وسائل الشيعة الجزء ٢٧

وسائل الشيعة9%

وسائل الشيعة مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 424

المقدمة الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠
  • البداية
  • السابق
  • 424 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 146463 / تحميل: 6186
الحجم الحجم الحجم
وسائل الشيعة

وسائل الشيعة الجزء ٢٧

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

والصلاح والورع والخير - قال: خرجت إلى سرّ من رأى ومعي كتاب يوم وليلة، فدخلت على أبي محمّد( عليه‌السلام ) ، وأريته ذلك الكتاب، وقلت له: إن رأيت أن تنظر فيه(١) وتصفّحه ورقة ورقة، فقال: هذا صحيح، ينبغي أن تعمل(٢) به.

[ ٣٣٣٢٢ ] ٧٧ - وعن محمّد بن الحسين الهروي، عن حامد بن محمّد، عن الملقب بقوراء(٣) ، أنَّ الفضل بن شاذان كان وجّهه إلى العراق إلى جنب(٤) به أبو محمّد الحسن بن عليّ( عليه‌السلام ) ، فذكر أنّه دخل على أبي محمّد( عليه‌السلام ) ، فلما أراد أن يخرج سقط منه كتاب في حضنه، ملفوف في رداء له، فتناوله أبو محمّد( عليه‌السلام ) ، ونظر فيه، وكان الكتاب من تصنيف الفضل، فترحّم عليه، وذكر أنه قال: اغبط أهل خراسان لمكان(٥) الفضل بن شاذان، وكونه بين أظهرهم.

[ ٣٣٣٢٣ ] ٧٨ - وعن محمّد بن الحسن البراثي(٦) عن الحسن بن عليِّ بن كيسان، عن إبراهيم بن عمر اليماني(٧) ، عن ابن أُذينة، عن أبان بن أبي عيّاش، قال: هذه نسخة كتاب سليم بن قيس العامري، ثمَّ الهلالي دفعه إلى أبان بن أبي عيّاش، وقرأه، وزعم أبان أنه قرأه على عليِّ بن الحسين( عليهما‌السلام ) ، فقال: صدق سليم، هذا حديث نعرفه.

____________________

(١) في المصدر زيادة: فلما نظر فيه.

(٢) في المصدر: يعمل.

٧٧ - رجال الكشي ٢: ٨٢٠ / ١٠٢٧.

(٣) في المصدر: بفورا، من أهل البوزجان من نيسابور.

(٤) في المصدر: حيث.

(٥) في المصدر: بمكان.

٧٨ - رجال الكشي ١: ٣٢١ / ١٦٧.

(٦) في المصدر: البراني.

(٧) في المصدر: اسحاق بن ابراهيم بن عمر اليماني.

١٠١

[ ٣٣٣٢٤ ] ٧٩ - محمّد بن الحسن في كتاب( الغيبة) عن أبي الحسين بن تمام، عن عبد الله الكوفي خادم الشيخ الحسين بن روح، عن الحسين بن روح، عن أبي محمّد الحسن بن عليّ( عليه‌السلام ) أنّه سئل عن كتب بني فضّال فقال: خذوا بما رووا، وذروا ما رأوا.

[ ٣٣٣٢٥ ] ٨٠ - أحمد بن عليِّ بن أحمد بن العبّاس النجاشي في كتاب( الرجال) عن المفيد، عن جعفر بن محمّد بن قولويه، عن عليِّ بن الحسين بن بابويه، عن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أبي هاشم الجعفري، قال: عرضت على أبي محمّد العسكري( عليه‌السلام ) كتاب يوم وليلة ليونس فقال لي: تصنيف من هذا ؟ قلت: تصنيف يونس مولى(١) آل يقطين، فقال: أعطاه الله بكلّ حرف نوراً يوم القيامة.

[ ٣٣٣٢٦ ] ٨١ - وعن أبي العباس بن نوح، عن الصفواني، عن الحسن ابن محمّد بن الوجناء قال: كتبنا إلى أبي محمّد( عليه‌السلام ) نسأله أن يكتب أو يخرج لنا كتاباً نعمل به، فأخرج لنا كتاب عَمَلٍ.

قال الصفواني: نسخته، فقابل به كتاب ابن خانبه زيادة حروف، أو نقصان حروف يسيرة.

وذكر النجاشي: أنَّ كتاب عبيد الله بن عليّ الحلبي عرض على الصادق( عليه‌السلام ) ، فصحّحه واستحسنه.

[ ٣٣٣٢٧ ] ٨٢ - الحسن بن عليِّ بن شعبة في( تحف العقول) عن

____________________

٧٩ - الغيبة للطوسي: ٢٣٩.

٨٠ - رجال النجاشي: ٣١٢.

(١) ليس في المصدر.

٨١ - رجال النجاشي: ٢٤٤.

٨٢ - تحف العقول: ١٠٤.

١٠٢

أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) في كلام له: قولوا ما قيل لكم، وسلّموا لما روي لكم، ولا تكلّفوا ما لم تكلّفوا، فإنّما تبعته عليكم، واحذروا الشبهة، فانّها وضعت للفتنة.

[ ٣٣٣٢٨ ] ٨٣ - وعنه( عليه‌السلام ) ، أنّه قال لكميل بن زياد في وصيّته له: يا كميل ! لا تأخذ إلّا عنّا، تكن منّا.

[ ٣٣٣٢٩ ] ٨٤ - وعن أبي الحسن موسى بن جعفر( عليه‌السلام ) أنه كان لأبي يوسف معه كلام في مجلس الرشيد فقال الرشيد، بعد كلام طويل - لموسى بن جعفر( عليه‌السلام ) : بحقّ آبائك لما اختصرت كلمات جامعة لما تجاربناه، فقال: نعم، واتي بدواة وقرطاس، فكتب:

بسم الله الرحمن الرحيم جميع اُمور الأديان أربعة: أمر لا اختلاف فيه، وهو إجماع الاُمّة على الضرورة التي يضطرّون إليها، والأخبار المجمع عليها، وهي الغاية المعروض عليها كلّ شبهة، والمستنبط منها كلّ حادثة، وأمر يحتمل الشك والإِنكار، فسبيله استيضاح أهله لمنتحليه بحجّة من كتاب الله مجمع على تأويلها، وسنّة مجمع عليها لا اختلاف فيها، أو قياس تعرف العقول عدله، ولا تسع خاصة الاُمّة وعامّتها الشكّ فيه والانكار له، وهذان الأمران من أمر التوحيد فما دونه، وأرش الخدش فما فوقه، فهذا المعروض الّذي يعرض عليه أمر الدين، فما ثبت لك برهانه اصطفيته، وما غمض عليك صوابه نفيته، فمن أورده واحدة من هذه الثلاث، وهي الحجّة البالغة، الّتي بينها الله( ورسوله) (١) في قوله لنبيّه:( قُلْ فَلِلَّهِ الحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ ) (٢) تبلغ الحجّة البالغة الجاهل فيعلمها بجهلة، كما يعلمه العالم بعلمه، لأنَّ الله عدل لا يجور، يحتجّ على

____________________

٨٣ - تحف العقول: ١١٥.

٨٤ - تحف العقول: ٣٠٤.

(١) ليس في المصدر.

(٢) الانعام ٦: ١٤٩.

١٠٣

خلقه بما يعلمون، يدعوهم إلى ما يعرفون، لا إلى ما يجهلون وينكرون، فأجازه الرشيد وردّه. الحديث.

ورواه المفيد في( الاختصاص) عن أحمد بن محمّد بن الحسن بن الوليد، عن أبيه، عن أحمد بن إدريس، عن محمّد بن أحمد بن إسماعيل العلوي، عن محمّد بن الزبرقان الدامغاني، عن أبي الحسن موسى( عليه‌السلام ) نحوه(١) .

أقول: الاجماع هنا مخصوص بالضروريّات، أو بالاجماع على الرواية، لا على الرأي، وهو صريح كلامه( عليه‌السلام ) ، والضروريات هنا بمعنى: المتواترات قطعاً، وذكر القياس محمول على التقيّة بقرينة المقام، أو على القياس العقلي القطعي الّذي يدلّ على بعض مطالب الاُصول دون القياس الفقهي الذي تستعمله العامة في الفروع، والقرينة على ذلك ظاهره واضحة، وناهيك بما تقدَّم في بطلانه(٢) .

[ ٣٣٣٣٠ ] ٨٥ - عليُّ بن موسى بن جعفر بن طاوس في كتاب( الإِجازات) قال: ممّا رويناه من كتاب الشيخ الحسن بن محبوب، عن ابن سنان، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: سمعته يقول: ليس عليكم فيما سمعتم منّي أن ترووه عن أبي، وليس عليكم جناح فيما سمعتم من أبي أن ترووه عني، ليس عليكم في هذا جناح.

[ ٣٣٣٣١ ] ٨٦ - قال: وممّا رويناه من كتاب حفص بن البختري، قال: قلت لأبي عبد الله( عليه‌السلام ) : نسمع الحديث منك، فلا أدري منك سماعه، أو من أبيك، فقال: ما سمعته منّي فاروهِ عن أبي، وما سمعته منّي فاروهِ عن رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) .

____________________

(١) الاختصاص: ٥٨.

(٢) تقدم في الباب ٦ من هذه الأبواب.

٨٥ - لم نعثر على كتاب الاجازات لابن طاوس. عنه في البحار ١٠٧: ٤٣.

٨٦ - لم نعثر على كتاب الاجازات لابن طاوس. عنه في البحار ١٠٧: ٤٤

١٠٤

[ ٣٣٣٣٢ ] ٨٧ - قال: وممّا رويته بإسنادنا إلى أبي جعفر محمّد بن عليِّ بن بابويه في كتابه الّذي سمّاه( مدينة العلم) عن أبيه، عن محمّد بن الحسن، عن أحمد بن محمّد بن الحسن، وعلان، عن خلف بن حمّاد، عن ابن المختار أو غيره رفعه، قال: قلت لأبي عبد الله( عليه‌السلام ) : أسمع الحديث منك، فلعلّي لا أرويه كما سمعته، فقال: إذا أصبت الصلب منه فلا بأس، إنّما هو بمنزلة تعالَ، وهلمَّ، واقعد، واجلس.

[ ٣٣٣٣٣ ] ٨٨ - محمّد بن إدريس في آخر( السرائر) نقلاً من كتاب أبي عبد الله السيّاري، عن بعض أصحابنا، يرفعه إلى أبي عبد الله( عليه‌السلام ) ، قال: إذا أصبت معنى حديثنا فاعرب عنه بما شئت.

وقال بعضهم: لا بأس إذا نقصت، أو زدت، أو قدّمت، أو أخّرت.

وقال: هؤلاء يأتون الحديث مستوياً كما يسمعونه، وإنّا ربما قدّمنا وأخّرنا وزدنا، ونقصنا، فقال: ذلك زخرف القول غروراً، إذا أصبت المعنى فلا بأس.

أقول: وتقدَّم ما يدلُّ على ذلك(١) ، ويأتي ما يدلُّ عليه(٢) ، وسنذكر في آخر الكتاب كثيراً من القرائن والأدلة الدالّة على ثبوت هذه الأحاديث(٣) والله الهادي.

____________________

٨٧ - لم نعثر على كتاب الاجازات لابن طاوس. عنه في البحار ١٠٧: ٤٤.

٨٨ - السرائر: ٤٧٦.

(١) تقدم في الأحاديث ٩ و ١٠ و ١١ و ١٢ من الباب ٥ وفي البيابين ٦ و ٧ من هذه الأبواب.

(٢) يأتي في الأبواب ٩ و ١٠ و ١١ و ١٢ من هذه الأبواب.

(٣) يأتي ذكرها في الباب ١٤ من هذه الأبواب.

١٠٥

٩ - باب وجوه الجمع بين الأحاديث المختلفة، وكيفية العمل بها.

[ ٣٣٣٣٤ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن الحسين، عن محمّد بن عيسى، عن صفوان بن يحيى، عن داود بن الحصين، عن عمر بن حنظلة، قال: سألت أبا عبد الله( عليه‌السلام ) عن رجلين من أصحابنا، بينهما منازعة في دين أو ميراث، فتحاكما - إلى أن قال: - فإن كان كلّ واحد اختار رجلاً من أصحابنا، فرضيا أن يكونا الناظرين في حقّهما، واختلف فيهما حكما، وكلاهما اختلفا في حديثكم(١) ؟ فقال: الحكم ما حكم به أعدلهما، وأفقههما، وأصدقهما، في الحديث، وأورعهما، ولا يلتفت إلى ما يحكم به الآخر، قال: فقلت: فإنّهما عدلان مرضيّان عند أصحابنا، لا يفضل(٢) واحد منهما على صاحبه، قال: فقال: ينظر إلى ما كان من روايتهما(٣) عنّا في ذلك الّذي حكما به، المجمع عليه عند أصحابك، فيؤخذ به من حكمنا ويترك الشاذ الذي ليس بمشهور عند أصحابك فإنَّ المجمع عليه لا ريب فيه - إلى أن قال: - فإن كان الخبران عنكم مشهورين، قد رواهما الثقات عنكم ؟ قال: ينظر، فما وافق حكمه حكم الكتاب والسنّة وخالف العامّة فيؤخذ به، ويترك ما خالف حكمه حكم الكتاب والسنّة ووافق العامة، قلت: جعلت فداك، أرأيت إن كان الفقيهان(٤) عرفاً حكمه من الكتاب والسنّة، ووجدنا أحد الخبرين موافقاً للعامّة، والآخر

____________________

الباب ٩

فيه ٤٨ حديثاً

١ - الكافي ١: ٥٤ / ١٠.

(١) في الفقيه: حديثنا ( هامش المخطوط ).

(٢) في الفقيه: ليس يتفاضل ( هامش المخطوط ).

(٣) في المصدر: روايتهم.

(٤) كتب المصنف في الهامش عن التهذيب: إن كان المفتِيَينْ غُبِّي عليهما معرفة حكمه.

١٠٦

مخالفاً لهم، بأيّ الخبرين يؤخذ ؟ فقال: ما خالف العامّة ففيه الرشاد، فقلت: جعلت فداك، فإن وافقهما الخبران جميعاً ؟ قال: ينظر إلى ما هم إليه أميل حكّامهم وقضاتهم، فيترك ويؤخذ بالآخر، قلت: فإن وافق حكّامهم الخبرين جميعاً ؟ قال: إذا كان ذلك فارجئه حتّى تلقى إمامك، فإنَّ الوقوف عند الشبهات خير من الاقتحام في الهلكات.

ورواه الشيخ بإسناده عن محمّد بن عليِّ بن محبوب، عن محمّد بن عيسى نحوه(١) .

ورواه الصدوق بإسناده عن داود بن الحصين، إلّا أنّه قال: وخالف العامّة فيؤخذ به(٢) ، قلت: جعلت فداك، وجدنا أحد الخبرين(٣) .

ورواه الطبرسيُّ في( الاحتجاج) عن عمر بن حنظلة نحوه (٤) .

[ ٣٣٣٣٥ ] ٢ - وعن عليِّ بن محمّد، عن سهل بن زياد، عن ابن محبوب، عن عليِّ بن رئاب، عن أبي عبيدة، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) ، قال: قال لي: يا زياد ! ما تقول لو أفتينا رجلاً ممّن يتولاّنا بشيء من التقية ؟ قال: قلت له: أنت أعلم، جعلت فداك، قال: إن أخذ به فهو خير له وأعظم أجراً.

قال: وفي رواية اُخرى: إن أخذ به اُجر، وإن تركه - والله - أثم.

أقول: هذا محمول على ما لم يعلم كونه تقيّة لعدم وجود معارضة، لما مضى(٥) ويأتي(٦) ، أو مخصوص بوقت التقيّة.

____________________

(١) التهذيب ٦: ٣٠١ / ٨٤٥.

(٢) في الفقيه: أخذ به.

(٣) الفقيه ٣: ٥ / ٢.

(٤) الاحتجاج: ٣٥٥.

٢ - الكافي ١: ٥٢ / ٤.

(٥) مضى في الحديث السابق من هذا الباب.

(٦) يأتي في الحديث الآتي من هذا الباب.

١٠٧

[ ٣٣٣٣٦ ] ٣ - وعن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن سنان، عن نصر الخثعمي، قال: سمعت أبا عبد الله( عليه‌السلام ) يقول: من عرف أنّا لا نقول إلا حقاً، فليكتف بما يعلم منّا، فإن سمع منّا خلاف ما يعلم، فليعلم أنَّ ذلك دفاع منّا عنه.

[ ٣٣٣٣٧ ] ٤ - وعن عدَّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن عثمان ابن عيسى، عن أبي أيّوب الخرّاز، عن محمّد بن مسلم، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) ، قال: قلت له: ما بال أقوام يروون عن فلان وفلان، عن رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) ، لا يتّهمون بالكذب، فيجيء منكم خلافه ؟ قال: إنَّ الحديث ينسخ كما ينسخ، القرآن.

أقول: هذا مخصوص بحديث الرسول( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) ، فيكون حديث الأئمّة( عليهم‌السلام ) كاشفاً عن الناسخ.

[ ٣٣٣٣٨ ] ٥ - وعن عليِّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن عثمان بن عيسى، والحسن بن محبوب جميعاً، عن سماعة، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) ، قال: سألته عن رجل، اختلف عليه رجلان من أهل دينه في أمر، كلاهما يرويه، أحدهما يأمر بأخذه، والآخر ينهاه عنه، كيف يصنع ؟ قال: يرجئه حتّى يلقى من يخبره، فهو في سعة حتّى يلقاه.

[ ٣٣٣٣٩ ] ٦ - قال الكلينيُّ: وفي رواية اُخرى: بأيّهما أخذت من باب التسليم وسعك.

أقول: وجه الجمع حمل الأوَّل على الماليات، والثاني على العبادات المحضة، لما يظهر من موضوع الأحاديث، أو تخصيص التخيير بأحاديث

____________________

٣ - الكافي ١: ٥٣ / ٦.

٤ - الكافي ١: ٥٢ / ٢.

٥ - الكافي ١: ٥٣ / ٧.

٦ - الكافي ١: ٥٣ / ذيل ٧.

١٠٨

المندوبات والمكروهات، لما يأتي من حديث الرضا( عليه‌السلام ) المنقول في عيون الأخبار(١) .

[ ٣٣٣٤٠ ] ٧ - وعنه، عن أبيه، عن عثمان بن عيسى، عن الحسين بن المختار، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) ، قال: أرأيتك لو حدّثتك بحديث العام، ثمَّ جئتني من قابل فحدَّثتك بخلافه، بأيّهما كنت تأخذ ؟ قال: كنت آخذ بالأخير، فقال لي: رحمك الله.

أقول: يظهر من الصدوق أنه حمله على زمان الإِمام خاصّة، فإنّه قال في توجيهه: إنَّ كلّ إمام أعلم بأحكام زمانه من غيره من الناس، انتهى(٢) .

وهو موافق لظاهر الحديث، وعلى هذا يضعف الترجيح به في زمان الغيبة وفي تطاول الأزمنة، ويأتي ما يدلُّ على ذلك(٣) ، والله أعلم.

[ ٣٣٣٤١ ] ٨ - وعنه، عن أبيه، عن إسماعيل بن مرار، عن يونس، عن داود بن فرقد، عن المعلّى بن خنيس، قال: قلت لأبي عبد الله( عليه‌السلام ) : إذا جاء حديث عن أوَّلكم وحديث عن آخركم، بأيّهما نأخذ ؟ فقال: خذوا به حتّى يبلغكم عن الحيِّ، فإن بلغكم عن الحيّ فخذوا بقوله، قال: ثمَّ قال أبو عبد الله( عليه‌السلام ) : إنّا - والله - لا ندخلكم إلّا فيما يسعكم.

[ ٣٣٣٤٢ ] ٩ - قال الكليني: وفي حديث آخر: خذوا بالأحدث.

[ ٣٣٣٤٣ ] ١٠ - وعنه، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن

____________________

(١) يأتي في الحديث ٢١ من هذا الباب.

٧ - الكافي ١: ٥٣ / ٨.

(٢) الفقيه: كتاب الوصية باب الرجلان يوصى اليهما، ٤: ١٥١ / ذيل ح ٥٢٤.

(٣) يأتي في الحديث ١٧ من هذا الباب.

٨ - الكافي ١: ٥٣ / ٩.

٩ - الكافي ١: ٥٣ / ذيل ٩.

١٠ - الكافي ١: ٥٥ / ١.

١٠٩

أبي عبد الله( عليه‌السلام ) ، قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) : إنَّ على كلِّ حقّ حقيقة، وعلى كلّ صواب نوراً، فما وافق كتاب الله فخذوه، وما خالف كتاب الله فدعوه.

ورواه البرقيُّ في( المحاسن) عن النوفلي (١) .

ورواه الصدوق في( الأمالي) عن أحمد بن عليِّ بن إبراهيم، عن أبيه مثله (٢) .

[ ٣٣٣٤٤ ] ١١ - وعن محمّد بن يحيى، عن عبد الله بن محمّد، عن عليِّ ابن الحكم، عن أبان بن عثمان، عن عبد الله بن أبي يعفور، قال: وحدَّثني الحسين بن أبي العلاء، أنه حضر ابن أبي يعفور في هذا المجلس، قال: سألت أبا عبد الله( عليه‌السلام ) عن اختلاف الحديث، يرويه من نثق به، ومنهم من لا نثق به، قال: إذا ورد عليكم حديث فوجدتم له شاهداً من كتاب الله أو من قول رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) ، وإلّا فالّذي جاءكم به أولى به.

ورواه البرقيُّ في( المحاسن) عن عليِّ بن الحكم مثله (٣) .

[ ٣٣٣٤٥ ] ١٢ - وعنه، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن ابن فضّال، عن عليِّ بن عقبة، عن أيّوب بن راشد، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) ، قال: ما لم يوافق من الحديث القرآن فهو زخرف.

[ ٣٣٣٤٦ ] ١٣ - وعن عليِّ بن إبراهيم، عن محمّد بن عيسى بن عبيد، عن يونس بن عبد الرحمن، عن أبي جعفر الاحول، عن أبي عبد الله( عليه

____________________

(١) المحاسن: ٢٢٦ / ١٥٠.

(٢) أمالي الصدوق: ٣٠٠ / ١٦.

١١ - الكافي ١: ٥٥ / ٢.

(٣) المحاسن: ٢٢٥ / ١٤٥.

١٢ - الكافي ١: ٥٥ / ٤.

١٣ - الكافي ١: ٣١ / ٤.

١١٠

السلام) ، قال: لا يسع الناس حتّى يسألوا، ويتفقّهوا، ويعرفوا إمامهم، ويسعهم أن يأخذوا بما يقول وإن كان تقيّة.

أقول: قد عرفت وجهه(١) .

[ ٣٣٣٤٧ ] ١٤ - وعن عدَّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن أبيه، عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبي، عن أيّوب بن الحرّ، قال: سمعت أبا عبد الله( عليه‌السلام ) يقول: كلّ شيء مردود إلى الكتاب والسنّة، وكلّ حديث لا يوافق كتاب الله فهو زخرف(٢) .

[ ٣٣٣٤٨ ] ١٥ - وعن محمّد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن الحكم وغيره، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) ، قال: خطب النبيُّ( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) بمنى، فقال: أيّها الناس ! ما جاءكم عنّي يوافق كتاب الله فأنا قلته، وما جاءكم يخالف كتاب الله فلم أقله.

ورواه البرقيُّ في( المحاسن) عن أبي أيّوب المدايني، عن ابن أبي عمير، عن الهشامين جميعاً، وغيرهما (٣) ، والّذي قبله عن أبيه، عن عليِّ ابن النعمان، عن أيّوب بن الحرّ مثله.

[ ٣٣٣٤٩ ] ١٦ - وبهذا الإِسناد عن ابن أبي عمير، عن بعض أصحابه، قال: سمعت أبا عبد الله( عليه‌السلام ) يقول: من خالف كتاب الله وسنّة محمّد( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) فقد كفر.

____________________

(١) تقدم في ذيل الحديث ٦ من هذا الباب.

١٤ - الكافي ١: ٥٥ / ٣، والمحاسن ٢٢٠ / ١٢٨.

(٢) الزخرف: الذهب. ثمّ شبه به كل مموّه مزوّر، « الصحاح ( زخرف ) ٤: ١٣٦٩ ».

١٥ - الكافي ١: ٥٦ / ٥.

(٣) المحاسن ٢٢١ / ١٣٠.

١٦ - الكافي ١: ٥٦ / ١٦.

١١١

[ ٣٣٣٥٠ ] ١٧ - وعن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن هشام بن سالم، عن أبي عمرو الكناني، قال: قال لي أبو عبد الله( عليه‌السلام ) : يا ابا عمرو ! أرأيت لو حدّثتك بحديث، أو أفتيتك بفتيا، ثمَّ جئتني بعد ذلك فسألتني عنه، فأخبرتك بخلاف ما كنت أخبرتك، أو أفتيتك بخلاف ذلك، بأيّهما كنت تأخذ ؟ قلت: بأحدثهما، وأدع الآخر، فقال: قد أصبت يا با عمرو، أبى الله إلّا أن يعبد سرّاً، أما والله لئن فعلتم ذلك إنّه لخير لي ولكم، أبى الله عزَّ وجلَّ لنا في دينه إلّا التقيّة.

[ ٣٣٣٥١ ] ١٨ - وعنه، عن أحمد، عن عليِّ بن الحكم، عن عبد الله بن بكير، عن رجل، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) - في حديث - قال: إذا جاءكم عنّا حديث، فوجدتم عليه شاهداً، أو شاهدين من كتاب الله، فخذوا به، وإلّا فقفوا عنده، ثمَّ ردّوه إلينا، حتّى يستبين لكم.

[ ٣٣٣٥٢ ] ١٩ - قال الكليني في أوَّل الكافي: اعلم يا أخي ! أنه لا يسع أحداً تمييز شيء ممّا اختلفت الرواية فيه عن العلماء( عليهم‌السلام ) برأيه، إلّا على ما أطلقه العالم( عليه‌السلام ) بقوله: اعرضوهما على كتاب الله عزّ وجلَّ، فما وافق كتاب الله عزَّ وجلَّ فخذوه، وما خالف كتاب الله فردّوه.

وقوله( عليه‌السلام ) : دعوا ما وافق القوم، فإنَّ الرُشد في خلافهم.

وقوله( عليه‌السلام ) : خذوا بالمجمع عليه، فإنَّ المجمع عليه لا ريب فيه.

ونحن لا نعرف من ذلك إلّا أقلّه، ولا نجد شيئاً أحوط، ولا أوسع من ردّ علم ذلك كلّه إلى العالم( عليه‌السلام ) ، وقبول ما وسع من الامر فيه بقوله( عليه‌السلام ) : بأيّما أخذتم من باب التسليم وسعكم.

أقول: الظاهر أنَّ مراده في غير الدين والميراث بقرينة روايته لحديث

____________________

١٧ - الكافي ٢: ١٧٣ / ٧.

١٨ - الكافي ٢: ١٧٦ / ٤.

١٩ - الكافي ١: ٧.

١١٢

عمر بن حنظلة السابق(١) ، وذلك مع العجز عن الترجيح.

[ ٣٣٣٥٣ ] ٢٠ - محمّد بن عليِّ بن الحسين بإسناده عن داود بن الحصين، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) في رجلين اتّفقا على عدلين، جعلاهما بينهما في حكم، وقع بينهما فيه خلاف، فرضيا بالعدلين، فاختلف العدلان بينهما، عن قول أيّهما يمضي الحكم ؟ قال: ينظر إلى أفقههما وأعلمهما بأحاديثنا وأورعهما، فينفذ حكمه، ولا يلتفت إلى الآخر.

ورواه الشيخ بإسناده عن محمّد بن عليِّ بن محبوب، عن الحسن بن موسى الخشاب، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن داود بن الحصين مثله(٢) .

[ ٣٣٣٥٤ ] ٢١ - وفي( عيون الأخبار) عن أبيه، ومحمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد جميعاً، عن سعد بن عبد الله، عن محمّد بن عبد الله المسمعي، عن أحمد بن الحسن الميثمي، أنّه سأل الرضا( عليه‌السلام ) يوماً وقد اجتمع عنده قوم من أصحابه، وقد كانوا يتنازعون في الحديثين المختلفين عن رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) في الشيء الواحد، فقال( عليه‌السلام ) : إنَّ الله حرّم حراماً، وأحلّ حلالاً، وفرض فرائض، فما جاء في تحليل ما حرّم الله، أو في تحريم ما أحلّ الله، أو دفع فريضة في كتاب الله رسمها بين قائم بلا ناسخ نسخ ذلك، فذلك ما لا يسع الأخذ به، لأنَّ رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) لم يكن ليحرّم ما أحلَّ الله، ولا ليحلّل ما حرّم الله، ولا ليغيّر فرائض الله وأحكامه، كان في ذلك كلّه متّبعاً مسلّماً مؤدِّياً عن الله، وذلك قول الله:( إِنْ أَتَّبِعُ إلّا مَا يُوحَىٰ إِلَيَّ ) (٣) فكان( عليه

____________________

(١) تقدم في الحديث ١ من هذا الباب.

٢٠ - الفقيه ٣: ٥ / ١٧.

(٢) التهذيب ٦: ٣٠١ / ٨٤٣.

٢١ - عيون أخبار الرضا (عليه‌السلام ) ٢: ٢٠ / ٤٥.

(٣) الانعام ٦: ٥٠، يونس ١٠: ١٥، الاحقاف ٤٦: ٩.

١١٣

السلام) متّبعا لله، مؤدِّياً عن الله ما أمره به من تبليغ الرسالة، قلت: فإنه يرد عنكم الحديث في الشيء عن رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) ممّا ليس في الكتاب، وهو في السنّة، ثمَّ يرد خلافه، فقال: كذلك قد نهى رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) عن أشياء، نهى حرام فوافق في ذلك نهيه نهى الله، وأمر بأشياء فصار ذلك الأمر واجباً لازماً كعدل فرائض الله، فوافق في ذلك أمره أمر الله، فما جاء في النهي عن رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) نهي حرام، ثمَّ جاء خلافه لم يسغ استعمال ذلك، وكذلك فيما أمر به، لأنّا لا نرخّص فيما لم يرخّص فيه رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) ولا نأمر بخلاف ما أمر به رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) ، إلّا لعلّة خوف ضرورة، فأمّا أن نستحلَّ ما حرَّم رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) ، أو نحرِّم ما استحلّ رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) ، فلا يكون ذلك أبداً، لأنّا تابعون لرسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) ، مسلمون له، كما كان رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) تابعاً لأمر ربّه، مسلّماً له، وقال الله عزَّ وجلَّ:( وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا ) (١) وإن الله نهى عن أشياء، ليس نهي حرام، بل إعافة وكراهة، وأمر بأشياء ليس بأمر فرض ولا واجب بل أمر فضل ورجحان في الدين، ثمَّ رخّص في ذلك للمعلول وغير المعلول، فما كان عن رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) نهي إعافة، أو أمر فضل، فذلك الّذي يسع استعمال الرخصة فيه، إذا ورد عليكم عنّا الخبر فيه باتّفاق، يرويه من يرويه في النهي، ولا ينكره، وكان الخبران صحيحين معروفين باتّفاق الناقلة فيهما، يجب الأخذ بأحدهما، أو بهما جميعاً، أو بأيّهما شئت وأحببت، موسع ذلك لك من باب التسليم لرسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) ، والردّ إليه وإلينا، وكان تارك ذلك من باب العناد والإِنكار وترك التسليم لرسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) مشركاً بالله العظيم، فما ورد عليكم من خبرين مختلفين فاعرضوهما على كتاب الله، فما كان في كتاب الله موجودا حلالاً، أو حراماً فاتّبعوا ما وافق الكتاب، وما لم يكن في

____________________

(١) الحشر ٥٩: ٧.

١١٤

الكتاب، فاعرضوه على سنن رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) ، فما كان في السنّة موجوداً منهيّاً عنه نهي حرام، ومأموراً به عن رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) أمر إلزام فاتّبعوا ما وافق نهي رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) وأمره، وما كان في السنة نهي إعافة أو كراهة، ثمَّ كان الخبر الأخير خلافه، فذلك رخصة فيما عافه رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) وكرهه، ولم يحرِّمه، فذلك الذي يسع الأخذ بهما جميعاً، وبأيّهما شئت وسعك الأختيار من باب التسليم والاتّباع والردّ إلى رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) ، وما لم تجدوه في شيء من هذه الوجوه، فردَّوا إلينا علمه فنحن أولى بذلك، ولا تقولوا فيه بآرائكم، وعليكم بالكفّ والتثبّت والوقوف، وأنتم طالبون باحثون، حتّى يأتيكم البيان من عندنا.

أقول: ذكر الصدوق: أنّه نقل هذا من كتاب( الرحمة) لسعد بن عبد الله، وذكر في( الفقيه) : أنّه من الاُصول والكتب التي عليها المعوّل، وإليها المرجع.

[ ٣٣٣٥٥ ] ٢٢ - وعن أبيه، عن عليِّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن أبي حيون مولى الرضا، عن الرضا( عليه‌السلام ) ، قال: من ردّ متشابه القرآن إلى محكمه، فقد هدي إلى صراط مستقيم، ثمَّ قال( عليه‌السلام ) : إنَّ في أخبارنا محكماً كمحكم القرآن، ومتشابهاً كمتشابه القرآن، فردُّوا متشابهها إلى محكمها، ولا تتّبعوا متشابهها دون محكمها، فتضلّوا.

[ ٣٣٣٥٦ ] ٢٣ - وعن عليِّ بن أحمد البرقيّ، ومحمّد بن موسى البرقيّ، ومحمّد بن عليّ ماجيلويه، ومحمّد بن عليِّ بن هاشم، وعليّ بن عيسى المجاور كلّهم، عن عليِّ بن محمّد ماجيلويه، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن أحمد بن محمّد السياري، عن عليِّ بن أسباط، قال: قلت للرضا( عليه‌السلام ) : يحدث الأمر لا أجد بدّاً من معرفته، وليس في البلد

____________________

٢٢ - عيون أخبار الرضا (عليه‌السلام ) ١: ٢٩٠ / ٣٩.

٢٣ - عيون أخبار الرضا (عليه‌السلام ) ١: ٢٧٥ / ١٠.

١١٥

الّذي أنا فيه أحد أستفتيه من مواليك، قال: فقال: ائت فقيه البلد فاستفته من أمرك، فاذا أفتاك بشيء فخذ بخلافه، فإنَّ الحقّ فيه(١) .

ورواه الشيخ بإسناده عن أحمد بن محمّد البرقيِّ مثله(٢) .

وبإسناده عن محمّد بن أحمد بن يحيى، عن محمّد بن أحمد السيّاري نحوه(٣) .

وفي( العلل) عن عليِّ بن أحمد، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن عليِّ بن أسباط نحوه (٤) .

[ ٣٣٣٥٧ ] ٢٤ - وعن أبيه، عن أحمد بن إدريس، عن أبي إسحاق الأرجاني رفعه قال: قال أبو عبد الله( عليه‌السلام ) : أتدري لِمَ اُمرتم بالأخذ بخلاف ما تقول العامّة ؟ فقلت: لا أدري(٥) ، فقال: إنَّ عليّاً( عليه‌السلام ) لم يكن يدين الله بدين، إلّا خالفت عليه الاُمّة إلى غيره، إرادة لإِبطال أمره، وكانوا يسألون أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) عن الشيء الّذي لا يعلمونه، فاذا أفتاهم، جعلوا له ضدّاً من عندهم، ليلبسوا على الناس.

[ ٣٣٣٥٨ ] ٢٥ - وفي كتاب( صفات الشيعة) عن أبيه، عن عليِّ بن

____________________

(١) أقول: حمله بعض أصحابنا على الضرورة كما هو منطوقه وعلى المسائل النظرية، فقال: من جملة نعماء الله على هذه الطائفة المحقّة أنه خلّىٰ بين الشيطان وبين علماء العامّة ليضلهم عن الحق في كل مسألة نظرية فيكون الاخذ بخلافهم ضابطة للشيعة نظير ذلك ما ورد في النساء شاوروهنّ وخالفوهنّ، إنتهىٰ، ولا يخفىٰ أنه ليس بكلّي ويمكن حمله على من بلغه في مسألة حديثان مختلفان وعجز عن الترجيح ولم يجد من هو أعلم منه، لما مضى ويأتي، « منه رحمه الله ».

(٢) لم نعثر عليه في التهذيب المطبوع.

(٣) التهذيب ٦: ٢٩٤ / ٨٢٠.

(٤) علل الشرائع: ٥٣١ / ٤.

٢٤ - علل الشرائع: ٥٣١ / ١.

(٥) في المصدر: لا ندري.

٢٥ - صفات الشيعة ٣ / ٢.

١١٦

إبراهيم، عن أبيه، عن عليِّ بن معبد، عن الحسين بن خالد، عن الرضا( عليه‌السلام ) ، قال: شيعتنا المسلّمون لأمرنا، الآخذون بقولنا، المخالفون لأعدائنا، فمن لم يكن كذلك فليس منّا.

[ ٣٣٣٥٩ ] ٢٦ - وعن محمّد بن عليّ ماجليويه،( عن عمّه، عن محمّد ابن أبي القاسم) (١) عن محمّد بن سنان، عن المفضّل بن عمر، قال: قال الصادق( عليه‌السلام ) : كذب من زعم أنّه من شيعتنا، وهو متمسك(٢) بعروة غيرنا.

[ ٣٣٣٦٠ ] ٢٧ - وفي( معاني الأخبار) عن أبيه، ومحمّد بن الحسن جميعاً، عن سعد، والحميري، وأحمد بن إدريس، ومحمّد بن يحيى كلّهم، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن عليِّ بن حسان، عمّن ذكره، عن داود بن فرقد، قال: سمعت أبا عبد الله( عليه‌السلام ) يقول: أنتم أفقه الناس إذا عرفتم معاني كلامنا، إنَّ الكلمة لتنصرف على وجوه، فلو شاء إنسان لصرف كلامه كيف شاء، ولا يكذب.

أقول: بهذا يرتفع الاختلاف عن أكثر الأحاديث، لاختلاف الموضوع، أو الحالات، أو العموم والخصوص، أو نحو ذلك، كما مرَّت إشارة إليه في حديث أبي حيون(٣) وغيره(٤) ، وإنّما يكون ذلك غالباً في أحاديث التقيّة، وفي محلّ التعارض.

[ ٣٣٣٦١ ] ٢٨ - وفي كتاب( الاعتقادات) قال: اعتقادنا في الحديث

____________________

٢٦ - صفات الشيعة: ٣ / ٤.

(١) في المصدر: عن عمه محمّد بن أبي القاسم، عن محمد بن علي الكوفي.

(٢) في نسخة من المصدر: مستمسك.

٢٧ - معاني الأخبار: ١ / ١.

(٣) تقدم في الحديث ٢٢ من هذا الباب.

(٤) تقدم في الحديث ٢١ من هذا الباب.

٢٨ - كتاب الاعتقادات: ١٠٨.

١١٧

المفسّر أنّه يحكم(١) على المجمل كما قال الصادق( عليه‌السلام ) .

[ ٣٣٣٦٢ ] ٢٩ - سعيد بن هبة الله الراوندي في( رسالته) الّتي ألّفها في أحوال أحاديث أصحابنا وإثبات صحّتها، عن محمّد، وعليّ ابني عليِّ بن عبد الصمد، عن أبيهما، عن أبي البركات عليِّ بن الحسين، عن أبي جعفر ابن بابويه، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أيّوب بن نوح، عن محمّد ابن أبي عمير، عن عبد الرحمن بن أبي عبد الله، قال: قال الصادق( عليه‌السلام ) : إذا ورد عليكم حديثان مختلفان فاعرضوهما على كتاب الله، فما وافق كتاب الله فخذوه، وما خالف كتاب الله فردّوه، فان لم تجدوهما في كتاب الله فاعرضوهما على أخبار العامّة، فما وافق أخبارهم فذروه، وما خالف أخبارهم فخذوه.

[ ٣٣٣٦٣ ] ٣٠ - وبالإِسناد عن ابن بابويه، عن محمّد بن الحسن، عن الصفّار، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن رجل، عن يونس بن عبد الرحمن، عن الحسين(٢) بن السريّ، قال: قال أبو عبد الله( عليه‌السلام ) : إذا ورد عليكم حديثان مختلفان فخذوا بما خالف القوم.

[ ٣٣٣٦٤ ] ٣١ - وعنه، عن محمّد بن موسى بن المتوكّل، عن السعد آبادي، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن ابن فضّال، عن الحسن بن الجهم، قال: قلت للعبد الصالح( عليه‌السلام ) : هل يسعُنا فيما ورد علينا منكم إلّا التسليم لكم ؟ فقال: لا والله لا يسعكم إلّا التسليم لنا، فقلت: فيروى عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) شيء، ويروى عنه خلافه، فبأيّهما نأخذ ؟ فقال: خذ بما خالف القوم، وما وافق القوم فاجتنبه.

____________________

(١) في نسخة: يحمل ( هامش المخطوط ).

٢٩ - لم نعثر على رسالة الراوندي. عنه في البحار ٢: ٢٣٥ / ١٧.

٣٠ - لم نعثر على رسالة الراوندي. عنه في البحار ٢: ٢٣٥ / ٢٠.

(٢) في البحار: الحسن.

٣١ - لم نعثر على رسالة الراوندي. عنه في البحار ٢: ٢٣٥ / ١٨.

١١٨

[ ٣٣٣٦٥ ] ٣٢ - وعنه، عن أبيه، عن سعد، عن أحمد بن محمّد، عن ابن أبي عمير، عن عليِّ بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) ، قال: ما أنتم - والله - على شيء ممّا هم فيه، ولا هم على شيء ممّا أنتم فيه، فخالفوهم فما هم من الحنيفيّة على شيء.

[ ٣٣٣٦٦ ] ٣٣ - وعنه، عن محمّد بن الحسن، عن الصفّار، عن أحمد ابن محمّد، عن ابن أبي عمير، عن داود بن الحصين، عمّن ذكره، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) ، قال: والله ما جعل الله لأحد خيرة في اتّباع غيرنا، وأن من وافقنا خالف عدوّنا، ومن وافق عدوّنا في قول، أو عمل فليس منّا، ولا نحن منهم.

[ ٣٣٣٦٧ ] ٣٤ - وعنه، عن محمّد بن موسى بن المتوكّل، عن السّعد آبادي، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه، عن محمّد بن عبد الله، قال: قلت للرضا( عليه‌السلام ) : كيف نصنع بالخبرين المختلفين ؟ فقال: إذا ورد عليكم خبران مختلفان، فانظروا إلى ما يخالف منهما العامّة فخذوه، وانظروا إلى ما يوافق أخبارهم فدعوه.

[ ٣٣٣٦٨ ] ٣٥ - وعنه، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن يعقوب بن يزيد، عن محمّد بن أبي عمير، عن جميل بن درّاج، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) ، قال: الوقوف عند الشبهة خير من الاقتحام في الهلكة، إنَّ على كلّ حقّ حقيقة، وعلى كلِّ صواب نوراً، فما وافق كتاب الله فخذوه، وما خالف كتاب الله فدعوه.

[ ٣٣٣٦٩ ] ٣٦ - محمّد بن إدريس في آخر( السرائر) نقلاً من كتاب

____________________

٣٢ - لم نعثر على رسالة الراوندي.

٣٣ - لم نعثر على رسالة الراوندي.

٣٤ - لم نعثر على رسالة الراوندي. عنه في البحار ٢: ٢٣٥ / ١٩.

٣٥ - لم نعثر على رسالة الراوندي.

٣٦ - السرائر: ٤٧٩.

١١٩

مسائل الرجال لعليِّ بن محمّد( عليه‌السلام ) ، أنَّ محمّد بن عليِّ بن عيسى كتب إليه، يسأله عن العلم المنقول إلينا عن آبائك وأجدادك( عليهم‌السلام ) ، قد اختلف علينا فيه، فكيف العمل به على اختلافه ؟ أو الردّ إليك فيما اختلف فيه ؟ فكتب( عليه‌السلام ) : ما علمتم أنّه قولنا فالزموه، وما لم تعلموا(١) فردّوه إلينا.

[ ٣٣٣٧٠ ] ٣٧ - الحسن بن محمّد الطوسي في( الأمالي) عن أبيه، عن المفيد، عن جعفر بن محمّد، عن محمّد بن يعقوب، عن عليِّ بن إبراهيم (٢) ، عن محمّد بن عيسى، عن يونس، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) - في حديث - قال: انظروا أمرنا وما جاءكم عنّا، فإن وجدتموه للقرآن موافقاً فخذوا به، وإن لم تجدوه موافقاً فردّوه، وإن اشتبه الأمر عليكم فقفوا عنده، وردّوه إلينا، حتّى نشرح لكم من ذلك ما شرح لنا.

أقول: في هذا وغيره دلالة على عرض الحديث على ما كان من القرآن واضح الدلالة، أو ما كان تفسيره وارداً عنهم( عليهم‌السلام ) ، والعمل حينئذ بالحديث والقرآن معاً.

[ ٣٣٣٧١ ] ٣٨ - محمّد بن الحسين الرضيُّ في( نهج البلاغة) عن أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) في كتابه إلى مالك الأشتر، قال: واردد إلى الله ورسوله ما يضلعك(٣) من الخطوب، ويشتبه عليك من الأمور، فقد قال الله سبحانه لقوم أحب إرشادهم:( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ

____________________

(١) في المصدر: تعلموه.

٣٧ - أمالي الطوسي ١: ٢٣٦.

(٢) في المصدر زيادة: عن أبيه.

٣٨ - نهج البلاغة ٣: ١٠٣.

(٣) يضلعك: يثقلك « النهاية ٣: ٩٦ ».

١٢٠

وَأُولِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ ) (١) فالرادّ إلى الله الآخذ بمحكم كتابه، والرادّ إلى الرسول الآخذ بسنته الجامعة غير المتفرّقة(٢) .

[ ٣٣٣٧٢ ] ٣٩ - أحمد بن عليِّ بن أبي طالب الطبرسيُّ في( الاحتجاج) في جواب مكاتبة محمّد بن عبد الله بن جعفر الحميري إلى صاحب الزَّمان( عليه‌السلام ) - إلى أن قال( عليه‌السلام ) : - في الجواب عن ذلك حديثان: أمّا أحدهما: فاذا(٣) انتقل من حالة إلى اُخرى فعليه التكبير، وأمّا الآخر: فإنه روي: أنه إذا رفع رأسه من السجدة الثانية، وكبّر، ثمَّ جلس، ثمَّ قام فليس عليه في القيام بعد القعود تكبير، وكذلك التشهّد الأوَّل يجري هذا المجرى، وبأيّهما أخذت من باب التسليم كان صواباً.

ورواه الشيخ في كتاب( الغيبة) بالإِسناد الآتي (٤) .

أقول: يفهم من هذا ومن حديث عمر بن حنظلة(٥) وجه الجمع بين التوقّف والتخيير، وقد ذكرناه، والله أعلم، على أنَّ الاختلاف من غير وجود مرجح منصوص أصلا لا وجود له في أحاديثهم( عليهم‌السلام ) ، إلّا نادراً كما ذكره الطبرسيُّ في الاحتجاج وغيره.

[ ٣٣٣٧٣ ] ٤٠ - وعن الحسن بن الجهم، عن الرضا( عليه‌السلام ) ، قال: قلت له: تجيئنا الأحاديث عنكم مختلفة، فقال: ما جاءك عنّا فقس على كتاب الله عزّ وجلّ وأحاديثنا، فان كان يشبههما فهو منّا، وإن لم يكن يشبههما فليس منّا، قلت: يجيئنا الرجلان - وكلاهما ثقة - بحديثين

____________________

(١) النساء ٤: ٥٩.

(٢) في المصدر: المفرّقة.

٣٩ - الاحتجاج: ٤٨٣.

(٣) في المصدر: فإنه اذا.

(٤) الغيبة ٢٣٢ واسناده يأتي في الفائدة الثانية من الخاتمة برقم (٤٨).

(٥) مرّ في الحديث ١ من هذا الباب.

٤٠ - الاحتجاج: ٣٥٧.

١٢١

مختلفين، ولا نعلم أيّهما الحقّ، قال: فإذا لم تعلم فموسّع عليك بأيّهما أخذت.

[ ٣٣٣٧٤ ] ٤١ - وعن الحارث بن المغيرة، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) ، قال: إذا سمعت من أصحابك الحديث، وكلّهم ثقة، فموسّع عليك حتّى ترى القائم( عليه‌السلام ) ، فتردّ إليه(١) .

[ ٣٣٣٧٥ ] ٤٢ - وعن سماعة بن مهران، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) ، قلت: يرد علينا حديثان: واحد يأمرنا بالأخذ به، والآخر ينهانا عنه، قال: لا تعمل بواحد منهما حتّى تلقى صاحبك فتسأله، قلت: لا بدّ أن نعمل( بواحد منهما) (٢) ، قال: خذ بما فيه خلاف العامّة.

[ ٣٣٣٧٦ ] ٤٣ - قال: وروي عنهم( عليهم‌السلام ) أنّهم قالوا: إذا اختلفت أحاديثنا عليكم، فخذوا بما اجتمعت عليه شيعتنا، فإنّه لا ريب فيه.

[ ٣٣٣٧٧ ] ٤٤ - محمّد بن الحسن بإسناده عن أحمد بن محمّد، عن العبّاس بن معروف، عن عليِّ بن مهزيار قال: قرأت في كتاب لعبد الله بن محمّد إلى أبي الحسن( عليه‌السلام ) : اختلف أصحابنا في رواياتهم عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) في ركعتي الفجر في السفر، فروى بعضهم: صلّها(٣) في المحمل، وروى بعضهم: لا تصلّها(٤) إلّا على الأرض(٥) ،

____________________

٤١ - الاحتجاج: ٣٥٧.

(١) في المصدر: عليه.

٤٢ - الاحتجاج ٣٥٧.

(٢) في المصدر: بأحدهما.

٤٣ - الاحتجاج: ٣٥٨.

٤٤ - التهذيب ٣: ٢٢٨ / ٥٨٣.

(٣) في المصدر: أن صلهما.

(٤) في المصدر: أن لا تصلهما.

(٥) في المصدر زيادة: فاعلمني كيف تصنع أنت لأقتدي بك في ذلك.

١٢٢

فوقّع( عليه‌السلام ) : موسّع عليك بأيّة عملت.

[ ٣٣٣٧٨ ] ٤٥ - وبإسناده عن محمّد بن عليِّ بن محبوب، عن محمّد بن الحسين، عن ذبيان بن حكيم(١) ، عن موسى بن أكيل، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) ، قال: سئل عن رجل يكون بينه وبين أخ منازعة في حقّ، فيتّفقان على رجلين يكونان بينهما، فحكما فاختلفا فيما حكما، قال: وكيف يختلفان ؟ قلت: حكم كلّ واحد منهما للّذي اختاره الخصمان، فقال: ينظر إلى أعدلهما وأفقههما في دين الله، فيمضى حكمه.

[ ٣٣٣٧٩ ] ٤٦ - وبإسناده عن الحسن بن محمّد بن سماعة، عن الحسن ابن أيّوب عن ابن بكير، عن عبيد بن زرارة، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) ، قال: ما سمعته(٢) منّي يشبه قول الناس فيه التقيّة، وما سمعت منّي لا يشبه قول الناس فلا تقيّة فيه.

[ ٣٣٣٨٠ ] ٤٧ - محمّد بن مسعود العيّاشي في( تفسيره) عن سدير قال: قال أبو جعفر وأبو عبد الله( عليهما‌السلام ) : لا تصدّق(٣) علينا، إلّا ما وافق(٤) كتاب الله وسنّة نبيّه( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) .

[ ٣٣٣٨١ ] ٤٨ - وعن الحسن بن الجهم، عن العبد الصالح( عليه‌السلام ) قال: إذا جاءك الحديثان المختلفان، فقسهما على كتاب الله

____________________

٤٥ - التهذيب ٦: ٣٠١ / ٨٤٤.

(١) في نسخة: دينار بن حكيم ( هامش المخطوط ).

٤٦ - التهذيب ٨: ٩٨ / ٣٣٠.

(٢) في المصدر: ما سمعت.

٤٧ - تفسير العياشي ١: ٩ / ٦.

(٣) في المصدر: لا يصدق.

(٤) في المصدر: بما يوافق.

٤٨ - تفسير العياشي ١: ٩ / ٧.

١٢٣

وأحاديثنا، فان أشبهها فهو حقّ، وإن لم يشبهها فهو باطل.

أقول: وتقدَّم ما يدلُّ على ذلك(١) ، ويأتي ما يدلُّ عليه(٢) .

ولا يخفى أنَّ الترجيح باعتبار ثقة الراوي إنّما هو عند الشكّ في ثبوت الخبر، فلا يمكن في الخبر المتواتر، ولا المحفوف بالقرائن الكثيرة الآتية في آخر الكتاب، وأنَّ العرض على القرآن وحده لم يصرّح به، بل يحتمل إرادة العرض على الكتاب والسنّة معا بحمل المطلق على المقيّد، ويحتمل الاختصاص بالحديثين الثابتين المتعارضين، ويحتمل التقيّة، والله أعلم.

١٠ - باب عدم جواز تقليد غير المعصوم ( عليه‌السلام ) فيما يقول برأيه، وفيما لا يعمل فيه بنص عنهم ( عليهم‌السلام ) .

[ ٣٣٣٨٢ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن عدَّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد،( عن أبيه) (٣) ، عن عبد الله بن يحيى، عن ابن مسكان، عن أبي بصير - يعني: المرادي - عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: قلت له:( اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللهِ ) (٤) فقال: أما والله ما دعوهم إلى عبادة أنفسهم، ولو دعوهم ما أجابوهم، ولكن أحلّوا لهم حراماً، وحرّموا عليهم حلالاً، فعبدوهم من حيث لا يشعرون.

____________________

(١) تقدم ما يدل على بعض المقصود في الباب ٣ من هذه الأبواب.

(٢) يأتي ما يدل على بعض المقصود في الباب ١٢ من هذه الأبواب.

الباب ١٠

فيه ٣٤ حديثاً

١ - الكافي ١: ٤٣ / ١.

(٣) ليس في المصدر.

(٤) التوبة ٩: ٣١.

١٢٤

ورواه أحمد بن محمّد بن خالد في( المحاسن) مثله (١) .

[ ٣٣٣٨٣ ] ٢ - وعن عليِّ بن محمّد، عن سهل بن زياد، عن إبراهيم بن محمّد الهمداني، عن محمّد بن عبيدة قال: قال لي أبو الحسن( عليه‌السلام ) : يا محمّد ! أنتم أشدّ تقليداً، أم المرجئة ؟ قال: قلت: قلّدنا وقلّدوا، فقال: لم أسألك عن هذا، فلم يكن عندي جواب أكثر من الجواب الأوَّل، فقال أبو الحسن( عليه‌السلام ) : إنَّ المرجئة نصبت رجلاً، لم تفرض طاعته، وقلّدوه، وإنكم(٢) نصبتم رجلاً وفرضتم طاعته، ثمَّ لم تقلّدوه، فهم أشدّ منكم تقليداً.

أقول: تقدَّم التحذير من طريقة المرجئة، والأحاديث في ذلك كثيرة(٣) .

[ ٣٣٣٨٤ ] ٣ - وعن محمّد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن حمّاد بن عيسى، عن ربعي بن عبد الله، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) في قول الله عزَّ وجلَّ:( اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللهِ ) (٤) فقال: والله ما صاموا لهم، ولا صلّوا لهم، ولكن أحلّوا لهم حراماً، وحرّموا عليهم حلالاً، فاتّبعوهم.

ورواه البرقيُّ في( المحاسن) عن أبيه، عن حمّاد مثله (٥) .

[ ٣٣٣٨٥ ] ٤ - وعن عدَّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد،

____________________

(١) المحاسن: ٢٤٦ / ٢٤٦.

٢ - الكافي ١: ٤٣ / ٢.

(٢) في المصدر: وأنتم.

(٣) تقدم في الحديث ٤٢ من الباب ٨ من هذه الأبواب.

٣ - الكافي ١: ٤٣ / ٣.

(٤) التوبة ٩: ٣١.

(٥) المحاسن: ٢٤٦ / ٢٤٥.

٤ - الكافي ١: ٤٨ / ٢٢.

١٢٥

عن أبيه مرسلاً قال: قال أبو جعفر( عليه‌السلام ) : لا تتّخذوا من دون الله وليجة، فلا تكونوا مؤمنين، فإنَّ كلّ سبب ونسب وقرابة ووليجه(١) وبدعة وشبهة منقطع، إلّا ما أثبت القرآن.

[ ٣٣٣٨٦ ] ٥ - وعنهم، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن أبيه، عن عبد الله بن المغيرة، عن عبد الله بن مسكان، قال: سمعت أبا عبد الله( عليه‌السلام ) يقول: إيّاكم وهؤلاء الرؤساء الّذين يترأسون، فوالله ما خفقت النعال خلف رجل، إلّا هلك وأهلك.

[ ٣٣٣٨٧ ] ٦ - وعن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن أيّوب، عن أبي عقيلة الصيرفي، عن كرام، عن أبي حمزة الثمالي، قال: قال أبو عبد الله( عليه‌السلام ) : إيّاك والرياسة، وإيّاك أن تطأ أعقاب الرجال، قلت: جعلت فداك، أمّا الرياسة فقد عرفتها، وأمّا أن أطأ أعقاب الرجال، فما ثلثا(٢) ما في يدي إلّا ممّا وطئت أعقاب الرجال، فقال لي: ليس حيث تذهب، إيّاك أن تنصب رجلا دون الحجّة، فتصدّقه في كلّ ما قال.

ورواه الصدوق في( معاني الأخبار) عن محمّد بن عليّ ماجيلويه، عن عمّه، عن محمّد بن عليّ الكوفي، عن حسين بن أيّوب بن أبي عقيلة الصيرفي، عن كرام مثله (٣) .

[ ٣٣٣٨٨ ] ٧ - وعن عليِّ بن إبراهيم، عن محمّد بن عيسى، عن

____________________

(١) وليجة الرجل: خاصته وبطانته، « الصحاح ( ولج ) ١: ٣٤٨ ».

٥ - الكافي ٢: ٢٢٥ / ٣.

٦ - الكافي ٢: ٢٢٥ / ٥.

(٢) في نسخة: نلت ( هامش المخطوط ).

(٣) معاني الأخبار: ١٦٩ / ١.

٧ - الكافي ٢: ٢٩٢ / ٤.

١٢٦

يونس، عن ابن بكير، عن ضريس، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) في قول الله عزَّ وجلَّ:( وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُم بِاللهِ إلّا وَهُم مُّشْرِكُونَ ) (١) قال: شرك طاعة، وليس شرك عبادة، وعن قوله عزَّ وجلَّ:( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللهَ عَلَىٰ حَرْفٍ ) (٢) قال: إنَّ الآية تنزل في الرجل، ثمَّ تكون في أتباعه، قال: قلت: كلّ من نصب دونكم شيئاً فهو ممّن يعبد الله على حرف ؟ فقال: نعم، وقد يكون محضاً.

[ ٣٣٣٨٩ ] ٨ - وعنه، عن أبيه وعن عليّ بن محمّد، عن صالح بن أبي حمّاد جميعاً، عن ابن أبي عمير، عن رجل، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) ، قال: من أطاع رجلاً في معصية فقد عبده.

[ ٣٣٣٩٠ ] ٩ - وعن الحسين بن محمّد، عن معلّى بن محمّد، عن أحمد ابن محمّد بن إبراهيم الأرمني، عن الحسن بن عليِّ بن يقطين، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) ، قال: من أصغى إلى ناطق فقد عبده، فإن كان الناطق يؤدي عن الله فقد عبد الله، وإن كان الناطق يؤدِّي عن الشيطان فقد عبد الشيطان.

[ ٣٣٣٩١ ] ١٠ - وعن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن أبي زاهر، عن عليِّ بن إسماعيل، عن صفوان بن يحيى، عن عاصم بن حميد، عن أبي إسحاق النحوي، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) - في حديث - قال: والله لنحبكم أن تقولوا إذا قلنا، و(٣) تصمتوا إذا صمتنا، ونحن فيما بينكم وبين الله عزَّ وجلَّ، ما جعل الله لأحد خيراً في خلاف أمرنا.

____________________

(١) يوسف ١٢: ١٠٦.

(٢) الحج ٢٢: ١١.

٨ - الكافي ٢: ٢٩٣ / ٨.

٩ - الكافي ٦: ٤٣٤ / ٢٤.

١٠ - الكافي ١: ٢٠٧ / ١.

(٣) في المصدر: وأن.

١٢٧

[ ٣٣٣٩٢ ] ١١ - وعنه، عن أحمد بن محمّد، عن عليِّ بن الحكم، عن حسان أبي عليّ، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) - في حديث - قال: حسبكم أن تقولوا ما نقول، وتصمتوا عمّا نصمت، إنّكم قد رأيتم أنَّ الله عزَّ وجلَّ لم يجعل لأحد(١) في خلافنا خيراً.

[ ٣٣٣٩٣ ] ١٢ - وعن بعض أصحابنا، عن عبد العظيم الحسني، عن مالك بن عامر، عن المفضّل بن زائدة، عن المفضّل بن عمر، قال: قال أبو عبد الله( عليه‌السلام ) : من دان الله بغير سماع عن صادق، ألزمه الله التيه(٢) إلى الفناء(٣) ، ومن ادّعى سماعاً من غير الباب الذي فتحه الله فهو مشرك، وذلك الباب المأمون على سرِّ الله المكنون.

[ ٣٣٣٩٤ ] ١٣ - محمّد بن عليِّ بن الحسين في( عيون الأخبار) عن أبيه، عن الحسن بن أحمد المالكي (٤) ، عن أبيه، عن إبراهيم بن أبي محمود، عن الرضا( عليه‌السلام ) - في حديث طويل - قال: أخبرني أبي، عن آبائه، عن رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) ، قال: من أصغى إلى ناطق فقد عبده، فإن كان الناطق عن الله فقد عبد الله، وإن كان الناطق عن إبليس فقد عبد إبليس - إلى أن قال: - يا ابن أبي محمود ! إذا أخذ الناس يميناً وشمالاً فالزم طريقتنا، فانه من لزمنا لزمناه، ومن فارقنا فارقناه، فإن(٥) أدنى ما يخرج به الرجل من الإيمان أن يقول للحصاة: هذه نواة، ثمَّ يدين

____________________

١١ - الكافي ٨: ٨٧ / ٥١.

(١) في المصدر زيادة: من الناس.

١٢ - الكافي ١: ٣٠٨ / ٤.

(٢) في نسخة: البتة ( هامش المخطوط ).

(٣) في نسخة: العناء ( هامش المخطوط ).

١٣ - عيون أخبار الرضا (عليه‌السلام ) ١: ٣٠٣ / ٦٣.

(٤) في المصدر: الحسين بن أحمد المالكي.

(٥) في المصدر: ان.

١٢٨

بذلك، ويبرأ ممّن خالفه، يا ابن أبي محمود ! احفظ ما حدَّثتك به، فقد جمعت لك فيه خير الدنيا والآخرة.

[ ٣٣٣٩٥ ] ١٤ - وعن عبد الصمد بن محمّد الشهيد(١) ، عن أبيه، عن أحمد بن إسحاق العلوي، عن أبيه، عن عمّه الحسن بن إسحاق، عن الرضا، عن آبائه( عليهم‌السلام ) ، قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) : من دان بغير سماع ألزمه الله البتة إلى الفناء، ومن دان بسماع من غير الباب الذي فتحه الله لخلقه فهو مشرك، والباب المأمون على وحي الله محمّد( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) .

[ ٣٣٣٩٦ ] ١٥ - وفي( معاني الأخبار) عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن محمّد بن الحسين، عن محمّد بن خالد، عن أخيه سفيان بن خالد، قال: قال أبو عبد الله( عليه‌السلام ) : إيّاك والرياسة، فما طلبها أحد إلّا هلك، فقلت: قد هلكنا إذاً، ليس أحد منّا إلّا وهو يحبّ أن يذكر، ويقصد، ويؤخذ عنه، فقال: ليس حيث تذهب، إنّما ذلك أن تنصب رجلاً دون الحجّة، فتصدقه في كلِّ ما قال، وتدعو الناس إلى قوله.

[ ٣٣٣٩٧ ] ١٦ - وعن محمّد بن موسى بن المتوكّل، عن عليِّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن إبراهيم بن زياد، قال: قال الصادق( عليه‌السلام ) : كذب من زعم أنّه يعرفنا، وهو مستمسك بعروة غيرنا.

[ ٣٣٣٩٨ ] ١٧ - وفي( الخصال) عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن

____________________

١٤ - عيون أخبار الرضا (عليه‌السلام ) ٢: ٩ / ٢٢.

(١) في المصدر: عبد الصمد بن عبد الشهيد.

١٥ - معاني الأخبار: ١٧٩ / ١.

١٦ - معاني الأخبار: ٣٩٩ / ٥٧.

١٧ - الخصال: ١٣٩ / ١٥٨.

١٢٩

أحمد بن محمّد بن عيسى، عن أبيه، عن حمّاد بن عيسى، عن عمر بن أُذينة، عن أبان بن أبي عيّاش، عن سليم بن قيس الهلالي قال: سمعت أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) يقول: احذروا على دينكم ثلاثة: رجلاً قرأ القرآن، حتّى إذا رأيت عليه بهجته اخترط سيفه على جاره، ورماه بالشرك، فقلت: يا أمير المؤمنين ! أيّهما أولى بالشرك ؟ قال: الرامي، ورجلاً استخفّته، الأكاذيب كلّما أحدث اُحدوثة كذب مدها بأطول منها، ورجلاً آتاه الله سلطاناً، فزعم أنَّ طاعته طاعة الله، ومعصيته معصية الله، وكذب، لأنّه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، لا ينبغي أن يكون المخلوق حبّه لمعصية الله، فلا طاعة في معصيته، ولا طاعة لمن عصى الله، إنّما الطاعة لله ولرسوله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) ولولاة الأمر، وإنّما أمر الله بطاعة الرسول( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) ، لأنّه معصوم مطهّر، لا يأمر بمعصية، وإنّما أمر بطاعة اولي الأمر لأنّهم معصومون مطهّرون، لا يأمرون بمعصيته.

[ ٣٣٣٩٩ ] ١٨ - سعد بن عبد الله في( بصائر الدرجات) عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، والعبّاس بن معروف، عن حمّاد ابن عيسى، عن ربعي بن عبد الله، عن الفضيل بن يسار، قال: سمعت أبا جعفر( عليه‌السلام ) يقول: كل ما لم يخرج من هذا البيت فهو باطل.

ورواه الصفار في( بصائر الدرجات) عن العباس بن معروف مثله (١) .

[ ٣٣٤٠٠ ] ١٩ - وعن أحمد بن محمّد، عن عليِّ بن الحكم، عن أبي بكر الحضرمي، عن الحجّاج بن الصباح، قال: قلت لأبي جعفر( عليه‌السلام ) : إنّا نحدّث عنك بالحديث، فيقول بعضنا: قولنا قولهم، قال: فما تريد ؟ أتريد أن تكون إماماً يقتدىٰ بك ؟! من ردّ القول إلينا فقد سلم.

____________________

١٨ - بصائر الدرجات لسعد مفقود ورواه الحلي في مختصر بصائر الدرجات: ٦٢.

(١) بصائر الدرجات للصفار: ٥٣١ / ٢١.

١٩ - بصائر الدرجات لسعد مفقود، ورواه الحلي في مختصر بصائر الدرجات: ٩٢.

١٣٠

[ ٣٣٤٠١ ] ٢٠ - أحمد بن عليِّ بن أبي طالب الطبرسيُّ في( الاحتجاج) عن أبي محمّد العسكري( عليه‌السلام ) في قوله تعالى:( فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَٰذَا مِنْ عِندِ اللهِ ) (١) قال: هذه لقوم من اليهود - إلى أن قال: - وقال رجل للصادق( عليه‌السلام ) : إذا كان هؤلاء العوام من اليهود لا يعرفون الكتاب، إلّا بما يسمعونه من علمائهم، فكيف ذمّهم بتقليدهم والقبول من علمائهم ؟ وهل عوام اليهود إلّا كعوامنا، يقلّدون علماءهم - إلى أن قال: - فقال( عليه‌السلام ) : بين عوامنا وعوام اليهود فرق من جهة، وتسوية من جهة، أمّا من حيث الاستواء، فإنَّ الله ذمَّ عوامنا بتقليدهم علماءهم، كما ذمَّ عوامهم، وأمّا من حيث افترقوا، فإنَّ عوام اليهود كانوا قد عرفوا علماءهم بالكذب الصراح، وأكل الحرام، والرشاء، وتغيير الأحكام، واضطرّوا بقلوبهم إلى أنَّ من فعل ذلك فهو فاسق، لا يجوز أن يصدق على الله، ولا على الوسائط بين الخلق وبين الله، فلذلك ذمَّهم، وكذلك عوامنا إذا عرفوا من علمائهم الفسق الظاهر، والعصبية الشديدة، والتكالب على الدنيا وحرامها، فمن قلّد مثل هؤلاء فهو مثل اليهود الّذين ذمّهم الله بالتقليد لفسقة علمائهم، فأمّا من كان من الفقهاء صائناً لنفسه، حافظاً لدينه، مخالفاً على هواه، مطيعاً لأمر مولاه، فللعوام أن يقلّدوه، وذلك لا يكون إلّا بعض فقهاء الشيعة لا كلّهم، فإنَّ من ركب من القبايح والفواحش مراكب علماء العامّة، فلا تقبلوا منهم عنّا شيئاً، ولا كرامة، وإنّما كثر التخليط فيما يتحمل عنا أهل البيت لذلك، لأنَّ الفسقة يتحمّلون عنّا، فيحرّفونه بأسره لجهلهم، ويضعون الأشياء على غير وجهها لقلّة معرفتهم، وآخرون يتعمّدون الكذب علينا. الحديث.

وأورده العسكري( عليه‌السلام ) في تفسيره(٢) .

____________________

٢٠ - الاحتجاج: ٤٥٧ باختلاف بسيط في اللفظ.

(١) البقرة ٢: ٧٩.

(٢) تفسير الإِمام العسكري (عليه‌السلام ) : ١٢٠.

١٣١

أقول: التقليد المرخّص فيه هنا إنّما هو قبول الرواية، لا قبول الرأي والاجتهاد والظنّ، وهذا واضح، وذلك لا خلاف فيه، ولا ينافي ما تقدَّم(١) ، وقد وقع التصريح بذلك فيما أوردناه من الحديث، وفيما تركناه منه في عدَّة مواضع، على أنَّ هذا الحديث لا يجوز عند الاُصُوليّين الاعتماد عليه في الاصول، ولا في الفروع، لأنه خبر واحد مرسل، ظنّي السند والمتن، ضعيفاً عندهم، ومعارضه متواتر، قطعي السند والدلالة، ومع ذلك يحتمل الحمل على التقية.

[ ٣٣٤٠٢ ] ٢١ - محمّد بن أحمد بن عليّ في( روضة الواعظين) في قوله تعالى: ( اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللهِ ) (٢) قال: روي عنه( عليه‌السلام ) : أنّهم ما اتّخذوهم أرباباً في الحقيقة، لكنّهم دخلوا تحت طاعتهم، فصاروا بمنزلة من اتّخذهم أرباباً.

[ ٣٣٤٠٣ ] ٢٢ - قال: وقال أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) : من أخذ دينه من أفواه الرجال أزالته الرجال، ومن أخذ دينه من الكتاب والسنّة زالت الجبال، ولم يزل، قال: وهذا الخبر مروي عن الصادق( عليه‌السلام ) ، عن أميرالمؤمنين( عليه‌السلام ) .

ورواه الكلينيُّ مرسلاً نحوه(٣) .

[ ٣٣٤٠٤ ] ٢٣ - عليُّ بن إبراهيم في( تفسيره) عند قوله تعالى: ( وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ ) (٤) قال: قال أبو عبد الله( عليه

____________________

(١) تقدم في الباب ٦ من هذه الأبواب.

٢١ - روضة الواعظين ٢١.

(٢) التوبة ٩: ٣١.

٢٢ - روضة الواعظين: ٢٢.

(٣) الكافي ١: ٦.

٢٣ - تفسير القمي ٢: ١٢٥.

(٤) الشعراء ٢٦: ٢٢٤.

١٣٢

السلام) : نزلت في الّذين غيّروا دين الله،( وتركوا ما) (١) أمر الله، ولكن(٢) هل رأيتم شاعراً قطُّ تبعه أحد، إنّما عنى بهم: الّذين وضعوا ديناً بآرائهم، فتبعهم الناس على ذلك - إلى أن قال: -( إلّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ) (٣) وهم أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) وولده( عليهم‌السلام ) .

[ ٣٣٤٠٥ ] ٢٤ - الفضل بن الحسن الطبرسيُّ في( مجمع البيان) قال: روى العياشي بالإِسناد عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) ، قال: في الشعراء: هم قوم تعلّموا، وتفقّهوا بغير علم، فضّلوا، وأضلّوا.

[ ٣٣٤٠٦ ] ٢٥ - أحمد بن محمّد البرقيُّ في( المحاسن) عن أبيه، عمّن ذكره، عن عمرو بن أبي المقدام، عن رجل، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) في قول الله:( اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللهِ ) (٤) قال: والله ما صلّوا لهم، ولا صاموا، ولكن أطاعوهم في معصية الله.

[ ٣٣٤٠٧ ] ٢٦ - محمّد بن مسعود العيّاشي في( تفسيره) عن أبان، قال: سمعت أبا عبد الله( عليه‌السلام ) يقول: يا معشر الأحداث ! اتّقوا الله، ولا تأتوا الرؤساء وغيرهم(٥) ، حتّى يصيروا(٦) أذناباً، لا تتّخذوا الرجال ولائج من دون الله، أنا - والله - خير لكم منهم - ثمَّ ضرب بيده إلى صدره -.

[ ٣٣٤٠٨ ] ٢٧ - وعن أبي الصباح الكناني قال: قال أبو جعفر( عليه

____________________

(١) في المصدر: بآراهم وخالفوا.

(٢) لم ترد في المصدر.

(٣) الشعراء ٢٦: ٢٢٧.

٢٤ - مجمع البيان ٤: ٢٠٨.

٢٥ - المحاسن: ٢٤٦ / ٢٤٤.

(٤) التوبة ٩: ٣١.

٢٦ - تفسير العياشي ٢: ٨٣ / ٣٢.

(٥) في المصدر: دعوهم.

(٦) في المصدر: يسيروا.

٢٧ - تفسير العياشي ٢: ٨٣ / ٣٣.

١٣٣

السلام) : يا أبا الصباح ! إيّاكم والولائج، فإنَّ كلّ وليجة دوننا فهي طاغوت، أو قال: ندّ.

[ ٣٣٤٠٩ ] ٢٨ - وعن جابر، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: سألته عن قول الله:( اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللهِ ) (١) قال: أما أنهم لم يتّخذوهم آلهة، إلّا أنّهم( أحلّوا لهم حلالاً فأخذوا به، وحرّموا حراماّ) (٢) فأخذوا به. فكانوا أربابهم من دون الله.

[ ٣٣٤١٠ ] ٢٩ - وعن حذيفة قال: سألته عن قول الله عزَّ وجلَّ:( اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللهِ ) (٣) ؟ فقال: لم يكونوا يعبدونهم، ولكن كانوا إذا أحلّوا لهم أشياء استحلّوها، وإذا حرّموا عليهم حرّموها.

[ ٣٣٤١١ ] ٣٠ - محمّد بن الحسين الرضيُّ في( نهج البلاغة) عن أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) في خطبة له، قال: وناظر قلب اللبيب به يبصر أمده، ويعرف غوره(٤) ونجده(٥) ، داع دعا، وراع رعىٰ، فاستجيبوا للداعي، واتّبعوا الراعي، قد خاضوا بحار الفتن، وأخذوا بالبدع دون السنن، وأرز(٦) المؤمنون، ونطق الضالّون والمكذّبون. نحن الشعار والأصحاب، والخزنة والأبواب، ولا تؤتى البيوت إلّا من أبوابها، فمن أتاها من غير أبوابها سمّي سارقاً - إلى أن قال: - وإنَّ العامل بغير علم( كالسائر

____________________

٢٨ - تفسير العياشي ٢: ٨٦ / ٤٧.

(١) التوبة ٩: ٣١.

(٢) في المصدر: أحلوا حراماً فاخذوا به وحرّموا حلالاً.

٢٩ - تفسير العياشي ٢: ٨٧ / ٤٩.

(٣) التوبة ٩: ٣١.

٣٠ - نهج البلاغة ٢: ٥٧.

(٤) الغور: المنخفض من الأرض. « الصحاح ( غور ) ٢: ٧٧٣ ».

(٥) النجد: ما ارتفع من الأرض. « الصحاح ( نجد ) ٢: ٥٤٢ ».

(٦) أَرَزَ: انضم وتقبض واجتمع بعض على بعض، والمراد هنا ان المؤمنين انكمشوا على أنفسهم لما يرون من الظلم والفساد. « انظر الصحاح ( أَرَزَ ) ٣: ٨٦٤ ».

١٣٤

على) (١) غير طريق، فلا يزيده بعده عن الطريق الواضح إلّا بعداً عن حاجته، وإنَّ العامل بالعلم كالسائر على الطريق الواضح، فلينظر ناظر، أسائر هو، أم راجع ؟!.

[ ٣٣٤١٢ ] ٣١ - وعن عليّ( عليه‌السلام ) في خطبة له قال: وإنّما الناس رجلان: متتبع شرعة، ومبتدع بدعة، ليس معه من الله برهان سنة، ولا ضياء حجّة.

[ ٣٣٤١٣ ] ٣٢ - محمّد بن أبي القاسم الطبري في( بشارة المصطفى) عن إبراهيم بن الحسين بن إبراهيم البصري، عن محمّد بن الحسين بن عتبة، عن محمّد بن الحسين بن أحمد الفقيه (٣) ، عن حمويه بن عليِّ بن حمويه، عن محمّد بن عبد الله بن المطّلب الشيباني، عن محمّد بن عليِّ بن مهدي الكندي، عن محمّد بن عليِّ بن عمر بن طريف الحجري(٣) ، عن أبيه عن جميل بن صالح، عن أبي خالد الكابلي، عن الأصبغ بن نباتة، عن أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) - في حديث - أنّه سئل عن اختلاف الشيعة، فقال: إنَّ دين الله لا يعرف بالرجال، بل بآية الحقّ، فاعرف الحقّ تعرف أهله، إنَّ الحقَّ أحسن الحديث، والصادع به مجاهد وبالحقّ اُخبرك فأرعني سمعك، وذكر كلاماً طويلاً، حاصله الأمر بالرُجوع إليهم( عليهم‌السلام ) في الأحكام، وتفسير القرآن، وغير ذلك.

ورواه المفيد في( مجالسه) عن عليِّ بن محمّد بن الزبير، عن محمّد ابن عليّ بن مهدي مثله (٤) .

____________________

(١) في المصدر: كسائر في.

٣١ - نهج البلاغة ٢: ١١٥.

٣٢ - بشارة المصطفىٰ: ٤.

(٢) في المصدر: محمّد بن الحسن بن الحسين بن أحمد الفقيه.

(٣) في المصدر: محمّد بن علي بن عمر بن ظريف الحجري.

(٤) امالي المفيد ٣ / ٣.

١٣٥

[ ٣٣٤١٤ ] ٣٣ - وقد تقدَّم في حديث عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) ، أنه قال لأبي حنيفة: فدع الرأي، والقياس، وما قال قوم في دين الله ليس له برهان.

[ ٣٣٤١٥ ] ٣٤ - وحديث الحسين أنّه سأل جعفر بن محمّد( عليه‌السلام ) عن قوله تعالى:( أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنكُمْ ) (١) قال: اُولي العقل والعلم، قلنا: أخاصّ ؟ أو عامّ ؟ قال: خاصّ لنا.

أقول: وتقدم ما يدلُّ على ذلك(٢) ، ويأتي ما يدلُّ عليه(٣) .

١١ - باب وجوب الرجوع في القضاء والفتوى إلى رواة الحديث من الشيعة، فيما رووه عن الأئمة ( عليهم‌السلام ) من أحكام الشريعة، لا فيما يقولونه برأيهم

[ ٣٣٤١٦ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن الحسين، عن محمّد بن عيسى، عن صفوان بن يحيى، عن داود بن الحصين، عن عمر بن حنظلة، قال: سألت أبا عبد الله( عليه‌السلام ) عن رجلين من أصحابنا، بينهما منازعة في دين أو ميراث، فتحاكما إلى السلطان وإلى القضاة، أيحلّ ذلك ؟ قال: من تحاكم إليهم في حقّ أو باطل فإنّما تحاكم إلى الطاغوت، وما يحكم له فانما يأخذ سحتاً، وإن كان حقّاً ثابتاً

____________________

٣٣ - تقدم في الحديث ٢٦ من الباب ٦ من هذه الأبواب.

٣٤ - تقدم في الحديث ٤١ من الباب ٧ من هذه الأبواب.

(١) النساء ٤: ٥٩.

(٢) تقدم في الحديث ٨ من الباب ٥، وفي البابين ٦ و ٧، وفي الأحاديث ٢ و ٧٩ و ٨٣ من الباب ٨، وفي الأحاديث ٢١ و ٣٦ و ٣٧ من الباب ٩ من هذه الأبواب.

(٣) يأتي في الأحاديث ١٣ و ٤٤ و ٤٧ من الباب ١١ وفي الباب ١٢ من هذه الأبواب.

الباب ١١

فيه ٤٨ حديثاً

١ - الكافي ١: ٥٤ / ١٠ و ٧: ٤١٢ / ٥ والاحتجاج ٣٥٥.

١٣٦

له، لأنّه أخذه بحكم الطاغوت، وما أمر الله أن يكفر به، قال الله تعالى:( يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَن يَكْفُرُوا بِهِ ) (١) قلت: فكيف يصنعان ؟ قال: ينظران من كان منكم ممّن قد روى حديثنا، ونظر في حلالنا وحرامنا، وعرف أحكامنا، فليرضوا به حكماً، فإنّي قد جعلته عليكم حاكماً، فإذا حكم بحكمنا فلم يقبل منه، فإنّما استخفَّ بحكم الله، وعليه ردّ، والرادّ علينا الرادّ على الله، وهو على حدّ الشرك بالله. الحديث.

ورواه الشيخ بإسناده عن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن الحسن بن شمون، عن محمّد بن عيسى(٢) .

وبإسناده عن محمّد بن عليِّ بن محبوب، عن محمّد بن عيسى نحوه(٣) .

[ ٣٣٤١٧ ] ٢ - وعن الحسين بن محمّد، عن أحمد بن إسحاق، عن سعدان بن مسلم، عن معاوية بن عمّار، قال: قلت لأبي عبد الله( عليه‌السلام ) : رجل راوية لحديثكم - إلى أن قال: - فقال: الراوية لحديثنا( يشدُّ به) (٤) قلوب شيعتنا أفضل من ألف عابد.

ورواه الصفّار في( بصائر الدرجات) عن أحمد بن محمّد، عن محمّد ابن إسماعيل، عن سعدان مثله (٥) .

[ ٣٣٤١٨ ] ٣ - وعن محمّد بن الحسن، عن سهل بن زياد، عن ابن

____________________

(١) النساء ٤: ٦٠.

(٢) التهذيب ٦: ٢١٨ / ٥١٤.

(٣) التهذيب ٦: ٣٠١ / ٨٤٥.

٢ - الكافي ١: ٢٥ / ٩.

(٤) في نسخة: يسدده في ( هامش المخطوط ).

(٥) بصائر الدرجات: ٢٧ / ٦.

٣ - الكافي ١: ٤٠ / ١٣.

١٣٧

سنان، عن محمّد بن مروان(١) ، عن عليِّ بن حنظلة، قال: سمعت أبا عبد الله( عليه‌السلام ) يقول: اعرفوا منازل الناس على قدر رواياتهم عنا.

[ ٣٣٤١٩ ] ٤ - وعن محمّد بن عبد الله الحميري، ومحمّد بن يحيى جميعاً، عن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أحمد بن إسحاق، عن أبي الحسن( عليه‌السلام ) ، قال: سألته وقلت: من اُعامل ؟( وعمّن) (٢) آخذ ؟ وقول من أقبل ؟ فقال: العمري ثقتي، فما أدَّى إليك عنّي فعنّي يؤدّي، وما قال لك عنّي فعنّي يقول، فاسمع له وأطع، فإنه الثقة المأمون.

قال: وسألت أبا محمّد( عليه‌السلام ) عن مثل ذلك، فقال: العمري وابنه ثقتان، فما أدّيا إليك عنّي فعنّي يؤدّيان، وما قالا لك فعنّي يقولان، فاسمع لهما وأطعهما، فإنّهما الثقتان المأمونان. الحديث.

وفيه: أنّه سأل العمري عن مسألة، فقال: محرّم عليكم أن تسألوا عن ذلك، ولا أقول: هذا من عندي، فليس لي أن اُحلّل، ولا اُحرّم، ولكن. عنه( عليه‌السلام ) .

ورواه الشيخ في كتاب( الغيبة) بإسناده عن محمّد بن يعقوب مثله (٣) .

[ ٣٣٤٢٠ ] ٥ - وعن عليِّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عمر بن اُذينة، عن إسماعيل بن الفضل الهاشمي، قال: سألت أبا عبد الله( عليه‌السلام ) عن المتعة، فقال: إلقَ عبد الملك بن جريح، فسله

____________________

(١) في المصدر: محمّد بن عمران العجلي.

٤ - الكافي ١: ٢٦٥ / ١.

(٢) في المصدر: أو عمن.

(٣) الغيبة للطوسي ١٤٦.

٥ - الكافي ٥: ٤٥١ / ٦.

١٣٨

عنها، فإنّ عنده منها علماً، فلقيته، فأملى عليَّ(١) شيئاً كثيراً في استحلالها، وكان فيما روى فيها ابن جريح: أنه ليس لها وقت ولا عدد - إلى أن قال: - فأتيت بالكتاب أبا عبد الله( عليه‌السلام ) ، فقال: صدق، وأقرّ به.

[ ٣٣٤٢١ ] ٦ - محمّد بن الحسن بإسناده عن محمّد بن عليِّ بن محبوب، عن أحمد بن محمّد، عن الحسين بن سعيد، عن أبي الجهم، عن أبي خديجة، قال: بعثني أبو عبد الله( عليه‌السلام ) إلى أصحابنا، فقال: قل لهم: إيّاكم إذا وقعت بينكم خصومة، أو تدارى(٢) في شيء من الأخذ والعطاء، أن تحاكموا(٣) إلى أحد من هؤلاء الفسّاق، اجعلوا بينكم رجلاً(٤) ، قد عرف حلالنا وحرامنا، فإنِّي قد جعلته عليكم قاضياً، وإيّاكم أن يخاصم بعضكم بعضاً إلى السلطان الجائر.

[ ٣٣٤٢٢ ] ٧ - محمّد بن عليِّ بن الحسين قال: قال عليٌّ( عليه‌السلام ) : قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) : اللّهم ارحم خلفائي - ثلاثاً(٥) - قيل: يا رسول الله ومن خلفاؤك ؟ قال: الّذين يأتون(٦) بعدي، يروون حديثي وسنّتي.

____________________

(١) في المصدر زيادة: منها.

٦ - التهذيب ٦: ٣٠٣ / ٨٤٦.

(٢) في المصدر: تدارى بينكم، تَدارُؤٌ، والتدارُؤ: التدافع في الخصومة ( القاموس المحيط - درأ - ١: ١٤ ).

(٣) في المصدر: تتحاكموا.

(٤) في المصدر زيادة: ممن.

٧ - الفقيه ٤: ٣٠٢ / ٩١٥، أورده في الحديث ٥٠ من الباب ٨ من هذه الأبواب.

(٥) ليس في المصدر.

(٦) في المصدر زيادة: من.

١٣٩

ورواه في( عيون الأخبار) كما مرّ (١) .

[ ٣٣٤٢٣ ] ٨ - وبإسناده عن أبان بن عثمان: أنَّ أبا عبد الله( عليه‌السلام ) قال له: إنّ أبان بن تغلب قد روى عنّي رواية كثيرة، فما رواه لك عنّي فاروهِ عنّي.

[ ٣٣٤٢٤ ] ٩ - وفي كتاب( إكمال الدين وإتمام النعمة) عن محمّد بن محمّد بن عصام، عن محمّد بن يعقوب، عن إسحاق بن يعقوب، قال: سألت محمّد بن عثمان العمري أن يوصل لي كتاباً، قد سألت فيه عن مسائل أشكلت عليّ، فورد التوقيع بخطّ مولانا صاحب الزمان( عليه‌السلام ) : أمّا ما سألت عنه أرشدك الله وثبّتك - إلى أن قال: - وأمّا الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا، فإنّهم حجّتي عليكم، وأنا حجّة الله(٢) ، وأمّا محمّد ابن عثمان العمري رضي الله عنه، وعن أبيه من قبل، فإنّه ثقتي، وكتابه كتابي.

ورواه الشيخ في كتاب( الغيبة) عن جماعة، عن جعفر بن محمّد بن قولويه، وأبي غالب الزراري وغيرهما، كلّهم عن محمّد بن يعقوب (٣) .

ورواه الطبرسيُّ في( الاحتجاج) مثله (٤) .

[ ٣٣٤٢٥ ] ١٠ - وفي( معاني الأخبار) وفي( العلل) عن عليِّ بن أحمد ابن محمّد بن عمران الدقاق، عن أبي الحسين محمّد بن جعفر الأسدي (٥) ،

____________________

(١) مرّ في الحديث ٥٣ من الباب ٨ من هذه الأبواب.

٨ - الفقيه ٤: ٢٣ كتاب المشيخة، وأورده في الحديث ٤٩ من الباب ٨ من هذه الأبواب.

٩ - إكمال الدين: ٤٨٤ / ٤.

(٢) في المصدر زيادة: عليهم.

(٣) الغيبة: ١٧٦.

(٤) الاحتجاج: ٤٦٩.

١٠ - معاني الاخبار: ١٥٧ / ١، وعلل الشرائع: ٨٥ / ٤.

(٥) في المصدر: عن محمّد بن أبي عبد الله الكوفي.

١٤٠

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424