وسائل الشيعة الجزء ١٧

وسائل الشيعة8%

وسائل الشيعة مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 483

المقدمة الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠
  • البداية
  • السابق
  • 483 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 307875 / تحميل: 183392
الحجم الحجم الحجم
وسائل الشيعة

وسائل الشيعة الجزء ١٧

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

عبد الله قال: سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول: أنا دار الحكمة وعلي بابها، فمن أراد الحكمة فليأت الباب، مذكور في كتاب المكتفي »(١) .

نتيجة البحث

فتلخص مما تقدّم: بطلان تكلّم النووي في حديث « أنا دار الحكمة »، ومن ذلك يتضّح بطلان ما يتوجّه من ذلك من القدح في حديث « أنا مدينة العلم » بناءٌ على تسليم كونه روايةً من روايات الحديث الأوّل، فظهر سقوط الاحتجاج بكلام النووي مطلقاً.

بطلان قدحه من كلام العلماء

ولقد تعرّض جماعة من العلماء لقدح النووي وأعرضوا عنه أو أبطلوه، ومنهم:

١ - السيوطي في تاريخ الخلفاء: ١٧٠.

٢ - ابن حجر المكي في المنح المكيّة في شرح الهمزيّة والصّواعق.

٣ - الشيخ عبد الحق الدهلوي في أسماء رجال المشكاة.

٤ - محمد بن علي الصبان في إسعاف الرّاغبين: ١٥٦.

٥ - القاضي ثناء الله في السّيف المسلول وهو بيهقي عصره عند ( الدهلوي ).

٦ - المولوي حسن على المحدّث في تفريح الأحباب وهو تلميذ ( الدهلوي ).

____________________

(١). زين الفتى بتفسير سورة هل اتى. مخطوط.

١٤١

ثبوت حديث مدينة العلم من شعر للنووي

ومن آيات علوّ الحق أن النووي أثبت حديث « أنا مدينة العلم » في أبياتٍ له من الشعر ذكرها شهاب الدين أحمد في توضيح الدلائل وقد تقدّمت سابقاً.

(٢)

رأي شمس الدين الذّهبي

وأمّا شمس الدين الذّهبي فإنّه وإنْ قدح في حديث مدينة العلم غير أنّه لا يلتفت إلى قدحه ولا يعبأ به، لوجوه:

١ - إنحراف الذّهبي وتعصّبه

لقد اشتهر الذهبي بالانحراف عن أهل البيتعليهم‌السلام ، وتعصّبه عليهم ونصبه العداء لهم، وقد فصّلنا الكلام حول ذلك على ضوء كلمات واعترافات كبار علماء أهل السنة في مجلد حديث الطير، وعلى هذا الأساس فلا أثر ولا قيمة لطعنه في حديث مدينة العلم

٢ - تحقيق العلائي

وقد تعرّض الحافظ العلائي لقدح الذهبي وردَّ عليه الرّد الصريح وحقّق هذا الحديث الصّحيح، وهذا نصّ كلامه على ما نقله السيوطي حيث قال: « وقال

١٤٢

الحافظ صلاح الدين العلائي في أجوبته: هذا الحديث ذكره أبو الفرج ابن الجوزي في الموضوعات من طرقٍ عدّة، وحكم ببطلان الكل، وكذلك قال بعده جماعة منهم الذهبي في الميزان وغيره.

والمشهور به رواية أبي الصّلت عبد السلام بن صالح الهروي، عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عباس مرفوعاً، وعبد السلام هذا تكلّموا فيه كثيراً، قال النسائي: ليس بثقة، وقال الدار قطني وابن عدى: متّهم زاد الدار قطني: رافضي، وقال أبو حاتم: لم يكن عندي بصدوق، وضرب أبوزرعة على حديثه.

ومع ذلك فقد قال الحاكم: حدّثنا الأصم، حدثنا عباس - يعني الدوري - قال: سألت يحيى بن معين عن أبي الصلت فقال: ثقة، فقلت: أليس قد حدّث عن أبي معاوية حديث أنا مدينة العلم؟ فقال: قد حدّث به محمد بن جعفر الفيدي - وهو ثقة - عن أبي معاوية، وكذلك روى صالح جزرة أيضاً عن ابن معين. ثمّ ساقه الحاكم من طريق محمد بن يحيى بن الضريس - وهو ثقة حافظ - عن محمد بن جعفر الفيدي عن أبي معاوية. و قال أبو الصّلت أحمد بن محمد بن محرز: سألت يحيى إبن معين عن أبي الصلت فقال: ليس ممّن يكذب، فقال: له في حديث أبي معاوية، أنا مدينة العلم، فقال: هو من حديث أبي معاوية، أخبرني ابن نمير قال: حدّث به أبو معاوية قديماً ثمّ كفّ عنه، وقال: كان أبو الصلت رجلاً موسراً يطلب هذه الأحاديث ويلزم المشايخ.

قلت: فقد برئ أبو الصّلت عبد السلام من عهدته، وأبو معاوية ثقة مأمون من كبار الشيوخ وحفّاظهم المتّفق عليهم، وقد تفرّد به عن الأعمش فكان ماذا؟ وأيّ استحالةٍ في أن يقول النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مثل هذا في حقّ علي؟

ولم يأت كلّ من تكلّم في هذا الحديث وجزم بوضعه بجوابٍ عن هذه الروايات الصحيحة عن يحيى بن معين، ومع ذلك فله شاهد »(١) .

____________________

(١). قوت المغتذي - كتاب المناقب، مناقب علي.

١٤٣

٣ - ردّ ابن حجر العسقلاني على الذهبي

وقد بلغت دعوى الذهبي هذه من البطلان حدّاً حتى ردّ عليها الحافظ ابن حجر العسقلاني، وتعقِّبه بكلامه الحق الحقيق بالقبول، ولنورد أوّلاً نصّ كلام الذهبي في الميزان:

قال « جعفر بن محمد الفقيه، فيه جهالة، قال مطين: حدثنا جعفر، حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس [ قال ]: سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول: أنا مدينة العلم وعلي بابها [ و ] هذا موضوع »(١) .

فقال ابن حجر: « هذا الحديث له طرق كثيرة في مستدرك الحاكم، أقلّ أحوالها أن يكون للحديث أصل، فلا ينبغي أنْ يطلق القول عليه بالوضع »(٢) .

٤ - ردّ ابن حجر المكي عليه

وردّ إبن حجر المكّي - على ما هو عليه من التعصّب والتعنّت - على القول بوضع الحديث بعد أنْ نسبه إلى جماعةٍ - منهم الذهبي في ميزانه - وهذا نصّ كلامه: « وهؤلاء وإنْ كانوا أئمّةً أجلّاء، لكنّهم تساهلوا تساهلاً كثيراً كما علم مما قرّرته، وكيف ساغ الحكم بالوضع مع ما تقرّر أنَّ رجاله كلّهم رجال الصحيح إلّا واحد فمختلف فيه؟! ويجب تأويل كلام القائلين بالوضع بأن ذلك لبعض طرقه لا لكلّها، وما أحسن قول بعض الحفاظ في أبي معاوية أحد رواته المتكلَّم فيهم بما لا يسمع: هو ثقة مأمون من كبار المشايخ وحفّاظهم، وقد تفرَّد به عن الأعمش، فكان ما ذا؟ وأيّ استحالة في أنّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول مثل هذا في حق علي؟ »

____________________

(١). ميزان الاعتدال: ١ / ٤١٥.

(٢). لسان الميزان: ٢ / ١٢٢.

١٤٤

هذا كلامه في المنح المكية في شرح الهمزيّة وقال في فتاواه: « وأمّا حديث: أنا مدينة العلم وعلي بابها، فهو حديث حسن بل قال الحاكم صحيح، وقول البخاري ليس له وجه صحيح، والترمذي منكر، وابن معين كذب - معترض وانْ ذكره ابن الجوزي في الموضوعات وتبعه الذهبي وغيره على ذلك ».

٥ - إعراض جماعة آخرين وردّهم عليه

ولقد أعرض جماعة آخرون عن قدح الذهبيّ وردّوا عليه، مثبتين للحديث ومستشهدين بأجوبة العلائي وابن حجر وغيرهما على ذلك ومنهم:

١ - السّيوطي في ( اللآلي المصنوعة ) و ( جمع الجوامع ) و ( قوت المغتذي ).

٢ - السخاوي في ( المقاصد الحسنة ).

٣ - المتقي في ( كنز العمال ).

٤ - عبد الحق الدهلوي في ( اللمعات في شرح المشكاة ).

٥ - القاري في ( المرقاة في شرح المشكاة ).

٦ - المناوي في ( فيض القدير ).

٧ - محمد صدر العالم في ( معارج العلى ).

٨ - محمد الأمير الصنعاني في ( الروضة النديّة في شرح التحفة العلوية ).

٩ - الدمنتي الشاذلي في ( نفح قوت المغتذى ).

وقد تقدمت نصوص عباراتهم سابقاً.

٦ - من آيات علوّ الحق

ومن آثار علوّ الحق وآياته رواية الذهبي هذا الحديث بسنده، عن سويد بن

١٤٥

سعيد، عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ضمن ما وقع له من عالي حديثه، فقد قال بترجمة سويد من ميزانه ما نصّه: « قلت: عاش سويد مائة سنة، ومات في سنة أربعين ومائتين، وقع لنا من عالي حديثه:

أخبرنا أبو المعالي الأبرقوهي، أنا المبارك بن أبي الجود أنا أحمد بن أبي غالب، أنا عبد العزيز بن علي، أنا أبو طاهر الذهبي، ثنا عبد الله بن محمّد، ثنا سويد بن سعيد، ثنا زياد بن الربيع، عن صالح الدهان، عن جابر بن زيد قال: نظرت في أعمال المرء، فإذا الصّلاة تجهد بالبدن ولا تجهد بالمال، وكذلك الصيام، والحج يجهد المال والبدن، فرأيت أنّ الحجج أفضل من ذلك كلّه.

أخبرنا محمد بن عبد السّلام، عن زينب بنت أبي القاسم، أنا عبد المنعم ابن القشيري، أنا أبو سعيد الأديب، ثنا محمد بن بشير، ثنا أبو لبيد السرخسي، ثنا سويد، ثنا علي بن مسهر، عن داود، عن عكرمة عن ابن عباس قال: صاحب الذبح إسحاق، وقوله:( وَبَشَّرْناهُ بِإِسْحاقَ ) أي بنبوّته.

وبه نا علي، عن أشعب، عن ابن سيرين، عن الجارود العبدي قال: أتيت النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أبايعه فقلت: إني على دين. وإنّي إن تركت ديني ودخلت في دينك لا يعذّبني الله في الآخرة؟ قال: نعم.

وبه ثنا عبد الرحيم بن سليمان، عن عبيد بن أبي الجحد قال: سئل جابر عن قتال علي، فقال: ما يشكّ في قتاله إلّا كافر.

وبه ثنا شريك، عن سلمة بن كهيل، عن الصنابحي، عن علي قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد المدينة فليأت باب المدينة »(١) .

هذا كلام الذهبي في الميزان، وبعد هذا البيان، وغبّ ذلك التبيان، لا يخلد إلى قدح هذا الحديث إلّا من غلب على قلبه العناد وران، واستهام به الغرور

____________________

(١). ميزان الاعتدال: ٢ / ٢٥٠ - ٢٥١ بتقديم وتأخير في العبارة.

١٤٦

واستهواه الشيطان، والله العاصم عمّا يروث سخط الرحمن ويقود إلى لظى النيران

(٣)

رأي شمس الدين الجزري

وأمّا نسبة القدح في حديث مدينة العلم إلى شمس الدين الجزري فكذب فاضح وفرية واضحة. فلقد روى الجزري حديث أنا مدينة العلم في كتابه ( أسنى المطالب في مناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ) وبالغ في إثباته وتحقيقه، وهذه عبارته فيه بلفظها:

« أخبرنا الحسن بن أحمد بن هلال - قراءةً عليه - عن علي بن أحمد بن عبد الواحد، أخبرنا احمد بن محمد بن محمد - في كتابه من أصبهان - أخبرنا الحسن بن أحمد بن الحسين المقرئ، أخبرنا أحمد بن عبد الله بن أحمد الحافظ، أخبرنا أبو أحمد محمد بن أحمد الجرجاني، أخبرنا الحسن بن سفيان، أخبرنا عبد الحميد بن بحر، أخبرنا شريك، عن سلمة بن كهيل، عن الصنابحي، عن عليرضي‌الله‌عنه قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أنا دار الحكمة وعلي بابها. رواه الترمذي في جامعه عن إسماعيل بن موسى، حدّثنا محمد بن عمر الرومي، حدثنا شريك، عن سلمة بن كهيل، عن سويد بن غفلة، عن الصنابحي عن علي وقال: حديث غريب، ورواه بعضهم عن شريك ولم يذكروا فيه عن الصنابحي، قال: ولا نعرف هذا الحديث عن واحد من الثقات غير شريك، وفي الباب عن ابن عباس. إنتهى.

قلت: ورواه بعضهم عن شريك عن سلمة ولم يذكر فيه عن سويد، ورواه الأصبغ بن نباتة والحارث عن علي نحوه، و رواه الحاكم من طريق مجاهد عن ابن

١٤٧

عباس عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ولفظه: أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأتها من بابها. وقال الحاكم: صحيح الإِسناد ولم يخرجاه. و رواه أيضاً من حديث جابر بن عبد الله ولفظه: أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأت الباب »(١) .

هذا، وقد قال الجزري في صدر كتابه المذكور: « وبعد، فهذه أحاديث مسندة ممّا تواتر وصحَّ وحسن من أسنى مناقب الأسد [ اسد الله ] الغالب، مفرّق الكتائب ومظهر العجائب، ليث بني غالب أمير المؤمنين أبي الحسن علي بن أبي طالب - كرّم الله تعالى وجهه ورضي عنه وأرضاه - أردفتها بمسلسلات من حديثه وبمتّصلات من روايته وتحديثه، وبأعلى إسناد صحيح إليه، من القرآن والصحبة والخرقة التي اعتمد فيها أهل الولاية عليه، نسأل الله تعالى أنْ يثيبنا على ذلك ويقرّبنا لديه ».

وقال بعد إيراد أحاديث المناقب التي أشار إليها « قلت: فهذا نزر من بحر، وقل من كثر، بالنسبة إلى مناقبه الجليلة ومحاسنه الجميلة، ولو ذهبنا لاستقصاء ذلك بحقّه لطال الكلام بالنسبة إلى هذا المقام، ولكنْ نرجو من الله تعالى أن ييسِّر إفراد ذلك بكتابٍ نستوعب فيه ما بلغنا من ذلك، والله الموفق للصَّواب ».

فظهر أنّ الجزري قد روى حديث مدينة العلم في هذا الكتاب، الذي ألَّفه لما تواتر وصحَّ وحسن من أسنى مناقب أمير المؤمنينعليه‌السلام الجليلة ومحاسنه الجميلة، وهو يرجو الله تعالى أن يثيبه على ذلك ويقرِّبه لديه

فوا عجباه!! كيف يستجيز ( الدهلوي ) نسبة القدح إليه مع كلّ هذا؟ ويرتكب هذا الإِفك المبين؟ ولكنْ ليس هذا منه ببديع وطريف، فقد عرف قدماً بالتهالك على الإِفتراء والتحريف، والله المجازي كلّ من يعتدي لزيغه على الحق ويحيف.

____________________

(١). أسنى المطالب في مناقب علي بن أبي طالب: ٦٩.

١٤٨

هذا، والجدير بالذكر: إن القاضي باني بتي نسب القدح كذلك إلى الجزري، غير أنَّه أبطله بكلام ابن حجر، وأضاف أنّه بالنظر إلى كثرة شواهد هذا الحديث يمكن الحكم بصحّته

١٤٩

قوله:

« فالتّمسك بهذه الأحاديث الموضوعة - التي أخرجها أهل السنة عن دائرة ما يجوز التّمسك والاحتجاج به - في مقام إلزامهم بها، دليل واضح على مزيد فهم علماء الشيعة!! ».

أقول:

لقد علم - ممّا تقدّم في الكتاب من كلمات كبار الأئمة والحفاظ، ومشاهير العلماء والمحققين - أن حديث مدينة العلم من الأحاديث الصحيحة والأخبار المعتبرة المحتج بها وأن ذلك كلّه يشهد بصحّة استدلال أهل الحق به لإثبات خلافة أمير المؤمنينعليه‌السلام عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بلا فصل، وكذا إلزامهم من خالف ذلك بهذا الحديث الشريف

فقد عني بروايته وإخراجه وإثباته جمّ غفير من الحفّاظ المسندين، ونصَّ على صحّته طائفة منهم، وعلى حسنه آخرون، وصرّح بعضهم ببلوغه درجة

١٥٠

الحسن المحتج به

استدلال علماء أهل السنة بحديث مدينة العلم

بل احتج بحديث مدينة العلم جماعة من مشاهير علمائهم، واستدلّوا به في مختلف بحوثهم، وهذا من أقوى الشواهد على أنّه من الأحاديث المحتج بها

فمنهم: العاصمي، حيث قال في ذكر الشّبه بين أمير المؤمنين وداودعليهما‌السلام « فكذلك المرتضى رضوان الله عليه أوتي من فصل الخطاب، كما ذكرناه في معنى قولهعليه‌السلام : أنا مدينة العلم وعلي بابها، وفي فصل قضائه »(١) .

ومنهم: الخوارزمي، حيث استدل بحديث مدينة العلم على غزارة علم أمير المؤمنينعليه‌السلام (٢) .

ومنهم: أبو الحجاج البلوي، استدل به على علوّ مكانهعليه‌السلام في العلم(٣) .

ومنهم: ابن عربي إذ قال في كتاب ( الدرر المكنون والجوهر المصون ) - على ما نقل عنه القندوزي البلخي -: « والامام عليرضي‌الله‌عنه ورث علم الحروف من سيّدنا محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وإليه الاشارة بقولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فعليه بالباب »(٤) .

ومنهم: إبن طلحة الشافعي حيث استشهد به في الفصل الرابع، في كلامٍ له حول وصف أمير المؤمنينعليه‌السلام بـ « الأنزع البطين »، وقد تقدم نصّه(٥) .

____________________

(١). زين الفتى - مخطوط.

(٢). مناقب أمير المؤمنين للخوارزمي: ٤٠.

(٣). الالف باء ١ / ١٣٢.

(٤). ينابيع المودة: ٤١٤.

(٥). مطالب السئول: ٣٢.

١٥١

ومنهم: الكنجي الحافظ، استدل به على أولويّة الامامعليه‌السلام في قتال أهل البغي(١) .

ومنهم: محبّ الدين الطبري، استشهد به ذخائر العقبى على أنهعليه‌السلام باب مدينة العلم، واستدل به على اختصاصه بهذه الفضيلة في الرياض النضرة(٢) .

ومنهم: سعيد الدين الفرغاني، ذكره في شرح التائيّة في بيان حصّة أمير المؤمنين من العلم

ومنهم: السيد علي الهمداني، احتج به في مشارب الأذواق وقد تقدم كلامه.

ومنهم: إمام الدين الهجروي، استدل بهذا الحديث على كون « باب مدينة العلم » من أسمائهعليه‌السلام في كتابه أسماء النبيّ وخلفائه الأربعة.

ومنهم: الخوافي، أورده تأييداً لما ذكره من اختصاصهعليه‌السلام بمزيد العلم والحكمة.

ومنهم: الدَولت آبادي، احتجّ به في كتابه هداية السّعداء.

ومنهم: شهاب الدين احمد، استدل به في الفصل الخامس عشر من كتابه توضيح الدلائل على أنّهعليه‌السلام « باب مدينة العلم ».

ومنهم: ابن الصباغ المالكي، تمسّك به في بيان تفجّر بحار العلوم من صدرهعليه‌السلام (٣) .

ومنهم: البسطامي في درة المعارف حيث استدل به على أنَّهعليه‌السلام ورث علم الحروف من النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

____________________

(١). كفاية الطالب: ١٦٨.

(٢). ذخائر العقبى: ٧٧، الرياض النضرة: ٢ / ٢٥٥.

(٣). الفصول المهمة: ١٩.

١٥٢

ومنهم: شمس الدين اللاهيجي، إستدل به في مفاتيح الإِعجاز على أنّهعليه‌السلام أقرب النّاس إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

ومنهم: الكاشفي، إستدلّ به في روضة الشهداء في مدح علم الامامعليه‌السلام .

ومنهم: إبن روزبهان، إستدل به على وفور علمه في كتابه الباطل.

ومنهم: الميبدي، إستدل به في شرح الديوان على وجوب توجّه أهل العرفان إلى أمير المؤمنينعليه‌السلام .

ومنهم: الشّامي صاحب السّيرة استدل به على كون « مدينة العلم » من أسماء الرّسول الكريمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في سيرته.

ومنهم: ابن حجر المكي، استدل به في المنح المكية على أنّ الامامعليه‌السلام وارث معظم علم القرآن من النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وفي تطهير الجنان على أعلميّته

ومنهم: جمال الدين المحدّث، استدل به في روضة الأحباب في مدح علم الامامعليه‌السلام .

ومنهم: السيد محمد البخاري في تذكرة الأبرار على وفور علمه.

ومنهم: العزيزي في السراج المنير، استدل به على أنه ينبغي للعالم أن يخبر الناس بفضل من علم فضله(١) .

ومنهم: الشبراملسي في تيسير المطالب على أن من أسماء النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « مدينة العلم ».

ومنهم: الكردي في النبراس على أن « باب مدينة العلم » من أسماء الامامعليه‌السلام

ومنهم: إسماعيل الكردي في جلاء النظر، استدل به على براءة ساحته عليه

____________________

(١). السراج المنير في شرح الجامع الصغير: ٢ / ٦٣.

١٥٣

السلام عن الخطأ

ومنهم: الزرقاني، استدل به في شرح المواهب اللدنيّة على كون « مدينة العلم » من أسماء النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .(١) .

ومنهم: سليمان جمل، إستدل به في الفتوحات الأحمدية على إمداد النبي علياً بالعلوم.

ومنهم: الأورنقابادي، إستدل به في نور الكريمتين على أن النبي أشار إلى كلّية بيت النبوّة

ومنهم: العجيلي، احتج به في ذخيرة المآل على أنهعليه‌السلام باب مدينة العلم.

إحتجاج شاه ولي الله

ومن العجيب إنكار ( الدهلوي ) صلوح حديث مدينة العلم للاحتجاج به، مع احتجاج والده في مواضع من ( قرة العينين ) وكذا في ( إزالة الخفاء ) به

إحتجاج ( الدهلوي ) نفسه

والأعجب من ذلك أنّه يقول هذا مع استدلاله هو بحديث مدينة العلم في فتوىً له، وقد تقدّم ذكر السؤال وجوابه عنه في محلّه من الكتاب، وهل هذا إلّا تناقض؟!

ومن هنا يتضّح لك أنّ « الحقّ يعلو ولا يعلى عليه » والحمد لله على ذلك حمداً جزيلاً.

____________________

(١). شرح المواهب اللدنية: ٣ / ١٤٣.

١٥٤

قوله:

« إنّ هذا العمل منهم ليشبه حال من تعامل مع خادم - لشخصٍ عزله عن الخدمة لتقصيراته وخيانته، وأخرجه من داره، ونادى المنادي بذلك بأمره، معلناً أنْ لا علاقة لفلان الخادم بفلان ولا ذمّة له عنده - ثم جاء هذا المتعامل مع هذا الخادم عالماً بكلّ ما ذكر، إلى سيّده، ليطالبه بدينه على الخادم!! إنّ هذا الشخص في أعلى مراتب الحمق في نظر العقلاء ».

أقول:

لا يخفى على المنصف النبيل أن ( الدهلوي ) قد ضلّ سواء السبيل في هذا التمثيل العليل، كبر مقتاً عند الله أنْ يرمى الحديث الصحيح بالسّخرية والاستهزاء، ويعزو الحق الواضح إلى الكذب والافتراء، ولا يخاف بطش الله وسطوته، ولا يخشى أخذه بالقدرة ونقمته. ولكنّ حب الباطل يعمي البصائر ويغشى السرائر، ويصمّ الآذان ويفسد الإِيمان، ويبعث على الاقتحام في المهالك والتوغّل في الحوالك.

وقد حاق - والحمد لله - بنفسه وبال هذا التمثيل الأعوج، ونزل به بوالده نكال هذا الهذر الأسمج، فإنّهما بنفسهما قد اعتمدا على هذا الحديث الشريف واستندا بهذا الخبر المنيف، فكيف ينسب نفسه ووالده إلى الاعتماد على الخادم الخائن، والركون إلى السارق المائن، هل هذا إلّا هذر قبيح وهراء فضيح؟!

١٥٥

١٥٦

دلالة حديث

أنا مدينة العلم وعلي بابها

١٥٧

١٥٨

قوله:

« ومع هذا، فإنّ هذا الحديث غير مفيد لما يدّعونه! فأيّ ملازمةٍ بين كون الشخص باب مدينة العلم وكونه صاحب الرئاسة العامة بلا فصلٍ بعد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ؟ ».

أقول:

إنَّ انكار دلالة حديث مدينة العلم على مذهب أهل الحق عدوان محض وغمط للحق، ولا يرتضيه ذوو الإِنصاف والبصيرة والمتجنّبون للعناد والعصبيّة، ونحن نوضّح دلالته في وجوهٍ:

١ - دلالة حديث مدينة العلم على الأعلميّة

إنّ حديث أنا مدينة العلم وعلي بابها يدلّ على أعلميّة أمير المؤمنين عليه

١٥٩

السلام، والأعلمية تسْتلزم الأفضليّة، ولا ريب في استحقاق الأفضل الامامة وتعيّنه لها دون غيره.

أمّا دلالته على أعلميّته فلأنّه باب مدينة العلم، إذ لو كان غيره أعلم منه لزم النقص في الباب، والنقص فيه يفضي إلى النقص في المدينة، وذلك ما لا يجترئ مسلم على تقوّله ولا مؤمن على تخيّله

وأيضاً: صريح الحديث إنَّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مدينة العلم، وإنَّ أمير المؤمنينعليه‌السلام باب تلك المدينة، والعقل السليم يحكم بأنّه لا يكون باباً لمدينة العلم إلّا من أحاط بجميع علومها وهذا المعنى يستلزم أعلميّة أمير المؤمنينعليه‌السلام من كافّة الخلائق - فضلاً عن سائر الأصحاب - لأنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان أفضل وأكمل من جميع الأنبياء والمرسلين والملائكة المقرّبين بالاجماع

ونحن نورد في المقام كلمات بعض العلماء الأعلام في تقرير أعلميّة مدينة العلم عليه وآله السلام، لئلّا يرتاب أحد في حصول كمالاته وعلومه لباب المدينةعليه‌السلام :

قال أبو حامد الغزالي في ( الرسالة اللدنيّة ):

« والطريق الثاني: التعليم الرّباني، وذلك على وجهتين: الأوّل: إلقاء الوحي وهو أنّ النفس إذا كملت بذاتها يزول عنها دنس الطبيعة ودرن الحرص والأمل، وينفصل نظرها عن شهوات الدنيا وينقطع نسبها عن الاماني الفانية، وتقبل بوجهها على بارئها ومنشئها، وتتمسّك بجود مبدعها وتعتمد على إفادته وفيض نوره، والله تعالى - بحسن عنايته - يقبل على تلك النفس إقبالا كلّيا وينظر إليها نظراً إليهاً، ويتّخذ منها ألواحاً ومن النفس الكلّي قلماً، وينقش فيها جميع علومه، ويصير العقل الكلّي كالمعلِّم والنفس القدسي كالمتعلِّم، فيحصل جميع العلوم لتلك النفس وينقش فيها جميع الصّور من غير تعلّم وتفكّر، ومصداق هذا قول الله تعالى لنبيّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :( وَعَلَّمَكَ ما لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ ) الآية.

١٦٠

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

محمّد، عن محمّد بن علي، عن عليّ بن أسباط، عمّن حدثه، عن جهم ابن حميد قال: قال أبو عبدالله( عليه‌السلام ) : إذا رأيت الرجل يخرج من ماله في طاعة الله فاعلم أنّه أصابه من حلال، وإذا أخرجه في معصية الله فاعلم أنّه أصاب(١) من حرام.

[ ٢٢٩٩٨ ] ٢ - وعنهم، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عمّن حدثه، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: قلت له: الرجل يخرج ثمّ يقدم علينا وقد أفاد المال الكثير، فلا ندري اكتسبه من حلال أو حرام، فقال: إذا كان ذلك فانظر في أيّ وجه يخرج نفقاته، فإنّ كان ينفق فيما لا ينبغي ممّا يأثمّ عليه فهو حرام.

٥٢ - باب استحباب جلوس بائع الثوب القصير، وكراهة الحمل في الكم وعدم تحريمه

[ ٢٢٩٩٩ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: مر النبي( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) على رجل ومعه ثوب يبيعه، وكان الرجل طويلاً والثوب قصيراً، فقال له: اجلس فإنه أنفق لسلعتك.

[ ٢٣٠٠٠ ] ٢ - وعن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن جعفر بن محمّد الاشعري، عن ابن القداح، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: جئت بكتاب إلى أبي أعطانيه إنسان فأخرجته من كمّي، فقال

____________________

(١) في المصدر: أصابه.

٢ - الكافي ٥: ٣١١ / ٣٤، وأورده عن العلل في الحديث ١ من الباب ٢٤ من أبواب الملابس.

الباب ٥٢

فيه حديثان

١ - الكافي ٥: ٣١٢ / ٣٥، والتهذيب ٧: ٢٢٧ / ٩٩١.

٢ - الكافي ٥: ٣١٢ / ٣٦.

٤٦١

لي يا بني لا تحمل في كمك شيئاً، فإنّ الكم مضياع.

ورواه الشيخ بإسناده عن أحمد بن محمّد(١) ، والذى قبله بإسناده عن عليّ بن إبراهيم.

ورواه الصدوق في( العلل) عن محمّد بن عليّ ماجيلويه، عن عليّ ابن إبراهيم (٢) ، عن ابن القداح(٣) .

٥٣ - باب كراهة الشكوى من عدم الربح ومن الإِنفاق من رأس المال

[ ٢٣٠٠١ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن أحمد بن النضر، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : يأتي على الناس زمان يشكون فيه ربّهم، قلت: وكيف يشكون فيه ربهم؟ قال: يقول الرجل والله ما ربحت شيئاً منذ كذا وكذا، ولا آكل ولا أشرب إلّا من رأس مالي، ويحك وهل أصل مالك وذروته إلّا من ربّك!؟.

ورواه الشيخ بإسناده عن عليّ بن إبراهيم(٤) .

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(٥) .

____________________

(١) التهذيب ٧: ٢٢٧ / ٩٩٢.

(٢) في العلل زيادة: عن أبيه.

(٣) علل الشرائع: ٥٨٢ / ٢٠.

الباب ٥٣

فيه حديث واحد

١ - الكافي ٥: ٣١٢ / ٣٧.

(٤) التهذيب ٧: ٢٢٦ / ٩٩٠.

(٥) تقدم في الحديث ٣ من الباب ٦٦ من أبواب جهاد النفس، وفي الحديث ٨ من الباب ٤١ من أبواب الأمر والنهي.

٤٦٢

٥٤ - باب استحباب العود في غير طريق الذهاب

[ ٢٣٠٠٢ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن الهيثمّ بن أبي مسروق النهدي، عن موسى بن عمر بن بزيع قال: قلت للرضا( عليه‌السلام ) : جعلت فداك إنّ الناس رووا أنّ رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) كان إذا أخذ في طريق رجع في غيره، فكذا كان يفعل؟ قال: فقال: نعم وأنا أفعله كثيراً فافعله، ثمّ قال لي: أما إنّه أرزق لك.

ورواه الشيخ بإسناده عن سهل بن زياد(١) .

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك في صلاة العيد(٢) ، وغيرها(٣) .

٥٥ - باب ما يستحب أن يعمل لقضاء الدين وسوء الحال

[ ٢٣٠٠٣ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن منصور بن العبّاس، عن إسماعيل بن سهل قال: كتبت إلى أبي جعفر( عليه‌السلام ) : إنّي قد لزمني دين فادح، فكتب: أكثر من الاستغفار، ورطب لسإنّك بقراءة: إنّا أنزلناه.

____________________

الباب ٥٤

فيه حديث واحد

١ - الكافي ٨: ١٤٧ / ١٢٤، وأورده في الحديث ٢ من الباب ٣٦ من أبواب صلاة العيد.

(١) في التهذيب ٧: ٢٢٦ / ٩٨٧.

(٢) تقدم في الحديث ١ من الباب ٣٦ من أبواب صلاة العيد.

(٣) تقدم في الباب ٦٥ من أبواب آداب السفر.

الباب ٥٥

فيه حديثان

١ - الكافي ٥: ٣١٦ / ٥١.

٤٦٣

[ ٢٣٠٠٤ ] ٢ - وعنهم، عن سهل، عن عليّ بن سليمان، عن أحمد بن الفضل، عن أبي عمرو الحذاء قال: ساءت حالي فكتبت إليّ أبي جعفر( عليه‌السلام ) فكتب إليّ: ادم قراءة( إنّا أَرسَلنَا نُوحاً إلَى قَومِهِ ) (١) قال: فقرأتها حولا فلم أر شيئاً، فكتبت إليه اخبره بسوء حالي، وإنّي قد قرأت( إنّا أَرسَلنَا نُوحاً إلَى قَومِهِ ) حولا كما أمرتني ولم أر شيئاً.

قال: فكتب اليّ: قد وفى لك الحول فانتقل منها إلى قراءة إنا انزلناه، قال: ففعلت فما كان إلّا يسيراً حتّى بعث إليّ ابن أبي داود فقضى عنّي ديني، وأجرى عليّ وعلى عيالي، ووجّهني إلى البصرة في وكالته بباب كلتا(٢) ، وأجرى عليّ خمسمائة درهم.

وكتبت من البصرة على يدي عليّ بن مهزيار إلى أبي الحسن( عليه‌السلام ) إنّي كنت سألت أباك عن كذا، وشكوت إليه كذا، وإنّي قد قلت الّذي أحببت، فأحببت إنّ تخبرني مولأيّ كيف أصنع في قراءة إنّا أنزلناه أقتصر عليها وحدها في فرائضي وغيرها، أم أقرأ معها غيرها، أم لها حد أعمل به؟ فوقع( عليه‌السلام ) وقرأت التوقيع: لا تدع من القرآن قصيره وطويله، ويجزيك من قراءة إنّا أنزلناه يومك وليلتك مائة مرة.

أقول: وتقدم ما يدل على ذلك في التعقيب(٣) والدعاء(٤) .

____________________

٢ - الكافي ٥: ٣١٦ / ٥٠.

(١) نوح ٧١ / ١.

(٢) في المصدر: كلاء. وفي نسخة: بيار كابار، وفي اخرى: بباركلتا ( هامش المخطوط ).

(٣) تقدم في الأحاديث ٣، ٦، ١٠، ١١ من الباب ١٨، وفي الحديثين ٣، ٥ من الباب ٢٥، وفي الحديث ٥ من الباب ٢٨ من أبواب التعقيب.

(٤) تقدم في البابين ٤٨، ٤٩ من أبواب الدعاء، وفي الحديث ١ من الباب ٢٢، وفي الأبواب ٢٣، ٢٨ من أبواب بقية الصلوات المندوبة.

٤٦٤

٥٦ - باب استحباب طلب الرزق بمصر وكراهة المكث بها

[ ٢٣٠٠٥ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن أحمد بن محمّد العاصمي، عن عليّ بن الحسن التيمي، عن عليّ بن اسباط، عن رجل، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: ذكرت له مصر، فقال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : اطلبوا بها الرزق، ولا تطلبوا(١) بها المكث.

ثمّ قال أبو عبدالله( عليه‌السلام ) : مصر الحتوف يقيض لها قصيرة الاعمار.

٥٧ - باب استحباب بيع التجارة قبل دخول مكة، وكراهة الاشتغال بها فيها عن العبادة

[ ٢٣٠٠٦ ] ١ - محمّد بن الحسن بإسناده عن محمّد بن أحمد بن يحيى، عن الهيثمّ النهدي(٢) ، عن عثمان بن عيسى، عن خالد بن نجيح الجوان(٣) قال: قلت لابي الحسن موسى( عليه‌السلام ) : إنّا نجلب المتاع من صنعاء

____________________

الباب ٥٦

فيه حديث واحد

١ - الكافي ٥: ٣١٨ / ٥٨، وأورد نحوه في الحديث ٧ من الباب ٦٧ من أبواب ما يكتسب به.

(١) في نسخة: ولا تطيلوا ( هامش المخطوط ).

وتقدم ما يدل على استحباب الاغتراب في طلب الرزق في الباب ٢٩ من أبواب مقدّمات التجارة.

الباب ٥٧

فيه حديث واحد

١ - التهذيب ٧: ٢٣٠ / ١٠٠٢.

(٢) في نسخة: الهيثم، عن النهدي، ( هامش المخطوط ) وكذلك المصدر.

(٣) في المصدر: خالد بن نجيح الخراز

٤٦٥

نبيعه بمكّة العشرة ثلاثة عشر واثني عشر ونجيء به(١) ، فيخرج إلينا تجار من تجار مكّة فيعطوننا بدون ذلك الأحد عشر، والعشرة ونصف، ودون ذلك، فأبيعه أو أقدم مكّة؟ فقال لي: بعه في الطريق، ولا تقدّم به مكة، فإنّ الله تعالى أبى إنّ يجعل متجر المؤمن بمكّة.

٥٨ - باب كراهة البيع في الظلال وتحريم الغش

[ ٢٣٠٠٧ ] ١ - محمّد بن عليّ بن الحسين بإسناده عن هشام بن الحكم قال: كنت أبيع السابري في الظلال، فمر بي أبوالحسن الاول( عليه‌السلام ) راكباً، فقال لي: يا هشام، إنّ البيع في الظلال غش، والغش لا يحلّ.

ورواه الكليني، عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن الحكم(٢) .

ورواه الشيخ بإسناده عن عليّ بن إبراهيم(٣) .

أقول: وتقدّم ما يدلّ على تحريم الغش بما يخفى فيما يكتسب به(٤) ، ويأتي ما يدلّ عليه(٥) .

____________________

(١) في نسخة: ورعى به ( هامش المخطوط ).

وتقدم ما يدل على جواز التجارة في مكة وعدم كراهتها في الحديثين ١٥، ١٨ من الباب ١ من أبواب وجوب الحجّ.

الباب ٥٨

فيه حديث واحد

١ - الفقيه ٣: ١٧٢ / ٧٧٠.

(٢) الكافي ٥: ١٦٠ / ٦.

(٣) التهذيب ٧: ١٣ / ٥٤.

(٤) تقدّم في الباب ٨٦ من أبواب ما يكتسب به.

(٥) يأتي في الحديث ٢ من الباب ٧، وفي الباب ٩ من أبواب العيوب.

٤٦٦

٥٩ - باب استحباب تجارة الإِنسان في بلاده، ومخالطة الصلحاء

[ ٢٣٠٠٨ ] ١ - محمّد بن عليّ بن الحسين قال: قال عليّ بن الحسين( عليه‌السلام ) : من سعادة المرء إنّ يكون متجره في بلاده، ويكون خلطاؤه صالحين، ويكون له أولاد يستعين بهم.

وفي( الخصال) عن أبيه، عن السعد آبادي، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن عثمان بن عيسى، عن عبدالله بن مسكان يرفعه إلى عليّ بن الحسين( عليه‌السلام ) مثله(١) .

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(٢) .

____________________

الباب ٥٩

فيه حديث واحد

١ - الفقيه ٣: ٩٩ / ٣٨٥، وأورده في الحديث ١ من الباب ٦٩ من أبواب ما يكتسب به، وقطعة منه عن الكافي في الحديث ٧ من الباب ١ من أبواب أحكام الأولاد.

(١) الخصال: ١٥٩ / ٢٠٧.

(٢) تقدم ما يدلّ على بعض المقصود في الباب ٦٩ من أبواب ما يكتسب به، وفي الباب ١١ من أبواب أحكام العشرة.

٤٦٧

٦٠ - باب كراهة دخول السوق أولاً والخروج أخيراً، واستحبابهما في المساجد (*)

[ ٢٣٠٠٩ ] ١ - محمّد بن عليّ بن الحسين قال: قال أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) : جاء أعرابي من بني عامر إلى النبي( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) فسأله عن شر بقاع الارض وخير بقاع الارض؟ فقال له رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : شر بقاع الارض الاسواق، وهي ميدان ابليس، يغدو برايته، ويضع كرسيه، ويبثّ ذريته، فبين مطفف في قفيز(١) ، أو سارق في ذراع، أو كاذب في سلعة، فيقول: عليكم برجل مات أبوه وأبوكم حي فلا يزال مع ذلك أول داخل وآخر خارج.

ثمّ قال( عليه‌السلام ) : وخير البقاع المساجد، وأحبهم إلى الله أولهم دخولاً، وآخرهم خروجاً منها.

ورواه في( معاني الأخبار) عن أبيه، عن سعد بن عبدالله عن أحمد

____________________

الباب ٦٠

فيه حديثان

(*) لا يقال كيف يمكن عمل الناس كلهم بمضمون الباب، وهو دوري ويلزم أن لا يدخله أحد، وأن لا يخرج منه الأخير، لأنا نقول من المعلوم أنّ الكراهة تزول عند الضرورة، بل التحريم أيضاً، وأكثر الداخلين إلى السوق يضطرون إلى دخوله لئلّا يكون دخولهم أولاً مكروهاً، وكذا من له ضرورة إلى التأخر، وأيضاً فيندفع الأشكال بامكان الاقتران، فيدخله اثنان فصاعداً دفعة، ولا يكون واحد منهم أولاً، وكذا في الخروج، وكذا في دخول المساجد، والخروج منها، على أن فعل المندوب وترك المكروه مشروطان بالإِمكان، ساقطان مع عدمه قطعا، لبطلان تكليف ما لا يطاق عقلاً وسمعاً، واعلم أنّ السوق مؤنثة ويجوز تذكيرها، نص عليه صاحب القاموس ( منه. قده ).

١ - الفقيه ٣: ١٢٤ / ٥٣٩، وأورده في الحديث ١ من الباب ٦٨ من أبواب أحكام المساجد.

(١) في المصدر زيادة: أو طايش في ميزان.

٤٦٨

ابن محمّد بن عيسى، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر،( عن مفضل، عن سعيد) (١) ، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: جاء أعرابي إلى النبي( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) وذكر نحوه(٢) .

[ ٣٢٠١٠ ] ٢ - الحسن بن محمّد الطوسي في( مجالسه) عن أبيه، عن المفيد، عن جعفر بن محمّد بن قولويه، عن أبيه، عن سعد بن عبدالله، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن سيف بن عميرة، عن جابر الجعفي، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر( عليه‌السلام ) ، عن آبائه قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) لجبرئيل: أيّ البقاع أحبّ إلى الله تعالى؟ قال: المساجد، وأحبّ أهلها إلى الله أولهم دخولا إليها وآخرهم خروجاً منها، قال: فأيّ البقاع أبغض إلى الله تعالى؟ قال: الأسواق وأبغض أهلها اليه أولهم دخولاً إليها وآخرهم خروجاً منها.

وروى صدره الكليني كما مرّ(٣) .

____________________

(١) في معاني الأخبار: مفضل بن سعيد.

(٢) معاني الأخبار: ١٦٨ / ١.

٢ - أمالي الطوسي ١: ١٤٤.

(٣) مرّ في الحديث ٢ من الباب ٦٨ من أبواب أحكام المساجد.

٤٦٩

٤٧٠

الفهرس

أبواب مقدماتها ١ - باب استحبابها واختيارها على أسباب الرزق ٩

٢ - باب كراهة ترك التجارة ١٣

٣ - باب استحباب الشراء وإن كان غالياً ١٨

٤ - باب استحباب طلب الرزق ووجوبه مع الضرورة ١٩

٥ - باب كراهة ترك طلب الرزق، وتحريمه مع الضرورة ٢٤

٦ - باب استحباب الاستعانة بالدنيا على الآخرة ٢٩

٧ - باب استحباب جمع المال من حلال لأجل النفقة في الطاعات، وكراهة جمعه لغير ذلك ٣٣

٨ - باب وجود الزهد في الحرام دون الحلال ٣٥

٩ - باب استحباب العمل باليد ٣٧

١٠ - باب استحباب الغرس والزرع وسقي الطلح والسدر ٤١

١١ - باب استحباب المضاربة ٤٣

١٢ - باب استحباب الإِجمال في طلب الرزق، ووجوب الاقتصار على الحلال دون الحرام ٤٤

١٣ - باب استحباب الاقتصاد في طلب الرزق ٤٨

١٤ - باب استحباب الدعاء في طلب الرزق، والرجاء للرزق من حيث لا يحتسب ٥١

١٥ - باب استحباب التعرض للرزق، بفتح الباب، والجلوس في الدكان، وبسط البساط ٥٤

١٦ - باب كراهة زيادة الاهتمام بالرزق ٥٦

١٧ - باب كراهة كثرة النوم والفراغ ٥٧

١٨ - باب كراهة الكسل(*) في اُمور الدنيا والآخرة ٥٨

١٩ - باب كراهة الضجر(*) والمنى ٦١

٤٧١

٢٠ - باب استحباب العمل في البيت للرجل والمرأة ٦٢

٢١ - باب استحباب مرمة المعاش وإصلاح المال ٦٣

٢٢ - باب استحباب الاقتصاد وتقدير المعيشة ٦٤

٢٣ - باب وجوب الكدّ على العيال من الرزق الحلال ٦٦

٢٤ - باب استحباب شراء العقار وكراهة بيعه إلّا أن يشتري بثمنه بدله، وكون العقارات متفرقة ٦٩

٢٥ - باب استحباب مباشرة كبار الاُمور كشراء العقار والرقيق والإِبل والاستنابة فيما سواها، واختيار معالي الاُمور وترك حقيرها ٧٢

٢٦ - باب كراهة طلب الحوائج من مستحدث النعمة ٧٤

٢٧ - باب استحباب الاقتصار على معاملة من نشأ في الخير ٧٥

٢٨ - باب عدم جواز ترك الدنيا التي لا بدّ منها للاخرة وبالعكس ٧٦

٢٩ - باب استحباب الاغتراب في طلب الرزق والتبكير اليه والإِسراع في المشي ٧٧

٣٠ - باب استحباب الذهاب في الحاجة على طهارة والمشي في الظل ٧٩

٣١ - باب كراهة طلب الحوائج من الناس بالليل، واستحباب التزويج فيه ٨٠

أبواب ما يكتسب به ١ - باب تحريم التكسّب بأنواع المحرّمات ٨١

٢ - باب جواز التكسّب بالمباحات وذكر جملة منها ومن المحرّمات ٨٣

٣ - باب أنه لا يحل ما يشترى بالمكاسب المحرمة إذا اشترى بعين المال وإلّا حلّ ٨٦

٤ - باب عدم جواز الانفاق من كسب الحرام ولا في الطاعات، وحكم اختلاطه بالحلال واشتباهه به ٨٧

٥ - باب تحريم أجر الفاجرة وبيع الخمر والنبيذ والميتة والربا والرشا والكهانة وجملة ممّا يحرم التكسّب به ٩٢

٤٧٢

٦ - باب جواز بيع الزيت والسمن النجسين للاستصباح بهما مع إعلام المشتري دون شحم الميتة فلا يباع ولكن يستصبح بما قطع من حي ٩٧

٧ - باب حكم بيع الذكي المختلط بالميت والنجس بالميتة والعجين بالماء النجس ممّن يستحل الميتة ٩٩

٨ - باب تحريم بيع السلاح والسروج لاعداء الدين في حال الحرب خاصة، وجواز بيعهم ما عدا السلاح وحمل التجارة إليهم ١٠١

٩ - باب كراهة كسب الحجّام مع الشرط، واستحباب صرفه في علف الدواب، وكراهة المشارطة له لا للمحجوم ١٠٤

١٠ - باب إباحة أُجرة الفصد ١٠٧

١١ - باب كراهة الحجّامة يوم الثلاثاًء والاربعاء والجمعة عند الزوال ١٠٩

١٢ - باب كراهة أُجرة فحل الضراب وعدم تحريمها ١١١

١٣ - باب استحباب الحجّامة ووقتها وآدابها ١١٢

١٤ - باب تحريم بيع الكلاب إلّا كلب الصيد وكلب الماشية والحائط وجواز بيع الهر والدواب ١١٨

١٥ - باب تحريم كسب المغنّية إلّا لزفّ العرائس إذاً لم يدخل عليها الرجال ١٢٠

١٦ باب تحريم بيع المغنية وشرائها وسماعها وتعليمها، وجواز بيعها وشرائها لمن لا يأمرها بالغناء بل يمنعها منه ١٢٢

١٧ - باب جواز كسب النائحة بالحقّ لا بالباطل واستحباب تركها للمشارطة وإنّها تستحلّه بضرب احدى يديها على الاخرى ويكره النوح ليلاً ١٢٥

١٨ - باب أنّه لا بأس بخفض(*) الجواري وآدابه ١٢٩

١٩ - باب أنه لا بأس بكسب الماشطة وحكم اعمالها وتحريم تدليسها ١٣١

٢٠ - باب إباحة الصناعات والحرف وأسباب الرزق إلّا ما استثني مع التزام الامانة والتقوى ١٣٤

٢١ - باب كراهة الصرف، وبيع الاكفان والطعام والرقيق والصياغة وكثرة الذبح ١٣٥

٢٢ - باب عدم تحريم الصرف إذا سلم من الربا ١٣٩

٤٧٣

٢٣ - باب أنه يكره كون الإِنسان حائكاً ويستحب كونه صيقلاً ١٤٠

٢٤ - باب عدم جواز تعلّم النجوم والعمل بها وحكم النظر فيها(*) ١٤١

٢٥ - باب تحريم تعلّم السحر وأجره(*) ، واستعماله في العقد وحكم الحل ١٤٥

٢٦ - باب تحريم إتيان العرّاف، وتصديقه والكهانة والقيافة ١٤٩

٢٧ - باب حكم الرقى ١٥٠

٢٨ - باب حكم القصّاص ١٥٣

٢٩ - باب كراهة الاجرة على تعليم القرآن مع الشرط دون تعليم غيره، واستحباب التسوية بين الصبيان وحكم أُجرة القراءة ١٥٤

٣٠ - باب عدم جواز أخذ الأجرة على الأذان والصلاة بالناس والقضاء وساير الواجبات كتغسيل الاموات وتكفينهم ودفنهم ١٥٧

٣١ - باب عدم جواز بيع المصحف وجواز بيع الورق والجلد ونحوهما، وأخذ الاجرة على كتابته ١٥٨

٣٢ - باب أنّه يكره أن يعشر المصحف بالذهب أو يكتب به أو بالبزاق أو بغير السواد أو تمحى بالبزاق وجواز كونه مختماً بالذهب وتحليته بالذهب والفضة ١٦٢

٣٣ - باب كراهة كسب الصبيإنّ الّذين لا يحسنون صناعة ومن لا يجتنب المحارم ٣٤ - باب حكم كسب الصنّاع إذا سهروا الليل كلّه ١٦٣

٣٥ - باب تحريم كسب القمار حتّى الكِعاب والجوز والبيض وإنّ كان الفاعل غير مكلّف، وتحريم فعل القمار ١٦٤

٣٦ - باب تحريم أخذ ما ينثر في الاعراس ونحوها إلّا أن يعلم إذن أربابه ١٦٨

٣٧ - باب جواز بيع الفهد وسباع الطير وعظام الفيل واستعمالها وعدم جواز بيع القرد وشرائه ١٧٠

٣٨ - باب جواز بيع جلد غير مأكول اللحم إذا كان مذكّى دون الميتة ١٧٢

٣٩ - باب تحريم إجارة المساكن والسفن للمحرمات ١٧٤

٤٠ - باب حكم بيع عذرة الإِنسان وغيره وحكم الأبوال ١٧٥

٤١ - باب تحريم بيع الخشب ليعمل صليباً ونحوه ١٧٦

٤٧٤

٤٢ - باب تحريم معونة الظالمين ولو بمدّة قلم وطلب ما في أيديهم من الظلم ١٧٧

٤٣ - باب تحريم مدح الظالم دون رواية الشعر في غير ذلك ١٨٣

٤٤ - باب تحريم صحبة الظالمين ومحبة بقائهم ١٨٥

٤٥ - باب تحريم الولاية من قبل الجائر إلّا ما استثني ١٨٧

٤٦ - باب جواز الولاية من قبل الجائر لنفع المؤمنين والدفع عنهم، والعمل بالحقّ بقدر الإِمكان ١٩٢

٤٧ - باب وجوب رد الظالم إلى أهلها إنّ عرفهم وإلّا تصدق بها ١٩٩

٤٨ - باب جواز قبول الولاية من قبل الجائر مع الضرورة والخوف، وجواز إنفاذ أمره بحسب التقيّة إلّا في القتل المحرّم ٢٠١

٤٩ - باب ما ينبغي للوالي العمل به في نفسه ومع أصحابه ومع رعيته ٢٠٧

٥٠ - باب عدم جواز التصدق بالمال الحرام إذا عرف أربابه ٢١٢

٥١ - باب أن جوائز الظالم وطعامه حلال وإن لم يكن له مكسب إلّا من الولاية إلّا إنّ يعلم حراماً بعينه، وأنه يستحب الاجتناب وحكم وكيل الوقف المستحل له ٢١٣

٥٢ - باب جواز شراء ما يأخذ الظالم من الغلّات باسم المقاسمة، ومن الاموال باسم الخراج، ومن الانعام باسم الزكاة ٢١٨

٥٣ - باب جواز الشراء من غلات الظالم إذا لم تعلم بعينها حراماً وجواز أكل المار من الثمار ما لم يقصد أو يفسد أو يحمل ٢٢٠

٥٤ - باب جواز النزول على أهل الذمّة وأهل الخراج ثلاثة أيّام ولا ينزل على المسلم إلّا بإذنه ٢٢٢

٥٥ - باب تحريم بيع الخمر وشرائها وحملها والمساعدّة على شربها، فإنّ باع تصدق بالثمن ٢٢٣

٥٦ - باب تحريم بيع الفقاع ٢٢٥

٥٧ - باب تحريم بيع الخنزير، وحكم من أسلم وله خمر او خنزير فمات وعليه دين ٢٢٦

٤٧٥

٥٨ - باب حكم العمل بشعر الخنزير ٢٢٧

٥٩ - باب جواز بيع العصير والعنب والتمر ممّن يعمل خمراً، وكراهة بيع العصير نسيئة وتحريم بيعه بعد إنّ يغلي قبل ذهاب ثلثيه ٢٢٩

٦٠ - باب أن الذمّي إذا باع خمراً وخنزيراً جاز للمسلم قبض ثمنه منه من دين ونحوه ٢٣٢

٦١ - باب أن الذمّي إذا باع خمراً أو خنزيراً فأسلم جاز له قبض الثمن ٦٢ - باب استخراج الفضّة من النحاس ٢٣٤

٦٣ - باب أنّه يكره أن ينزى حمار على عتيقه ولا يحرم ذلك ويكره أن تضرب الناقة وولدها طفل إلّا أن يتصدق به أو يذبح، وحكم اخصاء الحيوان ٢٣٥

٦٤ - باب استحباب الغزل للمرأة ٢٣٦

٦٥ - باب أن الرجل إذا صادقته امرأة ودفعت اليه مالاً يأكل ربحه ما دام صديقها ثمّ تاب رد المال وكان الربح له حلالًا ٢٣٧

٦٦ - باب كراهة اجارة الإِنسان نفسه وعدم تحريمها وإنّ للاجير إنّ يعمل لغير من استأجره بإذنه ٢٣٨

٦٧ - باب كراهة ركوب البحر للتجارة ٢٤٠

٦٨ - باب كراهة التجارة في أرض لا يصلى فيها إلّا على الثلج ٢٤٢

٦٩ - باب استحباب اختيار الإِنسان التجارة وطلب المعيشة في بلده إنّ امكن ٢٤٣

٧٠ - باب تحريم أكل مال اليتيم ظلماً ٢٤٤

٧١ - باب جواز الاكل من طعام اليتيم إذا كان في مقابله نفع له بقدره أو يطعمه عوضه كذلك ٢٤٨

٧٢ - باب انه يجوز مال اليتيم والوصي إنّ يتناول منه اجرة مثله مع الحاجة ٢٥٠

٧٣ - باب جواز مخالطة اليتيم ومؤاكلته إذا لم تستلزم أكل ماله بغير عوض ٢٥٤

٤٧٦

٧٤ - باب أنه لا يلزم التقتير في الانفاق على اليتيم من ماله، بل تجوز التوسعة واستحباب التبرع بنفقته ٢٥٦

٧٥ - باب جواز التجارة بمال اليتيم مع كون التاجر ولياً مليّاً، ووجود المصلحة وحكم الربح والزكاة ٢٥٧

٧٦ - باب جواز القرض من مال اليتيم بنية الاداء مع ضرورة المقترض أو مصلحة اليتيم ٢٥٨

٧٧ - باب أن من أخذ من مال اليتيم شيئاً ثمّ أدرك اليتيم جاز له دفعه اليه والى الولي، ويجزيه ايصاله إلى اليتيم على وجه الصلة، وعلى أيّ وجه كان، فإنّ مات أوصله إلى وارثه أو وكيله أو صالحه عليه ٢٦١

٧٨ - باب حكم الاخذ من مال الولد والاب ٢٦٢

٧٩ - باب جواز تقويم الاب جارية البنت والابن الصغيرين ووطئها بالملك إذا لم يكن وطأها الابن ٢٦٧

٨٠ - باب جواز إنفاق الزوج من مال زوجته بإذنها وطيبة نفسها ٢٦٨

٨١ - باب أنّ المرأة إذا أذنت لزوجها في الانفاق من مالها لم يجز له إنّ يشتري منه جارية يطؤها ٢٦٩

٨٢ - باب عدم جواز صدقة المرأة من بيت زوجها إلّا بإذنه، وكذا المملوك من مال سيده ٢٧٠

٨٣ - باب جواز استيفاء الدين من مال الغريم الممتنع من الاداء بغير إذنه ولو من الوديعة إذا لم يستحلفه ٢٧٢

٨٤ - باب أنّ من دفع اليه مال يفرقه في المحاويج وكان منهم جاز إنّ يأخذ لنفسه كأحدهم وأن يعطي عياله إن كانوا منهم إلّا إنّ يعين له أشخاصاً ٢٧٧

٨٥ - باب جواز أخذ الجعل على معالجة الدواء، وعلى التحول من المسكن ليسكنه غيره، وعلى شراء الاشياء ٢٧٨

٨٦ - باب تحريم الغش بما يخفى كشوب اللبن بالماء ٢٧٩

٤٧٧

٨٧ - باب تحريم تشبه الرجال بالنساء والنساء بالرجال ٢٨٤

٨٨ - باب استحباب الاهداء إلى المسلم ولو نبقاً(*) ، وقبول هديته ٢٨٥

٨٩ - باب استحباب تعجيل رد ظروف الهدايا، وكراهة رد هدية الطيب والحلواء ٢٨٩

٩٠ - باب جواز قبول هدية الكافر والمنافق وعدم تحريمها، وجواز أخذ أرباب القرى ما يهديه المجوس إلى بيوت النيران ٢٩٠

٩١ - باب جواز قبول الهديّة التي يراد بها العوض، وأنه يستحب التعويض عنها ولا يجب، فإنّ مات قبله جاز لصاحبها الرجوع فيها ٢٩٢

٩٢ - باب أن من أُهدي اليه طعام أو فاكهة وعنده قوم استحب له مشاركتهم في ذلك وإطعامهم ٢٩٣

٩٣ - باب أنّه لا يجوز أن يصالح السلطان بشيء عمّا يأخذه من الجزية ويأخذ منهم أكثر من ذلك ٢٩٤

٩٤ - باب تحريم عمل الصور المجسمة والتماثيل ذوات الارواح خاصة واللعب بها وجواز افتراشها ٢٩٥

٩٥ - باب حكم مال الناصب وامرأته ودمه ٢٩٨

٩٦ - باب جواز بيع المملوك المولود من الزنا وشرائه واسترقاقه، على كراهية، وعدم جواز بيع اللقيط في دار الإِسلام ٢٩٩

٩٧ - باب جواز بيع الحرير والديباج ٣٠٢

٩٨ - باب كراهة أكل ما تحمله النملة ٩٩ - باب تحريم الغناء حتى في القرآن وتعليمه وأُجرته والغيبة والنميمة ٣٠٣

١٠٠ - باب تحريم استعمال الملاهي بجميع أصنافها وبيعها وشرائها ٣١٢

١٠١ - باب تحريم سماع الغناء والملاهي ٣١٦

١٠٢ - باب تحريم اللعب بالشطرنج ونحوه ٣١٨

١٠٣ - باب تحريم الحضور عند اللاعب بالشطرنج، والسلام عليه وبيعه وشرائه وأكل ثمنه واتخاذه والنظر اليه وتقليبه، وأنّ من قلبه ينبغي إنّ يغسل يده قبل إنّ يصلي ٣٢٢

٤٧٨

١٠٤ - باب تحريم اللعب بالنرد وغيره من أنواع القمار ٣٢٣

١٠٥ - باب ما ينبغي تعلّمه وتعليمه من العلوم وما لا ينبغي ٣٢٦

أبواب عقد البيع وشروطه ١ - باب اشتراط كون المبيع مملوكاً أو مأذوناً في بيعه، وعدم جواز بيع ما لا يملكه، وعدم وجوب أداء الثمن وحكم بيع الخمر والخنزير ٣٣٣

٢ - باب أنّ من باع ما يملك وما لا يملك صحّ البيع فيما يملك خاصّة ٣٣٩

٣ - باب أحكام الشراء من غير المالك مع عدم إجازته ٣٤٠

٤ - باب وجوب العلم بقدر المبيع فلا يصح بيع المكيل والموزون والمعدود مجازفة، وحكم الاخرس والاعجم في العقود ٣٤١

٥ - باب جواز الشراء على تصديق البائع في الكيل من دون اعادته، وكذا إذا حضر المشتري الاعتبار، ولا يبيعه بغير كيل بمجرد تصديق البائع ٣٤٣

٦ - باب تحريم بخس المكيال والميزإنّ والبيع بمكيال مجهول ٣٤٧

٧ - باب أنه إذا لم يمكن عد الجوز جاز إنّ يعتبر مكيال ويؤخذ بحسابه ٨ - باب جواز بيع اللبن في الضرع، إذا ضم اليه شيء معلوم ٣٤٨

٩ - باب حكم إعطاء الغنم والبقر بالضريبة ٣٥٠

١٠ - باب جواز بيع ما في بطون الانعام مع ضميمة لا منفرداً وأنه لا يجوز جعله ثمناً ٣٥١

١١ - باب عدم جواز بيع الآبق منفرداً، وجواز بيعه منضماً إلى معلوم ٣٥٣

١٢ - باب أنّه لا يجوز بيع ما يضرب الصياد بشبكته، ولا ما في الآجام من القصب والسمك والطير مع الجهالة إلّا إنّ يضم إلى معلوم، وحكم بيع المجهولات وما لا يقدر عليه ٣٥٤

١٣ - باب جواز بيع التبن بالمشاهدة* ٣٥٩

١٤ - باب اشتراط البلوغ والعقل والرشد في جواز البيع والشراء ٣٦٠

٤٧٩

١٥ - باب جواز بيع الولي كالاب والجد للاب مال اليتيم وجواريه مع المصلحة وإنّ لم يوص اليه وجواز الشراء منه ٣٦١

١٦ - باب أنّ الأيتام إذا لم يكن لهم وصي ولا وليّ جاز أن يبيع مالهم ورقيقهم بعض العدول مع المصلحة وجاز الشراء منه ٣٦٢

١٧ - باب اشتراط كون المبيع طلقاً وحكم بيع الوقف ١٨ - باب اشتراط تقدير الثمن، وحكم من اشترى جارية بحكمه فوطأها ٣٦٤

١٩ - باب جواز بيع شيء مقدر من جملة معلومة متساوية الأجزاء وحكم تلف بعضها، وصيغة الايجاب والقبول ٣٦٥

٢٠ - باب أنّه يجوز أن يندر(*) لظروف السمن والزيت ما يحتمل الزيادة والنقصإنّ لا ما يزيد إلّا مع التراضي ٣٦٦

٢١ - باب اشتراط اختصاص البائع بملك المبيع، وحكم بيع الارض المفتوحة عنوة، والشراء من أرض أهل الذمّة ٣٦٨

٢٢ - باب أنّه يجوز للإنسان إنّ يحمي المرعى النابت في ملكه وإنّ يبيعه، ولا يجوز ذلك في المشترك بين المسلمين ٣٧١

٢٣ - باب جواز بيع المعدن الموجود في الارض المملوكة ٢٤ - باب جواز بيع الماء إذا كان ملكاً للبائع، واستحباب بذله للمسلم تبرعاً ٣٧٣

٢٥ - باب أنّه ينبغي اختبار ما يراد طعمه بالذوق قبل الشراء، وكراهة الشراء من غير رؤية، وذوق ما لا يريد شراءه ٣٧٥

٢٦ - باب أنّه لا يجوز الكيل بمكيال مجهول ولا بغير مكيال البلد إلّا مع التراضي به ٣٧٧

٢٧ - باب تحريم بيع الطريق وتملكه إلّا أن يكون ملكاً للبائع خاصة ٣٧٨

٢٨ - باب حكم ما لو أسلم عبد الكافر ٣٨٠

أبواب آداب التجارة ١ - باب استحباب التفقه فيما يتولّاه، وزيادة التحفظ من الربا ٣٨١

٢ - باب جملة مما يستحب للتاجر من الآداب ٣٨٢

٤٨٠

481

482

483