وسائل الشيعة الجزء ٢٨

وسائل الشيعة15%

وسائل الشيعة مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 398

المقدمة الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠
  • البداية
  • السابق
  • 398 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 257353 / تحميل: 5187
الحجم الحجم الحجم
وسائل الشيعة

وسائل الشيعة الجزء ٢٨

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

[ ٣٤٧٦٢ ] ٩ - محمّد بن الحسن بإسناده عن أحمد بن محمّد، عن عليِّ بن الحكم، عن عبد الرحمن العرزمي، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) أنَّ عليّاً( عليه‌السلام ) قطع نبّاشاً.

[ ٣٤٧٦٣ ] ١٠ - وبإسناده عن الحسين بن سعيد، عن ابن محبوب، عن عيسى بن صبيح، قال: سألت أبا عبدالله( عليه‌السلام ) عن الطرار والنبّاش والمختلس؟ قال: يقطع الطرّار والنبّاش، ولا يقطع المختلس.

[ ٣٤٧٦٤ ] ١١ - وعنه، عن فضالة، عن موسى، عن عليِّ بن سعيد، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: سألته عن رجل اُخذ وهو ينبش؟ قال: لا أرى عليه قطعاً إلّا أن يؤخذ وقد نبش مراراً فاقطعه.

[ ٣٤٧٦٥ ] ١٢ - وبإسناده عن الصفّار، عن الحسن بن موسى الخشاب، عن غياث بن كلوب، عن إسحاق بن عمّار، إنَّ عليّاً( عليه‌السلام ) قطع نبّاش القبر، فقيل له: أتقطع في الموتى؟ فقال: إنّا نقطع لأمواتنا كما نقطع لأحيائنا.

[ ٣٤٧٦٦ ] ١٣ - وبإسناده عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن ابن أبي عمير، عن محمّد بن أبي حمزة، عن عليِّ بن سعيد، قال: سألت أبا عبدالله( عليه‌السلام ) عن النباش؟ قال: إذا لم يكن النبش له بعادة لم يقطع ويعزَّر.

أقول: يأتي وجهه(١) .

____________________

٩ - التهذيب ١٠: ١١٦ / ٤٣٦، والاستبصار ٤: ٢٤٦ / ٩٣٢.

١٠ - التهذيب ١٠: ١١٦ / ٤٦٢، والاستبصار ٤: ٢٤٦ / ٩٣١.

١١ - التهذيب ١٠: ١١٨ / ٤٦٩، والاستبصار ٤: ٢٤٧ / ٩٣٧.

١٢ - التهذيب ١٠: ١١٦ / ٤٦٤، والاستبصار ٤: ٢٤٦ / ٩٣٣.

١٣ - التهذيب ١٠: ١١٧ / ٤٦٥، والاستبصار ٤: ٢٤٦ / ٩٣٤.

(١) يأتي في ذيل الحديث ١٦ من هذا الباب.

٢٨١

[ ٣٤٧٦٨ ] ١٤ - وبإسناده عن محمّد بن عليِّ بن محبوب، عن أحمد بن محمّد، عن الحسن ابن محبوب، عن أبي أيّوب، عن الفضيل، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) عن الطرّار والنبّاش والمختلس، قال: لا يقطع.

[ ٣٤٧٦٨ ] ١٥ - وبالإِسناد عن الفضيل، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: النباش إذا كان معروفاً بذلك قطع.

[ ٣٤٧٦٩ ] ١٦ - وبإسناده عن أحمد بن محمّد، عن ابن فضّال، عن الحسن بن الجهم، عن ابن بكير، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) في النبّاش إذا اُخذ أوَّل مرّة عزِّر، فان عاد قطع.

أقول: حمل الشيخ الأخبار الأخيرة على من نبش ولم يأخذ شيئا، فهو بمنزلة من نقب بيتاً ولم يأخذ شيئاً، لما تقدَّم(١) .

[ ٣٤٧٧٠ ] ١٧ - وعنه، عن أبي يحيى الواسطي، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: اُتي أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) بنبّاش فأخّر عذابه إلى يوم الجمعة، فلمّا كان يوم الجمعة ألقاه تحت أقدام الناس فما زالوا يتوطؤنه بأرجلهم حتّى مات.

أقول: حمله الشيخ على من تكرّر منه ذلك ثلاث مرّات واُقيم عليه الحدّ، لما مرّ(٢) .

____________________

١٤ - التهذيب ١٠: ١١٧ / ٤٧٦ والاستبصار ٤: ٢٤٧ / ٩٣٨، وسندهما: عن الحسن بن محبوب، عن عيسى بن صبيح قال سألت أبا عبدالله (عليه‌السلام ).

١٥ - التهذيب ١٠: ١١٦ / ٤٦٦، والاستبصار ٤: ٢٤٦ / ٩٣٥.

١٦ - التهذيب ١٠: ١١٧ / ٤٦٨، والاستبصار ٤: ٢٤٦ / ٩٣٦.

(١) تقدم في الاحاديث ١ - ١٠ و ١٢ من هذا الباب، قد تقدم في الباب ٨ من هذه الأبواب ان من نقب بيتا، ولم يأخذ شيئاً لا يقطع.

١٧ - التهذيب ١٠: ١١٨ / ٤٧١، والاستبصار ٤: ٢٤٧ / ٩٤٠.

(٢) مرّ في الأحاديث ١ و ٢ و ٤ - ١٢ من هذا الباب.

٢٨٢

٢٠ - باب حكم من سرق حراً فباعه

[ ٣٤٧٧١ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن محمّد ابن الحسين، عن حنان،( عن معاوية بن طريف بن سنان الثوري) (١) ، قال: سألت جعفر بن محمّد( عليهما‌السلام ) عن رجل سرق حرة فباعها، قال: فقال: فيها أربعة حدّود: أما أولها فسارق تقطع يده، والثانية إن كان وطأها جلد الحدّ، وعلى الذي اشترى إن كان وطأها [ وقد علم ](٢) إن كان محصناً رجم، وإن كان غير محصن جلد الحدّ، وإن كان لم يعلم فلاشيء عليه، وعليها هي إن كان استكرهها فلا شيء عليها، وإن كانت أطاعته جلدت الحدّ.

ورواه الصدوق بإسناده عن طريف بن سنان مثله(٣) .

[ ٣٤٧٧٢ ] ٢ - وعن عليِّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) أنَّ أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) اُتي برجل قد باع حرّاً، فقطع يده.

[ ٣٤٧٧٣ ] ٣ - وعنه، عن أبيه، عن محمّد بن حفص، عن عبدالله بن طلحة، قال: سألت أبا عبدالله( عليه‌السلام ) عن الرجل يبيع الرجل وهما

____________________

الباب ٢٠

فيه ٣ أحاديث

١ - الكافي ٧: ٢٢٩ / ١، والتهذيب ١٠: ١١٣ / ٤٤٧.

(١) في الكافي: عن معاوية بن طريف، عن سفيان الثوري، وفي التهذيب: عن حنان بن معاوية، عن طريف بن سنان الثوري.

(٢) اثبتناه من المصدر.

(٣) الفقيه ٤: ٤٨ / ١٧٠.

٢ - الكافي ٧: ٢٢٩ / ٢، والتهذيب ١٠: ١١٣ / ٤٤٥.

٣ - الكافي ٧: ٢٢٩ / ٣.

٢٨٣

حرّان، يبيع هذا هذا، وهذا هذا ويفرّان من بلد إلى بلد فيبيعان أنفسهما ويفرّان بأموال الناس، قال: تقطع أيديهما لأنّهما سارقا أنفسهما وأموال الناس(١) .

ورواه الشيخ بإسناده عن عليِّ بن إبراهيم(٢) ، وكذا الّذي قبله، والأوَّل بإسناده عن محمّد بن يحيى.

أقول: وتقدَّم ما يدلُّ على ذلك في الزنا(٣) .

٢١ - باب حكم نفي السارق

[ ٣٤٧٧٤ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن ابن محبوب، عن عليِّ بن الحسن بن رباط، عن ابن مسكان، عن الحلبي، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: إذا اُقيم على السارق الحدّ نفي إلى بلدة اُخرى.

ورواه الشيخ بإسناده عن أحمد بن محمّد بن عيسى(٤) .

ورواه الصدوق بإسناده عن الحسن بن محبوب مثله(٥) .

[ ٣٤٧٧٥ ] ٢ - العيّاشي في( تفسيره) عن سماعة عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: إذا زنى الرجل يجلد، وينبغي للإِمام أن ينفيه من الأرض التي جلد بها إلى غيرها سنة، وكذلك ينبغي للرجل إذا سرق وقطعت يده.

____________________

(١) في التهذيب: المسلمين ( هامش المخطوط ).

(٢) التهذيب ١٠: ١١٣ / ٤٤٦.

(٣) تقدم في الباب ٢٨ من أبواب حدّ الزنا.

الباب ٢١

فيه ٣ أحاديث

١ - الكافي ٧: ٢٣٠ / ١.

(٤) التهذيب ١٠: ١١١ / ٤٣٥.

(٥) الفقيه ٤: ٤٦ / ١٥٨.

٢ - تفسير العيّاشي ١: ٣١٦ / ٩٧.

٢٨٤

[ ٣٤٧٧٦ ] ٣ - محمّد بن الحسن بإسناده عن الحسين بن سعيد، عن الحسن، عن زرعة، عن سماعة قال: ينفى الرجل إذا قطع.

٢٢ - باب أنه لا يقطع سارق الطير

[ ٣٤٧٧٧ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن يحيى الخزاز، عن غياث بن إبراهيم(١) ، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) أنَّ عليّاً( عليه‌السلام ) اُتي بالكوفة برجل سرق حماماً فلم يقطعه، وقال: لا أقطع(٢) في الطير.

ورواه الصدوق بإسناده عن غياث بن إبراهيم مثله(٣) .

[ ٣٤٧٧٨ ] ٢ - وعن عليِّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: قال أميرالمؤمنين( عليه‌السلام ) : لا قطع في ريش - يعني: الطير كلّه -.

ورواه الشيخ بإسناده عن عليِّ بن إبراهيم(٤) ، والّذي قبله بإسناده عن أحمد بن محمّد بن عيسى.

____________________

٣ - التهذيب ١٠: ١٢٧ / ٥٠٨.

الباب ٢١

فيه حديثان

١ - الكافي ٧: ٢٣٠ / ٤، التهذيب ١٠: ١١١ / ٤٣٤.

(١) في التهذيب: عبدالله بن إبراهيم ( هامش الخطوط ).

(٢) في الكافي: لا قطع.

(٣) الفقيه ٤: ٤٣ / ١٤٢.

٢ - الكافي ٧: ٢٣٠ / ١.

(٤) التهذيب ١٠: ١١٠ / ٤٣٢.

٢٨٥

٢٣ - باب أنه لا قطع في سرقة الحجارة من الرخام ونحوها، ولا في سرقة الثمار قبل إحرازها

[ ٣٤٧٧٩ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن عليِّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال(١) : لا قطع على من سرق الحجارة - يعني: الرخام - وأشباه ذلك.

[ ٣٤٧٨٠ ] ٢ - وبهذا الإِسناد قال: قضي النبيُّ( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) فيمن سرق الثمار في كمّه فما أكل منه فلا شيء عليه، وما حمل فيعزَّر ويغرم قيمته مرّتين.

[ ٣٤٧٨١ ] ٣ - وبهذا الإِسناد قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : لا قطع في ثمر ولا كثر - والكثر شحم النخل -.

ورواه الصدوق بإسناده عن السكوني مثله، إلّا أنّه قال: والكثر الجمار(٢) .

ورواه الشيخ بإسناده عن عليِّ بن إبراهيم(٢) ، وكذا الّذي قبله، وكذا الأوَّل.

[ ٣٤٧٨٢ ] ٤ - محمّد بن الحسن بإسناده عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن سنان، عن حمّاد بن عثمان، وعن خلف بن حمّاد، عن ربعي

____________________

الباب ٢٣

فيه ٨ أحاديث

١ - الكافي ٧: ٢٣٠ / ٢، التهذيب ١٠: ١١١ / ٤٣٣.

(١) في المصدر زيادة: قال النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ )

٢ - الكافي ٧: ٢٣٠ / ٣، التهذيب ١٠: ١١٠ / ٤٣١.

٣ - الكافي ٧: ٢٣١ / ٧.

(٢) الفقيه ٤: ٤٤ / ١٤٩.

(٣) التهذيب ١٠: ١١٠ / ٤٣٠.

٤ - التهذيب ١٠: ١٣٠ / ٥١٩.

٢٨٦

ابن عبدالله، عن الفضيل بن يسار، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: إذا أخذ الرجل من النخل والزرع قبل أن يصرم فليس عليه قطع، فاذا صرم النخل وحصد الزرع فاخذ قطع.

[ ٣٤٧٨٣ ] ٥ - وبإسناده عن محمّد بن عليِّ بن محبوب، عن أحمد بن عبدوس، عن الحسن بن عليِّ بن فضّال، عن أبي جميلة، عن الأصبغ، عن أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) قال: لا يقطع من سرق شيئاً من الفاكهة، وإذا مرَّ بها فليأكل ولا يفسد.

[ ٣٤٧٨٤ ] ٦ - محمّد بن عليِّ بن الحسين بإسناده عن حمّاد بن عمرو، وأنس بن محمّد(١) عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه، في وصيّة النبي( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) لعليِّ( عليه‌السلام ) قال: يا عليِّ لا قطع في ثمر ولا كثر.

[ ٣٤٧٨٥ ] ٧ - وبإسناده عن إسحاق بن عمّار، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) في رجل سرق من بُستان عذقاً قيمته درهمان، قال: يقطع به.

أقول: هذا محمُول على كونه حرزاً، لما مرّ(٢) .

[ ٣٤٧٨٦ ] ٨ - عبدالله بن جعفر في( قرب الأسناد) عن السندي بن محمّد، عن أبي البختري، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه ( عليهما‌السلام ) ، قال: لاقطع في شيء من طعام غير مفروغ منه.

____________________

٥ - التهذيب ١٠: ١٣٠ / ٥٢١.

٦ - الفقيه ٤: ٢٦٥ / ٨٢١.

(١) في المصدر زيادة: عن أبيه جميعاً.

٧ - الفقيه ٤: ٤٩ / ١٧٢.

(٢) مر في الأحاديث ١ - ٦ من هذا الباب.

٨ - قرب الإسناد: ٧١.

٢٨٧

٢٤ - باب حكم من سرق من المغنم والبيدر وبيت المال

[ ٣٤٧٨٧ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن عدَّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، وعن عليِّ بن إبراهيم، عن أبيه جميعاً، عن ابن أبي نجران، عن عاصم بن حميد، عن محمّد بن قيس، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) أن عليا( عليه‌السلام ) قال في رجل أخذ بيضة من المقسم(١) فقالوا: قد سرق اقطعه، فقال: إنّي لا أقطع أحدّاً له فيما أخذ شرك.

[ ٣٤٧٨٨ ] ٢ - وعنهم، عن سهل، عن محمّد بن الحسن، عن عبدالله ابن عبد الرحمن الأصم، عن مسمع بن عبد الملك، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) أنَّ علياً( عليه‌السلام ) اُتي برجل سرق من بيت المال، فقال: لا يقطع فانَّ له فيه نصيباً.

ورواه الشيخ بإسناده عن سهل بن زياد(٢) ، وكذا الّذي قبله.

[ ٣٤٧٨٩ ] ٣ - محمّد بن الحسن بإسناده عن الحسين بن سعيد، عن فضالة، عن أبان عن عبد الرحمن بن أبي عبدالله قال: سألت أبا عبدالله( عليه‌السلام ) عن البيضة الّتي قطع فيها أميرالمؤمنين( عليه‌السلام ) ؟ فقال: كانت بيضة حديد سرقها رجل من المغنم فقطعه.

أقول: حمله الشيخ على أنّه مقصور على ما فعله عليٌّ( عليه‌السلام ) وأنّه فعل ذلك للمصلحة، وجوز حمله على من لم يكن له في المغنم

____________________

الباب ٢٤

فيه ٧ أحاديث

١ - الكافي ٧: ٢٢٣ / ٧، التهذيب ١٠: ١٠٤ / ٤٠٦، والاستبصار ٤: ٢٤١ / ٩١٠.

(١) في نسخة: المغنم ( هامش المخطوط )، وكذلك المصدر.

٢ - الكافي ٧: ٢٣١ / ٦.

(٢) التهذيب ١٠: ١٠٥ / ٤٠٧، والاستبصار ٤: ٢٤١ / ٩١١.

٣ - التهذيب ١٠: ١٠٥ / ٤٠٨، والاستبصار ٤: ٢٤١ / ٩١٣.

٢٨٨

نصيب، وعلى من سرق أزيد من نصيبه بربع دينار لما مضى(١) ويأتي(٢) .

[ ٣٤٧٩٠ ] ٤ - وبإسناده عن يونس بن عبد الرحمن، عن عبدالله بن سنان، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: قلت: رجل سرق من المغنم( ايش الذي يجب عليه؟ أيقطع) (٣) ؟ قال: ينظر كم نصيبه(٤) ، فان كان الذي أخذ أقلّ من نصيبه عزِّر ودفع إليه تمام ماله، وإن كان أخذ مثل الذي له فلاشيء عليه، وإن كان أخذ فضلاً بقدر ثمن مجن - وهو ربع دينار - قطع.

ورواه الصدوق بإسناده عن يونس مثله(٥) .

[ ٣٤٧٩١ ] ٥ - وبإسناده عن محمّد بن الحسن الصفّار، عن محمّد بن الحسين، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع، عن صالح بن عقبة، عن يزيد بن عبد الملك، عن أبي جعفر، وأبي عبدالله، وأبي الحسن (عليهم‌السلام ) وعن المفضّل بن صالح، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: إذا سرق السارق من البيدر من إمام جائر فلا قطع عليه إنّما أخذ حقّه، فاذا كان من(٦) إمام عادل عليه القتل.

[ ٣٤٧٩٢ ] ٦ - وعنه، عن إبراهيم بن هاشم، عن صالح بن سعيد، عن يونس بن عبد الرحمن، عن ابن سنان، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: قلت له: رجل سرق من الفيء، قال: بعدما قسِّم؟ أو قبل؟ قلت:

____________________

(١) مضى في الحديث ١ و ٢ من هذا الباب.

(٢) يأتي في الحديث ٤ و ٦ من هذا الباب.

٤ - التهذيب ١٠: ١٠٦ / ٤١٠، والاستبصار ٤: ٢٤٢ / ٩١٤.

(٣) في الفقيه: الشيء الذي يجب عليه القطع ( هامش المخطوط ).

(٤) في المصدر: الذي يصيبه.

(٥) الفقيه ٤: ٤٥ / ١٥١.

٥ - التهذيب ١٠: ١٢٨ / ٥١٠.

(٦) في المصدر: مع.

٦ - التهذيب ١٠: ١٢٩ / ٥١٤.

٢٨٩

أجبني فيهما جميعاً(١) ، قال: إن كان سرق بعدما أخذ حصّته منه قطع، وإن كان سرق قبل أن يقسّم لم يقطع حتّى ينظر ماله فيه فيدفع إليه حقه منه، فان كان الذي أخذ أقل مما له اُعطي بقية حقه ولا شيء عليه إلّا أنّه يعزر لجرأته، وإن كان الذي أخذ مثل حقّه اقّر في يده وزيد أيضاً، وإن كان الذي سرق أكثر ممّا له بقدر مجن قطع وهو صاغر - وثمن مجن ربع دينار -.

[ ٣٤٧٩٣ ] ٧ - محمّد بن الحسين الرضي في( نهج البلاغة) قال: روي عن أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) أنّه رفع إليه رجلان سرقا من مال الله أحدّهما عبد من مال الله والآخر من عرض(٢) الناس، فقال( عليه‌السلام ) : أمّا هذا فهو(٣) مال الله ولا حدّ عليه ومال الله أكل بعضه بعضاً، وأمّا الآخر فعليه الحدّ فقطع يده.

ورواه الشيخ كما يأتي(٤) .

أقول: وتقدَّم ما يدلُّ على ذلك(٥) .

٢٥ - باب أنه لا يقطع السارق في عام المجاعة في شيء مما يؤكل

[ ٣٤٧٩٨ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى(٦) ، عن محمّد ابن أحمد، عن محمّد بن عيسى بن عبيد، عن زياد القندي، عمّن ذكره،

____________________

(١) في المصدر: فأجبني فيهما.

٧ - نهج البلاغة ٣: ٢١٨ / ٢٧١.

(٢) في المصدر: عروض.

(٣) في المصدر زيادة: من.

( ٤) يأتي في الحديث ٤ من الباب ٢٩ من هذه الأبواب.

(٥) تقدم في الباب ٦، وفي الحديث ٢ من الباب ١٤ من هذه الأبواب.

الباب ٢٥

فيه ٤ أحاديث

١ - الكافي ٧: ٢٣١ / ١، التهذيب ١٠: ١١٢ / ٤٤٣.

(٦) في الكافي زيادة: وغيره.

٢٩٠

عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال:: لا يقطع السارق في سنة المحل(١) في شيء ممّا يؤكل مثل الخبز واللحم وأشباه ذلك.

ورواه الصدوق بإسناده عن زياد بن مروان القندي مثله، إلّا أنّه قال: واللحم والقثّاء(٢) .

[ ٣٤٧٩٥ ] ٢ - وعن عليِّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: قال: لا يقطع السارق في عام سنة - يعني: عام مجاعة -.

[ ٣٤٧٩٦ ] ٣ - وعن عدَّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، وعن محمّد ابن يحيى، عن أحمد بن محمّد جميعاً، عن عليِّ بن الحكم، عن عاصم ابن حميد، عمن أخبره، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: كان أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) لا يقطع السارق في أيام المجاعة.

ورواه الشيخ بإسناده عن سهل بن زياد(٣) ، والّذي قبله بإسناده عن عليِّ ابن إبراهيم، والأوَّل بإسناده عن محمّد بن أحمد بن يحيى مثله.

[ ٣٤٧٩٧ ] ٤ - محمّد بن عليِّ بن الحسين بإسناده عن السكوني، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه (عليهما‌السلام ) ، قال: لا يقطع السارق في عام سنة مجدبة - يعني: في المأكول دون غيره -.

____________________

(١) في التهذيب والفقيه: المحق ( هامش المخطوط ).

(٢) الفقيه ٤: ٥٢ / ١٨٨.

٢ - الكافي ٧: ٢٣١ / ٢، التهذيب ١٠: ١١٢ / ٤٤٢.

٣ - الكافي ٧: ٢٣١ / ٣.

(٣) التهذيب ١٠: ١١٢ / ٤٤٤.

٤ - الفقيه ٤: ٤٣ / ١٤١.

٢٩١

٢٦ - باب حكم من أخذ شيئاً من بيت المال عارية أو غير عارية

[ ٣٤٧٩٨ ] ١ - محمّد بن الحسن بإسناده عن عليِّ بن إبراهيم، عن الحجّال، عن صالح بن السندي، عن الحسن بن محبوب، عن عبدالله بن غالب، عن أبيه، عن سعيد بن المسيب، عن عليِّ بن أبي رافع، قال: كنت على بيت مال عليِّ بن أبي طالب( عليه‌السلام ) وكاتبه، وكان في بيت ماله عقد لؤلؤ كان أصابه يوم البصرة، قال: فأرسلت إليَّ بنت أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) فقالت لي: بلغني أن في بيت مال أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) عقد لؤلؤ وهو في يدك وأنا احب أن تعيرنيه أتجمل به في أيام عيد الأضحى، فأرسلت إليها: عارية مضمُونة مردودة؟ يابنت أمير المؤمنين، قالت: نعم، عارية مضمونة مردودة بعد ثلاثة أيّام، فدفعته إليها وأن أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) رآه عليها فعرفه، فقال لها: من أين صار إليك هذا العقد؟ فقالت: استعرته من عليِّ بن أبي رافع خازن بيت مال أمير المؤمنين لأتزيّن به في العيد ثمَّ أردّه، قال: فبعث إليّ أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) فجئته، فقال لي: أتخون المسلمين يا ابن أبي رافع؟! فقلت له: معاذ الله أن أخون المسلمين، فقال: كيف أعرت بنت أمير المؤمنين العقد الذي في بيت مال المسلمين بغير إذني ورضاهم؟! فقلت: يا أمير المؤمنين إنها ابنتك وسألتني أن اعيرها إياه تتزين به فأعرتها إياه عارية مضمونة مردودة، فضمنته في مالي وعلىّ أن أردَّه سليماً إلى موضعه، قال: فرده من يومك وإياك أن تعود لمثل هذا فتنالك عقوبتي ثم اولي لابنتي لو كانت أخذت العقد على غير عارية مضمونة مردودة لكانت إذاً أوّل هاشميّة قطعت يدها في سرقة - إلى أن قال -: فقبضته منها

____________________

الباب ٢٦

فيه حديث واحد

١ - التهذيب ١٠: ١٥١ / ٦٠٦.

٢٩٢

ورددته إلى موضعه.

٢٧ - باب حكم مانع الزكاة والمهر والدين

[ ٣٤٧٩٩ ] ١ - محمّد بن الحسن بإسناده عن محمّد بن أحمد بن يحيى، عن أبي عبدالله، عن عليِّ بن سليمان بن رشيد، عن الحسن بن عليِّ بن يقطين، عن يونس، عن إسماعيل بن كثير بن سام(١) ، قال: قال أبو عبدالله( عليه‌السلام ) : السرّاق ثلاثة: مانع الزكاة، ومستحلّ مهور النساء، كذلك من استدان ديناً ولم ينو قضاءه.

ورواه الصدوق في( الخصال) عن محمّد بن الحسن، عن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن أحمد (٢) .

أقول: الظاهر أنَّ المراد التشبيه في التحريم لا في ثبوت الحدّ، لما مرّ من(٣) أنّه لا قطع على من سرق من غير حرز وغير ذلك.

٢٨ - باب حكم الصبيان إذا سرقوا

[ ٣٤٨٠٠ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن عليِّ بن إبراهيم، عن محمّد بن عيسى بن عبيد عن يونس، عن عبدالله بن سنان، قال: سألت أبا عبدالله( عليه‌السلام ) عن الصبي يسرق؟ قال: يعفى عنه مرّة ومرّتين ويعزَّر في الثالثة، فان عاد قطعت أطراف أصابعه، فان عاد قطع أسفل من ذلك.

____________________

الباب ٢٧

فيه حديث واحد

١ - التهذيب ١٠: ١٥٣ / ٦١١، واورده في الحديث ١١ من الباب ١١ من أبواب المهور.

(١) في الخصال: عن إسماعيل بن كثير بن بسام.

(٢) الخصال: ١٥٣ / ١٩٠.

(٣) مرّ في الباب ٨ و ١٨ من هذه الأبواب.

الباب ٢٨

فيه ١٦ حديث

١ - الكافي ٧: ٢٣٢ / ١، التهذيب ١٠: ١١٩ / ٤٧٣.

٢٩٣

[ ٣٤٨٠١ ] ٢ - وعنه، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حمّاد بن عثمان، عن الحلبي، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: قال: إذا سرق الصبي عفي عنه، فان عاد عزِّر، فان قطع أطراف الأصابع، فان عاد قطع أسفل من ذلك.

[ ٣٤٨٠٢ ] ٣ - وقال: اُتي عليٌّ( عليه‌السلام ) بغلام يشكُّ في احتلامه، فقطع أطراف الأصابع.

ورواه الشيخ بإسناده عن عليِّ بن إبراهيم نحوه(١) ، والّذي قبله بإسناده عن يونس مثله.

[ ٣٤٨٠٣ ] ٤ - وعن أبي عليّ الأشعري، عن محمّد بن عبد الجبار، عن صفوان، عن العلاء، عن محمّد بن مسلم، عن أحدّهما( عليهما‌السلام ) قال: سألته عن الصبي يسرق فقال؟ إذا سرق مرَّة وهو صغير عفي عنه، فان عاد عفي عنه، فان عاد قطع بنانه، فان عاد قطع أسفل من ذلك.

ورواه الشيخ بإسناده عن أبي عليِّ الأشعري، إلّا أنّه قال: فان عاد قطع أسفل من بنانه، فان عاد قطع أسفل من ذلك(٢) .

[ ٣٤٨٠٤ ] ٥ - وبالإِسناد، عن صفوان، عن إسحاق بن عمار، قال: قلت لأبي إبراهيم( عليه‌السلام ) : الصبيان إذا اُتي بهم عليٌّ( عليه‌السلام ) قطع أناملهم، من أين قطع؟ فقال: من المفصل مفصل الأنامل.

ورواه الشيخ بإسناده عن صفوان نحوه(٣) .

____________________

٢ - الكافي ٧: ٢٣٢ / ٤، التهذيب ١٠: ١١٨ / ٤٧٢.

٣ - الكافي ٧: ٢٣٢ / ذيل ٤.

(١) التهذيب ١٠: ١١٩ / ذيل ٤٧٢، والاستبصار ٤: ٢٤٨ / ٩٤٣.

٤ - الكافي ٧: ٢٣٢ / ٢.

(٢) التهذيب ١٠: ١١٩ / ٤٧٤.

٥ - الكافي ٧: ٢٣٢ / ٣.

(٣) التهذيب ١٠: ١١٩ / ٤٧٥.

٢٩٤

[ ٣٤٨٠٥ ] ٦ - وعن عليّ، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) (١) قال: اُتي عليّ( عليه‌السلام ) بجارية لم تحض قد سرقت، فضربها أسواطاً ولم يقطعها.

ورواه الشيخ بإسناده عن الحسين بن سعيد، عن فضالة، عن إسماعيل ابن أبي زياد، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) مثله(٢) .

[ ٣٤٨٠٦ ] ٧ - وعن عدَّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، وعن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد جميعاً، عن ابن محبوب، عن عبدالله بن سنان، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) في الصبي يسرق، قال: يعفا عنه مرَّة، فان عاد قطعت أنامله أو حكت حتّى تدمى، فان عاد قطعت أصابعه، فان عاد قطع أسفل من ذلك.

ورواه الشيخ بإسناده عن أحمد بن محمّد مثله(٣) .

[ ٣٤٨٠٧ ] ٨ - وعن حميد بن زياد، عن ابن سماعة، عن غير واحد من أصحابه، عن أبان بن عثمان، عن زرارة قال: سمعت أبا جعفر( عليه‌السلام ) يقول: أتي عليِّ( عليه‌السلام ) بغلام قد سرق فطرَّف أصابعه(٤) ثم قال: أما لئن عدت لأقطعنّها، ثمَّ قال: أما أنّه ما عمله إلّا رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) وأنا.

وعن الحسين بن محمّد، عن المعلّى بن محمّد، عن الوشاء، عن

____________________

٦ - الكافي ٧: ٢٣٢ / ٥.

(١) في التهذيب زيادة: عن أبيه (عليه‌السلام ).

(٢) التهذيب ١٠: ١٢١ / ٤٨٥.

٧ - الكافي ٧: ٢٣٣ / ٦.

(٣) التهذيب ١٠: ١١٩ / ٧٦.

٨ - الكافي ٧: ٢٣٣ / ٧، التهذيب ١٠: ١١٩ / ٤٧٧.

(٤) طرف اصابعه: قطع اطرافها. يقال طرفت المرأة اصابعها أي خضبت اطرافها. ( انظر القاموس المحيط - طرف - ٣: ١٦٨ ).

٢٩٥

أبان مثله(١) .

[ ٣٤٨٠٨ ] ٩ - وعن حميد، عن ابن سماعة، عن غير واحدّ، عن أبان، عن عبد الرحمن بن أبي عبدالله، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: إذا سرق الصبيُّ ولم يحتلم قطعت أطراف أصابعه، قال: وقال علي: ولم يصنعه إلّا رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) وأنا.

ورواه الشيخ بإسناده عن أبان(٢) ، والّذي قبله بإسناده عن الحسن بن محمّد بن سماعة مثله.

[ ٣٤٨٠٩ ] ١٠ - وعن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن الحسين، عن بعض أصحابه، عن العلاء بن رزين، عن محمّد بن مسلم، قال: سألت أبا جعفر( عليه‌السلام ) عن الصبي يسرق، قال: إن كان له تسع سنين قطعت يده ولا يضيع حدّ من حدود الله تعالى.

ورواه الشيخ بإسناده عن محمّد بن يحيى(٣) . أقول: هذا محمول على قطع بعض الأصابع، لما مرّ(٤) .

[ ٣٤٨١٠ ] ١١ - وعن حميد بن زياد، عن عبيد الله بن أحمد النهيكي، عن ابن أبي عمير، عن عدَّة من أصحابنا، عن محمّد بن خالد بن عبدالله القسري، قال: كنت على المدينة فاُتيت بغلام قد سرق، فسألت أبا عبدالله( عليه‌السلام ) عنه، فقال: سله حيث سرق هل كان يعلم أنَّ عليه في السرقة عقوبة؟ فان قال: نعم، قيل له: أيّ شيء تلك العقوبة؟ فان لم

____________________

(١) الكافي ٧: ٢٣٣ / ١٠.

٩ - الكافي ٧: ٢٣٣ / ٨.

(٢) التهذيب ١٠: ١٢٠ / ٤٧٨، والاستبصار ٤: ٢٤٨ / ٩٤١.

١٠ - الكافي ٧: ٢٣٣ / ٩.

(٣) التهذيب ١٠: ١٢٠ / ٤٧٩، والاستبصار ٤: ٢٤٨ / ٩٤٤.

(٤) مرّ في الأحاديث ١ - ٩ من هذه الباب.

١١ - الكافي ٧: ٢٣٣ / ١١.

٢٩٦

يعلم أنَّ عليه في السرقة قطعاً فخلّ عنه، فأخذت الغلام وسألته فقلت له: أكنت تعلم أنَّ في السرقة عقوبة؟ قال: نعم، قلت: أيّ شيء هو؟ قال: اُضرَبُ(١) فخلّيت عنه.

محمّد بن الحسن بإسناده عن حميد بن زياد مثله(٢) .

[ ٣٤٨١١ ] ١٢ - وبإسناده عن محمّد بن أحمد بن يحيى، عن محمّد بن الحسين، عن محمّد ابن عبدالله بن هلال، عن العلاء بن رزين، عن محمّد ابن مسلم، قال: سألت أبا جعفر( عليه‌السلام ) عن الصبي يسرق؟ فقال: إن كان له سبع سنين أو أقلّ رفع عنه، فان عاد بعد سبع سنين قطعت بنأنّه أو حكت حتّى تدمي، فان عاد قطع منه أسفل من بنانه، فان عاد بعد ذلك وقد بلغ تسع سنين قطع يده ولا يضيع حدّ من حدود الله عزَّ وجلَّ.

ورواه الصدوق بإسناده عن العلاء مثله(٣) .

[ ٣٤٨١٢ ] ١٣ - وعنه، عن محمّد بن عيسى، عن سليمان بن حفص المروزي، عن الرجل( عليه‌السلام ) ، قال: إذا تمَّ للغلام ثمان سنين فجائز أمره وقد وجبت عليه الفرائض والحدود، وإذا تمَّ للجارية تسع سنين فكذلك.

أقول: حمله الشيخ على من تكرّر منه الفعل.

[ ٣٤٨١٣ ] ١٤ - وبإسناده عن الحسين بن سعيد، عن عثمان بن عيسى، عن سماعة، قال: إذا سرق الصبي ولم يبلغ الحلم قطعت أنامله.

وقال أبو عبدالله( عليه‌السلام ) : اُتي أمير المؤمنين( عليه‌السلام )

____________________

(١) في التهذيب: الضرب ( هامش المخطوط )، وكذلك المصدر.

(٢) التهذيب ١٠: ١٢٠ / ٤٨٢، والاستبصار ٤: ٢٤٩ / ٩٤٧.

١٢ - التهذيب ١٠: ١٢٠ / ٤٨٠، والاستبصار ٤: ٢٤٩ / ٩٤٦.

(٣) الفقيه ٤: ٤٤ / ١٤٧.

١٣ - التهذيب ١٠: ١٢٠ / ٤٨١، والاستبصار ٤: ٢٤٩ / ٩٤٥.

١٤ - التهذيب ١٠: ١٢١ / ٤٨٣ والاستبصار ٤: ٢٤٨ / ٩٤٢.

٢٩٧

بغلام قد سرق ولم يبلغ الحلم فقطع من لحم أطراف أصابعه، ثم قال: إن عدت قطعت يدك.

[ ٣٤٨١٤ ] ١٥ - وعنه، عن القاسم بن محمّد، عن عبد الصّمد بن بشير، عن إسحاق بن عمّار، عن أبي الحسن( عليه‌السلام ) قال: قلت: الصبيُّ يسرق؟ قال: يعفا عنه مرّتين، فان عاد الثالثة قطعت أنامله، فان عاد قطع المفصل الثاني، فان عاد قطع المفصل الثالث وتركت راحته وإبهامه.

[ ٣٤٨١٥ ] ١٦ - عليُّ بن جعفر في كتابه عن أخيه( عليه‌السلام ) قال: سألته عن الصبي يسرق ما عليه؟ قال: إذا سرق وهو صغير عفى عنه، وإن عاد قطعت أنامله، وإن عاد قطع أسفل من ذلك أو ما شاء الله.

أقول: وجه الجمع في بعض الفروض المذكورة تخيير الإِمام( عليه‌السلام ) وأنَّ له أن يفعل ما يقتضيه المصلحة.

٢٩ - باب حكم سرقة العبد

[ ٣٤٨١٦ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن عدَّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، وعن عليِّ ابن إبراهيم، عن أبيه جميعاً، عن ابن أبي نجران، عن عاصم بن حميد، عن محمّد بن قيس، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: قضي أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) في عبد سرق واختان من مال مولاه، قال: ليس عليه قطع.

[ ٣٤٨١٧ ] ٢ - وعن عليِّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن

____________________

١٥ - التهذيب ١٠: ١٢١ / ٤٨٤.

١٦ - مسائل عليِّ بن جعفر: ١٦٨ / ٢٨٠.

الباب ٢٩

فيه ٥ أحاديث

١ - الكافي ٧: ٢٣٤ / ٥، التهذيب ١٠: ١١١ / ٤٣٦.

٢ - الكافي ٧: ٢٣٧ / ٢٠، التهذيب ١٠: ١١١ / ٤٣٧.

٢٩٨

السكوني، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: قال أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) : عبدي إذا سرقني لم أقطعه، وعبدي إذا سرق غيري قطعته، وعبد الإِمارة إذا سرق لم أقطعه لأنّه فيء.

[ ٣٤٨١٨ ] ٣ - وعنه، عن أبيه، عن صالح بن سعيد، عن يونس، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: المملوك إذا سرق من مواليه لم يقطع، فاذا سرق من غير مواليه قطع.

ورواه الشيخ بإسناده عن يونس(١) ، والّذي قبله بإسناده عن عليِّ بن إبراهيم، والّذي قبلهما بإسناده عن سهل بن زياد مثله.

[ ٣٤٨١٩ ] ٤ - محمّد بن الحسن بإسناده عن عليّ، عن أبيه، عن الوشاء، عن عاصم بن حميد، عن محمّد بن قيس، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: قضى أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) في رجلين قد سرقا من مال الله أحدّهما عبد مال الله والآخر من عرض الناس، فقال: أمّا هذا فمن مال الله ليس عليه شيء مال الله أكل بعضه بعضاً، وأمّا الآخر فقدَّمه وقطع يده، ثمَّ أمر أن يطعم اللحم والسمن حتّى برئت يده.

ورواه الكلينيُّ عن عليِّ بن إبراهيم مثله(٢) .

[ ٣٤٨٢٠ ] ٥ - وبإسناده عن الحسين بن سعيد، عن النضر، عن عاصم، ويوسف بن عقيل، عن محمّد بن قيس، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: إذا اُخذ رقيق الإِمام لم يقطع، وإذا سرق واحد من رقيقي من مال الإِمارة قطعت يده.

قال: وسمعته يقول: إذا سرق عبد أو أجير من مال صاحبه فليس عليه

____________________

٣ - الكافي ٧: ٢٣٧ / ٢٢.

(١) التهذيب ١٠: ١١١ / ٤٣٨.

٤ - التهذيب ١٠: ١٢٥ / ٥٠١.

(٢) الكافي ٧: ٢٦٤ / ٢٤.

٥ - التهذيب ١٠: ١١ / ٤٣٩.

٢٩٩

قطع.

أقول: ويأتي ما يدلُّ على ذلك(١) .

٣٠ - باب أنه لا بد من العلم بتحريم السرقة في لزوم القطع، ولا بد من حسم يد السارق إذا قطعت وعلاجها والإِنفاق عليه حتّى تبرأ وأمره بالتوبة، واستحباب تولية الشاهدين القطع

[ ٣٤٨٢١ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن الحسين بن محمّد، عن معلّى بن محمّد، عن عليِّ بن مرداس، عن سعدان بن مسلم، عن بعض أصحابنا، عن الحارث بن حضيرة، قال: مررت بحبشي وهو يستقي(٢) . بالمدينة فاذا هو أقطع، فقلت له: من قطعك؟ قال: قطعني خير الناس إنّا اُخذنا في سرقة ونحن ثمانية نفر فذهب بنا إلى عليِّ بن أبي طالب( عليه‌السلام ) فأقررنا بالسرقة، فقال لنا: تعرفون أنها حرام؟ فقلنا: نعم، فأمر بنا فقطعت أصابعنا من الراحة وخليت الابهام، ثم أمر بنا فحبسنا في بيت يطعمنا فيه السمن والعسل حتّى برئت أيدينا، ثمَّ أمر بنا فاُخرجنا وكسانا فأحسن كسوتنا، ثمَّ قال لنا: إن تتوبوا وتصلحوا فهو خير لكم يلحقكم الله بأيديكم في الجنّة، وإلّا تفعلوا يلحقكم الله بأيديكم في النار.

[ ٣٤٨٢٢ ] ٢ - وعن عدَّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمّد بن سليمان الدّيلمي، عن هارون بن الجهم، عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: اُتي أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) بقوم لصوص

____________________

(١) يأتي في الباب ٣٢ و ٣٥ من هذه الأبواب.

الباب ٣٠

فيه ٤ أحاديث

١ - الكافي ٧: ٢٦٤ / ٢٢.

(٢) في المصدر: يستسقي.

٢ - الكافي ٧: ٢٦٦ / ٣١.

٣٠٠

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

سنة ٦ ٧٧ ، والمتوفّی ٧ ٥ ۰ صاحب القصيدة البديعية المشتملة على مائة وخمسين نوعاً من أنواع البديع وشرحها(١) ، وديوان شعر کبیر.

قال صاحب (القاموس) : (اجتمعت سنة ٧ ٤ ٧ بالأديب الشاعر صفي الدين بن سرايا الحلِّيرحمه‌الله بمدينة بغداد فرأيته شيخاً كبيراً له قدرة تامَّة على النظم والنثر ، وخبرة بعلوم العربية والشعر ، فغزله أرق من سحر النسيم ، وأدق من المحيا الوسيم ، وكان شيعياً قُحّاً ، إلّا أنه كان ذا حالة رثّة ، وهيئة قبيحة ، وعمامة وسخة ، ووجه أقبح من الكل. ومن رأى صورته لا يظن أنه ينظم ذلك الشعر الَّذي هو كالدر في الأصداف) ، انتهى.

نقلاً عن تراجم أرباب البديعيات الملحقة بشرح بديعية سيد علي خان التي ألحقها به ، قَدْ عثرت عليها في بعض نسخ (أنوار الربيع)(٢) .

والشيخ الكامل الفقيه : عز الدين حسن بن أبي طالب اليوسفي ، المعروف بالآبي صاحب كتاب (کشف الرموز) في شرح النافع(٣) .

__________________

(١) قال السيِّد إعجاز حسين في كشف الحجب والأستار ص ٤١٤ رقم ٢٢٧٦ ، ما نصّه : (القصيدة البديعية وشرحها كلاهما للشيخ صفي الدين عبد العزيز بن سرايا الحلّي المتوفّى سنة اثنتين وخمسين وسبعمائة وتاریخ وفاته بحساب الجمل الجنّة مأوى الصفي ونيل انه توفي سنة خمسين وسبعمائة كان من تلامذة المحقِّق نجم الدین جعفر بن الحسن الحلّي والقصيدة مائة وخمسة وأربعون بيتاً تشتمل على مائة وخمسين نوعاً من أنواع البديع ذكر في شرحه أنه استمد من مائة وسبعين كتاباً ومطلع بدیعیته ، بیت :

ان جئت سلعاً فسل عن جيرة العلم

واقرّ السلام على عرب بذي سلم

(٢) نقلها التستري في مجالس المؤمنين ٢ : ٥٧۹ عن بعض تآليف صاحب القاموس مجد الدين الفيروز آبادي الشافعي.

(٣) أي كتاب المختصر النافع للمحقِّق الحلّيرحمه‌الله .

٣٨١

وذكره جدِّي بحر العلوم طاب ثراه في (رجاله) وقال : (إنه أوّل من شرح النافع ، وقال : إنه محقِّق فقیه ، قوي الفقاهة ، وقد يعبَّر عنه بابن الربيب )(١) .

والوزير شرف الدين أبو القاسم علي بن الوزير مؤيِّد الدين أبي طالب محمّد بن أحمد العلقمي ، وكان عالماً فاضلاً ، جلیل القدر ، شاعراً أديباً.

ومؤيد الدين أبوه كان وزير المستعصم العبَّاسي ، شيعياً سُلّمت إليه بغداد من بعد فتحها على يد هولاكو ، فمكث الوزير شهوراً ثُمَّ مرض ، وماترحمه‌الله سنة ٦٥٦(٢) .

قال شرف الدين أبو القاسم علي : (اشتملت خزانة والدي على عشرة آلاف مجلد من نفائس الكتب ، وصنَّفَ الناس له الكتب ، فممّن صنَّفَ له الصاغاني اللُّغوي ، صنَّف له (العُباب) وهو كتاب عظيم كبير في لغة العرب ، وصنَّفَ له عز الدين عبد الحميد بن أبي الحديد کتاب (شرح نهج البلاغة) ، يشتمل على عشرين مجلداً ، فأثابهما وأحسن جائزتهما ، وكان ممدّحاً مدحه الشعراء ، وانتجعه الفضلاء.

فممَّن مدحه كمال الدين بن البوقي بقصيدة من جملتها :

مؤيّدُ الدين أبو طالٍب

محمّدُ بنُ العلقميِّ الوزيرْ

وهذا بيت حسن جمع فيه لقبه وكنيته واسمه واسم أبيه وصنعته. وكان مؤيد الدين عفيفاً عن أموال الديوان وأموال الرعية ، متنزهاً مترفعاً.

قيل : إنَّ بدر الدين صاحب الموصل أهدى إليه هدية تشتمل على كتب وثياب ولطائف قيمتها عشرة آلاف دينار ، فلمَّا وصلت إلى الوزير حملها إلى خدمة الخليفة ،

__________________

(١) الفوائد الرجالية ٢ : ١٧۹ ، باختلاف يسير.

(٢) ينظر ترجمته في : الكنى والألقاب ١ : ٣٦٢ ، ٣ : ٢٨٤.

٣٨٢

وقال : إن صاحب الموصل قَدْ أهدى لي هذا واستحييت منه أن أردَّه إليه ، وقد حملته إليك وأنا اسأل قبوله ، فقبل.

ثُمَّ أنه أهدى إلى بدر الدين عوض هديته شيئاً من لطائف بغداد قيمته اثنا عشر الف دينار ، والتمس منه أن لا يهدي إليه شيئاً بعد ذلك)(١) .

اشتهار النهر العلقمي باسمه

والعلقمي اسم نهر اقتطع من الفرات إلى كربلاء ومنه إلى الكوفة ، وكان هو الباعث علی عمران الكوفة ورُقيِّها ، وأثره إلى الآن ظاهر قرب مرقد أبي الفضل العبَّاس سلام الله عليه.

وقد بلغ ابن العلقمي المزبور : أن الصادقعليه‌السلام لما زار جدَّه الحسينعليه‌السلام خاطب النهر : «بأنَّك مُنِعتَ عن جدّي الحسين عليه‌السلام في يوم عاشوراء وإلى الآن أنت جار » ، فسعی ابن العلقمي في تخریب سدّ هذا النهر ، فانقطع الماء وأوجب ذلك خراب الكوفة. وهو السبب في اشتهاره بنهر العلقمي. هكذا وجدته في كتاب (التحفة الرضوية)(٢) .

ومن تلامذته المحقِّق الشيخ شمس الملّة والدين محفوظ بن وشاح بن محمّد ، وكان من أعيان علمائنا في عصره ، وكان شاعراً أديباً ، وله رثاء في حقّ أُستاذه ، ورثاه الحسن بن داود من بعد موته(٣) ، ومن جملة ما كتب به إلى أُستاذه ، ما ذكره الشيخ حسن ـ أعني : شيخنا الماتنرحمه‌الله ـ وهي :

__________________

(١) تاريخ الفخري : ٣٣٨.

(٢) ذكر ذلك أيضا المازندراني في معالي السبطين ١ : ٣٢٥.

(٣) ذكر بعضها العاملي في أمله عند ترجمته ، فلاحظ.

٣٨٣

أغيبُ عنكَ وأشواقي تجاذبُني

إلى لقائِكَ جذبَ المُغرَمِ العاني

إلى لقاءِ حبيبٍ مثلِ بدرِ دُجیً

وقد رماهُ باعراضٍ وهجرانِ

قلبي وشخصُك مقرونانِ في قَرَنٍ

عند انتباهي وبعدَ النومِ يغشاني

حَلَلْتَ منّي مَحَلّ الروح في جسدي

فأنتَ ذكرايَ في سرِّي وإعلاني

لو لا المخافةُ مِن كُروهٍ ومن مللٍ

لطالَ نحوَكَ تَردادي وإتياني

يا جعفرُ بنَ سعيدٍ يا إمامَ هدى

يا أوحدَ الدهرِ يا مَنْ مالَهُ ثاني

إنَّي بِحُبِّكَ مُغرىً غيرَ مُكتَرِثٍ

بِمَنْ يلومُ وفي حُبِّيكَ يلحاني

فأنتَ سيِّدُ أهلِ الفضلِ كلَّهِمُ

لم يَختلِفْ أبداً في فضلِكَ اثنانِ

في قلبِكَ العلُم مخزونٌ بأجمَعِهِ

تَهدي بهِ مِن ضَلالٍ كلِّ حَيرْانِ

وفوكَ فيه لسانٌ حَشْوُهُ حِكَمٌ

تروي بهِ مِنْ زلالٍ كلَّ ظمآنِ

وفخرُكَ الشامخُ الراسي وَزَنْتَ به

رَضوی فزادَ علی رَضوی وَثهْلانِ

وحسنُ أخلاقِكَ اللاتي فَضَلْتَ بها

كلِّ البريَّةِ مِنْ قاصٍ ومِنْ دانِ

تُغني عن المأثُراتِ الباقياتِ ومَنْ

يُحصي جواهرَ أجبالٍ وكُئْبانِ

يا مَنْ على دُرُجِ العلياءِ مرتقياً

أنتَ العظيمُ الكبيرُ القدرِ والشانِ

فأجابَهُ المحقِّقرحمه‌الله :

لقد وافَتْ قصائِدُكَ العوالي

تهزُّ معاطِفَ اللَّفظِ الرَّشيقِ

فَضَضْتُ خِتامَهُنَّ فَخِلْتُ أنَّي

فَضَضْتُ بِهِنَّ عن مِسْكٍ فَتيقِ

وحالَ الطَّرفُ منها في رياضٍ

كُسِينَ بناظرِ الزهرِ الأنيقِ

فَكَمْ أبصرتُ من لفظٍ بدیعٍ

يُدَلُّ بناظرِ الزهرِ الأنيقِ

وكَمْ شاهَدْتُ من عِلْمٍ خَفِيٍّ

يُقرِّبُ مَطلبَ الفضلِ السّحيقِ

٣٨٤

شَرِبتُ بها كؤوساً من معانٍ

غَنيتُ بِشُربِهِنَّ عن الرحيقِ

ولكنِّي حلتُ بها حقوقاً

أخافُ لِثِقلِهِنَّ مِنَ العُقوقِ

فسِرْأ أبا الفضائل بي رويداً

فَلَسْتُ أُطيقُ كفرانَ الحُقوقِ

وتحمَّل ما أُطيقُ بهِ نُهوضاً

فإنَّ الرِّفقَ أنسَبُ بِالصديقِ

فَقَدْ صيَّرتَنِي لِعُلاكَ رِقّاً

بِبِرِّكَ بَلْ أرَقُّ مِنَ الرَّقيقِ

وكتب من بعدها نثراً من جملته :

(ولست أدري كيف سوّغ لنفسه الكريمة ـ مع حنوه على إخوانه ، وشفقته على أوليائه وخلانه ـ إثقال كاهلي بما لا يطيق الرجال حمله ، بل تضعف الجبال أن تقلَّه؟ حَتَّى صيّرني بالعجز عن مجازاته أسيراً ، وأوقفني في ميدان محاوراته حسيراً ، فما اُقابل ذلك البرِّ الوافر ، ولا اُجازي ذلك الفضل الغامر ، وإني لأظن کرم عنصره ، وشرف جوهره ، بعثه على إفاضة فضله وإن أصاب غير أهله ، أو كأنَّه مع هذه السجيّة الغراء ، والطويَّة الزهراء ، استملي بصحيح فكرته ، وسلیم فطرته الولاء من صفحات اوجهي ، وفلتات لساني ، وقرأ المحبّة من لحظات طرفي ، ولمحات شأني ، فلم ترض همَّته العلِيَّة من ذلك الإيراد بدون البيان ، ولم يقنع لنفسه الزكية عن ذلك الخبر إلا بالعيان ، فحرّك ذلك منه بحراً لا يسمح إلا بالدرر ، وحجراً لا يترشّح بغير الفقر ، وإنَّما أُستمدُّ من إنعامه الاقتصاد على ما تطوَّع به من البرّ ، حَتَّى أقوم بما وجب عليَّ من الشكر إن شاء الله )(١) .

ومن شعر المحقِّقرحمه‌الله أيضاً وكتب إلى أبيه :

__________________

(١) بحار الأنوار ١۰٦ : ١٥ ـ ١٧ ضمن إجازة الشيخ حسن للسيِّد نجم الدين الحسيني المعروفة بالإجازة الكبيرة ، أمل الآمل ٣ : ٢٢۹ ترجمة ابن وشاح رقم ٦٨۸.

٣٨٥

لِيَهنِكَ أنِّي كلَّ يوم إلى العُلى

أقدِّمُ رجلاً لن تزلِّ بها النَّعلُ

وغيرُ بعيدٍ أن تراني مقدِّماً

على الناس حَتَّى قيلَ لیسَ لَهُ مِثْلُ

تطاوعني بكرُ المعاني وعونُها

وتنقادُ لي حَتَّى کأنِّي لها بَعْلُ

ويشهدُ لي بالفضلِ کلُّ مبرِّز

ولا فاضلٌ إلّا ولي فوقَهُ فَضْلُ

قال المحقِّقرحمه‌الله : فكتب إليَّ فوق هذه الأبيات : لئِنْ أحسِنْتَ في شعرِكَ لقد أسأتَ في حقِّ نفسِكَ ، أما علمت أنَّ الشعر صناعة من خلع العفَّة ، ولبس الحرفة ، والشاعر ملعون وإن أصاب ، ومنقوص وإن أتي بالشيء العجاب ، وكأنِّي بكَ قَدْ ارمَمَكَ الشيطانُ بفضيلةِ الشّعر ، فجعلتَ تنفق ما تلفّق بين جماعة ولا يرون لك فضلاً غيره ، فسمَّوك به ، وقد كان ذلك وصمة عليك إلى آخر الدهر ، أما تسمعُ :

ولستُ أرضى أن يقال شاعِرٌ

تبّاً لها مِنْ عُدَدِ الفضائِلِ

قالرحمه‌الله : فوقف عند ذلك خاطري حَتَّى كأني لم أقرع له باباً ، ولم أرفع له حجاباً ، وأكَّد ذلك عندي ما رويته بإسناد متَّصل : أنَّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله دخل المسجد وبه رجل قَدْ أطاف به جماعة ، فقال : «ما هذا؟» قالوا : علّامة. فقال : «ما العلّامة؟» قالوا : عالم بوقائع العرب ، وأنسابها ، وأشعارها.

فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : «ذلك علم لا يضرُّ من جهله ، ولا ينفع من عَلِمَه».

ومن البيِّن أن الإجادة فيه يفتقر إلى تمرين الطبع ، وصرف الهمة إلى الفكر في تناسب معناه ، ورشاقة ألفاظه ، وجودة سبکه ، وحسن حشوه تمريناً متكرراً حَتَّى يصير خلقاً وشيماً إن ذلك سبب الاستكمال فيه ، والإهمال سبب القصور عنه.

وإلى هذا المعنى أثرت فيَّ جملة أبيات ، وهي :

هجرتُ صوغَ قوافي الشِّعرَ مُذ زَمَنٍ

هَيهاتَ يرضى وقد أغضبتُهُ زَمَنا

وُعُدْتُ اوقِظُ أفكاري وقَدْ هَجَعَتْ

عُنقاً وأُزعِجُ عزمي بَعْدَ ما سَکَنا

٣٨٦

إنَّ خواطرَ كالآبارِ إن نُزِحَتْ

طابَتْ وإنْ تُبقِ فيها ماءها أجِنا

فاصبحْ شَكوراً أياديكَ التي سَلَفَتْ

ما كُنْتُ أُظهِرُ عیبي بَعْدَ ما كَمَنا

ولمكان إضرابي عنه وإعراضي حَتَّى عفى ذكر اسمه ، لم يبق إلا ما هو حقيق أن يرفض ولا يعرض ، ويضمر ولا يظهر ، ولكن مع ذلك أورد ما أدخل في حيز الامتثال ، وإن كان سرُّه أنسب بالحال ، فمنه :

وما الإسرافُ مِنْ خُلُقي

وإنِّي لَأُجزّأُ بالقليلِ عَنِ الكثيرِ

وما أُعطي المطامِعَ لي قياداً

ولو خُودِعتُ بالمالِ الخطيرِ

وأُغمِضُ عن عُيوبِ الناس حَتّى

أخالَ وإن تناجيني ضميري

وأحتملُ الأذى في كلِّ حالٍ

على مَضَضٍ وأعفو عن كثيرِ

ومَنْ كانَ الإلهُ له حسيباً

أراهُ النُّجحَ في كُلِّ الأُمورِ

ومنه قولهرحمه‌الله :

يا راقداً والمنايا غيرُ راقدةٍ

وغافلاً وسهامُ الدهر ترمیهِ

فيمَ أرتكَ الليالي قُبحَ دُخْلَتِها

وغَدرَها بالَّذي كانَتْ تصافيهِ

أما أرتك الليالي قبح دخلتها

وغدرها بالذي كانت تصافيه

رفقاً بنفسِكَ يا مغرورُ إنَّ لها

يوماً تشيبُ النواصي من دواهيهِ(١)

ولمَّا توفّي رثاه الشيخ محفوظ بن وشاح بقصيدة يقول فيها :

أقلقني الدهرُ وفرطُ الأسى

وزادَ في قلبي لهيفُ الضَّرامْ

__________________

(١) خاتمة المستدرك ٢ : ٤٦٨ ، أمل الآمل ٢ : ٥۰.

٣٨٧

لِفَقْدِ بَحرِ العلمِ والمُرتضى

في القولِ والعقلِ وفَصْلِ الخِصامُ

أعني أبا القاسِم شَمسَ العُلى

الماجِدَ المِقدامَ ليتَ الزَّحامْ

أزمّة الدينِ بتدبيرهِ

مَنظومَةٌ ، أحسِنْ بِذاكَ النِّظامْ!

شَبِّهْ بهِ البازِيَّ في بَحثِهِ

وعِندَهُ الفاضِلُ فَرْخُ الحَمامْ

قد أوضحَ الدينَ بتصنيفهِ

من بعدِ ما كانَ شديدَ الظَّلامْ

بعدك أضحَى الناسُ في حَيْرَةِ

عالِمُهُم مشبَّه بالعَوامْ

لولا الَّذي بيَّنَ في كُتْبِهِ

لأشرَفَ الدينُ على الإصْطِلامْ

قَدْ قلتُ للقَبرِ الَّذي ضمَّهُ

کيفَ حَوَيْتَ البحرَ والبَحرُ طامْ؟

عَلَيكَ منِّي ما حدا سائِقٌ

أو غرَّدَ القُمرِيُّ الفا سَلامْ(١)

ولقد رثاه الشيخ محمود بن يحيى بقصيدة منها :

عزَّ العزاءُ فلاتَ حينَ عَزاءِ

مِنْ بَعدِ فُرقَةِ سيِّد الشُّعَراءِ

العالمُ الحَبرُ الإمامُ المُرتضی

عَلَمُ الشَّريعةِ قدوَةُ العُلماءِ

أكذا المنونُ تحطّ أطوادَ الحِجى

ويفيضُ منها بَحرُ كلِّ عَطاءِ

ما للفتاوی لا یُرَدُّ جوابُها

ما للدعاوی غُطِّيتْ بِغِطاءِ

ما ذاكَ إلّا حينَ ماتَ فقيدُنا

شمسُ المعالي أوحَدُ الفُضَلاءِ

ذهبَ الَّذي كنَّا نصولُ بعزِّه

ولسانِهِ الماضي على الأعداءِ

مَنْ الفتاوى المُشكِلاتِ يَحُلُّها

ويُبنُها بالكشفِ والإمضاءِ

مَنْ للكلامِ يَبينُ من أسرارِهِ

معنی حقیقةِ خالِقِ الأشياءِ

مَنْ ذا لِعلْمِ النحو واللُّغةِ التي

جاءت غرائِبُها عَنِ الفصَحاءِ

__________________

(١) أمل الآمل ٢ : ٥١.

٣٨٨

مَنْ للعَروض يَبينُ من أسراره

الخافي ومن للشعرِ والشُّعراءِ

ما خِلْتُ قَبلَ يُحَطُّ في قَعْرِ الثرى

إنَّ البدورَ تغيبُ في الغبراءِ

الموتُ مَحفوظٌ وأبقى بَعدَه

غدرٌ لَعَمرُكَ موتُهُ وبقائي

مولايَ شمسَ الدّينِ يا فخرَ الوَرى

مالي أُنادي لا تُجيبُ ندائي(١)

السيِّد فخار بن معد

وأمّا شمس الدين فهو : السيِّد فخار بن شمس الدین ، شیخ الشرف معدّ بن فخار بن أحمد بن أبي القاسم محمّد بن الحسين بن محمّد بن إبراهيم المجاب ، الموسوي ، الحائري ، الموصوف في التراجم والإجازات بكل جميل ، وهو مؤلّف کتاب (الحجّة على الذاهب إلى تكفير أبي طالبعليه‌السلام ) ، قال في (اللؤلؤة) : (إنَّ هذا الكتاب كان عندي وقد نقلت أكثره في كتاب (سلاسل الحديد في تقييد ابن أبي الحديد) حيث إنه ذكر في (شرح نهج البلاغة) توقُّفه في إسلام أبي طالب ، قال : وقد أشبعنا معه الكلام في الكتاب المزبور ، وبيَّنا ما في كلامه من القصور) ، انتهى(٢) .

وعن رجال النيسابوري : أنه توفّي سنة ٦ ٣۰.

وممّا ينسب إليه من الشعر هذه الأبيات :

سأغسلُ أشعاري الحسانَ وأهجُر

القوافي وأقلى ما حَيِيتُ القوافيا

وألوي عن الآداب عُنْقي وأعتَذِرْ

لَها بَعدَ حُبّي ما أرى القومَ قاليا

فإنِّي أرى الآداب يا أُمَّ مالِكِ

تزيدُ الفتی ممَّا یَرومُ تنائيا

__________________

(١) أمل الآمل ٢ : ٣١٧ ، الغدير ٥ : ٤٤١.

(٢) لؤلؤة البحرين : ٢۸٢.

٣٨٩

انتهى(١) .

وقال ابن أبي الحديد في شرحه : وصنَّفَ بعض الطالبيين في هذا العصر کتاباً في إسلام أبي طالب ، وبعثه إليَّ وسألني أن أكتب عليه بخطّي نثراً أو نظماً ، أشهد فيه بصحَّة ذلك ، وبوثاقة الأدلة عليه ، فتحرَّجتُ أن أحكم بذلك حكماً قاطعاً ؛ لما عند من التوقُّف فيه ، ولم أستجز أن أقعد عن تعظيم أبي طالب ، فإنِّي أعلم أنَّه لولاه لما قامت للإسلام دعامة. وأعلم أن حقّه واجب على كل مسلم في الدنيا إلى أن تقوم الساعة ، فكتبتُ على ظهر المجلَّد :

ولولا أبو طالب وابنُه

لما مَثُلَ الدینُ شَخصْاً فقاما

فذاكَ بمَكَّةَ آوي وحامی

وهذا بِيثربَ جَسَّ الحِماما

تكفَّلَ عبدُ مَنافٍ بأمرٍ

وأودي فكانَ عليٌّ تَماماً

فقُل في ثبيرٍ مضى بَعْدَ ما

قضى ما قضاهُ وأبقى شِماما

فلِلّهِ ذا فاتِحاً للهُدى

وللهِ ذا للمعالي خِتاما

وما ضرَّ مجدَ أبي طالب

جَهولٌ لَغا أو بَصيرٌ تعامى

کما لا یضرُّ بآيِّ الصَّباحِ

من ظنَّ ضوءَ النَّهارِ الظَّلاما(٢)

من كتب في إيمان أبي طالب

وفي فهرست النجاشي : (أنَّ أحمد بن محمّد بن عمّار أبو علي الكوفي ، ثقة جلیل من أصحابنا ، له كتب ، وعدَّ منها كتاب (إيمان أبي طالب) )(٣) .

__________________

(١) بحار الأنوار ١٠٤ : ١٩ نقله من خط الشهيد الأولقدس‌سره .

(٢) شرح نهج البلاغة ١٤ : ۸٣

(٣) رجال النجاشي : ٩٥ رقم ٢٦.

٣٩٠

وفيه أيضاً : (أنَّ أحمد بن محمّد بن أحمد بن طرخان الكندي أبو الحسين الجرجرائي الكاتب ، ثقة ، صحيح السُّماع ، وكان صديقنا ، قتله إنسان يعرف بابن أبی العبَّاس ، يزعم أنّه علوي ؛ لأنّه أنكر عليه نكرة ، وله كتاب (إيمان أبي طالب )(١) .

ولسهل بن أحمد بن عبد الله بن سهل الديباجي كتاب (إيمان أبي طالب)(٢) .

ولعلي بن حمزة البصري من علماء العامّة معاصر الكليني کتاب (إيمان أبي طالب)(٣) .

وللشيخ إمام الشيعة معین الدین مسعود بن علي البيهقي کتاب (سلوة الشيعة)(٤) ، وفيه الأدلة على تحقيق إيمان أبي طالب تفصيلاً.

__________________

(١) رجال النجاشي : ۸٧ رقم ٢١۰.

(٢) رجال النجاشي : ١۸٦ رقم ٤۹٣ ، وفي الأصل : (ولسهل بن اليسع بن عبد الله القمي كتاب إيمان أبي طالب) ، وهو اشتباه ، إذ لم ينص الرجاليون أن لسهل بن اليسع كتاباً بهذا الاسم وما أثبتناه من المصدر ، فتأمَّل.

(٣) إيمان أبي طالب : لأبي نعيم علي بن حمزة البصري اللغوي ، المتوفّى سنة ٣٧٥ هـ ، أحد أعيان أهل اللُّغة الفضلاء المتحققين العارفين بصحيحها من سقيمها. ذكر كتابه هذا الشيخ الطهراني في الذريعة ٢ : ٥١٣ هـ وقال : (نقل من بعض فصوله الحافظ العسقلاني في ترجمة أبي طالب في الإصابة ، وصرح بكونه رافضياً). (مقدمة كتاب إيمان أبي طالب للشيخ المفيد : ۸).

(٤) کتاب (سلوة الشيعة) هو لعلي بن أحمد الفنجكردي الأديب النيسابوري ، فلاحظ. [ينظر : معالم العلماء : ١۰٦ رقم ٤۸١ ، أمل الآمل ٢ : ١٧٥ رقم ٥٢٦ ، الذريعة ١٢ : ٢٢٣ رقم ١٤٧١] وأما مؤلفات فخر الزَّمان أبي المحاسن مسعود بن علي بن أحمد الصواني البيهقي المتوفّى سنة ٥٤٤ هـ، فهي : أعلاق الملوین وأخلاق الأخوين في طبقات النحاة (مجلدين) ، بغية المصادر ، التذكرة بمعرفة رجال الكتب العشرة (أربع مجلدات) ، تفسير القرآن ، التلقيح في الأُصول ، التوابع واللوامع في الأُصول ديوان شعر ، شرح الحماسة ، صيقل الألباب في الأُصول ، بصب المصدر [ينظر : هدية العارفين ٢ : ٤٢۸ ، معجم المؤلفين ١٢ : ٢٢٧].

٣٩١

وکتاب (منى الطالب في إيمان أبي طالب) للشيخ المفيد أبي سعيد محمّد بن أحمد بن الحسين النيسابوري ، ذكره الشيخ منتجب الدين(١) .

وکتاب (إيمان أبي طالب) للشيخ المفيدرحمه‌الله مذكور في قائمة البحار(٢) .

وروى أبو الفداء في تاريخه المعروف عن ابن عبَّاس : (أنَّ أبا طالب أسلم عند موته)(٣) .

إثبات إيمانه من كتب العامّة

ونقل المحقِّق الفريد شهاب الدين أحمد بن محمّد الخفاجي المتوفّى سنة ١٠٦٩ في كتاب (طراز المجالس)(٤) عن خط أبي العبَّاس أحمد بن أبي طالب بن الشّحنة ـ بالكسر ـ المحدِّث المشهور ، وابن حجّة الحموي الحنفي في (ثمرات الأوراق) نقلاً عن هشام بن السائب : (أنه لما حضرت الوفاة أبا طالب عمَّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله جمع إليه وجوه قريش فأوصاهم ، وقال :

يا معشر قريش ، أنتم صفوة الله من خلقه ، وقلب العرب ، وفيكم السيِّد المطاع ، وفيكم المقدِّم الشجاع ، والواسع البال ، واعلموا أنكم لم تتركوا للعرب في المآثر نصيباً إلا أحرزتموه ، ولا شرفاً إلا أدركتموه ، فلكم بذلك على الناس الفضيلة ، ولهم إليكم الوسيلة ، والناس لكم حرب وعلى حربكم ألْبٌ ، وإني اُوصيكم بتعظيم هذه البَنيَّة ، فإن فيها مرضاةً للربّ وقواماً للمعاش ، ونبأةً(٥) للوطأة ، صِلوا أرحامكم ولا

__________________

(١) فهرست منتجب الدين : ١۰٢ رقم ٣٦١.

(٢) بحار الأنوار ١ : ٧ ، وكتابه هذا مطبوع معروف.

(٣) المختصر في أخبار البشر ١ : ١٢۰.

(٤) راجع : ص ٢۰۹.

(٥) في الأصل : (وثبات) ، وما أثبتناه من المصدر.

٣٩٢

تقطعوها ، فإنَّ في صلة الرحم منسأةً للأجل وزيادةً للعلم ، واتركوا البغي والعقوق فبهِما هَلَكَتِ القرونُ قبلَكُم ، وأجيبوا السائل وأعطوا الداعي فإنّ فيهما شرفَ الحياة والممات ، وعليكم بالصدق في الحديث ، وأدُّوا الأمانة ، فإنَّ فيهما محبّةً للخاص ومَكْرُمَةً للعام. وإنِّي اُوصيكم بمحمّد خيرا ، فإنَّه الأمين في قريش ، والصدِّيق في العرب ، وهو الجامع لكل ما أوصيتكم به ، وقد جاء بأمر قَبِلَهُ الجَنانُ ، وأنكره اللّسان مخافة الشنآن.

وأيمُ اللهِ : كأنَّي أنظر إلى صعاليك العرب وأهل الوبر في الأطراف والمستضعفين من الناس قَدْ أجابوا دعوته ، وصدَّقوا كلمته ، وعظّموا أمره ، فخاض بهم غمرات الموت ، فصارت رؤساء قريش وصنادیدها أذناباً ، ودورها خراباً ، وضعضاؤها أرباباً ، وأعظمهم عليه أحوجهم إليه ، وأنفرهم منه أحظاهم عنده ، قَدْ مَحَضَتْهُ العربُ ودادَها ، وأصفت له فؤادها ، وأعطت له قيادها دونكم.

يا معشر قريش ، وكونوا له ولاة ، ولحزبه حماة ، والله لا يسلك أحدكم سبيله إلّا رَشُدَ ، ولا يأخذ أحد بهديه إلا سَعِدَ ، ولو كان لنفسي مَدَّةٌ أو لأجلي تأخيرٌ لكففتُ عنه الهزاهز ، ولدفعت عنه الدواهي ، ثُمَّ هلك)(١) .

قال الخفاجي : (ومن الغريب هنا ما قاله القرطبي : سمعت أنَّ الله أحيا للنبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله عمَّه أبا طالب فآمن به. كذا في شرح البخاري للعيني في التفسير من سورة (التوبة) ) ، انتهى(٢) .

وأما عند الشيعة فإيمانه من المسلَّمات ، بل ضروري.

__________________

(١) طراز المجالس : ٢۰۹ ، ثمرات الأوراق ١ : ٢۹٧ ، روضة الواعظين : ١٣۹ عن الإمام الصادقعليه‌السلام مرسلاً نحوه ، السيرة الحلبية ٢ : ٤٩ ، تاریخ الخميس ١ : ٣۰۰ ، الدرجات الرفيعة : ٦٠ عن الكلبي.

(٢) طراز المجالس : ٢۰۹ ، عمدة القاري ١۸ : ٢٧٧.

٣٩٣

شاذان بن جبرئیل

وأمّا الإمام أبو الفضل : فهو سديد الدين شاذان بن جبرئيل بن إسماعيل أبي طالب القمّي ، نزيل مهبط وحي الله ، ودار هجرة رسول الله ، صاحب المؤلَّفات البديعة التي منها رسالة (إزاحة العلّة في معرفة القبلة) ، وقد أدرجها العلَّامة المجلسيرحمه‌الله في البحار(١) ، وكتاب (الفضائل) المعروف ومختصره المسمّى بـ(الروضة)(٢) .

وله كتاب (تحفة المؤلف الناظم ، وعمدة المكلّف الصائم) وکان معاصراً لابن إدريس الحِلّي صاحب (السرائر)(٣) ولم أعثر على من ذكر تاریخ وفاته(٤) .

عماد الدين الطبري

وأمّا الشيخ العماد فهو : أبو جعفر محمّد بن أبي القاسم علي بن محمّد بن علي الطبري الآملي ، كان مجاور النَّجف الأشرف في عشر سنين وخمس مائة ، قرأ على الشيخ أبي علي ابن الشيخ أبي جعفر الطوسيرحمه‌الله ، وله تصانیف منها : كتاب (الفرج في الأوقات ، والمخرج بالبيِّنات) و (شرح مسائل الشيعة)(٥) وله

__________________

(١) بحار الأنوار ٨١ : ٧٤ ـ ٨٦.

(٢) هناك كلام في شبهة نسبة الكتاب إليه استقصاء الشيخ آغا بزرك الطهرانيرحمه‌الله ، في كتابه الذريعة ج ١١ ص ٢۸٢ رقم ١٧٢١ ، فراجع.

(٣) بحار الأنوار ١۰٦ : ٢٣ ـ ٢٤ ، ذكره الشيخ حسن في إجازته الكبيرة المندرجة في بحار الأنوار.

(٤) في نسخة الفضائل المطبوعة في النجف الأشرف أنَّه توفي حدود سنة ٦٦٠ هـ ، الفضائل : ١ ط.

(٥) كذا في الأصل وبعض المصادر ، وفي العديد من الكتب الرجالية : (شرح مسائل الذريعة).

٣٩٤

أيضاً كتاب (بشارة المصطفى لشيعة المرتضی) سبعة عشر جزءاً ، وكتاب (الزهد والتقوى)(١) .

الشيخ حسن بن محمّد الطوسي

وأمّا أبو علي : فهو الشيخ المؤتمن مفيد الدين الحسن بن محمّد الطوسي ، له كتب منها :

(الأمالي) المعروف ، الَّذي هو غير أمالي والده الشيخ الطوسي ، وإن كانت أخباره عن والده أيضاً ، ومنها (شرح نهاية والده) ، و (المرشد إلى سبيل المتعبِّد) ، وكان من أعاظم تلامذة والده والدَّيلمي وغيرهما.

وعن جدِّي المجلسي : (أنه كان ثقة فقيهاً ، عارفاً بالأخبار والرجال )(٢) .

وقَدْ يلقَّب : بالمفيد الثاني ، واُمُّه بنت الشيخ المسعود ورَّام ، وكانت فيها الفضل والصلاح ، ولها ولأُختها اُمّ السيِّد ابن طاووس إجازة على جميع مصنَّفاته ورواياته ، ويثني عليهما ، ودفن في النَّجف بجنب أبيه ، ولم أعثر على تاريخ وفاته(٣) .

__________________

(١) فهرست منتجب الدين : ١۰٧ رقم ٣۸۸ ط مكتبة المرعشي ، وریاض العلماء ٥ : ١٧ ، هدية العارفین ٢ : ۸٦ وكتابه البشارة طبع عدة طبعات. (٢) ذكره عن المجلسي الأول السيِّد الأمين في أعيان الشيعة ٥ : ٢٤٤.

(٣) ينظر ترجمته في : خاتمة المستدرك ٣ : ١٢٣.

٣٩٥

والده الشيخ الطوسي

وأمَّا أبو جعفر والده فهو : محمّد بن الحسن بن علي الطوسيرحمه‌الله وفي ریاض العلماء : (أنَّ المسعودي صاحب التاريخ هو جدّ الشيخ الطوسي رحمه‌الله من طرف أُمه ، كما يقال )(١) .

وكيف كان فهو شيخ الطائفة المحقّة ، ورافع أعلام الشريعة الحقَّة ، إمام الفرقة بعد الأئمَّة المعصومين ، وعماد الشيعة الإمامية في كلّ ما يتعلَّق بالمذهب والدین ، محقِّق الأُصول والفروع ، ومهذِّب فنون المعقول والمسموع(٢) .

ثقة ، صدوق ، عین ، عارف بالأخبار والرجال والفقه والأُصول والكلام والأدب ، جميع الفضائل تنسب إليه ، صئَّف في كل فنون الإسلام ، وهو المهذِّب للعقائد في الأُصول والفروع ، والجامع لكمالات النفس في العلم والعمل ، وكان تلميذ الشيخ المفيد محمّد بن النعمان.

ولد قدس الله روحه في رمضان سنة ٣۸ ٥ ، وقدم العراق في شهور سنة ٤٠٨ ، وتوفيرحمه‌الله ليلة الاثنين في الثاني والعشرين من المحرَّم سنة ٤٦٠ ، بالمشهد المقدَّس الغروي ، ودفن بداره.

__________________

(١) قال محقق کتاب التبيان في مقدمة تحقيقه ، ما نصّه : (حكي عن صاحب (الرياض) : (ان المؤرخ المسعودي صاحب (مروج الذهب) جدّ الشيخ الطوسي من طرف اُمِّه). وهذا مستبعد أيضاً ، وعلى فرض وجود علاقة فليست بهذا القرب ، يعني : ليس جدّه بلا واسطة فلعل اُمَّه من بناته فقد طاف المسعودي فارس وکرمان سنة ٣۰۹ هـ فلعله تزوج في إيران وأعقب بها ، أما وفاته فهي بمصر عام ٣٤٦ هـ ولزيادة الاطلاع على أحواله راجع (فوات الوفيات) لابن شاکر ج ٢ ص ٥٧ طبع عام ١٢۸٣ هـ و (الفهرست) لابن الندیم ص ٢١۹ طبع مصر و (تاریخ آداب اللُّغة العربية) لجرجي زيدان ج ٢ ص ٣١٣ وغير ذلك). (التبيان ١ : ١٤ المقدمة).

(٢) الفوائد الرجالية ٣ : ٢٢٧.

٣٩٦

قال الحسن بن مهدي السليقي : (تولَّيت أنا والشيخ أبو محمّد بن عبد الواحد العين زربي ، والشيخ أبو الحسن اللؤلؤي غسله في تلك الليلة ودفنه. وكان يقول أولاً بالوعيد ، ثُمَّ رجع وهاجر إلى مشهد أمير المؤمنين عليه‌السلام خوفاً من الفتن التي تجددت ببغداد وأحرقت كتبه ، وکرسياً كان يجلس عليه للكلام )(١) .

ويعلم من هذا التاريخ أنهرحمه‌الله ولد بعد وفاة الصدوقرحمه‌الله بأربع سنين(٢) ، وأنه عمَّر خمساً وسبعين سنة ، وأنه يوم وروده العراق كان في سن ثلاث وعشرین ، وإن مقامه فيها مع المفيد كان نحواً من خمس سنين ، فإنهرحمه‌الله توفي سنة ٤١٣(٣) ، ومع السيِّد المرتضی نحواً من ثمان وعشرين سنة ، فإنهرحمه‌الله توفّي سنة ٤٣٦(٤) وبقي بعد السيِّد أربعاً وعشرين سنة : اثنتي عشرة سنة منها في بغداد ، لأنَّ الفتنة التي كانت بين الشيعة وأهل السنَّة ، وصارت سبباً لمهاجرته من بغداد ، كانت سنة ٤٤٨ كما ستعرف ، فكان بقاؤه في المشهد الغروي اثنتي عشرة سنة ، ودفن في داره ، وقبره مزار يتبرَّكُ به ، وصارت داره مسجداً باقياً إلى الآن(٥) .

__________________

(١) خلاصة الأقوال : ٢٤۹ رقم ٤٧.

(٢) کانت وفاة الشيخ الصدوقرحمه‌الله سنة ٣۸١ هـ.

(٣) أي : الشيخ المفيدرحمه‌الله .

(٤) أي : السيِّد المرتضىرحمه‌الله .

(٥) خاتمة المستدرك ٣ : ١٦٧.

٣٩٧

قال جدِّي بحر العلوم في رجاله :(وقد جدَّد مسجده في حدود سنة ١١۹۸ ، فصار من أعظم المساجد في الغري المشرَّف ، وكان ذلك بترغيبنا بعض الصلحاء أهل السعادة ) ، انتهى(١) .

وقال القاضي نور اللهرحمه‌الله في مجالسه : (ذكر ابن كثير الشامي في تاريخه في ترجمة الشيخ : أنه كان فقيه الشيعة ، مشتغلاً بالإفادة في بغداد ، إلى أن وقعت الفتنة بين الشيعة والسنة سنة ٤٤٨ ، واحترقت كتبه وداره في باب الكرخ ، فانتقل إلى النَّجف ، وبقي هناك إلى أن توفّي في شهر محرم الحرام سنة ٤٦٠ ) ، انتهى(٢) .

__________________

(١) الفوائد الرجالية ٣ : ٢٣۹ ، وقال محققا الكتاب بهامش هذه العبارة ما نصّه : (وموقع المسجد العظيم ـ هذا ـ قريب من باب الصحن العلوي المطهر حيث الجهة الشمالية ، وبهذه المناسبة سمي باب الصحن باسم (باب الطوسي) وهكذا سمي الشارع المفتوح ـ أخيراً ـ باسم (شارع الطوسي). أما تأسيس هذا المسجد ، فلا يستطيع التأريخ أن يقف منه على دقة ، سوى أنه أتخذ مسجداً بعد وفاة الشيخ ودفنه فيه. ومعنى ذلك : يكون تأريخ مسجديته بعد سنة ٤٦٠ هجرية بلا فصل. والعمارة التي يشير إليها سيدنا ـ في المتن ـ هي العمارة الثانية لهذا المسجد ـ أو الثالثة ـ فقد كان قائماً ، وأمر السيِّد بتجديده ـ كما تشير إليه عبارته ـ والعمارة التي تليها ، كانت بأمر جدنا الحجة الورع الحسين بن الرضا بن السيِّد بحر العلوم المتوفى سنة ١٣۰٦ هـ وذلك سنة ١٣۰٥ هـ. فكانت عمارة آية في الابداع والفن وفي سنة ١٣٦۹ هـ تفتح الحكومة العراقية شارعاً يبدأ من باب الصحن ـ باب الطوسي (وينتهي إلى أول وادي السلام ، فيطل المسجد على الشارع العام ـ بعد أن عملت الأثرة يومئذ ـ فأخذت من عرضه غير المستحق. وظل المسجد ـ هكذا ـ مبعثر الجوانب ، منخفض الساحة ، منتفض الجدران حَتَّى قيض الله له الساعة المباركة ، فكان أن شيد بأحسن تشيد بتوجيه وترغيب سماحة آية الله الحجّة التقي من آل بحر العلوم ـ إمام الجامع ـ وتبرع لفيف من المؤمنين في النجف الأشرف وخارجه ، وصرف عليه قرابة (٠٠٠/١٤ ألف دينار) فجاء تشييداً فخماً نادر النظير ، فأصبح اليوم ـ من (جوامع البلد) المهمة حاشداً بالمصلين وبالتدارس والتدريس ـ كل يوم ـ ) , (انتهى).

واليوم في سنتنا هذه سنة ١٤٣١ هـ جدد بناء المسجد وبحلة قشيبة برعاية دائرة الوقف الشيعي ، وإمامة الجماعة فيه هي لسماحة العلامة السيِّد محمّد علي ابن السيِّد محمّد آل بحر العلوم حفظه الله وهو الَّذي تفضل علينا بمراجعة كتابنا هذا الَّذي بين يديك فجزاه الله عن المؤلف رحمه‌الله وعنا خير جزاء المحسنين.

(٢) مجالس المؤمنين ١ : ٤۸۰ ، عنه خاتمة المستدرك ٣ : ١٦٨.

٣٩٨