مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل الجزء ١٦

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل12%

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 494

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧
  • البداية
  • السابق
  • 494 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 343984 / تحميل: 4991
الحجم الحجم الحجم
مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل الجزء ١٦

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

والياً على الكوفة سبع سنين وهو لا يدع ذم علي والوقوع فيه(1) . وقد أراد معاوية بذلك أن يصرف القلوب عن الإمام (عليه السلام) وأن يحول بين الناس وبين مبادئه التي أصبحت تطارده في قصوره.

يقول الدكتور محمود صبحي : لقد أصبح علي جثة هامدة لا يزاحمهم في سلطانهم ، ويخيفهم بشخصه ، ولا يعني ذلك ـ أي سبّ الإمام ـ إلا أنّ مبادئه في الحكم وآراءه في السياسة كانت تنغّص عليهم في موتهم كما كانت في حياته(2) .

لقد كان الإمام رائد العدالة الإنسانية والمثل الأعلى لهذا الدين ، يقول الجاحظ : لا يعلم رجل في الأرض متى ذكر السبق في الإسلام والتقدم فيه ، ومتى ذكر النخوة والذب عن الإسلام ، ومتى ذكر الفقه في الدين ، ومتى ذكر الزهد في الأمور التي تناصر الناس عليها كان مذكوراً في هذه الخلال كلها إلا في علي(3) .

ويقول الحسن البصري : والله ، لقد فارقكم بالأمس رجل كان سهماً صائباً من مرامي الله عز وجل ، رباني هذه الأمة بعد نبيها (صلى الله عليه وآله) وصاحب شرفها وفضلها وذا القرابة القريبة من رسول الله (صلى الله عليه وآله) غير مسؤم لأمر الله ، ولا سروقة لمال الله أعطى القرآن عزائمه فأورده رياضاً مونقة ، وحدائق مغدقة ذلك علي بن أبي طالب(4) .

لقد عادت اللعنات التي كان يصبها معاوية وولاته على الإمام بإظهار فضائله ؛ فقد برز الإمام للناس أروع صفحة في تأريخ الإنسانية كلها ، وظهر للمجتمع أنّه المنادي الأول بحقوق الإنسان ، والمؤسس الأول للعدالة الاجتماعية

__________________

(1) تأريخ الطبري 6 / 141 طبع أوربا.

(2) نظرية الإمامة لدى الشيعة الإثنى عشرية / 282.

(3) الإسلام والحضارة العربية 2 / 145.

(4) مناقب ابن المغازلي / رقم الحديث 69.

١٦١

في الأرض. لقد انطوت السنون والأحقاب واندكت معالم تلك الدول التي ناوئت الإمام ، سواء أكانت من بني أمية أم من بني العباس ، ولم يبقَ لها أثر ، وبقي الإمام (عليه السلام) وحده قد احتل قمّة المجد فها هو رائد الإنسانية الأول وقائدها الأعلى وإذا بحكمه القصير الأمد يصبح طغراءً في حكام هذا الشرق ، وإذا الوثائق الرسمية التي أثرت عنه تصبح مناراً لكل حكم صالح يستهدف تحقيق القضايا المصيرية للشعوب ، وإذا بحكم معاوية أصبح رمزاً للخيانة والعمالة ورمزاً لاضطهاد الشعوب واحتقارها.

ستر فضائل أهل البيت :

وحاول معاوية بجميع طاقاته حجب فضائل أهل البيت (عليهم السلام) وستر مآثرهم عن المسلمين ، وعدم إذاعة ما أثر عن النبي (صلى الله عليه وآله) في فضلهم.

يقول المؤرخون : إنّه بعد عام الصلح حج بيت الله الحرام فاجتاز على جماعة فقاموا إليه تكريماً ولم يقم إليه ابن عباس ، فبادره معاوية قائلاً : يابن عباس ما منعك من القيام؟ كما قام أصحابك إلا لموجدة علي بقتالي إياكم يوم صفين! يابن عباس ، إنّ ابن عمي عثمان قتل مظلوماً!

فردّ عليه ابن عباس ببليغ منطقه قائلاً : فعمر بن الخطاب قد قُتل مظلوماً ، فسلم الأمر إلى ولده ، وهذا ابنه ـ وأشار إلى عبد الله بن عمر ـ.

أجابه معاوية بمنطقه الرخيص :

إنّ عمر قتله مشرك.

فانبرى ابن عباس قائلاً :

فمَنْ قتل عثمان؟

١٦٢

ـ قتله المسلمون.

وأمسك ابن عباس بزمامه فقال له : فذلك أدحض لحجتك إن كان المسلمون قتلوه وخذلوه فليس إلاّ بحق.

ولم يجد معاوية مجالاً للردّ عليه ، فسلك حديثاً آخر أهم عنده من دم عثمان فقال له : إنّا كتبنا إلى الآفاق ننهي عن ذكر مناقب علي وأهل بيته فكف لسانك يابن عباس.

فانبرى ابن عباس بفيض من منطقه وبليغ حجته يسدد سهاماً لمعاوية قائلاً : فتنهانا عن قراءة القرآن؟

ـ لا.

ـ فتنهانا عن تأويله؟

ـ نعم.

ـ فنقرأه ولا نسأل عما عنى الله به؟

ـ نعم.

ـ فأيهما أوجب علينا قراءته أو العمل به؟

ـ العمل به.

ـ فكيف نعمل به حتى نعلم ما عنى الله بما أنزل علينا؟

ـ سل عن ذلك ممن يتأوله على غير ما تتأوله أنت وأهل بيتك.

ـ إنما نزل القرآن على أهل بيتي ، فأسأل عنه آل أبي سفيان وآل أبي معيط؟!

ـ فاقرؤوا القرآن ، ولا ترووا شيئاً مما أنزل الله فيكم ، ومما قاله رسول الله (صلى الله عليه وآله) فيكم ، وارووا ما سوى ذلك.

١٦٣

وسخر منه ابن عباس ، وتلا قوله تعالى :( يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلّا أَن يُتِمّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ) .

وصاح به معاوية : اكفني نفسك وكفّ عنّي لسانك ، وإن كنت فاعلاً فليكن سرّاً ولا تسمعه أحداً علانية(1) .

ودلّت هذه المحاورة على عمق الوسائل التي اتّخذها معاوية في مناهضته لأهل البيت وإخفاء مآثرهم.

وبلغ الحق بمعاوية على الإمام أنّه لما ظهر عمرو بن العاص بمصر على محمد بن أبي بكر وقتله ، استولى على كتبه ومذكراته وكان من بينها عهد الإمام له ، وهو من أروع الوثائق السياسية فرفعه ابن العاص إلى معاوية فلما رآه قال لخاصته : إنّا لا نقول هذا من كتب علي بن أبي طالب ولكن نقول هذا من كتب أبي بكر التي كانت عنده(2) .

التحرج من ذكر الإمام :

وأسرف الحكم الأموي إلى حد بعيد في محاربة الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) فقد عهد بقتل كل مولود يسمى علياً ، فبلغ ذلك علي بن رباح فخاف ، وقال : لا أجعل في حل من سماني علياً فإن اسمي علي ـ بضم العين ـ(3) .

ويقول المؤرخون : إنّ العلماء والمحدثين تحرجوا من ذكر الإمام علي والرواية عنه خوفاً من بني أمية فكانوا إذا أرادوا أن يرووا عنه يقولون :

__________________

(1) حياة الإمام الحسن 2 / 343.

(2) شرح النهج 2 / 28.

(3) تهذيب التهذيب 7 / 319.

١٦٤

روى أبو زينب(1) ، وروى معمر عن الزهري عن عكرمة عن ابن عباس قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : «إنّ الله عز وجل منع بني إسرائيل قطر السماء لسوء رأيهم في أنبيائهم ، واختلافهم في دينهم ، وإنّه أخذ على هذه الأمّة بالسنين ، ومنعهم قطر السماء ببغضهم علي بن أبي طالب».

قال معمر : حدثني الزهري في مرضة مرضها ، ولم اسمعه يحدث عن عكرمة قبلها ولا بعدها فلما أبل من مرضه ندم على حديثه لي وقال : يا يماني اكتم هذا الحديث ، واطوه دوني فإن هؤلاء ـ يعني بني أميّة ـ لا يعذرون أحداً في تقريض علي وذكره.

قال معمر : فما بالك عبت علياً مع القوم وقد سمعت الذي سمعت؟!

قال الزهري : حسبك يا هذا إنّهم أشركونا مهامهم فاتبعناهم في أهوائهم(2) .

وقد امتحن المسلمون امتحاناً عسيراً في مودتهم للإمام وتحرجوا أشدّ التحرّج في ذلك ، يقول الشعبي : ماذا لقينا من علي إن أحببناه ذهبت دنيانا وإن بغضناه ذهب ديننا.

ويقول الشاعر :

حبّ علي كله ضرب بر

جفّ من تذكاره القلب

هذه بعض المحن التي عاناها المسلمون في مودتهم لأهل البيت (عليهم السلام) التي هي جزء من دينهم.

__________________

(1) شرح النهج 11 / 14.

(2) مناقب ابن المغازلي / رقم الحديث 149.

١٦٥

مع الشيعة :

واضطهدت الشيعة أيام معاوية اضطهاداً رسمياً في جميع أنحاء البلاد ، وقوبلوا بمزيد من العنف والشدّة ، فقد انتقم منهم معاوية كأشدّ ما يكون الانتقام قسوة وعذاباً ، فقد قاد مركبة حكومته على جثث الضحايا منهم ، وقد حكى الإمام الباقر (عليه السلام) صوراً مريعة من بطش الأمويين بشيعة آل البيت (عليهم السلام) يقول : «وقتلت شيعتنا بكل بلدة ، وقطعت الأيدي والأرجل على الظنّة ، وكان من يذكر بحبنا والانقطاع إلينا سجن أو نهب ماله أو هدمت داره»(1) .

وتحدّث بعض رجال الشيعة إلى محمد بن الحنفية عمّا عانوه من المحن والخطوب بقوله : فما زال بنا الشين في حبكم حتى ضُربت عليه الأعناق ، وأبطلت الشهادات ، وشردنا في البلاد ، وأوذينا حتى لقد هممت أن أذهب في الأرض قفراً ، فأعبد الله حتى ألقاه ، لولا أن يخفى عليّ أمر آل محمد (صلى الله عليه وآله) وحتى هممت أن أخرج مع أقوام(2) شهادتنا وشهادتهم واحدة على أمرائنا فيخرجون فيقاتلون(3) .

لقد كان معاوية لا يتهيب من الإقدام على اقتراف أية جرية من أجل أن يضمن ملكه وسلطانه ، وقد كانت الشيعة تشكّل خطراً على حكومته فاستعمل معهم أعنف الوسائل وأشدها قسوة من أجل القضاء عليهم ، ومن بين الإجراءات القاسية التي استعملها ضدهم ما يلي :

__________________

(1) شرح نهج البلاغة ـ لابن أبي الحديد 3 / 15.

(2) الأقوام : هم الخوارج.

(3) طبقات ابن سعد 5 / 95.

١٦٦

القتل الجماعي

وأسرف معاوية إلى حد كبير في سفك دماء الشيعة ، فقد عهد إلى الجلادين من قادة جيشه بتتبع الشيعة وقتلهم حيثما كانوا ، وقد قتل بسر بن أبي أرطأة بعد التحكيم ثلاثين ألفاً عدا مَنْ أحرقهم بالنار(1) ، وقتل سمرة بن جندب ثمانية آلاف من أهل البصرة(2) ، وأمّا زياد بن أبيه فقد ارتكب أفظع المجازر فقطع الأيدي والأرجل وسمل العيون ، وأنزل بالشيعة من صنوف العذاب ما لا يوصف لمرارته وقسوته.

إبادة القوى الواعية :

وعمد معاوية إلى إبادة القوى المفكرة والواعية من الشيعة ، وقد ساق زمراً منهم إلى ساحات الإعدام ، وأسكن الثكل والحداد في بيوتهم ، وفيما يلي بعضهم :

1 ـ حجر بن عدي :

لقد رفع حجر بن عدي علم النضال ، وكافح عن حقوق المظلومين والمضطهدين ، وسحق إرادة الحاكمين من بني أميّة الذين تلاعبوا في مقدرات الأمّة وحولوها إلى مزرعة جماعية لهم ولعملائهم وأتباعهم.

لقد استهان حجر من الموت وسخر من الحياة ، واستلذّ الشهادة في سبيل عقيدته ، فكان أحد المؤسسين لمذهب أهل البيت (عليه السلام).

__________________

(1) شرح النهج 2 / 6.

(2) الطبري 6 / 32.

١٦٧

وامتحن حجر كأشدّ ما تكون المحنة قسوة حينما رأى السلطة تعلن سب الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) وترغم الناس على البراءة منه فأنكر ذلك ، وجاهر بالردّ على ولاة الكوفة ، واستحلّ زياد بن أبيه دمه فألقى عليه القبض ، وبعثه مخفوراً مع كوكبة من إخوانه إلى معاوية ، وأوقفوا في (مرج عذراء) فصدرت الأوامر من دمشق بإعدامهم ، ونفذ الجلادون فيهم حكم الإعدام فخرت جثثهم على الأرض وهي ملفعة بدم الشهادة والكرامة وهي تضيء للناس معالم الطريق نحو حياة أفضل لا ظلم فيها ، ولا طغيان.

مذكرة الإمام الحسين

وفزع الإمام الحسين حينما وافته الأنباء بمقتل حجر فرفع مذكرة شديدة اللهجة إلى معاوية ذكر فيها أحداثه وبدعه ، والتي كان منها قتله لحجر والبررة من أصحابه ، وقد جاء فيها : «ألست القاتل حجراً أخا كندة والمصلّين العابدين الذين كانوا ينكرون الظلم ويستعظمون البدع ، ولا يخافون في الله لومة لائم. قتلتهم ظلماً وعدواناً من بعد ما كانت أعطيتهم الأيمان المغلّظة ، والمواثيق المؤكّدة أن لا تأخذهم بحدث كان بينك وبينهم ولا بإحنة تجدها في نفسك عليهم؟!»(1)

واحتوت هذه المذكّرة على ما يلي :

1 ـ الإنكار الشديد على معاوية لقتله حجراً وأصحابه من دون أن يقترفوا أو يحدثوا فساداً في الأرض.

2 ـ إنها أشادت بالصفات البطولية في هؤلاء الشهداء من إنكار الظلم ،

__________________

(1) حياة الإمام الحسن 2 / 365.

١٦٨

ومقاومة الجور ، واستعظام البدع والمنكرات التي أحدثتها حكومة معاوية ، وقد هبّوا إلى ميادين الجهاد ، لإقامة الحقّ ، ومناهضة المنكر.

3 ـ إنّها أثبتت أنّ معاوية قد أعطى حِجْرَاً وأصحابه عهداً خاصاً في وثيقة وقّعها قبل إبرام الصلح أنْ لا يعرض لهم بأي إحنة كانت بينه وبينهم ، ولا يصيبهم بأي مكروه ، ولكنّه قد خاس بذلك فلمْ يفِ به ، كما لمْ يفِ للإمام الحسن بالشروط التي أعطاها له ، وإنّما جعلها تحت قدميه ، كما أعلن ذلك في خطابه الذي ألقاه في النُّخيلة.

لقد كان قتلُ حِجْر مِن الأحداث الجسام في الإسلام ، وقد توالت صيحات الإنكار على معاوية مِن جميع الأقاليم الإسلامية ، وقد ذكرناها بالتفصيل في كتابنا (حياة الإمام الحسن (عليه السّلام».

2 ـ رشيد الهجري :

وفي فترات المحنة الكبرى التي مُنِيَتْ بها الشيعة في عهد ابن سُميّة تعرّض رشيد الهجري لأنواع المِحن والبلوى ، فقد بعث زياد شرطته إليه ، فلمّا مَثُلَ عنده صاح به (ما قال لك خليلك ـ يعني علياً ـ أنّا فاعلون بك؟).

فأجابه بصدق وإيمان : (تقطعون يدي ورجلي ، وتصلبوني) ، وقال الخبيث مستهزءاً وساخراً :

(أما والله لأكذبنَّ حديثه ، خلّوا سبييله). وخلّت الجلاوزة سراحه ، وندم الطاغية فأمر بإحضاره فصاح به :

(لا نجد شيئاً أصلح ممّا قال صاحبك : إنّك لا تزال تبغي لنا سوءاً إنْ بقيت ، اقطعوا يديه ورجليه).

وبادر الجلادون فقطعوا يديه ورجليه ، وهو غير حافل بما يعانيه مِن الآلام.

ويقول المؤرخون : إنّه أخذ يذكر مثالب بني أُميّة ، ويدعو إلى إيقاظ الوعي والثورة ، ممّا غاظ ذلك زياداً فأمر بقطع

١٦٩

لسانه(1) الذي كان يطالب بالحقّ والعدل ، وينافح عن حقوق الفقراء والمحرومين.

3 ـ عمرو بن الحمق الخزاعي :

ومِن شهداء العقيدة : الصحابي العظيم عمرو بن الحمق الخزاعي الذي دعا له النّبي (صلّى الله عليه وآله) أنْ يمتّعه الله بشبابه ، واستجاب الله دعاء نبيه ، فقد أخذ عمرو بن حمق الثمّانين عاماً ولمْ ترَ في كريمته شعرة بيضاء(2) ، وتأثر عمرو بهدي أهل البيت ، وأخذ مِن علومهم ، فكان مِن أعلام شيعتهم.

وفي أعقاب الفتنة الكبرى التي مُنِيَتْ بها الكوفة في عهد الطاغية زياد بن سُميّة شعر عمرو بتتبع السلطة له ، ففرّ مع زميله رفاعة بن شدّاد إلى الموصل ، وقبل أنْ ينتهيا إليه كمنا في جبل ليستجما فيه ، وارتابت الشرطة فبادرت إلى إلقاء القبض على عمرو.

أمّا رفاعة ، ففرّ ولمْ تستطع أنْ تُلقي عليه القبض ، وجيئ بعمرو مخفوراً إلى حاكم الموصل عبد الرحمن الثقفي ، فرفع أمره إلى معاوية ، فأمره بطعنه تسع طعنات بمشاقص(3) ، لأنّه طعن عثمّان بن عفان ، وبادرت الجلاوزة إلى طعنه فمات في الطعنة الأولى ، واحتُزّ رأسه الشريف ، وأُرسل إلى طاغية دمشق ، فأمر أنْ يُطاف به في الشام.

ويقول المؤرخون : إنّه أوّل رأس طيف به في الإسلام ، ثمّ أمر به معاوية أنْ يُحمل إلى زوجته السيّدة آمنة بنت شريد ، وكانت في سجنه ، فلمْ تشعر إلاّ ورأس زوجها قد وضع في حجرها ، فذعرت وكادت أنْ تموت ، وحُمِلَتْ مِن السجن إلى معاوية ، وجرت بينها وبينه محادثات دلّت على ضِعة معاوية ، واستهانته بالقيم العربية والإسلامية ، القاضية بمعاملة المرأة معاملةً كريمةً ، ولا تؤخذ بأي ذنب يقترفه زوجها أو غيره.

__________________

(1) سفينة البحار 1 / 522.

(2) الإصابة 2 / 526.

(3) المشاقص : ـ جمع مفردة مشقص ـ النصل العريض أو سهم فيه نصل عريض.

١٧٠

مذكّرة الإمام الحُسين :

والتاع الإمام الحًسين (عليه السّلام) أشدّ ما تكون اللوعة حينما علم بقتل عمرو ، فرفع مذكرةً إلى معاوية عدّد فيها أحداثه ، وما تعانيه الأُمّة في عهده من الاضطهاد والجور ، وجاء فيما يخص عمرو :

«أوَ لستَ قاتل عمرو بن الحمق ، صاحب رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ، العبد الصالح ، الذي أبلته العبادة ، فنحل جسمه ، واصفرّ لونه ، بعدما أمِنته ، وأعطيته مِن عهود الله ومواثيقه ما لو أعطيته طائراً لنزل إليك مِن رأس الجبل ، ثمّ قتلته جراءة على ربّك ، واستخفافاً بذلك العهد»(1) .

لقد خاس معاوية بما أعطاه لهذا الصحابي الجليل ـ بعد الصلح ـ مِن العهد والمواثيق بأنْ لا يعرض له بسوء ولا مكروه.

4 ـ أوفى بن حصن :

وكان أوفى بن حصن مِن خيار الشيعة ـ في الكوفة ـ وأحد أعلامهم النابهين ، وهو مِن أشدّ الناقمين على معاوية ، فكان يذيع مساوءه وأحداثه.

ولمّا علم به ابن سُميّة أوعز إلى الشرطة بإلقاء القبض عليه ، ولمّا علم أوفى بذلك اختفى ، وفي ذات يوم استعرض زياد الناس فاجتاز عليه أوفى ، فشك في أمره ، فسأل عنه فأُخبر باسمه ، فأمر بإحضاره ، فلمّا مَثُل عنده سأله عن سياسته فعابها وأنكرها ، فأمر زياد بقتله ، فهوى الجلادون عليه بسيوفهم وتركوه جثة هامدة(2) .

__________________

(1) حياة الإمام الحسن.

(2) تاريخ ابن الأثير 3 / 180 ، الطبري 6 / 130 ـ 132.

١٧١

5 ـ الحضرمي مع جماعته :

وكان عبد الله الحضرمي مِن أولياء الإمام أمير المؤمنين ، ومِن خلّص شيعته ، كما كان مِن شرطة الخميس ، وقد قال له الإمام يوم الجمل :

«أبشر يا عبد الله ، فإنّك وأباك مِن شرطة الخميس ، لقد أخبرني رسول الله باسمك واسم أبيك في شرطة الخميس ، ولمّا قُتِلَ الإمام جزع عليه الحضرمي ، وبنى له صومعة يتعبّد فيها ، وانضمّ إليه جماعة مِن خيار الشيعة ، فأمر ابن سُميّة بإحضارهم ، ولمّا مَثُلوا عنده أمر بقتلهم ، فقتلوا صبراً(1) .

لقد كانت فاجعة عبد الله كفاجعة حِجْر بن عدي ، فكلاهما قُتِلَ صبراً ، وكلاهما أُخِذَ بغير ذنب ، سوى الولاء لعترة رسول الله (صلّى الله عليه وآله).

إنكار الإمام الحُسين :

وفزع الإمام الحُسين كأشدّ ما يكون الفزع ألماً ومحنةً على مقتل الحضرمي وجماعته الأخيار ، فأنكر على معاوية في مذكرته التي بعثها له ، وقد جاء فيها.

«أوَ لستَ قاتل الحضرمي ، الذي كتب فيه إليك زياد أنّه على دين علي (عليه السّلام) ، فكتبت إليه أنْ اقتلْ كلّ مَنْ كان على دين علي ، فقتلهم ومثّل فيهم بأمرك ، ودين علي هو دين ابن عمّه (صلّى الله عليه وآله) الذي أجلسك مجلسك الذي أنت فيه ، ولولا ذلك لكان شرفك وشرف آبائك تجشم الرحلتين رحلة الشتاء والصيف».

ودلّت هذه المذكّرة ـ بوضوح ـ على أنّ معاوية قد عهد إلى زياد بقتل كلّ مَنْ كان على دين علي (عليه السّلام) ، الذي هو دين رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ، كما دلّت على أنّ زياداً قد مثّل بهؤلاء البررة بعد قتلهم ، تشفياً منهم لولائهم لعترة

__________________

(1) بحار الانوار 10 / 101.

١٧٢

رسول الله (صلّى الله عليه وآله).

6 ـ جويرية العبدي :

ومِنْ عيون شيعة الإمام جويرية بن مسهر العبدي ، وفي فترات المحنة الكبرى التي امتحنت بها الشيعة أيّام ابن سُميّة ، بعث خلفه فأمر بقطع يده ورجله ، وصلبه على جذع قصير(1) .

7 ـ صيفي بن فسيل :

ومِنْ أبطال العقيدة الإسلامية صيفي بن فسيل ، الذي ضرب أروع الأمثلة للإيمان ، فقد سُعيَ به إلى الطاغية زياد ، فلمّا جيء به إليه صاح به :

ـ يا عدو الله ما تقول في أبي تراب؟

ـ ما أعرف أبا تراب(2)

ـ ما أعرفك به؟

ـ أما تعرف علي بن أبي طالب؟

ـ بلى

ـ فذاك أبو تراب.

ـ كلا ذاك أبو الحسن والحسين.

وانبرى مدير شرطة زياد منكراً عليه :

ـ يقول لك الأمير : هو أبو تراب ، وتقول : أنت ل :! ، فصاح به البطل العظيم مستهزءاً منه ، ومِن أميره.

ـ وإنْ كذب الأمير أتريد أنْ أكذب؟ وأشهد على باطل ، كما شهد

__________________

(1) شرح ابن أبي الحديد.

(2) كان الأمويون يرمزون بهذه الكتبية إلى جعل الإمام كقاطع طريق ، جاء ذلك في التاريخ السياسي للدولة العربية 2 / 75 ، وجاء في الأغاني 13 / 168 أنّ زياداً كان يحتقر الشيعة ويسميهم الترابية.

١٧٣

وتحطم كبرياء الطاغية ، فضاقت به الأرض ، وقال له :

ـ وهذا أيضاً مع ذنبك ، وصاح بشرطته عليّ بالعص ، فأتوه به ، فقال له :

ـ ما قولك؟ ، وانبرى البطل بكلّ بسالة وإقدام غير حافل به قائلاً :

ـ أحسن قول أنا قائله في عبد مِنْ عباد الله المؤمنين ...

وأوعز السفّاك إلى جلاديه بضرب عاتقه حتّى يلتصق بالأرض ، فسعوا إليه بهراواتهم فضربوه ضرباً مبرحاً حتّى وصل عاتقه إلى الأرض ، ثمّ أمرهم بالكفّ عنه ، وقال له :

ـ إيه ما قولك في علي؟

وحسب الطاغية أنّ وسائل تعذيبه سوف تقلبه عن عقيدته ، فقال له :

والله لو شرحتني بالمواسي والمدى ، ما قلت إلاّ ما سمعت منّي

وفقد السفّاك إهابه ، فصاح به ، لتلعنه أو لأضربن عنقك ...

وهتف صيفي يقول :

ـ إذاً تضربها والله قبل ذلك ، فإنْ أبيت إلاّ أنْ تضربها رضيت بالله وشقيت أنت ...

وأمر به أنْ يوقرَ في الحديد ، ويلقى في ظلمات السجون(1) ، ثمّ بعثه مع حِجْر بن عدي فاستشهد معه(2) .

8 ـ عبد الرحمن :

وكان عبد الرحمن العنزي مِن خيار الشيعة ، وقد وقع في قبضة جلاوزة

__________________

(1) الطبري 4 / 198.

(2) حياة الإمام الحسن 2 / 362.

١٧٤

زياد ، فطلب منهم مواجهة معاوية ، لعلّه أنْ يعفو عنه ، فاستجابوا له وأرسلوه مخفوراً إلى دمشق ، فلمّا مَثُلَ عند الطاغية قال له :

(إيهٍ أخا ربيعة ، ما تقول في علي؟)

(دعني ولا تسألني فهو خير لك).

(والله لا أدعك).

فانبرى البطل الفذ يُدلي بفضائل الإمام ، ويشيد بمقامه قائلاً : (أشهد أنّه كان مِن الذاكرين الله كثيراً ، والآمرين بالحقّ ، والقائمين بالقسط ، والعافين عن الناس).

والتاع معاوية فعرّج نحو عثمّان ، لعلّه أنْ ينال منه فيستحلّ إراقة دمه ، فقال له : (ما قولك في عثمّان؟)

فأجابه عن انطباعاته عن عثمّان ، فغاظ ذلك معاوية وصاح به :

(قتلت نفسك) ، بل إيّاك قتلت ، ولا ربيعة بالوادي.

وظنّ عبد الرحمن أنّ أُسرته ستقوم بحمايته وإنقاذه ، فلمْ ينبرِ إليه أحدٌ ، ولمّا أمِنَ منهم معاوية بعثه إلى الطاغية زياد ، وأمره بقتله ، فبعثه زياد إلى (قس الناطف)(1) فدفنه وهو حي(2) .

لقد رفع هذا البطل العظيم راية الحقّ ، وحمل معول الهدم على قلاع الظلم والجور ، واستشهد منافحاً عن أقدس قضية في الإسلام.

هؤلاء بعض الشهداء مِن أعلام الشيعة ، الذين حملوا مشعل الحرية ، وأضاءوا الطريق لغيرهم مِن الثوار الذين أسقطوا هيبة الحكم الأموي ، وعملوا على إنقاضه.

__________________

(1) قس الناطف : موضع قريب مِن الكوفة.

(2) الطبري 6 / 155.

١٧٥

المروّعون مِن أعلام الشيعة :

وروّع معاوية طائفة كبيرة مِن الشخصيات البارزة مِن رؤساء الشيعة ، وفيما يلي بعضهم :

1 ـ عبد الله بن هاشم المرقال.

2 ـ عَدِي بن حاتم الطائي.

3 ـ صعصعة بن صوحان.

4 ـ عبد الله بن خليفة الطائي.

وقد أرهق معاوية هؤلاء الأعلام إرهاقاً شديداً ، فطاردتهم شرطته ، وأفزعتهم إلى حدٍّ بعيدٍ ، وقد ذكرنا ماعانوه مِن الخطوب في كتابنا (حياة الإمام الحسن).

ترويع النّساء :

ولمْ يقتصر معاوية في تنكيله على السّادة مِنْ رجال الشيعة ، وإنّما تجاوز ظلمه إلى السّيدات مِنْ نسائهم ، فأشاع فيهم الذعر والإرهاب ، فكتب إلى بعض عمّاله بحمل بعضهنّ إليه ، فحُمِلَتْ له هذه السّيدات :

1 ـ الزرقاء بنت عَدِي.

2 ـ أُمّ الخير البارقية.

3 ـ سودة بنت عمارة.

4 ـ أُمّ البرّاء بنت صفوان.

١٧٦

5 ـ بكارة الهلالية.

6 ـ أروى بنت الحارث.

7 ـ عكرش بنت الأطرش.

8 ـ الدارمية الحجونية.

وقد قابلهن معاوية بمزيد مِن التوهين والاستخفاف ، وأظهر لهنّ الجبروت والقدرة على الانتقام ، غير حافلٍ بوهن المرأة وضعفها ، وقد ذكرنا ما جرى عليهن في مجلسه مِن التحقير في كتابنا (حياة الإمام الحسن)

هدم دور الشيعة :

وأوعز معاوية إلى جميع عمّاله بهدم دور الشيعة ، فقاموا بنقضها(1) .

وتركوا شيعة آل البيت (عليه السّلام) بلا مأوى يأوون إليه ، ولمْ يكن هناك أي مُبرر لهذه الإجراءات القاسية ، سوى تحويل الناس عن عترة رسول الله (صلّى الله عليه وآله).

حرمان الشيعة مِن العطاء :

ومِن المآسي الكئيبة التي عانتها الشيعة في أيّام معاوية أنّه كتب إلى جميع عمّاله نسخةً واحدةً جاء فيها : (انظروا إلى مَنْ قامت عليه البيّنة أنّه يُحبّ علياً وأهل بيته فامحوه مِن الديوان ، واسقطوا عطاءه ورزقه)(2) ، وبادر عمّاله في الفحص في سجلاتهم ، فمَنْ وجدوه محبّاً لآل البيت (عليه السّلام) محوا اسمه ، وأسقطوا عطاءه.

__________________

(1) شرح النهج 11 / 44.

(2) شرح النهج 11 / 44.

١٧٧

عدم قبول شهادة الشيعة :

وعمد معاوية إلى إسقاط الشيعة اجتماعياً ، فعهد إلى جميع عمّاله بعدم قبول شهادتهم في القضاء وغيره(1) مبالغة في إذلالهم وتحقيرهم.

إبعاد الشيعة إلى الخراسان :

وأراد زياد بن أبيه تصفية الشيعة مِن الكوفة ، وكسر شوكتهم فأجلى خمسين ألفاً منهم إلى خراسان ـ المقاطعة الشرقية في فارس(2) ـ ، وقد دقّ زياد بذلك أوّل مسمار في نعش الحكم الأموي ، فقد أخذت تلك الجماهير التي أُبعدت إلى فارس تعمل على نشر التشيع في تلك البلاد ، حتى تحوّلت إلى مركز للمعارضة ضد الحكم الأموي ، وهي التي أطاحت به تحت قيادة أبي مسلم الخراساني.

هذا بعض ما عانته الشيعة في عهد معاوية مِنْ صنوف التعذيب والإرهاب ، وكان ما جرى عليهم مِن المآسي الأليمة مِن أهم الأسباب في ثورة الإمام الحسين ، فقد رفع علم الثورة لينقذهم مِن المحنة الكبرى التي امتحنوا بها ، ويُعيد لهم الأمن والاستقرار.

البيعة ليزيد :

وختم معاوية حياته بأكبر إثم في الإسلام ، وأفظع جريمة في التاريخ ،

__________________

(1) حياة الإمام الحسن.

(2) تاريخ الشعوب الإسلامية 1 / 147.

١٧٨

فقد أقدم غير متحرّج على فرض خليعه يزيد خليفة على المسلمين يعيث في دينهم ودنياهم ، ويخلد لهم الويلات والخطوب ، وقد استخدم معاوية شتى الوسائل المنحطّة في جعل المُلْك وراثة في أبنائه. ويرى الجاحظ أنّه تشبّه بملوك الفرس البزنطيين فحوّل الخلافة إلى مُلْكٍ كسروي وعصبٍ قيصري. وقبل أنْ نعرض إلى تلك البيعة المشومة ، وما رافقها مِن الأحداث ، نذكر عرضاً موجزاً لسيرة يزيد ، وما يتّصف به مِن القابليات الشخصية التي عجّت بذمها كتب التاريخ مِنْ يومه حتّى يوم الناس هذا ، وفيما يلي ذلك :

ولادة يزيد :

ولد يزيد سنة (25) أو (26 هـ)(1) ، وقد دهمت الأرض شعلة مِنْ نار جهنم وزفيرها ، تحوط به دائرةُ السَوءِ وغضبٌ مِن الله ، وهو أخبث إنسان وجِدَ في الأرض ، فقد خُلِقَ للجريمة والإساءة إلى الناس وأصبح علماً للانحطاط الخُلُقي والظلم الاجتماعي ، وعنواناً بغيضاً للاعتداء على الأُمّة وقهرَ إرادتها في جميع العصور.

يقول الشيخ محمّد جواد مغنية : أمّا كلمة يزيد فقد كانت مِنْ قبل اسماً لابن معاوية ، أمّا هي الآن عند الشيعة فإنّها رمز للفساد والاستبداد والتهتّك والخلاعة ، وعنوان للزندقة والإلحاد ، فحيث يكون الشرّ والفساد فثمَّ اسم يزيد ، وحيثما يكون الخير والحقّ والعدل فثمَّ اسم الحُسين(2) .

وقد أثر عن النّبي (صلّى الله عليه وآله) أنّه نظر إلى معاوية يتبختر في بردة حبرة وينظر إلى عطفَيه ، فقال (صلّى الله عليه وآله) : «أي يوم لأُمّتي منك ، وأي يوم سُوء

__________________

(1) تاريخ القضاعي من مصوّرات مكتبة الإمام الحكيم العامّة.

(2) الشيعة في الميزان / 455.

١٧٩

لذريتي منّك ، مِن جرو يخرج مِن صُلبك ، يتّخذ آيات الله هُزُوا ويستحلّ مِن حرمتي ما حرم الله عز وجل»(1) .

نشأته :

نشأ يزيد عند أخواله في البادية مِن بني كلاب الذين كانوا يعتنقون المسيحية قبل الإسلام ، وكان مُرسَل العِنان مع شبابهم الماجنين فتأثر بسلوكهم إلى حدٍّ بعيدٍ ، فكان يشرب معهم الخمر ويلعب معهم بالكلاب.

يقول العائلي : إذا كان يقيناً أو يشبه اليقين أنّ تربية يزيد لمْ تكن إسلامية خالصة ، أو بعبارة أخرى : كانت مسيحية خالصة ، فلمْ يبقَ ما يستغرب معه أنْ يكون متجاوزاً مستهتراً مستخفّاً بما عليه الجماعة الإسلامية ، لا يحسب لتقاليدها واعتقاداتها أي حساب ولا يقيم لها وزناً ، بل الذي نستغرب أنْ يكون على غير ذلك(2) .

والذي نراه أنّ نشأته كانت نشأة جاهلية بالمعنى الدقيق لهذه الكلمة ، ولا تحمل أي طابعٍ مِن الدين مهما كان ؛ فإنّ استهتاره في الفحشاء وإمعانه في المنكر والإثم ممّا يوحي إلى الاعتقاد بذلك.

صفاته :

أمّا صفاته الجسمية : فقد كان شديد الأدمة بوجهه آثار الجدري(3)

__________________

(1) المناقب والمثالب ـ للقاضي نعمان المصري / 71.

(2) سمو المعنى في سمو الذات / 59.

(3) تاريخ القضاعي.

١٨٠

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

٣٢ -( باب جملة من الأطعمة والأشربة المباحة والمحرمة)

[٢٠١٧٥] ١ - دعائم الاسلام: عن جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، أنه ذكر ما يحل أكله وما يحرم بقول مجمل، فقال: « أما ما يحل للانسان أكله مما أخرجت الأرض، فثلاثة صنوف من الأغذية: صنف منها جميع صنوف الحب كله كالحنطة والأرز والقطنية(١) وغيرها، والثاني: صنوف الثمار كلها، والثالث: صنوف البقول والنبات، فكل شئ من هذه الأشياء فيه غذاء للانسان ومنفعة وقوة، فحلال أكله، وما كان منها فيه المضرة فحرام أكله، إلا في حال التداوي به.

وأما ما يحل من أكل لحوم الحيوان، فلحم البقر والغنم والإبل، ومن لحوم الوحش كل ما ليس له ناب ولا مخلب، ومن لحوم الطير كل ما كانت له قانصة، ومن صيد البحر كل ما كان له قشر، وما عدا ذلك كله من هذه الأصناف فحرام أكله، وما كان من البيض مختلف الطرفين فحلال أكله، وما استوى طرفاه فهو من بيض ما لا يؤكل لحمه ».

٣٣ -( باب أكل الخل والزيت)

[٢٠١٧٦] ١ - دعائم الاسلام: عن جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، أنه قدم إلى أصحابه خلا وزيتا ولحما باردا، فأكل معه [ الرجل ](١) فجعل ينتف من اللحم فيغمسه في الخل والزيت ويأكله فقال الرجل: جعلت فداك، هلا كان طبخا مع اللحم؟ فقالعليه‌السلام : « هذا طعامنا وطعام

__________________

الباب ٣٢

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٢٢.

(١) القطنية بكسر القاف: الحبوب التي تدخر كالحمص والعدس والباقلي.. وجمعها القطاني ( لسان العرب ج ١٣ ص ٣٤٤ ).

الباب ٣٣

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١١٢ ح ٣٦٨.

(١) أثبتناه من المصدر.

٣٦١

الأنبياءعليهم‌السلام ».

[٢٠١٧٧] ٢ - وعنهعليه‌السلام ، أنه قال: « نعم الادام الخل، ونعم الادام الزيت، وهو طيب الأنبياء وإدامهم وهو مبارك ».

[٢٠١٧٨] ٣ - القطب الراوندي في دعواته: عن بزيع بن عمرو بن بزيع قال: دخلت على أبي جعفرعليه‌السلام ، وهو يأكل خلا وزيتا في قصعة سوداء، مكتوب في وسطها( قُلْ هُوَ اللَّـهُ أَحَدٌ ) فقال: « يا بزيع ادن » فدنوت وأكلت معه، ثم حسا من الماء [ ثلاث ](١) حسوات حتى(٢) لم يبق من الخبز(٣) شئ، ثم ناولني فحسوت البقية.

[٢٠١٧٩] ٤ - أصل زيد النرسي قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام في حديث: « وأدمنوا الخل والزيت في منازلكم، فما افتقر أهل بيت كان ذلك أدمهم ». الخبر

٣٤ -( باب استحباب أكل الخل، وعدم خلو البيت منه)

[٢٠١٨٠] ١ - الجعفريات: بإسناده عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام ، قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : نعم الادام الخل ».

ورواه المستغفري في الطب: عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، مثله(١)

__________________

٢ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١١٢ ح ٣٦٦.

٣ - دعوات الراوندي ص ٦٤، وعنه في البحار ج ٦٦ ص ٣٠٤.

(١) أثبتناه من المصدر.

(٢) في الحجرية: « حين » وما أثبتناه من المصدر.

(٣) في نسخة: الحبة.

٤ - بل أصل زيد الزراد ص ١٢.

الباب ٣٤

١ - الجعفريات ص ٢٤٣.

(١) طب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ص ٢٨.

٣٦٢

[٢٠١٨١] ٢ - وبهذا الاسناد قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ما افتقر بيت فيه خل ».

ورواه في دعائم الاسلام: عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، مثله، وفيه: « بيت من أدام »(١) .

[٢٠١٨١] ٣ - صحيفة الرضاعليه‌السلام : بإسناده عن آبائهعليهم‌السلام ، قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : نعم الادام الخل، ولن يفتقر أهل بيت عندهم الخل ».

[٢٠١٨٣] ٤ - جعفر بن أحمد القمي في كتاب الغايات: عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: « كان أحب الصباغ(١) إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله الخل ».

[٢٠١٨٤] ٥ - دعائم الاسلام: عن جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، أنه قال: « الخل يسكن المرار ويحيي القلوب ».

[٢٠١٨٥] ٦ - الطبرسي في المكارم: عن أنس قال: قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : من أكل الخل قام على رأسه ملك يستغفر له حتى يفرغ منه.

ورواه المستغفري في الطب: عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، مثله(١) .

__________________

٢ - الجعفريات: ١٥٩.

(١) دعائم الاسلام ج ٢ ص ١١٢ ح ٣٦٦.

٣ - صحيفة الرضاعليه‌السلام ص ٤٣ ح ٤٥.

٤ - كتاب الغايات ص ٩٦.

(١) الصباغ: ما يؤدم به الخبز، ويختص بالمائع كالخل ونحوه ( مجمع البحرين ج ٥ ص ١٣ ).

٥ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٤٩ ح ٥٣٠.

٦ - مكارم الأخلاق ص ١٨٩.

(١) طب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ص ٢٨.

٣٦٣

[٢٠١٨٦] ٧ - القطب الراوندي في دعواته: عن الصادقعليه‌السلام ، قال: « نعم الادام الخل، يكسر المرة، ويحي القلب، ويشد اللثة، ويقتل دواب البطن ».

وقال: « الاصطباغ بالخل يذهب بشهوة الزنى ».

[٢٠١٨٧] ٨ - الحلي في السرائر: عن السياري، عن أبي الحسن الأولعليه‌السلام ، أنه قال: « ملك ينادي في السماء: اللهم بارك في الخلالين والمتخللين، والخل بمنزلة الرجل الصالح، يدعو لأهل البيت بالبركة » الخبر.

٣٥ -( باب أكل خل الخمر)

[٢٠١٨٨] ١ - صحيفة الرضاعليه‌السلام : بإسناده عن آبائهعليهم‌السلام ، قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : كلوا خل الخمر على الريق، فإنه يقتل الديدان في البطن ».

[٢٠١٨٩] ٢ - ابنا بسطام في طب الأئمةعليهم‌السلام : عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه قال: « اسقه خل الخمر، فإن خل الخمر يقتل دواب البطن ».

٣٦ -( باب أكل الزيت والادهان به)

[٢٠١٩٠] ١ - صحيفة الرضاعليه‌السلام : بإسناده عن عليعليه‌السلام ، قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : يا علي، عليك بالزيت كله وادهن به، فإنه من أكله وادهن به لم يقربه الشيطان

__________________

٧ - دعوات الراوندي ص ٦٤.

٨ - السرائر ص ٤٧٦، وعنه في البحار ج ٦٦ ص ٣٠٣ ح ١٥.

الباب ٣٥

١ - صحيفة الرضاعليه‌السلام ص ٦٦ ح ١٤٥.

٢ - طب الأئمةعليهم‌السلام ص ٦٥.

الباب ٣٦

١ - صحيفة الرضاعليه‌السلام ص ٧٢ ح ١٦٤.

٣٦٤

أربعين يوما ».

[٢٠١٩١] ٢ - وبهذا الاسناد قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : عليكم بالزيت فإنه يكشف المرة، ويذهب البلغم، ويشد العصب، ويحسن الخلق، ويطيب النفس، ويذهب بالغم ».

[٢٠١٩٢] ٣ - دعائم الاسلام: عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « نعم الادام الزيت، وهو طيب الأنبياء وإدامهم، وهو مبارك ».

[٢٠١٩٣] ٤ - الطبرسي في المكارم: عن الرضاعليه‌السلام ، قال: « نعم الطعام الزيت، يطيب النكهة، ويذهب البلغم، ويصفي اللون، ويشد العصب، ويذهب بالوصب(١) ، ويطفئ الغضب ».

[٢٠١٩٤] ٥ - وعن الصادقعليه‌السلام ، أنه قال: « الزيت دهن الأبرار وطعام الأخيار ».

[٢٠١٩٥] ٦ - عوالي اللآلي: عن أسيد بن حضير قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « كلوا الزيت وادهنوا به، فإنه من شجرة مباركة ».

٣٧ -( باب أكل العسل والاستشفاء به)

[٢٠١٩٦] ١ - دعائم الاسلام: عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « العسل شفاء ».

__________________

٢ - صحيفة الرضاعليه‌السلام ص ٤٥ ح ٥٨.

٣ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١١٢ ح ٣٦٦.

٤ - مكارم الأخلاق ص ١٩٠.

(١) الوصب: التعب ( النهاية ج ٥ ص ١٩٠ ).

٥ - مكارم الأخلاق ص ١٩١.

٦ - عوالي اللآلي ج ١ ص ٩٩ ح ١٤.

الباب ٣٧

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٤٨ ح ٥٢٦.

٣٦٥

[٢٠١٩٧] ٢ - وقال عليعليه‌السلام : « ما استشفى المريض بمثل شرب العسل ».

وقال جعفر بن محمدعليهما‌السلام : « قال الله عز وجل:( فِيهِ شِفَاءٌ لِّلنَّاسِ ) (١) ».

[٢٠١٩٨] ٣ - وعن عليعليه‌السلام ، أنه قال: أيعجز أحدكم إذا مرض، أن يسأل امرأته فتهب له من مهرها درهما، فيشتري به عسلا فيشربه بماء السماء!؟ فإن الله عز وجل يقول في المهر:( فَإِن طِبْنَ لَكُمْ عَن شَيْءٍ مِّنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَّرِ‌يئًا ) (١) ويقول في العسل:( فِيهِ شِفَاءٌ لِّلنَّاسِ ) (٢) ويقول في ماء السماء:( وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُّبَارَ‌كًا ) (٣) .

[٢٠١٩٩] ٤ - فقه الرضاعليه‌السلام : « قال العالمعليه‌السلام : عليكم بالعسل وحبة السوداء ».

وقال: « العسل شفاء في ظاهر الكتاب، كما قال الله عز وجل ».

وقالعليه‌السلام : « في العسل شفاء من كل داء، ومن لعق لعقة عسل على الريق يقطع البلغم، ويكسر الصفراء، ويقطع المرة السوداء، ويصفي الذهن، ويجود الحفظ، إذا كان مع اللبان الذكر ».

[٢٠٢٠٠] ٥ - البحار، عن كتاب الإمامة والتبصرة لعلي بن بابويه: عن سهل بن أحمد، عن محمد بن محمد بن الأشعث، عن موسى بن

__________________

٢ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٤٨ ح ٥٢٦.

(١) النحل ١٦: ٦٩

٣ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٤٨ ح ٥٢٧.

(١) النساء ٤: ٤.

(٢) النحل ١٦: ٦٩.

(٣) ق ٥٠: ٩

٤ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٤٧، وعنه في البحار ج ٦٦ ص ٢٩٣ ح ١٦.

٥ - بحار الأنوار ج ٦٦ ص ٢٩٤ ح ١٩ بل عن جامع الأحاديث ص ١٨.

٣٦٦

إسماعيل بن موسى بن جعفر، عن أبيه، عن آبائهعليهم‌السلام ، قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : العسل شفاء لطرد الريح والحمى ».

[٢٠٢٠١] ٦ - العياشي: عن أبي بصير، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: « لعقة العسل فيه شفاء، قال الله تعالى:( مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِّلنَّاسِ ) (١) ».

[٢٠٢٠٢] ٧ - الحسن الطبرسي في المكارم: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، قال: « العسل شفاء من كل داء ولا داء فيه، يقل البلغم، ويجلو القلب ».

[٢٠٢٠٣] ٨ - وعن الرضاعليه‌السلام ، قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : إن الله عز وجل جعل البركة في العسل، وفيه شفاء من الأوجاع، وقد بارك عليه سبعون نبيا ».

[٢٠٢٠٤] ٩ - صحيفة الرضاعليه‌السلام : بإسناده عن آبائهعليهم‌السلام ، قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ثلاث يزدن في الحفظ، ويذهبن بالبلغم: قراءة القرآن، والعسل، واللبان »

[٢٠٢٠٥] ١٠ - وبهذا الاسلام قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : الطيب يسر، والعسل يسر، والنظر إلى الخضرة يسر، والركوب يسر ».

__________________

٦ - تفسير العياشي ج ٢ ص ٢٦٣ ح ٤٢، وعنه في البحار ج ٦٦ ص ٢٩٣ ح ١٧.

(١) النحل ١٦: ٦٩.

٧ - مكارم الأخلاق ص ١٦٦.

٨ - مكارم أخلاق ص ١٦٦.

٩ - صحيفة الرضاعليه‌السلام ص ٦١ ح ١٢٧.

١٠ - صحيفة الرضاعليه‌السلام ص ٦٥ ح ١٤٤.

٣٦٧

[٢٠٢٠٦] ١١ - وبهذا الاسناد قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : لا تردوا شربة العسل على من أتاكم بها ».

[٢٠٢٠٧] ١٢ - وبهذا الاسناد قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : إن يكن في شئ شفاء، ففي شرطة الحجام، أو في شربة العسل ».

[٢٠٢٠٨] ١٣ - القطب الراوندي في لب اللباب: عن عليعليه‌السلام ، أنه قال: « من أصابته علة فيسأل امرأته ثلاثة دراهم من صداقها، ويشتري بها عسلا، ثم يكتب سورة يس بماء المطر ويشربه، شفاه الله، لأنه اجتمع له الهنئ والمرئ والشفاء والمبارك ».

وفي الخبر: إن العسل شفاء من السم القاتل.

[٢٠٢٠٩] ١٤ - الجعفريات: بإسناده عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام ، قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لرجل اشتكى بطنه: خذ شربة من عسل، والق فيها ثلاث حبات شونيز أو خمس أو سبع، ثم اشربه تبرأ بإذن الله تبارك وتعالى » فقال رجل من أهل المدينة، لجعفر بن محمدعليهما‌السلام ، وهو عند محمد(١) من جلة أهل المدينة، وقد وصف له هذا، فقال الرجل من أهل المدينة: يا جعفر، فقد فعلنا هذا فما رأينا ينفعنا، فقال جعفر بن محمدعليهما‌السلام : « إنما ينفع أهل الايمان ولا ينفع أهل النفاق، وعسى أن تكون منافقا وأخذته على غير تصديق منك لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله » فنكس الرجل رأسه.

__________________

١١ - صحيفة الرضاعليه‌السلام ص ٤٦ ح ٦١.

١٢ - صحيفة الرضاعليه‌السلام ص ٤٦ ح ٦٠.

١٣ - لب الباب: مخطوط.

١٤ - الجعفريات ص ٢٤٤.

(١) في هامش الحجرية: محمد بن خالد أمير المدينة « نسخة الشهيد ».

٣٦٨

[٢٠٢١٠] ١٥ - وبهذا الاسناد: عن علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، قال: « ثلاث يذهبن بالبلغم: قراءة القرآن، واللبان، والعسل ».

[٢٠٢١١] ١٦ - الرسالة الذهبية للرضاعليه‌السلام : « ومن أراد ( ردع الزكام مدة أيام )(١) الشتاء، فليأكل كل يوم ثلاث لقم من الشهد، واعلم يا أمير المؤمنين أن للعسل دلائل يعرف بها نفعه من ضره، وذلك أن منه شيئا إذا أدركه الشم عطش، ومنه شئ يسكر وله عند الذوق حرافة(٢) شديدة، فهذه الأنواع من العسل قاتلة ».

[٢٠٢١٢] ١٧ - القطب الراوندي في دعواته: عن الصادقعليه‌السلام ، أنه شكا إليه رجل الداء العضال، فقال: « استوهب درهما امرأتك من صداقها، واشتر به عسلا، وامزجه بماء المزن، واكتب به القرآن واشربه » ففعل فأذهب الله عنه ذلك، فأخبر أبا عبد اللهعليه‌السلام بذلك، فتلا:( فَإِن طِبْنَ لَكُمْ ) الآية(١) ( يَخْرُ‌جُ مِن بُطُونِهَا ) (٢) الآية( وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً ) (٣) الآية( وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْ‌آنِ ) (٤) الآية.

[٢٠٢١٣] ١٨ - المستغفري في طب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: قالصلى‌الله‌عليه‌وآله : « عليكم بالعسل، فوالذي نفسي بيده ما من بيت

__________________

١٥ - الجعفريات ص ٢٤١.

١٦ - الرسالة الذهبية ص ٣٧.

(١) في المصدر: دفع الزكام في.

(٢) في الحجرية: « حرارة » وما أثبتناه من المصدر ( راجع هامش المصدر ).

١٧ - دعوات الراوندي ص ٨٣.

(١) النساء ٤: ٤.

(٢) النحل ١٦: ٦٩.

(٣) ق ٥٠: ٩.

(٤) الاسراء ١٧: ٨٢

١٨ - طب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ص ٢٥.

٣٦٩

فيه عسل إلا وتستغفر الملائكة ( لأهل ذلك )(١) البيت، فإن شربها رجل دخل في جوفه الف دواء، وخرج عنه ألف داء، فإن مات وهو في جوفه لم تمس النار جسده ».

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : « نعم الشراب العسل، ( يرعى القلب، ويذهب برد )(٢) الصدر »(٣) .

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : « من أراد الحفظ فليأكل العسل »(٤) .

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : « لا تردوا شربة العسل على من أتاكم بها »(٥) .

٣٨ -( باب أكل السكر والتداوي به، وكراهة التداوي بالدواء المر)

[٢٠٢١٤] ١ - دعائم الاسلام: كان جعفر بن محمدعليهما‌السلام يتصدق بالسكر، فقيل له في ذلك، فقال: « ليس شئ من الطعام أحب إلي منه، وأنا أحب أن أتصدق بأحب الأشياء إلي ».

[٢٠٢١٥] ٢ - فقه الرضاعليه‌السلام : « السكر ينفع من كل شئ، ولا يضره شئ ».

[٢٠٢١٦] ٣ - ابنا بسطام في طب الأئمةعليهم‌السلام : عن عون بن

__________________

(١) في الحجرية: « لذلك » وما أثبتناه من المصدر.

(٢) في المصدر: يربي ويذهب درن.

(٣) طب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ص ٢٦.

(٤) نفس المصدر ص ٢٦.

(٥) نفس المصدر ص ٢٦.

الباب ٣٨

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١١١ ح ٣٦١.

٢ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٤٧، وعنه في البحار ج ٦٦ ص ٣٠٠ ح ١٠.

٣ - طب الأئمةعليهم‌السلام ص ٥٠.

٣٧٠

محمد بن القاسم عن حماد بن عيسى، عن الحسين بن المختار، عن أبي أسامة الشحام، قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: « ما اختار جدناعليه‌السلام للحمى إلا وزن عشر دراهم سكر، بماء بارد، على الريق ».

[٢٠٢١٧] ٤ - وعن عبد الله بن بسطام، عن كامل، عن محمد بن إبراهيم الجعفي، عن أبيه قال: دخلت على أبي عبد اللهعليه‌السلام ، فقال: « مالي أراك شاحب الوجه؟ قلت: أنا في حمى الربع، فقال: » أين أنت عن المبارك الطيب!؟ اسحق السكر ثم خذه بالماء، واشربه على الريق عند الحاجة إلى الماء قال: ففعلت فما عادت إلي بعد.

٣٩ -( باب استحباب أكل السكر عند النوم)

[٢٠٢١٨] ١ - الحسن الطبرسي في المكارم: عن علي بن يقطين قال: سمعت أبا الحسنعليه‌السلام ، يقول: « من أخذ سكرتين عند النوم، كان شفاء من كل داء إلا السام ».

٤٠ -( باب اختيار السكر السليماني والطبرزد والأبيض، للأكل والتداوي)

[٢٠٢١٩] ١ - ابنا بسطام في طب الأئمةعليهم‌السلام : عن حمدان بن أعين الرازي، عن صفوان، عن جميل بن دراج، عن زرارة، عن أبي جعفر الباقرعليه‌السلام ، قال: « ويحك يا زرارة، ما أغفل الناس عن فضل السكر الطبرزد، وهو ينفع من سبعين داء، وهو يأكل البلغم أكلا ويقلعه بأصله ».

__________________

٤ - طب الأئمةعليهم‌السلام ص ٥١.

الباب ٣٩

١ - مكارم الأخلاق ص ١٦٨.

الباب ٤٠

١ - طب الأئمةعليهم‌السلام ص ٦٦.

٣٧١

٤١ -( باب أكل السمن - وخصوصا سمن البقر – وسيما في الصيف)

[٢٠٢٢٠] ١ - القطب الراوندي في الدعوات: عن الريان(١) قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : اتخذ لك حلواء، قال: « ما اتخذتم لي منه، فاجعلوه بسمن ».

وقال: « نعم الادام السمن ».

وقال: « هو في الصيف خير منه في الشتاء ».

[٢٠٢٢١] ٢ - دعائم الاسلام: عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: « لحم البقر داء، وسمنها شفاء، [ ولبنها دواء ](١) وما دخل الجوف مثل السمن ».

ورواه الطبرسي في المكارم: عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، مثله(٢) .

[٢٠٢٢٢] ٣ - وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « السمن دواء » قال جعفر بن محمدعليهما‌السلام : « هو في الصيف خير منه في الشتاء، وما دخل الجوف مثله ».

__________________

الباب ٤١

١ - دعوات الراوندي ص ٦٦، وعنه في البحار ج ٦٦ ص ٨٨ ح ٦.

(١) في الحجرية: « الروان » وما أثبتناه من البحار هو الصواب ( راجع معجم رجال الحديث ج ٧ ص ٢٠٩ ).

٢ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١١٢ ح ٣٦٥.

(١) أثبتناه من المصدر.

(٢) مكارم الأخلاق ص ١٥٩.

٣ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٤٩ ح ٥٢٩.

٣٧٢

٤٢ -( باب كراهة أكل السمن للشيخ - بعد خمسين سنة - بالليل)

[٢٠٢٢٣] ١ - القطب الراوندي في الدعوات: عن الصادقعليه‌السلام ، أنه قال: « نعم الادام السمن، وإني لأكرهه للشيخ ».

٤٣ -( باب اللبن)

[٢٠٢٢٤] ١ - صحيفة الرضاعليه‌السلام : بإسناده عن آبائهعليهم‌السلام ، قال: « كان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله إذا أكل طعاما يقول: اللهم بارك لنا فيه، وارزقنا خيرا منه، وإذا أكل لبنا أو شرب قال: اللهم بارك لنا فيه وارزقنا منه ».

[٢٠٢٢٥] ٢ - وبهذا الاسناد قال: « كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، إذا أكل لبنا مضمض فاه وقال: إن له دسما ».

[٢٠٢٢٦] ٣ - أبو الفتح الكراجكي في كنز الفوائد: بإسناده عن سلمان الفارسي، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال في حديث: « وسيد الأشربة اللبن ».

[٢٠٢٢٧] ٤ - أبو العباس المستغفري في طب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : قال: قالصلى‌الله‌عليه‌وآله : « شرب اللبن من(١) الايمان ».

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : « ليس يجزئ مكان الطعام والشراب إلا

__________________

الباب ٤٢

١ - دعوات الراوندي ص ٦٦، وعنه في البحار ج ٦٦ ص ٨٨ ح ٦.

الباب ٤٣

١ - صحيفة الرضاعليه‌السلام ص ٦٢ ح ٢٩.

٢ - صحيفة الرضاعليه‌السلام ص ٦٢ ح ٣١.

٣ - كنز الفوائد: النسخة المطبوعة خيالية منه.

٤ - طب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ص ٢٥، وعنه في البحار ج ٦٦ ص ٢٩٤.

(١) في المصدر زيادة: محض.

٣٧٣

اللبن »(٢) .

[٢٠٢٢٨] ٥ - وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : « عليكم باللبان(١) ، فإنها تمسح الحر عن القلب كما يمسح الإصبع العرق عن الجبين، وتشد الظهر، وتزيد في العقل، وتزكي الذهن، وتجلو البصر، وتذهب النسيان ».

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : « ثلاثة لا ترد: الوسادة واللبن والدهن »(٢) .

[٢٠٢٢٩] ٦ - الآمدي في الغرر: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه قال: « اللبن أحد اللحمين ».

٤٤ -( باب استحباب اختيار لبن البقر للأكل والشرب)

[٢٠٢٣٠] ١ - عبد الله بن جعفر الحميري في قرب الإسناد: عن الحسن بن ظريف، عن الحسين بن علوان، عن جعفر، عن أبيهعليهما‌السلام ، عن جابر بن عبد الله، قال: قيل: يا رسول الله أنتداوى؟ فقال: « نعم، فتداوى فإن الله تبارك وتعالى لم ينزل داء إلا وقد أنزل له دواء، عليكم بألبان البقر، فإنها ترد(١) من [ كل ](٢) الشجر ».

__________________

(٢) نفس المصدر ص ٢٥.

٥ - طب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ص ٢٥.

(١) جاء في هامش الحجرية ما نصه: « يحتمل أن يكون اللبان بالضم فيكون المدح للكندر، ولكنا تبعنا المستغفري في نقله الخبر في هذا المقام » منه قده. علما بأن ما في المصدر: الألبان، وهو الأنسب لهذا الباب.

(٢) نفس المصدر ص ٢٥.

٦ - غرر الحكم ج ١ ص ٦٢ ح ١٦٤٩.

الباب ٤٤

١ - قرب الإسناد ص ٥٢، وعنه في البحار ج ٦٦ ص ٩٩.

(١) كذا في الحجرية، وفي نسخة: « ترق » والظاهر أن الصحيح: ترعى.

(٢) أثبتناه من المصدر.

٣٧٤

[٢٠٢٣١] ٢ - الجعفريات: بالسند المتقدم عن علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، أنه قال في البقر: « وألبانها دواء ».

دعائم الاسلام: عنهعليه‌السلام ، مثله(١) .

[٢٠٢٣٢] ٣ - وعن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « عليكم بألبان البقر، فإنها تخلط من كل الشجر ».

وتقدم عن طب المستغفري: قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « لحم البقر داء، ولبنها دواء »(١) .

٤٥ -( باب جواز أكل لبن الأتن(*) وشربه، للمريض وغيره)

[٢٠٢٣٣] ١ - دعائم الاسلام: عن جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، أنه سئل عن ألبان الأتن يتداوى بها، فرخص فيها.

٤٦ -( باب جواز أكل الجبن ونحوه، مما فيه حلال وحرام، حتى يعلم أنه من قسم الحرام بشاهدين)

[٢٠٢٣٤] ١ - دعائم الاسلام: عن أبي جعفرعليه‌السلام ، أنه ذكر له الجبن الذي يعمله المشركون، وأنهم يجعلون فيه الإنفخة من الميتة، ومما لم يذكر اسم الله عليه، قال: « إذا علم ذلك لم يؤكل، وإن كان الجبن

__________________

٢ - الجعفريات ص ٢٤٣.

(١) دعائم الاسلام ج ٢ ص ١١٢.

٣ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٤٩ ح ٥٢٨.

(١) تقدم في الحديث ٣ من الباب ١٣ من هذه الأبواب.

الباب ٤٥

* الأتن: جمع أتان وهي أنثى الحمار ( لسان العرب ج ١٣ ص ٦ ).

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٥١ ح ٥٤١.

الباب ٤٦

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٢٦ ح ٤٣٧.

٣٧٥

مجهولا لا يعلم من عمله، وبيع في سوق المسلمين فكله ».

[٢٠٢٣٥] ٢ - الطبرسي في المكارم: عن الصادقعليه‌السلام ، قال: « الجبن يهضم ما قبله، ويشهي ما بعده ».

[٢٠٢٣٦] ٣ - المستغفري في طب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : قال: قالصلى‌الله‌عليه‌وآله : « كلوا الجبن فإنه يذهب(١) النعاس، ويهضم الطعام ».

٤٧ -( باب أكل الأرز والتداوي به، مع السماق أو الزيت، وبدونهما)

[٢٠٢٣٧] ١ - صحيفة الرضاعليه‌السلام : بإسناده قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : سيد طعام الدنيا والآخرة اللحم ثم الأرز ».

[٢٠٢٣٨] ٢ - القطب الراوندي في دعواته: عن المفضل بن عمر قال: دخلت على الصادقعليه‌السلام بالغداة وهو على المائدة، فقال: « تعال يا مفضل إلى الغداء ». فقلت: يا سيدي قد تغديت، قال: « ويحك فإنه أرز » فقلت: يا سيدي قد فعلت، فقال: « تعال حتى أروي لك حديثا » فدنوت منه فجلست فقال: « حدثني أبي، عن آبائه، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: أول حبة أقرت لله بالوحدانية، ولي بالنبوة، ولأخي بالوصية، ولامتي الموحدين بالجنة، الأرز، ثم قال: ازدد أكلا، حتى أزيدك علما » فازددت أكلا فقال: « حدثني أبي، عن آبائه، عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: كل شئ أخرجت الأرض ففيه داء وشفاء إلا

__________________

٢ - مكارم الأخلاق ص ١٨٩.

٣ - طب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ص ٣٠.

(١) في المصدر: يورث.

الباب ٤٧

١ - صحيفة الرضاعليه‌السلام ص ٤٥ ح ٥٦.

٢ - دعوات الراوندي ص ٦٥.

٣٧٦

الأرز، فإنه شفاء لا داء فيه، ثم قال: ازدد أكلا حتى أزيدك علما « فازددت أكلا فقال: » حدثني أبي، عن آبائه، عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « ولو كان الأرز رجلا لكان حليما، ثم قال: ازدد أكلا حتى أزيدك علما » فازددت أكلا فقال: « حدثني أبي، عن آبائه، عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: إن الأرز يشبع الجائع، ويمرئ الشبعان ».

[٢٠٢٣٩] ٣ - الطبرسي في المكارم: عن الصادقعليه‌السلام ، قال: « نعم الدواء الأرز، بارد صحيح سليم من كل داء ».

[٢٠٢٤٠] ٤ - دعائم الاسلام: عن جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، أن رجلا من أصحابه شكا إليه اختلاف البطن، فأمره أن يتخذ من الأرز سويقا ويشربه، ففعل فعوفي، وقالعليه‌السلام : « مرضت سنتين أو أكثر، فألهمني الله الأرز، فأمرت به فغسل وجفف، ثم مس بالنار وطحن، وجعلت بعضه سويقا، وبعضه حسا، واستعملته فبرأت ».

[٢٠٢٤١] ٥ - ابنا بسطام في طب الأئمةعليهم‌السلام : عن إسماعيل بن القاسم المتطبب الكوفي، عن محمد بن عيسى، عن محمد بن إسحاق بن الفيض قال: كنت عند الصادقعليه‌السلام ، فجاءه رجل من الشيعة فقال له: يا بن رسول الله، إن ابنتي ذابت ونحل جسمها وطال سقمها، وبها بطن ذريع، فقال الصادقعليه‌السلام : » وما يمنعك من هذا الأرز بالشحم المبارك، إنما حرم الله الشحوم على بني إسرائيل لعظم بركتها أن تطعمها حتى يمسح الله ما بها، لعلك تتوهم أن تخالف لكثرة ما عالجت « قال: يا بن رسول الله، وكيف أصنع به؟ قال: خذ أحجارا أربعة فاجعلها تحت النار، واجعل الأرز في القدر واطبخه حتى يدرك، ثم خذ

__________________

٣ - مكارم الأخلاق ص ١٥٥.

٤ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٥٠ ح ٥٣٦.

٥ - طب الأئمةعليهم‌السلام ص ٩٩.

٣٧٧

شحم كليتين طريا واجعله في قصعة، فإذا بلغ الأرز ونضج فخذ الأحجار الأربعة فالقها في القصعة التي فيها الشحم، وكب عليها قصعة أخرى ثم حركها تحريكا شديدا، ولا يخرجن بخاره، فإذا ذاب الشحم فاجعله في الأرز لتحساه لا حارا ولا باردا، فإنها تعافى بإذن الله عز وجل » فقال الرجل المعالج: والله الذي لا إله إلا هو، ما أكلته إلا مرة واحدة حتى عوفيت.

[٢٠٢٤٢] ٦ - وعن يوسف بن يعقوب الزعفراني، عن علي بن الحكم، عن يونس بن يعقوب قال: قال لي أبو عبد اللهعليه‌السلام ، وكنت أخدمه في وجعه الذي كان فيه، وهو الزحير: « ويحك يا يونس، أعلمت أني ألهمت في مرضي أكل الأرز، فأمرت به فغسل ثم جفف ثم قلي ثم رض فطبخ، فأكلته بالشحم، فأذهب الله بذلك الوجع عني ».

٤٨ -( باب أكل الحمص المطبوخ، قبل الطعام وبعده)

[٢٠٢٤٣] ١ - الطبرسي في المكارم: عن الصادقعليه‌السلام - ذكر عنده الحمص - فقالعليه‌السلام : « هو جيد لوجع الصدر(١) ».

٤٩ -( باب أكل العدس)

[٢٠٢٤٤] ١ - صحيفة الرضاعليه‌السلام : بإسناده عن آبائهعليهم‌السلام ، قال « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : عليكم بالعدس، فإنه مبارك مقدس، وإنه يرق القلب، ويكثر الدمعة، وإنه قد بارك فيه سبعون نبيا، آخرهم عيسى بن مريمعليهما‌السلام ».

[٢٠٢٤٥] ٢ - دعائم الاسلام: عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه

__________________

٦ - طب الأئمةعليهم‌السلام ص ١٠٠.

الباب ٤٨

١ - مكارم الأخلاق ص ١٨٧.

(١) في المصدر: الظهر.

الباب ٤٩

١ - صحيفة الرضاعليهم‌السلام ص ٦٨ ح ١٥٠.

٢ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١١٢ ح ٣٧٠.

٣٧٨

قال: « عليكم بالعدس فإنه يرق القلب، ويكثر الدمعة، ولقد قدسه سبعون نبيا ».

٥٠ -( باب أكل الباقلاء ولو بقشره)

[٢٠٢٤٦] ١ - الطبرسي في المكارم: عن أنس قال: قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : « كان طعام عيسىعليه‌السلام الباقلاء حتى رفع، ولم يأكل شيئا غيرته النار ».

٥١ -( باب أكل اللوبيا والماش)

[٢٠٢٤٧] ١ - الطبرسي في المكارم: سأل بعض أصحابنا الرضاعليه‌السلام ، عن البهق قال: فأمرني أن أطبخ الماش وأتحساه وأجعله طعامي، ففعلت أياما فعوفيت.

[٢٠٢٤٨] ٢ - وعنهعليه‌السلام أيضا قال: « خذ الماش الرطب في أيامه، ودقه مع ورقه، واعصر الماء واشربه على الريق، واطله على البهق » ففعلت فعوفيت.

٥٢ -( باب حب التمر وأكله، واختياره على غيره، والابتداء به، والختم به)

[٢٠٢٤٩] ١ - دعائم الاسلام: عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه كان يحب التمر، وكان يضع التمرة على اللقمة ويقول: « هذه أدام هذه ».

__________________

الباب ٥٠

١ - مكارم الأخلاق ص ١٨٣.

الباب ٥١

١ - مكارم الأخلاق ص ١٨٧.

٢ - مكارم الأخلاق ص ١٨٧.

الباب ٥٢

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١١١ ح ٣٦٣.

٣٧٩

[٢٠٢٥٠] ٢ - وكان علي بن الحسينعليهما‌السلام يقول: « إني أحب الرجل أن يكون تمريا، لحب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ».

وكانعليه‌السلام ، إذا قدم إليه طعام وفيه التمر، بدأ بالتمر(١) .

وكانعليه‌السلام يفطر على التمر في زمن التمر، وعلى الرطب في زمن الرطب(٢) .

[٢٠٢٥١] ٣ - صحيفة الرضاعليه‌السلام : بإسناده قال: « كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، إذا أكل التمر يطرح النوى على ظهر كفه، ثم يقذف به ».

[٢٠٢٥٢] ٤ - الحسن بن فضل الطبرسي في المكارم: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، قال: « كلوا التمر، فإن فيه شفاء من الأدواء ».

[٢٠٢٥٣] ٥ - وعن ( النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله (١) أنه قال: « بيت لا تمر فيه جياع أهله ».

[٢٠٢٥٤] ٦ - وعن الحسين بن علي(١) عليهما‌السلام ، قال: « إن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، كان يبتدئ طعامه إذا كان صائما بالتمر ».

[٢٠٢٥٥] ٧ - الجعفريات: بإسناده عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن

__________________

٢ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١١١ ح ٣٦٣.

(١) نفس المصدر ج ٢ ص ١١١ ح ٣٦٣.

(٢) نفس المصدر ج ٢ ص ١١١ ح ٣٦٣.

٣ - صحيفة الرضاعليه‌السلام ص ٦٩ ح ١٥٢.

٤ - مكارم الأخلاق ص ١٦٨.

٥ - مكارم الأخلاق ص ١٦٨.

(١) في المصدر: أبي عبد اللهعليهم‌السلام .

٦ - مكارم الأخلاق ص ١٦٩.

(١) في المصدر زيادة: عن أبيه.

٧ - الجعفريات ص ١٥٨.

٣٨٠

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494