وسائل الشيعة الجزء ٢٧

وسائل الشيعة4%

وسائل الشيعة مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 424

المقدمة الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠
  • البداية
  • السابق
  • 424 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 146995 / تحميل: 6212
الحجم الحجم الحجم
وسائل الشيعة

وسائل الشيعة الجزء ٢٧

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

[ ٣٣٤٨٥ ] ٢٢ - قال: وقال( عليه‌السلام ) : من ترك قول لا أدري اصيبت مقاتله.

[ ٣٣٤٨٦ ] ٢٣ - قال: وقال( عليه‌السلام ) : لا ورع كالوقوف عند الشبهة.

[ ٣٣٤٨٧ ] ٢٤ - قال: وقال( عليه‌السلام ) : وإنّما سمّيت الشبهة شبهة لأنها تشبه الحقّ، فأمّا أولياءُ الله فضياؤهم فيها اليقين، ودليلهم سمت الهدى، وأمّا أعداء الله فدعاؤهم فيها الضلال، ودليلهم العمى.

[ ٣٣٤٨٨ ] ٢٥ - قال: وقال( عليه‌السلام ) : إنَّ من صرحت له العبر عمّا بين يديه من المثلات، حجزه(١) التقوى عن تقحّم الشبهات.

[ ٣٣٤٨٩ ] ٢٦ - محمّد بن عمر بن عبد العزيز الكشي في كتاب( الرجال) عن حمدويه، عن محمّد بن عيسى، عن ابن أبي عمير، عن مفضّل بن قيس بن رمانة، قال - وكان خيّراً - قال: قلت لأبي عبد الله( عليه‌السلام ) : إنَّ أصحابنا يختلفون في شيء فأقول: قولي فيها قول جعفر بن محمّد، فقال: بهذا نزل جبرئيل.

[ ٣٣٤٩٠ ] ٢٧ - محمّد بن عليّ بن الحسين قال: إن أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) خطب الناس، فقال في كلام ذكره: حلال بيّن، وحرام بيّن، وشبهات بين ذلك، فمن ترك ما اشتبه عليه من الإِثم فهو لما استبان له أترك، والمعاصي حمى الله، فمن يرتع حولها يوشك أن يدخلها.

____________________

٢٢ - نهج البلاغة ٣: ١٦٩ / ٨٥.

٢٣ - نهج البلاغة ٣: ١٧٧ / ١١٣.

٢٤ - نهج البلاغة ١: ٨٥ / ٣٧.

٢٥ - نهج البلاغة ١: ٤٢ / ١٥.

(١) في المصدر: حجزته.

٢٦ - رجال الكشي ٢: ٤٢٢ / ٣٢٣.

الفقيه ٤: ٥٣ / ١٩٣.

١٦١

[ ٣٣٤٩١ ] ٢٨ - وبإسناده عن عليِّ بن مهزيار، عن الحسين بن سعيد(١) ، عن الحارث بن محمّد بن النعمان الأحول، عن جميل بن صالح، عن الصادق( عليه‌السلام ) ، عن آبائه( عليهم‌السلام) ، قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) - في كلام طويل -: الأُمور ثلاثة: أمر تبيّن لك رشده فاتّبعه، وأمر تبيّن لك غيّه فاجتنبه، وامر اختلف فيه فردّه إلى الله عزَّ وجلَّ.

ورواه في( الخصال) عن أبيه، عن محمّد بن يحيى، عن الحسين ابن إسحاق التاجر، عن عليّ بن مهزيار مثله (٢) .

وفي( المجالس) عن عليِّ بن عبد الله الورّاق، عن سعد بن عبد الله، عن إبراهيم بن مهزيار، عن أخيه عليّ مثله (٣) .

[ ٣٣٤٩٢ ] ٢٩ - وعن محمّد بن عليّ ماجيلويه، عن عمّه، عن البرقي، عن العبّاس بن معروف، عن أبي شعيب، يرفعه إلى أبي عبد الله( عليه‌السلام ) ، قال: أورع الناس من وقف عند الشبهة. الحديث.

[ ٣٣٤٩٣ ] ٣٠ - وعن أبيه، عن سعد، عن القاسم بن محمّد، عن المنقري، عن فضيل بن عياض، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) ، قال: قلت له: من الورع من الناس ؟ قال: الّذي يتورّع عن محارم الله، ويجتنب هؤلاء، فإذا لم يتّقِ الشبهات وقع في الحرام، وهو لا يعرفه. الحديث.

[ ٣٣٤٩٤ ] ٣١ - وفي( عقاب الأعمال) ، عن أبيه، عن سعد بن

____________________

٢٨ - الفقيه ٤: ٢٨٥ / ٨٥٤.

(١) في المصدر: الحسن بن سعيد.

(٢) الخصال: ١٥٣ / ١٨٩.

(٣) امالي الصدوق: ٢٥١ / ١١.

٢٩ - الخصال: ١٦ / ٥٦.

٣٠ - معاني الاخبار: ٢٥٢ / ١.

٣١ - عقاب الأعمال: ٣٠٨، والمحاسن: ٢٤٩ / ٢٥٩.

١٦٢

عبدالله، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه، عن بكر بن محمّد الازدي، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) ، قال: قال أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) : إنَّ الشكَّ والمعصية في النار، ليسا منّا، ولا إلينا.

[ ٣٣٤٩٥ ] ٣٢ - وفي كتاب( التوحيد) عن أبيه، عن أحمد بن إدريس، عن محمّد بن أحمد، عن عليِّ بن اسماعيل، عن معلّى بن محمّد، عن عليِّ بن أسباط، عن جعفر بن سماعة، عن غير واحد (١) ، عن زرارة، قال: سألت أبا جعفر( عليه‌السلام ) ما حجّة الله على العباد ؟ قال: أن يقولوا ما يعلمون، ويقفوا عند ما لا يعلمون.

ورواه في( المجالس) عن جعفر بن محمّد بن مسرور، عن الحسين بن محمّد، عن معلّى بن محمّد مثله، إلّا أنّه قال: ما حقُّ الله على العباد (٢) ؟

[ ٣٣٤٩٦ ] ٣٣ - وعن أحمد بن محمّد بن يحيى، عن أبيه، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن ابن فضّال، عن داود بن فرقد، عن أبي الحسن زكريّا بن يحيى، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) ، قال: ما حجب الله علمه عن العباد، فهو موضوع عنهم.

ورواه الكلينيُّ عن محمّد بن يحيى(٣) ، والّذي قبله عن الحسين بن محمّد.

أقول: هذا مخصوص بالوجوب، وأنّه لا يجب الاحتياط بمجرّد احتمال الوجوب، بخلاف الشك في التحريم، فيجب الاحتياط، ولو وجب الاحتياط في المقامين لزم تكليف ما لا يطاق، إذ كثير من الأشياء يحتمل الوجوب والتحريم، ولا خلاف في نفي الوجوب في مقام الشك في

____________________

٣٢ - التوحيد: ٤٥٩ / ٢٧ والكافي ١: ٣٤ / ٧.

(١) في الكافي زيادة: عن أبان.

(٢) أمالي الصدوق: ٣٤٣ / ١٤ عن زرارة، المحاسن: ٢٠٤ / ٥٣.

٣٣ - التوحيد: ٤١٣ / ٩.

(٣) الكافي ١: ١٢٦ / ٣.

١٦٣

الوجوب، إلّا إذا علمنا اشتغال ذمّتنا بعبادة معيّنه، وحصل الشك بين فردين كالقصر والتمام، والظهر والجمعة، وجزاء واحد للصيد أو اثنين، ونحو ذلك، فيجب الجمع بين العبادتين، لتحريم تركهما معاً قطعاً للنصّ، وتحريم الجزم بوجوب أحدهما بعينه عملاً بأحاديث الاحتياط. ويستثنى من ذلك ما لو وجب وطء الزوجة، واشتبهت بأجنبيّة، أو قتل شخص حدّاً أو قصاصاً واشتبه بآخر محترم، للقطع بتحريم وطء الأجنبيّة مع الاشتباه وعدمه، وكذا قتل المسلم، بخلاف تحريم الجمع بين العبادتين، فإنّه مخصوص بغير صورة الاشتباه، فإنَّ النصوص على أمثالها كثيرة، كاشتباه القبلة، والفائتة، والثوبين، وغير ذلك، وليس بقياس، بل عمل بعموم أحاديث الاحتياط. على أنَّ هذا الحديث لا ينافي وجوب الاحتياط والتوقّف، لحصول العلم بهما النصّ المتواتر كما مضى(١) ويأتي(٢) ، وقوله: موضوع، قرينة ظاهرة على إرادة الشك في وجوب فعل وجودي، لا في تحريمه، مضافاً إلى النصّ في المقامين.

[ ٣٣٤٩٧ ] ٣٤ - ويأتي في حديث التزويج في العدة، قال: إذا علمت أنَّ عليها العدَّة، ولم تعلم كم هي، فقد ثبتت عليها الحجّة، فتسأل، حتّى تعلم.

[ ٣٣٤٩٨ ] ٣٥ - وعن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن القاسم بن محمّد، عن سليمان بن داود المنقري، عن حفص بن غياث، قال: قال أبو عبد الله( عليه‌السلام ) : من عمل بما علم كفى ما لم يعلم.

وفي( ثواب الأعمال) بالإِسناد مثله (٣) .

____________________

(١) مضىٰ في الاحاديث ١ - ٢٧ من هذا الباب.

(٢) يأتي في الاحاديث ٢٩ - ٦١ من هذا الباب.

٣٤ - يأتي في الحديث ٣ من الباب ٢٧ من أبواب حد الزنا.

٣٥ - التوحيد: ٤١٦ / ١٧.

(٣) ثواب الاعمال ١٦٢.

١٦٤

أقول: تقدَّم وجهه(١) ، ويمكن حمل الحديثين على أنَّ ما لم يعلم حكمه لم يجب، بل لم يجز الحكم فيه، والجزم بأحد الطرفين، بل يكفي التوقّف والاحتياط، وإلّا فقد تقدَّم ما هو صريح في معارضته، وهو قولهم( عليهم‌السلام ) : القضاة أربعة - إلى أن قال: - وقاض قضى بالحقّ، وهو لا يعلم، فهو في النار، وقاض قضى بجور، وهو لا يعلم، فهو في النار، وغير ذلك، ويمكن حملهما على الغافل الّذي لم يحصل عنده شكّ ولا شبهه، ولا بلغه نصّ الاحتياط، فإنه معذور غير مكلّف، ما دام كذلك بالنصّ المتواتر.

[ ٣٣٤٩٩ ] ٣٦ - وفي( عيون الأخبار) عن أبيه، عن سعد، عن المسمعي، عن أحمد بن الحسن الميثمي، عن الرضا( عليه‌السلام ) - في حديث اختلاف الأحاديث - قال: وما لم تجدوه في شيء من هذه الوجوه، فردّوا إلينا علمه، فنحن أولى بذلك، ولا تقولوا فيه بآرائكم، وعليكم بالكفّ والتثبت والوقوف، وأنتم طالبون باحثون، حتّى يأتيكم البيان من عندنا.

[ ٣٣٥٠٠ ] ٣٧ - وفي( معاني الأخبار) عن محمّد بن الحسن، عن الصفّار، عن إبراهيم بن هاشم، عن محمّد بن أبي عمير، عن حمزة بن حمران، قال: قال أبو عبد الله( عليه‌السلام ) : إنَّ من أجاب في كلّ ما يسأل عنه فهو المجنون.

[ ٣٣٥٠١ ] ٣٨ - وفي( الخصال) عن محمّد بن عليّ ماجيلويه، عن عمّه محمّد بن أبي القاسم، عن العبّاس بن معروف، عن أبي شعيب يرفعه إلى أبي عبد الله( عليه‌السلام ) ، قال: أورع الناس من وقف عند الشبهة، وأعبد الناس من أقام الفرائض، وأزهد الناس من ترك الحرام، وأشدّ الناس

____________________

(١) تقدم في ذيل الحديث ٢٨ من هذا الباب.

٣٦ - عيون أخبار الرضا (عليه‌السلام ) ٢: ٢١ / ٤٥.

٣٧ - معاني الأخبار: ٢٣٨ / ٢.

٣٨ - الخصال: ١٦ / ٥٦.

١٦٥

اجتهاداً من ترك الذنوب.

[ ٣٣٥٠٢ ] ٣٩ - عبد الله بن جعفر في( قرب الإِسناد) عن الحسن بن ظريف، عن معمّر، عن الرضا( عليه‌السلام ) ، عن أبيه موسى بن جعفر( عليه‌السلام ) - في حديث طويل في معجزات النبي( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) - قال: ومن ذلك أنَّ وابصة بن معبد الأسدي أتاه، فقال: لا أدع من البرِّ والإِثم شيئاً إلّا سألته عنه، فلمّا أتاه قال له النبي( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) : أتسأل عمّا جئت له ؟ أوَ اُخبرك ؟ قال: أخبرني، قال: جئت تسألني عن البرّ والإِثم، قال: نعم، فضرب بيده على صدره، ثمَّ قال: يا وابصة! البرُّ ما اطمأنّت إليه النفس، والبرُّ ما اطمأنَّ به الصدر، والإِثم ما تردَّد في الصدر، وجال في القلب، وإن أفتاك الناس وأفتوك.

[ ٣٣٥٠٣ ] ٤٠ - سليم بن قيس الهلالي في كتابه: إنَّ عليّ بن الحسين( عليهما‌السلام ) قال لأبان ابن أبي عياش: يا أخا عبد قيس! إن وضح لك أمر فاقبله، وإلّا فاسكت تسلم، ورد علمه إلى الله، فإنّك أوسع ممّا بين السماء والأرض.

[ ٣٣٥٠٤ ] ٤١ - محمّد بن محمّد بن النعمان المفيد في( المجالس) عن أحمد بن محمّد بن الحسن بن الوليد، عن أبيه، عن الصفّار، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن سنان، عن موسى بن بكر، عمّن سمع أبا عبد الله( عليه‌السلام ) يقول: العامل على غير بصيرة كالسائر على سراب بقيعة، لا يزيده سرعة سيره إلّا بعداً.

[ ٣٣٥٠٥ ] ٤٢ - محمّد بن الحسن بإسناده عن الحسن بن محمّد بن سماعة، عن سليمان بن داود، عن عبد الله بن وضّاح: أنّه كتب إلى العبد

____________________

٣٩ - قرب الاسناد: ١٣٥.

٤٠ - كتاب سليم بن قيس: ٦٧.

٤١ - أمالي المفيد: ٤٢ / ١١.

٤٢ - التهذيب ٢: ٢٥٩ / ١٠٣١، والاستبصار ١: ٢٦٤ / ٩٥٢.

١٦٦

الصالح( عليه‌السلام ) يسأله عن وقت المغرب والإِفطار ؟ فكتب إليه: أرى لك أن تنتظر حتّى تذهب الحمرة، وتأخذ بالحائطة لدينك.

[ ٣٣٥٠٦ ] ٤٣ - الفضل بن الحسن الطبرسيُّ في التفسير الصغير، قال: في الحديث: دع ما يريبك إلى ما لا يريبك.

[ ٣٣٥٠٧ ] ٤٤ - قال: وفي الحديث: إنَّ لكلّ ملك حمى، وحمى الله محارمه، فمن رتع حول الحمى أوشك أن يقع فيه.

[ ٣٣٥٠٨ ] ٤٥ - الحسن بن محمّد بن الحسن الطوسيُّ في( أماليه) عن أبيه، عن عليِّ بن أحمد بن الحمامي، عن أحمد بن محمّد القطان، عن إسماعيل بن أبي كثير، عن عليِّ بن إبراهيم، عن السري بن عامر، عن النعمان بن بشير قال: سمعت رسول الله( صلى الله عليه وآله) يقول: إن لكل ملك حمىٰ وإن حمى الله حلاله وحرامه، والمشتبهات بين ذلك، كما لو أنَّ راعياً رعى إلى جانب الحمى لم تثبت غنمه أن تقع في وسطه، فدعوا المشتبهات.

[ ٣٣٥٠٩ ] ٤٦ - وعن أبيه، عن المفيد، عن عليِّ بن محمّد الكاتب، عن زكريّا بن يحيى التميمي(١) ، عن أبي هاشم داود بن القاسم الجعفري، عن الرضا( عليه‌السلام ) : أنَّ أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) قال لكميل بن زياد: أخوك دينك، فاحتط لدينك بما شئت.

[ ٣٣٥١٠ ] ٤٧ - وعن أبيه، عن المفيد، عن( محمّد بن عليِّ بن

____________________

٤٣ - تفسير جوامع الجامع: ٥، والبحار ٢: ٢٥٩.

٤٤ - تفسير جوامع الجامع: ٣٥.

٤٥ - أمالي الطوسي ١: ٣٩٠.

٤٦ - امالي الطوسي ١: ١٠٩.

(١) في المصدر: زكريا بن يحيىٰ الكنيجي

٤٧ - امالي الطوسي ١: ٦.

١٦٧

الزيات) (١) ، عن محمّد بن همام، عن جعفر بن محمّد بن مالك، عن أحمد بن سلامة، عن محمّد بن الحسن العامري، عن أبي معمّر، عن أبي بكر بن عياش، عن الفجيع العقيلي، عن الحسن بن عليِّ بن أبي طالب( عليهم‌السلام ) قال: لما حضرت والدي الوفاة أقبل يوصي، فقال: اُوصيك يا بنيّ بالصلاة عند وقتها، والزكاة في أهلها عند محلّها، والصمت عند الشبهة، وأنهاك عن التسرّع بالقول والفعل، والزم الصمت تسلم. الحديث.

[ ٣٣٥١١ ] ٤٨ - وعن أبيه، عن المفيد، عن ابن قولويه، عن محمّد بن يعقوب، عن عليِّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن محمّد بن عيسى اليقطيني، عن يونس، عن عمرو بن شمر عن جابر، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) في وصيّة له لأصحابه، قال: إذا اشتبه الأمر عليكم فقفوا عنده، وردّوه إلينا، حتّى نشرح لكم من ذلك ما شرح لنا، فإذا كنتم كما أوصيناكم، لم تعدوه إلى غيره، فمات منكم ميّت من قبل أن يخرج قائمنا كان شهيداً، ومن أدرك قائمنا فقتل معه كان له أجر شهيدين، ومن قتل بين يديه عدوّاً لنا كان له أجر عشرين شهيداً.

[ ٣٣٥١٢ ] ٤٩ - أحمد بن أبي عبد الله البرقيُّ في( المحاسن) عن عليِّ ابن حسان، وأحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن درست، عن زرارة بن أعين، قال: قلت لأبي عبد الله( عليه‌السلام ) : ما حقُّ الله على خلقه ؟ قال: حقُّ الله على خلقه أن يقولوا بما يعلمون، ويكفّوا عمّا لا يعلمون، فإذا فعلوا ذلك فقد - والله - أدُّوا إليه حقّه.

[ ٣٣٥١٣ ] ٥٠ - وعن أبيه، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع، عن منصور

____________________

(١) في المصدر: عمر بن محمّد بن علي الصيرفي.

٤٨ - امالي الطوسي ١: ٢٣٦.

٤٩ - المحاسن: ٢٠٤ / ٥٣.

٥٠ - المحاسن: ٢١٥ / ١٠٠.

١٦٨

بن يونس بزرج، عن عمر بن اُذينة، عن زرارة، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) ، قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) : إنّما أهلك الناس العجلة، ولو أنَّ الناس تلبّثوا(١) لم يهلك أحد.

[ ٣٣٥١٤ ] ٥١ - وعن أبيه، عن فضالة بن أيّوب، عن عبد الرحمن بن سيّابة، عن أبي النعمان، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) ، قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) : الأناة من الله، والعجلة من الشيطان.

[ ٣٣٥١٥ ] ٥٢ - محمّد بن عليّ بن عثمان الكراجكي في كتاب( كنز الفوائد) عن محمّد بن عليِّ بن طالب البلدي، عن محمّد بن إبراهيم بن جعفر النعماني، عن أحمد بن محمّد بن سعيد بن عقدة، عن شيُوخه الأربعة، عن الحسن بن محبوب، عن محمّد بن النعمان الأحول، عن سلام بن المستنير، عن أبي جعفر الباقر( عليه‌السلام ) ، قال: قال جدِّي رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) : أيّها الناس ! حلالي حلال إلى يوم القيامة، وحرامي حرام إلى يوم القيامة، ألا وقد بيّنهما الله عزَّ وجلَّ في الكتاب، وبينتهما لكم في سنتي وسيرتي، وبينهما شبهات من الشيطان وبدع بعدي، من تركها صلح له أمر دينه، وصلحت له مروّته وعرضه، ومن تلبّس بها وقع فيها واتبعها، كان كمن رعى غنمه قرب الحمى، ومن رعى ماشيته قرب الحمى، نازعته نفسه إلى أن يرعاها في الحمى، ألا وإنَّ لكلّ ملك حمى، ألا وإنَّ حمى الله عزَّ وجلَّ محارمه، فتوقّوا حمى الله ومحارمه. الحديث.

[ ٣٣٥١٦ ] ٥٣ - قال: وجاء في الحديث عن الرسول( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) ، أنه قال: من أراد أن يكون أعزّ الناس فليتّقِ الله.

____________________

(١) في المصدر: تثبتوا.

٥١ - المحاسن: ٢١٥ / ١٠١.

٥٢ - كنز الفوائد: ١ / ١٦٤.

٥٣ - كنز الفوائد: ١ / ١٦٤.

١٦٩

[ ٣٣٥١٧ ] ٥٤ - وقال: من خاف الله سخت نفسه عن الدنيا. وقال: دع ما يريبك إلى ما لا يريبك، فانك لن تجد فقد شيء تركته لله عزَّ وجلَّ.

[ ٣٣٥١٨ ] ٥٥ - عليُّ بن موسى بن طاوس في كتاب( كشف المحجّة لثمرة المهجة) نقلاً من كتاب الرسائل لمحمّد بن يعقوب الكلينيِّ بإسناده إلى( جعفر بن عنبسة) (١) ، عن عباد بن زياد الأسدي، عن( عمرو بن أبي المقدام) (٢) ، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) في وصيّة أمير المؤمنين لولده الحسن( عليه‌السلام ) : من الوالد الفان المقرّ للزمان - إلى أن قال: - واعلم يا بنيَّ ! إنَّ أحبَّ ما أنت آخذ به من وصيّتي إليك تقوى الله، والاقتصار على ما افترض(٣) عليك، والأخذ بما مضى عليه سلفك(٤) من آبائك والصالحون من أهل بيتك، فانّهم لن يدعوا أن نظروا لأنفسهم كما أنت ناظر، وفكّروا كما أنت مفكّر، ثمَّ ردَّهم آخر ذلك إلى الأخذ بما عرفوا، والإِمساك عمّا لم يكلّفوا، فليكن طلبك لذلك(٥) بتفهّم وتعلّم، لا بتورّد(٦) الشبهات، وعلوّ(٧) الخصومات، وابدأ قبل نظرك في ذلك بالاستعانة بإلهك(٨) ، والرغبة إليه في التوفيق، ونبذ كلّ شائبة( أدخلت عليك) (٩) شبهة، أو أسلمتك إلى ضلالة. الحديث.

____________________

٥٤ - كنز الفوائد: ١٦٤.

٥٥ - كشف المحجة: ١٥٩، ١٦٢.

(١) في المصدر: أبي جعفر بن عنبسة.

(٢) في المصدر: عمر بن ابي المقدام.

(٣) في المصدر: فرضه الله.

(٤) في المصدر: الأولون.

(٥) في المصدر: ذلك.

(٦) في المصدر: بتورط.

(٧) في المصدر: وغلو.

(٨) في المصدر زيادة: عليه.

(٩) في المصدر: اولجتك في.

١٧٠

ورواه الرضيُّ في( نهج البلاغة) مرسلاً (١) .

[ ٣٣٥١٩ ] ٥٦ - محمّد بن مسعود العيّاشي في( تفسيره) عن عبد الله بن جندب، عن الرضا( عليه‌السلام ) - في حديث - قال: إنَّ هؤلاء القوم سنح لهم شيطان، اغترّهم بالشبهة، ولبّس عليهم أمر دينهم، وأرادوا الهدى من تلقاء أنفسهم، فقالوا: لِمَ، ومتى(٢) ، وكيف ؟ فأتاهم الهلك من مأمن احتياطهم، وذلك بما كسبت أيديهم، وما ربّك بظلاّم للعبيد، ولم يكن ذلك لهم، ولا عليهم، بل كان الفرض عليهم، والواجب لهم، من ذلك الوقوف عند التحيّر، وردّ ما جهلوه من ذلك إلى عالمه ومستنبطه، لأنَّ الله يقول في(٣) كتابه:( وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ) (٤) يعني: آل محمّد، وهم الّذين يستنبطون منهم(٥) القرآن، ويعرفون الحلال والحرام، وهم الحجّة لله على خلقه.

[ ٣٣٥٢٠ ] ٥٧ - وعن السكوني، عن جعفر(٦) ، عن أبيه، عن عليّ( عليهم‌السلام ) ، قال: الوقوف عند الشبهة خير من الاقتحام في التهلكة(٧) ، وتركك حديثاً لم تروه خير من روايتك حديثا لم تحصه.

وعن عبد الأعلى، عن الصادق( عليه‌السلام ) مثله(٨) .

أقول: التفضيل في أمثال هذا على وجه المجاراة والمماشاة مع

____________________

(١) نهج البلاغة ٣: ٤٢ / ٣١.

٥٦ - تفسير العياشي ١: ٢٦٠ / ٢٠٦.

(٢) في المصدر: ومن.

(٣) في المصدر زيادة: محكم.

(٤) النساء ٤: ٨٣.

(٥) في المصدر: من.

٥٧ - تفسير العياشي ١: ٨ / ٢، المحاسن: ٢١٥ / ١٠٢.

(٦) في المصدر: عن أبي جعفر.

(٧) في المصدر: الهلكة.

(٨) تفسير العياشي وعنه في البحار ٢: ٢٥٩ / ٧.

١٧١

الخصم، كما ورد في أحاديث كثيرة: قليل في سنّة خير من كثير في بدعة، وأمثال ذلك في الحديث وفي الكلام الفصيح كثير جدّاً.

[ ٣٣٥٢١ ] ٥٨ - وعن عليِّ بن أبي حمزه قال: سمعت أبا عبد الله( عليه‌السلام ) يقول: ما من أحد أغير(١) من الله تبارك وتعالى، ومن أغير(٢) ممّن حرّم الفواحش، ما ظهر منها، وما بطن.

[ ٣٣٥٢٢ ] ٥٩ - عليُّ بن إبراهيم في( تفسيره) عن أبي الجارود، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) في قوله تعالى:( وَالَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئَاتِ جَزَاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ مَّا لَهُم مِّنَ اللهِ مِنْ عَاصِمٍ ) (٣) قال: هؤلاء أهل البدع والشبهات والشهوات، يسوّد الله وجوههم يوم يلقونه.

[ ٣٣٥٢٣ ] ٦٠ - وعنه، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) في قوله تعالى:( هَلْ نُنَبِّئُكُم بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً *الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا ) (٤) قال: هم النصارى، والقسّيسون، والرهبان، وأهل الشبهات والأهواء من أهل القبلة، والحروريّة، وأهل البدع.

[ ٣٣٥٢٤ ] ٦١ - ووجدت بخطّ الشهيد محمّد بن مكّي قدِّس سرُّه حديثاً طويلاً عن عنوان البصري، عن أبي عبد الله جعفر بن محمّد( عليه‌السلام ) ، يقول فيه: سل العلماء ما جهلت، وإيّاك أن تسألهم تعنّتاً وتجربة، وإيّاك أن تعمل برأيك شيئاً، وخذ بالاحتياط في جميع اُمورك ما تجد إليه سبيلاً، واهرب من الفتيا هربك من الأسد، ولا تجعل رقبتك عتبة

____________________

٥٨ - تفسير العياشي ٢: ١٦ / ٣٧.

(١ و ٢) في المصدر: أعز.

٥٩ - تفسير القمي ١: ٣١١.

(٣) يونس ١٠: ٢٧.

٦٠ - تفسير القمي ٢: ٤٦.

(٤) الكهف ١٨: ١٠٣ - ١٠٤.

٦١ - لم نعثر على المصدر.

١٧٢

للناس.

[ ٣٣٥٢٥ ] ٦٢ - وقد تقدَّم في حديث ميراث الخنثى المشكل: أنَّ أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) قال لزوجها: لأنت أجرأ من خاصي الأسد.

[ ٣٣٥٢٦ ] ٦٣ - محمّد بن مكّي الشهيد في( الذكرى) قال: قال النبيُّ( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) : دع ما يريبك إلى ما لا يريبك.

[ ٣٣٥٢٧ ] ٦٤ - قال: وقال( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) : من اتّقى الشبهات فقد استبرأ لدينه.

[ ٣٣٥٢٨ ] ٦٥ - قال: وقال الصادق( عليه‌السلام ) : لك أن تنظر الحزم، وتأخذ بالحائطة لدينك.

[ ٣٣٥٢٩ ] ٦٦ - وقد تقدَّم بعدَّة أسانيد عن الصادق( عليه‌السلام ) قال: القضاة أربعة، ثلاثة في النار، وواحد في الجنّة: رجل قضى بجور وهو يعلم فهو في النار، ورجل قضى بجور وهو لا يعلم فهو في النار، ورجل قضى بالحقّ وهو لا يعلم فهو في النار، ورجل قضى بالحقّ وهو يعلم فهو في الجنّة.

أقول: وتقدَّم ما يدلُّ على ذلك(١) .

[ ٣٣٥٣٠ ] ٦٧ - محمّد بن عليّ بن الحسين قال: قال الصادق( عليه

____________________

٦٢ - تقدم في الحديث ٣ من الباب ٢ من أبواب ميراث الخنثى.

٦٣ - الذكرىٰ: ١٣٨.

٦٤ - الذكرىٰ: ١٣٨.

٦٥ - لم نجد في الذكرى هذا النص، وانما الموجود في ( ص ١٣٨ ): عن العبد الصالح: ارى لك ان تنظر حتى تذهب الحمرة وتأخذ الحايط لدينك.

٦٦ - تقدم في الحديث ٦، وفي ذيل الحديث ٧ من الباب ٤ من هذه الأبواب

(١) تقدم في الأحاديث ١ - ١١، وفي الاحاديث ١٣ و ١٤ و ١٩، وفي الأحاديث ٢٩ - ٣٢، وفي الحديث ٣٤ و ٣٦ من الباب ٤ من هذه الأبواب.

٦٧ - الفقيه ١: ٢٠٨ / ٩٣٧.

١٧٣

السلام) : كلّ شيء مُطلق حتّى يرد فيه نهي.

أقول: هذا يحتمل وجوها:

أحدها - الحمل على التقيّة، فإنَّ العامّة يقولون بحجّية الأصل، فيضعف عن مقاومة ما سبق، مضافاً إلى كونه خبراً واحداً لا يعارض المتواتر.

وثانيها - الحمل على الخطاب الشرعي خاصّة، بمعنىٰ أنّ كلَّ شيء من الخطابات الشرعية يتعيّن حمله على اطلاقه وعمومه، حتّى يرد فيه نهي يخصّ بعض الأفراد، ويخرجه من الإِطلاق، مثاله: قولهم( عليهم‌السلام ) : كلّ ماء طاهر حتّى تعلم أنه قذر، فإنّه محمول على إطلاقه، فلمّا ورد النهي عن استعمال كلّ واحد من الإِناءين إذا نجس أحدهما واشتبها، تعين تقييده بغير هذه الصورة، ولذلك استدلَّ به الصدوق على جواز القنوت بالفارسيّة، لأنَّ الأوامر بالقنوت مطلقة عامّه، ولم يرد نهي عن القنوت بالفارسيّة يخرجه من إطلاقها.

وثالثها - التخصيص بما ليس من نفس الأحكام الشرعيّة، وإن كان من موضوعاتها ومتعلّقاتها، كما إذا شكَّ في جوائز الظالم أنّها مغصوبة، أم لا.

ورابعها - أنَّ النهي يشمل النهي العامّ والخاصّ، والنهي العامّ بلغنا، وهو النهي عن ارتكاب الشبهات في نفس الأحكام، والأمر بالتوقّف والاحتياط فيها، وفي كلّ ما لا نصّ فيه.

وخامسها - أن يكون مخصوصاً بما قبل كمال الشريعة وتمامها، فأمّا بعد ذلك فلم يبق شيء على حكم البراءة الأصليّة.

وسادسها - أن يكون مخصوصاً بمن لم تبلغه أحاديث النهي عن ارتكاب الشبهات والأمر بالاحتياط لما مرّ(١) ، ولاستحالة تكليف الغافل عقلاً ونقلاً.

____________________

(١) مرّ في أكثر أحاديث هذا الباب.

١٧٤

وسابعها - أن يكون مخصوصاً بما لا يحتمل التحريم، بل علمت إباحته، وحصل الشكّ في وجوبه، فهو مطلق حتّى يرد فيه نهي عن تركه، لأنَّ المستفاد من الأحاديث هنا عدم وجوب الاحتياط، بمجرّد احتمال الوجوب وإن كان راجحاً، حيث لا يحتمل التحريم.

وثامنها - أن يكون مخصوصاً بالأشياء المهمّة الّتي تعمّ بها البلوى، ويعلم أنه لو كان فيها حكم مخالف للأصل لنقل، كما يفهم من قول عليّ( عليه‌السلام ) : يا بنيّ، إنه لو كان إله آخر لأتتك رسله، ولرأيت آثار مملكته. وقد صرّح بنحو ذلك المحقّق في المعتبر وغيره.

[ ٣٣٥٣١ ] ٦٨ - قال الصدوق: وخطب أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) ، فقال: إنَّ الله حدَّ حدوداً فلا تعتدوها، وفرض فرائض فلا تنقصوها، وسكت عن أشياء لم يسكت عنها نسياناً(١) فلا تكلّفوها، رحمة من الله لكم فاقبلوها، ثمَّ قال( عليه‌السلام ) : حلال بيّن، وحرام بيّن، وشبهات بين ذلك، فمن ترك ما اشتبه عليه من الإثم فهو لما استبان له أترك والمعاصي حمى الله، فمن يرتع حولها يوشك أن يدخلها.

أقول: الوجوه السابقة آتية هنا، وأوضحها التقيّة، والتخصيص بمقام الوجوب، بقرينة ذكر السكوت والرحمة بعد الفرائض بغير فصل، وبقرينة ذكر الشبهات بعد ذلك بغير فصل، والأمر باجتنابها وتقييد الشبهات، بأنّها بين الحلال والحرام، لا بين الواجب والحلال، وهو ظاهر واضح جدّاً.( والله الموفّق للصواب) (٢) .

____________________

٦٨ - الفقيه ٤: ٥٣ / ١٩٣.

(١) في المصدر زيادة: لها.

(٢) ما بين القوسين جاء في المصححة ولم يرد في المسودّة.

١٧٥

١٣ - باب عدم جواز استنباط الأحكام النظرية من ظواهر القرآن، إلّا بعد معرفة تفسيرها من الأئمة ( عليهم‌السلام ) .

[ ٣٣٥٣٢ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن إسماعيل، عن الفضل ابن شاذان، عن صفوان بن يحيى، عن منصور بن حازم، قال: قلت لأبي عبد الله( عليه‌السلام ) : إنَّ الله أجلّ وأكرم من أن يعرف بخلقه - إلى أن قال: - وقلت للناس: أليس(١) تعلمون أنَّ رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) كان الحجّة من الله على خلقه ؟ قالوا: بلى، قلت: فحين مضى رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) من كان الحجّة لله على خلقه ؟ قالوا: القرآن، فنظرت في القرآن، فإذا هو يخاصم به المرجىء والقدري والزنديق الّذي لا يؤمن به حتّى يغلب الرجال بخصومته، فعرفت أنَّ القرآن لا يكون حجّة إلّا بقيّم، فما قال فيه من شيء كان حقاً - إلى أن قال: - فأشهد أنَّ عليّاً( عليه‌السلام ) كان قيّم القرآن، وكانت طاعته مفترضة، وكان الحجّة على الناس بعد رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) ، وأنَّ ما قال في القرآن فهو حقّ، فقال: رحمك الله.

ورواه الصدوق في( العلل) عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن يعقوب بن يزيد، عن صفوان بن يحيى (٢) .

ورواه الكشيُّ في كتاب( الرجال) عن جعفر بن أحمد (٣) بن أيّوب،

____________________

الباب ١٣

فيه ٨٢ حديثاً

١ - الكافي ١: ١٢٨ / ٢.

(١) ليس في المصدر.

(٢) علل الشرائع: ١٩٢ / ١.

(٣) في نسخة: محمّد ( هامش المخطوط ).

١٧٦

عن صفوان بن يحيى مثله(١) .

[ ٣٣٥٣٣ ] ٢ - وعن عليِّ بن إبراهيم، عن أبيه، عمّن ذكره، عن يونس ابن يعقوب، قال: كنت عند أبي عبد الله( عليه‌السلام ) فورد عليه رجل من أهل الشام، ثمَّ ذكر حديث مناظرته مع هشام بن الحكم - إلى أن قال: - فقال هشام: فبعد رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) من الحجّة ؟ قال: الكتاب والسنّة، قال هشام: فهل ينفعنا(٢) الكتاب والسنّة في رفع الاختلاف عنّا ؟ قال الشامي: نعم، قال هشام: فَلِمَ اختلفت أنا وأنت، وصرتَ إلينا من الشام في مخالفتنا إيّاك ؟ فسكت الشامي، فقال أبو عبد الله( عليه‌السلام ) : ما لك لا تتكلّم ؟ فقال: إن قلت: لم يختلف(٣) كذبت، وإن قلت(٤) : الكتاب والسنّة يرفعان عنّا الاختلاف أحلت(٥) ، لأنّهما يحتملان الوجوه - إلى أن قال الشامي: - والساعة من( الحجّة) (٦) ؟ فقال هشام: هذا القاعد الّذي تشدّ إليه الرحال، ويخبرنا بأخبار السماء. الحديث.

وفيه أن الصادق( عليه‌السلام ) أثنى على هشام.

[ ٣٣٥٣٤ ] ٣ - وعن محمّد بن أبي عبد الله، ومحمد بن الحسن، عن سهل بن زياد، وعن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد جميعاً، عن الحسن بن العباس بن الحريش، عن أبي جعفر الثاني( عليه‌السلام ) ، قال: قال أبو عبد الله( عليه‌السلام ) : وذكر الحديث، وفيه أنَّ رجلاً سأل أباه عن مسائل، فكان ممّا أجابه به أن قال: قل لهم: هل كان فيما أظهر رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) من علم الله اختلاف ؟ فإن قالوا: لا،

____________________

(١) رجال الكشي ٢: ٧١٨ / ٧٩٥.

٢ - الكافي ١: ١٣٠ / ٤.

(٢) في المصدر: نفعنا اليوم.

(٣) في المصدر: نختلف.

(٤) في المصدر زيادة: إن.

(٥) في المصدر: أبطلت.

(٦) ليس في المصدر.

٣ - الكافي ١: ١٨٨ / ١.

١٧٧

فقل لهم: فمن حكم بحكم فيه اختلاف، فهل خالف رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) ؟ فيقولون: نعم، فأن قالوا: لا، فقد نقضوا أوَّل كلامهم، فقل لهم: ما يعلم تأويله إلّا الله والراسخون في العلم، فإن قالوا: من الراسخون في العلم ؟ فقل: من لا يختلف في علمه، فإن قالوا: من(١) ذاك ؟ فقل: كان رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) صاحب ذاك - إلى أن قال: - وإن كان رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) لم يستخلف(٢) أحداً فقد ضيّع من في أصلاب الرجال ممّن يكون بعده، قال: وما يكفيهم القرآن ؟ قال: بلى، لو وجدوا له مفسّراً، قال: وما فسّره رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) ؟ قال: بلى، قد فسّره لرجل واحد، وفسّر للاُمّة شأن ذلك الرجل، وهو عليُّ بن أبي طالب( عليه‌السلام ) - إلى أن قال: - والمحكم ليس بشيئين إنّما هو شيء واحد، فمن حكم بحكم ليس فيه اختلاف، فحكمه من حكم الله عزَّ وجلَّ، ومن حكم بحكم فيه اختلاف فرأى أنَّه مصيب، فقد حكم بحكم الطاغوت.

[ ٣٣٥٣٥ ] ٤ - وعن عليِّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن حمّاد بن عيسى، عن إبراهيم بن عمر اليماني، عن سليم بن قيس الهلالي، عن أمير المؤمنين صلوات الله عليه، قال: إنَّ الله طهّرنا، وعصمنا، وجعلنا شهداء على خلقه، وحجّته في أرضه، وجعلنا مع القرآن،( والقرآن) (٣) معنا، لا نفارقه، ولا يفارقنا(٤) .

[ ٣٣٥٣٦ ] ٥ - وعن عدَّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن

____________________

(١) في المصدر: فمن هو.

(٢) في المصدر زيادة: في عمله.

٤ - الكافي ١: ١٤٧ / ٥.

(٣) في المصدر: وجعل القرآن.

(٤) قوله: لا نفارقه ولا يفارقنا، وجهه أنهم لا يخالفونه ولا يعلم غيرهم تفسيره بل ولا تنزيله كله كما ينبغي، ولو علم أحد غيرهم جميع تنزيله وتأويله لفارقهم وفارقوه، « منه. قده ».

٥ - الكافي ١: ١٦٦ / ١.

١٧٨

الحسين بن سعيد، عن النضر بن سويد، عن أيّوب بن الحرّ، عن عمران ابن عليّ، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) ، قال: نحن الراسخون في العلم، ونحن نعلم تأويله.

[ ٣٣٥٣٧ ] ٦ - وعن عليِّ بن محمّد، عن عبد الله بن عليّ، عن إبراهيم ابن إسحاق، عن عبد الله بن حمّاد، عن بريد بن معاوية، عن أحدهما( عليهما‌السلام ) في قول الله عزَّ وجلَّ:( وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إلّا اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ ) (١) فرسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) أفضل الراسخين في العلم، قد علّمه الله جميع ما أنزل عليه من التنزيل والتأويل، وما كان الله لينزّل عليه شيئاً(٢) لا يعلمه تأويله، وأوصياؤه من بعده يعلمونه. الحديث.

[ ٣٣٥٣٨ ] ٧ - وعن الحسين بن محمّد، عن معلّى بن محمّد، عن محمّد ابن اورمة، عن عليِّ بن حسان، عن عبد الرحمن بن كثير، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) ، قال: الراسخون في العلم: أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) والأئمّة( من ولده) (٣) ( عليهم‌السلام ) .

[ ٣٣٥٣٩ ] ٨ - وبهذا الإِسناد عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) - في حديث - في قوله تعالى:( وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إلّا اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ ) (٤) قال: أمير المؤمنين: والأئمّة( عليهم‌السلام ) .

[ ٣٣٥٤٠ ] ٩ - وعن أحمد بن محمّد(٥) ، عن محمّد بن عليّ، عن حمّاد

____________________

٦ - الكافي ١: ١٦٦ / ٢.

(١) آل عمران ٣: ٧.

(٢) في المصدر: لم.

٧ - الكافي ١: ١٦٦ / ٣.

(٣) في المصدر: من بعده.

٨ - الكافي ١: ٣٤٣ / ١٤.

(٤) آل عمران ٣: ٧.

٩ - الكافي ١: ١٦٦ / ١.

(٥) في المصدر: أحمد بن مهران.

١٧٩

ابن عيسى، عن الحسين بن المختار، عن أبي بصير، قال: سمعت أبا جعفر( عليه‌السلام ) يقول في هذه الآية:( بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ) (١) فأومى بيده إلى صدره.

[ ٣٣٥٤١ ] ١٠ - وعنه، عن محمّد بن عليّ، عن ابن محبوب، عن عبد العزيز العبدي، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) في قول الله عزَّ وجلَّ:( بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ) (٢) قال: هم الأئمّة( عليهم‌السلام) .

[ ٣٣٥٤٢ ] ١١ - وعنه، عن محمّد بن عليّ، عن عثمان بن عيسى، عن سماعة، عن أبي بصير، قال: قرأ(٣) أبو جعفر( عليه‌السلام ) هذه الآية:( بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ) (٤) ثمَّ قال: أما والله، يا أبا محمّد ما قال ما بين دفتي المصحف، قلت: مَن هم جعلت فداك ؟ قال: من عسى أن يكونوا غيرنا.

[ ٣٣٥٤٣ ] ١٢ - وعن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن الحسين، عن يزيد شعر، عن هارون بن حمزة، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: سمعته يقول:( بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ) (٥) قال: هم الأئمّة خاصّة.

____________________

(١) العنكبوت ٢٩: ٤٩.

١٠ - الكافي ١: ١٦٧ / ٢.

(٢) العنكبوت ٢٩: ٤٩.

١١ - الكافي ١: ١٦٧ / ٣.

(٣) في المصدر: قال:.

(٤) العنكبوت ٢٩: ٤٩.

١٢ - الكافي ١: ١٦٧ / ٤.

(٥) العنكبوت ٢٩: ٤٩.

١٨٠

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424