بنور فاطمة (ع)

بنور فاطمة (ع)0%

بنور فاطمة (ع) مؤلف:
تصنيف: السيدة الزهراء سلام الله عليها
الصفحات: 276

بنور فاطمة (ع)

مؤلف: السيد عبد المنعم حسن
تصنيف:

الصفحات: 276
المشاهدات: 85646
تحميل: 5729

توضيحات:

بنور فاطمة (ع)
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 276 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 85646 / تحميل: 5729
الحجم الحجم الحجم

 ولكن أبت الأمة كعادتها إلا أن تضيق على نفسها كما فعلت أمة بني إسرائيل. ونتوج بحثنا بروايات

عن أهل البيت (ع) : ـ

* عن أبي بصير قال : سألت أبا جعفر الباقر (ع) عن المتعة فقال : « نزلت في القرآن( فما استمتعتم به منهن ... الآية) ».

* عن الإمام الصادق (ع) : قال « المتعة نزل بها القرآن وجرت بها السنة من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ».

* عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال : سألت أبا عبد الله هل نسخ آية المتعةشيء؟

قال : لا ، ولولا ما نهى عنها عمر ما زنى إلا شقي.

ونذكر هنا بعض الملاحظات للذي يدعي بأن آية المتعة منسوخة بقوله تعالى( والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون ) (سورة المؤمنون : آية / ٥ ـ ٧).

أولاً : إن هذه الآية جاءت في سورة المؤمنون وهي مكية وآية المتعة جاءت في سورة النساء وهي مدنية فكيف يكون المتقدم نزولا ناسخا للمتأخر!.

أما ما ذكروه بأن الآية حددت نوعين من النكاح فقط : الزواج وملك اليمين ..

فالمتعة أيضا زواج كما بينا والأمر واضح ، وبالنسبة للروايات التي تحرم المتعة فهي غير صحيحة لتعارضها مع الأحاديث القائلة بحليتها كما أن أخبار

٢٦١

التحريم أخبار آحاد ، والنسخ لا يثبت بأخبار الآحاد ، ثم إن هنالك تناقضا واضحا في روايات التحريم فبعضها يقول بأن التحريم صدر يوم خيبر وأخرى في يوم الفتح وثالثة في تبوك ورابعة في عمرة القضاء وخامسة في حجة الوداع الخ. وأخيرا إن روايات التحريم معارضة بروايات أهل بيت النبوة (ع) المتواترة والدالة على إباحة المتعة إلى يوم القيامة.

خاتمة

في ظل أمواج الفتن ما أحوج الإنسان إلى أن يجد سفينة النجاة لتأخذ به إلى بر الأمان ، وما أحوجه إلى التعرف على المعتقد السليم الذي من خلاله يستطيع أن يعيش واقع حياته اليومية باطمئنان حتى يلقى الله وقد وفى بعهده وميثاقه.

وتبقى مشكلة التعصب الأعمى وعدم التسليم للحق والتمرد عليه تكبرا ، مما يجعل بيننا وبينه حجابا إذا أردنا التمسك به والبحث عنه ، إذ أنه لا بد من التأكد مما نحن عليه ، على ألا يكون التوارث أبا عن جد هو المرتكز لفهم فلسفة الحياة ، ولا يمكن أن نحقق العبودية في أنفسنا وهي غاية الخلق(١) إلا عبر الطريق الذي أمرنا الله به ولا يمكن أن تكون الوراثة التي نبذها القرآن هي الضمانة لصحة ما نعتقده والمسلمون انقسموا لفرق ومذاهب كل يدعي وصلا بليلى ، والظلمات كثيرة والنور واحد وهذا هو مقصود حديث الفرقة الناجية ، فليصبح الإنسان كالمجنون وهو يبحث لكي يختار الصواب.

ــــــــــــــــ

(١) ـ الآية( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) .

٢٦٢

إن الأمة الإسلامية تعيش تحديا حضاريا في كل الجوانب لم يترك العدو لها مجالا إلا وحاول من خلاله أن يبث سمومه ، وفي واقعنا المعاش نجد الكثير من المذاهب التي تلبست بلباس الدين ودعت إليه بينما كانت تخدم مصالح الأعداء وتحمل في داخلها معاول هدم رسالة السماء ، وأبرز مصداق لذلك الوهابية التي انتشرت في طول البلاد الإسلامية وعرضها مستغلة الظروف الاقتصادية في الدول النامية ولم تعتمد على المعتقد السليم ولا على الفكر الصحيح أو المنطق في الحوار بل ظهرت عبر مؤسساتها وأموالها ، جاعلة الدين كتلة جامدة لا تتفاعل وواقع الحياة ، لذلك تتركها دوائر الاستعمار لتسرح بينما تصب على الشيعة كل أنواع التضليل.

هنالك كثير من الأسباب تقف حائلا بين المرء والحقيقة عليه أن يتجاوزها ولقد حاولت ذلك فكان الانتقال عبر محطات التاريخ للوقوف على المنعطفات الخطيرة التي مرت بها الأمة الإسلامية فتفرقت شيعا وأحزابا ، لم يكن همي سوى الحقيقة الحقيقة وحدها دون الالتفات إلى ما سيعترضني من مشاكل في سبيل ذلك ، ولقد حاول البعض عندما انهزم بالدليل والبرهان أن يتهمني تارة بالشيوعية وهي التي لم يستطع نسفها غير علماء الشيعة بقيادة الشهيد الصدر فكيف يلتقي الشيعي مع الشيوعي اللهم إلا إذا اشتبهت الأحرف على السامع وتارة يقولون عنا جمهوريين ، هذه الجماعة التي ولدت فكرتها ميتة لأنها عارضت كلشيء القرآن والسنة والعقل ، قامت باجتهاد فرد وانتهت بانتهائه من على مسرح الحياة ، أما التشيع فأنا لم أنتجه من محض خيالي ، إنما وجدت أنه ولد حينما ولدت الرسالة ، وشهد الأعداء قبل الأصدقاء بأهلية أهل البيت (ع) لتحمل أمانة السماء والتاريخ يشهد لهم بذلك فما ذنبي إذا كان الدليل يأخذ بعنقي إلى

٢٦٣

حيث النور ، ومن يملك دليلا خلاف قولنا وإذا كان هنالك حق غير مذهب أهل البيت (ع) فهاتوا برهانكم إن كنتم صادقين.

وتارة أخرى يتهموننا بأننا نسعى لإثارة الفتن ، ولعمري متى كان البحث عن الحق إثارة للفتنة؟ ومتى كان كشف الزيف دلالة على ذلك؟ أن الذين يوزعون هذه التهم إنما يبررون لأنفسهم ويحاولون الانتصار لها بعد هزيمتها داخليا.

عندما بدأت بحثي لم يقم في نفسي أن أطرحه للآخرين وإنما هو تكليف شرعي وتلهف للكشف عن الحق الذي به قامت السماوات والأرض ، وظمأ للارتواء من منابع الرسالة الصافية التي لم تكدرها الجاهلية بأنجاسها ، ووجدته بحمد الله عذبا ثجاجا في ولاية علي بن أبي طالب (ع) وأتباعه الذين قال فيهم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله « والذي بعثني بالحق نبيا لو أن رجلا لقي الله بعمل سبعين نبي ثم لم يلقه بولاية أولي الأمر من أهل البيت ما قبل الله منه عدلا ولا صرفا ».

كما روى الإمام الصادق (ع) عن أبيه عن جده (ع) قال : مر أمير المؤمنين (ع) في مسجد الكوفة ومعه خادمة قنبر رجلا قائما يصلي فقال : يا أمير المؤمنين ما رأيت رجلا أحسن صلاة من هذا. فقال علي (ع) : يا قنبر فوالله لرجل على يقين من ولايتنا أهل البيت خير ممن له عبادة ألف سنة ، ولو أن عبدا عبد الله ألف سنة لا يقبل الله منه حتى يعرف ولايتنا أهل البيت ، ولو أن عبدا عبد الله ألف سنة وجاء بعمل اثنين وسبعين نبي ما يقبل الله منه حتى يعرف ولايتنا أهل البيت وإلا أكبه الله على منخريه في نار جهنم وغيرها من الروايات التي تجعل الإنسان يقف متأملا وهو يحاول أن يهتدي إلى الطريق.

٢٦٤

وعلى فرض عدم صحة هذه الروايات ، يجب على الإنسان دفعا للضرر المحتمل ـ كما يقولون ـ أن يبحث عن الحق أنى كان ، ولقد ادعى أهل البيت (ع) حق الولاية وتواتر المنقول عنهم أن أعمال العبد يتوقف قبولها على ولايتهم وبدونها يسقط عمله. بينما لا نجد أن أحدا من الصحابة ادعى مثل هذا الحق وبالخصوص الخلفاء الثلاثة فالإيمان بهم بالتالي ليس من أصول الدين إنما هو أمر فرعي يحتاج إلى نقاش.

أخيراً

إن الاهتداء إلى الحق ليس عبقرية ذاتية ، إنما نعمة من الله تعالى ينعم بها على من يشاء من عباده ، وما على الإنسان إلا التوجه المخلص لله تعالى حتى يريه الحق حقا فيتبعه ويريه الباطل باطلا فيجتنبه ، ولقد تكفل البارئ عز وجل بهداية المجاهدين فيه إلى سبله.

خطبة فاطمة (ع) شعلة الحق

إنها خطبة يعجز الإنسان عن وصفها ، ويؤمن ويصدق بأنها معجزة احتجت بها أمام الخليفة الأول أبي بكر ، ودقة معانيها وقوة بيانها تؤكد صحة نسبتها للطاهرة المعصومة فاطمة بنت محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله وأذكر جزءاً منها في هذا المقام تتمة للفائدة.

قالت سلام الله عليها :

« الحمد لله على ما أنعم ، وله الشكر على ما ألهم ، والثناء بما قدم ، من

٢٦٥

عموم نعم ابتداها ، وسبوغ آلاء أسداها وتمام منن أولاها ، جم عن الاحصاء عددها ، ونأى عن الجزاء أمدها ، وتفاوت عن الادراك أبدها ، وندبهم لاستزادتها بالشكر لاتصالها واستحمد إلى الخلائق بإجزالها ، وثنى بالندب إلى أمثالها.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، كلمة جعل الإخلاص تأويلها ، وضمن القلوب موصولها ، وأنار في التفكر معقولها ، الممتنع من الأبصار رؤيته ، ومن الألسن صفته ومن الأوهام كيفيته ، ابتدع الأشياء لا منشيء كان قبلها ، وأنشأها بلا احتذاء أمثلة امتثلها كونها بقدرته ، وذرأها بمشيته ، من غير حاجة منه إلى تكوينها ، ولا فائدة له في تصويرها ، إلا تثبيتا لحكمته ، وتنبيها على طاعته ، وإظهارا لقدرته ، تعبدا لبريته وإعزازا لدعوته ، ثم جعل الثواب على طاعته ، ووضع العقاب على معصيته ذيادة لعباده من نقمته ، وحياشة لهم إلى جنته.

وأشهد أن أبي محمدا عبده ورسوله اختاره قبل أن أرسله وسماه قبل أن اجتباه ، واصطفاه قبل أن ابتعثه ، إذ الخلائق بالغيب مكنونة ، وبستر الأهاويل مصونة ، وبنهاية العدم مقرونة علما من الله تعالى بمايل الأمور ، وإحاطة بحوادث الدهور ومعرفة بمواقع الأمور.

ابتعثه الله إتماما لأمره ، وعزيمة على إمضاء حكمه ، وإنفاذا لمقادير رحمته ، فرأى الأمم فرقا في أديانها ، عكفا على نيرانها عابدة لأوثانها ، منكرة لله مع عرفانها ، فأنار الله بأبي محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله ظلمها ، وكشف عن القلوب بهمها (١) ، وجلى عن الأبصار غممها وقام في الناس بالهداية فأنقذهم من الغواية ، وبصرهم من العماية ، وهداهم إلى الدين القويم ، ودعاهم إلى

ــــــــــــــــ

(١) ـ أي مبهماتها وهي المشكلات من الأمور.

٢٦٦

 الصراط المستقيم.

ثم قبضه الله إليه قبض رأفة واختيار ، ورغبة وإيثار فمحمدصلى‌الله‌عليه‌وآله من تعب هذه الدار في راحة قد حف بالملائكة الأبرار ورضوان الرب الغفار ، ومجاورة الملك الجبار ، صلى الله على أبي نبيه وأمينه ، وخيرته من الخلق وصفيه ، والسلام عليه ورحمة الله وبركاته.

ثم التفتت سلام الله عليها غلى أهل المجلس وقالت : أنتم عباد الله نصب أمره ونهيه ، وحملة دينه ووحيه ، وأمناء الله على أنفسكم ، وبلغاؤه إلى الأمم ، زعيم حق له فيكم ، وعهد قدمه إليكم ، وبقية استخلفها عليكم. كتاب الله الناطق والقرآن الصادق ، والنور الساطع ، والضياء اللامع ، بينة بصائره ، منكشفة سرائره ، متجلية ظواهره مغتبطة به أشياعه ، قائد إلى الرضوان أتباعه ، مؤد إلى النجاة استماعه به تنال حجج الله المنورة ، وعزائمه المفسرة ، ومحارمه المحذرة ، وبيناته الجالية ، وبراهينه الكافية ، وفضائله المندوبة ، ورخصه الموهوبة ، وشرائعه المكتوبة.

 فجعل الله الإيمان تطهيرا لكم من الشرك ، والصلاة تنزيها لكم عن الكبر ، والزكاة تزكية للنفوس ، ونماء للرزق ، والصيام تثبيتا للإخلاص ، والحج تشييدا للدين ، والعدل تنسيقا للقلوب ، وطاعتنا نظاما للملة ، وإمامتنا أمانا من الفرقة والجهاد عزا للإسلام والصبر معونة على استيجاب الأجر ، والأمر والنهي عن المنكر مصلحة للعامة ، وبر الوالدين وقاية من السخط ، وصلة الأرحام منسأة في العمر ومنماة للعدد ، والقصاص حقنا للدماء ، والوفاء بالنذر تعريضا للمغفرة ، وتوفية المكاييل والموازين ، تغييرا للبخس ، والنهي عن شرب الخمر ، تنزيها عن الرجس واجتناب القذف ، حجابا عن اللعنة ، وترك السرقة ، إيجابا للعفة ، وحرم

٢٦٧

 الله الشرك إخلاصا له بالربوبية فاتقوا الله حق تقاته ، ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ، وأطيعوا الله فيما أمركم به ونهاكم عنه فأنه إنما يخشى الله من عباده العلماء.

ثم قالت : أيها الناس اعلموا ، أني فاطمة وأبي محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله أقول عودا وبدءا ولا أقول ما أقول غلطا ، ولا أفعل ما أفعل شططا ، لقد جاءكم رسول الله من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم. فإن تعزوه وتعرفوه تجدوه أبي دون نسائكم ، وأخا ابن عمي دون رجالكم ، ولنعم المعزى إليه صلى‌الله‌عليه‌وآله فبلغ الرسالة صادعا بالنذارة مائلا عن مدرجة المشركين ضاربا ثبجهم آخذا بأكظامهم داعيا إلى سبيل ربه بالحكمة والموعظة الحسنة ، يكسر الأصنام وينكت الهام ، حتى انهزم الجمع وولوا الدبر ، فتضرى الليل عن صبحه وأسفر الحق عن محضه ، ونطق زعيم الدين ، وخرست شقاشق الشياطين ، وطاح وشيظ النفاق ، وانحلت عقد الكفر والشقاق ، وفهتم بكلمة الإخلاص في نفر من البيض الخماص وكنتم على شفا حفرة من النار ، مذقة الشارب ، ونهزة الطامع وقبسة العجلان ، وموطئ الأقدام تشربون الطرق وتقتاتون القد والورق ، أذلة خاسئين ، تخافون أن يتخطفكم الناس من حولكم ، فأنقذكم الله تبارك وتعالى بمحمد صلى‌الله‌عليه‌وآله بعد اللتيا والتي وبعد أن مني ببهم الرجال وذؤبان العرب ، ومردة أهل الكتاب ، كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله ، أو نجم قرن للشيطان أو فغرت فاغرة من المشركين قذف أخاه في لهواتها فلا ينكفئ حتى يطأ جناحها بأخمصه ، ويخمد لهبها بسيفه مكدودا في ذات الله ، مجتهدا في أمر الله ، قريبا من رسول الله سيدا في أولياء الله ، مشمرا ناصحا ، مجدا كادحا ، لا تأخذه في الله لومة لائم ، وأنتم

٢٦٨

 في رفاهية من العيش وادعون فاكهون آمنون تتربصون بنا الدوائر وتتوكفون الأخبار وتنكصون عند النزول وتفرون من القتال.

... ثم تنتقل الصديقة (ع) للحديث عن الانقلاب كما وضحنا ثم تحدثت عن منعها الإرث ولقد ذكرنا كلماتها في بداية البحث وبعد ذلك رمت بطرفها نحو الأنصار وقالت :

يا معشر النقيبة وأعضاد الملة وحضنة الإسلام ما هذه الغميزة في حقي والسنة عن ظلامتي. أما كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أبي يقول : « المرء يحفظ في ولده »؟ سرعان ما أحدثتم وعجلان ذا إهالة ولكم طاقة بما أحاول وقوة على ما أطلب وأزاول ، أتقولون مات محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله ؟ فخطب جليل : استوسع وهنه واستنهر فتقه ، وانفتق رتقه ، وأظلمت الأرض لغيبته وكسفت الشمس والقمر ، وانتثرت النجوم لمصيبته ، وأكدت الآمال وخشعت الجبال ، وأضيع الحريم ، وأزيلت الحرمة عند مماته فتلك والله النازلة الكبرى ، والمصيبة العظمى لا مثلها نازلة ولا بائقة عاجلة ، أعلن بها كتاب الله جل ثناؤه في أفنيتكم ، وفي ممساكم ومصبحكم ، هتافا وصراخا ، وتلاوة وألحنا ، ولقبله ما حل بأنبياء الله ورسله حكم فصل وقضاء حتم :

( وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين ) أيها بني قيلة أأهضم تراث أبي؟ وأنتم بمرأى مني ومسمع ومنتدى ومجمع تلبسكم الدعوة ، وتشملكم الخبرة ، وأنتم ذوو العدد والعدة والأداة والقوة وعندكم السلاح والجنة توافيكم الدعوة فلا تجيبون ، وتأتيكم الصرخة فلا تعينون ، وأنتم موصوفون بالكفاح ، معروفون بالخير والصلاح ، والنخبة التي انتخبت

٢٦٩

والخيرة التي اختيرت لنا أهل البيت.

ألا وقد قلت ما قلت على معرفة مني بالخذلة التي خامرتكم والغدرة التي استشعرتها قلوبكم ، لكنها فيضة النفس ونفثة الغيظ وبثة الصدر وتقدمة الحجة ، فدونكموها فاحتقبوها دبرة الظهر نقبة الخف باقية العار ، موسومة بغضب الجبار ، وشنار الأبد موصولة بنار الله الموقدة التي تطلع على الأفئدة ، فبعين الله ما تفعلون وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون وأنا ابنة نذير لكم بين يدي عذاب شديد فاعملوا إنا عاملون وانتظروا إنا منتظرون(*) .

* * * *

ــــــــــــــــ

(*) ـ مقاطع من خطبة الزهراء من كتاب الإحتجاج للطبرسي.

٢٧٠

المصادر

١ ـ القرآن الكريم.

٢ ـ تفسير القرآن العظيم / ابن كثير.

٣ ـ التفسير الكبير / الفخر الرازي.

٤ ـ في ظلال القرآن / سيد قطب.

٥ ـ صفوة التفاسير / محمد علي الصابوني.

٦ ـ صحيح البخاري.

٧ ـ صحيح مسلم.

٨ ـ صحيح الترمذي.

٩ ـ سنن أبي داوود.

١٠ ـ سنن ابن ماجه.

١١ ـ مسند أحمد بن حنبل.

١٢ ـ المستدرك / الحاكم.

١٣ ـ الإصابة في تمييز الصحابة / ابن حجر العسقلاني.

١٤ ـ أسد الغابة في معرفة الصحابة / ابن الأثير.

١٥ ـ نهج البلاغة.

١٦ ـ وسائل الشيعة / الحر العاملي.

١٧ ـ الإحتجاج / الطبرسي.

٢٧١

١٨ ـ السيرة النبوية / ابن هشام.

١٩ ـ تاريخ الأمم والملوك / الطبري.

٢٠ ـ البداية والنهاية / ابن كثير.

٢١ ـ الإمامة والسياسة / ابن قتيبة.

٢٢ ـ الكامل في التاريخ / ابن الأثير.

٢٣ ـ تاريخ ابن خلدون.

٢٤ ـ تاريخ ايعقوبي.

٢٥ ـ المغاري للواقدي.

٢٦ ـ مروج الذهب / المسعودي.

٢٧ ـ شرح نهج البلاغة / ابن أبي الحديد المعتزلي.

٢٨ ـ الملل والنحل / الشهر ستاني.

٢٩ ـ العقد الفريد / ابن عبد ربه الأندلسي.

٣٠ ـ الغدير / العلامة الأميني.

٣١ ـ الفكر الإسلامي مواجهة حضارية / العلامة السيد محمد تقي المدرسي.

٣٢ ـ التشيغ نشوؤه ـ مراحله ـ مقدماته / السيد عبدالله الغريفي.

٣٣ ـ دور الشيعة في بياء الحضارة الإنسانية / جعفر السبحاني.

٣٤ ـ الزواج المؤقت / محمد تقي الحكيم.

٢٧٢

الفهرس

الاهداء..................................................................... ٥

المقدمة..................................................................... ٧

الفصل الأول.............................................................. ١٥

لماذا هذا الكتاب.......................................................... ١٥

الفصل الثاني.............................................................. ٢٧

البحث في التاريخ ضرورة................................................... ٢٩

أولاً : ـ التاريخ في القرآن :................................................. ٢٩

ثانياً : ـ التاريخ ضرورة للحاضر.............................................. ٣٠

ثالثا ـ نماذج من انحرافات الأمم السابقة في القرآن الحكيم :..................... ٣٢

القصة الأولى : بلعم بن باعوراء مع نبيه موسى (ع)........................... ٣٧

الفصل الثالث............................................................. ٤٥

الشيعة والتشيع............................................................ ٤٧

التشيع والفرس :........................................................... ٥٠

ظلال التشيع في السودان.................................................. ٥١

الفصل الرابع.............................................................. ٥٧

حوار في بداية الطريق...................................................... ٥٩

البداية.................................................................... ٦٤

ماذا بين أبي بكر وفاطمة (ع)؟............................................. ٦٦

فاطمة (ع) في القرآن...................................................... ٦٩

فاطمة (ع) بلسان أبيها..................................................... ٧٣

موقف الزهراء (ع) هو « الفيصل »......................................... ٨١

عصمة الزهراء (ع)......................................................... ٨٣

بماذا طالبت الزهراء (ع)................................................... ٨٧

أولاً : المطالبة باسترداد فدك التي لها ملكيتها.................................. ٨٩

٢٧٣

ثانياً : مطالبتها بإرث الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله......................................... ٩٠

ثالثا : المطالبة بسهم ذي القربى............................................. ٩١

فدك الرمز................................................................. ٩٩

الخلفاء واقتحام الدار.................................................... ١٠٥

استشهاد الزهراء (ع)..................................................... ١١٨

الزهراء صرخة مدوية عبر التاريخ........................................... ١٢٥

الفصل الخامس.......................................................... ١٢٧

تمهيد :.................................................................. ١٢٩

بالشورى أم بالتعين....................................................... ١٣٠

* مفهوم الشورى عند أهل السنة والجماعة غير واضح :..................... ١٣٠

* التعيين ضرورة :........................................................ ١٣٣

* علي بن أبي طالب أول خليفة للنبي (ص) :.............................. ١٣٦

١ ـ حديث الغدير :..................................................... ١٣٧

٢ ـ حديث المنزلة :...................................................... ١٤٠

٣ ـ حديث الانذار...................................................... ١٤٠

٤ ـ حديث الراية :...................................................... ١٤١

* مناظرة للمأمون العباسي في فضل علي (ع)(١) ........................... ١٤٤

أهل البيت (ع).......................................................... ١٥٣

هم أولو الأمر بعد النبي (ص)............................................. ١٥٣

* حوار حول العصمة في حديث الثقلين................................... ١٥٦

الفصل السادس.......................................................... ١٦٥

الانقلاب................................................................ ١٦٥

ماذا حدث؟............................................................. ١٦٧

مع عدالة الصحابة....................................................... ١٦٩

٢٧٤

* القرآن وعدالة الصحابة :.............................................. ١٦٩

* السنة وعدالة الصحابة :............................................... ١٧٤

* الصحابة عند شيعة أهل البيت (ع) :................................... ١٧٦

* مصيبة الأمة :.......................................................... ١٧٨

* حديث العشرة المبشرين المزعوم :...................................... ١٧٨

السقيفة................................................................. ١٨٠

علي (ع) والخلافة....................................................... ١٨٤

خلافة علي (ع) ١٨٩

* حرب الجمل :......................................................... ١٩٠

* عائشة بنت أبي بكر :.................................................. ١٩٠

صفين................................................................... ١٩٥

* رسالة محمد بن أبي بكر لمعاوية :....................................... ١٩٧

عض أفعال معاوية........................................................ ٢٠١

* اغتصابه الخلافة بالقهر................................................. ٢٠١

الفصل السابع........................................................... ٢٠٥

كيف يرون معاوية ويزيد :................................................. ٢٠٧

مع الحسين (ع).......................................................... ٢١٠

من هو الحسين (ع)....................................................... ٢١٤

نزول الركب المقدس في كربلاء.............................................. ٢١٨

السجود على التربة الحسينية................................................ ٢٢٢

الفصل الثامن............................................................ ٢٢٧

من ركام الباطل إلى النور.................................................. ٢٢٩

فقرات.................................................................. ٢٣١

من أدعية أهل البيت (ع)................................................. ٢٣١

٢٧٥

* ـ من دعاء الصباح لأمير المؤمنين (ع).................................... ٢٣١

* ـ من دعاء يوم عرفة للإمام الحسين (ع) :................................ ٢٣٢

* ـ مناجاة الشاكرين : للإمام زين العابدين (ع) :........................... ٢٣٣

* قبسات من نور آل محمد :............................................. ٢٣٣

* التقية :................................................................ ٢٣٦

* أما من الكتاب العزيز :................................................. ٢٣٨

* أما من السنة :......................................................... ٢٤٠

* الوضوء :.............................................................. ٢٤٢

* أخبار من مصادر سنية توضح وجوب المسح دون الغسل :................ ٢٤٥

* الجمع بين الصلاتين :.................................................. ٢٤٧

الأدلة من السنة :........................................................ ٢٤٩

* الأدلة من طريق أهل البيت (ع) :....................................... ٢٥٠

* الزواج المنقطع « المتعة » :............................................ ٢٥١

الدليل القرآني :......................................................... ٢٥١

ما المقصود بالزواج المؤقت :............................................. ٢٥٩

العناصر المشتركة بين الزواج الدائم والزواج المؤقت :...................... ٢٥٩

* عناصر الاختلاف بين الزواجين :........................................ ٢٦٠

عن أهل البيت (ع) : ـ................................................... ٢٦١

خاتمة................................................................... ٢٦٢

أخيراً.................................................................... ٢٦٥

خطبة فاطمة (ع) شعلة الحق.............................................. ٢٦٥

المصادر................................................................. ٢٧١

الفهرس.................................................................. ٢٧٣

٢٧٦