وسائل الشيعة الجزء ٢٠

وسائل الشيعة10%

وسائل الشيعة مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 586

المقدمة الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠
  • البداية
  • السابق
  • 586 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 429571 / تحميل: 6733
الحجم الحجم الحجم
وسائل الشيعة

وسائل الشيعة الجزء ٢٠

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

والحق يجب أن تحمله سلسلة متّصلة وجماعة مستمرة ومتواجدة في كلّ زمان ولا يخلو منهم زمان، فأين أتباعهم وأين سلفهم إن كانوا حقاً يمثّلون الحقّ؟

فقال: أصبت وربّ الكعبة! فما الحل إذن؟

قلت لحارث مصارحاً ــ وأنا خائف ــ : كفانا مكابرة وتكبّراً! فليس لنا في الواقع إلاّ فئتين على مرِّ العصور لا ثالثة لهما يدَّعون الحقّ، وهما السنّة والشيعة، فلماذا هذا التجاهل لهذه الفرقة المليونية والتي استمر وجودها منذ أوّل الخلافات والنزاعات بين المسلمين وإلى يومنا هذا، ويبدو واضحاً أنّه مستمر إلى يوم القيامة ولم يخلُ منهما زمان أبداً، أليس كذلك؟

قال: فعلاً ولكن! الشيعة! قل لي شيئاً آخر!

قلت له: ليس لدي شيء آخر! نحن تعاهدنا بأن نبحث عن الحقّ ونتّبعه ولو كان عند اليهود ولنا أسوة بسلمان الفارسي!

قال: أجل قد اتّفقنا على ذلك فلِمَ الخوف؟! فلنرى ما عند الشيعة، وعندنا عقول نميّز بها الحقّ من الباطل! ولكن يا (عبد الحميد)، رجاءً إنّ ضلال الشيعة وكفرهم وشركهم واضح لنا فلماذا نتعب أنفسنا بالبحث عن أقوالهم واتّباعهم لأهل البيت(عليهم السلام)؟

قلت له: لنرى حججهم وبفهم العلماء المحققين لا بفهمنا ولا بفهم الشيعة، لنكون باحثين حقيقيين، ونقيم الحجّة أمام الله تعالى إن عاتبنا على عدم اتّباع أهل البيت(عليهم السلام) الذين يلهج بذكرهم الشيعة من حولنا أينما ذهبنا وأينما توجّهنا، فالشيعة كثيرون من حولنا ويظهرون حبّهم واتّباعهم لأهل البيت(عليهم السلام) دون من سواهم من المسلمين، فلماذا لا نبطل حجّتهم ونبيّن كذبهم بالدليل والبرهان والبحث العلمي المتجرد عن الهوى والعاطفة؟

١٦١

فقال: إنّا لله وإنّا إليه راجعون! ولو أنّي مقتنع بأنّ الشيعة لا يمكن أن يمثّلوا الحقّ، ولكن ماذا أفعل وقد ألزَمتْني حجّتُك وألقمْتَني حجراً بأدلَّتك! فعلاً مم الخوف وعندي عقل رزقنيه الله تعالى لأميّز به الحقّ من الباطل! ولكن يا (عبد الحميد)، ألا ترى بأنّ الشيعة ضالّون ومشركون! فكيف يمثّلون الحقّ وهم يدعون غير الله وينذرون لغير الله، ويطوفون بقبور أئمة أهل البيت(عليهم السلام) كما نطوف نحن ببيت الله الحرام، ويحلفون بغير الله، ويتسمون بعبد الحسين وعبد الزهرة وعبد الأئمة، وما إلى ذلك ممّا عندهم من غلو بأئمة أهل البيت(عليهم السلام)، واعتقادهم فيهم بأنّهم يعلمون الغيب، وكذلك سبّهم للصحابة بل تكفيرهم لهم، وطعنهم بأمهات المؤمنين، واعتقادهم بتحريف القرآن الكريم، فكيف تتوقّع بأنّهم يمثّلون الفرقة الناجية ويتّبعون أهل البيت(عليهم السلام) دون غيرهم؟!

فقلت له: تمهّل واصبر ولنبحث عن أحقّيتهم وصحة اتّباعهم لأهل البيت(عليهم السلام) أوّلاً، فإذا ثبت بأنّهم الوحيدون الذين يتّبعون أهل البيت(عليهم السلام) ويحملون فكرهم ومنهجهم ومذهبهم فسوف نفكّر بعد ذلك بهذه الأمور، ونسأل عنها أهلها ولماذا يفعلونها وما المبرر لهم على فعلها وصحتها والتزامها وعدم نهي علمائهم عنها إن أنكروها وقالوا بحرمتها وعدم صحتها؟

فقال: فعلاً يجب أن يثبت لنا أوّلاً بالدليل بأنّ الشيعة هم الفرقة الناجية، ثمّ ننتقد عليهم الكثير ممّا لا نقبله ونراه شركاً وضلالاً مع أنّ فهمنا للتوحيد قد يكون فيه خلل وخطل!

فقلت له: حينما أخبرنا رسول الله(صلى الله عليه وآله) الذي لا ينطق عن الهوى بأنّه خلّف فينا من بعده ثقلين وخليفتين، وأمرنا بالتمسّك بهما، وأخبرنا بأنّ الله تعالى اللطيف الخبير قد أخبره بأنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليه الحوض، أي أنّهما باقيان في الأمّة موجودان في

١٦٢

كلّ زمان لا تخلو الأرض منهما، وأَنّ من يطلبهما سوف يجدهما قطعاً، وأنّ هناك من سيلتزم بهما كما ينصّ حديث الفرقة الناجية والطائفة المنصورة (١) ، فمذهب أهل البيت(عليهم السلام) مادام يمثّل تلك الفرقة الناجية فلابدّ أن يكون موجوداً لأنّه هو الإسلام الصحيح ودين الله الحقّ الذي تعهّد تعالى بحفظه ووجوده رغم ثقل العمل بالثقلين وصعوبة التزامهما على الناس (٢) !

قال: هذا صحيح.

قلت له: إذن مذهب أهل البيت(عليهم السلام) وأقوالهم وآرائهم وأحاديثهم موجودة في الأمّة وهناك من يمثّلهم ويتّبعهم لا محالة.

قال: أجل.

قلت له: فلمّا رأينا كيف تعامل علماء السنّة والحكومات وأتباع الحكومات من وعّاظ السلاطين وعلماء السوء مع أهل البيت(عليهم السلام)، من تشريد وتقتيل واستدعاء واختبار وسجن وتحريض وترغيب وترهيب وإقامة جبرية وما إلى ذلك فكلّ ذلك يسقط كون أهل السنّة هم أتباع أهل البيت(عليهم السلام) أليس كذلك؟

قال: فعلاً.

فقلت له: ثمّ بحثنا عن المتشيّعين والمعتدلين من علماء أهل السنّة المنصفين فلم نصل معهم إلى حلّ، ووجدنا انقطاع سلسلتهم من قبلهم ومن بعدهم، فتبيّن بأنّهم لا يمثّلون الفرقة الناجية أيضاً ولا يجب علينا متابعتهم دون أهل البيت(عليهم السلام)،

________________________

١- أقصد حديث (لا تزال في أمّتي طائفة ظاهرين على الحقّ لا يضرّهم من خالفهم ولا من خذلهم حتّى يأتي أمر الله وهم على ذلك).

٢- في كلامي هذا إشارة إلى ما عرفوا وشرحوا به الثقلين حين قال النووي عن سبب إطلاق النبي(صلى الله عليه وآله) هذا الاسم عند شرحه لحديث الثقلين في صحيح مسلم: (سمّاهما ثقلين لعظمهما ونفاستهما وثقل العمل بهما).

١٦٣

لأنّ ؛ الصادق المصدّق وعدنا باستمرار الفرقة الناجية بقوله(صلى الله عليه وآله): (لا تزال طائفة)، ولأنّنا سوف نتّبع الفرع ونحن مأمورون باتّباع الأصل مع تعهّد النبيّ(صلى الله عليه وآله) بوجود الأصل في الأمّة إلى يوم القيامة وعدم وجداننا للفرع في الواقع، فسقط هذا الاحتمال أيضاً!

قال: أكيد!

فقلت له: بقي لنا خيار أخير وهو البحث عمّن يدّعي اتّباع أهل البيت(عليهم السلام) ظاهراً وفي الجملة دون غيرهم، فلم نجد من الفرق المتجذرة والمستمرة إلاّ فرقة الشيعة الإمامية الاثني عشرية دون الزيدية والإسماعيلية، فالأخيرة باطنية إباحية مسقطة للتكاليف مخالفة للحق بشكل واضح، ولا تنطبق عليها مواصفات الفرقة الناجية، ويتّبعون إماماً قد مات في زمان الإمام الصادق بعده (إسماعيل) فلا يمكن أن يكون الإمام اللاحق قد مات قبل الإمام السابق، والزيدية ليست بالمتجذرة في القدم من بعد رسول الله(صلى الله عليه وآله) مباشرة، ولا دلّت عليهم أو أشارت لهم أيّة أحاديث للنبيّ(صلى الله عليه وآله) كالشيعة الإمامية، بالإضافة إلى إجماع الأمّة على أفضلية أئمة الشيعة الإمامية على أئمة الزيدية، مضافاً إلى أنّ حديث الأئمة الاثني عشر لم يلتزمه ولم يعمل به ولم يطبّقه ولم يصر عليه الإسماعيلية أو الزيدية كالشيعة الإمامية الاثني عشرية، ناهيك عن كون شرط الإمام عند الزيدية خروجه وقيامه بالسيف، وهذا يدلّ على كون مذهبهم عبارة عن ردّة فعل وليس فعلاً ونظاماً ومصلحة وتشريعاً ونظرية متكاملة تمثّل الإسلام ونظام الحكم الشرعي والإلهي في الإسلام! فالإمام عندهم هو الثائر على الباطل وأهل الباطل الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر الناتج والمترشح من الأنظمة الفاسدة!

قال: أحسنت فكلّ هؤلاء لا ينطبق عليهم المراد والنصوص ولا يمثّلون

١٦٤

الفرقة الناجية أبداً!

قلت: فلم يتبق لدينا سوى الشيعة الإمامية الاثني عشرية ممّن ينتحل الميل لأهل البيت(عليهم السلام) كما عَبّر ابنُ خلدون عنهم ووصفهم في مقدّمة تأريخه، وهذا يثبت اتّباع الشيعة والتزامهم مذهب أهل البيت(عليهم السلام) فعلاً وواقعاً!

قال: إي والله، لا فظ فوك! فقد أقمت عليّ الحجّة، وأوضحت لي المحجّة، وأغلقت عليَّ كلّ باب للاحتمال أو الشك، فوالله لولا كلامك معي بهذه الطريقة العجيبة وغير المعهودة، ولولا معرفتي بك وثقتي بشخصك واعتزازي بمعرفتك وثقتي بعلمك واطّلاعك ما صدّقت هذا أبداً ولسمّيته أحجية وقصّة خيالية، ولا أعتقد بأنّني سأصدّق غيرك لو تكلّم معي في ذلك، بل أعتقد بأنّني سوف لن أصدّقك أنت أيضاً لو تكّلمت معي بغير هذه الطريقة وغير هذا الأسلوب الرائع، فإنّي لم أظن ولم يخطر على بالي يوماً من الأيام ولا لحظة من اللحظات بأنّ الشيعة هم الفرقة الناجية وهم أتباع أهل البيت(عليهم السلام) حقّاً، ولم أعرف يوماً منزلة أهل البيت(عليهم السلام) وأهميتهم هذه أبداً، وكنت أقول في نفسي لو ظهر لي رسول الله(صلى الله عليه وآله) أو عليّ(عليه السلام) وقالا لي بأنّ الحقّ مع الشيعة لشككت بذلك وما صدقتهما! فالحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنّا لنهتدي لولا أن هدانا الله!! {لَقَدْ جَاءتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ} (١) .

بُعيد كلامنا هذا مباشرة أحسست بأنّ ذاتي وشخصيتي ونفسيتي قد تغيّرت تماماً وانقلبت وتحوّلت إلى نفس جديدة أُضيف إليها شيء ما ــ وإنّي لأعجز أن أصف لكم أحبّتي مشاعري في تلك اللحظات، فهي لم تحصل لي في حياتي كلّها، بل وأجزم بأنّها سوف لن تحصل لي إلاّ أن يشاء الله أن يرزقنا الجنّة حيث

________________________

١- الأعراف: ٤٣.

١٦٥

وعدنا الله ورسوله باللذة التي سنشعر بها هناك حيث ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ــ فشعرت حين اتّفقنا أنا وصديقي (حارث) على وجوب اتّباع أهل البيت(عليهم السلام) على أقل تقدير عند الاختلاف بينهم وبين غيرهم وعدم قرن أحد بهم ووجوب معرفتهم ومحبّتهم والتمسّك بهم ؛ لأنّهم وصية نبيّنا(صلى الله عليه وآله) وخلفاؤه الذين هم أحد الثقلين اللذين خلّفهما رسول الله(صلى الله عليه وآله) في أمّته وأمرنا بالتمسّك بهما للأمن من الضلال.

شعرت حينئذ بأنّ جبلاً ثقيلاً كنت أحمله على ظهري وعاتقي زال مباشرة، فأصبحت خفيفاً وشفافاً ومجرداً وكأنّي أحلّق في السماء، وروحي ونفسي قد تغيّرت وتحوّلت تماماً وانقلبت إلى شيء آخر فعلاً، فبعد أن كنت متشدداً فظاً أكره كلّ من يخالفني ولو في عدم تحريكه لإصبعه في التشهد أو عدم فتح رجليه ولصق قدميه كلّها بقدميَّ أصبحت الآن أحسّ بحبّي ورحمتي لكلّ بني البشر لكلّ موافق وكلّ مخالف وأشفق على الخلق كلّهم وأشعر بالرحمة تجاهم، فأحسست بنورٍ في قلبي يسعُ كلَّ الناس، أعطف من خلاله على كلّ الناس، وأشفق على كلّ الناس، وأريد أن يحسّ كلّ الناس بهذا الشعور، فكيف أوصل لهم هذا الإحساس، وكيف أساعدهم على الشعور به وهذه البهجة والسرور وهذه السعادة الغامرة التي لا توصف؟ كيف سأرسمها على وجوه الناس وأدخلها إلى قلوبهم؟

فيا لها من لذّة لم أشعر بها ولم أتذّوقها طيلة حياتي مهما مررت به من تغييرات وإنجازات ومفارقات وتنقلات، فازددت يقيناً بأنّي وجدت الحقّ حقّاً ورزقت اتّباعه، فيا لها من نعمة أعجز والله عن شكرها، ويا له من فضل ما بعده فضل.

١٦٦

وبعد أن أخبرت صديقي حارثاً بما جرى لي صرخ قائلاً: "سبحان الله وأنا أيضاً والله قد أحسست بأنّ غشاوة عن عيني قد أزيلت فتكشَّفتْ لي الأمور كلّها وانتقلت إلى حياة أخرى، وأصبحت أفهم كلّ شيء على حقيقته وواقعه، وأراه بشكله اللائق به، حتّى أنّي لم أشعر قبل هذا اليوم وهذه اللحظات باطمئنان لشيء من الدين مثلما أحسّ به الآن وأشعر به"!!

فقلت له: سبحان الله ولذلك يسمّى هذا إيماناً واعتقاداً وتصديقاً واطمئناناً! فالآن صدّقت وفهمت قول رسول الله(صلى الله عليه وآله) لخباب لمّا شكى له وبعض الصحابة حالهم وما كانوا يتعرّضون له من تعذيب شديد فيتأذّون بذلك ويشكونه من سوء حالهم لرسول الله(صلى الله عليه وآله)، فكان يجيبهم(صلى الله عليه وآله) بأنّ هذا التعذيب هيّن يجب تحمّله، وأنّ من كان قبلهم ينشرون بالمناشير ويقرّضون بالمقاريض على أن يكفروا ويخرجوا من إيمانهم ويتركوا دينهم فيأبون ذلك ويتحمّلون كلّ ما يفعل بهم.

فالآن فعلاً أحسست بقيمة الإيمان والعقيدة وشعرت باستحقاقه التضحية حقّاً لا كلاماً، فإنّنا بصراحة ككلّ السلفية إيماننا وعقيدتنا مجرد نصوص وألفاظ وكلمات غير مفهومة وغير مثمرة فلا تنفع في عمل أو إيمان حقيقي يستحق تلك التضحية، فلم يخالط الإيمان قلوبنا في الواقع وإنّما هي دين مجرد ألفاظ ومصطلحات ما أنزل الله بها من سلطان نرددها كالببغاوات ولا نفهمها ونحن نتمسّك بها ونرددها ونكررها ونتدارسها لمجرد أنّ ابن تيمية شيخ إسلامنا قد قالها!

وقد كان الكثير من إخواننا الصوفية والإخوان المسلمين ينتقدون ذلك فينا، ولكننا لم نكن نبالي بكلامهم ولا نأخذ بنصيحتهم، كانوا يقولون لنا:

١٦٧

إنّكم تخوضون في خلافات عقائدية وتجيدون الكلام في العقائد النظرية دون أن تحسّون بها ودون أن تخالط قلوبكم! حتّى إنّي لأذكر كلام شيخنا محمّد عياش الكبيسي (١) عندما كان يتكلّم عن العقيدة ويصنّفها إلى ذات ثمرة وعملية، وإلى عقيمة وغير عملية، فكان كثيراً ما يرشدنا في خطبه إلى التزام عقيدة الصحابة البسيطة وفهم الصحابة لتلك العقيدة، وليس التمسّك بعلم الكلام وأخذ العقيدة عن المتكلّمين والمجادلين ومعرفة المشاكل والخلافات وفروع العقيدة وترك الفهم البسيط المثمر العملي للعقيدة الذي سار عليه الصحابة والسلف ففتحوا البلاد ونشروا الدين والإيمان بين العباد ودعوا إلى الله واتّقوه وقاموا بما هو مطلوب ومرجو من غاية بعث الأنبياء وإرسال الرسل وتشريع الشرائع وكمال النفس وتكامل الروح، فالدين المعاملة والدين النصيحة والدين عمل لا مجرد كلام وترديد ألفاظ والدين إيجابي لا سلبي. فالآن نستطيع فهم كلام هؤلاء (٢) ونصيحتهم بعد أن كنّا غافلين غارقين في التعصّب والتقليد!

فقال: صدقت وربّ الكعبة، الآن أحسست فعلاً بالإيمان والعقيدة وثمرة اتّباع الحقّ بعد أن كنّا نركّز على الشكل والصورة والهيئة والظاهر والألفاظ دون أن نعير أيّة اهتمام للإيمان المثمر والعملي!

فقال لي صديقي بعد ذلك متحسّراً: ولكن بقي في النفس شيء، بل أشياء ممّا ننتقده ونستنكره على الشيعة ممّا ذكرت لك آنفاً!

________________________

١- وهو الآن مسؤول العلاقات الخارجية في هيئة العلماء السنّة في العراق، وأستاذ العقيدة في الجامعة القطرية.

٢- أقصد في نقدهم لمنهج السلفية وإلاّ فتبسيط العقيدة وعدم الحض على طلب العلم يردّ عليهم أيضاً، والحقّ أنّ التشيّع فيه كلّ الحلول.

١٦٨

فقلت له: أحسنت، الآن جاء وقت طرح الإشكالات على الشيعة لمعرفة آرائهم وعقائدهم، وهل هم فعلاً مسلمون وممثّلون للحقّ ولأهل البيت(عليهم السلام) أم أنّهم ابتدعوا وضلّوا بعد أن هداهم الله تعالى؟

وقلت له مقترحاً: لي صديق قديم من الشيعة المثقفين والآن يدرس في حوزة النجف على ما أعتقد، وهو الذي كان أصدقائي الشيعة ــ الذين كنت أناقشهم سابقاً ــ يأتون به ويستعينون به للردّ عليَّ ومناقشتي ــ حينما يعجزون عن جوابي في بعض المسائل ــ لمعلوماته الجيّدة في هذا المجال، فأنا أراه ينفعنا الآن كثيراً ؛ لأنّه صاحب خبرة وتجربة بالخلافيات بين السنّة والشيعة، وكثيراً ما كان يستدلّ عليَّ من كتب السنّة المعتبرة حين يحاورني، فلعله ينفعنا في الإجابة عن هذه التساؤلات والإشكالات التي بزوالها يثبت لنا أنّ الشيعة الإمامية الاثني عشرية دون منازع هم الآن يمثّلون مذهب أهل البيت(عليهم السلام) الحقيقي والإسلام الذي يريده الله، وأنّهم هم دون غيرهم قد اتّبعوهم حقّاً تمسّكاً بوصية رسول الله(صلى الله عليه وآله) دون من سواهم من فرق المسلمين.

ولكن المشكلة تكمن فيما لو لم يستطع الشيعة الجواب عن إشكالاتنا وظهر أنّها محكّمة عليهم! فهل نستطيع أن نجزم بعد ذلك بأنّ وصية رسول الله(صلى الله عليه وآله) لم تتحقق في الواقع، وأنّ مذهب أهل البيت(عليهم السلام) قد ضاع واندرس كغيره من المذاهب المندرسة؟! فلا يوجد في الأمّة شيء اسمه مذهب أهل البيت(عليهم السلام) أو فقه أهل البيت(عليهم السلام) أو علم أهل البيت(عليهم السلام) إلاّ عدّة أحاديث لا تمثّل شيئاً يذكر بالنسبة إلى عموم أحكام الدين، ويمكن الاستغناء عنها أيضاً! أو بقي ولكنّه مذهب منسوب إليهم كذباً وموضوع عليهم(عليهم السلام) بهتاناً تدّعيه الشيعة، وهذا المذهب الموهوم المصنوع قد ضلّ به أناس على مرِّ التاريخ ممّن يحبّون أهل البيت(عليهم السلام) ويميلون إليهم ويريدون اتّباعهم والانقياد لوصية نبيّهم(صلى الله عليه وآله) بالتمسك بهم

١٦٩

وبخلافتهم له للأمن من الضلال؟

فأجابني مباشرة: لا يمكن ضياع دين الله الحقّ بهذا الشكل، لا أصدّق ذلك!

فقلت له: أحسنت هذا ما أردتك أن تصل إليه بنفسك، فما دمنا قد وصلنا إلى حقيقة الدين، وعرفنا من يتّبعه ومن أعرض عنه، فلا يمكن لأيّ شبهة أن تزعزعنا عن اتّباعه وتصديقه، فالخلل إذن فينا وفي فهمنا وفي مذهبنا الوهابي الذي خالف الأمّة جمعاء في أفهامه الشاذة وكفّر الأمّة وضللها واتهّمها بعبادة غير الله تعالى والغلو بالصالحين، مع أنّ الأمّة الإسلامية الخاتمة بُراءٌ من مدعاهم وزعمهم هذا واتهّامهم للأمّة الخاتمة أمّة التوحيد بالشرك؛ حيث إنّ رسول الله(صلى الله عليه وآله) الذي لا ينطق عن الهوى قد أخبرنا: (أنّ الشيطان قد أيس أن يعبده المصلّون في جزيرة العرب ولكن في التحريش بينهم) (١) ، وكذلك نفيه(صلى الله عليه وآله) رجوع الأمّة إلى الشرك من بعده بقوله: (إنّي والله ما أخاف عليكم أن تشركوا بعدي ولكنّي أخاف عليكم أن تنافسوا فيها) (٢) ، وكذلك ما أخبر به فيما سيقع من أمور غريبة عن حال المسلمين وعقائدهم عموماً قبيل قيام الساعة وجعله من علاماتها حيث قال (صلى الله عليه وآله): (لا تقوم الساعة حتّى تضطرب أليات نساء دوس حول ذي الخلصة) (٣) ، فاعتبر رسول الله(صلى الله عليه وآله) طواف بعض نساء المسلمين حول وثن ما علامة مهمّة من علامات الساعة ومدعاة لقيامها، فكيف يصح أن تتهم هذه الشرذمة الضالة أمّة محمّد(صلى الله عليه وآله) كلها عدا بضعة آلافٍ من الأعراب بوقوع الشرك الأكبر فيها وانتشاره في المسلمين بشكل واسع، مع كلّ هذا الكلام وهذه الوعود النبويّة الصادقة الصريحة، وهذا التوضيح في نفي التهمة عن الأمّة وتنزيهها وتبرئة ساحتها عن سقوطها ووقوعها في براثن الشرك الأكبر وعبادة غير الله تعالى

________________________

١- صحيح مسلم (٨/١٣٨).

٢- البخاري (٢/٩٤) و(٤/١٧٦) و(٥/٤٠) و(٧/١٧٣و٢٠٩)، ومسلم (٧/٦٨).

٣- البخاري (٨/١٠٠)، ومسلم (٨/١٨٢).

١٧٠

وعلى لسان من لا ينطق عن الهوى؟!! فهذه الأحاديث والوعود تعني بوضوح عدم وقوع الشرك الأكبر بالمرّة في هذه الأمّة المرحومة الخاتمة الكاملة المهيمنة على الأديان والشرائع السابقة كلّها، فقد وعد وأشار(صلى الله عليه وآله) إلى نفي وقوع الشرك الأكبر في أمّته(صلى الله عليه وآله)، وإنّما أكّد على وقوع الشرك الأصغر فيها فقط وتفشيه بين أفرادها، وعدم الخوف على الأمّة من غير الأصغر منه فقال(صلى الله عليه وآله): (الشرك في أمّتي أخفى من دبيب النمل على الصفا)، وفي رواية: (الشرك فيكم أخفى من دبيب النمل)، وفي ثالثة: (الشرك أخفى في أمّتي من دبيب النمل على الصفا في الليلة الظلماء)، فهذه الأحاديث الشريفة تدلّ على عدم وقوع الشرك الأكبر في هذه الأمّة إلاّ في حالة نادرة فاردة.

ولقد أجاد وأبدع المناوي في (فيض القدير) في شرحه لهذا الحديث حيث قال وأكّد عين ما قلناه: "لأنّهم ينظرون إلى الأسباب كالمطر غافلين عن المسبب ومن وقف مع الأسباب فقد اتّخذ من دونه أولياء فلا يخرج عنه المؤمن إلاّ بهتك حجب الأسباب ومشاهدة الكل من ربّ الأرباب وأشار بقوله (على الصفا) إلى أنّهم وإن ابتلوا به لكنّه متلاش فيهم لفضل يقينهم فإنّه وإن خطر لهم فهو خطور خفي لا يؤثّر في نفوسهم كما لا يؤثّر دبيب النمل على الصفا، بل إذا عرض لهم خطرات الأسباب ردّتها صلابة قلوبهم بالله" (١) .

فيا ويل هؤلاء ويا خطأهم وضلالهم!! وهذا حكم رسول الله(صلى الله عليه وآله) فيهم وليس حكمي، الذي قال فيهم ووصفهم بهذه الأوصاف وبيّن حقيقتهم وأخبرنا عنهم وحذّرنا من سوء منهجهم وطريقتهم العمياء الضالة فقال(صلى الله عليه وآله) عنهم: (يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان) (٢) ، وهذه الصفات تنطبق على الوهابية والسلفية بشكل واضح ؛

________________________

١- فيض القدير للمناوي (٤/٢٢٧).

٢- البخاري (٨/١٧٨) ومسلم (٣/١١٠).

١٧١

لأنّهم يمثّلون الامتداد الحقيقي للخوارج، ورسول الله(صلى الله عليه وآله) قد أنذرنا من استمرار وجود هؤلاء بيننا وإلى قيام الساعة، فأخبرنا عنهم(صلى الله عليه وآله) فقال: (كلّما خرج منهم قرن قطع حتّى عدّها زيادة على عشر مرّات كلّما خرج منهم قرن قطع حتّى يخرج الدجال في بقيتهم) (١) ، وفي رواية: (لا يزالون يخرجون حتّى يخرج آخرهم مع الدجال) (٢) ، وأخرى: (كلّما طلع منهم قرن قطعه الله(عزوجل)) (٣) .

فيا ويل من يهدر جهود الأمّة ويخالف أحكام هذا الدين العظيم بإباحة دماء اتّباعه بغير فهم ولا علم ولا هدى ولا كتاب منير!

فاقتنع (حارث) بكلامي وشكرني، وقال لي: كيف فتح الله عليك هذا الفتح وكلّمتني بهذه الطريقة وسقت لي هذه الأدلة الدامغة البليغة؟!

فقلت له: هذا فتح الله وفضله علينا وتوفيقه لنا، وهذه سطوة الحقّ، وهذه أيضاً حجّة الله البالغة التي وعدنا بها ربنا(عزوجل) لئلا يكون للناس على الله حجّة بعد الرسل يا أخي العزيز.

فقال: فعلاً هذا فتح الله علينا فقد أصبح تفكيرنا وفهمنا للأمور ورؤيتنا لكلّ شيء تختلف عن السابق تماماً، وكأنّ غشاوة عن أعيننا وقلوبنا قد أزيلت!

فأجبته: إي والله، إنّها الحجب والرين الذي كان يغطّي عقولنا وقلوبنا، فنحسب سذاجتنا فهماً وحماقتنا علماً، وأعداء الله أولياءً له وأولياءه أعداءً، فيا لها من فترة خدّاعة تلبّست فيها الأمور عندنا وتشابه البقر علينا ونجونا بعد أن كدنا!!

فقلنا سوية: الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنّا لنهتدي لولا أن هدانا الله، اللّهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد.

________________________

١- أخرجها الهيثمي بعدّة روايات وعدّة طرق عن أحمد راجع (٦/٢٢٨و٢٢٩) وما قبلها وبعدها.

٢- المصدر السابق.

٣- المصدرالسابق.

١٧٢

في رحاب السيّد السبزواري(قدس سره)

حصل معي حدث مهم بعد ذلك بشهرين تقريباً من مفاتحة صديقي وبداية بحثنا، وبعد مناسبة وزيارة الأربعين للإمام الحسين(عليه السلام) حينما كنت مع صديقي المفضّل (حارث) في بيته في حديقة المنزل وكنّا جالسين في الأرجوحة وذهب حينها ليأتينا بشيء من الطعام للعشاء، فحدث أمر هزَّ كياني ولفت أنظاري بل أرعبني! فحينما كنت أنظر إلى السماء رأيت شهاباً ينزل فتعوّذت من الشيطان الرجيم كما هو مستحب فعل ذلك عندنا؛ لأنّنا نعتقد بأنّ شيطاناً قد استرق السمع فرماه الله تعالى بشهاب ثاقب كما يذكر القرآن الكريم ذلك، ولكن الأمر لم ينته عند ذلك النجم فقد تكررت المسألة وكررت التعوّذ، حتّى تكررت الحالة إلى درجة لم أستطع اللحاق معها بالتعوّذ لكلّ نجم يسقط، فأدركت حينها بأنّ أمراً ما قد حصل، وجال في خاطري احتمال أن يكون ذلك بسبب موت وليٍّ لله وقد يكون بكاءً على الحسين(عليه السلام)، وليس الأمر طبيعياً لأقول بأنّ هنالك شياطين تسترق السمع بهذا العدد! فماذا بقي من الغيب إن صحّ أنّ هذا الأمر بسبب استراق الشياطين للغيب؟ وخطرت في ذهني مباشرة آية كريمة لم تخطر في بالي من قبل وهي قوله تعالى: {فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاء} (١) ، فظننت أنّ هناك حدثاً عظيماً لا

________________________

١- الدخان: ٢٩.

١٧٣

يعلمه إلاّ الله تعالى، وأنّ هذا قد يكون بكاءً على الحسين(عليه السلام)، فلمّا جاء (حارث) أخبرته بما يجري فتعوّذ هو الآخر حتّى وصل إلى ما وصلت إليه بعد قليل، فتعجب من هذا الحدث! فأخبرته بما جال في خاطري من بكاء السماء على ولي لله تعالى أو على الحسين(عليه السلام)، فأجاب بقوله: ولِمَ لا؟!

وفي اليوم الثاني ذهبت إلى محل عملي وتواجدي في سوق بيع وشراء الكتب بسوق السراي، فأحسست بأنّ أمراً غريباً قد حصل! فوجوه الشيعة حزينة مكفهرة كئيبة وعيونهم تكاد تدمع أو أنها قد ذبلت من البكاء واحمرّت، فتحرّيت الخبر فأُجبت مباشرة من صديقي (ثائر) بأنّ المرجع الشيعي السيّد عبد الأعلى السبزواري(قدس سره) قد فارق الحياة بالأمس فتذكّرت ما جرى بالأمس مباشرة وخررت وسَلّمت لعظمة الله وعظمة أوليائه وأذعنت بالحقّ وأيقنت بأهله، فقلت: سبحان الله العظيم، الله أكبر، وقل جاء الحقّ وزهق الباطل إنّ الباطل كان زهوقاً، يالرحمة الله الواسعة، ويالآياته البالغة، كيف أشكر ربّي على هذه الآيات الباهرات وهذه الحجج القاطعات وهذا التأييد والتوفيق الرباني العظيم الذي لا أستطيع عدّه ولا شكره مهما شكرت ومهما عددت، فيا لها من عناية إلهية وآية كونية كأنّ الله تعالى فعلها لأجلي، ولأجلي فقط! لكي يطمئن قلبي وأنطلق في صراطه المستقيم من دون أدنى شك أو ريب، ومهما بلغت الصعوبات، ومهما صادفت من المشكلات، ومهما عزَّ الأنصارُ وكثر النُقّاد وأهلُ العِناد، وكذلك فإنّ هذه الآية أثّرت بي كثيراً ؛ لأنّني كغيري من السلفيين لا نعدُّ علماءَ الشيعة إلاّ آلهة تعبد من دون الله وأنّهم أئمة كفرٍ ــ حاشاهم ــ يجب قتلهم ؛ لأنّهم يعرفون الحقّ ويعاندونه كما حكم عليهم بذلك ابن تيمية وغيره، فثبت لي بهذا الحدث العظيم بأنّه ولي لله تعالى وأن السماء بكته، ومن ثمّ الشيعة هم أهل الحقّ بكلّ استحقاق.

١٧٤

وهذا الأمر وهذه الآية كانت لها مقدّمات ومفارقات ولم تحصل معي صدفةً أبداً، فقد حصلت لي مع شخصية السيّد السبزواري(قدس سره) دون أن أعرفه ودون أن أراه ودون أيّ سبب أو مبرر أو سابق إنذار، ولكن أعتقد بأنّ بركاته وسعتني وخصّتني بشيء من أنوار الله تعالى التي استودعها في خواص أوليائه، بحيث تدخل وتؤثّر هذه الأنوار وهذه الإشعاعات الإيمانية دون أن نشعر بذلك، فهذه عظمة الإيمان بالغيب والمخلصين الصادقين مع الله تعالى فهنيئاً لهم، وجعلنا الله ممّن يختم له بشيء ممّا أكرمهم به إنّه أكرم الأكرمين وأوسع المعطين.

أمّا المفارقة الأولى التي تعرّفت من خلالها على السيّد السبزواري(قدس سره) بالذات فقد حصلت معي بعد حرب الخليج وتحرير الكويت مباشرة حين قرأت في إحدى الصحف المحلية الصدامية فتوى للسيّد الخوئي(قدس سره) وأخرى للسيّد السبزواري(قدس سره) تحرّم القتال ضدّ النظام حين هبّ أبناء الشيعة بانتفاضتهم بعد الحرب وبعد ضعف صدام اللعين وانهياره، وقد كنّا نسميها (الغوغاء) وصفحة الغدر والخيانة، فأثار انتباهي اسمه التوحيدي أكثر من تلك الفتاوى المفتعلة والمنسوبة إلى المراجع العظام كذباً وزوراً، فتعجبت بأنّ هناك شيعياً بل عالم شيعي بالذات اسمه عبد الأعلى وليس عبد الحسين أو عبد الزهرة أو عبد الأئمة! وأنّ أحد علماء الشيعة قد يكون موحّداً ويعرف التوحيد ولا يتسمّى بالأسماء الشركية! (كما نزعم كوهابية) فأُعجبت به أشدّ الإعجاب وأحببته دون غيره من العلماء، خصوصاً وقد قرأت اسم السيّد الخوئي(قدس سره) حينها، فوجدت بأنّه يكّنى بأبي القاسم فكرهته لذلك ؛ لأنّ هذه كنية رسول الله(صلى الله عليه وآله) التي يختص بها، وتذكّرت حينها قول رسول الله(صلى الله عليه وآله): (سمّوا باسمي ولا تكنّوا بكنيتي) (١) ، فانزعجت من السيّد الخوئي(قدس سره) وأحببت السيّد السبزواري(قدس سره) من أجل ذلك! فهذه أوّل مفارقة ووقفة

________________________

١- البخاري (٣/٢٠) و(٤/٤٩) و(٧/١١٦) ومسلم (٦/١٦٩ـ١٧١).

١٧٥

خاصّة لي مع السيّد السبزواري(قدس سره)!

والمفارقة الثانية حصلت لي حين تُوفي السيّد الخوئي(قدس سره) ففرحنا بذلك نحن السلفيون طبعاً كعادتنا واعتقادنا بأنّه قد توفي طاغوت ــ حاشاه(قدس سره) ــ يُعبد من دون الله وإمام من أئمة الضلال ــ حاشاه وأستغفر الله على ذلك ــ فأذكر حين وفاة السيّد الخوئي(قدس سره) ذهبت إلى محل عملي وتواجدي المعتاد في سوق السراي وشارع المتنبي حيث سوق الكتب، رأيت بائعي الكتب الشيعة كئيبين متألمين وقد بان على وجوههم الحزن والألم الشديد، فاستخبرت عن الموضوع والحال فقالوا لي بأنّ السيّد الخوئي(قدس سره) قد مات، وبعد أيام كنت في السوق ومرّ بنا شيخ كبير يلبس الصاية والشماغ والعقال وكنت بجانب صديقي الشيعي الأصل المتسنن (ثائر) فأخبرني عنه قبل أن يقترب منّا فقال: هذا شيخ شريف من النجف وهو ابن مرجع سابق من مراجع الشيعة وهو الشيخ كاشف الغطاء صاحب كتاب (أصل الشيعة وأصولها)، فتبادر إلى ذهني فوراً أن نسأله عن العالم الذي جعلوه خلفاً للسيّد الخوئي زعيماً للحوزة العلمية؟ فهمست في أذن (ثائر) بذلك والشيخ يقترب منّا شيئاً فشيئاً، وينظر إلينا ويتأمل فينا، وأنا بثوبي القصير وابتسامتي المعهودة، فأحسست حينها وكأنّه سمعني أو أحسّ بي وكأنّه يقرأ أفكاري وما يجول في خاطري مع بُعده عنّا، ولكن نظراته كانت تراقبنا بغضب، فلمّا اقترب سأله صديقي (ثائر) بقوله: من أصبح خليفةً للسيّد الخوئي في زعامة الحوزة؟

فانتفض علينا الشيخ شريف كالأسد وثارت حفيظته وصرخ مغضباً وقال: نحن لسنا بطارقة! والحوزة ليست بكنيسة أو فاتيكان تعيّن بطريركاً بعد آخر دون شروط أو ضوابط!! العلماء عندنا يرشحون الأعلم بعد المعرفة والاختبار فيكون زعيماً للحوزة حينها بهذه الطريقة!

١٧٦

فقلنا له: هذا هو قصدنا! من أصبح زعيماً للحوزة بهذه الطريقة يا شيخ؟

فقال لنا بعد أن هدأ عنه الغضب: السيّد عبد الأعلى السبزواري!

فقلت له: وهل السبزواري أعلم من الخوئي؟!

فأجاب بلهجته القديمة: أبداً هو لا يصل أربِعين بالمية من علم السيّد الخوئي(قدس سره)!

فشكرناه واعتذرنا منه على عدم دقة سؤالنا وأنّ غرضنا كان معرفة المرجع الأعلى فقط، ولم يكن سؤالنا بغرض الاستفزاز أو الانتقاص من أحد أبداً!!

فتلك الآية لمّا حصلت عند وفاته كانت هي المرّة الثالثة لمعرفتي بهذا الرجل العظيم، وكانت هي الوقفة الثالثة المباركة معه فرحمه الله تعالى وقدس سرّه ونوّر ضريحه فقد كان سبباً مهمّاً في هدايتي وواسطة لنزول الرحمة الإلهية عليّ، فعن طريقه تعرّفت والتفتُّ واطمئننت لأشياء مهمة عن الشيعة والتشيّع وأحقيتهم وكثرة الافتراءات عليهم.

وأصبح الربط بين الأشياء واضحاً عندي، فأثّر بي الموقف الأخير كثيراً، واستطعت تقبّله وتصديقه بسهولة، فلولا سماعي بالسيّد من قبل وتأثّري به لما أثّر بي ذلك الحدث وتلك الحالة الغريبة التي لم أعتقد بها يوماً ولم أصادفها مرّة، خصوصاً مع فكرنا السلفي المتشدد وقلوبنا الغليظة عن الأمور الروحية والمعنوية والعرفانية البعيدة عن منهجنا وعقيدتنا بالمرّة، ولكن سبحان الله العظيم الذي يسّر لي تقبّل ذلك بتيسيره لي كلّ تلك المقدّمات، فأحمده سبحانه عليها وأشكره لأجلها حمداً وشكراً كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه.

١٧٧

مقابلة العدو القديم!

حينها ذهبت إلى أحد أصدقائي الشيعة القدماء ــ الذين تعرّفت عليهم في السادس الإعدادي ــ (مكي) الذي كان هو و(أحمد) يمثّلان خفة الدم والظل والمزاح المستمر في مجموعتنا التي ذكرتها في بداية الكتاب، وكانا كثيراً ما يتمازحان معي ويُسمعاني كلاماً يؤذيني حينما كنّا نتسامر كلّ ليلة تقريباً ونتحاور في الخلافيات والاختلافات، حتّى إذا جاء وقت مغادرتي لهما همس أحدهما في أذن صاحبه ثمّ قالا لي بصوت ولحن واحد: "الله ومحمّد وعلي وياك"، فأصرخ مجيباً: "لا لا، لا تشركا بالله"!! فيضحكان ونفترق، هذان الشخصان كنت أحبّهما كثيراً ويبادلاني نفس الشعور، وكانا كثيراً ما يكرران قول: "متى يهديك الله وتكون شيعياً"؟ فأجيبهم على الفور بحسب عقيدة كلّ وهابي: أنتما واهمان لا يمكن لسنّي يوماً من الأيام أن يصبح شيعياً (١) ، بخلاف الشيعة في زماننا وبلدنا فكثيراً ما نجدهم في مساجدنا بعد أن يأتوا ليصلّوا معنا في المساجد فإذا بهم يتسننون بعد أيام، بل إن أكثر السلفيين في العراق أصلهم من الشيعة بخلاف السنّة فإنّهم لا يميلون للوهابية والسلفية فلم يعتنقها إلاّ الأفراد القلائل! (٢) .

________________________

١- أصبحت هذه الأحجية من نسج الخيال أمّا الواقع فإنّ مذهب أهل البيت(عليهم السلام) ينتشر انتشاراً كبيراً وغير طبيعي ودون جهود تذكر من الشيعة في جميع أرجاء العالم كمصر والمغرب العربي وغيرها وفي الطبقات المثقفة جدّاً ولله الحمد والمنّة.

٢- كان الطاغية الطائفي صدام يقوم بتقديم التسهيلات للتجار السنّة ويعفيهم من الجمارك والرسوم والضرائب إذا تعهّد ذلك التاجر ببناء مسجد سني وخصوصاً في المناطق الشيعية أو المختلطة بخلاف الشيعة، وعلى العكس من ذلك تماماً فإنّه كان يمنع بناء أيّ مسجد شيعي في بغداد، فحصل ما حصل من بعض الشيعة من تحوّل إلى الوهابية لسبب وآخر بعد أن يقوموا بالصلاة في المساجد السنية وهم جهلة ولا خلفية ثقافية لهم في المذهب فيسهل تغييرهم حينئذ، وأعتقد أنّ هذا الأمر قد دُبِّر بليلٍ وأنّه مؤامرة مدروسة وخبيثة وليس أمراً اعتباطياً.

١٧٨

على كلّ حال ذهبت حينها إلى صديقي الشيعي هذا وقصدته ليدلّني على صديقه المثقف الشيعي الذي كانوا يأتونني به للنقاش والمناظرة، فوجدت صديقي (مكي) جالساً كعادته مع صديقه الحميم ولم تغيّرهما الأيام ولم تفرّق بينهما، فلمّا سلّمت عليهما ردّا عليّ السلام ورحّبا بي وأبديا اشتياقهما لي، وابتدرا عتابي فأخبرتهما مباشرة بتشيّعي واستبصاري فصدما ونظر أحدهما إلى الآخر باستغراب وتوجس وخيفة!!! مع أنّهما أبديا فرحهما وسرورهما المتكلّف والمفتعل في الظاهر وأخذاني بالأحضان والتقبيل، ولكنهما كانا حائرين ما الذي أتى بي بعد كلّ هذه المدّة؟ ولماذا رجعت إليهم؟ وكيف اقتنعت بالمذهب مع افتراقنا منذ سنوات دون نقاش أو حوار؟ هل يمكن أن يكون ذلك خطّة لاختراقهم والنيل منهم، أم أنّ الخبر واقعي ويجب أن يفرحوا بي فعلاً؟!

كان الخيار صعباً لهما ؛ لأنّ النظام الصدامي البعثي كان يتوقّع منه أن يفعل كلّ شيء وكلّ خطّة ممكنة للنيل والإطاحة بالشيعة ومحاربتهم، فمعرفتهم بي وبتشددي وتعصّبي وسعة اطّلاعي ومناظراتي معهم كانت ترجّح وتؤيّد عدم إمكان هدايتي للتشيّع واقتناعي به يوماً من الأيام، ولكن الله يهدي من يشاء، مع أنّهما كانا يأملان ذلك لي لحبّهم إيّاي ومخالطتهم لي ومعرفتهم بحبّي للحقّ واتّباعه مع من كان، ولكن الأمر ليس بالهيّن ولا بالسهل فمسألة التحوّل المذهبي والعقيدي من أصعب المسائل على الإطلاق، وخصوصاً التحوّل إلى المذهب

١٧٩

الشيعي في العراق وفي زمن صدام، فهذا يعتبر ضرباً من الخيال وبعيداً عن التصوّر والتصديق! وبالتالي لا يمكن تصديق هذا الرجل بهذا الخبر وإن نقلته لهم بنفسي ورأوا الصدق في وجهي، ولهم الحقّ حينها بالتوجس والحذر.

وبعد ذلك سألتهما عن صديقهما المثقف (أمجد) واحتياجي له لوجود بعض الأسئلة العالقة والشبهات حول المذهب من أحد أصدقائي الذي استبصر معي! فنظر أحدهما إلى الآخر نظر المغشي عليه وقالا مباشرة: لا نعرف مكانه ولا أخباره وقد انقطعنا عنه منذ زمن بعيد ؛ لأنّه يدرس في حوزة النجف الآن، فلا ندري متى يرجع إلى بغداد؟ ومتى يتواجد؟ ولكن سنسأل لك أهله عنه ونعطيك الجواب فيما بعد.

وقد فعلا ذلك معي فعلاً لا لأجلي وإنّما لخوفهم على صاحبهم وشيخهم منّي وإخباره بالخبر، لأنّهم رأوا أنّ الأمر يستحق ذلك فإن وافق الشيخ بالمجازفة أخبروني عنه وإن رفض فسيخبروني بعدم معرفة أيّ شيء عنه! فمررت عليهما بعد يوم أو يومين فإذا بهما يقولان لي: إنّه موجود في بغداد، وأنّه يرحب بي ويرغب في مقابلتي ورؤيتي، فأخبرتهم بضرورة إحضار صديقي (حارث) معي لتكتمل الفائدة، فتواعدنا على الذهاب إلى الشيخ في مساء ذلك اليوم بعد صلاة العشاء، لأنّ بيت صديقي الشيعي هذا كان قريباً من جامعنا السنّي، وهو من يرتّب الموعد وعنده سيارة لينقلنا إلى بيت الشيخ، وذهب كلّ منّا إلى شأنه وحاله حتّى الموعد المتّفق عليه.

وجاء المساء وأتيتهم بحارث وعرفتهم عليه، فازدادوا سروراً حينها، ولكن بقيت أحسّ بتقلّب وجوههم وحيرتهم وخوفهم المشروع منّي، فانطلقنا إلى الشيخ في بيته الذي زرته لعدّة مرّات سابقاً لمناقشته ومناظرته وليأخذني إلى السيّد

١٨٠

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد جميعاً، عن ابن محبوب، عن أبي أيّوب، عن بريد العجلي قال: سئل أبوجعفر( عليه‌السلام ) عن رجل اغتصب امرأة فرجها؟ قال: يقتل محصناً كان أو غير محصن.

[ ٢٥٧٢٤ ] ٢ - محمّد بن عليّ بن الحسين في( عقاب الأعمال) بسند تقدّم في عيادة المريض (١) عن رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) قال: المرأة إذا طاوعت الرجل فنال منها حراماً وقبّلها وباشرها حرإمّا أو فاكهها أو أصاب منها فاحشة فعليها مثل ما على الرجل، فإن غلبها على نفسها كان على الرجل وزره ووزرها.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(٢) ، ويأتي ما يدلّ عليه في الحدود(٣) .

٩ - باب تحريم الزنا سواء كانت المرأة مسلمة ام يهودية أم نصرانية أم مجوسيّة حرة ام أمة قبلاً أم دُبرا ً

[ ٢٥٧٢٥ ] ١ - محمّد بن عليّ بن الحسين بإسناده عن شعيب بن واقد، عن الحسين بن زيد، عن الصادق، عن آبائه، عن النبيّ( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) - في حديث المناهي - قال: إلّا ومن زنى بامرأة مسلمة أو يهودية أو نصرانية أو مجوسيّة حرة أو أمة ثمّ لم يتب منه ومات مصرّاً عليه فتح الله تعالى له في قبره ثلاثمائة باب يخرج منها حيّات وعقارب وثعبان من النار، فهو يحترق إلى يوم القيامة، فإذا بعث من قبره تأذّى الناس من نتن ريحه فيعرف بذلك وبما كان يعمل في دار الدنيا حتّى يؤمر به إلى النار، إلّا وان الله حرم الحرام وحد الحدود

____________________

٢ - عقاب الأعمال: ٣٣٤ باختلاف.

(١) تقدم في الحديث ٩ من الباب ١٠ من أبواب الاحتضار.

(٢) تقدم في الحديث ٣ من الباب ٣ من هذه الأبواب.

(٣) يأتي في الباب ١٧ من أبواب حد الزنا.

الباب ٩

فيه حديثان

١ - الفقيه ٤: ٦ / ١.

٣٢١

فما أحد أغير من الله ومن غيرته حرّم الفواحش.

[ ٢٥٧٢٦ ] ٢ - ورواه في( عقاب الأعمال) بإسناد تقدم في عيادة المريض نحوه وزاد: ومن نكح امرأة حراماً في دبرها أو رجلاً أو غلإمّا حشره الله يوم القيامة أنتن من الجيفة يتأذّى به الناس حتّى يدخل جهنم، ولا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا، وأحبط الله عمله ويدعهُ في تابوت مشدود بمسامير من حديد ويضرب عليه في التابوت بصفائح حتّى يتشبك في تلك المسامير، فلو وضع عرق من عروقه على أربعمائة امة لماتوا جميعاً، وهو من أشدّ أهل النار عذاباً.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(١) ، ويأتي ما يدلّ عليه(٢) .

١٠ - باب وجوب التوبة من الزنا

[ ٢٥٧٢٧ ] ١ - محمّد بن عليّ بن الحسين في( عقاب الأعمال ): بإسناده عن محمّد بن الحسن، عن الحسن بن متيل، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن يحيى بن المغيرة، عن حفص، عن زيد بن عليّ قال: قال أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) : إذا كان يوم القيامة أهب الله ريحاً منتنة يتأذّى بها أهل الجمع حتّى إذا همّت ان تمسك بأنفاس الناس ناداهم مناد: هل تدرون ما هذه الريح التي قد آذتكم؟ فيقولون: لا، وقد آذتنا وبلغت منّا كلّ مبلغ، قال: ثمّ يقال: هذه ريح فروج الزناة ألذّين لقوا الله بالزنا ثمّ لم يتوبوا فالعنوهم لعنهم الله، فلا

____________________

٢ - عقاب الأعمال: ٣٣٢.

(١) تقدم في الحديث ٨ من الباب ٢ من أبواب القبلة وفي الحديث ٣ من الباب ٧ من أبواب الصدقة وفي الحديث ٩ من الباب ٤٥ من أبواب جهاد النفس، وفي الباب ١ وفي الحديثين ٤ و ٥ من الباب ٢ من هذه الأبواب.

(٢) يأتي ما يدلّ على بعض المقصود في الباب ١٢ من هذه الأبواب وفي الباب ٥٠ من أبواب حد الزنا.

الباب ١٠

فيه حديث واحد

١ - عقاب الأعمال: ٣١٢.

٣٢٢

يبقى في الموقف أحد إلّا قال: اللهم العن الزناة.

ورواه البرقي في( المحاسن) عن يحيى بن المغيرة (١) .

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(٢) ، ويأتي ما يدلّ عليه(٣) .

١١ - باب تحريم الزنا بمحرم على الرجل والمرأة

[ ٢٥٧٢٨ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن أبي أيّوب، عن بكير بن أعين، عن أحدهما( عليهما‌السلام ) قال: من زنى بذات محرم حتّى يواقعها ضرب ضربة بالسيف أخذت منه ما أخذت، وإن كانت تابعته ضربت ضربة بالسيف أخذت منها ما أخذت، الحديث.

[ ٢٥٧٢٩ ] ٢ - وعن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن عليّ بن أسباط، عن عبدالله بن بكير، عن أبيه قال: قال أبو عبدالله( عليه‌السلام ) : من أتى ذات محرم ضرب ضربة بالسيف أخذت منه ما أخذت.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(٤) ، ويأتي ما يدلّ عليه(٥) .

____________________

(١) المحاسن: ١٠٧ / ٩٦.

(٢) تقدم في الحديث ٢٤ من الباب ١ وفي لاحديث ١ من الباب ٩ من هذه الأبواب وفي الباب ٨٦ من أبواب جهاد النفس.

(٣) يأتي في الباب ٤٦ من أبواب حد الزنا.

الباب ١١

فيه حديثان

١ - الكافي ٧: ١٩٠ / ١، واورده بتمامه في الحديث ١ من الباب ١٩ من أبواب حد الزنا.

٢ - الكافي ٧: ١٩٠ / ٦، واورده في الحديث ٦ من الباب ١٩ من أبواب حد الزنا.

(٤) تقدم في الحديث ١٤ من الباب ٤٩ من أبواب جهاد النفس وفي الحديث ٦ من الباب ٤١ من أبواب الامر والنهي، وفي البابين ١ و ٢ من هذه الأبواب.

(٥) يأتي في الباب ١٩ من أبواب حد الزنا.

٣٢٣

١٢ - باب تحريم الزنا بالامة وان كان بعضها ملكاً للفاعل

[ ٢٥٧٣٠ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه(١) عن صالح بن سعيد بن يونس، عن عبدالله بن سنان قال: قلت لابي عبدالله( عليه‌السلام ) : قوم اشتركوا في شراء جارية فأتمنوا بعضهم وجعلوا الجارية عنده فوطأها، قال: يجلد الحدّ ويدرأ عنه من الحدّ بقدر ماله فيها، الحديث.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(٢) ، ويأتي ما يدلّ عليه في نكاح الإِماء(٣) وفي الحدود(٤) ، وغير ذلك(٥) .

١٣ - باب تحريم خلوة الرجل بالمرأة الاجنبيّة تحت لحاف واحد أو في بيت واحد

[ ٢٥٧٣١ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن علي، عن أبيه، وعن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن ابن أبي عمير، عن حمّاد، عن الحلبيّ، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: حدّ الجلد أن يوجدا في لحاف واحد(٦) .

____________________

الباب ١٢

فيه حديث واحد

١ - الكافي ٧: ١٩٤ / ١، علل الشرائع: ٥٨٠ / ١٣

واورده في الحديث ٤ من الباب ٢٢ من أبواب حد الزنا، وبسند آخر في الحديث ١ من الباب ١٧ من أبواب بيع الحيوان.

(١) « عن ابيه » ليس في المصدر.

(٢) تقدم في الباب ١٧ من أبواب بيع الحيوان وفي الحديث ١ من الباب ٣ من أبواب احكام الشركة.

(٣) يأتي في الباب ٢٩ من أبواب نكاح العبيد والاماء.

(٤) يأتي في الباب ٢٢ من أبواب حد الزنا.

(٥) يأتي في الحديث ١ من الباب ١ من أبواب ما يحرم بالمصاهرة.

الباب ١٣

فيه ٣ احاديث

١ - الكافي ٧: ١٨١ / ١، واورده بتمامه في الحديث ١ من الباب ١٠ من أبواب حد الزنا.

(٦) في المصدر زيادة: فالرجلان يجلدان اذا اخذا في لحاف واحد الحد، والمرأتان تجلدان اذا اخذتا في لحاف واحد الحد.

٣٢٤

[ ٢٥٧٣٢ ] ٢ - وعنه، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن عبدالله بن سنان، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: حدّ الجلد في الزنا ان يوجدا في لحاف واحد، الحديث.

[ ٢٥٧٣٣ ] ٣ - محمّد بن عليّ بن الحسين بإسناده، عن حمّاد، عن حريز، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) ، انّ علياً( عليه‌السلام ) وجد رجلاً مع امرأة في لحاف فضرب كلّ واحد منهما مائة سوط غير سوط.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك في مقدّمات النكاح(١) وفي الاجارة(٢) ، ويأتي ما يدلّ عليه هنا(٣) وفي الحدود(٤) .

١٤ - باب تحريم مقدمات الزنا كالجلوس بين الرجلين والالتزام والملامسة والتقبيل والنظر

[ ٢٥٧٣٤ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن عليّ بن الحكم، عن أبان، عن زرارة، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: إذا شهد الشهود على الزاني أنّه قد جلس منها مجلس الرجل من امرأته أُقيم عليه الحدّ.

____________________

٢ - الكافي ٧: ١٨١ / ٣، واورده بتمامه في الحديث ٢ من الباب ٢٢ من هذه الأبواب وفي الحديث ٤ من الباب ١٠ من أبواب حدّ الزنا.

٣ - الفقيه ٤: ١٥ / ٢، واورده في الحديث ٢٠ من الباب ١٠ من أبواب حدّ الزنا.

(١) تقدم في الباب ٩٩ من أبواب مقدمات النكاح.

(٢) تقدم في الباب ٣١ من أبواب الاجارة وفي الحديث ٢٢ من الباب ٣٨ من أبواب الامر والنهي.

(٣) يأتي في الحديث ١ من الباب ١٤ من هذه الأبواب.

(٤) يأتي في البابين ١٠ و ٤٠ من أبواب حدّ الزنا.

الباب ١٤

فيه حديثان

١ - الكافي ٧: ١٨٢ / ٨، واورده بتمامه في الحديثين ١٣ و ١٤ من الباب ١٠ من أبواب حد الزنا.

٣٢٥

[ ٢٥٧٣٥ ] ٢ - وعن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن ابن أبي نجران، عمّن ذكره، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) .

وعن يزيد بن حمّاد وغيره، عن أبي جميلة، عن أبي جعفر وأبي عبدالله( عليهما‌السلام ) قالا: ما من أحد إلّا وهو يصيب حظّاً من الزنا، فزنا العينين النظر، وزنا الفم القبلة، وزنا اليدين اللمس صدق الفرج ذلك أم كذب.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(١) ، ويأتي ما يدلّ عليه(٢) .

١٥ - باب تحريم وطء الزوجة والامة قبلاً في الحيض والنفاس حتّى تطهر، وجواز الاستمتاع بما دونه، وتحريم الوطء في الصوم والإِحرام

[ ٢٥٧٣٦ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، ومحمّد بن الحسين، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع، عن منصور بن يونس، عن إسحاق بن عباد(٣) ، عن عبد الملك بن عمرو قال: سألت أبا عبدالله( عليه‌السلام ) : ما لصأحبّ المرأة الحايض منها؟ فقال: كلّ شيء ما عدا القبل بعينه.

[ ٢٥٧٣٧ ] ٢ - وعن حميد بن زياد، عن الحسن بن محمّد، عن عبدالله بن جبلة، عن معاوية بن عمّار، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) ، قال: سألته عن المرأة الحائض ما يحلّ لزوجها منها؟ قال: ما دون الفرج.

____________________

٢ - الكافي ٥: ٥٥٩ / ١١، واورده في الحديث ٢ من الباب ١٠٤ من أبواب مقدمات النكاح.

(١) تقدم في الباب ١٠٥ من أبواب مقدمات النكاح، وفي الحديث ٢ من الباب ٨ من هذه الأبواب.

(٢) يأتي في الحديث ١ من الباب ٣٠ من هذه الأبواب.

الباب ١٥

فيه ٣ احاديث

١ - الكافي ٥: ٥٣٨ / ١.

(٣) في المصدر: ( عمّار ) بدل: عباد.

٢ - الكافي ٥: ٥٣٨ / ٢.

٣٢٦

[ ٢٥٧٣٨ ] ٣ - محمّد بن مسعود العيّاشي في( تفسيره ): عن عيسى بن عبدالله قال: قال أبو عبدالله( عليه‌السلام ) : المرأة تحيض يحرم على زوجها أن يأتيها في فرجها لقول الله عزّ وجلّ:( ولا تقربوهنّ حتّى يطهرن ) (١) فيستقيم للرجل أن يأتي امرأته وهى حائض فيما دون الفرج.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(٢) .

١٦ - باب تحريم الدياثة

[ ٢٥٧٣٩ ] ١ - محمّد بن عليّ بن الحسين، بإسناده عن ابن مسكان، عن محمّد بن مسلم، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: ثلاثة لا يكلّمهم الله يوم القيامة ولا ينظر اليهم ولا يزكّيهم ولهم عذاب اليم: الشيخ الزاني، والديوث، والمرأة توطئ فراش زوجها.

[ ٢٥٧٤٠ ] ٢ - قال: وقال( عليه‌السلام ) : إنّ الجنّة ليوجد ريحها من مسيرة خمسمائة عام ولا يجدُها عاقّ ولا ديّوث، قيل: يا رسول الله، وما الديّوث؟ قال الذي تزني امرأته وهو يعلم بها.

ورواه في( الخصال) عن أبيه، عن أحمد بن إدريس، عن محمّد بن أحمد، عن عليّ بن السنديّ عن عليّ بن الحكم، عن محمّد بن الفضيل، عن شريس الوابشيّ، عن جابر، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: قال رسول

____________________

٣ - تفسير العياشي ١: ١١٠ / ٣٢٩.

(١) البقرّة ٢: ٢٢٢.

(٢) تقدم في الباب ٢٤ من أبواب الحيض وفي الباب ٧ من أبواب النفاس وفي الباب ٤ من أبواب ما يمسك عنه الصائم وفي البابين ١١ و ١٢ من أبواب تروك الاحرام.

الباب ١٦

فيه ٥ احاديث

١ - الفقيه ٤: ١٣ / ١٦، واورده عن الكافي في الحديث ١ من الباب ١٣٣ من مقدمات النكاح وقطعة منه في الحديث ١ من الباب ٢ من هذه الأبواب.

٢ - الفقيه ٣: ٢٨١ / ١٣٤٣، واورده في الحديث ٩ من الباب ٧٧ من أبواب مقدمات النكاح.

٣٢٧

الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) ، وذكر مثله(١) .

[ ٢٥٧٤١ ] ٣ - وبإسناده عن حمّاد بن عمرو وأنس بن محمّد، عن أبيه، عن جعفر بن محمّد، عن آبائه( عليهم‌السلام ) - في وصيّة النبيّ( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) لعليّ( عليه‌السلام ) - قال: يا عليّ، خلق الله الجنّة من لبنتين: لبنة من ذهب، ولبنة من فضّة - فقال الله عزّ وجلّ: وعزّتي وجلالى لا يدخلها مدمن خمر ولا نمّام ولا ديّوث.

[ ٢٥٧٤٢ ] ٤ - أحمد بن محمّد البرقيّ في( المحاسن ): عن القاسم بن عروة، عن عبد الحميد، عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: ثلاثة لا يقبل الله منهم صلاة: منهم الديّوث الذي يفجر بامرأته.

[ ٢٥٧٤٣ ] ٥ - وعن محمّد بن قيس عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: عرض إبليس لنوح( عليه‌السلام ) وهو قائم يصلّي، فحسده على حسن صلاته فقال: يا نوح، إنّ الله خلق جنّة عدن بيده وغرس أشجارها، واتّخذ قصورها، وشقّ أنهارها ثمّ اطلع إليها فقال: قد أفلح المؤمنون لا وعزّتي لا يسكنها ديّوث.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(٢) .

____________________

(١) الخصال: ٣٧ / ١٥.

٣ - الفقيه ٤: ٢٥٦ / ٨٢١ واورده في الحديث ١٤ من الباب ٤٩ من أبواب جهاد النفس.

٤ - المحاسن: ١١٥ / ١١٨.

٥ - المحاسن: ١١٥ / ١١٨.

(٢) تقدم في الحديث ١٠ من الباب ٣١ من أبواب الصدقة، وفي الحديث ٩ من الباب ١٦٤ من احكام العشرة وفي الحديث ٦ من الباب ٤١ من أبواب الامر والنهي وفي الباب ٧٧ وفي الحديث ٢ من الباب ١٣٣ من أبواب مقدمات النكاح.

٣٢٨

١٧ - باب تحريم اللوط على الفاعل

[ ٢٥٧٤٤ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن أبي بكر الحضرمي، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : من جامع غلاماً جاء يوم القيامة جنباً لا ينقيه ماء الدنيا، وغضب الله عليه ولعنه وأعد له جهنم وساءت مصيراً، ثمّ قال: انّ الذكر يركب الذكر فيهتزّ العرش لذلك، الحديث.

[ ٢٥٧٤٥ ] ٢ - وعنه، عن أبيه، عن إسماعيل بن مرار، عن يونس، عن بعض أصحابنا عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: سمعته يقول: حرمة الدبر أعظم من حرمة الفرج، وإنّ الله أهلك أُمّة لحرمة الدبر ولم يهلك أحداً لحرمة الفرج.

[ ٢٥٧٤٦ ] ٣ - وعنه، عن أبيه، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن أبان بن عثمان، عن أبي بصير، عن أحدهما( عليهما‌السلام ) في قول لوط:( إنكم لتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين ) (١) فقال: إن إبليس أتاهم في صورة حسنة فيها تأنيث، وعليه ثياب حسنة، فجاء إلى شباب منهم فأمرهم أن يقعوا به، ولو طلب إليهم أن يقع بهم لابوا عليه، ولكن طلب إليهم أن يقعوا به فلمّا وقعوا به التذّوه، ثمّ ذهب عنهم وتركهم فأحال بعضهم على بعض.

[ ٢٥٧٤٧ ] ٤ - وعن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن

____________________

الباب ١٧

فيه ١٣ حديثاً

١ - الكافي ٥: ٥٤٤ / ٢، وأورد ذيله في الحديث ١ من الباب ١٨ من هذه الأبواب.

٢ - الكافي ٥: ٥٤٣ / ١.

٣ - الكافي ٥: ٥٤٤ / ٤، وعلل الشرائع: ٥٤٧ / ٣.

(١) العنكبوت ٢٩: ٢٨.

٤ - الكافي ٥: ٥ / ٥٤٤، وأورد قطعة منه في الحديث ١ من الباب ٢٤ من هذه الأبواب.

٣٢٩

محمّد بن سعيد عن زكريا بن محمّد، عن أبيه، عن عمر، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: كان قوم لوط من أفضل قوم خلفهم الله فطلبهم إبليس الطلب الشديد، ثمّ ذكر كيف علّمهم أن يلوطوا به - إلى أن قال - فوضعوا أيديهم فيه حتّى اكتفى الرجال بالرجال بعضهم ببعض، ثمّ جعلوا يرصدون مارّة الطريق فيفعلون بهم وأقبلوا على الغلمان، ثمّ ذكر كيف بعث الله إليهم جبرئيل وميكائيل وإسرافيل وكيف أهلكهم الله، وأنجى لوطا وبناته - إلى أن قال: - قال الله عزّ وجلّ: لمحمّد( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) :( وما هي من الظالمين ببعيد ) (١) من ظالمي امتك إن عملوا ما عمل قوم لوط.

قال: وقال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : من ألحّ في وطء الرجال لم يمت حتّى يدعو الرجال إلى نفسه.

ورواه الصدوق في( عقاب الأعمال) عن محمّد بن الحسن، عن الحسن بن متيل، عن أحمد بن محمّد بن خالد (٢) .

وروى الذي قبله في( لعلل) عن محمّد بن موسى بن المتوكل، عن عبدالله بن جعفر، عن محمّد بن الحسين، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، مثله.

ورواه البرقي في( المحاسن) مثله (٣) .

[ ٢٥٧٤٨ ] ٥ - وعن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن فضّال، عن داود بن فرقد، عن أبي يزيد الحمار، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: إن الله بعث أربعة أملاك في إهلاك قوم لوط، ثمّ ذكر شهادة لوط فيهم أنهم شرار من خلق الله - إلى أن قال: - فقال: له جبرئيل: انا بعثنا في إهلاكهم، فقال: يا

____________________

(١) هود ١١: ٨٣.

(٢) عقاب الأعمال: ٣١٤ / ٢.

(٣) المحاسن: ١١٠ / ١٠٣.

٥ - الكافي ٥: ٥٤٦ / ٦.

٣٣٠

جبرئيل عجّل، فقال:( إن موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب ) (١) فأمره أن يتحمل هو ومن معه إلّا امرأته، ثمّ اقتلعها يعني المدينة جبرئيل بجناحه من سبعة أرضين ثمّ رفعها حتّى سمع أهل السماء الدنيا نباح الكلاب وصراخ الديوك ثمّ قلبها وأمطر عليها وعلى من حول المدينة حجارة من سجّيل.

[ ٢٥٧٤٩ ] ٦ - وعنه، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن محمّد بن أبي حمزة، عن يعقوب بن شعيب، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) في قوم لوط( عليه‌السلام ) :( هؤلاء بناتي ) (٢) قال: عرض عليهم التزويج.

[ ٢٥٧٥٠ ] ٧ - وعنه، عن أبيه، عن عثمان بن سعيد، عن محمّد بن سليمان، عن ميمون البان قال: كنت عند أبي عبدالله( عليه‌السلام ) فقرئ عليه آيات من هود فلمّا بلغ( وأمطرنا عليها حجارة من سجّيل منضود مسوّمة عند ربّك وما هي من الظالمين ببعيد ) (٣) قال: فقال: من مات مصرّاً على اللواط لم يمت حتّى يرميه الله بحجر من تلك الحجارة تكون فيه منيته ولا يراه أحد.

[ ٢٥٧٥١ ] ٨ - محمّد بن عليّ بن الحسين في( العلل) و( عيون الأخبار) بأسانيده: عن محمّد بن سنان، عن الرضا( عليه‌السلام ) فيما كتب إليه من جواب مسائله: وعلة تحريم الذكران للذكران والاُناث للاُناث لما ركب في الاُناث وما طبع عليه ألذّكران، ولما في إتيان الذكران للذكران والاُناث للاُناث من انقطاع النسل، وفساد التدبير، وخراب الدنيا.

____________________

(١) هود ١١: ٨١.

٦ - الكافي ٥: ٥٤٨ / ٧.

(٢) هود ١١: ٧٨.

٧ - الكافي ٥: ٥٤٨ / ٩.

(٣) هود ١١: ٨٢ - ٨٣.

٨ - علل الشرائع: ٥٤٧ / ١، وعيون اخبار الرضا( عليه‌السلام ) ٢: ٩٧.

٣٣١

[ ٢٥٧٥٢ ] ٩ - وفي( عقاب الأعمال) قال: قال( عليه‌السلام ) : لو كان ينبغي لاحد أن يرجم مرّتين لرجم اللوطي مرّتين.

[ ٢٥٧٥٣ ] ١٠ - أحمد بن محمّد بن خالد البرقي في( المحاسن ): عن محمّد بن علي، عن ابن فضّال، عن سعيد بن غزوان، عن إسماعيل بن مسلم، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : لما عمل قوم لوط ما عملوا بكت الارض إلى ربّها حتّى بلغت دموعها إلى السماء، وبكت السماء حتّى بلغت دموعها العرش، فأوحى الله إلى السماء أن احصبيهم، وأوحى إلى الارض أن اخسفي بهم.

ورواه الصدوق في( عقاب الأعمال) عن أبيه، عن سعد، عن أحمد بن محمّد، عن ابن فضّال، مثله (١) .

[ ٢٥٧٥٤ ] ١١ - عبدالله بن جعفر في( قرب الإِسناد ): عن هارون بن مسلم، عن مسعدّة بن صدقة، عن جعفر، عن أبيه، أنّ عليّاً( عليه‌السلام ) سئل عن اساف ونائلة وعبادة قريش لهما؟ فقال: إنهما كانا شابين صبيحين، وكان بأحدهما تأنيث، وكانا يطوفان بالبيت فصادفا من البيت خلوة فأراد أحدهما صاحبه ففعل فمسخهما الله حجرين، فقالت قريش: لو لا أن الله رضي الله أنّ يعبد هذان ما حوّلهما عن حالهما.

ورواه الكلينيّ عن عليّ بن إبراهيم، عن هارون بن مسلم، مثله(٢) .

[ ٢٥٧٥٥ ] ١٢ - أحمد بن عليّ بن أبي طالب الطبرسيّ في( الاحتجاج ): عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) - في حديث - انّ زنديقاً قال له: لم حرّم الله الزنا؟

____________________

٩ - عقاب الأعمال: ٣١٦ / ٥، والمحاسن: ١١٢ / ١٠٤.

١٠ - المحاسن: ١١٠ / ١٠٢.

(١) عقاب الأعمال: ٣١٤ / ١.

١١ - قرب الإِسناد: ٢٤.

(٢) لم نعثر عليه في الكافي المطبوع.

١٢ - الاحتجاج: ٣٤٧.

٣٣٢

قال: لما فيه من الفساد وذهاب المواريث، وانقطاع الانساب، لا تعلم المرأة في الزنا من أحبلها، ولا المولود يعلم من أبوه، ولا أرحام موصولة، ولا قرابة معروفة، قال: فلم حرّم الله اللواط؟ قال: من أجل انه لو كان اتيان الغلام حلالاً لاستغنى الرجال عن النساء، وكان فيه قطع النسل، وتعطيل الفروج، وكان في اجازة ذلك فساد كثير.

[ ٢٥٧٥٦ ] ١٣ - الحسن بن عليّ بن شعبة في( تحف العقول ): عن أبي الحسن الثالث( عليه‌السلام ) ان يحيى بن أكثمّ سأله عن قوله تعالى:( أو يزوجّهم ذكراناً وإناثاً ) (١) يزوّج الله عباده الذكران، فقد عاقب قوماً فعلوا ذلك، فقال( عليه‌السلام ) : قوله:( يزوّجهم ذكراناً وإناثاً ) (٢) أي يولد له ذكر ويولد له اناث، يقال لكل اثنين مقرونين: زوجان، كل واحد منهما زوج، ومعاذ الله أن يكون عنى الجليل ما لبست به على نفسك تطلب الرخص لارتكاب المآثم،( وَمَنْ يَفْعل ذلِكَ يَلْقَ أثاماً يُضاعَفْ لَهُ العَذابُ يومَ القيامَة وَيَخلُدْ فيه مُهاناً ) (٣) إن لم يتب.

أقول: ويأتي ما يدلّ على ذلك هنا(٤) وفي الحدود(٥) وغيرها.

١٨ - باب تحريم اللواط على المفعول به

[ ٢٥٧٥٧ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن

____________________

١٣ - تحف العقول: ٣٧٩.

(١ و ٢) الشورى ٤٢: ٥٠.

(٣) الفرقان ٢٥: ٦٩.

(٤) يأتي في البابين ١٩ و ٢٠ من هذه الأبواب.

(٥) يأتي في الأبواب ١ و ٢ و ٣ و ٥ من أبواب حدّ اللواط وتقدم ما يدلّ عليه في الحديثين ٣٣ و ٣٦ من الباب ٤٦ وفي الحديث ٢٢ من الباب ٤٩ من أبواب جهاد النفس وفي الحديث ٦ من الباب ٤١ من أبواب الامر والنهي.

الباب ١٨

فيه ١١ حديثاً

١ - الكافي ٥: ٥٤٤ / ٢، وأورد صدره في الحديث ١ من الباب ١٧ من هذه الأبواب.

٣٣٣

أبي عمير، عن أبي بكر الحضرمي، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) - في حديث - قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : وانّ الرجل ليؤتى في حقبه فيحبسه الله على جسر جهنّم حتّى يفرغ الله من حساب الخلائق، ثمّ يؤمر به إلى جهنّم فيعذب بطبقاتها طبقة طبقة حتّى يرد إلى أسفلها ولا يخرج منها.

[ ٢٥٧٥٨ ] ٢ - وعن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن يحيى، عن طلحة بن زيد، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) ، قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : من أمكن من نفسه طائعاً يلعب به ألقى الله عليه شهوة النساء.

ورواه الصدوق في( عقاب الأعمال) عن أبيه، عن سعد، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن يحيى، عن غياث بن إبراهيم، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) (١) .

[ ٢٥٧٥٩ ] ٣ - وعن علي، عن أبيه، عن عليّ بن معبد، عن عبيد الله(٢) الدهقان، عن درست بن أبي منصور، عن عطية أخي أبي العرام(٣) قال: ذكرت لابي عبدالله( عليه‌السلام ) المنكوح من الرجال، فقال: ليس يبلي الله بهذا البلاء أحداً وله فيه حاجة، إنّ في أدبارهم أرحاماً منكوسة وحياء أدبارهم كحياء المرأة قد شرك فيهم ابن لابليس يقال له: زوال، فمن شرك فيه من الرجال كان منكوحاً، ومن شرك فيه من النساء كانت من الموارد، والعامل على

____________________

٢ - الكافي ٥: ٥٤٩ / ١.

(١) عقاب الأعمال: ٣١٧ / ١١.

٣ - الكافي ٥: ٥٤٩ / ٢.

(٢) في المصدر: عبدالله.

(٣) في علل الشرائع: المغراء « هامش المخطوط ».

٣٣٤

هذا من الرجال إذا بلغ أربعين سنة لم يتركه، وهم بقيّة سدوم(١) ، أما انّي لست أعني بهم أنهم بقيتهم انهم ولدهم، ولكنّهم من طينتهم، قال: قلت: سدوم التي قبلت، قال: هي أربع مدائن: سدوم، وصريم(٢) ، والدما(٣) وعميرا، قال: أتاهنّ جبرئيل( عليه‌السلام ) وهن مقلوعات إلى تخوم الارضين السابعة فوضع جناحه تحت السفلى منهنّ، ورفعهنّ جميعاً حتّى سمع أهل السماء نباح كلابهم ثمّ قلّبها.

ورواه الصدوق في( العلل) عن أبيه، عن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن أحمد، عن موسى بن جعفر بن الحسين السعد آباديّ، عن عليّ بن سعيد، عن عبيد الله الدهقان، مثله (٤) .

[ ٢٥٧٦٠ ] ٤ - وعن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن عليّ بن الحكم، عن عبد الرحمن العرزمي، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: قال أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) : إنّ لله عباداً لهم في أصلابهم أرحام كأرحام النساء، قال: فسئل فما لهم لا يحملون؟ قال: انّها منكوسة، ولهم في أدبارهم غدّة(٥) كغدّة الجمل أو البعير فاذا هاجت هاجوا، وإذا سكنت سكنوا.

ورواه البرقي في( المحاسن) عن غياث، عن أبي عبدالله( عليه

____________________

(١) سدوم: مدينة من مدائن قوم لوط « معجم البلدان ٣ / ٢٠٠، مراصد الاطلاع ٢ / ٧٠٠ ».

(٢) الصريم: الارض السوداء التي لاتنبت شيئاً، وقيل: هي موضع « معجم البلدان ٣ / ٤٠٤ ».

(٣) في علل الشرائع: وصدوم ولدنا « هامش المخطوط ».

دما: بلدة من نواحي عُمان « معجم البلدان ٢ / ٤٦١ ».

(٤) علل الشرائع: ٥٥٢ / ٧.

٤ - الكافي ٥: ٥٤٩ / ٣.

(٥) الغدة: العقدة في الجسد حولها شحم، كل قطعة صلبة بين العصب، الجمع: غدد، « القاموس المحيط ١: ٣٢٠ هامش المخطوط ».

٣٣٥

السلام )، مثله إلى قوله: منكوسة(١) .

ورواه الصدوق في( عقاب الأعمال ): عن أبيه عن سعد، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن يحيى، عن غياث بن إبراهيم، مثله إلى قوله: منكوسة إلّا أنه قال: عباداً لا يعبأ بهم(٢) .

[ ٢٥٧٦١ ] ٥ - وعن عدّة من أصحابنا، عن أحمد محمّد، عن جعفر بن محمّد الأشعريّ، عن ابن القدّاح، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: جاء رجل إلى أبي فقال له: اني قد ابتليت(٣) فادع الله لي، فقيل له: انه يؤتى في دبره فقال: ما أبلى الله بهذا البلاء أحدا له فيه حاجة ثمّ قال أبي: قال الله عزّ وجلّ: وعزتي وجلالي لا يقعد على استبرقها وحريرها من يؤتى في دبره.

ورواه الصدوق في( عقاب الأعمال) عن أبيه عن سعد، عن جعفر بن محمّد (٤) .

ورواه البرقي في( المحاسن) عن جعفر بن محمّد، مثله (٥) .

[ ٢٥٧٦٢ ] ٦ - وعنهم، عن أحمد، عن محمّد بن سعيد، عن زكريّا بن محمّد، عن أبيه، عن عمرو، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: أقسم الله على نفسه أن لا يقعد على نمارق الجنّة من يؤتي في دبره فقلت له(٦) : فلان عاقل لبيب يدعو الناس إلى نفسه قد ابتلاه الله بذلك قال: فيفعل ذلك في مسجد الجامع؟ قلت: لا، قال: فيفعله على باب داره؟ قلت: لا، قال:

____________________

(١) المحاسن: ١١٣ / ١٠٩.

(٢) عقاب الأعمال: ٣١٧ / ٨.

٥ - الكافي ٥: ٥٥٠ / ٥.

(٣) في المصدر زيادة: ببلاء.

(٤) عقاب الأعمال: ٣١٦ / ٧.

(٥) المحاسن: ١١٢ / ١٠٥.

٦ - الكافي ٥: ٥٥٠ / ٨.

(٦) في المصدر: لابي عبدالله (عليه‌السلام )

٣٣٦

فأين يفعله؟ قلت: إذا خلا، قال(١) : هذا متلذّذ ولا يقعد على نمارق الجنّة.

[ ٢٥٧٦٣ ] ٧ - وعنهم، عن أحمد، عن عليّ بن أسباط، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: ما كان من(٢) شيعتنا فلم يكن فيهم ثلاثة أشياء: من يسأل في كفه، ولم يكن فيهم أزرق أخضر، ولم يكن فيهم من يؤتى في دبره.

ورواه الصدوق في( عقاب الأعمال) عن محمّد بن الحسن، عن الصفّار، عن محمّد بن الحسين، عن عليّ بن أسباط، نحوه (٣) .

[ ٢٥٧٦٤ ] ٨ - وعن الحسين بن محمّد، عن عمران، عن عبدالله بن جبلة، عن إسحاق بن عمّار، قال: قلت لابي عبدالله( عليه‌السلام ) : هؤلاء المخنثون مبتلون بهذا البلاء فيكون المؤمن مبتلى والناس يزعمون انه لا يبتلى بهذا أحد لله فيه حاجة، قال: نعم، قد يكون مبتلى به فلا تكلّموهم فانّهم يجدون لكلامكم راحة، قلت: فإنهم ليس يصبرون قال: هم يصبرون ولكن يطلبون بذلك اللذة.

[ ٢٥٧٦٥ ] ٩ - محمّد بن عليّ بن الحسين في( العلل) عن أبيه، عن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن أحمد، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن أبي الجوزاء، عن الحسين بن علوان، عن عمرو بن خالد، عن زيد بن علي، عن آبائه، عن عليّ( عليهم‌السلام ) ، أنه رأى رجلاً به تأنيث في مسجد رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) فقال له: اخرج من مسجد رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) يا من لعنه رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) ثمّ قال: سمعت رسول الله( صلى الله

____________________

(١) في المصدر زيادة: فإن الله لم يبتله.

٧ - الكافي ٥: ٥٥١ / ٩.

(٢) في المصدر: في.

(٣) عقاب الأعمال: ٣١٧ / ٩ باختلاف.

٨ - الكافي ٥: ٥٥١ / ١٠.

٩ - علل الشرائع: ٦٠٢ / ٦٣، واورده في الحديث ٢ من الباب ٨٧ من أبواب ما يكتسب به.

٣٣٧

عليه وآله) [ يقول ](١) : لعن الله المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال.

[ ٢٥٧٦٦ ] ١٠ - قال - وفي حديث آخر -: اخرجوهم من بيوتكم فانهم أقذر شيء.

[ ٢٥٧٦٧ ] ١١ - وبهذا الإِسناد عن عليّ( عليه‌السلام ) قال: كنت جالساً مع رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) في المسجد حتّى أتاه رجل به تأنيث فسلّم عليه فردّ عليه ثمّ أكبّ رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) في الارض يسترجع، ثمّ قال: مثل هؤلاء في أُمّتي! انه لا يكون مثل هؤلاء في أُمة إلّا عذّبت قبل الساعة.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(٢) ، ويأتي ما يدلّ عليه(٣) .

١٩ - باب تحريم لواط البالغ بغير البالغ

[ ٢٥٧٦٨ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن ابن محبوب، عن هشام بن سالم، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) ، قال: سمعته يقول: إنّ في كتاب عليّ( عليه‌السلام ) إذا أُخذ

____________________

(١) اثبتناه من المصدر.

١٠ - علل الشرائع: ٦٠٢ / ٦٤، واورده في الحديث ٣ من الباب ٨٧ من أبواب ما يكتسب به.

١١ - علل الشرائع: ٦٠٢ / ٦٥، واورده في الحديث ٤ من الباب ٨٧ من أبواب ما يكتسب به.

(٢) تقدم في الحديث ١ من الباب ٨٧ من أبواب ما يكتسب به، وفي الباب ١٧ من هذه الأبواب.

(٣) يأتي في الباب ١٩ والاحاديث ٥ و ٦ و ٧ من الباب ٢٤ والحديث ٧ من الباب ٢٨ من هذه الأبواب، والاحاديث ١ و ٤ و ٨ من الباب ١ والباب ٢ و ٣ من أبواب حدّ اللواط.

الباب ١٩

فيه حديث واحد

١ - الكافي ٧: ٢٠٠ / ١٢، واورده عن الكافي والتهذيب في الحديث ٧ من الباب ٣ من أبواب حد اللواط.

٣٣٨

الرجل مع غلام في لحاف مجرّدين ضرب الرجل وأدّب الغلام وإن كان ثقب وكان محصناً رجم.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(١) ، ويأتي ما يدلّ عليه(٢) .

٢٠ - باب تحريم الايقاب (*) في اللواط وما دونه

[ ٢٥٧٦٩ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن الحسين بن سعيد، عن القاسم بن محمّد الجوهري، عن عبد الصمد بن بشير، عن سليمان بن هلال في الرجل يفعل بالرجل قال: فقال: إن كان دون الثقب فالجلد، وان كان ثقب اقيم قائماً ثمّ ضرب بالسيف ضربة اخذ السيف منه ما اخذ، فقلت له: هو القتل قال: هو ذاك.

[ ٢٥٧٧٠ ] ٢ - وعن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: قال أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) : اللواط ما دون الدبر والدبر هو الكفر.

ورواه الصدوق في( عقاب الأعمال) مرسلاً (٣) .

وكذا رواه البرقي في( المحاسن) إلّا أنّه قال: هو الكفر بالله (٤) .

____________________

(١) تقدم في الباب ١٧ من هذه الأبواب.

(٢) يأتي في الباب ٢٠ من هذه الأبواب، والحديث ٥ من الباب ١ والباب ٢ من أبواب حدّ اللواط.

الباب ٢٠

فيه ٣ احاديث

* - الايقاب: الادخال. ( لسان العرب ١: ٨٠١ ).

١ - الكافي ٧: ٢٠٠ / ٧، واورده عن الكافي والتهذيب في الحديث ٢ من الباب ١ من أبواب حدّ اللواط.

٢ - الكافي ٥: ٥٤٤ / ٣.

(٣) عقاب الأعمال: ٣١٦ / ٦.

(٤) المحاسن: ١١٢ / ذيل الحديث ١٠٤.

٣٣٩

[ ٢٥٧٧١ ] ٣ - محمّد بن الحسن بإسناده عن سهل بن زياد، عن بكر بن صالح، عن محمّد بن سنان، عن حذيفة بن منصور قال: سألت أبا عبدالله( عليه‌السلام ) عن اللواط؟ فقال: ما بين الفخذين، وسألته عن الذي يوقب؟ فقال: ذاك الكفر بما أنزل الله على نبيّه( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) .

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(١) ، ويأتي ما يدلّ عليه(٢) .

٢١ - باب تحريم مقدمات اللواط من التقبيل والنظر بشهوة ونحوهما

[ ٢٥٧٧٢ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن يحيى، عن طلحة بن زيد، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : من قبّل غلاما من شهوة ألجمه الله يوم القيامة بلجام من نار.

[ ٢٥٧٧٣ ] ٢ - وعن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفليّ، عن السكوني، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : اياكم وأولاد الاغنياء والملوك المرد، فان فتنتهم أشدّ من فتنة العذارى في خدورهنّ.

[ ٢٥٧٧٤ ] ٣ - وعنه، عن أبيه، عن يحيى بن المبارك، عن عبدالله بن جبلة،

____________________

٣ - التهذيب ١٠: ٥٣ / ١٩٧.

(١) تقدم في الأبواب ١٧ و ١٨ و ١٩ من هذه الأبواب.

(٢) ياتي في الباب ٢ و ٣ من أبواب حدّ اللواط.

الباب ٢١

فيه ٥ احاديث

١ - الكافي ٥: ٥٤٨ / ١٠.

٢ - الكافي ٥: ٥٤٨ / ٨.

٣ - الكافي ٧: ٢٠٠ / ٩، واخرجه عن الكافي والتهذيب في الحديث ١ من الباب ٤ من أبواب حدّ اللواط.

٣٤٠

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586