وسائل الشيعة الجزء ٢٥

وسائل الشيعة12%

وسائل الشيعة مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
المترجم: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 485

المقدمة الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠
  • البداية
  • السابق
  • 485 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 336373 / تحميل: 6346
الحجم الحجم الحجم
وسائل الشيعة

وسائل الشيعة الجزء ٢٥

مؤلف:
العربية

١

٢

٣

٤

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وكفى، والصلاة والسلام على رسوله المصطفى، وعلى آله الأئمة الشرفاء.

قد اعتمدنا في تحقيق هذا الجزء على النسخ الآتية:

١ - النسخة المخطوطة، وهي المسوّدة الثانية بخط المؤلّف قدس الله نفسه، انتهى منها سنة (١٠٧٢) وقد مرّ وصفها في بداية كتاب النكاح( ج ٢٠) من طبعتنا هذه.

٢ - المصححة، بخط الشيخ غلام حسن القنجابيرحمه‌الله ، وهي المعبّر عنها بالمصحّحة الثانية، وقد مرّ وصفها كذلك.

٣ - المصححة، بخط السيّد الرضويّ الكشميريّرحمه‌الله وقد كتب في بداية هذا الجزء ما نصّه:

بسم الله الرحمن الرحيم

شرعنا في المقابلة مع نسخة الأصل من هذا الأبواب، صبح الأثنين، رابع عشرين ذي القعدة سنة ١٣٤٩.

محمد الرضويّ

٥

وتستمر التصحيحات الى حيث تنقطع في بداية( أبواب الاشربة المباحة) .

وكتب في بداية كتاب الغصب ما نصه:

شرعنا في المقابلة مع نسخة الاصل من كتاب الغصب يوم الأربعاء ١٧ ذي الحجة سنة ١٣٤٩.

وكتب في آخر هذا الجزء ما نصه:

يقول محمد الرضويّ:

انتهت المقابلة مع نسخة الاصل إلى هنا، يوم الاثنين ٢٩ شهر ذي الحجة الحرام سنة ١٣٤٩ هـ، في النجف الاشرف.

وقد عبّرنا عنها بالمصححة الأولى، في التعليقات.

والحمد لله على توفيقه.

٦

بقية كتاب الأطعمة والأشربة

٧

٨

أبواب الاطعمة المباحة

١ - باب أن كلّ ما لا نصّ على تحريمه من الاطعمة المعتادة فهو مباح، وذكر جملة من الاطعمة المباحة.

[ ٣٠٩٩٦ ] ١ - محمد بن عليّ بن الحسين بإسناده عن محمد بن عذافر، عن أبيه، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) ، قال: قلت له: لِمَ حرَّم الله الخمر والميتة ولحم الخنزير والدم؟ فقال: إن الله تبارك وتعالى لم يحرِّم ذلك على عباده، وأحلّ لهم ما وراء ذلك من رغبة فيما أحلَّ لهم، ولا زهد فيما حرمه عليهم، ولكنّه خلق الخلق، فعلم ما تقوم به أبدانهم وما يصلحهم فأحلّه لهم، وأباحه لهم، وعلم ما يضرُّهم فنهاهم عنه، ثمَّ أحلّه للمضطرِّ في الوقت الذي لا يقوم بدنه إلّا به. الحديث.

ورواه الكليني والشيخ والبرقيّ والعيّاشي كما مرَّ(١) .

[ ٣٠٩٩٧ ] ٢ - وتقدَّم في حديث محمد بن مسلم وزرارة، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: وإنّما الحرام ما حرَّم الله في القرآن.

____________________

أبواب الأطعمة المباحة

الباب ١

فيه ٦ أحاديث

١ - الفقيه: ٣: ٢١٨ / ١٠٠٩.

(١) مرّ في الحديث ١ من الباب ١ من أبواب الأطعمة المحرّمة.

٢ - تقدم في الحديث ١ من الباب ٤ من أبواب الأطعمة المحرّمة.

٩

[ ٣٠٩٩٨ ] ٣ - وفي حديث محمد الحلبي، قال: قال أبو عبدالله( عليه‌السلام ) : لا يكره شيء من الحيتان إلّا الجرِّي.

[ ٣٠٩٩٩ ] ٤ - وفي حديث محمد بن مسلم، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) أنّه قال: ليس الحرام إلّا ما حرَّم الله في كتابه، ثمَّ قال: اقرأ هذه الآية:( قل لا أجد فيما أُوحى إليَّ محرّماً على طاعم يطعمه إلّا أن يكون ميتة أو دماً مسفوحاً أو لحم خنزير فإنّه رجس أو فسقاً أُهلَّ لغير الله به ) (١) .

[ ٣١٠٠٠ ] ٥ - محمد بن الحسن الصفّار في( بصائر الدرجات) عن أحمد ابن محمد (٢) ، عن الحسين بن سعيد، عن أبي وهب، عن محمد بن منصور قال: سألت عبداً صالحاً عن قول الله تعالى:( إنّما حرَّم ربّي الفواحش ما ظهر منها وما بطن ) (٣) ، فقال: إنَّ القرآن له ظهر وبطن، فجميع ما حرَّم في الكتاب( هو الظهر ظاهر وباطن) (٤) من ذلك أئمّة الجور، وجميع ما أحلّ الله في الكتاب هو الظاهر والباطن من ذلك أئمّة الحقّ.

رواه الكليني عن عدة من اصحابنا عن أحمد بن محمد، مثله.

[ ٣١٠٠١ ] ٦ - عليّ بن الحسين المرتضى في رسالة( المحكم والمتشابه) نقلاً من تفسير النعماني بإسناده الآتي (٥) عن علي( عليه‌السلام ) ، قال: وأما ما في القرآن تأويله في تنزيله، فهو كلّ آية محكمة نزلت في تحريم

____________________

٣ - تقدم في الحديث ١٧ من الباب ٩ من أبواب الاطعمة المحرمة.

٤ - تقدم في الحديث ٦ من الباب ٥ من أبواب الاطعمة المحرمة.

(١) الانعام ٦: ١٤٥.

٥ - بصائر الدرجات: ٥٣ / ٢.

(٢) في المصدر زيادة: عن محمد بن الحسن.

(٣) الاعراف ٧: ٣٣.

(٤) في المصدر: هو الظاهر والباطن.

٦ - المحكم والمتشابه: ٨٤.

(٥) يأتي في الفائدة الثانية من الخاتمة برقم( ٥٢)

١٠

شيء من الاُمور المتعارفة التي كانت في أيّام العرب تأويلها في تنزيلها، فليس يحتاج فيها إلى تفسير أكثر من تأويلها، وذلك مثل قوله تعالى في التحريم:( حُرِّمت عليكم أُمّهاتكم وبناتكم وأخواتكم ) (١) إلى آخر الآية، وقوله:( إنَّما حَرَّمَ عليكم الميتة والدَّم ولحم الخنزير ) (٢) الآية، وقوله تعالى:( يا أيّها الذين آمنوا اتّقوا الله وذروا ما بقي من الرّبوا ) (٣) الآية، و(٤) قوله:( وأحلّ الله البيع وحرَّم الرّبوا ) (٥) ، وقوله تعالى:( قل تعالوا اتل ما حرَّم ربّكم عليكم ألّا تشركوا به شيئاً ) (٦) إلى آخر الاية، ومثل ذلك في القرآن كثير ممّا حرَّم الله سبحانه، لا يحتاج المستمع له إلى مسألة عنه، وقوله عزّ وجلّ في معنى التحليل:( أُحلَّ لكم صيد البحر وطعامه متاعاً لكم وللسيارة ) (٧) ، وقوله:( وإذا حللتم فاصطادوا ) (٨) ، وقوله تعالى:( يسئلونك ماذا أُحلّ لهم قل أُحلَّ لكم الطيّبات وما علّمتم من الجوارح مكلّبين تعلّمونهنَّ مما علّمكم الله ) (٩) ، وقوله:( وطعامكم حلّ لهم ) (١٠) ، وقوله:( أوفوا بالعقود أُحلّت لكم بهيمة الأنعام إلّا ما يتلى عليكم غير محلّى الصّيد وأنتم حرم ) (١١) ، وقوله:( أُحلَّ لكم ليلة الصيام الرّفث الى نسائكم ) (١٢) ، وقوله:( لا تحرّموا طيّبات ما أحلّ الله لكم ) (١٣) ، ومثله كثير.

____________________

(١) النساء ٤: ٢٣.

(٢) البقرة ٢: ١٧٣، والنحل ١٦: ١١٥.

(٣) البقرة ٢: ٢٧٨.

(٤) كذا الظاهر، وكان في الاصل ( إلى ) بدل الواو.

(٥) البقرة ٢: ٢٧٥.

(٦) الانعام ٦: ١٥١.

(٧) المائدة ٥: ٩٦.

(٨) المائدة ٥: ٢.

(٩) المائدة ٥: ٤.

(١٠) المائدة ٥: ٥.

(١١) المائدة ٥: ١.

(١٢) البقرة ٢: ١٨٧.

(١٣) المائدة ٥: ٨٧.

١١

ورواه عليّ بن إبراهيم في( تفسيره) مرسلاً نحوه (١) .

أقول: والأحاديث الواردة في حصر الأطعمة المحرّمة كثيرة متفرقة، ومثلها الآيات المشتملة على الحصر والنصوص العامّة، ولا يخفى أنّ أكثرها حصر إضافي بالنسبة إلى بعض الافراد، وأنَّ دلالة هذه العمومات والظواهر لا تقاوم النصوص الخاصّة، فكلّما وجد نصّ خاصّ على تحريم شيء كان مستثنى، وأنَّ شمولها لغير المعتاد بعيد جدّاً ؛ لعدم كون تلك الافراد ظاهرة الفرديّة لذلك العامّ، ولكونه مخصوصاً بمجمل، أعني: الخبائث وغير ذلك، وأنَّ الحصر مخصوص بالأطعمة غير شامل لغيرها والله أعلم، وقد تقدَّم ما يدلُّ على جملة من الأطعمة المباحة في الحجّ(٢) والصيد(٣) والذبائح(٤) والأطعمة المحرَّمة(٥) وآداب المائدة(٦) وغير ذلك(٧) .

٢ - باب استحباب اختيار خبز الشعير على خبز الحنطة وغيرها.

[ ٣١٠٠٢ ] ١ - محمد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن

____________________

(١) تفسير القمي ١: ٩٦.

(٢) تقدم في الباب ٤٢ من أبواب آداب السفر.

(٣) تقدم في الحديثين ٤ و ٥ من الباب ١٦ وفي الحديثين ٢ و ٤ من الباب ١٧ من أبواب الصيد.

(٤) تقدم في الباب ١٩ من أبواب الذبائح.

(٥) تقدم في الحديثين ١ و ٢ من الباب ١ وفي الابواب ٨ و ١٨ - ٢٣ من أبواب الأطعمة المحرَّمة.

(٦) تقدم في الابواب ٢٥ و ٦٥ و ٧٣ و ٨٨ و ٩٦ و ٩٨ و ٩٩ و ١٠٠ و ١٠٣ من أبواب آداب المائدة.

(٧) تقدم في الابواب ٨ - ١٥ من أبواب الذبح في الحج.

الباب ٢

فيه حديث واحد

١ - الكافي ٦: ٣٠٤ / ١.

١٢

عيسى، عن يونس، عن أبي الحسن الرضا( عليه‌السلام ) ، قال: فضل(١) الشعير على البرِّ كفضلنا على الناس، ما من نبيّ إلا وقد دعا لاكل الشعير، وبارك عليه، وما دخل جوفاً إلّا وأخرج كلّ داء فيه، وهو قوت الانبياء وطعام الابرار، أبى الله أن يجعل قوت أنبيائه إلّا شعيراً(٢) .

٣ - باب أكل خبز الأرز.

[ ٣١٠٠٣ ] ١ - محمد بن يعقوب، عن عليّ بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن أبي الحسن الرضا(٣) ( عليه‌السلام ) أنّه قال: ما دخل جوف المسلول شيء أنفع من خبز الأرز.

[ ٣١٠٠٤ ] ٢ - وعن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن السيّاري، عن يحيى بن أبي نافع(٤) ، وغيره، يرفعونه إلى أبي عبدالله( عليه‌السلام ) ، قال: ليس يبقى في الجوف من غدوة إلى الليل إلّا خبز الارز.

[ ٣١٠٠٥ ] ٣ - وعنه، عن محمد بن موسى عن الخشّاب، عن علي بن حسّان، عن بعض أصحابنا، قال: قال أبو عبدالله( عليه‌السلام ) : أطعموا المبطون خبز الارز، فما دخل جوف المبطون شيء أنفع منه، أما إنّه يدبغ المعدة ويسلّ الداء سلّاً.

____________________

(١) في المصدر زيادة: خبز.

(٢) تقدم في الحديث ٦ من الباب ٢ من أبواب آداب المائدة.

الباب ٣

فيه ٣ أحاديث

١ - الكافي ٦: ٣٠٥ / ١.

(٣) كتب في المصَّححة الاولى على ( الرضا ) علامة نسخة.

٢ - الكافي ٦: ٣٠٥ / ٣.

(٤) في المصدر: يحيى بن أبي رافع.

٣ - الكافي ٦: ٣٠٥ / ٢.

١٣

٤ - باب استحباب اختيار السويق على غيره.

[ ٣١٠٠٦ ] ١ - محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أبي همام، عن سليمان الجعفري، عن( أبي جعفر( عليه‌السلام ) ) (١) ، قال: نِعْمَ القوت السويق، إن كنت جائعاً أمسك، وإن كنت شبعاناً هضم طعامك.

[ ٣١٠٠٧ ] ٢ - وعن الحسين بن محمد، عن أحمد بن إسحاق، عن بكر ابن محمّد، عن أبي عِبدالله( عليه‌السلام ) ، قال: السويق ينبت اللحم، ويشدّ العظم.

ورواه الحميريّ في( قرب الإِسناد) عن محمد بن عيسى، عن بكر بن محمد نحوه (٢) .

[ ٣١٠٠٨ ] ٣ - وعن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضّال، عن عبدالله بن جندب، عن بعض أصحابه، قال: ذكر عند أبي عبدالله( عليه‌السلام ) السويق، فقال: إنّما عمل بالوحى.

[ ٣١٠٠٩ ] ٤ - وعن علي بن محمد بن بندار، عن أحمد بن أبي عبدالله،

____________________

الباب ٤

فيه ١٢ حديثاً

١ - الكافي ٦: ٣٠٥ / ١، والمحاسن: ٤٩٠ / ذيل ٥٧٢.

(١) في المصدر: أبي الحسن الرضا (عليه‌السلام )

٢ - الكافي ٦: ٣٠٥ / ٣، والمحاسن: ٤٨٨ / ٥٥٩.

(٢) قرب الإسناد: ٩.

٣ - الكافي ٦: ٣٠٥ / ٢، والمحاسن: ٤٨٨ / ٥٥٥.

٤ - الكافي ٦: ٣٠٥ / ٤، والمحاسن: ٤٨٨ / ٥٥٧.

١٤

عن عثمان بن عيسى، عن خالد بن نجيح، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) ، قال: السويق طعام المرسلين، أو قال: النبّيين.

[ ٣١٠١٠ ] ٥ - وعنه، عن أحمد، عن عدَّة من أصحابه، عن عليّ بن أسباط، عن محمد بن عبدالله بن سيابة، عن جندب بن عبدالله، عن أبي الحسن موسى( عليه‌السلام ) ، قال: سمعته يقول: إنّما نزل السويق بالوحي من السماء.

[ ٣١٠١١ ] ٦ - وعنه، عن أحمد، عن موسى بن القاسم، عن يحيى بن مساور، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) ، قال: السويق يجرد المرّة والبلغم من المعدة جرداً، ويدفع سبعين نوعاً من أنواع البلاء.

[ ٣١٠١٢ ] ٧ - وعنه، عن أبيه، عن أبي عبدالله البرقيّ، عن بكر بن محمد، عن خيثمة قال(١) : قال أبو عبدالله( عليه‌السلام ) : من شرب السويق أربعين صباحاً امتلأ كتفاه قوَّة.

[ ٣١٠١٣ ] ٨ - وعن عدَّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن حماد بن عثمان، ومحمد بن سوقة، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) ، قال: السويق يهضم الرؤوس.

أحمد بن أبي عبدالله البرقي في( المحاسن) عن أبيه، عن محمد بن

____________________

٥ - الكافي ٦: ٣٠٦ / ٥، والمحاسن: ٤٨٨ / ٥٥٦.

٦ - الكافي ٦: ٣٠٦ / ١١، والمحاسن: ٤٨٩ / ٥٦٧.

٧ - الكافي ٦: ٣٠٦ / ١٢، والمحاسن: ٤٩٠ / ٥٦٩.

(١) في المحاسن: عثيمة قالت:

٨ - الكافي ٦: ٣٠٦ / ١٠.

١٥

عرفة، عن أبي الحسن( عليه‌السلام ) ، وعن عليّ بن جعفر، وموسى بن القاسم، عن أبي همام، وذكر الحديث الاول، وعن أبيه، عن بكر بن محمد وذكر الثاني، وعن ابن فضّال وذكر الثالث، وعن عثمان بن عيسى وذكر الرابع، وعن عدَّة من أصحابنا وذكر الخامس، وعن موسى ابن القاسم، وذكر السادس، وعن أبيه، عن بكر بن محمد وذكر السابع.

[ ٣١٠١٤ ] ٩ - وعن السيّاري، عن نضر بن أحمد، عن عدَّة من أصحابنا(١) ، عن الرضا( عليه‌السلام ) ، قال: السويق لما شرب له.

[ ٣١٠١٥ ] ١٠ - وعن أبيه، عن بكر بن محمد، عن خضر،( عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) في المولود يكون منه الضعف) (٢) قال: ما يمنعك من السويق؟ فإنّه يشدّ العظم وينبت اللحم.

وعن أبيه، عن بكر بن محمد، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) نحوه(٣) .

وعن عثمان بن عيسى، عن سماعة، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) مثله(٤) .

[ ٣١٠١٦ ] ١١ - وعن أبيه، ومحمد بن عيسى جميعاً، عن بكر بن

____________________

٩ - المحاسن: ٤٤٨ / ٥٥٨.

(١) في المصدر زيادة: من أهل خراسان.

١٠ - المحاسن: ٤٨٨ / ٥٦١.

(٢) في المصدر: قال: كنت عند أبي عبدالله (عليه‌السلام ) فأتاه رجل من أصحابنا، فقال له: يولد لنا المولود فيكون منه القلة والضعف.

(٣) المحاسن: ٤٨٨ / ٥٦٢.

(٤) المحاسن: ٤٨٩ / ذيل ٥٦٢.

١١ - المحاسن: ٤٨٩ / ٥٦٤ وسنده هكذا « عن بكر بن محمد، عن عثيمة أم ولد عبد السلام قالت » والسند الوارد هنا راجع للحديث ٥٦٣، وفيه عن عثيمة بدل خيثمة.

١٦

محمد، عن خيثمة، قالت: قال أبو عبدالله( عليه‌السلام ) : اسقوا صبيانكم السويق في صغرهم، فإنَّ ذلك ينبت اللحم، ويشدّ العظم، وقال: من شرب السويق أربعين صباحاً امتلأ كتفاه قوةّ.

[ ٣١٠١٧ ] ١٢ - وعن أبيه، عن محمد بن عمرو، عن الرضا( عليه‌السلام ) ، قال: نِعْمَ القوت السويق، إن كنت جائعاً أمسك، وإن كنت شبعاناً هضم طعامك.

وعن عليّ بن جعفر وموسى بن القاسم، عن أبي همام، عن سليمان الجعفري، عن أبي الحسن( عليه‌السلام ) مثله(١) .

أقول ويأتي ما يدلُّ على ذلك(٢) .

٥ - باب استحباب (*) السويق الجاف المغسول سبع غسلات أو ثلاثاً، وبالزيت، وعلى الريق.

[ ٣١٠١٨ ] ١ - محمد بن يعقوب، عن عدَّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن قتيبة الأعشى، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) ، قال: ثلاث راحات(٣) سويق جاف على الريق تنشف المرَّة

____________________

١٢ - المحاسن: ٤٩٠ / ٥٧٢.

(١) المحاسن: ٤٩٠ / ذيل ٥٧٢.

(٢) يأتي في الباب الآتي من هذه الابواب.

الباب ٥

فيه ٨ أحاديث

(*) أضيفت هنا في المخطوط كلمة ( أكل ) ثم حكها وكتب في المصححة الاولى عليها: غير مقطوعة الثبوت « محمد الرضوي ».

١ - الكافي ٦: ٣٠٦ / ٨، والمحاسن: ٤٨٩ / ٥٦٥.

(٣) الراحة: قدر ما يملأ بطن الكف.

١٧

والبلغم، حتّى لا يكاد يدع شيئاً.

[ ٣١٠١٩ ] ٢ - وعنهم، عن أحمد، عن عليّ بن الحكم، عن النضر بن قرواش، قال: قال أبوالحسن الماضي( عليه‌السلام ) : السويق إذا غسلته سبع غسلات، وقلبته من إناء إلى إناء آخر، فهو يذهب بالحمّى وينزل القوَّة في الساقين والقدمين.

[ ٣١٠٢٠ ] ٣ - وعنهم، عن سهل بن زياد، عن يحيى بن المبارك، عن عبدالله بن جبلة عن إسحاق بن عمّار، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: السويق الجاف يذهب بالبياض.

[ ٣١٠٢١ ] ٤ - وعنهم، عن سهل، عن السيّاري، عن إبراهيم بن بسطام، عن رجل من أهل مرو قال: بعث إلينا الرضا( عليه‌السلام ) - وهو عندنا - يطلب السويق، فبعثنا(١) إليه بسويق ملتوت فردّه وبعث إليَّ: أنَّ السويق إذا شرب على الريق جافاً أطفأ الحرارة وسكّن المرارة(٢) وإذا لُتَّ لم يفعل ذلك.

[ ٣١٠٢٢ ] ٥ - وعن علي بن محمد بن بندار، وغيره، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن محمد بن عيسى عن عبيدالله الدهقان، عن درست، عن عبدالله بن مسكان قال: سمعت أبا عبدالله( عليه‌السلام ) يقول: شرب السويق بالزيت ينبت اللحم ويشد العظم، ويرقّ البشرة، ويزيد في الباه.

____________________

٢ - الكافي ٦: ٣٠٦ / ٩، والمحاسن: ٤٨٩ / ٥٦٨.

٣ - الكافي ٦: ٣٠٦ / ٦، والمحاسن: ٤٨٩ / ٥٦٦.

٤ - الكافي ٦: ٣٠٧ / ٣.

(١) في نسخة: وبعثت. ( هامش المصححة الثانية ).

(٢) في نسخة: المرّة ( هامش المصححة الثانية ).

٥ - الكافي ٦: ٣٠٦ / ٧.

١٨

أحمد بن محمد البرقي في( المحاسن) عن محمد بن عيسى مثله (١) .

وروى الأوَّل عن إبراهيم بن محمد الثقفي، عن قتيبة الأعشى. والثاني عن علي بن الحكم، والثالث عن أبي يوسف، عن يحيى بن المبارك مثله.

[ ٣١٠٢٣ ] ٦ - وعن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن إبراهيم بن عمر اليمانيّ، عن حمّاد بن عثمان قال: سمعت أبا عبدالله( عليه‌السلام ) يقول: إملأوا جوف المحموم من السويق، يغسل ثلاث مرَّات، ثمَّ يسقى.

[ ٣١٠٢٤ ] ٧ - قال: وفي حديث آخر يحول من إناء إلى إناء.

وعن أبيه عن ابن أبي عمير، عن حفص بن البخترى، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) مثله(٢) .

[ ٣١٠٢٥ ] ٨ - وعنه في حديث آخر قال: نِعْمَ الطعام السويق. أقول: وتقدّم ما يدلُّ على ذلك(٣) .

٦ - باب كراهة شرب الرجل السويق بالسكّر.

[ ٣١٠٢٦ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن موسى بن الحسن، عن السيّاريّ، عن عبيد الله بن أبي عبدالله، قال: كتب أبو الحسن( عليه‌السلام ) من خراسان إلى المدينة: لا تسقوا أبا جعفر الثاني السويق بالسكَّر، فانه رديّ للرجال.

____________________

(١) المحاسن: ٤٨٨ / ٥٦٠.

٦ - المحاسن: ٤٩٠ / ٥٧٠.

٧ - المحاسن: ٤٩٠ / ذيل ٥٧٠.

(٢) المحاسن: ٤٩٠ / ٥٧١ ونصه: أفضل سحوركم السويق والتمر.

٨ - المحاسن: ٤٩٠ / ٥٧٢.

(٣) تقدّم في الباب السابق من هذه الابواب.

الباب ٦

فيه حديثان

١ - الكافي ٦: ٣٠٧ / ١٣.

١٩

وفسّره السيّاري عن عبيد، أنّه كره(١) للرجال ؛ لأنّه يقطع النكاح من شدّة برده مع السكّر.

[ ٣١٠٢٧ ] ٢ - أحمد بن محمد البرقي في( المحاسن) عن النوفلي، عن السكوني، عن جعفر بن محمد، عن آبائه: أنّ النبيّ( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) أتيَ بسويق لوز فيه سكّر طبرزد، فقال: هذا طعام المترفين بعدي(٢) .

٧ - باب سويق الشعير.

[ ٣١٠٢٨ ] ١ - محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى، عن عبدالله بن جعفر، عن محمد بن خالد، عن سيف التمّار، قال: مرض بعض رفقائنا بمكّة فبرسم(٣) ، فدخلت على أبي عبدالله( عليه‌السلام ) فأعلمته(٤) فقال: اسقه سويق الشعير، فإنّه يعافي إن شاء الله، وهو غذاء في جوف المريض، قال: فما سقيناه(٥) إلّا يومين، أو قال: مرَّتين، حتّى عوفي صاحبنا.

أقول: وتقدَّم مايدلُّ على ذلك(٦) .

____________________

(١) في المصدر: يكره.

٢ - المحاسن: ٤٩٠ / ٥٧٣.

(٢) الحديث لم يرد في مصورة المخطوط وقد كتب في المصححة الاولى على بدايته ( من ) وعلى نهايته ( إلى ) فليلاحظ.

الباب ٧

فيه حديث واحد

١ - الكافي ٦: ٣٠٧ / ١٤.

(٣) برسم: هذى في مرضه « القاموس المحيط ٤: ٧٩ ».

(٤) في هامش المصححة الاولى: كذا في نسخة الاصل، وفي الكافي بالواو.

(٥) في المصدر زيادة: السويق.

(٦) تقدم في الباب ٢ من هذه الابواب.

٢٠

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

دعاء اليوم الخامس عشر :

«اللهم أرزقني فيه طاعة الخاشعين ، وأشرح فيه صدري بإنابة المخبتين بأمانك يا أمان الخائفين »

أضواء على هذا الدعاء :

أحب شيء للمؤمن الصادق في إيمانه الطاعة المشتملة على الخشوع ، وقد وصف الله تعالى المؤمنين بالفلاح لأنهم خاشعون في الطاعة والعبادة وأهمها الصلاة ، يقول الحق تعالى :( قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ ) (١) .

وطاعة الخاشعين هي : الطاعة المُثلى فهي طاعة يتصف صاحبها بالخشوع فيها دون تكلف ، أو رياء ، أو تمحل.

والخشوع هو : الخضوع وبابهما واحد ، والتخشع تكلف الخشوع ، وينبغي أن يكون الخشوع لله تعالى دون غيره ، والجوارح مرجعها القلب وقد روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه رأى رجلا يصلي وهو يعبث بشيء ، فقال : «أن هذا لو خشع قلبه لخشعت جوارحه ».

ثم قال صلى الله عليه وآله وسلم :

«واشرح فيه صدري بإنابة المخبتين»

وقد قال الله تعالى في القرآن الكريم مخاطباً نبيه الأمين :

( بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ : أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ ) (٢) .

__________________

١ ـ سورة المؤمنون ، الآية : ١.

٢ ـ سورة الانشراح ، الآية : ١.

٦١

وقد جاء في تفسيرها : [ألم نفسحه حتى وسع مناجاة الحق ودعوة الخلق ، ألم نفسحه بما أودعنا فيه من الحكم ، وبما يسرنا لك تلقي الوحي](١) .

والإنابة : هي الإقبال والتوبة ، يقال : أناب إلى الله تعالى أقبل وتاب.

و [المخبتون ، هم : الخاشعون ، والإخباث ، هو : الخشوع ، يقال : أخبت لله تعالى ، أي : خشع](٢) .

والمراد من الدعاء أن يشرح الله تعالى صدر المؤمن في هذا اليوم بالإقبال على الطاعة التي يتجسد فيها الإخبات والخشوع ، وقد ورد في زيارة أمين الله عن المعصوم عليه السلام قوله : «اللهم أن قلوب المخبتين إليك والهة ، وسبل الراغبين إليك شارعة ، وأعلام القاصدين إليك واضحة »(٣) . وقال تعالى :( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَخْبَتُوا إِلَىٰ رَبِّهِمْ أُولَـٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ) (٤) .

ثم يختم النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم الدعاء بقوله :

«بأمانك يا أمان الخائفين»

أي بحمالك وجوارك فالله المجأ ، والمعين ، والأمان لمن يلتجأ إليه خائفاً ، مذعوراً ، منيباً.

والخائفون هنا من يخافون الله تعالى ويخشونه ويرجون لطفه ، وفضله في أن يتقبل منهم أعمالهم ، ويعفو عن ذنوبهم ، ويغفر لهم سيئاتهم بعد أن يعودوا إلى ساحة طاعته ، وهم

__________________

١ ـ كنز الدقائق : ١٤ / ٣٣٢.

٢ ـ مختار الصحاح : ١٦٧.

٣ ـ مفتاح الجنة : ٩٦.

٤ ـ سورة هود ، الآية : ٢٣.

٦٢

يأملون منه الرضا والقبول.

والخوف من الله درجة الأصفياء ، وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قوله : «رأس الحكمة مخافة الله ».

وقال : «أعلى الناس منزلة يوم القيامة أخوفهم منه ».

وقال أمير المؤمنين علي عليه السلام : «أعلم الناس بالله أخوفهم منه ».

وقال : «الخوف سجن النفس عن الذنوب ، ورادعها عن المعاصي ».

وقال إمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام : «ينبغي للمؤمن أن يخاف الله خوفا كأنه يشرف على النار ، ويرجوه رجاء كأنه من أهل الجنة ».

وقال عليه السلام : «من خاف الله عز وجل أخاف الله منه كل شيء ومن لم يخف الله عز وجل أخافه الله من كل شيء »(١) .

__________________

١ ـ التفسير المعين : ٥٣٣.

٦٣

دعاء اليوم السادس عشر :

«اللهم وفقني فيه لموافقة الأبرار ، وجنبني فيه مرافقة الأشرار ، وآوني فيه برحمتك إلى دار القرار بأِلوهيتك يا إله العالمين »

أضواء على هذا الدعاء :

«اللهم وفقني فيه لموافقة الأبرار »

يسأل النبي الأعظم ربه تعالى أن يوفقه لموافقة الأبرار ، أي : يكون معهم وفي جماعتهم الصالحة ، و [التوفيق ، هو : النجاح من قولهم وفقة الله ، وأستوقف الله سأله التوفيق](١) .

وموافقة الأبرار تعني عدم مخالفتهم والكون معهم لأنهم أكثر الناس معرفة بالله تعالى ، وقد مدحهم الله تعالى بقوله :

( إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِن كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا * عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّـهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا ) (٢) .

وقد فُسر الأبرار هنا بأهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.

«وجنبني فيه مرافقة الأشرار»

كما يطلب صلى الله عليه وآله وسلم في دعائه أن يوفقه الله لمرافقة الأبرار يدعو الله تعالى أن يجنبه ويبعده مرافقة الأشرار.

__________________

١ ـ مختار الصحاح : ٧٣٠.

٢ ـ سورة الإنسان ، الآية : ٦.

٦٤

والمرافقة ، تعني : الصُحبة والرفقة ، وهي : لغة الجماعة ترافقهم في سفرك ، والجمع رفاق ، والرفيق ، هو : المرافق ، والجمع الرفقاء ، فإذا افترقوا ذهب أسم الرفقة ولا يذهب أسم الرفيق ، وهو أيضا واحد وجمع كالصديق ، قال تعالى :( وَحَسُنَ أُولَـٰئِكَ رَفِيقًا ) (١) .

و [الأشرار جمع شَرّ ، وشرير ، وهو : كثير الشر ، والشر ضد الخير ، ويقال : فلان شرُ الناس ، والشِرة مصدر الشر](٢) .

وقد وردت الأحاديث في ذم الأشرار منها ، قول : النبي صلى الله عليه وآله وسلم : «شر الناس عند الله يوم القيامة الذين يُكرّمون اتقاء شرهم ».

وقال أمير المؤمنين علي عليه السلام : «شر الناس من يظلم الناس ، وشر الناس من لا يُبالي أن يراه الناس مسيئا ».

وقال عليه السلام : «الشر كامن في طبيعة كل أحد فإن غلبه صاحبه بطن وان لم يغلبه ظهر »(٣) .

«وآوني فيه برحمتك إلى دار القرار»

ودار القرار ، هي : الآخرة التي هي دار المقر والقرار بعد أن كان الإنسان في دار الممر وهي الدنيا الفانية الزائلة.

وآواه ، لغة أنزله ، والمأوى كل مكان يَأوي إليه شيء ليلا أو نهارا ، ويقال : آوى إلى منزلة ومنه قوله تعالى :( سَآوِي إِلَىٰ جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ ) (٤) .

__________________

١ ـ سورة النساء ، الآية : ٦٩.

٢ ـ مختار الصحاح : ٣٣٤.

٣ ـ التفسير المعين : ٤٥٦.

٤ ـ سورة هود ، الآية : ٤٣.

٦٥

«بأِلوهيتك يا إله العالمين»

وهنا يقسم المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم على الله تعالى أن يوفقه لمرافقة الأبرار ، وأن يجنبه مرافقة الأشرار ، وأن يأويه وينزله برحمته إلى دار القرار بألوهيته المتفردة بالكمال المطلق ، والقدرة المطلقة ، والإرادة والمشيئة والعلم وكل صفات الكمال التي لا تليق إلا بالحق تبارك وتعالى ، وإله العالمين هو الخالق المتفرد بالخلق ، والذي لا ينازعه بذلك أحد ، قال تعالى :( الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ) (١) .

__________________

١ ـ سورة تبارك ، الآية : ٢.

٦٦

دعاء اليوم السابع عشر :

«اللهم أهدني فيه لصالح الأعمال ، وأقض لي فيه الحوائج والآمال يا من لا يحتاج إلى التفسير والسؤال يا عالما بما في صدور العالمين صل على محمد وآله الطاهرين »

أضواء على هذا الدعاء :

لا شك أن الهداية من الله تعالى والمقصود بها هنا التوفيق للأعمال الصالحة التي تقرب العبد من الله زلفى وتجعله من عباد الله الصالحين الذين سيكونون وارثين الأرض فيما بعد :( أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ ) (١) .

وقد أكد القرآن على صالح الأعمال في كثير من الآيات منها قوله تعالى :( إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ) ٢ ، وقال :( إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ ) ٣ ، وقال تعالى :( وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّـهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ) (٤) .

ثم قال صلى الله عليه وآله وسلم :

«وأقض لي فيه الحوائج والآمال»

__________________

١ ـ سورة الأنبياء ، الآية : ١٠٥.

٢ ـ سورة العصر ، الآية : ٢.

٣ ـ سورة التين ، الآية : ٦.

٤ ـ سورة فصلت ، الآية : ٣٣.

٦٧

والحوائج جمع حاجة والله تعالى هو قاضي الحاجات وتُجمع الحاجة على حاجات أيضا ، وتبقى الحوائج معطلة إلى أن يأذن الله تعالى بقضائها.

والآمال جمع أمل وهو ما يأمله الإنسان ويرجوه من الخير والنجاح والرزق والصحة والعلم وكل ما يدر عليه بالنفع ، ويقال : [لو لا الأمل لما أرضعت الأم رضيعها ولما زرع الزارع أرضه] ، وقال الشاعر :

علل انلفس بالآمال ارقبها

ما أضيق العيش لو لا فسحة الأمل

ثم انتقل صلى الله عليه وآله وسلم فقال :

«يا من لا يحتاج إلى التفسير والسؤال»

والذي يحتاج إلى التفسير والسؤال ، هو : العاجز وأما القادر فهو من لا يحتاج إلى ذلك.

و [التفسير ، هو : البيان لأنه مأخوذ لغة من فسر فسرا والفسر والتفسير شيء واحد ، وهو : البيان واستفسر ، سأله أن يُفسره](١) .

والسؤال والمسألة ينبعان من الحاجة ، والضعف ، والفقر ، أما لطلب رزق ، أو دفع بلاء ، أو توضيح شيء. وهذه كلها يلجأ إليها الإنسان المفتقر لغيره ، والكل مفتقر إلى رحمة الله الغني.

__________________

١ ـ مختار الصحاح : ٥٠٣.

٦٨

«يا عالما بما في صدور العالمين ، صل على محمد وآله الطاهرين ».

الله تعالى عالم بكل شيء ، وهو : القائل جل أسمه :( وَاللَّـهُ مِن وَرَائِهِم مُّحِيطٌ ) ١ ، ويقول تعالى :( يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ ) (٢) ، ويقول تعالى :( وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ ) (٣) ، ويقول :( فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى ) ٤ ، ويقول تعالى :( يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ) (٥) .

ويختم النبي صلى الله عليه وآله وسلم الأعظم دعائه بقوله :

«صل على محمد وآله الطاهرين»

وهم أشرف خلق الله ، وكيف لا وفيهم خير الخلائق أجمعين محمد صلى الله عليه وآله وسلم ومن بعده أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، والذي مثلهم «كمثل سفينة نوح من ركبها نجى ومن تخلف عنها هلك »(٦) ، كما ورد في الحديث عن النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم.

__________________

١ ـ سورة البروج ، الآية : ٢٠.

٢ ـ سورة المؤمن ، الآية : ٤٠.

٣ ـ سورة ق ، الآية : ١٦.

٤ ـ سورة طه ، الآية : ٧.

٥ ـ سورة البقرة ، الآية : ٢٥٥.

٦ ـ رواه الحاكم في المستدرك على الصحيحين : ٢ / ١٥١ ، والسيوطي في تاريخ الخلفاء ، ٥٧٣.

٦٩

دعاء اليوم الثامن عشر :

«اللهم نبهني فيه لبركات أسحاره ، ونور فيه قلبي بضياء أنواره ، وخذ بكل أعضائي إلى إتباع آثاره بنورك يا منور قلوب العارفين »

أضواء على هذا الدعاء :

الذي استفيده من هذا الدعاء أن ليلة هذا اليوم ، هي : من ليالي القدر التي ينبغي للمؤمن أن يسهر فيها لأحيائها بالعبادة والتهجد حتى بلوغ السَحَر ، وهي : ليلة عظيمة من ليالي شهر رمضان المبارك ، وفيها أصيب أمير المؤمنين علي عليه السلام بالمحراب حتى شهادته ليلة الحادي والعشرين من الشهر الفضيل سنة ٤١ هـ.

والنبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم يدعو الله أن يكون منتبها ومستعدا لنيل بركات تلك الأسحار المفعمة بالإيمان والعطاء الروحي والتربوي.

ولغة ، يقال : [نَبُه الرجل شَرفُ واشتهر فهو نبيه ونابه ، وهو : ضد الخامل ونبهه غيره تنبيها رفعه من الخمول ، وانتبه من نومه استيقظ وأنبهه غيره ونبههُ نتبيها ، ونبهه على الشيء وقفه عليه فتنبه هو عليه](١) .

والبركات جمع بركة ، وهي : النماء ، والزيادة ، والتبريك الدعاء بالبركة ، ويقال : بارك الله لك وفيك وعليك ، وتبرك به تيمن به.

__________________

١ ـ مختار الصحاح : ٦٤٤.

٧٠

و [الأسحار جمع سَحَر ، هو : قبيل الصُبح ، تقول لقيته سَحَرا إذا أردت به سَحَر ليلتك](١) .

«ونَور قلبي فيه بضياء أنواره»

والقلب يُشرق نورا بالطاعة ، ويكون قاتما ، معتما ، مظلما بالمعصية ، وضياء أنواره كل ما كان لله تعالى فيه شعار ، وحكم ، وأمر ، ونهي فإذا ألتزم الإنسان بذلك كله تشرق أنوار الطاعة في أسارير نفسه ، ويكون قلبه منعما بالهُدى والاستقامة فيكون أهلا للقبول والرضا عند الله تعالى فيُشمل بالرحمة الإلهية.

«وخذ بكل أعضائي لاتباع آثاره»

والدعاء هنا أن تكون كل أعضاء الإنسان في خط الطاعة والاستقامة ، والانقياد ، والإتباع لآثار ذلك اليوم ، وهي : كل الأعلام التي نصبها الله لعباده ليطيعوه من خلالها ، وهي : التقيد والالتزام بالأوامر ، والانتهاء والابتعاد عن النواهي ، وبذلك يضمن العبد أنه من الطائعين المستحقين للرحمة الربانية.

«بنورك يا منور قلوب العارفين»

ويسأله النبي صلى الله عليه وآله وسلم بنوره الأنوار والله تعالى يصف ذاته المقدسة بقوله :( اللَّـهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ

__________________

١ ـ مختار الصحاح : ٢٨٨.

٧١

كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ ) (١) .

وقال أمير المؤمنين علي عليه السلام : «يا نور المستوحشين في الظلم ».

وقد ورد في الدعاء الرمضاني في ليالي السَحَر قول الامام محمد الباقر عليه السلام : «اللهم أني أسالك من نورك بأنواره ، وكل نورك نيّر ، اللهم أن أسألك من نورك كله »(٢) .

والله تعالى هو : الذي يُنير قلوب المؤمنين بالإيمان ، والهُدى ، والصلاح فيكون الإنسان مستقيما في حياته في أمور دينه ودنياه ، فهو نور المستوحشين في الظلم.

__________________

١ ـ سورة النور ، الآية ٣٥.

٢ ـ مفتاح الجنة : ١٣٨.

٧٢

دعاء اليوم التاسع عشر :

«اللهم وفر فيه حظي من بركاته ، وسهل سبيلي إلى خيراته ، ولا تحرمني قبول حسناته يا هاديا إلى الحق المبين ».

أضواء على هذا الدعاء :

«اللهم وفر فيه حظي من بركاته »

في هذه الفقرة من الدعاء يطلب صلى الله عليه وآله وسلم من الله تبارك وتعالى أن يجعل حظه ونصيبه وافرا مستفيضا من بركات ذلك اليوم ، وفي كل يوم بعده.

و [الموفور ـ لغة ـ الشيء التام ، ويقال : وفر عليه حقه توفيراً ، واستوفره ، أي : استوفاه ، وهم متوافرون ، أي : هم كثيرُ](١) .

«وسهل سبيلي إلى خيراته»

أي : أجعل طريقي لاحباً إلى ما في ذلك اليوم من خيرات ونعم ، وقد ورد في دعاء آخر عن أهل البيت عليهم السلام :

«اللهم وأجعل رزقك لي واسعاً ، ومطلبه سهلاً ومأخذه قريباً ، ولا تعنني بطلب ما لم تقدر لي فيه رزقاً فإنك غني عن عذابي ، وأنا فقير إلى رحمتك ».

و [الخيرات ، هي : البركات ، وهي مأخوذة ـ لغة ـ

__________________

١ ـ مختار الصحاح : ٧٣٠.

٧٣

من الخير ضد الشر ، والخير ، هو : المال أيضا ، يقال : ترك فلان خيرا ، أي : مالا](١) .

«ولا تحرمني قبول حسناته»

أي : تقبل مني يا رب حسناتي فيه مقبولا حسن ولا تحرمني رحمتك ، وعفوك ، ورضوانك بعد قبولها ، ولا تمنعني القبول ، يقال : حرمه الشيء ، أي : منعه إياه ، مأخوذة من حرمه الشيء يحرُمه.

والحسنات جمع حسنة ، وهي : ضد السيئة.

«يا هاديا إلى الحق المبين»

والله تعالى ، هو الذي يهدي إلى الحق ، وهو القائل :( اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ) ، وهو الذي أرسل الأنبياء كلهم بالهدى لهداية الناس وإرشادهم إلى الخير والصلاح ، وبما فيه صلاحهم وخيرهم ، قال تعالى :( هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ) (٢) ، وأرسلهم بالكتب السماوية التي تحمل لهم الهداية والاستقامة وآخرها القرآن الكريم الذي يقول عنه الحق تبارك وتعالى :( ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ ) (٣) .

وكل الكتب السماوية نزلت في شهر رمضان المبارك و [الحق ضد الباطل ، والحق أيضا واحد حقوق ، والمبين هو : الواضح الناصع ، يقال : بان الشيء بياناً إتضح فهو : بيّن ،

__________________

١ ـ مختار الصحاح : ١٩٤.

٢ ـ سورة التوبة ، الآية : ٣٣.

٣ ـ سورة البقرة ، الآية : ٢.

٧٤

وكذا أبان الشيء فهو : مبين فهو واضح جلي لا غبار عليه](١) .

والهادي هو المرشد والدليل لأن الهُدى هو الرشاد والدلالة ، يقال : هداه الله للدين يهديه ، قال تعالى :( الْحَمْدُ لِلَّـهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَـٰذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّـهُ ) (٢) .

__________________

١ ـ مختار الصحاح : ٧٣.

٢ ـ سورة الأعراف ، الآية : ٤٣.

٧٥

دعاء اليوم العشرين :

«اللهم أفتح لي فيه أبواب الجنان ، وأغلق عني فيه أبواب النيران ، ووفقني فيه لتلاوة القرآن يا منزل السكينة في قلوب المؤمنين »

أضواء على هذا الدعاء :

«اللهم أفتح لي فيه أبواب الجنان»

وأبواب الجنان لا تفتح إلا للمطيعين القائمين والصائمين ، وقد ورد في الحديث : «إذا أقبل شهر رمضان فتحت أبواب الجنان ، وأغلقت أبواب النيران ، وإن الشياطين أيديها مغلولة » ، أي : لا تفعل شيئا لأن الصائم القائم المتعبد أوصد على الشياطين كل الأبواب التي يمكن أن تنفذ منها ، حيث أن الصوم يدرب ويربي الإنسان على الطاعة والصبر عليها.

وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : «الصيام جُنة فإذا صام أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فإذا سابه أحد وقائله ، فليقل : إني صائم أني صائم ».

وقال صلى الله عليه وآله وسلم : «من صام صامت جوارحه ».

وقال أمير المؤمنين علي عليه السلام : «صيام القلب عن الفكر بالآثام أفضل من صيام البطن عن الطعام ».

وقال : «كم من صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والظمأ ».

٧٦

«وأغلق عني فيه أبواب النيران»

ولاشك أن المعنى في هذا المقطع من الدعاء ، والمقطع الذي سبقه هو المعنى مجازي والمقصود بذلك ، أي : افتح لي أبواب رضاك ووفقني لطاعتك حتى تكون أبواب الجنة فيما بعد مُفَتحة لي فأدخلها ، وأبعدني عن معاصيك وزواجرك حتى تكون أبواب النيران مغلقة وموصدة ، ولا يتم ذلك إلا بأن يجهد الإنسان نفسه ، ويبذل وسعه ، ويجاهد هواه ، ويواظب على ما يُرضي الله ، ويبتعد عما يسخطه تعالى ليحظى بما آمله وطلبه من رب العالمين.

«ووفقني فيه لتلاوة القرآن »

وهي : تلاوة التدبر والتأمل كما قال الله تعالى :( أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ) (١) ، وكما قال تعالى :( أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ) (٢) .

وشهر رمضان شهر القرآن وأفضل الأعمال في ليالي شهر رمضان وأيامه هو تلاوة القرآن والإكثار من تلاوته في هذا الشهر ففيه كان نزول القرآن الكريم ، وعن الإمام جعفر الصادق عليه السلام في تفسير قوله تعالى :( إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّـهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّـهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ) (٣) ، قال : «فغرة الشهور رمضان ، وقلب شهر رمضان ليلة القدر ، وفيها أنزل القرآن الكريم ».

__________________

١ ـ سورة محمد ، الآية : ٢٤.

٢ ـ سورة النساء ، الآية : ٨٢.

٣ ـ سورة التوبة ، الآية : ٣٦.

٧٧

فضل تلاوة القرآن ودراسته :

١ ـ قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :

«أن أردتم عيش السعداء ، وموت الشهداء ، والنجاة يوم الحسرة ، والظل يوم الحرور ، والهُدى يوم الضلالة فادرسوا القرآن فإنه كلام الرحمن وحرز من الشيطان ورجحان في الميزان ».

٢ ـ قال جعفر الصادق عليه السلام :

«أن البيت إذا كان فيه المسلم يتلو القرآن يتراءاه أهل السماء كما يتراءا أهل الدنيا الكوكب الدري في السماء »(١) .

ثم انتقل صلى الله عليه وآله وسلم فقال :

«يا منزل السكينة في قلوب المؤمنين»

و [السكينة ـ لغة ـ هي : الوَدَاع والوقار والرجل الوديع الساكن والوادع أيضا](٢) .

وسكن الشيء هدأ واستقر والله تعالى كما في هذا المقطع هو من ينزل السكينة في قلوب المؤمنين ليطمئنوا إلى عفوه ورضوانه ، وبعد ذلك دخول جنته فإن هذه غاية ما يتمناه المؤمن ، والأمل الذي يسعى إليه ، وأن قلوب المؤمنين خير القلوب وأطهرها لأنها وعاء للإيمان والهُدى ، والصلاح ،

__________________

١ ـ بحار الأنوار : ٩٢ / ١٩.

٢ ـ مختار الصحاح : ٧١٤.

٧٨

والخير وحب الآخرين ليس فيها أحقاد ، ولا ضغائن ولا غير ذلك.

وإذا كانت وعاء للإيمان فهي خير الأوعية إذا قال أمير المؤمنين علي عليه السلام :

«يا كميل أن هذه القلوب أوعية فخيرها أوعاها فاحفظ عني ما أقول لك الناس ثلاثة فعالم رباني ، ومتعلم في سبيل نجاة ، وهمج رعاع أتباع كل ناعق »(١) .

__________________

١ ـ نهج البلاغة : ٦٩١.

٧٩

دعاء اليوم الحادي والعشرين :

«اللهم أجعل لي فيه إلى مرضاتك دليلا ، ولا تجعل للشيطان فيه عليّ سبيلا ، واجعل الجنة لي منزلا ومقيلا يا قاضي حوائج الطالبين »

أضواء على هذا الدعاء :

«اللهم أجعل لي فيه إلى مرضاتك دليلا »

المرضاة ، هي : الرضا والله تعالى لا يرضى إلا عن المطيع ، والنبي الأكرم يدعو الله تعالى أن يجعل له لما يُرضيه عنه دليلا يستدل به ، ونورا يهتدي به.

ومرضاة الله تعالى تحتاج إلى دليل يستدل به الإنسان على تلك المرضاة ، ولكن الله تعالى ، هو : الدليل الذي لا يحتاج إلى دليل.

قال الإمام الحسين عليه السلام في دعاء يوم عرفة : «متى غِبت حتى تحتاج إلى دليل يدل عليك ، ومتى بعُدت حتى تكون الآثار هي التي توصل إليك ، وكيف يُستدل عليك بما هو في وجوده مفتقر إليك ، عميت عين لا تراك عليها رقيبا ، وخسرت صفقة عبد لم يجعل لك من حبه نصيبا »(١) .

وقال محيي الدين بن العربي : [الله هو الذي يبرهن على الوجود ولا يصح أن نتخذ من الوجود برهان على الله تماما ، كما نقول أن النور يبرهن على النهار ، ونعكس الآية

__________________

١ ـ مفاتيح الجنان : ٣٥٥.

٨٠

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485