وسائل الشيعة الجزء ٢٠

وسائل الشيعة10%

وسائل الشيعة مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 586

المقدمة الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠
  • البداية
  • السابق
  • 586 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 443108 / تحميل: 6916
الحجم الحجم الحجم
وسائل الشيعة

وسائل الشيعة الجزء ٢٠

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

مسلم فائدة بعد الإِسلام أفضل من زوجة مسلمة تسرّه إذا نظر إليها، وتطيعه إذا أمرها، وتحفظه إذا غاب عنها في نفسها وماله.

ورواه الشيخ بإسناده عن محمّد بن يعقوب(١) .

ورواه الصدوق مرسلاً(٢) .

وكذا المفيد في( المقنعة) (٣) .

والمحقّق في( الشرائع) (٤) .

[ ٢٤٩٨٠ ] ١١ - وعن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه. عن ابن أبي عمير، عن حفص بن البختريّ، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: مثل المرأة المؤمنة مثل الشامة في الثور الاسود.

[ ٢٤٩٨١ ] ١٢ - وعنه، عن أبيه، عن النوفليّ، عن السكونيّ، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : من سعادة المرء الزوجة الصالحة.

[ ٢٤٩٨٢ ] ١٣ - وعن الحسين بن محمّد، عن معلّى بن محمّد، عن منصور بن العبّاس، عن سعيد(٥) بن جناح، عن مطر مولى معن، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: ثلاثة للمؤمن فيها راحة: دار واسعة تواري عورته وسوء

____________________

(١) التهذيب ٧: ٢٤٠ / ١٠٤٧.

(٢) الفقيه ٣: ٢٤٦ / ١١٦٨.

(٣) المقنعة: ٧٦.

(٤) الشرائع ٢: ٢٦٦.

١١ - الكافي ٥: ٥١٥ / ٣.

١٢ - الكافي ٥: ٣٢٧ / ٤.

١٣ - الكافي ٥: ٣٢٧ / ٦، اورده في الحديث ٢ من الباب ١ من أبواب احكام المساكن.

(٥) في المصدر: شعيب.

٤١

حاله من الناس، وامرأة صالحة تعينه على أمر الدنيا والآخرة، وابنة يخرجها إمّا بموت أو بتزويج.

أقول: وتقدم ما يدلّ على ذلك(١) ، ويأتي مايدلّ عليه(٢) .

١٠ - باب كراهة ترك التزويج مخافة العيلة

[ ٢٤٩٨٣ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن أبان بن عثمان، عن حريز، عن وليد بن صبيح، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: من ترك التزويج مخافة العيلة فقد أساء بالله الظنّ.

[ ٢٤٩٨٤ ] ٢ - وعن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن أبي عبدالله الجامورانيّ، عن الحسن بن عليّ بن أبي حمزة، عن محمّد بن يوسف التميميّ، عن محمّد بن جعفر، عن أبيه، عن آبائه( عليهم‌السلام ) قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : من ترك التزويج مخافة العيلة فقد ساء ظنّه بالله عزّ وجلّ، إنّ الله عزّ وجلّ يقول:( إِن يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّـهُ مِن فَضْلِهِ ) (٣) .

محمّد بن عليّ بن الحسين بإسناده عن محمّد بن أبي عمير، عن حريز، عن الوليد، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) ، مثله، إلّا أنّه قال: مخافة الفقر(٤) .

____________________

(١) تقدم في الحديث ٣ من الباب ٦٩ من أبواب ما يكتسب به وفي الحديث ٥ من الباب ٢ وفي الباب ٦ من هذه الأبواب.

(٢) يأتي في الأبواب ١٣ و ١٤ و ٥٣ من هذه الأبواب.

الباب ١٠

فيه ٤ احاديث

١ - الكافي ٥: ٣٣٠ / ١.

٢ - الكافي ٥: ٣٣٠ / ٥.

(٣) النور ٢٤: ٣٢.

(٤) الفقيه ٣: ٢٤٣ / ١١٥٣.

٤٢

[ ٢٤٩٨٥ ] ٣ - قال: وقال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : اتخذوا الأهل فإنّه أرزق لكم.

[ ٢٤٩٨٦ ] ٤ - قال: وقال النبيّ( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : من سرّه أن يلقى الله طاهراً مطهراً فليلقه بزوجة، ومن ترك التزويج مخافة العيلة فقد أساء الظنّ بالله عزّ وجلّ.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(١) ، ويأتي ما يدلّ عليه(٢) .

١١ - باب استحباب التزويج ولو عند الاحتياج والفقر

[ ٢٤٩٨٧ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد وعبدالله ابني محمّد بن عيسى، عن عليّ بن الحكم، عن هشام بن سالم، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: جاء رجل إلى النبيّ( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) فشكا إليه الحاجة، فقال: تزوّج فتزوّج فوسع عليه.

[ ٢٤٩٨٨ ] ٢ - وعن أبي عليّ الأشعريّ، عن بعض أصحابه، عن صفوان بن يحيى، عن معاوية بن وهب، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) ، في قول الله عز وجل:( وَلْيَسْتَعْفِفِ ألذّينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّىٰ يُغْنِيَهُمُ اللَّـهُ مِن فَضْلِهِ ) (٣) قال: يتزوّجوا حتّى يغنيهم الله من فضله.

____________________

٣ - الفقيه ٣: ٢٤٢ / ١١٤٥، واورده في الحديث ٥ من الباب ١ من هذه الأبواب.

٤ - الفقيه ٣: ٢٤٣ / ١١٥٤.

(١) تقدم في الباب ٣ من أبواب الدين والقرض وفي الحديث ٤ من الباب ٢ من هذه الأبواب.

(٢) يأتي في الباب ١١ من هذه الأبواب.

الباب ١١

فيه ٥ احاديث

١ - الكافي ٥: ٣٣٠ / ٢.

٢ - الكافي ٥: ٣٣١ / ٧.

(٣) النور ٢٤: ٣٣.

٤٣

[ ٢٤٩٨٩ ] ٣ - وعن عليّ بن إبراهيم(١) ، عن صالح بن السندي، عن جعفر بن بشير، عن عليّ بن أبي حمزة، عن أبى بصير، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: أتى رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) شاب من الانصار فشكا إليه الحاجة، فقال له: تزوّج، فقال الشاب: إنّي لأستحيي أن أعود إلى رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) ، فلحقه رجل من الانصار فقال: إنّ لي بنتا وسيمة، فزوّجها إيّاه، قال: فوسّع الله عليه، فأتى الشاب النبيّ( عليه‌السلام ) فأخبره، فقال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : يا معشرّ الشباب عليكم بالباه.

[ ٢٤٩٩٠ ] ٤ - وعن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن أبي عبدالله الجاموراني، عن الحسن بن عليّ بن أبي حمزة، عن المؤمن، عن إسحاق بن عمّار قال: قلت لأبي عبدالله( عليه‌السلام ) : الحديث ألذّي يرويه(٢) الناس حق ان رجلاً أتى النبيّ( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) فشكا إليه الحاجة فأمره بالتزويج ففعل، ثمّ أتاه فشكى إليه الحاجة فأمره بالتزويج، حتّى أمره ثلاث مرّات؟ فقال أبو عبدالله( عليه‌السلام ) : هو حق، ثمّ قال: الرزق مع النساء والعيال.

[ ٢٤٩٩١ ] ٥ - وعنهم، عن أحمد، عن محمّد بن عليّ، عن حمدويه بن عمران، عن ابن أبي ليلى، عن عاصم بن حميد قال: كنت عند أبي عبدالله( عليه‌السلام ) فأتاه رجل فشكى إليه الحاجة فأمره بالتزويج، قال: فاشتدّت به الحاجة فأتى أبا عبدالله( عليه‌السلام ) فسأله عن حاله فقال له: اشتدّت بي الحاجة، قال: ففارق، ثمّ أتاه فسأله عن حاله؟ فقال: أثريت وحسن حالي، فقال أبو عبدالله( عليه‌السلام ) : إني أمرتك بأمرين أمر الله بهما، قال

____________________

٣ - الكافي ٥: ٣٣٠ / ٣.

(١) في المصدر زيادة: عن ابيه.

٤ - الكافي ٥: ٣٣٠ / ٤.

(٢) كذا في المخطوط. وكتب فوقه ( يروونه ).

٥ - الكافي ٥: ٣٣١ / ٦.

٤٤

الله عزّ وجلّ:( وَأَنكِحُوا الْأَيَامَىٰ مِنكُمْ - إلى قوله -وَاللَّـهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ) (١) وقال:( وَإِن يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّـهُ كُلًّا مِّن سَعَتِهِ ) (٢) .

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(٣) ، ويأتي ما يدلّ عليه(٤) .

١٢ - باب استحباب السعي في التزويج والشفاعة فيه، وعدم جواز السعي في تفريق بين الزوجين والإِفساد بينهما

[ ٢٤٩٩٢ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن عثمان بن عيسى، عن سماعة بن مهران، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: من زوّج أعزباً(٥) كان ممّن ينظر الله إليه يوم القيامة.

[ ٢٤٩٩٣ ] ٢ - وعن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: قال أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) : أفضل الشفاعات أن تشفع بين اثنين في نكاح حتّى يجمع الله بينهما.

ورواه الشيخ بإسناده عن محمّد بن يعقوب(٦) ، وكذا ألذّي قبله.

[ ٢٤٩٩٤ ] ٣ - محمّد بن عليّ بن الحسين في( الخصال ): عن أبيه، عن سعد، عن أحمد ابن أبي عبدالله، عن النهيكي، عن عليّ بن جعفر، عن أخيه

____________________

(١) النور ٢٤: ٣٢.

(٢) النساء ٤: ١٣٠.

(٣) تقدم في الباب ١٠ من هذه الأبواب.

(٤) ياتي في الباب ٢٥ من هذه الأبواب.

الباب ١٢

فيه ٦ احاديث

١ - الكافي ٥: ٣٣١ / ٢، التهذيب ٧: ٤٠٤ / ١٦١٧.

(٥) في المصححة ( اعزب خ ل ).

٢ - الكافي ٥: ٣٣١ / ١.

(٦) التهذيب ٧: ٤٠٥ / ١٦١٨.

٣ - الخصال: ١٤١ / ١٦٢.

٤٥

موسى بن جعفر( عليه‌السلام ) قال: ثلاثة يستظلّون بظلّ عرش الله يوم القيامة يوم لا ظل إلّا ظله، رجل زوج أخاه المسلم، أو أخدمه، أو كتم له سرّاً.

[ ٢٤٩٩٥ ] ٤ - وعن حمزة بن محمّد العلوي، عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن عثمان بن عيسى، عن سماعة بن مهران، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: أربعة ينظر الله إليهم يوم القيامة: من أقال نادماً، أو أغاث لهفان، أو أعتق نسمة، أو زوّج عزباً.

[ ٢٤٩٩٦ ] ٥ - وفي( عقاب الاعمال ): بسند تقدّم(١) في عيادة المريض عن النبيّ( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) - في حديث - قال: ومن عمل في تزويج بين مؤمنين حتّى يجمع بينهما زوجه الله عزّ وجلّ ألف امرأة من الحور العين، كل امرأة في قصر من درّ وياقوت، وكان له بكل خطوة خطاها أو بكل كلمة تكلم بها في ذلك عمل سنة، قيام ليلها وصيام نهارها، ومن عمل في فرقة بين امرأة وزوجها كان عليه غضب الله ولعنته في الدنيا والآخرة، وكان حقا على الله أن يرضخه بألف صخرة من نار، ومن مشى في فساد ما بينهما ولم يفرق كان في سخط الله عزّ وجلّ ولعنته في الدنيا والآخرة، وحرم( الله عليه) (٢) النظر إلى وجهه.

[ ٢٤٩٩٧ ] ٦ - عبدالله بن جعفر في( قرب الإِسناد ): عن محمّد بن عبد الحميد، عن عبد السلام بن سالم، عن الحسن بن سالم قال: بعثني أبوالحسن موسى( عليه‌السلام ) إلى عمّته يسألها شيئاً كان لها تُعين به محمّد بن جعفر في

____________________

٤ - الخصال: ٢٢٤ / ٥٥، واورده في الحديث ٥ من الباب ٣ من أبواب التجارة.

٥ - عقاب الاعمال: ٣٤٠.

(١) تقدم في الحديث ٩ من الباب ١٠ من أبواب الاحتضار.

(٢) ليس في المصدر.

٦ - قرب الإِسناد: ١٢٣.

٤٦

صداقه، فلمّا قرأت الكتاب أعطتنيه، فإذا فيه: إنّ لله ظلاً يوم القيامة لا يستظّل تحته إلّا نبيّ، أو وصيّ نبيّ، أو عبد أعتق عبداً مؤمناً، أو عبد قضى مغرم مؤمن، أو مؤمن كفّ أيمة مؤمن.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(١) ، ويأتي ما يدلّ عليه(٢) .

١٣ - باب استحباب اختيار الزوجة الكريمة الاصل، المحمودة الصفات، وتزويج الأكفّاء والتزويج فيهم

[ ٢٤٩٩٨ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن عثمان بن عيسى، عن عبدالله بن مسكان، عن بعض أصحابه قال: سمعت أبا عبدالله( عليه‌السلام ) : يقول: انما المرأة قلادة فانظر إلى ما تقلّده، قال: وسمعته يقول: ليس للمرأة خطر لا لصالحتهنّ ولا لطالحتهنّ، إمّا صالحتهنّ فليس خطرها ألذّهب والفضة بل هي خير من ألذّهب والفضة، وإمّا طالحتهنّ فليس التراب خطرها بل التراب خير منها.

ورواه الشيخ(٣) بإسناده عن الحسن بن محبوب(٤) ، عن الحسن بن عليّ بن يوسف، عن عثمان بن عيسى.

[ ٢٤٩٩٩ ] ٢ - وعن عليّ بن إبراهيم، عن ابيه، عن النوفلي، عن

____________________

(١) تقدم في الحديث ٥ من الباب ٢٢ من أبواب فعل المعروف وفي الاحاديث ٤، ٩، ١٠ من الباب ١ من هذه الأبواب.

(٢) ياتي في الباب ٢٥ وفي الحديثين ٩، ١٠ من الباب ٢٧ من هذه الأبواب.

الباب ١٣

فيه ٦ احاديث

١ - الكافي ٥: ٣٣٢ / ١.

(٣) التهذيب ٧: ٤٠٢ / ١٦٠٤.

(٤) في المصدر: عليّ بن الحسن بن فضّال.

٢ - الكافي ٥: ٣٣٢ / ٢.

٤٧

السكوني، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: قال النبيّ( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : اختاروا لنطفكم فإن الخال أحد الضجيعين.

ورواه الشيخ(١) بإسناده( عن الحسن بن محبوب) (٢) ، عن عمرو بن عثمان، عن عبدالله بن المغيرة، عن إسماعيل بن أبي زياد الشعيري عن أبى عبدالله( عليه‌السلام ) ، مثله.

[ ٢٥٠٠٠ ] ٣ - وبإسناده قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : أنكحوا الاكفاء وانكحوا فيهم واختاروا لنطفكم.

[ ٢٥٠٠١ ] ٤ - وبإسناده قال: قام النبيّ( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) خطيباً فقال: أيّها الناس ايّاكم وخضراء الدمن، قيل: يا رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) ، وما خضراء الدمن(٣) ؟ قال: المرأة الحسناء في منبت السوء.

ورواه الشيخ بإسناده عن محمّد بن يعقوب، مثله(٤) .

ورواه الصدوق مرسلاً(٥) .

ورواه في( المقنع) أيضاً مرسلاً (٦) .

وكذا المفيد في( المقنعة) (٧) .

____________________

(١) التهذيب ٧: ٤٠٢ / ١٦٠٣.

(٢) في المصدر: عن عليّ بن الحسن بن فضّال.

٣ - الكافي ٥: ٣٣٢ / ٣.

٤ - الكافي ٥: ٣٣٢ / ٤، واورده في الحديث ٧ من الباب ٧ من هذه الأبواب.

(٣) الدمن: البعر « الصحاح ٥ / ٢١١٤، هامش المخطوط ».

(٤) التهذيب ٧: ٤٠٣ / ١٦٠٨.

(٥) الفقيه ٣: ٢٤٨ / ١١٧٧.

(٦) المقنع: ١٠٠.

(٧) القنعة: ٧٨.

٤٨

والرضيّ في( المجازات) النبوية) (١) .

[ ٢٥٠٠٢ ] ٥ - وعنهم، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن أبيه، عن محمّد بن سنان، عن عمرو بن مسلم، عن الثماليّ، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : الناجي من الرجال قليل، ومن النساء أقلّ وأقلّ، قيل: ولم؟ قال: لانهنّ كافرات الغضب، مؤمناًت الرضا.

[ ٢٥٠٠٣ ] ٦ - محمّد بن عليّ بن الحسين بإسناده عن ابن أبي عمير، عن يحيى بن عمران، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: الشجاعة في أهل خراسان، والباه في أهل بربر، والسخاء والحسد في العرب، فتخّيروا لنطفكم.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(٢) ، ويأتي ما يدلّ عليه(٣) .

١٤ - باب استحباب تزويج المرأة لدينها وصلاحها ولله ولصلة الرحم، وكراهة تزويجها لمالها أو جمالها أو للفخر والرياء

[ ٢٥٠٠٤ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، وعن محمّد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان جميعاً، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن الحكم، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: إذا تزوّج الرجل المرأة

____________________

(١) المجازات النبويّة: ٦٩ / ٤١.

٥ - الكافي ٥: ٥١٤ / ١.

٦ - الفقيه ٣: ٣٠٣ / ١٤٥٠، واورده في الحديث ١ من الباب ١٤٦ من هذه الأبواب.

(٢) تقدم في الأبواب ٦ و ٨ و ٩ من هذه الأبواب.

(٣) ياتي ما يدلّ عل تزويج الاكفاء في الحديثين ٢ و ٣ من الباب ٢٣ وفي الباب ٢٥ من هذه الأبواب.

الباب ١٤

فيه ١١ حديثاً

١ - الكافي ٥: ٣٣٣ / ٣.

٤٩

لجمالها أو لمالها وكل إلى ذلك، وإذا تزوّجها لدينها رزقه الله المال والجمال.

ورواه الصدوق بإسناده عن هشام بن الحكم(١) .

ورواه الشيخ بإسناده عن محمّد بن يعقوب، مثله(٢) .

[ ٢٥٠٠٥ ] ٢ - وعن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن عليّ بن أسباط، عن عمه يعقوب بن سالم، عن محمّد بن مسلم قال: قال أبوجعفر( عليه‌السلام ) : أتى رجل النبيّ( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) يستأمره في النكاح، فقال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : انكح وعليك بذات الدين تربت(٣) يداك.

[ ٢٥٠٠٦ ] ٣ - وعن عليّ بن محمّد بن بندار، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن أبيه، عن أحمد بن النضر، عن بعض أصحابه، عن إسحاق بن عمّار قال: سمعت أبا عبدالله( عليه‌السلام ) يقول: من تزوّج امرأة يريد مالها ألجاه الله إلى ذلك المال.

[ ٢٥٠٠٧ ] ٤ - محمّد بن الحسن بإسناده عن عليّ بن الحسن بن فضّال، عن محمّد بن عبدالله بن زرارة، عن الحسن بن علي، عن عليّ بن عقبة، عن بريد العجليّ، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : من تزوّج امرأة لا يتزوجها إلّا لجمالها لم ير فيها ما يحب، ومن تزوّجها لمالها لا يتزوّجها إلّا له وكله الله إليه، فعليكم بذات الدين.

____________________

(١) الفقيه ٣: ٢٤٨ / ١١٨٠.

(٢) التهذيب ٧: ٤٠٣ / ١٦٠٩.

٢ - الكافي ٥: ٣٣٢ / ١، وأورد مثله في الحديث ٢ من الباب ٩ من هذه الأبواب.

(٣) ترب الشيء بالكسر: اصابه التراب، ومنه ترب الرجل افتقر كانه لصق بالتراب، يقال: تربت يداك وهو على الدعاء اي: لا اصبت خيراً « الصحاح ١ / ٩١، هامش المخطوط ».

٣ - الكافي ٥: ٣٣٣ / ٢.

٤ - التهذيب ٧: ٣٩٩ / ١٥٩٢.

٥٠

[ ٢٥٠٠٨ ] ٥ - وعنه، عن محمّد وأحمد ابني الحسن، عن عليّ بن يعقوب، عن مروان بن مسلم، عن بريد، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: حدّثني جابر بن عبدالله أنّ النبيّ( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) قال: من تزوّج امرأة لمالها وكلّه الله اليه، ومن تزوجها لجمالها رأى فيها ما يكره، ومن تزوجها لدينها جمع الله له ذلك.

[ ٢٥٠٠٩ ] ٦ - محمّد بن عليّ بن الحسين قال: قال عليّ بن الحسين سيد العابدين( عليه‌السلام ) : من تزوّج لله ولصلة الرحم توجه الله بتاج الملك(١) .

[ ٢٥٠١٠ ] ٧ - وفي( الخصال ): عن أبيه، عن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن أحمد، عن أبي عبدالله الرازي، عن سجّادة، عن درست(٢) ، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: خمس خصال من لم( يكن فيه شيء منها لم يكن) (٣) فيه كثير مستمتع: أولها: الوفاء، والثانية: التدبير، والثالثة: الحياء، والرابعة: حسن الخلق، والخامسة، وهي تجمع هذه الخصال: الحريّة، وقال( عليه‌السلام ) : خمس خصال من فقد واحدة منهن لم يزل ناقص العيش، زائل العقل، مشغول القلب: فأولها: صحّة البدن، والثانية: الأمن، والثالثة: السعة في الرزق، والرابعة: الأنيس الموافق، قلت: وما الانيس الموافق؟ قال: الزوجة الصالحة، والولد الصالح، والجليس(٤) الصالح،

____________________

٥ - التهذيب ٧: ٣٩٩ / ١٥٩٦.

٦ - الفقيه ٣: ٢٤٣ / ١١٥٥.

(١) في المصدر زيادة: والكرامة.

٧ - الخصال: ٢٨٤ / ٣٣ و ٣٤.

(٢) في المصدر زيادة: عن ابي خالد السجستاني ( هامش المصححة الثانية ).

(٣) في المصدر: تكن فيه خصلة منها فليس.

(٤) في المصدر: الخليط.

٥١

والخامسة، وهي تجمع هذه الخصال: الدعة.

[ ٢٥٠١١ ] ٨ - وفي( عقاب الأعمال ): بإسناده السابق في عيادة المريض(١) عن النبيّ( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) أنّه قال: من نكح امرأة حلالاً بمال حلال غير أنّه أراد( به) (٢) فخراً ورياء( وسمعة) (٣) لم يزده الله بذلك إلّا ذلّاً وهواناً، وأقامه(٤) بقدر ما استمتع منها على شفير جهنم، ثمّ يهوي به فيها سبعين خريفاً.

[ ٢٥٠١٢ ] ٩ - محمّد بن الحسين الرضي في( المجازات النبوية) قال: وقال( عليه‌السلام ) : تنكح المرأة لميسمها(٥) .

[ ٢٥٠١٣ ] ١٠ - سعيد بن هبة الله الراونديّ في( الخرايج والجرايح ): عن الحسين( عليه‌السلام ) ، أنّ رجلاً استشاره في تزويج امرأة، فقال: لا أحبّ ذلك، وكانت كثيرة المال وكان الرجل أيضاً مكثراً، فخالف الحسين( عليه‌السلام ) وتزوّج بها فلم يلبث الرجل حتّى افتقر، فقال له الحسين( عليه‌السلام ) : قد أشرت عليك! الآن فخل سبيلها، فإنّ الله يعوضك خيراً منها، ثمّ قال: عليك بفلانة، فتزوجها فما مضى سنة حتّى كثر ماله وولدت له ورأى منها ما يحب.

[ ٢٥٠١٤ ] ١١ - ورّام بن أبي فراس في كتابه قال: قال( عليه‌السلام ) : من

____________________

٨ - عقاب الأعمال ٣٣٣.

(١) تقدم في الحديث ٩ من الباب ١٠ من أبواب الاحتضار.

(٢) في المصدر: بها.

(٣) لم ترد في المصدر.

(٤) في المصدر زيادة: الله.

٩ - المجازات النبوية: ٥٤ / ٣١.

(٥) الميسم: الجمال، يقال: امراة ذات ميسم اذا كان عليها اثر الجمال، وفلان وسيم، اي: حسن الوجه « الصحاح ٥ / ٢٠٥١، هامش المخطوط ».

١٠ - الخرائج والجرائح ١ / ٢٤٨.

١١ - لم نعثر عليه في تنبيّه الخواطر المطبوع.

٥٢

تزوّج امرأة لجمالها جعل الله جمالها وبالاً عليه.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على بعض المقصود(١) ، ويأتي ما يدلّ عليه(٢) .

١٥ - باب كراهة تزويج المرأة العاقر وان كانت حسناء ذات رحم ودين

[ ٢٥٠١٥ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد وسهل بن زياد جميعاً، عن ابن محبوب، عن عبدالله بن سنان، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: جاء رجل إلى رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) فقال: يا نبيّ الله إن لي ابنة عم لي قد رضيت جمالها وحسنها ودينها ولكنها عاقر؟ فقال: لا تزوّجها، إنّ يوسف بن يعقوب لقي أخاه فقال: يا أخي، كيف استطعت أن تزوّج النساء بعدي؟ فقال: إن أبي أمرني فقال: إن استطعت أن تكون لك ذرية تثقل الارض بالتسبيح فافعل، قال: وجاء رجل من الغد إلى النبيّ( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) فقال له مثل ذلك فقال له: تزوّج سوءاء ولودا، فإني مكاثر بكم الأُمم يوم القيامة.

قال: فقلت لابي عبدالله( عليه‌السلام ) : ما السوءاء؟ قال: القبيحة.

[ ٢٥٠١٦ ] ٢ - وعنهم، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن عثمان بن عيسى، عن خالد بن نجيح، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: تذاكروا الشؤم عند أبي( عليه‌السلام ) فقال: الشؤم في ثلاث: في المرأة والدابة والدار، فإمّا شؤم المرأة فكثرة مهرها وعقم رحمها.

____________________

(١) تقدم في البابين ٦ و ٩ من هذه الأبواب.

(٢) ياتي في البابين ١٦ و ٢١ من هذه الأبواب.

الباب ١٥

فيه ٣ احاديث

١ - الكافي ٥: ٣٣٣ / ١، وأورد مثله في الحديث ٩ من الباب ١ من هذه الأبواب.

٢ - الكافي ٥: ٥٦٧ / ٥١، واورده في الحديث ١ من الباب ٥ من أبواب المهور.

٥٣

[ ٢٥٠١٧ ] ٣ - محمّد بن عليّ بن الحسين قال: قال( عليه‌السلام ) : اعلموا أن السوداء إذا كانت ولوداً أحبّ إليّ من الحسناء العاقر.

أقول: تقدم ما يدلّ على ذلك(١) ، ويأتي ما يدلّ عليه(٢) .

١٦ - باب استحباب اختيار الولود للتزويج وان لم تكن حسناء

[ ٢٥٠١٨ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد وسهل بن زياد جميعاً، عن الحسن بن محبوب، عن العلاء بن رزين، عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : تزوّجوا بكراً ولوداً ولا تزوّجوا حسناء جميلة عاقرا، فإني اباهي بكم الأُمم يوم القيامة.

[ ٢٥٠١٩ ] ٢ - وعنهم، عن سهل، عن عليّ بن سعيد الرقي، عن سليمان بن جعفر الجعفري، عن أبي الحسن الرضا( عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) لرجل: تزوجها سوءاء ولوداً ولا تزوّجها جميلة حسناء عاقراً، فاني مباه بكم الأُمم يوم القيامة، إمّا علمت أنّ الولدان تحت العرش يستغفرون لآبائهم، يحضنهم إبراهيم وتربّيهم سارة في جبل من مسك وعنبر وزعفران.

[ ٢٥٠٢٠ ] ٣ - وعن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن

____________________

٣ - الفقيه ٣: ٢٤٨ / ١١٧٨.

(١) تقدم في الاحاديث ٢ و ٣ و ٦ من الباب ١ وفي الحديث ١ من الباب ٦ وفي الحديث ١ من الباب ٧ من هذه الأبواب.

(٢) ياتي في الباب ١٦ وفي الحديث ١ من الباب ١٤٨ من هذه الأبواب.

الباب ١٦

فيه ٣ احاديث

١ - الكافي ٥: ٣٣٣ / ٢.

٢ - الكافي ٥: ٣٣٤ / ٤.

٣ - الكافي ٥: ٣٣٣ / ٣.

٥٤

أحمد بن عبد الرحمن، عن إسماعيل بن عبد الخالق، عمّن حدثه قال: شكوت إلى أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قلّة ولدي، وانّه لا ولد لي، فقال لي: إذا أتيت العراق فتزوّج امرأة، ولا عليك أن تكون سوءاء، قلت: جعلت فداك، وما السوءاء؟ قال: امرأة فيها قبح فإنّهنّ أكثر أولاداً.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(١) ، ويأتي ما يدلّ عليه(٢) .

١٧ - باب استحباب اختيار البكر للتزويج

[ ٢٥٠٢١ و ٢٥٠٢٢ ] ١ و ٢ - محمّد بن يعقوب، عن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد وأحمد بن محمّد جميعاً عن ابن محبوب، عن عليّ بن رئاب، عن عبد الاعلى بن أعين مولى آل سام عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : تزوّجوا الأبكار فإنّهنّ أطيب شيء أفواهاً.

قال: وفي حديث آخر: وأنشفه(٣) أرحاماً، وأدر شيء اخلافا(٤) ، وأفتح شيء أرحاماً، أما علمتم أنّي أُباهي بكم الأُمم يوم القيامة حتّى بالسقط يظلّ محبنطئاً على باب الجنة، فيقول الله عزّ وجلّ: ادخل(٥) ، فيقول: لا أدخل حتّى يدخل ابواي قبلي، فيقول الله تبارك وتعالى لملك من الملائكة: ائتني بأبويه، فيأمر بهما إلى الجنّة، فيقول: هذا بفضل رحمتي لك.

____________________

(١) تقدم في الاحاديث ٢ و ٣ و ٦ من الباب ١ وفي البابين ٦ و ١٥ من هذه الأبواب.

(٢) يأتي في الباب ١٧ من هذه الأبواب.

الباب ١٧

فيه حديثان

١ و ٢ - الكافي ٥: ٣٣٤ / ١.

(٣) نشف الحوض الماء: شربه وتنشفه كذلك، وأرضٌ نشفة: تنشف الماء، والنشافة: الرغوة التي تعلو اللبن اذا حُلِبْ « الصحاح ٤ / ١٤٣٢، هامش المخطوط ».

(٤) في نسخة: أحلاماً « هامش المخطوط ».

(٥) في المصدر زيادة: الجنّة.

٥٥

ورواه الشيخ بإسناده عن الحسن بن محبوب(١) .

ورواه الصدوق في( التوحيد) عن محمّد بن الحسن، عن الصفار، عن العبّاس بن معروف، عن الحسن بن محبوب، إلّا أنه اسقط قوله: وفي حديث آخر وأنشفه أرحإمّا (٢) .

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(٣) ، ويأتي ما يدلّ عليه(٤) .

١٨ - باب استحباب اختيار السمراء العجزاء العيناء المربوعة للتزويج

[ ٢٥٠٢٣ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن مالك ابن اشيم، عن بعض رجاله، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: قال أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) : تزوّجوا سمراء عيناء عجزاء مربوعة فإن كرهتها فعليّ مهرها.

وعن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن بكر بن صالح، عن مالك بن أشيم، نحوه(٥) .

ورواه الشيخ بإسناده عن محمّد بن يعقوب(٦) .

ورواه الصدوق مرسلاً(٧) .

____________________

(١) التهذيب ٧: ٤٠٠ / ١٥٩٨. باختلاف ورواه الشيخ في النهاية ايضاً.

(٢) التوحيد: ٣٩٥ / ١٠ الباب ٦١.

(٣) تقدم في الحديث ١ من الباب ١٦ وفي الحديث ١ من الباب ١٦ من هذه الأبواب.

(٤) في الحديث ١٤ من الباب ١ من ابوب احكام الاولاد.

الباب ١٨

فيه ٣ احاديث

١ - الكافي ٥: ٣٣٥ / ٢.

(٥) الكافي ٥: ٣٣٥ / ٨.

(٦) التهذيب ٧: ٤٠٣ / ١٦٠٧.

(٧) الفقيه ٣: ٢٤٥ / ١١٦٢.

٥٦

[ ٢٥٠٢٤ ] ٢ - وعنهم، عن سهل، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن عبدالله بن المغيرة، عن أبي الحسن( عليه‌السلام ) ، قال: سمعته يقول: عليكم بذوات الأوراك فإنّهنّ أنجب.

ورواه الشيخ بإسناده( عن الحسن بن محبوب) (١) عن معاوية بن حكيم، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، مثله(٢) .

[ ٢٥٠٢٥ ] ٣ - وعن الحسين بن محمّد، عن معلّى بن محمّد، عن أحمد بن محمّد بن عبدالله قال: قال لي الرضا( عليه‌السلام ) : إذا نكحت فانكح عجزاء.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على بعض المقصود(٣) ، ويأتي ما يدلّ عليه(٤) .

١٩ - باب استحباب تزويج المرأة الطيّبة الريح الدرماء الكعب

[ ٢٥٠٢٦ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن بعض أصحابنا قال: كان النبيّ( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) إذا أراد تزويج امرأة بعث من ينظر إليها وقال للمبعوثة: شمّي ليتها، فإن طاب ليتها طاب عرفها(٥) ، وانظري كعبها فإن درم كعبها عظم كعثبها.

____________________

٢ - الكافي ٥: ٣٣٤ / ١.

(١) في المصدر: عن عليّ بن الحسن بن فضّال.

(٢) التهذيب ٧: ٤٠٢ / ١٦٠٢.

٣ - الكافي ٥: ٣٣٥ / ٣.

(٣) تقدم ما يدلّ عليه بمفهومه في الحديث ٨ من الباب ٧ من هذه الأبواب.

(٤) يأتي في الباب ٣٤ من أبواب احكام الاولاد.

الباب ١٩

فيه حديث واحد

١ - الكافي ٥: ٣٣٥ / ٤.

(٥) العرف: الريح « الصحاح ٤: ١٤٠٠، هامش المخطوط ».

٥٧

ورواه الصدوق مرسلاً(١) .

ورواه الشيخ بإسناده عن محمّد بن يعقوب(٢) .

قال الصدوق: الليث: العنق، والعرف: الريح الطيّبة، ودرم كعبها أى كثر لحم كعبها، والكعثب: الفرج.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(٣) .

٢٠ - باب استحباب تزويج البيضاء والزرقاء

[ ٢٥٠٢٧ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن بكر بن صالح، عن بعض أصحابه، عن أبي الحسن الرضا( عليه‌السلام ) قال: من سعادة الرجل أن يكشف الثوب عن امرأة بيضاء.

[ ٢٥٠٢٨ ] ٢ - وعنهم، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن أبيه، عن عليّ بن النعمان، عن أخيه داود بن النعمان، عن أبي أيّوب الخرّاز(٤) ، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: إنّي جرّبت جواري بيضاء وادماء فكان فيهنّ بون.

[ ٢٥٠٢٩ ] ٣ - وعن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفليّ، عن السكوني، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : تزوّجوا الزرق فإنّ فيهنّ اليمن.

____________________

(١) الفقيه ٣: ٢٤٥ / ١١٦٣.

(٢) التهذيب ٧: ٤٠٢ / ١٦٠٦.

(٣) تقدم في الحديث ٦ من الباب ٦ من هذه الأبواب.

الباب ٢٠

فيه ٣ احاديث

١ - الكافي ٥: ٣٣٥ / ٧.

٢ - الكافي ٥: ٣٣٥ / ٥.

(٤) في المصدر: ابي ايوب الخزاز.

٣ - الكافي ٥: ٣٣٥ / ٦.

٥٨

ورواه الصدوق مرسلا، إلّا أنه قال: فإنّ لهنّ(١) البركة(٢) .

٢١ - باب استحباب تزويج الجميلة الضحوك الحسناء الوجة الطويلة الشعر

[ ٢٥٠٣٠ ] ١ - محمّد بن يعقوب عن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن ابي القاسم، عن أبيه، رفعه، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) ، قال: المرأة الجميلة تقطع البلغم، والمرأة السوداء تهيج المرّة السوداء.

[ ٢٥٠٣١ ] ٢ - وعن الحسين بن محمّد، عن السيّاري، عن عليّ بن محمّد، عن محمّد بن عبد الحميد، عن بعض أصحابه، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) ، أنّه شكا إليه البلغم فقال: إمّا لك جارة تضحك(٣) ؟ قال: قلت: لا، قال: فاتّخذها فإنّ ذلك يقطع البلغم.

[ ٢٥٠٣٢ ] ٣ - محمّد بن عليّ بن الحسين قال: قال( عليه‌السلام ) : إذا أراد أحدكم أن يتزوّج فليسأل عن شعرها كما يسأل عن وجهها، فإنّ الشعر أحد الجمالين.

[ ٢٥٠٣٣ ] ٤ - وفي( عيون الأخبار ): عن محمّد بن أحمد بن الحسين البغدادي، عن عليّ بن محمّد( بن عنبسة) (٤) عن دارم بن قبيصة، عن

____________________

(١) في المصدر: فيهن.

(٢) الفقيه ٣: ٢٤٥ / ١١٦١.

الباب ٢١

فيه ٥ احاديث

١ - الكافي ٥: ٣٣٦ / ١.

٢ - الكافي ٥: ٣٣٦ / ٢.

(٣) في نسخة: تضحكك « هامش المخطوط ».

٣ - الفقيه ٣: ٢٤٥ / ١١٦٤.

٤ - عيون اخبار الرضا (عليه‌السلام ) : ٢: ٧٤ / ٣٤٤.

(٤) في المصدر: بن عيينة.

٥٩

الرضا، عن آبائه( عليهم‌السلام ) قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : اطلبوا الخير عند حسان الوجوه، فإن فعالهم أحرى أن يكون حسنا.

[ ٢٥٠٣٤ ] ٥ - وفي( الخصال ): عن أبيه، عن أحمد بن إدريس، عن محمّد بن أحمد، عن الدهقان، عن درست، عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن أبي الحسن الاول( عليه‌السلام ) قال: ثلاث يجلين البصر: النظر إلى الخضرة، والنظر إلى الماء الجاري، والنظر إلى الوجه الحسن(١) .

٢٢ - باب استحباب اختيار العظيم الالة السوداء العنطنطة وتحريم البهائم عليه

[ ٢٥٠٣٥ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن عليّ بن محمّد، عن صالح بن أبي حماد، عن هارون ابن مسلم، عن بريد بن معاوية، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: أتى النبيّ( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) رجل فقال: يا رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) ، إنّي أحمل أعظم ما يحمل الرجال، فهل يصلح لي أن آتي بعض ما لي من البهائم، ناقة أو حمارة، فإن النساء لا يقوين على ما عندي؟ فقال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : إن الله تبارك وتعالى لم يخلقك حتّى خلق لك ما يحتملك من شكلك، فانصرف الرجل فلم يلبث أن عاد إلى رسول الله( عليه‌السلام ) فقال له مثل مقالته في أول مرة، فقال له رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : أين أنت من السوداء العنطنطة(٢) ؟ قال: فانصرف الرجل فلم

____________________

٥ - الخصال ١: ٩٢ / ٣٥.

(١) تقدم ما يدلّ على ذلك في الحديث ٧ من الباب ١ من أبواب احكام المساكن، ويأتي ما يدلّ على بعض المقصود في الحديث ٤ من الباب ٥٩ من هذه الأبواب.

الباب ٢٢

فيه حديث واحد

١ - الكافي ٥: ٣٣٦ / ١.

(٢) العنطنطة: الطويلة العنق، والعنطنط: الطويل « القاموس المحيط ٢: ٣٧٥، هامش المخطوط ».

٦٠

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

تكذيب ابن تيميّة الحديث من أصله!

وجاء ابن تيميّة فأفرط في الوقاحة، فكذّب الحديث من أصله بصراحة!! فقال:

« وكذلك قوله: وهو وليّ كلّ مؤمنٍ بعدي، كذب على رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - بل هو في حياته وبعد مماته ولي كلّ مؤمن، وكلّ مؤمن وليّه في المحيا والممات.

فالولاية التي هي ضدّ العداوة لا تختص بزمان.

وأمّا الولاية التي هي الأمارة فيقال فيها: والي كلّ مؤمن بعدي، كما يقال في صلاة الجنازة: إذا اجتمع الولي والوالي قدّم الوالي في قول الأكثر، وقيل: يقدم الولي.

فقول القائل: علي ولي كلّ مؤمن بعدي، كلام يمتنع نسبته إلى النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فإنّه إنْ أراد الموالاة لم يحتج أنْ يقول « بعدي »، وإنْ أراد الأمارة كان ينبغي أن يقال « والٍ على كلّ مؤمن »(١) .

أقول:

وهذا كلام ناشئ عن الحقد والعدوان، لأنّه تكذيب لحديثٍ أخرجه

__________________

(١). منهاج السنة ٧ / ٣٩١. الطبعة الحديثة.

٢٤١

الأئمة: كالترمذي، وابن حبان، والضياء، في صحاحهم، ونصّ آخرون: كابن أبي شيبة، وابن جرير، على صحته، ووثّق أئمة الرجال أسانيده

وأما قوله: « إنْ أراد الموالاة » فتخرّص محض، لأنّ لفظ « الولي » كما يكون بمعنى « المحب » كذلك يكون بمعنى « الولي » وهو هنا بقرينة « بعدي » صريح في المعنى الثاني فلا ضرورة لأنْ يقول « وال » وهل على النبيّ - صلّى الله عليه وسلّم - أنْ يتكلّم كما يشتهي ابن تيميّة ونظراؤه؟

إنّه - صلّى الله عليه وسلّم - يريد إمامة أمير المؤمنينعليه‌السلام وخلافته من بعده بلا فصل، هذا الأمر الذي بيّنه مرّةً بعد اُخرى، بأساليب وألفاظ مختلفة، لكنّ القوم إذا استدل عليهم بحديث الغدير وضعوا على لسان الحسن بن الحسن أنّه إنْ أراد الأمارة قال « إنّه الولي بعدي ». وإذا استدل عليهم بلفظ « وليّكم بعدي » قالوا: « كان ينبغي أن يقول: الوالي » فلو استدل عليهم بحديثٍ فيه « الولي » لقالوا شيئاً آخر

لكنّ هذه المكابرات والتعصّبات إنّما تدل على عجزهم عن الجواب الصحيح عن استدلالات واحتجاجات أهل الحق، وعلى بطلان أساس مذهبهم الذي يحاولون الدفاع عنه حتى بالتحريف والتزوير!

هذا، ولم نجد سلفاً لابن تيمية في إبطال هذا الحديث وتكذيبه

ولا يتوهّم أن تكذيبه منحصر بحديث الولاية من مناقب أمير المؤمنين عليه الصلاة والسّلام، فقد انفرد ابن تيميّة بتكذيب كثيرٍ من مناقبه وفضائلهعليه‌السلام ، حتى اضطرّ غير واحدٍ من علمائهم الكبار إلى الردّ عليه

فمن خصائص أمير المؤمنينعليه‌السلام التي كذّبها ابن تيميّة قضيّة

٢٤٢

المؤاخاة، إذ أنكر أنْ يكون رسول الله صلّى الله عليه وسلّم آخى بين نفسه وبين علي.

وكان من جملة من ردّ عليه إنكاره ذلك: الحافظ ابن حجر العسقلاني في ( فتح الباري - شرح صحيح البخاري ).

وللتفصيل في هذا الموضوع مجال آخر

٢٤٣

أباطيل ابن حجر المكي ووجوه النظر فيها

وكذا في المتأخّرين ابن تيميّة، لا يوجد مكذّب لحديث الولاية وحتى ابن حجر المكّي فإنّه وإنْ حاول القدح والجرح، لكن لم يجسر على تكذيبه وهذه عبارته:

« أمّا رواية ابن بريدة عنه: لا تقع يا بريدة في علي فإنّ علياً منّي وأنا منه وهو وليّكم بعدي. ففي سنده الأجلح، وهو وإنْ وثّقه ابن معين لكنْ ضعّفه غيره. على أنّه شيعي. وعلى تقدير الصحّة فيحتمل أنه رواه بالمعنى بحسب عقيدته. وعلى فرض أنه رواه بلفظه، فيتعيّن تأويله على ولايةٍ خاصة، نظير قوله - صلّى الله عليه وسلّم -: أقضاكم علي. على أنّه وإنْ لم يحتمل التأويل فالإجماع على حقيّة ولاية أبي بكر وفرعيها قاض بالقطع بحقيّتها لأبي بكر وبطلانها لعلي، لأن مفاد الإجماع قطعي ومفاد خبر الواحد ظنّي، ولا تعارض بين ظنّي وقطعي، بل يعمل بالقطعي ويلغى الظنّي، على أنّ الظنّي لا عبرة به فيها عند الشيعة »(١) .

أقول:

إنّ للحديث طريقاً أو طرقاً ليس فيها الأجلح، وقد سكت عن ذلك ابن حجر، ليوهم الناظر أنْ لا طريق للحديث سوى الذي فيه الأجلح!

ومن طرائف الاُمور: أنّه أورد في كتابه حديث الولاية في فضائل أمير

__________________

(١). الصواعق المحرقة: ٦٦.

٢٤٤

المؤمنينعليه‌السلام برواية عمران بن حصين وليس فيه الأجلح! ففي الفصل الثّاني من الباب التاسع: « واقتصرت هنا على أربعين حديثاً لأنّها من غرر فضائله الحديث الخامس والعشرون:

أخرج الترمذي والحاكم عن عمران بن حصين أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: ما تريدون من علي؟ ما تريدون من علي؟(١) إنّ علياً منّي وأنا منه وهو وليّ كلّ مؤمنٍ بعدي. ومرّ الكلام في حادي عشر الشّبه على هذا الحديث وبيان معنه وما فيه »(١) .

فلو نظر ابن حجر إلى سند هذا الحديث الذي جعله من غرر فضائل الإمام لوجوده خلواً من الأجلح، ولكنّه الجهل أو التعصّب! نعوذ بالله!

وأيضاً، فإنّ توثيق الأجلح غير منحصر بابن معين، إذ قد وثّقه غيره كذلك، وأخرج عنه: أبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجة، في صحاحهم، فزعم انفراد ابن معين في توثيق الأجلح باطل، كزعم انفراد الأجلح بالحديث.

وأيضاً، فإن كلامه هنا يناقضه تصريحه بصحّة الحديث في ( شرح الهمزيّة ) حيث قال بشرح: « وعلي صنو النبيّ »:

« وذلك عملاً بما صحّ عنه - صلّى الله عليه وسلّم -: اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، وإنّ عليّاً منّي وأنا منه وهو وليّ كلّ مؤمنٍ بعدي ».

كما أنّه ينافيه جعله هذا الحديث في كتاب ( الصّواعق ) من غرر فضائل أمير المؤمنينعليه‌السلام ، كما رأيت

__________________

(١). كذا في الصواعق، لكن الجملة في الترمذي والحاكم مكررة ثلاث مرات.

٢٤٥

فعجيب أمر هؤلاء! كيف يضطربون أمام الحق وأهله، فيناقضون أنفسهم ويكذّبون أئمتهم!!

وأمّا احتمال نقل الأجلح الحديث بالمعنى بحسب عقيدته، فاحتمال سخيف جدّاً، ولا يخفى ما يترتّب على فتح باب هكذا احتمالات في الأحاديث من المفاسد التي لا تحصى، بل إنّ مثل هذا الاحتمال يؤدي إلى هدم أساس الدين واضمحلال الشريعة المقدّسة!

وكذلك تأويله - على فرض أنّه رواه بلفظه - على ولايةٍ خاصّة نظير قوله صلّى الله عليه وسلّم: أقضاكم علي فإنّ التأويل بلا دليل لا يدلّ إلّا على التلميع والتسويل. على أنّه باطل بالأدلّة والبراهين الآتية ومع ذلك، فإنّ قوله صلّى الله عليه وسلّم: « أقضاكم علي » إنّما يفيد أعلميّة عليعليه‌السلام وأفضليّته ممّن عدا النبيّ، فاذا كان المعنى الذي يريد ابن حجر تنزيل الولاية عليه مماثلاً للحديث المذكور في الدلالة على الأفضليّة، لم يخرج حديث الولاية عن الدلالة على المذهب الحق.

وكأنّ ابن حجر يعلم بعدم جواز التأويل بلا دليل، وبأن الحديث غير قابلٍ لذلك، فيضطرّ إلى التمسّك بالإجماع الموهوم على خلافة أئمتهم الثلاثة لكن هذا الإجماع المدّعى لا أساس له كما بيّن في محلّه.

٢٤٦

ودعوى أنّ حديث الولاية خبر واحد مردودة بوجوه:

اتّفاق الفريقين على نقله يوجب اليقين بصدوره

الوجه الأوّل: إنّ رواية الجمّ الغفير من أساطين الفريقين مع نصّ جمع منهم على الصحّة، وإيراد جمعٍ آخر بالقطع والجزم، يورث اليقين بثبوت الحديث عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.

لقد روى هذا الحديث العشرات من أئمة أهل السنة في مختلف العلوم عبر القرون، وإنّ جماعةً من مشاهيرهم ينصّون عى صحّته ووثاقة رواته:

وإنّ من أشهر المصرّحين بصحّة هذا الحديث هو: ابن أبي شيبه، وأبو جعفر محمّد بن جرير الطبري، والحاكم النيسابوري، والحافظ الهيثمي صاحب مجمع الزوائد، وجماعة آخرون.

كما أنّ للحديث أسانيد صحيحة في خارج الصحاح والمسانيد أيضاً، وقد أوقفناك على عدّةٍ من تلك الأسانيد؛ والحمد لله.

هذا، مضافاً إلى وجود ( حديث الولاية ) ضمن حديث المناقب العشر، الوارد في كتب القوم بأسانيد متكثّرة معتبرة، كما عرفت ذلك فيما تقدّم.

الصحابة الرواة لحديث الولاية

الوجه الثاني: إنّ هذا الحديث وارد عن أربعة عشر شخصاً من الصحابة:

١ - أفضلهم على الإطلاق أمير المؤمنينعليه‌السلام .

فقد روى الديلمي - كما في ( كنز العمّال ) و ( مفتاح النجا ) عنه - أنّه قال

٢٤٧

رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: يا بريدة إنّ عليّاً وليّكم بعدي، فأحبّ عليّاً فإنّه يفعل ما يؤمر».

وأيضاً: فإنّهعليه‌السلام ناشد به جماعةً من الأنصار والمهاجرين،كما سجيء عن ( ينابيع المودة ) إنْ شاء الله تعالى.

وأيضاً: رواهعليه‌السلام في قصّة نزول قوله تعالى:( وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ) (١) روى ذلك: ابن مردويه، والمتّقي، ومحمّد محبوب عالم.

وأيضاً: رواه الإمامعليه‌السلام عن رسول الله ضمن حديث سؤاله من الله خمسة أشياء. أخرجه: الخطيب البغدادي، والرافعي، والزرندي، والسّيوطي، والمتّقي، وغيرهم من المحدّثين في كتبهم.

٢ - الإمام الحسنعليه‌السلام .

رواه عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم في رواية الشيخ القندوزي في ( ينابيع المودّة ) كما سيجيء، ولفظه: « أمّا أنت يا علي فمنّي وأنا منك، وأنت وليّ كلّ مؤمنٍ ومؤمنة بعدي ».

٣ - أبو ذر الغفاري.

روى حديث الولاية بلفظ: « علي منّي وأنا من علي، وعلي وليّ كلّ مؤمنٍ بعدي، حبّه إيمان وبغضه نفاق، والنظر اليه رأفة ». أخرجه الديلمي في ( مسند الفردوس )، وعنه الوصّابي في ( الاكتفاء ).

٤ - عبدالله بن عباس.

وروايته أخرجها: أبو داود الطيالسي، وأحمد، وأبو يعلى، والحاكم، والبيهقي، وابن عبدالبرّ، والخطيب الخوارزمي، وابن عساكر، والمحبّ

٢٤٨

الطبري، وابن حجر العسقلاني وغيرهم.

٥ - أبو سعيد الخدري.

فقد رواه عنه: النطنزي في ( الخصائص العلويّة ) وفيه: « الله أكبر على إكمال الدين وإتمام النّعمة ورضا الربّ برسالتي والولاية لعلي من بعدي ». وقد ذكره أبو نعيم الأصفهاني في كتاب ( ما نزل من القرآن في علي )، وجمال الدين المحدّث الشيرازي في ( الأربعين ).

٦ - البراء بن عازب الأنصاري الأوسي.

أخرج حديثه: أبو المظفر السمعاني ضمن حديث الغدير، ولفظه: « هذا وليّكم من بعدي، اللّهم وال من والاه وعاد من عاداه ».

٧ - جابر بن عبدالله الأنصاري.

رواه عنه البيهقي صاحب كتاب ( المحاسن والمساوئ ).

٨ - أبو ليلى الأنصاري.

وحديثه في ( المناقب للخوارزمي ) ولفظه: « أنت إمام كلّ مؤمنٍ ومؤمنة ووليّ كلّ مؤمنٍ ومؤمنةٍ بعدي ».

٩ - عمران بن الحصين.

وروايته عند: أبي داود الطيالسي، وابن أبي شيبة، وأحمد، والترمذي، والنسائي، والحسن بن سفيان، وأبي يعلى، ابن جرير، وخيثمة بن سليمان، وأبي حاتم ابن حبان، والطبراني، والحاكم، وأبي نعيم، وابن المغازلي، والديلمي، وابن الأثير وجماعة آخرين

١٠ - بريدة بن الحصيب الأسلمي.

٢٤٩

وأخرج روايته: ابن أبي شيبة، وأحمد، والنسائي، ومسعود السجستاني، والديلمي، وابن سبع الأندلسي، والضياء، والمحبّ الطبري، وابن حجر العسقلاني، والقسطلاني، والسّيوطي، والمتّقي وغيرهم.

١١ - عبدالله بن عمر.

ففي ( مودّة القربى ) عنه عن رسول الله: « يا أيّها الناس هذا وليّكم بعدي في الدنيا والآخرة فاحفظوه. يعني علياً ».

١٢ - عمرو بن العاص.

ففي ( المناقب للخوارزمي ) في كتابٍ له إلى معاوية « وقد قال فيه: علي وليّكم بعدي وذلك عليَّ وعليك وعلى جميع المسلمين ».

١٣ - وهب بن حمزة.

قال ابن كثير: « قال خيثمة بن سليمان: حدّثنا أحمد بن حازم، أخبرنا عبيدالله بن موسى عن يوسف بن صهيب، عن ركين، عن وهب بن حمزة قال: سافرت مع علي بن أبي طالب من المدينة إلى مكّة، فرأيت نمه جفوة، فقلت: لئت رجعت فلقيت رسول الله لأنالنَّ منه. قال: فرجعت فلقيت رسول الله، فذكرت عليّاً فنلت منه. فقال لي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: لا تقولنَّ هذا لعلي، فإنّ عليّاً وليّكم بعدي ».

١٤ - حبشي بن جنادة.

رواه عنه الترمذي والنسائي وابن ماجة بلفظ: « علي وليّ كلّ مؤمن بعدي ».

هذا، وإنّ ابن حجر يدّعي في ( الصّواعق ) تواتر الحديث الموضوع « مروا

٢٥٠

أبا بكر فليصلّ بالناس » بزعم وروده عن ثمانيةٍ من الصحابة فكيف يكون حديث موضوع متواتراً بزعم وروده عن ثمانية - إثنان منهم عائشة وحفصة - ويكون حديث صحيح مروي بطرقٍ عن أربعة عشر صحابيّاً احاداً؟

حديث الولاية متواتر

الوجه الثالث: إنّ ابن حزم يدّعي في حديثٍ رواه عن أربعة من الصّحابة أنّه متواتر وهو حديث رواه عنهم في مسألة بيع الماء. فيكون ما رواه أربعة عشر صحابياً متواتراً بالأولويّة القطعيّة.

الوجه الرابع: إنّ ( الدهلوي ) يزعم في كتابه ( التحفة ) أنّ ما نسب إلى رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - أنّه قال: « لا نورّث ما تركناه صدقة » لم ينفرد به أبو بكر، بل رواه أهل السنّة عن جماعةٍ ذكر أسمائهم ثمّ قال:

« إنّ هذا الحديث بمثابة الآية القرآنية في قطعيّة الصّدور، لأنّ نقل الواحد من هذه الجماعة يفيد اليقين فكيف وهم متّفقون على نقله »(١) .

فهذا الكلام يقتضي الحكم بقطعيّة صدور حديث الولاية عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وكونه نظير القرآن الكريم في ذلك.

وأمّا قول ابن حجر: « على أنّ الظنّي لا عبرة به فيها عند الشّيعة كما مرّ » فمندفع بأنّ الحديث قطعي وليس ظنّياً، وعلى فرض ذلك، فإنّ الإمامة لدى جمهور أهل السنّة من الفروع يكفي فيها خبر الواحد.

__________________

(١). التحفة الاثنا عشرية: ٢٧٥.

٢٥١

تقليد الكابلي ابن حجر الهيتمي

وبما ذكرنا في ردّ أباطيل الهيتمي يظهر الجواب عمّا ذكره نصر الله الكابلي تبعاً له حيث قال في كتابه ( الصواقع ):

« الثالث: ما رواه بريدة عن النبيّ - صلّى الله عليه وسلّم - أنّه قال: إنّ عليّاً منّي وأنا من علي وهو وليّ كلّ مؤمنٍ من بعدي. الولي الأولى بالتصرف، فيكون هو الإمام.

وهو باطل.

لأنّ في إسناده الأجلح وهو شيعي متّهم في روايته، فلا يصلح خبره للإحتجاج.

ولأنّ الجمهور ضعّفوه فلا يحتج بحديثه.

ولأنّه يحتمل أنّه رواه بالمعنى بحسب عقيدته.

ولأنّ الولي من الألفاظ المشتركة كما سلف.

ولأنّه من أخبار الآحاد، وهي لا تفيد إلاّ الظن.

ولأنّه لا يقاوم ما تقدّم من النصُوص الدالّة على إمامة من تقدَّم عليه ».

أقول:

قد عرفت: أنّ الأجلح ليس شيعيّاً، وأنّ الجمهور لم يضعّفوه، فيسقط

٢٥٢

قوله: « فلا يصلح خبره للإحتجاج » وقوله: « فلا يحتج بحديثه ».

هذا، مع ثبوت أنه ليس إلّا في بعض أسانيد الحديث كما عرفت، فلا تأثير لتضعيف الأجلح في حال الحديث.

وعرفت أيضاً: فسَاد احتمال نقله بالمعنى حسب عقيدته

ولعلّه لوضوح فساده أعرض ( الدهلوي ) عن إبدائه.

وعرفت أيضاً: بطلان دعوى كونه من الأخبار الآحاد

وأمّا أنّ « الولي من الألفاظ المشتركة » فسيأتي الجواب عنه بالتفصيل.

وأمّا قوله: « لا يقاوم ما تقدّمه من النصُوص » فهو ممّا تضحك منه الثّكلى، فإنّ أكابر القوم يسلّمون بعدم وجود نصّ على خلافة المتقدّمين على أمير المؤمنينعليه‌السلام .

على أنّ جميع ما أورده في الباب من الكتاب والسنّة منتحل عنه في ( التحفة ) وما هو إلّابعض آياتٍ يدّعون تأويلها بأقوال بعض مفسّريهم، وأحاديث موضوعة يعترف بوضعها أكابر محدّثيهم، كحديث: « اقتدوا باللّذين من بعدي » الذي هو من عمدتها، ومخرّج من كتب الحديث أشهرها

على أنّ الإحتجاج بما انفردوا بروايته، ومعارضة حديث الولاية ونحوه من الأحاديث المتّفق عليها به، مخالفة لقواعد المناظرة وآداب البحث.

وعلى الجملة، فإنّ جميع مستندات الكابلي في الجواب عن حديث الولاية كلّها مردودة:

فالمناقشة في سنده من أجل الأجلح، مردودة بوجهين:

أحدهما: عدم الدليل على ضعف الأجلح، بل هو ثقة.

٢٥٣

والثاني: عدم وجود الأجلح في جميع طرق الحديث.

واحتمال أنّه رواه بالمعنى، مردود بعدم الدليل.

والمناقشة في الدلالة من جهة اشتراك لفظ « الولي » مردودة، وكذا دعوى كونه من أخبار الآحاد.

ودعوى المعارضة بما رووه في إمامة غيره - بل تقدّم تلك على حديث الولاية - فبطلانها أوضح من سائر الدعاوى والمناقشات.

٢٥٤

تحريف السهارنفوري تبعاً لصاحب المشكاة

وقد اقتفى حسام الدين السهارنفوري إثر صاحب المشكاة في تحريف الحديث، بإسقاط لفظ « بعدي »، وفي غزوه هذا اللفظ المحرّف إلى الترمذي.

قال في كتاب ( مرافض الروافض ):

« عن عمران بن حصين: إنّ النبي صلّى الله عليه وسلّم:

إنّ عليّاً مني وأنا منه وهو ولي كلّ مؤمن.

رواه الترمذي ».

ثمّ إنّ السهارنفوري لدى ترجمة هذا الحديث إلى الفارسيّة، ترجم لفظة « الولي » فيه بلفظ « الناصر » و« المحبوب ».

وبذلك يظهر أن لهذا الرجل في الحديث تحريفين:

الأوّل: تحريف اللفظ، بإسقاط لفظة « بعدي ».

والثاني: تحريف المعنى، بحمل لفظة « الولي » فيه على معنى « الناصر » و« المحبوب ».

ثمّ إنّه ارتكب الكذب بنسبته اللفظ المحرَّف إلى الترمذي.

٢٥٥

حكم البدخشي بوضع لفظة « بعدي »!

ومحمّد بن رستم معتمد خان البدخشي لم يكتف بالحذف والإسقاط، بل نصَّ على أنّ كلمة « بعدي » في هذا الحديث من الموضوعات!! فقد قال في رسالته المسمّاة ( ردّ البدعة ) في ذكر الأحاديث التي يتمسّك بها الإمامية:

« الثالث: حديث عمران بن حصين: إنّ رسول اللهعليه‌السلام ، قال: إنّ علياً منّي وأنا منه وهو وليّ كلّ مؤمنٍ.

والجواب: لفظ « الولي » هنا بمعنى « المحبّ ». ولفظ « بعدي » في آخر الحديث من الموضوعات. وإنْ صحّ فمن أين الحكم بأنّ المراد من « بعدي » أي: الوفاة ».

أقول:

وهذا من غرائب الاُمور وطرائف الدهور!

ويكفي في ردّه والكشف عن واقع حاله وحقيقة أمره، أن تنظر نظرةً واحدةً في مؤلَّفاته هو: ( نزل الأبرار ) و ( مفتاح النجا ) و ( تحفة المحبين )، لترى نصوص الحديث المشتملة على لفظ « بعدي » منقولةً فيها عن أهمّ كتب القوم وقد أوردنا طرفاً من تلك النصوص عن تلك الكتب، حيث ذكرنا روايته في قسم السند

٢٥٦

ومن ذلك: قوله في الفصل الثاني من الباب الرابع من الأصل الثالث المعقود للأحاديث الحسان، قال ما نصّه:

« لا تقع يا بريدة في علي، فإنّه منّي وأنا منه، وهو وليكم بعدي.

أحمد عن بريدة.

وفي سنده الأجلح بن عبدالله أبو حجيّة الكندي، شيعي، لكنْ وثّقه يحيى ابن معين وحسّنوا حديثه ».

ولكن يزول العجب عن كلّ ذلك، إذا ما علمنا أنّ البدخشي ينسب القدح في حديث الغدير إلى أبي داود والمحقّقين، مع أنّه في ( نزل الأبرار ) يشنّع على القادح في حديث الغدير. وأيضاً يحصر روايته - لفرط ديانته! - في أحمد والترمذي، مع أنّ بطلان هذا الحصر ظاهر من كلماته هو في ( مفتاح النجا ) و ( نزل الأبرار ) فهو متناقض في غير مورد.

٢٥٧

تحريفات وليّ الله الدّهلوي

والأعجب الأغرب من الكلّ: صنيع وليّ الله الدّهلوي!! فإنّه وضع لفظة « أنا » بدل « إنّه » وحذف لفظة « بعدي ».

وهذا ما صنعه في ( إزالة الخفا ) لدى الجواب عن حديث الغدير حيث قال بعد إخراج رواية الحاكم عن بريدة الأسلمي:

« أخرج الحاكم والترمذي نحوه عن عمران بن حصين قال: بعث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم سريةً واستعمل عليهم علي بن أبي طالب -رضي‌الله‌عنه - فمضي علي في السرية، فأصاب جارية، فأنكروا ذلك عليه، فتعاقد عليه أربعة من أصحاب رسول الله إذا لقينا النبيّ أخبرناه بما صنع علي.

قال عمران: وكان المسلمون إذا قدموا من سفر بدأوا برسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فنظروا إليه وسلّموا عليه، ثمّ يتطرّقون إلى رحالهم.

فلما قدمت السريّة سلّموا على رسول الله، فقام أحد الأربعة فقال يا رسول الله: ألم تر أنّ عليّاً صنع كذا، فأعرض عنه، ثمّ قام الثاني فقال مثل ذلك فأعرض عنه، ثمّ قام الثالث فقال مثل ذلك فأعرض عنه، ثمّ قام الرابع فقال: يا رسول الله، ألم تر أنّ عليّاً صنع كذا وكذا. فأقبل عليه رسول الله والغضب في وجهه فقال:

ما تريدون من علي؟ إن عليّاً منّي وأنا منه وأنا وليّ كلّ مؤمن ».

٢٥٨

مع أنّه روى في نفس هذا الكتاب حديث ابن عبّاس، المشتمل على عشرة مناقب خاصة للإمامعليه‌السلام منها حديث الولاية.

وروى في كتابه ( قرّة العينين ) حديث الولاية عن الترمذي والحاكم على ما هو عليه، بلا تحريف وتصرّف!

لكن الأفظع حكمه في ( قرّة العينين ) ببطلان حديث الولاية، حيث قال بجواب حديث الغدير: « وأمّا: وهو الخليفة بعدي. وهو وليّكم بعدي. وأمثالهما، فزيادة منكرة موضوعة من تصرّفات الشّيعة »!!

٢٥٩

خلاصة الفصل

أنّ بعضهم تجرّأ فحكم ببطلان الحديث من أصله، لكنّه قولٌ شاذ احترز عن التفوّه به المتعصّبون منهم، لكونه في الحقيقة طعنٌ في صحاحهم وتكذيب لكبار أئمتهم ولكنْ لا يريدون الاعتراف بصحّته!

فاضطرّ قوم إلى القول بضعفه بدعوى وجود الأجلح في سنده لكنّ الأجلح ليس بضعفٍ ولا هو منفرد به، فللحديث طرق رجاله موثّقون منصوص على صحّته، كالذي في ( الإستيعاب ) للحاظ ابن عبدالبر

فوقعوا في حيص بيص وجعلوا يتلاعبون بلفظه بحذف كلمةٍ أو كلمتين أو أكثر، وتبديل كلمةٍ باُخرى وكأنّهم غافلون عن أنّ الكتب الأصليّة المعتبرة من الصحاح والمسانيد، الناقلة للحديث بالأسانيد الصحيحة والألفاظ الكاملة موجودة بين أيدي النّاس، ومراجعة واحدة إلى واحدٍ منها تكفي لكشف التخديع ورفع الإلتباس

فما كان نتيجة ما جاء به ابن تيميّة وابن حجر ومن تبعهما، وما ارتكبته يد التحريف من البغوي والخطيب التبريزي ومن شاكلهما إلّا الإعلان عمّا تكنّه صدورهم وتخفيه سرائرهم، من الحقد والشنآن بالنّسبة إلى أمير المؤمنين وأهل بيتهعليهم‌السلام وعلى هذا، فاللّازم على رجال التحقيق المنصفين الأخذ بعين الاعتبار بكلّ حديثٍ يرويه هكذا اُناس في فضل أئمّة العترة الطّاهرة، لأنّه

٢٦٠

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586