زينب الكبرى عليها السلام من المهد الى اللحد

زينب الكبرى عليها السلام من المهد الى اللحد2%

زينب الكبرى عليها السلام من المهد الى اللحد مؤلف:
الناشر: دار الغدير
تصنيف: النفوس الفاخرة
ISBN: 964-7165-32-3
الصفحات: 688

زينب الكبرى عليها السلام من المهد الى اللحد
  • البداية
  • السابق
  • 688 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 105386 / تحميل: 7992
الحجم الحجم الحجم
زينب الكبرى عليها السلام من المهد الى اللحد

زينب الكبرى عليها السلام من المهد الى اللحد

مؤلف:
الناشر: دار الغدير
ISBN: ٩٦٤-٧١٦٥-٣٢-٣
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

عمتي : زينب ، ـ وكانت تعلم أن ذلك لا يكون ـ وقلت :

« يا عمتاه : أوتمت وأستخدم »؟(١)

فقالت زينب : « لا ، ولا كرامة لهذا الفاسق » ، وقالت ـ للشامي ـ :

« كذبت ـ والله ـ ولؤمت ، والله ما ذلك لك ولا له(٢) ».

فغضب يزيد ، وقال : كذبت والله ، إن ذلك لي! ولو شئت أن أفعل لفعلت.

قالت [ زينب ] : « كلا ، والله ما جعل الله ذلك لك إلا أن تخرج عن ملتنا ، وتدين بغير ديننا »!

فاستطار يزيد غضباً ، وقال :

« إياي تستقبلن بهذا؟ إنما خرج من الدين أبوك وأخوك »!!؟

فقالت زينب : « بدين الله ، ودين أبي ، ودين أخي إهتديت أنت وجدك وأبوك إن كنت مسلماً »!

قال : كذبت يا عدوة الله!!

قالت له : « أنت أمير تشتم ظالماً ، وتقهر

__________________

١ ـ أوتمت وأستخدم؟ : أي صرت يتيمة خادمة أيضاً؟

٢ ـ اي : ولا ليزيد.

٣٨١

بسلطانك ».

فكأنه استحيى وسكت ، فعاد الشامي فقال : هب لي هذه الجارية؟

فقال يزيد : « أعزب! وهب الله لك حتفاً قاضياً »!

فقال الشامي : من هذه الجارية؟

قال يزيد : هذه فاطمة بنت الحسين ، وتلك زينب بنت علي بن أبي طالب!!

فقال الشامي : الحسين بن فاطمة وعلي بن أبي طالب؟!

قال : نعم.

فقال الشامي : لعنك الله ـ يا يزيد ـ اتقتل عترة نبيك ، وتسبي ذريته؟ والله ما توهمت إلا أنهم سبي الروم.

فقال يزيد : والله لألحقنك بهم.

ثم أمر به فضرب عنقه.(١)

__________________

١ ـ الإرشاد ، ص ٢٤٦ ، وقد حكى ذلك المازندراني في « معالي السبطين » عن الإرشاد ، مع بعض الفروق في الكلمات ، ونحن جمعنا بين النسختين. وجاء ذلك ـ أيضاً ـ في تاريخ الطبرى ج ٥ ص ٤٦١.

المحقق

٣٨٢

٣٨٣

رأس الإمام الحسين عليه السلام

في مجلس الطاغية يزيد

وجاء في التاريخ : ثم وضع رأس الحسينعليه‌السلام بين يدي يزيد ، وأمر بالنساء أن يجلس خلفه ، لئلا ينظرن إلى الرأس ، لكن زينب لما رأت الرأس الشريف هاج بها الحزن ، فأهوت إلى جيبها فشقته ثم نادت ـ بصوت حزين يقرح القلوب ـ : « يا حسيناه!

يا حبيب رسول الله!

يابن مكة ومنى!

يابن فاطمة الزهراء سيدة النساء!

يابن المصطفى »!(١)

__________________

١ ـ كتاب « الملهوف على قتلى الطفوف » ص ٢١٣.

٣٨٤

قال الراوي : فأبكت ـ والله ـ كل من كان حاضراً في المجلس ، ويزيد ساكت!

ثم دعى يزيد بقضيب خيزران ، فجعل ينكت به ثنايا الإمام الحسينعليه‌السلام .

فأقبل عليه أبو برزة الأسلمي وقال : ويحك يا يزيد! أتنكت بقضيبك ثغر الحسين بن فاطمة؟! أشهد لقد رأيت النبي يرشف ثناياه وثنايا أخيه الحسن ويقول : « أنتما سيدا شباب أهل الجنة ، قتل الله قاتليكما ولعنه وأعد له جهنم وساءت مصيرا ».

فغضب يزيد وأمر بإخراجه ، فأخرج سحباً.(١)

* * * *

وجعل يزيد يقول :

ليت أشياخي ببـدر شهدوا

جزع الخزرج من وقع الأسل

لأهلوا و استهلـوا فرحـا

ثم قالـوا : يا يزيد لا تشـل

__________________

١ ـ كتاب « الملهوف » ص ٢١٤.

٣٨٥

قد قتلنـا القرم(١) من ساداتهم

وعـدلنـاه ببـدر فـاعتـدل

لعبـت هـاشـم بالملـك فـلا

خبـر جـاء ولا وحـي نـزل

لست من خندف إن لم أنتقم(٢)

من بنـي أحمد ما كان فعل(٣)

__________________

١ ـ القرم : السيد المعظم. كما في المعجم الوسيط. وفي نسخة : « قد قتلنا القوم من ساداتهم ».

٢ ـ خندف : إسم واحدة من جدات معاوية.

٣ ـ كتاب « الملهوف » لابن طاووس ص ٢١٤.

٣٨٦

٣٨٧

الفصل السادس عشر

لماذا خطبت السيدة زينب في مجلس يزيد؟

خطبة السيدة زينب عليها‌السلام في مجلس الطاغية يزيد

شرح خطبة السيدة زينب في مجلس يزيد

نص خطبة السيدة زينب

على رواية أخرى

٣٨٨

٣٨٩

لماذا خطبت السيدة زينب

في مجلس يزيد؟

لقد شاهدت السيدة زينب الكبرىعليها‌السلام في مجلس يزيد مشاهد وقضايا ، وسمعت من يزيد كلمات تعتبر من أشد أنواع الإهانة والإستخفاف بالمقدسات ، وأقبح أشكال الإستهزاء بالمعتقدات الدينية ، وأبشع مظاهر الدناءة واللؤم في تصرفاته الحاقدة!!

مظاهر وكلمات ينكشف منها إلحاد يزيد وزندقته وإنكاره لأهم المعتقدات الإسلامية.

مضافاً إلى ذلك أن يزيد قام بجريمة كبرى ، وهي أنه وضع رأس الإمام الحسينعليه‌السلام أمامه وبدأ يضرب بالعصا على شفتيه وأسنانه ، وهو ـ حينذاك ـ يشرب الخمر!!

٣٩٠

فهل يصح ويجوز للسيدة زينب أن تسكت ، وهي إبنة صاحب الشريعة الإسلامية ، الرسول الأقدس سيدنا محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله ؟!

كيف تسكت وهي تعلم أن بإمكانها أن تزيف تلك الدعاوى وتفند تلك الأباطيل ، لأنها مسلحة بسلاح المنطق المفحم ، والدليل القاطع ، وقدرة البيان وقوة الحجة؟!

ولعل التكليف الشرعي فرض عليها أن تكشف الغطاء عن الحقائق المخفية عن الحاضرين في ذلك المجلس الرهيب ، لأن المجلس كان يحتوي على شخصيات عسكرية ومدنية ، وعلى شتى طبقات الناس. فقد كان يزيد قد أذن للناس إذناً عاماً لدخول ذلك المجلس ، فمن الطبيعي أن تموج الجماهير في ذلك المكان وحول ذلك المكان ، وقد خدعتهم الدعايات الأموية ، وجعلت على أعينهم أنواعاً من الغشاوة ، فصاروا لا يعرفون الحق من الباطل ، منذ أربعين سنة طيلة أيام حكم معاوية بن أبي سفيان على تلك البلاد.

وعلامات الفرح والسرور تبدو على الوجوه بسبب إنتصار السلطة على عصابة عرفتهم أجهزة الدعاية الأموية بصورة مشوهة.

٣٩١

وقد تعود أهل الشام على مشاهدة قوافل الأسرى التي كانت تجلب إلى دمشق بعد الفتوحات.

أما ينبغي لحفيدة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أن تنتهز هذه الفرصة ، وتجازف بحياتها في سبيل الله ، وتنفض الغبار عن الحق والحقيقة ، وتعرف الباطل بكل صراحة ووضوح؟

بالرغم من أنها كانت أجل شأناً ، وأرفع قدراً من أن تخطب في مجلس ملوث لا يليق بها ، لأنها سيدة المخدرات والمحجبات!

ولكن الضرورة أباحت لها أن توقظ تلك الضمائر التي عاشت في سبات ، وتعيد الحياة الى القلوب التي أماتتها الشهوات ، وغمرتها أنواع الفجور ، والإنحراف عن الفطرة ، فباتت وهي لم تسمع كلمة موعظة من واعظ ، ولا نصيحة من ناصح.

٣٩٢

٣٩٣

خطبة السيدة زينب عليها السلام

في مجلس الطاغية يزيد

لقد روى الشيخ الطبرسي في كتاب « الإحتجاج » خطبة السيدة زينب الكبرىعليها‌السلام ، ورواها ـ أيضاً ـ السيد ابن طاووس في كتاب « الملهوف ».

وبين الروايتين بعض الفروق والإضافات المهمة ، ونحن نذكر ـ أولاً ـ نص الخطبة على رواية الطبرسي ، ثم نذكر شرحاً متواضعاً للخطبة وبعد الفراغ من شرحها ، نذكر نصاً آخر للخطبة على رواية أخرى من دون أن نشرح كلمات النص الثاني.

ونكتفي بذكر توضيحات مختصرة لبعض كلمات الخطبة ـ على رواية ابن طاووس ـ في هامش الصفحة ، والله المستعان.

٣٩٤

روى الشيخ الطبرسي في كتاب « الإحتجاج » ما يلي :

« إحتجاج زينب بنت علي بن أبي طالب ، حين رأت يزيد ( لعنه الله ) يضرب ثنايا الحسينعليه‌السلام بالمخصرة(١) .

« روى شيخ صدوق من مشايخ بني هاشم ، وغيره من الناس : أنه لما دخل علي بن الحسينعليه‌السلام وحرمه على يزيد ، وجيء برأس الحسينعليه‌السلام ووضع بين يديه في طست ، فجعل يضرب ثناياه بمخصرة كانت في يده ، وهو يقول :

لعبـت هاشم بالملـك فـلا

خبـر جاء ولا وحـي نزل

ليـت أشياخـي ببدر شهدوا

جزع الخزرج من وقع الأسل

لأهلـوا و استهلـوا فرحـا

ولقالـوا : يا يزيد : لا تشل

__________________

١ ـ المخصرة ـ على وزن مكنسة ـ : عصا أو شبهها ، يتوكأ عليها ويأخذها الملك بيده ليشير بها إلى ما يريد. وقيل : هي عصا في رأسها حديدة محددة ، مثل حديدة رأس السهم.

المحقق

٣٩٥

فجـزينـاه ببـدر مثـلاً(١)

وأقمنـا مثل بـدر فاعتـدل

لسـت من خندف إن لم أنتقم

من بني أحمد ما كان فعل(٢)

قالوا : فلما رأت زينب ذلك أهوت إلى جيبها فشقته(٣) ، ثم نادت بصوت حزين يقرح القلوب : « يا حسيناه! يا حبيب رسول الله ، يا بن مكة ومنى ، يا بن فاطمة الزهراء سيدة النساء ، يا بن محمد المصطفى ».

__________________

١ ـ وفي نسخة : قد قتلنا القوم من ساداتهم.

٢ ـ خندف : لقب امرأة في الجاهلية وإلى لقبها إنتمت قبيلتها. كما يستفاد ذلك من كتاب « لسان العرب » لإبن منظور. وقيل : هي من جدات معاوية.

المحقق

٣ ـ جيب القميص : ما يدخل منه الرأس عند لبس القميص. كما في « المعجم الوسيط ». قال بعض المحققين من الخطباء « كانت المرأة المحجبة تلبس أكثر من ثوب ـ في ذلك الزمان ـ ، فإذا هاج بها الحزن لدرجة كبيرة ، تشق جيبها كرد فعل طبيعي للحزن الشديد الذي صار يعصر قلبها بكيفية خطرة ، ويبقى عليها أكثر من ثوب غير الثوب الذي شقت جيبه.

المحقق

٣٩٦

قال : فأبكت ـ والله ـ كل من كان ، ويزيد ساكت ، ثم قامت على قدميها ، وأشرفت على المجلس ، وشرعت في الخطبة ، إظهاراً لكمالات محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله وإعلاناً بأنا نصبر لرضى الله ، لا لخوف ولا دهشة ، فقامت إليه زينب بنت علي ، وأمها فاطمة بنت رسول الله ، وقالت :

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة على جدي سيد المرسلين.

صدق الله سبحانه ، كذلك يقول : «ثم كان عاقبة الذين أساؤا السوئى أن كذبوا بآيات الله ، وكانوا بها يستهزئون ».(١)

أظننت ـ يا يزيد ـ حين أخذت علينا أقطار الأرض(٢) ، وضيقت علينا آفاق السماء ، فأصبحنا لك في إسار ، نساق إليك سوقاً في قطار ، وأنت علينا ذواقتدار ، أن بنا من الله هواناً ، وعليك منه كرامةً

__________________

١ ـ سورة الروم ، الآية ١٠.

٢ ـ وفي نسخة : حيث أخذت...

٣٩٧

وامتنانا(١) ، وأن ذلك لعظم خطرك وجلالة قدرك ، فشمخت بأنفك ، ونظرت في عطفك ، تضرب أصدريك فرحاً ، وتنفض مذرويك مرحاً ، حين رأيت الدنيا لك مستوسقة(٢) والأمور لديك متسقة ، وحين صفى لك ملكنا ، وخلص لك سلطاننا ، فمهلاً مهلا ، لا تطش جهلاً ، أنسيت قول الله ( عزوجل ) : «ولا يحسبن الذين كفروا أنما نملي لهم خير لأنفسهم ، إنما نملي لهم ليزدادوا إثماً ، ولهم عذاب مهين »(٣) .

أمن العدل ـ يابن الطلقاء ـ تخديرك حرائرك وإماءك وسوقك بنات رسول الله سبايا ، قد هتكت ستورهن ، وأبديت وجوههن ، تحدوا بهن الأعداء من بلد إلى بلد ، ويستشرفهن أهل المناقل ، ويتبرزن لأهل المناهل ، ويتصفح وجوههن القريب والبعيد ، والشريف والوضيع ، والدنيئ والرفيع ، ليس معهن

__________________

١ ـ وفي نسخة : ولك عليه كرامةً وامتنانا.

المحقق

٢ ـ لعل الأصح : مستوثقة.

المحقق

٣ ـ سورة آل عمران ، الآية ١٧٨.

٣٩٨

من رجالهن ولي ، ولا من حماتهن حمي ، عتواً منك على الله ، وجحوداً لرسول الله ، ودفعاً لما جاء به من عند الله.

ولا غرو منك ولا عجب من فعلك ، وأنى ترتجى مراقبة إبن من لفظ فوه أكباد الشهداء ، ونبت لحمه بدماء السعداء ، ونصب الحرب لسيد الأنبياء ، وجمع الأحزاب ، وشهر الحراب ، وهز السيوف في وجه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله . أشد العرب لله جحوداً ، وأنكرهم له رسولاً ، وأظهرهم له عدواناً ، وأعتاهم على الرب كفراً وطغياناً.

ألا إنها نتيجة خلال الكفر ، وضب يجرجر في الصدر لقتلى يوم بدر.

فلا يستبطى في بغضنا ـ أهل البيت ـ من كان نظره إلينا شنفاً وإحناً وأضغانا ، يظهر كفره برسول الله ، ويفصح ذلك بلسانه وهو يقول ـ فرحاً بقتل ولده وسبي ذريته ، غير متحوب ولا مستعظم ، يهتف بأشياخه ـ :

لأهلـوا واستهلـوا فرحاً

ولقالوا : يا يزيد : لا تشل

٣٩٩

منحنياً على ثنايا أبي عبد الله ـ وكانت مقبل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ـ ينكتها بمخصرته ، قد التمع السرور بوجهه.

لعمري لقد نكأت القرحة ، واستأصلت الشأفة ، بإراقتك دم سيد شباب أهل الجنة ، وابن يعسوب الدين(١) ، وشمس آل عبد المطلب.

وهتفت بأشياخك ، وتقربت بدمه إلى الكفرة من أسلافك ، ثم صرخت بندائك ، ولعمري لقد ناديتهم لو شهدوك ، ووشيكاً تشهدهم ولن يشهدوك ، ولتود يمينك ـ كما زعمت ـ شلت بك عن مرفقها وجذت ، وأحببت أمك لم تحملك ، وإياك لم تلد(٢) ، حين تصير إلى سخط الله ، ومخاصمك رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

اللهم خذ بحقنا ، وانتقم من ظالمنا ، واحلل غضبك على من سفك دماءنا ، ونقض ذمارنا ، وقتل

__________________

١ ـ وفي نسخة : وابن يعسوب دين العرب. وفي نسخة : وابن يعسوب العرب.

٢ ـ وفي نسخة : وأباك لم يلدك.

٤٠٠

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679

680

681

682

683

684

685

686

687

688