وسائل الشيعة الجزء ٢٠

وسائل الشيعة10%

وسائل الشيعة مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 586

المقدمة الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠
  • البداية
  • السابق
  • 586 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 430532 / تحميل: 6738
الحجم الحجم الحجم
وسائل الشيعة

وسائل الشيعة الجزء ٢٠

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

إلى النبيّ( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) فقال: يا رسول الله، ليس عندي طول فأنكح النساء فاليك أشكو العزوبيّة، فقال: وفّر شعر جسدك، وأدم الصيام ففعل، فذهب ما به من الشبق.

[ ٢٥٥٣٦ ] ٢ - محمّد بن عليّ بن الحسين بإسناده عن اسماعيل بن أبي زياد، عن جعفر، عن أبيه( عليهما‌السلام ) قال: قال عليّ( عليه‌السلام ) : ما كثر شعر رجل قطّ إلّا قلّت شهوته.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك في الصوم(١) .

١٤٠ - باب استحباب كثرة الزوجات والمنكوحات وكثرة اتيانهن بغير افراط

[ ٢٥٥٣٧ ] ١ - محمّد بن عليّ بن الحسين بإسناده عن معمّر بن خلاد قال: سمعت عليّ بن موسى الرضا( عليه‌السلام ) يقول: ثلاث من سنن المرسلين: العطر، وإحفاء الشعر، وكثرة الطروقة.

ورواه الكلينيّ والشيخ كما مرّ(٢) .

[ ٢٥٥٣٨ ] ٢ - قال: وقال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : من أراد البقاء ولا بقاء فليباكر الغداء وليجوّد الحذاء وليخفّف الرداء وليقلّ مجامعة النساء قيل: وما خفّة الرداء؟ قال: قلة الدين.

____________________

٢ - الفقيه ٣: ٣٠٣ / ١٤٥١.

(١) تقدم في الباب ٤ من أبواب الصوم المندوب.

الباب ١٤٠

فيه ١٢ حديثاً

١ - الفقيه ٣: ٢٤١ / ١١٤٠، واورده عن الكافي والتهذيب في الحديث ٧ من الباب ١ من هذه الأبواب، وفي الحديث ١ من الباب ٥٩، وفي الحديث ١ من الباب ٨٩ من أبواب آداب الحمام.

(٢) مرّ في الحديث ٧ من الباب ١ من هذه الأبواب.

٢ - الفقيه ٣: ٣٦١ / ١٧١٥.

٢٤١

[ ٢٥٥٣٩ ] ٣ - قال: وقال: تعلّموا من الديك خمس خصال: محافظته على أوقات الصلاة، والغيرة، والسخاء، والشجاعة، وكثرة الطروقة.

[ ٢٥٥٤٠ ] ٤ - وبإسناده عن مسعدّة بن صدقة، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه( عليهما‌السلام ) قال: قيل له: ما بال المؤمن أعزّ(١) شيء؟ فقال: لأنّ عزّ الإِيمان(٢) في قلبه، ومحض الإِيمان في صدره - إلى أن قال: - فما بال المؤمن قد يكون أنكح شيء؟ قال: لانه يحفظ فرجه عن فروج لا تحلّ له لكيلا تميل به شهوته هكذا وهكذا، فاذا ظفر بالحلال اكتفى به واستغنى عن غيره.

[ ٢٥٥٤١ ] ٥ - وفى( الخصال) وفي( عيون الأخبار ): عن أبيه، عن أحمد بن إدريس، عن أحمد بن احمد بن يحيى، عن إبراهيم بن حمويه، عن محمّد بن عيسى، قال: قال الرضا( عليه‌السلام ) : في الديك الابيض خمس خصال من خصال الانبيّاء( عليهم‌السلام ) : معرفته بأوقات الصلاة، والغيرة، والسخاء، والشجاعة، وكثرة الطروقة.

[ ٢٥٥٤٢ ] ٦ - محمّد بن الحسن في( المجالس والأخبار ): عن الحسين بن إبراهيم القزويني، عن محمّد بن وهبان، عن عليّ بن حبشى، عن العبّاس بن محمّد بن الحسين، عن أبيه، عن صفوان بن يحيى وجعفر بن عيسى، عن( الحسين بن أبي عبدالله) (٣) ، عن أبيه، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام )

____________________

٣ - الفقيه ١: ٣٠٥ / ١٣٩٦، واورده في الحديث ٩ من الباب ١ والحديث ٤ من الباب ١٤ من أبواب المواقيت.

٤ - الفقيه ٣: ٣٦٥ / ١٧٣٧.

(١) في المصدر: احد.

(٢) وفيه: القرآن.

٥ - الخصال: ٢٩٨ / ٧٠، عيون اخبار الرضا( عليه‌السلام ) ١: ٢٧٧ / ١٥ واورده في الحديث ١٨ من الباب ١ من أبواب المواقيت.

٦ - امالي الطوسي ٢: ٢٧٩.

(٣) في المصدر: الحسين بن ابي غندر.

٢٤٢

قال: من أراد البقاء ولا بقاء فليباكر الغداء وليخفّف الرداء وليقلّ غشيان النساء.

[ ٢٥٥٤٣ ] ٧ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن عليّ بن الحكم عن هشام بن سالم عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: إنّ أبا بكر وعمر أتيا أُمّ سلمة فقالا لها: يا أُمّ سلمة، انك قد كنت عند رجل، فكيف رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) من ذاك؟ فقالت ما هو إلّا كسائر الرجال - إلى أن قال: - فغضب رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) ثمّ قال: فلمّا كان في السحر هبط جبرئيل بصحفة من الجنّة كان فيها هريسة، فقال: يا محمّد، هذه عملها لك الحور العين فكلها أنت وعليّ وذرّيتكما فإنه لا يصلح أن يأكلها غيركم، فجلس رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) وعليّ وفاطمة والحسن والحسين( عليهم‌السلام ) فأكلوا منها، فأعطي رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) في المباضعة من تلك الاكلة قوّة أربعين رجلاً، فكان إذا شاء غشي نساءه كلّهنّ في ليلة واحدة.

[ ٢٥٥٤٤ ] ٨ - وعن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن أبي العبّاس الكوفيّ، عن محمّد بن جعفر، عن بعض رجاله، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: من جمع من النساء مإلّا ينكح( أو ينكح) (١) فزنى منهنّ شيء فالاثمّ عليه.

[ ٢٥٥٤٥ ] ٩ - وعنهم، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن أبيه أو غيره عن سعد بن سعد، عن الحسن بن الجهم قال: رأيت أبا الحسن( عليه‌السلام ) اختضب - إلى أن قال: - ثمّ قال: ان من أخلاق الأنبياء التنظّف والتطيّب وحلق

____________________

٧ - الكافي ٥: ٥٦٥ / ٤١.

٨ - الكافي ٥: ٥٦٦ / ٤٢، واورده في الحديث ٢ من الباب ٧١ من هذه الأبواب.

(١) ليس في المصدر.

٩ - الكافي ٥: ٥٦٧ / ٥٠، وأورد صدره في الحديث ١ من الباب ١٤١ من هذه الأبواب.

٢٤٣

الشعر وكثرة الطروقة، ثمّ قال: كان لسليمان بن داود ألف امرأة في قصر واحد ثلاثمائة مهيرة وسبعمائة سريّة، وكان رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) له بضع أربعين رجلاً، وكان عنده تسع نسوة، وكان يطوف عليهنّ في كلّ يوم وليلة.

[ ٢٥٥٤٦ ] ١٠ - وعنهم، عن سهل بن زياد، عن عاصم بن حميد، عن أبي بصير وغيره في تسمية نساء النبيّ( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) ونسبهنّ: عائشة، وحفصة، وام حبيب بنت أبي سفيان بن حرب، وزينب بنت جحش، وسودة بنت زمعة، وميمونة بنت الحارث، وصفيّة بنت حي بن أخطب، وام سلمة بنت أبي أميّة، وجويرية بنت الحارث، وكانت عائشة من تميم، وحفصة من عدي، وام سلمة من بني مخزوم، وسودة من بني أسد بن عبد العزى، وزينب بنت جحش من بني أسد وعدادها من بني أميّة ، وام حبيب بنت أبي سفيان من بني أميّة ، وميمونة بنت الحارث من بني هلال، وصفية بنت حيي بن أخطب من بني إسرّاًئيل، ومات( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) عن تسع، وكان له سواهن التي وهبت نفسها للنبيّ، وخديجة بنت خويلد ام ولده، وزينب بنت أبي الجون التي خدعت، والكندية.

[ ٢٥٥٤٧ ] ١١ - محمّد بن عليّ بن الحسين في( الخصال ): عن محمّد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني، عن الحسين بن عليّ السكريّ، عن محمّد بن زكريا الجوهري، عن جعفر بن محمّد بن عمّارة، عن أبيه، عن الصادق( عليه‌السلام ) قال: تزوّج رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) بخمس عشرة امرأة( فماتت منهنّ اثنتان) (١) ، ودخل بثلاث عشرة منهنّ، وقبض عن تسع، فأمّا التي(٢) لم يدخل بهما فعمرة والشنبا(٣) ، وإمّا الثلاث عشرة اللّاتي

____________________

١٠ - الكافي ٥: ٣٩٠ / ٥.

١١ - الخصال: ٤١٩ / ١٣.

(١) ليس في المصدر.

(٢) في المصدر: اللتان.

(٣) في المصدر: السنى.

٢٤٤

دخل بهنّ فأوّلهنّ خديجة بنت خويلد، ثمّ سودة(١) بنت زمعة، ثمّ أُمّ سلمة واسمها هند بنت أبي أُميّة ، ثمّ أُمّ عبدالله عائشة بنت أبي بكر، ثمّ حفصة بنت عمر، ثمّ زينب بنت خزيمة بن الحارث ام المساكين، ثمّ زينب بنت جحش، ثمّ ام حبيبة رملة بنت أبي سفيان، ثمّ ميمونة بنت الحارث، ثمّ زينب بنت عميس، ثمّ جويرية بنت الحارث، ثمّ صفيّة بنت حيي بن أخطب، والتي وهبت نفسها للنبيّ( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) خولة بنت حكيم السلميّ، وكان له سريّتان يقسم لهما مع أزواجه: مارية القبطيّة، وريحانة الخندفيّة، والتسع اللاتي قبض عنهنّ: عائشة وحفصة، وأُمّ سلمة، وزينب بنت جحش، وميمونة بنت الحارث، وأُمّ حبيبة بنت أبي سفيان، وصفية بنت حيي بن أخطب، وجويرية بنت الحارث، وسودة(٢) بنت زمعة، وأفضلهنّ خديجة بنت خويلد، ثمّ اُمّ سلمة بنت( أبي أُميّة، ثمّ ميمونة بنت) (٣) الحارث.

[ ٢٥٥٤٨ ] ١٢ - محمّد بن مسعود العيّاشيّ في( تفسيره ): عن يونس بن عبد الرحمن عمّن أخبره، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: في كلّ شيء إسراف إلّا في النساء قال الله:( انكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع ) (٤) ( وقال:( وأُحلّ لكم ما وراء ذلكم ) )(٥) وقال: واُحلّ لكم( ما ملكت ايمانكم ) (٦) .

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(٧) ، ويأتي ما يدلّ عليه(٨) ، وعلى عدم

____________________

(١ و ٢) في المصدر: سورة.

(٣) ليس في المصدر.

١٢ - تفسير العياشي ١: ٢١٨ / ١٣.

(٤) النساء ٤: ٣.

(٥) ليس في المصدر.

(٦) النساء ٤: ٢٤.

(٧) تقدم في الحديث ٨ من الباب ٦٠ من أبواب آداب الحمّام.

(٨) يأتي في الباب ١٤١ من هذه الأبواب.

٢٤٥

جواز تجاوز الأربع بالعقد الدائم(١) ، وجوازه في المنقطع وملك اليمين(٢) .

١٤١ - باب استحباب التنظيف والزينة للرجال والنساء

[ ٢٥٥٤٩ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن أبيه أو غيره، عن سعد بن سعد، عن الحسن بن الجهم قال: رأيت أبا الحسن( عليه‌السلام ) اختضب، فقلت: جعلت فداك اختضبت؟ فقال: نعم، إنّ التهيئة ممّا يزيد في عفّة النساء، ولقد ترك النساء العفّة بترك أزواجهنّ التهيئة، ثمّ قال: أيسرك أن تراها على ما تراك عليه إذا كنت على غير تهيئة؟ قلت: لا، قال: فهو ذاك، ثمّ قال: من أخلاق الانبيّاء التنظّف والتطيّب وحلق الشعر وكثرة الطروقة، الحديث.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك هنا(٣) وفي الطهارة(٤) .

١٤٢ - باب استحباب التهنئة بالتزويج وكيفيتها

[ ٢٥٥٥٠ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن أبي عبدالله البرقيّ رفعه، قال: لما زوّج رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ )

____________________

(١) يأتي في الأبواب ١ - ٦ من أبواب ما يحرم باستيفاء العدد.

(٢) ياتي في الباب ٤ من أبواب المتعة وفي الاحاديث ١ و ٢ و ٨ من الباب ٢٢ من أبواب نكاح العبيد والاماء.

الباب ١٤١

فيه حديث واحد

١ - الكافي ٥: ٥٦٧ / ٥٠، وأورد ذيله في الحديث ٩ من الباب ١٤٠ من هذه الأبواب.

(٣) تقدم في الحديث ٢ من الباب ٧٩ والباب ٨٥ من هذه الأبواب.

(٤) تقدم في الباب ٤١ الى الباب ٥٢ من أبواب آداب الحمام، والباب ١ و ١٧ من أبواب الملابس.

الباب ١٤٢

فيه حديث واحد

١ - الكافي ٥: ٥٦٨ / ٥٢.

٢٤٦

فاطمة( عليها‌السلام ) قالوا: بالرفاء والبنين، فقال: لا بل على الخير والبركة.

١٤٣ - باب كراهة التزويج بامرأة يكون أبوها أو جدها ملعونا ً على لسان النبيّ ( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ )

[ ٢٥٥٥١ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن عليّ بن الحكم، عن ابيه، عن سدير قال: قال لي أبوجعفر( عليه‌السلام ) : يا سدير بلغني عن نساء أهل الكوفة جمال وحسن تبعّل، فابتغ لي امرأة ذات جمال في موضع، فقلت: قد اصبتها فلانة بنت فلان ابن محمّد بن الاشعث بن قيس، فقال لي: يا سدير، انّ رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) لعن قوماً فجرت اللعنة في أعقابهم إلى يوم القيامة، وأنا أكره أن يصيب جسدي جسد أحد من أهل النار.

١٤٤ - باب انه يحرم على المرأة أن تسحر زوجها ولو بجلب المحبة اليها

[ ٢٥٥٥٢ ] ١ - محمّد بن عليّ بن الحسين بإسناده عن إسماعيل بن مسلم، عن جعفر بن محمّد عن أبيه، عن آبائه( عليهم‌السلام ) قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) لامرأة سألته: إنّ لي زوجاً وبه عليّ غلظة، وإنّي صنعت شيئاً لاعطفه عليّ، فقال لها رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : أُفّ لك كدرت البحار، وكدرت الطين، ولعنتك الملائكة الاخيار وملائكة السماوات

____________________

الباب ١٤٣

فيه حديث واحد

١ - الكافي ٥: ٥٦٩ / ٥٦.

الباب ١٤٤

فيه حديث واحد

١ - الفقيه ٣: ٢٨٢ / ١٣٤٥.

٢٤٧

والأرض، قال: فصامت المرأة نهارها وقامت ليلها وحلقت رأسها ولبست المسوح(١) ، فبلغ ذلك النبيّ( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) فقال: إنّ ذلك لا يقبل منها.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على تحريم السحر في التجارة(٢) ، ويأتي ما يدلّ عليه في الحدود(٣) .

١٤٥ - باب كراهة الجلوس في مجلس المرأة اذا قامت عنه حتّى يبرد

[ ٢٥٥٥٣ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : إذا جلست المرأة مجلسا فقامت عنه فلا يجلس في مجلسها رجل حتّى يبرد.

ورواه الصدوق مرسلاً، إلّا أنه قال: فلا يجلس أحد في مجلسها حتّى يبرد(٤) .

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(٥) .

____________________

(١) الـمِسْح: كساء من شعر. ( لسان العرب ٢: ٥٩٦ ).

(٢) تقدم في الباب ٢٥ من أبواب ما يكتسب به، وفي الحديث ٣٧ من الباب ٤٦، وفي الحديث ١٤ و ١٩ من الباب ٤٩ من أبواب جهاد النفس، وفي الحديث ٧ و ٨ من الباب ٤١ من أبواب الامر بالمعروف وفي الحديث ٧ من الباب ٢٤ من أبواب مما يكتسب به وغيرها.

(٣) يأتي في الحديث ٣ من الباب ١ والباب ٣ من أبواب بقية الحدود.

الباب ١٤٥

فيه حديث واحد

١ - الكافي ٥: ٥٦٤ / ٣٨، وأورد ذيله في الحديث ٢ من الباب ٨٥ من هذه الأبواب.

(٤) الفقيه ٣: ٣٦١ / ١٧١٦.

(٥) تقدم في الحديث ١ من الباب ١٢٣ من هذه الأبواب.

٢٤٨

١٤٦ - باب ما ينبغي اختياره للتزويج من القبائل

[ ٢٥٥٥٤ ] ١ - محمّد بن عليّ بن الحسين بإسناده عن ابن أبي عمير، عن يحيى بن عمران، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: الشجاعة في أهل خراسان، والباه في أهل بربر، والسخاء والحسد في العرب فتخيّروا لنطفكم.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(١) .

١٤٧ - باب استحباب خلع خف العروس اذا دخلت، وغسل رجليها وصب الماء من باب الدار إلى أقصاها

[ ٢٥٥٥٥ ] ١ - محمّد بن عليّ بن الحسين بإسناده عن أبي سعيد الخدري قال: أوصى رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) عليّ بن أبي طالب( عليه‌السلام ) فقال: يا عليّ، إذا دخلت العروس بيتك فاخلع خفّيها حين تجلس واغسل رجليها وصبّ الماء من باب دارك إلى أقصى دارك، فإنّك إذا فعلت ذلك أخرج الله من دارك سبعين ألف لون من الفقر، وأدخل فيها سبعين ألف لون من البركة وانزل عليك سبعين ألف رحمة ترفرف على رأس العروس حتّى تنال بركتها كل زاوية في بيتك، وتأمن العروس من الجنون والجذام والبرص أن يصيبها ما دامت في تلك الدّار الحديث.

____________________

الباب ١٤٦

فيه حديث واحد

١ - الفقيه ٣: ٣٠٣ / ١٤٥٠ واورده في الحديث ٦ من الباب ١٣ من هذه الأبواب.

(١) تقدم في الباب ٨ من هذه الأبواب.

الباب ١٤٧

فيه حديث واحد

١ - الفقيه ٣: ٣٥٨ / ١٧١٢ وأورد قطعا منه في ذيل الحديث ٥ من الباب ٥٩ من أبواب مقدمة النكاح.

٢٤٩

ورواه في( العلل) (١) و( الأمالي) (٢) ايضاً.

١٤٨ - باب استحباب منع العروس في اسبوع العرس من الالبان والخل والكزبرة والتفاح الحامض

[ ٢٥٥٥٦ ] ١ - محمّد بن عليّ بن الحسين بإسناده عن أبي سعيد الخدري في وصيّة النبيّ( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) لعليّ( عليه‌السلام ) ، انه قال: وامنع العروس في اسبوعك(٣) من الالبان والخل والكزبرة والتفاح الحامض من هذه الأربعة الأشياء، فقال عليّ( عليه‌السلام ) : يا رسول الله، ولأيّ شيء أمنعها من هذه الأشياء الأربعة؟ قال: لان الرحم يعقم ويبرد من هذه الأشياء الأربعة عن الولد ولحصير في ناحية البيت خير من امرأة لا تلد، فقال عليّ( عليه‌السلام ) : يا رسول الله، ما بال الخل تمنع منه؟ قال: إذا حاضت على الخلّ لم تطهر أبداً بتمام، والكزبرة تثير الحيض في بطنها وتشدّد عليها الولادة، والتفاح الحامض يقطع حيضها فيصير داءاً عليها.

ورواه في( الأمالي(٤) و( العلل) (٥) .

____________________

(١) علل الشرائع: ٥١٤ / ٥.

(٢) امالي الصدوق: ٤٥٤ / ١.

الباب ١٤٨

فيه حديث واحد

١ - الفقيه ٣: ٣٥٨ / ١٧١٢.

(٣) في المصدر: اسبوعها.

(٤) امالي الصدوق: ٤٥٤ / ١.

(٥) علل الشرائع: ٥١٤ / ٥ الباب ٢٨٩.

٢٥٠

١٤٩ - باب كراهة الجماع بعد الظهر وفى ليلة الفطر والاضحى وتحت شجرة مثمرة وفي وجه الشمس وتلألئها بغير ساتر وتحت السماء كذلك وبين الاذان والاقامة وفي النصف من شعبان

[ ٢٥٥٥٧ ] ١ - محمّد بن عليّ بن الحسين بإسناده عن أبي سعيد الخدري في وصيّة النبيّ( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) لعليّ( عليه‌السلام ) ، أنّه قال: يا علي، لا تجامع امرأتك بعد(١) الظهر فإنّه إن قضى بينكما ولد في ذلك الوقت يكون أحول، والشيطان يفرح بالحول في الانسان - إلى أن قال: -( يا علي، لا تجامع امرأتك في ليلة الفطر فإنّه إن قضى بينكما ولد فيكبر ذلك الولد ولا يصيب ولدا إلّا على كبر السنّ(٢) ) (٣) ، يا عليّ، لا تجامع امرأتك في ليلة الاضحى فإنّه ان قضى بينكما ولد يكون له ستّ أصابع أو أربع أصابع، يا علي، لا تجامع امرأتك تحت شجرة مثمرة فانه إن قضى بينكما ولد يكون جلّاداً قتّالّا أو عريفاً، يا علي، لا تجامع امرأتك في وجه الشمس وتلالئها إلّا أن ترخى ستراً فيستر كما فإنه إن قضى بينكما ولد لا يزال في بؤس وفقر حتّى يموت، يا على لا تجامع امرأتك بين الأذان والإِقامة فإنه إن قضى بينكما ولد يكون حريصاً على إهراق الدماء، يا علي، لا تجامع أهلك في النصف من شعبان، فانه إن قضى بينكما ولد يكون مشؤماً ذا شامة في وجهه.

ورواه في( الأمالي) (٤) وفي( العلل) (٥) ايضاً.

____________________

الباب ١٤٩

فيه حديثان

١ - الفقيه ٣: ٣٥٩، واوردنا ذكر قطعاته في ذيل الحديث ٥ من الباب ٥٩ من أبواب مقدمة النكاح.

(١) في علل الشرائع: قبل « هامش المخطوط ».

(٢) في امالي الصدوق: لم يكن ذلك الولد إلّا كثير الشرّ « هامش المخطوط ».

(٣) ما بين القوسين ليس في الفقيه وموجود في العلل.

(٤) امالي الصدوق: ٤٥٦ / ١.

(٥) علل الشرائع: ٥١٥ / ٥ الباب ٢٨٩.

٢٥١

[ ٢٥٥٥٨ ] ٢ - وبإسناده عن سليمان بن جعفر، عن عبدالله بن الحسين بن زيد، عن أبيه، عن الصادق، عن آبائه( عليهم‌السلام ) قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : انّ الله كره لكم أيتها الأُمة أربعاً وعشرين خصلة ونهاكم عنها - إلى أن قال: - وكره المجامعة تحت السماء.

ورواه في( الأمالي) (١) كذلك.

١٥٠ - باب كراهة جماع الزوجة بشهوة امرأة الغير، وتحريم قراءة الجنب العزائم، وكراهة تمسّح الرجل والمرأة بخرقة واحدة والجماع من قيام، وجماع الحامل بغير وضوء، والجماع على سقوف البنيان، وليلة السفر، واذا خرج إلى سفر ثلاثة أيام ولياليهن، وفي أول ساعة من الليل

[ ٢٥٥٥٩ ] ١ - محمّد بن عليّ بن الحسين بإسناده عن أبي سعيد الخدري في وصيّة النبى( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) لعليّ( عليه‌السلام ) ، أنه قال: يا علي، لا تجامع امرأتك بشهوة امرأة غيرك، فإني أخشى إن قضي بينكما ولد أن يكون( مخنّثاً مخبلاً) (٢) يا عليّ من كان جنباً في الفراش مع امرأته فلا يقرأ القرآن فاني اخشى ان تنزل عليهما نار من السماء فتحرقهما.

قال ابن بابويه: يعني به قراءة العزائم دون غيرها.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك في الجنابة(٣) .

____________________

٢ - الفقيه ٣: ٣٦٣ / ١٧٢٧، واورده بتمامه في الحديث ١٧ من الباب ٤٩ من أبواب جهاد النفس.

(١) امالي الصدوق: ٢٤٨ / ٣.

الباب ١٥٠

فيه ٣ احاديث

١ - الفقيه ٣: ٣٥٩ / ١٧١٢، واوردنا ذكر قطعاته في ذيل الحديث ٥ من الباب ٥٩ من أبواب مقدمة النكاح.

(٢) في نسخة: مخبثاً مؤنثاً « هامش المخطوط ».

(٣) تقدم في الحديث ١١ من الباب ١٩ من أبواب الجناية.

٢٥٢

إلى أن قال: يا علي لا تجامع امرأتك إلّا ومعك خرقة، ومع أهلك خرقة، ولا تمسحا بخرقة واحدة فتقع الشهوة على الشهوة فإنّ ذلك يعقب العداوة بينكما، ثمّ يؤديكما إلى الفرقة والطلاق، يا عليّ، لا تجامع امرأتك من قيام فإن ذلك من فعل الحمير فإن قضى بينكما ولد كان بوإلّا في الفراش كالحمير البوالة في كل مكان - إلى أن قال: - يا عليّ، إذا حملت امرأتك فلا تجامعها إلّا وأنت على وضوء فانه إن قضى بينكما ولد يكون أعمى القلب بخيل اليد، يا عليّ، لا تجامع امرأتك على سقوف البنيان فانه إن قضى بينكما ولد يكون منافقاً مرائياً مبتدعاً، يا عليّ، إذا خرجت في سفر فلا تجامع أهلك في تلك الليلة فانه إن قضى بينكما ولد ينفق ماله في غير حق، وقرأ( عليه‌السلام ) :( إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين ) (١) ، يا علي، لا تجامع أهلك إذا خرجت إلى سفر مسيرة ثلاثة أيام ولياليهن فانه إن قضى بينكما ولد يكون عونا لكل ظالم - إلى أن قال: - يا عليّ، لا تجامع أهلك أول ساعة من الليل، فانه ان قضى بينكما ولد لا يؤمن أن يكون ساحراً مؤثراً للدنيا على الاخرة، يا عليّ، احفظ وصيّتي كما حفظتها عن جبرئيل( عليه‌السلام ) .

ورواه في( الأمالي) (٢) ايضاً وكذا في( العلل) (٣) .

[ ٢٥٥٦٠ ] ٢ - الحسين بن بسطام وأخوه في( طب الائمة ): عن محمّد بن إسماعيل، عن أحمد بن محرز، عن عمرو بن أبي المقدام، عن جابر، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: قال عليّ( عليه‌السلام ) : كره رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) الجماع في الليلة التي يريد فيها الرجل سفراً وقال: إن رزق ولداً كان جوّالة(٤) .

[ ٢٥٥٦١ ] ٣ - وعن الباقر( عليه‌السلام ) قال: قال الحسين( عليه‌السلام )

____________________

(١) الإِسراء ١٧: ٢٧.

(٢) امالي الصدوق: ٤٥٤ / ١.

(٣) علل الشرائع: ٥١٥ / ٥.

٢ - طب الائمة: ١٣٢.

(٤) في المصدر: احولا.

٣ - طب الائمة: ١٣٢.

٢٥٣

لاصحابه: اجتنبوا الغشيان في الليلة التي تريدون فيها السفر فإنّ من فعل ذلك ثمّ رزق ولداً كان جوّالة(١) .

١٥١ - باب استحباب الجماع ليلة الاثنين وليلة الثلاثاء وليلة الخميس ويومه عند الزوال وليلة الجمعة خصوصاً بعد العشاء ويوم الجمعة خصوصاً بعد العصر وفى أيام التشريق

[ ٢٥٥٦٢ ] ١ - محمّد بن عليّ بن الحسين بإسناده عن أبي سعيد الخدري في وصيّة النبيّ لعليّ( عليهما‌السلام ) قال: يا عليّ، عليك بالجماع ليلة الاثنين فانه إن قضى بينكما ولد يكون حافظاً لكتاب الله راضياً بما قسم الله عزّ وجلّ له، يا علي، إن جامعت أهلك ليلة الثلاثاء فقضى بينكما ولد فانه يرزق الشهادة بعد شهادة أن لا إله إلّا الله، وان محمّدا رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) ، ولا يعذّبه الله مع المشركين، ويكون طيب النكهة والفم رحيم القلب، سخي اليد، طاهر اللسان من الكذب والغيبة والبهتان، يا علي، وإن جامعت أهلك ليله الخميس فقضى بينكما ولد فإنّه يكون حاكماً من الحكّام(١) أو عالماً من العلماء، وإن جامعتها يوم الخميس عند زوال الشمس عن كبد السماء فقضى بينكما ولد، فإنّ الشيطان لا يقربه حتّى يشيب ويكون قيّماً(٢) ويرزقه الله السلامة في الدين والدنيا، يا علي، وإن جامعتها ليلة الجمعة وكان بينكما ولد فانه يكون خطيبا قوإلّا مفوّهاً، وإن جامعتها يوم الجمعة بعد العصر فقضى بينكما ولد فانه يكون معروفا مشهوراً عالماً، وإن جامعتها في

____________________

(١) في المصدر: احولا، تقدم ما يدل على حكم القراءة في الباب ١٩ من أبواب الجناية.

الباب ١٥١

فيه حديث واحد

١ - الفقيه ٣: ٣٦٠ / ١٧١٢، وأورد قطع منه في ذيل الحديث ٥ من الباب ٥٩ من أبواب مقدمة النكاح.

(٢) في نسخة: الحكماء ( هامش المخطوط ).

(٣) في نسخة: فهماً ( هامش المخطوط ).

٢٥٤

ليلة الجمعة بعد العشاء الآخرة فانّه يرجى أن يكون الولد من الأبدال،(١) إن شاء الله.

ورواه في( الأمالي) (٢) ايضاً وكذا في( العلل) (٣)

أقول: وتقدّم ما يدلّ على استحباب الجماع يوم الجمعة في أحاديث الجمعة(٤) ، وعلى استحباب الجماع في أيّام التشريق في الحجّ(٥) والصوم(٦) .

١٥٢ - باب كراهة الغشيان على الامتلاء ونكاح العجائز

[ ٢٥٥٦٣ ] ١ - محمّد بن عليّ بن الحسين قال: قال الصادق( عليه‌السلام ) : ثلاثة يهدمن البدن وربما قتلن: دخول الحمام على البطنة، والغشيان على الامتلاء، ونكاح العجائز.

[ ٢٥٥٦٤ ] ٢ - أحمد بن أبي عبدالله البرقي في( المحاسن) قال: روي عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: ثلاثة يهزلن البدن وربما قتلن - إلى أن قال: - ونكاح العجائز.

[ ٢٥٥٦٥ ] ٣ - قال: وزاد فيه أبو إسحاق النهاوندي: وغشيان النساء على الامتلاء.

____________________

(١) الابدال: قوم من الصالحين لا تخلو الدنيا منهم، إذا مات واحد أبدل الله مكانه آخر.( مجمع البحرين ٥: ٣١٩ ).

(٢) امالي الصدوق: ٤٥٦ / ١.

(٣) علل الشرائع: ٥١٦ / ٥.

(٤) تقدم في الباب ٥٦ من أبواب صلاة الجمعة، وفي الحديث ١ من الباب ٦ من أبواب آداب السفر.

(٥) تقدم في الحديث ٨ و ٩ من الباب ٥١ من أبواب ألذّبح.

(٦) تقدم في الحديث ٧ من الباب ٢ من أبواب الصوم المحرم.

الباب ١٥٢

فيه ٤ احاديث

١ - الفقيه ٣: ٣٦١ / ١٧١٧، ١: ٧٢ / ٣٠٠، ٣٠١.

٢ و ٣ - المحاسن: ٤٦٣ / ٤٢٥.

٢٥٥

[ ٢٥٥٦٦ ] ٤ - وقد تقدّم حديث عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: ان المرأة إذا كبرت ذهب خير شطريها وبقى شرّهما، ذهب جمالها وعقم رحمها واحتد لسانها.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك في آداب الحمام(١) وغيره(٢) .

١٥٣ - باب استحباب نكاح الاماء المملوكات.

[ ٢٥٥٦٧ ] ١ - محمّد بن عليّ بن الحسين قال: قال أبو الحسن موسى بن جعفر( عليهما‌السلام ) : ثلاثة من عرفهنّ لم يدعهنّ: جزّ الشعر، وتشمير الثوب، ونكاح الاماء.

[ ٢٥٥٦٨ ] ٢ - قال: وقال الصادق( عليه‌السلام ) : ثلاثة من اعتادهنّ لم يدعهنّ:( نظر الشعر) (٣) ، وتشمير الثوب، ونكاح الاماء.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(٤) ، ويأتي ما يدلّ عليه(٥) .

١٥٤ - باب تحريم الجماع والانزال في المسجد لغير المعصوم.

[ ٢٥٥٦٩ ] ١ - محمّد بن عليّ بن الحسين قال: قال النبيّ( صلى الله عليه

____________________

٤ - تقدم في الحديث ٥ من الباب ٩٦ من هذه الأبواب.

(١) تقدم في الحديث ٤ من الباب ١٧ من أبواب آداب الحمّام.

(٢) تقدم في الحديث ٦ من الباب ٩٦ من هذه الأبواب.

الباب ١٥٣

فيه حديثان

١ - الفقيه ١: ٧٥ / ٣٢٦.

٢ - الفقيه ٣: ٣٦٢ / ١٧١٨.

(٣) في المصدر: طم الشعر، طمّ شعره: جزه « الصحاح ٥ / ١٩٧٦ ».

(٤) تقدم في الباب ٥ من هذه الأبواب.

(٥) يإتي في أبواب نكاح العبيد.

الباب ١٥٤

فيه حديث واحد

١ - الفقيه ٣: ٣٦٤ / ١٧٢٨.

٢٥٦

وآله ): لا يحلّ لاحد أن يجنب في هذا المسجد إلّا أنا وعليّ وفاطمة والحسن والحسين، ومن كان من أهلي فإنّه منّي.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك في أحاديث المساجد(١) .

١٥٥ - باب استحباب الوضوء لمن أتى جارية ثمّ أراد أن يأتي اخرى وللعود إلى الجماع وان تكرر ولجماع الحامل

[ ٢٥٥٧٠ ] ١ - محمّد بن الحسن بإسناده عن محمّد بن أحمد بن يحيى، عن يعقوب بن يزيد،( عن عثمان بن عيسى، عمّن ذكره) (٢) ، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: إذا أتى الرجل جاريته ثمّ أراد أن يأتي الأُخرى توّضأ.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك في الوضوء(٣) .

١٥٦ - باب كراهة جماع المختضب رجلاً كان أو امرأة إلّا أن يأخذ الخضاب ويبلغ

[ ٢٥٥٧١ ] ١ - الحسين بن بسطام في( طب الائمة ): عن محمّد بن جعفر

____________________

(١) تقدم في الحديثين ١٣ و ١٤ من الباب ١٥ من أبواب الجنابة.

الباب ١٥٥

فيه حديث واحد

١ - التهذيب ٧: ٤٥٩ / ١٨٣٧.

(٢) السند في المصدر: عن ابن ابي نجران، عمّن رواه وما ذكره المصنف فهو سند الحديث( ١٨٣٦) من المصدر.

(٣) تقدم في الباب ١٣ من أبواب الوضوء.

الباب ١٥٦

فيه حديث واحد

١ - طب الائمة: ١٣٢، واورده في الحديث ٣ من الباب ٦١ من هذه الأبواب.

٢٥٧

النرسي(١) ، عن محمّد بن يحيى الأرمني، عن محمّد بن سنان، عن يونس بن ظبيان، عن إسماعيل بن أبي زينب، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) ، أنه قال لرجل من أوليائه: لا تجامع(٢) أهلك وأنت مختضب فانّك إن رزقت ولداً كان مخنّثاً.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك في الجنابة(٣) .

١٥٧ - باب وجوب الاحتياط في النكاح فتوى وعملا ً زيادة على غيره

[ ٢٥٥٧٢ ] ١ - محمّد بن الحسن بإسناده عن الحسين بن سعيد، عن النضر بن سويد، عن محمّد بن أبي حمزة، عن شعيب الحداد قال: قلت لابي عبدالله( عليه‌السلام ) : رجل من مواليك يقرؤك السلام وقد أراد أن يتزوّج امرأة وقد وافقته وأعجبه بعض شأنها، وقد كان لها زوج فطلّقها(٤) على غير السنّة، وقد كره أن يقدم على تزويجها حتّى يستأمرك فتكون أنت تأمره، فقال أبو عبدالله( عليه‌السلام ) : هو الفرج، وأمر الفرج شديد، ومنه يكون الولد، ونحن نحتاط فلا يتزوّجها.

ورواه الكلينيّ عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن الحسين بن سعيد، مثله(٥) .

[ ٢٥٥٧٣ ] ٢ - وبإسناده عن محمّد بن أحمد بن يحيى، عن هارون بن مسلم،

____________________

(١) في المصدر: البرسي.

(٢) في نسخة زيادة: مع ( هامش المخطوط ).

(٣) تقدم في الباب ٢٢ من أبواب الجنابة، وفي الباب ٦١ من هذه الأبواب.

الباب ١٥٧

فيه ٣ احاديث

١ - التهذيب ٧: ٤٧٠ / ١٨٨٥.

(٤) في المصدر زيادة: ثلاثاً.

(٥) الكافي ٥: ٤٢٣ / ٢.

٢ - التهذيب ٧: ٤٧٤ / ١٩٠٤.

٢٥٨

عن مسعدة بن زياد، عن جعفر، عن آبائه( عليهم‌السلام ) ، أنّ النبيّ( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) قال: لا تجامعوا في النكاح على الشبهة( وقفوا عند الشبهة) (١) ، يقول: إذا بلغك أنك قد رضعت من لبنها وأنها لك محرم وما أشبه ذلك فإن الوقوف عند الشبهة خير من الاقتحام في الهلكة.

[ ٢٥٥٧٤ ] ٣ - محمّد بن عليّ بن الحسين بإسناده عن العلاء بن سيابة قال: سألت أبا عبدالله( عليه‌السلام ) عن امرأة وكلت رجلاً بأن يزوّجها من رجل؟ - إلى أن قال: - فقال( عليه‌السلام ) : إنّ النكاح أحرى وأحرى أن يحتاط فيه وهو فرج، ومنه يكون الولد، الحديث.

ورواه الشيخ كما تقدّم في الوكالة(٢) .

أقول: وأحاديث الأمر بالاحتياط كثيرة جداً يأتي بعضها في القضاء(٣) .

____________________

(١) ليس في المصدر.

٣ - الفقيه ٣: ٤٨ / ١٦٨.

(٢) تقدم في الحديث ٢ من الباب ٢ من أبواب الوكالة.

(٣) يأتي في احاديث الباب ١٢ من أبواب صفات القاضي وفي الباب ١٨ من أبواب عقد النكاح وفي الحديث ٢ من الباب ٦ من أبواب نكاح العبيد.

٢٥٩

٢٦٠

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

(وفي رواية) إن علي بن الحسينعليهما‌السلام قال لعمته : اسكتي يا عمّة حتى أكلّمه.ثم أقبل عليه ، فقال : أبالقتل تهددني يابن زياد ، أما علمت أن القتل لنا عادة ، وكرامتنا الشهادة!.

٣٢٣ ـ محاولة ابن زياد قتل زين العابدينعليه‌السلام لو لا زينبعليها‌السلام :

(تذكرة الخواص لسبط ابن الجوزي ، ص ٢٦٨ ط ٢ نجف)

وقال هشام بن محمّد : لما حضر علي بن الحسين الأصغرعليه‌السلام مع النساء عند ابن زياد ، وكان مريضا ؛ قال ابن زياد : كيف سلم هذا اقتلوه. فصاحت زينب بنت عليعليهما‌السلام : يابن زياد ، حسبك من دمائنا ، إن قتلته فاقتلني معه.

وقال عليعليه‌السلام : يابن زياد إن كنت قاتلي ، فانظر إلى هذه النسوة من بينهن وبينه قرابة يكون معهن. فقال ابن زياد : أنت وذاك.

قال الواقدي : وإنما استبقوا علي بن الحسينعليه‌السلام لأنه لما قتل أبوه كان مريضا ، فمرّ به شمر ، فقال : اقتلوه. ثم جاء عمر بن سعد ، فلما رآه قال :

لا تتعرضوا لهذا الغلام. ثم قال لشمر : ويحك من للحرم؟.

٣٢٤ ـ ابن زياد يمثّل بالرأس الشريف ويقورّه :

(تذكرة الخواص ، ص ٢٧٠ ط ٢ نجف)

وذكر عبد الله بن عمرو الورّاق في كتاب (المقتل) أنه لما حضر الرأس بين يدي ابن زياد ، أمر حجّاما فقال : قوّره ، فقوّره ، وأخرج لغاديده(١) ونخاعه ، وما حوله من اللحم.

فقام عمرو بن حريث المخزومي ، فقال لابن زياد : قد بلغت حاجتك من هذا الرأس ، فهب لي ما ألقيت منه. فقال : ما تصنع به؟. فقال : أواريه. فقال : خذه ، فجمعه في مطرف خزّ كان عليه ، وحمله إلى داره ، فغسّله وطيّبه وكفّنه ، ودفنه عنده في داره ، وهي بالكوفة تعرف بدار الخز ، دار عمرو بن حريث المخزومي.

يقول اليافعي في (مرآة الجنان) ج ١ ص ١٣٥ ط ١ :

وذكروا مع ذلك ما يعظم من الزندقة والفجور ، وهو أن عبيد الله بن زياد أمر أن

__________________

(١) اللغاديد : ما بين الحنك وصفحة العنق من اللحم.

٢٨١

يقوّر الرأس المشرف المكرم حتى ينصب في الرمح ، فتحامى الناس عن ذلك. فقام من بين الناس رجل يقال له طارق بن المبارك [بل هو ابن المشؤوم المذموم] فقوّره ، ونصبه بباب المسجد الجامع ، وخطب خطبة لا يحلّ ذكرها.

وذكر الخوارزمي في مقتله هذه الرواية ، ج ٢ ص ٥٢ ، وقال : إنه نصبه على باب داره.

٣٢٥ ـ حمل زين العابدين والسباياعليهم‌السلام إلى السجن :

يقول السيد المقرم في مقتله ، ص ٤٢٤ :

ولما وضح لابن زياد ولولة الناس ولغط أهل المجلس ، خصوصا لمّا تكلمت معه زينب العقيلةعليها‌السلام ، خاف هياج الناس ، فأمر الشرطة بحبس الأسارى في دار إلى جنب المسجد الأعظم(١) .

قال حاجب ابن زياد : كنت معهم حين أمر بهم إلى السجن ، فما مررنا بزقاق إلا وجدناه مملوءا رجالا ونساء ، يضربون وجوههم ويبكون. فحبسوا في سجن ، وضيّق عليهم(٢) .

فصاحت زينبعليها‌السلام بالناس : لا تدخل علينا (عربية) إلا مملوكة أو أم ولد ، فإنهن سبين كما سبينا [تقصد أن المملوكة التي سبيت سابقا لا تشمت بسبايا أهل البيتعليهم‌السلام لأنها ذاقت ذل السبي ، فلا بأس بدخولها عليهن ، بخلاف الحرة العربية التي يمكن أن تشمت بهن].

وفي (الأمالي) للشيخ الصدوق : ثم أمر بعلي بن الحسينعليهما‌السلام فغلّ ، وحمل مع النسوة والسبايا إلى السجن.

٣٢٦ ـ شماتة ابن زياد أمام أم كلثوم

(الأنوار النعمانية ، ج ٢ ص ٢٤٥)

وأرسل ابن زياد إلى أم كلثوم بنت الحسينعليهما‌السلام ، فقال : الحمد لله الّذي قتل رجالكم ، فكيف ترين ما فعل الله بكم؟. فقالتعليها‌السلام : يابن زياد لئن قرّت عينك

__________________

(١) اللهوف ، ص ٩١ ؛ ومقتل الخوارزمي ، ج ٢ ص ٤٣.

(٢) روضة الواعظين ، ص ١٦٣.

٢٨٢

بقتل الحسينعليه‌السلام فطالما قرّت عين جدهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم به ، وكان يقبّله ويلثم شفتيه ويضعه على عاتقه. يابن زياد أعدّ لجده جوابا ، فإنه خصمك غدا!.

دفن الشهداءعليهم‌السلام

٣٢٧ ـ حال أجساد الشهداء المطهرة بعد يوم عاشوراء :

(مقتل الحسين للمقرّم ، ص ٤١٢)

ذكر أهل السير والتواريخ أن سيد الشهداءعليه‌السلام أفرد خيمة في حومة الميدان(١) ، وكان يأمر بحمل من قتل من صحبه وأهل بيته إليها. وكلما يؤتى بشهيد يقولعليه‌السلام : قتلة مثل قتلة النبيّين وآل النبيّين(٢) .

إلا أخاه أبا الفضل العباسعليه‌السلام تركه في محل سقوطه قريبا من شط الفرات.

ولما ارتحل عمر بن سعد بحرم الرسالة إلى الكوفة ، ترك أشلاء الشهداء على وجه الصعيد ، تصهرهم الشمس ، ويزورهم وحش الفلا. وبينهم سيد شباب أهل الجنة ، بحالة تفطّر الصخر الأصمّ ، غير أن الأنوار الإلهية تسطع من جوانبه ، والأرواح العطرة تفوح من نواحيه».

وظل جسد الحسين الشريف ملقى على وجه الرمال بلا دفن ثلاثة أيام ، وقد قال الشاعر :

ما إن بقيت من الهوان على الثرى

ملقى ثلاثا في ربى ووهاد

لكن لكي تقضي عليك صلاتها

زمر الملائك فوق سبع شداد

وقال الشريف الرضي أشعر الطالبيين ، في وصفه :

كأنّ بيض المواضي وهي تنهبه

نار تحكّم في جسم من النور

لله ملقى على الرمضاء غصّ به

فم الردى بعد إقدام وتشمير

تحنو عليه الرّبى ظلا وتستره

عن النواظر أذيال الأعاصير

تهابه الوحش أن تدنو لمصرعه

وقد أقام ثلاثا غير مقبور

__________________

(١) تاريخ الطبري ، ج ٦ ص ٢٥٦ ؛ وكامل ابن الأثير ، ج ٤ ص ٣٠ ؛ وإرشاد المفيد.

(٢) بحار الأنوار ، ج ١٠ ص ٢١١ وج ١٣ ص ١٣٥ عن غيبة النعماني.

٢٨٣

٣٢٨ ـ لا يلزم تغسيل الشهداءعليهم‌السلام (المنتخب للطريحي ، ص ٣٧ ط ٢)

يقول الطريحي : ورد في الخبر عن سيد البشرصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : رمّلوهم بدمائهم ، فإنهم يحشرون يوم القيامة ، تشخب أوداجهم دما ؛ اللون لون الدم ، والريح ريح المسك.

٣٢٩ ـ دفن الأجساد الطاهرة(العيون العبرى للميانجي ، ص ٢١٤)

يقول الميانجي : ولما انفصل ابن سعد عن كربلا ، خرج قوم من بني أسد ، كانوا نزولا بالغاضرية ، إلى الحسينعليه‌السلام وأصحابه ، فصلوا عليهم ودفنوا الحسينعليه‌السلام حيث قبره الآن ، ودفنوا ابنه علي بن الحسين الأكبرعليه‌السلام عند رجليه ، وحفروا للشهداء من أهل بيته وأصحابه الذين صرعوا حوله ، مما يلي رجلي الحسينعليه‌السلام . وجمعوهم ودفنوهم جميعا معا.

ودفنوا العباس بن عليعليه‌السلام في موضعه الّذي قتل فيه على طريق الغاضرية ، حيث قبره الآن.

ودفنت بنو أسد (حبيبا) عند رأس الحسينعليه‌السلام حيث قبره الآن ، اعتناء بشأنه.

ودفن الحرّ أقاربه في موضعه الّذي قتل فيه.

وقد دفن بنو أسد القتلى بعد ما قتلوا بثلاثة أيام (كما في تاريخ الطبري) ، وبعد يوم (كما عن المسعودي وابن شهر اشوب).

وفي (بغية النبلاء في تاريخ كربلاء) ص ٥٧ :

واستحال على بني أسد نقل جثمان الحسينعليه‌السلام دفعة واحدة من محل مقتله إلى حفرته ، إذ كان مقطّعا إربا إربا ، ووضعوه فوق حصير بورياء ورفعوا أطرافه.وكدّسوا بقية الأشلاء(١) من غير ما فارق بين ضجيع وضجيع ، وبعضهم فوق بعض ، وهالوا عليهم التربة.

٣٣٠ ـ لا يلي دفن الإمام إلا إمام مثله(مقتل المقرم ، ص ٤١٤)

قال السيد المقرم : وفي اليوم الثالث عشر من المحرم ، أقبل زين العابدينعليه‌السلام لدفن أبيه الشهيدعليه‌السلام ، لأن الإمام لا يلي أمره إلا إمام مثله(٢) .

__________________

(١) الشّلو : العضو من أعضاء الجسم ، جمعها أشلاء : وهي أعضاء الإنسان بعد البلى والتفرق.

(٢) إثبات الوصبة للمسعودي ، ص ١٧٣.

٢٨٤

وقال العلامة المجلسي : روي عن الإمام الرضاعليه‌السلام أن علي بن الحسينعليهما‌السلام جاء إلى كربلاء خفية ، فصلى على أبيه ودفنه بيده.

ولما أقبل الإمام السجّادعليه‌السلام [يوم الثالث عشر من المحرم من الكوفة إلى كربلاء] وجد بني أسد مجتمعين عند القتلى ، متحيّرين لا يدرون ما يصنعون ، ولم يهتدوا إلى معرفتهم وقد فرّق القوم بين رؤوسهم وأبدانهم. وربما يسألون من أهلهم وعشيرتهم. فأخبرهمعليه‌السلام عما جاء إليه من مواراة هذه الجسوم الطاهرة ، وأوقفهم على أسمائهم ، كما عرّفهم بالهاشميين من الأصحاب.

٣٣١ ـ دفن جسد الحسينعليه‌السلام (أسرار الشهادة ، ص ٤٠٦ ط ٢)

نقل الدربندي في (أسرار الشهادة) قال :

لما أقبل بنو أسد إلى كربلاء لمواراة جسد الحسينعليه‌السلام وأجساد أصحابه ، صارت همّتهم أولا أن يواروا جثة الحسينعليه‌السلام ثم الباقين. فجعلوا ينظرون الجثث في المعركة ، فلم يعرفوا جثة الحسينعليه‌السلام من بين تلك الجثث ، لأنها بلا رؤوس ، وقد غيّرتها الشموس.

فبينا هم كذلك وإذا بفارس أقبل إليهم ، حتى إذا قاربهم قال : وما بالكم؟.قالوا : إنا أتينا لنواري جثة الحسينعليه‌السلام وجثث ولده وأنصاره ، ولم نعرف جثة الحسينعليه‌السلام !. فلما سمع ذلك حنّ وأنّ ، وجعل ينادي : وا أبتاه ، وا أبا عبد الله ، ليتك حاضرا وتراني أسيرا ذليلا.

ثم قال لهمعليه‌السلام : أنا أرشدكم. فنزل عن جواده ، وجعل يتخطى القتلى ، فوقع نظره على جسد الحسينعليه‌السلام فاحتضنه وهو يبكي ويقول : يا أبتاه ، بقتلك قرّت عيون الشامتين ، يا أبتاه بقتلك فرحت بنو أمية ، يا أبتاه بعدك طال حزننا ، يا أبتاه بعدك طال كربنا.

ثم إنه مشى قريبا من جثتهعليه‌السلام ، فأهال يسيرا من التراب ، فبان قبر محفور ولحد مشقوق ، فنزّل الجثة الشريفة وواراها في ذلك المرقد الشريف ، كما هو الآن.

يقول الشيخ محمّد حسين الأعلمي في (دائرة المعارف) ج ٢٣ ص ٢٠١ :

حفر القبر النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كما يظهر من حديث أم سلمة رضي الله عنها.

٢٨٥

٣٣٢ ـ كيف دفن الإمام السجّاد جسد أبيه الحسينعليه‌السلام :

(مقتل الحسين للمقرّم ، ص ٤١٦)

ثم مشى الإمام زين العابدينعليه‌السلام إلى جسد أبيهعليه‌السلام واعتنقه وبكى بكاء عاليا. وأتى إلى موضع القبر ورفع قليلا من التراب ، فبان قبر محفور وضريح مشقوق ، فبسط كفيه تحت ظهره وقال : «بسم الله وبالله وفي سبيل الله وعلى ملة رسول الله ، هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله. ما شاء الله ، لا حول ولا قوة إلا بالله العظيم».

وأنزله وحده ولما أقرّه في لحده وضع خده على منحره الشريف قائلا :

" طوبى لأرض تضمّنت جسدك الطاهر ، فإن الدنيا بعدك مظلمة ، والآخرة بنورك مشرقة. أما الليل فمسهّد ، والحزن فسرمد ، حتى يختار الله لأهل بيتك دارك التي أنت بها مقيم ، وعليك مني السلام يابن رسول الله ورحمة الله وبركاته». وكتب على القبر : هذا قبر الحسين بن علي بن أبي طالبعليهما‌السلام الّذي قتلوه عطشانا غريبا.

٣٣٣ ـ دفن العباسعليه‌السلام (دائرة المعارف للأعلمي ، ج ٢٣ ص ٢٠٣)

ثم التفت إليناعليه‌السلام وقال : انظروا هل بقي أحد؟. فقالوا : نعم يا أخا العرب ، بطل مطروح حول المسنّاة على نهر العلقمي ، وحوله جثّتان ، وكلما حملنا جانبا منه سقط الآخر ، لكثرة ضرب السيوف والسهام!. فقال : امضوا بنا إليه ، فمضينا. فلما رآه انكبّ عليه يقبّله ويقول : على الدنيا بعدك العفا يا قمر بني هاشم ، وعليك مني السلام من شهيد محتسب ، ورحمة الله وبركاته. ثم أمرنا أن نشقّ له ضريحا ، ففعلنا. ثم أنزله وحده ولم يشرك معه أحدا منا. ثم أهال عليه التراب.

ثم أمرنا بدفن الجثتين ، وهما من ولد أمير المؤمنينعليه‌السلام أيضا.

٣٣٤ ـ دفن بقية الشهداءعليهم‌السلام (مقتل الحسين للمقرّم ، ص ٤١٧)

ثم عيّن لبني أسد موضعين ، وأمرهم أن يحفروا حفرتين ، وضع في الأولى بني هاشم ، وفي الثانية الأصحاب(١) .

وكان أقرب الشهداء إلى الحسينعليه‌السلام ولده علي الأكبر الّذي قبره عند رجليه.

__________________

(١) الكبريت الأحمر ، وأسرار الشهادة ، والإيقاد.

٢٨٦

وفي (العيون العبرى) للميانجي ، ص ٢١٦ :

عن (الأسرار)و (دار السلام) عن الجزائري ، أن السجّادعليه‌السلام جعل يقول : هذا فلان وهذا فلان ، والأسديون يوارونهم. فلما فرغ مشى إلى جثة العباسعليه‌السلام فدفنه هناك. ثم عطف على جثث الأنصار ، وحفر لهم حفيرة واحدة وواراهم فيها ، إلا حبيب بن مظاهر ، حيث أبى بعض بني عمه ذلك ، ودفنه في ناحية عن الشهداء.

٣٣٥ ـ مواراة الحر بن يزيد رضي الله عنه :(دائرة المعارف للأعلمي ، ج ٢٣ ص ٢٠٢)

فلما فرغ الأسديون من مواراتهم ، قال لهم زين العابدينعليه‌السلام : هلموا لنواري جثة الحر الرياحي ، فتمشّى وهم خلفه حتى وقف عليه ، فقال : أما أنت فقد قبل الله توبتك ، وزاد في سعادتك ، ببذلك نفسك أمام ابن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . وأراد الأسديون حمله إلى محل الشهداء ، فقال : لا ، بل في مكانه واروه.

وفي (العيون العبرى) للميانجي ، ص ٢١٦ :

فلما فرغوا ركب الفارس جواده ، فتعلق به الأسديون وقالوا له : بحقّ من واريته بيدك ، من أنت؟. قالعليه‌السلام : أنا حجة الله عليكم ، أنا علي بن الحسينعليهما‌السلام ، جئت لأواري جثة أبي ومن معه والآن أنا راجع إلى سجن عبيد الله بن زياد ..فودّعهم وانصرف عنهم.

٣٣٦ ـ رواية الشيخ المفيد عن دفن الشهداءعليهم‌السلام :

(الإرشاد للمفيد ، ص ٢٤٣ ط نجف)

قال الشيخ المفيد : ولما رحل ابن سعد خرج قوم من بني أسد كانوا نزولا بالغاضرية إلى الحسينعليه‌السلام وأصحابه فصلّوا عليهم ، ودفنوا الحسينعليه‌السلام حيث قبره الآن ، ودفنوا ابنه علي بن الحسين الأصغرعليه‌السلام عند رجليه ، وحفروا للشهداء من أهل بيته وأصحابه الذين صرعوا حوله ، مما يلي رجلي الحسينعليه‌السلام ، وجمعوهم فدفنوهم جميعا معا. ودفنوا العباس بن عليعليه‌السلام في موضعه الّذي قتل فيه على طريق الغاضرية ، حيث قبره الآن.

ثم قال الشيخ المفيد ، ص ٢٤٩ :

وكل شهداء أهل البيتعليهم‌السلام مدفونون مما يلي رجلي الحسينعليه‌السلام في مشهده ، حفر لهم حفيرة وألقوا فيها جميعا ، وسوّي عليهم التراب إلا

٢٨٧

العباسعليه‌السلام ، فإنه دفن في موضع مقتله على المسنّاة بطريق الغاضرية ، وقبره ظاهر.

وليس لقبور إخوته وأهله الذين سمّيناهم أثر ، وإنما يزورهم الزائر من عند قبر الحسينعليه‌السلام ويومئ إلى الأرض التي نحو رجليه بالسلام عليهم ، وعلى علي بن الحسينعليه‌السلام في جملتهم ، ويقال : إنه أقربهم دفنا إلى الحسينعليه‌السلام .

فأما أصحاب الحسينعليه‌السلام رحمة الله عليهم ، الذين قتلوا معه ، فإنهم دفنوا حوله ، ولسنا نحصّل لهم أجداثا على التحقيق والتفصيل ، إلا أنا لا نشك أن الحائر الحسيني محيط بهم ، رضي الله عنهم وأرضاهم وأسكنهم جنات النعيم.

اليوم الرابع عشر من المحرم وما بعده

٣٣٧ ـ الرباب زوجة الحسينعليه‌السلام تحتضن الرأس الشريف وتقبّله :

(مقتل الحسين للمقرّم ، ص ٤٢٥)

ودعا ابن زياد بالسبايا مرة أخرى ، فلما دخلوا عليه رأين رأس الحسينعليه‌السلام بين يديه ، والأنوار الإلهية تتصاعد [منه] إلى عنان السماء ، فلم تتمالك الرباب

[بنت امرئ القيس] زوجة الحسينعليه‌السلام دون أن وقعت عليه ، وأخذت الرأس المقدس ووضعته في حجرها وقبّلته ، وقالت :

وا حسينا فلا نسيت حسينا

أقصدته أسنّة الأعداء

غادروه بكربلاء صريعا

لا سقى الله جانبي كربلاء

والرباب هذه بعد رجوعها إلى المدينة خطبها الأشراف من قريش ، فقالت : والله لا كان لي حمو بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . وعاشت بعد الحسينعليه‌السلام سنة ثم ماتت كمدا عليه ، ولم تستظل بعده بسقف(١) .

٣٣٨ ـ إحضار ابن زياد المختار الثقفي ليفتخر أمامه بمقتل الحسينعليه‌السلام :

(وسيلة الدارين ، ص ٣٦٣)

ذكر الفاضل المازندراني في (معالي السبطين) ج ٢ ص ١٠٩ نقلا عن بعض

__________________

(١) انظر لواعج الأشجان للسيد الأمين ، ص ١٩٦ ط نجف ؛ وتذكرة الخواص ، ص ٢٧٠ ط ٢ نجف.

٢٨٨

الكتب : أن ابن زياد استخرج المختار من الحبس ، وكان محبوسا عنده من يوم قتل مسلم بن عقيلعليه‌السلام . فبقي في السجن حتى جيء برأس الحسينعليه‌السلام ووضع بين يديه ، فغطّاه بمنديل. ثم استخرج المختار من الحبس ، وجعل يستهزئ عليه. فقال المختار : ويلك أتستهزئ عليّ ، وقد قرّب الله فرجه!. فقال ابن زياد : من أين يأتيك الفرج يا مختار؟. قال : بلغني أن سيدي ومولاي الحسينعليه‌السلام قد توجّه نحو العراق ، فلا بدّ أن يكون خلاصي على يده. قال ابن زياد : لقد خاب ظنك ورجاؤك يا مختار ، إنا قتلنا الحسين. قال : صه فضّ الله فاك ، ومن يقدر على قتل سيدي ومولاي الحسينعليه‌السلام ؟. قال له : يا مختار انظر ، هذا رأس الحسين!. فرفع المنديل ، وإذا بالرأس الشريف بين يديه في طشت من الذهب. فلما نظر المختار إلى الرأس الشريف جعل يلطم على رأسه ، وينادي : وا سيداه!. وا مظلوماه!.

نهاية عمر بن سعد

٣٣٩ ـ نهاية عمر بن سعد :

(تذكرة الخواص لسبط ابن الجوزي ، ص ٢٦٩ ط ٢ نجف)

ثم قام عمر بن سعد من عند ابن زياد يريد منزله إلى أهله ، وهو يقول في طريقه :ما رجع أحد مثلما رجعت ، أطعت الفاسق ابن زياد ، الظالم ابن الفاجر ، وعصيت الحاكم العدل ، وقطعت القرابة الشريفة.

وهجره الناس ، وكان كلما مرّ على ملأ من الناس أعرضوا عنه ، وكلما دخل المسجد خرج الناس منه ، وكل من رآه قد سبّه. فلزم بيته إلى أن قتل.

٣٤٠ ـ ندم عمر بن سعد حيث لا ينفع الندم :

(الأخبار الطوال للدينوري ، ص ٢٦٠)

روي عن حميد بن مسلم قال : كان عمر بن سعد لي صديقا ، فأتيته عند منصرفه من قتال الحسينعليه‌السلام ، فسألته عن حاله ، فقال : لا تسأل عن حالي ، فإنه ما رجع غائب إلى منزله بشرّ مما رجعت به. قطعت القرابة القريبة ، وارتكبت الأمر العظيم». ولكن هيهات ينفع الندم.

وفي (كامل ابن الأثير) ج ٤ ص ٩٣ :

ثم إن ابن زياد قال لعمر بن سعد بعد عوده من قتل الحسين : يا عمر؟. ائتني

٢٨٩

بالكتاب الّذي كتبته إليك في قتل الحسين (ومناجزته). قال : مضيت لأمرك وضاع الكتاب. قال : لتجيئني به. قال : ضاع. قال : لتجيئني به!. قال : ترك والله يقرأ على عجائز قريش بالمدينة ، اعتذارا إليهنّ.

٣٤١ ـ مجادلة عبيد الله بن زياد مع عمر بن سعد حول ملك الريّ :

(المنتخب للطريحي ، ص ٣٣٠ ط ٢)

قال فخر الدين الطريحي : حكي أنه لما فرغ عمر بن سعد من حرب الحسينعليه‌السلام وأدخلت الرؤوس والأسارى إلى عبيد الله بن زياد ، جاء عمر بن سعد ودخل على عبيد الله بن زياد يريد منه أن يمكّنه من ملك الرّي. فقال له ابن زياد : آتني بكتابي الّذي كتبته لك في معنى قتل الحسين وملك الري. فقال له عمر بن سعد : والله إنه قد ضاع مني ولا أعلم أين هو. فقال له ابن زياد : لا بدّ أن تجيئني به في هذا اليوم ، وإن لم تأتني به فليس لك عندي جائزة أبدا ، لأني كنت أراك مستحييا معتذرا في أيام الحرب من عجائز قريش. ألست أنت القائل؟ :

فو الله ما أدري وإني لصادق

أفكّر في أمري على خطرين

أأترك ملك الرّي والريّ منيتي

أم ارجع مأثوما بقتل حسين

وهذا كلام معتذر مستح متردد في رأيه.

٣٤٢ ـ ابن زياد يتلاعب على عمر بن سعد ويتنصّل من كتابه :

(المصدر السابق)

فقال عمر بن سعد : والله يا أمير لقد نصحتك في حرب الحسين نصيحة صادقة ، لو ندبني إليها أبي سعد ، لما كنت أدّيته حقه كما أديت حقك في حرب الحسين.فقال له عبيد الله بن زياد : كذبت يا لكع [أي يا لئيم أو يا أحمق].

فقال عثمان بن زياد [أخو عبيد الله بن زياد] : والله يا أخي لقد صدق عمر ابن سعد في مقالته. وإني لوددت أنه ليس من بني زياد رجل إلا وفي أنفه خزامة

[هي حلقة توضع في الأنف بعد ثقبه ، كناية عن الإذلال والاستعباد] إلى يوم القيامة ، وأن حسينا لم يقتل أبدا.

٣٤٣ ـ عمر بن سعد يرجع بخفّي حنين(المصدر السابق)

فقال عمر بن سعد : فو الله يابن زياد ما رجع أحد من قتلة الحسين بشرّ مما رجعت

٢٩٠

به أنا!. فقال له : وكيف ذلك؟. فقال : لأني عصيت الله وأطعت عبيد الله ، وخذلت الحسين بن بنت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ونصرت أعداء رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وبعد ذلك إني قطعت رحمي ووصلت خصمي وخالفت ربي. فيا عظيم ذنبي ،

ويا طول كربي في الدنيا والآخرة. ثم نهض من مجلسه مغضبا مغموما ، وهو يقول : و( ذلِكَ هُوَ الْخُسْرانُ الْمُبِينُ ) (١١) [الحج : ١١].

يقول الطريحي : وقد كان الإمام عليعليه‌السلام نبّأه بهذه النتيجة ، وأنه لن يهنأ بملك الري ، ولكنه لم يعتبر. كما نبأه الإمام عليعليه‌السلام بنوع قتلته ، فكان كما قال ، إذ بعث المختار له من ذبحه وهو على فراشه.

خبر عبد الله بن عفيف الأزدي

٣٤٤ ـ مجابهة عبد الله بن عفيف الأزدي لابن زياد :

(اللهوف لابن طاووس ، ص ٦٩ ؛ ومقتل الحسين للمقرّم ، ص ٤٢٦)

قال ابن أبي الدنيا : ثم جمع ابن زياد الناس في المسجد ، فصعد المنبر وخطب فقال : الحمد لله الّذي أظهر الحق وأهله ، ونصر أمير المؤمنين يزيد وحزبه ، وقتل الكذّاب ابن الكذاب الحسين بن علي وشيعته(١) . فما زاد على الكلام شيئا.

يقول السيد المقرم في مقتله : فلم ينكر عليه أحد من أولئك الجمع الّذي غمره الضلال ، إلا عبد الله بن عفيف الأزدي ثم الغامدي أحد بني والبة ، وكان من خيار الشيعة وزهّادها ، وكانت عينه اليسرى ذهبت يوم الجمل ، والأخرى في يوم صفين.وكان يلازم المسجد الأعظم ، يصلي فيه الليل. فقال :

يابن زياد ؛ الكذّاب ابن الكذاب ، أنت وأبوك ، والذي ولّاك وأبوه. يابن مرجانة ، أتقتلون أبناء النبيين وتتكلمون بكلام الصدّيقين(٢) على منابر المؤمنين!.

قال الراوي : فغضب ابن زياد ، وقال : من هذا المتكلم؟.

فقال ابن عفيف : أنا المتكلم يا عدوّ الله ، أتقتل الذرية الطاهرة التي قد أذهب الله عنها الرجس ، وتزعم أنك على دين الإسلام؟!. وا غوثاه ، أين أولاد

__________________

(١) كامل ابن الأثير ، ج ٤ ص ٨٢.

(٢) تاريخ الطبري ، ج ٦ ص ٢٦٣.

٢٩١

المهاجرين والأنصار ، لينتقموا من طاغيتك اللعين ابن اللعين ، على لسان رسول رب العالمين؟.

فازداد غضب ابن زياد حتى انتفخت أوداجه ، وقال : عليّ به. فقامت إليه الجلاوذة (الشرطة) من كل ناحية ليأخذوه.

فنادى ابن عفيف بشعار الأزد (يا مبرور) ، فوثب إليه منهم سبعمائة رجل ، فانتزعوه من أيدي الجلاوذة ، وأخرجوه من باب المسجد ، وانطلقوا به إلى منزله.

٣٤٥ ـ مقتل الشهيد السعيد عبد الله بن عفيف(المصدران السابقان)

فقال ابن زياد : اذهبوا إلى هذا الأعمى ، الّذي أعمى الله قلبه كما أعمى عينيه ، فأتوني به. قال : فانطلقوا إليه.

فلما بلغ ذلك الأزد اجتمعوا واجتمعت معهم قبائل اليمن ليمنعوا صاحبهم. وبلغ ذلك ابن زياد ، فجمع قبائل مضر ، وضمهم إلى محمّد بن الأشعث ، وأمرهم بقتال القوم.

قال الراوي : فاقتتلوا قتالا شديدا ، حتى قتل من الفريقين جماعة. ووصل أصحاب ابن الأشعث إلى دار ابن عفيف ، فكسروا الباب واقتحموا عليه الدار.فصاحت ابنته : أتاك القوم من حيث تحذر. فقال لها : لا عليك ، ناوليني سيفي.

قال : فناولته إياه ، فجعل يذبّ عن نفسه ، ويقول :

أنا ابن ذي الفضل العفيف الطاهر

عفيف شيخي وابن أم عامر

كم دارع من جمعكم وحاسر

وبطل جدّلته مغادر

قال : وجعلت ابنته تقول له : يا أبت ليتني كنت رجلا أذبّ بين يديك هؤلاء الفجرة ، قاتلي العترة البررة.

قال : وجعل القوم يدورون عليه من كل جهة ، وهو يذبّ عن نفسه ، فلم يقدر عليه أحد. وكلما جاؤوه من جهة ، قالت له ابنته : يا أبت جاؤوك من جهة كذا ، حتى تكاثروا عليه وأحاطوا به. فقالت ابنته : وا ذلاه ، يحاط بأبي وليس له ناصر يستعين به. فجعل يدور بسيفه ويقول :

أقسم لو يفسح لي عن بصري

ضاق عليكم موردي ومصدري

قال الراوي : فما زالوا به حتى أخذوه ، وأتوا به إلى ابن زياد. فلما رآه قال ابن

٢٩٢

زياد : الحمد لله الّذي أعمى عينيك. فقال ابن عفيف : الحمد لله الّذي أعمى قلبك.

فقال ابن زياد : يا عدوّ الله ما تقول في عثمان بن عفان؟. فشتمه ابن عفيف وقال:يا عبد بني علاج ، يابن مرجانة ، ما أنت وعثمان بن عفان ؛ أساء أو أحسن ، وأصلح أم أفسد!. وإن الله تبارك وتعالى وليّ خلقه ، يقضي بينهم وبين عثمان بالعدل والحق. ولكن سلني عن أبيك وعنك ، وعن يزيد وأبيه!.

فقال ابن زياد : لا سألتك عن شيء أو تذوق الموت غصّة بعد غصة.

فقال عبد الله بن عفيف : الحمد لله رب العالمين. أما إني قد كنت أسأل الله ربي أن يرزقني الشهادة من قبل أن تلدك أمك ، وسألت الله أن يجعل ذلك على يدي ألعن خلقه وأبغضهم إليه. فلما كفّ بصري يئست من الشهادة ، والآن فالحمد لله الّذي رزقنيها بعد اليأس منها ، وعرّفني الإجابة منه في قديم دعائي.

فقال ابن زياد : اضربوا عنقه. فضربت عنقه ، وصلب في السبخة. رضوان الله عليه.

٣٤٦ ـ إطلاق سراح النساء الأسرى غير الهاشميات :

يقول السيد إبراهيم الزنجاني في (وسيلة الدارين في أنصار الحسين) :

لم يسب في الكوفة إلا النساء الهاشميات ، وأما غيرهن فقد شفع فيهن أقرباؤهن من القبائل وأطلق سراحهن.

٣٤٧ ـ تطويف رأس الحسينعليه‌السلام في سكك الكوفة :

(وسيلة الدارين ، ص ٣٦٦)

ثم أمر ابن زياد برأس الحسينعليه‌السلام فطيف به في سكك الكوفة كلها وقبائلها.

قال زيد بن أرقم : لما مرّ به عليّ وهو على رمح ، وأنا في غرفة لي ، فلما حاذاني سمعته يقرأ( أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كانُوا مِنْ آياتِنا عَجَباً ) . فوقف والله شعري عليّ ، وناديت : رأسك والله يابن رسول الله وأمرك أعجب وأعجب.

فلما فرغ القوم من التطواف به في الكوفة ردّوه إلى باب القصر.

٣٤٨ ـ نصب الرؤوس بالكوفة :

(تذكرة الخواص لسبط ابن الجوزي ، ص ٢٧٠ ط ٢ نجف)

ثم إن ابن زياد نصب الرؤوس كلها بالكوفة على الخشب ، وكانت زيادة على

٢٩٣

سبعين رأسا ، وهي أول رؤوس نصبت في الإسلام ، بعد رأس مسلم بن عقيل بالكوفة.

كلام الرأس المقدّس

ـ تعليق حول كلام الرأس المقدس وهو على الرمح :

(المجالس السّنيّة للسيد الأمين ، ج ٣ مجلس ١٨٦)

لما كانت معركة صفّين ، وأيقن معاوية من الهزيمة ، لم يجد غير اتخاذ الحيلة ، فرفع عمرو بن العاص المصاحف على رؤوس الرماح ، ليوهم أهل العراق بأنه يحتكم إلى القرآن. فحذّر الإمام عليعليه‌السلام أصحابه من حيلة أهل الشام ، وقال لهم : أنا كتاب الله الناطق ، وهذا المصحف كتاب الله الصامت ، فأيهما أحقّ بالاحتكام إليه؟.

فلم يصغوا إليه!.

ثم كانت معركة كربلاء ، وقتلوا الحسينعليه‌السلام ورفعوا رأسه على السنان.فتذكرت عند ذلك رفع معاوية للقرآن على رؤوس الرماح يوم صفين ، فقلت :

ما أشدّ الشبه بين الحالين ؛ فهناك رفعوا القرآن على الرمح وهو كتاب الله الصامت ، وهنا رفعوا رأس الحسين على السنان وهو كتاب الله الناطق ، فنطق بالحجة حتى وهو مقطوع في أكثر من موضع ، كاشفا عن معجزته وكرامته.

٣٤٩ ـ تكلم الرأس الشريف في عدة مواضع :

يقول المحقق السيد عبد العزيز المقرّم في مقتله :

لم يزل السبط الشهيد حليف القرآن منذ أنشأ الله كيانه ، لأنهما ثقلا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وخليفتاه على أمته. وقد نصّ الرسول الأعظمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بأنهما لن يفترقا حتى يردا عليه الحوض. فبذلك كان الحسينعليه‌السلام غير مبارح تلاوة القرآن طيلة حياته ، وحتى بعد مماته. وكما قال الشاعر :

لهفي لرأسك فوق مسلوب القنا

يكسوه من أنواره جلبابا

يتلو الكتاب على السنان وإنما

رفعوا به فوق السنان كتابا

ويقول الفاضل الدربندي في (أسرار الشهادة) ص ٤٨٨ :

٢٩٤

عن مسلمة بن كهيل قال : رأيت رأس الحسينعليه‌السلام على قناة وهو يقرأ :

( فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) [البقرة : ١٣٧].

قال هلال بن معاوية : رأيت رجلا يحمل رأس الحسينعليه‌السلام والرأس يخاطبه :فرّقت بين رأسي وبدني ، فرّق الله بين لحمك وعظمك ، وجعلك آية ونكالا للعالمين. فرفع السوط وأخذ يضرب الرأس ، حتى سكت.

٣٥٠ ـ رأس الحسينعليه‌السلام يتلو من سورة الكهف :

يقول السيد المقرم في مقتله ص ٤٣٣ :

ولما نصب الرأس الأقدس في موضع (الصيارفة) وهناك لغط المارة وضوضاء المتعاملين ، فأراد سيد الشهداءعليه‌السلام توجيه النفوس نحوه ، ليسمعوا بليغ عظاته.فتنحنح تنحنحا عاليا ، فاتجهت إليه الناس ، واعترتهم الدهشة ، حيث لم يسمعوا رأسا مقطوعا يتنحنح قبل يوم الحسينعليه‌السلام ، فعندها قرأ سورة الكهف إلى قوله تعالى :( إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْناهُمْ هُدىً ) [الكهف : ١٣] ، فلم يزدهم إلا ضلالا.

وفي (مناقب آل أبي طالب) لابن شهر اشوب ، ج ٣ ص ٢١٨ ط نجف :

إنهم لما صلبوا الرأس الشريف على شجرة خارج الكوفة سمع منه :

( وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ ) [الشعراء : ٢٢٧].

وفي (تظلّم الزهراء) للقزويني ، عن الحارث بن وكيدة ، قال : كنت فيمن حمل رأس الحسينعليه‌السلام فسمعته يقرأ سورة الكهف ، فجعلت أشكّ في نفسي وأنا أسمع نغمة أبي عبد الله. فترك الحسينعليه‌السلام القراءة والتفت إليّ يخاطبني : يابن وكيدة ، أما علمت أنّا معاشر الأئمة أحياء عند ربنا نرزق؟!.

قال ابن وكيدة : فقلت في نفسي أسرق رأسه وأدفنه ، فإذا الخطاب من الرأس الأزهر: يابن وكيدة ، ليس لك إلى ذلك سبيل ، إنّ سفكهم دمي أعظم عند الله تعالى من تسييرهم إياي على الرمح ، فذرهم فسوف يعلمون( إِذِ الْأَغْلالُ فِي أَعْناقِهِمْ وَالسَّلاسِلُ يُسْحَبُونَ ) (٧١) [غافر : ٧١].

٢٩٥

ولنعم ما قال الشاعر ، وهو رزق الله بن عبد الوهاب الجبّائي في الحسينعليه‌السلام (١) :

رأس ابن بنت محمّد ووصيّه

للناظرين على قناة يرفع

والمسلمون بمسمع وبمنظر

لا منكر منهم ولا متفجّع

كحلت بمنظرك العيون عماية

وأصمّ رزؤك كلّ أذن تسمع

أيقظت أجفانا وكنت لها كرى

وأنمت عينا لم تكن بك تهجع

ما روضة إلا تمنّت أنها

لك تربة ولخطّ قبرك مضجع

٣٥١ ـ حجر يقع في سجن السبايا ينبئهم بأن مصيرهم إما القتل أو التسيير إلى يزيد :

ظل الإمام السجّادعليه‌السلام مع سبايا أهل البيتعليهم‌السلام في سجن ابن زياد حتى ١٩ محرم [أي حوالي ستة أيام] وهم لا يعرفون المصير الّذي يترصّدهم ، بعد أن بعث ابن زياد إلى يزيد يسأله ماذا يفعل بهم؟.

وفي الأثناء ألقي إليهم حجر معه كتاب مربوط ، وفيه : خرج البريد بأمركم إلى يزيد في يوم كذا ، وهو سائر كذا يوما ، وراجع في كذا يوم. فإن سمعتم التكبير فأيقنوا بالقتل ، وإن لم تسمعوا تكبيرا فهو الأمان.

وقبل قدوم البريد بيومين ، ألقي حجر في السجن ومعه كتاب وموسى ، وفي الكتاب: أوصوا واعهدوا ، فإنما ينتظر البريد يوم كذا.

فجاء البريد ، ولم يسمع التكبير. وفي كتاب يزيد الأمر بأن يسرّحهم ابن زياد إلى دمشق(٢) .

٣٥٢ ـ كم مكثوا في السجن؟ :

(مع الحسين في نهضته للسيد أسد حيدر ، ص ٣٠٨)

اختلفت الأقوال في تحديد اليوم الّذي انفصل فيه ركب آل محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من الكوفة إلى الشام. كما اختلفت الأقوال في يوم ورودهم إلى الكوفة. ومن هذا لا نعلم بالضبط مدة بقائهم في سجن ابن زياد.

وقد ذهب البعض إلى أنهم لم يمكثوا أكثر من أسبوع.

__________________

(١) سمط النجوم العوالي في أبناء الأوائل والتوالي لعبد الملك المكي ، ج ٣ ص ٧٩.

(٢) تاريخ الطبري ، ج ٦ ص ٢٦٦.

٢٩٦

٣٥٣ ـ استجواب ابن زياد لعبيد الله بن الحر الجعفي :

(مقتل أبي مخنف المقتبس من الطبري ، ص ٢٤٤ و ٢٤٥)

قال أبو مخنف : حدّثني عبد الرحمن بن جندب الأزدي ، أن عبيد الله بن زياد بعد قتل الحسينعليه‌السلام تفقّد أشراف الكوفة ، فلم ير عبيد الله بن الحر. ثم جاءه بعد أيام حتى دخل عليه ، فقال : أين كنت يابن الحر؟. قال : كنت مريضا. قال : مريض القلب أو مريض البدن؟. قال : أما قلبي فلم يمرض ، وأما بدني فقد منّ الله عليّ بالعافية. فقال له ابن زياد : كذبت ؛ ولكنك كنت مع عدونا. قال : لو كنت مع عدوّك لرئي مكاني ، وما كان مثل مكاني يخفى.

قال : وغفل عنه ابن زياد غفلة ، فخرج ابن الحر فقعد على فرسه. فقال ابن زياد :أين ابن الحر؟. قالوا : خرج الساعة. قال : عليّ به. فأحضرت الشّرط فقالوا له :أجب الأمير. فدفع فرسه ، ثم قال : أبلغوه أني لا آتيه والله طائعا أبدا.

ثم خرج حتى أتى منزل أحمر بن زياد الطائي ، فاجتمع إليه في منزله أصحابه.

ثم خرج حتى أتى كربلاء ، فنظر إلى مصارع القوم ، فاستغفر لهم هو وأصحابه.

ثم مضى حتى نزل المدائن. وقال في ذلك :

يقول أمير غادر حقّ غادر :

ألا كنت قاتلت الشهيد ابن فاطمه؟

ونفسي على خذلانه واعتزاله

وبيعة هذا الناكث العهد لائمه

فيا ندمي أن لا أكون نصرته

ألا كل نفس لا تسدّد نادمه

وإني لأني لم أكن من حماته

لذو حسرة ما إن تفارق لازمه

سقى الله أرواح الذين تآزروا

على نصره سقيا من الغيث دائمه

وقفت على أجداثهم ومحالهم

فكاد الحشى ينقضّ والعين ساجمه

لعمري لقد كانوا مصاليت في الوغى

سراعا إلى الهيجا حماة خضارمه

تأسّوا على نصر ابن بنت نبيّهم

بأسيافهم آساد غيل ضراغمه

فإن يقتلوا في كل نفس بقية

عليا لأرض قد أضحت لذلك واجمه

وما إن رأى الراؤون أفضل منهم

لدى الموت سادات وزهرا قماقمه

أتقتلهم ظلما وترجو ودادنا

فدع خطّة ليست لنا بملائمه

لعمري لقد أرغمتمونا بقتلهم

فكم ناقم منا عليكم وناقمه

أهمّ مرارا أن أسير بجحفل

إلى فئة زاغت عن الحق ظالمه

٢٩٧

فكفّوا وإلا زرتكم في كتائب

أشدّ عليكم من زحوف الديالمه

وسوف ترد هذه القصيدة في مناسبة ثانية ، في الفقرة ٦٦٥ من هذا الجزء ، في أول من زار قبر الحسينعليه‌السلام ورثاه.

قصة ولدي مسلم بن عقيلعليه‌السلام

٣٥٤ ـ قصة الغلامين محمّد وإبراهيمعليهما‌السلام :

هما غلامان من أولاد أهل البيتعليهم‌السلام لم يبلغا الحلم ، أسرا في الكوفة أو في كربلاء ، وحاولا الهرب والنجاة. وقد اختلف في نسبتهما.

قال الطبري وصاحب (كفاية الطالب) : إن محمّدا وإبراهيم هما : إما من ولد عبد الله بن جعفرعليه‌السلام أو من ولد مسلم بن عقيل بن أبي طالبعليه‌السلام ، على اختلاف الروايات فيهما.

وقد أورد هذه القصة الخوارزمي في مقتله ، واعتبر أن الغلامين هربا من عسكر ابن زياد ، وهما من أولاد جعفر الطيارعليه‌السلام . وعندما هربا وجدا امرأة تستسقي فالتجآ إليها ، فلما تعرّفت عليهما أحسنت إليهما ، لكن زوجها كان عميلا لابن زياد ، وكان ابن زياد قد طرح جائزة لمن يأتي بهما.

أما بقية المقاتل فذكرت القصة منسوبة إلى ولدي مسلم بن عقيلعليه‌السلام ، وهما محمّد [وعمره إحدى عشرة سنة] ، والثاني إبراهيم [وعمره تسع سنين] ، وذلك بروايتين مختلفتين :

الرواية الأولى : في (معالي السبطين) للمازندراني ، نقلا عن (الناسخ) : أن مسلم بن عقيلعليه‌السلام قبل مقتله بالكوفة كان هذان الطفلان معه ، فأودعهما عند شريح القاضي وأوصاه بهما. فلما قتل مسلم رأى شريح القاضي تسفيرهما إلى المدينة.وفي طريقهما إلى القافلة أخذهما أهل الكوفة وسلّموهما إلى ابن زياد إلى آخر القصة.

والرواية الثانية : أنهما أخذا أسيرين إلى الكوفة ، وأودعا السجن ، ثم فرّا منه.وهي مشابهة لرواية الخوارزمي. وهي قصة تنبئ عن براءة الأطفال ، ووحشية الكبار ، وأن الطمع يعمي القلب ، ويدفع الإنسان إلى ارتكاب كل جريمة ، كما فعل الحارث بن عروة كما تبيّن أن هناك في كل عصر وموقع رجالا مؤمنين صدقوا

٢٩٨

ما عاهدوا الله عليه ، وأنهم مستعدون للتضحية بكل غال ونفيس فداء للمبدأ والعقيدة التي آمنوا بها ، حتى ولو استدعى ذلك إلى بذل نفوسهم وأرواحهم.

وإليك القصة بالروايتين :

الرواية الأولى

٣٥٥ ـ قصة الغلامين ولدي مسلم بن عقيلعليه‌السلام :

(معالي السبطين للمازندراني ، ج ٢ ص ٧١)

قال صاحب (الناسخ) : إن هانئ بن عروة لما أخذ وحبس ، وخرج مسلم بن عقيلعليه‌السلام من دار هانئ ، وجمع شيعته ، واجتمعوا حوله وخرجوا على عبيد الله بن زياد ، دعا مسلم بن عقيلعليه‌السلام بابنيه محمّد وإبراهيم وكانا معه ، وسلّمهما إلى شريح القاضي ، وأوصاه بهما ، وكانا في داره حتى قتل مسلمعليه‌السلام . فأخبر ابن زياد بأن ابني مسلم محمدا وإبراهيم كانا مع مسلم ، وقد اختفيا في البلد. فأمر فنودي : من له علم بخبر ابني مسلم ولم يخبرنا فهو مهدور الدم. ولما سمع شريح أحضرهما وأشفق عليهما وبكى. فقالا : يا شريح ما هذا البكاء؟ فقال : لقد قتل أبوكما مسلم. فلما سمعا بكيا بكاء شديدا ، وناديا بالويل والثبور ، وصاحا : وا أبتاه وا غربتاه!. فجعل يسلّي خاطرهما ويعزّيهما بأبيهما. ثم أخبرهما بخبر عبيد الله بن زياد ، فخافا وسكتا. فقال شريح : أنتما قرة عيني وثمرة فؤادي ، ولا أدع أن يظفر بكما أحد ، من ابن زياد ولا غيره ، وأرى أن أسلّمكما إلى رجل أمين حتى يوصلكما إلى المدينة.

ثم دعا بابن له يقال له الأسد ، وقال : بلغني أن قافلة شدّوا على رحالهم يريدون المدينة ، فخذ هذين الصبيين وسلّمهما إلى رجل أمين ، كي يوصلهما إلى المدينة.ثم قبّلهما وأعطى لكل واحد منهما خمسين دينارا ، وودّعهما.

فلما مضى من الليل شطره حملهما ابن القاضي إلى ظهر الكوفة ، ومضى بهما أميالا. ثم قال : أيا ولديّ إن القافلة قد رحلت ومضت ، وهذا سوادها. امضيا حتى تلحقا بها وعجّلا في المشي. ثم ودّعهما ورجع.

ومضى الغلامان في سواد الليل وجعلا يسرعان حتى تعبا ، وإذا بنفر من أهل الكوفة قد عارضوهما وأخذوهما ، وجاؤوا بهما إلى عبيد الله بن زياد. فدعا عبيد الله بالسجّان وسلّمهما إليه. وكتب إلى يزيد كتابا وأخبره بقصتهما.

٢٩٩

وكان السجّان من محبّي أهل البيتعليهم‌السلام واسمه (مشكور). وكان الغلامان في السجن وهما باكيان حزينان ، والسجّان لمّا عرفهما أشفق عليهما وأحسن إليهما ، وأحضر لهما الطعام والشراب ، وأخرجهما من الحبس في جوف الليل ، وأعطاهما خاتمه ، وقال : أيا ولديّ إذا وصلتما إلى (القادسية) عرّفا أنفسكما إلى أخي ، واعرضا عليه خاتمي علامة ، فهو يكرمكما ويوقفكما على الطريق ، بل ويوصلكما إلى المدينة.

وخرج الغلامان إلى القادسية ، ومضيا في جوف الليل ، وهما غير خبيرين بالطريق. فلما أصبحا إذا هما حول الكوفة ، فخافا ومضيا إلى حديقة فيها نخيل وماء وشجر ، فصعدا على نخلة. فجاءت جارية حبشية لتستقي ماء ، فرأت عكس صورهما في الماء ، نظرت وإذا بغلامين صغيرين كأن الله لم يخلق مثلهما. وجعلت تلاطف بهما حتى نزلا من النخلة. وأتت بهما إلى دارها وأخبرت سيدتها بهما.فلما رأتهما [أي سيدة الدار] اعتنقتهما وقبّلتهما ، وقالت : يا حبيبيّ من أنتما؟.قالا : نحن من عترة محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وولد مسلم بن عقيل. فلما عرفتهما زادت في إكرامهما ، وأحضرت لهما الطعام والشراب ، وأعتقت جاريتها سرورا بهذه العطية ، وأوصتها بأن لا يطّلع زوجها على ذلك ، لأنها كانت تعرفه بالشر.

وأما عبيد الله بن زياد ، لما بلغه الخبر بأن مشكورا أطلق ولدي مسلم وأخرجهما من الحبس ، دعاه وقال له : ويلك أين الغلامان؟. قال : لما عرفتهما أطلقتهما كرامة لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . فقال : أأمنت من سطوتي؟ أما خفت من عقوبتي!. فقال : بل خفت من عقوبة ربي. ويلك يابن مرجانة ، قتلت أباهما وأيتمتهما على صغر سنهما ، فما تريد منهما؟. فغضب عبيد الله ودعا بالسياط ، وقال : اجلدوه خمسمائة جلدة ، واضربوا عنقه. فقال مشكور : هذا في الله وفي حبّ أهل بيت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قليل.فجلدوه خمسمائة جلدة. وجعل يسبّح الله ويقدّسه ، ويقول : الله م أستعين بك وأطلب منك الفرج والروح والصبر ، فإني قتلت في حب أهل بيت نبيك. الله م ألحقني بنبيّك وآله. ثم سكت حتى ضربوه خمسمائة سوط ، وقد بلغت روحه التراقي ، فقال بضعيف صوته : اسقوني ماء. فقال ابن زياد : لا تسقوه ، بل اقتلوه عطشانا. فتقدم عمرو بن الحارث وتشفّع فيه عند ابن زياد ، وحمله إلى داره ليداويه ، ففتح مشكور عينيه ، وقال : والله لقد شربت شرابا من الكوثر ، لا أظمأ بعده أبدا.ثم فارقت روحه.

٣٠٠

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586