وسائل الشيعة الجزء ٢٧

وسائل الشيعة18%

وسائل الشيعة مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 424

المقدمة الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠
  • البداية
  • السابق
  • 424 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 146420 / تحميل: 6184
الحجم الحجم الحجم
وسائل الشيعة

وسائل الشيعة الجزء ٢٧

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

بكلمة «أكرم». فانه حذف منه الهمزة التي صدره، وأدخل عليه همزة المتكلم.

فتأمل! والمراد منه اللفظ المغاير(١) للمسمّى، الغير المألف من الأصوات، المتحد باختلاف الأمم والأعصار. وارادة المسمى منه، بعيد لعدم اشتهاره بهذا المعنى.

وقوله تعالى:( سَبِّحِ إسم رَبِّكَ الْأَعْلَى ) (٢) ، المراد منه، تنزيه اللفظ. أو هو مقحم فيه، كقوله: إلى الحول ثم إسم السلام عليكما.

قيل(٣) : رأي أبي الحسن الأشعري، أن المراد بالاسم، الصفة وهي ينقسم عنده، إلى ما هو نفس المسمى، والى ما هو غيره، والى ما ليس هو، ولا غيره.

قيل: وهو عند أهل الظاهر، من الألفاظ.

فعلى هذا لا يصح قوله: الاسم عين المسمى.

وعند الصوفية: عبارة عن ذات الحق، والوجود المطلق. إذا اعتبرت مع صفة معينة، وتجلي خاص. «فالرحمن» ـ مثلا ـ هو مع الذات الالهية، مع صفة الرحمة. «والقهار» مع صفة القهر.

فعلى هذا، الاسم عين المسمى ـ بحسب التحقق والوجود، وان كان غيره بحسب التعقل. والأسماء الملفوظة، هي أسماء هذه الأسامي.

واضافته إلى الله ـ على التقديرين ـ لامية، والمراد به، بعض أفراده، الذي من جملتها «الله» و( الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) ».

ويمكن أن يراد به، هذه الأسماء بخصوصها، بقرينة التصريح بها. ويحتمل أن تكون الاضافة بيانية. أما على التقدير الثاني، فظاهرة. وأما على الأول، فبأن يراد بالأسماء الثلاث، أنفسها، لا معانيها. ويكون( الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) جاريين

__________________

(١) من أول الكتاب إلى هنا ليس في نسخة أ.

(٢) الأعلى / ١.

(٣) أنوار التنزيل ١ / ٦.

٢١

على الله، على سبيل الحكاية، عما أريد به من المعنى والاستعانة والتبرك بالألفاظ، باجرائها على اللسان، واخطار معانيها بالبال، وبالمعاني باخطارها بالبال، واجراء أساميها على اللسان. وأقحم الاسم، لكون التبرك والاستعانة باسمه، والفرق بين اليمين والتيمن. ولم يكتب الألف لكثرة الاستعمال وتطويل الباء، عوض عنه.

و «الله»: أصله «الاله». فحذفت الهمزة وعوضت عنها حرف التعريف.

ولذلك قيل: يا الله ـ بالقطع ـ علم للذات الواجب المستحق لجميع المحامد.

وقد يستعمل في المعبود بالحق، مجازا.

والدليل على الأول: إنّ كلمة «لا إله إلّا الله» تفيد التوحيد، من غير اعتبار عهد وغلبة ـ ضرورة، وبالاتفاق من الثقات. فلو لم يكن علما لم يكن مفيدا. وهو الظاهر.

وعلى الثاني: قوله تعالى:( وَهُوَ اللهُ فِي السَّماواتِ ) .

قيل: لو لم يكن علما، فالمراد بكلمة «اله» الواقعة إسم «لا»، اما مطلق المعبود، فيلزم الكذب. أو المعبود بالحق، فيلزم استثناء الشيء عن نفسه.

ورد بأن المراد المعبود بالحق. ولا يلزم استثناء الشيء عنه. لأن كلمة «الله» صارت بالغلبة، مختصة بفرد من مفهومها.

وقيل(١) : لأنه يوصف ولا يوصف به. ولأنه لا بد له من إسم يجري عليه صفاته.

ولا يصلح له مما يطلق عليه سواه.

ورد بأنّه يمكن أن يقال أنّه كان في الأصل وصفا. لكنّه لـمّا غلب عليه بحيث لا يستعمل في غيره، وصار كالعلم، مثل: الثريا والصعق، أجري مجراه في اجراء الوصف عليه.

__________________

(١) أنوار التنزيل ١ / ٦.

٢٢

واستدل الذاهبون إلى أنه كان في الأصل وصفا، فغلب، بأن ذاته ـ من حيث هو ـ بلا اعتبار أمر حقيقي أو غيره، غير معقول للبشر. فلا يمكن أن يدل عليه بلفظ. وبأنه لو دل على مجرد ذاته المخصوصة، لما أفاد ظاهر قوله تعالى:( وَهُوَ اللهُ فِي السَّماواتِ ) (١) ، معنى صحيحا. وبأن معنى الاشتقاق هو كون أحد اللفظين مشاركا للاخر في المعنى والتركيب، وهو حاصل بينه وبين بعض الألفاظ.

والجواب عن الأول: أنه يكفي في الوضع ملاحظة الذات المخصوصة بوجه، أو هو معقول للبشر.

وعن الثاني: بأنا قد بينا أنه قد يطلق على مفهوم المعبود، مجازا.

وعن الثالث: بأن اشتقاقه من لفظ آخر، لا ينافي علميته لجواز اشتقاق لفظ من لفظ، ثم وضعه لشيء مخصوص.

واشتقاقه من «أله»، «آلهة» و «ألوهة» و «ألوهية» بمعنى «عبد» ومنه «تأله» و «استأله». فالاله: المعبود.

أو من أله، إذا تحير، إذ العقول تحير في معرفته.

أو من ألهت «فلانا» أي، سكنت اليه. لأن القلوب تطمئن بذكره والأرواح تسكن إلى معرفته.

أو من «أله»، إذا فزع من أمر نزل عليه.

أو «إلهه»: أجاره، إذ العابد يفزع اليه. أو هو يجيره حقيقة، أو بزعمه، إذا أطلق على غير(٢) الله، كاطلاقهم الاله على الصبح.

أو من «أله» الفصيل، إذا ولع بأمه، إذ العباد يولعون بالتضرع إليه في الشدائد.

__________________

(١) الانعام / ٣.

(٢) ليس في أ.

٢٣

أو من «وله»، إذا تحير وتخبط عقله. وكان أصله «ولاه» فقلبت الواو، همزة، لاستثقال الكسرة عليها، استثقال الضمة في وجوه.

فقيل «اله»، كاعأد وأشاح. ويرده الجمع على «آلهة» دون «أولهة».

وقيل: أصله «لاه» مصدر «لاه يليه»، «ليها» «ولاها»، إذا احتجب وارتفع لأنه تعالى محجوب عن ادراك الأبصار، ومرتفع على كل شيء، وعما لا يليق به.

ويشهد له قول الشاعر :

كحلفة من أبي رباح

يسمعها لاهه الكبار

وقيل: أصله «لاها»، بالسريانية. فعرّب بحذف الالف الاخيرة وإدخال اللام عليه.

وقيل: تفخيم لامه، إذا انفتح ما قبله، أو انضم سنّة.

وقيل: مطلقا، وحذف ألفه، لحن يفسد به الصلاة. ولا ينعقد به صريح اليمين. وقد جاء لضرورة الشعر :

ألا لا بارك الله في سهيل

إذا ما بارك الله في الرجال

هذا أصله. ثم وضع علما للذات المخصوصة(١) .

قيل: وهو إسم الله الأعظم، لأنه لا يخرج بالتصرف فيه ما أمكن عن معنى.

(وفي عيون الأخبار(٢) ، حديث ذكرته في شرح( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) . وفيه: قلت: «الأحد»، «الصمد». وقلت: لا يشبه شيئا. والله، واحد، والإنسان، واحد. أليس قد تشابهت الوحدانية؟

قال: يا فتح! أحلت ـ ثبتك الله ـ إنّما التشبيه في المعاني، فأما في الأسماء، فهي واحدة. وهي دلالة على المسمى.

__________________

(١) البيضاوي، أنوار التنزيل ١ / ٦.

(٢) عيون الأخبار ١ / ١٢٧، ح ٢٣.

٢٤

وبإسناده(١) إلى محمد بن سنان، قال: سألت الرضا ـ عليه السلام ـ عن الاسم، ما هو؟ قال: صفة لموصوف.

وبإسناده(٢) إلى الحسن بن علي بن فضال، عن أبيه، قال: سألت الرضا ـ عليه السلام ـ عن( بِسْمِ اللهِ ) ، قال: معنى قول القائل( بِسْمِ اللهِ ) ، أي: أسم على نفسي بسمةً من سمات الله ـ عزّ وجل ـ وهي العبادة(٣) .

قلت له: ما السمة؟ قال: العلامة.

وفي كتاب التوحيد(٤) ، عن أبي عبد الله ـ عليه السلام ـ حديث طويل ـ وقد سأله بعض الزنادقة عن الله ـ عز وجل ـ وفيه: قال السائل: فما هو؟

قال: أبو عبد الله ـ عليه السلام ـ: هو الرب، وهو المعبود، وهو الله. وليس قولي «الله» اثبات هذه الحروف: أ ـ ل ـ ه. و «لكن راجع»(٥) إلى معنى: هو(٦) خالق الأشياء وصانعها. وقعت عليه هذه الحروف. وهو المعنى الذي سمّي به «الله» و «الرحمن» و «الرحيم» و «العزيز» وأشباه ذلك من أسمائه. وهو المعبود ـ جل وعز.

وبإسناده(٧) إلى أمير المؤمنين ـ عليه السلام ـ انه قال ـ وقد سئل ما الفائدة في حروف الهجاء؟ ما من حرف إلّا وهو إسم من أسماء الله ـ عز وجل.

__________________

(١) نفس المصدر ١ / ٢٩، ح ٢٥.

(٢) نفس المصدر ١ / ٢٦٠، ح ١٩.

(٣) المصدر: العبودية.

(٤) التوحيد / ٢٤٥، ح ١.

(٥) المصدر: لكنى أرجع.

(٦) المصدر: هو شيء.

(٧) نفس المصدر / ٢٣٥، ح ٢.

٢٥

وبإسناده(١) إلى هشام بن الحكم، أنه سأل أبا عبد الله ـ عليه السلام ـ عن أسماء الله ـ عز وجل ـ واشتقاقها. فقال: «الله» هو مشتق من «اله». و «اله» يقتضى مألوها. والاسم غير المسمى. فمن عبد الاسم دون المعنى، فقد كفر. ولم يعبد شيئا.

ومن عبد الاسم والمعنى، فقد أشرك وعبد اثنين. ومن عبد المعنى دون الاسم فذلك التوحيد. أفهمت يا هشام؟

قال: قلت: زدني.

قال: لله ـ عز وجل ـ تسعة وتسعون اسما. فلو كان الاسم هو المسمى، لكان كل إسم منها هو إلها، ولكن الله ـ عز وجل ـ معنى يدل عليه هذه الأسماء. وكلها غيره.

يا هشام! الخبز، إسم للمأكول. والماء، إسم للمشروب. والثوب، إسم للملبوس. والنار، إسم للمحرق. أفهمت يا هشام؟ فهما تدفع به وتنافر به أعداءنا والملحدين في الله والمشركين مع الله ـ عز وجل ـ غيره؟

قلت: نعم.

قال: نفعك الله به. وثبتك يا هشام.

قال هشام: فوالله ما قهرني أحد في التوحيد [حينئذ](٢) ، حتى قمت مقامي هذا.

وبإسناده(٣) إلى عبد الأعلى، عن أبي عبد الله ـ عليه السلام ـ حديث طويل ـ قال ـ عليه السلام ـ في آخره: والله يسمى بأسمائه. وهو(٤) غير أسمائه. والأسماء

__________________

(١) نفس المصدر / ٢٢١، ح ١٣.

(٢) يوجد في المصدر.

(٣) نفس المصدر / ١٤٣ ـ ١٤٢، ح ٧.

(٤) المصدر: فهو.

٢٦

غيره.

وفيه: واسم الله، غير الله. وكل شيء وقع عليه إسم شيء، فهو مخلوق، ما خلا الله.

وبإسناده(١) إلى الحسن بن راشد، عن أبي الحسن، موسى بن جعفر ـ عليهما السلام ـ قال: سألته عن معنى «الله».

قال: استولى على ما دقّ وجلّ.

وفي كتاب معاني الأخبار(٢) ، بإسناده إلى أبي إسحاق الخزاعي، عن أبيه، قال: دخلت مع أبي عبد الله ـ عليه السلام ـ على بعض مواليه، يعوده. فرأيت الرجل يكثر من قول «آه».

فقلت له: يا اخي، أذكر ربك، واستغث به.

فقال أبو عبد الله ـ عليه السلام: إنّ «آه»، إسم من اسماء الله ـ عز وجل.

فمن قال «آه»، فقد استغاث بالله ـ تبارك وتعالى)(٣) .

(وفي تهذيب الأحكام(٤) : محمد بن علي بن محبوب، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن حماد بن زيد، عن عبد الله بن يحيى الكاهلي، عن أبى عبد الله، عن أبيه ـ عليهما السلام ـ قال:( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) ، أقرب إلى إسم الله الأعظم من ناظر العين إلى بياضها.

__________________

(١) نفس المصدر / ٢٣٠، ح ٤.

(٢) معاني الاخبار / ٣٣٦، ح ١.

(٣) ما بين القوسين ليس في أ.

(٤) تهذيب الأحكام ٢ / ٢٨٩، ح ١١٥٩، مجمع البيان ١ / ١٨، عيون الأخبار ٢ / ٥ وتفسير البرهان نقلا عن التهذيب ١ / ٤١.

٢٧

وفي مهج الدعوات(١) : باسنادنا إلى محمد بن الحسن الصفار، من كتاب فضل الدعاء، بإسناده إلى معاوية بن عمار، عن الصادق ـ عليه السلام ـ أنه قال:( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) من(٢) إسم الله الأكبر. وقال: الأعظم.

وبرواية ابن عباس(٣) ، قال ـ صلى الله عليه وآله:( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) إسم من أسماء الله الأكبر. وما بينه وبين إسم الله الأكبر، إلّا كما بين سواد العين وبياضها)(٤) .

( الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) : صفتان للمبالغة. من «رحم»، بالضم. كالغضبان من غضب. والعليم من علم، بعد نقله إلى فعل. وهي انعطاف(٥) للقلب. يصير سبب الإحسان. ومنه الرحم، لانعطافها على ما فيها.

وأسماء الله تعالى، تؤخذ باعتبار الغايات التي هي الأفعال دون المبادئ التي هي الانفعالات.

في نهج البلاغة(٦) : رحيم لا يوصف بالرقّة.

وفي كتاب الأهليلجة(٧) : قال الصادق ـ عليه السلام ـ: إنّ الرحمة وما يحدث لنا، منها شفقة ومنها جود. وانّ رحمة الله، ثوابه لخلقه. والرحمة من العباد شيئان :

أحدهما: يحدث في القلب الرأفة والرقّة، لما يرى بالمرحوم من الضرر والحاجة وضروب البلاء.

__________________

(١) مهج الدعوات / ٣١٧.

(٢) ليس في المصدر.

(٣) نفس المصدر / ٣١٩.

(٤) ما بين القوسين في «ر» و «أ».

(٥) ر: وهي بالضم. والرحمة انعطاف.

(٦) نهج البلاغة، ط / ١٧٩.

(٧) بحار الأنوار ٣ / ١٦٩.

٢٨

والاخر: ما يحدث منا بعد(١) الرأفة واللطف على المرحوم. والرحمة منا بما نزلت به.

وقد يقول القائل: أنظر إلى رحمة فلان، وإنّما يريد الفعل الذي أحدث(٢) عن الرأفة(٣) التي في قلب فلان. وإنّما يضاف إلى الله ـ عز وجل ـ من فعل «ما عنى»(٤) من هذه الأشياء.

وأما المعنى الذي في(٥) القلب، فهو منفي عن الله. كما وصف عن نفسه فهو رحيم، لا رحمة(٦) رقّة.

وفي( الرَّحْمنِ ) من المبالغة، ما ليس في( الرَّحِيمِ ) ، لأن زيادة البناء يكون لزيادة المعنى، كما يكون للإلحاق والتزيين. ويكون ذلك باعتبار الكمية أو الكيفية.

فعلى الأول: يقال: رحمان الدنيا، لأنه يعم المؤمن والكافر. ورحيم الاخرة، لأنه يخص المؤمن.

وعلى الثاني: رحمن الدنيا والاخرة ورحيم الدنيا، لأن النعم الأخروية، كلها جسام.

وأما الدنيوية فجليلة وحقيرة وقدم. والقياس يقتضي الترقّي من الأدنى إلى الأعلى، لأنه صار كالعلم، من حيث أنه لا يوصف به غيره.

__________________

(١) أ: يحدث منا ما بعد الرأفة. المصدر: ما يحدث منا من بعد الرأفة.

(٢) المصدر: حدث.

(٣) المصدر: الرقة.

(٤) أ: ما حدث بحال. المصدر: ما حدث عنا.

(٥) المصدر: هو في.

(٦) أ: ليس للرحمة في.

٢٩

أو، لأن( الرَّحْمنِ ) لما دل على أصول النعم، ذكر( الرَّحِيمِ ) ليشمل ما يخرج منها، فيكون كالتتمة له.

أو، للمحافظة على رؤوس الآي.

أو، لتقدم نعم الدنيا.

أو، لما ذهب إليه الصوفية، من أنّ الرحمة هي الوجود.

فان اعتبرت من حيث وحدتها وإطلاقها، نظرا إلى وحدتها، اشتق منه( الرَّحْمنِ ) .

وإنْ اعتبرت من حيث تخصصها وتخصيصها باعتبار متعلقاتها، اشتق منه( الرَّحِيمِ ) .

ولا شك أنّ الحيثية الأولى متقدّمة على الثانية. وهو غير منصرف، حملا على نظيره في بابه، وإنْ منع اختصاصه بالله، أن يكون له مؤنّث على فعلى أو فعلانة.

(وفي مجمع البيان(١) : وروى أبو سعيد الخدري عن النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ: إنّ عيسى بن مريم قال:( الرَّحْمنِ ) ، رحمن الدنيا. و( الرَّحِيمِ ) ، رحيم الاخرة.

وروى عن الصادق ـ عليه السلام ـ:( الرَّحْمنِ ) إسم خاص، بصفة عامة.

و( الرَّحِيمِ ) إسم عام، بصفة خاصة.

وفي عيون الأخبار(٢) : بإسناده عن الرضا ـ عليه السلام ـ انه قال في دعائه رحمن الدنيا والاخرة ورحيمهما. صل على محمد وآل محمد.

وفي شرح الآيات الباهرة: وذكر في تفسير الامام الحسن العسكري ـ عليه السلام(٣) ـ قال: وتفسير قوله ـ عز وجل ـ( الرَّحْمنِ ) ، أن( الرَّحْمنِ ) مشتق من الرحمة.

وقال: قال أمير المؤمنين ـ صلوات الله عليه ـ: سمعت رسول الله ـ صلى

__________________

(١) مجمع البيان ١ / ٢١.

(٢) عيون الأخبار ٢ / ١٦، ٣٧ ح.

(٣) تفسير العسكري / ١٧.

٣٠

الله عليه وآله ـ يقول: قال الله تعالى: أنا الرحمن. وهي من(١) الرحم. شققت لها أسماء من اسمي. من وصلها وصلته. ومن قطعها بتتّه(٢) . ثم قال أمير المؤمنين ـ عليه السلام ـ: إنّ الرحم التي اشتقها الله تعالى من اسمه(٣) بقوله «أنا الرحمن»، هي رحم محمد(٤) ـ صلى الله عليه وآله ـ. وان من إعظام الله، إعظام محمد ـ صلى الله عليه وآله ـ وان من إعظام محمد ـ صلى الله عليه وآله ـ، إعظام رحم محمد.

وان كل مؤمن ومؤمنة من شيعتنا، هو من رحم محمد(٥) . وان إعظامهم من إعظام محمد ـ صلى الله عليه وآله ـ. فالويل لمن استخف بشيء من «حرمة رحم محمد ـ صلى الله عليه وآله»(٦) ـ. وطوبى لمن عظم حرمته وأكرم رحمه، ووصلها.

وقال الامام ـ عليه السلام: وأما قوله:( الرَّحِيمِ ) ، فان أمير المؤمنين ـ عليه السلام ـ قال: رحيم بعباده المؤمنين. ومن رحمته أنه خلق مائة رحمة وجعل منها رحمة واحدة في الخلق كلهم. فبها تتراحم الناس، وترحم الوالدة ولدها(٧) ، وتحن الأمهات من الحيوان على أولادها. فإذا كان يوم القيامة، أضاف هذه الرحمة الواحدة(٨) إلى تسع وتسعين رحمة، فيرحم بها أمة محمد ـ صلى الله عليه وآله ـ ثمّ يشفعهم فيمن يحبّون له الشفاعة من أهل الملّة، حتّى أنّ الواحد ليجيء إلى مؤمن

__________________

(١) ليس في المصدر.

(٢) المصدر: قطعته.

(٣) المصدر: رحمته.

(٤) المصدر: آل محمد.

(٥) أيضا.

(٦) المصدر: حرمته.

(٧) المصدر: لولدها.

(٨) ليس في المصدر.

٣١

من الشيعة، فيقول له(١) : اشفع لي! فيقول له(٢) : أي حق لك عليّ؟

يقول: سقيتك يوما ماء.

فيذكر ذلك، فيشفع له، فيشفع فيه.

ويجيء آخر فيقول: أنا(٣) لي عليك حق [فاشفع لي!](٤) .

فيقول: [و](٥) ما حقك؟

فيقول: استظللت بظل جداري ساعة في يوم حارّ.

«فيشفع له»(٦) فيشفع فيه. فلا يزال يشفع حتى يشفع في جيرانه وخلطائه ومعارفه. وان المؤمن أكرم على الله تعالى مما يظنون.

وفي كتاب التوحيد(٧) : بإسناده إلى عبد الله بن سنان، قال: سألت أبا عبد الله ـ عليه السلام ـ عن( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) .

فقال: الباء، بهاء الله. والسين، سناء الله. والميم، مجد الله ـ وروى بعضهم ملك الله ـ. و( اللهِ ) ، اله كل شيء. و( الرَّحْمنِ ) ، بجميع خلقه. و( الرَّحِيمِ ) »، بالمؤمنين، خاصة.

وفي أصول الكافي(٨) مثله، سواء.

وفي كتاب التوحيد(٩) ـ أيضا ـ: بإسناده إلى صفوان بن يحيى، عمن حدّثه ،

__________________

(١ و ٢) ليس في المصدر.

(٣) المصدر: ان.

(٤ و ٥) يوجد في المصدر.

(٦) ليس في المصدر.

(٧) التوحيد / ٢٣٠.

(٨) الكافي ١ / ١١٤.

(٩) التوحيد / ٢٣٠.

٣٢

عن أبي عبد الله ـ عليه السلام ـ: انه سئل عن( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) .

فقال: الباء، بهاء الله. والسين، سناء الله. والميم، ملك الله.

قال: قلت:( اللهِ ) ؟

قال: الف، آلاء الله على خلقه من النعيم بولايتنا. واللام، الزام الله خلقه ولايتنا.

قلت: فالهاء؟

قال: هوان لمن خالف محمدا وآل محمد ـ صلوات الله عليهم ـ.

قلت:( الرَّحْمنِ ) ؟

قال: بجميع العالم.

قلت:( الرَّحِيمِ ) ؟

قال: بالمؤمنين خاصة.

وفيه(١) ـ أيضا: حدّثنا محمد بن القسم الجرجاني المفسّر ـ رحمه الله ـ قال: حدّثنا أبو يعقوب يوسف بن محمد بن زياد وأبو الحسن علي بن محمد بن سيار ـ وكانا من الشيعة الإماميّة ـ عن أبويهما، عن الحسن بن علي بن محمد ـ عليهم السّلام ـ، في قول الله ـ عزّ وجل ـ( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) ، فقال( اللهِ ) هو الذي يتألّه إليه عند الحوائج والشدائد، كل مخلوق، عند انقطاع الرجاء من كل من دونه(٢) . وتقطع الأسباب(٣) عن جميع ما سواه يقول: بسم الله، أي: أستعين على أموري كلها بالله. الذي لا تحق العبادة إلّا له. المغيث إذا استغيث المجيب إذا دعي. وهو ما قال رجل للصادق ـ عليه السلام ـ: يا بن رسول الله!

__________________

(١) نفس المصدر / ٢٣٠ ـ ٢٣٢.

(٢) المصدر: من هو.

(٣) المصدر: من.

٣٣

دلّني على الله، ما هو؟ فقد كثر(١) عليّ المجادلون. وحيّروني.

فقال له: يا عبد الله! هل ركبت سفينة قطّ؟

قال: نعم.

قال: فهل كسر بك حيث لا سفينة تنجيك ولا سباحة تعينك(٢) ؟

قال: نعم.

قال: فهل تعلق قلبك هنالك أن شيئا من الأشياء قادر على أن يخلصك من ورطتك؟

قال: نعم.

قال الصادق ـ عليه السلام: فذلك الشيء هو الله، القادر على الانجاء، حيث لا منجي. وعلى الاغاثة، حيث لا مغيث. [ثم قال الصادق](٣) : وقام رجل إلى علي بن الحسين ـ عليهما السلام ـ فقال: أخبرني ما(٤) معنى( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) ؟

فقال علي بن الحسين ـ عليهما السلام ـ: حدثني أبي، عن أخيه، الحسن عن أبيه، أمير المؤمنين عليهم السلام ـ: إنّ رجلا قام اليه. فقال: يا أمير المؤمنين أخبرني عن( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) ، ما معناه؟

فقال: [ان](٥) قولك( اللهِ ) أعظم إسم من أسماء الله ـ عز وجل ـ وهو الاسم الذي لا ينبغي أن يسمى به غير الله. ولم يتسم به مخلوق.

__________________

(١) المصدر: أكثر.

(٢) المصدر: تغنيك.

(٣) يوجد في المصدر.

(٤) المصدر: عن.

(٥) يوجد في المصدر.

٣٤

فقال الرجل: فما تفسير قول(١) ( اللهِ ) ؟

فقال: هو الذي يتألّه إليه عند الحوائج والشدائد، كل مخلوق، عند انقطاع الرجاء من جميع من [هو](٢) دونه. وتقطع الأسباب من كل من سواه. وذلك أن كل مترائس في هذه الدنيا ومتعظم فيها وان عظم غناؤه وطغيانه وكثرت حوائج من دونه اليه، فإنهم سيحتاجون حوائج لا يقدر عليها هذا المتعاظم. وكذلك هذا المتعاظم يحتاج حوائج لا يقدر عليها، فينقطع إلى الله عند ضرورته وفاقته، حتى إذا كفى همه، عاد إلى شركه. أما تسمع الله ـ عز وجل ـ يقول:( قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتاكُمْ عَذابُ اللهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللهِ تَدْعُونَ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ. بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ ما تَدْعُونَ إليه إِنْ شاءَ وَتَنْسَوْنَ ما تُشْرِكُونَ ) (٣) . فقال الله ـ جل جلاله ـ لعباده: أيها الفقراء إلى رحمتي! اني قد ألزمتكم الحاجة الي، في كل حال وذلة العبودية في كل وقت. قال: فافزعوا في كل أمر تأخذون فيه وترجون تمامه وبلوغ غايته، فاني ان أردت أن أعطيكم، لم يقدر غيري على منعكم. وان أردت أن أمنعكم، لم يقدر غيري على إعطائكم. فأنا أحق من سئل. وأولى من تضرع اليه. فقولوا عند افتتاح كل أمر صغير، أو عظيم:( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) ، أي: أستعين على هذا الامر، بالله. الذي لا تحق العبادة لغيره. المغيث إذا استغيث. المجيب إذا دعي. الرحمن الذي يرحم، ويبسط الرزق علينا.

الرحيم بنا، في أدياننا ودنيانا وآخرتنا. وخفف علينا الدين، وجعله سهلا خفيفا وهو يرحمنا بتمييز من أعدائه)(٤) .

__________________

(١) المصدر: قوله.

(٢) يوجد في المصدر.

(٣) الانعام / ٤١.

(٤) ما بين القوسين ليس في أ.

٣٥

(وفي الحديث(١) : إذا قال العبد:( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) ، قال الله ـ عز وجل ـ: بدأ عبدى باسمي. حق عليّ أن أتمم(٢) أموره، وأبارك له في أحواله.

وفي الكافي(٣) : محمد بن يحيى، عن علي بن الحسين بن علي، عن عباد ابن يعقوب، عن عمر بن مصعب، عن فرات بن أحنف، عن أبي جعفر ـ عليه السلام ـ قال: سمعته يقول: أول كتاب نزل من السماء( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) فإذا قرأت( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) ، فلا تبالي ألّا تستعيذ. إذا قرأت( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) ، سدّتك فيما بين السماء والأرض.

وفي أصول الكافي(٤) : محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن عمر بن عبد العزيز، عن جميل بن دراج، قال أبو عبد الله ـ عليه السلام ـ: لا تدع( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) ، وان كان بعده شعر.

عدة من أصحابنا(٥) ، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن محمد بن علي، عن الحسن بن علي، عن يوسف بن عبد السلام، عن سيف بن هارون، مولى آل جعدة قال: لا تكتب( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) لفلان، ولا بأس أن تكتب على ظهر الكتاب لفلان.

عدة من أصحابنا(٦) ، عن سهل بن زياد، عن إدريس الحارثي، عن محمد ابن سنان، عن مفضل بن عمر، قال: قال أبو عبد الله ـ عليه السلام ـ أكتب( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) من أجود كتابك. ولا تمد الباء، حتى ترفع السين.

__________________

(١) تفسير العسكري / ٢٧ ـ ٢٨.

(٢) المصدر: أتمم له.

(٣) الكافي ٣ / ٣١٣ ح ٣.

(٤) نفس المصدر ٢ / ٦٧٢، ح ١.

(٥) نفس المصدر ٢ / ٦٧٢، والسند سند ح ٢ والمتن متن ح ٣.

(٦) نفس المصدر، والسند سند ح ٢٠، ٢ / ٦٢٤ والمتن متن ح ٢، ٢ / ٦٧٢.

٣٦

عنه(١) : عن علي بن حكم، عن الحسن بن السري، عن أبي عبد الله ـ عليه السلام ـ: احتجبوا(٢) من الناس ـ كلهم ـ «بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ »، و «بقل هو الله أحد»، اقرأها عن يمينك وعن شمالك [ومن بين يديك](٣) ومن خلفك ومن فوقك ومن تحتك. وإذا(٤) دخلت على سلطان جائر، فاقرأها، حتى(٥) تنظر إليه ثلاث مرات. واعقد بيدك اليسرى. ثم لا تفارقها (حتى) تخرج من عنده.

وفي كتاب التوحيد(٦) : بإسناده إلى أبي عبد الله ـ عليه السلام ـ في حديث طويل ـ فيه: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ: من حزنه أمر يتعاطاه، فقال( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) ، وهو مخلص لله ويقبل بقلبه اليه، لم ينفك من احدى اثنتين: اما بلوغ حاجته في الدنيا، وما يعد له ويدخر لديه. وما عند الله خير وأبقى للمؤمنين.

وفيه(٧) : عن الصادق ـ عليه السلام ـ، في حديث طويل، فيه: ولربما ترك بعض شيعتنا في افتتاح أمره( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) ، فيمتحنه الله ـ عز وجل ـ بمكروه. ولينبهه على شكر الله ـ تبارك وتعالى ـ والثناء عليه. ويمحق عنه وصمه وتقصيره عند تركه قول «بسم الله [الرحمن الرحيم»](٨) .

__________________

(١) نفس المصدر، والسند سند ح ٣، ٢ / ٦٧٢ والمتن متن ح ٢٠، ٢ / ٦٢٤.

(٢) المصدر: قال أبو عبد الله ـ عليه السلام ـ يا مفضل! احتجز.

(٣) يوجد في المصدر.

(٤) المصدر: فإذا.

(٥) المصدر: حين.

(٦) التوحيد / ٢٣٢.

(٧) نفس المصدر / ٢٣١.

(٨) يوجد في المصدر.

٣٧

وفي عيون الأخبار(١) ، في تأويل( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) : بإسناده إلى الحسن بن علي بن فضال، عن أبيه، قال: سألت الرضا ـ عليه السلام ـ، عن( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) ، قال: معنى قول القائل «بسم الله»: أسم على نفسي بسمة من سمات الله ـ عزّ وجل ـ وهي العبادة.

قلت له: ما السمة؟

قال: العلامة.

وبالإسناد(٢) ، إلى عبد الله بن سنان، قال: سألت أبا عبد الله ـ عليه السلام ـ عن(٣) ( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) .

فقال(٤) : الباء بهاء الله. والسين، سناء الله. والميم، مجد الله ـ وروى بعضهم: ملك الله(٥) ـ و «الله»، اله كل شيء. «الرحمن»، بجميع خلقه.

و «الرحيم»، بالمؤمنين خاصة.

وفي كتاب التوحيد(٦) بإسناده إلى صفوان بن يحيى، عمن حدثه، عن أبي عبد الله ـ عليه السلام ـ، أنه سئل عن( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) . فقال: الباء بهاء الله. والسين، سناء الله. والميم، ملك الله.

قال: قلت: الله؟

قال: الألف، آلاء الله على خلقه من النعيم بولائنا(٧) . واللام، الزام الله

__________________

(١) عيون الأخبار ١ / ٢٦.

(٢) الكافي ١ / ١١٤، ح ١.

(٣) المصدر: عن تفسير.

(٤) المصدر: قال.

(٥) المصدر: الميم، ملك الله.

(٦) التوحيد / ٢٣٠.

(٧) المصدر: بولايتنا.

٣٨

خلقه ولايتنا.

قلت: فالهاء؟

قال: هوان لمن خالف محمدا وآل محمد ـ صلوات الله عليهم.

قلت: الرحمن؟

قال: بجميع العالم.

قلت: الرحيم؟

قال: بالمؤمنين خاصة.

وبإسناده(١) إلى الحسن بن أبي راشد، عن أبي الحسن موسى بن جعفر ـ عليهما السلام ـ قال: سألته عن معنى «الله».

قال: استوى على ما دقّ وجلّ. وخص التسمية بهذه الأسماء، ليعلم العارف أن الحقيق لأن يستعان به في جميع الأمور، هو المعبود الحقيقي، الذي هو مولى النعم، كلها، عاجلها وآجلها، جليلها وحقيرها. فيتوجه بشراشره إلى جنابه)(٢) .

( الْحَمْدُ لِلَّهِ ) :

«الحمد»: هو الثناء باللسان، على الجميل الاختياري، من نعمة أو غيرها.

والمدح: هو الثناء على الجميل، مطلقا.

وفي الكشاف(٣) : انهما اخوان لتخصيصه المدح، أيضا، بالجميل الاختياري.

وقد صرح به في تفسير قوله تعالى:( وَلكِنَّ اللهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمانَ ) (٤) .

لا يقال: إذا خص «الحمد» بالجميل الاختياري، لزم أن لا يحمد الله تعالى على صفاته الذاتية، كالعلم والقدرة والارادة. بل اختص بأفعاله الصّادرة عنه ،

__________________

(١) نفس المصدر / ٢٣٠.

(٢) ما بين القوسين يوجد في أ.

(٣) لم نعثر عليه في الكشاف ولكنه موجود في أنوار التنزيل ١ / ٧.

(٤) الحجرات / ٧.

٣٩

باختياره. لأنا نقول: تجعل تلك الصفات، لكون ذاته كافية فيها بمنزلة أفعال اختيارية، يستقل بها فاعلها.

ولا يخفى على المتأمل، أن ذلك الجعل، لا يقتضي صحة «الحمد» على الصفات الذاتية. بل يقتضي صحة اطلاق لفظ «الحمد»، على الثناء على صفاته، تجوّزا. وأين أحدهما عن الاخر؟

وحقيقته عند العارفين، اظهار كمال المحمود ـ قولا أو فعلا أو حالا ـ سواء كان ذلك الكمال اختياريا، أو غير اختياري.

والشكر، مقابلة النعمة ـ قولا وعملا واعتقادا.

قال :

أفادتكم النعماء مني ثلاثة

يدي ولساني والضمير المحجب

فهو أعم منها، من وجه. وأخص من آخر. ولما كان «الحمد» من شعب «الشكر»، أشيع للنعمة، وأدل على مكانها، لخفاء الاعتقاد وما في آداب الجوارح، من الاحتمال جعل رأس الشكر والعمدة فيه.

فقال ـ عليه السلام ـ: «الحمد لله»، رأس الشكر. ما شكر الله من لم يحمده.

«والذم»، نقيض «الحمد».

والكفران، نقيض الشكر.

ورفعه بالابتداء، وخبره، لله. وأصله النصب. وقد قرئ به(١) .

وانما عدل به إلى الرفع، دلالة على الدوام والثبات.

وقرئ «الحمد لله» باتباع الدال اللام، وبالعكس ـ تنزيلا لهما ـ لكثرة استعمالهما معا، بمنزلة كلمة واحدة. كقولهم منحدر(٢) الجبل ومغيره.

__________________

(١) أنوار التنزيل ١ / ٧.

(٢) ر: ظهر.

٤٠

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

ورواه الصدوق بإسناده إلى قضايا أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) نحوه(١) .

ورواه المفيد في( إرشاده) مرسلاً نحوه (٢) .

ورواه الشيخ بإسناده عن عليِّ بن إبراهيم(٣) .

٢١ - باب جملة من القضايا والاحكام المنقولة عن أمير المؤمنين ( عليه‌السلام ) .

[ ٣٣٧٦٥ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن عليِّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عمر بن يزيد، عن أبي المعلّى(٤) ، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: اُتي عمر بن الخطّاب بامرأة، قد تعلّقت برجل من الأنصار، وكانت تهواه، ولم تقدر له على حيلة، فذهبت فأخذت بيضة، فأخرجت منها الصفرة، وصبّت البياض على ثيابها بين فخذيها، ثمَّ جائت إلى عمر، فقالت: يا أمير المؤمنين إنَّ هذا الرجل أخذني في موضع كذا وكذا ففضحني، قال: فهمّ عمر أن يعاقب الأنصاري، فجعل الأنصاري يحلف وأمير المؤمنين( عليه‌السلام ) جالس، ويقول: يا أمير المؤمنين تثبّت في أمري، فلمّا أكثر الفتى، قال عمر لأمير المؤمنين( عليه‌السلام ) : ما ترى يا أبا الحسن ؟ فنظر أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) إلى بياض على ثوب المرأة وبين فخذيها، فاتّهمها إلى أن تكون احتالت لذلك، فقال: ائتوني بماء حارّ قد اُغلي غلياناً شديداً، ففعلوا، فلما اتي بالماء، أمرهم فصبّوا

____________________

(١) الفقيه ٣: ١٥ / ٤٠.

(٢) ارشاد المفيد: ١١٥.

(٣) التهذيب ٦: ٣١٦ / ٨٧٥.

الباب ٢١

فيه ١١ حديثاً

١ - الكافي ٧: ٤٢٢ / ٤.

(٤) في التهذيب: عن أبي العلاء وفي الوافي ٢: ١٦٢ كتاب القضاء أورد الاثنان.

٢٨١

على موضع البياض، فاشتوى ذلك البياض، فأخذه أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) فألقاه في فيه، فلما عرف طعمه ألقاه من فيه، ثمَّ أقبل على المرأة حتّى أقرَّت بذلك، ودفع الله عزَّ وجلَّ عن الأنصاري عقوبة عمر.

ورواه المفيد في( إرشاده) مرسلاً نحوه (١) .

ورواه الشيخ بإسناده عن عليِّ بن ابراهيم مثله(٢) .

[ ٣٣٧٦٦ ] ٢ - وعن عليّ بن محمّد، عن إبراهيم بن إسحاق الأحمر، عن يوسف بن محمّد عن سويد بن سعيد، عن عبد الرحمن بن أحمد الفارسي، عن محمّد بن إبراهيم بن أبي ليلي، عن الهيثم بن جميل، عن زهير، عن أبي إسحاق السبيعي، عن عاصم بن ضمرة السلولي - في حديث - أنَّ غلاماً ادَّعى على امرأة أنّها اُمّه، فأنكرت فقال عمر: عليَّ باُمِّ الغلام، فاُتي بها مع أربع اخوة لها، وأربعين قسامة يشهدون أنّها لا تعرف الصبيَّ، وأنّ هذا الغلام غلام مدّع غشوم ظلوم، يريد أن يفضحها في عشيرتها، وأنَّ هذه جارية من قريش لم تتزوّج قطُّ، وأنّها بخاتم ربّها - إلى أن قال: - فقال عليٌّ( عليه‌السلام ) لعمر: أتاذن لي أن أقضي بينهم ؟ فقال عمر: سبحان الله، كيف لا وقد سمعت رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) يقول: أعلمكم عليُّ بن أبي طالب ؟ ثمَّ قال للمرأة: ألك شهود ؟ قالت: نعم، فتقدّم الأربعون قسامة فشهدوا بالشهادة الأولى، فقال عليٌّ( عليه‌السلام ) : لأقضينَّ اليوم بينكم بقضيّة هي مرضاة الربّ من فوق عرشه، علّمنيها حبيبي رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) ، ثمَّ قال لها: ألك وليٌّ ؟ فقالت: نعم هؤلاء إخوتي، فقال لاخوتها: أمري فيكم وفي اُختكم جائز ؟ قالوا: نعم، قال: اُشهد الله، واُشهد من حضر من المسلمين، أنّي قد زوّجت

____________________

(١) ارشاد المفيد: ١١٧.

(٢) التهذيب ٦: ٣٠٤ / ٨٤٨.

٢ - الكافي ٧: ٤٢٣ / ٦، والتهذيب ٦: ٣٠٤ / ٨٤٩، واورد قطعة منه في الحديث ٦ من الباب ١ من أبواب عقد النكاح.

٢٨٢

هذه الجارية من هذا الغلام بأربعمائة درهم، والنقد من مالي، يا قنبر عليّ بالدراهم، فأتاه قنبر بها فصبّها في يد الغلام فقال: خذها فصبّها في حجر امرأتك، ولا تأتني إلّا وبك أثر العرس - يعني الغسل - فقام الغلام فصبَّ الدراهم في حجر المرأة، ثمَّ تلبّبها فقال لها: قومي، فنادت المرأة: النار النار يا ابن عمِّ محمّد تريد أن تزوّجني من ولدي، هذا والله ولدي، زوّجني اخوتي هجيناً فولدت منه هذا، فلمّا ترعرع وشبّ، أمروني أن انتفي منه وأطرده، وهذا والله ولدي.

[ ٣٣٧٦٧ ] ٣ - وعن عدَّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن محمّد بن عليّ، عن محمّد بن الفضيل، عن أبي الصباح الكناني، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: اُتي عمر بامرأة قد تزوّجها شيخ، فلمّا أن واقعها مات على بطنها، فجاءت بولد، فادّعى بنوه أنّها فجرت، وتشاهدوا عليها، فأمر بها عمر أن ترجم، فمرّ بها على عليّ( عليه‌السلام ) فقالت: يا ابن عمّ رسول الله إنّ لي حجّة، قال: هاتي حجّتك، فدفعت إليه كتاباً فقرأه، فقال: هذه المرأة تعلمكم بيوم تزوّجها ويوم واقعها، وكيف كان جماعه لها، ردُّوا المرأة، فلما كان من الغد دعا بصبيان أتراب، ودعا بالصبي معهم فقال لهم: العبوا حتّى إذا ألهاهم اللعب، قال لهم: اجلسوا، حتّى إذا تمكّنوا صاح بهم، فقام الصبيان وقام الغلام فاتّكى على راحتيه، فدعا به عليٌّ( عليه‌السلام ) وورثه من أبيه، وجلد اخوته المفترين حدّاً حدّاً، فقال عمر: كيف صنعت ؟ فقال: عرفت ضعف الشيخ في تكاة الغلام على راحتيه.

ورواه الشيخ بإسناده عن أحمد بن محمّد بن خالد(١) ، والّذي قبله بإسناده عن محمّد بن يعقوب.

ورواه الصدوق بإسناده عن عمرو بن ثابت، عن أبيه، عن سعد بن

____________________

٣ - الكافي ٧: ٤٢٤ / ٧.

(١) التهذيب ٦: ٣٠٦ / ٨٥٠.

٢٨٣

طريف، عن الأصبغ بن نباته قال: اتي عمر بامرأة ثمَّ ذكر نحوه(١) .

[ ٣٣٧٦٨ ] ٤ - وعن عليِّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن عبد الله بن عثمان، عن رجل عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) أنّ رجلاً أقبل على عهد عليّ( عليه‌السلام ) من الجبل حاجّاً، ومعه غلام له، فأذنب، فضربه مولاه، فقال: ما أنت مولاي بل أنا مولاك، فما زال ذا يتوعّد ذا، وذا يتوعّد ذا ويقول: كما أنت حتّى نأتي الكوفة يا عدوّ الله فأذهب بك إلى أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) ، فلمّا أتيا الكوفة، أتيا أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) ، فقال الّذي ضرب الغلام: أصلحك الله هذا غلام لي وأنه أذنب، فضربته، فوثب عليَّ، وقال الآخر: هو والله غلام لي إنَّ أبي أرسلني معه ليعلّمني، وأنه وثب عليَّ يدَّعيني ليذهب بمالي، قال: فأخذ هذا يحلف، وهذا يحلف، وهذا يكذّب هذا وهذا يكذّب هذا، فقال: انطلقا فتصادقا في ليلتكما هذه، ولا تجيئاني إلّا بحقّ، قال: فلمّا أصبح أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) قال لقنبر: اثقب في الحائط ثقبين - وكان إذا أصبح عقّب حتّى تصير الشمس على رمح يسبّح - فجاء الرجلان واجتمع الناس، وقالوا: قد ورد عليه قضيّة ما ورد عليه مثلها لا يخرج منها، فقال لهما: ما تقولان ؟ فحلف هذا أنَّ هذا عبده، وحلف هذا أنَّ هذا عبده، فقال لهما: قوما فانّي لست أراكما تصدقان، ثمَّ قال لأحدهما: ادخل رأسك في هذا الثقب، ثمَّ قال للآخر: ادخل رأسك في هذا الثقب، ثمَّ قال: يا قنبر عليّ بسيف رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) عجّل اضرب رقبة العبد منهما، قال: فأخرج الغلام رأسه مبادراً، فقال عليٌّ( عليه‌السلام ) للغلام: ألست تزعم أنّك لست بعبد، ومكث الآخر في الثقب، قال: بلى إنّه ضربني وتعدّى عليَّ، قال: فتوثق له أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) ، ودفعه إليه.

ورواه الشيخ بإسناده عن عليِّ بن إبراهيم نحوه(٢) .

____________________

(١) الفقيه ٣: ١٥ / ٣٩.

٤ - الكافي ٧: ٤٢٥ / ٨.

(٢) التهذيب ٦: ٣٠٧ / ٨٥١.

٢٨٤

[ ٣٣٧٦٩ ] ٥ - وعنه، عن أبيه، وعن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد جميعاً عن ابن محبوب، عن عبد الرحمن بن الحجّاج قال: سمعت ابن أبي ليلي يحدث أصحابه، قال: قضى أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) بين رجلين اصطحبا في سفر، فلمّا أراد الغداء أخرج أحدهما من زاده خمسة أرغفة، وأخرج الآخر ثلاثة أرغفة، فمرّ بهما عابر سبيل، فدعوه إلى طعامهما، فأكل الرجل معهما حتّى لم يبق شيء، فلما فرغوا أعطاهما المعترّ(١) بهما ثمانية دراهم ثواب ما أكله من طعامهما، فقال صاحب الثلاثة أرغفة لصاحب الخمسة أرغفة: اقسمها نصفين بيني وبينك، وقال صاحب الخمسة: لا، بل يأخذ كل واحد منّا من الدراهم على عدد ما أخرج من الزاد، فأتيا أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) في ذلك، فلمّا سمع مقالتهما قال لهما: اصطلحا فانَّ قضيتكما دنيّة، فقالا: اقض بيننا بالحقّ، قال: فاعطى صاحب الخمسة أرغفة سبعة دراهم، وأعطى صاحب الثلاثة أرغفة درهماً وقال: أليس أخرج أحدكما من زاده خمسة أرغفة، وأخرج الآخر ثلاثة ؟ قالا: نعم، قال: أليس أكل ضيفكما معكما مثل ما أكلتما ؟ قالا: نعم، قال: أليس أكل كلّ واحد منكما ثلاثة أرغفة غير ثلث ؟ قالا: نعم، قال: أليس أكلت أنت يا صاحب الثلاثة ثلاثة أرغفة غير ثلث ؟ وأكلت أنت يا صاحب الخمسة ثلاثة أرغفة غير ثلث ؟ وأكل الضيف ثلاثة أرغفة غير ثلث ؟ أليس قد بقى لك يا صاحب الثلاثة ثلث رغيف من زادك ؟ وبقى لك يا صاحب الخمسة رغيفان وثلث وأكلت ثلاثة غير ثلث ؟ فأعطاهما لكلّ ثلث رغيف درهماً، فأعطى صاحب الرغيفين وثلث سبعة دراهم، وأعطي صاحب الثلث رغيف درهما.

ورواه الشيخ بإسناده عن أحمد بن محمّد مثله(٢) .

ورواه أيضا بإسناده عن الحسين بن سعيد، عن بعض أصحابنا - رفعه -

____________________

٥ - الكافي ٧: ٤٢٧ / ١٠.

(١) في المصدر: العابر.

(٢) التهذيب ٦: ٢٩٠ / ٨٠٥.

٢٨٥

إلى أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) وذكر نحوه، إلّا أنّه قال: فحلف أن لا يرضى دون النصف(١) .

ورواه الصدوق بإسناده عن صباح المزني - رفعه - وذكر نحوه(٢) .

ورواه المفيد في( إرشاده) عن الحسن بن محبوب نحوه (٣) .

[ ٣٣٧٧٠ ] ٦ - محمّد بن الحسن بإسناده، عن عاصم بن حميد، عن محمّد بن قيس، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: كان لرجل على عهد عليّ( عليه‌السلام ) جاريتان فولدتا جميعاً في ليلة واحدة، فولدت إحداهما ابناً والاُخرى بنتاً، فعمدت صاحبة البنت، فوضعت بنتها في المهد الّذي فيه الابن وأخذت ابنها، فقالت صاحبة البنت: الابن ابني، وقالت صاحبة الابن: الابن ابني، فتحاكما إلى أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) ، فأمر أن يوزن لبنهما، وقال: أيّتهما كانت أثقل لبناً فالابن لها.

محمّد بن عليِّ بن الحسين بإسناده عن عاصم بن حميد مثله(٤) .

[ ٣٣٧٧١ ] ٧ - وبإسناده عن النضر بن سويد - رفعه - أنَّ رجلاً حلف أن يزن فيلاً، فقال له النبي( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) : يدخل الفيل سفينة، ثمَّ ينظر إلى موضع مبلغ الماء من السفينة فيعلم عليه، ثمَّ يخرج الفيل، ويلقى في السفينة حديداً أو صفراً أو ما شاء، فإذا بلغ(٥) الّذي علم عليه أخرجه ووزنه.

____________________

(١) التهذيب ٨: ٣١٩ / ١١٨٤.

(٢) الفقيه ٣: ٢٣ / ٦٤.

(٣) ارشاد المفيد: ١١٧.

٦ - التهذيب ٦: ٣١٥ / ٨٧٣.

(٤) الفقيه ٣: ١١ / ٣٤.

٧ - الفقيه ٣: ٩ / ٣٠.

(٥) في المصدر زيادة: الموضع.

٢٨٦

[ ٣٣٧٧٢ ] ٨ - وبإسناده عن عمرو بن شمر، عن حفص بن غالب(١) - رفع الحديث - قال: بينما رجلان جالسان في زمن عمر بن الخطّاب، إذ مرَّ بهما رجل مقيّد، فقال أحد الرجلين: إن لم يكن في قيده كذا وكذا فامرأته طالق ثلاثاً، فقال الآخر: وإن كان فيه كما قلت فامرأته طالق ثلاثاً، فذهبا إلى مولى العبد وهو مقيّد، فقالا له: إنّا حلفنا على كذا وكذا، فحلّ قيد غلامك حتّى نزنه، فقال مولى العبد: امرأته طالق إن حللت قيد غلامي، فارتفعوا إلى عمر، فقصُّوا عليه القصّة، فقال عمر: مولاه أحقّ به، إذهبوا به(٢) إلى عليِّ بن أبي طالب لعلّه يكون عنده في هذا شيء، فأتوا عليّاً( عليه‌السلام ) فقصّوا عليه القصّة، فقال: ما أهون هذا، ثمَّ دعا بجفنة، وأمر بقيد العبد فشدّ فيه خيط، واُدخل رجليه والقيد في الجفنة، ثمَّ صبَّ عليه الماء حتّى امتلأت، ثمّ قال( عليه‌السلام ) : ارفعوا القيد، فرفعو القيد حتّى اُخرج من الماء، فلمّا اُخرج نقص الماء، ثمَّ دعا بزبر الحديد فأرسله في الماء حتّى تراجع إلى موضعه والقيد في الماء، ثمَّ قال: زنوا هذا الزبر، فهو وزنه.

ورواه الشيخ بإسناده عن الحسين بن سعيد عن بعض أصحابنا - رفعه - وذكر نحوه(٣) .

قال الصدوق: إنما هدى أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) لمعرفة ذلك ليخلص به الناس من أحكام من يجيز الطلاق باليمين.

[ ٣٣٧٧٣ ] ٩ - وبإسناده إلى قضايا أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) قال: قال أبو جعفر( عليه‌السلام ) : توفّي رجل على عهد أمير المؤمنين( عليه

____________________

٨ - الفقيه ٣: ٩ / ٣١.

(١) في نسخة: جعفر بن غالب ( هامش المخطوط ).

(٢) في نسخة: بنا ( هامش المخطوط ).

(٣) لم نعثر عليه في التهذيب المطبوع.

٩ - الفقيه ٣: ١٤ / ٣٨.

٢٨٧

السلام) وخلف ابناً وعبداً، فادَّعى كلّ واحد منهما أنه الابن وأنَّ الآخر عبد له، فأتيا أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) فتحاكما إليه، فأمر( عليه‌السلام ) أن يثقب في حائط المسجد ثقبين، ثمَّ أمر كلّ واحد منهما أن يدخل رأسه في ثقب ففعلا، ثمَّ قال: يا قنبر جرِّد السيف -( وأشار إليه) (١) : لا تفعل ما آمرك به - ثمّ قال: اضرب عنق العبد، فنحّى العبد رأسه، فأخذه أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) وقال للآخر: أنت الابن وقد اعتقت هذا وجعلته مولى لك.

[ ٣٣٧٧٤ ] ١٠ - وبالإِسناد قال: قضى عليٌّ( عليه‌السلام ) في امرأة أتته فقالت: إنَّ زوجي وقع على جاريتي بغير إذني، فقال للرجل: ما تقول ؟ فقال: ما وقعت عليها إلّا باذنها، فقال عليٌّ( عليه‌السلام ) : إن كنت صادقة رجمناه، وإن كنت كاذبة ضربناك حدّاً، واُقيمت الصلاة، فقام عليٌّ( عليه‌السلام ) يصلّي، ففكّرت المرأة في نفسها، فلم تر لها فرجاً في رجم زوجها ولا في ضربها الحدّ، فخرجت ولم تعد، ولم يسأل عنها أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) .

[ ٣٣٧٧٥ ] ١١ - محمّد بن محمّد المفيد في( الارشاد) قال: روت العامّة والخاصّة، أنَّ امرأتين تنازعتا على عهد عمر في طفل ادّعته كلّ واحدة منهما ولداً لها بغير بيّنة، ولم ينازعهما فيه غيرهما، فالتبس الحكم في ذلك على عمر، ففزع فيه إلى أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) ، فاستدعى المرأتين ووعظهما وخوّفهما، فأقامتا على التنازع، فقال عليٌّ( عليه‌السلام ) : ائتوني بمنشار، فقالت المرأتان: فما تصنع به ؟ فقال: أقدّه نصفين لكلّ واحدة منكما نصفه، فسكتت إحداهما، وقالت الاُخرى: الله الله يا أبا الحسن، إن كان لا بدّ من ذلك فقد سمحت به لها، فقال: الله أكبر هذا ابنك دونها، ولو كان ابنها لرقّت عليه وأشفقت، واعترفت الاُخرى أنَّ الحقّ لصاحبتها،

____________________

(١) في نسخة: واسرّ اليه ( هامش المخطوط ).

١٠ - الفقيه ٣: ١٨ / ٤١.

١١ - ارشاد المفيد: ١١٠.

٢٨٨

وأنَّ الولد لها دونها.

قال: وجاءه رجل، فقال: يا أمير المؤمنين، إنه كان بين يدي تمر فبدرت زوجتي فأخذت منه واحدة، فألقتها في فيها، فحلفت أنّها لا تأكلها ولا تلفظها، فقال له أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) : تأكل نصفها وتلفظ نصفها، وقد تخلّصت من يمينك.

وقد روى الشيخ في( النهاية) جملة من الأحاديث السابقة والآتية المشتملة على قضاياهم( عليهم‌السلام ) (١) ، وكذلك جماعة من فقهائنا(٢) .

أقول: وتقدَّم ما يدلُّ على ذلك(٣) ، ويأتي ما يدلُّ عليه(٤) .

٢٢ - باب ما يجب الأخذ فيه بظاهر الحكم.

[ ٣٣٧٧٦ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن عليِّ بن إبراهيم، عن محمّد بن عيسى، عن يونس، عن بعض رجاله، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: سألته عن البيّنة إذا اُقيمت على الحقّ، أيحلُّ للقاضي أن يقضي بقول البيّنة،( إذا لم يعرفهم من غير مسألة) (٥) ؟ فقال: خمسة أشياء يجب على الناس أن يأخذوا فيها بظاهر الحكم: الولايات، والتناكح، والمواريث(٦) ،

____________________

(١) راجع النهاية: ٣٤٨ - ٣٥٥.

(٢) راجع الفقيه ٣: ٩ - ١٨، والكافي ٧: ٤٢١ - ٤٣٣، والوافي ٢: ١٥٩ - ١٧٠ من أبواب القضاء والشهادات.

(٣) تقدم في الأبواب ١٢ و ١٨ و ١٩ و ٢٠ من هذه الأبواب.

(٤) يأتي في الباب ٣٣ من هذه الأبواب، وفي الحديثين ٤ و ٦ من الباب ١٣، وفي الحديث ٥ من الباب ١٤، وفي الحديث ٦ من الباب ١٦ من أبواب مقدمات الحدود، وفي الحديث ٥ من الباب ٣ وفي الاحاديث ١ و ٢ و ٣ و ١٠ و ١٢ و ١٣ و ١٥ و ١٦ من الباب ٥ من أبواب حد السرقة.

الباب ٢٢

فيه حديث واحد

١ - الكافي ٧: ٤٣١ / ١٥.

(٥) ليس في الفقيه ( هامش المخطوط ).

(٦) في الفقيه: الأنساب ( هامش المخطوط ).

٢٨٩

والذبائح، والشهادات، فإذا كان ظاهره ظاهراً مأموناً جازت شهادته ولا يسأل عن باطنه.

ورواه الصدوق بإسناده عن يونس بن عبد الرحمن نحوه، وذكر الانساب مكان المواريث(١) .

ورواه في( الخصال) عن محمّد بن الحسن، عن الصفّار، عن إبراهيم بن هاشم، عن أبي جعفر المقري - رفعه - إلى أبي عبد الله، عن آبائه، عن عليّ( عليهم‌السلام ) قال: خمسة يجب على القاضي، وذكر نحوه(٢) .

ورواه الشيخ بإسناده عن عليّ بن إبراهيم، إلّا أنه قال: بظاهر الحال(٣) .

٢٣ - باب حكم ما لو ادعى الاب أو غيره أنه أعار المرأة الميتة بعض المتاع والخدم، هل يقبل بلا بينة أم لا ؟

[ ٣٣٧٧٧ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن جعفر الكوفي - يعني: الأسدي -، عن محمّد بن إسماعيل، عن جعفر بن عيسى قال: كتبت إلى أبي الحسن - يعني: عليّ بن محمّد( عليهما‌السلام ) : - المرأة تموت فيدّعي أبوها أنّه كان أعارها بعض ما كان عندها من متاع وخدم، أتقبل دعواه بلا بيّنة ؟ أم لا تقبل دعواه بلا بيّنة(٤) ؟ فكتب إليه: - يعني: عليّ بن محمّد - يجوز بلا بيّنة.

____________________

(١) الفقيه ٣: ٩ / ٢٩.

(٢) الخصال: ٣١١ / ٨٨.

(٣) التهذيب ٦: ٢٨٨ / ٧٩٨، والاستبصار ٣: ١٣ / ٣٥.

الباب ٢٣

فيه حديث واحد

١ - الكافي ٧: ٤٣١ / ١٨.

(٤) في المصدر: إلّا ببينة.

٢٩٠

قال: وكتبت إليه: إن ادَّعى زوج المرأة الميّتة أو أبو زوجها أو اُمّ زوجها في متاعها و(١) خدمها مثل الّذي إدّعى أبوها من عارية بعض المتاع والخدم، أيكون في ذلك بمنزلة الأب في الدّعوى ؟ فكتب: لا.

ورواه الشيخ بإسناده عن محمّد بن يعقوب(٢) .

ورواه الصدوق بإسناده عن محمّد بن عيسى، عن أخيه جعفر بن عيسى(٣) .

٢٤ - باب أنه يستحب للمدعى عليه تصديق المدعي مع احتمال الصدق، لا مع عدم احتماله.

[ ٣٣٧٧٨ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن البرقي، عن محمّد بن يحيى، عن حمّاد بن عثمان، قال: بينما موسى بن عيسى في داره الّتي في المسعى، يشرف على المسعى، إذ رأى أبا الحسن موسى( عليه‌السلام ) مقبلاً من المروة على بغلة، فأمر ابن هياج - رجلا من همدان منقطعاً إليه - أن يتعلّق بلجامه ويدّعي البغلة، فأتاه فتعلّق باللجام وادّعى البغلة، فثنى أبو الحسن( عليه‌السلام ) رجله ونزل عنها، وقال لغلمانه: خذوا سرجها وادفعوها إليه، فقال: والسرج أيضاً لي، فقال(٤) : كذبت عندنا البيّنة بأنّه سرج محمّد بن عليّ، وأمّا البغلة فإنّا اشتريناها منذ قريب، وأنت أعلم وما قلت.

____________________

(١) في المصدر: أو [ في ].

(٢) التهذيب ٦: ٢٨٩ / ٨٠٠.

(٣) الفقيه ٣: ٦٤ / ٢١٤.

الباب ٢٤

فيه حديث واحد

١ - الكافي ٨: ٨٦ / ٤٨.

(٤) في المصدر زيادة: أبو الحسن (عليه‌السلام )

٢٩١

٢٥ - باب وجوب الحكم بملكية صاحب اليد حتى يثبت خلافها، وجواز الشهادة لصاحب اليد بالملك، وأنه لا يجب على القاضي تتبع أحكام من قبله، وحكم اختلاف الزوجين في متاع البيت

[ ٣٣٧٧٩ ] ١ - محمّد بن الحسن بإسناده عن أبي القاسم بن قولويه، عن أبيه، عن عبد الله بن جعفر الحميري، عن محمّد بن الوليد، عن العبّاس ابن هلال، عن أبي الحسن الرضا( عليه‌السلام ) ذكر أنّه لو أفضي إليه الحكم لأقرَّ الناس على ما في أيديهم، ولم ينظر في شيء إلّا بما حدث في سلطانه، وذكر أنَّ النبيَّ( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) لم ينظر في حدث أحدثوه وهم مشركون، وأنَّ من أسلم أقرَّه على ما في يده.

[ ٣٣٧٨٠ ] ٢ - محمّد بن يعقوب، عن عليِّ بن إبراهيم، عن أبيه وعليِّ ابن محمّد القاساني، جميعاً، عن( القاسم بن يحيى) (١) ، عن سليمان بن داود، عن حفص بن غياث، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) ، قال: قال له رجل: إذا رأيت شيئاً في يدي رجل يجوز لي أن أشهد أنّه له ؟ قال: نعم، قال الرجل: أشهد أنّه في يده ولا أشهد أنّه له فلعلّه لغيره، فقال أبو عبد الله( عليه‌السلام ) : أفيحلّ الشراء منه ؟ قال: نعم، فقال أبو عبد الله( عليه‌السلام ) : فلعلّه لغيره، فمن أين جاز لك أن تشتريه ويصير ملكا لك ؟ ثمَّ تقول بعد الملك: هو لي وتحلف عليه، ولا يجوز أن تنسبه إلى من صار ملكه من قبله إليك ؟ ثمَّ قال أبو عبد الله( عليه‌السلام ) : لو لم يجز

____________________

الباب ٢٥

فيه ٣ أحاديث

١ - التهذيب ٦: ٢٩٥ / ٨٢٤.

٢ - الكافي ٧: ٣٨٧ / ١.

(١) في التهذيب: القاسم بن محمد.

٢٩٢

هذا لم يقم للمسلمين سوق.

ورواه الصدوق بإسناده عن سليمان بن داود(١) .

ورواه الشيخ بإسناده عن عليِّ بن إبراهيم مثله(٢) كما يأتي.

[ ٣٣٧٨١ ] ٣ - عليُّ بن إبراهيم في( تفسيره) عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عثمان بن عيسى، وحمّاد بن عثمان، جميعاً، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) - في حديث فدك - إنّ أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) قال لأبي بكر: أتحكم فينا بخلاف حكم الله في المسلمين ؟ قال: لا، قال: فان كان في يد المسلمين شيء يملكونه، ادَّعيت أنا فيه، من تسأل البيّنة ؟ قال: إيّاك كنت أسأل البيّنة على ما تدّعيه على المسلمين، قال: فاذا كان في يدي شيء فادّعى فيه المسلمون، تسألني البيّنة على ما في يدي ؟ وقد ملكته في حياة رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) وبعده، ولم تسأل المؤمنين(٣) البيّنة على ما ادّعوا عليَّ(٤) كما سألتني البيّنة(٥) على ما ادَّعيت عليهم - إلى أن قال: - وقد قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) : البيّنة على من ادَّعى، واليمين على من أنكر(٦) .

ورواه الصدوق في( العلل) عن أبيه، عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عمّن ذكره، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) نحوه(٧) .

____________________

(١) الفقيه ٣: ٣١ / ٩٢.

(٢) التهذيب ٦: ٢٦١ / ٦٩٥.

٣ - تفسير القمي ٢: ١٥٦.

(٣) في المصدر: المسلمين.

(٤) في المصدر زيادة: شهوداً.

(٥) ليس في المصدر.

(٦) في المصدر: ادعي عليه.

(٧) علل الشرائع: ١٩٠ / ١.

٢٩٣

ورواه الطبرسيُّ في( الاحتجاج) مرسلاً (١) .

أقول: لا ينافي هذا ما يأتي في الشهادات(٢) من جواز الشهادة باستصحاب بقاء الملك، لأنَّ المفروض هناك عدم دعوى المتصرّف الملكيّة، على أنّه لا منافاة بين جواز الشهادة وبين عدم قبولها، لمعارضة ما هو أقوى منها، ولا بين جوازها وعدم وجوب القضاء قبلها.

وتقدّم ما يدلُّ على ذلك في ترجيح البيّنات وغير ذلك(٣) ، ويأتي ما يدلُّ عليه(٤) .

وتقدّم ما يدلُّ على الحكم الأخير في ميراث الأزواج(٥) .

٢٦ - باب كيفية الحكم على الغائب، وحكم القبالة * المودعة لرجلين

[ ٣٣٧٨٢ ] ١ - محمّد بن الحسن بإسناده عن أبي القاسم جعفر بن محمّد، عن جعفر بن محمّد بن إبراهيم، عن عبد الله بن نهيك، عن ابن أبي عمير، عن جميل بن درّاج، عن جماعة من أصحابنا عنهما( عليهما‌السلام ) قالا: الغائب يقضى عليه إذا قامت عليه البيّنة، ويباع ماله، ويقضى عنه دينه وهو غائب، ويكون الغائب على حجّته إذا قدم، قال: ولا يدفع المال إلى الّذي أقام البيّنة إلّا بكفلاء.

____________________

(١) الاحتجاج: ٩٢.

(٢) يأتي في الباب ١٧ من أبواب الشهادات.

(٣) تقدم في الباب ١٢ من هذه الأبواب.

(٤) يأتي في الباب ١٧ من أبواب الشهادات.

(٥) تقدم في الباب ٨ من أبواب ميراث الأزواج.

الباب ٢٦

فيه ٤ أحاديث

* قبالة الارض: أخذها مزارعة أو مساقاة ( مجمع البحرين - قبل - ٥: ٤٤٨ ).

١ - التهذيب ٦: ٢٩٦ / ٨٢٧.

٢٩٤

وعنه، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أيّوب بن نوح، عن محمد بن أبي عمير، عن جميل مثله(١) .

وبإسناده عن أحمد بن محمّد، عن عليِّ بن الحسن، عن جعفر بن محمّد بن حكيم، عن جميل بن درّاج، عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) نحوه، وزاد: إذا لم يكن مليّاً(٢) .

ورواه الكلينيُّ عن أحمد بن محمّد، عن عليِّ بن الحسن مثله(٣) .

[ ٣٣٧٨٣ ] ٢ - وعن أبي القاسم جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن عبد الرحمن بن أبي نجران، عن ابن أبي عمير، عن ابن اُذينة، عن زرارة، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: كان عليٌّ( عليه‌السلام ) يقول: لا يحبس في السجن إلّا ثلاثة: الغاصب، ومن أكل مال اليتيم ظلماً، ومن ائتمن على أمانة فذهب بها، وإن وجد له شيئاً باعه غائباً كان أو شاهداً.

[ ٣٣٧٨٤ ] ٣ - وبإسناده عن محمّد بن عليِّ بن محبوب، عن أحمد بن محمّد، عن الحسين بن سعيد، عن أبي الجهم، عن أبي خديجة - في حديث - أنَّ رجلاً كتب إلى الفقيه( عليه‌السلام ) في رجل دفع إليه رجلان( شراء لهما من رجل فقال) (٤) : لا تردّ الكتاب على واحد منّا دون صاحبه، فغاب أحدهما أو توارى في بيته، وجاء الّذي باع منهما، فأنكر الشراء - يعني القبالة - فجاء الآخر إلى العدل فقال له: اخرج الشّراء حتّى نعرضه على

____________________

(١) التهذيب ٦: ٢٩٦ / ٨٢٨.

(٢) التهذيب ٦: ١٩١ / ٤١٣.

(٣) الكافي ٥: ١٠٢ / ٢.

٢ - التهذيب ٦: ٢٩٩ / ٨٣٦، والاستبصار ٣: ٤٧ / ١٥٤، أورده في الحديث ٢ من الباب ١١ من هذه الأبواب.

٣ - التهذيب ٦: ٣٠٣ / ٨٤٦.

(٤) في المصدر: شراءاً لهما من رجل فقالا.

٢٩٥

البيّنة، فإنّ صاحبي قد أنكر البيع منّي ومن صاحبي، وصاحبي غائب، ولعلّه قد جلس في بيته يريد الفساد عليَّ، فهل يجب على العدل أن يعرض الشراء على البيّنة حتّى يشهدوا لهذا ؟ أم لا يجوز له ذلك حتّى يجتمعا ؟ فوقّع( عليه‌السلام ) : إذا كان في ذلك صلاح أمر القوم فلا بأس إن شاء الله.

[ ٣٣٧٨٥ ] ٤ - عبد الله بن جعفر في( قرب الاسناد) عن السندي بن محمّد، عن أبي البختري، عن جعفر، عن أبيه، عن عليّ( عليه‌السلام ) قال: لا يقضى على غائب.

أقول: هذا محمول على أنّه لا يجزم بالقضاء عليه، بل يكون على حجّته، ولا بدّ من الكفيل لما مرّ(١) ، ويمكن الحمل على الغائب عن المجلس وهو حاضر في البلد.

وتقدّم ما يدلُّ على ذلك عموماً(٢) .

وتقدّم ما يدلُّ على بيع ما له في أحاديث الحبس في الدين(٣) .

٢٧ - باب ان القاضي اذا ترافع اليه أهل الكتاب فله أن يحكم بينهم بحكم الاسلام، وله أن يتركهم

[ ٣٣٧٨٦ ] ١ - محمّد بن الحسن بإسناده عن سعد بن عبد الله، عن محمّد ابن الحسين بن أبي الخطّاب، عن سويد بن سعيد القلاء، عن أيّوب، عن أبي بصير، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) ، قال: إنَّ الحاكم إذا أتاه أهل

____________________

٤ - قرب الاسناد: ٦٦.

(١) مرّ في الحديث ١ و ٣ من هذه الباب.

(٢) تقدم في الأبواب ١٤ و ١٥ و ١٨ من هذه الأبواب.

(٣) تقدم في الباب ١١ من هذه الأبواب.

الباب ٢٧

فيه حديثان

١ - التهذيب ٦: ٣٠٠ / ٨٣٩.

٢٩٦

التوراة وأهل الأنجيل يتحاكمون إليه كان ذلك إليه، إن شاء حكم بينهم، وإن شاء تركهم.

[ ٣٣٧٨٧ ] ٢ - وبإسناده عن ابن قولويه، عن محمّد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن محمّد بن الحسين، عن يزيد بن إسحاق، عن هارون بن حمزة، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: قلت: رجلان من أهل الكتاب نصرانيّان أو يهوديّان، كان بينهما خصومة، فقضى بينهما حاكم من حكّامهما بجور، فأبى الّذي قضى عليه أن يقبل، وسأل أن يردّ إلى حكم المسلمين، قال: يردّ إلى حكم المسلمين.

أقول: وتقدّم ما يدلُّ على ذلك(١) ، ويأتي ما يدلُّ عليه في دية اليهودي والنصراني والمجوسي(٢) .

٢٨ - باب أنه لا يجوز الحكم بكتاب قاض الى قاض

[ ٣٣٧٨٨ ] ١ - محمّد بن الحسن بإسناده عن سعد بن عبد الله، عن أحمد، عن أبيه، عن ابن المغيرة، عن السكوني، عن جعفر، عن أبيه،( عن عليّ) (٣) ( عليه‌السلام ) أنه كان لا يجيز كتاب قاض إلى قاض في حدّ ولا غيره حتّى وليت بنو اُميّة، فأجازوا بالبيّنات.

____________________

٢ - التهذيب ٦: ٣٠١ / ٨٤٢.

(١) تقدم في الباب ٣٢ من أبواب الايمان، وفي الحديث ٣ من الباب ٤ من أبواب موانع الارث.

(٢) يأتي في الحديث ٨ من الباب ١٣ من أبواب ديات النفس.

الباب ٢٨

فيه حديث واحد

١ - التهذيب ٦: ٣٠٠ / ٨٤٠.

(٣) ليس في المصدر.

٢٩٧

وعنه عن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن سنان، عن طلحة بن زيد، عن جعفر، عن أبيه، عن عليّ( عليه‌السلام ) ، مثله(١) .

٢٩ - باب كراهة التغليظ في اليمين، بأن يحلف عند قبر النبي ( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) في أقل من نصاب القطع، وجواز تغليظ اليمين على الكافر بمكان يعتقد شرفه

[ ٣٣٧٨٩ ] ١ - محمّد بن الحسن بإسناده عن محمّد بن الحسن الصفّار، عن إبراهيم بن هاشم، عن نوح بن شعيب، عن حريز، أو عمّن رواه، عن حريز، عن محمّد بن مسلم وزرارة عنهما( عليهما‌السلام ) جميعاً، قالا: لا يحلف أحد عند قبر النبي( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) على أقلّ ممّا يجب فيه القطع.

[ ٣٣٧٩٠ ] ٢ - عبد الله بن جعفر في( قرب الاسناد) عن الحسن بن ظريف، عن الحسين بن علوان، عن جعفر، عن أبيه( عليهما‌السلام ) ، أنَّ عليّاً( عليه‌السلام ) كان يستحلف النصارى واليهود في بيعهم وكنائسهم، والمجوس في بيوت نيرانهم ويقول: شدِّدوا عليهم احتياطاً للمسلمين.

أقول: وتقدَّم ما يدلُّ على ذلك(٢) .

____________________

(١) التهذيب ٦: ٣٠٠ / ٨٤١.

الباب ٢٩

فيه حديثان

١ - التهذيب ٦: ٣١٠ / ٨٥٥.

٢ - قرب الاسناد: ٤٢.

(٢) تقدم ما يدل علىٰ بعض المقصود في الباب ٣٢ من أبواب الايمان.

٢٩٨

٣٠ - باب انه لا يمين على المنكر في الحدود، ولا يحبس المحدود إلا فيما استثني، ولا يضمن صاحب الحمام الثياب

[ ٣٣٧٩١ ] ١ - محمّد بن الحسن بإسناده عن الصفّار، عن الحسن بن موسى الخشاب، عن غياث بن كلوب، عن إسحاق بن عمّار، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه( عليهما‌السلام ) أنَّ رجلاً استعدى عليّاً( عليه‌السلام ) على رجل فقال: إنّه افترى عليَّ، فقال عليّ( عليه‌السلام ) للرجل: أفعلت ما فعلت ؟ قال: لا، ثمَّ قال(١) للمستعدي: ألك بيّنة ؟ فقال: ما لي بيّنة فاحلفه لي، فقال عليٌّ( عليه‌السلام ) : ما عليه يمين.

[ ٣٣٧٩٢ ] ٢ - وبهذا الإِسناد أنَّ عليّاً( عليه‌السلام ) كان يقول: لا ضمان على صاحب الحمّام فيما ذهب من الثياب، لأنّه إنّما أخذ الجعل على الحمّام، ولم يأخذ على الثياب.

[ ٣٣٧٩٣ ] ٣ - وعنه، عن إبراهيم بن هاشم، عن النوفلي، عن السكوني، عن جعفر، عن أبيه، عن عليّ( عليهم‌السلام ) قال: حبس الإِمام بعد الحدّ ظلم.

٣١ - باب أن اقامة الحدود إلى من اليه الحكم، والحد الذي يجري فيه الاحكام على الصبيان والبنات

[ ٣٣٧٩٤ ] ١ - محمّد بن الحسن بإسناده عن محمّد بن الحسن الصفار،

____________________

الباب ٣٠

فيه ٣ أحاديث

١ - التهذيب ٦: ٣١٤ / ٨٦٨.

(١) في المصدر: قال علي (عليه‌السلام )

٢ - التهذيب ٦: ٣١٤ / ٨٦٩.

٣ - التهذيب ٦: ٣١٤ / ٨٧٠.

الباب ٣٠

فيه حديثان

١ - التهذيب ٦: ٣١٤ / ٨٧١.

٢٩٩

عن عليِّ بن محمّد، عن القاسم بن محمّد، عن سليمان بن داود المنقري، عن حفص بن غياث قال: سألت أبا عبد الله( عليه‌السلام ) قلت: من يقيم الحدود ؟ السلطان ؟ أو القاضي ؟ فقال: إقامة الحدود إلى من إليه الحكم.

[ ٣٣٧٩٥ ] ٢ - وقد تقدَّم في حديث عمر بن حنظلة، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: ينظران إلى من كان منكم قد روى حديثنا، ونظر في حلالنا وحرامنا، وعرف أحكامنا، فليرضوا به حاكماً، فانّي قد جعلته عليكم حاكماً.

أقول: وتقدَّم ما يدلُّ على الحكم الثاني في مقدّمة العبادات(١) والحجر(٢) والوصايا(٣) وغير ذلك(٤) ، ويأتي ما يدلُّ عليه(٥) .

٣٢ - باب من يجوز حبسه

[ ٣٣٧٩٦ ] ١ - محمّد بن عليِّ بن الحسين بإسناده عن حمّاد، عن حريز، أنَّ أبا عبد الله( عليه‌السلام ) قال: لا يخلد في السجن إلّا ثلاثة: الّذي يمسك على الموت يحفظه حتّى يقتل، والمرأة المرتدّة عن الإِسلام،

____________________

٢ - تقدم في الحديث ١٢ من الباب ٢ من أبواب مقدمة العبادات، وقطعة منه في الحديث ٤ من الباب ١، وقطعة في الحديث ١ من الباب ٩ من أبواب صفات القاضي.

(١) تقدم في الباب ٤ من أبواب مقدمة العبادات.

(٢) تقدم في الباب ٢ من أبواب الحجر.

(٣) تقدم في الباب ٤٤ و ٤٥ من أبواب الوصايا.

(٤) تقدم في الباب ٢٩ من أبواب من يصح منه الصوم، وفي الباب ١٢ من أبواب وجوب الحج، وفي الباب ٧٤ من أبواب احكام الاولاد، وفي الباب ٣٢ من أبواب مقدمات الطلاق.

(٥) يأتي في الحديث ١ و ٢ من الباب ٩ من أبواب حدّ الزنا، وفي الحديث ١ من الباب ٥ من أبواب القذف، وفي الباب ٦ من أبواب مقدمات الحدود، وفي الباب ٢٨ من أبواب حد السرقة، وفي الباب ٣٦ من أبواب قصاص النفس.

الباب ٣٢

فيه ٣ أحاديث

١ - الفقيه ٣: ٢٠ / ٤٩.

٣٠٠

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424