وسائل الشيعة الجزء ٢٥

وسائل الشيعة12%

وسائل الشيعة مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
المترجم: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 485

المقدمة الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠
  • البداية
  • السابق
  • 485 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 319918 / تحميل: 5949
الحجم الحجم الحجم
وسائل الشيعة

وسائل الشيعة الجزء ٢٥

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

للناس ) (١) ، وقال:( فإنْ طِبنَ لكم عن شيء منه نفساً فكلوه هنيئاً مريئاً ) (٢) وإذا اجتمعت البركة والشفاء والهنيء المريء شفيت إن شاء الله تعالى، قال: ففعل فشفي.

[ ٣١٣٢٢ ] ١٥ - الحسين بن بسطام في( طب الائمة) عن الحسن بن شاذان، قال: حدثنا أبوجعفر( عليه‌السلام ) ، عن أبي الحسن( عليه‌السلام ) ، وسئل عن الحمى الغب(٣) الغالبة، فقال: يؤخذ العسل والشونيز(٤) ، ويلعق منه ثلاث لعقات، فانها تنقلع، وهما المباركان، قال الله تعالى في العسل: يخرج من بطونها شراب مختلف الوانه فيه شفاء للناس(٥) ، قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : في الحبة السوداء شفاء من كل داء إلّا السام، قيل: يارسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) وما السام؟ قال: الموت، قال: وهذان لا يميلان إلى الحرارة والبرودة، ولا إلى الطبائع، وإنما هما شفاء حيث وقعا.

٥٠ - باب أكل السكر والتداوي به، وكراهة التداوي بالدواء المر

[ ٣١٣٢٣ ] ١ - محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن عبد العزيز العبدي، قال: قال أبو عبدالله

____________________

(١) النحل ١٦: ٦٩.

(٢) النساء ٤: ٤.

١٥ - طب الائمة: ٥١.

(٣) الحمى الغب: هي التي تأخذ صاحبها يوماً وتدعه يوماً « القاموس المحيط ١: ١٠٩ ».

(٤) الشونيز: الحبة السوداء القاموس المحيط ٢: ١٧٩.

(٥) النحل ١٦: ٦٩.

وتقدّم ما يدلّ على ذلك في الحديث ١٠ و ١١ و ١٧ و ٤٣ من الباب ١٠ من هذه الأبواب.

الباب ٥٠

فيه ٧ أحاديث

١ - الكافي ٦: ٣٣٣ / ٢.

١٠١

( عليه‌السلام ) : لئن كان الجبن يضرّ من كلّ شيء ولا ينفع، فإنَّ السكّر ينفع من كلّ شيء، ولا يضرّ من شيء.

ورواه البرقي في( المحاسن) عن ابن محبوب مثله (١) .

[ ٣١٣٢٤ ] ٢ - وعن عليِّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عميررفعه، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) ، قال: إن أوّل من اتّخذ السكر سليمان بن داود( عليه‌السلام ) .

[ ٣١٣٢٥ ] ٣ - وعن محمد بن يحيى، عن موسى بن الحسن، عن عبيد الحنّاط(٢) ، عن عبد العزيز، عن ابن سنان، عن رجل، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) ، قال: لو أن رجلاً عنده ألف درهم ليس عنده غيرها، ثمَّ اشترى بها سكراً لم يكن مسرفاً.

[ ٣١٣٢٦ ] ٤ - وعنه، عن أحمد بن محمد، عن علي بن أحمد بن اشيم، عن بعض أصحابنا قال: حم بعض أصحابنا(٣) فوصف له المتطببون الغافث(٤) فسقيناه فلم ينتفع به، فشكوت ذلك إلى أبي عبدالله( عليه‌السلام ) ، فقال: ما جعل الله في شيء من المرّ شفاء، خذ سكّرة ونصفاً، فصيّرها في إناء، وصبّ عليها الماء حتى يغمرها، وضع عليها حديدة، ونجمّها من أوّل الليل، فاذا أصبحت فمثها(٥) بيدك واسقه، فإذا كان في

____________________

(١) المحاسن: ٥٠٠ / ٦٢٢.

٢ - الكافي ٦: ٣٣٣ / ٧.

٣ - الكافي ٦: ٣٣٤ / ٨.

(٢) في المصدر: عبيد الخياط.

٤ - الكافي ٦: ٣٣٤ / ١١.

(٣) في نسخة: أهلنا ( هامش المخطوط ) وكذلك المصدر.

(٤) الغافت: دواء معروف بين الاطباء. وفي القانون لابن سينا أنه من الحشائش الشائكة له ورق هو المستعمل أو عصاره وقيل: إنَّه الغافث بالتاء المثلثة « مجمع البحرين ٢: ٢١١ ».

(٥) في نسخة: فأمرسها وكذا المصدر.

١٠٢

الليلة الثانية فصيّرها سكرتين ونصفاً، ونجمها مثل ذلك(١) ، فإذا كان في الليلة الثالثة فثلاث سكرات ونصفاً، ونجّمهنّ مثل ذلك قال: ففعلت فشفى الله مريضنا.

[ ٣١٣٢٧ ] ٥ - وعنه، عن أحمد، عن علّي بن الحكم، عن كامل بن محمد، عن محمد بن إبراهيم الجعفي، عن أبيه قال: دخلت على أبي عبدالله( عليه‌السلام ) فقال: مالي أراك ساهم الوجه؟ فقلت: إنَّ بي حمى الربع، فقال: ما يمنعك من المبارك الطيّب؟ اسحق السكّر، ثم امخضه بالماء، واشربه على الريق وعند المساء قال: ففعلت، فما عادت إليّ.

[ ٣١٣٢٨ ] ٦ - وعنه، عن أحمد بن محمد، عن جعفر بن يحيى الخزاعي، عن الحسين بن الحسن، عن عاصم بن يونس، عن رجل، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) ، قال: قال لرجل: بأيّ شيء تعالجون محمومكم إذا حم؟ قال: أصلحك الله، بهذه الادوية المرار السفايج(٢) والغافث وما أشبهه، قال: سبحان الله الذي يقدر أن يبرئ بالمر يقدر أن يبرئ بالحلو، ثم قال: إذا حمّ أحدكم فليأخذ إناء(٣) فيجعل فيه سكرة ونصفاً، ثمَّ يقرء عليه ما حضر من القرآن، ثم يضعها تحت النجوم، ثم يجعل عليها حديدة فاذا كان الغداة صبّ عليها الماء، ومرسه بيده ثم شربه، فإذا كان الليلة الثانية زاد سكّرة اُخرى، فصارت سكّرتين ونصفاً، فإذا كان الليلة الثالثة زاد سكّرة اُخرى، فصارت ثلاث سكّرات ونصفاً.

[ ٣١٣٢٩ ] ٧ - أحمد بن أبي عبدالله البرقي في( المحاسن) عن نوح بن

____________________

(١) في المصدر: كما فعلت واسقه.

٥ - الكافي ٨: ٢٦٥ / ٣٨٤.

٦ - الكافي ٨: ٢٦٥ / ٣٨٦.

(٢) السفايج: الاسفنج: عروق شجر نافع في العروق العفنة « القاموس المحيط ١: ١٩٤ ».:

(٣) في المصدر زيادة نظيفا.

٧ - المحاسن: ٥٠٠ / ٦٢٣.

١٠٣

شعيب، عن الحسين بن الحسن، عن عاصم بن يونس(١) ، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) ، قال: ليس شيء أحبّ إليَّ من السكّر.

أقول: ويأتي ما يدلّ على ذلك(٢) .

٥١ - باب استحباب أكل السكّر عند النوم

[ ٣١٣٣٠ ] ١ - محمد بن يعقوب، عن عدَّة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن أبيه، عن سعدان بن مسلم، عن معتب، قال: لما تعشي أبو عبدالله( عليه‌السلام ) قال لي: ادخل الخزانة فاطلب لي سكّرتين، فقلت: ليس ثم شيء فقال: ادخل ويحك، فدخلت، ( فوجدت سكّرتين )(٣) ، فأتيته بهما.

[ ٣١٣٣١ ] ٢ - وعنهم، عن سهل بن زياد، عن علي بن حسّان، عن موسى بن بكر قال: كان أبوالحسن(٤) ( عليه‌السلام ) كثيراً ما يأكل السكّر عند النوم.

ورواه البرقي في( المحاسن) عن عليّ بن حسان مثله (٥) ، والذي قبله عن أبيه نحوه.

[ ٣١٣٣٢ ] ٣ - وعن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسن

____________________

(١) في المصدر: الحسين بن الحسن بن عاصم عن يونس.

(٢) يأتي في الباب الآتي من هذه الأبواب.

الباب ٥١

فيه ٣ أحاديث

١ - الكافي ٦: ٣٣٣ / ٦ والمحاسن: ٥٠١ / ٦٢٥.

(٣) ما بين القوسين ليس في المحاسن ( هامش المخطوط ).

٢ - الكافي ٦: ٣٣٢ / ١.

(٤) في المصدر زيادة: الاول وكذلك المحاسن.

(٥) المحاسن: ٥٠١ / ٦٢٤.

٣ - الكافي ٦: ٣٣٣ / ٥.

١٠٤

ابن عليّ بن النعمان، عن بعض أصحابنا قال: شكوت إلى أبي عبدالله( عليه‌السلام ) الوجع فقال إذا أويت إلى فراشك فكل سكّرتين، قال: ففعلت(١) ، فبرأت، وخبرت بعض المتطبّبين، وكان أفره أهل بلادنا، فقال: من أين علم أبو عبدالله( عليه‌السلام ) هذا؟ هذا والله من مخزون علمنا، أما أنه صاحب كتب، فينبغي أن يكون قد أصابه في بعض كتبه.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(٢) .

٥٢ - باب اختيار السكر السليماني والطبرزد والابيض للأكل والتداوي.

[ ٣١٣٣٣ ] ١ - محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن أحمد الازدي، عن بعض أصحابنا رفعه، قال: شكا [ رجل ](٣) إلى أبي عبدالله( عليه‌السلام ) إنَّ رجلاً شاك قال: وأين هو عن المبارك؟ قلت: جعلت فداك، وما المبارك؟ قال: السكّر، قلت: أيّ السكّر؟ قال: سليمانيكم هذا.

[ ٣١٣٣٤ ] ٢ - وعنه، عن أحمد، عن محمد بن سهل، عن الرضا( عليه‌السلام ) ، أو عن بعض أصحابنا، عن الرضا( عليه‌السلام ) قال: السكر الطبرزد يأكل البلغم أكلاً.

[ ٣١٣٣٥ ] ٣ - وعن عليِّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير رفعه عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) ، قال: شكا إليه رجل الوباء، فقال: أين

____________________

(١) في المصدر زيادة: ذلك.

(٢) تقدم في الباب السابق من هذه الأبواب.

الباب ٥٢

فيه ٥ احاديث

١ - الكافي ٦: ٣٣٣ / ٣.

(٣) أثبتناه من المصدر.

٢ - الكافي ٦: ٣٣٣ / ٤.

٣ - الكافي ٦: ٣٣٣ / ٧.

١٠٥

أنت عن الطيّب المبارك؟ قال(١) : وما الطيّب المبارك؟ قال: سليمانيكم هذا.

قال: وقال(٢) : إن أوّل من اتّخذ السكّر سليمان بن داود( عليه‌السلام ) .

[ ٣١٣٣٦ ] ٤ - وعن عدَّة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن عدَّة من أصحابه، عن علي بن أسباط، عن يحيى بن بشير النبال، قال: قال أبو عبدالله( عليه‌السلام ) لابي: يا بشير! بأيّ شيء تداوون مرضاكم؟ قال: بهذه الادوية المرار، فقال: لا إذا مرض أحدكم فخذ السكر الابيض، فدقه فصبّ عليه الماء البارد، فاسقه إيّاه فإنَّ الذي جعل الشفاء في المرار(٣) ، قادر أن يجعله في الحلاوة.

[ ٣١٣٣٧ ] ٥ - وعنهم، عن سهل بن زياد، عن ياسر، عن الرضا( عليه‌السلام ) قال: السكّر الطبرزد يأكل البلغم(٤) أكلاً.

ورواه البرقي في( المحاسن) عن محمد بن سهل، عن الرضا( عليه‌السلام ) أو عمّن حدثه عنه(٥) ، والذي قبله عن عدَّة من أصحابه.

٥٣ - باب أكل السمن، وخصوصاً سمن البقر، وسيّما في الصيف.

[ ٣١٣٣٨ ] ١ - محمد بن يعقوب، عن عدَّة من أصحابنا، عن أحمد بن

____________________

(١) في المصدر زيادة: قلت.

(٢) في المصدر: فقال أبو عبدالله (عليه‌السلام ).

٤ - الكافي ٦: ٣٣٤ / ٩ والمحاسن: ٥٠١ / ٦٢٦.

(٣) في المصدر: المرارة.

٥ - الكافي: ٦: ٣٣٤ / ١٠.

(٤) في نسخة: الداء ( هامش المخطوط ).

(٥) المحاسن: ٥٠١ / ٦٢٧.

الباب ٥٣

فيه ٦ أحاديث

١ - الكافي: ٦: ٣٣٥ / ٣ والمحاسن: ٤٩٨ / ٦٠٥.

١٠٦

أبي عبدالله، عن أبيه، عن المطلب بن زياد، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: نِعْمَ الادام السمن.

[ ٣١٣٣٩ ] ٢ - وعن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) ، قال: قال أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) : سمون البقر شفاء.

[ ٣١٣٤٠ ] ٣ - وبهذا الإِسناد قال: قال أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) : السمن دواء، وهو في الصيف خير منه في الشتاء، وما دخل جوفاً مثله.

أحمد بن محمد البرقيُّ في( المحاسن) عن النوفلي مثله (١) ، وكذا الذي قبله. وعن عبدالله بن شعيب، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) مثله. وعن أبيه وذكر الحديث الأوّل.

[ ٣١٣٤١ ] ٤ - وعن أبيه، عمّن ذكره، عن أبي حفص الابّار، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) ، عن أبيه، عن عليّ( عليه‌السلام ) قال: سمن البقر دواء.

[ ٣١٣٤٢ ] ٥ - وعن محمد بن عليّ، عن ابن سنان، عن أبي الجارود، قال: سألت أبا جعفر( عليه‌السلام ) عن اللحم والسمن يخلطان جميعاً؟ قال: كل، وأطعمني.

[ ٣١٣٤٣ ] ٦ - عليُّ بن جعفر في كتابه، عن أخيه موسى بن جعفر( عليه‌السلام ) ، قال: سألته عن الخبز(٢) يطيّن(٣) بالسمن، قال: لا بأس.

____________________

٢ - الكافي ٦: ٣٣٥ / ١ والمحاسن ٤٩٨ / ٤٠٨.

٣ - الكافي ٦: ٣٣٥ / ٢.

(١) لم نعثر عليه في المحاسن المطبوع.

٤ - المحاسن: ٤٩٨ / ٦٠٩.

٥ - المحاسن: ٤٠٠ / ٨٦.

٦ - مسائل علي بن جعفر: ١٣٥ / ١٣٣.

(٢) في المصدر زيادة: أيصلح أن.

(٣) في هامش المصححة الاولى: « يطين » ليست بخطه.

١٠٧

أقول: ويأتي ما يدلّ على ذلك(١) .

٥٤ - باب كراهة أكل السمن للشيخ بعد خمسين سنة بالليل

[ ٣١٣٤٤ ] ١ - محمد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير عن حماد بن عثمان، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: إذا بلغ الرجل خمسين(٢) سنة فلا يبيتن وفي جوفه شيء من السمن.

[ ٣١٣٤٥ ] ٢ - وعن عدَّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن الوشّاء، عن حماد بن عثمان، قال: كنت عند أبي عبدالله( عليه‌السلام ) ، فكلمه شيخ من أهل العراق، فقال(٣) : مالي أرى كلامك متغيّراً؟ فقال(٤) : سقطت مقاديم فمي فنقص كلامي إلى أن قال: فقال(٥) : عليك بالثريد، فإنّه صالح، واجتنب السمن، فإنه لا يلائم الشيخ.

[ ٣١٣٤٦ ] ٣ - وعن عليّ بن محمد بن بندار، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن أبيه عمّن ذكره، عن أبي حفص الابار، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) ، قال: السمن ما أُدخلَ جوفاً مثله، وانّي لأكرهه للشيخ.

ورواه البرقي في( المحاسن) عن أبيه (٦) ، والذي قبله عن الوشّاء.

____________________

(١) يأتي في الباب الآتي من هذه الأبواب.

الباب ٥٤

فيه ٣ أحاديث

١ - الكافي ٦: ٣٣٥ / ٤.

(٢) في نسخة أربعين ( هامش المخطوط ).

٢ - الكافي ٦: ٣٣٥ / ٥ والمحاسن: ٤٩٨ / ٦٠٧.

(٣ و ٤) في المصدر زيادة: له.

(٥) في المصدر: قال لي.

٣ - الكافي ٦: ٣٣٥ / ٦.

(٦) المحاسن: ٤٩٨ / ٦٠٦.

١٠٨

٥٥ - باب اللبن

[ ٣١٣٤٧ ] ١ - محمد بن يعقوب، عن عدَّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن عليّ بن الحكم،( عن الربيع بن محمد المسلي) (١) ، عن عبدالله بن سليمان، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: لم يكن رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) يأكل طعاما، ولا يشرب شرابا إلّا قال: اللهمَّ بارك لنا فيه، وأبدلنا به خيرا منه، إلّا اللبن، فإنّه كان يقول: اللهمّ بارك لنا فيه، وزدنا منه.

[ ٣١٣٤٨ ] ٢ - وعنهم، عن سهل بن زياد، عن جعفر بن محمد الاشعري، عن ابن القداح، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) ، قال: كان النبي( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) إذا شرب اللبن قال: اللهم بارك لنا فيه، وزدنا منه.

[ ٣١٣٤٩ ] ٣ - وعنهم، عن أحمد بن محمد، عن عثمان بن عيسى، عن خالد بن نجيح، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: اللبن طعام المرسلين.

[ ٣١٣٥٠ ] ٤ - وعن الحسين بن محمد، عن السياري، عن عبيد الله بن أبي عبدالله الفارسي، عمن ذكره، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) ، قال: قال له رجل: إنّي أكلت لبناً فضرّني فقال له أبو عبدالله( عليه‌السلام ) : لا والله ما ضر(٢) قط، ولكنّك أكلته مع غيره، فضرَّك الذي أكلته،

____________________

الباب ٥٥

فيه ٧ احاديث

١ - الكافي: ٦: ٣٣٦ / ١ والمحاسن: ٤٩١ / ٥٧٦.

(١) في المحاسن: الربيع بن محمد المسلّمي.

٢ - الكافي ٦: ٣٣٦ / ٣ والمحاسن: ٤٩١ / ذيل ٥٧٧.

٣ - الكافي ٦: ٣٣٦ والمحاسن: ٤٩١ / ٥٧٥.

٤ - الكافي ٦: ٣٣٦ / ٤ والمحاسن: ٤٩٣ / ٥٨٥.

(٢) في الكافي: ما يضر لبن وفي المحاسن: ما ضرّ شيئاً.

١٠٩

وظننت أنَّ ذلك من اللبن.

[ ٣١٣٥١ ] ٥ - وعن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) ، قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : إنّه ليس أحد يغصّ بشرب اللبن، لان الله عزّ وجلّ يقول:( لبناً خالصاً سائغاً للشاربين ) (١) .

[ ٣١٣٥٢ ] ٦ - وعن علي بن محمد بن بندار(٢) ، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن أبيه، عن القاسم بن محمد الجوهري، عن أبي الحسن الاصفهاني، قال: كنت عند أبي عبدالله( عليه‌السلام ) ، فقال له رجل وأنا أسمع: إني أجد الضعف في بدني، فقال: عليك باللبن، فإنه ينبت اللحم ويشدُّ العظم.

أحمد بن أبي عبدالله البرقي في( المحاسن) عن أبيه مثله (٣) . وعن النوفلي وذكر الذي قبله وعن السياري وذكر الذي قبلهما وعن علي ابن الحكم وذكر الاول. وعن جعفر بن محمد، وذكر الثاني. وعن عثمان ابن عيسى وذكر الثالث.

[ ٣١٣٥٣ ] ٧ - وعن أحمد بن إسحاق، عن عبد صالح( عليه‌السلام ) ، قال: من أكل اللبن فقال: اللهمَّ إنّي آكله على شهوة رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) إيّاه لم يضرّه.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(٤) ويأتي ما يدلّ عليه(٥) .

____________________

٥ - الكافي ٦: ٣٣٦ / ٥ والمحاسن: ٤٩٢ / ٥٨١.

(١) النحل ١٦: ٦٦.

٦ - الكافي ٦: ٣٣٦ / ٧.

(٢) في المصدر زيادة وغيره.

(٣) المحاسن: ٤٩٢ / ٥٨٢.

٧ - المحاسن: ٤٩٣ / ٥٨٦.

(٤) تقدم في الاحاديث ٢٠ و ٤٣ و ٥٧ من الباب ١٠ وفي الباب ٣٤ من هذه الأبواب.

(٥) يأتي في البابين ٥٦ و ٥٧ وفي الحديث ٣ من الباب ٥٩ من هذه الأبواب.

١١٠

٥٦ - باب استحباب اختيار الشاة السوداء والبقرة الحمراء للبن، وأكل اللبن مع العسل أو التمر

[ ٣١٣٥٤ ] ١ - محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى، عن سلمة بن الخطاب، عن عباد بن يعقوب، عن عبيد بن محمد، عن محمد بن قيس، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) ، قال: لبن الشاة السوداء خير من لبن الحمراوين(١) ، ولبن البقرة الحمراء خير من لبن السوداوين(٢) .

[ ٣١٣٥٥ ] ٢ - وعن علي بن محمد بن بندار، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن نوح بن شعيب، عمّن ذكره، عن أبي الحسن الأول( عليه‌السلام ) ، قال:( من تغير له ماء الظهر) (٣) ، فإنّه ينفع له اللبن الحليب والعسل. وعن عدَّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن محمد بن علي، عن نوح بن شعيب مثله.

[ ٣١٣٥٦ ] ٣ - وعن عليّ بن محمد بن بندار، عن أحمد، عن محمد بن علي، عن عبد الرحمن بن أبي هاشم، عن محمد بن عليّ بن أبي حمزة، عن أبي بصير، قال: أكلنا مع أبي عبدالله( عليه‌السلام ) فأتانا(٤) بلحم جزور، فظننت أنه من بدنته(٥) ، فأكلنا، فأُتينا(٦) بعُس من لبن، فشرب،

____________________

الباب ٥٦

فيه ٤ أحاديث

١ - الكافي ٦: ٣٣٦ / ٢.

(١) في نسخة: الحمراء.

(٢) في نسخة: السوداء.

٢ - الكافي ٦: ٣٣٧ / ٨ والمحاسن: ٤٩٢ / ٥٨٣.

(٣) في نسخة لتغير ماء الظهر ( هامش المخطوط ) وفي نسخة والكافي من تغير عليه

٣ - الكافي ٦: ٣٣٧ / ٩.

(٤) في نسخة والمصدر فاتينا وقال في هامش المصححة الاولى: « اتينا » محتمل أيضا من خطه.

(٥) في المصدر: بيته.

(٦) في المصدر: ثم أتينا.

١١١

ثمّ قال) (١) : اشرب يابا محمد! فذقته، فقلت: لبن جعلت فداك، فقال: إنها الفطرة، ثمَّ أُتينا بتمر فأكلنا.

أحمد بن محمد البرقيُّ في( المحاسن) عن محمد بن عليّ مثله (٢) ، والذي قبله، عن نوح بن شعيب مثله.

[ ٣١٣٥٧ ] ٤ - وعن ابن أبي همام، عن كامل بن محمد بن إبراهيم، عن أبيه، قال: قال أبو عبدالله( عليه‌السلام ) : اللبن الحليب لمن تغير عليه ماء الظهر.

٥٧ - باب استحباب اختيار لبن البقر للاكل والشرب

[ ٣١٣٥٨ ] ١ - محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن أبان بن عثمان، عن زرارة، عن أحدهما( عليهما‌السلام ) قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : عليكم بألبان البقر، فإنَّها تخلط من الشجر.

[ ٣١٣٥٩ ] ٢ - وعن عدَّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن يحيى بن إبراهيم بن أبي البلاد، عن أبيه، عن جدِّه، قال: شكوت إلى أبي جعفر( عليه‌السلام ) ذرباً(٣) وجدته، فقال(٤) : ما يمنعك من شرب ألبان البقر؟ وقال لي: أشربتها قط؟ قلت(٥) : نعم مراراً، قال: فكيف

____________________

(١) في المصدر: فشرب منه، ثم قال لي:.

(٢) المحاسن: ٤٩١ / ٥٨٠.

٤ - المحاسن: ٤٩٣ / ٥٨٤.

الباب ٥٧

فيه ٣ أحاديث

١ - الكافي ٦: ٣٣٧ / ٣ والمحاسن: ٤٩٣ / ٥٨٨.

٢ - الكافي: ٦: ٣٣٧ / ٢ والمحاسن: ٤٩٤ / ٥٩٠.

(٣) الذرب: فساد المعدَّة « القاموس المحيط ١: ٦٨ ».

(٤) في الكافي زيادة: لي.

(٥) في الكافي: فقلت له.

١١٢

وجدتها؟ قال(١) : وجدتها تدبغ المعدة، وتكسو الكليتين الشحم، وتشهّي الطعام،؟ فقال لي: لو كانت أيّامه(٢) لخرجت أنا وأنت إلى ينبع حتّى نشربه.

[ ٣١٣٦٠ ] ٣ - وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) ، قال: قال أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) : ألبان البقر دواء.

أحمد بن أبي عبدالله البرقي في( المحاسن) عن النوفلي مثله، إلّا أنه قال: شفاء (٣) وعن يحيى بن إبراهيم وذكر الذي قبله. وعن غير واحد، عن أبان، وذكر الأوّل، إلّا أنّه قال: من كلّ شجرة.

٥٨ - باب أكل الماست والنانخواه

[ ٣١٣٦١ ] ١ - محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى رفعه عن أبي الحسن( عليه‌السلام ) ، قال: من أراد أكل الماست ولا يضرهّ فليصب عليه الهاضوم، قلت له: وما الهاضوم؟ قال: النانخواه.

٥٩ - باب جواز شرب أبوال الإِبل والبقر والغنم ولعابها والاستشفاء بأبوالها وبألبانها

[ ٣١٣٦٢ ] ١ - محمد بن الحسن بإسناده عن محمد بن أحمد بن

____________________

(١) في الكافي: فقلت له. وعلق في المصححة الاولى: كذا بخطه والظاهر « قلت »:( الرضوي) .

(٢) في المحاسن: أيار.

٣ - الكافي ٦: ٣٣٧ / ١.

(٣) المحاسن: ٤٩٤ / ٥٨٩.

الباب ٥٨

فيه حديث واحد

١ - الكافي ٦: ٣٣٨ / ١.

الباب ٥٩

فيه ٨ أحاديث

١ - التهذيب ١: ٢٨٤ / ٨٣٢.

١١٣

يحيى(١) ، عن أحمد بن الحسن، عن عمرو بن سعيد، عن مصدِّق بن صدقة، وعن عمار بن موسى، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: سئل عن بول البقر يشربه الرجل قال: إن كان محتاجا إليه يتداوى به يشربه، وكذلك أبوال الابل والغنم.

[ ٣١٣٦٣ ] ٢ - عبدالله بن جعفر في( قرب الإسناد) عن السندي بن محمد، عن أبي البختري، عن جعفر، عن أبيه أن النبي( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) قال: لا بأس ببول ما أكل لحمه.

[ ٣١٣٦٤ ] ٣ - محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن بكر بن صالح، عن الجعفري، قال: سمعت أبا الحسن موسى( عليه‌السلام ) يقول: أبوال الابل خير من ألبانها، ويجعل الله الشفاء في ألبانها.

ورواه الشيخ بإسناده عن أحمد بن محمد بن عيسى مثله(٢) .

[ ٣١٣٦٥ ] ٤ - وعن عدَّة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن نوح بن شعيب، عن بعض أصحابنا، عن موسى بن عبدالله بن الحسن، قال: سمعت أشياخنا يقولون: ألبان اللقاح شفاء من كلّ داء وعاهة، ولصاحب الرّبو أبوالها.

ورواه البرقي في( المحاسن) عن نوح بن شعيب مثله (٣) .

[ ٣١٣٦٦ ] ٥ - الحسين بن بسطام وأخوه في( طبّ الائمّة) عن الجارود ابن محمد، عن محمد بن عيسى، عن كامل، عن موسى بن عبدالله بن

____________________

(١) في المصدر زيادة: عن احمد بن يحيى.

٢ - قرب الأسناد: ٧٢.

٣ - الكافي ٦: ٣٣٨ / ١.

(٢) التهذيب ٩: ١٠٠ / ٤٣٧.

٤ - الكافي ٦: ٣٣٨ / ٢.

(٣) المحاسن: ٤٩٣ / ٥٨٧.

٥ - طب الائمة: ١٠٢.

١١٤

الحسن مثله، إلّا أنّه ترك ذكر الابوال.

[ ٣١٣٦٧ ] ٦ - وعن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) ، أنّه قال مثل ذلك وزاد: فيه شفاء من كل داء وعاهة في الجسد وهو ينقّي البدن، ويخرج درنه، ويغسله غسلاً.

[ ٣١٣٦٨ ] ٧ - وعن أحمد بن الفضل، عن محمد، عن إسماعيل بن عبدالله، عن زرعة عن سماعة، قال: سألت أبا عبدالله( عليه‌السلام ) عن شرب الرجل أبوال الابل والبقر والغنم، تنعت له من الوجع، هل يجوز له أن يشرب؟ قال: نعم، لا بأس به.

[ ٣١٣٦٩ ] ٨ - وعن أحمد بن محمد، عن محمد بن خالد، عن محمد بن سنان، عن المفضّل بن عمر، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) ، أنّه شكا إليه الربو الشديد، فقال: اشرب له أبوال اللقاح، فشربت ذلك، فمسح الله دائي.

وقد تقدّم في الاسآر حديث: كلّ ما يجتر فسؤره حلال ولعابه حلال(١) .

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك في النجاسات(٢) ، ويأتي ما يدلّ على شرب بول الإِبل في حدّ المحارب(٣) .

٦٠ - باب جواز أكل لبن الاتن وشربه للمريض وغيره.

[ ٣١٣٧٠ ] ١ - محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن

____________________

٦ - طب الائمة: ١٠٢.

٧ - طب الائمة: ٦٢.

٨ - طب الائمة: ١٠٣.

(١) تقدم في الحديث ٥ من الباب ٥ من ابواب الاسآر.

(٢) تقدم في الباب ٩ من ابواب النجاسات.

(٣) يأتي في الحديث ٧ من الباب ١ من أبواب حد المحارب.

الباب ٦٠

فيه ٦ أحاديث

١ - الكافي ٦: ٣٣٨ / ١ والمحاسن: ٤٩٤ / ٥٩٤.

١١٥

محمد بن عيسى، عن عبد الرحمن بن أبي نجران، عن صفوان بن يحيى، عن عيص بن القاسم، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) ، قال: تغدّيت معه، فقال لي: أتدري ما هذا؟ قلت: لا، قال: هذا شيراز(١) الاتن(٢) ، اتّخذناه لمريض لنا، فإن أحببت أن تأكل منه فكل.

ورواه الشيخ بإسناده عن أحمد بن محمد بن عيسى مثله(٣) .

[ ٣١٣٧١ ] ٢ - وعنه، عن أحمد، عن محمد بن خالد، عن خلف بن حماد، عن يحيى بن عبدالله، قال: كنّا عند أبي عبدالله( عليه‌السلام ) فأتينا بسكرجات، فأشار بيده نحو واحدة منهنّ، وقال: هذا شيراز الاتن اتّخذناه لعليل لنا فمن شاء فليأكل، ومن شاء فليدع.

[ ٣١٣٧٢ ] ٣ - وعن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن صفوان بن يحيى، عن عيص بن القاسم، قال: سألت أبا عبدالله( عليه‌السلام ) عن شرب ألبان الاتن؟ فقال: اشربها.

ورواه الشيخ بإسناده، عن محمد بن يعقوب مثله(٤) .

[ ٣١٣٧٣ ] ٤ - وعن عدَّة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن أبيه، عن الحسين(٥) بن المبارك، عن أبي مريم الانصاري، عن أبي جعفر

____________________

(١) الشيراز: اللبن الرائب المستخرج ماؤه. « القاموس المحيط ٢: ١٧٨ ».

(٢) الاتن: جمع أتان وهي أنثى الحمار. « القاموس المحيط ٤: ١٩٤ ».

(٣) التهذيب ٩: ١٠١ / ٤٣٨.

٢ - الكافي ٦: ٣٣٩ / ٢ والمحاسن: ٤٩٤ / ٥٩٣.

٣ - الكافي: ٦: ٣٣٩ / ٣ والمحاسن: ٤٩٤ / ٥٩١.

(٤) التهذيب ٩: ١٠١ / ٤٣٩.

٤ - الكافي ٦: ٣٣٩ / ٤.

(٥) في نسخة: الحسن ( هامش المخطوط ) وكذلك المحاسن.

١١٦

( عليه‌السلام ) ، قال: سألته عن شرب ألبان الاتن؟ فقال لي: لا بأس بها.

ورواه البرقي في( المحاسن) عن أبيه (١) ، والذي قبله، عن أبيه(٢) ، عن صفوان وكذا الاول والثاني عن أبيه، عن خلف بن حمّاد.

ورواه الشيخ بإسناده، عن أحمد بن أبي عبدالله مثله(٣) .

[ ٣١٣٧٤ ] ٥ - الحسين بن بسطام، وأخوه في( طبّ الأئمّة) عن إبراهيم ابن رياح، عن فضالة، عن العلاء، قال: سألت أبا عبدالله( عليه‌السلام ) عن ألبان الاتن للدواء يشربها الرجل، قال: لا بأس به.

[ ٣١٣٧٥ ] ٦ - عبدالله بن جعفر في( قرب الإسناد) عن عبدالله بن الحسن، عن جدّه عليّ بن جعفر، عن أخيه موسى بن جعفر( عليه‌السلام ) قال: سألته عن ألبان الاتن يشرب للدواء، أو يجعل للدواء؟ قال: لا بأس.

ورواه عليُّ بن جعفر في كتابه مثله(٤) .

٦١ - باب جواز أكل الجبن ونحوه مما فيه حلال وحرام، حتى يعلم أنه من قسم الحرام بشاهدين

[ ٣١٣٧٦ ] ١ - محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن( أبي أيّوب) (٥) ، عن عبدالله بن سنان، عن عبدالله

____________________

(١) المحاسن: ٤٩٤ / ٥٩٢.

(٢) في المحاسن زيادة: عن محمد بن عيسى.

(٣) التهذيب ٩: ١٠١ / ٤٤٠.

٥ - طب الأئمة ٦٣.

٦ - قرب الإسناد ١١٦.

(٤) مسائل علي بن جعفر: ١٥٤ / ٢١١.

الباب ٦١

فيه ٨ أحاديث

١ - الكافي ٦: ٣٣٩ / ١.

(٥) في المصدر: ابن محبوب.

١١٧

ابن سليمان قال: سألت أبا جعفر( عليه‌السلام ) عن الجبن؟ فقال: لقد سألتني عن طعام يعجبني، ثمَّ أعطى الغلام درهماً، فقال: يا غلام ابتع لنا جبناً، ثمَّ دعا بالغداء، فتغدّينا معه، فأتي بالجبن، فأكل وأكلنا، فلمّا فرغنا من الغداء قلت: ما تقول: في الجبن؟ قال: أو لم ترني آكله؟ قلت: بلى، ولكني أحب أن أسمعه منك، فقال: سأخبرك عن الجبن وغيره، كلّ ما كان فيه حلال وحرام فهو لك حلال، حتّى تعرف الحرام بعينه فتدعه.

ورواه البرقي في( المحاسن) عن ابن محبوب، عن عبدالله بن سنان مثله (١) .

[ ٣١٣٧٧ ] ٢ - وعن أحمد بن محمد الكوفي، عن محمد بن أحمد النهدي، عن محمد بن الوليد، عن أبان بن عبد الرحمن، عن عبدالله بن سليمان، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) في الجبن، قال: كلّ شيء لك حلال حتّى يجيئك شاهدان يشهدان أنّ فيه ميتة.

[ ٣١٣٧٨ ] ٣ - أحمد بن أبي عبدالله البرقي في( المحاسن) ( عن أبيه) (٢) ، عن ابن أبي عمير، عن عبيد الله الحلبي(٣) ، عن عبدالله بن سنان، قال: سأل رجل أبا عبدالله( عليه‌السلام ) عن الجبن؟ فقال: إنَّ أكله ليعجبني، ثم دعا به فأكله.

[ ٣١٣٧٩ ] ٤ - وعن أبيه، عن صفوان، عن منصور بن حازم، عن بكر بن حبيب، قال: سئل أبوعبدالله( عليه‌السلام ) عن الجبن، وأنّه توضع(٤)

____________________

(١) المحاسن: ٤٩٥ / ٥٩٦.

٢ - الكافي ٦: ٣٣٩ / ٢.

٣ - المحاسن: ٤٩٦ / ٦٠٠.

(٢) ليس في المصدر.

(٣) في المصدر: عبدالله الحلبي.

٤ - المحاسن: ٤٩٤ / ٥٩٨.

(٤) في المصدر: يصنع.

١١٨

فيه الأنفحة من الميتة، قال: لا تصلح(١) ، ثم أرسل بدرهم، فقال: اشتر من رجل مسلم، ولا تسأله عن شيء.

[ ٣١٣٨٠ ] ٥ - وعن أبيه، عن محمد بن سنان، عن أبي الجارود، قال: سألت أبا جعفر( عليه‌السلام ) عن الجبن، فقلت له: أخبرني من رأى أنه يجعل فيه الميتة؟ فقال: أمن أجل مكان واحد يجعل فيه الميتة حرّم في جميع الارضين؟! إذا علمت أنّه ميتة فلا تأكله(٢) ، وإن لم تعلم فاشترِ وبع وكل، والله إني لاعترض السوق، فأشتري، بها اللحم والسمن والجبن، والله ما أظنُّ كلّهم يسمّون هذه البربر وهذه السودان.

[ ٣١٣٨١ ] ٦ - وعن محمد بن علي، عن جعفر بن بشير، عن عمر بن أبي شبيل(٣) ، قال: سألت أبا عبدالله( عليه‌السلام ) عن الجبن؟ قال: كان أبي ذكر له منه شيء فكرهه، ثم أكله فإذا اشتريته فاقطع، واذكر اسم الله عليه وكل.

[ ٣١٣٨٢ ] ٧ - وعن اليقطيني، عن صفوان، عن معاوية بن عمّار، عن رجل من أصحابنا قال: كنت عند أبي جعفر( عليه‌السلام ) ، فسأله رجل(٤) عن الجبن؟ فقال أبوجعفر( عليه‌السلام ) : إنّه لطعام يعجبني، فسأخبرك عن الجبن وغيره، كلُّ شيء فيه الحلال والحرام فهو لك حلال، حتى تعرف الحرام، فتدعه بعينه.

[ ٣١٣٨٣ ] ٨ - عبدالله بن جعفر في( قرب الإِسناد) عن محمد بن

____________________

(١) في المصدر: يصلح.

٥ - المحاسن: ٤٩٥ / ٥٩٧.

(٢) في المصدر: تأكل.

٦ - المحاسن: ٤٩٦ / ٥٩٩.

(٣) في المصدر: عمرو بن أبي سبيل.

٧ - المحاسن: ٤٩٦ / ٦٠١.

(٤) في المصدر زيادة: من أصحابنا.

٨ - قرب الإسناد: ١١.

١١٩

عيسى، والحسن بن ظريف، وعليّ بن إسماعيل كلّهم، عن حمّاد بن عيسى، قال: سمعت أبا عبدالله( عليه‌السلام ) يقول: كان أبي يبعث بالدراهم إلى السوق، فيشتري بها(١) جبناً، ويسمّي، ويأكل، ولا يسأل عنه.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك في التجارة(٢) وغيرها(٣) .

٦٢ - باب استحباب أكل الجبن بالعشي، وكراهة أكله بالغداة.

[ ٣١٣٨٤ ] ١ - محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى، عن علي بن إبراهيم الهاشمي عن أبيه، عن محمد بن الفضل النيسابوري، عن بعض رجاله، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: سأله رجل عن الجبن؟ فقال: داء لا دواء فيه، فلمّا كان بالعشيّ دخل الرجل على أبي عبدالله( عليه‌السلام ) ونظر إلى الجبن على الخوان، فقال: سألتك بالغداة عن الجبن فقلت لي:(٤) هو الداء الذي لا دواء فيه(٥) ، والساعة أراه على الخوان، فقال له(٦) : ضارّ بالغداة، نافع بالعشيّ ويزيد في ماء الظهر.

[ ٣١٣٨٥ ] ٢ - قال: وروي أنَّ مضرَّة الجبن في قشره.

____________________

(١) في المصدر: له.

(٢) تقدم في الاحاديث ١ و ٢ و ٤ من الباب ٤ بعمومه، وفي الحديث ١٥ من الباب ٥١ من أبواب ما يكتسب به، وفي الحديثين ٢ و ٣ من الباب ٥ من أبواب الربا.

(٣) تقدم في الباب ٦٤ من أبواب الأطعمة المحرمة.

الباب ٦٢

فيه حديثان

١ - الكافي ٦: ٣٤٠ / ٣.

(٤) في المصدر زيادة: إنه.

(٥) في المصدر: له.

(٦) في المصدر: لي.

٢ - الكافي ٦: ٣٤٠ / ذيل ٣.

١٢٠

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

بالتخلّص من الكفّار ، لأنّهم سوف لن يَدَعوا الإمام يحقّق دولته ، بل يرونه خطراً عليهم ، وسيحقّق الإمام فيهم قول الله تعالى :( لهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ) (١) ، فيملأ الإمام الدنيا قسطاً وعدلاً بعدما ملئت ظلماً وجوراً.

( زكيّ الحسينيّ ـ ـ طالب حوزة )

كاتب الشيخ المفيد بثلاث توقيعات :

س : هل صحيح أنّ مولانا بقيّة الله الأعظم أرواحنا له الفدى ، قد كاتب الشيخ المفيد ( قدس سره ) برسالتين؟ كما هو مروي عن العلاّمة المجلسيّ ( قدس سره ) صاحب البحار ، وهل كاتب غير الشيخ المفيد برسائل أيضاً؟

وهل صحيح أنّ الإمامعليه‌السلام يذكر في هذه الرسالة أنّ حركته الأخيرة ستكون إلى مكان كذا؟ وباعتبار أنّه يغيّر مكانه لأسباب ، منها : عدم خصوبة الأرض ، وقلّة الزرع ، وصعوبة المعيشة ، كما يذكر القزويني بقول قلّة الزرع.

سؤالي : إلى مدى يحتاج الإمامعليه‌السلام إلى كتابة رسالة ، ويتضمّن كذلك الإعلام بحركته ، ثمّ يفسّر كذلك بهذا التفسير؟

ج : إنّ ذكر هذه التوقيعات من قبل الثقات من أعلام الأُمّة ـ كالعلاّمة المجلسيّ ، والشيخ أبو علي الحائري ، والمحدّث البحراني ، والسيّد بحر العلوم ، والسيّد الخونساري ، والمحدّث النوري وغيرهم ـ دليل على قبول هذا التوقيع عندهم ، بل روي عن البعض : أنّ التوقيع المبارك تتلقّاه الشيعة بالقبول.

وقد كاتب الإمامعليه‌السلام الكثير من خلال سفرائه الأربعة في الغيبة الصغرى ، وأمّا في الغيبة الكبرى ، فالذي يذكره المحدّثون أنّ للشيخ المفيد ثلاثة توقيعات صادرة عن الإمامعليه‌السلام ، والموجود منها في كتب الحديث اثنان فقط.

__________________

١ ـ البقرة : ١١٤.

٣٤١

والرسالتان التي كاتب بهما الشيخ المفيد ( قدس سره ) لا يذكر فيها ما ذكرت ، وإنّما وصف مكان تواجدهعليه‌السلام ، وأنّه سينتقل إلى مكان آخر ، وهو إخبار أنّ الإمام يتحرّك من مكان إلى مكان ، وهذا من لوازم الاختفاء والغيبة.

والإمامعليه‌السلام لم يكاتب الشيخ المفيد لاحتياجه الشخصي لذلك ، بل إنّ الشيعة في ذلك الوقت قد يحتاجون إلى ما يربطهم بالإمام ، لعدم وضوح النيابة العامّة للعلماء آنذاك ، فلابدّ من اتصال مع الإمام ولو قليلاً ، ولتشريف الأشخاص الذين يمثّلون تلك النيابة العامّة.

فالشيخ الصدوق ( قدس سره ) ولد بدعاء الإمامعليه‌السلام ، والشيخ المفيد يشرّف بالمكاتبة ، وآخرون يرسل لهم مبعوث ـ كالسيّد ابن طاووس ـ وهكذا ، حتّى صار واضحاً عندنا الآن : أنّ بعض الفقهاء هم نوّاب عامّون للإمامعليه‌السلام .

( وليد ـ الكويت ـ ٢٢ سنة ـ طالب ثانوية )

علامات ظهوره وقيام الساعة :

س : أردت السؤال عن علامات خروج الإمام المهديّ عليه‌السلام ما هي؟ وما هي العلامات الحتمية والغير حتمية؟ وما هي علامات قيام الساعة وما هو ترتيبها؟ ومن الذي يقتل المسيح الدجّال؟ مع الشكر لكم.

ج : قد ذكرت الكثير من العلامات لظهورهعليه‌السلام ، ونحن نذكر قسماً منها على نحو الإجمال :

١ ـ ظهور ستّين شخصاً يدّعون النبوّة بالكذب.

٢ ـ ظهور اثني عشر نفراً من السحرة يدّعون الإمامة.

٣ ـ خراب جدار مسجد الكوفة ، ممّا يلي دار عبد الله بن مسعود.

٤ ـ ظهور نجم ذي ذنب.

٥ ـ ظهور القحط الشديد.

٦ ـ وقوع الزلزلة والطاعون في أكثر البلاد.

٣٤٢

٧ ـ خراب البصرة بيد شخص ملّقب بصاحب الزنج.

٨ ـ امتلاء الأرض من الظلم والفسق.

٩ ـ عود الإسلام غريباً كما بدأ غريباً.

١٠ ـ تحلية المصاحف وزخرفة المساجد ، وتطويل المنائر.

١١ ـ اقتران بعض النجوم.

١٢ ـ انهدام الكعبة.

١٣ ـ خراب مسجد براثا.

١٤ ـ خراب بغداد.

١٥ ـ ركود الشمس من عند الزوال إلى أوسط أوقات العصر.

١٦ ـ طلوع الشمس من المغرب.

١٧ ـ خروج اليماني من اليمن.

١٨ ـ خروج الخراساني.

١٩ ـ ظهور المغربي بمصر ، وتملّكه الشامات.

٢٠ ـ اختلاف الرايات في الشام ، وخراب الشام من القتل والانتهاب.

٢١ ـ خروج زنديق من قزوين اسمه اسم نبيّ ، يسرع الناس إلى طاعته.

٢٢ ـ خروج العوف السلمي من الجزيرة.

٢٣ ـ خروج السمرقندي المسمّى بشعيب بن صالح.

٢٤ ـ خروج النار من المشرق.

٢٥ ـ ظهور حمرة شديدة في أطراف السماء.

٢٦ ـ وقوع القتل واهراق الدماء في الكوفة ، لما تكثر فيها من الرايات.

٢٧ ـ قتل النفس الزكية في ظهر الكوفة مع سبعين نفراً من الصالحين.

٢٨ ـ مسخ طائفة بصورة القردة والخنازير.

٢٩ ـ حركة رايات سود من ناحية خراسان.

٣٠ ـ نزول مطر شديد في جمادى الثانية ورجب ، بحيث لم ير مثله.

٣٤٣

أمّا العلامات الحتمية ، فذكر منها :

١ ـ خروج الدجال.

٢ ـ الصيحة.

٣ ـ خروج السفياني.

٤ ـ خسف جيش السفياني بالبيداء.

٥ ـ قتل النفس الزكية بين الركن والمقام.

٦ ـ كسوف الشمس في النصف من شهر رمضان ، وخسوف القمر في آخره ، وقد قيل إنّ منها خروج السيّد الحسني ، والنداءات الثلاثة التي تسمعها كلّ الخلائق ، وكفّ تطلع من السماء ، واختلاف بني العباس ، وانقراض دولتهم.

أمّا قيام الساعة ، فقد وردت روايات توضّح فيها علامات ، إلاّ أنّها لم تحدّد الترتيب الزمني لها ، ومن تلك الروايات ما ورد عن الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله بقوله : «لا تقوم الساعة حتّى تكون عشر آيات : الدجّال والدخّان ، وطلوع الشمس من مغربها ، ودابّة الأرض ، ويأجوج ومأجوج ، وثلاثة دالات من الخسوف : خسف بالمشرق وخسف بالمغرب وخسف بجزيرة العرب ، ونار تخرج من قصر عدن تسوق الناس إلى المحشر ، تنزل معهم إذا نزلوا ، وتقيل معهم إذا أقالوا »(١) .

أمّا الدجّال ، فقد وردت روايات عن الإمام الصادقعليه‌السلام تخبر عن مقتل الدجّال على يد الإمام المهديّعليه‌السلام .

( إبراهيم المطوّع ـ السعودية ـ ٤٠ سنة ـ موظّف )

اتجاهان في تمهيد الأرضية لظهوره :

س : مع العلم بأنّنا نتوقّع خروج الإمام المهديّ عليه‌السلام دوماً بأنّه قريب ، حيث

__________________

١ ـ الخصال : ٤٣١ ، سنن ابن ماجة ٢ / ١٣٤١ و ١٣٤٧ ، المستدرك ٤ / ٤٢٨ ، المصنّف لابن أبي شيبة ٨ / ٦٦٢.

٣٤٤

أنّنا نتلمّس الجور ، بأنّه قد وصل إلى أوجه.

منذ بداية البشرية والجور مستمر ، وهو السائد على الأرض والغالب أيضاً وإلى اليوم.

يتطلّب خروج الإمام المهديّعليه‌السلام استعداداً من قبل الأُمّة كي تمهّد له الأرضية ، والسؤال الذي يطرح هنا : متى تعي البشرية دورها تجاه الإمامعليه‌السلام ؟ ومتى ستنصاع إلى الحقّ ، وتقبل به عن إرادة واختيار؟

البشرية من بدء الخليقة ونداءات الأنبياء والرسل والحكماء ، وجميع من لهم دور في ترشيد الإنسانية تدعوا ، والقرآن يشير بكلّ صراحة وتأكيد :( وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ ) (١) ،( وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلاَّ قَلِيلٌ ) (٢) وغير ذلك.

كم تحتاج البشرية حتّى تكون في بداية دورها للاستعداد للخروج أو للتمهيد على الأقلّ؟ إذا كانت من بدء الخليقة لم تعي أو لم يتحقّق الرقم المطلوب لخروجهعليه‌السلام .

هل نحتاج إلى عمر من الزمن يكثر عن الزمن الماضي؟ ولماذا نحن علينا أن نشعر بأنّه قريب؟ وليس معنى ذلك إنّني يائس من خروجهعليه‌السلام .

إنّ علامات الظهور كانت ولا تزال كأنّها بارزة ، وكأنّها تتحقّق يوماً بعد يوم ، وإنّ كلّ زمان يرى بأنّ خروجه قد آن أوانه.

الشيعة يمحّصون في خروجه ، حتّى أنّ البعض ينكر هذا الخروج ، فهل نحن نستطيع أن نستمر في اعتقادنا بخروجهعليه‌السلام إذا كنّا بعيدين عن وضوح الرؤية الحقيقيّة؟ ولذلك فنحن نرى خروجه قريباً مع عدم وجود الأرضية الصالحة لذلك الخروج.

هل وصلنا إلى الحكمة الحقيقيّة والواضحة والمنشودة كي نستطيع بها توطيد الأرضية لخروجهعليه‌السلام ؟ لا تتمنّوا خروجه إلاّ وأنتم في عافية من دينكم.

وس : لماذا لم تكن هذه الفترة كفيلة بأن تعدّ العدد الذي يؤهّل الإمام

__________________

١ ـ سبأ : ١٣.

٢ ـ هود : ٤٠.

٣٤٥

عليعليه‌السلام بأن يكون مقبولاً عند جميع الأطراف؟ وذلك كما أشار الإمام نفسه أو وضّحته مسيرة التاريخ.

ولكم منّا ألف تحية وسلام.

ج : ورد في الحديث الشريف عن الإمام الصادقعليه‌السلام : «إنّ لصاحب هذا الأمر غيبة لابدّ منها ، يرتاب فيها كلّ مبطل » ، فقلت له : ولم جعلت فداك؟ قال : «لأمر لم يؤذن لنا في كشفه لكم » ، قلت : فما وجه الحكمة في غيبته؟ فقال : «وجه الحكمة في غيبته وجه الحكمة في غياب من تقدّمه من حجج الله تعالى ذكره ، إنّ وجه الحكمة في ذلك لا ينكشف إلاّ بعد ظهوره ، كما لا ينكشف وجه الحكمة لما أتاه الخضر عليه‌السلام من خرق السفينة ، وقتل الغلام ، وإقامة الجدار لموسى إلاّ وقت افتراقهما »(١) .

أمّا ما أشرتم إليه من أنّه متى تعي البشرية دورها اتجاه الإمامعليه‌السلام ؟

في الجواب يمكن أن نقول : لابدّ من إيصال صوت الإسلام إلى جميع بقاع الأرض ، ونحاول تطبيقه بشكله الصحيح ، ونحاول تطبيق العدالة بأسمى أشكالها على سلوكنا وسلوك الآخرين ، حتّى يصبح المجتمع صالحاً بجميع طبقاته لتقبّل ظهور الإمامعليه‌السلام ، ولا يقف أمامه من يعرقل المسيرة.

إنّه بهذا نكون قد مهدّنا لظهور الإمامعليه‌السلام ، وقمنا بوظيفة الانتظار ، فإنّ الانتظار يعني تهيئة الأرضية الصالحة لظهورهعليه‌السلام بإعداد العدّة الصالحة فكريّاً وعمليّاً ، حتّى إذا ما ظهرعليه‌السلام تكون الأرضية صالحة من جانب المؤمنين أيضاً.

وجاء في حديث أبي بصير : قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : « ليعدّن أحدكم لخروج القائم ولو سهماً ، فإنّ الله تعالى إذا علم ذلك من نيّته رجوت لأنّ ينسئ في عمره حتّى يدركه ، ويكون من أعوانه وأنصاره »(٢) .

__________________

١ ـ علل الشرائع ١ / ٢٤٦ ، كمال الدين وتمام النعمة : ٤٨٢ ، الاحتجاج ٢ / ١٤٠.

٢ ـ الغيبة للنعماني : ٣٢٠.

٣٤٦

الإمامة :

( الموالي ـ عمان ـ ٢٣ سنة ـ طالب جامعة )

أهمّيتها :

س : السلام عليكم أيها الأفاضل :

كنت أتكلّم مع أحدهم حول أهمّية البحث في مسألة الإمامة ، فقال لي بأنّه لا يعتقد بأهمّية البحث ، لأنّ الفرق الإسلامية متّفقة في أشياء كثيرة ، وليس هناك اختلاف كبير ، وبالتالي كيف سيفيد هذا الاعتقاد في جعله أفضل ، وقال لي آخر نفس الكلام تقريباً ، وأضاف بأنّه يمكن الحصول على القرب الإلهيّ بالصلاة والسجود ، فما هي أهمّية الموضوع؟

ج : الدين الإسلامي هو رسالة السماء الخاتمة إلى الناس ، نزل بها الوحي الأمين على سيّد المرسلين محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وأمرنا باتباع رسالته والإيمان بكلّ ما جاء به ، والتسليم له في كلّ ما يقول ، ووبّخ من يرفض الإيمان بها ، أو يؤمن ببعضها ، ويترك البعض الآخر :

قال تعالى :( أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاء مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامة يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ ) (١) .

ووصف المتّقين بقوله :( الم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ *

__________________

١ ـ البقرة : ٨٥.

٣٤٧

الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ والَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ ) (١) .

وقال تعالى :( هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ ) (٢) .

إذا عرفت ذلك نقول : إنّ الإمامة التي تؤمن بها الشيعة ـ تبعاً للنبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله والأئمّةعليهم‌السلام ـ مبدؤها القرآن ، وأنّ القرآن نطق بها ، فإذاً يجب على الإنسان المؤمن أن يؤمن بها ، وإلاّ يكن ممّن لا يؤمن ببعض الكتاب ، ورادّاً لبعض ما جاء به النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وبالتالي يدخل في ضمن من أخبر الله عنه بأنّه يصيبه عذاب شديد ، بل وأكثر من ذلك كما سيتضح.

وأما كيف أنّها مبدأ قرآني؟

فنقول : قال تعالى مخاطباً إبراهيم بعد نبوّته :( إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) (٣) .

وقال تعالى وهو يتحدّث عن إبراهيمعليه‌السلام :( وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ) (٤) .

وقال تعالى :( وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ ) (٥) .

__________________

١ ـ البقرة : ١ ـ ٤.

٢ ـ آل عمران : ٧.

٣ ـ البقرة : ١٢٤.

٤ ـ الزخرف : ٢٨.

٥ ـ السجدة : ٢٤.

٣٤٨

وقال تعالى :( وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلاَةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ ) (١) .

إلى هنا عرفنا : إنّ الإمامة جزء من شرع النبيّ الأكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله ، جاء بها الوحي الكريم ، كما جاء بالصوم والصلاة ، وأوجب علينا الإيمان بهما ، وكذلك أوجب علينا الإيمان بالإمامة ؛ لأنّها من عند الله تعالى ، وجزء من وحيه.

ثمّ إذا ذهبنا إلى آيات القرآن الأُخرى رأينا أكثر من ذلك ، وأنّها تجعل الإمامة ، وولاية الإمام ، كولاية الله تعالى ، وولاية رسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وأنّها ترتقي إلى مستوىً أعلى من الصلاة والصوم.

قال تعالى :( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ * وَمَن يَتَوَلَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْغَالِبُونَ ) (٢) ، ولا نريد الدخول في دراسة الآية كلمة كلمة ، فإنّ ذلك يطول ، لكن الآية حصرت الولاية بالله وبرسوله ، وبالذين آمنوا ، وجعلت من يتولاّهم من حزب الله تعالى.

ومن الواضح : أنّ عدم تولّي الإمام( الَّذِينَ آمَنُواْ ) يخرم القاعدة التي تدخل الإنسان في حزب الله ، ومن يخرج من حزب الله ، يدخل في حزب الشيطان ، إذ لا ثالث في البين ، مع أنّا لا نجد في القرآن من يترك فرع من الفروع ولا يعمل به يكون من حزب الشيطان ، فالإمامة فوق تلك الأُمور ـ أي الصلاة والصوم ـ ووجوب تولّي الإمام كوجوب الصلاة والصوم وأكثر ، كما عرفت.

وعندما نرجع إلى الأحاديث النبوية التي وردت من طرق أهل السنّة نجد أنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله يوضّح لنا منزلة الإمامة والخلافة ، وأنّ الإمام له منزلة لا تقلّ عن منزلة النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وسنّته كسنّة النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وأنّه يجب الرجوع إليه ، والإيمان به ، والأخذ عنه.

__________________

١ ـ الأنبياء : ٧٣.

٢ ـ المائدة : ٥٥ ـ ٥٦.

٣٤٩

فعن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال : «فعليكم بسنّتي ، وسنّة الخلفاء الراشدين المهديّين ، وعضّوا عليها بالنواجذ »(١) .

ففي هذا الحديث عدّة أُمور :

١ ـ إنّ هؤلاء خلفاء الراشدين المهديّين ، أي لا يحتاجون هداية غيرهم من الناس.

٢ ـ إنّ هؤلاء الخلفاء لهم سنّة مأمورون باتباعها.

٣ ـ إنّ سنّة هؤلاء الخلفاء كسنّة النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، إذ قرن سنّته بسنّتهم ، ومن الواضح أن سنّة النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله معصومة لأنّه :( وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى ) (٢) ، فكذلك سنّة خلفائه ، بدليل المقارنة ، والأمر بالاتباع المطلق.

ومن الواضح : إنّ هذه الصفات لا نجد انطباقها على أبي بكر وعمر وعثمان وغيرهم ، فمن هؤلاء الذين هذه صفاتهم؟!

ج : إذا رجعنا إلى صحيح مسلم نجده يجيبنا على هذا السؤال ، فقد روى عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال : «لا يزال الدين قائماً حتّى تقوم الساعة ، أو يكون عليكم اثني عشر خليفة كلّهم من قريش »(٣) .

ومواصفات هذا الحديث ، وهو قيام الدين بهؤلاء الاثني عشر ، تتلاءم مع صفات الحديث السابق تمام الملائمة.

إذاً ، يجب علينا الرجوع إلى هؤلاء ، كما أمر الحديث ، لأنّهم المهديّين ، والمبيّنين للسنّة النبوية ، والذين يقوم الدين بهم.

بل عندما نذهب إلى السنّة النبوية المطهّرة نرى : أنّ عدم الإيمان بهؤلاء جاهلية ، كما في قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : «من مات وليس عليه إمام مات ميتة جاهلية »(٤) .

__________________

١ ـ مسند أحمد ٤ / ١٢٦ ، سنن الدارمي ١ / ٤٥ ، سنن ابن ماجة ١ / ١٦ ، الجامع الكبير ٤ / ١٥٠ ، المستدرك ١ / ٩٦ ، كتاب السنّة : ٣٠.

٢ ـ النجم : ٤ ـ ٣.

٣ ـ صحيح مسلم ٦ / ٤.

٤ ـ كتاب السنّة : ٤٨٩ ، مجمع الزوائد ٥ / ٢٢٥ ، مسند أبي يعلى ١٣ / ٣٦٦ ، المعجم الأوسط ٦ / ٧٠.

٣٥٠

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : «من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية »(١) .

فمن لم يؤمن بالإمامة هو شخص جاهلي ، أي : على الحالة التي كانت قبل الإسلام ، وهذا يوافق الآية ٥٥ و ٥٦ من المائدة ، التي تلزم المؤمنين بتولّي الله والرسول ، والذين آمنوا ، الذين تصدّقوا في الركوع ، وأن من لم يتولّهم يخرج من حزب الله إلى حزب غيره ، وهو الشيطان ، فيكون ميتاً على جاهلية كأن لم يؤمن بالله وبرسوله.

فتلخّص ممّا تقدم :

١ ـ إنّ الإمامة جزء من الدين الإسلامي ، فيجب الاعتقاد بها كالاعتقاد بغيرها من أحكام الدين.

٢ ـ إنّ الإمامة ترتقي إلى أن يكون متولّي الإمام من حزب الله ، وإلاّ يخرج منه.

٣ ـ إنّ الإمامة تعني القيام بالسنّة النبوية ، وبيانها للناس ، وأنّه يجب الرجوع إلى الإمام في أخذ الدين عنه ، كما أمرنا النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله .

بعد ذلك كلّه ، كيف نقول : لا توجد أهمّية لبحث الإمامة؟!

وأمّا قولك على لسان المخالف : بأنّ القرب الإلهيّ يحصل بالصلاة والسجود فما أهمّية الموضوع؟

فالجواب عنه : عرفت فيما تقدّم مدى أهمّية الموضوع ، وأنّ الطريق إلى توحيد الله وعبادته هو بالالتزام بأوامره ، والأخذ بسنّة نبيّهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، والتي يكون الإمام عمدتها ، وهو المبيّن لها.

إن العقل قاضٍ بوجوب طاعة الله من حيث ما يأمرنا به ، لا من أي طريق مهما كان ؛ لأنّه كما أنّ العقل أثبت وجوب حقّ الطاعة علينا لله كذلك أثبت وجوب طاعة الله من حيث ما يريده الله ، لا من حيث تشخيصنا نحن أو غير

__________________

١ ـ كتاب السنّة : ٤٨٩ ، المعجم الكبير ١٩ / ٣٣٥ ، المجموع ١٩ / ١٩٠ ، المحلّى ١ / ٤٦ و ٩ / ٣٥٩ ، نيل الأوطار ٧ / ٣٥٦ ، صحيح مسلم ٦ / ٢٢ ، كنز العمّال ٦ / ٥٢.

٣٥١

ذلك ، لأنّ الله هو الربّ ، وهو الذي يحدّد ، لا أنّنا نحن الذين نحدّد ، لأنّ الحقّ له ، فهو صاحب الحقّ.

( عبد الرسول عبد الله ـ أمريكا ـ ١٩ سنة ـ طالب جامعة )

أعلى رتبة من النبوّة :

س : أيّ الرتب أرفع؟ الإمامة أم النبوّة؟

ج : إنّ النبوّة هي رتبة لمن يتلقّى أخبار الغيب ليوصلها إلى الناس ، والرسول هو النبيّ الذي يأتي بشريعة خاصّة ، بوحي يوحى إليه ، فهو أرفع مكانةً من النبيّ ؛ هذا عند أهل الاصطلاح ، وقد يستعمل كلّ منهما في مقام الآخر تسامحاً ومجازاً.

وأمّا الإمام فهو من كانت له مهمّة التطبيق ، وقيادة المجتمع البشري ، وتنفيذ الوحي ، فهو أعلى رتبةً من النبيّ والرسول ، وممّا يدلّ عليه ـ على سبيل المثال لا الحصر ـ إنّ الإمامة أعطيت لإبراهيمعليه‌السلام بعد مدّة طويلة من نبوّته ورسالته ، وبعد خضوعهعليه‌السلام لأوامر امتحانية صعبة :( وَإِذِ ابْتَلَى إبراهيم رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًاً ) (١) .

والمتيقّن أنّهعليه‌السلام كان نبيّاً ورسولاً قبل هذه الامتحانات ، لتلقّيه الكلمات من ربّه وحياً.

( منير ـ السعودية ـ )

تعليق على الجواب السابق وجوابه :

س : نقول نحن الشيعة : بأنّ الإمام يكون أعلى رتبة من النبيّ ، بدليل وصول النبيّ إبراهيم عليه‌السلام إلى مرتبة الإمامة بعد مرتبة النبوّة ، ولكن كيف لا نجد

__________________

١ ـ البقرة : ١٢٤.

٣٥٢

الوحي مثلاً ينزل على أئمّة أهل البيت عليهم‌السلام ، فقد يقول قائل : بأنّ هذا دليل على أنّ النبيّ أفضل من الإمام ، فكيف نردّ عليه؟ وشكراً لكم.

ج : إنّ هذا التساؤل ليس في محلّه ، فإنّنا نقول بتقدّم رتبة الإمامة على النبوّة ـ بالأدلّة المقرّرة في محلّها ـ ، والوحي من خصائص النبوّة ، فلا يرد علينا أنّه لماذا لم تحتو الإمامة على مختصّات النبوّة؟

وبعبارة واضحة : إنّ الاستدلال في المقام يبتني على تقديم الإمامة بكافّة مميّزاتها على النبوّة بجميع مواصفاتها ، ومنها نزول الوحي ، فلا معنى حينئذٍ ـ وبعد تمامية الأدلّة ـ أن نقول : لماذا لم يكن الإمام متصّفاً بصفة النبيّ؟ إذ لو كان كذلك كان الإمام نبيّاً ، فلا يبقى مجال للبحث والاستدلال.

هذا ، والتحقيق أنّ مجرد قابلية نزول الوحي لا تدلّ على أفضلية النبيّ على الإمام ، إذ إنّ الخلافة الإلهيّة على الأرض ـ والتي هي أعلى الرتب والمناصب ، وأقربها إلى الله تعالى ـ تتمثّل في الإمامة ، فالاستخلاف عن الله تعالى أعلى درجة من تلقّي الوحي ، ألا ترى أنّ الأنبياء والأئمّةعليهم‌السلام هم أرقى شأناً من جبرائيلعليه‌السلام الذي يأتي بالوحي؟

فيتّضح لنا : إنّ مجرد الوسيط بين الخالق والمخلوق في إيصال الوحي لا يدلّ على تقديمه على الإمامة ، التي هي مقام النيابة عن الله تعالى في قيادة المجتمع وهدايته.

( منير ـ السعودية ـ )

تعليق ثاني على الجواب السابق وجوابه :

س : وهل يمكن القول : بأنّ الإمام نبيّ أيضاً ، لأنّ جوابكم السابق قد يفسّر هكذا ، أرجو التوضيح ، وشكراً.

ج : ليس كلّ نبي إمام ، بل بعض الأنبياء اتّسموا بصفة الإمام أيضاً ، كما أنّه ليس كلّ إمام نبيّ ، فأئمّتناعليهم‌السلام أئمّة وأوصياء ، وهم ليسوا بأنبياء.

٣٥٣

( حميد ـ عمان ـ )

الأدلّة على إمامة أمير المؤمنين :

السؤال : ما هو الدليل على أحقّية الإمام علي بالخلافة دون سواه؟

ج : سألت عن أمر هو بالحقيقة نقطة الافتراق الرئيسية بين الشيعة وأهل السنّة ـ وإن كان هذا لا يعني النزاع والتشرذم ـ فكما يقال : إنّ اختلاف الرأي لا يفسد للودّ قضية.

فأهل السنّة ذهبوا إلى أنّ الخلفاء بعد النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله أربعة : أوّلهم أبو بكر وآخرهم عليعليه‌السلام .

أمّا اتباع أهل البيتعليهم‌السلام فذهبوا إلى أنّ الخلافة بعد النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله لأمير المؤمنين علي بن أبي طالبعليه‌السلام بلا فصل ، ومن بعده أبنائه الأحد عشر ، آخرهم الإمام المهديّ المنتظرعليه‌السلام .

واستدلّوا في اختصاص الإمام عليعليه‌السلام بالخلافة دون سواه بأدلّة كثيرة ، نقتصر على بعضها :

١ ـ من القرآن الكريم.

قال تعالى :( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ) (١) .

حيث ذهب مفسّرون وعلماء من الفريقين إلى أنّها نزلت في حقّ عليعليه‌السلام ، حينما تصدّق في أثناء الصلاة(٢) .

ودلالة الآية الكريمة على ولاية علي بن أبي طالبعليه‌السلام واضحة ، بعد أن قرنها الله تعالى بولايته وولاية الرسول ، ومعلوم أنّ ولايتهما عامّة ، فالرسول

__________________

١ ـ المائدة : ٥٥.

٢ ـ أُنظر : شواهد التنزيل ١ / ٢١٩ ح ٢٢٧ ، تاريخ مدينة دمشق ٤٢ / ٣٥٧ ، أنساب الأشراف : ١٥٠ ح ١٥١.

٣٥٤

أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، فكذلك ولاية علي بحكم المقارنة.

٢ ـ من السنّة الشريفة.

أ ـ حديث المنزلة : وهو قول الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله لعليعليه‌السلام : «ألا ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى ، إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي ».

وهو من الأحاديث المتواترة ، فقد رواه جمهرة كبيرة من الصحابة ، ومصادره كثيرة(١) .

__________________

١ ـ فضائل الصحابة : ١٣ ، شرح صحيح مسلم ١٥ / ١٧٤ ، مجمع الزوائد ٩ / ١٠٩ ، تحفة الأحوذيّ ١٠ / ١٦١ ، مسند أبي داود : ٢٩ ، المصنّف للصنعانيّ ٥ / ٤٠٦ و ١١ / ٢٢٦ ، المصنّف لابن أبي شيبة ٧ / ٤٩٦ و ٨ / ٥٦٢ ، مسند ابن راهويه ٥ / ٣٧ ، مسند سعد بن أبي وقّاص : ٥١ و ١٠٣ و ١٣٩ ، الآحاد والمثاني ٥ / ١٧٢ ، كتاب السنّة : ٥٥١ و ٥٨٦ و ٥٩٥ و ٦١٠ ، السنن الكبرى للنسائيّ ٥ / ٤٤ و ١٠٨ و ١١٣ و ١٢٠ و ١٢٥ و ١٤٤ ، خصائص أمير المؤمنين : ٤٨ و ٦٤ و ٧٦ و ٨٠ و ٨٥ و ١١٦ ، مسند أبي يعلى ١ / ٢٨٦ و ٢ / ٦٦ و ٨٦ و ٩٩ و ١٣٢ و ١٢ / ٣١٠ ، أمالي المحامليّ : ٢٠٩ و ٢٥١ ، صحيح ابن حبّان ١٥ / ١٦ و ٣٧١ , المعجم الصغير ٢ / ٢٢ و ٥٤ ، المعجم الأوسط ٢ / ١٢٦ و ٣ / ١٣٩ و ٤ / ٢٩٦ و ٥ / ٢٨٧ و ٦ / ٧٧ و ٨٣ و ٧ / ٣١١ و ٨ / ٤٠ ، المعجم الكبير ١ / ١٤٨ و ٢ / ٢٤٧ و ٤ / ١٨٤ و ٥ / ٢٠٣ و ١١ / ٦٣ و ١٢ / ١٥ و ٧٨ و ٢٤ / ١٤٦ ، نظم درر السمطين : ١٠٧ ، موارد الظمآن : ٥٤٣ ، كنز العمّال ٥ / ٧٢٤ و ٩ / ١٦٧ و ١١ / ٥٩٩ و ٦٠٣ و ١٣ / ١٠٦ و ١٥٨ و ١٦٣ و ١٩٢ و ١٦ / ١٨٦ ، فيض القدير ٤ / ٤٧١ ، كشف الخفاء ٢ / ٣٨٢ ، شواهد التنزيل ١ / ١٩٢ و ٢ / ٣٥ ، الجامع لأحكام القرآن ١ / ٢٦٦ و ٧ / ٢٧٧ ، الطبقات الكبرى ٣ / ٢٣ ، تاريخ بغداد ٧ / ٤٦٣ و ٨ / ٥٢ و ١١ / ٤٣٠ و ١٢ / ٣٢٠ ، تاريخ مدينة دمشق ٢ / ٣١ و ١٣ / ١٥١ و ٢٠ / ٣٦٠ و ٢١ / ٤١٥ و ٣٠ / ٣٥٩ و ٣٨ / ٧ و ٣٩ / ٢٠١ و ٤١ / ١٨ و ٤٢ / ٤٢ و ٥٣ و ١٠٠ و ١١١ و ١١٥ و ١٣٩ و ١٤٥ و ١٥٢ و ١٥٩ و ١٦٥ و ١٧١ و ١٧٧ و ١٨٢ و ٥٤ / ٢٢٦ و ٥٩ / ٧٤ و ٧٠ / ٣٥ ، أُسد الغابة ٤ / ٢٧ ، تهذيب الكمال ٢٠ / ٤٨٣ و ٢٥ / ٤٢٣ و ٣٢ / ٤٨٢ و ٣٥ / ٢٦٣ ، تذكرة الحفّاظ ١ / ١٠ ، سير أعلام النبلاء ١ / ٣٦١ و ٧ / ٣٦٢ و ١٢ / ٢١٤ و ١٤ / ٢١٠ و ١٥ / ٤٢ ، تهذيب التهذيب ٧ / ٢٩٦ ، الإصابة ٤ / ٤٦٧ ، أنساب الأشراف : ٩٤ ، و ١٠٦ ، البداية والنهاية ٥ / ١١ و ٧ / ٢٥١ و ٣٧٠ و ٣٧٤ و ٨ / ٨٤ ، جواهر المطالب ١ / ٥٨ و ١٧١ و ١٩٧ و ٢١٢ و ٢٩٦ ، سبل الهدى والرشاد ٥ / ٤٤١ و ١١ / ٢٩١ و ٢٩٦ ، ينابيع المودّة ١ / ١١٢ و ١٥٦ و ١٦٠ و ٣٠٩ و ٤٠٤ و ٢ / ٩٧ و ١١٩ و ١٥٣ و ٢٣٧ و ٣٠٢ و ٣٨٩ و ٣ / ٢١١ و ٣٦٩ و ٤٠٣.

٣٥٥

ودلالته على ولاية عليعليه‌السلام وإمامته بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله واضحة ، إذ إنّ هارون كان خليفة لموسىعليه‌السلام ونبيّاً ، وقد أثبت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله نفس المنزلة لعليعليه‌السلام باستثناء النبوّة ، فدلّ ذلك على ثبوت الخلافة لهعليه‌السلام .

ب ـ حديث الغدير : وهو قول رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في حجّة الوداع ، حينما قام في الناس خطيباً في غدير خمّ ـ في خطبة طويلة ـ : «يا أيّها الناس ، إنّ الله مولاي وأنا مولى المؤمنين ، وأنا أولى بهم من أنفسهم ، فمن كنت مولاه ، فهذا مولاه ـ يعني علياً ـ اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ».

وقد روى هذا الحديث جمهرة كبيرة من الصحابة ، وأورده جمع كبير من الحفّاظ في كتبهم ، وأرسلوه إرسال المسلّمات(١) .

ودلالة الحديث على خلافة وولاية عليعليه‌السلام واضحة ، فلا يمكن حمل الولاية على معنى المحبّ والصديق وغيرهما ، لمنافاته للمطلوب بالقرائن الحالية والمقالية.

أمّا المقالية : فإنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ذكر ولاية علي بعد ولاية الله وولايته ، ثمّ جاء بقرينة واضحة على أنّ مراده من الولاية ليس هو الصديق والمحبّ وما شاكل ، وذلك بقوله : «وأنا أولى بهم من أنفسهم » فهي قرينة تفيد أنّ معنى ولاية الرسول ، وولاية الله تعالى ، هو الولاية على النفس ، فما ثبت للرسول يثبت لعليعليه‌السلام ، وذلك لقوله : « من كنت مولاه فهذا مولاه ».

وأمّا الحالية : فإنّ أيّ إنسان عاقل إذا نعيت إليه نفسه وقرب أجله تراه يوصي بأهمّ الأُمور عنده ، وأعزّها عليه.

__________________

١ ـ مسند أحمد ١ / ١١٨ و ١٥٢ و ٤ / ٢٨١ و ٣٧٠ و ٥ / ٣٤٧ و ٣٧٠ ، الجامع الكبير ٥ / ٢٩٧ ، سنن ابن ماجة ١ / ٤٥ ، المستدرك ٣ / ١٠٩ ، المصنّف لابن أبي شيبة ٧ / ٤٩٥ ، مجمع الزوائد ٩ / ١٠٤ ، المعجم الكبير ٤ / ١٧ و ٥ / ١٧٠ و ٥ / ١٩٢ و ٥ / ٢٠٤ ، شواهد التنزيل ٢ / ٣٨١ ، التاريخ الكبير ١ / ٣٧٥ ، تاريخ مدينة دمشق ٤٢ / ٢١٣ و ٢١٧ و ٢٣٠ ، تهذيب الكمال ٢٠ / ٤٨٤ ، تهذيب التهذيب ٧ / ٢٩٦ ، الجوهرة : ٦٧ ، البداية والنهاية ٥ / ٢٣١ ، السيرة النبوية لابن كثير ٤ / ٤٢١ ، ينابيع المودّة ٢ / ٢٤٩ و ٢٨٣ و ٣٩١.

٣٥٦

وهذا ما صنعه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله حينما حج حجّة الوداع ، حيث جمع المسلمين وكانوا أكثر من مائة ألف في يوم الظهيرة في غدير خم ، ويخطبهم تلك الخطبة الطويلة ، بعد أن أمر بإرجاع من سبق ، وانتظار من تأخّر عن العير ، وبعد أمرهم لتبليغ الشاهد الغائب.

كلّ هذا فعله الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله ليقول للناس : إنّ علياً محبّ لكم صديق لكم؟! فهل يليق بحكيم ذلك؟! وهل كان خافياً على أحد من المسلمين حبّ علي للإسلام والمسلمين؟ وهو الذي عرفه الإسلام بإخلاصه وشجاعته ، وعلمه وإيمانه.

أم أنّ ذلك يشكّل قرينة قطعية على أنّهصلى‌الله‌عليه‌وآله جمعهم لينصب بعده خليفة بأمر الله تعالى :( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ) (١) .

وهنالك أدلّة كثيرة أعرضنا عنها بغية الاختصار.

نسأله تعالى أن يعرّفنا الحقّ حقاً ، ويوفّقنا لاتباعه.

( محمّد ـ الكويت ـ )

بلّغ النبيّ لها في بدايات دعوته :

س : سؤالي هو عن رزية يوم الخميس ، القصّة تشير أنّ الكتاب الذي كان سيكتبه الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله كان يتوقّف عليه ضلال أُمّة وهداها ، فكيف تركه الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله خوفاً من الفتنة؟ علماً بأنّه من التبليغ الذي بلّغه الله له : ( وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى )؟ فكيف يكون للرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله أن يعطّل تبليغ أمر الله تعالى؟

وإن كان يتوقّف على ضلال أُمّة وهداها ، فهو من واجبات الدين ، فكيف أنّ الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله لم يبلّغه قبل نزول الآية :( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ) (٢) ،

__________________

١ ـ المائدة : ٦٧.

٢ ـ المائدة : ٣.

٣٥٧

وكان الدين وقت الرزية قد اكتمل؟ آسف على الإطالة ، وشكراً .

ج : إنّ الرسول الأعظمصلى‌الله‌عليه‌وآله بلّغ للإمامة والإمام من بعده من يوم الدار ، حيث تشير إليه آية الإنذار :( وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ ) (١) ، وهو كان في بدايات الدعوة ، وتفاصيل القضية ذكر في حديث الدار ، الذي رواه الموالف والمخالف.

وكذلك حديث الثقلين ، قالهصلى‌الله‌عليه‌وآله في عدّة مواطن ، وآخرها في مرضه ، فالحجّة تامّة بآيات وروايات مستفيضة ، والوصية إنّما كانت للتأكيد أكثر على هذا الأمر المهم.

ولمّا قال عمر مقولته التي هدّت ركناً من أركان الدين ، وهي : إنّ الرجل ليهجر ، أو : إن النبيّ غلبه الوجع ، فلو كان النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله كتب الكتاب لقالوا : كتبه في حين الهجر ، ولأثبتوا الهجر إلى الرسول يقيناً ، وانتقصوا من مقامه الرفيع ، وبذلك ربما انتقصوا مقام النبوّة ، وشكّكوا في الوحي ، ممّا سيجرهم إلى إنكار الدين والنبوّة ، فاكتفى الحبيب المصطفىصلى‌الله‌عليه‌وآله بما قاله وكرّره قبل كتابة الوصية ، الذي تمّت به الحجّة.

( السيّد علي ـ إيران ـ )

عدم اجتماع إمامين في زمن واحد :

س : لماذا لا يمكن اجتماع إمامين في زمن واحد؟

ج : يمكن تصوير عدم الإمكان بدليلين :

١ ـ الدليل العقليّ : بما أنّ الإمامة هي حجّة الله على الخلق ، فهي عامّة لجميع البشرية قاطبة ، فهنا نقول : إن كان الإمام الثاني موافقاً للأوّل في جميع ما يطرح وما ينفي وما يثبت فيكون وجوده وتنصيبه للإمامة لغواً وعبثاً ، وأمّا إن خالفه وعارضه فهذا يستلزم كذب أحدهما ، وهو خلف كونه إماماً عامّاً للناس أجمعين.

__________________

١ ـ الشعراء : ٢١٣.

٣٥٨

٢ ـ الدليل النقليّ : روي أنّ الإمام الصادقعليه‌السلام سئل : يكون إمامان؟ قال : « لا ، إلاّ وأحدهما صامت لا يتكلّم حتّى يمضي الأوّل »(١) .

( ـ ـ )

كلّ إمام كانت له مهمّة خاصّة :

س : لماذا لم يقم الإمام عليعليه‌السلام بالثورة؟ رغم أنّ الفتنة التي حدثت في عهده هي سبب الفتن في عهد الحسينعليه‌السلام ؟

لماذا لم يثر الإمام عليعليه‌السلام ، ولكن تأخّرت الثورة إلى زمان الحسين؟

لماذا لم يقم الإمام الحسن بها واكتفى بالصلح؟ لماذا الحسين لم يفعل مثل الحسن؟ وجزاكم الله ألف خير.

ج : نظرة سريعة وتأمّل بسيط في التاريخ حول الأجواء التي كانت تحكم في زمن الأئمّةعليهم‌السلام تعطينا خبراً بأنّ كلّ إمام كانت له مهمّة خاصّة تبعاً للظروف التي كانت تحيطه ، فمثلاً بعد وفاة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله كان الناس جديدي عهد بالإسلام ، فهنا الحفاظ على أصل الإسلام كان أوجب من إعلان الثورة من قبل أمير المؤمنينعليه‌السلام ، والتي كانت ستؤدّي إلى ارتداد الكثير عن الإسلام.

وفي زمن الإمام الحسنعليه‌السلام بعدما بويع بالخلافة ، وخذلان أصحابه له ، حتّى أنّهم همّوا بتسليمه إلى معاوية ، وكانت الظروف تحتّم عليه تعريف معاوية إلى الملأ العام الذي كان قد اغترّ به ، فعمد إلى تنظيم بنود الصلح التي وافق عليها معاوية ومن ثمّ نقضها ، وفي ذلك تعرية كاملة لمعاوية ، وفي نفس بنود الصلح والشروط التي وضعها الإمام المجتبىعليه‌السلام تصريح في عدم شرعية خلافة معاوية.

وفي زمن الإمام الحسينعليه‌السلام ، حيث بويع ليزيد ، ويزيد ممّن كان يتجاهر

__________________

١ ـ بصائر الدرجات : ٥٣١.

٣٥٩

بالكفر والفسق ، وكان هدفه محو الدين من أساسه ، فهنا كان الحفاظ على أصل الدين بالخروج والثورة ، إذ لو لم يخرج الإمام الحسينعليه‌السلام لكان يزيد قد هتك حرمة الإسلام ، بل لغيّر الإسلام ، ورجع إلى تقاليد الجاهلية.

فأهل البيتعليهم‌السلام ليس هدفهم الحكومة ، بل هدفهم سَوق الأُمّة إلى الحقّ ، ومن شئون سوق الأُمّة إلى الحقّ الحكومة ، فإذا اقتضت المصلحة في سوق الأُمّة إلى الحقّ ترك الحكومة تركوها.

( ـ ـ )

كيفية النصّ للإمام اللاحق من الإمام السابق :

س : كيف يتمّ النصّ للإمام اللاحق من الإمام السابق؟ هل يتمّ بالنصّ؟ فيرجى تزويدنا بتلك الروايات ، وكيف كان يعرف أهل زمان الإمام أنّه الإمام المنصوص عليه؟

كيف يتولّى الإمام الباقر الإمامة ، وكان لم يبلغ الخامسة من عمره؟ وهل للأئمّة معاجز؟ كدعاء الإمام زين العابدين للحجر الأسود لينطق بإمامته أمام محمّد ابن الحنفية؟ ولماذا لا نرى نصّاً لإمامة الإمام الحسن في نهج البلاغة؟

ج : يتمّ النصّ من الإمام السابق على إمامة اللاحق ، مضافاً إلى النصوص الواردة عن الرسول الأعظمصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وبعض الأئمّةعليهم‌السلام على ذكر جميع الأئمّة المعصومين الاثني عشرعليهم‌السلام .

وورود النصّ هو أحد طريقي معرفة الإمامعليه‌السلام ، والطريق الآخر هو إظهار المعجزات والكرامات الدالّة على إمامته ، بحيث لا يبقى أيّ شكّ وريب في أحقّيته للإمامة.

وأمّا النصوص والمعاجز المذكورة فقد جاءت بحدّ التواتر والاستفاضة في كتب الحديث والتاريخ ، ويكفيك أن تراجع كتاب الحجّة والإمامة في كتاب الكافي ، وبحار الأنوار ، وغيرهما ، حتّى تقف على تلك الروايات كمّاً وكيفاً.

٣٦٠

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485