وسائل الشيعة الجزء ٢٠

وسائل الشيعة13%

وسائل الشيعة مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 586

المقدمة الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠
  • البداية
  • السابق
  • 586 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 442367 / تحميل: 6909
الحجم الحجم الحجم
وسائل الشيعة

وسائل الشيعة الجزء ٢٠

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

يلبث أن عاد فقال: يا رسول الله، أشهد أنك رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) حقّاً، إنّي قد طلبت من أمرتني به فوقعت على شكلي مما يحتملني( وقد أقنعني) (١) ذلك.

أقول: ويأتي ما يدلّ على تحريم وطء البهائم عموماً(٢) .

٢٣ - باب استحباب تعجيل تزويج البنت عند بلوغها وتحصينها بال زوّج

[ ٢٥٠٣٦ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن بعض أصحابه، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: من سعادة المرء أن لا تطمث ابنته في بيته.

[ ٢٥٠٣٧ ] ٢ - وعن بعض أصحابنا قال الكلينيّ: سقط عني إسناده(٣) ، قال: ان الله عزّ وجلّ لم يترك شيئاً مما يحتاج إليه إلّا وعلمه نبيّه( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) ، فكان من تعليمه إيّاه أنّه صعد المنبر ذات يوم فحمد الله وأثنى عليه، ثمّ قال: أيّها الناس، إنّ جبرئيل أتاني عن اللطيف الخبير فقال: إن الابكار بمنزلة الثمر على الشجر، إذا ادرك ثمارها فلم تجتن أفستده الشمس، ونثرته الرياح، وكذلك الابكار إذا ادركن ما يدرك النساء، فليس لهن دواء إلّا البعولة وإلّا لم يؤمن عليهنّ الفساد لأنّهنّ بشر، قال: فقام إليه رجل فقال: يا رسول الله، فمن نزوج؟ فقال: الأكفاء، فقال(٤) : ومن الاكفاء؟ فقال: المؤمنون

____________________

(١) كذا صححه في الثانية، ولكن في متنها ولكن في متنها: وتداقعني. فلاحظ.

(٢) يأتي في الباب ٢٦ من أبواب النكاح المحرم.

الباب ٢٣

فيه ١٢ حديثاً

١ - الكافي ٥: ٣٣٦ / ١.

٢ - الكافي ٥: ٣٣٧ / ٢.

(٣) في المصدر زيادة: عن ابي عبدالله.

(٤) في المصدر زيادة: يا رسول الله.

٦١

بعضهم اكفاء بعض، المؤمنون بعضهم اكفاء بعض.

ورواه الشيخ بإسناده عن محمّد بن يعقوب(١) .

[ ٢٥٠٣٨ ] ٣ - ورواه الصدوق في( العلل) وفي( عيون الأخبار ): عن أبيه، عن القاسم ابن محمّد النهاونديّ، عن صالح بن راهويه، عن أبي حيون مولى الرضا عن الرضا( عليه‌السلام ) قال: نزل جبرئيل على النبيّ( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) فقال: يا محمّد، ربك يقرئك السلام ويقول: إنّ الأبكار من النساء بمنزلة الثمر على الشجر، وذكر نحوه، وزاد: ثمّ لم ينزل حتّى زوّج ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب المقداد بن الاسود الكندي، ثمّ قال: أيّها الناس، إنّما زوّجت ابنة عمّي المقداد ليتضع النكاح.

[ ٢٥٠٣٩ ] ٤ - وعن محمّد بن يحيى، عن عبدالله بن محمّد، عن عليّ بن الحكم، عن أبان بن عثمان، عن عبد الرحمن بن سيابة، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: ان الله خلق حوّاء من آدم فهمة النساء الرجال فحصنوهن في البيوت.

[ ٢٥٠٤٠ ] ٥ - وبالإِسناد عن أبان، عن الواسطيّ، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: ان الله خلق آدم من الماء والطين فهمة ابن آدم في الماء والطين، وخلق حوّاء من آدم فهمّة النساء في الرجال فحصّنوهنّ في البيوت.

[ ٢٥٠٤١ ] ٦ - وعن على بن محمّد، عن ابن جمهور، عن أبيه رفعه قال: قال أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) في بعض كلامه: إنّ السباع همّها بطونها، وإنّ النساء همّهنّ الرجال.

____________________

(١) التهذيب ٧: ٣٩٧ / ١٥٨٨.

٣ - علل الشرائع ٥٧٨ / ٤، عيون اخبار الرضا( عليه‌السلام ) ١: ٢٨٩ / ٣٧.

٤ - الكافي ٥: ٣٣٧ / ٣.

٥ - الكافي ٥: ٣٣٧ / ٤.

٦ - الكافي ٥: ٣٣٧ / ٥.

٦٢

[ ٢٥٠٤٢ ] ٧ - وعن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن الحسين بن علوان، عن سعد بن طريف، عن الاصبغ بن نباتة قال: قال أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) : خلق الله عزّ وجلّ الشهوة عشرة أجزاء فجعل تسعة اجزاء في النساء، وجزءا واحدا في الرجال، ولولا ما جعل الله عزّ وجلّ فيهن من الحياء على قدر أجزاء الشهوة لكان لكل رجل تسع نسوة متعلقات به.

[ ٢٥٠٤٣ ] ٨ - وعنهم، عن أحمد، عن محمّد بن سنان، عن أبي خالد القماط، عن ضريس، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) ، قال: سمعته يقول: ان النساء اعطين بضع اثني عشر، وصبر اثني عشر.

وعنهم، عن أحمد، عن عليّ بن الحكم، عن ضريس، مثله(١) .

[ ٢٥٠٤٤ ] ٩ -، وعنهم، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عمّن حدثه، عن إسحاق بن عمّار قال: قال أبو عبدالله( عليه‌السلام ) : ان الله عزّ وجلّ: جعل للمرأة صبر عشرة رجال، فإذا هاجت كانت لها قوة شهوة عشرة رجال.

[ ٢٥٠٤٥ ] ١٠ - وعن محمّد بن يحيى، عن(٢) أصحابه، عن مروك بن عبيد، عن زرعة، عن سماعة بن مهران، عن أبي بصير، قال: سمعت أبا عبدالله( عليه‌السلام ) يقول: فضلت المرأة على الرجل بتسعة وتسعين من اللذة ولكن الله القى عليها الحياء.

____________________

٧ - الكافي ٥: ٣٣٨ / ١.

٨ - الكافي ٥: ٣٣٩ / ٣.

(١) الكافي ٥: ٣٣٩ / ٤.

٩ - الكافي ٥: ٣٣٨ / ٢.

١٠ - الكافي ٥: ٣٣٩ / ٥، واورده عن الفقيه في الحديث ٣ من الباب ٤٩ من هذه الأبواب.

(٢) في نسخة زيادة: بعض « هامش المخطوط ».

٦٣

[ ٢٥٠٤٦ ] ١١ - وعن عليّ بن إبراهيم، عن هارون بن مسلم، عن مسعدّة بن صدقة، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: ان الله جعل للمرأة أن تصبر صبر عشرة رجال، فإذا حصلت زادها قوة عشرة رجال.

[ ٢٥٠٤٧ ] ١٢ - محمّد بن عليّ بن الحسين قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : من سعادة الرجل أن لا تحيض ابنته في بيته.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(١) ، ويأتي ما يدلّ عليه(٢) .

٢٤ - باب استحباب حبس المرأة في بيتها أو بيت زوجها فلا تخرج لغير حاجة ولا يدخل عليها أحد من الرجال

[ ٢٥٠٤٨ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن أبيه، عن وهب، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: قال أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) : خُلق الرجال من الارض وإنما همّهم في الارض، وخلقت المرأة من الرجال وإنّما همها في الرجال، فاحبسوا نساءكم يا معاشرّ الرجال.

[ ٢٥٠٤٩ ] ٢ - وعن أبي عبدالله الأشعريّ، عن بعض أصحابنا، عن جعفر بن عنبسة، عن عبادة بن زياد، عن عمرو بن أبي المقدام، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) .

____________________

١١ - الكافي ٥: ٣٣٩ / ٦.

١٢ - الفقيه ٣: ٣٠٢ / ٣٢.

(١) تقدم في الحديث ١٣ من الباب ٩ من هذه الأبواب.

(٢) ياتي في الحديثين ١ و ٥ من الباب ٢٤ من هذه الأبواب.

الباب ٢٤

فيه ٧ احاديث

١ - الكافي ٥: ٣٣٧ / ٦.

٢ - الكافي ٥: ٣٣٧ / ٧.

٦٤

وعن أحمد بن محمّد العاصمي، عمّن حدثه، عن معلّى بن محمّد، عن عليّ بن حسان، عن عبد الرحمن بن كثير، عن أبى عبدالله( عليه‌السلام ) قال: قال أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) في رسالته إلى الحسن( عليه‌السلام ) : إيّاك ومشاورة النساء فإن رأيهن إلى الافن(١) ، وعزمهنّ إلى الوهن، واكفف عليهنّ من أبصارهن بحجابك إيّاهّن فإنّ شدّة الحجاب خير لك ولهن من الارتياب، وليس خروجهنّ بأشدّ من دخول من لا يوثق(٢) به عليهن، فإن استطعت أن لا يعرفن غيرك من الرجال فافعل.

وعن أحمد بن محمّد بن سعيد، عن جعفر بن محمّد الحسني، عن عليّ بن عبدك، عن الحسن بن ظريف بن ناصح، عن الحسين بن علوان، عن سعد بن طريف، عن الاصبغ بن نباتة، عن أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) ، مثله(٣) ، إلّا أنه قال: كتب بهذه الرسالة أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) إلى ابنه محمّد.

ورواه الصدوق بإسناده إلى وصيّة أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) لولده محمّد بن الحنفيّة، مثله(٤) .

[ ٢٥٠٥٠ ] ٣ - وعن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن نوح بن شعيب، رفعه قال: قال أبو عبدالله( عليه‌السلام ) : كان عليّ بن الحسين( عليه‌السلام ) إذا أتاه ختنه على ابنته أو على اخته بسط له رداه ثمّ أجلسه ثمّ يقول: مرحباً بمن كفى المؤنة وستر العورة.

____________________

(١) الافن: بالتحريك: ضعف الراي، « مجمع البحرين ٦ / ٢٠١، والصحاح ٥ / ٢٠٧١، هامش المخطوط ».

(٢) في المصدر: لاتثق.

(٣) الكافي ٥: ٣٣٨ ذيل الحديث ٨.

(٤) الفقيه ٤: ٢٧٥ / ٨٣٠ الوصيه مذكورة ولكن خالية من هذه القطعة.

٣ - الكافي ٥: ٣٣٨ / ٨.

٦٥

[ ٢٥٠٥١ ] ٤ - محمّد بن عليّ بن الحسين قال: قال( عليه‌السلام ) : إنّما النساء عيّ وعورة، فاستروا العورة بالبيوت، واستروا العيّ بالسكوت.

ورواه الكلينيّ عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) وذكر مثله إلّا أنّه ترك لفظ: إنّما(١) .

ورواه الشيخ في( المجالس والأخبار) بإسناده عن هشام بن سالم، مثله (٢) .

[ ٢٥٠٥٢ ] ٥ - وفي( العلل) عن أبيه، عن سعد، عن محمّد بن الحسين، عن محمّد بن يحيى، عن غياث بن (٣) إبراهيم، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: إن المرأة خلقت من الرجل وإنّما همّتها في الرجال، فاحسبوا نساءكم، وإن الرجل خلق من الارض فإنّما همّته في الارض.

[ ٢٥٠٥٣ ] ٦ - محمّد بن الحسن في( المجالس والأخبار ): عن جماعة، عن أبي المفضّل، عن جعفر بن محمّد بن جعفر الحسني، عن موسى بن عبدالله الحسني، عن جدّه موسى بن عبدالله، عن أبيه عبدالله بن الحسن وعميه إبراهيم والحسن ابني الحسن، عن أمّهم فاطمة بنت الحسين، عن أبيها، عن جدها عليّ بن أبي طالب( عليهم‌السلام ) ، عن النبيّ( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) قال: النساء عيّ وعورات فداووا(٤) عيهن بالسكوت وعوراتهنّ بالبيوت.

____________________

٤ - الفقيه ٣: ٢٤٧ / ٣.

(١) الكافي ٥: ٥٣٥ / ٤.

(٢) امالي الطوسي ٢: ٢٧٦.

٥ - علل الشرائع: ٤٩٨ / ١، واورده في الحديث ١١ من الباب ٣ من أبواب المزارعة.

(٣) في المصدر: عن غياث بن ابي ابراهيم.

٦ - امالي الطوسي ٢: ١٩٧.

(٤) في المصدر: فاستروا.

٦٦

[ ٢٥٠٥٤ ] ٧ - عليّ بن عيسى في( كشف الغمة) نقلا من كتاب( أخبار فاطمة( عليها‌السلام ) ) لابن بابويه عن عليّ( عليه‌السلام ) قال: كنا عند رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) فقال: أخبروني أىّ شيء خير للنساء؟ فعيينا بذلك كلنّا حتّى تفرقنا، فرجعت إلى فاطمة( عليها‌السلام ) فأخبرتها بألذّي قال لنا رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) وليس أحد منّا علمه ولا عرفه، فقالت: ولكنّي أعرفه: خير للنساء أن لا يرين الرجال ولا يراهن الرجال، فرجعت إلى رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) فقلت: يا رسول الله سألتنا أى شيء خير للنساء؟ خير لهن أن لا يرين الرجال ولا يراهن الرجال، فقال: من أخبرك، فلم تعلمه وأنت عندي؟ فقلت: فاطمة، فأعجب ذلك رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) وقال: إنّ فاطمة بضعة منّي.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(١) ، ويأتي ما يدلّ عليه(٢) .

٢٥ - باب أنّ المؤمن كفو المؤمنة فيتزوّج امرأة أعلى منه نسبا ً وحسباً وشرفا ً

[ ٢٥٠٥٥ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن مالك بن عطيّة، عن أبي حمزة الثماليّ - في حديث - قال: كنت عند أبي جعفر( عليه‌السلام ) فقال له رجل: إنّي خطبت إلى مولاك فلان بن أبي رافع ابنته فلانة فردّني ورغب عنّي وازدرأني لدمامتي وحاجتي وغربتي، فقال أبوجعفر( عليه‌السلام ) : اذهب فأنت رسولي إليه، فقل له: يقول لك محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب: زوّج

____________________

٧ - كشف الغمة ١: ٤٦٦.

(١) تقدم في الحديثين ٤ و ٥ من الباب ٢٣ من هذه الأبواب.

(٢) يأتي في البابين ١٢٩ و ١٣٢ من هذه الأبواب.

الباب ٢٥

فيه حديثان

١ - الكافي ٥: ٣٣٩ / ١.

٦٧

منجح بن رياح(١) مولاي بنتك فلانة، ولا تردّه - إلى أن قال: - ثمّ قال أبوجعفر( عليه‌السلام ) : ان رجلاً كان من أهل اليمامة يقال له: جويبر، أتى رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) منتجعا للاسلام فأسلم وحسن اسلامه، وكان رجلاً قصيراً دميماً محتاجاً عارياً، وكان من قباح السودان - إلى أن قال: - وإن رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) نظر إلى جويبر ذات يوم برحمة له ورقة عليه فقال له: يا جويبر لو تزوجت امرأة فعففت بها فرجك وأعانتك على دنياك وآخرتك، فقال له جويبر: يا رسول الله بأبي أنت وامي، من يرغب في فو الله ما من حسب ولا نسب ولا مال ولا جمال، فأية امرأة ترغب في؟ فقال له رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : يا جويبر ان الله قد وضع بالإِسلام من كان في الجاهلية شريفاً، وشرف بالإِسلام من كان في الجاهلية وضيعاً، وأعز بالإِسلام من كان في الجاهلية ذليلا، وأذهب بالإِسلام ما كان من نخوه الجاهلية وتفاخرها بعشايرها وباسق أنسابها، فالناس اليوم كلّهم أبيضهم وأسودهم وقريشهم وعربيهم وعجميهم من آدم، وان آدم خلقه الله من طين، وإنّ أحبّ الناس إلى الله أطوعهم له وأتقاهم، وما أعلم يا جويبر لاحد من المسلمين عليك اليوم فضلاً إلّا لمن كان أتقى لله منك وأطوع، ثمّ قال، انطلق يا جويبر إلى زياد بن لبيد فإنّه من أشرف بني بياضة حسباً فيهم، فقل له: اني رسول رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) إليك، وهو يقول لك: زوّج جويبرا بنتك الدلفاء الحديث، وفيه انه زوجه اياها بعدما راجع النبيّ( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) فقال له: يا زياد، جويبر مؤمن والمؤمن كفو المؤمنة، والمسلم كفو المسلمة، فزوّجه يا زياد ولا ترغب عنه.

[ ٢٥٠٥٦ ] ٢ - وعن بعض أصحابنا،( عن عليّ بن الحسن بن صالح التيملي) (٢) ، عن أيّوب بن نوح، عن محمّد بن سنان، عن رجل، عن أبي

____________________

(١) في المصدر: رباح.

٢ - الكافي ٥: ٣٤٣ / ٢.

(٢) في المصدر: علي بن الحسين بن صالح التيملي.

٦٨

عبدالله( عليه‌السلام ) قال: أتّى رجل النبيّ( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) فقال: يا رسول الله، عندي مهيرة العرب وأنا أُحبّ أن تقبلها، وهي ابنتي، قال: فقال: قد قبلتها، قال: واخرى يا رسول الله، قال: وما هي؟ قال: لم يضرب عليها صدع(١) قط، قال: لا حاجة لي فيها، ولكن زوجها من حلبيب، قال: فسقط رجلاً الرجل ممّا دخله، ثمّ أتى أُمّها فأخبرها الخبر فدخلها مثل ما دخله، فسمعت الجارية مقالته ورأت ما دخل أباها، فقالت لهما: ارضيا لي ما رضي الله ورسوله لي، قال: فتسلّى ذلك عنهما، وأتى أبوها النبيّ( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) واخبره الخبر، فقال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) ، قد جعلت مهرها الجنة، وزاد فيه صفوان: قال: فمات عنها حلبيب فبلغ مهرها بعده مائة ألف درهم.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(٢) ، ويأتي ما يدلّ عليه(٣) .

٢٦ - باب أنّه يجوز لغير الهاشمي تزويج الهاشمية، والأعجمي العربية، والعربي القرشيّة، والقرشي الهاشمية، وغير ذلك

[ ٢٥٠٥٧ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن الحسن بن عليّ بن فضّال، عن ثعلبة بن ميمون، عن عمرو بن أبي بكّار، عن أبي بكر الحضرميّ، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: إن رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) زوّج المقداد بن الاسود ضباعة ابنة الزبير بن عبد المطلب، وإنّما

____________________

(١) في المصدر: صدغ.

(٢) تقدم في الحديث ٣ من الباب ١٣ وفي الحديث ٢ من الباب ٢٣ من هذه الأبواب.

(٣) يأتي في الأبواب ٢٦ و ٢٧ و ٢٨ من هذه الأبواب.

الباب ٢٦

فيه ٥ احاديث

١ - الكافي ٥: ٣٤٤ / ١.

٦٩

زوّجه لتتّضع المناكح، وليتأسّوا برسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) ، وليعلموا أن أكرمهم عند الله أتقاهم.

ورواه الشيخ بإسناده عن محمّد بن يعقوب، مثله(١) .

[ ٢٥٠٥٨ ] ٢ - وعن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن عليّ بن الحكم، عن هشام بن سالم، عن رجل، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) إن رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) زوّج المقداد ابن الاسود ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب، ثمّ قال: إنّما(٢) زوّجها المقداد لتتّضع المناكح، ولتتأسّوا برسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) ، ولتعلموا أن أكرمكم عند الله أتقاكم، وكان الزبير أخا عبدالله وأبي طالب لابيهما وأُمهما.

[ ٢٥٠٥٩ ] ٣ - وعن الحسين بن الحسن(٣) الهاشمي، عن إبراهيم بن إسحاق الاحمر، وعن عليّ بن محمّد بن بندار، عن السياريّ، عن بعض البغداديين، عن عليّ بن بلال قال: لقي هشام بن الحكم بعض الخوارج فقال: يا هشام، ما تقول في العجم، يجوز أن يتزوّجوا في العرب؟ قال: نعم، قال: فالعرب يتزوّجوا من قريش؟ قال: نعم، قال: فقريش تزوّج في بني هاشم؟ قال: نعم، قال: عمّن أخذت هذا؟ قال: عن جعفر بن محمّد( عليه‌السلام ) ، سمعته يقول: أتتكافأ دماؤكم ولا تتكافأ فروجكم، الحديث.

ورواه الشيخ بإسناده عن محمّد بن يعقوب، مثله(٤) .

____________________

(١) التهذيب ٧: ٣٩٥ / ١٥٨٢.

٢ - الكافي ٥: ٣٤٤ / ٢.

(٢) في نسخة: إنّ « هامش المخطوط ».

٣ - الكافي ٥: ٣٤٥ / ٥.

(٣) في التهذيب: الحسن بن الحسين « هامش المخطوط ».

(٤) التهذيب ٧: ٣٩٥ / ١٥٨٣.

٧٠

[ ٢٥٠٦٠ ] ٤ - وعن أحمد بن محمّد العاصمي، عن محمّد بن أحمد النهدي، عن محمّد بن علي، عن شريف بن سابق، عن الفضل بن أبي قرّة، عن ابى عبدالله( عليه‌السلام ) قال: أتت الموالي أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) فقالوا: نشكو إليك هؤلاء العرب، ان رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) كان يعطينا معهم العطايا بالسوية، وزوّج سلمان وبلإلّا وصهيباً وأبوا علينا هؤلاء وقالوا: لا نفعل، فذهب إليهم أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) فكلمهم فيهم، فصاح الاعاريب: أبينا ذلك يا أبا الحسن، أبينا ذلك، فخرج وهو مغضب، يجرّ رداءه وهو يقول: يا معشرّ الموالي، إنّ هؤلاء قد صيّروكم بمنزلة اليهود والنصارى، يتزوّجون إليكم ولا يزوّجونكم، ولا يعطونكم مثل ما يأخذون، فاتّجروا بارك الله لكم، فإنّي سمعت رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) يقول: الرزق عشره أجزاء، تسعة أجزاء في التجارة وواحدة في غيرها.

[ ٢٥٠٦١ ] ٥ - محمّد بن الحسن بإسناده عن عليّ بن الحسن بن فضّال، عن محمّد بن عبدالله، عن محمّد بن بى عمير، عن معاوية بن عمّار، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: ان رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) زوّج ضبيعة بنت الزبير بن عبد المطلب من مقداد بن الاسود، فتكلّمت في ذلك بنو هاشم، فقال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : إنّي إنّما أردت أن تتّضع المناكح.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(١) ، ويأتي ما يدلّ عليه(٢) .

____________________

٤ - الكافي ٥: ٣١٨ / ٥٩، وأورد قطعة منه وعن الفقيه في الحديث ١٢ من الباب ١ من أبواب مقدمات التجارة.

٥ - التهذيب ٧: ٣٩٥ / ١٥٨١.

(١) تقدم في الباب ٨ و ٢٥ من هذه الأبواب.

(٢) يأتي في الباب ٢٧ و ٢٨ من هذه الأبواب.

٧١

٢٧ - باب أنّه يجوز للرجل الشريف الجليل القدر ان ي تزوّج امرأة دونه حسبا ونسبا وشرفا حتّى الامة بل يستحبّ ذلك

[ ٢٥٠٦٢ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، وعن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه جميعاً عن الحسن بن عليّ بن فضّال، عن عبدالله بن بكير، عن زرارة بن أعين، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: مرّ رجل من أهل البصرة شيباني يقال له: عبد الملك بن حرملة على عليّ بن الحسين( عليه‌السلام ) فقال له عليّ بن الحسين( عليه‌السلام ) : ألك اخت؟ قال: نعم، قال: فتزوّجنيها؟ قال: نعم، قال: فمضى الرجل وتبعه رجل من أصحاب عليّ بن الحسين( عليه‌السلام ) حتّى انتهى إلى منزله فسأل عنه فقيل له: فلان بن فلان وهو سيّد قومه، ثمّ رجع إلى عليّ بن الحسين( عليه‌السلام ) فقال له: يا أبا الحسن سألت عن صهرك هذا الشيباني فزعموا أنه سيد قومه، فقال له عليّ بن الحسين: إنّي لأُبديك يا فلان عمّا أرى وعمّا أسمع، إمّا علمت أن الله رفع بالإِسلام الخسيسة، وأتمّ به الناقصة، واكرم به اللؤم، فلا لؤم على مسلم انما اللؤم لؤم الجاهلية.

[ ٢٥٠٦٣ ] ٢ - وعن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن أبيه(١) ، عن عبد الرحمن بن محمّد، عن يزيد بن حاتم قال: كان لعبد الملك ابن مروان عين بالمدينة يكتب إليه بأخبار ما يحدث فيها، وإنّ عليّ بن الحسين( عليه‌السلام ) اعتق جارية ثمّ تزوجها فكتب العين إلى عبد الملك،

____________________

الباب ٢٧

فيه ١١ حديثاً

١ - الكافي ٥: ٣٤٤ / ٣.

٢ - الكافي ٥: ٣٤٤ / ٤.

(١) في المصدر زيادة: عن ابي عبدالله.

٧٢

فكتب عبد الملك إلى عليّ بن الحسين( عليه‌السلام ) : أمّا بعد، فقد بلغني تزويجك مولاتك، وقد علمت أنه كان في اكفائك من قريش من تمجد به في الصهر، وتستنجبه في الولد، فلا لنفسك نظرت، ولا على ولدك أبقيت، والسلام، فكتب إليه عليّ بن الحسين( عليه‌السلام ) : إمّا بعد، فقد بلغني كتابك تعنّفني بتزويجي مولاتي، وتزعم أنه قد كان في نساء قريش من أتمجد به في الصهر، واستنجبه في الولد، وإنّه ليس فوق رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) مرتقى في مجد ولا مستزاد في كرم، وانما كانت ملك يميني خرجت منّي، أراد الله عزّ وجلّ منّي بأمر التمست(١) ثوابه، ثمّ ارتجعتها على سنّته، ومن كان زكيا في دين الله فليس يخلّ به شيء من أمره، وقد رفع الله بالإِسلام الخسيسة، وتمّم به النقيصة، وأذهب به اللؤم، فلا لؤم على امرئ مسلم إنما اللؤم لؤم الجاهلية، والسلام، الحديث.

[ ٢٥٠٦٤ ] ٣ - وعن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن أبي الحسن الرضا( عليه‌السلام ) ، قال: سألته عن الرجل يتزوّج المرأة ويتزوّج ام ولد أبيها؟ قال: لا بأس بذلك، قلت: بلغنا عن ابيك ان عليّ بن الحسين( عليه‌السلام ) ، تزوّج ابنة الحسن بن عليّ( عليه‌السلام ) وأُمّ ولد الحسن؟ فقال: ليس هكذا، إنما تزوّج عليّ بن الحسين ابنة الحسن وأُمّ ولد لعليّ بن الحسين المقتول عندكم، فكُتب بذلك إلى عبد الملك بن مروان فعاب عليّ بن الحسين( عليه‌السلام ) ، فكتب إليه في ذلك فكتب إليه الجواب، فلمّا قرأ الكتاب قال: إنّ عليّ بن الحسين يضع نفسه وان الله يرفعه.

[ ٢٥٠٦٥ ] ٤ - وعنه، عن أبيه، عن ابن فضّال، عن ثعلبة بن ميمون، عمّن يروى عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) : أنّ عليّ بن الحسين( عليه

____________________

(١) في نسخة: التمس - هامش المخطوط -.

٣ - الكافي ٥: ٣٦١ / ١، واورده في الحديث ٣ من الباب ٢٢ من أبواب ما يحرم بالمصاهرة.

٤ - الكافي ٥: ٣٤٥ / ٦.

٧٣

السلام) تزوّج سرية كانت للحسن(١) بن عليّ( عليه‌السلام ) فبلغ ذلك عبد الملك بن مروان فكتب إليه في ذلك كتاباً: إنك صرت بعل الاماء، فكتب إليه عليّ بن الحسين( عليه‌السلام ) : ان الله رفع بالإِسلام الخسيسة، وأتمّ به الناقصة، وأكرم به من اللؤم، فلا لؤم على مسلم إنما اللؤم لؤم الجاهلية، إن رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) أنكح عبده ونكح امته، الحديث.

[ ٢٥٠٦٦ ] ٥ - محمّد بن عليّ بن الحسين قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : انما أنا بشرّ مثلكم أتزوّج فيكم وازوجكم، إلّا فاطمة فإن تزويجها نزل من السماء.

ورواه الكلينيّ عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن العبّاس بن معروف، عن عليّ بن مهزيار، عن مخلد بن موسى، عن إبراهيم بن علي، عن عليّ بن يحيى اليربوعي، عن أبان بن تغلب، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) ، مثله(٢) .

[ ٢٥٠٦٧ ] ٦ - قال: وقال( عليه‌السلام ) : لولا أنّ الله خلق فاطمة لعليّ ما كان لها على وجه الارض كفو، آدم فمن دونه.

[ ٢٥٠٦٨ ] ٧ - قال: ونظر النبيّ( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) إلى أولاد عليّ وجعفر فقال: بناتنا لبنينا وبنونا لبناتنا.

[ ٢٥٠٦٩ ] ٨ - قال: وقال(٣) ( عليه‌السلام ) : المؤمنون بعضهم أكفاء بعض.

____________________

(١) في نسخة: للحسين، وعلى هذه النسخة يحمل على انه اشتراها ليتسرى بها، ولم يدخل بها حتّى قتل ( منه - قده ).

٥ - الفقيه ٣: ٢٤٩ / ١١٨٢.

(٢) الكافي ٥: ٥٦٨ / ٥٤.

٦ - الفقيه ٣: ٢٤٩ / ١١٨٣.

٧ - الفقيه ٣: ٢٤٩ / ١١٨٤.

٨ - الفقيه ٣: ٢٤٩ / ١١٨٥.

(٣) في المصدر: الصادق.

٧٤

[ ٢٥٠٧٠ ] ٩ - محمّد بن الحسن بإسناده عن عليّ بن الحسن بن فضّال، عن محمّد بن عبدالله بن زرارة، عن محمّد بن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن محمّد بن مسلم، عن أحدهما( عليهما‌السلام ) قال: لما زوّج عليّ بن الحسين( عليه‌السلام ) امه مولاه وتزوّج هو مولاته فكتب إليه عبد الملك كتاباً يلومه فيه ويقول: قد وضعت شرفك وحسبك، فكتب إليه عليّ بن الحسين( عليه‌السلام ) : إن الله رفع بالإِسلام كل خسيسة، وأتم به الناقصة، وأذهب به اللؤم، فلا لؤم على مسلم، وإنّما اللؤم لؤم الجاهليّة، وإمّا تزويج أمّي فإنّما أردت بذلك برّها، فلمّا انتهى الكتاب إلى عبد الملك قال: لقد صنع عليّ بن الحسين( عليه‌السلام ) أمرين ما كان يصنعهما أحد إلّا عليّ بن الحسين فإنه بذلك زاد شرفاً.

[ ٢٥٠٧١ ] ١٠ - الحسين بن سعيد في كتاب( الزهد ): عن النضر بن سويد، عن حسين بن موسى، عن زرارة، عن أحدهما( عليهما‌السلام ) ، نحوه، وزاد في كتاب عليّ بن الحسين( عليه‌السلام ) : ولنا برسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) أُسوة، زوّج زينب بنت عمه زيدا مولاه، وتزوّج مولاته صفيّة بنت حيي بن أخطب.

[ ٢٥٠٧٢ ] ١١ - وعنه، عن عليّ بن رئاب، عن زرارة، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: إنّ عليّ بن الحسين( عليه‌السلام ) رأى امرأة في بعض مشاهد مكّة فأعجبته فخطبها إلى نفسه وتزوّجها فكانت عنده، وكان له صديق من الانصار فاغتم لذلك وسأل عنها فاخبر أنّها(١) من بني شيبان في بيت عالٍ من

____________________

٩ - التهذيب ٧: ٣٩٧ / ١٥٨٧.

١٠ - الزهد: ٦٠ / ١٥٩.

١١ - الزهد: ٥٩ / ١٥٨.

(١) في المصدر زيادة: من آل ذي الجدين.

٧٥

قومها، فأقبل على عليّ بن الحسين( عليه‌السلام ) فقال: ما زال تزويجك هذه المرأة في نفسي، وقلت: تزوّج عليّ بن الحسين امرأة مجهولة، ويقوله الناس ايضاً، فلم أزل أسأل عنها حتّى عرفتها ووجدتها في بيت قومها شيبانية، فقال له عليّ بن الحسين( عليه‌السلام ) : قد كنت أحسبك أحسن رأياً ممّا أرى، ان الله أتى بالاسلام، فرفع به الخسيسة، وأتمّ به الناقصة، وكرّم به من اللؤم فلا لؤم على مسلم(١) .

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(٢) ، ويأتي ما يدلّ عليه(٣) .

٢٨ - باب أنّه يستحبّ للمرأة وأهلها اختيار الزوّج ألذّي يرضى خلقه ودينه وأمانته، ويكون عفيفا صأحبّ يسار، وعدم جواز رده اذا خطب

[ ٢٥٠٧٣ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، وعن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد جميعاً، عن عليّ بن مهزيار قال: كتب عليّ بن أسباط إلى أبي جعفر( عليه‌السلام ) في أمر بناته وأنه لا يجد أحداً مثله، فكتب إليه أبوجعفر( عليه‌السلام ) : فهمت ما ذكرت من أمر بناتك وأنك لا تجد أحداً مثلك، فلا تنظر في ذلك رحمك الله، فإن رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) قال: إذا جاءكم من ترضون خلقه ودينه فزوّجوه، إلّا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير.

____________________

(١) في المصدر زيادة: انما اللؤم الجاهلية.

(٢) تقدم في الحديث ٣ من الباب ١٣ وفي البابين ٢٥، ٢٦ من هذه الأبواب.

(٣) يأتي في الباب ٢٨ من هذه الأبواب.

الباب ٢٨

فيه ٨ احاديث

١ - الكافي ٥: ٣٤٧ / ٢، والتهذيب ٧: ٣٩٦ / ١٥٨٦.

٧٦

ورواه الشيخ(١) بإسناده عن عليّ بن الحسن بن فضّال، عن عليّ بن مهزيار قال: قرأت كتاب أبي جعفر( عليه‌السلام ) إلى ابن شيبة(٢) وذكر مثله.

ورواه ابن طاوس في كتاب( الاستخارات) نقلا من كتاب( الرسائل) لمحمّد بن يعقوب الكلينيّ في رسائل الائمة( عليهم‌السلام ) فيما يختص بالجواد( عليه‌السلام ) من رسالة له( عليه‌السلام ) إلى عليّ بن أسباط وذكر مثله(٣) .

[ ٢٥٠٧٤ ] ٢ - وعنهم، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن إبراهيم بن محمّد الهمداني قال: كتبت إلى أبي جعفر( عليه‌السلام ) في التزويج، فأتاني كتابه بخطه: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : إذا جاءكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه، إلّا تفعلوه تكن فتنة في الارض وفساد كبير.

[ ٢٥٠٧٥ ] ٣ - وعنهم، عن سهل بن زياد، عن الحسين بن بشار الواسطي قال: كتبت إلى أبي جعفر( عليه‌السلام ) أسأله عن النكاح؟ فكتب إليّ: من خطب إليكم فرضيتم دينه وأمانته فزوجوه، إلّا تفعلوه تكن فتنة في الارض وفساد كبير.

ورواه الشيخ بإسناده عن محمّد بن يعقوب(٤) ، وكذا كل ما قبله.

____________________

(١) التهذيب ٧: ٣٩٥ / ١٥٨٠.

(٢) في المصدر: ابي شيبة.

(٣) فتح الأبواب: ١٤٣.

٢ - الكافي ٥: ٣٤٧ / ٣، التهذيب ٧: ٣٩٦ / ١٥٨٤.

٣ - الكافي ٥: ٣٤٧ / ١، الفقيه ٣: ٢٤٨ / ١١٨١.

(٤) التهذيب ٧: ٣٩٦ / ١٥٨٥.

٧٧

[ ٢٥٠٧٦ ] ٤ - وعنهم، عن أحمد بن محمّد، عن عليّ بن الحكم، عن أبان، عن رجل، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: الكفو أن يكون عفيفاً وعنده يسار.

ورواه الصدوق مرسلاً(١) .

والذّي قبله بإسناده عن محمّد بن الوليد، عن الحسين بن بشار، نحوه.

[ ٢٥٠٧٧ ] ٥ - محمّد بن الحسن بإسناده عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن أبي عبدالله البرقيّ، عن محمّد بن الفضيل(٢) ، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: الكفو أن يكون عفيفا وعنده يسار.

[ ٢٥٠٧٨ ] ٦ - وبإسناده عن عليّ بن الحسن بن فضّال، عن محمّد بن عبدالله بن زرارة عن عيسى بن عبدالله، عن أبيه، عن جدّه، عن عليّ( عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : إذا جاءكم من ترضون خلقه ودينه فزوّجوه، قلت: يا رسول الله، وإن كان دنيّاً في نسبه؟ قال: إذا جاءكم من ترضون خلقه ودينه فزوّجوه، إلّا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير.

[ ٢٥٠٧٩ ] ٧ - وعنه، عن السندي بن محمّد، عن أبان بن عثمان، عن( عبدالله بن الفضل الهاشميّ) (٣) قال: قال أبو عبدالله( عليه‌السلام ) :

____________________

٤ - الكافي ٥: ٣٤٧ / ١.

(١) الفقيه ٣: ٢٤٩ / ١١٨٦.

٥ - التهذيب ٧: ٣٩٤ / ١٥٧٧.

(٢) في المصدر زيادة: عمن ذكره.

٦ - التهذيب ٧: ٣٩٤ / ١٥٧٨.

٧ - التهذيب ٧: ٣٩٤ / ١٥٧٩.

(٣) في المصدر: محمد بن الفضيل الهاشمي.

٧٨

الكفو أن يكون عفيفا وعنده يسار.

[ ٢٥٠٨٠ ] ٨ - الحسن بن محمّد الطوسيّ في( الأمالي ): عن أبيه، عن جماعة، عن أبي المفضّل، عن الفضل بن محمّد، عن المجاشعيّ، عن محمّد بن جعفر، عن أبيه أبي عبدالله( عليه‌السلام ) ، وعن المجاشعيّ، عن الرضا، عن آبائه( عليهم‌السلام ) قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : النكاح رقّ، فإذا أنكح أحدكم وليدة فقد أرقّها، فلينظر أحدكم لمن يرقّ كريمته.

أقول: ويأتي ما يدلّ على ذلك(١) .

٢٩ - باب كراهة تزويج شارب الخمر

[ ٢٥٠٨١ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، رفعه قال: قال أبو عبدالله( عليه‌السلام ) : من زوّج كريمته من شارب خمر فقد قطع رحمها.

[ ٢٥٠٨٢ ] ٢ - وعن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن بعض أصحابه، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : شارب الخمر لا يزوّج إذا خطب.

____________________

٨ - امالي الطوسي ٢: ١٣٣.

(١) يأتي في الباب ٣٠، والحديث ١ من الباب ٤٤ من هذه الأبواب.

الباب ٢٩

فيه ٥ احاديث

١ - الكافي ٥: ٣٤٧ / ١، التهذيب ٧: ٣٩٨ / ١٥٩٠.

٢ - الكافي ٥: ٣٤٨ / ٢، التهذيب ٧: ٣٩٨ / ١٥٩١.

٧٩

[ ٢٥٠٨٣ ] ٣ - وعن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن الحسن بن محبوب، عن خالد بن جرير، عن أبي الربيع، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : من شرب الخمر بعدما حرّمها الله على لساني فليس بأهل أن يزوّج إذا خطب.

ورواه الشيخ بإسناده عن محمّد بن يعقوب(١) ، وكذا كل ما قبله.

وعن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، وعن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن عدّة من أصحابنا، عن سهل ابن زياد جميعاً عن ابن محبوب، مثله(٢) .

[ ٢٥٠٨٤ ] ٤ - وعن أبي عليّ الأشعري، عن محمّد بن عبد الجبار، عن صفوان، عن العلاء، عن بعض أصحابه، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : شارب الخمر إن مرض فلا تعودوه - إلى أن قال: - وإن خطب فلا تزوّجوه، الحديث.

[ ٢٥٠٨٥ ] ٥ - وعن حميد بن زياد، عن الحسن بن محمّد بن سماعة، عن غير واحد، عن أبان بن عثمان، عن حمّاد بن بشير، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : من شرب الخمر بعدما حرمها الله على لساني فليس بأهل ان يزوّج اذا خطب، الحديث.

أقول: ويأتي ما يدلّ على ذلك في الأطعمة والاشربة إن شاء الله(٣) .

____________________

٣ - الكافي ٥: ٣٤٨ / ٣، وأورد تمامه في الحديث ١ من الباب ١١ من أبواب الاشربة المحرمة.

(١) التهذيب ٧: ٣٩٨ / ١٥٨٩.

(٢) الكافي ٦: ٣٩٦ / ٢.

٤ - الكافي ٦: ٣٩٧ / ٥، وأورد تمامه في الحديث ٤ من الباب ١١ من أبواب الاشربة المحرمة.

٥ - الكافي ٦: ٣٩٧ / ٩، وأورد تمامه في الحديث ٥ من الباب ١١ من أبواب الاشربة المحرمة.

(٣) يأتي في الباب ١١ من أبواب الاشربة المحرمة وتقدّم في الحديث ١ من الباب ٦ من أبواب الوديعة.

٨٠

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

لا إله إلاّ الله ، محمّد رسول الله ، بألسنتهم ولما يدخل الإيمان في قلوبهم ، فكانوا يتحيّنون الفرصة لإظهار بغضهم الدفين ، فلمّا اتيحت لهم الفرصة بوفاة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم انقلبوا على أعقابهم ، وفعلوا ما فعلوا ظلما وعنادا.

وبعضهم للحسد والكبرياء ، لأنّهم كانوا أسنّ من الإمام عليّعليه‌السلام ، وهو يوم ذاك لم يبلغ الأربعين من العمر ، فثقل عليهم أن يخضعوا له ويطيعوا أمره!

لهذه الأسباب ونحوها تركوا خليفة نبيّهم وخذلوه وكادوا يقتلونه ، كما كاد بنو إسرائيل أن يقتلوا هارون!!

لذلك روى ابن قتيبة وهو من كبار علمائكم ، في كتابه الإمامة والسياسة ، صفحه ١٣ ـ ١٤ / ط مطبعة الامة بمصر تحت عنوان : «كيف كانت بيعة عليّ بن أبي طالب كرّم الله وجهه».

قال : وإنّ أبا بكر (رض) تفقّد قوما تخلّفوا عن بيعته عند عليّ كرّم الله وجهه ، فبعث إليهم عمر ، فجاء فناداهم وهم في دار عليّ ، فأبوا أن يخرجوا ، فدعا بالحطب وقال : والذي نفس عمر بيده لتخرجنّ أو لأحرقنّها على من فيها!

فقيل له : يا أبا حفص ، إنّ فيها فاطمة!

فقال : وإن!!

فخرجوا وبايعوا إلاّ عليّا فأخرجوا عليّا ، فمضوا به إلى أبي بكر ، فقالوا له : بايع.

فقال : إن أنا لم أفعل فمه؟!

٢٨١

قالوا : إذا والله الذي لا إله إلاّ هو نضرب عنقك!!

قال : إذا تقتلون عبد الله وأخا رسوله.

قال عمر : أمّا عبد الله فنعم ، وأمّا أخو رسوله فلا!

وأبو بكر ساكت لا يتكلّم ، فقال له عمر : ألا تأمر فيه بأمرك؟!!

فقال : لا اكرهه على شيء ما كانت فاطمة إلى جنبه.

فلحق عليّ بقبر رسول الله (صلّى الله عليه [وآله] وسلّم) يصيح ويبكي وينادي :( ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكادُوا يَقْتُلُونَنِي ) (١) .

ونقل أكثر المؤرّخين الموثّقين عندكم أنّ الإمام عليّاعليه‌السلام تلا هذه الآية عند قبر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في تلك الحالة العصيبة ، وهي حكاية قول هارون عند أخيه موسى بن عمران حينما رجع من ميقات ربّه ، فشكى إليه قومه بني إسرائيل ، وكيف استضعفوه وصاروا ضدّه.

وإنّي أعتقد أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان يعلم بأنّه سيجري من قومه على وصيه وخليفته من بعده ، ما جرى على هارون من أمّة موسى في غيبته ، ولذلك شبّه عليّاعليه‌السلام بهارون.

والإمام عليّعليه‌السلام لإثبات هذا المعنى خاطب النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عند قبره فقال له ما قاله هارون لأخيه موسى ، قوله تعالى :( إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكادُوا يَقْتُلُونَنِي ) (٢) .

فلمّا وصل حديثنا إلى هذه النقطة ، سكت الحافظ وبهت

__________________

(١) سورة الأعراف ، الآية ١٥٠.

(٢) سورة الأعراف ، الآية ١٥٠.

٢٨٢

الحاضرون ، وبدأ ينظر بعضهم إلى بعض ، في حالة من التفكّر والتعجّب.

فرفع النوّاب رأسه وقال : إذا كانت الخلافة حقّ الإمام عليّعليه‌السلام بعد النبيّ (صلّى الله عليه [وآله] وسلّم) مباشرة من غير تأخّر وذلك بأمر الله تعالى كما تقولون ، فلما ذا لم يصرّح به رسول الله (صلّى الله عليه [وآله] وسلّم) أمام أصحابه والذين آمنوا به؟!

فلو كان النبيّ (صلّى الله عليه [وآله] وسلّم) يقول بالصراحة : يا قوم! إنّ عليّ بن أبي طالب خليفتي فيكم وهو بعدي أميركم والحاكم عليكم ؛ فلم يكن حينئذ عذر للأمّة في تركه ومبايعة غيره ومتابعة الآخرين!

قلت :

أوّلا : المشهور بين أهل اللغة والأدب بأنّ : «الكناية أبلغ من التصريح» فتوجد في الكناية نكات دقيقة ولطائف رقيقة لا توجد في التصريح أبدا.

مثلا المعاني الجمّة التي تستخرج من كلمة «المنزلة» فيما نحن فيه من البحث حول حديث المنزلة ، تكون أعمّ وأشمل من كلمة «الخليفة» لأنّ الخلافة تكون جزءا وفرعا لمنزلة هارون من موسى.

ثانيا : توجد تصريحات من النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في خلافة الإمام عليّعليه‌السلام .

النوّاب : هل يمكن أن تبيّنوا لنا تلك التصريحات وأعتذر أنا من هذا السؤال ، لأنّ علماءنا يقولون لنا : لا يوجد حديث صريح من

٢٨٣

رسول الله (صلّى الله عليه [وآله] وسلّم) في خلافة عليّ كرّم الله وجهه ، وإنّما الشيعة يؤوّلون بعض الأحاديث النبوية الشريفة في خلافة عليّ بن أبي طالب كرّم الله وجهه!

قلت : إنّ الّذين قالوا لكم هذا الكلام ، إمّا هم جهّال في زيّ أهل العلم ، أو علماء يتجاهلون! لأنّ الأحاديث الصريحة في خلافة الإمام عليّعليه‌السلام وتعيينه دون غيره كثيرة ، وقد ذكرها علماؤكم الأعلام في الكتب المعتبرة ، وأنا الآن ابيّن لكم بعض ما يحضرني ، حسب ما يسمح به الوقت.

يوم الإنذار

أوّل مناسبة صرّح فيها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بخلافة الإمام عليّعليه‌السلام في أوان رسالته والإسلام بعد لم ينتشر ، بل كان لا يزال في مهده ولم يخرج من مكّة المكرّمة ، لمّا نزلت الآية الكريمة :( وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ) (١) .

روى الإمام أحمد ، في مسنده ١ / ١١١ و ١٥٩ و ٣٣٣.

والثعلبي في تفسيره ، عند آية الإنذار.

والعلاّمة الكنجي الشافعي ، في «كفاية الطالب» أفرد لها الباب الحادي والخمسين.

والخطيب موفّق بن أحمد الخوارزمي ، في المناقب.

ومحمد بن جرير الطبري ، في تفسيره عند آية الإنذار ، وفي

__________________

(١) سورة الشعراء ، الآية : ٢١٤.

٢٨٤

تاريخه ٢ / ٢١٧ بطرق كثيرة.

وابن أبي الحديد ، في «شرح نهج البلاغة».

وابن الأثير ، في تاريخه ، الكامل ٢ / ٢٢.

والحافظ أبو نعيم ، في «حلية الأولياء».

والحميدي ، في «الجمع بين الصحيحين».

والبيهقي ، في «السنن والدلائل».

وأبو الفداء ، في تاريخه ١ / ١١٦.

والحلبي ، في السيرة ١ / ٣٨١.

والإمام النسائي ، في الخصائص ، حديث رقم ٦٥.

والحاكم ، في المستدرك ٣ / ١٣٢.

والشيخ سليمان الحنفي ، في الينابيع ، أفرد لها الباب الحادي والثلاثين.

وغيرهم من كبار علمائكم ومحدّثيكم ومفسّريكم ، رووا ـ مع اختلاف يسير في العبارات ـ :

إنّه لمّا نزلت الآية الشريفة :( وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ) جمع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بني عبد المطّلب ، وكانوا أربعين رجلا ، منهم من يأكل الجذعة(١) ويشرب العسّ(٢) ، فصنع لهم مدّا من طعام ، فأكلوا حتّى شبعوا ، وبقي كما هو!

ثمّ دعا بعسّ ، فشربوا حتّى رووا ، وبقي كأنّه لم يشرب!

__________________

(١) الجذعة : الشاة الصغيرة السّن ومن الإبل ما كان سنها أربع سنين الى خمس.

وقيل : سميت بذلك لأنها تجذع مقدّم أسنانها أي : تسقطه.

(٢) العسّ : القدح الضخم يروي الثلاثة والأربعة.

٢٨٥

ثمّ خاطبهم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قائلا :

يا بني عبد المطّلب! إنّ الله بعثني للخلق كافّة وإليكم خاصة ، وقد رأيتم ما رأيتم ، وأنا أدعوكم إلى كلمتين خفيفتين على اللسان وثقيلتين في الميزان ، تملكون بهما العرب والعجم ، وتنقاد لكم الامم ، وتدخلون بهما الجنّة ، وتنجون بهما من النار ، وهما : شهادة أن لا إله إلاّ الله وأنّي رسول الله.

«فمن منكم يجيبني إلى هذا الأمر ويؤازرني على القيام به ويكن أخي ووزيري ووارثي وخليفتي من بعدي؟».

وفي بعض الأخبار : يكون أخي وصاحبي في الجنّة. وفي بعض الأخبار : يكون خليفتي في أهلي.

فلم يجبه أحد إلاّ عليّ بن أبي طالب ، وهو أصغر القوم.

فقال له النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : اجلس ، وكرّر النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مقالته ثلاث مرّات ولم يجبه أحد ، إلاّ عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام .

وفي المرّة الثالثة ، أخذ بيده وقال للقوم : إنّ هذا أخي ووصيّي وخليفتي فيكم ، فاسمعوا له وأطيعوا.

هذا الخبر الهامّ الذي اتّفق على صحّته علماء الفريقين من الشيعة والسنّة.

تصريحات اخرى في خلافة عليّعليه‌السلام

وهناك تصريحات اخرى من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في شأن خلافة

٢٨٦

الإمام عليّعليه‌السلام ، ذكرها علماؤكم ومحدّثوكم الموثوقون لديكم في كتبهم المعتبرة ، منهم :

١ ـ الإمام أحمد في «المسند» والمير السيّد علي الهمداني الشافعي في كتابه «مودة القربى» في آخر المودّة الرابعة ، عن النبي (صلّى الله عليه [وآله] وسلّم) ، قال «يا عليّ! أنت تبرئ ذمّتي ، وأنت خليفتي على أمّتي».

٢ ـ الإمام أحمد في «المسند» بطرق شتّى ، وابن المغازلي الشافعي في المناقب ، والثعلبي في تفسيره ، عن النبي (صلّى الله عليه [وآله] وسلّم) أنّه قال لعليّعليه‌السلام «أنت أخي ، ووصيّي ، وخليفتي ، وقاضي ديني».

٣ ـ العلاّمة الراغب الأصبهاني ، في كتابه محاضرات الأدباء ٢ / ٢١٣ ط. المطبعة الشرفية سنة ١٣٢٦ هجرية ، عن أنس بن مالك ، عن النبي (صلّى الله عليه [وآله] وسلّم) أنّه قال «إنّ خليلي ووزيري وخليفتي وخير من أترك بعدي ، يقضي ديني ، وينجز موعدي ، عليّ ابن أبي طالب».

٤ ـ المير السيّد علي الهمداني الشافعي في كتابه «مودّة القربى» في أوائل المودّة السادسة ، روى عن عمر بن الخطّاب ، قال : إنّ رسول الله (صلّى الله عليه [وآله] وسلّم) لمّا آخى بين أصحابه قال (صلّى الله عليه [وآله] وسلّم) «هذا عليّ أخي في الدنيا والآخرة ، وخليفتي في أهلي ، ووصيّي في أمّتي ، ووارث علمي ، وقاضي ديني ، ماله منّي مالي منه ، نفعه نفعي ، وضرّه ضرّي ، من أحبّه فقد أحبّني ، ومن أبغضه فقد أبغضني».

٢٨٧

وفي رواية اخرى ـ في المودّة السادسة ـ قال (صلّى الله عليه [وآله] وسلّم) مشيرا لعليّعليه‌السلام «وهو خليفتي ووزيري».

٥ ـ العلاّمة محمد بن يوسف الكنجي الشافعي ، في كتابه «كفاية الطالب» في الباب الرابع والأربعين ، روى بسنده عن ابن عبّاس ، قال :

ستكون فتنة ، فمن أدركها منكم فعليه بخصلة من كتاب الله تعالى وعليّ بن أبي طالبعليه‌السلام .

فإنّي سمعت رسول الله (صلّى الله عليه [وآله] وسلّم) وهو يقول «هذا أوّل من آمن بي ، وأوّل من يصافحني ، وهو فاروق هذه الأمّة ، يفرق بين الحقّ والباطل ، وهو يعسوب المؤمنين ، والمال يعسوب الظلمة ، وهو الصدّيق الأكبر ، وهو بابي الذي اوتى منه ، وهو خليفتي من بعدي».

قال العلاّمة الكنجي : هكذا أخرجه محدّث الشام في فضائل عليّعليه‌السلام ، في الجزء التاسع والأربعين بعد الثلاثمائة من كتابه بطرق شتّى.

٦ ـ أخرج البيهقي والخطيب الخوارزمي وابن المغازلي الشافعي في «المناقب» :

عن النبيّ (صلّى الله عليه [وآله] وسلّم) أنّه قال (صلّى الله عليه [وآله] وسلّم) لعليّعليه‌السلام «إنّه لا ينبغي أن أذهب إلاّ وأنت خليفتي ، وأنت أولى بالمؤمنين بعدي».

٧ ـ الإمام النسائي ، وهو أحد أئمّة الحديث وصاحب أحد

٢٨٨

الصحاح الستّة عندكم ، أخرج في كتابه (الخصائص) في ضمن الحديث ٢٣ :

عن ابن عبّاس ، أنّ النبيّ (صلّى الله عليه [وآله] وسلّم) قال لعليّعليه‌السلام «انت خليفتي في كلّ مؤمن من بعدي».

فالنبيّ (صلّى الله عليه [وآله] وسلّم) يؤكّد في هذا الحديث أن عليّاعليه‌السلام خليفته من بعده ، أي : مباشرة وبلا فصل ، فلا اعتبار لادّعاء أيّ مدع خلافة النبيّ (صلّى الله عليه [وآله] وسلّم) من الّذين نازعوا عليّاعليه‌السلام وغصبوا منصبه ومقامه(١) لوجود حرف : «من» في الحديث ، فهي إمّا أن تكون بيانية أو ابتدائية ، وعلى التقديرين يتعيّن عليّعليه‌السلام بعد النبيّ (صلّى الله عليه [وآله] وسلّم) بأنّه خليفته بلا فصل.

٨ ـ المير السيّد علي الهمداني : أخرج في كتابه «مودّة القربى» في الحديث الثاني من المودّة السادسة ، بسنده عن أنس ، رفعه عن النبيّ (صلّى الله عليه [وآله] وسلّم) قال «إنّ الله اصطفاني على الأنبياء فاختارني واختار لي وصيّا ، واخترت ابن عمّي وصيّي ، يشدّ عضدي كما يشدّ عضد موسى بأخيه هارون ، وهو خليفتي ، ووزيري ، ولو كان بعدي نبيّا لكان عليّ نبيّا ، ولكن لا نبوّة بعدي».

__________________

(١) يفيدنا هذا الحديث الشريف : أنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم جعل الرضا بخلافة الإمام عليّعليه‌السلام من بعده ، من علائم الإيمان ، والفرق بين الإسلام والإيمان واضح لقوله تعالى: ( قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمانُ فِي قُلُوبِكُمْ ) سورة الحجرات ، الآية ١٤.

٢٨٩

٩ ـ أخرج الطبري في كتابه «الولاية» خطبة الغدير ، عن النبي (صلّى الله عليه [وآله] وسلّم) يقول فيها «قد أمرني جبرئيل عن ربّي أن أقوم في هذا المشهد ، وأعلم كلّ أبيض وأسود : أنّ عليّ بن أبي طالب أخي ، ووصيّي ، وخليفتي ، والإمام بعدي».

ثمّ قال : معاشر الناس! فإنّ الله قد نصبه لكم وليّا وإماما ، وفرض طاعته على كلّ أحد ، ماض حكمه ، جائز قوله ، ملعون من خالفه ، مرحوم من صدّقه.

١٠ ـ أخرج أبو المؤيّد بن أحمد الخوارزمي في كتابه «فضائل أمير المؤمنينعليه‌السلام » الفضل ١٩ ، بإسناده عن النبيّ (صلّى الله عليه [وآله] وسلّم) أنّه قال [«لمّا وصلت في المعراج إلى سدرة المنتهى ، خاطبني الجليل قائلا : يا محمد! أيّ خلقي وجدته أطوع لك؟

فقلت : يا ربّ ، عليّ أطوع خلقك إليّ.

قال عزّ وجلّ : صدقت يا محمّد.

ثمّ قال : فهل اتّخذت لنفسك خليفة يؤدّي عنك ، ويعلّم عبادي من كتابي ما لا يعلمون.

قال (صلّى الله عليه [وآله] وسلّم) : قلت : يا ربّ اختر لي ، فإنّ خيرتك خيرتي.

قال : اخترت لك عليّاعليه‌السلام ، فاتّخذه لنفسك خليفة ووصيّا ، ونحلته علمي وحلمي ، وهو أمير المؤمنين حقّا ، لم ينلها أحد قبله ، وليست لأحد بعده(١) »].

__________________

(١) أقول : وقد وردت أخبار كثيرة في كتب العامة عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يشير فيها إلى فضائل ـ

٢٩٠

__________________

الإمام عليّعليه‌السلام ، ويصرّحصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بأنّه : الإمام ، والوصيّ ، والوليّ ، وأمير المؤمنين ؛ وهذه الألقاب والصفات ما جاءت إلاّ بمعنى الخلافة ، فغير صحيح أن يؤخّر الإمام ويقدّم المأموم ، أو يخلف النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم غير وصيّه

وإليك بعض تلك الأخبار :

١ ـ أخرج الشيخ سليمان الحنفي في كتابه : ينابيع المودّة ١ / ١٥٦ في الباب الرابع والأربعين ، قال :

وفي المناقب : عن سعيد بن جبير ، عن ابن عبّاس رضي الله عنهما ، قال : قال رسول الله (صلّى الله عليه [وآله] وسلّم) «يا عليّ! أنت صاحب حوضي ، وصاحب لوائي ، وحبيب قلبي ، ووصيّي ، ووارث علمي ، وأنت مستودع مواريث الأنبياء من قبلي ، وأنت أمين الله في أرضه ، وحجّة الله على بريّته ، وأنت ركن الإيمان وعمود الإسلام ، وأنت مصباح الدجى ، ومنار الهدى ، والعلم المرفوع لأهل الدنيا».

يا علي! من اتّبعك نجا ، ومن تخلّف عنك هلك ، وأنت الطريق الواضح ، والصراط المستقيم ، وأنت قائد الغرّ المحجّلين ، ويعسوب المؤمنين ، وأنت مولى من أنا مولاه ، وأنا مولى كلّ مؤمن ومؤمنة ، لا يحبّك إلاّ طاهر الولادة ، ولا يبغضك إلاّ خبيث الولادة ، وما عرجني ربّي عزّ وجلّ إلى السماء وكلّمني ربّي إلاّ قال : يا محمّد اقرأ عليّا منّي السلام ، وعرّفه أنّه إمام أوليائي ، ونور أهل طاعتي ؛ وهنيئا لك هذه الكرامة.

٢ ـ وأخرج ابن المغازلي الشافعي في كتابه (المناقب) والديلمي في كتابه (الفردوس) كما نقل عنهما الشيخ سليمان الحنفي في كتابه ينابيع المودّة ١ / ١١ ، الباب الأوّل ، عن سلمان ، قال : سمعت حبيبي محمّدا (صلّى الله عليه [وآله] وسلّم) يقول : «كنت أنا وعليّ نورا بين يدي الله عزّ وجلّ ، يسبّح الله ذلك النور ويقدّسه قبل أن يخلق الله آدم بأربعة عشر ألف عام ، فلمّا خلق آدم أودع ذلك النور في صلبه ، فلم

٢٩١

__________________

يزل أنا وعليّ شيء واحد حتّى افترقنا في صلب عبد المطّلب. ففيّ النبوة وفي عليّ الإمامة».

٣ ـ وأخرجه المير السيّد علي الهمداني ، في المودّة الثامنة من كتابه «مودّة القربى» قال : عثمان (رض) رفعه عن النبيّ (صلّى الله عليه [وآله] وسلّم) قال «خلقت أنا وعليّ من نور واحد ـ إلى أن قال : ـ ففيّ النبوّة ، وفي عليّ الوصيّة».

٤ ـ وأخرج أيضا عن عليّ عليه‌السلام عن النبيّ (صلّى الله عليه [وآله] وسلّم) قال : «يا علي! خلقني الله وخلقك من نوره ـ إلى أن قال (صلّى الله عليه [وآله] وسلّم) : ـ ففيّ النبوّة والرسالة ، وفيك الوصيّة والإمامة».

٥ ـ وأخرج العلاّمة الكنجي الشافعي في كتابه : «كفاية الطالب» في الباب السادس والخمسين ، في تخصيص عليّ عليه‌السلام بكونه إمام الأولياء ، روى بسنده المتّصل عن أنس بن مالك ، قال : بعثني النبيّ (صلّى الله عليه [وآله] وسلّم) إلى أبي برزة الأسلمي ، فقال (صلّى الله عليه [وآله] وسلّم) له ـ وأنا أسمع ـ «يا أبا برزة! إنّ ربّ العالمين عهد إليّ عهدا في عليّ بن أبي طالب.

فقال : إنّه راية الهدى ، ومنار الإيمان ، وإمام أوليائي ، ونور جميع من أطاعني.

يا أبا برزة! عليّ بن أبي طالب أميني غدا في القيامة ، وصاحب رايتي في القيامة ، وأميني على مفاتيح خزائن رحمة ربّي عزّ وجلّ».

قال العلاّمة الكنجي : هذا حديث حسن ، أخرجه صاحب «حلية الأولياء» كما أخرجناه.

٦ ـ وأخرج العلاّمة الكنجي ، في الباب الرابع والخمسين ، بسنده المتّصل عن أنس ، قال : قال رسول الله (صلّى الله عليه [وآله] وسلّم) «يا أنس! اسكب لي وضوء يغنيني.

فتوضّأ ثمّ قام وصلّى ركعتين ، ثمّ قال : يا أنس! أوّل من يدخل عليك من هذا الباب أمير المؤمنين ، وسيّد المرسلين ، وقائد الغرّ المحجّلين ، وخاتم الوصيّين.

٢٩٢

اعلموا أنّ الأخبار في هذا المضمار ، كثيرة في كتبكم المعتبرة ، وقد نقلت لكم بعض ما أحفظ منها ، كي يعلم الحافظ بأنّنا لا نرو إلاّ ما رواه علماؤكم الأعلام ، ولا نقول إلاّ الحقّ ، ولا نعتقد إلاّ بالحقيقة والواقع.

والجدير بالذكر أنّ بعض علمائكم المنصفين اعترفوا بخلافة عليّ ابن أبي طالبعليه‌السلام كما نعتقد نحن ، منهم : إبراهيم بن سيّار بن هانئ البصري ، المعروف بالنظّام(١) ، فإنّه يقول : نصّ النبيّ (صلّى الله عليه

__________________

قال أنس : قلت : اللهمّ اجعله رجلا من الأنصار ، وكتمته.

إذ جاء عليّ. فقال : من هذا يا أنس؟ قلت : عليّ بن أبي طالب.

فقام النبيّ (صلّى الله عليه [وآله] وسلّم) مستبشرا فاعتنقه ، ثم جعل يمسح عرق وجهه بوجهه ، ويمسح عرق عليّ عليه‌السلام بوجهه.

قال عليّ عليه‌السلام : يا رسول الله! لقد رأيتك صنعت بي شيئا ما صنعت بي قبل!

قال (صلّى الله عليه [وآله] وسلّم) : وما يمنعني وأنت تؤدّي عنّي ، وتسمعهم صوتي ، وتبيّن لهم ما اختلفوا فيه بعدي؟!».

قال العلاّمة الكنجي الشافعي : هذا حديث حسن عال ، أخرجه الحافظ أبو نعيم في «حلية الأولياء» قال : وأنشدت في المعنى :

عليّ أمير المؤمنين الذي به

هدى الله أهل الأرض من حيرة الكفر

أخو المصطفى الهادي الذي شدّ أزره

فكان له عونا على العسر واليسر

ومن نصر الإسلام حتّى توطّأت

قواعده عزّا فتوّج بالنصر

عليّ عليّ القدر عند مليكه

على رغم من عاداه قاصمة الظهر

نكتفي بهذا المقدار ، فإنّ فيه الهدى والاستبصار ، لمن أراد أن يعرف الحقّ من الأحاديث والأخبار. «المترجم».

(١) ترجم له الصفدى فى كتاب «الوافى بالوفيات» فى حرف الألف.

٢٩٣

[وآله] وسلّم) على أنّ الإمام هو عليّ وعيّنه ، وعرفت الصحابة ذلك ، ولكن كتمه عمر لأجل أبي بكر رضي الله عنهما.

ونحن لمّا لم ندرك عصر النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ولم نحظ بصحبته ، يجب أن نراجع الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الصحيحة عند الفريقين في تعريف الأفضل والأعلم والأرجح عند الله ورسوله والأحبّ إليهما ، فهو أولى من غيره في خلافة النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

ولا يخفى على أيّ عالم منصف غير معاند : أنّ الأخبار الصريحة في خلافة عليّعليه‌السلام وإمامته ، وفي وصايته وولايته ، وكذلك في أفضليّته وأعلميّته وأرجحيّته من سائر الصحابة ، والمسلمين ، كثيرة جدّا.

وهي مرويّة عن طرقكم وبأسانيدكم المعتبرة ، ومنقولة في كتبكم وتصانيف علمائكم الأعلام ، وهي كثيرة وكثيرة بحيث لم يرد معشارها في حقّ أيّ واحد من الصحابة الكرام.

وإنّ أكثر تلك الفضائل العلوية والمناقب الحيدرية تعدّ من خصائص الإمام عليّعليه‌السلام ، ولم يشاركه فيها أحد ، ولم يشابهه فيها أحد من الصحابة الأوفياء ، ولكنّه شاركهم في جميع فضائلهم ومناقبهم.

وقد ذكرنا لكم بعض الأخبار المرويّة عن طرقكم والمسجّلة في مسانيدكم ومصادركم في حقّ الإمام عليّعليه‌السلام ، ضمن حديثنا وحوارنا في الليالي السالفة والمجالس السابقة.

وإليكم نموذجا من حديث النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم نقله علماؤكم الأعلام ، يصرّح نبيّ الإسلام فيها أنّ فضائل ومناقب الإمام عليّعليه‌السلام كثيرة جدّا

٢٩٤

بحيث لا تعدّ ولا تحصى.

أخرج الموفّق ابن أحمد الخوارزمي في المناقب : ١٨ ، والعلاّمة محمد بن يوسف الكنجي الشافعي في كتابه «كفاية الطالب» الباب الثاني والستّين ، في تخصيص عليّعليه‌السلام بمائة منقبة دون سائر الصحابة ، جاء في الباب ، ص ١٢٣ ، بسنده عن ابن عبّاس ، قال :

قال رسول الله (صلّى الله عليه [وآله] وسلّم) : لو أنّ الغياض أقلام ، والبحر مداد ، والجنّ حسّاب ، والإنس كتّاب ، ما أحصوا فضائل عليّ بن أبي طالب.

وأخرج السيّد علي الهمداني بسنده عن عمر بن الخطّاب ، رفعه ، قال : قال رسول الله (صلّى الله عليه [وآله] وسلّم) : لو أنّ البحر مداد ، والرياض أقلام ، والإنس كتّاب ، والجنّ حسّاب ، ما أحصوا فضائلك يا أبا الحسن.

وأخرجه ابن الصبّاغ المالكي في «الفصول المهمة» بسنده عن ابن عبّاس ، وأخرجه سبط ابن الجوزي في «التذكرة»(١) .

__________________

(١) لقد ورد خبر آخر في عظم فضل الإمام عليّعليه‌السلام نذكره إتماما للفائدة :جاء في الرياض النضرة ٢ / ٢١٤ ، وفي ذخائر العقبى ـ للمحبّ الطبري ـ : ص ٦١ :عن عمر بن الخطّاب (رض) قال : قال رسول الله (صلّى الله عليه [وآله] وسلّم) :ما اكتسب مكتسب مثل فضل عليّ ، يهدي صاحبه إلى الهدى ، ويردّه عن الردى.

أخرجه الطبراني.

أقول : جاء في كتاب «تاريخ الخلفاء» للسيوطي ١ / ٦٥ ، قال أحمد بن حنبل : ما روي وما ورد لأحد من أصحاب رسول الله (صلّى الله عليه [وآله] وسلّم) من الفضائل ، ما روي وما ورد لعليّ رضي‌الله‌عنه !

وأخرج الحاكم في المستدرك على الصحيحين ٣ / ١٠٧ ، بسنده عن محمد بن منصور

٢٩٥

لذلك نحن نعتقد أنّ عليّاعليه‌السلام أحقّ من غيره بالخلافة.

الشيخ عبد السلام : نحن لا ننكر فضائل ومناقب مولانا عليّ كرم الله وجهه ، ولكن انحصار الفضائل فيه غير معقول ، لأنّ الخلفاء الراشدين ـ رضي الله عنهم ـ أكرم أصحاب رسول الله (صلّى الله عليه [وآله] وسلّم) ، وهم في الرتبة والفضل متساوون.

ولكنّكم تنحازون إلى جانب سيّدنا عليّرضي‌الله‌عنه ، وتنقلون كلّ الفضائل باسمه دون غيره ، ولا تذكرون فضائل الصحابة الآخرين!

وهذا العمل يحرف أفكار الحاضرين عن الواقع فيلتبس الأمر عليهم ، وهذا هو التعصّب!

فلكي ينكشف الحقّ للحاضرين ، ولا يلتبس الأمر عليهم ، اريد أن أذكر شيئا من فضائل ومناقب الخلفاء الراشدين.

قلت : نحن نتّبع العقل والعلم ، ونقبل الدليل والبرهان ، نحن

__________________

الطوسي ، قال : سمعت أحمد بن حنبل يقول : ما جاء لأحد من أصحاب رسول الله (صلّى الله عليه [وآله] وسلّم) من الفضائل ما جاء لعليّ بن أبي طالب رضي الله عنه.

وأخرج ابن عبد البرّ في الاستيعاب ٢ / ٤٧٩ ط. حيدرآباد ١٣١٩ ه‍ ، قال أحمد بن حنبل وإسماعيل بن إسحاق القاضي : لم يرو في فضائل أحد من الصحابة بالأسانيد الحسان ما روي في فضائل عليّ بن أبي طالب [ عليه‌السلام ].

وأخرجه الثعلبي في تفسير آية : ( إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ ) .

وأخرجه الخطيب الموفّق بن أحمد الخوارزمي الحنفي في المناقب ، ص ٢٠.

والذهبي في «تلخيص المستدرك» المطبوع بهامش المستدرك ٣ / ١٠٧.

«المترجم»

٢٩٦

لانحصر الفضائل في الإمام عليّعليه‌السلام ، وإنّما نمحّضه في الفضائل ، ونجلّه عن الرذائل ، وذلك لنزول آية التطهير في شأنه.

وأمّا الانحياز إلى جانبه فليس منّا فحسب ، بل الله ورسوله انحازا إليه ، كما نجد الآيات القرآنية في حقّه والأحاديث النبويّة الصريحة في فضله.

وأمّا نسبة التعصّب إلينا فهو بهتان وافتراء ، فإنّ التعصّب معناه الالتزام بشيء مع الإصرار من غير دليل.

وأنا أشهد الله سبحانه بأنّي ما التزمت بشيء من امور ديني ، وما تمسّكت بولاية الإمام عليّعليه‌السلام والائمة الهادين من ولده ، إلاّ بدليل القرآن والسنّة والعقل السليم.

لذا أرجو من الحاضرين أن ينبّهوني إذا تكلّمت بشيء بغير دليل ، أو تحدّثت على خلاف المنطق والعقل ، فأكون لهم شاكرا.

وأمّا حديثكم في مناقب الراشدين فيكون مقبولا بشرط أن تروون الأخبار الصحيحة عند الفريقين ، فنتبرّك بها ، لأنّنا لا ننكر مناقب وفضائل الصحابة الطيّبين ، ولا شكّ أنّ لكلّ واحد من الأصحاب المؤمنين له فضائل ومناقب ، ولكن الغرض من هذا المجلس والحوار ، البحث عن أفضلهم وأحسنهم وأكثرهم منقبة عند الفريقين : الشيعة والسنّة.

فإنّ كلامنا يدور حول الأفضل لا الفاضل ، لأنّ الفضلاء كثيرون ، والأفضل واحد منهم بحكم العقل والنقل ، وهو أحقّ أن يتّبع ويطاع.

الشيخ عبد السّلام : إنّكم تغالطون في الموضوع ، لأنّ كتبكم لا تحتوي على أي خبر أو حديث في فضل الخلفاء الراشدين غير سيّدنا

٢٩٧

عليّ كرّم الله وجهه ، فكيف أنقل لهذا الجمع أخبارا مقبولة لديكم؟!

قلت : هذا الإشكال يرد عليكم ، لأنّه في أوّل ليلة حينما أردنا أن نبدأ بالبحث ، قال الحافظ محمد رشيد سلّمه الله : إنّ الاحتجاج والاستدلال يجب أن يكون بالآيات القرآنية والأخبار المرويّة المقبولة عند الفريقين ؛ وأنا قبلت الشرط ، لأنّه مقتضى العقل ، وعملت به في أثناء الحوار والحديث في المجالس السابقة.

والحاضرون يشهدون ، وأنتم تعلمون بأنّي كلّ ما احتججت به عليكم واستدللت به على صحّة كلامي ، إنّما كان من القرآن الحكيم وأحاديث النبيّ الكريمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم المعتبرة والمقبولة عندكم.

وأنا إلى آخر حواري معكم ، وحتّى الوصول إلى النتيجة القطعية لا أنقض الشرط ، بل أعمل على وفقه إن شاء الله تعالى.

ومع ذلك كلّه فإنّي أتساهل معكم ، وأتنازل لكم ، وأقبل منكم الروايات المنقولة في كتبكم دون كتبنا ، شريطة أن لا تكون موضوعة ومجعولة ، وأن لا يأباها العقل السليم ، فنستمع إليها مع الحاضرين ، ثمّ نقضي فيها بالعدل والإنصاف ، لنرى هل الأخبار التي تقرأها وترويها لنا ، هل تفضّل وترجّح أحدا على سيّدنا ومولانا عليّ بن أبي طالب في العلم والجهاد والرتبة والمنزلة عند الله سبحانه وعند رسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ؟!

الشيخ عبد السلام : إنّكم نقلتم أحاديث وأخبارا صحيحة وصريحة في خلافة سيّدنا عليّ كرّم الله وجهه ، ولكنّكم غافلون أنّ عندنا أخبارا كثيرة في خلافة سيّدنا أبي بكر (رض).

قلت : مع أنّ كبار علمائكم أمثال : الذهبي والسيوطي وابن أبي

٢٩٨

الحديد وغيرهم أعلنوا بأنّ الامويّين والبكريّين وضعوا أحاديث كثيرة مجعولة في فضائل أبي بكر ، مع ذلك نحن نستمع إليك رجاء أن لا تكون رواياتك وأخبارك من تلك الموضوعات والمجعولات.

نقل حديث في فضل أبي بكر ، وردّه

الشيخ عبد السلام : لقد ورد في حديث معتبر عن عمر بن إبراهيم ابن خالد ، عن عيسى بن علي بن عبد الله بن عبّاس ، عن أبيه ، عن جدّه العبّاس ، أنّ رسول الله (صلّى الله عليه [وآله] وسلّم) قال : يا عمّ! إنّ الله جعل أبا بكر خليفتي على دين الله ، فاسمعوا له وأطيعوا تفلحوا.

قلت : هذا حديث مردود ، ليس قابلا للبحث والنقاش.

الشيخ عبد السّلام : كيف يكون مردودا وهو مرويّ عن العبّاس عمّ النبيّ؟!

قلت : إنّه حديث مردود عند علمائكم أيضا ، فإنّ كبار علمائكم نسبوا بعض رواة هذا الحديث مثل : عمر بن إبراهيم إلى الكذب وجعل الأحاديث ، فلذا فإنّ رواياته ساقطة عن الاعتبار.

قال الذهبي في كتابه «ميزان الاعتدال» في ترجمة إبراهيم بن خالد ، وقال الخطيب البغدادي في «تاريخه» في ترجمة عمر بن إبراهيم : إنّه كذّاب ، ساقط عن الاعتبار.

الشيخ عبد السّلام : ما تقول في هذا الحديث الذي رواه الصحابي الثقة أبو هريرة (رض) : إنّ جبرئيل نزل على النبي (صلّى الله عليه [وآله] وسلّم) وقال : إنّ الله تعالى يبلغك السلام ويقول : إنّي راض

٢٩٩

عن أبي بكر ، فاسأله هل هو راض عنّي؟!!

قلت : يجب أن ندقّق في نقل الأخبار والأحاديث ، حتّى لا نواجه مخالفة العقلاء. وليكن الحديث الذي نقله ابن حجر في «الإصابة» وابن عبد البرّ في «الاستيعاب» نصب أعينكم ، وهو :

عن أبي هريرة ، عن النبي (صلّى الله عليه [وآله] وسلّم) ، قال : كثرت عليّ الكذّابة ، ومن كذب عليّ متعمّدا فليتبوّأ مقعده من النار ، وكلّما حدثتم بحديث منّي فاعرضوه على كتاب الله.

وليكن نصب أعينكم الحديث الذي رواه الفخر الرازي في تفسيره ج ٣ ، آخر الصفحة ٣٧١ ، عن النبي (صلّى الله عليه [وآله] وسلّم) ، قال : إذا روي لكم عنّي حديث فاعرضوه على كتاب الله تعالى ، فإن وافقه فاقبلوه ، وإلاّ فردّوه.

فإذا كان في حياة النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم اناس يكذبون عليه ويجعلون الأحاديث عن لسانه الشريف ، فكيف بعد موته؟!

ومن جملة المزوّرين الجاعلين للحديث عن لسان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أبو هريرة ، الذي رويت عنه خلافة أبي بكر!

الشيخ عبد السلام : لا نتوقّع منك أن تردّ صحابيّا جليلا مثل أبي هريرة وتطعن فيه! وأنت عالم فاهم.

قلت : لا ترعبني بكلمة «الصحابي» لأنّ الصحابي أيّا كان إذا راعى حقّ صحبته للنبيّ بأن كان سامعا لقوله ، مطيعا لأمره ، فهو محترم مكرّم ، وصحبته تكون له شرفا وفخرا.

ولكن إذا كان يخالف أوامر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ويعمل حسب رأيه وهواه ، ويكذب على النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فهو ملعون ملعون ، وليست حصيلة

٣٠٠

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586