مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل الجزء ١٤

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل11%

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 512

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧
  • البداية
  • السابق
  • 512 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 284294 / تحميل: 5552
الحجم الحجم الحجم
مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل الجزء ١٤

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

[١٦٢٠٥] ٢ - الصدوق في المقنع: وإن أوصى رجل بثلث ماله ثم قتل خطأ، فإن ثلث ديته داخل في وصيته.

[١٦٢٠٦] ٣ - وقضى أمير المؤمنينعليه‌السلام ، في رجل أوصى لرجل وصية مقطوعة مسماة من ماله ثلثا أو ربعا أو أقل من ذلك أو أكثر ثم قتل الموصي بعد ذلك، فأخذت ديته، فقضى في وصيته، أنها تنفذ من ماله وديته، كما أوصى.

١٤ -( باب جواز الوصية للوارث)

[١٦٢٠٧] ١ - العياشي في تفسيره: عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفرعليه‌السلام ، قال: سألته عن الوصية، هل يجوز للوارث؟ قال: « نعم، ثم تلا هذه الآية:( إِن تَرَ‌كَ خَيْرً‌ا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَ‌بِينَ ) (١) ».

[١٦٢٠٨] ٢ - الصدوق في المقنع: وإذا أقر الرجل وهو مريض لوارث بدين، فإنه يجوز إذا كان الذي أقر به دون الثلث.

[١٦٢٠٩] ٣ - دعائم الاسلام: عن أمير المؤمنين وأبي جعفر وأبي عبد اللهعليهم‌السلام ، أنهم قالوا: « لا وصية لوارث » وهذا إجماع فيما علمناه، ولو جازت الوصية للوارث لكان يعطى من الميراث أكثر مما سماه الله عز وجل له، ومن أوصى لوارث(١) فإنما استقل حق الله الذي جعل له،

__________________

٢ - المقنع ص ١٦٥.

٣ - المقنع ص ١٦٥.

الباب ١٤

١ - تفسير العياشي ج ١ ص ٧٧ ح ١٦٤.

(١) البقرة ٢: ١٨٠.

٢ - المقنع ص ١٦٥.

٣ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٣٥٨ ح ١٣٠٥.

(١) في المصدر: لوارثه.

١٠١

وخالف كتابه، ومن خالف كتابه عز وجل لم يجز فعله، وقد جاءت رواية عن أبي عبد الله دخلت من أجلها الشبهة على بعض من انتحل قوله، وهي أنه سئل عن رجل أوصى لقرابته فقال: « يجوز ذلك لقول الله عز وجل:( إِن تَرَ‌كَ خَيْرً‌ا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَ‌بِينَ بِالْمَعْرُ‌وفِ ) (٢) » والذي ذكرناه عنه وعن آبائه الطاهرينعليهم‌السلام ، هو أثبت، وهو إجماع من المسلمين، فقد روينا عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « لا وصية لوارث ( قد )(٣) فرض الله عزو جل لأهل المواريث فرائضهم، فإن ثبت عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ما ذكرناه آخرا، فإنما عنى بالوالدين والأقربين غير الوارثين، كالقرابة الذين لا يرثون يحجبهم من هو دونهم، وكالوا لدين المملوكين أو المشركين، وقد ذكرنا فيما تقدم أن المملوك يشترى من ترا ث وليه فيعتق ويرث باقيه، وقد يكوم المراد بالوصية للوالدين والأقربين بالمعروف، كما قال الله عز وجل، أي بما يستحقون من الميراث وهو المعروف، كالرجل تحضره الوفاة فيوصي لورثته بماله على فرائضهم، أو يدفع ذلك إليهم في حياته على ما جعل الله عز وجل ( لهم )(٤) ، لئلا يتشاجروا فيه بعده، أو ينكر بعضهم بعضا، وقرابتهم منه.

قلت: ما ذكره موافق للعامة، مخالف لاجماع الامامية، وأخبارهم المستفيضة، وإن كان فيها أيضا ما يطابق ما ذكره، إلا أن الأصحاب اعترضوا عنه، وحملوه على التقية، وبعض محامل اخر، ولعله لم يطلع على أخبارهم واتفاقهم بأنه كان في بلد شاسع عن مراكزهم، وقد شرحنا عذره فيما ذهب إليه من أمثال هذه الموارد في الخاتمة، في شرح حال كتابه.

__________________

(٢) البقرة ٢: ١٨٠.

(٣) أثبتناه من المصدر.

(٤) أثبتناه من المصدر.

١٠٢

١٥ -( باب صحة الاقرار للوارث وغيره بدين، وأنه يمضي من الأصل، إلا أن يكون في مرض الموت، ويكون المقر متهما، فمن الثلث)

[١٦٢١٠] ١ - دعائم الاسلام: عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، أنه سئل عن الرجل يقر بالدين في مرضه الذي يموت فيه، لوارث من ورثته، قال: « ينظر في حال المقر فإن كان عدلا مأمونا من الحيف(١) جاز إقراره، ومن(٢) كان على خلاف ذلك لم يجز إقراره إلا أن يجيزه الورثة ».

[١٦٢١١] ٢ - الصدوق في المقنع: وإذا أقر الرجل وهو مريض لوارث بدين، فإنه يجوز إذا كان الذي أقر به دون الثلث.

١٦ -( باب حكم التصرفات المنجزة في مرض الموت)

[١٦٢١٢] ١ - دعائم الاسلام: روينا عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، أنه سئل عن الرجل يفضل بعض ولده على بعض في العطية والهبة، فقال له: « لا بأس بذلك إذا كان صحيحا يفعل في ماله ما شاء، فأما إن كان مريضا ومات من علته تلك، لم يجز » قالعليه‌السلام : « وإذا وهب الرجل لولده ( ما شاء )(١) وفضل بعضهم على بعض بما أعطاه، وأخرجه من ملكه إلى ( ملك )(٢) من أعطاه إياه من ولده، وهو صحيح جائز الامر، فلا بأس بذلك وله ماله يصنعه(٣) حيث أحب » الخبر.

__________________

الباب ١٥

١ دعائم الاسلام ج ٢ ص ٣٥٩ ح ١٣٠٨.

(١) في المصدر: الجنف.

(٢) في المصدر: وإن.

٢ - المقنع ص ١٦٥.

الباب ١٦

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٣٢٢ ح ١٢١٥.

(١) أثبتناه من المصدر.

(٢) أثبتناه من المصدر.

(٣) كذا في الحجرية والمصدر، والظاهر أن صوابه: يضعه.

١٠٣

قال في موضع آخر: وقد جاء عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، أنه قال: « العطية للوارث، والهبة في المرض الذي يموت فيه المعطي والواهب، أنها ( غير )(٤) جائزة »(٥) .

[١٦٢١٣] ٢ - وعن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، أنه سئل عمن أعتق ثلث عبده ( عند الموت، يعني )(١) وليس له مال غيره، قالعليه‌السلام : « يعتق ثلثه، ويكون الثلثان للورثة ».

[١٦٢١٤] ٣ عوالي اللآلي: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، في رجل أعتق مماليك له في مرضه، ولا مال له سواهم، فجزأهم النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ( ثلاثة أجزاء )(١) وأقرع بينهم، فأعتق اثنين، وأرق أربعة،

١٧ -( باب جواز رجوع الموصي في الوصية والتدبير ما دام فيه روح، في صحة كان أو مرض، وله تغييرها بزيادة ونقصان، فيعمل بالأخيرة)

[١٦٢١٥] ١ - دعائم الاسلام: عن أبي جعفر وأبي عبد اللهعليهما‌السلام ، أنهما قالا: « للمرء أن يرجع في وصيته في صحة كانت أو مرض، أو يغير منها ما شاء، فهو فيها بالخيار، وما مات عليه منها أخرج من ثلثه ».

[١٦٢١٦] ٢ - وعنهماعليهما‌السلام ، قالا: « المدبر(١) مملوك ما لم يمت من دبره

__________________

(٤) أثبتناه من المصدر.

(٥) دعائم الاسلام ج ٢ ص ٢٥٩ ح ١٣٠٧.

٢ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٣٠٤ ح ١١٤٥.

(١) أثبتناه من المصدر.

٣ - عوالي اللآلي ج ١ ص ٤٥٦.

(١) أثبتناه من المصدر.

الباب ١٧

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٣٦٠ ح ١٣١١.

٢ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٣١٥ ح ١١٨٧

(١) دبرت العبد: إذا علقت عتقه بموتك، والتدبير: أن يعتق العبد بعد أن يموت سيده ( النهاية ج ٢ ص ٩٨، مجمع البحرين ج ٣ ص ٢٩٩ ).

١٠٤

غير راجع عن تدبيره(٢) ، ( ولم يرجع في تدبيره، و )(٣) إنما هو كرجل أوصى بوصية، فإن بدا له فغيرها قبل موته، بطل منها ما رجع عنه، وإن تركها حتى يموت مضت من ثلثه ».

١٨ -( باب أن المدبر يعتق بعد موت سيده من الثلث، كالوصية)

[١٦٢١٧] ١ - دعائم الاسلام: روينا عن أمير المؤمنين وأبي جعفر وأبي عبد اللهعليهم‌السلام ، أنهم قالوا: « المدبر من الثلث ».

[١٦٢١٨] ٢ - وعنهمعليهم‌السلام ، أنهم قالوا: « لا بأس ببيع خدمة المدبر، إذا ثبت المولى على تدبيره ولم يرجع عنه، فيشتري المشتري خدمته، فإذا مات الذي دبره عتق من ثلثه ».

١٩ -( باب ثبوت الوصية بشهادة مسلمين عدلين، أو بشهادة ذميين مع الضرورة وعدم وجود المسلم)

[١٦٢١٩] ١ - محمد بن مسعود العياشي في تفسيره: عن علي بن سالم، عن رجل قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام ، عن قول الله:( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ‌ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ أَوْ آخَرَ‌انِ مِنْ غَيْرِ‌كُمْ ) (١) فقال: « اللذان منكم مسلمان، واللذان من

__________________

في المصدر زيادة: وهو مملوك إن شاء باعه، إن شاء وهبه، إن شاء أعتقه، إن شاء أمضى في تدبيره، وإن شاء رجع فيه.

(٣) ما بين القوسين ليس في المصدر.

الباب ١٨

١ دعائم الاسلام ج ٢ ص ٣١٥ ح ١١٨٥.

٢ دعائم الاسلام ج ٢ ص ٥ ٣١ ح ١١٨٨.

الباب ١٩

١ تفسير العياشي ج ١ ص ٣٤٨ ح ٢١٨.

(١) المائدة ٥: ١٠٦.

١٠٥

غيركم من أهل الكتاب، فإن لم تجدوا من أهل الكتاب فمن المجوس، لان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: وسنوا في المجوس سنة أهل الكتاب في الجزية، قال: وذلك إذا مات الرجل بأرض غربة، فلم يجد مسلمين، أشهد رجلين من أهل الكتاب يحبسان بعد الصلاة، فيقسمان بالله لا نشتري به ثمنا قليلا ولو كان ذا قربى، ولا نكتم شهادة الله إنا إذا لمن الآثمين، قال: وذلك إن ارتاب ولي الميت في شهادتهما، فإن عثر على أنهما استحقا إثما، يقول: شهدا بالباطل، فليس له أن ينقض شهادتهما، حتى يجئ شاهدان فيقومان مقام الشاهدين الأولين، فيقسمان بالله لشهادتنا أحق من شهادتهما وما اعتدينا إنا إذا لمن الظالمين، فإذا فعل ذلك نقض شهادة الأولين، وجازت شهادة الآخرين، يقول الله:( ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن يَأْتُوا بِالشَّهَادَةِ عَلَىٰ وَجْهِهَا أَوْ يَخَافُوا أَن تُرَ‌دَّ أَيْمَانٌ بَعْدَ أَيْمَانِهِمْ ) (٢) ».

[١٦٢٢٠] ٢ - وعن ابن الفضيل، عن أبي الحسنعليه‌السلام ، قال: سألته عن قول الله( إِذَا حَضَرَ‌ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ أَوْ آخَرَ‌انِ مِنْ غَيْرِ‌كُمْ ) (١) قال: « اللذان منكم مسلمان، واللذان من غيركم من أهل الكتاب، فإن لم تجدوا من أهل الكتاب، فمن المجوس، لان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: سنوا بهم سنة أهل الكتاب، وذلك إذا مات الرجل(٢) بأرض غربة، فطلب رجلين مسلمين يشهدهما على وصية، فلم يجد مسلمين يشهدهما فليشهد رجلين ذميين من أهل الكتاب مرضيين عند أصحابهما ».

قال حمران: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : واللذان من غيركم، من أهل الكتاب، وإنما ذلك إذا مات الرجل المسلم في أرض غربة « وساق

__________________

(٢) المائدة ٥: ١٠٨.

٢ - تفسير العياشي ج ١ ص ٣٤٩ ح ٢١٩.

(١) المائدة ٥: ١٠٦.

(٢) في المصدر زيادة: المسلم.

١٠٦

مثله.

[١٦٢٢١] ٣ - دعائم الاسلام: عن أبي جعفرعليه‌السلام ، أنه قال في قول الله عز وجل: ( أو آخران من غيركم )(١) قال: « من أهل الكتاب، قال أبو جعفرعليه‌السلام : من كان في سفر فحضرته الوفاة فلم يجد مسلما يشهده، فأشهد ذميين جازت شهادتهما في الوصية، كما قال الله عز وجل: قال أبو جعفرعليه‌السلام (٢) : إذا كان الرجل بأرض(٣) ليس بها مسلم، فحضره الموت، فأشهد شهودا من غير أهل القبلة على وصيته، فحلف الشاهد ان بالله ما شهدنا إلا بالحق، وأن فلانا أوصى بكذا وكذا، وهو قول الله عز وجل:( اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ - إلى قوله -فَيُقْسِمَانِ بِاللَّـهِ ) (٤) » الآية.

[١٦٢٢٢] ٤ - محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات: عن علي بن إبراهيم بن هاشم قال: حدثنا القاسم بن الربيع الوراق، عن محمد بن سنان، عن صباح المدائني، عن المفضل، أنه كتب إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام ، فجاءه هذا الجواب من أبي عبد اللهعليه‌السلام : « أما بعد إلى أن قال وأما ما ذكرت أنهم يستحلون الشهادات بعضهم لبعض على غيرهم، فإن ذلك ليس هو إلا قول الله:( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ‌ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ أَوْ آخَرَ‌انِ مِنْ غَيْرِ‌كُمْ إِنْ أَنتُمْ ضَرَ‌بْتُمْ فِي الْأَرْ‌ضِ فَأَصَابَتْكُم مُّصِيبَةُ الْمَوْتِ ) (١) إذا كان مسافرا وحضره الموت، اثنان ذوا عدل من دينه، فإن لم يجدوا فاخران ممن

__________________

٣ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٥١٣.

(١) المائدة ٥: ١٠٦.

(٢) في المصدر: قال جعفر بن محمدعليه‌السلام .

(٣) في المصدر زيادة: غربة.

(٤) المائدة ٥: ١٠٦.

٤ - بصائر الدرجات ص ٥٥٤.

(١) المائدة ٥: ١٠٦.

١٠٧

يقرأ القرآن من غير أهل ولايته، يحبسونهما من بعد الصلاة،( فَيُقْسِمَانِ بِاللَّـهِ إِنِ ارْ‌تَبْتُمْ لَا نَشْتَرِ‌ي بِهِ ثَمَنًا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْ‌بَىٰ وَلَا نَكْتُمُ شَهَادَةَ اللَّـهِ إِنَّا إِذًا لَّمِنَ الْآثِمِينَ ) (٢) ( ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن يَأْتُوا بِالشَّهَادَةِ عَلَىٰ وَجْهِهَا أَوْ يَخَافُوا أَن تُرَ‌دَّ أَيْمَانٌ بَعْدَ أَيْمَانِهِمْ وَاتَّقُوا اللَّـهَ وَاسْمَعُوا ) (٣) » الخبر.

٢٠ -( باب حكم ما لو ارتاب ولي بالشاهدين الذميين، إذا شهدا على الوصية)

[١٦٢٢٣] ١ - محمد بن إبراهيم النعماني في تفسيره: عن أحمد بن محمد بن عقدة عن جعفر بن أحمد بن يوسف الجعفي، عن إسماعيل بن مهران، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن أبيه، عن إسماعيل بن جابر، عن أبي عبد الله جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، في حديث طويل، فيما ذكره عن أمير المؤمنينعليه‌السلام في أقسام آيات القرآن ووجوهه، إلى أن قال في أمثلة تأويله في تنزيله: « ومثله حديث تميم الداري مع ابن بندي(١) وابن أبي مارية(٢) ، وما كان من خبرهم في السفر، وكانا رجلين نصرانيين، وتميم الدار ي رجل من وجوه المسلمين، خرجوا في سفر لهم، وكان مع تميم الداري خرج فيه متاع وآنية منقوشة بالذهب، وقلادة من ذهب، أخرج معه ليبيعه في بعض أسواق العرب، فلما فصلوا من المدينة، اعتل تميم علة شديدة، فلما حضرته الوفاة دفع جميع ما كان معه إلى ابن بندي وابن أبي مارية، وأمرهما أن يوصلاه إلى أهله وذريته، فلما قد ما إلى المدينة أخذا المتاع والآنية والقلادة، فسألوهما هل مرض صاحبكما مرضا طويلا وأنفق فيه نفقة

__________________

(٢) المائدة ٥: ١٠٦.

(٣) المائدة ٥: ١٠٨.

الباب ٢٠

١ تفسير النعماني ص ٩٤، عنه في البحار ج ٩٣ ص ٧٥.

(١) في المصدر: ابن مندي، وكذا في المواضع الأخرى.

(٢) في الحجرية والمصدر: ابن أبي رمانة، وما أثبتناه من البحار هو الصواب « راجع الإصابة ج ١ ص ١٤٠ ومجمع البيان ج ٣ ص ٢٥٦ ». وكذا في المواضع الأخرى.

١٠٨

واسعة؟ قالا ما مرض إلا أياما قلائل، قالوا فهل اتجر معكما في سفره تجارة خسر فيها؟ قالا: لم يتجر في شئ، قالوا: فإنا افتقدنا أفضل شئ معه، آنية منقوشة بالذهب وقلادة من ذهب، قالا: أما الذي دفعه إلينا فقد أديناه إليكم، فقد موهما إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فأوجب عليهما اليمين، فحلفا وخلى سبيلهما، ثم(٣) إن تلك القلادة والآنية ظهرت عليهما، فجاء أولياء تميم(٤) إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فأخبروه، فأنزل الله عز وجل:( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ‌ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ أَوْ آخَرَ‌انِ مِنْ غَيْرِ‌كُمْ إِنْ أَنتُمْ ضَرَ‌بْتُمْ فِي الْأَرْ‌ضِ فَأَصَابَتْكُم مُّصِيبَةُ الْمَوْتِ ) (٥) فأطلق سبحانه شهادة أهل الكتاب على الوصية فقط، إذا كان ذلك في السفر، ولم يجدوا أحدا من المسلمين عند حضور الموت، ثم قال الله( تَحْبِسُونَهُمَا مِن بَعْدِ الصَّلَاةِ ) (٦) يعني صلاة العصر( فَيُقْسِمَانِ بِاللَّـهِ ) (٧) أنهما أحق بذلك يعني تعالى يحلفان بالله أنهما أحق بهذه الدعوى منهما، وأنهما كذبا فيما حلفا( لَشَهَادَتُنَا أَحَقُّ مِن شَهَادَتِهِمَا وَمَا اعْتَدَيْنَا إِنَّا إِذًا لَّمِنَ الظَّالِمِينَ ) (٨) فأمر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أولياء تميم أن يحلفوا بالله علما ادعوا، فحلفوا فلما حلفوا أخذ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله الآنية والقلاد من ابن بندي وابن أبي مارية، وردهما إلى أولياء تميم، ثم قال عز وجل:( ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ ) (٩) » الآية.

__________________

(٣) في الحجرية والمصدر: « و »، وما أثبتناه من البحار.

(٤) في الحجرية والمصدر: أوليائهم، وكذا في المواضع الأخرى، وما أثبتناه من البحار.

(٥) المائدة ٥: ١٠٦.

(٦) المائدة ٥: ١٠٦.

(٧) المائدة ٥: ١٠٦.

(٨) المائدة ٥: ١٠٧.

(٩) المائدة ٥: ١٠٨.

١٠٩

٢١ -( باب جواز شهادة المرأة الواحدة في الوصية، ويثبت بشهادتها الربع)

[١٦٢٢٤] ١ - فقه الرضاعليه‌السلام : « وتجوز شهادة امرأة في ربع الوصية، إذا لم يكن معها غيرها ».

الصدوق في المقنع:(١) . مثله.

٢٢ -( باب أن من أوصى إلى غائب تعين عليه القبول، ومن أوصى إلى حاضر يوجد غيره، جاز له عدم القبول على كراهية)

[١٦٢٢٥] ١ - دعائم الاسلام: عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، أنه قال: « من أوصى إلى رجل ( فالموصى إليه )(١) بالخيار، في أن يقبل أو يردها إذا كان حاضرا، فإن ردها بحضرة الموصي لم تلزمه، إن كان قد أوصى إليه وهو غائب، ثم مات الموصي فليس ينبغي للموصى إليه أن يرد الوصية، وقد مات الموصي، وصار ت حقا من حقوق الله عز وجل ».

[١٦٢٢٦] ٢ - فقه الرضاعليه‌السلام : « وإذا أوصى رجل إلى رجل وهو شاهد، فله أن يمتنع من قبول الوصية، فإن كان الموصى إليه غائبا، ومات الموصي من قبل أن يلتقي مع الموصى إليه، فإن الوصية لازمة للموصى إليه ».

الصدوق في المقنع: مثله(١) .

__________________

الباب ٢١

١ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٤٠.

(١) المقنع ص ١٦٦.

الباب ٢٢

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٣٦١ ح ١٣١٥.

(١) في المصدر: فهو.

٢ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٤٠.

(١) المقنع ص ١٦٦.

١١٠

٢٣ -( باب وجوب قبول الولد وصية والده)

[١٦٢٢٧] ١ - الصدوق في المقنع: وإذا دعى رجل ابنه إلى قبول وصيته، فليس له أن يأبى.

٢٤ -( باب أن من أقر لواحد من اثنين بمال ومات ولم يعين، فأيهما أقام البينة فالمال له، وإن لم تكن بينة فهو بينهما نصفان)

[١٦٢٢٨] ١ - الصدوق في المقنع: فإن قال رجل عند موته: لفلان أو فلان لأحدهما عندي ألف درهم، ثم مات على تلك الحال، فأيهما أقام البينة فله المال، وإن لم يقم أحد منهما البينة فالمال بينهما نصفان.

٢٥ -( باب أنه إذا أقر واحد من الورثة، بوارث أو بعتق أو بدين لزمه ذلك بنسبة حصته، وكذا إذا أقر اثنان غير عدلين، فإن كانا عدلين جاز على الجميع)

[١٦٢٢٩] ١ - دعائم الاسلام: عن أبن أبي عمير(١) ، أنه قال: كنت جالسا على باب أبي جعفرعليه‌السلام ، إذ أقبلت امرأة فقالت: استأذن لي على أبي جعفرعليه‌السلام ، قيل لها: وما تريدين منه؟ قالت: أردت أن أسأله عن مسألة، قيل لها: هذا لحكم فقيه أهل العراق فاسأليه، قالت: إن زوجي هلك وترك ألف درهم، ولي عليه من صداقي خمسمائة درهم، فأخذت صداقي وأخذت ميراثي، ثم جاء رجل فقال: لي عليه ألف درهم، وكنت أعرف ذلك له، فشهدت بها، فقال الحكم: اصبري حتى أتدبر في

__________________

الباب ٢٣

١ - المقنع ص ١٦٤.

الباب ٢٤

١ - المقنع ص ١٦٧

الباب ٢٥

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٣٦٠ ح ١٣٠٩.

(١) في المصدر: الحكم بن عيينة، والظاهر صحة ما في المصدر.

١١١

مسألتك وأحسبها، وجعل يحسب، فخرج إليه أبو جعفرعليه‌السلام وهو على ذلك، فقال: « ما هذا الذي تحرك به أصابعك يا حكم؟ » فأخبره، فما أتم الكلام حتى قال أبو جعفرعليه‌السلام : « أقرت له بثلثي ما في يديها، ولا ميراث لها حتى تقضيه ».

[١٦٢٣٠] ٢ - كتاب حسين بن عثمان بن شريك: عن إسحاق بن عمار، عن عمار، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، في رجل مات وأقر بعض قرابته(١) لرجل بدين، قال: « يلزمه في حصته ».

٢٦ -( باب أن ثمن الكفن من أصل المال، وأنه مقدم على الدين، وأن كفن المرأة على زوجها)

[١٦٢٣١] ١ - دعائم الاسلام: عن أمير المؤمنين وأبي عبد اللهعليهما‌السلام ، أنهما قالا: « الكفن من جميع ما يخلفه الميت، لا يبدأ بشئ قبله(١) ».

٢٧ -( باب أنه يجب الابتداء من التركة بعد الكفن بالدين، ثم الوصية، ثم الميراث)

[١٦٢٣٢] ١ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله بن محمد قال: حدثنا محمد بن محمد قال: حدثني موسى بن إسماعيل قال: حدثني أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن عليعليهم‌السلام ، قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : أول شئ يبدأ به من المال الكفن، ثم الدين، ثم الوصية، ثم الميراث ».

__________________

٢ - كتاب حسين بن عثمان بن شريك ص ١١٠.

(١) في الطبعة الحجرية: قريبه، وما أثبتناه من المصدر.

الباب ٢٦

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٣٩٢ ح ١٣٨٨.

(١) في المصدر، غيره.

الباب ٢٧

١ - الجعفريات ص ٢٠٤.

١١٢

دعائم الاسلام: عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، مثله(١) .

وعن عليعليه‌السلام ، مثله(٢) وفيه: « أول ما يبدأ به من تركة(٣) الميت ».

[١٦٢٣٣] ٢ - وعن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، « أنه قضى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بالدين قبل الوصية، وأنتم تقرؤون:( مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ ) (١) ».

[١٦٢٣٤] ٣ - الصدوق في الهداية: عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « أول ما يبدأ به من تركة الميت الكفن، ثم الدين، ثم الوصية، ثم الميراث ».

[١٦٢٣٥] ٤ - الشيخ الطوسي في أماليه: عن المفيد، عن إبراهيم بن الحسن بن الجمهور، عن أبي بكر المفيد الجرجاني، عن أبي الدنيا المعمر المغربي، عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، قال: « قضى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أن الدين قبل الوصية، وأنتم تقرؤون( مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ ) (١) ».

__________________

(١) دعائم الاسلام ج ٢ ص ٣٩٢ ح ١٣٨٨.

(٢) دعائم الاسلام ج ١ ص ٢٣٢.

(٣) في المصدر: مال.

٢ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٣٦٠ ح ١٣٠٩.

(١) النساء ٤: ١١.

٣ - الهداية ص ٨١.

٤ - أمالي الطوسي: النسخة المطبوعة خالية من هذا الحديث، وأخرجه العلامة المجلسي عنه في البحار ج ١٠٣ ص ٢٠٦ ح ١٥.

(١) النساء ٤: ١١.

١١٣

٢٨ -( باب أن الموصى له إذا مات قبل الموصي ولم يرجع في وصيته، فهي لوارث الموصى له، وكذا لو مات قبل القبض)

[١٦٢٣٦] ١ - دعائم الاسلام: عن أبي جعفر وأبي عبد الله(١) عليهما‌السلام ، أنهما قالا في رجل أوصى لرجل غائب بوصية، فمات على وصيته، فنظر بعد ذلك فوجد الموصى له قد مات قبل الموصي، قالا: « بطلت الوصية، وإن كان غائبا فأوصى له ثم مات بعده، نظر فإن كان قبل الوصية فهي لورثته، وإن لم يقبلها فهي لورثة الموصي ».

[١٦٢٣٧] ٢ - الصدوق في المقنع: ومن أوصى إلى آخر شاهدا كان أم غائبا، فتوفي الموصى له قبل الذي أوصى، فإن الوصية لوارث الذي أوصى له إن لم يرجع في وصيته قبل أن يموت، وإذا أوصى لرجل بوصية ومات قبل أن يقبضها، فاطلب له وارثا واجهد، فإن لم تجده وعلم الله منك الجهد فتصدق بها.

[١٦٢٣٨] ٣ - العياشي: عن مثنى بن عبد السلام، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: سألته عن رجل أوصي له بوصية فمات قبل أن يقبضها ولم يترك عقبا، قال: « اطلب له وارثا أو مولى فادفعها إليه، فإن الله يقول:( فَمَن بَدَّلَهُ بَعْدَ مَا سَمِعَهُ فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ ) (١) » قلت: إن الرجل كان من أهل فارس دخل في الاسلام، لم يسم ولا يعرف له ولي، قال: « أجهد أن تقدر له علي ولي، فإن لم تجده وعلم الله منك الجهد تتصدق بها ».

__________________

الباب ٢٨

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٣٦٠ ح ١٣١٠.

(١) في المصدر: عن علي وأبي جعفر.

٢ - المقنع ص ١٦٦.

٣ - تفسير العياشي ج ١ ص ٧٧ ح ١٧١.

(١) البقرة ٢: ١٨١.

١١٤

قلت: المسألة مشكلة جدا، والاخبار متعارضة، وما تضمنه عنوان الباب لعله المشهور، وحمل المعارض على التقية وغيرها.

٢٩ -( باب وجوب إنفاذ الوصية الشرعية على وجهها، وعدم جواز تبديلها)

[١٦٢٣٩] ١ - دعائم الاسلام: عن أمير المؤمنين وأبي جعفر وأبي عبد اللهعليهم‌السلام ، أنهم قالوا: « من أوصى بوصية نفذت من ثلثه، وإن أوصى بها ليهودي أو نصراني، أو فيما أوصى به فإنه يجعل فيه، لقول الله عز وجل:( فَمَن بَدَّلَهُ بَعْدَ مَا سَمِعَهُ فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ ) (١) ».

[١٦٢٤٠] ٢ - فقه الرضاعليه‌السلام : « ومن أوصى بماله أو بعضه في سبيل الله، من حج أو عتق أو صدقة أو ما كان من أبواب الخير، فإن الوصية جائزة لا يحل تبديلها، إن الله يقول:( فَمَن بَدَّلَهُ بَعْدَ مَا سَمِعَهُ فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ إِنَّ اللَّـهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) (١) ».

[١٦٢٤١] ٣ - جامع الأخبار: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « فمن ضمن وصية الميت في أمر الحج ثم فرط في ذلك من غير عذر، لا يقبل الله صلاته ولا صيامه، ولا يستجاب دعاؤه، وكتب عليه كل يوم وليلة مائة خطيئة أصغرها كمن زنى بأمه أو بابنته، وإن قام بها عامة كتب له(١) بكل درهم ثواب حجة وعمرة، فإن مات ما بينه وبين القابل مات شهيدا، وكتب له ما بينه وبين القابل كل يوم وليلة ثواب شهيد، وقضى له حوائج الدنيا والآخرة ».

__________________

الباب ٢٩

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٣٦١ ح ١٣١٢.

(١) البقرة ٢: ١٨١.

٢ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٤٠.

(١) البقرة ٢: ١٨١.

٣ - جامع الأخبار ص ١٨٥.

(١) في المصدر زيادة: الله.

١١٥

[١٦٢٤٢] ٤ - وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « من ضمن وصية الميت ثم عجز عنها من غير عذر، لا يقبل منه(١) صرف ولا عدل، ولعنه كل ملك بين السماء والأرض، ويصبح ويمسي في سخط الله، وكلما قال: يا رب، نزلت عليه اللعنة، وكتب الله ثواب حسناته كله لذلك الميت، فإن مات على حاله دخل النار، فإن قام به كتب له بكل يوم وليلة عتق رقبة، وله عند الله بكل درهم مدينة وستون حوراء: ويمسي ويصبح وله بابان مفتوحان إلى الجنة، فإن مات بينه وبين القابل مات مغفورا وأعطاه الله يوم القيامة مثل ثواب من حج واعتمر، ويكون في الجنة رفيق يحيى بن زكرياعليه‌السلام ».

[١٦٢٤٣] ٥ - وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « من ضمن وصية الميت من أمر الحج فلا يعجزن فيها، فإن عقوبتها شديدة وندامتها طويلة، لا يعجز عن وصية الميت إلا شقي ولا يقوم بها إلا سعيد، فمن قام بها سريعا حرم الله جسده على النار وأدخله الجنة مع الصديقين والشهداء، وأكرمه كرامة سبعين شهيدا، وكتب له ما دام حيا كل يوم ألف حسنة، ورفع له ألف درجة، الويل لمن عجز عنها، كتب عليه كل يوم ألف خطيئة، ويبنى له بكل قدم بيت في النار، ولا ينظر الله إليه حيا ولا ميتا، فإن مات على حاله قام من قبره مكتوب بين عينيه: آيس من رحمة الله ».

٣٠ -( باب حكم المال الذي يوصى به في سبيل الله)

[١٦٢٤٤] ١ - العياشي في تفسيره: الحسن بن محمد قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : إن رجلا أوصى(١) في السبيل، قال: « اصرفه في الحج »

__________________

٤ - جامع الأخبار ص ١٨٥.

(١) في الحجرية: « منها »وما أثبتناه من المصدر.

٥ - جامع الأخبار ص ١٨٥.

الباب ٣٠

١ - تفسير العياشي ج ٢ ص ٩٥ ح ٨٢.

(١) في المصدر زيادة: لي.

١١٦

قال: قلت: إنه أوصى في السبيل، قال: « اصرفه في الحج، فإني لا أعلم سبيلا من سبيله أفضل من الحج ».

[١٦٢٤٥] ٢ - وعن الحسن بن راشد: قال سألت العسكريعليه‌السلام بالمدينة، عن رجل أوصى بماله في سبيل الله، فقال: « سبيل الله شيعتنا ».

[١٦٢٤٦] ٣ - فقه الرضاعليه‌السلام : « فإن أوصى بما له في سبيل الله ولم يسم السبيل، فإن شاء جعله لإمام المسلمين، وإن شاء جعله في حج، أو فرقه على قوم مؤمنين ».

الصدوق في المقنع: مثله(١) .

[١٦٢٤٧] ٤ وفي الهداية: عن الصادقعليه‌السلام ، أنه سئل عن رجل أوصى بماله في سبيل الله: قال: « سبيل الله شيعتنا » وروي أنه قال: « اصرفه في الحج، فإني لا أعرف سبيلا من سبله(١) أفضل من الحج ».

٣١ -( باب جواز الوصية من المسلم والذمي للذمي بمال، وعدم جواز دفعه إلى غيره)

[١٦٢٤٨] ١ - العياشي في تفسيره: عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفرعليه‌السلام ، قال: سألته عن رجل أوصى بماله في سبيل الله، قال: « أعطه لمن أوصى له، وإن كان يهوديا أو نصرانيا لان الله يقول:( فَمَن بَدَّلَهُ بَعْدَ مَا سَمِعَهُ فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ ) (١) ».

__________________

٢ - تفسير العياشي ج ٢ ص ٩٤ ح ٨١.

٣ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٤٠.

(١) المقنع ص ١٦٤.

٤ - الهداية ص ٨١.

(١) في الطبعة الحجرية: سبيله، وما أثبتناه من المصدر.

الباب ٣١

١ - تفسير العياشي ج ١ ص ٧٧ ح ١٧٩.

(١) البقرة ٢: ١٨١.

١١٧

[١٦٢٤٩] ٢ - دعائم الاسلام: عن أمير المؤمنين وأبي جعفر وأبي عبد اللهعليهم‌السلام ، أنهم قالوا: « من أوصى بوصية نفذت من ثلثه، وإن أوصى بها ليهودي أو نصراني، أو فيما أوصى به، فإنه يجعل فيه لقول الله عز وجل:( فَمَن بَدَّلَهُ بَعْدَ مَا سَمِعَهُ فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ ) (١) ».

[١٦٢٥٠] ٣ - الصدوق في المقنع: وسئل الصادقعليه‌السلام عن رجل أوصى بماله في سبيل الله، فقال: « أعطه لمن أوصى له به، وإن كان يهوديا أو نصرانيا، فإن الله يقول:( َمَن بَدَّلَهُ بَعْدَ مَا سَمِعَهُ ) (١) » الآية.

٣٢ -( باب أن الوصي إذا تمكن من إيصال المال إلى الموصى له، أو الغريم، أو الوارث، فلم يفعل فهو ضامن)

[١٦٢٥١] ١ - دعائم الاسلام: عن الصادقعليه‌السلام ، أنه قال في رجل أوصى إلى رجل وعليه دين، فأخرج الوصي الدين من رأس ( مال )(١) الميت فقبضه إليه وصيره في بيته، وقسم الباقي على الورثة، ونفذ الوصايا، ثم سرق المال من بيته، قال: « يضمن، لأنه ليس له أن يقبض مال الغرماء بغير أمرهم ».

٣٣ -( باب أن الوصي إذا كانت الوصية في حق فغيرها فهو ضامن)

__________________

٢ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٣٦١ ح ١٣١٢.

(١) البقرة ٢: ١٨١.

٣ - المقنع ص ١٦٥.

(١) البقرة ٢: ١٨١.

الباب ٣٢

١ - دعائم الاسلام: ج ٢ ص ٣٦٣ ح ١٣٢٢.

(١) أثبتناه من المصدر.

الباب ٣٣

١١٨

[١٦٢٥٢] ١ - زيد النرسي في أصله: عن علي بن مزيد(١) صاحب السابري قال: أوصى إلى رجل بتركته، وأمرني أن أحج بها عنه، فنظرت في ذلك فإذا شئ يسير لا يكون للحج، سألت أبا حنيفة وغيره فقالوا: تصدق بها، فلما حججت لقيت عبد الله بن الحسن في الطواف، فقلت له ذلك، فقال لي: هذا جعفر بن محمدعليهم‌السلام في الحجر فاسأله، قال: فدخلت الحجر فإذا أبو عبد اللهعليه‌السلام تحت الميزاب، مقبل بوجهه على البيت يدعو، ثم التفت فرآني، فقال: « ما حاجتك؟ » فقلت: جعلت فداك، إني رجل من أهل الكوفة من مواليكم، فقال: « دع ذا عنك، حاجتك » قال: قلت: رجل مات وأوصى بتركته إلي، وأمرني أن أحج بها عنه، فنظرت في ذلك فوجدته يسيرا لا يكون للحج، فسألت من قبلنا فقالوا لي: تصدق به، فقال لي: « ما صنعت؟ » فقلت: تصدقت به، قال لي « ضمنت، إلا أن لا يكون يبلغ أن يحج به من مكة، فإن كان يبلغ أن يحج به من مكة فأنت ضامن، وأنت لم يكن يبلغ ذلك فليس عليك ضمان ».

[١٦٢٥٣] ٢ - دعائم الاسلام: عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، أنه سئل عن رجل أوصى بحج فجعل وصيته ذلك في نسمة(١) ، قال: « يغرم الوصي ما خالف فيه، ويرد إلى ما أمر الوصي به ».

[١٦٢٥٤] ٣ - العياشي في تفسيره: عن أبي سعيد، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، أنه سئل عن رجل أوصى في حجة فجعلها وصيه في نسمة، قال: « يغرمها وصيه ويجعلها في حجة(١) ، كما أوصى، إن الله

__________________

١ - أصل زيد النرسي ص ٤٨.

(١) في الحجرية: « مرثد »وما أثبتناه من المصدر هو الصواب ( راجع معجم رجال الحديث ج ١٢ ص ١٧٩ ح ٨٥١٤ ).

٢ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٣٦١ ح ١٣١٣.

(١) النسمة: النفس والروح، وكل ذي روح فهو نسمة والمراد هنا: الانسان المملوك ذكرا كان أو أنثى ( النهاية ح ٥ ص ٤٩ ومجمع البحرين ج ٦ ص ١٧٥ ).

٣ - تفسير العياشي ج ١ ص ٧٧ ح ١٧٠.

(١) في المصدر: حجته.

١١٩

يقول:( فَمَن بَدَّلَهُ بَعْدَ مَا سَمِعَهُ فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ ) (٢) ».

٣٤ -( باب أن من حاف في الوصية، فللوصي ردها إلى الحق)

[١٦٢٥٥] ١ - العياشي في تفسيره: عن محمد بن سوقة قال: سألت أبا جعفرعليه‌السلام ، عن قول الله عز وجل:( فَمَن بَدَّلَهُ بَعْدَ مَا سَمِعَهُ فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ ) (١) قال: « نسختها التي بعدها( فَمَنْ خَافَ مِن مُّوصٍ جَنَفًا أَوْ إِثْمًا ) (٢) يعني الموصى إليه، إن خاف جنفا من الموصى إليه في ثلثه جمعيا، فما أوصى به إليه مما لا يرضى الله به في خلاف الحق، فلا إثم على الموصى إليه أن يبدله إلى الحق، وإلى ما يرضي الله به من سبيل الخير ».

[١٦٢٥٦] ٢ - دعائم الاسلام: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه قال في حديث: « فمن ظلم نفسه في الوصية وجار(١) فيها، فإنها ترد إلى المعروف، ويترك لأهل الميراث حقهم ».

[١٦٢٥٧] ٣ - فقه الرضاعليه‌السلام : « فإن أوصى في غير حق، أو في غير سنة، فلا حرج أن يرده إلى حق وسنة ».

__________________

(٢) البقرة ٢: ١٨١.

الباب ٣٤

١ - تفسير العياشي ج ١ ص ٧٨ ح ١٧٢.

(١) البقرة ٢: ١٨١.

(٢) البقرة ٢: ١٨٢.

٢ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٣٥٧ ح ١٣٠١.

(١) في المصدر: خاف.

٣ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٤٠.

١٢٠

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

حقير و خطرك يسير ، آه من قلة الزاد و بعد السفر و وحشة الطريق . فقال له معاوية : زدني شيئا من كلامه .

إلى أن قال : قال كيف حزنك عليه ؟ قال : حزن من ذبح ولدها على صدرها ، فما ترقأ عبرتها و لا يسكن حزنها ١ و رواه المصنف في ( خصائصه ) و في روايته فان تبسم فعن غير أشر و لا اختيال ، و إن نطق فعن الحكمة و فصل الخطاب ، يعظّم أهل الدين و يحبّ المساكين و لا يطمع الغني في باطله و لا يؤيس الضعيف من حقّه إلى أن قال فوكت دموع معاوية ما يملكها و يقول : هكذا كان علي ، فكيف حزنك عليه يا ضرار ؟ قال : حزني عليه و اللّه حزن من ذبح واحدها في حجرها فلا ترقي دمعتها و لا تسكن حرارتها ٢ .

و رواه ابن بابويه في ( أماليه ) مسندا عن الأصبغ قال : دخل ضرار بن ضمرة النهشلي على معاوية فقال : صف لي عليّا قال : أو تعفيني ؟ قال : لا ، بل صفه لي ، فقال ضرار : كان و اللّه فينا كأحدنا ، يبدأ بنا إذا أتيناه و يجيبنا إذا سألناه و يقرّبنا إذا زرناه ، لا يغلق له دوننا باب و لا يحجبنا عنه حاجب ، و نحن و اللّه مع تقريبه لنا و قربه منّا لا نكلّمه لهيبته و لا نبتدؤه لعظمته ، فاذا تبسّم فعن مثل اللؤلؤ المنظوم .

فقال معاوية : زدني في صفته ، فقال ضرار : كان و اللّه طويل السهاد ،

قليل الرقاد ، يتلو كتاب اللّه آناء الليل و أطراف النهار ، يجود اللّه بمهجته و يبوء إليه بعبرته ، لا تغلق له الستور و لا يدخر عنّا البدور ، و لا يستلين الإتكاء و لا يستخشن الجفاء ، و لو رأيته إذ مثل في محرابه ، و قد أرخى الليل سدوله ،

ــــــــــــــــــ

( ١ ) مروج الذهب ٢ : ٤٢١ .

( ٢ ) خصائص الائمة : ٤٠ .

٤٠١

و غارت نجومه و هو قابض على لحيته يتململ تململ السليم و يبكي بكاء الحزين و هو يقول : يا دنيا أبي تعرضت أم إليّ تشوّقت إلى أن قال : فبكى معاوية و قال : حسبك يا ضرار ، كذلك و اللّه كان علي ، رحم اللّه أبا الحسن ١ و روى ( الاستيعاب ) عن حاله عليه السلام عن الحرمازي قال : قال معاوية لضرار الصدائي : صف لي عليا . قال : اعفني ، قال : لتصفنّه قال : أما إذ لا بدّ من وصفه فكان و اللّه بعيد المدى شديد القوى ، يقول فصلا و يحكم عدلا ، يتفجّر العلم من جوانبه و تنطق الحكمه من نواحيه ، و يستوحش من الدنيا و زهرتها و يستأنس بالليل و وحشته ، و كان غزير العبرة طويل الفكرة ، يعجبه من اللباس ما قصر و من الطعام ما خشن ، كان فينا كأحدنا يجيبنا إذا سألناه و ينبئنا إذا استنبأناه و نحن و اللّه مع تقريبه إيّانا و قربه منّا لا نكاد نكلّمه هيبة له ، يعظّم أهل الدين و يقرّب المساكين ، لا يطمع القوي في باطله و لا ييأس الضعيف من عدله ، و أشهد لقد رأيته في بعض مواقفه و قد أرخى الليل سدلته و غارت نجومه قابضا على لحيته يتململ تململ السليم و يبكي بكاء الحزين و يقول : يا دنيا غرّي غيري ، ألي تعرضت أم أليّ تشوّقت ، هيهات هيهات قد باينتك ثلاثا لا رجعة فيها ، فعمرك قصير و خطرك حقير ، آه ، من قلّة الزاد و بعد السفر و وحشة الطريق ، فبكي معاوية و قال : رحم اللّه أبا الحسن ، كان و اللّه كذلك فكيف حزنك عليه يا ضرار ؟ قال : حزن من ذبح ولدها و هو في حجرها ٢ و قال ابن أبي الحديد : رواه الرياشي و نقلته من كتاب عبد اللّه بن إسماعيل الحلبي في التذييل على النهج ، قال : دخل ضرار على معاوية و كان

ــــــــــــــــــ

( ١ ) أمالي الصدوق : ٤٩٩ ح ٢ ، المجلس ٩١ .

( ٢ ) الاستيعاب ٣ : ٤٣ .

٤٠٢

من صحابة علي عليه السلام فقال له معاوية : صف لي عليا قال : أو تعفيني ؟ قال : لا ،

قال : ما أصف به ، كان و اللّه شديد القوى بعيد المدى ، يتفجّر العلم من أنحائه و الحكمة من أرجائه ، حسن المعاشرة سهل المباشرة ، سهل المباشرة ، خشن المأكل قصير الملبس ، غزير العبرة طويل الفكرة ، يقلّب كفّه و يخاطب نفسه ، و كان فينا كأحدنا ، يجيبنا إذا سألنا و يبتدينا إذا سكتنا ، و نحن مع تقريبه لنا أشدّ ما يكون صاحب لصاحب هيبة ، لا نبتديه الكلام لعظمته الخ . ثمّ نقله عن ( الاستيعاب ) ١ .

و أقول : في تلك الروايات « فوكت دموع معاوية ما يملكها ، و قال هكذا و اللّه كان أبو الحسن » أثّرت حقيقة أمير المؤمنين عليه السلام في معاوية ، مع أنّه لعمري كان ممّن قال تعالى فيهم : و لو أنّنا نزّلنا إليهم الملائكة و كلّمهم الموتى و حشرنا عليهم كلّ شي‏ء قبلا ما كانوا ليؤمنوا ٢ .

و أما قوله له « كيف حزنك عليه » الخ فمثله أبو الطفيل ، ففي ( المروج ) :

قال له معاوية : كيف وجدك على خليلك أبي الحسن ؟ قال : كوجد أم موسى على موسى و أشكو إلى اللّه التقصير ٣ .

و قول المصنف : « و من خبر ضرار بن حمزة » هكذا في ( المصرية ) و الصواب : « بن ضمرة » كما في ( ابن أبي الحديد و ابن ميثم و الخطية ) ٤ .

« الضبائي » هكذا في ( المصرية ) و الصواب : « الضيابي » كما في ( ابن أبي الحديد ) و غيره ، و لكن ( الاستيعاب ) جعله « الصدائي » كما وجدت و إن نقل ابن أبي الحديد أيضا عنه « الضبابي » ، و قد عرفت أن ( الأمالي ) قال « النهشلي »

ــــــــــــــــــ

( ١ ) شرح ابن أبي الحديد ١٨ : ٢٢٥ .

( ٢ ) الانعام : ١١١ .

( ٣ ) مروج الذهب ٣ : ١٦ .

( ٤ ) كذا في شرح ابن أبي الحديد ١٨ : ٢٢٤ ، لكن في شرح ابن ميثم ٥ : ٢٧٦ ، مثل المصرية .

٤٠٣

و الحقيقة غير معلومة ١ ، و نهشل من تميم و صداء من مذحج و ضباب عدة قبائل بعضها بالفتح و بعضها بالكسر .

و أما قول ثم « الضباب بطن من فهر بن مالك بن النضر بن كنانه » ٢ الدال على أن هذا من ضباب قريش فبلا شاهد ، مع أن قوله « بطن من فهر » كالتعريف بالجنس البعيد ، و إنّما الصواب : أن يقال بطن من عامر بن لؤي لو قال دليل على كونه من قريش .

« عند دخوله على معاوية و مسألته له عن أمير المؤمنين عليه السلام » بوصفه له « و قال » هكذا في ( المصرية ) و الصواب : ( قال ) كما في ( ابن أبي الحديد و ابن ميثم ) ٣ .

« فأشهد لقد رأيته في بعض مواقفه و قد أرخى » أي : أرسل « الليل سدوله » أي : أستاره ، و إرخاء الليل سدوله كناية عن شدّة ظلامه .

« و هو قائم في محرابه » عن إبانة العكبري قالت ام سليمان بن المغيرة :

سألت أم سعيد سرية علي عليه السلام عن صلاته في شهر رمضان فقالت : رمضان و شوال سواء ، كان يحيى الليل كلّه ٤ .

و في ( أمالي ابن بابويه ) عن أنس سمعه رجل أنّه قال : نزل قوله تعالى :

أمن هو قانت آناء الليل ساجدا و قائما يحذر الآخرة و يرجو رحمة ربّه ٥ في علي عليه السلام . قال : فأتيته عليه السلام لأنظر إلى عبادته ، فأشهد باللّه لقد رأتيته وقت

ــــــــــــــــــ

( ١ ) كذا في شرح ابن أبي الحديد ١٨ : ٢٢٤ ، و الاستيعاب ٣ : ٤٤ ، و الأمالي : ٤٩٩ ، و لفظ نهج البلاغة ٤ : ١٦ ، أيضا « الضبابي » و لفظ شرح ابن ميثم ٥ : ٢٧٦ ، « الضبائي » .

( ٢ ) في شرح ابن ميثم ٥ : ٢٧٦ ، « الضباء » .

( ٣ ) كذا في شرح ابن أبي الحديد ١٨ : ٢٢٤ ، لكن توجد الواو في شرح ابن ميثم ٥ : ٢٧٦ .

( ٤ ) مناقب السروي ٢ : ١٢٣ .

( ٥ ) الزمر : ٩ .

٤٠٤

المغرب فوجدته يصلي بأصحابه المغرب ، فلما فرغ جلس في التعقيب إلى أن قام إلى العشاء ، فلما فرغ دخل منزله ، فدخلت معه فوجدته طول الليل يصلي و يقرأ القرآن إلى أن طلع الفجر ، ثم جدّد وضوءه و خرج إلى المسجد و صلّى بالناس صلاة الفجر ، ثم جلس في التعقيب إلى أن طلعت الشمس ، ثمّ قصده الناس فجعل يختصم إليه رجلان فاذا فرغا قاما و اختصم آخران ، إلى أن قام ،

فجدّد لصلاة الظهر وضوءه ثم صلّى بأصحابه الظهر ، ثمّ قعد في التعقيب إلى أن صلّى بهم العصر ، ثم أتاه النّاس فجعل يقوم رجلان و يقعد آخران يقضي بينهم و يفتيهم إلى أن غابت الشمس ، فخرجت و أنا أقول : أشهد باللّه لقد نزلت هذه الآية فيه ١ .

« قابض على لحيته يتململ » أي : ما يستقر كأنه على ملة ، أي : حفرة أوقدت فيها النار ، « تململ السليم » أي : من لدغته حيّة ، قالوا له السليم تفؤلا له بالسلامة « و يبكي بكاء الحزين » .

روى ( أمالي ابن بابويه ) مسندا عن عروة بن الزبير قال : كنّا جلوسا في مسجد النبي صلّى اللّه عليه و آله فتذاكرنا أعمال أهل بدر و بيعة الرضوان ، فقال أبو الدرداء :

أ لا أخبركم بأقل القوم مالا و اكثرهم ورعا و أشدّهم اجتهادا في العبادة فقالوا :

قل ، قال : علي بن أبي طالب عليه السلام ، فما كان في المجلس أحد إلاّ أعرض عنه بوجهه ، ثم انتدب له رجل من الأنصار فقال له : يا عويمر لقد تكلّمت بكلمة ما وافقك عليها أحد منذ أتيت بها فقال : إنّي قائل ما رأيت و ليقل كلّ قوم منكم ما رأوا ، شهدت عليا عليه السلام بشويحاط بني النجار و قد اعتزل عن مواليه و اختفى مما يليه و استتر بمغيلات النخل ، فافتقدته فقلت : لحق بمنزله ، فإذا أنا بصوت حزين و نغمة شجي و هو يقول : « إلهي كم من موبقة حلمت عنّي في مقابلتها

ــــــــــــــــــ

( ١ ) رواه عن أمالي الصدوق المجلسي في البحار ٤١ : ١٣ ح ٣ .

٤٠٥

بنعمتك ؟ و كم من جريرة تكرّمت عن كشفها بكرمك ؟ الهي ، إن طال في عصيانك عمري و عظم في الصحف ذنبي فما أنا مؤمّل غير غفرانك و لا أنا براج غير رضوانك » .

ثم فزع إلى الدعاء و البّث و الشكوى ، فكان مما ناجى اللّه به أن قال « إلهي أفكّر في عفوك فتهون علي خطيئتي ، ثم أذكر العظيم من أخذك فتعظم علي بليّتي آه ان قرأت في الصحف سيئة أنا ناسيها و أنت محصيها فتقول خذوه ،

فياله من مأخوذ لا تنجيه عشيرته و لا تنفعه قبيلته ، يرحمه الملأ إذا أذن فيه بالنّداء ، آه من نار تنضج الأكباد و الكلى ، آه من نار نزّاعة للشّوى ، آه من غمرة من ملهبات لظى » .

ثم أنعم في البكاء فلم أسمع له حسّا ، فقلت : غلبه النوم لطول السهر أوقظه لصلاة الفجر ، فأتيته فاذا هو كالخشبة الملقاة فحرّكته فلم يتحرك ،

فقلت : ( إنا للّه و إنّا إليه راجعون ) مات و اللّه علي فأتيت منزله مبادرا أنعاه ،

فقالت فاطمة عليها السلام : ما كان من شأنه فأخبرتها فقالت : هي و اللّه يا أبا الدرداء الغشية الّتي تأخذه من خشية اللّه الخبر ١ . و لابن فارض فيه عليه السلام :

هو البّكاء في المحراب ليلا

هو الضحّاك إذا اشتدّ الضّراب

« و يقول يا دنيا يا دنيا إليك » أي : أمسك « عنّي أ بي تعرضت ام إلّي تشوّقت لا حان حينك » أي : لا صار ذاك الوقت . قالت بثينة :

و إن سلوي عن جميل لساعة

من الدهر ما حانت و لا حان حينها

في ( المناقب ) : يروي أنّه عليه السلام كان في بعض حيطان فدك و في يده مسحاة ، فهجمت عليه أمرأة من أجمل النساء فقالت : يا ابن أبي طالب إن تزوّجتني أغنيك عن هذه المسحاة ، و أدلّك على خزائن الأرض ، و يكون لك

ــــــــــــــــــ

( ١ ) أمالي الصدوق : ٧٢ ح ٩ ، المجلس ١٨ ، و النقل بتصرف يسير .

٤٠٦

الملك ما بقيت ، قال لها : فمن أنت ؟ قالت : أنا الدّنيا فقال عليه السلام : ارجعي فاطلبي زوجا غيري فلست من شأني ، و أقبل على مسحاته و أنشأ :

لقد خاب من غرّته دنيا دنيّة

و ما هي إن غرّت قرونا بباطل

أتتنا على ذي العروس بثينة

و زينتها في تلك الشمائل

فقلت لها : غرّي سواى فانّني

عزوف عن الدنيا و لست بجاهل

و ما أنا و الدّنيا و أنّ محمدا

رهين بقفر بين تلك الجنادل

وهبنا أتتنا بالكنوز و درّها

و أموال قارون و ملك القبائل

أليس جميعا للفناء مصيرها

و يطلب من خزّانها بالطوائل

فغرّي سواي إنّني غير راغب

لما فيك من عزّ و ملك و نائل

و قد قنعت نفسي بما قد رزقته

فشأنك يا دنيا و أهل الغوائل

فإنّي أخاف اللّه يوم لقائه

و أخشى عذابا دائما غير زائل ١

« هيهات غرّي غيري » عن أبي الأسود الدؤلي و قد نقله ابن أبي الحديد في موضع آخر قال : لما ظهر علي عليه السلام يوم الجمل دخل بيت المال بالبصرة في ناس من المهاجرين و الأنصار و أنا معهم ، فلما رأى كثرة ما فيه قال « غرّي غيري » مرارا ثم نظر إلى المال و صعّد فيه بصره و صوّب فقال : إقسموه بين أصحابي خمسمائة ، فقسّم بينهم ، فلا و الّذي بعث محمدا صلّى اللّه عليه و آله بالحقّ ما نقص درهما و لا زاد درهما ، كأنه كان يعرف مبلغه ، و مقداره كان ستة آلاف درهم و الناس اثنا عشر ألفا .

و عن حبة العرني : قسّم علي عليه السلام بيت مال البصرة على أصحابه خمسمائة خمسمائة و اخذ خمسمائة درهم كواحد منهم ، فجاءه إنسان لم يحضر الوقعة فقال له عليه السلام : كنت شاهدا معك بقلبي و ان غاب عنك جسمي

ــــــــــــــــــ

( ١ ) مناقب السروي ٢ : ١٠٢ .

٤٠٧

فأعطني من الفي‏ء شيئا ، فدفع إليه الّذي أخذه لنفسه و هو خمسمائة و لم يصب من الفي‏ء شيئا ١ .

و في ( غارات الثقفي ) و في ( المناقب ) : و أتي عليه السلام بمال فكوّم كومة من ذهب و كومة من فضة و قال : يا صفراء اصفري يا بيضاء ابيضّي و غرّي غيري

هذا جناي و خياره فيه

إذ كلّ جان يده إلى فيه ٢

هذا ، و في قصة يوذاسف و بلوهر الّتي رواها ( الإكمال ) : أنّ رجلا كان في قوم ، فركبوا سفينة ، فساروا في البحر ليالي و أياما ، ثم انكسرت سفينتهم بقرب جزيرة فيها الغيلان ، فغرقوا سواه و ألقاه البحر إلى الجزيرة ، و كانت الغيلان يشرفن من الجزيرة إلى البحر ، فأتى غولا فهواها و نكحها حتى إذا كان مع الصبح قتلته ، و قسّمت أعضاءه بين صواحبها ، و اتّفق مثل ذلك لرجل آخر فأخذته ابنة ملك الغيلان فانطلقت به فبات معها ينكحها و قد علم الرجل ما لقي من كانه قبله فلم ينام حذرا ، حتى إذا كان مع الصبح نامت الغول فانسلّ الرجل حتى أتى الساحل ، فاذا هو بسفينة فنادى أهلها و استغاث بهم فحملوه حتى أتوا به أهله ، فأصبحت الغيلان فأتوا الغولة الّتي باتت معه فقالوا لها : أين الرجل الّذي بات معك ؟ قالت : إنّه قد فرّ منّي فكذبوها و قالوا : أكلتيه و استأثرت به علينا فلنقتلنّك إن لم تأتنابه ، فمرّت في الماء حتى أتته في منزله و رحله ، فدخلت عليه و جلست عنده و قالت له : ما لقيت في سفرك هذا ؟ قال :

لقيت بلاء خلّصني اللّه منه و قّص عليها ذلك فقالت : و قد تخلّصت ؟ قال : نعم فقالت : أنا الغول و جئت لأخذك فقال لها : أنشدك اللّه أن لا تهلكيني فانّي أدلّك

ــــــــــــــــــ

( ١ ) شرح ابن أبي الحديد ١ : ٢٤٩ و ٢٥٠ .

( ٢ ) الغارات ١ : ٥٧ ، و مناقب السروي ٢ : ٩٥ و اللفظ اللسروي .

٤٠٨
شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) للتراث والفكر الإسلامي WWW.ALHASSANAIN.COM كتاب بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة المجلد السادس الشيخ محمد تقي التّستري شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) للتراث والفكر الإسلامي

على مكان رجل ، قالت : فإنّي أرحمك ، فانطلقا حتى إذا دخلا على الملك قالت :

إسمع منّا أصلح اللّه الملك ، إنّي تزوّجت بهذا الرجل و هو من أحبّ الناس إليّ ، ثم إنّه كرهني و كره صحبتي ، فانظر في أمرنا ، فلمّا رآها الملك أعجبه جمالها فخلا بالرجل فسارّه و قال له : إنّي أحببت أن تتركها فأتزوّجها . قال : نعم ، ما تصلح إلاّ للملك . فتزوّج بها ، و بات معها حتى إذا كانت مع السحر ذبحته و قطعت أعضاءه و حملته إلى صواحبها ١ .

و في ( المناقب ) : و سأله عليه السلام أعرابي شيئا فأمر له بألف ، فقال الوكيل :

من ذهب أو فضة ؟ فقال عليه السلام كلاهما عندي حجران فأعط الأعرابي أنفعهما له ٢ .

و في ( جمل المفيد ) : لما خرج عثمان بن حنيف من البصرة و عاد طلحة و الزبير إلى بيت المال فتأمّلا إلى ما فيه من الذهب و الفضة ، قالوا : هذه الغنائم الّتي وعدنا اللّه بها و أخبرنا أنّه يعجّلها لنا . قال أبو الأسود : سمعت هذا منهما ،

و رأيت عليا عليه السلام بعد ذلك و قد دخله ( أي : بيت المال ) فلما رأى ما فيه قال : يا صفراء يا بيضاء غرّي غيري ، المال يعسوب الظلمة ، و أنا يعسوب المؤمنين ،

فلا و اللّه ما التفت إلى ما فيه ٣ .

« لا حاجة لي فيك قد طلّقتك ثلاثا لا رجعة فيها » قال تعالى : الطلاق مرَّتان إلى أن قال فان طلّقها فلا تَحِلُّ لَهُ مِنْ بَعْدُ ٤ الآية . و لقد أجاد العطار النيسابوري بالفارسية في وصفه عليه السلام :

ــــــــــــــــــ

( ١ ) نقل القصة بطولها الصدوق في كمال الدين ٢ : ٥٧٧ ، و هو من اساطير الهند و قد اشار إليها ابن النديم في الفهرست : ٣٦٤ .

( ٢ ) مناقب السروي ٢ : ١١٨ .

( ٣ ) الجمل : ١٥٤ .

( ٤ ) البقرة : ٢٢٩ و ٢٣٠ .

٤٠٩

چنان مطلق شد اندر فقر وفاقه

كه زر و نقره بودش سه طلاقه

اگر علمش بدى بحر مصور

در او يك قطره بودى بحر اخضر

چه در سر عطا اخلاص او را است

سه نان هفده آيه خاص او راست

گرفته اين جهان وصف سنانش

گذشته زان جهان وصف سه نانش

و في ( العقد الفريد ) : كان علي عليه السلام يقسّم بيت المال في كلّ جمعة حتى لا يبقي منه شيئا ، ثم يرش له ، و يقيل فيه ، و يتمثل بهذا البيت :

هذا جناي و خياره فيه

إذ كلّ جان يده إلى فيه ١

هذا ، و قال المعرّي مخاطبا الدنيا :

يا امّ دفر نحاك اللّه والدة

فيك الخناء و فيك البؤس و السرف

لو أنّك العرس أوقعت الطلاق بها

لكنّك الأم مالي عنك منصرف

و قال بعضهم :

طلق اللهو فؤادي ثلاثا

لا ارتجاع لي بعد الثلاث

و قالوا : كان المعدل و أويس يطلقان ثمّ يرجعان ، فطلق رجل آخر امرأته و كانت من بني غلاب فقال :

لقد طلقت اخت بني غلاب

طلاقا ما أظنّ له ارتدادا

و لم أك كالمعدل أو أويس

إذا ما طلقّا ندما فعادا

و قال أحمد بن إسحاق بن بهلول في ابن الفرات ، و قد كان صار وزيرا ثلاث مرات :

قل لهذا الوزير قول محقّ

بثّه النّصح أيّما إبثاث

قد تقلّدتها ثلاثا ثلاثا

و طلاق البتات عند الثلاث

و كان الأمر كما قاله فقتل ابن الفرات في وزارته الثالثة في محبسه .

ــــــــــــــــــ

( ١ ) العقد الفريد ٥ : ٥٩ ، و فيه « يفرش له » .

٤١٠

« فعيشك قصير » فقالوا : الدّنيا أشبه شي‏ء بظلّ الغمام و حلم النّيام .

و في السير : أنّ عبد الملك لمّا قتل مصعبا و ملك العراق و دخل الكوفة ،

صنع عمرو بن حريث له طعاما كثيرا و أمر به إلى الخورنق و أذن إذنا عامّا ،

فدخل الناس و أخذوا مجالسهم ، و أجلس عبد الملك ، عمرو بن حريث معه على سريره ، ثم جاءت الموائد فأكلوا ، فقال عبد الملك : ما ألّذ عيشنا لو دام ، و لكنّا كما قال الأول :

و كلّ جديد يا أميم إلى بلى

و كلّ أمري‏ء يوما يصير إلى كان

فلمّا فرغوا من الطعام طاف عبد الملك في القصر ، و عمرو بن حريث معه ، و هو يسأله لمن هذا البيت و من بنى هذا البيت ، و عمرو يخبره ، فقال عبد الملك :

إعمل على مهل فانّك ميّت

و اكدح لنفسك أيّها الإنسان

فكأنّ ما قد كان لم يك إذ مضى

و كأنّ ما هو كائن قد كان

« و خطرك » أي : قدرك و منزلتك « يسير » ، في الخبر لو كانت الدنيا تعدل عند اللّه تعالى جناح بعوضة ما سقي كافرا منها شربة ماء ١ .

« و أملك حقير » قالوا : المرء في دنياه بين أماني ممدودة و عواري مردودة .

و قال تعالى : زُيّنَ للنّاسِ حبُّ الشهواتِ من النساءِ و البنينَ و القناطيرِ المقنطرةِ من الذّهبِ و الفضةِ و الخيل المسوَّمة و الأنعامِ و الحرثِ ذَلكَ مَتاعُ الحياةِ الدنيا و اللَّهُ عندَهُ حُسْنُ المآبِ . قل أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيرٍ من ذلِكُمْ لِلَّذين اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهم جنّات تَجْرِي من تحتها الأنهار خالِدين فيها و أزواج مطهّرة و رضوان من اللَّه ، و اللَّه بصير بالعباد . الذين يقولون ربنا إنَّنا آمنّا فاغفر لنا

ــــــــــــــــــ

( ١ ) أخرجه الترمذي في سننه ٤ : ٥٦٠ ح ٢٣٢٠ .

٤١١

ذنوبنا و قنا عذاب النّار . الصّابرين و الصّادقين و القانتين و المنفقين و المستغفرين بالأسحار ١ .

« آه » في ( القاموس ) : بكسر الهاء بدون التنوين ، و معه تقال عند الشكاية أو التوجّع ٢ « من قلة الزاد » أي : زاد الآخرة و هي التقوى .

هذا ، و في ( القاموس ) : ازواد الركب مسافر بن أبي عمرو و زمعة بن الأسود و أبو امية بن المغيرة ، لأنه لم يكن يتزود معهم احد في سفر يطعمونه و يكفونه الزاد ، و زاد الركب فرس أعطاه سليمان عليه السلام للأزد لمّا وفدوا عليه ٣ .

« و طول الطريق » في البرزخ « و بعد السفر » في المحشر « و عظيم المورد » النّار . قالوا يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا هذا ما وعد الرحمن و صدق المرسلون ٤ ، يوماً يجعل الولدان شيباً ٥ ، و إن منكم إلاّ واردها كان على ربّك حتماً مقضيّاً . ثم ننجّي الذين اتّقوا و نذر الظالمين فيها جِثيّاً ٦ .

٨

الحكمة ( ١٠٤ ) وَ عَنْ ؟ نَوْفٍ اَلْبَكَّالِيِّ ؟ قَالَ : رَأَيْتُ ؟ أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ ع ؟ ذَاتَ لَيْلَةٍ وَ قَدْ خَرَجَ مِنْ فِرَاشِهِ فَنَظَرَ فِي اَلنُّجُومِ فَقَالَ لِي يَا ؟ نَوْفُ ؟ أَ رَاقِدٌ أَنْتَ أَمْ رَامِقٌ قُلْتُ بَلْ رَامِقٌ قَالَ يَا ؟ نَوْفُ ؟ طُوبَى لِلزَّاهِدِينَ فِي اَلدُّنْيَا اَلرَّاغِبِينَ فِي اَلْآخِرَةِ أُولَئِكَ قَوْمٌ اِتَّخَذُوا اَلْأَرْضَ

ــــــــــــــــــ

( ١ ) آل عمران : ١٤ ١٧ .

( ٢ ) القاموس المحيط ٤ : ٢٨٠ ، مادة ( اوه ) .

( ٣ ) القاموس المحيط ١ : ٢٩٨ ، مادة ( زود ) .

( ٤ ) يس : ٥٢ .

( ٥ ) المزمل : ١٧ .

( ٦ ) مريم : ٧١ و ٧٢ .

٤١٢

بِسَاطاً وَ تُرَابَهَا فِرَاشاً وَ مَاءَهَا طِيباً وَ ؟ اَلْقُرْآنَ ؟ شِعَاراً وَ اَلدُّعَاءَ دِثَاراً ثُمَّ قَرَضُوا اَلدُّنْيَا قَرْضاً عَلَى مِنْهَاجِ ؟ اَلْمَسِيحِ ؟ يَا ؟ نَوْفُ ؟ إِنَّ ؟ دَاوُدَ ع ؟ قَامَ فِي مِثْلِ هَذِهِ اَلسَّاعَةِ مِنَ اَللَّيْلِ فَقَالَ إِنَّهَا سَاعَةٌ لاَ يَدْعُو فِيهَا عَبْدٌ إِلاَّ اُسْتُجِيبَ لَهُ إِلاَّ أَنْ يَكُونَ عَشَّاراً أَوْ عَرِيفاً أَوْ شُرْطِيّاً أَوْ صَاحِبَ عَرْطَبَةٍ وَ هِيَ اَلطُّنْبُورُ أَوْ صَاحِبَ كُوبَةٍ وَ هِيَ اَلطَّبْلُ وَ قَدْ قِيلَ أَيْضاً إِنَّ اَلْعَرْطَبَةَ اَلطَّبْلُ وَ اَلْكُوبَةَ اَلطُّنْبُورُ أقول : رواه المسعودي في ( مروجه ) و الكراجكي في ( كنزه ) و الصدوق في ( خصاله ) و المفيد في ( أماليه ) .

أما الأول فقال : كان محمد بن علي الربعي ممّن يكثر ملازمة المهتدي ،

فقال محمد : قال لي المهتدي ذات ليلة أتعرف خبر نوف الّذي حكاه عن علي عليه السلام حين كان يبايته ؟ قلت : نعم ، ذكر نوف قال : رأيت عليا عليه السلام ليلة قد اكثر الخروج و الدخول و النظر إلى السماء ثمّ قال لي : يا نوف : أ نائم أنت ؟ قلت :

بل رامق ، أرمق بعيني منذ الليلة يا أمير المؤمنين ، فقال لي : يا نوف ، طوبى للزاهدين في الدنيا الراغبين في الآخرة ، اولئك قوم اتخذوا ارض اللّه بساطا و ترابها ثيابا و ماءها طيبا و الكتاب شعارا و الدعاء دثارا ، ثم قرضوا الدنيا قرضا على منهاج المسيح عيسى بن مريم عليه السلام . يا نوف ان اللّه تعالى أوحى إلى عبده عيسى عليه السلام أن قل لبني إسرائيل ألاّ يدخلوا إليّ إلاّ بقلوب وجلة و أبصار خاشعة و أكفّ نقيّة ، و أعلمهم أنّي لا أجيب لأحد منهم دعوة ، و لأحد من خلقي قبلهم مظلمة . قال الربعي : فو اللّه لقد كتب المهتدي هذا الخبر بخطّه و قد كنت أسمعه في جوف الليل ، و قد خلا بربّه في بيت كان لخلوته و هو يبكي و يقول : يا نوف طوبى للزاهدين في الدنيا ، الراغبين في الآخرة ، و يمرّ في الخبر

٤١٣

إلى آخره . إلى أن كان من أمره ما كان مع الأتراك و قتلهم إيّاه ١ .

و أما الثاني : فروي مسندا عن الباقر عن آبائه عليهم السلام أنّ عليّا عليه السلام قال لمولاه نوف الشبامي و هو معه في السطح يا نوف أراقد أم نبهان ؟ قال :

نبهان أرمقك يا أمير المؤمنين قال : هل تدري من شيعتي ؟ قال : لا و اللّه قال :

شيعتي الذّبّل الشفاه الخمص البطون الّذين تعرف الرهبانية و الربّانية في وجوههم ، رهبان بالليل أسد بالنّهار ، الّذين إذا جنّهم الليل اتزروا على أوساطهم و ارتدوا على أطرافهم و صفّوا أقدامهم و افرشوا جباههم ، تجري دموعهم على خدودهم يجأرون إلى اللّه في فكاك رقابهم ، و أمّا النّهار فحلماء ،

علماء ، كرام نجباء ، أبرار أتقياء ، يا نوف ، شيعتي الّذين اتخذوا الأرض بساطا و الماء طيبا و القرآن شعارا ، إن شهدوا لم يعرفوا ، و ان غابوا لم يفتقدوا ،

شيعتي من لم يهرّ هرير الكلب و لا يطمع طمع الغراب ، و لم يسأل الناس و لو مات جوعا ، ان رأى مؤمنا أكرمه و إن رأى فاسقا هجره ، هؤلاء و اللّه يا نوف شيعتي شرورهم مأمونة و قلوبهم محزونة و حوائجهم خفيفة ، و أنفسهم عفيفة ، اختلفت بهم الأبدان و لم تختلف قلوبهم . قلت : جعلني اللّه فداك أين أطلب هؤلاء ؟ قال : في أطراف الأرض ٢ .

و اما الثالث : فروي مسندا عن نوف قال : بتّ ليلة عند أمير المؤمنين عليه السلام ، فكان يصلّي الليل كلّه و يخرج ساعة بعد ساعة فينظر إلى السماء و يتلو القرآن ، فمرّ بي بعد هدوّ من الليل ، فقال : يا نوف أراقد أنت أم رامق ؟ قلت : بل رامق أرمقك ببصري ، قال : يا نوف طوبى للزاهدين في الدنيا و الراغبين في الآخرة ، اولئك الذين اتخذوا الأرض بساطا و ترابها فراشا ،

ــــــــــــــــــ

( ١ ) مروج الذهب ٤ : ١٠٦ ١٠٧ .

( ٢ ) كنز الفوائد : ٣٠ .

٤١٤

و ماءها طيبا ، و القرآن دثارا و الدعاء شعارا ، قرضوا من الدنيا تقريضا على منهاج عيسى بن مريم عليه السلام ، إنّ اللّه عزّ و جلّ أوحى إلى عيسى قل للملأ من بني اسرائيل لا يدخلوا بيوتا من بيوتي ، إلاّ بقلوب طاهرة و أبصار خاشعة و أكفّ نقيّة ، و قل لهم : إنّي غير مستجيب لأحد منكم دعوة و لأحد من خلقي قبله مظلمة ، يا نوف إيّاك أن تكون عشّارا أو شاعرا أو شرطيا أو عريفا أو صاحب عرطبة و هي الطنبور أو صاحب كوبة و هي الطبل فإنّ نبي اللّه صلّى اللّه عليه و آله خرج ذات ليلة فنظر إلى السماء فقال : إنّها الساعة لا تردّ فيها دعوة إلاّ دعوة عريف أو دعوة شاعر أو دعوة عاشر او شرطي أو صاحب عرطبة أو صاحب كوبة ١ .

و أمّا الرابع : فرواه مثل الثالث لكن فيه « و ترابه وسادا » و فيه « يقرضون الدنيا قرضا على منهاج المسيح عليه السلام » و فيه « إنّ اللّه تعالى أوحى إلى عيسى عليه السلام يا عيسى عليك بالمنهاج الأول تلحق ملاحق المرسلين ، قل لقومك يا أخا المنذرين : ألاّ يدخلوا بيتا من بيوتي إلاّ بقلوب طاهرة و أيد نقيّة و أبصار خاشعة ، فانّي لا أسمع من داع دعاني و لأحد من عبادي عنده مظلمة و لا أستجيب له دعوة و لي قبله حقّ لم يرّده إليّ ، فان استطعت يا نوف أن لا تكون عريفا و لا شاعرا و لا صاحب كوبة و لا صاحب عرطبة فافعل ، فانّ داود عليه السلام رسول ربّ العالمين خرج ليلة من الليالي فنظر في نواحي السماء ، ثمّ قال : و اللّه رب داود إنّ هذه الساعة ، لساعة ما يوافقها عبد مسلم يسأل اللّه فيها خيرا إلاّ أعطاه إيّاه إلاّ أن يكون عريفا أو شاعرا أو صاحب كوبة أو صاحب عرطبة » ٢ .

ــــــــــــــــــ

( ١ ) الخصال ١ : ٣٣٧ ح ٤٠ .

( ٢ ) أمالي المفيد : ١٣٣ ، المجلس ١٦ .

٤١٥

قول المصنف : « و عن نوف البكالي » هكذا في ( المصرية و ابن ميثم ) و لكن في ( ابن أبي الحديد ) « و عن نوف البكائي ، و قيل : البكالي باللام و هو الأصح » ١ و لعلّه كان حاشية خلط بالمتن .

و كيف كان فقال ابن أبي الحديد : الظاهر أنّ بكالا قبيلة من اليمن ، و أما بكيل فحيّ من همدان و إليهم أشار الكميت في قوله :

فقد شركت فيه بكيل و أرحب

فأمّا البكالي في نسب نوف فلا أعرفه ٢ .

قلت : أخذ كلامه بكيل من همدان و إليهم أشار الكميت في قوله : « فقد شركت فيه بكيل و أرحب » من ( الصحاح ) ٣ ، فلم لم يأخذ كلامه في بكال فقال :

و بنو بكال من حمير منهم نوف البكالي ٤ . ثمّ تعبيره « الظاهر أنّ بكالا من اليمن ، و أما بكيل فمن همدان » خطأ ، فهمدان أيضا من اليمن ، و لا معنى لجعل التقابل بين العامّ و الخاصّ .

ثم الأظهر كون بكال بالكسر كبكيل بالفتح كلّ منهما من همدان . قال ابن دريد في ( جمهرته ) : و بنو بكال و بنو بكيل أحسبهما من همدان . ثم جعل كون بكيل من همدان و بكال من حمير احتمالا ٥ ، و لم أجد خلافا في الثاني .

و يمكن الاستدلال للأول : بأنّ الطبري في عنوان ذكر خبر الخوارج ،

روى عن جبر بن نوف أبي الوداك الهمداني ٦ . و في المغرب : أنّ جبرا بن نوف

ــــــــــــــــــ

( ١ ) شرح ابن أبي الحديد ١٨ : ٢٦٥ ، و شرح ابن ميثم ٥ : ٢٩٣ .

( ٢ ) شرح ابن أبي الحديد ١٨ : ٢٦٥ و ٢٦٦ .

( ٣ ) صحاح اللغة ٤ : ١٦٣٨ ، مادة ( بكل ) .

( ٤ ) ليس هذا من كلام صاحب الصحاح ، بل هذا كلام الفيروز آبادي في القاموس ٣ : ٣٣٦ ، مادة ( بكل ) .

( ٥ ) جمهرة اللغة ١ : ٣٢٥ .

( ٦ ) تاريخ الطبري ٤ : ٥٧ ، سنة ٣٧ .

٤١٦

البكالي ١ . و السمعاني قال في بكال : ينسب إليه نوف بن فضالة البكالي و أبو الوداك جبر بن نوف البكالي و قيل البكيلي ، و قال في بكيل : بكيل بن جشم بن خيران بن نوف بن همدان رهط أبي الوداك جبر بن نوف البكيلي . فأتى بالاختلاف ٢ .

و اما قول ( القاموس ) في « خير » بالخاء ثمّ المثناة : و خيران ولد نوف بن همدان ٣ ، فلا ينافي ما قاله المغرب ، لأن ذاك ابن نوف البكالي و هذا ابن نوف ابن همدان ، إلاّ أنّ ( معجم البلدان ) قال في بكيل : هو جشم بن خيوان بن نوف بن همدان ٤ ، و المفهوم من خليفة كون بكال لا من همدان و لا من حمير ،

فعنون ( الاستيعاب ) « عمرو البكالي » و قال : قال خليفة هو من بني بكال بن دعمي بن سعد بن عوف بن عدي بن مالك بن زيد بن كهلان ٥ . و كيف كان فهمدان من كهلان بن سبأ ، فهو كما ذكر في ( المعارف ) ، ابن ربيعة بن خيار بن مالك بن زيد ابن كهلان ، و حمير هو ابن سبأ ٦ .

هذا ، و في ( ذيل الطبري و السمعاني ) ، أنّ نوف البكالي ، ابن أمرأة كعب الأحبار ٧ .

و مما يؤيد كون نوف همدانيا ، أنّ كنز الكراجكي كما عرفت وصفه بالشبامي ٨ . و جاء في كتاب ( اللباب لأبن أثير ) : أن شبام هو ابن اسعد بن

ــــــــــــــــــ

( ١ ) المغرب : ٣٤٣ ، مادة ( ود ) .

( ٢ ) انساب السمعاني : ٨٨ و ٨٩ .

( ٣ ) القاموس المحيط ٢ : ٢٥ ، مادة ( خير ) .

( ٤ ) معجم البلدان ١ : ٤٧٥ .

( ٥ ) الاستيعاب ٢ : ٥٣٣ .

( ٦ ) المعارف : ١٠١ و ١٠٥ .

( ٧ ) منتخب ذيل المذيل : ١٤٨ ، و انساب السمعاني : ٨٨ .

( ٨ ) كنز الفوائد : ٣٠ .

٤١٧

جشم ابن حاشد بن خيران بن نوف بن همدان ، و شبام : جبل سكنه عبد اللّه ١ .

و اما قول ( ابن ميثم ) : البكال منسوب إلى بكالة قرية من اليمن ٢ . فلا اعتبار له ،

و لم يقل به أحد .

« قال رأيت أمير المؤمنين عليه السلام ذات ليلة و قد خرج من فراشه فنظر في النجوم » هكذا في ( المصرية ) و الصواب : « إلى النجوم » كما في ( ابن أبي الحديد و ابن ميثم و الخطية ) ٣ .

و ذكر الصدوق في كتاب ( الفقيه ) : مدح اللّه تعالى أمير المؤمنين عليه السلام في كتابه بقيام صلاة الليل فقال أمّن هو قانت آناء الليل ساجداً و قائماً يحذر الآخرة و يرجو رحمة ربه .

و فيه : قال أبو عبد اللّه عليه السلام إذا قام علي عليه السلام آخر الليل رفع صوته ، حتّى يسمع أهل الدار ، يقول : « اللهمّ أعنّي على هول المطّلع و وسّع علي المضطجع » .

و فيه عن أبي جعفر عليه السلام : إذا قمت من فراشك فانظر في افق السماء و قل :

« الحمد للّه الّذي ردّ علي روحي ، أعبده و أحمده ، اللهمّ إنّه لا يواري منك ليل داج و لا سماء ذات أبراج و لا أرض ذات مهاد و لا ظلمات بعضها فوق بعض و لا بحر لجيّ بين يدي المدلج من خلقك ، تعلم خائنة الأعين و ما تخفي الصدور ،

غارت النجوم و نامت العيون و أنت الحيّ القيوم ، لا تأخذك سنة و لا نوم ،

سبحان ربّ العالمين ، و إله المرسلين ، و خالق النبيين و الحمد للّه ربّ العالمين ،

اللهمّ اغفر لي و ارحمني و تب علي إنّك أنت التوّاب الرّحيم » ثمّ اقرأ خمس آيات من آخر آل عمران إنّ في خلق السماوات و الأرض و اختلاف الليل و النّهار

ــــــــــــــــــ

( ١ ) اللباب لابن الأثير ٢ : ١٨٢ ، بتفاوت في العبارة .

( ٢ ) شرح ابن ميثم ٥ : ٢٩٣ .

( ٣ ) كذا في شرح ابن أبي الحديد ١٨ : ٢٦٥ ، لكن في شرح ابن ميثم ٥ : ٢٩٣ ، « في » .

٤١٨

لآيات إلى قوله تعالى إنّك لا تخلف الميعاد ١ .

و عنه عليه السلام في قوله تعالى : تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربّهم خوفاً و طمعاً ٢ أنزلت في أمير المؤمنين عليه السلام و أتباعه من شيعتنا ،

ينامون في أول اللّيل ، فاذا ذهب ثلثا الليل أو ما شاء اللّه فزعوا إلى ربهم راغبين ،

راهبين ، طائعين ، فيما عنده ، فذكرهم اللّه تعالى في كتابه لنبيّه صلّى اللّه عليه و آله و أخبرهم بما أعطاهم و أنّه أسكنهم في جواره و أدخلهم جنّته و آمن خوفهم و روعتهم ٣ .

« فقال لي يا نوف أ راقد » أي : نائم « أنت أم رامق » أي : ناظر ، و قد عرفت أنّ في رواية الكراجكي « أ راقد أم نبهان » ٤ و هو الأصح ، ففي مقابل الرقود : النبه و اليقظة ، لا الرمق ، و لا وجه لأن يقول ذلك عليه السلام ، و إنّما المناسب قول نوف كما عرفته من رواية الكراجكي أنه قال له عليه السلام « نبهان أرمقك » ، و كيف كان فهكذا في ( المصرية ) بلا زيادة و فيها سقط ، ففي ( ابن أبي الحديد و ابن ميثم و الخطية ) « فقلت : بل رامق يا أمير المؤمنين » ٥ .

« قال يا نوف طوبى للزاهدين في الدنيا الراغبين في الآخرة » ، و من كلامه عليه السلام أيضا : طوبى لمن أخلص للّه العبادة و الدعاء ، و لم يشغل قلبه بما ترى عيناه ، و لم ينس ذكر اللّه بما تسمع أذناه ، و لم يحزن صدره بما أعطي غيره ٦ .

ــــــــــــــــــ

( ١ ) آل عمران : ١٩٠ ١٩٤ .

( ٢ ) السجدة : ١٦ .

( ٣ ) الفقيه ١ : ٢٩٩ و : ٣٠٤ ح ٣ و ٤ و : ٣٠٥ ح ٥ .

( ٤ ) كنز الفوائد : ٣٠ .

( ٥ ) شرح ابن أبي الحديد ١٨ : ٢٦٥ ، و شرح ابن ميثم ٥ : ٢٩٣ .

( ٦ ) أخرجه الكليني في الكافي ٢ : ١٦ ح ٣ .

٤١٩

« اولئك قوم اتخذوا الأرض بساطا و ترابها فراشا » و في رواية ( أمالي المفيد ) « وسادا » ١ .

« و ماءها طيبا » لإعراضهم عن زهرة الحياة الدنيا « و القرآن شعارا » أي : ما ولي الجسد من الثياب .

« و الدعاء دثارا » ما كان فوق الشعار من الثياب .

« ثم قرضوا الدنيا » أي : جازوها ، قال تعالى : و إذا غربت تقرضهم ذات الشمال ٢ أي : تجوزهم و تتركهم في شمالها . و قال ذو الرمة :

إلى ظعن يقرضن أجواز مشرف

شمالا و عن أيمانهن الفوارس

« قرضا على منهاج المسيح » الّذي كانت دابّته رجليه ، و سراجه في الليل القمر .

« يا نوف إنّ داود عليه السلام قام في مثل هذه الساعة من الليل فقال : إنّها ساعة لا يدعو فيها عبد إلاّ استجيب له » ، في ( الكافي ) عن الصادق عليه السلام : إنّ في الليل لساعة ما يوافقها عبد مسلم ثمّ يصلّي و يدعو اللّه فيها إلاّ استجيب له في كل ليلة ، قلت :

و أيّ ساعة هي من الليل ، قال : إذا مضي نصف الليل و هي السدس الأول من اوّل النصف ٣ .

« إلاّ أن يكون عشّارا » من يأخذ من قبل السلطان عشر أموال الناس « أو عريفا » القيّم بأمر الناس بعد الرئيس يعرّفهم له « أو شرطيا » أي : جنديا ، من « أشرط نفسه لأمر كذا » أي : أعلمها ، و الجند يجعلون لأنفسهم علامة يعرفون بها .

ــــــــــــــــــ

( ١ ) أمالي المفيد : ١٣٣ .

( ٢ ) الكهف : ١٧ .

( ٣ ) الكافي ٢ : ٤٧٨ ح ١٠ .

٤٢٠

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512