؤمنين وآل محمّد خير البرية، على ما ورد في شواذ الاخبار، فليس

____________________________

١٠ - عدّة المسافر وعمدة الحضر: مخطوط، ورواه عنه في سفينة البحار ج ١ ص ١٦.

١١ - إرشاد القلوب ص ٣٤٠ باختصار والبحار ج ٨٨ ص ٩٦ ص ٦٥.

(١) في المصدر: من ردائه.

(٢) البحار ج ٨٨ ص ٩٦ ذيل الحديث ٦٥.

١٢ - المبسوط ج ١ ص ٩٩.

٧٦

بمعمول عليه [ في الأذان ] (١) ولو فعله الانسان (لم) (٢) يأثم به، غير أنه ليس من فضيلة الأذان، ولا كمال فصوله.

٤١٩٩ / ١٣ - ابن أبي جمهور الاحسائي في درر اللآلي: عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، انه سمع مؤذنا يطرب، فقال عليه‌السلام: « الأذان سهل سمح، فإن كان اذانك سهلا سمحا، والّا فلا تؤذّن ».

٤٢٠٠ / ١٤ - دعائم الإسلام: ولا بأس (ان يؤذّن) (١) الاعمى إذا سدّد، وقد كان ابن أمّ مكتوم يؤذّن لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ وهو اعمى.

٤٢٠١ / ١٥ - وعن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: ان بلالا كان يؤذنه (١) بالصلاة، بعد الأذان، ليخرج فيصلّي بالناس.

٤٢٠٢ / ١٦ - وعن علي عليه‌السلام انه قال: « ما آسى على شئ، غير انّي وددت أنّي سألت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، الأذان للحسن والحسين عليهما‌السلام ».

____________________________

(١) اثبتناه من المصدر.

(٢) ليس في المصدر.

١٣ - درر اللآلي: ج ١ ص ١١٩.

١٤ - دعائم الإسلام ج ١ ص ١٤٧.

(١) في المصدر. بأذن.

١٥ - دعائم الإسلام ج ١ ص ١٤٦.

(١) في المصدر: يؤذن.

١٦ - دعائم الإسلام ج ١ ص ١٤٤، وعنه في البحار ج ٨٤ ص ١٥٧ ح ٥٦.

٧٧

قال في البحار (١): وفيه ترغيب عظيم في الأذان، حيث تمنّى ان يسأل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ان يعيّن شبليه للاذان في حياته، أو بعد وفاته، أو الاعمّ.

قلت: وفيه اشارة ايضاً إلى أن الأذان للاعلام، من المستحبّات الكفائية، وانّ المكلّف به متحّد، وان كان المكلّف عاما، وبعد تحقق الفعل من البعض، يرتفع الخطاب لعدم بقاء محلّه أو العينيّة، ولكن يسقط عن الباقي، مع فعل البعض.

ويؤيده ما مرّ (٢) عن الجعفريات عن علي عليه‌السلام، قال: « قلنا: يا رسول الله انك رغّبتنا في الأذان، حتى خفنا ان تضطرب عليه امتك بالسيوف، فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: اما انه لن يعدو ضعفاءكم ».

وفي الدعائم، ما يقرب منه (٣).

وعن جعفر بن محمّد، عن آبائه، عن علي عليهم‌السلام، عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ (٤): قال: « ثلاثة (٥) لو تعلم امتي ما فيها (٦)، لضربت عليها بالسهام: الأذان »، الخبر.

فان ظاهر الجميع أنه فعل واحد يقوم به واحد كالامامة،

____________________________

(١) في البحار ج ٨٤ ص ١٥٧ ذيل الحديث ٥٦.

(٢) تقدم في الباب ٢ من ابواب الأذان الحديث ١.

(٣) دعائم الإسلام ج ١ ص ١٤٤.

(٤) دعائم الإسلام ج ١ ص ١٤٤.

(٥) في المصدر: ثلاث.

(٦) في المصدر: مالها فيها.

٧٨

والخطابة، قابل للتشاح (٧) والمنازعة فيه، وان كان كلّ من المكلفين قابلا لاقامته، فلو جاز التعدد، لما كان محلا لضرب السهام عليه.

قال في التذكرة (٨): فإن تشاحّ نفسان في الأذان، قال الشيخ رحمه الله: يقرع لقول النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: « لو يعلم الناس ما في الأذان والصف الاول، ثم لا (٩) يجدوا الا ان يستهموا عليه لفعلوا » فدلّ على جواز الاستهام، فيه، وهذا القول جيّد، مع فرض التساوي في الصفات المعتبرة في التأذين، وان لم يتساووا قدم من كان أعلى صوتا، وأبلغ في معرفة الوقت، واشدّ محافظة عليه، ومن يرتضيه الجيران، واعفّ عن النظر.

وفي التحرير (١٠): ولو تشاحّ المؤذّنون قدم من اجتمعت فيه الصفات المرجحة، ومع الاتفاق يقرع.

وفي الذكرى (١١): لو تشاحّ العدل والفاسق قدم العدل، ولو تشاحّ العدول، أو الفاسقون، قدم الاعلم بالاوقات لأمن الغلط معه (١٢)، ومنه يعلم تقديم المبصر على المكفوف، ثم الاشد محافظة على الأذان في الوقت، ثم الاندى صوتا، ثم من ترتضيه الجماعة والجيران، ومع

____________________________

(٧) تشاحوا في الامر وعليه: شح بعضهم على بعض وتبادروا إليه حذر فوته، ويقال: هما يتشاحان على أمر إذا تنازعاه، لا يريد كل واحد منهما ان يفوته. (لسان العرب - شحح - ج ٢ ص ٤٩٥).

(٨) التذكرة ج ١ ص ١٠٨.

(٩) في نسخة: لم (منه قدس سره).

(١٠) التحرير ص ٣٥.

(١١) الذكرى ص ١٧٢.

(١٢) في المصدر زيادة: ولتقليد ارباب الاعذار له.

٧٩

التساوي فالقرعة، لقوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: « لو يعلم الناس » الخبر، ولقولهم عليهم‌السلام: « كل امر مجهول، فيه القرعة »، انتهى.

ويؤيّد ما ذكرناه [ أن ] (١٣) تشريع حكاية الأذان لكلّ أحد، فإنه لو جاز لكلّ مكلّف أن يؤذّن في أوّل الوقت اعلاما، بأن يؤذنوا جميعا، كفعلهم سائر المستحبات من الادعية والاذكار، فلا محل، ولا وقع للحكاية، فإنّه لا داعي للحكاية والاعراض عن الأذان، الذي ورد فيه ما ورد من المثوبات والاجور، مع أنه لا يشترط فيه الطهارة، والقيام، والاستقبال، فكلّ من يتمكن من الحكاية، يقدر على الأذان، الذى هو منها افضل، وكلماته اقلّ، وثوابه اجزل، فهذا الاهتمام بالحكاية يؤذن بعدم جواز التعدد، والّا فهو ترغيب بالمرجوح، في وقت التمكن من الراجح.

ويؤيّده ايضا، ان في عصر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، في الحضر والسفر والغزوات، حتى في فتح مكّة، وقد ناف الاصحاب على عشرة آلاف سوى أهل مكّة، كان المؤذن هو بلال، وكان ابن ام مكتوم يؤذّن في المدينة قبله، احيانا، كما لا يخفى على من راجع السير والاخبار، فلو كان مشروعا لكلّهم، لما رغبوا عن هذه السنّة الاكيدة، مع شدّة اهتمامهم في السنن، ومواظبتهم عليها، خصوصا الظاهرة منها، ولم نعثر على أثر حاك عن أحد من كبارهم، وضعفائهم، وزهّادهم، وعبادهم، انه اشتغل به في اول الوقت مع بلال، أو قبله، أو بعده، وقد مرّ في غير واحد من الاخبار، أنه في يوم فتح مكّة، لم يؤذّن غير بلال.

____________________________

(١٣) اثبتناه ليستقيم سياق الكلام.

٨٠

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

له: جزاك الله من خليط خيراً، فإنّك لم تكن ترد ربحاً ولا تمسك ضرساً(١) .

[ ٢٢٨٤٣ ] ٣ - محمّد بن على بن الحسين قال: قال عليّ( عليه‌السلام ) مر النبي( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) على رجل معه سلعة يريد بيعها، فقال: عليك بأول السوق.

١٤ - باب استحباب مبادرة التاجر إلى الصلاة في أول وقتها، وكراهة اشتغاله بالتجارة عنها

[ ٢٢٨٤٤ ] ١ - محمّد بن يعقوب عن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن الحسين بن يسار(٢) ، عن رجل رفعه في قول الله عزّوجلّ:( رِجالٌ لا تُلهِيهِم تِجَارَةٌ ولَا بَيعٌ عَن ذِكرِ اللهِ ) (٣) قال: هم التجار الّذين لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله عزّوجلّ إذا دخل مواقيت الصلاة أدّوا إلى الله عزّوجلّ حقه فيها.

[ ٢٢٨٤٥ ] ٢ - وعن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن محبوب، عن هشام بن سالم، عن أبي بصير قال: سمعت أبا جعفر( عليه‌السلام ) يقول: كان على عهد رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) مؤمن فقير شديد الحاجة من أهل الصُفّة، وكان لازماً لرسول الله( صلى الله

____________________

(١) الضريس: يقال أضرسنا من ضريسك أيّ التمر والبسر والكعك ( القاموس المحيط - ضرس - ٢: ٢٢٥ ).

٣ - الفقيه ٣: ١٢٢ / ٥٢٧.

الباب ١٤

فيه حديثان

١ - الكافي ٥: ١٥٤ / ٢١.

(٢) في المصدر: الحسين بن بشار.

(٣) النور ٢٤: ٣٧.

٢ - الكافي ٥: ٣١٢ / ٣٨.

٤٠١

عليه وآله) عند مواقيت الصلاة كلّها لا يفقده في شيء منها، وكان رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) يرقّ له وينظر إلى حاجته وغربته، فيقول: يا سعد، لو قد جاءني شيء لاغنيتك، قال: فأبطأ ذلك على رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) ، فاشتدّ غمّ رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) بسعد، فعلم الله سبحانه ما دخل على رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) من غمّه بسعد، فأهبط عليه جبرئيل( عليه‌السلام ) ومعه درهمان، فقال له: يا محمّد إنّ الله قد علم ما قد دخلك من الغم بسعد، أفتحب أن تغنيه؟ فقال له: نعم، فقال له: فهاك هذين الدرهمين فأعطهما إيّاه، ومره أن يتجّر بهما.

قال: فأخذهما رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) ، ثمّ خرج إلى صلاة الظهر وسعد قائم على باب حجرات رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) ينتظره، فلمّا رآه رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) سلم قال: يا سعد أتحسن التجارة؟ فقال له سعد: والله ما أصبحت أملك ما أتجر به، فأعطاه النبي( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) الدرهمين، فقال له: اتجر بهما وتصرف لرزق الله، فأخذهما سعد ومضى مع رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) حتى صلّى معه الظهر والعصر، فقال له رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : قم فاطلب الرزق فقد كنت بحالك مغتماً يا سعد.

قال: فأقبل سعد لا يشتري بالدرهم(١) إلّا باعه بدرهمين، ولا يشتري شيئاً بدرهمين إلّا باعه بأربعة دراهم، وأقبلت الدنيا على سعد فكثر متاعه وماله وعظمت تجارته، فاتّخذ على باب المسجد موضعاً جلس فيه وجمع تجارته إليه.

وكان رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) إذا أقام بلال الصلاة يخرج وسعد مشغول بالدنيا لم يتطهر ولم يتهيّأ كما كان يفعل قبل إنّ يتشاغل بالدنيا، فكان النبي( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) يقول: يا سعد، شغلتك الدنيا

____________________

(١) في المصدر: بدرهم شيئاً.

٤٠٢

عن الصلاة، فيقول: ما أصنع، أضيع مالي هذا رجل قد بعته فاريد أن أستوفي منه، وهذا رجل قد اشتريت منه فأُريد أن أوفيه.

قال: فدخل رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) من أمر سعد غم أشد من غمه بفقره فهبط عليه جبرئيل( عليه‌السلام ) فقال: يا محمّد إنّ الله قد علم بغمك بسعد، فأيما أحب إليك، حاله الاولى أو حاله هذه؟ فقال له النبي( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : يا جبرئيل بل حاله الاولى قد أذهبت دنياه بآخرته، فقال: له جبرئيل( عليه‌السلام ) : إنّ حب الدنيا والاموال فتنة ومشغلة عن الآخرة، قال: قل لسعد: يرد عليك الدرهمين اللذين دفعتهما إليه، فإنّ أمره سيصير إلى الحالة التي كان عليها أولاً.

قال: فخرج النبي( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) فمر بسعد، فقال له: يا سعد أما تريد إنّ ترد عليّ الدرهمين اللذين أعطيتكهما؟ فقال سعد: بلى ومائتين، فقال له: لست أريد منك يا سعد إلّا درهمين فأعطاه سعد درهمين.

قال: وأدبرت الدنيا على سعد حتّى ذهب ما كان جمع، وعاد إلى حاله التي كان عليها.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(١) .

١٥ - باب استحباب تعلّم الكتابة والحساب وآداب الكتابة

[ ٢٢٨٤٦ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن

____________________

(١) تقدم في الحديث ١٤ من الباب ٢ من أبواب مقدّمات التجارة، وفي الحديث ١ من الباب ٢٢ من أبواب ما يكتسب به، وفي الباب ٣ من أبواب مواقيت الصلاة.

الباب ١٥

فيه ٣ أحاديث

١ - الكافي ٥: ١٥٥ / ١، وأورده في الحديث ٧ من الباب ١٠٥ من أبواب ما يكتسب به.

٤٠٣

محمّد، عن رجل، عن جميل، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: سمعته يقول: من الله الناس برهم وفاجرهم بالكتاب والحساب، ولولا ذلك لتغالطوا.

[ ٢٢٨٤٧ ] ٢ - محمّد بن عليّ بن الحسين في( الخصال) عن محمّد بن عليّ ماجيلويه، عن محمّد بن يحيى، عن سهل بن زياد، عن يعقوب بن يزيد، عن محمّد بن إبراهيم النوفلي رفعه، عن جعفر بن محمّد، عن آبائه، عن عليّ( عليهم‌السلام ) أنّه كتب إلى عمّاله: أدقّوا أقلامكم، وقاربوا بين سطوركم، واحذفوا عنّي فضولكم، واقصدوا قصد المعاني، وإياكم والاكثار فإنّ أموال المسلمين لا تحتمل الإِضرار.

[ ٢٢٨٤٨ ] ٣ - محمّد بن الحسين الرضي في( نهج البلاغة) عن أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) أنّه قال لكاتبه عبيد الله بن أبي رافع: الق دواتك(١) ، وأطل جلفة قلمك(٢) ، وفرج بين السطور، وقرمط بين الحروف، فإنّه لك أجدر بصباحة الخط.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على بعض المقصود(٣) ويأتي ما يدلّ عليه(٤) .

____________________

٢ - الخصال: ٣١٠ / ٨٥.

٣ - نهج البلاغة ٣: ٢٢٨ / ٣١٥.

(١) ألق دواتك: أصلح مدادها ( القاموس المحيط - ليق - ٣: ٢٨١ ).

(٢) جلفة القلم: ما بين مبراه الى سنه ( القاموس - جلف - ٣: ١٢٤ ).

(٣) تقدم في الحديث ١٢ من الباب ١٠٥ من أبواب ما يكتسب به.

(٤) يأتي في الباب ١٦، وفي الحديث ٣ من الباب ٣٥ من هذه الأبواب ، وفي الحديث ٦ من الباب ٨٣ من أبواب أحكام الأولاد.

٤٠٤

١٦ - باب استحباب كتابة كتاب عند التعامل والتداين

[ ٢٢٨٤٩ ] ١ - محمّد بن عليّ بن الحسين في( العلل) عن محمّد بن موسى بن المتوكل، عن عبدالله بن جعفر الحميري، عن أحمد بن محمّد ابن عيسى، عن ابن محبوب، عن مالك بن عطية، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر الباقر( عليه‌السلام ) - وذكر حديث آدم وداود إلى إنّ قال: - فمن أجل ذلك أمر الله تبارك وتعالى العباد إنّ يكتبوا بينهم إذا تداينوا أو تعاملوا إلى أجل مسمى.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(١) ، ويأتي ما يدلّ عليه(٢) .

١٧ - باب أن من سبق إلى مكان من السوق فهو احقّ به إلى الليل وأنه لا يجوز اخذ كراء السوق غير المملوك

[ ٢٢٨٥٠ ] ١ - محمّد بن عليّ بن الحسين قال: قال أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) : سوق المسلمين كمسجدهم، فمن سبق إلى مكان فهو أحقّ به إلى الليل،( وكان لا يأخذ على بيوت السوق كراء) (١) .

____________________

الباب ١٦

فيه حديث واحد

١ - علل الشرائع: ٥٥٣ / ١.

(١) تقدّم في الباب ١٥ من هذه الأبواب ، وفي الحديث ٧ من الباب ١ من أبواب مقدّمات التجارة.

(٢) يأتي في الحديث ٣ من الباب ٣٥ من هذه الأبواب

الباب ١٧

فيه ٣ أحاديث

١ - الفقيه ٣: ١٢٤ / ٥٤٠، وأورده في الحديث ٢ من الباب ٥٦ من أبواب أحكام المساجد.

(٣) ليس في المصدر.

٤٠٥

محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن يحيى، عن طلحة بن زيد، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: قال أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) وذكر مثله(١) .

ورواه الشيخ بإسناده عن أحمد بن محمّد مثله(٢) .

[ ٢٢٨٥١ ] ٢ - وعن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن بعض أصحابه، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: سوق المسلمين(٣) كمسجدهم - يعني إذا سبق إلى السوق كان له مثل المسجد -.

[ ٢٢٨٥٢ ] ٣ - محمّد بن الحسن بإسناده عن محمّد بن أحمد بن يحيى، عن أبي جعفر، عن أبيه، عن وهب، عن جعفر، عن أبيه، عن عليّ( عليهم‌السلام ) أنّه كره إنّ يأخذ من سوق المسلمين أجراً.

١٨ - باب استحباب الدعاء بالمأثور عند دخول السوق

[ ٢٢٨٥٣ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن إسماعيل، عن حنان، عن أبيه قال: قال أبو جعفر( عليه‌السلام ) : يا ابا الفضل أما لك(٤) مكان تقعد فيه فتعامل الناس؟

____________________

(١) الكافي ٥: ١٥٥ / ١.

(٢) التهذيب ٧: ٩ / ٣١.

٢ - الكافي ٥: ١٥٥ / ٢.

(٣) في نسخة: القوم ( هامش المخطوط ).

٣ - التهذيب ٦: ٣٨٣ / ١١٣٣.

وتقدّم ما يدلّ عليه عموماً في الحديث ١ من الباب ١٠٢ من أبواب المزار، وفي الحديث ١ من الباب ٥٦ من أبواب أحكام المساجد.

الباب ١٨

فيه ٤ أحاديث

١ - الكافي ٥: ١٥٥ / ١.

(٤) في الفقيه زيادة: في السوق ( هامش المخطوط ).

٤٠٦

قال: قلت: بلى، قال(١) ما من رجل يروح أو يغدو إلى مجلسه وسوقه فيقول حين يضع رجله في السوق: اللّهم إنّي أسألك من خيرها وخير أهلها(٢) ، إلّا وكلّ الله به من يحفظه ويحفظ عليه حتّى يرجع إلى منزله، فيقول له: قد أجرت(٣) من شرّها وشرّ أهلها يومك هذا( بإذن الله وقد رزقت خيرها وخير أهلها في يومك هذا) (٤) .

فإذا جلس مجلسه(٥) ، فقال حين يجلس: « أشهد إنّ لا إله إلّا الله وحده لا شريك له، وأشهد إنّ محمّدا عبده ورسوله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) ، اللّهم إنّي أسألك من فضلك(٦) حلالاً طيّباً، وأعوذ بك من إنّ أظلم أو اُظلم، وأعوذ بك من صفقة خاسرة ويمين كاذبة، فإذا قال ذلك، قال له الملك الموكّل به: أبشر فما في سوقك اليوم أحد أوفر حظّاً(٧) منك،( قد تعجلت الحسنات، ومحيت عنك السيئات) (٨) ، وسيأتيك ما قسم الله لك موفّراً حلالاً مباركاً فيه.

ورواه الصدوق بإسناده عن عبدالله بن حمّاد الأنصاري، عن سدير قال: قال أبو جعفر( عليه‌السلام ) وذكر نحوه(٩) .

[ ٢٢٨٥٤ ] ٢ - وعن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن ابن محبوب عن معاوية بن عمار، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: إذا

____________________

(١) في الفقيه زيادة: إعلم أنه ( هامش المخطوط ).

(٢) في الفقيه زيادة: وأعوذ بك من شرّها وشرّ أهلها ( هامش المخطوط ).

(٣) في الفقيه: أجرتك ( هامش المخطوط ).

(٤) ما بين القوسين لم يرد في الفقيه.

(٥) في الفقيه: مكانه ( هامش المخطوط ).

(٦) في الفقيه زيادة: رزقاً ( هامش المخطوط ).

(٧) في الفقيه: نصيباً ( هامش المخطوط ).

(٨) ما بين القوسين لم يرد في الفقيه.

(٩) الفقيه ٣: ١٢٤ / ٥٤٢.

٢ - الكافي ٥: ١٥٦ / ٢.

٤٠٧

دخلت سوقك فقل: اللّهم إنّي أسألك من خيرها وخير أهلها، وأعوذ بك من شرها وشر أهلها، اللّهم إنّي أعوذ بك من إنّ أُظلم أو اُظلم، أو أبغي أو يبغى علي، أو أعتدي أو يعتدى عليّ، اللّهم إنّي أعوذ بك من شر إبليس وجنوده، وشرّ فسقة العرب والعجم، وحسبي الله لا إله إلّا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم.

ورواه الشيخ بإسناده عن أحمد بن محمّد مثله(١) .

[ ٢٢٨٥٥ ] ٣ - محمّد بن عليّ بن الحسين بإسناده عن عاصم بن حميد، عن أبي بصير - يعني المرادي - عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: من دخل سوقاً أو مسجد جماعة فقال مرة واحدة: أشهد أن لا إله إلّا الله، وحده لا شريك له، والله أكبر كبيراً، والحمد لله كثيراً، وسبحان الله بكرة وأصيلاً، ولا حول ولا قوة إلّا بالله العليّ العظيم، وصلى الله على محمّد وآله، عدلت(٢) حجة مبرورة.

أحمد بن محمّد البرقي في( المحاسن) عن عليّ بن الحكم، عن عاصم بن حميد مثله، إلّا أنّه قال: من دخل سوق جماعة أو مسجد أهل نصب (٣) .

[ ٢٢٨٥٦ ] ٤ - وعن عليّ بن الحكم وعليّ بن حديد جميعاً، عن سيف بن عميرة، عن سعد الخفاف، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: من دخل السوق فنظر إلى حلوها ومرها وحامضها فليقل: أشهد إنّ لا إله إلّا الله، وحده لا شريك له، وأنّ محمّداً عبده ورسوله، اللّهم إنّي أسألك من فضلك،

____________________

(١) التهذيب ٧: ٩ / ٣٢.

٣ - الفقيه ٣: ١٢٤ / ٥٤١.

(٢) في نسخة زيادة: له ( هامش المخطوط ).

(٣) المحاسن: ٤٠ / ٤٨.

٤ - المحاسن: ٤٠ / ٤٦.

٤٠٨

وأستجيرك(١) من الظلم والغرم والمأثم.

أقول: ويأتي ما يدلّ على ذلك(٢) .

١٩ - باب استحباب ذكر الله في الأسواق وخصوصا ً التسبيح والشهادتان

[ ٢٢٨٥٧ ] ١ - محمّد بن عليّ بن الحسين قال: قال الصادق( عليه‌السلام ) : من ذكر الله عزّوجلّ في الأسواق غفر(٣) له بعدد أهلها.

[ ٢٢٨٥٨ ] ٢ - قال: وروي: أنّ من ذكر الله في الاسواق غفر له بعدد ما بها من فصيح وأعجم، والفصيح ما يتكلم، والاعجم ما لا يتكلم.

[ ٢٢٨٥٩ ] ٣ - وفي( عيون الأخبار) بأسانيد تقدمت في إسباغ الوضوء (٤) عن الرضا، عن آبائه( عليهم‌السلام ) قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : من قال حين يدخل السوق: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلّا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت، وهو حي لا يموت، بيده الخير وهو على كل شيء قدير، اُعطي من الاجر بعدد ما خلق الله إلى يوم القيامة.

____________________

(١) في المصدر: وأستجير بك.

(٢) يأتي في الحديث ٣ من الباب ١٩ من هذه الأبواب

الباب ١٩

فيه ٤ أحاديث

١ - الفقيه ٣: ١٢٥ / ٥٤٤.

(٣) أضاف في نسخة: ( الله ) ( هامش المخطوط ).

٢ - الفقيه ٣: ١٢٥ / ٥٤٣.

٣ - عيون أخبار الرضا (عليه‌السلام ) ٢: ٣١ / ٤٢.

(٤) تقدّم في الحديث ٤ من الباب ٥٤ من أبواب الوضوء.

٤٠٩

[ ٢٢٨٦٠ ] ٤ - وفي( المجالس )، عن عليّ بن أحمد بن عبدالله، عن أبيه، عن جده أحمد بن أبي عبدالله،( عن أبي أيوب، عن سليمان بن مقبل) (١) ، عن ابن أبي عمير، عن سعد بن أبي خلف، عن أبي عبيدة قال: قال الصادق( عليه‌السلام ) : من قال في السوق: أشهد إنّ لا إله إلّا الله، وأشهد أنّ محمّداً عبده ورسوله، كتب الله له ألف حسنة.

ورواه البرقي في( المحاسن) عن أبي أيوب المدائني، عن ابن أبي عمير، إلّا أنه قال: ألف ألف حسنة (٢) .

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(٣) ، ويأتي ما يدلّ عليه(٤) .

٢٠ - باب استحباب التكبير ثلاثاً عند الشراء والدعاء بالمأثور

[ ٢٢٨٦١ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن حمّاد، عن حريز عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) ، قال: إذا اشتريت شيئاً من متاع أو غيره فكبر ثمّ قل: اللّهم إنّي اشتريته ألتمس فيه من فضلك، فصلّ على محمّد وآل محمّد، واجعل لي فيه فضلاً اللّهم إنّي اشتريته ألتمس فيه من رزقك، فاجعل لى فيه رزقا، ثمّ أعد كل واحدة ثلاث مرات.

____________________

٤ - أمالي الصدوق: ٤٨٦ / ١٣.

(١) في المصدر: عن أبي عون سليمان بن مقبل المدني.

(٢) المحاسن: ٤٠ / ٤٧.

(٣) تقدم في الباب ١٨ من هذه الأبواب ، وفي الباب ١٣ من أبواب الذكر.

(٤) يأتي في الباب ٢٠ من هذه الأبواب

الباب ٢٠

فيه ٨ أحاديث

١ - الكافي ٥: ١٥٦ / ١.

٤١٠

ورواه الشيخ بإسناده عن عليّ بن إبراهيم مثله(١) .

[ ٢٢٨٦٢ ] ٢ - ورواه الصدوق بإسناده عن العلاء، عن محمّد بن مسلم، عن أحدهما (عليهما‌السلام ) قال: إذا اشتريت متاعاً فكبر الله ثلاثاً ثمّ قل: اللّهم إنّي اشتريته ألتمس فيه من خيرك، فاجعل لي فيه خيرا، اللّهم إنّي اشتريته ألتمس فيه من فضلك وذكر الحديث.

ثمّ قال: وكان الرضا( عليه‌السلام ) يكتب على المتاع بركة لنا(٢) .

[ ٢٢٨٦٣ ] ٣ - وعن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن معاوية بن عمار، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: إذا اشريت دابة فقل: اللّهم إنّ كانت عظيمة البركة فاضلة المنفعة، ميمونة الناصية فيسر لي شراءها، وإنّ كان(٣) غير ذلك فاصرفني عنها إلى الّذي هو خير لي منها، فإنّك تعلم ولا أعلم، وتقدر ولا أقدر، وأنت علّام الغيوب.

تقول ذلك ثلاث مرات.

[ ٢٢٨٦٤ ] ٤ - وعن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد وأحمد بن محمّد جميعاً، عن ابن محبوب، عن معاوية بن عمار، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: إذا أردت إنّ تشتري شيئاً فقل: يا حي يا قيّوم، يا دائم يا رؤوف يا رحيم، أسألك بعزتك وقدرتك وما أحاط به علمك، إنّ تقسم لي من التجارة اليوم أعظمها رزقاً، وأوسعها فضلا، وخيرها عاقبة، فإنّه لا خير فيما لا عاقبة له.

____________________

(١) التهذيب ٧: ٩ / ٣٣.

٢ - الفقيه ٣: ١٢٥ / ٥٤٥.

(٢) الفقيه ٣: ١٢٥ / ٥٤٦، وفي هامش الأصل عن نسخة: يذكر بركة لنا.

٣ - الكافي ٥: ١٥٧ / ٤.

(٣) في نسخة: كانت ( هامش المخطوط ) وكذلك المصدر.

٤ - الكافي ٥: ١٥٧ / ٣.

٤١١

[ ٢٢٨٦٥ ] ٥ - قال: وقال أبو عبدالله( عليه‌السلام ) : إذا اشتريت دابة أو رأساً فقل: اللّهم قدر لي أطولها حياة، وأكثرها منفعة، وخيرها عاقبة.

ورواه الشيخ بإسناده عن الحسن بن محبوب مثله(١) .

[ ٢٢٨٦٦ ] ٦ - وعنهم، عن أحمد بن محمّد، عن ابن فضّال، عن ثعلبة ابن ميمون، عن هذيل، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: إذا اشتريت جارية فقل: اللّهم إنّي أستشيرك وأستخيرك.

[ ٢٢٨٦٧ ] ٧ - محمّد بن عليّ بن الحسين بإسناده عن عمر بن إبراهيم، عن أبي الحسن( عليه‌السلام ) قال: من اشترى دابة فليقم من جانبها الايسر، ويأخذ ناصيتها بيده اليمنى، ويقرأ على رأسها فاتحة الكتاب، وقلّ هو الله أحد، والمعوذتين، وآخر الحشر، وآخر بني إسرائيل:( قُل ادعُوا الله أوِ ادعُوا الرَّحمَنَ ) (٢) ، وآية الكرسي، فإنّ ذلك أمان تلك الدابّة من الآفات.

[ ٢٢٨٦٨ ] ٨ - وبإسناده عن ابن فضّال، عن ثعلبة، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: إذا اشتريت جارية فقل: اللّهم إنّي أستخيرك وأستشيرك.

وإذا اشتريت دابّة أو رأساً فقل: اللّهم قدّر لي أطولهن حياة، وأكثرهن منفعة، وخيرهن عاقبة.

____________________

٥ - الكافي ٥: ١٥٧ / ذيل الحديث ٣.

(١) التهذيب ٧: ٩ / ٣٤.

٦ - الكافي ٥: ١٥٦ / ٢.

٧ - الفقيه ٣: ١٢٥ / ٥٤٧.

(٢) الإِسراء ١٧: ١١٠.

٨ - الفقيه ٣: ١٢٦ / ٥٤٨.

٤١٢

٢١ - باب كراهة معاملة المحارف، ومن لم ينشأ في الخير، والقرض من مستحدث النعمة

[ ٢٢٨٦٩ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن ابن محبوب، عن العباس بن الوليد بن صبيح، عن أبيه قال: قال لي أبو عبدالله( عليه‌السلام ) : لا تشتر من محارف فإنّ صفقته لا بركة فيها.

ورواه الشيخ بإسناده عن الحسن بن محبوب مثله(١) .

[ ٢٢٨٧٠ ] ٢ - عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حفص بن البختري قال: استقرض قهرمان لابي عبدالله( عليه‌السلام ) من رجل طعاماً لابي عبدالله فألحّ في التقاضي، فقال له أبو عبدالله( عليه‌السلام ) : ألم أنهك إنّ تستقرض لي ممّن لم يكن له فكان.

[ ٢٢٨٧١ ] ٣ - محمّد بن عليّ بن الحسين بإسناده عن الوليد بن صبيح قال: قال الصادق( عليه‌السلام ) : لا تشتر لي من محارف شيئاً، فإن خلطته لا بركة فيها.

ورواه في( العلل) عن محمّد بن موسى المتوكل، عن عبدالله بن جعفر الحميري، عن أحمد بن محمّد مثله (٢) .

____________________

الباب ٢١

فيه ٧ أحاديث

١ - الكافي ٥: ١٥٧ / ١.

(١) التهذيب ٧: ١١ / ٤١.

٢ - الكافي ٥: ١٥٨ / ٤، وأورده في الحديث ٣ من الباب ٢٦ من أبواب مقدّمات التجارة.

٣ - الفقيه ٣: ١٠٠ / ٣٨٧.

(٢) علل الشرائع: ٥٢٦ / ١.

٤١٣

[ ٢٢٨٧٢ ] ٤ - قال: وقال( عليه‌السلام ) : لا تخالطوا ولا تعاملوا إلّا من نشأ في الخير.

[ ٢٢٨٧٣ ] ٥ - وفي كتاب( صفات الشيعة) عن محمّد بن على ماجيلويه، عن عمّه (١) ، عن محمّد بن أحمد، عن سعيد بن غزوإنّ قال: قال أبو عبدالله( عليه‌السلام ) : المؤمن لا يكون محارفاً.

[ ٢٢٨٧٤ ] ٦ - وفي( العلل) عن محمّد بن الحسن، عن الصفار، عن العباس بن معروف، عن الحسن بن عليّ بن فضّال، عن ظريف بن ناصح قال: قال أبو عبدالله( عليه‌السلام ) : لا تخالطوا ولا تعاملوا إلّا من نشأ في الخير.

[ ٢٢٨٧٥ ] ٧ - محمّد بن الحسين الرضي في( نهج البلاغة) قال: قال أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) : شاركوا الذي قد أقبل عليه الرزق، فإنه أخلق للغنى، وأجدر باقبال الحظ.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(٢) وعلى جملة من الآداب في المقدّمات(٣) .

____________________

٤ - الفقيه ٣: ١٠٠ / ٣٨٨، وأورده في الحديث ١ من الباب ٢٧ من أبواب مقدّمات التجارة.

٥ - صفات الشيعة: ٣٣ / ٥١.

(١) « عن عمه » ليس في المصدر، والكلمة لم تظهر في المصورة من نسخة الأصل.

٦ - علل الشرائع: ٥٢٦ / ٢.

٧ - نهج البلاغة ٣: ٢٠٤ / ٢٣٠، وأورده في الحديث ١ من الباب ٧ من أبواب الشركة.

(٢) تقدم ما يدلّ على بعض المقصود في البابين ٢٦، ٢٧ من أبواب مقدّمات التجارة.

(٣) تقدم في الأبواب ١٢، ١٣، ١٥، ٢٥، ٢٩ من أبواب مقدّمات التجارة.

٤١٤

٢٢ - باب كراهة معاملة ذوي العاهات

[ ٢٢٨٧٦ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن أحمد بن عبدالله، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن غير واحد من أصحابه، عن على بن أسباط، عن حسين ابن خارجة، عن ميسر بن عبد العزيز قال: قال أبو عبدالله( عليه‌السلام ) : لا تعامل ذا عاهة فإنّهم أظلم شيء.

[ ٢٢٨٧٧ ] ٢ - وعن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد رفعه قال: قال أبو عبدالله( عليه‌السلام ) : احذروا معاملة ذوى العاهات فإنّهم أظلم شيء.

ورواه الصدوق مرسلاً(١) .

ورواه في( العلل) عن محمّد بن الحسن، عن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن أحمد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد مثله (٢) .

[ ٢٢٨٧٨ ] ٣ - وعنهم، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن عدّة من أصحابنا، عن عليّ بن أسباط، عن حسين بن خارجة، عن ميسر بن عبد العزيز قال: قال لي أبو عبدالله( عليه‌السلام ) : لا تعاملوا ذا عاهة فإنّهم أظلم شيء.

____________________

الباب ٢٢

فيه ٣ أحاديث

١ - الكافي ٥: ١٥٨ / ٣، التهذيب ٧: ١١ / ٤٠.

٢ - الكافي ٥: ١٥٨ / ٦.

(١) الفقيه ٣: ١٠٠ / ٣٨٩.

(٢) علل الشرائع: ٥٢٦ / ١.

٣ - الكافي ٥: ١٥٩ / ٩.

٤١٥

ورواه الشيخ بإسناده عن أحمد بن محمّد بن خالد(١) ، وكذا الحديث الاول.

٢٣ - باب كراهة معاملة الأكراد ومخالطتهم

[ ٢٢٨٧٩ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى وغيره، عن أحمد بن محمّد، عن عليّ بن الحكم، عمّن حدّثه، عن أبي الربيع الشامي قال: سألت أبا عبدالله( عليه‌السلام ) فقلت: إنّ عندنا قوماً من الأكراد وإنّهم لا يزالون يجيئون بالبيع فنخالطهم ونبايعهم، فقال: يا أبا الربيع لا تخالطوهم، فإنّ الأكراد حي من أحياء الجنّ، كشف الله عنهم الغطاء فلا تخالطوهم.

ورواه الشيخ بإسناده عن أحمد بن محمّد بن عيسى مثله(٢) .

[ ٢٢٨٨٠ ] ٢ - محمّد بن عليّ بن الحسين بإسناده عن أبي الربيع الشامي، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) : أنّه قال: لا تخالط الأكراد فإنّ الأكراد حي من الجن كشف الله عنهم الغطاء.

وفي( العلل) عن محمّد بن الحسن، عن الحسن بن متيل، عن محمّد بن الحسن (٣) ، عن جعفر بن بشير، عن حفص، عمّن حدّثه، عن

____________________

(١) التهذيب ٧: ١٠ / ٣٥.

الباب ٢٣

فيه حديثان

١ - الكافي ٥: ١٥٨ / ٢.

(٢) التهذيب ٧: ١١ / ٤٢.

٢ - الفقيه ٢: ١٠٠ / ٣٩٠.

(٣) في العلل: محمّد بن الحسين.

٤١٦

أبي الربيع نحوه(١) .

وعن أبيه، عن سعد، عن أحمد بن محمّد، عن عليّ بن الحكم، عن أبي الربيع نحوه(٢) .

أقول: ويأتي ما يدل على ذلك في النكاح(٣) .

٢٤ - باب كراهة مخالطة السفلة والاستعانة بالمجوس ولو على ذبح شاة

[ ٢٢٨٨١ ] ١ - محمّد بن عليّ بن الحسين قال: قال:( عليه‌السلام ) لا تستعن بمجوسي ولو على أخذ قوائم شاتك وأنت تريد إنّ تذبحها(٤) .

[ ٢٢٨٨٢ ] ٢ - قال: وقال( عليه‌السلام ) : إيّاك ومخالطة السفلة فإن السفلة لا يوؤل إلى خير.

ورواه في( العلل) عن أبيه، عن أحمد بن إدريس، عن محمّد بن أحمد، عن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن عليّ بن يقطين، عن الحسن ابن مياح، عن عيسى قال: قال أبو عبدالله( عليه‌السلام ) وذكر مثله(٥) .

ورواه الكليني، عن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن أحمد(٦) .

____________________

(١، ٢) علل الشرائع: ٥٢٧ / ٢ و ١.

(٣) يأتي في الباب ٣٢ من أبواب مقدّمات النكاح.

الباب ٢٤

فيه ٧ أحاديث

١ - الفقيه ٣: ١٠٠ / ٣٩١.

(٤) في نسخة: ذبحها ( هامش المخطوط ).

٢ - الفقيه ٣: ١٠٠ / ٣٩٢.

(٥) علل الشرائع: ٥٢٧ / ١.

(٦) الكافي ٥: ١٥٨ / ٧.

٤١٧

ورواه الشيخ بإسناده عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن عليّ بن يقطين(١) .

[ ٢٢٨٨٣ ] ٣ - قال الصدوق: جاءت الأخبار في معنى السفلة على وجوه: منها أنّ السفلة هو الّذي لا يبالي بما قال ولا ما قيل فيه.

[ ٢٢٨٨٤ ] ٤ - ومنها: أنّ السفلة من يضرب بالطنبور.

[ ٢٢٨٨٥ ] ٥ - ومنها: أنّ السفلة من لم يسره الإِحسان ولم تسؤه الإِساءة.

[ ٢٢٨٨٦ ] ٦ - والسفلة من ادّعى الامامة(٢) وليس لها بأهل.

وهذه كلّها أوصاف السفلة من اجتمع فيه بعضها أو جميعها وجب اجتناب مخالطته.

[ ٢٢٨٨٧ ] ٧ - الحسن بن محمّد الطوسي في( مجالسه )، عن أبيه، عن الحسين بن عبيدالله، عن التلّعكبري عن ابن عقدة، عن عبدالله بن إبراهيم بن قتيبة، عن محمّد بن خالد البرقي، عن زكريا بن آدم القمي، عن اسحاق بن عبدالله الاشعري قال: سمعت أبا عبدالله( عليه‌السلام ) يقول: لا تستعن بالمجوس ولا(٣) على أخذ قوائم شاتك وأنت تريد ذبحها.

____________________

(١) التهذيب ٧: ١٠ / ٣٨.

٣ - الفقيه ٣: ١٠٠ / ٣٩٢.

٤ - الفقيه ٣: ١٠٠ / ٣٩٢.

٥ - الفقيه ٣: ١٠٠ / ٣٩٢.

٦ - الفقيه ٣: ١٠٠ / ٣٩٢.

(٢) في المصدر: الأمانة.

٧ - أمالي الطوسي ٢: ٥٩.

(٣) في المصدر: ولو.

٤١٨

٢٥ - باب كراهة الحلف على البيع والشراء صادقاً، وتحريم الحلف كاذبا ً

[ ٢٢٨٨٨ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن أبي عليّ الاشعري، عن الحسن ابن عليّ الكوفي، عن عبيس بن هشام، عن أبان بن تغلب، عن أبي حمزة رفعه قال: قام أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) على دار ابن أبي معيط وكان تقام فيها الابل، فقال: يا معاشر السماسرة أقلّوا الأيمان فإنّها منفقة للسلعة، ممحقة للربح.

[ ٢٢٨٨٩ ] ٢ - وعن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن محمّد بن عيسى، عن عبيدالله الدهقان، عن درست بن أبي منصور(١) ، عن أبي الحسن موسى( عليه‌السلام ) قال: ثلاثة لا ينظر الله اليهم(٢) : أحدهم رجل اتّخذ الله بضاعة لا يشتري إلّا بيمين، ولا يبيع إلّا بيمين.

ورواه الشيخ بإسناده عن أحمد بن محمّد بن خالد مثله(٣) .

[ ٢٢٨٩٠ ] ٣ - وعن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن الحسن زعلان، عن أبي إسماعيل رفعه عن أمير المؤمنين

____________________

الباب ٢٥

فيه ٩ أحاديث

١ - الكافي ٥: ١٦٢ / ٢.

٢ - الكافي ٥: ١٦٢ / ٣.

(١) في المصدر زيادة: عن إبراهيم بن عبد الحميد.

(٢) في المصدر زيادة: يوم القيامة.

(٣) التهذيب ٧: ١٣ / ٥٦.

٣ - الكافي ٥: ١٦٢ / ٤.

٤١٩

( عليه‌السلام ) أنّه كان يقول: إيّاكم والحلف، فإنّه ينفق السلعة، ويمحقّ البركة.

[ ٢٢٨٩١ ] ٤ - ورواه الشيخ مرسلاً عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) .

[ ٢٢٨٩٢ ] ٥ - محمّد بن عليّ بن الحسين قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : ويل لتجّار أُمّتي من لا والله، وبلى الله، وويل لصناع أُمّتي من اليوم وغداً.

[ ٢٢٨٩٣ ] ٦ - وفي( الأمالي) عن الحسين بن أحمد بن إدريس عن أبيه، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن حمّاد بن عيسى، عن الحسين ابن المختار، عن أبي عبدالله جعفر بن محمّد الصادق( عليه‌السلام ) قال: إنّ الله تبارك وتعالى يبغض المنفق سلعته بالأيمان.

[ ٢٢٨٩٤ ] ٧ - الحسن الطبرسي في( مكارم الأخلاق) عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: إنّ الله يبغض الثاني عطفه، والمسبل إزاره، والمنفق سلعته بالايمان.

[ ٢٢٨٩٥ ] ٨ - وعنه، عن أبيه قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : ثلاثة لا يكلمهم الله ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم: المرخي ذيله من العظمة، والمزكي سلعته بالكذب، ورجل استقبلك بنور صدره فتوارى وقلبه ممتلئ غشاً.

العياشي في( تفسيره) عن السكوني، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه

____________________

٤ - التهذيب ٧: ١٣ / ٥٧.

٥ - الفقيه ٣: ٩٧ / ٣٧١.

٦ - أمالي الصدوق: ٣٩٠ / ٦.

٧ - مكارم الأخلاق: ١١٠.

٨ - مكارم الأخلاق: ١١٠.

٤٢٠

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483