وسائل الشيعة الجزء ٢٣

وسائل الشيعة14%

وسائل الشيعة مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 417

المقدمة الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠
  • البداية
  • السابق
  • 417 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 289601 / تحميل: 6421
الحجم الحجم الحجم
وسائل الشيعة

وسائل الشيعة الجزء ٢٣

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

وذكر المدائني ، قال : لمّا جلس الرضاعليه‌السلام ذلك المجلس ، وهو لابس تلك الخِلَع ، والشعراء ، والخطباء يتكلَّمون ، وتلك الألوية تخفق على رأس الرضاعليه‌السلام ، نظر إلى بعض أصحابه الحاضرين ممَّن كان يختصّ به ، وقد داخله من السرور ما لا مزيد عليه ؛ وذلك لِما رأى ، فأشار إليه الرضاعليه‌السلام ، فدنا منه ، فقال له في اُذنه سرّاً : لا تشغل قلبك بشيء ممَّا ترى من هذا الأمر ، ولا تستبشر به ؛ فإنَّه لا يتمّ)(١) .

وهذه صورة مختصرة من كتاب العهد ، الَّذي كتبه المأمون بخطّه للرضاعليه‌السلام .

بسم الله الرحمن الرحيم

هذا كتاب كتبه عبد الله بن هارون الرشيد لعلي بن موسی بن جعفر وليّ عهده.

أمّا بعدُ : فإنَّ الله عزَّ وجلَّ اصطفى الإسلام ديناً ، واختار له من عباده رسلاً ، دالّین عليه ، وهادين إليه ، يبشّر أولهم بآخرهم ، ويصدّق تاليهم ماضيهم ، حَتَّى انتهت نبوَّةُ الله إلى محمّد صلى الله عليه على فترة من الرسل ، ودروس من العلم ، وانقطاع من الوحي ، واقتراب من الساعة ، فختم الله به النبيين ، وجعله شاهداً عليهم ومهيمناً ، وأنزل عليه كتابه العزيز الَّذي ﴿لَّا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ(٢) .

فلمَّا انقضت النبوة ، وختم الله بمحمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله الرسالة ، جعل قوام الدين ، ونظام أمر المسلمين في الخلافة ونظامها ، والقيام بشرائعها وأحكامها ، ولم يزل أمير المؤمنين منذ أفضت إليه الخلافة ، وحمل مشاقّها ، وخبر مرارةَ طعمها وذاقها ، مُسهِراً لعينيه ، مُنْصِباً لبدنه ، مُطيلاً لفكره ، فيما فيه عز الدين وقمع المشركين ، وصلاح الأمَّة وجمع الكلمة ، ونشر العدل ، وإقامة الكتاب والسنة ، ومنعه لك من الخفض والدَّعة ، ومهن العيش ، محبة أن يلقى الله سبحانه وتعالى مناصحاً له في دينه وعباده ، ومختارةً لولاية عهده ، ورعاية الاُمَّة من بعده ، أفضل من يقتدر عليه في دينه ، وورعه ،

__________________

(١) ورد بهذا النص في الإرشاد ٢ : ٢٦٠ ، ونور الأبصار : ١٥٥ ، وينظر نحوه في : مقاتل الطالبيين : ٣٧٥ ، روضة الواعظين : ٢٢٥ ، إعلام الورى ص : ٧٣ ، كشف الغُمَّة ٣ : ٧٠ ، بحار الأنوار ٤٩ : ١٤٥ ـ ١٤٨.

(٢) سورة فصلت : ٤٢.

٨١

وعلمه ، وأرجاهم للقيام في أمر الله وحقّه ، مناجياً لله تعالی بالاستخارة في ذلك ، ومساءلته العامة ما فيه رضاه وطاعته في آناء ليله ونهاره.

مُعمِلاً فكرَهُ ونظره في طلبه والتماسه في أهل بيته من ولد عبد الله بن العبَّاس ، وعلي بن أبي طالبرضي‌الله‌عنه ، مقتصراً ممَّن علم حاله ومذهبه منهم على علمه ، وبالغاً في المسألة ممَّن حفي عليه أمر(١) جهده وطاقته ، حَتَّى استقصى اُمورهم معرفةً ، وابتلى أخبارهم مشاهدةً ، واستبرأ أهوالهم معاينةً ، وكشف ما عندهم مسألةً ، وكانت خيرته بعد استخارة الله تعالى ، وإجهاده نفسه في قضاء حقّه في عباده ، وبلاده في الفئتين جميعاً : علي بن موسی بن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالبرضي‌الله‌عنه ؛ لما رأى من فضله البارع ، وعمله الذائع ، وورعه الظاهر الشائع ، وزهده الخالص النافع وتخلّيه عن الدنيا ، وتفرّده عن الناس. وقد استبان له من لم تزل الأخبار عليه منطبقة ، والألسن عليه متَّفقة ، والكلمة فيه جامعة ، والأخبار واسعة ؛ ولمّا لم يزل يُعرف به الفضل يافعاً وناشئاً ، وحدثاً وكهلاً ؛ فلذلك عقد له بالعهد والخلافة من بعده ، واثقاً بخيرة الله في ذلك ، إذ علم الله تعالى : أنه فعله إيثاراً له وللدين ، ونظراً للإسلام والمسلمين ، وطلباً للسلامة وإثبات الحجَّة ، والنجاة في اليوم الَّذي تقوم فيه الناس لربِّ العالمين ، ودعا أمير المؤمنين ولده وأهل بيته وخاصته ، وقوّاده وخدمه ؛ فبايعه الكلُّ مطيعين ، مسارعين ، عالمين ، بایثار أمير المؤمنين ، طاعة الله على الهوى في ولده ، وغيره ممَّن هو أشبك رحماً وأقرب قرابة ، وسمّاه الرضا إذ كان مرضياً عند الله تعالی وعند الناس ، وقد آثر طاعة الله تعالى ، والنظر لنفسه وللمسلمين ، والحمد لله رب العالمين.

كتبه بيده في اليوم الاثنين لسبع خلون من شهر رمضان المعظَّم ، سنة إحدى ومائتين ، وهذه صورة ما على العهد مكتوباً بخط الإمام علي بن موسی الرضا :

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الفعّال لما يشاء ، لا مُعقّب لحكمه ، ولا راد لقضائه. يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ، وصلواته على نبيه محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله ، خاتم النبيين وآله الطيبين الطاهرين.

أقول : وأنا علي بن موسی بن جعفر : إنّ أمير المؤمنين عضده الله بالسداد ، ووفّقه

__________________

(١) لعلّ العبارة هكذا : (مِمَّن خفيَ عليهِ أمرُهُ) والله أعلم.

٨٢

للرشاد ، عرف من حقّنا ما جهله غيره ، فوصل أرحاماً قُطعت ، وأمّن نفوساً فُزعت ، بل أحياها بعد أن كانت من الحياة آيسة ؛ فأغناها بعد فقرها ، وعرفها بعد نکرها ، مبتغياً بذلك رضا ربِّ العالمين ، لا يريد جزاء من غيره. وسيجزي الله الشاكرين ، ولا يضيع أجر المحسنين.

وإنه جعل إلي عهده والإمرة الكبرى ، إنْ بقيتُ بعدَه ، فمن حلّ عقدة أمر الله بشدّها ، أو قصم عروة أحبّ الله اتّساقها ، فقد أباح الله حريمه ، وأحلّ محرمة ؛ إذا كان بذلك زارياً على الإمام ، منتهكاً حرمة الإسلام ، وخوفاً من شتات الدين ، واضطراب أمر المسلمين ، وحذر فرصة تنتهز ، وعلقة(١) تبتدر.

وجعلت لله تعالى على نفسي عهداً إن استرعاني أمر المسلمين ، وقلَّدني خلافة العمل فيهم عامّة ، وفي بني العبَّاس بن عبد المطلب خاصة ، أن أعمل فيهم بطاعة الله وطاعة رسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ولا أسفك دماً ، ولا اُبيح فرجاً ولا مالاً ؛ إلا ما سفكته حدوده ، وأباحته فرائضه ، وأن أتخير الكفاة جهدي وطاقتي ، جعلت بذلك على نفسي عهداً مؤكّداً ، يسألني الله عنه ؛ فإنه عزَّ وجلَّ يقول : ﴿وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا(٢) ، وإن أحدثت ، أو غيَّرت ، أو بدَّلت ، كنت للعزل مستحقاً وللنكال متعرضاً ، وأعوذ بالله من سخطه ، وإليه أرغب في التوفيق لطاعته ، والحول بیني وبين معصيته في عافية لي وللمسلمين.

والجامعة ، والجفر يدلان على ضدِّ ذلك. وما أدري ما يفعل الله بي ولا بكم ، إن الحكم إلا لله يقضي بالحق ، وهو خير الفاصلين.

ولكنّي امتثلت أمر أمير المؤمنين ، وآثرت رضاءه والله تعالى يعصمني وإيّاه ، وأشهدت الله على نفسي ، وكفى بالله شهيداً ، وكتبت بخطّي بحضرة أمير المؤمنين أطال الله بقاءه ، والحاضرين اولياء نعمته ، وخواص دولته : الفضل بن سهل ، وسهل بن الفضل ، والقاضي يحيى بن أكثُمَّ ، وعبد الله بن طاهر ، وثمامة بن الأبرش ، وبشر بن المعتمر ، وحمَّاد بن النعمان. وذلك في شهر رمضان ،

__________________

(١) كذا وفي بعض المصادر : (وبائقة) وفي غيرها : (وناعقة).

(٢) سورة الأسراء : ٣٤.

٨٣

سنة إحدى ومائتين.

صورة رقم شهادة القاضي يحيى بن أكثُمَّ : شهد يحيى بن أكثُمَّ على مضمون هذا المكتوب : ظهره ، وبطنه ، وهو يسأل الله أن يعرف أمير المؤمنين ، وكافة المسلمين بركة هذا العهد والميثاق.

وكتب بخطه في التاريخ المبين فيه صورة رقم شهادة عبد الله بن طاهر ، أثبت شهادته فيه بتاريخه عبد الله بن طاهر.

وصورة رقم شهادة حمّاد : شهد بذلك حمّاد بن النعمان بمضمونه : ظهراً ، وبطناً ، وكتبه بيده في تاريخه.

وصورة شهادة ابن المعتمر : شهد بمثل ذلك بشر بن المعتمر.

وعلى الجانب الأيسر : بخط الفضل بن سهل : رسم أمير المؤمنين بقراءة هذه الصحيفة ، التي هي صحيفة العهد والميثاق : ظهراً وبطناً ، بحرم سیِّدنا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، بين الروضة والمنبر ، على رؤوس الأشهاد ، بمرأى ومسمع من وجوه بني هاشم ، وسائر الأولياء والأخيار ، بعد أخذ البيعة عليهم ، واستيفاء شروطها بما أوجبه أمير المؤمنين من العهد لعلي بن موسی الرضا ؛ لتقوم به الحجَّة على جميع المسلمين ، ولتبطل الشبهة التي كانت اعترضت آراء الجاهلين ، وما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه(١) .

وفي كشف الغُمَّة : «وممّا تلقته الأسماع بالاستماع ، ونقلته الألسن في بقاع الأصقاع : أنَّ الخليفة المأمون وجد في يوم عيدٍ انحراف مزاج ، أحدث عنده ثقلاً عن الخروج إلى الصلاة بالناس ، فقال لأبي الحسن علي الرضاعليه‌السلام : يا أبا الحسن قم وصلّ بالناس.

__________________

(١) أورد تمامها الإربليرحمه‌الله في كشف الغُمَّة ٣ : ١٢٤ وقد اختصرها المؤلفرحمه‌الله كما في أولها ، فلاحظ.

٨٤

فخرج الرضاعليه‌السلام وعليه قميص قصير أبيض ، وعمامة بيضاء لطيفة ، وهما من قطن ، وفي يده قضيب. فأقبل ماشياً يؤم المصلِّين ، وهو يقول : السلام على أبويّ آدمَ ونوحٍ ، السلام على أبويّ إبراهيمَ وإسماعيلَ ، السلام على أبويّ محمّد وعليٍ ، السلام على عباد الله الصالحين.

فلمّا رآه الناس هرعوا إليه ، وانهالوا عليه ؛ لتقبيل يديه.

فأسرع بعض الحاشية إلى الخليفة المأمون ، فقال : يا أمير المؤمنين تدارك الناس ، واخرج وصلّ بهم ؛ وإلّا خرجت الخلافة منك.

فحمله على أن خرج بنفسه ، وجاء مسرعاً ، والرضاعليه‌السلام بعد من كثرة الزحام عليه لم يخلص إلى المصلى ، فتقدَّم المأمون وصلَّى بالناس»(١) .

وفي عيون أخبار الرضاعليه‌السلام عن تميم القرشي ، عن أبيه ، عن أحمد بن علي الأنصاري ، قال : «سألت أبا الصلت الهروي ، فقلت له : كيف طابت نفس المأمون بقتل الرضاعليه‌السلام ، مع إكرامه ومحبته له ، وما جعل له من ولاية العهد بعده؟

فقال : إنَّ المأمون إنّما كان يكرمه ويحبُّه لمعرفته بفضله ، وجعله له ولاية العهد من بعده ، ليري الناس أنه راغب في الدنيا ، فيسقط محلُّه من نفوسهم. فلمَّا لم يظهر منه في ذلك للناس إلا ما ازداد به فضلاً عندهم ، ومحلّا في نفوسهم ، جلب عليه المتكلّمين من البلدان ، طمعاً من أن يقطعه واحد منهم ، فيسقط محلُّه عند العلماء ، وبسببهم يشتهر نقصه عند العامَّة ، فكان لا يكلّمه خصم من اليهود ، والنصارى ، والمجوس ، والصابئين ، والبراهمة ، والملحدين ، والدهرية ، ولا خصم من فرق المسلمين المخالفين له ، إلّا قطعه وألزمه الحجّة.

وكان الناس يقولون : والله إنه أولى بالخلافة من المأمون.

وكان أصحاب الأخبار يرفعون ذلك إليه ، فيغتاظ من ذلك ، ويشتدُّ حسده.

__________________

(١) کشف الغُمَّة ٢ : ٥٨.

٨٥

وكان الرضاعليه‌السلام لا يحابي المأمون من حق ، وكان يجيبه(١) بما يكره في أكثر أحواله ؛ فيغيظه ذلك ، ويحقده عليه ، ولا يظهره له.

فلمّا أعيته الحيلة في أمره اغتاله ، فقتله بالسمّ) ، انتهى(٢) .

في سمّ المأمون لهعليه‌السلام

قال في البحار : (اعلم أن أصحابنا والمخالفين اختلفوا أنّ الرضاعليه‌السلام هل مات حتف أنفه ، أو مضى شهيداً بالسمّ؟ وعلى الأخير : هل سمّه المأمون لعنه الله أو غيره؟

والأشهر بيننا أنهعليه‌السلام مضى شهيداً بسمّ المأمون.

ويُنسب إلى السيِّد علي ابن طاووس أنه أنكر ذلك ، وأنكره الإربَلَيرحمه‌الله ، في (کشف الغُمَّة). وردّ ما ذكره المفيد بوجوه سخيفة ، حيث قال : بعد إيراد كلام المفيد : بلغني ممَّن أثقُ بهَّ أن السيِّد رضی الدین علي بن طاووسرحمه‌الله كان لا يوافق على أن المأمون سقى عليّاًعليه‌السلام السمّ ، ولا يعتقده.

وكانرحمه‌الله كثير المطالعة ، والتنقيب ، والتفتيش على مثل ذلك. والَّذي كان يظهر من المأمون ، من حنوه عليه ، وميله إليه ، واختياره له دون أهله وأولاده ممَّا يؤيد ذلك ويقرِّره.

وقد ذكر المفيدرحمه‌الله شيئاً ما يقبله عقلي ، ولعلّي واهم. وهو أن الإمام كان يعيب ابني سهل عند المأمون ، ويقبِّح ذكرهما إلى غير ذلك. وما كان أشغلَهُ باُمور دينه وآخرته ، واشتغاله بالله عن مثل ذلك.

وعلى رأي المفيدرحمه‌الله : إن الدولة المذكورة من أصلها فاسدة ، وعلى غير قاعدة مرضية ؛ فاهتمامهعليه‌السلام بالوقيعة فيهما ، حَتَّى أغراهما بتغيير رأي الخليفةعليه‌السلام ، فيه ما فيه ، ثُمَّ إن نصيحته للمأمون وإشارته عليه بما ينفعه في دينه لا توجب أن تكون سبباً

__________________

(١) في الأصل : (وكان يحابيه) وفي بعض المصادر : (وكان يجبهه) وما أثبتناه من المصدر.

(٢) عیون أخبار الرضاعليه‌السلام ١ : ٢٦٥.

٨٦

لقتله ، وموجباً لركوب هذا الأمر العظيم منه. وقد كان يكفي في هذا الأمر أن يمنعه من الدخول عليه ، أو يكفّه عن وعظه.

ثُمَّ إنا لا نعرف أن الإبر إذا غُرست في العنب صار مسموماً ، ولا يشهده القياس الطبَّي. والله أعلم بحال الجميع ، وإليه المصير. وعنده تجتمع الخصوم) ، انتهى(١) .

قلت : وممَّن منع من صحَّة نسبة ذلك إلى المأمون : الصدوق أيضاً في العلل ، والعيون ، فإنه بعد نقل الرواية المتضمنة لسرقة الصوفي ، ورفع أمره إلى المأمون ، ومكالمة المأمون مع الرضاعليه‌السلام في شأن ذلك الصوفي ، وأنه احتجب المأمون عن الناس ، واشتغل بالرضاعليه‌السلام حَتَّى سمّه ، فقتله. وقد كان قتل الفضل بن سهل ، وجماعة من الشيعة.

قالرحمه‌الله : (روي هذا الحديث كما حكيته ، وأنا بريء من عهدة صحَّته ) ، انتهى(٢) .

وكيف كان فهو موهون من حيث مخالفته لمذهب المشهور ، والأخبار ناطقة بخلافه ، ولذا ترى المجلسيرحمه‌الله أخذ في ردّ ما استند إليه الإربلّي : (بأن الوقيعة في ابني سهل لم يكن للدنيا حَتَّی يمنعه عنه الإشتغال بعبادة الله تعالی ، بل كان ذلك لما وجب عليه من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ورفع الظلم عن المسلمين مهما أمكن. وکون خلافة المأمون فاسدة أيضاً لا تمنع منه ، كما لم تمنع غيره من الإرشاد إلى ما فيه مصالح المسلمين في الغزوات وغيرها.

__________________

(١) بحار الأنوار ٤٩ : ٣١١ ، كشف الغُمَّة ٣ : ٧٦ ، الإرشاد ٢ : ٢٦٩ ، وينظر إلى ما كتبه الشهيد السيِّد علي القاضي في إثبات سمّه في هامش الأنوار النعمانية ٤ : ٧٩ ـ ٨٢.

(٢) علل الشرائع ١ : ٢٣٩ ح ١ ، عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ١ : ٢٦٣ ح ١ ، لا يمكن أن يُأخذ رأي الشيخ الصدوقرحمه‌الله هنا على الإطلاق فهو مفيد بحصَّة هذه الرواية ، فهي غير صحيحة عنده وربما لضعف في السند أو اختلاف في المضمون فالشيخ هنا يردّ الرواية ولا يرد حادثة السمّ ، فالأولى أن لا يعمم رأيهرحمه‌الله على الحادثة.

٨٧

ثُمَّ إنه ظاهر أن نصيحة الأشقياء ووعظهم بمحضر الناس لا سيما المدَّعين الفضل والخلافة ، ممَّا يثير حقدهم ، وحسدهم ، وغيظهم. مع أنه لعنه الله كان أول أمره مبنياً على الحيلة والخديعة ؛ لإطفاء نائرة الفتن الحادثة من [خروج](١) الأشراف والسادة من العلويين في الأطراف ، فلمَّا استقر أمره أظهر كيده)(٢) .

وأمّا دعوی عدم شهادة القياس الطبِّي على غرس الإبرة في العنب ، وصيرورة العنب مسموماً : فهو إنما يتم مع خلو الإبرة من المواد السمومية ، وأمّا مع غمسها في السمّ ، ثُمَّ غرسها في العنب ؛ فلا بعد في تأثيره ، بل يكون مؤثّراً قطعاً.

قال السيِّد الأجل السيِّد عبد الله الجزائري(٣) في مسألة الاستخراج من الجفر : (لا ريب أنه أشرف وأوثق من الاستخراج من النجوم والرمل ، والإصابة فيه أكثر ، إلى أن قال : ورأيت بعض المهوسين بهذا العلم عملاً منسوباً إلى الرضاعليه‌السلام ، سُئل نفسه : كيف حال الرضا مع المأمون؟ ـ كتبه في سطر ، ثُمَّ كتب حروفاً من السؤال مفصولة في سطر آخر ، ثُمَّ أخذ نظائرها في سطر ثالث ـ وساق العمل في سطور متعدِّدة إلى أن حصل الجواب : (يسمُّهُ المأمون في عنب). قال : فأخذت ذلك دستوراً ، ونسجت على منواله ، وعملت أعمالاً رأيت منها العجائب.

ومن وجوه إعجاز القرآن المعلومة بهذا العلم الشريف : أنك إذا عملت في قوله تعالى : ﴿مَن يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ ﴾ بالأعمال الجفرية ، خرج الجواب : ﴿يُحْيِيهَا الَّذي

__________________

(١) ما بين المعقوفين من المصدر.

(٢) بحار الأنوار ٤٩ : ٣١٤.

(٣) هو حفيد السيِّد نعمة الله الجزائري ، له الإجازة الكبيرة ، ت ١١٧٣ هـ.

٨٨

أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ(١) . وفي قوله تعالى : ﴿مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ﴾﴿خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ(٢) .

قال : وهذا كلّه من الشواهد المعتبرة على وثاقة هذا العلم ، وأنه من الأسرار المكنونة التي لا يمسّها إلا المطهَّرون).

هذا إتمام الكلام في سبب وفاته ، وأن الحق ما اختاره أجلاء أصحابنا الإمامية من أنهعليه‌السلام مضى شهيداً بسمّ المأمون ، عليه لعائن الله أبد الآبدين.

خاتمة شريفة

في فضيلة بقعته ، ومحلّ دفنه ـ صلوات الله عليه ـ ومن بنی قبَّته ، وشيّد أثاره فاعلم : أن من جملة الأخبار الدالة على فضيلة تلك الأرض المقدسة ، والبقعة المباركة ما رواه الشيخرحمه‌الله في باب الزيارات من التهذيب : «أنَّ الرضاعليه‌السلام قال : إنَّ بخراسان لبقعة من الأرض يأتي عليها زمان تصير مختلف الملائكة ، فقال : فلا يزال فوج ينزل من السماء وفوج يصعد ، إلى أن يُنفخ في الصور.

فقيل لهعليه‌السلام : يا بن رسول الله وأيّ بقعة هذه؟ فقال : هي أرض طوس ، وهي والله روضة من رياض الجنَّة الخ»(٣) .

روي أيضاً عن الصادقعليه‌السلام : «أربع بقاع ضجّت إلى الله من الغرق في أيام الطوفان ، قال : البيت المعمور فرفعه الله إليه ، والغري وکربلا وطوس»(٤) .

قال في الوافي : (ولمّا ضجّت تلك البقاع ، وكان ضجيجها إلى الله من جهة

__________________

(١) سورة يس : من آية ٧٨ ، ٧٩ تباعاً.

(٢) سورة الزخرف : من آية ٩.

(٣) تهذيب الأحكام ٦ : ١٠٨ رقم ١٩٠ / ٦ ، والمؤلفرحمه‌الله نقله بالمعنى وما أثبتناه من المصدر.

(٤) تهذيب الأحكام ٦ : ١١٠ رقم ١٩٦ / ١٢ ، والمؤلفرحمه‌الله نقله بالمعنى وما أثبتناه من المصدر.

٨٩

عدم وجود من يعبد الله على وجهها ، فجعلها الله مدفن أوليائه )(١) .

فأول مدفن بُني في تلك الأرض المقدَّسة سناباد ، بناها اسکندر ذو القرنين صاحب السدّ ، وكانت دائرة إلى زمان بناء طوس.

قال في معجم البلدان : (طوس مدينة بخراسان ، بينها وبين نيسابور نحو عشرة فراسخ ، وتشتمل على مدينتين : يقال لإحداهما الطابران ، وللأُخرى نوقان. ولهما أكثر من ألف قرية ، فتحت في أيام عثمان ، وبها قبر علي بن موسی الرضا ، وبها أيضاً قبر هارون الرشيد.

وقال مسعر بن المهلهل : وطوس أربع مدن : منها اثنتان كبيرتان ، واثنتان صغيرتان ، وبهما آثار أبنية إسلامية جليلة ، وبها دار حميد بن قحطبة ، ومساحتها ميل في مثله ، وفي بعض بساتينها قبر علي بن موسى الرضاعليه‌السلام وقبر الرشید) ، انتهى(٢) .

وكان حميد بن قحطبة والياً على طوس من قبل هارون ، فبنى في سناباد بنياناً ومحلاً لنفسه ، متی خرج إلى الصيد نزل فيه ، وحميد هذا هو الَّذي قتل في ليلة واحدة ستين سيِّداً من ذرِّية الرسول بأمر من هارون الرشيد ، كما هو في العيون(٣) .

قال ابن عساكر في تاريخه : (حميد بن قحطبة ، واسمه زياد بن شبيب بن خالد بن معدان الطائي ، أحد قوّاد بني العبَّاس ، شهد حصار دمشق ، وكان نازلاً علی باب توما ، ويقال على باب الفراديس ، وولي الجزيرة للمنصور ، ثُمَّ ولي خراسان في خلافة المنصور ، وأقرّه المهدي عليها حَتَّى مات ، واستخلف ابنه عبد الله ، وولي مصر

__________________

(١) الوافي ١٤ : ١٥٩٨ بيان ١٤٦٦٩ / ٤ باختلاف يسير.

(٢) معجم البلدان ٤ : ٤٩.

(٣) عیون أخبار الرضاعليه‌السلام ٢ : ١٠٠ ح ١.

٩٠

في خلافة المنصور في شهر رمضان سنة ثلاث وأربعين ومائة ، سنة كاملة ، ثُمَّ صُرف عنها ، وكانت وفاة المترجم سنة تسع وخمسين ومائة ) ، انتهى(١) .

وأمّا أصل بناء القُبَّة المنورة ، فالظاهر أنها كانت في حياتهعليه‌السلام مشهورة بالبقعة الهارونية ، كما هو مروي في العيون من أنه : دخل دار حمید بن قحطبة الطائي ، ودخل القُبَّة التي فيها قبر هارون الرشيد(٢) .

وأيضاً عن الحسن بن الجهم ، قال : (حضرت مجلس المأمون يوماً ، وعنده علي بن موسی الرضاعليه‌السلام ، وقد اجتمع الفقهاء وأهل الكلام ـ وذكر أسئلة القوم ، وسؤال المأمون عنهعليه‌السلام وجواباته ، وساق الكلام ـ إلى أن قال : فلمَّا قام الرضاعليه‌السلام تبعته ، فانصرف إلى منزله ، فدخلت عليه ، وقلت له : يا بن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، الحمد لله الَّذي وهب لك من جميل رأي أمير المؤمنين ما حمله على ما أرى من إكرامه لك ، وقبوله لقولك.

فقالعليه‌السلام : يا بن الجهم ، لا يغرنّك ما ألفيته عليه من إكرامي ، والاستماع منّي ، فإنه سيقتلني بالسمّ وهو ظالم لي ، أعرف ذلك بعهد معهود إليّ من آبائي عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فاکتم عليّ هذا ما دُمْتُ حيّاً.

قال الحسن بن الجهم : فما حدّثت أحداً بهذا الحديث إلى أن مضى الرضاعليه‌السلام بطوس مقتولاً بالسمّ [ودُفن في دار حمید بن قحطبة الطائي في القُبَّة التي فيها قبر هارون الرشيد إلى جانبه](٣) )(٤) .

__________________

(١) تاريخ مدينة دمشق ١٥ : ٢٨٩ رقم ١٨٠٧.

(٢) عیون أخبار الرضاعليه‌السلام ١ : ١٤٧ ح ١.

(٣) ما بين المعقوفين من المصدر.

(٤) عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ١ : ٢١٦ ح ١.

٩١

وبالجملة ، فالظاهر أن سناباد كانت بلدة صغيرة بطوس ، وكانت لحميد بن قحطبة فيها دارٌ وبستانٌ ، ولمّا مات هارون الرشيد في طوس دُفن في بيت حمید ، ثُمَّ بنى المأمون قُبَّة على تربة أبيه ، ولمّا توفي(١) الإمامعليه‌السلام دُفن بجنب هارون في تلك القُبَّة التي بناها المأمون ، فلا وجه لما هو الشائع على الألسن أن قبَّته المباركة من بناء ذي القرنين.

ولعلَّ وجه الشبهة أنّ (مرو شاه جان) الَّذي هو من أعظم بلاد خراسان ، هو من بناء ذي القرنين كما ذكره ياقوت الحموي في معجم البلدان ، وكان فيها سریر سلطنته ، ومن حسن هوائه كان يسمّيه بروح الملك ، بكسر اللام ، وباعتبار تقديم المضاف إليه اشتهر بشاه جان(٢) .

وفيه أيضاً : (وقد رُوي عن بريدة بن الحصيب أحد أصحاب النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال : قال لي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا بريدة إنه سيُبعث من بعدي بعوث ، فإذا بُعثت ، فکن في بعث المشرق ، ثُمَّ كن في بعث خراسان ، ثُمَّ كن في بعث أرض يقال لها مرو ، إذا أتيتها فانزل مدينتها ؛ فإنَّه بناها ذو القرنين ، وصلّى فيها عزير ، أنهارها تجري بالبركة ، على كل نقب منها ملك شاهر سيفه يدفع عن أهلها السوء إلى يوم القيامة )(٣) .

وقال بعض : هي خير بقاع الأرض من بعد الجنات الأربع التي هي : سعد سمرقند ، ونهر أبلة ، وشعب بوّان ، وغوطة دمشق ، من حيث طيب الفواكه والغلّة ، وجمال النساء والرجال ، والخيل الجياد التي توجد فيها ، وسائر الحيوانات.

__________________

(١) كذا وكان الأجدر أن يقولرحمه‌الله : (قتل) أو (استشهد) فهي من سهو القلم.

(٢) معجم البلدان ٥ : ١١٣ ، وفي ٤ : ٤٩ منه ذكر وصف قصر ضمن مادة (ط. و. س) دون ذكر شاهجان.

(٣) معجم البلدان ٥ : ١١٣.

٩٢

كانت مرو دار الإمارة للملوك من آل طاهر ، ومن المحتمل أنَّ إسکندر حيث كان من المقرَّبين عند الله ، اُلهم من عالم الغيب أنه يُدفن في هذه البقعة من الأرض أحد الأئمّة صلوات الله عليهم أجمعين ، فبنى هذه البلدة ، وسمَّاها سناباد كما رواه الصدوقرحمه‌الله في إكمال الدين ، وفيه : يقتله عفریت متكبِّر ، ويُدفن في المدينة التي بناها العبد الصالح ذو القرنين ، ويُدفن إلى جنب شرّ خلق الله(١) .

ولنعم ما قاله دعبل الخزاعيرضي‌الله‌عنه :

أربع بطوسٍ على قبرِ الزَّكيِّ إذا

ما كُنتَ تَرفَعُ من دینٍ على فطَرِ

قبرانِ في طوس : خيرُ الناسِ كلَّهمُ

وقبرُ شرِّهُمُ، هذا مِن العِبَرِ

ما ينفعُ الرجسَ من قبرِ الزكيّ وما

على الزكيِّ بِقُربِ الرجسِ من ضَرَرِ

هيهاتَ كلُّ امرئٍ رهنٌ بِما كَسَبَتْ

بهِ يداهُ فَخُذْ ما شِئْتَ او فَذَرِ

وعليه ، فإن إسكندر لم يبنِ القُبَّة ، بل إنَّما هو المُمَصّر لتلك البلدة(٢) .

وفي الخرائج : (رُوي عن الحسن بن عبَّاد ـ وكان كاتب الرضاعليه‌السلام ـ قال : دخلت عليه ، وقد عزم المأمون بالمسير إلى بغداد ، فقال : يا بن عبَّاد ما ندخل العراق ولا نراه ، فبكيت وقلت : آيستني أن آتي أهلي وولدي. قالعليه‌السلام : أمّا أنت فستدخلها ، وإنَّما عنيت نفسي. فاعتلَّ وتوفّي في قرية من قرى طوس

__________________

(١) کمال الدين : ٣١٠ ضمن خبر اللوح.

(٢) ديوان دعبل الخزاعي : ١٠٦ ، معجم البلدان ٤ : ٥٠ ، ورواية الديوان :

أربع بطوس على قبر الزكي بها

إن كنت تربعُ من دين على وطر

قبران في طوس : خير الناس كلّهم

وقبر شرّهم ، هذا من العبر

ما ينفع الرجس من قرب الزكي ولا

على الزكي بقرب الرجس من ضرر

هيهات كلّ امرئ رهن بما كسبت

له يداه ، فخذ ما شئت أو فذر

٩٣

[قال الراونديرحمه‌الله :](١) وقد كان تقدّم في وصيته أن يُحفر قبره ممَّا يلي الحائط ، بينه وبين قبر هارون ثلاثة أذرع. وقد كانوا حفروا ذلك الموضع لهارون ، فكُسرت المعاول والمساحي ، فتركوه ، وحفروا حيث أمكن الحفر ، فقال : أحفروا ذلك المكان ، فإنَّه سيلين عليكم ، وستجدون صورة سمكة من نحاس وعليها كتابة بالعبرانية ، فإذا حفرتم لحدي ، فعمّقوه وردّوها ممَّا يلي رجليَّ.

فحفرنا ذلك المكان ، فكانت المحافر تقع في الرمل الليّن بالموضع ، ووجدنا السمكة مكتوب عليها بالعبرانية : (هذه روضة علي بن موسى ، وتلكَ حفرةُ هارون الجبَّار) فرددناها ، ودفناها في لحده عند موضع قاله)(٢) .

ومن المعلوم أن حفر الأرض ، وعمل سمكة من نحاس وكتابة ، لا يكون إلا من إنسان(٣) ، وبالجملة ، فالظاهر أن الحفر المزبور من آثار إسكندر ذي القرنين دون القُبَّة المنوَّرة.

قال في مجالس المؤمنين عند ترجمة الشيخ كمال الدين حسين الخوارزمي : (إنه مسطور في التواریخ ، وفي الألسنة ، والأفواه خصوصاً عند أهل خراسان ، أنه مدّة أربعمائة سنة لم تكن عمارة لائقة على قبر الإمام علي بن موسی ، وبعض الآثار التي كانت توجد عليه هي من أساس حميد بن قحطبة الطائي ، الَّذي كان في زمان هارون الرشيد حاكماً في طوس من قبله ، ولمّا توفّي دفنه في داره ، ومن بعده دفنوا الإمام عليه‌السلام في تلك البقعة بجنب هارون )(٤) .

__________________

(١) ما بين المعقوفين منا لإتمام المعنى.

(٢) الخرائج والجرائح ١ : ٣٦٧.

(٣) ينظر عن أمر وصيتهعليه‌السلام : بحار الأنوار ٤٨ : ٢٧٦.

(٤) مجالس المؤمنين ٢ : ١٧٥ ضمن ترجمته الواقعة في ص ١٦٢.

٩٤

ويظهر من الخبر المروي عن الرضاعليه‌السلام : «أنّي اُدفن في دار موحشة ، وبلاد غريبة»(١) ، أنه في مدة أربعمائة سنة المذكورة ، لم تكن في حوالي مرقده الشریف دار ولا سكنة ، وكانت نوقان في كمال العمران مع أنه ما بين(٢) نوقان وسناباد من البعد إلا حدّ مدّ الصوت.

وقال في (کشف الغُمَّة) : (إن امرأة كانت تأتي إلى مشهد الإمامعليه‌السلام في النهار وتخدم الزوَّار ، فإذا جاء الليل سدّت باب الروضة وذهبت إلى سناباد)(٣) .

وربّما يقال : (إن بعض التزيينات كانت توجد في بناء المأمون من بعض الديالمة إلى أن خرّبه الأمير سبکتکین ، وذلك لتعصُّبه وشدّته على الشيعة ، وكان خراباً إلى زمان يمين الدولة محمود بن سبکتکين)(٤) .

قال ابن الأثير في (الكامل) في ضمن حوادث سنة ٤ ٢١ هـ : (وجُدّد عمارة المشهد بطوس الَّذي فيه قبر علي بن موسی الرضا عليه‌السلام والرشيد ، وأحسن عمارته ، وكان أبوه سبکتکین أخربه ، وكان أهل طوس يؤذون من يزوره ، فمنعهم من ذلك ، وكان سبب فعله ؛ أنه رأى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام في المنام وهو يقول له : إلى متى هذا؟ فعلم أنه يريد أمر المشهد ، فأمر بعمارته )(٥) .

__________________

(١) ينظر : أمالي الصدوق : ١٢٠ ح ١٠٩ / ٨.

(٢) كذا والأولى أن يقولرحمه‌الله : (مع أنه لم يكن بين) ليستقيم المعنى.

(٣) لم أعثر عليه في كشف الغُمَّة وربّما نقلهرحمه‌الله من هامش نسخة أخرى للكتاب كانت عنده ، فيها تعاليق لأحد المتأخرين.

(٤) لم أهتد إلى مصدر قوله.

(٥) الكامل في التاريخ ٩ : ٤٠١.

٩٥

ثُمَّ إن هذه العمارة قَدْ هدمت عند تطرق قبائل غز ، وجُدّدت في عهد السلطان سنجر السلجوقي(١) .

قال في مجالس المؤمنين : (وإنَّ القُبَّة العالية ، والبناء المعظّم الموجود الآن من أثار شرف الدين أبي طاهر القمِّي ، الَّذي كان وزيراً للسلطان سنجر.

قال : وكان بناء الوزير المزبور بإشارة غيبية ، وأن تعيين المحراب الواقع في المسجد فوق الرأس إنما كان بإشارة من الإمامعليه‌السلام ، وتعيين علماء الشيعة) ، انتهى(٢) .

وفي سنة ٥ ٠٠ هـ أمر السلطان سنجر السلجوقي بصناعة الكاشي الَّذي يفوق في الجودة حلي الصين ، وأن يُكتب عليه الأحاديث النبوية والمرتضوية ، وتمام القرآن ، وكان الكاتب لهما عبد العزيز بن أبي نصر القمِّي.

ومن عجيب أمر ذلك ، أنه حُملت تلك الآلات على النوق ، واُرسلت من قم ، فجاءت بطيّ الأرض إلى حوالي خراسان ، ونزلت في منخفض من الأرض بقرب البلدة المقدَّسة ، فمرّ جماعة من المارة على تلك الناحية ، فاطّلعوا على صورة الحال ، فحملوها إلى سيد النقباء السيِّد محمّد الموسوي ، فبنى بها الهزارة الرضوية.

وكان السلطان سنجر ابن الملك شاه السلجوقي مع سعة ملکه قَدْ اختار هذا المكان على سائر بلاده ، ومازال مقيماً به إلى أن مات ، وقبره به في قُبَّة عظيمة ، لها شبَّاك إلى الجامع ، وقُبَّته زرقاء تظهر من مسيرة يوم ، بناها له بعض خدمه بعد موته ووقف عليها وقفاً لمن يقرأ القرآن ، ويكسو الموضع(٣) .

__________________

(١) بحار الأنوار ٤٨ : ٣٢٥.

(٢) مجالس المؤمنين ٢ : ١٧٥.

(٣) لم أهتد إلى مصدر قوله.

٩٦

قال في (المعجم) : (وتركتها أنا في سنة ٦ ١٢ هـ على أحسن ما يكون)(١) .

واستمر بناء سنجر إلى زمان جنكيز خان ، فهدمه تولي خان بن جنكيز خان ، وذلك في سنة ٦ ١٧ هـ(٢) .

قال ابن الأثير في (الكامل) في ما يتعلق بأحوال التتار الَّذين هم جند جنكيز : (إنه لمّا فرغوا من نيسابور ، سیّروا طائفة منهم إلى طوس ، ففعلوا بها كذلك أيضاً ، وخرَّبوها وخرَّبوا المشهد الَّذي فيه الإمام علي بن موسى الرضا عليه‌السلام والرشید حَتَّى جعلوا الجميع خراباً ). ومثله في(شرح نهج البلاغة )(٣) .

وفي الكتيبة الذهبية الواقعة في منطقة القُبَّة المنوَّرة ما صورته :

بسم الله الرحمن الرحيم ، من عظائم توفيق الله سبحانه أن وفق السلطان الأعظم ، مولی ملوك العرب والعجم ، صاحب النسب الطاهر النبوي ، والحسب الباهر العلوي ، تراب أقدام خدّام هذه الروضة المنورة الملكوتية ، مروّج آثار أجداده المعصومين ، السلطان ابن السلطان ، أبا المظفر شاه عبَّاس الحسيني الموسوي الصفوي بهادرخان ، فاستدعى بالمجيء ماشياً على قدميه من دار السلطنة إصفهان إلى زيارة هذا الحرم الأشرف.

وقد تشرّف بزينة هذه العتبة من خُلَّصِ ماله في سنة ألف وعشر ، وتمّ فيسنة ألف وستَّ عشرة.

وفي موضع آخر من القُبَّة مكتوب ، وهو من إملاء المحقّق الخونساري :

__________________

(١) معجم البلدان ٥ : ١١٤.

(٢) لم أهتد إلى مصدر قوله.

(٣) الكامل في التاريخ ١٢ : ٣٩٣ ، شرح نهج البلاغة ٨ : ٢٣٥.

٩٧

من ميامين منن الله سبحانه الَّذي زيَّنَ السماء بزينةٍ الكواكب ، ورصّع هذه القباب العُلا بدرر الدراري الثواقب ، أن استعد السلطان الأعدل الأعظم ، والخاقان الأفخم الأكرم ، أشرف ملوك الأرض حسباً ونسباً ، وأكرمهم خُلُقاً وأدباً ، مروّج مذهب أجداده الأئمّة المعصومين ، ومحيي مراسم آبائه الطيبين الطاهرين ، السلطان ابن السلطان ابن السلطان بن السلطان ، سليمان الحسيني الموسوي الصفوي بهادر خان ، بتذهيب هذه القُبَّة العرشية الملكوتية وتزيينها ، وتشرّف بتجديدها وتحسينها ؛ إذ تطرّق عليها الانكسار ، وسقطت لِبَناتُها الذهبية التي كانت تشرق الشمس في رابعة النهار ، بسبب حدوث الزلزلة العظيمة في هذه البلدة الطيِّبة الكريمة في سنة أربع وثمانين وألف ، وكان هذا التجديد سنة ستّ وثمانين وألف ، كتبه محمّد رضا الإمامي.

ومكتوب على جبهة الباب الواقع في قبلة المرقد الشريف :

لقد تشرّف بتذهيب الروضة الرضوية التي يتمنّى العرش لها أمر النيابة ، وأرواح القدس تخدم جنابه ، السلطان نادر الأفشاريرحمه‌الله الملك الغفّار سنة ١١ ٥٥ هـ.

وكُتب بعده :

ثُمَّ بمرور الأعوام ، ظهر عليها الاندراس ، فأمر السلطان ابن السلطان والخاقان ابن الخاقان ، ناصر الدین شاه قاجار خلّد الله ملکه ، بالتزيين بالزجاجة (بالزجاج ـ ظ) والبلُّور ؛ لتصير نوراً على نور.

وأرسل السلطان قطب شاه الدكني طاب ثراه ألماسةً كبيرة بقدر بیضة الدجاجة هدية إلى الضريح الرضوي ، ولمّا استولى عبد المؤمن خان رئیس طائفة الأزبكية على خراسان ، نهبها من الخزانة في جملة ما نهب.

٩٨

ولمّا زار السلطان شاه عبَّاس الصفوي خراسان في الدفعة التي مشى فيها على قدمه ، وكانت مدّة خروجه من إصفهان ودخوله خراسان ثمانية عشر يوماً ، أهدى له بعض الخواتين الأزبكية تلك الألماسة ، ولمّا بلغه أن الألماسة من الأعيان الراجعة إلى الخزانة الرضوية ، أمر ببيعها في استانبول ، واشترى بقيمتها أملاكاً وأنهاراً تُصرف منافعها على تلك البقعة ، وكان ذلك بإجازة بعض العلماء(١) .

وحكى بعض المؤرِّخين ، عن محمّد بن عبد الله الكوفي ـ وكان حاكماً في نوقان(٢) ـ : (أن بعض ملوك الريّ أرسل رجلين إلى نصر بن أحمد ببخارى ؛ لتبليغ أمر ، وكان أحدهما شيعياً من أهل ريِّ ، والأخر سنيّاً من أهل قم ، فلمَّا وصلا إلى طوس ، قال الشيعي للسنّي : لا بدّ لنا من زيارة الرضاعليه‌السلام ، ثُمَّ التوجُّه إلى بخاری.

فقال له صاحبه : إنَّ السلطان أرسلنا في شغل مهم ، ولا يناسب لنا الاشتغال بغيره ما لم نفرغ من مهمَّة السلطان ، فتوجَّها إلى بخاری وعملا بالمقصود ، ولمّا وصلا إلى طوس عند المراجعة ، قال الشيعي لصاحبه السنّي : فلنذهب إلى زيارة مرقد علي بن موسى الرضاعليه‌السلام ، فأبى صاحبه من ذلك وقال : إني خرجت من قم وكنتُ سنيّاً ، ولا أحبّ أن أرجع إلى بلدي وأنا رافضي.

فلمَّا سمع ذلك سلّم إليه ما في راحلته من أسباب ومتاع ، وركب دابته مخففاً ، وتوجَّه نحو المرقد الشريف قاصداً تقبيل العتبة ، والتشرّف بتلك الروضة المقدَّسة ، فلمَّا جاء الليل التمس من الخادم أن يبيت داخل الروضة ، وأن يجعل مفاتیح الروضة

__________________

(١) لم أهتد إلى مصدر قوله.

(٢) نوقان : بالضم ، والقاف ، وآخره نون : إحدی قصبتي طوس لأن طوس ولاية ولها مدينتان إحداهما طابران والأخرى نوقان ، وفيها تُنحت القدور البرام ، وقد خرج منها خلق من العلماء وبنيسابور قرية أخرى اسمها نوقان. (معجم البلدان ٥ : ٣١١).

٩٩

عنده ، فأجابه على ملتمسه ، ودفع إليه المفاتيح ، وذهب إلى أهله ، فاشتغل الرجل بالتضرّع إلى الله تعالى ، والطواف حول مرقد الإمام ، والاشتغال بقراءة القرآن على الرأس الشريف ، وحينما كان يقرأ ، سمع صوت قارئ آخر يقرأ معه حيث يقرأ من السور والآيات ، فلمَّا سمع ذلك الصوت مع علمه بعدم وجود أحد غيره قطع القراءة ، وأخذ يتجسّس ويدور حول الضريح ؛ ليطّلع على حقيقة الحال ، فلم يرَ أحداً ، فعاد إلى قراءة القرآن ، فسمع ثانياً ما كان يسمع ، فأصغى إصغاءً جيداً.

فتبيّن له أن الصوت من داخل المرقد الشريف ، ومن شدَّة شوقه إلى تلك النغمة ، أخذ يجدّ في قراءة القرآن من أول الفاتحة إلى سورة مريم ، فلمَّا وصل إلى قوله تعالى : ﴿يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَـٰنِ وَفْدًا وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَىٰ جَهَنَّمَ وِرْدًا(١) ، سمع من المرقد الشريف قراءة الآية هكذا : ﴿يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَـٰنِ وَفْدًا وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَىٰ جَهَنَّمَ وِرْدًا(٢) ، فلمَّا أصبح وقد ختم القرآن خرج من الروضة متوجِّهاً إلى نوقان ، وسأل القرّاء عن منشأ القراءة ، فقالوا : لا بأس بهذه القراءة من حيث اللفظ والمعنى غير أنّا لم نظفر في قراءة أحد من القرّاء بهذه القراءة.

ثُمَّ لمّا حضر نيسابور ، سأل عن هذه القراءة قرّاء نيسابور ، فقالوا : لم نسمع بهذه القراءة ، ثُمَّ لمّا حضر الري ، سأل القرّاء بها ، قالوا : أنت من أين أخذت هذه القراءة؟

__________________

(١) سورة مريم : آیة ٨٥ ـ ٨٦.

(٢) قرأ الحسن وقتادة والجحدري واُبي بن كعب ومعاذ القارئ وأبو المتوكّل : (یحشر المتقون). ينظر : البحر المحيط ٦ : ٢١٧ ، مجمع البيان ١٦ : ٧٠ ، مختصر شواذ القراءات : ٨٦ ، واتحاف فضلاء البشر : ٣٠١ ، والمحرر الوجيز ٩ : ٥٣٤ ، والكشّاف ٢ : ٢٩٢ ، وزاد المسير ٥ : ٢٦٣ ، ومعجم القراءات القرآنية ٥ : ٣٩٦.

وقرأ الحسن وقتادة والجحدري واُبي بن كعب ومعاذ القارئ وأبو المتوكّل : (ويُساق المجرمون). ينظر : زاد المسير ٥ : ٢٦٣ ، ومعجم القراءات القرآنية ٥ : ٣٩٦.

١٠٠

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

ورواه الحميريُّ في( قرب الإِسناد) عن عبد الله بن الحسن، عن عليّ ابن جعفر، عن أخيه موسى بن جعفر( عليه‌السلام ) مثله(١) .

[ ٢٩٥٢٣ ] ٥ - وعن عدَّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن ابن أبي نصر، عن عبد الكريم، عن سماعة، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) ، قال: لا أرى للرجل أن يحلف إلّا بالله، وقال: قول الرجل حين يقول:( لا، ب لشانيك) (٢) فانّما هو من قول الجاهليّة، ولو حلف الناس بهذا وشبهه لترك(٣) أن يحلف بالله.

ورواه الشيخ بإسناده عن محمّد بن يعقوب(٤) ، وكذا كل ما قبله.

[ ٢٩٥٢٤ ] ٦ - وعن أحمد بن إدريس عن محمّد بن عبد الجبار، عن صفوان بن يحيى، عن أبي جرير القمي، قال: قلت لأبي الحسن( عليه‌السلام ) : جعلت فداك، قد عرفت انقطاعي إلى أبيك، ثم اليك، ثمّ حلفت له وحق رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) ، وحقّ فلان وفلان حتّى انتهيت إليه، أنّه لا يخرج(٥) ما تخبرني به إلى احد من الناس، وسألته عن أبيه أحيّ هو ام ميّت؟ قال: قد والله مات، إلى ان قال: قلت: فأنت الامام؟ قال: نعم.

[ ٢٩٥٢٥ ] ٧ - وعن عدّة من اصحابنا، عن أحمد بن محمّد ، عن عليّ بن الحكم، عن مروك بن عبيد، عن( محمّد بن يزيد الطبري) (٦) ، قال:

____________________

(١) قرب الاسناد: ١٢١.

٥ - الكافي ٧: ٤٥٠ / ٣.

(٢) في المصدر: لا بل شانئك.

(٣) في نسخة من المصدر: ترك.

(٤) التهذيب ٨: ٢٧٨ / ١٠١١.

٦ - الكافي ١: ٣١١ / ١.

(٥) في المصدر زيادة: مني.

٧ - الكافي ١: ١٤٤ / ١٠.

(٦) في المصدر: محمّد بن زيد الطبري.

٢٦١

كنت قائماً على رأس الرضا( عليه‌السلام ) بخراسان، إلى ان قال: فقال: بلغني ان الناس يقولون: إنَّا نزعم أنَّ الناس عبيد لنا، لا وقرابتي من رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) ما قلته قطّ، ولا( سمعت أحداً) (١) من آبائي قاله، ولا بلغني من احد من آبائي قاله، ولكنّي اقول: ان الناس عبيد لنا في الطاعة، موالٍ لنا في الدين، فليبلغ الشاهد الغائب.

[ ٢٩٥٢٦ ] ٨ - وعن أبي محمّد القاسم بن العلاء رفعه، عن عبد العزيز بن مسلم، عن الرضا( عليه‌السلام ) - في حديث طويل - في صفة الإِمام، والردّ على من يجوز اختياره - إلى ان قال: - فهل يقدرون على مثل هذا فيختارونه، او يكون مختارهم بهذه الصفة فيقدِّمونه؟ تعدّوا وبيت الله الحقّ، ونبذوا كتاب الله وراء ظهورهم.

ورواه الصدوق في( المجالس) عن محمّد بن موسى بن المتوكّل، عن محمّد بن يعقوب (٢) .

ورواه في( عيون الأخبار) عن محمّد بن ابراهيم بن اسحاق الطالقاني، عن القاسم بن محمّد بن عليّ الهاروني، عن عمران بن موسى ابن ابراهيم، عن الحسن الرقام (٣) عن القاسم بن مسلم، عن أخيه عبد العزيز ابن مسلم(٤) .

[ ٢٩٥٢٧ ] ٩ - محمّد بن محمّد بن النعمان المفيد في( العيون

____________________

(١) في المصدر: سمعته.

٨ - الكافي ١: ١٥٧ / ١.

(٢) امالي الصدوق: ٥٤٠ / ١.

(٣) جاء السند في المصححة الثانية عن نسخة اخرى هكذا: محمّد بن القاسم الهرويّ، عن عمران بن موسى، عن ابراهيم بن الحسن الرقّام.

(٤) عيون اخبار الرضا (عليه‌السلام )١: ٢٢٢ / ١.

٩ - الفصول المختارة من العيون والمحاسن: ٣٨.

٢٦٢

والمحاسن) عن عليّ بن عاصم، عن عطاء بن السائب، عن ميسرة، قال: إنَّ امير المؤمنين( عليه‌السلام ) مرّ برحبة القصّابين بالكوفة، فسمع رجلاً يقول: لا والذي احتجب بسبع طباق، قال: فعلاه بالدّرة، وقال له: ويحك ان الله لا يحجبه شيء، ولا يحتجب عن شيء، قال الرجل: انا اُكفّر عن يمينى يا امير المؤمنين؟ قال: لا، لأنّك حلفت بغير الله.

وفي( الإِرشاد) عن الشعبي عن امير المؤمنين( عليه‌السلام ) نحوه(١) .

[ ٢٩٥٢٨ ] ١٠ - وقد تقدّم في احاديث العمرة في حديث عليّ بن أبي حمزة، عن أبي الحسن( عليه‌السلام ) ، قال: وحقك لقد كان منّي في هذه السنة ستّ عمر.

أقول: هذا يحتمل الاختصاص به( عليه‌السلام ) .

[ ٢٩٥٢٩ ] ١١ - محمّد بن مسعود العياشي في( تفسيره) عن زرارة، قال: سألت أبا جعفر( عليه‌السلام ) عن قول الله:( ما يؤمن اكثرهم بالله إلّا وهم مشركون ) (٢) ، قال: من ذلك قول الرجل: لا وحياتك.

[ ٢٩٥٣٠ ] ١٢ - وعنه، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) ، قال: شرك طاعة قول الرجل: لا والله وفلان. الحديث.

[ ٢٩٥٣١ ] ١٣ - أحمد بن محمّد بن عيسى في( نوادره) عن عبد الله بن أبي يعفور (٣) ، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) ، أنّه قال: اليمين التي تكفّر ان يقول الرجل: لا والله ونحو ذلك.

____________________

(١) ارشاد المفيد: ١٢٠.

١٠ - تقدم في الحديث ٣ من الباب ٦ من ابواب العمرة.

١١ - تفسير العياشي ٢: ١٩٩ / ٩٠.

(٢) يوسف ١٢: ١٠٦.

١٢ - تفسير العياشي ٢: ١٩٩ / ٩٣.

١٣ - نوادر أحمد بن محمّد بن عيسى: ٤٧ / ٧٩، وعنه في البحار ١٠٤: ٢٤١ / ١٣٩.

(٣) في النوادر: عبد الله بن ابي يعقوب.

٢٦٣

[ ٢٩٥٣٢ ] ١٤ - وعن عليّ - يعني: ابن مهزيار - قال: قرأت في كتاب لابي جعفر( عليه‌السلام ) إلى داود بن القاسم: إنّي قد جئت وحياتك.

[ ٢٩٥٣٣ ] ١٥ - وعن العلاء، قال: سألته عن قوله:( فلا أُقسم بمواقع النّجوم ) (١) ؟ قال: أعظم إثم من حلف بها.

أقول: وتقدّم ما يدلُّ على ذلك(٢) ، ويأتي ما يدلُّ عليه(٣) ، وما تضمّن الحلف بغير الله محمول على نفي التحرّيم في الصور المذكورة، وان كانت لا تنعقد، ولا توجب كفّارة، ولا تكفي في الدعوى الشرعيّة.

٣١ - باب أنّه لا يجوز الحلف ولا ينعقد بالكواكب، ولا بالاشهر الحرّم، ولا بمكّة، ولا بالكعبة، ولا بالحرّم، ونحوها

[ ٢٩٥٣٤ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن عليّ بن ابراهيم، عن هارون بن مسلم، عن مسعدَّة بن صدقة، قال: قال أبو عبد الله( عليه‌السلام ) : في قول الله عزَّ وجلّ:( فلا أُقسم بمواقع النّجوم ) (٤) قال: كان أهل الجاهليّة يحلفون بها، فقال الله عزَّ وجلّ:( فلا أُقسم بمواقع النّجوم ) (٥) قال: عظّم أمر من يحلف بها، قال: وكان الجاهليّة يعظّمون المحرّم، ولا يقسمون به، ولا

____________________

١٤ - نوادر أحمد بن محمّد بن عيسى: ٥٢ / ٩٧.

١٥ - نوادر أحمد بن محمّد بن عيسى: ١٧٠ / ٤٤٧.

(١) الواقعة ٥٦: ٧٥.

(٢) تقدم في الحديث ٣ من الباب ١٤ وفي الباب ١٥ من هذه الابواب.

(٣) يأتي في الباب ٣٢ من هذه الابواب.

الباب ٣١

فيه حديثان

١ - الكافي ٧: ٤٥٠ / ٤.

(٤، ٥) الواقعة ٥٦: ٧٥.

٢٦٤

بشهر رجب، ولا يعرضون فيهما لمن كان فيهما ذاهباً أو جائياً، وإن كان قتل اباه، ولا لشيء يخرج من الحرم دابّة أو شاة أو بعير او غير ذلك، فقال الله عزَّ وجلَّ لنبيه( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) :( لا اُقسم بهذا البلد وأنت حلّ بهذا البلد ) (١) قال: فبلغ من جهلهم أنّهم استحلّوا قتل النبيّ( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) ، وعظّموا ايّام الشهر، حيث يقسمون به فيفون.

[ ٢٩٥٣٥ ] ٢ - وعن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن إسماعيل بن مرار، عن يونس، عن بعض اصحابنا، قال: سألته عن قول الله عزَّ وجلّ:( فلا أُقسم بمواقع النجوم ) (٢) قال: اعظم إثم من يحلف بها، قال: وكان اهل الجاهلية يعظمون الحرّم، ولا يقسمون به، ويستحلون حرّمة الله فيه، ولا يعرضون لمن كان فيه، ولا يخرجون منه دابّة، فقال الله تبارك وتعالى:( لا اُقسم بهذا البلد وأنت حلّ بهذا البلد ووالد وما ولد ) (٣) قال: يعظمون البلد، أن يحلفوا به، ويستحلون فيه حرّمة رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) .

أقول: وتقدَّم ما يدلُّ على ذلك(٤) ، ويأتي ما يدلُّ عليه(٥) .

٣٢ - باب حكم استحلاف الكفار بغير الله مما يعتقدونه

[ ٢٩٥٣٦ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن

____________________

(١) البلد ٩٠: ١ و ٢.

٢ - الكافي ٧: ٤٥٠ / ٥.

(٢) الواقعة ٥٦: ٧٥.

(٣) البلد ٩٠: ١ - ٣.

(٤) تقدم في الحديث ٣ من الباب ١٤، وفي الحديث ٣ من الباب ١٥، وفي الباب ٣٠ من هذه الابواب.

(٥) يأتي في الباب ٣٢ من هذه الابواب.

الباب ٣٢

فيه ١٤ حديث

١ - الكافي ٧: ٤٥١ / ٤، والتهذيب ٨: ٢٧٨ / ١٠١٣، والاستبصار ٤: ٣٩ / ١٣١.

٢٦٥

محمّد ، عن الحسين بن سعيد، عن النضر بن سويد، عن هشام بن سالم، عن سليمان بن خالد، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) ، قال: لا يحلف اليهوديّ، ولا النصراني، ولا المجوسي بغير الله، إنَّ الله عزّ وجلَ يقول:( وَأنِ احْكُمْ بينهم بما أنزل الله ) (١) .

[ ٢٩٥٣٧ ] ٢ - وبالإِسناد عن النضر بن سويد، عن القاسم بن سليمان، عن جراح المدائني، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) ، قال: لا يحلف بغير الله، وقال: اليهوديّ، والنصرانيّ، والمجوسىّ لا تحلّفوهم إلّا بالله عز وجل.

ورواه الشيخ بإسناده عن الحسين بن سعيد(٢) ، وكذا الذي قبله.

[ ٢٩٥٣٨ ] ٣ - وعن عليّ بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حمّاد عن الحلبي، قال: سألت أبا عبد الله( عليه‌السلام ) عن أهل الملل يستحلفون؟ فقال: لا تحلفوهم إلّا بالله عزَّ وجلّ.

[ ٢٩٥٣٩ ] ٤ - وعنه، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) ان امير المؤمنين( عليه‌السلام ) استحلف يهوديّاً بالتوراة التي أُنزلت على موسى( عليه‌السلام ) .

ورواه الشيخ بإسناده عن محمّد بن يعقوب(٣) .

أقول: حمله الشيخ على أنّه مخصوص بالإِماماذا رأى ذلك اردع لهم، قال: وانما لايجوز لنا ؛ لانّا لا نعرف ذلك، واذا عرفنا جاز أيضاً لنا.

____________________

(١) المائدة ٥: ٤٨.

٢ - الكافي ٧: ٤٥١ / ٥.

(٢) التهذيب ٨: ٢٧٨ / ١٠١٤.

٣ - الكافي ٧: ٤٥٠ / ١.

٤ - الكافي ٧: ٤٥١ / ٣.

(٣) التهذيب ٨: ٢٧٩ / ١٠١٩، والاستبصار ٤: ٤٠ / ١٣٥،

٢٦٦

انتهى. وحمله بعض اصحابنا على من يرى الحلف بذلك، ولا يعتقد الحنث في الحلف بالله.

[ ٢٩٥٤٠ ] ٥ - وعن عدَّة من اصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن عثمان بن عيسى، عن سماعة، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) ، قال: سألته هل يصلح لاحد ان يحلف أحداً من اليهود والنصارى والمجوس بآلهتهم؟ قال: لايصلح لاحد أن يحلف احداً إلّا بالله عزَّ وجلّ.

محمّد بن الحسن بإسناده عن الحسين بن سعيد، عن عثمان بن عيسى مثله(١) .

[ ٢٩٥٤١ ] ٦ - وعنه، عن ابن أبي عمير، عن حمّاد، عن الحلبي، قال: سألت أبا عبد الله( عليه‌السلام ) عن اهل الملل، كيف يستحلفون؟ فقال: لا تحلفوهم إلّا بالله.

[ ٢٩٥٤٢ ] ٧ - وعنه، عن فضّالة، وصفوان جميعاً، عن العلاء، عن محمّد بن مسلم، عن احدهما( عليه‌السلام ) ، قال: سألته عن الاحكام؟ فقال: في كلّ دين ما يستحلفون(٢) به.

أقول: وتقدّم وجهه(٣) .

[ ٢٩٥٤٣ ] ٨ - وعنه، عن النضر بن سويد، وابن أبي نجران جميعاً، عن عاصم بن حميد، عن محمّد بن قيس، قال: سمعت أبا جعفر( عليه

____________________

٥ - الكافي ٧: ٤٥١ / ٢.

(١) التهذيب ٨: ٢٧٩ / ١٠١٥، والاستبصار ٤: ٣٩ / ١٣٣.

٦ - التهذيب ٨: ٢٧٩ / ١٠١٦، والاستبصار ٤: ٤٠ / ١٣٤.

٧ - التهذيب ٨: ٢٧٩ / ١٠١٧، والاستبصار ٤: ٤٠ / ١٣٦.

(٢) في نسخة: يستحلون ( هامش المخطوط ).

(٣) تقدم في ذيل الحديث ٤ من هذا الباب.

٨ - التهذيب ٨: ٢٧٩ / ١٠١٨، والاستبصار ٤: ٤٠ / ١٣٧.

٢٦٧

السلام) يقول: قضى عليّ( عليه‌السلام ) فيمن استحلف اهل الكتاب بيمين صبر ان يستحلف بكتابه وملّته.

أقول: قد عرفت الوجه في مثله(١) .

[ ٢٩٥٤٤ ] ٩ - محمّد بن عليّ بن الحسين بإسناده عن العلاء، عن محمّد ابن مسلم، قال: سألته عن الاحكام؟ فقال: تجوز على كلّ دين بما يستحلفون.

[ ٢٩٥٤٥ ] ١٠ - قال: وقضى امير المؤمنين( عليه‌السلام ) فيمن استحلف رجلاً من اهل الكتاب بيمين صبر ان يستحلفه(٢) بكتابه وملّته.

[ ٢٩٥٤٦ ] ١١ - عبد الله بن جعفر في( قرب الإِسناد) عن الحسن بن ظريف، عن الحسين بن علوان، عن جعفر، عن أبيه: أنَّ عليّاً( عليه‌السلام ) كان يستحلف اليهود والنصارى في بيعهم وكنائسهم، والمجوس في بيوت نيرانهم، ويقول: شدِّدوا عليهم احتياطاً للمسلمين.

[ ٢٩٥٤٧ ] ١٢ - وعن السندي بن محمّد ، عن أبي البختري، عن جعفر، عن أبيه( عليه‌السلام ) : أنّ عليّاً( عليه‌السلام ) كان يستحلف اليهود والنصارى بكتابهم(٣) ، ويستحلف المجوس ببيوت نيرانهم.

أقول: هذا وما في معناه يحتمل الحمل على التغليظ بالقول والمكان ؛ لما تقدّم(٤) .

____________________

(١) تقدم في ذيل الحديث ٤ من هذا الباب.

٩ - الفقيه ٣: ٢٣٦ / ١١١٦.

١٠ - الفقيه ٣: ٢٣٦ / ١١١٧.

(٢) في المصححة الثانية عن نسخة: يستحلف.

١١ - قرب الاسناد: ٤٢.

١٢ - قرب الاسناد: ٧١.

(٣) في المصدر: بكنائسهم.

(٤) تقدم في الاحاديث ١ و ٢ و ٣ من هذا الباب.

٢٦٨

[ ٢٩٥٤٨ ] ١٣ - وقد تقدّم في احاديث من افطر في شهر رمضان مستحلاً عن محمّد بن عمران، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) أنّ امير المؤمنين( عليه‌السلام ) قال لبعض عظماء اليهود: نشدتك بالتسع آيات التي أُنزلت على موسى( عليه‌السلام ) بطور سيناء، وبحق الكنائس الخمس، وبحق السمط الديان، هل تعلم ان يوشع بن نون اتى بقوم بعد وفاة موسى( عليه‌السلام ) ، شهدوا أنّ لا اله إلّا الله، ولم يشهدوا ان موسى رسول الله، فقتلهم بمثل هذه القتلة؟ فقال له اليهوديُّ: نعم، ثم ذكر أنّه اسلم.

[ ٢٩٥٤٩ ] ١٤ - أحمد بن محمّد بن عيسى في( نوادره )، عن ابن أبي عمير، عن الحلبي، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) ، قال: سألته عن استحلاف أهل الذمّة؟ قال: لا تحلفوهم إلّا بالله.

أقول: وروى أيضاً في( نوادره) اكثر الاحاديث السابقة هنا.

٣٣ - باب جواز استحلاف الظالم بالبراءة من حول الله وقوته

[ ٢٩٥٥٠ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن عدَّة من اصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن بعض اصحابه، عن صفوان الجمال: ان أبا جعفر المنصور قال لابي عبد الله( عليه‌السلام ) : رفع إليَّ أنّ مولاك المعلّى بن خنيس يدعو اليك، ويجمع لك الاموال، فقال: والله ما كان، إلى ان قال المنصور: فأنا أجمع بينك وبين من سعى بك، فجاء الرجل الذي سعى به،

____________________

١٣ - تقدم في الحديث ٣ من الباب ٢ من ابواب احكام شهر رمضان.

١٤ - نوادر أحمد بن محمّد بن عيسى: ٥١ / ٩١.

الباب ٣٣

فيه ٣ احاديث

١ - الكافي ٦: ٤٤٥ / ٣.

٢٦٩

فقال له أبو عبد الله( عليه‌السلام ) : يا هذا! اتحلف؟ فقال: نعم، والله الذي لا اله إلّا هو عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم لقد فعلت، فقال له أبو عبد الله( عليه‌السلام ) : ويلك تبجّل الله، فيستحيي من تعذيبك، ولكن قل: برئت من حول الله وقوّته والجئت إلى حولي وقوّتي، فحلف بها الرجل، فلم يستتمها حتّى وقع ميّتاً، فقال أبو جعفر المنصور: لا اُصدّق عليك بعد هذا أبداً، واحسن جائزته، وردَّه.

[ ٢٩٥٥١ ] ٢ - محمّد بن الحسين الرضي في( نهج البلاغة) قال: قال أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) : احلفوا الظالم اذا أردتم يمينه بأنّه بريء من حول الله وقوته، فانه اذا حلف بها كاذباً عوجل، واذا حلف بالله الذي لا اله إلّا هو لم يعاجل ؛ لأنّه قد وحدّ الله سبحانه.

[ ٢٩٥٥٢ ] ٣ - سعيد بن هبة الله الراوندي في( الخرائج والجرائح) عن الرضا، عن ابيه( عليهما‌السلام ) : أنّ رجلاً وشى إلى المنصور ان جعفر ابن محمّد( عليه‌السلام ) يأخذ البيعة لنفسه على الناس ليخرج عليهم(١) فاحضره المنصور، فقال الصادق( عليه‌السلام ) : ما فعلت شيئاً من ذلك، فقال المنصور لحاجبه: حلف هذا الرجل على ما حكاه عن هذا - يعني: الصادق( عليه‌السلام ) - فقال الحاجب: قل والله الذي لا اله إلّا هو - وجعل يغلّظ عليه اليمين - فقال الصادق( عليه‌السلام ) : لا تحلّفه هكذا، فاني سمعت أبي يذكر عن جدي رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) ، أنّه قال: إنَّ من الناس من يحلف بالله كاذباً فيعظّم الله في يمينه، ويصفه بصفاته الحسنى فيأتي تعظيمه لله على اثم كذبه ويمينه، ولكن دعني أُحلّفه باليمين التي حدّثني أبي، عن رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) ، أنّه لا يحلف بها

____________________

٢ - نهج البلاغة ٣: ٢٠٩ / ٢٥٣.

٣ - الخرائج والجرائح: ٢٠٠.

(١) في نسخة: عليه.

٢٧٠

حالف إلّا باء بإثمه، فقال المنصور: فحلفه إذاً يا جعفر، فقال الصادق( عليه‌السلام ) للرجل: قل: ان كنت كاذباً عليك فبرئت من حول الله وقوته، ولجأت إلى حولي وقوّتي، فقالها الرجل، فقال الصادق( عليه‌السلام ) : اللّهمَّ ان كان كاذباً فامته، فما استتمّ كلامه حتّى سقط الرجل ميتاً، واحتمل، ومضى به. الحديث.

ورواه المفيد في( الإِرشاد) مرسلاً نحوه (١) .

٣٤ - باب ان من قال: هو يهودي او نصراني ان لم يفعل كذا لم تنعقد يمينه، ولم تلزمه كفارة وان حنث، وكذا لو قال: هو محرّم بحجة ان لم يفعل كذا

[ ٢٩٥٥٣ ] ١ - محمّد بن الحسن بإسناده عن يونس بن، عبد الرحمن عن اسحاق بن عمار، قال: قلت لابي ابراهيم( عليه‌السلام ) : رجل قال هو يهوديّ أو نصرانيّ ان لم يفعل كذا وكذا، قال: بئس ما قال، وليس عليه شيء.

[ ٢٩٥٥٤ ] ٢ - وبإسناده عن الحسين بن سعيد، عن فضّالة، عن أبان، عن زرارة، وعبد الرحمن، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) في رجل، قال: هو محرم بحجّة ان لم يفعل كذا وكذا فلم يفعله، قال: ليس بشيء.

[ ٢٩٥٥٥ ] ٣ - وعنه، عن القاسم بن محمّد ، عن عليّ، عن أبي بصير، قال: سألت أبا عبد الله( عليه‌السلام ) ، عن الرجل يقول: هو يهوديٌّ أو

____________________

(١) الإِرشاد: ٢٧٢.

الباب ٣٤

فيه ٣ احاديث

١ - التهذيب ٨: ٢٧٨ / ١٠١٢.

٢ - التهذيب ٨: ٢٨٨ / ١٠٥٩.

٣ - التهذيب ٨: ٢٨٨ / ١٠٦٤.

٢٧١

نصرانيٌّ ان لم يفعل كذا وكذا، قال: ليس بشيء.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(١) .

٣٥ - باب ان من حلف بتحرّيم زوجته او جاريته لم تلزمه كفارة، ولم تحرّم عليه

[ ٢٩٥٥٦ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن حميد بن زياد، عن ابن سماعة، عن صفوان عن حرّيز عن محمّد بن مسلم، قال: قلت لابي عبد الله( عليه‌السلام ) : رجل قال لامرأته: انت عليّ حرّام، فقال: ليس عليه كفّارة ولا طلاق.

[ ٢٩٥٥٧ ] ٢ - وعن عدَّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن ابن أبي نصر، عن محمّد بن سماعة، عن زرارة، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) ، قال: سألته عن رجل قال لامرأته: أنت عليَّ حرام؟ فقال لي: لو كان لي عليه سلطان لأوجعت ظهره(٢) ، وقلت له: الله أحلّها لك فما حرَّمها عليك، أنّه لم يزد على ان كذب. الحديث.

[ ٢٩٥٥٨ ] ٣ - وعن عليّ بن ابراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي نجران، عن عاصم بن حميد، عن محمّد بن قيس، قال: قال أبوجعفر( عليه

____________________

(١) تقدم في الباب ٣٠ من هذه الابواب.

الباب ٣٥

فيه ٣ احاديث

١ - الكافي ٦: ١٣٥ / ٤، واورده في الحديث ٨ من الباب ١٥ من ابواب مقدمات الطلاق.

٢ - الكافي ٦: ١٣٤ / ١، واورده بتماُمّه في الحديث ٢ من الباب ١٥ من ابواب مقدمات الطلاق.

(٢) في المصدر: رأسه.

٣ - الكافي ٧: ٤٥٢ / ٤، واورده بتماُمّه في الحديث ١ من الباب ١٤، وذيله في الحديث ١ من الباب ١٥ من ابواب الكفارات.

٢٧٢

السلام ): قال الله عزَّ وجلَّ لنبيّه( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) :( يا أيّها النبيّ لِمَ تحرّم ما أحلَّ الله لك قد فرض الله لكم تحلّة ايمانكم ) (١) فجعلها يميناً، وكفّرها رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) ، قلت: بما كفّر؟ قال: اطعم عشرة مساكين، لكلّ مسكين مدّ. الحديث.

أقول: هذا محمول على الاستحباب، وقد تقدّم ما يدلُّ على ذلك أيضاً في الطلاق وغيره(٢) .

٣٦ - باب جواز الحلف على غير الواقع جهراً، واستثناء مشيّة الله سرّاً للخدعة في الحرّب

[ ٢٩٥٥٩ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن عليّ بن ابراهيم، عن هارون بن مسلم، عن مسعدَّة بن صدقة، عن شيخ من ولد عديّ بن حاتم، عن أبيه، عن جدّه عديّ، وكان مع أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) في حرّوبه: ان أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) قال في يوم التقى هو ومعاوية بصفين، ورفع بها صوته ليسمع اصحابه: والله لأقتلنّ معاوية واصحابه، ثم يقول في آخر قوله: ان شاء الله، يخفض بها صوته، وكنت قريباً(٣) ، فقلت: يا امير المؤمنين! انك حلفت على ما قلت: ثمَّ استثنيت، فما اردت بذلك؟ فقال لي: ان الحرّب خدعة، وانا عند المؤمنين غير كذوب، فاردت ان اُحرِّض اصحابي عليهم ؛ لكي لا يفشلوا، ولكي يطمعوا فيهم، فافقههم

____________________

(١) التحريم ٦٦: ١ و ٢.

(٢) تقدم في الباب ١٥ من ابواب مقدمات الطلاق، ويدلُّ عليه عموماً في الاحاديث ٦ و ٧ و ١٣ و ١٨ من الباب ١١ من هذه الابواب.

الباب ٣٦

فيه حديث واحد

١ - الكافي ٧: ٤٦٠ / ١.

(٣) في المصدر زيادة: منه.

٢٧٣

ينتفع بها بعد اليوم أنّ شاء الله، واعلم أنّ الله جلّ ثناؤه قال لموسى( عليه‌السلام ) حيث ارسله إلى فرعون:( فقولا له قولاً ليّناً لعلّه يتذكّر او يخشى ) (١) وقد علم أنّه لا يتذكّر ولا يخشى، ولكن ليكون ذلك أحرّص لموسى على الذهاب.

ورواه عليُّ بن ابراهيم في( تفسيره) نحوه (٢) .

أقول: وتقدَّم ما يدلُّ على جواز الخدعة في الحرّب في الجهاد(٣) .

٣٧ - باب حكم من حلف لا يشرب من لبن عنزله، ولا ياكل من لحمها، هل يتعدّى إلى أولادها؟

[ ٢٩٥٦٠ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن أبي عليّ الأشعري، عن محمّد بن حسان عن أبي عمر(٤) الارمني، عن عبد الله بن الحكم، عن عيسى بن عطية، قال: قلت لابي جعفر( عليه‌السلام ) : إنّي آليت ان لا أشرب من لبن عنزي، ولا اكل من لحمها، فبعتها، وعندي من اولادها، فقال: لا تشرب من لبنها، ولا تأكل من لحمها، فإنها منها.

ورواه الشيخ بإسناده عن محمّد بن أحمد بن يحيى عن سهل بن الحسن عن يعقوب بن اسحاق الضبيّ، عن أبي محمّد الارمني، عن عبد الله

____________________

(١) طه ٢٠: ٤٤.

(٢) تفسير القمي ٢: ٦٠.

(٣) تقدم في الباب ٥٣ من ابواب جهاد العدو.

الباب ٣٧

فيه حديث واحد

١ - الكافي ٧: ٤٦٠ / ٢.

(٤) في المصدر: عمران.

٢٧٤

ابن الحكم(١) .

أقول: هذا يحتمل الحمل على ارادته ذلك وقت الحلف، وعلى الكراهة، والاحوط ابقاؤه على ظاهره.

٣٨ - باب ان من حلف ليضربن عبده جاز له العفو عنه، بل يستحب له اختيار العفو، ومن حلف ان يضرب عبده عدداً جاز ان يجمع خشباً فيضربه، فيحسب بعدده

[ ٢٩٥٦١ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد ، عن القاسم بن يحيى، عن جدّه الحسن بن راشد، عن نجيّة العطار، قال: سافرت مع أبي جعفر( عليه‌السلام ) إلى مكة، فأمر غلاُمّه بشيء، فخالفه إلى غيره، فقال أبو جعفر( عليه‌السلام ) : والله لاضربنّك يا غلام، قال: فلم أره ضربه، فقلت: جعلت فداك، إنّك حلفت لتضربنَّ غلامك، فلم ارك ضربته، فقال: أليس الله عزَّ وجلَّ يقول:( وان تعفوا أقرب للتّقوى ) (٢) ؟!

ورواه الشيخ بإسناده عن محمّد بن أحمد بن يحيى، عن ابراهيم بن اسحاق، عن القاسم بن محمّد ، عن أبيه، عن جدِّه الحسن بن راشد، عن محمّد العطّار مثله(٣) .

[ ٢٩٥٦٢ ] ٢ - أحمد بن محمّد بن عيسى، في( نوادره) عن أبي جعفر

____________________

(١) التهذيب ٨: ٢٩٢ / ١٠٨٢.

الباب ٣٨

فيه حديثان

١ - الكافي ٧: ٤٦٠ / ٤.

(٢) البقرة ٢: ٢٣٧.

(٣) التهذيب ٨: ٢٩٠ / ١٠٧٣.

٢ - نوادر أحمد بن محمّد بن عيسى: ١٧٢ / ٤٤٩.

٢٧٥

يعني: الثاني( عليه‌السلام ) أنّه سئل هل يصحّ اذا حلف الرجل ان يضرب عبده عدداً أن يجمع خشباً فيضربه، فيحسب بعدده؟ قال: نعم.

أقول: وتقدّم ما يدلُّ على ذلك عموماً(١) .

٣٩ - باب ان من حلف برب المصحف انعقدت يمينه، وعليه بالحنث كفارة واحدة

[ ٢٩٥٦٣ ] ١ - محمّد بن يعقوب عن علي بن ابراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) ، قال: قال أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) : من حلف فقال: لا وربّ المصحف، فحنث، فعليه كفّارة واحدة.

ورواه الشيخ بإسناده عن محمّد بن يعقوب(٢) .

وبإسناده عن محمّد بن عليّ بن محبوب، عن أحمد بن محمّد ، عن البرقي، عن النوفلي(٣) .

ورواه الصدوق مرسلاً(٤) .

أقول: وتقدَّم أيضاً ما يدلُّ على انعقاد هذه اليمين(٥) .

____________________

(١) تقدم في الاحاديث ١ و ٣ و ٤ و ٨ و ٩ من الباب ١٨ من هذه الابواب.

الباب ٣٩

فيه حديث واحد

١ - الكافي ٧: ٤٦١ / ٨.

(٢) التهذيب ٨: ٢٩٤ / ١٠٨٧.

(٣) التهذيب ٨: ٣٠٢ / ١١٢٠.

(٤) الفقيه ٣: ٢٣٨ / ١١٢٩.

(٥) تقدم في الباب ٣٢ من هذه الابواب.

٢٧٦

٤٠ - باب ان من حلف لغريمه ان لا يخرج من البلد إلّا بعلمه، وكان عليه في ذلك ضرر لم تنعقد

[ ٢٩٥٦٤ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد ، عن( محمّد بن سهل) (١) ، عن محمّد بن سنان، عن اسحاق بن عمّار، قال: قلت لابي عبد الله( عليه‌السلام ) : الرجل يكون عليه اليمين(٢) فيحلفه غريمه بالأيمان المغلّظة أن لا يخرج من البلد إلّا بعلمه(٣) ، فقال: لا يخرج حتّى يعلمه، قلت: ان اعلمه لم يدعه، قال: ان كان علمه ضرراً عليه وعلى عياله فليخرج، ولا شيء عليه.

ورواه الشيخ بإسناده عن أحمد بن محمّد ، عن محمّد بن سهل، عن ابن سنان نحوه(٤) .

[ ٢٩٥٦٥ ] ٢ - وعنه، عن محمّد بن الحسين، عن محمّد بن عبد الله بن هلال، عن عقبة بن خالد، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) في رجل كان لرجل عليه دين فلزمه، فقال الملزوم: كلُّ حلّ عليه حرّام ان برح حتّى يرضيك، فخرج من قبل ان يرضيه، كيف يصنع، ولا يدري ما بلغ(٥) يمينه، وليس له فيها نيّة؟ فقال: ليس بشيء.

____________________

الباب ٤٠

فيه حديثان

١ - الكافي ٧: ٤٦٢ / ١٠.

(١) في المصدر: سهل.

(٢) في التهذيب ظاهراً: الدين ( هامش المخطوط ).

(٣) في المصدر: يعلمه.

(٤) التهذيب ٨: ٢٩٠ / ١٠٧١.

٢ - الكافي ٧: ٤٦٠ / ٣، واورده في الحديث ٢ من الباب ١٧ من هذه الابواب.

(٥) في المصدر: يبلغ.

٢٧٧

أقول: وتقدّم ما يدلُّ على ذلك عموماً(١) .

٤١ - باب جواز الحلف للوارث على نفي مال الميت مع وجوده، وكونه موصى به او مقراً به للغير.

[ ٢٩٥٦٦ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد، عن عليّ بن النعمان، عن عبد الله بن مسكان، عن علاء بيّاع السابري، قال: سألت أبا عبد الله( عليه‌السلام ) عن امرأة اودعت(٢) رجلاً مالاً، فلمّا حضرها الموت قالت له: إنّ المال الذى دفعته اليك لفلانة، وماتت المرأة، فأتى أولياؤها الرجل، فقالوا: كان لصاحبتنا مال لا نراه إلّا عندك، فاحلف لنا ما لنا قبلك شيء، أيحلف لهم؟ قال: ان كانت مأمونة عنده فليحلف، وان كانت متّهمة عنده فلا يحلف، ويضع الامر على ما كان، فإنّما لها من مالها ثلثه.

ورواه الشيخ بإسناده عن الحسين بن سعيد مثله(٣) .

أقول: وتقدّم ما يدلُّ على ذلك(٤) .

____________________

(١) تقدم في الباب ١٨ من هذه الابواب.

الباب ٤١

فيه حديث واحد

١ - الكافي ٧: ٤٦٢ / ١١، واورده في الحديث ٢ من الباب ١٦ من ابواب احكام الوصايا.

(٢) في المصدر: استودعت.

(٣) التهذيب ٨: ٢٩٤ / ١٠٨٨، والاستبصار ٤: ١١٢ / ٤٣١.

(٤) تقدم في الباب ١٦ من ابواب احكام الوصايا.

٢٧٨

٤٢ - باب ان من حلف على الغير ليفعلن كذا لم ينعقد، ولم يلزم احدهما شيء.

[ ٢٩٥٦٧ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد ، عن ابن فضّال، عن حفص، وغير واحد من اصحابنا، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: سئل عن الرجل يقسم على أخيه؟ قال: ليس عليه شيء، إنّما أراد أكرامه.

ورواه الشيخ بإسناده عن أحمد بن محمّد مثله(١) .

[ ٢٩٥٦٨ ] ٢ - وعن الحسين بن محمّد ، عن معلّى بن محمّد ، عن الحسن بن علي الوشاء، عن أبان بن عثمان، عن عبد الرحمن بن أبي عبد الله، قال: سالته عن الرجل يقسم على الرجل في الطعام ليأكل، فلم يأكل(٢) ، هل عليه في ذلك الكفارة؟ وما اليمين التي تجب فيها الكفّارة؟ فقال: الكفّارة في الذى يحلف على المتاع أن لا يبيعه ولا يشتريه ثم يبدو له، فيكفر عن يمينه. الحديث.

محمّد بن الحسن بإسناده عن محمّد بن يعقوب مثله(٣) ، وكذا الذي قبله.

[ ٢٩٥٦٩ ] ٣ - وبإسناده عن الحسين بن سعيد عن حمّاد عن أبي(٤)

____________________

الباب ٤٢

فيه ٦ احاديث

١ - الكافي ٧: ٤٦٢ / ١٢ ولم نعثر في التهذيب المطبوع على الحديث بإسناده عن محمّد بن يعقوب.

(١) التهذيب ٨: ٢٩٤ / ١٠٨٩، والاستبصار ٤: ٤١ / ١٣٩.

٢ - الكافي ٧: ٤٤٦ / ٦، واورده بتماُمّه في الحديث ٥ من الباب ٢٤ من هذه الابواب.

(٢) في المصدر: يطعم.

(٣) التهذيب ٨: ٢٩٢ / ١٠٧٩، والاستبصار ٤: ٤١ / ١٤٠.

٣ - التهذيب ٨: ٢٨٧ / ١٠٥٧، والاستبصار ٤: ٤٠ / ١٣٨.

(٤) في التهذيب: ابن.

٢٧٩

المغيرة، عن ابن سنان، عن عبد الرحمن بن أبي عبد الله، قال: سألت أبا عبد الله( عليه‌السلام ) عن الرجل يقسم على الرجل في الطعام يأكل معه فلم يأكل، هل عليه في ذلك كفّارة؟ قال: لا.

[ ٢٩٥٧٠ ] ٤ - وعنه، عن الحسن بن عليّ الوشاء، عن عبد الله بن سنان، عن رجل، عن عليّ بن الحسين( عليه‌السلام ) ، قال: اذا اقسم الرجل على اخيه فلم(١) يبرّ قسمه فعلى المقسم كفّارة يمين.

وبإسناده عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن عليّ ابن بنت الياس مثله(٢) .

أقول: هذا محمول على الاستحباب، قاله الشيخ وغيره.

[ ٢٩٥٧١ ] ٥ - محمّد بن عليّ بن الحسين بإسناده عن محمّد بن مسلم، قال: سألت احدهما( عليهما‌السلام ) عن رجل قالت له امرأته: أسألك بوجه الله إلّا ما طلّقتني؟ قال يوجعها ضرباً، او يعفو عنها.

[ ٢٩٥٧٢ ] ٦ - أحمد بن محمّد بن عيسى في( نوادره )، عن ابن بكير بن اعين،( عن أبيه (٣) )، قال: ان اخت عبد الله جد ابن المختار دخلت على اخت لها، وهي مريضة، فقالت لها اُختها: افطري، فابت، فقالت اُختها جاريتى حرّة ان لم تفطري، او كلّمتك أبداً، فقالت: جاريتي حرّة ان افطرت، فقالت الاُخرى: فعليّ المشي إلى بيت الله، وكلّ مالي

____________________

٤ - التهذيب ٨: ٢٩٢ / ١٠٨٠، والاستبصار ٤: ٤١ / ١٤١.

(١) في نسخة: لما ( هامش المخطوط ).

(٢) التهذيب ٨: ٣٠٢ / ١١٢٢.

٥ - الفقيه ٣: ٢٢٨ / ١٠٧٧.

٦ - نوادر أحمد بن محمّد بن عيسى: ٢٩ / ٢٢.

(٣) ليس في المصدر.

٢٨٠

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417