وسائل الشيعة الجزء ٢٠

وسائل الشيعة10%

وسائل الشيعة مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 586

المقدمة الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠
  • البداية
  • السابق
  • 586 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 430807 / تحميل: 6743
الحجم الحجم الحجم
وسائل الشيعة

وسائل الشيعة الجزء ٢٠

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

ورواه الصدوق بأسانيده عن الفضيل بن يسار ومحمّد بن مسلم وزرارة وبريد بن معاوية(١) .

ورواه الشيخ بإسناده عن محمّد بن يعقوب(٢) .

[ ٢٥١٤١ ] ٣ - وعن الحسين بن محمّد، عن معليّ بن محمّد، عن أبان، عن عبد الرحمن بن أبي عبدالله، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: تزوّج المرأة من شاءت إذا كانت مالكة لامرها فإن شاءت جعلت وليّاً.

أقول: ويأتي ما يدلّ على ذلك(٣) .

٤٥ - باب انه لا يجوز الدخول بالزوجة حتّى تبلغ تسع سنين فإن فعل قبل ذلك فعيبت أو أفضاها ضمن وحكم الدخول بالامة قبل ذلك

[ ٢٥١٤٢ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد جميعاً، عن ابن أبي عمير، عن حمّاد، عن الحلبيّ، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: قال: إذا تزوّج الرجل الجارية وهي صغيرة فلا يدخل بها حتّى يأتي لها تسع سنين.

[ ٢٥١٤٣ ] ٢ - وعن حميد بن زياد، عن الحسن بن محمّد بن سماعة، عن

____________________

(١) الفقيه ٣: ٢٥١ / ١١٩٧.

(٢) التهذيب ٧: ٣٧٧ / ١٥٢٥.

٣ - الكافي ٥: ٣٩٢ / ٣، واورده في الحديث ٨ من الباب ٣ من أبواب عقد النكاح.

(٣) يأتي في الباب ٣ وفي الحديث ١ من الباب ٥ وفي الحديث ٨ من الباب ٩ من أبواب عقد النكاح.

الباب ٤٥

فيه ١٠ احاديث

١ - الكافي ٥: ٣٩٨ / ٢.

٢ - الكافي ٥: ٣٩٨ / ٣، والتهذيب ٧: ٤٥١ / ١٨٠٦.

١٠١

صفوان بن يحيى، عن موسى بن بكر، عن زرارة، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: لا يدخل بالجارية حتّى يأتي لها تسع سنين أو عشرّ سنين.

ورواه الصدوق بإسناده عن موسى بن بكر(١) .

ورواه الشيخ بإسناده عن الحسين بن سعيد، عن صفوان، مثله وزاد قال: إني سمعته يقول: تسع سنين أو عشرّ سنين(٢) .

ورواه الصدوق في( الخصال ): عن أبيه، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن أبيه، عن صفوان بن يحيى، مثله(٣) مع الزيادة.

[ ٢٥١٤٤ ] ٣ - قال الكلينيّ: وعنه عن زكريا المؤمن أو بينه وبينه رجل لا أعلمه إلّا حدثني عن عمّار السجستاني قال: سمعت أبا عبدالله( عليه‌السلام ) يقول لمولى له: انطلق فقل للقاضي: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : حد المرأة أن يدخل بها على زوجها ابنة تسع سنين.

[ ٢٥١٤٥ ] ٤ - وعن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن عبد الكريم بن عمرو، عن أبي بصير، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: لا يدخل بالجارية حتّى يأتي لها تسع سنين أو عشرّ سنين.

محمّد بن الحسن بإسناده عن محمّد بن يعقوب، مثله(٤) ، وكذا الحديثان قبله.

____________________

(١) الفقيه ٣: ٢٦١ / ١٢٤٠.

(٢) التهذيب ٧: ٤١٠ / ١٦٣٧.

(٣) الخصال: ٤٢٠ / ١٥.

٣ - الكافي ٥: ٣٩٨ / ٤، والتهذيب ٧: ٣٩١ / ١٥٦٧ و ٤٥١ / ١٨٠٧.

٤ - الكافي ٥: ٣٩٨ / ١، والتهذيب ٧: ٣٩١ / ١٥٦٦.

(٤) التهذيب ٧: ٤٥١ / ١٨٠٥.

١٠٢

[ ٢٥١٤٦ ] ٥ - وبإسناده عن محمّد بن(١) خالد، عن ابن أبي عمير، عن حمّاد، عن الحلبي عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: من وطئ امرأته قبل تسع سنين فأصابها عيب فهو ضامن.

ورواه الصدوق في( الخصال ): عن محمّد بن الحسن، عن الصفّار، عن يعقوب بن يزيد، عن محمّد بن أبي عمير، مثله(٢) .

[ ٢٥١٤٧ ] ٦ - وعنه عن محمّد بن يحيى، عن طلحة بن زيد، عن جعفر، عن أبيه، عن عليّ( عليهم‌السلام ) قال: من تزوّج بكراً فدخل بها في أقل من تسع سنين فعيبت ضمن.

[ ٢٥١٤٨ ] ٧ - وعنه، عن محمّد بن يحيى، عن غياث بن إبراهيم، عن جعفر، عن أبيه، عن عليّ( عليهم‌السلام ) قال: لا توطأ جارية لاقل من عشرّ سنين، فإن فعل فعيبت فقد ضمن.

أقول: هذا محمول على استحباب التأخير أو على الدخول في أوّل السنة العاشرة.

[ ٢٥١٤٩ ] ٨ - محمّد بن عليّ بن الحسين بإسناده عن حمّاد، عن الحلبي، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) إن من دخل بامرأة قبل أن تبلغ تسع سنين فأصابها عيب فهو ضامن.

[ ٢٥١٥٠ ] ٩ - وبإسناده عن الحسن بن محبوب، عن أبي أيّوب، عن حمران،

____________________

٥ - التهذيب ٧: ٤١٠ / ١٦٣٨.

(١) في نسخة زيادة: ابي « هامش المخطوط ».

(٢) الخصال: ٤٢٠ / ١٦.

٦ - التهذيب ٧: ٤١٠ / ١٦٣٩.

٧ - التهذيب ٧: ٤١٠ / ١٦٤٠.

٨ - الفقيه ٣: ٢٦١ / ١٢٤١.

٩ - الفقيه ٣: ٢٧٢ / ١٢٩٤، واورده في الحديث ١ من الباب ٣٤ من أبواب ما يحرم بالمصاهرة.

١٠٣

عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: سئل عن رجل تزوّج جارية بكراً لم تدرك، فلمّا دخل بها اقتضها فأفضاها؟ فقال: إن كان دخل بها حين دخل بها ولها تسع سنين فلا شيء عليه، وإن كانت لم تبلغ تسع سنين أو كان لها أقل من ذلك بقليل حين دخل بها فاقتضها فإنّه قد أفسدها وعطّلها على الازواج فعلى الامام أن يغرمه ديتها، وإن أمسكها ولم يطلقها حتّى تموت فلا شيء عليه.

[ ٢٥١٥١ ] ١٠ - وفي( الخصال ): عن أبيه، عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن محمّد بن أبي عمير، عن غير واحد، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: حد بلوغ المرأة تسع سنين.

أقول: ويأتي ما يدلّ على حكم الامة في محله، إن شاء الله(١) .

٤٦ - باب كراهة تزويج الصغار

[ ٢٥١٥٢ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، وعن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه جميعاً، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن الحكم، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) أو أبي الحسن( عليهما‌السلام ) قال: قيل له: إنّا نزوّج صبياننا وهم صغار، فقال: إذا زوّجوا وهم صغار لم يكادوا أن يأتلفوا(٢) .

____________________

١٠ - الخصال: ٤٢١ / ١٧.

(١) يأتي في الباب ٣ من أبواب نكاح العبيد والاماء وفي الباب ٤٤ من موجبات الضمان، والباب ٢٦ من ديات الاعضاء وما يدلّ على الحرمة الابدية في الباب ٣٤ من أبواب ما يحرم بالمصاهرة، وتقدّم في الاحاديث ٢ و ٣ و ٥ من الباب ٤ من أبواب مقدمة العبادات.

الباب ٤٦

فيه حديث واحد

١ - الكافي ٥: ٣٩٨ / ١.

(٢) في نسخة: يتألفوا « هامش المخطوط ».

١٠٤

٤٧ - باب استحباب اتيان الزوجة لمن نظر إلى اجنبيّة فأعجبته فإن لم يكن له أهل صلى ركعتين ورفع نظره إلى السماء وسأل الله من فضله

[ ٢٥١٥٣ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن الحسين بن محمّد، عن معلّى بن محمّد، عن الحسن بن علي، عن حمّاد بن عثمان، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: رأى رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) امرأة فأعجبته فدخل إلى أُمّ سلمة وكان يومها فأصاب منها، وخرج إلى الناس ورأسه يقطر، فقال: أيها الناس انّما النظر من الشيطان فمن وجد من ذلك شيئاً فليأت أهله.

ورواه الصدوق مرسلا، إلّا أنه حذف صدره إلى قوله: يقطر(١) .

[ ٢٥١٥٤ ] ٢ - وعن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمّد بن الحسن بن شمون، عن عبدالله بن عبد الرحمن، عن مسمع، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : إذا نظر أحدكم إلى المرأة الحسناء فليأت أهله فإن ألذّي معها مثل ألذّي مع تلك، فقام رجل فقال: يا رسول الله فإن لم يكن له أهل فما يصنع؟ قال: فليرفع نظره إلى السماء وليراقبه وليسأله من فضله.

[ ٢٥١٥٥ ] ٣ - محمّد بن عليّ بن الحسين في( الخصال ): بإسناده الآتي(٢) عن عليّ( عليه‌السلام ) - في حديث الأربعمائة - قال: إذا رأى أحدكم امرأة تعجبه

____________________

الباب ٤٧

فيه ٤ احاديث

١ - الكافي ٥: ٤٩٤ / ١.

(١) الفقيه ٤: ١٢ / ٨.

٢ - الكافي ٥: ٤٩٤ / ٢.

٣ - الخصال: ٦٣٧.

(٢) يأتي في الفائدة الاولى من الخاتمة برمز ( ر ).

١٠٥

فليأت أهله فإنّ عند أهله مثل ما رأى فلا يجعلنّ للشيطان على قلبه سبيلا ليصرف بصره عنها فاذا لم يكن له زوجة فليصلّ ركعتين ويحمد الله كثيراً وليُصلّ على النبيّ( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) ثمّ يسأل الله من فضله فإنّه ينتج(١) له من رأفته ما يغنيه.

[ ٢٥١٥٦ ] ٤ - محمّد بن الحسين الرضي في( نهج البلاغة ): عن أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) ، أنّه كان جالساً في أصحابه إذ مرّت بهم امرأة جميلة فرمقها القوم بأبصارهم، فقال( عليه‌السلام ) : انّ عيون(٢) هذه الفحول طوامح، وإنّ ذلك سبب هبابها(٣) فاذا نظر أحدكم إلى امرأة تعجبه فليلامس أهله، فإنما هي امرأة كامرأة، فقال رجل من الخوارج: قاتله الله كافراً ما أفقهه، فوثب القوم ليقتلوه فقال( عليه‌السلام ) : رويداً فإنّما هو سبّ بسبّ أو عفو عن ذنب.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(٤) .

٤٨ - باب كراهية الرهبانية وترك الباه وكذا اللحم والطيّب (*)

[ ٢٥١٥٧ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن جعفر بن محمّد الأشعريّ، عن ابن القدّاح، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: جاءت امرأة عثمان بن مظعون إلى النبيّ( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ )

____________________

(١) في نسخة: يفتح - هامش المخطوط - وفي المصدر: يبيح، وفي نسخة منه: يتيح.

٤ - نهج البلاغة ٣: ٢٥٣ / ٤٢٠.

(٢) في المصدر: ابصار.

(٣) الهباب: شهوة الجماع. ( الصحاح ١: ٢٣٦ ).

(٤) تقدم في الحديث ٦ من الباب ٣٦ من هذه الأبواب.

الباب ٤٨

فيه ٣ احاديث

* - عنوان الباب موافق لعبارة الكلينيّ والكراهة في كلام المتقدمين وفي الاحاديث يطلق على التحريم كما في قول الكلينيّ في باب طبقات الائمة وكراهة القول فيهم بالنبوة، وغير ذلك فتدبر، ( منه قده ).

١ - الكافي ٥: ٤٩٤ / ١.

١٠٦

فقالت: يا رسول الله، انّ عثمان يصوم النهار ويقوم الليل، فخرج رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) مغضباً يحمل نعليه حتّى جاء إلى عثمان فوجدّه يصلّي فانصرف عثمان حين رأى رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) ، فقال له: يا عثمان، لم يرسلني الله بالرهبانيّة، ولكن بعثني بالحنيفية السمحة، أصوم واصلي وألمس أهلي، فمن أحبّ فطرتي فليستنّ بسنتي، ومن سنتي النكاح.

[ ٢٥١٥٨ ] ٢ - وعن الحسين بن محمّد، عن معلّى بن محمّد، عن أبي داود المسترقّ، عن بعض رجاله، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: ان ثلاث نسوة أتين رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) فقالت: إحداهن: ان زوجي لا يأكل اللحم، وقالت الاخرى: ان زوجي لا يشمّ الطيب، وقالت الاخرى: ان زوجي لا يقرب النساء فخرج رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : يجر رداءه حتّى صعد المنبر فحمد الله واثنى عليه، ثمّ قال: ما بال أقوام من أصحابي لا يأكلون اللحم ولا يشمون الطيّب ولا يأتون النساء، إمّا إني آكل اللّحم وأشمّ الطيب وآتي النساء، فمن رغب عن سنّتي فليس منّي.

[ ٢٥١٥٩ ] ٣ - وعن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمّد بن الحسن بن شمون، عن عبدالله بن عبد الرحمن، عن مسمع، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : من أحبّ أن يكون على فطرتي فليستنّ بسنّتي وانّ من سنّتي النكاح.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(١) ، ويأتي ما يدلّ عليه(٢) .

____________________

٢ - الكافي ٥: ٤٩٦ / ٥.

٣ - الكافي ٥: ٤٩٦ / ٦.

(١) تقدم في الباب ٤ من أبواب المندوب، وفي الحديثين ٤ و ٧ من الباب ١ من أبواب آداب السفر، وفي الحديث ٧ من الباب ٢ من أبواب المواقيت، وفي الباب ٢٩ من أبواب احكام المساجد، وفي الباب ١ و ٢ و ٣ من هذه الأبواب وفي الباب ٨٩ و ٩٠ و ٩١ و ٩٣ و ٩٤ و ٩٥ و ٩٧ من أبواب آداب الحمام.

(٢) يأتي في الباب ٤٩ من هذه الأبواب، وفي الحديث ٢٥ من الباب ١٠ وفي الحديث ١٤ من الباب ١١ وفي الباب ١٢ من أبواب الاطعمة المباحة.

١٠٧

٤٩ - باب استحباب اتيان الزوجة عند ميلها إلى ذلك

[ ٢٥١٦٠ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن جعفر بن محمّد، عن عبدالله بن القدّاح، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) لرجل: أصبحت صائماً؟ فقال: لا، قال: فأطعمت مسكيناً؟ قال: لا، قال: فارجع إلى أهلك فإنّه منك عليهم صدقة.

ورواه الصدوق مرسلاً(١) .

ورواه في( ثواب الأعمال ): عن محمّد بن موسى بن المتوكل، عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن عبدالله بن ميمون، مثله، إلّا أنّه زاد فيهما قبل قوله: « فأطعمت مسكيناً »: فعدت مريضا؟ قال: لا، قال: فاتبعت جنازة؟ قال: لا، وقال في آخره: فارجع إلى أهلك فأصبهم(٢) .

[ ٢٥١٦١ ] ٢ - وعنهم، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن أبيه، عن القاسم بن محمّد الجوهري، عن إسحاق بن إبراهيم الجعفي قال: سمعت أبا عبدالله( عليه‌السلام ) يقول: ان رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) دخل بيت ام سلمة فشم ريحا طيبة، فقال: أتتكم الحولاء، فقالت: هوذا هي تشكو زوجها فخرجت عليه الحولاء فقالت: بأبي أنت وامي انّ زوجي عنّي معرض، فقال: زيديه يا حولاء، فقالت: لا أترك شيئاً طيباً ممّا أتطيب له به وهو(٣) معرض، فقال: إمّا لو يدرى ماله باقباله عليك، قالت: وماله باقباله عليّ؟

____________________

الباب ٤٩

فيه ٤ احاديث

١ - الكافي ٥: ٤٩٥ / ٢، واورده في الحديث ٦ من الباب ٨ من أبواب الصدقة.

(١) الفقيه ٣: ١٠٩ / ٤٦٠.

(٢) ثواب الاعمال: ١٦٨.

٢ - الكافي ٥: ٤٩٦ / ٤.

(٣) في المصدر زيادة: عني.

١٠٨

فقال: أما انّه اذا أقبل اكتنفه ملكان وكان كالشاهر سيفه في سبيل الله، فاذا هو جامع تحات عنه ألذّنوب كما يتحات ورق الشجر، فإذا هو اغتسل انسلخ من ألذّنوب.

[ ٢٥١٦٢ ] ٣ - محمّد بن عليّ بن الحسين بإسناده عن سماعة، عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبدالله( عليه‌السلام ) يقول: فضّلت المرأة على الرجل بتسعة وتسعين من اللذة، ولكنّ الله عزّ وجلّ ألقى عليها الحياء.

[ ٢٥١٦٣ ] ٤ - عبدالله بن جعفر في( قرب الإِسناد ): عن هارون بن مسلم، عن مسعدّة بن صدقة، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه( عليهم‌السلام ) ان رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) قال لرجل من أصحابه يوم جمعة: هل صمت اليوم؟ قال: لا، قال: فهل صدقت(١) اليوم بشيء؟ قال: لا، قال له: قم فأصب من أهلك فإنّه منك صدقة عليها.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(٢) ، ويأتي ما يدلّ عليه(٣) .

٥٠ - باب كراهة الجماع في مكان لا يوجد فيه الماء للغسل إلّا لضرورة، وعدم تحريمه وان كان الباعث مجرد اللذة

[ ٢٥١٦٤ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، وعن أبي عليّ الأشعريّ، عن محمّد بن عبد الجبار، عن صفوان، عن إسحاق بن عمّار قال: سألت أبا عبدالله( عليه‌السلام ) عن الرجل يكون معه أهله في سفر لا

____________________

٣ - الفقيه ٣: ٣٦٤ / ١٧٣٣، واورده عن الكافي في الحديث ١٠ من الباب ٢٣ من هذه الأبواب.

٤ - قرب الإِسناد: ٣٢.

(١) في المصدر: تصدقت.

(٢) تقدم في الباب ٢٣ من هذه الأبواب.

(٣) يأتي في الباب ٧١ من هذه الأبواب.

الباب ٥٠

فيه حديث واحد

١ - الكافي ٥: ٤٩٥ / ٣.

١٠٩

يجد الماء، يأتي أهله؟ قال: ما أُحبّ أن يفعل إلّا ان يخاف على نفسه، قلت: فيطلب بذلك اللذة أو يكون شبقاً إلى النساء، فقال: ان الشبق يخاف على نفسه، قال: قلت: طلب بذلك اللذة، قال: هو حلال، قلت: فإنّه يروى عن النبيّ( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) أن أباذر سأله عن هذا فقال: ائت أهلك تؤجر، فقال: يا رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) ، آتيهم واُؤجر؟ فقال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : كما انك إذا أتيت الحرام ازرت، وكذلك إذا أتيت الحلال اجرت، فقال أبو عبدالله( عليه‌السلام ) : إلّا ترى أنّه إذا خاف على نفسه فأتى الحلال اجر؟

محمّد بن الحسن بإسناده عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن ابن أبي عمير، عن إسحاق بن عمّار، مثله(١) إلى قوله: إلّا أن يخاف على نفسه.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك في الطهارة(٢) .

٥١ - باب جواز تقبيل الرجل قبل زوجته ومباشرته امته بأي عضو كان من بدنه لتلذّذ به لا بغير بدنه

[ ٢٥١٦٥ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن اسماعيل بن همام، عن عليّ بن جعفر قال: سألت أبا الحسن موسى( عليه‌السلام ) عن الرجل يقبّل قبل امرأته(٣) ؟ قال: لا بأس.

ورواه الشيخ بإسناده عن محمّد بن يعقوب مثله(٤) .

____________________

(١) التهذيب ٧: ٤١٨ / ١٦٧٧.

(٢) تقدم في الباب ٢٧ من أبواب التيمم.

الباب ٥١

فيه ٣ احاديث

١ - الكافي ٥: ٤٩٧ / ٤.

(٣) في المصدر: المرأة.

(٤) التهذيب ٧: ٤١٣ / ١٦٥٠.

١١٠

[ ٢٥١٦٦ ] ٢ - وعن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن محمّد بن علي، عن الحكم بن مسكين، عن عبيد بن زرارة قال: كان لنا جار شيخ له جارية فارهة قد أعطى بها ثلاثين ألف درهم، وكان لا يبلغ منها ما يريد وكانت تقول: اجعل يدك كذا بين شفريّ فإنّي أجدُ لذلك لذّة، وكان يكره أن يفعل ذلك فقال لزرارة: سل أبا عبدالله( عليه‌السلام ) عن هذا؟ فسأله فقال: لا بأس أن يستعين بكل شيء من جسده عليها، ولكن لا يستعين بغير جسده عليها.

[ ٢٥١٦٧ ] ٣ - محمّد بن الحسن بإسناده عن الصفّار، عن( محمّد بن حكيم) (١) ، عن الحكم بن مسكين، عن عبيد بن زرارة قال: قلت لابي عبدالله( عليه‌السلام ) : الرجل يكون عنده جوار فلا يقدر على أن يطأهن يعمل لهنّ شيئاً يلذذهن به قال: إمّا ما كان من جسده فلا بأس به.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك عموماً(٢) ، ويأتي ما يدلّ عليه(٣) .

٥٢ - باب استحباب تخفيف مؤنة التزويج وتقليل المهر وكراهة تكثيره

[ ٢٥١٦٨ ] ١ - محمّد بن الحسن بإسناده، عن عليّ بن الحسن بن فضّال، عن

____________________

٢ - الكافي ٥: ٤٩٧ / ١.

٣ - التهذيب ٧: ٤٥٧ / ١٨٢٩.

(١) في المصدر: معاوية بن حكيم.

(٢) تقدم في الباب ٣ من هذه الأبواب.

(٣) ياتي في الباب ٥٦ و ٥٧ وفي الحديث ٢ من الباب ٨٦ من هذه الأبواب.

الباب ٥٢

فيه ٤ احاديث

١ - التهذيب ٧: ٣٩٩ / ١٥٩٣، اخرج مثله عن المعاني بطريق آخر في الحديث ١٠ من الباب ٥ من المهور.

١١١

محمّد وأحمد ابني الحسن، عن أبيهما، عن عبدالله بن بكير، عن محمّد بن مسلم، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: الشؤم في ثلاثة اشياء: في الدابة، والمرأة، والدار، فإمّا المرأة فشؤمها غلاء مهرها وعسر ولدها(١) ، وإمّا الدابّة فشؤمها كثرة عللها وسوء خلقها، وإمّا الدار فشؤمها ضيقها وخبث جيرانها.

[ ٢٥١٦٩ ] ٢ - وبالإِسناد عن محمّد بن مسلم، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: من بركة المرأة خفة مؤنتها( وتيسير ولدها) (٢) ، ومن شؤمها شدّة مؤنتها وتعسير ولدها(٣) .

ورواه الصدوق بإسناده عن عبدالله بن بكير، مثله، إلّا أنّه قال: ولادتها(٤) .

[ ٢٥١٧٠ ] ٣ - محمّد بن يعقوب، عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : أفضل نساء امتي أصبحهن وجها واقلهنّ مهراً.

ورواه الشيخ بإسناده عن محمّد بن يعقوب(٥) .

ورواه الصدوق بإسناده عن إسماعيل بن مسلم السكوني، مثله(٦) .

[ ٢٥١٧١ ] ٤ - قال الصدوق: وروي أنّ من بركة المرأة قلة مهرها، ومن شؤمها كثرة مهرها.

____________________

(١) في المصدر: ولادتها.

٢ - التهذيب ٧: ٣٩٩ / ١٥٩٤، واخرجه عن الكافي في الحديث ٣ من الباب ٥ من المهور.

(٢) في المصدر: وتيسر ولادتها.

(٣) في المصدر: ولادتها.

(٤) الفقيه ٣: ٢٤٥ / ١١٥٩.

٣ - الكافي ٥: ٣٢٤ / ٤، واورده في الحديث ٨ من الباب ٦ من هذه الأبواب، وعن الفقيه في الحديث ٩ من الباب ٥ من المهور.

(٥) التهذيب ٧: ٤٠٤ / ١٦١٥.

(٦) الفقيه ٣ / ٢٤٣ / ١١٥٦.

٤ - الفقيه ٣: ٢٤٥ / ١١٦٠، اورده في الحديث ٨ من الباب ٥ من أبواب المهور.

١١٢

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(١) ، ويأتي ما يدلّ عليه(٢) .

٥٣ - باب استحباب صلاة ركعتين لمن اراد التزويج والدعاء بالمأثور عند ذلك

[ ٢٥١٧٢ ] ١ - محمّد بن الحسن بإسناده عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن عليّ بن الحكم، عن مثنّى بن الوليد الحناط، عن أبي بصير قال: قال أبو عبدالله( عليه‌السلام ) : إذا تزوّج أحدكم، كيف يصنع؟ قال: قلت له: ما أدري جعلت فداك، قال: فإذا همّ بذلك فليصلّ ركعتين ويحمد الله ويقول: « اللهمّ انّي أُريد أن أتزوّج، اللهم فاقدر لي من النساء أعفهنّ فرجاً واحفظهنّ لي في نفسها وفي مالي، وأوسعهنّ رزقاً وأعظمهن بركة، واقدر لي منها ولداً طيّباً تجعله خلفاً صالحاً في حياتي وبعد موتي » فاذا ادخلت عليه فليضع يده على ناصيتها ويقول: « اللهم على كتابك تزوجتها، وفي أمانتك أخذتها، وبكلماتك استحللت فرجها فان قضيت في رحمها شيئاً(٣) فاجعله مسلماً سوياً، ولا تجعله شرك شيطان » قلت: وكيف يكون شرك شيطان؟ فقال: ان الرجل إذا دنا من المرأة وجلس مجلسه حضره الشيطان، فان هو ذكر اسم الله تنحى الشيطان عنه وان فعل ولم يسمّ أدخل الشيطان ذكره فكان العمل منهما جميعاً والنطفة واحدة، قلت: فبأيّ شيء يعرف هذا جعلت فداك؟ قال: بحبّنا وبغضنا.

ورواه الكلينيّ عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، وعن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن القاسم بن يحيى، عن جدّه

____________________

(١) تقدم في الحديث ٢ من الباب ١٥ من هذه الأبواب.

(٢) يأتي في الباب ٥ من أبواب المهور.

الباب ٥٣

فيه حديث واحد

١ - التهذيب ٧: ٤٠٧ / ١٦٢٧.

(٣) في المصدر: ولداً.

١١٣

الحسن بن راشد، عن أبي بصير، مثله إلى قوله: والنطفة واحدة(١) .

ورواه الصدوق بإسناده عن مثنّى بن الوليد، نحوه إلى قوله: وبعد موتي(٢) .

أقول: ويأتي ما يدلّ على ذلك(٣) .

٥٤ - باب كراهة التزويج والقمر في العقرب وفي محاق الشهر (*)

[ ٢٥١٧٣ ] ١ - محمّد بن الحسن بإسناده عن أحمد بن محمّد بن عيسى(٤) ، عن إسماعيل بن منصور، عن إبراهيم بن محمّد بن حمران، عن أبيه، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: من تزوّج امرأة والقمر في العقرب(٥) لم ير الحسنى.

ورواه المفيد في( المقنعة) مرسلاً (٦) .

محمّد بن عليّ بن الحسين بإسناده عن محمّد بن حمران عن أبيه مثله(٧) .

____________________

(١) الكافي ٥: ٥٠١ / ٣، وأورد صدره في الحديث ١ من الباب ٣٦ من الصلوات المندوبة.

(٢) الفقيه ٣: ٢٤٩ / ١١٨٧.

(٣) يأتي في الحديث ٤ من الباب ٥٥ وسائر احاديثه وفي الباب ٦٨ من هذه الأبواب ما يدلّ على استحباب الدعاء عند الجماع.

الباب ٥٤

فيه ٣ احاديث

* - المحاق من الشهر: ليال من آخره. ( الصحاح للجوهري ٤: ١٥٥٣ ).

١ - التهذيب ٧: ٤٦١ / ١٨٤٤.

(٤) في نسخة من التهذيب ٧: ٤٠٧ / ١٦٢٨ زيادة: عن عليّ بن اسباط. وكتب في هامش المصححة ما نصه: ( عن عليّ بن اسباط، نسخة وفي موضع آخر ) كذا صورة خطه في الاصل.

(٥) العقرب: برج في السماء. ( الصحاح للجوهري ١: ١٨٨ ).

(٦) المقنعة: ٧٩.

(٧) الفقيه ٣: ٢٥٠ / ١١٨٨.

١١٤

[ ٢٥١٧٤ ] ١ - قال: وروى أنّه يكره التزويج في محاق الشهر.

[ ٢٥١٧٥ ] ٣ - وفي( عيون الأخبار) وفي( العلل) عن محمّد بن أحمد السناني، عن محمّد بن أبي عبدالله الكوفيّ، عن سهل بن زياد، عن عبد العظيم بن عبدالله الحسني، عن عليّ بن محمّد العسكرّي، عن آبائه( عليهم‌السلام ) - في حديث - قال: من تزوّج والقمر في العقرب لم ير الحسنى، وقال: من تزوّج في محاق الشهر فليسلم لسقط الولد.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك في الحج(١) .

٥٥ - باب استحباب الدخول على طهر وصلاة ركعتين والدعاء بالمأثور، ووضع اليد على ناصيتها واستقبال القبلة حال الدعاء

[ ٢٥١٧٦ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، وعن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبدالله جميعاً، عن ابن محبوب، عن جميل، عن أبي بصير قال: سمعت رجلاً وهو يقول لابي جعفر( عليه‌السلام ) : اني رجل قد اسننت وقد تزوجت امرأة بكراً صغيرة ولم أدخل بها، وأنا أخاف إذا دخلت عليّ فرأتني(٢) أن تكرهني لخضابي وكبري، فقال أبوجعفر( عليه‌السلام ) : إذا دخلت فمرهم قبل أن تصل إليك أن تكون متوضّئة، ثمّ أنت لا تصل إليها حتّى توضّأ وصّل ركعتين، ثمّ مجّد الله وصلّ

____________________

٢ - الفقيه ٣: ٢٥٠ / ١١٨٩.

٣ - عيون اخبار الرضا (عليه‌السلام ) ١: ٢٨٨ / ٣٥، علل الشرائع: ٥١٤ / ٤ اورد صدره في الحديث ٦ من الباب ٦٤ من هذه الأبواب.

(١) تقدم في الباب ١١ من أبواب آداب السفر.

الباب ٥٥

فيه ٥ احاديث

١ - الكافي ٥: ٥٠٠ / ١.

(٢) في المصدر: تراني.

١١٥

على محمّد وآل محمّد، ثمّ ادع الله ومرمن معها أن يؤمّنوا على دعائك، وقل: « اللّهم ارزقني إلفها وودّها ورضاها، وارضني بها واجمع بيننا بأحسن اجتماع وآنس ائتلاف فإنك تحبّ الحلال وتكره الحرام » ثمّ قال: واعلم أنّ الإلف من الله، والفرك(١) من الشيطان ليكره ما أحلّ الله.

ورواه الشيخ بإسناده عن الحسن بن محبوب، نحوه(٢) .

[ ٢٥١٧٧ ] ٢ - وعن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن( أبي أيّوب الخرّاز) (٣) ، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: إذا دخلت باهلك فخذ بناصيتها واستقبل القبلة وقل: اللهم بأمانتك أخذتها، وبكلماتك استحللتها، فإن قضيت لي منها ولداً فاجعله مباركاً تقيّاً من شيعة آل محمّد، ولا تجعل للشيطان فيه شركاً ولا نصيباً.

ورواه الصدوق مرسلاً، نحوه(٤) .

[ ٢٥١٧٨ ] ٣ - وعن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن أبي يوسف، عن الميثميّ رفعه قال: أتى رجل أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) فقال له: اني قد تزوّجت فادع الله لي، فقال: قل: اللهم بكلماتك استحللتها، وبأمانتك أخذتها، اللهم اجعلها ولوداً ودوداً لا تفرك تأكل ما راح ولا تسأل عمّا سرح.

[ ٢٥١٧٩ ] ٤ - وعن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن

____________________

(١) الفرك: البغض ولم يسمع إلا في الزوجين.( هامش المخطوط )، ( الصحاح للجوهري ٤: ١٦٠٣ ).

(٢) التهذيب ٧: ٤٠٩ / ١٦٣٦.

٢ - الكافي ٥: ٥٠٠ / ٢.

(٣) في المصدر: ابي ايوب الخزاز.

(٤) الفقيه ٣: ٢٥٤ / ١٢٠٥.

٣ - الكافي ٥: ٥٠١ / ٤.

٤ - الكافي ٥: ٥٠١ / ٥.

١١٦

أبان، عن عبد الرحمن بن أعين قال: سمعت أبا عبدالله( عليه‌السلام ) يقول: إذا أراد الرجل أن يتزوّج المرأة فليقل: أقررت بالميثاق ألذّي أخذ الله إمساك بمعروف او تسريح باحسان.

[ ٢٥١٨٠ ] ٥ - محمّد بن الحسن بإسناده عن محمّد بن(١) خالد، عن محمّد بن عيسى، عن أبان، عن حريز، عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: إذا أردت الجماع فقل: اللهم ارزقني ولداً واجعله تقيّاً زكياً ليس في خلقه زيادة ولا نقصان واجعل عاقبته إلى خير.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(٢) .

٥٦ - باب استحباب المكث واللبث وترك التعجيل عند الجماع

[ ٢٥١٨١ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن جعفر ابن محمّد الأشعريّ، عن ابن القدّاح، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : إذا جامع أحدكم أهله فلا يأتيهنّ كما يأتي الطير ليمكث وليلبث، قال بعضهم: وليتلبّث.

ورواه الشيخ بإسناده عن محمّد بن يعقوب، مثله(٣) .

[ ٢٥١٨٢ ] ٢ - وعنهم، عن سهل، عن ابن شمون، عن الأصمّ، عن

____________________

٥ - التهذيب ٧: ٤١١ / ١٦٤١.

(١) في المصدر: محمّد بن ابي خالد.

(٢) تقدم في الباب ٥٣ من هذه الأبواب، ويأتي ما يدلّ عليه في الباب ٦٨ من هذه الأبواب.

الباب ٥٦

فيه ٤ احاديث

١ - الكافي ٥: ٤٩٧ / ٢.

(٣) التهذيب ٧: ٤١٢ / ١٦٤٨.

٢ - الكافي ٥: ٥٦٧ / ٤٨.

١١٧

مسمع، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : إذا أراد أحدكم أن يأتي أهله فلا يعجّلها.

[ ٢٥١٨٣ ] ٣ - محمّد بن عليّ بن الحسين قال: قال الصادق( عليه‌السلام ) : ان أحدكم ليأتي أهله فتخرج من تحته، فلو أصابت زنجيّاً لتشبّثت به فاذا أتى أحدكم أهله فليكن بينهما مداعبة فانّه أطيب للامر.

[ ٢٥١٨٤ ] ٤ - وفي( الخصال) بإسناده عن عليّ( عليه‌السلام ) - في حديث الأربعمائة - قال: إذا أراد أحدكم أن يأتي زوجته فلا يعجلها فإنّ للنساء حوائج(١) .

٥٧ - باب استحباب ملاعبة الزوجة ومداعبتها

[ ٢٥١٨٥ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن أبي عليّ الأشعريّ، عن أحمد بن اسحاق، عن سعدان بن مسلم، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: ليس شيء تحضره الملائكة إلّا الرهان وملاعبة الرجل أهله.

[ ٢٥١٨٦ ] ٢ - وعن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن أحمد، عن عليّ بن إسماعيل رفعه قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : ارموا واركبوا وأن ترموا أحبّ إليّ من أن تركبوا، ثمّ قال: كلّ لهو المؤمن باطل إلّا في ثلاث: في

____________________

٣ - الفقيه ٣: ٣٦٤ / ١٧٣٢.

٤ - الخصال: ٦١٠ - ٦٣٧ / ١٠، ويأتي ما يدلّ على ذلك في الباب ٥٧ من هذه الأبواب.

(١) كذا في المخطوط، لكن في المصححة ( جوائح ).

الباب ٥٧

فيه ٣ احاديث

١ - الكافي ٥: ٥٥٤ / ١، واورده في الحديث ١ من الباب ٢، وباسناد آخر في الحديث ٤ من الباب ١ من أبواب السبق والرماية.

٢ - الكافي ٥: ٥٠ / ١٣، وأورد تمامة عنه وعن التهذيب في الحديث ٣ من الباب ٥٨ من أبواب جهاد العدو، وقطعة في الحديث ٥ من الباب ١ من أبواب السبق والرماية وفي الحديث ٣ من الباب ١٧ من أبواب احكام الدواب.

١١٨

تأديبه الفرس، ورميه عن القوس، وملاعبته امرأته فانّهنّ حقّ.

[ ٢٥١٨٧ ] ٣ - عبدالله بن جعفر في( قرب الإِسناد ): عن السنديّ بن محمّد، عن أبي البختري، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) ، عن أبيه،( عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : ثلاثة من الجفا: أن يصحبّ الرجل الرجل فلا يسأله عن اسمه وكنيته، وأن يدعى الرجل إلى طعام فلا يجيب وأن يجيب فلا يأكل، ومواقعة الرجل أهله قبل الملاعبة.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(١) ، ويأتي ما يدلّ عليه(٢) .

٥٨ - باب جواز الجماع عارياً على كراهية، وفي الحمام، وفي الماء

[ ٢٥١٨٨ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن الحسين بن محمّد، عن معلّى بن محمّد، عن الوشّاء، عن إبراهيم بن أبي بكر النحّاس، عن موسى بن بكر، عن أبي الحسن( عليه‌السلام ) في الرجل يجامع فيقع عنه ثوبه قال: لا بأس.

محمّد بن الحسن بإسناده عن محمّد ابن يعقوب، مثله(٣) .

[ ٢٥١٨٩ ] ٢ - وبإسناده عن محمّد بن العيص(٤) أنه سأل أبا عبدالله( عليه

____________________

٣ - قرب الإِسناد: ٧٤، اخرجه في الحديث ٤ من الباب ١٠١ من أبواب احكام العشرة.

(١) تقدم في الحديث ١ من الباب ١٠١ من أبواب احكام العشرة، وفي الباب ٥٦ من هذه الأبواب

(٢) يأتي في الحديث ٢ من الباب ٨٦ من هذه الأبواب.

الباب ٥٨

فيه ٣ احاديث

١ - الكافي ٥: ٤٩٧ / ٣.

(٣) التهذيب ٧: ٤١٣ / ١٦٤٩.

٢ - التهذيب ٧: ٤١٢ / ١٦٤٦.

(٤) في نسخة: الفيض ( هامش المخطوط ).

١١٩

السلام) فقال له: أُجامع وأنا عريان؟ فقال: لا ولا مستقبل القبلة ولا مستدبرها.

[ ٢٥١٩٠ ] ٣ - محمّد بن عليّ بن الحسين في( العلل ): عن أبيه، عن أحمد بن إدريس عن محمّد بن أحمد، عن إبراهيم بن هاشم، عن الحسين بن الحسن القزوينيّ، عن سليمان بن جعفر البصري، عن عبدالله بن الحسين بن زيد العلوي، عن أبيه، عن جعفر بن محمّد، عن آبائه( عليهم‌السلام ) عن النبى( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) قال: إذا تجامع الرجل والمرأة فلا يتعرّيان فعل الحمارين فإنّ الملائكة تخرج من بينهما إذا فعلا ذلك.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على الحكمين الاخيرين في آداب الحمام(١) .

٥٩ - باب جواز النظر إلى جميع بدن الزوجة حتّى الفرج في حال الجماع على كراهية فيها

[ ٢٥١٩١ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن رجل، عن إسحاق بن عمّار، عن أبى عبدالله( عليه‌السلام ) في الرجل ينظر إلى امرأته وهي عريانة، قال: لا بأس بذلك، وهل اللذة إلّا ذلك.

[ ٢٥١٩٢ ] ٢ - وعن عليّ بن محمّد بن بندار، عن أحمد بن أبي عبدالله،( عن أبيه) (٢) ، عن أحمد بن النضر، عن محمّد بن سكين(٣) الحنّاط، عن أبي حمزة

____________________

٣ - علل الشرائع: ٥١٨ / ٨.

(١) تقدم في اكثر احاديث الباب ١٥ من أبواب آداب الحمام.

الباب ٥٩

فيه ٨ احاديث

١ - الكافي ٥: ٤٩٧ / ٦، والتهذيب ٧: ٤١٣ / ١٦٥٢.

٢ - الكافي ٥: ٤٩٧ / ٥.

(٢) ليس في التهذيب.

(٣) في المصدر: مسكين.

١٢٠

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

سعد توجه إلى الكوفة بالسبايا على الجمال ، نحو أربعين جملا ، بغير وطاء ولا غطاء ، وفخذا علي بن الحسينعليه‌السلام يترشحان دما.

تسيير رأس الحسينعليه‌السلام إلى الكوفة

٢٩٠ ـ تسيير رأس الحسينعليه‌السلام مع خولي :

(لواعج الأشجان للسيد الأمين ، ص ١٧٢)

وسرّح عمر بن سعد من يومه ذلك ـ وهو يوم عاشوراء ـ برأس الحسينعليه‌السلام مع خولي بن يزيد الأصبحي وحميد بن مسلم الأزدي ، إلى عبيد الله بن زياد.

(أقول) : المسافة من كربلاء إلى الكوفة نحو ٧٢ كم ، وتحتاج في قطعها إلى أكثر من يوم كامل ، فيكون وصول الرأس الشريف إلى الكوفة مساء اليوم الحادي عشر من المحرم. ولما وجد خولي قصر الإمارة في الكوفة مغلقا ، عمد إلى تبييت الرأس الشريف في داره كما سترى. وفي صبيحة اليوم التالي [١٢ محرم] كان خولي مع الرأس يدخل القصر ، ليأخذ الجائزة من ابن زياد.

٢٩١ ـ مسجد الحنّانة أول منزل نزل به رأس الحسينعليه‌السلام :

(معالي السبطين للمازندراني ، ج ٢ ص ٥٦)

في (نفس المهموم) قال الشيخ عباس القمي : وفي ظهر الكوفة عند قائم الغريّ ، مسجد يسمى بالمسجد الحنّانة ، فيه يستحب زيارة الحسينعليه‌السلام ، لأن رأسهعليه‌السلام وضع هناك ، ومن هناك حمل إلى عبيد الله بن زياد. ولما جيء برأس الحسينعليه‌السلام من كربلاء إلى الكوفة ، ووصل هناك وقد مضى من الليل شطره ، فوضع الحامل اللعين الرأس المبارك في ذلك المقام ، وهذا أول منزل نزل به رأس الحسينعليه‌السلام في طريق الكوفة ، بقي غريبا وحيدا في ذلك المقام. ثم بنوا مسجدا في ذلك المكان ، وسمي بالمسجد الحنّانة. وقيل سمّي بالحنانة لأنه لما وضع رأس الحسينعليه‌السلام فيه ، سمع من الرأس الشريف حنين وأنين إلى الصباح.

(أقول) : إن هذا المسجد يقع في زماننا داخل النجف ، وتسمى تلك المنطقة بالحنّانة. وتقع النجف في ظاهر الكوفة من الجهة الغربية على بعد عدة كيلومترات.

٢٩٢ ـ مبيت الرأس الشريف في دار خولي :

(لواعج الأشجان للسيد الأمين ، ص ١٧٢)

(وجاء خولي بالرأس الشريف) فوجد باب القصر مغلقا ، فأتى بالرأس إلى

٢٦١

منزله ، فوضعه تحت إجّانة(١) ، ودخل فراشه. وكان لخولي امرأتان : امرأة أسدية ، وامرأة حضرمية يقال لها النّوّار ، وكانت تلك الليلة ليلة الحضرمية ، فأوى إلى فراشها. فقالت له : ما الخبر؟. فقال : جئتك بغنى الدهر ، هذا رأس الحسين ابن علي معك في الدار. فقالت : ويلك ، جاء الناس بالذهب والفضة ، وجئت برأس ابن بنت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم !. والله لا يجمع رأسي ورأسك وسادة أبدا. وقامت من الفراش فخرجت إلى الدار قالت : فما زلت والله أنظر إلى نور يسطع مثل العمود من الإجّانة إلى السماء ، ورأيت طيورا بيضا [لعلها الملائكة] ترفرف حولها وحول الرأس. فلما أصبح خولي ، غدا بالرأس إلى ابن زياد. وفي (البداية والنهاية) لابن كثير ، ج ٨ ص ١٩٠ : إن زوجته [العيّوف] رأت النور يسطع من تحت الإجانة إلى السماء ، وطيورا بيضا ترفرف حولها ، وأن زوجته الأخرى النوّار بنت مالك ، قالت له : أتيت برأس ابن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، لا يجمعني وإياك فراش أبدا ، ثم فارقته.

يقول السيد المقرم في مقتله ، ص ٣٩١ : وكان منزل خولي على فرسخ [نحو ٦ كم] من الكوفة ، فأخفى الرأس عن زوجته الأنصارية [وكان اسمها العيّوف] ، لما يعهده من موالاتها لأهل البيتعليهم‌السلام ، إلا أنها لما رأت من التنور نورا راعها ذلك ، إذ لم تعهد فيه شيئا. فلما قربت منه سمعت أصوات نساء يندبن الحسينعليه‌السلام بأشجى ندبة. فحدّثت زوجها وخرجت باكية ، ولم تكتحل ولم تتطيب حزنا على الحسينعليه‌السلام .

حوادث اليوم الثاني عشر من المحرم

٢٩٣ ـ دخول الرأس الشريف إلى الكوفة :

(مع الحسين في نهضته لأسد حيدر ، ص ٢٩٢)

يقول السيد أسد حيدر : ودخلت الكوفة ـ في اليوم الثاني عشر ـ مجموعة من الجند المدججين بالسلاح ، يقدمهم قاتل الحسين ، وهو يحمل الرأس ، ويرتجز مفتخرا :

املأ ركابي فضة أو ذهبا

إني قتلت السيد المحجّبا

__________________

(١) الإجّانة : هي الوعاء الّذي يعجن فيه العجين ، ويسمى اليوم المعجن.

٢٦٢

٢٩٤ ـ خولي يطلب الجائزة من ابن زياد :

(مقتل الحسين للمقرّم ، ص ٣٩٢)

وعند الصباح غدا [خولي] بالرأس إلى قصر الإمارة ، وقد رجع ابن زياد في ليلته من معسكره بالنّخيلة ، فوضع الرأس بين يديه وهو يقول :

املأ ركابي فضة أو ذهبا

إني قتلت السيد المحجبا

وخيرهم من يذكرون النسبا

قتلت خير الناس أمّا وأبا

فساء ابن زياد قوله أمام الجمع ، فقال له : إذا علمت أنه كذلك فلم قتلته؟. والله لا نلت مني شيئا.

يقول السيد الأمين في (لواعج الأشجان) ص ١٨٣ : وقيل : إن سنانا أنشده هذه الأبيات على باب فسطاط عمر بن سعد (في كربلاء) ، فحذفه بالقضيب ، وقال له :أو مجنون أنت ، والله لو سمعك ابن زياد لضرب عنقك.

وقيل : المنشد لها عند ابن سعد هو الشمر ، باعتباره هو القاتل الحقيقي.

توضيح :

يظهر من الروايات السابقة أن الرأس الشريف قد حمله خولي إلى الكوفة قبل ورود السبايا بيوم ، ودخل به على ابن زياد يطلب الجائزة. لكن روايات أخرى تذكر دخول السبايا والرؤوس إلى الكوفة معا ومعها الرأس الشريف. ولا يمكن إزالة التعارض بين الأمرين إلا بافتراض أن خولي بعد إدخاله الرأس على ابن زياد ، عاد فأرجعه ودخل به مع ركب السبايا والرؤوس.

السبايا والرؤوس في الكوفة

٢٩٥ ـ ورود السبايا والرؤوس على الكوفة :

(وسيلة الدارين في أنصار الحسين للزنجاني ، ص ٣٥٤)

قال الفاضل الدربندي في (أسرار الشهادة) : فلما وصل عسكر ابن زياد (بالسبايا والرؤوس) إلى الكوفة (مساء ١٢ محرم) غابت الشمس ، فلم يتمكنوا من أن يدخلوا الكوفة بأجمعهم ، فنزل طوائف منهم من الحرسة والموكلين على السبايا والرؤوس المطهرة في خارج الكوفة ، وضربوا الخيام والفساطيط من ناحية ، وأنزلوا السبايا وأهل بيت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من ناحية أخرى.

٢٦٣

حوادث اليوم الثالث عشر من المحرم

٢٩٦ ـ ابن زياد يعلن الأحكام العرفية في الكوفة :

(المصدر السابق)

قال الفاضل الدربندي : وفي (الكبريت الأحمر) للشيخ محمّد باقر القائني : أمر ابن زياد في يوم ورود السبايا على الكوفة أن لا يخرج أحد من أهل الكوفة مع السلاح ، وأمر بعشرة آلاف فارس أن يأخذوا السكك والطرق والأسواق والشوارع ، خوفا من الناس من أن تتحرك حميتهم وغيرتهم وإحساساتهم على أهل البيتعليه‌السلام ، إذا رأوهم بتلك الحالة. وأمر أن تجعل الرؤوس في أوساط المحامل ، أمام النساء. وأمر أيضا بأن يطاف بهم في الشوارع والأسواق حتى يغلب على الناس الخوف والخشية.

٢٩٧ ـ وصف كيفية دخول الرؤوس والسبايا :

(مدينة المعاجز للشيخ هاشم البحراني ، ص ٢٧١ ط حجر إيران)

روى سهل بن حبيب الشهررودي قال : كنت قد أقبلت في تلك السنة أريد الحج إلى بيت الله الحرام ، فدخلت الكوفة فوجدت الأسواق معطلة والدكاكين مغلقة ، والناس مجتمعون خلقا كثيرا حلقا حلقا ؛ منهم من يبكي سرا ، ومنهم من يضحك جهرا. فتقدمت إلى شيخ منهم وقلت له : يا شيخ ما نزل بكم؟. أراكم مجتمعين كتائب ، ألكم عيد لست أعرفه للمسلمين؟. فأخذ بيدي وعدل بي ناحية عن الناس ، وقال : يا سيدي ما لنا عيد. ثم بكى بحرقة ونحيب. فقلت : أخبرني يرحمك الله.قال : إن بكاءهم بسبب عسكرين : أحدهما منصور ، والآخر مهزوم مقهور. فقلت :لمن هذان العسكران؟. فقال : عسكر ابن زياد وهو ظافر منصور ، وعسكر الحسين بن عليعليه‌السلام وهو مهزوم مكسور.

ثم قال : واحرقتاه أن يدخل علينا رأس الحسينعليه‌السلام . فما استتم كلامه ، إذ سمعت البوقات تضرب ، والرايات تخفق قد أقبلت. فمددت طرفي وإذا بالعسكر قد أقبل ودخل الكوفة. فلما انقضى دخوله سمعت صيحة عالية ، وإذا برأس الحسينعليه‌السلام قد أقبل على رمح طويل ، وقد لاحت شواربه ، والنور يخرج ساطعا من فيه ، حتى يلحق بعنان السماء. فخنقتني العبرة لمّا رأيته.

٢٦٤

٢٩٨ ـ دخول الرؤوس على الرماح :

(مدينة المعاجز للشيخ هاشم البحراني ، ص ٢٧١ ط حجر إيران)

قال الشيخ هاشم البحراني : وشالوا الرؤوس على الرماح ، ومعهم ثمانية عشر رأسا علويا على أطراف الرماح ، وقد رفعوها وأشهروها على الأعلام. ورأس مولانا الحسينعليه‌السلام قد أخذ عمود نور من الأرض إلى السماء ، كأنه البدر. وكان القوم يسيرون على نوره. وكان قد رفعوه على ذابل طويل ، وسيّروه على رأس عمر ابن سعد.

٢٩٩ ـ دخول السبايا إلى الكوفة :

(وسيلة الدارين ، ص ٣٥٥)

ثم أقبلت السبايا ، وإذا بعلي بن الحسينعليه‌السلام على بعير بلا غطاء ولا وطاء ، وفخذاه ينضحان دما. ورأيت جارية على بعير بغير غطاء ولا وطاء (وعليها برقع خز أدكن) ، فسألت عنها؟. فقيل لي : هذه أم كلثوم ، وهي تنادي : يا أهل الكوفة ، غضّوا أبصاركم عنا. أما تستحيون من الله ورسوله ، أن تنظروا إلى حرم رسول الله وهن حواسر؟!.

قال : فوقفوا بباب بني خزيمة. ونظرت أم كلثوم إلى رأس أخيها ، فبكت وشقّت جيبها ، وأنشأت تقول :

ما ذا تقولون إذ قال النبي لكم

ما ذا فعلتم وأنتم آخر الأمم

بعترتي وبأهلي بعد مفتقدي

منهم أسارى ، ومنهم ضرّجوا بدم

ما كان هذا جزائي إذ نصحت لكم

أن تخلفوني بسوء في ذوي رحمي

إني لأخشى عليكم أن يحلّ بكم

مثل العذاب الّذي يأتي على الأمم

٣٠٠ ـ خبر الّذي علّق رأس العباس الأصغر بن عليعليه‌السلام في لبب فرسه :

(حياة الإمام الحسين ، ج ٣ ص ٢٧٠)

العباس الأصغرعليه‌السلام هو أخو الإمام الحسينعليه‌السلام لأبيه ، وأمه لبّابة بنت عبيد الله بن العباس ، استشهد يوم الطف(١) .

يقول القاسم بن الأصبغ المجاشعي : لما أتي بالرؤوس إلى الكوفة ، رأيت فارسا

__________________

(١) تاريخ خليفة خياط ، ج ١ ص ٢٢٥.

٢٦٥

قد أقبل ، وقد علّق في ساق فرسه رأس غلام أمرد ، كأنه القمر ليلة البدر (وبين عينيه أثر السجود) ، فإذا طأطأ الفرس برأسه لحق رأس الغلام بالأرض. فسألت عن الفارس؟. فقيل : هو حرملة بن كاهل. وسألت عن الرأس؟. فقيل : هو رأس العباس بن عليعليه‌السلام (١) .

وهذا مما يؤكد وجود العباس الأصغر ، لأن العباس الأكبرعليه‌السلام لم يكن غلاما أمرد ، بل كان عمره يوم قتل أربعا وثلاثين سنة.

٣٠١ ـ قصة الّذي حمل رأس حبيب بن مظاهر (رض):

(أعيان الشيعة للسيد الأمين)

فلما رجع التميمي إلى الكوفة ، علّق رأس حبيب في عنق فرسه.

وكان لحبيب (رض) ابن يسمى القاسم قد راهق ، فجعل يتبع الفارس الّذي معه رأس أبيه ، فارتاب به. فقال : مالك تتبعني؟. قال : إن هذا الرأس الّذي معك هو رأس أبي ، فأعطني إياه حتى أدفنه. فقال : إن الأمير لا يرضى أن يدفن ، وأرجو أن يثيبني. فقال : لكن الله لا يثيبك إلا أسوأ الثواب ؛ وبكى الغلام ثم لم يزل يتبع أثر قاتل أبيه بعدما أدرك ، حتى قتله وأخذ بثأر أبيه ، وذلك أنه كان في عسكر ، فهجم عليه وهو في خيمة له نصف النهار ، فقتله وأخذ رأسه.

وقد مرّت القصة في الفقرة رقم ٦٢ ؛ فراجع.

٣٠٢ ـ كيفية دخول سبايا أهل البيتعليه‌السلام إلى الكوفة :

يقول السيد ابن طاووس في (اللهوف) ص ٦١ : وسار ابن سعد بالسبي المشار إليه ، فلما قاربوا الكوفة اجتمع أهلها للنظر إليهن. ويقول ابن نما في (مثير الأحزان) ص ٦٦ :

واجتمع الناس للنظر إلى سبي آل الرسول ، وقرة عين البتولعليه‌السلام .

٣٠٣ ـ شفقة نساء أهل الكوفة على السبايا :(البحار ، ج ٤٥ ص ١٠٨ ط ٣)

قال : فأشرفت امرأة من الكوفيات فقالت : من أي الأسارى أنتن؟. فقلن : نحن

__________________

(١) مرآة الزمان في تواريخ الزمان ، ص ٩٥ ؛ والحدائق الوردية ، ج ١ ص ١٣٢ ؛ والصراط السويّ في مناقب آل النبي ، ص ٩٢.

٢٦٦

أسارى آل محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . فنزلت من سطحها وجمعت ملاء وأزرا ومقانع ، فأعطتهن فتغطّين(١) .

وفي (أمالي الطوسي) قال : وكان مع النساء علي بن الحسينعليه‌السلام قد نهكته العلة (وفي عنقه الجامعة ، ويده مغلولة إلى عنقه) ، والحسن بن الحسن المثنّى ، وكان قد نقل من المعركة وبه رمق. وكان معهم أيضا زيد وعمرو ولدا الحسن السبطعليه‌السلام .

٣٠٤ ـ زين العابدينعليه‌السلام يقول لأهل الكوفة : قتلتمونا وتنوحون علينا؟! :

(المصدر السابق)

فجعل أهل الكوفة ينوحون ويبكون ، فقال علي بن الحسينعليه‌السلام : أتنوحون وتبكون من أجلنا؟ فمن ذا الّذي قتلنا غيركم؟!

٣٠٥ ـ خبر مسلم الجصّاص :(وسيلة الدارين في أنصار الحسين للزنجاني ، ص ٣٥٦)

وفي (البحار) عن مسلّم الجصّاص في رواية قال :

دعاني ابن زياد لإصلاح دار العمارة بالكوفة ، فبينما أنا أجصّص الأبواب ، وإذا أنا بالزعقات قد ارتفعت من جوانب الكوفة. فأقبلت على خادم كان يعمل معنا ، فقلت : مالي أرى الكوفة تضجّ بأهلها؟. قال : الساعة أتوا برأس خارجيّ خرج على يزيد. فقلت : من هذا الخارجي؟. فقال : هو حسين بن عليعليه‌السلام . قال : فتركت الخادم حتى خرج ، ولطمت وجهي حتى خشيت على عينيّ أن تذهبا ، وغسلت يديّ من الجص ، وخرجت من ظهر القصر ، وأتيت إلى الكناس. فبينما أنا واقف والناس يتوقعون وصول السبايا والرؤوس ، إذ قد أقبلت نحو أربعين شقة ، تحمل على أربعين جملا ، فيها الحرم والنساء وأولاد فاطمةعليه‌السلام ، وإذا بعلي بن الحسينعليه‌السلام على بعير بغير وطاء ، وهو مع ذلك يبكي ، ويقول هذه الأبيات :

يا أمة السوء لا سقيا لربعكم

يا أمة لم تراع جدّنا فينا

لو أننا ورسول الله يجمعنا

يوم القيامة ما كنتم تقولونا؟

تسيّرونا على الأقتاب عارية

كأننا لم نشيّد فيكم دينا

أليس جدي رسول الله ويلكم

أهدى البرية من سبل المضلّينا

__________________

(١) ملاء : جمع ملاءة ، وهي الريطة ذات لفقتين. وأزر : جمع إزار ، وهو ثوب يلبس على الفخذين. ومقانع : جمع مقنعة ، وهي ما تقنّع به المرأة رأسها وتغطيه به.

٢٦٧

٣٠٦ ـ الصدقة محرّمة على أهل البيتعليه‌السلام :(البحار ، ج ٤٥ ص ١١٤ ط ٣)

وصار أهل الكوفة يناولون الأطفال الذين على المحامل بعض التمر والخبز والجوز ، فصاحت بهم أم كلثوم وقالت : يا أهل الكوفة ، إن الصدقة علينا حرام.وصارت تأخذ ذلك من أيدي الأطفال وأفواههم وترمي به إلى الأرض. قال : كل ذلك والناس يبكون على ما أصابهم.

٣٠٧ ـ صفة الرأس الشريف :(البحار ، ج ١٠ ص ٢٢٤)

قال المجلسي : أتوا بالرؤوس إلى الكوفة ، يقدمهم رأس الحسينعليه‌السلام وهو رأس زهري قمري ، أشبه الخلق برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ولحيته كسواد السّبح(١) ، قد نصل بها الخضاب ، ووجهه دارة قمر طالع ، والريح تلعب بها يمينا وشمالا.

٣٠٨ ـ تأثّر زينبعليه‌السلام من رؤية رأس أخيهاعليه‌السلام :

(البحار ، ج ٤٥ ص ١١٥ ط ٣)

فالتفتت زينبعليه‌السلام فرأت رأس أخيها ، فنطحت جبينها بمقدّم المحمل ، حتى رأينا الدم يخرج من تحت قناعها ، وأومأت إليه بخرقة ، وجعلت تقول :

يا هلالا لمّا استتمّ كمالا

غاله خسفه فأبدى غروبا

ما توهّمت يا شقيق فؤادي

كان هذا مقدّرا مكتوبا

يا أخي ، فاطمة الصغرى كلّمها

فقد كاد قلبها أن يذوبا

يا أخي ، قلبك الشفيق علينا

ماله قد قسا وصار صليبا

يا أخي لو ترى عليا لدى الأس

ر مع اليتم لا يطيق جوابا

كلما أوجعوه بالضرب نادا

ك بذلّ يفيض دمعا سكوبا

يا أخي ، ضمّه إليك وقرّبه

وسكّن فؤاده المرعوبا

ما أذلّ اليتيم حين ينادي

بأبيه ، ولا يراه مجيبا

٣٠٩ ـ خطبة زينب الكبرىعليه‌السلام في أهل الكوفة :

(البحار ، ج ٤٥ ص ١٠٨ ط ٣)

[وفيها تعنّف أهل الكوفة على ما فعلوه ، وتبيّن لهم فداحة عملهم وذنبهم الّذي اقترفوه ، وتعدهم بالعذاب من الله ، والله لا يخفى عليه شيء مما عملوه].

__________________

(١) السّبج : حجر أسود شديد السواد.

٢٦٨

في (اللهوف) لابن طاووس : قال بشير بن خزيم الأسدي : ونظرت إلى زينب بنت عليعليه‌السلام يومئذ ، ولم أر والله خفرة(١) قطّ أنطق منها ، كأنما تفرغ على لسان أمير المؤمنين علي بن أبي طالبعليه‌السلام . وقد أومأت إلى الناس أن اسكتوا ، فارتدّت الأنفاس وسكنت الأجراس(٢) .

خطبة زينب العقيلةعليه‌السلام في أهل الكوفة(٣)

ثم قالتعليه‌السلام : الحمد لله ، والصلاة على أبي محمّد (رسول الله) وآله الطيبين الأخيار (آل الله).

أما بعد يا أهل الكوفة ، يا أهل الختل(٤) والغدر ، أتبكون فلا رقأت الدمعة ، ولا هدأت الرنّة. إنما مثلكم كمثل( كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَها مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكاثاً تَتَّخِذُونَ أَيْمانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ ) (٩٢) [النحل : ٩٢](٥) . ألا وهل فيكم إلا الصّلف والنّطف(٦) ، والعجب والكذب والشّنف(٧) ، وملق الإماء(٨) ، وغمز الأعداء(٩) ، أو كمرعى على دمنة(١٠) ، أو كقصّة على ملحودة(١١) . ألا بئس ما قدّمت لكم أنفسكم أن سخط الله عليكم ، وفي العذاب أنتم خالدون.

__________________

(١) الخفر : شدة الحياء.

(٢) الأجراس : جمع جرس ، وهو الصوت.

(٣) يقول السيد المقرم في مقتله ص ٤٠٢ : رتّبنا هذه الخطبة من (أمالي الشيخ الطوسي) وأمالي ابنه ، واللهوف لابن طاووس ومثير الأحزان لابن نما ، والمناقب لابن شهر اشوب والاحتجاج للطبرسي.

(٤) الختل : الخدعة.

(٥) سورة النحل ٩٢. تتخذون أيمانكم دخلا بينكم : أي دغلا وخيانة ومكرا.

(٦) الصّلف : مجاوزة الحد وادّعاء الإنسان فوق ما فيه تكبّرا ، والنّطف : القذف بالفجور.

(٧) الشّنف : البغض بغير حق.

(٨) الملق : أن تعطي باللسان ما ليس في القلب.

(٩) الغمز : الطعن.

(١٠) الدّمنة : المزبلة التي ينبت عليها المرعى. شبّهتهمعليه‌السلام بذلك المرعى لدناءة أصلهم ، وعدم الانتفاع بهم ، مع حسن ظاهرهم وخبث باطنهم.

(١١) الملحودة : القبر ، والقصّة : الجص الّذي يوضع على القبر. شبّهتهم بالجصّة التي تزيّن بها القبور ، في أنهم كالأموات زيّنوا أنفسهم بلباس الأحياء ، ولا ينتفع بهم الأحياء ، ولا يرجى منهم الكرم والوفاء. وروي (بفضة) والأول أصح.

٢٦٩

أتبكون وتنتحبون!. أي والله فابكوا كثيرا ، واضحكوا قليلا ، فلقد ذهبتم بعارها وشنارها(١) ، ولن ترحضوها(٢) بغسل بعدها أبدا. وأنى ترحضون ، قتل سليل خاتم النبوة ومعدن الرسالة ، ومدرّة(٣) حجّتكم ومنار محجّتكم ، وملاذ خيرتكم ، ومفزع نازلتكم ، وسيد شباب أهل الجنة. ألا ساء ما تزرون.

فتعسا ونكسا وبعدا لكم وسحقا ، فلقد خاب السعي ، وتبّت الأيدي(٤) ، وخسرت الصفقة ، وبؤتم بغضب من الله ورسوله ، وضربت عليكم الذلة والمسكنة.ويلكم يا أهل الكوفة ، أتدرون أيّ كبد لرسول الله فريتم(٥) ، وأيّ كريمة له أبرزتم ، وأي دم له سفكتم ، وأي حرمة له انتهكتم؟.( لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدًّا ٨٩تَكادُ السَّماواتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبالُ هَدًّا ) (٩٠) [مريم : ٨٩ ـ ٩٠] ولقد أتيتم بها (صلعاء عنقاء(٦) سوداء فقماء)(٧) خرقاء شوهاء(٨) ، كطلاع الأرض(٩) أو ملء السماء. أفعجبتم أن مطرت السماء دما! ولعذاب الآخرة أخزى ، وهم لا ينصرون.فلا يستخفّنكم المهل ، فإنه (عزوجل) لا يحفزه(١٠) البدار ، ولا يخاف فوت الثار ، وإن ربكم لبالمرصاد.

فقال لها الإمام السجّادعليه‌السلام : اسكتي يا عمّة (ففي الباقي عن الماضي اعتبار) وأنت بحمد الله عالمة غير معلّمة ، فهمة غير مفهّمة (إن البكاء والحنين لا يردّان من قد أباده الدهر). فقطعت «العقيلة» الكلام ، وأدهشت ذلك الجمع المغمور بالتمويهات والمطامع. وأحدث كلامها إيقاظا في الأفئدة ولفتة في البصائر ، وأخذت خطبتها من القلوب مأخذا عظيما ، وعرفوا عظيم الجناية ، فلا يدرون ما يصنعون!

__________________

(١) الشّنار : العيب. والضمير في (عارها وشنارها) راجع إلى الأمة أو الأزمنة.

(٢) ترحضوها : تغسلوها.

(٣) المدرّة (بالكسر) : زعيم القوم والمتكلم عنهم ، والذي يرجون رأيه.

(٤) تبّت الأيدي : أي خسرت أو هلكت ، والأيدي : إما مجاز للأنفس أو بمعناها.

(٥) الفري : القطع.

(٦) الصلعاء : الداهية الشديدة ، أو السّوءة الشنيعة البارزة المكشوفة. والعنقاء : الداهية

(٧) سوداء : قبيحة. وفقماء : عظيمة.

(٨) خرقاء : ليس فيها رفق. وشوهاء : قبيحة. والضمير في (جئتم بها) راجع إلى الفعلة القبيحة التي أتوا بها.

(٩) كطلاع الأرض : أي كملء الأرض.

(١٠) لا يحفزه : لا يحثّه ولا يعجله.

٢٧٠

٣١٠ ـ خطبة فاطمة الصغرى بنت الحسينعليهما‌السلام :

(مقتل الحسين للمقرّم ، ص ٤٠٧ ط ٣)

[تلوم فيها أهل الكوفة وتوبّخهم على قتل الحسينعليه‌السلام ، وتبيّن لهم منزلة أهل البيت (ع) وتكريم الله لهم ، وتعدهم العذاب الأليم من الله سبحانه على ما فعلوه].

خطبة فاطمة الصغرى بنت الحسينعليهما‌السلام

في (اللهوف) : روى زيد بن موسى الكاظم عن أبيه عن جدهعليهم‌السلام قال : خطبت فاطمة بنت الحسينعليها‌السلام فقالت :

الحمد لله عدد الرمل والحصى ، وزنة العرش إلى الثرى. أحمده وأومن به وأتوكل عليه ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمدا عبده ورسوله ، وأن أولاده ذبحوا بشط الفرات ، من غير ذحل ولا ترات(١) .

اللهم إني أعوذ بك أن أفتري عليك الكذب ، أو أن أقول عليك خلاف ما أنزلت عليه من أخذ العهود ، لوصيّه علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، المسلوب حقه ، المقتول من غير ذنب (كما قتل ولده بالأمس) في بيت من بيوت الله تعالى ، فيه معشر مسلمة بألسنتهم. تعسا(٢) لرؤوسهم ، ما دفعت عنه ضيما في حياته ولا عند مماته ، حتى قبضه الله تعالى إليه محمود النقيبة ، طيّب العريكة(٣) ، معروف المناقب ، مشهور المذاهب ، لم تأخذه في الله سبحانه لومة لائم ، ولا عذل عاذل. هديته الله مّ للإسلام صغيرا ، وحمدت مناقبه كبيرا ، ولم يزل ناصحا لك ولرسولك ، زاهدا في الدنيا ، غير حريص عليها ، راغبا في الآخرة ، مجاهدا لك في سبيلك ، رضيته فاخترته ، وهديته إلى صراط مستقيم.

أما بعد يا أهل الكوفة ، يا أهل المكر والغدر والخيلاء ، فإنا أهل بيت ابتلانا الله بكم ، وابتلاكم بنا ، فجعل بلاءنا حسنا ، وجعل علمه عندنا ، وفهمه لدينا ؛ فنحن عيبة علمه ، ووعاء فهمه وحكمته ، وحجته على الأرض في بلاده لعباده. أكرمنا الله بكرامته ، وفضّلنا بنبيّه محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله على كثير من خلقه تفضيلا.

__________________

(١) الذّحل : الحقد والعداوة ، يقال طلب بذحله : أي بثأره. والتّرات : جمع ترة وهي الوتر ، والموتور : هو الّذي قتل له قتيل فلم يدرك ثأره.

(٢) التّعس : الهلاك.

(٣) النقيبة : النفس والسجيّة. والعريكة : الطبيعة.

٢٧١

فكذّبتمونا وكفّرتمونا ، ورأيتم قتالنا حلالا ، وأموالنا نهبا ، كأننا أولاد ترك أو كابل ، كما قتلتم جدّنا بالأمس ، وسيوفكم تقطر من دمائنا أهل البيت ، لحقد متقدّم ، قرّت بذلك عيونكم ، وفرحت قلوبكم ، افتراء على الله ، ومكرا مكرتم ، والله خير الماكرين. فلا تدعونّكم أنفسكم إلى الجذل(١) بما أصبتم من دمائنا ، ونالت أيديكم من أموالنا ؛ فإن ما أصابنا من المصائب الجليلة والرزايا العظيمة ،( فِي كِتابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَها إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ ٢٢لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلى ما فاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِما آتاكُمْ وَاللهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتالٍ فَخُورٍ ) (٢٣) [الحديد : ٢٢ ـ ٢٣].

تبّا لكم ، فانتظروا اللعنة والعذاب ، فكأن قد حلّ بكم ، وتواترت من السماء نقمات ، فيسحتكم بعذاب(٢) ويذيق بعضكم بأس بعض ، ثم تخلّدون في العذاب الأليم ، يوم القيامة بما ظلمتمونا ، ألا لعنة الله على الظالمين.

ويلكم ، أتدرون أيّة يد طاعنتنا منكم ، وأية نفس نزعت إلى قتالنا. أم بأية رجل مشيتم إلينا ، تبتغون محاربتنا؟. والله قست قلوبكم ، وغلظت أكبادكم ، وطبع على أفئدتكم ، وختم على سمعكم وبصركم ، وسوّل لكم الشيطان وأملى لكم ، وجعل على أبصاركم غشاوة ، فأنتم لا تهتدون.

تبّا لكم يا أهل الكوفة ، أيّ ترات لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قبلكم ، وذحول له لديكم ، بما صنعتم (غدرتم) بأخيه علي بن أبي طالب جدي ، وبنيه وعترته الطيبين الأخيار ، وافتخر بذلك مفتخركم ، فقال :

نحن قتلنا عليا وبني عليّ

بسيوف هنديّة ورماح

وسبينا نساءهم سبي ترك

ونطحناهم فأيّ نطاح

بفيك أيها القائل الكثكث ولك الأثلب(٣) ، افتخرت بقتل قوم زكّاهم الله وطهّرهم وأذهب عنهم الرجس ، فاكظم واقع(٤) كما أقعى أبوك ، فإنما لكل امرئ ما اكتسب وما قدّمت يداه.

__________________

(١) الجذل : الفرح.

(٢) أسحته : استأصله.

(٣) الكثكث والأثلب (بالفتح أو الكسر فيهما ، والفتح أكثر) : دقاق التراب وفتات الحجارة.

(٤) اكظم : اسكت على غيظك. واقع : الأمر من الإقعاء ، وهو جلوس الكلب على إسته ، مفترشا رجليه وناصبا يديه.

٢٧٢

حسدتمونا ويلا لكم على ما فضّلنا الله تعالى( ذلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ) [الحديد : ٢١] ،( وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللهُ لَهُ نُوراً فَما لَهُ مِنْ نُورٍ ) [النور: ٤٠].

قال : فارتفعت الأصوات بالبكاء والنحيب ، وقالوا : حسبك يابنة الطيبين ، فقد أحرقت قلوبنا ، وأنضجت نحورنا ، وأضرمت أجوافنا ، فسكتتعليها‌السلام .

٣١١ ـ خطبة أم كلثوم بنت عليعليهما‌السلام :

(مقتل المقرم ، ص ٤١٠ ط ٣)

[وفيها تلوم أهل الكوفة ، وتبيّن لهم منزلة الإمام الحسينعليه‌السلام وفضله].

خطبة أم كلثوم بنت عليعليهما‌السلام

في (اللهوف) : وخطبت أم كلثوم بنت الإمام عليعليه‌السلام في ذلك اليوم من وراء كلّتها ، رافعة صوتها بالبكاء ، فقالت :

صه يا أهل الكوفة. تقتلنا رجالكم ، وتبكينا نساؤكم ، فالحاكم بيننا وبينكم الله ، يوم فصل الخطاب.

يا أهل الكوفة سوأة لكم ، ما لكم خذلتم حسينا وقتلتموه ، وانتهبتم أمواله وورثتموه ، وسبيتم نساءه ونكبتموه؟!. فتبّا لكم وسحقا.

ويلكم أتدرون أيّ دواه دهتكم ، وأي وزر على ظهوركم حملتم ، وأي دماء سفكتم؟ وأيّ كريمة أصبتموها ، وأي صبية أسلمتموها ، وأي أموال انتهبتموها؟!.قتلتم خير رجالات بعد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ونزعت الرحمة من قلوبكم. ألا إن حزب الله هم المفلحون ، وحزب الشيطان هم الخاسرون.

ثم قالت :

قتلتم أخي ظلما فويل لأمّكم

ستجزون نارا حرّها يتوقّد

سفكتم دماء حرّم الله سفكها

وحرّمها القرآن ثم محمّد

ألا فابشروا بالنار إنكم غدا

لفي سقر حقا يقينا تخلّدوا

وإني لأبكي في حياتي على أخي

على خير من بعد النبي سيولد

بدمع غزير مستهلّ مكفكف

على الخد مني ذائبا ليس يجمد

٢٧٣

قال : فضجّ الناس بالبكاء والنحيب ، ونشرت النساء شعورهن ، ووضعن التراب على رؤوسهن ، وخمشن الوجوه ، ولطمن الخدود ، ودعون بالويل والثبور ، فلم ير باك ولا باكية أكثر من ذلك اليوم.

٣١٢ ـ خطبة الإمام زين العابدينعليه‌السلام في أهل الكوفة :

(مقتل الحسين للمقرّم ، ص ٤١٠ ط ٣)

وجيء بعلي بن الحسينعليه‌السلام على بعير ظالع ، والجامعة في عنقه ، ويداه مغلولتان إلى عنقه ، وأوداجه تشخب دما ، فكان يقول :

يا أمة السوء لا سقيا لربعكم

يا أمة لم تراع جدّنا فينا

لو أننا ورسول الله يجمعنا

يوم القيامة ما كنتم تقولونا

تسيّرونا على الأقتاب عارية

كأننا لم نشيّد فيكم دينا

خطبة الإمام السجّادعليه‌السلام في أهل الكوفة

في (اللهوف) : ثم إن زين العابدينعليه‌السلام أومأ إلى الناس أن اسكتوا. فلما سكتوا حمد الله وأثنى عليه ، وذكر النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فصلى عليه ، ثم قال :

أيها الناس ، من عرفني فقد عرفني ، ومن لم يعرفني فأنا علي بن الحسين بن علي ابن أبي طالبعليه‌السلام . أنا ابن من انتهكت حرمته ، وسلبت نعمته ، وانتهب ماله ، وسبي عياله. أنا ابن المذبوح بشط الفرات ، من غير ذحل ولا ترات. أنا ابن من قتل صبرا ، وكفى بذلك فخرا.

أيها الناس ، ناشدتكم بالله هل تعلمون أنكم كتبتم إلى أبي وخدعتموه ، وأعطيتموه من أنفسكم العهود والميثاق والبيعة وقاتلتموه؟. فتبّا لكم لما قدّمتم لأنفسكم ، وسوأة لرأيكم. بأية عين تنظرون إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إذ يقول لكم : قتلتم عترتي ، وانتهكتم حرمتي ، فلستم من أمتي؟.

قال : فارتفعت أصوات الناس بالبكاء من كل ناحية. وقال بعضهم لبعض :هلكتم وما تعلمون!.

ثم قالعليه‌السلام : رحم الله امرأ قبل نصيحتي ، وحفظ وصيتي في الله وفي رسوله وأهل بيته ، فإن لنا في رسول الله أسوة حسنة.

٢٧٤

فقالوا بأجمعهم : نحن كلنا يابن رسول الله سامعون مطيعون حافظون لذمامك ، غير زاهدين فيك ، ولا راغبين عنك ، فمرنا بأمرك يرحمك الله ، فإنا حرب لحربك ، وسلم لسلمك ، نبرأ ممن ظلمك وظلمنا.

فقالعليه‌السلام : هيهات هيهات ، أيها الغدرة المكرة ، حيل بينكم وبين شهوات أنفسكم ، أتريدون أن تأتوا إليّ كما أتيتم إلى أبي من قبل!. كلا وربّ الراقصات [إلى منى] ، فإن الجرح لما يندمل. قتل أبي بالأمس وأهل بيته معه ، ولم ينس ثكل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وثكل أبي وبني أبي. إنّ وجده والله لبين لهاتي(١) ومرارته بين حناجري وحلقي ، وغصّته تجري في فراش(٢) صدري ، ومسألتي أن تكونوا لا لنا ولا علينا.

ثم قالعليه‌السلام : رضينا منكم رأسا برأس ، فلا يوم لنا ولا يوم علينا!.

٣١٣ ـ وصف بشير بن حذيم للناس وهم حيارى :(البحار ، ج ٤٥ ص ١٠٩)

بعد أن خطب زين العابدينعليه‌السلام في أهل الكوفة وقرّعهم ، قال ابن حذيم :فو الله لقد رأيت الناس يومئذ حيارى يبكون ، قد وضعوا أيديهم في أفواههم.فالتفتّ إلى شيخ إلى جانبي يبكي ، وقد اخضلّت لحيته بالبكاء ، ويده مرفوعة إلى السماء ، وهو يقول : بأبي أنتم وأمي ، كهولكم خير الكهول ، وشبابكم خير الشباب ، ونساؤكم خير النساء ، ونسلكم نسل كريم ، وفضلكم فضل عظيم.

تعليق هام :

يقول المازندراني في (معالي السبطين) ج ٢ ص ٦٢ :

ولعل هذه الخطب التي خطب بها أهل البيتعليهم‌السلام في الكوفة ، ليست في ورودهم بالكوفة في المرة الأولى التي كانوا فيها أسراء في أيدي القوم ، كما زعمه بعض أرباب المقاتل ، بل كان عند رجوعهم من كربلاء بعد الأربعين ، حين جاؤوا من الشام إلى كربلاء ليجددوا العهد بزيارة قبر الحسينعليه‌السلام ، ثم رجعوا إلى الكوفة وهم يريدون المدينة.

__________________

(١) اللهاة : اللحمة الموجودة في أقصى الفم.

(٢) الفراش (كسحاب) : كل عظم رقيق.

٢٧٥

في قصر الإمارة

٣١٤ ـ كرامات للرأس الشريف تنذر ابن زياد :(وسيلة الدارين ، ص ٣٦٣)

قال ابن حجر في (الصواعق) : لما جيء برأس الحسينعليه‌السلام إلى دار ابن زياد ، سالت حيطانها دما ، فرقّ له المحبّ والعدو. وحتى قالت مرجانة أم ابن زياد لابنها : يا خبيث ، قتلت ابن بنت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم !. والله لا ترى الجنة أبدا».

وروي أن اللعين حمل الرأس الشريف على يديه ، وجعل ينظر إليه ، فارتعدت يداه ، فوضع الرأس على فخذه ، فقطرت (نقطة) من الدم من نحره الشريف على ثوبه.

٣١٥ ـ نار في قصر الإمارة تتلقى ابن زياد لتحرقه :

(مقتل الحسين للمقرّم ، ص ٤١٩)

قال السيد المقرم : لما رجع ابن زياد من معسكره بالنّخيلة ، ودخل قصر الإمارة ، ووضع أمامه الرأس المقدس ، سالت الحيطان دما(١) ، وخرجت نار من بعض نواحي القصر ، وقصدت سرير ابن زياد(٢) (وفي رواية ابن الأثير : فاضطرم في وجهه نارا) فولى هاربا منها ، ودخل بعض بيوت القصر.

فتكلم الرأس الأزهر بصوت جهوري ، سمعه ابن زياد وبعض من حضر :

«إلى أين تهرب يا ملعون ، فإن لم تنلك في الدنيا ، فهي في الآخرة مثواك».

ولم يسكت الرأس حتى ذهبت النار ؛ وأدهش من في القصر لهذا الحادث الّذي لم يشاهد مثله(٣) .

٣١٦ ـ إدخال رأس الحسينعليه‌السلام والسبايا على عبيد الله بن زياد بالكوفة :

يقول السيد عبد الرزاق المقرّم في مقتله ، ص ٤٢٠ :

ولم يرتدع ابن زياد لهذا الحادث الفظيع ، فأذن للناس إذنا عاما ، وأمر بإدخال

__________________

(١) تاريخ ابن عساكر ، ج ٤ ص ٣٣٩ ؛ والصواعق المحرقة ، ص ١١٦.

(٢) كامل ابن الأثير ، ج ٤ ص ١٠٣ ؛ ومجمع الزوائد لابن حجر ، ج ٩ ص ١٩٦ ؛ ومقتل الخوارزمي ، ج ٢ ص ٨٧ ؛ والمنتخب للطريحي ، ص ٣٣٩.

(٣) شرح قصيدة أبي فراس ، ص ١٤٩.

٢٧٦

السبايا إلى مجلسه. فأدخلت عليه حرم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بحالة تقشعر لها الجلود.

ويقول السيد ابن طاووس في (اللهوف) ص ٦٦ :

ثم إن ابن زياد جلس في القصر ، وأذن للناس إذنا عاما ، وجيء برأس الحسينعليه‌السلام فوضع بين يديه ، وأدخل نساء الحسينعليه‌السلام وصبيانه إليه.

ويقول ابن نما في (مثير الأحزان) ص ٧٠ :

قال حميد بن مسلم : لما أدخل رهط الحسينعليه‌السلام على عبيد الله بن زياد ، أذن للناس إذنا عاما ، وجيء بالرأس فوضع بين يديه (في طشت).

٣١٧ ـ تشفّي ابن زياد من رأس الحسينعليه‌السلام وشماتته :

(وسيلة الدارين ، ص ٣٦٣)

قال الشيخ المفيد : فوضع الرأس بين يدي ابن زياد ، فجعل اللعين ينظر إليه ويتبسّم.

وفي بعض المقاتل : ويستهزئ به ، ويقول : ما أسرع الشيب إليك يا حسين ، لقد كنت حسن المضحك. وبيده قضيب يضرب به ثناياه.

وفي (نفس المهموم) للشيخ عباس القمي : تارة يضرب به أنف الحسينعليه‌السلام ، وأخرى يضرب به عينيه ، وتارة يطعن في فمه ، وأخرى يضرب به ثناياه.

وقال حميد بن مسلم : ورأيته ينكت [أي يضرب] ثناياه.

وفي (الأمالي) قال ابن زياد : يوم بيوم بدر!.

وفي (تذكرة الخواص) لسبط ابن الجوزي : وكان عنده أنس بن مالك فبكى ، وقال: كان أشبههم برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . وكان مخضوبا بالوسمة.

وروي أنه كان مخضوبا بالسواد. قالوا : ولا يثبت في ذلك ، وإنما غيّرته الشمس.

٣١٨ ـ فظاعة منظر الرأس الشريف حين وضع بين يدي ابن زياد ، وهو يضربه بالقضيب :(البحار ، ج ٤٥ ص ١٦٧ ط ٣)

روى الحكم بن محمّد بن القاسم عن جده قال : ما رأيت منظرا قط أفظع من إلقاء رأس الحسينعليه‌السلام بين يدي ابن زياد ، وهو ينكته.

وفي (الإتحاف بحب الأشراف) للشبراوي ، ص ٥٤ قال :

٢٧٧

فوضع الرأس بين يدي ابن زياد ، وجعل ينكث ثناياه بقضيب ، ويدخله أنفه ، ويتعجب من حسن ثغره!.

٣١٩ ـ جمال وجه الحسينعليه‌السلام (مثير الأحزان لابن نما)

وروي أن أنس بن مالك قال : شهدت عبيد الله بن زياد ، وهو ينكت بقضيب على أسنان الحسينعليه‌السلام ويقول : إنه كان حسن الثغر. فقال : أم والله لأسوءنّك ، لقد رأيت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقبّل موضع قضيبك من فيه.

وفي (البداية والنهاية) لابن كثير ، ج ٨ ص ٢٠٦ :

روى الترمذي من حديث حفصة بنت سيرين عن أنس قال : فجعل ينكت بقضيب في أنفه ، ويقول : ما رأيت مثل هذا حسنا.

٣٢٠ ـ مجادلة زيد بن أرقم لعبيد الله بن زياد :

(تذكرة الخواص لسبط ابن الجوزي ، ص ٢٦٧ ط ٢ نجف)

وقد روى ابن أبي الدنيا : أنه كان عند ابن زياد زيد بن أرقم ، فقال له : ارفع قضيبك ، فو الله لطالما رأيت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقبّل ما بين هاتين الشفتين. ثم جعل زيد يبكي ، فقال له ابن زياد : أبكى الله عينيك (أتبكي لفتح الله) والله لو لا أنك شيخ قد خرفت لضربت عنقك.

فنهض زيد وهو يقول : أيها الناس ، أنتم العبيد بعد اليوم ، قتلتم ابن فاطمة

(الصدّيقة المرضية) ، وأمّرتم ابن مرجانة (الخبيثة). والله ليقتلن أخياركم ، وليستعبدنّ شراركم ، فبعدا لمن رضي بالذل والعار.

ثم التفت راجعا إلى ابن زياد وقال : لأحدّثنك حديثا أغلظ من هذا : رأيت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أقعد حسنا على فخذه اليمنى ، وحسينا على فخذه اليسرى ، ثم وضع يده على يافوخيهما ، ثم قال : الله م إني أستودعك إياهما وصالح المؤمنين. فكيف كانت وديعة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عندك يابن زياد؟.[فغضب وهمّ بقتله].

وقال هشام بن محمّد : لما وضع الرأس بين يدي ابن زياد ، قال له كاهنه

[الكاهن : هو الّذي يقوم بأمر الرجل ويسعى في حاجته] : قم فضع قدمك على فم عدوك. فقام فوضع قدمه على فيه [أي على فم الحسينعليه‌السلام ]!.

٢٧٨

ثم قال لزيد بن أرقم : كيف ترى؟. فقال : والله لقد رأيت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم واضعا فاه حيث وضعت قدمك.

وقيل : إن هذه الواقعة جرت ليزيد بن معاوية مع زيد بن أرقم [في الشام].

وذكر ابن جرير [الطبري] : أن الّذي كان حاضرا عند يزيد أبو برزة الأسلمي ، لما نذكر.

وقال الشعبي : كان عند ابن زياد قيس بن عباد ، فقال له ابن زياد : ما تقول فيّ وفي حسين؟. فقال : يأتي يوم القيامة جده وأبوه وأمه فيشفعون فيه ، ويأتي جدك وأبوك وأمك فيشفعون فيك. فغضب ابن زياد ، وأقامه من المجلس.

٣٢١ ـ محاورة زينب العقيلةعليها‌السلام مع ابن زياد :

قال السيد المقرم في مقتله ، ص ١٢٥ ما معناه :

لما أمر ابن زياد بإدخال السبايا إلى مجلسه ، وقفت زينبعليها‌السلام في ذلك الجو الموبوء بالترّهات والأضاليل ، تبيّن للملأ نتائج أعمال هؤلاء المضلين ، وما يقصدونه من هدم أركان الدين ، وأن الشهداء إنما أرادوا بنهضتهم مع إمامهم الحسينعليه‌السلام إحياء شريعة جده المقدسة.

لقد وقفت العقيلة زينبعليها‌السلام في مجلس ابن زياد تفرغ عن لسان أخيها الحسينعليه‌السلام كلمات اللوم والتأنيب ، وآيات الحجة والبيان.

وقال الشيخ المفيد في (الإرشاد) : وأدخل عيال الحسينعليه‌السلام على ابن زياد.فدخلت زينب أخت الحسينعليهما‌السلام في جملتهم متنكّرة ، وعليها أرذل ثيابها.فمضت حتى جلست ناحية من القصر ، وحفّت بها إماؤها.

لكن جلال النبوة وبهاء الإمامة المنسدل عليها ، استلفت نظر ابن زياد ، فقال :من هذه التي انحازت فجلست ناحية ومعها نساؤها وهي متنكرة؟. فلم تجبه زينبعليها‌السلام . فقال له بعض إمائها : هذه زينب بنت فاطمة بنت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

فأقبل عليها ابن زياد [شامتا] فقال لها : الحمد لله الّذي فضحكم وقتلكم وأكذب أحدوثتكم. فقالت زينبعليها‌السلام : الحمد لله الّذي أكرمنا بنبيّه محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وطهّرنا من الرجس تطهيرا. إنما يفتضح الفاسق ويكذب الفاجر ، وهو غيرنا.

وفي (اللهوف) لابن طاووس ، ص ٩٠ ، قال ابن زياد : كيف رأيت صنع الله

٢٧٩

بأخيك وأهل بيتك؟. فقالت : ما رأيت إلا جميلا. هؤلاء قوم كتب الله عليهم القتل ، فبرزوا إلى مضاجعهم ، وسيجمع الله بينك وبينهم ، فتحاجّ وتخاصم(١) ، فانظر لمن الفلج [أي الفوز] يومئذ ، ثكلتك أمّك يابن مرجانة.

فغضب ابن زياد واستشاط من كلاهما معه ، في ذلك المحتشد ، وكأن همّ بها.فقال له عمرو بن حريث : أيها الأمير ، إنها امرأة ، والمرأة لا تؤاخذ بشيء من منطقها ، ولا تذمّ على خطئها.

فالتفت إليها ابن زياد وقال : لقد شفى الله قلبي من طاغيتك الحسين ، والعصاة المردة من أهل بيتك.

فرقّت العقيلة زينبعليها‌السلام وبكت وقالت له : لعمري لقد قتلت كهلي ، وأبرزت أهلي ، وقطعت فرعي ، واجتثثت أصلي. فإن كان هذا شفاؤك فقد اشتفيت.

فقال ابن زياد : هذه سجّاعة ، ولعمري لقد كان أبوها سجّاعا شاعرا.

فقالتعليه‌السلام : ما للمرأة والسجاعة ، إن لي عن السجاعة لشغلا ، ولكن صدري نفث بما قلت.

٣٢٢ ـ ملاسنة زين العابدينعليه‌السلام لابن زياد ، ومحاولة قتله :

(لواعج الأشجان للسيد الأمين ، ص ١٨٥)

ثم عرض عليه علي بن الحسينعليهما‌السلام ، فقال : من أنت؟. فقال : أنا علي بن الحسينعليه‌السلام . فقال : أليس قد قتل الله علي بن الحسين؟. فقال له عليعليه‌السلام :قد كان لي أخ (أكبر مني) يسمّى عليا ، قتله الناس. فقال ابن زياد : بل الله قتله.

فقال علي بن الحسينعليهما‌السلام :( اللهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِها ) [الزمر : ٤٢] ،( وَما كانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ ) [آل عمران : ١٤٥]. فغضب ابن زياد ، وقال : وبك جرأة لجوابي ، وفيك بقية للردّ عليّ؟!. اذهبوا فاضربوا عنقه. فتعلقت به زينبعليها‌السلام وقالت : يابن زياد حسبك من دمائنا ما سفكت ، وهل أبقيت أحدا غير هذا؟. واعتنقته وقالت : لا والله لا أفارقه ، فإن قتلته فاقتلني معه. فنظر ابن زياد إليها وإليه ساعة ، ثم قال : عجبا للرحم. والله إني لأظنها ودّت أني قتلتها معه.دعوه فإني أراه لما به.

__________________

(١) تاريخ الطبري ، ج ٦ ص ٢٦٢.

٢٨٠

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586