مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل الجزء ١٣

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل12%

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 496

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧
  • البداية
  • السابق
  • 496 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 319049 / تحميل: 5286
الحجم الحجم الحجم
مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل الجزء ١٣

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

١

٢

٣

٤

كتاب التجارة من كتاب مستدرك الوسائل

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله، وصلى الله عليه محمد وآله. كتاب التجارة من ( مستدرك الوسائل ) فهرست أنواع الأبواب اجمالا: أبواب مقدماتها.

أبواب ما يكتسب به.

أبواب عقد البيع وشروطه.

أبواب آداب التجارة.

أبواب الخيار.

أبواب احكام العقود.

أبواب أحكام العيوب.

أبواب الربا.

أبواب الصرف.

أبواب بيع الثمار.

أبواب بيع الحيوان.

أبواب السلف.

أبواب الدين والقرض.

٥

٦

أبواب مقدماتها

١ -( باب استحبابها، واختيارها على أسباب الرزق)

[١٤٥٦٤] ١ - محمد بن مسعود العياشي في تفسيره، عن عبد الأعلى قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن قول الله:( رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ) (١) قال: « رضوان الله، والجنة والسعة في المعيشة وحسن الخلق في الدنيا ».

[١٤٥٦٥] ٢ - وبهذا الاسناد: عنهعليه‌السلام ، قال « رضوان الله والتوسعة في المعيشة وحسن الصحبة وفي الآخرة الجنة ».

[١٤٥٦٦] ٣ - دعائم الاسلام روينا عن أبي عبد الله عن أبيه عن آبائه عن أمير المؤمنينعليهم‌السلام ان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: « إذا أعسر أحدكم(١) فليضرب في الأرض ويبتغي من فضل الله ولا يغم نفسه(٢) ».

__________________

كتاب التجارة

أبواب مقدماتها

الباب ١

١ - تفسير العياشي ج ١ ص ٩٨ ح ٢٧٤.

(١) البقرة ٢ الآية ٢٠١.

٢ - تفسير العياشي ج ١ ص ٩٩ ح ٢٧٥.

٣ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٣ ح ١.

(١) في المصدر زيادة: فليخرج من بيته.

(٢) في المصدر زيادة: وأهله.

٧

[١٤٥٦٧] ٤ - وعن أبي عبد اللهعليه‌السلام أن رجلا سأله ان يدعو الله(١) أن يرزقه، فقال:(٣) « ادعو لك، ولكن(٤) اطلب كما أمرت ».

[١٤٥٦٨] ٥ - وعن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه مر في غزوة تبوك بشاب جلد(١) يسوق أبعرة سمانا، فقال أصحابه: يا رسول الله، لو كانت قوة هذا وجلده وسمن أبعرته في سبيل الله لكان أحسن فدعاه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقال: « أرأيت أبعرتك هذه اي شئ تعالج عليها؟ »، فقال: يا رسول الله، لي زوجة وعيال، فأنا أكسب بها ما أنفقه على عيالي واكفهم عن الناس، وأقضي دينا علي، قال: « لعل غير ذلك »، قال: لا، فلما انصرف، قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « لئن كان صادقا، ان له لأجرا مثل أجر الغازي، وأجر الحاج، وأجر المعتمر ».

[١٤٥٦٩] ٦ - وعن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، أنه قال لرجل من أصحابه: « انه بلغني انك تكثر الغيبة عن أهلك » قال: نعم جعلت فداك، قال: « أين؟ » قال: بالأهواز وفارس، قال: « في ماذا؟ » قال: في طلب التجارة والدنيا، قال: « فانظر إذا طلبت شيئا من ذلك ففاتك، فاذكر ما خصك الله به من دينه، وما من به عليك من ولايتنا، وما صرفه عنك من البلاء، فان ذلك أحرى ان تسخو

__________________

٤ - تفسير العياشي ج ٢ ص ١٤ ح ٣.

(١) في المصدر زيادة: له.

(٢) في المصدر زيادة: في دعة.

(٣) في المصدر زيادة: لا.

(٤) ليس في المصدر.

٥ - المصدر السابق ج ٢ ص ١٤ ح ٧.

(١) الجلد: القوة والنشاط ( لسان العرب - جلد - ج ٣ ص ١٢٥ ).

(٢) في المصدر زيادة: له.

(٣) في المصدر زيادة: مسألة.

٦ - المصدر السابق ج ٢ ص ١٥ ح ١١.

٨

نفسك به عما فاتك من امر الدنيا ».

[١٤٥٧٠] ٧ - الصدوق في المقنع: قال الصادقعليه‌السلام : « من لزم التجارة، استغنى عن الناس ».

[١٤٥٧١] ٨ - علي بن إبراهيم في تفسيره، مرسلا، في سياق قصة مريم وولادة عيسىعليه‌السلام ، إلى أن قال: « ثم استقبلها قوم من التجار فدلوها على النخلة اليابسة، فقالت لهم: جعل الله البركة في كسبكم، وأحوج الناس إليكم ».

[١٤٥٧٢] ٩ - الشيخ أبو الفتوح في تفسيره: عن أبي أمامة قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « الخير عشرة اجزاء، أفضلها التجارة، إذا اخذ الحق وأعطى الحق ».

[١٤٥٧٣] ١٠ - وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « تسعة أعشار الرزق في التجارة ».

[١٤٥٧٤] ١١ - وعن عبد الله بن عباس قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « لتجهدوا فان مواليكم تغلبكم على التجارة، يا جماعة قريش، ان البركة في التجارة، ولا يفقر الله صاحبها، الا تاجرا حالفا ».

[١٤٥٧٥] ١٢ - وعنه ( صلى الله عليه آله )، أنه قال: « أطيب ما اكل الرجل من كسبه، وولده من كسبه ».

[١٤٥٧٦] ١٣ - الشيخ المفيد في الإختصاص: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام - في

__________________

٧ - المقنع ص ١٢٢.

٨ - تفسير القمي ج ٢ ص ٤٩.

٩ - تفسير أبي الفتوح الرازي ج ١ ص ٤٧٠.

١٠ - المصدر السابق ج ١ ص ٤٧٠.

١١ - المصدر السابق ج ١ ص ٤٧٠.

١٢ - المصدر السابق ج ١ ص ٤٧٠.

١٣ - الاختصاص ص ١٨٨.

٩

حديث - انه قيل له: وبم الافتخار؟ قال: « بإحدى ثلاث: مال ظاهر، أو أدب بارع، أو صناعة لا يستحي المرء منها ».

[١٤٥٧٧] ١٤ - عوالي اللآلي: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: « الرزق عشره اجزاء، تسعة منها في التجارة، ( وواحد في غيرها )(١) ».

٢ -( باب كراهة ترك التجارة)

[١٤٥٧٨] ١ - دعائم الاسلام: عن أبي عبد اللهعليه‌السلام انه سأل بعض أصحابه عما يتصرف فيه، فقال: جعلت فداك، اني كففت يدي عن التجارة، قال: « ولم ذلك؟ » قال: انتظاري هذا الامر، قال: « ذلك أعجب لكم تذهب أموالكم، لا تكفف عن التجارة، والتمس من فضل الله، افتح(١) بابك، وابسط بساطك، واسترزق ربك ».

[١٤٥٧٩] ٢ - فقه الرضاعليه‌السلام : « وإذا كنت في تجارتك وحضرت الصلاة، فلا يشغلك عنها متجرك ( لله؟ ) وصف قوما ومدحهم فقال: ( رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله )(١) وكان هؤلاء القوم يتجرون فإذا حضرت الصلاة تركوا تجارتهم وقاموا إلى صلاتهم وكانوا أعظم اجرا ممن لا يتحرف(٢) ويصلي ».

__________________

١٤ - عوالي اللآلي ج ٢ ص ٢٤٢ ح ٢.

(١) ليس في المصدر.

الباب ٢

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٦ ح ١٤.

(١) في المصدر: وافتح.

٢ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٣٣.

(١) النور ٢٤ الآية ٣٧.

(٢) حرف واحترف الرجل: اتجر وكد على عياله ( لسان العرب ج ٩ ص ٤٤ )، وفي المصدر: لا يتجر.

١٠

[١٤٥٨٠] ٣ - الصدوق في المقنع: عن الصادقعليه‌السلام ، أنه قال: « لا تترك التجارة، فان تركها مذهبة للعقل ».

[١٤٥٨١] ٤ - جامع الأخبار، عن ابن عباس، أنه قال: كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إذا نظر إلى الرجل فأعجبه، قال: « له حرفة؟ » فان قالوا: لا، قال: « سقط من عيني » قيل: وكيف ذاك يا رسول الله؟ قال: « لان المؤمن إذا لم يكن له حرفة يعيش بدينه ».

٣ -( باب استحباب طلب الرزق، ووجوبه مع الضرورة)

[١٤٥٨٢] ١ - المفيدرحمه‌الله في الارشاد: عن الشريف أبي محمد الحسن بن محمد، عن جده، عن يعقوب بن يزيد قال: حدثنا محمد بن أبي عمير، عن عبد الرحمن ابن الحجاج، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: « ان محمد بن المنكدر كان يقول: ما كنت أرى ان مثل علي بن الحسينعليهما‌السلام يدع خلفا، لفضل علي بن الحسينعليهما‌السلام حتى رأيت ابنه محمد بن عليعليهما‌السلام فأردت أن أعظه فوعظني، فقال له أصحابه: بأي شئ وعظك؟ قال: خرجت إلى بعض نواحي المدينة في ساعة حارة فلقيت محمد بن عليعليه‌السلام - وكان رجلا بدينا - وهو متكئ على غلامين له أسودين - أو موليين له - فقلت في نفسي: شيخ من شيوخ قريش، في هذه الساعة، على هذه الحال، في طلب الدنيا! ( والله )(١) لأعظنه، فدنوت منه فسلمت عليه فسلم علي بنهر(٢) وقد تصبب عرقا، فقلت: أصلحك الله، شيخ من أشياخ قريش، في هذه

__________________

٣ - المقنع ص ١٢٢.

٤ - جامع الأخبار ص ١٦٢.

الباب ٣

١ - إرشاد المفيد ص ٢٦٣.

(١) ليس في المصدر.

(٢) في الحجرية والمصدر: ( بنهر )، ولعل الأقرب إلى السياق ( ببهر ). والبهر: تتابع النفس من الاعياء ( لسان العرب - بهر ج ٤ ص ٨٢ ).

١١

الساعة، في طلب الدنيا، لو جاءك الموت وأنت في هذه الحال! قال: فخلى على الغلامين من يده، ثم تساند وقال: لو جاءني والله الموت وأنا في هذه الحال، لجاءني وأنا في طاعة من طاعات الله، اكف بها نفسي وعن الناس، وإنما كنت أخاف الموت لو جاءني وانا على معصية من معاصي الله، فقلت: يرحمك الله، أردت أن أعظك فوعظتني ».

[١٤٥٨٣] ٢ - الجعفريات: بإسناده عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : إذا أعسر أحدكم فليخرج، ولا يغم نفسه وأهله ».

[١٤٥٨٤] ٣ - البحار عن كتاب الإمامة والتبصرة عن هارون بن موسى، عن محمد ابن علي، عن محمد بن الحسين، عن علي بن أسباط، عن ابن فضال، عن الصادق، عن أبيه، عن آبائهعليهم‌السلام عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: « الشاخص في طلب الرزق الحلال، كالمجاهد في سبيل الله ».

[١٤٥٨٥] ٤ - وعن سهل بن أحمد، عن محمد بن محمد بن الأشعث، عن موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر، عن أبيه، عن آبائهعليهم‌السلام قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : العبادة سبعون جزء، أفضلها جزءا طلب الحلال ».

[١٤٥٨٦] ٥ - وبهذا الاسناد: قالصلى‌الله‌عليه‌وآله : « العبادة عشرة اجزاء، تسعة اجزاء في طلب الحلال ».

[١٤٥٨٧] ٦ - دعائم الاسلام: عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال: « تحت

__________________

٢ - الجعفريات ص ١٦٥.

٣ - البحار ج ١٠٣ ص ١٧ ح ٧٨ عن كتاب جامع الأحاديث ص ١٤.

٤ - المصدر السابق ج ١٠٣ ص ١٧ ح ٨٠ بل عن كتاب جامع الأحاديث ص ١٨.

٥ - المصدر السابق ج ١٠٣ ص ١٨ ح ٨١ بل عن كتاب جامع الأحاديث ص ١٨.

٦ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٥ ح ٨.

١٢

ظل العرش يوم لا ظل إلا ظله، رجل خرج ضاربا في الأرض يطلب من فضل الله(١) ، يكف به نفسه، ويعود(٢) على عياله ».

[١٤٥٨٨] ٧ - وعن أمير المؤمنينعليه‌السلام أنه قال: « ما غدوة أحدكم في سبيل الله، بأعظم من غدوته يطلب لولده وعياله ما يصلحهم ».

وقالعليه‌السلام : « الشاخص في طلب الرزق الحلال كالمجاهد في سبيل الله ».

[١٤٥٨٩] ٨ - القطب الراوندي في دعواته: عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال: « انه ليأتي الرجل منكم لا يكتب عليه سيئة، وذلك أنه مبتلى بالمعاش ».

[١٤٥٩٠] ٩ - وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال: « ان من الذنوب ذنوبا لا يكفرها صلاة ولا صدقة(١) » قيل: يا رسول الله، فما يكفرها؟ قال: « الهموم في طلب المعيشة ».

[١٤٥٩١] ١٠ - الشيخ المفيد في الأمالي: عن أبي بكر محمد بن عمر الجعابي، عن أحمد بن محمد بن سعيد، عن يحيى بن زكريا بن شيبان، عن محمد بن مروان الذهلي، عن عمرو بن سيف الأزدي قال: قال لي أبو عبد اللهعليه‌السلام : « لا تدع طلب الرزق من حله(١) ، واعقل راحلتك وتوكل ».

[١٤٥٩٢] ١١ - القطب الراوندي في لب اللباب: عن الصادقعليه‌السلام ، انه

__________________

(١) في المصدر زيادة: ما.

(٢) في المصدر زيادة: به.

٧ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٥ ح ٩.

٨ - دعوات الراوندي ص ٥١، وعنه في البحار ج ١٠٣ ص ١٢ ح ٥٤.

٩ - المصدر السابق ص ١٧.

(١) في المصدر: صوم.

١٠ - أمالي المفيد ص ١٧٢.

(١) في المصدر زيادة: فإنه عون لك على دينك.

١١ - لب اللباب: مخطوط.

١٣

قال: « اني لأركب في الحاجة التي كفاها الله، ما أركب فيها الا لالتماس ان يراني أضحى(١) في طلب الحلال، اما تسمع قول الله:( فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّـهِ ) (٢) ».

[١٤٥٩٣] ١٢ - الآمدي في الغرر: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام أنه قال: « الرحال تفيد المال ».

٤ -( باب كراهة ترك طلب الرزق، وتحريمه مع الضرورة)

[١٤٥٩٤] ١ - أبو الفتح الكراجكي في كنزه: عن الصادقعليه‌السلام أنه قال: « ثلاثة يدعون فلا يستجاب لهم: رجل جلس عن طلب الرزق، ثم يقول: اللهم ارزقني، يقول الله تبارك وتعالى: ألم اجعل لك طريقا في(١) الطلب! »، الخبر.

[١٤٥٩٥] ٢ - القطب الراوندي في دعواته عن الصادقعليه‌السلام قال: « أربعة لا يستجاب لهم: دعاء رجل جالس في بيته يقول: يا رب ارزقني، فيقول له: ألم آمرك بالطلب! » الخبر.

[١٤٥٩٦] ٣ - جامع الأخبار: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام أنه قال للحسنعليه‌السلام : « لا تلم انسانا يطلب قوته، فمن عدم قوته كثر خطاياه »، الخبر.

__________________

(١) ضحي الرجل: اصابه حر الشمس ( لسان العرب - ضحا - ج ١٤ ص ٤٧٧ ).

(٢) الجمعة ٦٢ الآية ١٠.

١٢ - غرر الحكم ص ١٥ « الطبعة الحجرية ».

الباب ٤

١ - كنز الكراجكي ص ٢٩١.

(١) في المصدر: إلى.

٢ - دعوات الراوندي ص ٧.

٣ - جامع الأخبار ص ١٢٨.

١٤

[١٤٥٩٧] ٤ - عوالي اللآلي: وفي الحديث انه لما نزل قوله تعالى:( وَمَن يَتَّقِ اللَّـهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ) (١) انقطع رجال من الصحابة في بيوتهم واشتغلوا بالعبادة، وثوقا بما ضمن لهم، فعلم النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ذلك، فعاب ما فعلوه وقال: « اني لأبغض الرجل فاغرا إلى ربه، يقول: اللهم ارزقني، ويترك الطلب ».

٥ -( باب استحباب الاستعانة بالدنيا على الآخرة)

[١٤٥٩٨] ١ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمد قال: حدثني موسى، حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : نعم العون على تقوى الله الغنى ».

[١٤٥٩٩] ١ - وبهذا الاسناد: قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : الفقر خير لامتي(١) من الغنى، الا من حمل كلا(٢) ، أو أعطى في نائبة ».

[١٤٦٠٠] ٣ - كتاب محمد بن المثنى بن القاسم الحضرمي: عن جعفر بن محمد بن شريح، عن ذريح قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : « نعم العون الدنيا على الآخرة ».

[١٤٦٠١] ٤ - محمد بن إدريس في السرائر: نقلا من كتاب أبان بن تغلب، عن

__________________

٤ - عوالي اللآلي ج ٢ ص ١٠٨ ح ٢٩٦.

(١) الطلاق ٦٥ الآية ٢، ٣.

الباب ٥

١ - الجعفريات ص ١٥٥.

٢ - المصدر السابق ص ١٥٥.

(١) في نسخة: للمؤمن.

(٢) الكل: الثقل على صاحبه ( لسان العرب - كلل - ج ١١ ص ٥٩٤ ).

٣ - كتاب محمد بن المثنى بن القاسم الحضرمي ص ٨٨.

٤ - السرائر ص ٤٧٥.

١٥

محمد بن عبد الله بن زرارة، عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن ابن أبي يعفور قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : انا لنحب الدنيا، فقال لي: « تصنع بها ماذا؟ » قال [ قلت ](١) : أتزوج منها(٢) ، وأنفق على عيالي، وأنيل إخواني، وأتصدق، قال لي: « ليس هذا من الدنيا، هذا من الآخرة ».

[١٤٦٠٢] ٥ - محمد بن مسعود العياشي في تفسيره: عن ابن مسكان عن، أبي جعفرعليه‌السلام في قوله تعالى:( وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ ) (١) قال: « الدنيا ».

[١٤٦٠٣] ٦ - القطب الراوندي في قصص الأنبياء: باسناده إلى الصدوق، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أبيه، عن درست، عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن أبي الحسن ( صلوات الله عليه )، قال: « كان لقمان يقول لابنه: يا بني ان الدنيا بحر وقد غرق فيها جيل كثير - إلى أن قال - يا بني خذ من الدنيا بلغة، ولا تدخل فيها دخولا تضر فيها بآخرتك، ولا ترفضها فتكون عيالا على الناس »، الخبر.

[١٤٦٠٤] ٧ - علي بن إبراهيم في تفسيره: عن أبيه، عن القاسم بن محمد، عن ( سليمان بن داود )(١) عن حماد، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام - في حديث - أنه قال: « قال لقمان لابنه: وخذ من الدنيا بلاغا، ولا ترفضها فتكون عيالا على الناس، ولا تدخل فيها دخولا يضر بآخرتك »، الخبر.

[١٤٦٠٥] ٨ - أبو علي محمد بن همام في التمحيص: عن أبي عبد اللهعليه‌السلام

__________________

(١) أثبتناه من المصدر.

(٢) في المصدر زيادة: وأحج.

٥ - تفسير العياشي ج ٢ ص ٢٥٨ ح ٢٤.

(١) النمل ١٦ الآية ٣٠.

٦ - قصص الأنبياء ص ١٩٠، وعنه في البحار ج ١٣ ص ٤١٦ ح ١٠.

٧ - تفسير علي بن إبراهيم ج ٢ ص ١٦٤.

(١) في الطبعة الحجرية: « داود بن سليمان »، وما أثبتناه من المصدر هو الصواب « راجع معجم رجال الحديث ج ٨ ص ٢٥٤ و ج ١٤ ص ٤٤ ».

٨ - التمحيص ص ٤٩ ح ٨٥.

١٦

قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : الفقر خير للمؤمن من الغنى، الا من حمل كلا، أو أعطى في نائبة ».

[١٤٦٠٦] ٩ - نهج البلاغة: من كلام لهعليه‌السلام بالبصرة وقد دخل على العلاء ابن زياد الحارثي يعوده، فلما رأى سعة داره قال: « ما كنت تصنع بسعة هذه الدار في الدنيا؟ اما أنت إليها في الآخرة كنت أحوج، وبلى إن شئت بلغت بها الآخرة، تقري فيها الضيف، وتصل فيها الرحم، وتطلع منها الحقوق مطالعها، فإذا أنت قد بلغت بها الآخرة ».

[١٤٦٠٧] ١٠ - الحسين بن سعيد في كتاب الزهد: عن محمد بن أبي عمير، عن علي الأحمسي، عمن أخبره، عن أبي جعفرعليه‌السلام انه كان يقول: « نعم العون الدنيا على الآخرة ».

[١٤٦٠٨] ١١ - القطب الراوندي في لب اللباب: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال: « من طلب الدنيا حلالا، استعفافا عن المسألة، وسعيا على عياله، وتعطفا على جاره، لقي الله ووجهه كالقمر ليلة البدر ».

[١٤٦٠٩] ١٢ - الآمدي في الغرر: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام أنه قال: « الا وان من النعم سعة المال، وأفضل من سعة المال صحة البدن، وأفضل من صحة البدن تقوى القلب ».

٦ -( باب استحباب جمع المال من حلال، لأجل النفقة في الطاعات، وكراهة جمعه لغير ذلك)

[١٤٦١٠] ١ - الكشي في رجاله عن محمد بن مسعود عن محمد بن نصير، عن

__________________

٩ - نهج البلاغة ج ٢ ص ٢١٣ رقم ٢٠٤.

١٠ - الزهد ص ٥١ ح ١٣٦.

١١ - لب اللباب: مخطوط.

١٢ - غرر الحكم ج ١ ص ١٦٤ ح ٢٥.

الباب ٦

١ - رجال الكشي ٢ ص ٧٠٥ ح ٧٥٢.

١٧

محمد بن عيسى، عن زياد القندي قال: كان أبو عبد اللهعليه‌السلام إذا رأى إسحاق بن عمار وإسماعيل بن عمار، قال: « وقد يجمعهما لأقوام » يعني الدنيا والآخرة.

[١٤٦١١] ٢ - الشيخ الطوسي في أماليه: عن الحسين بن إبراهيم القزويني، عن محمد بن وهبان، عن أحمد بن إبراهيم، عن الحسن بن علي الزعفراني، عن أحمد ابن محمد بن خالد، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: « انا نحب الدنيا، وان لا نعطاها خير لنا » - إلى أن قال - فقال(١) رجل: والله انا لنطلب الدنيا، فقال له أبو عبد اللهعليه‌السلام : « تصنع بها ماذا؟ » قال: أعود بها على نفسي وعلى عيالي، وأتصدق منها، واصل منها، وأحج منها،(٣) فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام : « ليس هذا طلب الدنيا، هذا طلب الآخرة ».

[١٤٦١٢] ٣ - البحار، عن اعلام الدين للديلمي: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال: « تكون أمتي في الدنيا على ثلاثة اطباق:

اما الطبق الأول: فلا يحبون جمع المال وادخاره، ولا يسعون في اقتنائه واحتكاره، وإنما رضاهم(١) من الدنيا سد جوعة وستر عورة، وغناهم(٢) فيها(٣) ما بلغ بهم الآخرة، فأولئك الآمنون الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.

وأما الطبق الثاني: فإنهم يحبون جمع المال من أطيب وجوهه وأحسن سبله،

__________________

٢ - أمالي الطوسي ج ٢ ص ٢٧٦.

(١) في المصدر زيادة: له.

(٢) ليس في المصدر.

(٣) في المصدر زيادة: قال.

٣ - البحار ج ١٠٣ ص ١٦ ح ٥٧ عن اعلام الدين ص ١٠٧.

(١) في المصدر: أرضاهم.

(٢) في المصدر: أغناهم.

(٣) في نسخة: منها.

١٨

يصلون به أرحامهم، ويبرون به إخوانهم ويواسون به فقراءهم، ولعض أحدهم على الرصف(٤) أيسر عليه من أن يكتسب درهما من غير حله، أو يمنعه من حقه، أو(٥) يكون له خازنا إلى حين موته، فأولئك الذين ان نوقشوا عذبوا، وان عفي عنهم سلموا.

واما الطبق الثالث: فإنهم يحبون جمع المال مما حل وحرم، ومنعه مما افترض ووجب، ان انفقوه انفقوه إسرافا وبدارا، وان أمسكوه أمسكوه بخلا واحتكارا ».

ورواه ابن فهد في عدة الداعي: وزاد في آخره: « أولئك الذين ملكت الدنيا زمام قلوبهم، حتى أوردتهم النار بذنوبهم »(٦) .

[١٤٦١٣] ٤ - علي بن إبراهيم في تفسيره: قال: وذكر رجل عند أبي عبد اللهعليه‌السلام الأغنياء ووقع فيهم، فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام : اسكت، فان الغني إذا كان وصولا لرحمه، وبارا بإخوانه، أضعف الله له الاجر ضعفين، لان الله يقول:( وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُم بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِندَنَا زُلْفَىٰ إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَـٰئِكَ لَهُمْ جَزَاءُ الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ ) (١) ».

[١٤٦١٤] ٥ - الصدوق في علل الشرائع: عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن الحسين، عن ابن محبوب، عن إبراهيم الجاري، عن أبي بصير قال:

__________________

(٤) ( الرصف ) كذا بالصاد المهملة، ولعل صحته ( الرضف ) بالضاد المعجمة.

الرضف: الحجارة التي حميت بالشمس أو النار واحدتها رضفة ( لسان العرب - رضف - ج ٩ ص ١٢١ ).

(٥) في المصدر زيادة: أن.

(٦) عدة الداعي ص ٩٢.

٤ - تفسير القمي ج ٢ ص ٢٠٣.

(١) سبأ ٣٤ الآية ٣٧.

٥ - علل الشرائع ص ٦٠٤.

١٩

ذكرنا عند أبي جعفرعليه‌السلام من الأغنياء من الشيعة، فكأنه كره ما سمع منا فيهم، قال: « يا أبا محمد، إذا كان المؤمن غنيا رحيما وصولا له معروف إلى أصحابه، أعطاه اجر ما ينفق في البر اجره مرتين ضعفين، لان الله عز وجل يقول في كتابه:( وَمَا أَمْوَالُكُمْ ) (١) » الآية.

[١٤٦١٥] ٦ - الديلمي في ارشاد القلوب: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله - في حديث طويل - أنه قال: « قال الله تعالى في ليلة المعراج: يا احمد، ان العبادة عشرة اجزاء، تسعة منها طلب الحلال »، الخبر.

[١٤٦١٦] ٧ - عوالي اللآلي عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « هلك المثرون » قلنا(١) : يا رسول الله، الا من؟ فأعادها ثلاثا، ثم قال: « ( الا من فرقه في حياته في اعمال الخير - قال )(٢) هكذا هكذا - وقليل ما هم ».

[١٤٦١٧] ٨ - الآمدي في الغرر: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام أنه قال: « القبر خير من الفقر ».

وقالعليه‌السلام : « ان اعطاء هذا المال في طاعة الله أعظم نعمة، وان انفاقه في معاصيه(١) أعظم محنة »(٢) .

__________________

(١) سبأ ٣٤ الآية ٣٧.

٦ - ارشاد القلوب ص ٢٠٣.

٧ - عوالي اللآلي ج ١ ص ١٢٦ ح ٦٥.

(١) في المصدر: قلت.

(٢) ما بين القوسين ليس في المصدر.

٨ - غرر الحكم ج ١ ص ١٧ ح ٤٤٦.

(١) في المصدر: معصية.

(٢) نفس المصدر ج ١ ص ٢١٦ ح ١٧.

٢٠

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

٣٣ - كتاب لبّ اللباب أو اللباب:

للشيخ الفقيه، المحدّث النبيه، سعيد بن هبة الله، المدعو بالقطب الراوندي صاحب الخرائج، وشارح النهج، اختصره من كتاب فصول نور الدين عبد الوهاب الشعراني العامي، لخصه وألقى ما فيه من الزخارف والأباطيل. وقد رأيت المجلّد الثاني من الفصول في المشهد الرضويعليه‌السلام يقرب من تمام كتاب اللّباب، وهذا كتاب حسن كثير الفوائد، مشتمل على مائة وخمسة وخمسين مجلسا، في تفسير مثلها من الآيات على ترتيب القرآن.

وفي الرياض: وله كتاب تلخيص فصول عبد الوهاب في تفسير الآيات والروايات، مع ضمّ الفوائد والأخبار من طرق الإماميّة، قد رأيته في بلدة أردبيل، وهو كتاب حسن، انتهى(١) .

وهو داخل في فهرست البحار، قالقدس‌سره : وكتاب اللّباب المشتمل على بعض الفوائد(٢) . لكنّهرحمه‌الله غفل عنه فلم ينقل عنه في البحار، والظاهر أنّه لم يكن عنده وقت تأليفه، كما يظهر من المكتوب الذي أرسله إليه بعض تلامذته، وأدرجه في آخر إجازات البحار، في استدراك ما فاته من الكتب الموجودة وغير ذلك، ثمّ استدركرحمه‌الله بعضا وترك بعضا. وفي المكتوب: وشرحا النهج للراونديّين قد نقلتم عنهما في كتاب الفتن وغيره، من كتب البحار، وكتاب اللّباب للأوّل عند الأمير زين العابدين بن سيّد المبتدعين عبد الحسيب، حشره الله مع جدّه القمقام يوم الدين(٣) . إلى آخره.

وبالجملة فاعتبار الكتاب يعرف من اعتبار مؤلّفه، الذي هو في المقام فوق ما يصفه مثلي بالقلم، أو اللّسان.

__________________

(١) رياض العلماء ٢: ٤٢١.

(٢) بحار الأنوار ١: ٣١.

(٣) بحار الأنوار ١١٠: ١٦٨.

١٨١

٣٤ - كتاب الدعوات:

له أيضا سمّاه سلوة الحزين، قال في البحار: وجدنا منه نسخة عتيقة، وفيه دعوات موجزة شريفة، مأخوذة من الأصول المعتبرة، على أنّ الأمر في سند الدعاء هيّن(١) ، انتهى.

قلت: ليس هو مقصورا على الأدعية، بل فيه ممّا يتعلّق بحالتي الصحّة والمرض، وآداب الاحتضار، وما يتعلّق بما بعد الموت، وفوائد كثيرة، ونوادر عزيزة.

وممّا يجب التنبيه عليه في هذا المقام، انّني كنت معتقدا في سالف الزمان، أنّ هذا الكتاب من تأليف السيّد فضل الله الراوندي المتقدّم ذكره، ونسبته إليه في كلّ مقام نقلت منه فيما برز منّي، كدار السلام، والنجم الثاقب وغيرهما، وقد ظهر لي من بعد ذلك أنّه للقطب الراوندي وهذا اشتباه لا يترتّب عليه أثر، ولا يضعّف به خبر، لأنّ كلاهما من أجلّة المشايخ وأساتيذ العصر، إلاّ أنّه يوجد في النفس بعد التنبيه انكسار لا بدّ من جبره، ولا جابر إلاّ الالتفات الى ما وقع لمولانا العلامة المجلسيرحمه‌الله في هذا المقام من الاشتباه، واختلاط كتب هذين العالمين الراونديّين عليه، ونسبته تأليف أحدهما إلى الآخر.

ولحسن الظنّ به اعتمدنا عليه ولم نراجع المأخذ، فوقعنا فيما وقعنا مع إنّهرحمه‌الله جذيلها المحكّك وعذيقها المرجّب. فقال في الفصل الأوّل: وكتاب الخرائج والجرائح، للشيخ الإمام قطب الدين أبي الحسن سعيد بن هبة الله بن الحسن الراوندي، وكتاب قصص الأنبياء له أيضا، على ما يظهر من أسانيد الكتاب واشتهر أيضا، ولا يبعد أن يكون تأليف فضل الله بن عليّ بن عبيد الله الحسني الراوندي، كما يظهر من بعض أسانيد السيّد ابن طاوسقدس‌سره .

__________________

(١) بحار الأنوار ١: ٣١.

١٨٢

وقد صرّح بكونه منه في رسالة النجوم، وكتاب فلاح السائل، والأمر فيه هيّن لكونه مقصورا على القصص، وأخباره جلّها مأخوذة من كتب الصدوق. وكتاب فقه القرآن للأوّل أيضا. وكتاب ضوء الشهاب، شرح شهاب الأخبار للثاني فضل الله -رحمه‌الله - وكتاب الدعوات، وكتاب اللّباب، وكتاب شرح نهج البلاغة، وكتاب أسباب النزول له أيضا، انتهى(١) .

وظاهر العبارة بل صريحها أنّ الكتب الأربعة الأخيرة للسيّد الراوندي لا لقطبها، إذ عود ضمير « له » إليه مستهجن جدّا، إذ لا وجه لتوسيط ذكر كتاب ضوء الشهاب الذي هو من مؤلّفات السيد.

وقد تفطّن صاحب الرياض الى هذا الاشتباه، وأشار إليه في ترجمتهما، وصرّح هو وغيره بأنّ الكتب الأربعة للقطب لا له(٢) .

والعجب أنّ العلاّمة المذكور قال في الفصل الثاني في شرح حال الكتب المذكورة: وكتاب ضوء الشهاب كتاب شريف، مشتمل على فوائد جمّة، خلت عنها كتب الخاصّة والعامّة، وكتاب اللّباب المشتمل على بعض الفوائد، وشرح النهج مشهور معروف، رجع إليه أكثر الشرّاح، وكتاب أسباب النزول فيه فوائد، انتهى(٣) .

وفيه أيضا تأكيد لما ذكرنا، مع أنّ شرح النهج المتداول غير خفيّ أنّه للقطب، فراجع.

__________________

(١) بحار الأنوار ١: ١٢.

(٢) رياض العلماء ٢: ٤٢٩، و ٤: ٣٦٥.

(٣) بحار الأنوار ١: ٣١.

١٨٣

٣٥ - كتاب فقه القرآن:

وهو بعينه كتاب آيات الأحكام له أيضا، وهو من نفائس الكتب النافعة الجامعة، الكاشفة عن جلالة قدر مؤلّفها، وعلوّ مقامه في العلوم الدينيّة، وقد عثرنا - بحمد الله تعالى - على نسخة عتيقة منه، كتب في آخره: كتبه سعيد بن هبة الله بن الحسن، في محرّم سنة اثنتين وستّين وخمسمائة، حامدا لربّه، ومصلّيا على محمّد وآله - إلى هنا كلام المصنّفرحمه‌الله - وتمّ الكتاب على يد العبد الفقير الى الله تعالى، الحسن بن الحسين بن الحسن ( السدّ السوي )(١) ناقلا عن خطّ المصنّف إلاّ قليلا، أواسط صفر، ختم بالخير والظفر، شهور سنة أربعين وسبعمائة هجريّة، بمدينة قاشان. إلى آخره.

قال في الرياض: ثمّ إنّ القطب الراونديقدس‌سره هو أوّل من شرح نهج البلاغة، وأوّل من ألّف تفسير آيات الأحكام، فلاحظ(٢) .

قلت: أمّا الثاني فالظاهر أنّه كما ذكره، وأمّا النهج فأوّل من شرحه أبو الحسن البيهقي(٣) وهو حجّة الدين، فريد خراسان، أبو الحسن بن أبي القاسم زيد - صاحب لباب الألباب، وحدائق الحدائق، وغيرها - ابن محمد ابن عليّ البيهقي، من أولاد خزيمة بن ثابت ذي الشهادتين.

قال في أوّل شرحه: قرأت كتاب نهج البلاغة على الإمام الزاهد الحسن ابن يعقوب بن أحمد القاري، وهو وأبوه في فلك الأدب قمران، وفي حدائق

__________________

(١) هكذا في الحجرية، وفي المخطوطة غير مقروءة وقد علم فيهما عليها ب: كذا.

(٢) رياض العلماء ٢: ٤٢١.

(٣) فيه تأمل، إذ الظاهر ان أول من شرحه هو علي بن الناصر - المعاصر للسيد الرضي - وهو من أخصر وأتقن الشروح، سماه أعلام نهج البلاغة، راجع الذريعة ٢: ٢٤٠.

١٨٤

الورع ثمران، في شهور سنة ستّ عشرة وخمسمائة، وخطّه شاهد لي بذلك - إلى أن قال - ولم يشرح قبلي من كان من الفضلاء السابقين هذا الكتاب بسبب موانع(١) . إلى آخره.

__________________

(١) معارج نهج البلاغة: ٢ - ٤.

١٨٥

٣٦ - كتاب التمحيص:

قال في البحار: هو لبعض قدماء أصحابنا، ويظهر من القرائن الجليّة أنّه من مؤلّفات الثقة الجليل أبي عليّ محمد بن همام(١) .

وقال في موضع آخر: وكتاب التمحيص، ومتانته تدلّ على فضل مؤلّفه، وإن كان مؤلّفه أبا عليّ كما هو الظاهر، ففضله وتوثيقه مشهوران(٢) .

قلت: ولم يشر إلى القرائن، والذي يظهر منها من الكتاب، قوله في أوّل الكتاب بعد الديباجة، باب سرعة البلاء إلى المؤمنين: حدّثنا أبو عليّ محمّد بن همام، قال: حدّثني عبد الله بن جعفر(٣) . إلى آخره، وهذا هو المرسوم في غالب كتب المحدّثين من القدماء، أنّ الرواة عنهم من تلاميذهم يخبرون عن روايتهم عنه في صدر كتبهم، فراجع الكافي، وكتب الصدوق، وغيرها، تجدها على ما وصفناه.

وبهذا يظنّ أنّ التمحيص له، ولكنّ الشيخ الجليل النبيل، الشيخ إبراهيم القطيفي، قال في خاتمة كتاب الفرقة الناجية، الحديث الأول: ما رواه الشيخ العالم، الفاضل العامل، الفقيه النبيه، أبو محمد الحسن بن عليّ بن الحسين بن شعبة الحرّاني قدّس الله روحه الزكيّة في كتابه المسمّى بالتمحيص، ثمّ أخرج منه خمسة أحاديث، وهو صاحب كتاب تحف العقول المتداول المعروف.

وفي الرياض: وأمّا قول الأستاذ الاستناد بأنّ كتاب التمحيص من مؤلّفات غيره - أي غير الحسن المذكور - فهو عندي محلّ تأمّل، لأنّ الشيخ

__________________

(١) بحار الأنوار ١: ١٧.

(٢) بحار الأنوار ١: ٣٤.

(٣) التمحيص: ٣٠.

١٨٦

إبراهيم أقرب وأعرف، مع أنّ عدم ذكر كتاب التمحيص في جملة مؤلّفاته، التي أوردها أصحاب الرجال في كتبهم مع قربهم إليه، يدلّ على أنّه ليس منه، فتأمّل(١) .

ووافقهما على ذلك الشيخ الجليل في أمل الآمل، إلاّ أنّه نسبه إلى القاضي في المجالس(٢) ، وفيه سهو ظاهر، فإنّ القاضي نقل في ترجمة القطيفي(٣) ما أخرجه من كتاب التمحيص بعبارته(٤) ، ولا يظهر منه اختياره ما اختاره من النسبة.

ثمّ إنّي إلى الآن ما تحقّقت طبقة صاحب تحف العقول(٥) ، حتّى استظهر منها ملاءمتها للرواية عن أبي عليّ محمد بن همام وعدمها.

والقطيفي من العلماء المتبحّرين، إلاّ أنّه لم يعلم أعرفيّته في هذه الأمور من العلامة المجلسيرحمه‌الله ، وهو في طبقة المحقّق الكركي، وهذا المقدار من التقدّم غير نافع في المقام.

نعم ما ذكره صاحب الرياض أخيرا يورث الشك في النسبة، إلا أنّه يرتفع بملاحظة ما ذكرنا.

ومع الغضّ عنه فالكتاب مردّد بين العالمين الجليلين الثقتين، فلا يضرّ الترديد في اعتباره، والاعتماد عليه.

__________________

(١) رياض العلماء ١: ٢٤٥.

(٢) أمل الآمل ٢: ٧٤ / ١٩٨.

(٣) بل في ترجمة أبو بكر الحضرمي.

(٤) مجالس المؤمنين ١: ٣٨٣.

(٥) ذكر الشيخ آغا بزرگ الطهراني في طبقات اعلام الشيعة القرن الرابع: ٩٣ ان الحسن بن علي ابن شعبة صاحب تحف العقول معاصر للصدوق المتوفى سنة ٣٨١، ويروي عن أبي علي محمد ابن همام بن سهيل الإسكافي المتوفى سنة ٣٣٦، ويروي عنه المفيد المتوفى سنة ٤١٣ كما ذكره حسين ابن علي بن صادق البحراني في رسالته في الأخلاق، ولعل كتاب التمحيص للحسن بن علي بن شعبة البحراني كما استظهره إبراهيم القطيفي والحر وصاحب الرياض، والاحتمال الآخر للمجلسي.

١٨٧

٣٧ - كتاب الهداية:

هو للصدوققدس‌سره ، صرّح به النجاشي(١) وغيره(٢) .

__________________

(١) رجال النجاشي: ٣٩٠ / ١٠٤٩.

(٢) بحار الأنوار: ١ / ٦ وروضات الجنات ٦: ١٣٦.

١٨٨

٣٨ - كتاب المقنع:

له أيضا، وهو داخل في فهرست مآخذ الوسائل(١) ، إلاّ أنّ المؤلّفرحمه‌الله لم ينقل منه إلاّ ما صرح فيه بالرواية، وترك باقيه لزعمه انّه من كلامه، والحقّ إنّ ما فيه عين متون الأخبار الصحيحة، بالمعنى الأخصّ الذي عليه المتأخّرون، لا لما اشتهر من أنّ فتاوى القدماء في كتبهم متون الأخبار، وإن كان حقّا، ولذا كانوا يرجعون إلى شرائع أبيه - وهو رسالته إليه - عند اعوزاز النصوص، بل لأمرين آخرين:

الأوّل : تصريحه بذلك في أوّل الكتاب، قالرحمه‌الله بعد الخطبة: قال محمد بن عليّ: ثمّ إنّي صنّفت كتابي هذا، وسمّيته كتاب المقنع لقنوع من يقرؤه بما فيه، وحذفت الإسناد منه لئلاّ يثقل حمله، ولا يصعب حفظه، ولا يملّه قارئه، إذ كان ما أبيّنه فيه في الكتب الأصوليّة موجودا، مبيّنا عن المشايخ العلماء، الفقهاء الثقاترحمهم‌الله أرجو بذلك ثواب الله، وأبتغي به مرضاته، وأطلب الأجر عنده(٢) ، وهذه العبارة كما ترى متضمّنة لمطالب:

الأوّل : إنّ ما في الكتاب خبر كلّه، إلاّ ما يشير إليه.

الثاني : إنّ ما فيه من الأخبار مسند كلّه، وعدم ذكر السند فيه للاختصار، لا لكونها من المراسيل.

الثالث : إنّ ما فيه من الأخبار مأخوذ من أصول الأصحاب، التي هي مرجعهم، وعليها معوّلهم، وإليها مستندهم، وفيها مباني فتاويهم.

الرابع : إنّ أرباب تلك الأصول ورجال طرقه إليها، من ثقات العلماء،

__________________

(١) وسائل الشيعة ٣٠: ١٥٤ / ١٧، في ذكر الكتب المعتمدة.

(٢) المقنع: ٢.

١٨٩

وبذلك فاق قدره عن كتابه الفقيه، الذي عدّ من مآخذه كتاب نوادر الحكمة، وكتب المحاسن، وفيهما من ضعاف الأخبار بزعمه وزعم المتأخّرين ما لا يحصى، فإذا لا فرق فيما أدرجه فيه بين أن يقول: روي عن فلان وما أشبهه، أو يذكر حكم المسألة من غير استناد في الاعتبار والتعويل عليه.

الثاني : ما يظهر من مواضع من الكتاب أنّ ما يذكره متن الحديث.

ففي أحكام البئر: وإن وقعت في البئر فأرة، أو غيرها من الدواب فماتت، فعجن من مائها، فلا بأس بأكل ذلك الخبز إذا أصابته النار، وفي حديث آخر: أكلت النار ما فيه(١) . فلو لا أنّ الكلام الأوّل متن الخبر، لما كان لقوله: وفي حديث آخر محلّ.

ومثله في غسل الجنابة: وإن اغتسلت من الجنابة ووجدت بللا، فإن كنت بلت قبل الغسل فلا تعد الغسل، وإن كنت لم تبل قبل الغسل فأعد الغسل وفي حديث آخر: إن لم تكن بلت فتوضّأ(٢) .

ومثله في الخلل: وإن لم تدر اثنتين صلّيت أو خمسا، أو زدت أو نقصت، فتشهّد وسلّم، وصلّ ركعتين وأربع سجدات وأنت جالس بعد تسليمك. وفي حديث آخر تسجد سجدتين بغير ركوع، ولا قراءة(٣) .

ومثله في آخر الباب، وفي باب الصوم: اعلم أنّ الصوم على أربعين وجها، وساق الخبر المرويّ عن الزهري، عن السجادعليه‌السلام - الى أن قال - قال الزهري: وكيف يجزي صوم تطوّع عن صوم فريضة(٤) ، مع أنّه ما تعرّض للراوي، ولا المروي عنه في صدر الخبر.

__________________

(١) المقنع: ١٠.

(٢) المقنع: ١٣.

(٣) المقنع: ٣١.

(٤) المقنع: ٥٥ - ٥٧.

١٩٠

وفي كتاب النكاح: وإذا تزوّج الرجل المرأة فزنى قبل أن يدخل بها، لم تحلّ له لأنّه زان، ويفرّق بينهما، ويعطيها نصف الصداق، وفي حديث آخر: يجلد الحدّ، ويحلق رأسه. إلى آخره(١) .

وفيه: ولا تحلّ القابلة للمولود ولا ابنتها، وهي كبعض أمّهاته، وفي حديث آخر: إن قبّلت ومرّت فالقوابل أكثر من ذلك، وإن قبّلت وربّت حرمت عليه(٢) .

وهذا المقدار يكفي لإثبات ما أردناه، ومن هنا ظهر وجه نقل المجلسيرحمه‌الله ما فيه كنقله عن سائر كتب الأخبار، لكنّهرحمه‌الله فعل بكتاب الهداية ما فعل به، لظنّه أنّه أيضا مثله، والظاهر أنّه كذلك، ولكنّا ما اعتمدنا عليه، لعدم ما يدلّ على اعتباره، فاقتصرنا في النقل عنه بما أسنده إلى المعصومعليه‌السلام .

__________________

(١) المقنع: ١٠٩.

(٢) المقنع: ١٠٩.

١٩١

٣٩ - كتاب نزهة الناظر وتنبيه الخاطر:

في كلمات النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والأئمّةعليهم‌السلام . للشيخ الأجلّ الشريف أبي يعلى محمد بن الحسن بن حمزة الجعفري الطالبي(١) ، تلميذ الشيخ المفيدقدس‌سره ، والجالس مجلسه، وهو متكلّم فقيه، قائم بالأمرين جميعا، قاله النجاشي(٢) ، والعلاّمة(٣) .

وقال الأوّل في ترجمة السيّد المرتضى: تولّيت غسله ومعي الشريف أبي يعلى محمد بن الحسن الجعفري، وسلاّر بن عبد العزيز(٤) .

وهذا كتاب لطيف، صغير الحجم، عظيم القدر، أسقط أسانيد جميع ما فيه، إلاّ خبرا واحدا ذكره في آخر الكتاب، وهو الخبر المعروف في ذكر جماعة زهّاد ثلاثين، كانوا عند المستجار، وشاهدوا الصّاحبعليه‌السلام من غير أن يعرفوه، وعلّمهم بعض الدعوات، فقال: لمع ممّا روي عن مولانا صاحب الزمانعليه‌السلام : أخبرني الشيخ أبو القاسم عليّ بن محمد بن محمد المفيد

__________________

(١) لم نجد من صرح بأن الكتاب له، حتى ان النجاشي المعاصر له لم يصرح بأن كتاب النزهة من مصنفاته.

هذا، والاعتقاد إن مؤلفه هو الحسين بن الحسن بن نصر الحلواني المعاصر لأبي يعلى الجعفري كما هو مصرح به في صحيفة: ٧٦ من الكتاب إذ قال: قال الحسين بن محمد بن الحسن لما انتهى إلى هذا الفصل من كتابه.

كما وانه يروي عن أبي يعلى الجعفري في ذات الكتاب في صحيفة: ٤٧.

وقد نسب ابن شهرآشوب في معالمه ٤٢ / ٢٧٣ الكتاب إليه حيث قال: الحسين بن محمد بن الحسن له كتاب نزهة الناظر وتنبيه الخاطر، فلاحظ.

(٢) رجال النجاشي: ٤٠٤ / ١٠٧٠.

(٣) رجال العلامة: ١٦٤ / ١٧٩.

(٤) رجال النجاشي: ٢٧١ / ٧٠٨.

١٩٢

رضي‌الله‌عنه قال: حدّث أبو محمد هارون بن موسى(١) . إلى آخره. وما رأينا ترجمة وذكرا لولد المفيد هذا(٢) ، إلاّ في هذا المقام.

__________________

(١) نزهة الناظر وتنبيه الخاطر: ٧٤.

(٢) نقول: ان الشيخ في فهرسته: ١٥٨ / ٧٠٦ في ترجمته للشيخ المفيد عند ذكر مصنفاته قال: ورسالة في الفقه إلى ولده لم يتمها.

كما وان الحسين بن محمد الحلواني في كتابه الآخر الموسوم بنهج النجاة في فضائل أمير المؤمنين والأئمة الطاهرين من ذريته صلوات الله عليهم أجمعين روى عنه بقوله: حدثنا أبو القاسم بن المفيد، أنظر كتاب اليقين في إمرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام : ١٤٠ فإنه نقل ذلك عن النهج. وعليه فللمفيد ولد يكنى أبا القاسم وان لم يذكره علماء الرجال، فلاحظ.

١٩٣

٤٠ - كتاب مصباح الشريعة ومفتاح الحقيقة:

المنسوب إلى أبي عبد الله الصادقعليه‌السلام ، على ما صرّح به جماعة من العلماء الأعلام، أوّلهم فيما أعلم السيّد الأجلّ رضيّ الدين عليّ بن طاوس، في الفصل السابع من الباب السادس، من كتاب أمان الأخطار قال: ويصحب - أي المسافر - معه كتاب الإهليلجة، وهو كتاب مناظرة مولانا الصادقعليه‌السلام للهندي، في معرفة الله جلّ جلاله، بطرق غريبة عجيبة ضروريّة، حتى أقرّ الهندي بالإلهيّة والوحدانيّة، ويصحب معه كتاب مفضّل ابن عمر، الذي رواه عن الصادقعليه‌السلام ، في معرفة وجوه الحكمة في إنشاء العالم السفلي، وإظهار إسراره، فإنّه عجيب في معناه، ويصحب معه كتاب مصباح الشريعة ومفتاح الحقيقة، عن الصادقعليه‌السلام ، فإنّه كتاب لطيف شريف، في التعريف بالتسليك الى الله جلّ جلاله، والإقبال عليه، والظفر بالأسرار التي اشتملت عليه، فإنّ هذه الثلاثة كتب تكون مقدار مجلّد واحد، وهي كثيرة الفوائد(١) .

والفاضل المتبحّر الشيخ إبراهيم الكفعميقدس‌سره - صاحب الجنّة - في كتاب مجموع الغرائب، قال: ومن كتاب مصباح الشريعة ومفتاح الحقيقة: قال الصادقعليه‌السلام : « إعراب القلوب أربعة. » إلى آخره. وقال الصادقعليه‌السلام : « سمّي المستراح مستراحا. » إلى آخره. وقال الصادقعليه‌السلام : « السخاء من أخلاق الأنبياءعليهم‌السلام . » إلى آخره، ثمّ نقل شيئا من فضل الحلم والتقوى(٢) .

وشيخ الفقهاء الشهيد الثاني قدس الله روحه، فإنّه اعتمد عليه غاية الاعتماد، ونسب ما فيه إلى الصادقعليه‌السلام من غير تردّد وارتياب، فقال

__________________

(١) الأمان: ٩١ - ٩٢.

(٢) مجموع الغرائب: ٤٩.

١٩٤

في كشف الريبة، في مقام ذكر علاج الغيبة ما لفظه: جملة ما ذكروه من الأسباب الباعثة على الغيبة عشرة أشياء، قد نبّه الصادقعليه‌السلام عليها بقوله: « أصل الغيبة عشرة » وذكر ما فيه، ثم قال: ونحن نشير إليها مفصّلة، ثمّ شرح الأصول العشرة المذكورة، ثمّ شرع في ذكر علاجها(١) .

وقالرحمه‌الله في منية المريد: وقال الصادقعليه‌السلام : « المراء داء دويّ، وليس في الإنسان خصلة شرّ منه » إلى آخر ما في المصباح. وقال في آخره: هذا كلّه من كلام الصادقعليه‌السلام (٢) .

وقالرحمه‌الله في مسكّن الفؤاد: فصل، قال الصادقعليه‌السلام : « البلاء زين المؤمن، وكرامة لمن عقل » إلى آخر ما في الباب التسعين من الكتاب. وقال في آخر الفصل: وهذا الفصل كلّه من كلام الصادقعليه‌السلام (٣) ، ثمّ قال: فصل، قال الصادقعليه‌السلام : « الصبر يظهر ما في بواطن العباد من النور » إلى آخر ما في الباب الذي بعده، ولم يذكر في هذا الفصل أيضا من غيره(٤) .

وفي كتاب أسرار الصلاة أخرج منه جميع ما له تعلّق بالصلاة، من مقدّماتها، وآدابها، وأفعالها إلى التسليم، مبتدئا في جميع المواضع بقوله: قال الصادقعليه‌السلام ، من دون أن يذكر اسم الكتاب، ودأبه في نقل سائر الأخبار أن يقول: روى فلان، أو عن فلان، وبذلك يظهر ما أشرنا إليه من شدّة اعتماده، لأنّهرحمه‌الله تعالى قال في شرح درايته: وإذا نقل من نسخة موثوق بها في الصحّة، بأن قابلها هو، أو ثقة، على وجه وثق به، لمصنف من

__________________

(١) كشف الريبة: ٦٩، ومصباح الشريعة: ٢٧٧.

(٢) منية المريد ٦٩، مصباح الشريعة: ٢٦٧.

(٣) مسكن الفؤاد: ٥٢ - ٥٣، ومصباح الشريعة: ٤٨٦.

(٤) مسكن الفؤاد: ٥٣، ومصباح الشريعة: ٤٩٨.

١٩٥

العلماء، قال فيه - أي في نقله من تلك النسخة: - قال فلان - يعني ذلك المصنّف - وألا يثق بالنسخة، قال: بلغني عن فلان أنّه ذكر كذا وكذا، أو وجدت في نسخة من الكتاب الفلاني وما أشبه ذلك من العبارات.

وقد تسامح أكثر الناس في هذا الزمان بإطلاق اللفظ الجازم في ذلك، من غير تجوّز وتثبّت، فيطالع أحدهم كتابا منسوبا إلى مصنّف معيّن، وينقل منه من غير أن يثق بصحة النسخة قائلا: قال فلان كذا، وذكر فلان كذا. وليس بجيّد، بل الصواب ما فصّلناه(١) . وهذا الكلام منهرحمه‌الله وإن كان في مقام علم انتساب النسخة إلى المؤلّف، ولم يطمئن بصحّة ما فيها، ولكنّه يدلّ فيما لم يعلم أصل النسبة بطريق أولى.

وقال المحقّق الدامادقدس‌سره في الرواشح، في ردّ من استدلّ على حجّيّة المراسيل مطلقا: بأنّه لو لم يكن الوسط الساقط عدلا عند المرسل، لما ساغ له إسناد الحديث إلى المعصوم سلام الله عليه، وكان جزمه بالإسناد الموهم لسماعة إيّاه من عدل تدليسا في الرواية، وهو بعيد من أئمّة النقل، قال: وإنّما يتمّ إذا كان الإرسال بالإسقاط رأسا والإسناد جزما، كما لو قال المرسل: قال النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، أو قال الإمامعليه‌السلام ذلك، وذلك مثل قول الصدوق، عروة الإسلامرضي‌الله‌عنه في الفقيه، قالعليه‌السلام : « الماء يطهّر ولا يطهّر(٢) » إذ مفاده الجزم، أو الظنّ بصدور الحديث عن المعصوم، فيجب أن تكون الوسائط عدولا في ظنّه، وإلاّ كان الحكم الجازم بالإسناد هادما لجلالته وعدالته، بخلاف ما لو التزم العنعنة وأبهم الواسطة، كقوله: عن رجل، أو عن صاحب لي، أو عن بعض أصحابه مثلا، انتهى(٣) .

__________________

(١) الدراية: ١٠٩.

(٢) الفقيه: ١: ٦ / ٢.

(٣) الرواشح السماوية: ١٧٤.

١٩٦

ومن هنا قيل: إنّ هذا الصنف من مراسيل الفقيه، إن لم يكن أقوى ممّا عرف إسناده، فلا يقصر عنه.

وبالجملة فهو -رحمه‌الله - أحقّ بأن يعمل بما قرّره، ومن سبر مؤلّفاته عرف شدّة إتقانه وضبطه في نقل الأخبار والآثار، ورعاية القوانين المودعة في كتب الدراية.

والسيّد الجليل، العالم المتبحّر النبيل، السيد حسين القزويني، قال في المبحث الخامس من كتاب جامع الشرائع، في بيان الاعتماد على مؤلّفي الكتب المنتزعة منها، قال: ومصباح الشريعة المنسوب إليه - يعني الصادقعليه‌السلام - بشهادة الشارح الفاضل - يعني الشهيد الثانيرحمه‌الله - والسيد ابن طاوس، والفاضل العارف مولانا محسن القاساني، وغيرهم، فلا وجه لتشكيك بعض المتأخّرين بعد ذلك، انتهى.

وقال العلاّمة المجلسي في البحار: وكتاب مصباح الشريعة فيه بعض ما يريب اللّبيب الماهر، وأسلوبه لا يشبه سائر كلمات الأئمّةعليهم‌السلام وآثارهم، وروى الشيخ في مجالسه بعض أخباره هكذا: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل الشيباني، بإسناده عن شقيق البلخي، عمّن أخبره من أهل العلم.

وهذا يدلّ على أنّه كان عند الشيخ -رحمه‌الله - وفي عصره، وكان يأخذ منه، ولكنّ لا يثق به كلّ الوثوق، ولم يثبت عنده كونه مرويّا عن الصادقعليه‌السلام ، وإنّ سنده ينتهي إلى الصوفيّة، ولذا اشتمل على كثير من اصطلاحاتهم، وعلى الرواية من مشايخهم، ومن يعتمدون عليه في رواياتهم، والله يعلم، انتهى(١) .

قلت : أمّا مغايرة الأسلوب فغير مضرّ، وسنشير ان شاء الله إلى وجهه.

وأمّا قوله: وروى الشيخ بعض أخباره. إلى آخره، ثمّ فرّع عليه

__________________

(١) بحار الأنوار ١: ٣٢.

١٩٧

وجود الكتاب عنده، وعدم اعتماده عليه، فهو في غاية الغرابة سيّما من مثله، إذ ليس فيه إلاّ حديث واحد غير مأخوذ عن هذا الكتاب يقينا، ونحن نذكر الخبرين حتّى يتبيّن للناظر صدق ما ادّعيناه.

ففي الباب الثامن والسبعين من المصباح وهو في تبجيل الإخوان، بعد التصدير بكلام الصادقعليه‌السلام ، على ما هو رسم الكتاب وظهور اختتام كلامهعليه‌السلام : قيل لعيسى بن مريمعليه‌السلام : كيف أصبحت؟ قال: « لا أملك نفع ما أرجوه، ولا أستطيع دفع ما أحذره، مأمورا بالطاعة، منهيّا عن المعصية، فلا أرى فقيرا أفقر منّي ».

وقيل لأويس القرني: كيف أصبحت؟ قال: كيف يصبح رجل إذا أصبح لا يدري أيمسي وإذا أمسى لا يدري أيصبح؟!

قال أبوذر -رضي‌الله‌عنه -: أصبحت أشكر ربي، وأشكو نفسي.

قال النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « من أصبح وهمّته غير الله فقد أصبح من الخاسرين المعتدين » انتهى(١) .

وفي مجالس الشيخ، في مجلس يوم الجمعة، الثاني من رجب سنة ٤٥٧: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل، قال: حدّثنا غياث بن مصعب بن عبدة أبو العباس الخجندي الرياطي، قال: حدّثنا محمد بن حمّاد الشّاسي(٢) ، عن حاتم الأصمّ، عن شقيق بن إبراهيم البلخي، عمّن أخبره من أهل العلم، قال: قيل لعيسى بن مريمعليه‌السلام : كيف أصبحت يا روح الله؟ قال: « أصبحت وربّي تبارك وتعالى من فوقي، والنار أمامي، والموت في طلبي، لا أملك ما أرجو، ولا أطيق دفع ما أكره، فأيّ فقير أفقر منّي؟! ».

وقيل للنبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : كيف أصبحت؟ قال: « بخير من

__________________

(١) مصباح الشريعة: ٤٢٩.

(٢) في المصدر: الشاشي.

١٩٨

رجل لم يصبح صائما، ولم يعد مريضا، ولم يشهد جنازة ».

قال: وقال جابر بن عبد الله الأنصاري: لقيت عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام ذات يوم صباحا، فقلت: كيف أصبحت يا أمير المؤمنين؟ قال: « بنعمة من الله، وفضل من رجل لم يزر أخا، ولم يدخل على مؤمن سرورا » قلت: وما ذلك السرور؟ قال: « يفرّج عنه كربا، أو يقضي عنه دينا، أو يكشف عنه فاقة ».

قال جابر: ولقيت عليّاعليه‌السلام يوما، فقلت: كيف أصبحت يا أمير المؤمنين؟ قال: « أصبحنا وبنا من نعم الله وفضله ما لا نحصيه مع كثير ما نحصيه، فما ندري أيّ نعمة نشكر، أجميل ما ينشر، أم قبيح ما يستر؟ ».

وقيل لأبي ذر -رضي‌الله‌عنه -: كيف أصبحت يا صاحب رسول الله؟ قال: أصبحت بين نعمتين، بين ذنب مستور، وثناء من اغترّ به فهو مغرور.

وقيل للربيع بن خيثم: كيف أصبحت يا أبا يزيد؟ قال: أصبحت في أجل منقوص، وعمل محفوظ، والموت في رقابنا، والنار من ورائنا، ثمّ لا ندري ما يفعل بنا.

وقيل لأويس بن عامر القرني: كيف أصبحت يا أبا عامر؟ قال: ما ظنّكم بمن يرحل الى الآخرة كل يوم مرحلة، لا يدري إذا انقضى سفره، أعلى جنّة يرد أم على نار؟! قال: وقال عبد الله بن جعفر الطيّار: دخلت على عمّي عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام صباحا، وكان مريضا، فقلت: كيف أصبحت يا أمير المؤمنين؟ قال: « يا بنيّ كيف أصبح من يفنى ببقائه، ويسقم بدوائه، ويؤتي من مأمنه ».

وقيل لعليّ بن الحسينعليهما‌السلام : كيف أصبحت يا ابن رسول الله؟ قال: « أصبحت مطلوبا بثمان: الله تعالى يطلبني الفرائض، والنبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالسنّة، والعيال بالقوت، والنفس بالشهوة، والشيطان باتّباعه،

١٩٩

والحافظان بصدق العمل، وملك الموت بالروح، والقبر بالجسد، فأنا بين هذه الخصال مطلوب ».

وقيل لابنه محمد بن عليّعليهما‌السلام : كيف أصبحت؟ قال: « أصبحنا غرقى في النعمة، موفورين بالذنوب، يتحبّب إلينا إلهنا بالنعم، ونتمقّت إليه بالمعاصي، ونحن نفتقر إليه، وهو غنيّ عنّا ».

وقيل لبكر بن عبد الله المزني: كيف أصبحت؟ قال: أصبحت قريبا أجلي، بعيدا أملي، سيّئا عملي، ولو كان لذنوبي ريح ما جالستموني.

قال: وقيل لرجل من المعمّرين: كيف أصبحت؟ قال:

أصبحت لا رجلا يغدو لحاجته

و لا قعيدة بيت تحسن العملا

وقيل لأبي الرجاء العطاردي، وقد بلغ عشرين ومائة سنة: كيف أصبحت؟ قال:

أصبحت لا يحمل بعضي بعضا

كأنّما كان شبابي قرضا(١)

وأنت خبير بما بين الخبرين من الطول والاختصار، ولو كان ما في الأوّل أطول لأمكن احتمال أن يكون الثاني مختصرا منه، وأمّا العكس فغير متصوّر، مع أنّ في المقدار المتّفق منهما من الاختلاف ما لا يحتمل أن يكون أحدهما مأخوذا من الآخر.

ثمّ من أين علم أنّ الشيخ أخرج الخبر عنه؟ فلعلّه أخرجه من كتب بعض من ذكر في رجال السند كحاتم الأصمّ، وشقيق البلخي، وغيرهما، والتعبير عنهعليه‌السلام بقوله: عمّن أخبره من أهل العلم منه كما هو الظاهر لا من الشيخ، بل هذا غير معهود منه ومن غيره من المصنّفين، فإنّهم إذا أخرجوا خبرا من كتاب، ما كانوا ليغيّروا بعض ما في سنده أو متنه، إلاّ ان يقع منهم

__________________

(١) أمالي الشيخ الطوسي ٢: ٢٥٣.

٢٠٠

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496