مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل الجزء ١٧

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل12%

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 469

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧
  • البداية
  • السابق
  • 469 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 230245 / تحميل: 5738
الحجم الحجم الحجم
مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل الجزء ١٧

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

لي موالي من اليهود ، كثير عددهم ، حاضرٌ نَصْرُهم ، وإِني أبرأ إلى الله ورسوله من ولاية اليهود وآوي إلى الله ورسوله. فقال عبد الله بن أبيّ : إني رجل أخاف الدوائر ، ولا أبرأ من ولاية اليهود. فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : يا أبا الحباب ، ما بَخِلْتَ به من ولاية اليهود على عُبَادة بن الصامت فهو لك دونه ، فقال : قد قبلت. فأنزل الله تعالى فيهما :( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصارى أَوْلِياءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ ) إلى قوله تعالى :( فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ ) يعني : عبد الله بن أبيّ( يُسارِعُونَ فِيهِمْ ) في ولايتهم( يَقُولُونَ نَخْشى أَنْ تُصِيبَنا دائِرَةٌ ) الآية.

[١٩٠]

قوله تعالى :( إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا ) . [٥٥].

٣٩٦ ـ قال جابر بن عبد الله : جاء عبد الله بن سَلّام إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال : يا رسول الله ، إن قوماً من قُرَيْظَة والنّضِير قد هجرونا وفارقونا ، وأقسموا أن لا يجالسونا ، ولا نستطيع مجالسة أصحابك لبعد المنازل. وشكا ما يلقى من اليهود ، فنزلت هذه الآية ، فقرأها عليه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال : رضينا بالله وبرسوله وبالمؤمنين أولياء).

٣٩٦ م ـ ونحو هذا. قال الكلبي ، وزاد : بأن آخر الآية [نزل] في علي بن أبي طالب ، لأنه أعطى خاتمه سائلاً وهو راكع في الصلاة).

٣٩٧ ـ أخبرنا أبو بكر التَّميمى قال : أخبرنا عبد الله بن محمد بن جعفر ،

__________________

[٣٩٦] بدون إسناد

[٣٩٦١] م الكلبي متهم بالكذب.

[٣٩٧] محمد بن مروان عن محمد بن السائب عن أبي صالح هذا الإسناد أطلق عليه العلماء سلسلة الكذب.

انظر (الإسرائيليات والموضوعات في كتب التفسير ص ٣١٢ ، ٣١٤)

٢٠١

قال : حدَّثنا الحسين بن محمد بن أبي هريرة ، قال : حدَّثنا عبد الله بن عبد الوهاب ، قال : حدَّثنا محمد [بن] الأسود ، عن محمد بن مروان ، عن محمد [ابن] السَّائب ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس. قال :

أقبل عبد الله بن سلام ومعه نفر من قومه قد آمنوا ، فقالوا : يا رسول الله ، إن منازلنا بعيدة ، وليس لنا مجلس ولا متحدث ، وإن قومنا لَمَّا رأَوْنا آمنّا بالله ورسوله وصَدّقناه ـ رفضونا وآلوا على أنفسهم أن لا يجالسونا ، ولا يناكحونا ولا يكلمونا ، فشق ذلك علينا. فقال لهم النبيعليه‌السلام :( إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا ) الآية. ثم إن النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم خرج إلى المسجد والناس بين قائم وراكع ، فنظر سائلاً فقال : هل أعطاك أحد شيئاً؟ قال : نعم خاتم من ذهب ، قال من أعْطَاكَهُ؟ قال : ذلك القائم ، وأومأ بيده إلى علي بن أبي طالب. فقال : على أي حال أعطاك؟ قال : أعطاني وهو راكع. فكَبَّرَ النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ثم قرأ( وَمَنْ يَتَوَلَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْغالِبُونَ ) .

[١٩١]

قوله تعالى :( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُواً وَلَعِباً ) . [٥٧].

٣٩٨ ـ قال ابن عباس : كان رفَاعَة بن زيد وسُوَيد بن الحارث قد أظهرا الإسلام ثم نافقا ، وكان رجال من المسلمين يُوَادُّنَهُمَا ، فأنزل الله تعالى هذه الآية.

[١٩٢]

قوله تعالى :( وَإِذا نادَيْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ اتَّخَذُوها هُزُواً وَلَعِباً ) [٥٨].

٣٩٩ ـ قال الكلبي : كان منادي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم إِذا نادى إلى الصلاة فقام المسلمون إليها ، قالت اليهودي : قاموا لا قاموا ، صلوا لا صلوا ، ركعوا لا ركعوا ،

__________________

[٣٩٨] أخرجه ابن جرير (٦ / ١٨٧).

وعزاه في الدر (٢ / ٢٩٤) لابن إسحاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ.

[٣٩٩] الكلبي ضعيف ، وقد مرت ترجمته في رقم (١٠)

٢٠٢

على طريق الاستهزاء والضحك ، فأنزل الله تعالى هذه الآية.

٤٠٠ ـ وقال السُّدّي : نزلت في رجل من نصارى المدينة ، كان إذا سمع المؤذن يقول أشهد أن محمداً رسول الله ، قال : حُرِّق الكاذب. فدخل خادمه بنار ذات ليلة وهو نائم وأهله نيام ، فتطايرت منها شرارة ، فأَحرقت البيت فاحترق هو وأهله.

٤٠٠ م ـ وقال آخرون : إن الكفار لما سمعوا الأذان حسدوا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم والمسلمين على ذلك [فدخلوا على رسول الله] وقالوا : يا محمد لقد أبدعت شيئاً لم نسمع به فيما مضى من الأمم [الخالية] فإن كنت تدّعي النبوة فقد خالفت فيما أحدثت من هذا الأذان الأنبياءَ من قبلك ، ولو كان في هذا [الأمر] خير كان أولى الناس به الأنبياءُ والرسلُ من قبلك ، فمن أين لك صياح كصياح العير؟ فما أقبح من صوت وما أسمج من كفر!! فأنزل الله تعالى هذه الآية ، وأنزل( وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعا إِلَى اللهِ وَعَمِلَ صالِحاً ) الآية.

[١٩٣]

قوله تعالى :( قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ هَلْ تَنْقِمُونَ مِنَّا إِلَّا أَنْ آمَنَّا بِاللهِ وَما أُنْزِلَ إِلَيْنا وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلُ وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فاسِقُونَ ) . [٥٩].

٤٠١ ـ قال ابن عباس : أتى نفر من اليهود إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم فسألوه عمن يؤمن به من الرسل ، فقال : أومن( بِاللهِ وَما أُنْزِلَ إِلَيْنا وَما أُنْزِلَ إِلى إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ ) إلى قوله :( وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ) ، فلما ذكر عيسى جحدوا نبوته وقالوا : والله ما نعلم أهل دين أقل حظاً في الدنيا والآخرة منكم ، ولا دينا شراً من دينكم فأنزل الله تعالى :( قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ هَلْ تَنْقِمُونَ مِنَّا إِلَّا أَنْ آمَنَّا بِاللهِ وَما أُنْزِلَ إِلَيْنا ) إلى قوله :( فاسِقُونَ ) .

__________________

[٤٠٠] مرسل ، وعزاه في الدر (٢ / ٢٩٤) لابن جرير وابن أبي حاتم وأبي الشيخ.

[٤٠٠] م بدون إسناد.

[٤٠١] بدون إسناد.

٢٠٣

[١٩٤]

قوله تعالى :( يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ ) . [٦٧]

٤٠٢ ـ قال الحسن : إن النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال : لما بعثني الله تعالى برسالته ضِقْتُ بها ذَرْعاً ، وعرفت أن من الناس مَنْ يُكَذِّبني. وكان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم يهاب قريشاً واليهود والنصارى ، فأنزل الله تعالى هذه الآية).

٤٠٣ ـ أخبرنا أبو سعيد محمد بن علي الصَّفَّار ، قال : أخبرنا الحسن بن أحمد المَخْلِدي ، قال : أخبرنا محمد بن حَمْدُون بن خالد ، قال : حدَّثنا محمد بن إبراهيم الحلْوانِي ، قال : حدَّثنا الحسن بن حماد سِجَّادة ، قال : أخبرنا علي بن عابس ، عن الأعمش ، وأبي الحَجَّاب عن عطية ، عن أبي سعيد الخُدْرِي ، قال :

نزلت هذه الآية :( يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ ) يوم «غَدِير خُمّ» في علي بن أبي طالب ،رضي‌الله‌عنه .

[١٩٥]

قوله تعالى :( وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ) الآية. [٦٧].

٤٠٤ ـ قالت عائشةرضي‌الله‌عنها : سهر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ذات ليلة ، فقلت :

__________________

[٤٠٢] مرسل ، وعزاه في الدر (٢ / ٢٩٨) لأبي الشيخ ، وذكره في اللباب ص ١٠٩.

[٤٠٣] إسناده ضعيف : علي بن عابس ضعيف (تقريب ٢ / ٣٦٥) وعطية بن سعد العوفي : صدوق يخطئ كثيراً وكان شيعياً مدلساً تقريب (٢ / ٢٤)

[٤٠٤] بدون إسناد.

والحديث المروي عن عائشة في هذا الشأن يختلف سياقه عن هذا تماماً. فأخرج الحاكم في المستدرك (٢ / ٣١٣) عن عائشة أنها قالت : كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم يحرس حتى نزلت هذه الآية( وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ )

وأخرجه الترمذي في التفسير (٣٠٤٦) بلفظ الحاكم وقال : هذا حديث غريب وروى بعضهم هذا الحديث عن الجريري عن عبد الله بن شقيق ولم يذكروا فيه عن عائشة.

والحديث الذي فيه ذكر سعد بن أبي وقاص وأخرجه البخاري في كتاب الجهاد (٢٨٨٥) وفي كتاب التمني (٧٢٣١) وأخرجه مسلم في كتاب فضائل الصحابة (٤٠ / ٢٤١٠) ص ١٨٧٥ وأخرجه الترمذي في المناقب (٣٧٥٦) وكل هذه الأحاديث ليس فيها ذكر الآية.

٢٠٤

يا رسول الله ما شأنك؟ قال : أَلَا رَجُلٌ صالح يحرسنا الليلة؟ فقالت : فبينما نحن في ذلك سمعت صوت السلاح ، فقال : من هذا؟ قال : سعد وحُذَيفَة ، جئنا نحرسك. فنام رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم حتى سمعت غطيطه ، ونزلت هذه الآية ، فأخرج رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم رأسه من قُبَّة أدَمٍ ، وقال : انصرفوا يا أيها الناس فقد عصمني الله.

٤٠٥ ـ أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم الواعظ ، قال : أخبرنا إسماعيل بن نجيد ، قال : حدَّثنا محمد بن الحسن بن الخليل قال : حدَّثنا محمد بن العلاء ، قال : حدَّثنا الحمَّاني قال : حدَّثنا النضر ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، قال :

كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم يُحْرَسُ ، وكان يرسل معه أبو طالب [كل يوم] رجالاً من بني هاشم يحرسونه ، حتى نزلت عليه هذه الآية :( يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ ) إلى قوله :( وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ) قال : فأراد عمه أن يرسل معه من يحرسه ، فقال : يا عم ، إن الله تعالى قد عصمني من الجن والإنس).

[١٩٦]

قوله تعالى :( لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَداوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ ) الآيات إلى قوله :( وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا ) . [٨٢ : ٨٦].

نزلت في النجاشي وأصحابه.

٤٠٦ ـ قال ابن عباس : كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو بمكة ، يخاف على أصحابه من المشركين ، فبعث جعفر بن أبي طالب ، وابن مسعود ، في رهط من أصحابه إلى النجاشي ، وقال : «إنه ملك صالح ، لا يَظلم ولا يُظلم عنده أحدٌ ، فاخرجوا إليه حتى يجعل الله للمسلمين فرجاً». فلما وردوا عليه أكرمهم وقال لهم : تعرفون

__________________

[٤٠٥] إسناده ضعيف : النضر بن عبد الرحمن أبو عمر الخزاز : متروك [تقريب ٢ / ٣٠٢] وأخرجه الطبراني [ج ١١ ص ٢٥٦ رقم ١١٦٦٣].

وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (٧ / ١٧) : وفيه النضر بن عبد الرحمن وهو ضعيف. وعزاه في الدر (٢ / ٢٩٨) للطبراني وأبي الشيخ وأبي نعيم في الدلائل وابن مردويه وابن عساكر.

وذكره في اللباب (ص ١١٠)

[٤٠٦] بدون إسناد.

٢٠٥

شيئاً مما أنزل عليكم؟ قالوا : نعم ، قال : اقرأوا. فقرءوا وحوله القِسِّيسُون والرّهبان ، فكلما قرأوا آية انحدرت دموعهم مما عرفوا من الحق ، قال الله تعالى :( ذلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْباناً وَأَنَّهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ ، وَإِذا سَمِعُوا ما أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ ) الآية.

٤٠٧ ـ أخبرنا الحسن بن محمد الفارسي ، قال : حدَّثنا محمد بن عبد الله بن حمدون بن الفضل ، قال : حدَّثنا أحمد بن محمد بن الحسن ، قال : حدَّثنا محمد بن يحيى ، قال : حدَّثنا أبو صالح كاتب الليث ، قال : حدَّثني الليث ، قال : حدَّثني يونس [عن] ابن شهاب ، عن سعيد بن المسيب وعُرْوَة بن الزبير وغيرهما ، قال :

بعث رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم عَمْرَو بن أُميَّة الضَّمْري ، وكتب معه كتاباً إلى النجاشي ، فقدم على النجاشي ، فقرأ كتاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ثم دعا جعفر بن أبي طالب والمهاجرين معه ، فأرسل إلى الرهبان والقِسِّيسِينَ فجمعهم ، ثم أمر جعفراً أن يقرأ عليهم القرآن ، فقرأ سورة «مريم»عليها‌السلام ، فآمنوا بالقرآن وفاضت أعينهم من الدمع ، وهم الذين أنزل فيهم :( وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قالُوا إِنَّا نَصارى ) إلى قوله :( فَاكْتُبْنا مَعَ الشَّاهِدِينَ ) .

٤٠٨ ـ وقال آخرون : قدم جعفر بن أبي طالب من الحبشة هو وأصحابه ، ومعهم سبعون رجلاً ، بعثهم النجاشي وفداً إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، عليهم ثياب الصوف ، اثنان وستون من الحبشة ، وثمانية من أهل الشام ، وهم : بحيرا الراهب وأَبْرَهَة ، وإدريس ، وأشرف ، وتمام ، وقيتم ، ودريد وأيمن. فقرأ عليهم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم سورة «يس» إلى آخرها ، فبكوا حين سمعوا القرآن ، وآمنوا وقالوا : ما أشبه هذا بما كان ينزل على عيسى. فأنزل الله تعالى فيهم هذه الآيات).

٤٠٩ ـ أخبرنا أحمد بن محمد العدل ، قال : حدَّثنا زاهر بن أحمد ، قال :

__________________

[٤٠٧] مرسل ، وعزاه في الدر (٢ / ٣٠٢) لابن أبي شيبة وابن أبي حاتم وأبي نعيم في الحلية والواحدي.

[٤٠٨] بدون إسناد.

[٤٠٩] مرسل ، وعزاه في الدر (٢ / ٣٠٢) لعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه وأبي الشيخ.

٢٠٦

أخبرنا أبو القاسم البغوي ، قال : حدَّثنا علي بن الجَعْد ، قال : حدَّثنا شريك عن سالم ، عن سعيد بن جُبَيْر في قوله تعالى :( ذلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْباناً ) قال : بعث النَّجَاشي إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، من خيار أصحابه ثلاثين رجلاً ، فقرأ عليهم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم سورة «يس» فبكوا ، فنزلت هذه الآية.

[١٩٧]

قوله تعالى :( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحَرِّمُوا طَيِّباتِ ما أَحَلَّ اللهُ لَكُمْ ) . [٨٧].

٤١٠ ـ أخبرنا أبو عثمان بن أبي عمرو المؤذن ، قال : أخبرنا محمد بن أحمد بن حمدان قال : حدَّثنا الحسين بن نصر بن سفيان ، قال : أخبرنا إسحاق بن منصور ، قال : أخبرنا أبو عاصم ، عن عثمان بن سعد ، قال أخبرني عِكْرَمَة ، عن ابن عباس :

أن رجلاً أتى النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وقال : إني إذا أكلت هذا اللحم انتشرت إلى النساء ، وإني حرَّمت عليَّ اللحمَ. فنزلت :( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحَرِّمُوا طَيِّباتِ ما أَحَلَّ اللهُ لَكُمْ ) ونزلت :( وَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللهُ حَلالاً طَيِّباً ) الآية.

٤١١ ـ وقال المفسرون : جلس رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم يوماً ، فذكّر الناس ، ووصف القيامة ، ولم يزدهم على التخويف ، فَرق الناس وبكَوْا ، فاجتمع عشرة من الصحابة

__________________

[٤١٠] إسناده ضعيف : عثمان بن سعد ضعيف [تقريب ٢ / ٩] والمجروحين لابن حبان (٢ / ٩٦).

والحديث أخرجه الترمذي (٣٠٥٤) وقال : حسن غريب ورواه بعضهم عن عثمان بن سعد مرسلاً ، ورواه خالد الحذاء عن عكرمة مرسلاً أ. ه.

وأخرجه الطبراني في الكبير [ج ١١ ص ٣٥٠ رقم ١١٩٨١] والطبري في تفسيره (٧ / ٩) وزاد السيوطي نسبته في الدر (٢ / ٣٠٧) لابن أبي حاتم وابن عدي في الكامل وابن مردويه ، لباب النقول ص ١١١.

[٤١١] أخرجه ابن جرير (٧ / ٧) عن قتادة.

وعزاه في الدر (٢ / ٣٠٧) لابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه.

وذكره في لباب النقول ص ١١٢.

٢٠٧

في بيت عثمان بن مَظْعُون الجُمَحِي ، وهم : أبو بكر الصديق ، وعلي بن أبي طالب ، وعبد الله بن مسعود ، وعبد الله بن عمرو ، وأبو ذَرٍ الغِفَاري ، وسالم مولى أبي حُذَيْفَةَ ، والمِقْداد بن الأَسْوَد ، وسَلْمان الفارِسي ، ومَعْقِل بن مُقرَّن. واتفقوا على أن يصوموا النهار ، ويقوموا الليل ، ولا يناموا على الفرش ، ولا يأكلوا اللحم ، ولا الوَدَك [وَلَا يَقْرَبُوا النِّسَاءَ وَالطِّيب ، ويَلْبِسُوا الْمُسوحَ ويَرْفُضُوا الدُّنْيَا وَيَسِيحُوا فِي الأَرْضِ] ويترهبوا ويَحُبُّوا المَذَاكِيرَ. فبلغ ذلك رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فجمعهم ، فقال : أَلَمْ أُنبَّأَ أنكم اتفقتم على كذا وكذا؟ فقالوا : بلى يا رسول الله وما أردنا إلا الخير ، فقال : [لهم] : إني لم أُوْمَرْ بذلك ، إِنّ لأنفسكم عليكم حقاً ، فصوموا وأفطروا ، وقوموا وناموا ، فإني أقوم وأنام ، وأصوم وأفطر ، وآكل اللحم والدَّسَم ، ومَنْ رَغِبَ عن سُنَّتي فليس مني. ثم خرج إلى الناس وخَطَبَهُمْ فقال : ما بَالُ أَقوامٍ حرّموا النساءَ والطعام ، والطِّيب والنوم ، وشهواتِ الدنيا؟ أما إني لست آمركم أن تكونوا قِسِّيسِينَ ولا رهباناً ، فإنه ليس في ديني ترْكُ اللحم والنساء ، ولا اتخاذ الصوامع ، وإن سِيَاحَةَ أمتي الصوم ، ورَهْبانيتَهَا الجهادُ ، واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً ، وحُجُّوا واعْتَمِرُوا ، وأقيموا الصلاة ، وآتوا الزكاة ، وصوموا رمضان ، فإنما هلك من كان قبلكم بالتشديد ، شدَّدوا على أنفسهم فشدّد الله عليهم ، فأولئك بقاياهم في الدِّيارَاتِ والصَّوَامع ، فأنزل الله تعالى هذه الآية ، فقالوا : يا رسول الله ، كيف نصنع بأيماننا التي حلفنا عليها؟ وكانوا حلفوا على ما عليه اتفقوا ، فأنزل الله تعالى :( لا يُؤاخِذُكُمُ اللهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمانِكُمْ ) الآية).

[١٩٨]

قوله تعالى :( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ ) الآية. [٩٠].

٤١٢ ـ أخبرنا أبو سعيد بن أبي بكر المُطَّوِّعي ، قال : حدَّثنا أبو عمرو محمد بن أحمد الحِيرِي ، قال : حدَّثنا أحمد بن علي المَوْصِلي ، قال : حدَّثنا أبو

__________________

[٤١٢] هذا جزء من حديث أخرجه مسلم في صحيحه في كتاب فضائل الصحابة (٤٣ / ١٧٤٨) ص ١٨٧٧ ، وأخرجه ابن جرير في تفسيره (٧ / ٢٢) وزاد نسبته في الدر (٢ / ٣١٥) لابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ والنحاس.

وأخرجه أحمد في مسنده (١ / ١٨١ ، ١٨٥) والبيهقي في السنن (٨ / ٢٨٥)

٢٠٨

خَيْثَمَة ، قال : حدَّثنا الحسن أبو موسى ، قال : حدَّثنا زُهَير ، قال : حدَّثنا سِمَاك بن حَرْب ، قال : حدَّثني مُصْعَب بن سعد بن أبي وَقّاص ، عن أبيه ، قال :

أتَيْتُ على نفر من المهاجرين [والأنصار] ، فقالوا : تعالى نطعمك ونسقيك خمراً ، وذلك قبل أن تحرّم الخمر ، فأتيتهم في حُشٍ ـ والحُشُّ : البستان ـ فإذا رأس جَزُور مشوي عندهم ودَنّ من خمر ، فأكلت وشربت معهم ، وذكرتُ الأنصار والمهاجرين ، فقلت : المهاجرونَ خيرٌ من الأنصار ، فأخذ رجل [أحد] لحِيي الرأس [فضربني به] فجَذَعَ أنفي ، فأتيت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم فأخبرته ، فأنزل الله فِيّ [يعني نفسه] شأنَ الخمرِ :( إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ ) الآية.

رواه مسلم ، عن أبي خَيْثَمَة.

٤١٣ ـ أخبرنا عبد الرحمن بن حَمْدان العدل ، قال : أخبرنا أحمد بن جعفر بن مالك ، قال : حدَّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال : حدَّثني أبي ، قال : حدَّثنا خلف بن الوليد ، قال : حدَّثنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن أبي مَيْسَرَة ، عن عمر بن الخطاب ، قال :

اللهم بين لنا في الخمر بياناً شافياً. فنزلت الآية التي في البقرة :( يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ ) فدُعي عُمر فقرئت عليه ، فقال : اللهم بين لنا في الخمر بياناً شافياً ، فنزلت الآية التي في النساء :( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ

__________________

[٤١٣] في إسناده أبي إسحاق السبعي : مدلس وقد عنعنه ، أخرجه الترمذي (٣٠٤٩ ـ ٣٠٤٩ م) وقال : وقد روي عن إسرائيل هذا الحديث مرسل.

وأخرجه أبو داود في الأشربة (٣٦٧٠) والنسائي في الأشربة (٨ / ٢٨٦) والحاكم في المستدرك (٢ / ٢٧٨) وصححه على شرط الشيخين ووافقه الذهبي.

وأخرجه ابن جرير في تفسيره (٧ / ٢٢).

وأخرجه الإمام أحمد في مسنده (١ / ٥٣) والبيهقي في السنن (٨ / ٢٨٥) بلفظ مختلف عن عمر بن الخطاب أنه قال : لما نزل تحريم الخمر قال عمر رضي‌الله‌عنه : اللهم بين لنا في الخمر إلخ.

وعزاه في الدر (٢ / ٢٥٢) لابن أبي شيبة وأحمد وعبد بن حميد والترمذي وصححه والنسائي وأبي يعلى وابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه والبيهقي والضياء في المختارة.

٢٠٩

سُكارى ) فكان منادي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم إذا أقام الصلاة ينادي لا يقربَنَّ الصلاة سكران ، فدعي عمر فقرئت عليه ، فقال : اللهم بين لنا في الخمر بياناً شافياً ، فنزلت هذه الآية :( إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ ) فدُعِي عمر فقرئت عليه فلما بلغ :( فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ ) قال عمر : انتهينا [انتهينا].

وكانت تحدث أشياء يكرهها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، بسبب شرب الخمر قبل تحريمها ، منها قصة علي بن أبي طالب مع حمزةرضي‌الله‌عنهما . وهي ما :

٤١٤ ـ أخبرنا محمد بن إبراهيم بن محمد بن يحيى ، قال : حدَّثنا أبو بكر بن أبي خالد ، قال : حدَّثنا يوسف بن موسى المَرْوَزِيّ ، قال : حدَّثنا أحمد بن صالح ، قال : أخبرنا عَنْبَسَة ، قال : أخبرنا يوسف ، عن ابن شهاب ، قال : أخبرني علي بن الحسين : أن حسين بن علي أخبره : أن علي بن أبي طالب قال :

كانت لي شَارِفٌ من نصيبي من المَغْنَم يوم «بدر» ، وكان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، أعطاني شَارِفاً من الخُمْس ، ولما أردت أن أبتني بفاطمة بنت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وَاعَدْت رجلاً صَوَّاغاً من بَني قينُقاع أن يرتحل معي فنأتي بإذْخر أردت أن أبيعه من الصَّوَّاغِين فأستعين به في وليمة عرسي ، فبينما أنا أجمع لشارفيّ [متاعاً] من الأقتاب والغَرَائِرِ والحِبال ، وشارفاي مناختان إلى جنب حُجْرَة رجل من الأنصار ـ أقْبَلْتُ فإذا أنا بشارفيّ قد أُجِبَّتْ أَسْنِمَتُهما وبُقِرَت خَوَاصِرُهما ، وأخذ من أكبادهما ، فلم أملك عَيْنَيَّ حين رأيت ذلك المنظر ، وقلت من فعل هذا؟ فقالوا : فعله حمزة [ابن عبد المطلب] وهو في البيت في شَرْبٍ من الأنصار غنّت قينة فقالت في غنائها :

ألا يا حَمْزَ للشُّرُفِ النِّوَاءِ

وهُنَّ مُعَقَّلَاتٌ بالفِنَاء

ضَعِ السِّكِّيَن في اللِّبَّاتِ مِنْهَا

فَضَرِّجْهُنَّ حمزة بالدِّمَاء

__________________

[٤١٤] أخرجه البخاري في البيوع (٢٠٨٩) وفي الخمس (٣٠٩١) وفي كتاب الشرب والمساقاة (٢٣٧٥) وفي المغازي (٤٠٠٣) وفي اللباس (٥٧٩٣) وأخرجه مسلم في الأشربة (١ ، ٢ / ١٩٧٩) ص ١٥٦٨ ، ١٥٦٩. وأبو داود في الخراج والإمارة (٢٩٨٦) وأخرجه البيهقي في السنن (٦ / ١٥٣ ، ٣٤١)

٢١٠

وأطْعِمْ مِنْ شَرَائِحِهَا كَبَاباً

مُلَهْوَجَةً على وَهَجِ الصَّلَاءِ

فَأَنْتَ أَبَا عُمَارَةٍ المُرَجَّى

لِكَشْفِ الضُّرِّ عَنَّا والبَلَاءِ

فوثب إلى السيف فاجْتَبَّ أسْنِمَتهما ، وبقَرَ خَوَاصِرَهما ، وأخذ من أكبادهما. قال علي : فانطلقت حتى أدخل على النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم وعنده زَيْدُ بن حَارثة. قال : فعرف رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم الذي أتيت له فقال : مالك؟ فقلت : يا رسول الله ، ما رأيت كاليوم ، عَدا حمزة على نَاقَتيَّ فاجْتبَّ أسنمتهما ، وبقر خَوَاصِرَهما ، وهما هو ذا في بيت معه شَرْبٌ.

قال : فدعا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم بردائه ، ثم انطلق يمشي ، فاتبعت أثره أنا وزيد بن حارثة ، حتى جاء البيت الذي هو فيه ، فاستأذن فأُذِنَ له ، فإذا هم شَرْبٌ ، فطفق رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم يلوم حمزة فيما فعل ، فإذا حمزة ثَمِلٌ مُحْمَرَّةٌ عيناه ، فنظر حمزة إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ثم صعَّد النظر [فنظر إلى ركبته ثم صعد النظر] فنظر إلى وجهه ثم قال : وهل أنتم إلا عَبِيدُ أبي؟ فعرف رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه ثَمِلٌ ، فَنكَصَ على عَقِبَيْهِ القَهْقَرَى فخرج وخرجنا.

رواه البخاري عن أحمد بن صالح. وكانت هذه القصة من الأسباب الموجبة لنزول تحريم الخمر.

[١٩٩]

قوله تعالى :( لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جُناحٌ فِيما طَعِمُوا ) الآية. [٩٣].

٤١٥ ـ أخبرنا محمد بن عبد الرحمن المُطَّوِّعي ، قال : حدَّثنا أبو عمرو محمد بن أحمد الحِيرِي ، قال : أخبرنا أبو يَعْلي ، قال : أخبرنا أبو الربيع سليمان بن داود العَتَكَي ، عن حماد ، عن ثابت ، عن أنس ، قال :

__________________

[٤١٥] أخرجه البخاري في المظالم (٢٤٦٤) وفي التفسير (٤٦٢٠) وأخرجه مسلم في الأشربة (٣ / ١٩٨٠) ص ١٥٧٠.

وأبو داود في الأشربة (٣٦٧٣) والبيهقي في السنن (٨ / ٢٨٦)

٢١١

كنت ساقي القوم يوم حرمت الخمر في بيت أبي طلحة ، وما شرابهم إلا الفَضِيخ والبُسْرُ والتمر ، وإذا مناد ينادي [ألا] إن الخمر قد حرمت ، قال : فَجَرَتْ في سكك المدينة. فقال أبو طلحة : اخرج فأرقها ، قال : فأرقتها. فقال بعضهم : قُتِلٍ فلان وقُتِل فلان ، وهي [في] بطونهم. قال : فأنزل الله تعالى :( لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جُناحٌ فِيما طَعِمُوا ) الآية.

رواه مسلم عن أبي الربيع.

ورواه البخاري عن أبي نعمان ، كلاهما عن حمّاد.

٤١٦ ـ أخبرنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم المزكّي ، قال : حدَّثنا أبو عمرو بن مطر ، قال : حدَّثنا أبو خليفة ، قال : حدَّثنا أبو الوليد ، قال : حدَّثنا شُعْبة ، قال : حدَّثنا أبو إسحاق ، عن البَرَاء بن عَازِب ، قال :

مات [أناس] من أصحاب النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وهم يشربون الخمر ، فلما حرمت قال أناس : كيف لأصحابنا؟ ماتوا وهم يشربونها؟ فنزلت هذه الآية :( لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جُناحٌ فِيما طَعِمُوا ) الآية.

[٢٠٠]

قوله تعالى :( قُلْ لا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ ) الآية. [١٠٠].

٤١٧ ـ [أخبرنا الحاكم أبو عبد الرحمن الشَّاذْياخِي ، قال :] أخبرنا الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبيد الله [البَيِّع] قال : أخبرني محمد بن القاسم المؤدب [قال : حدَّثنا محمد بن يعقوب الرَّازِي] قال : حدَّثنا إدريس بن علي الرَّازي ، قال : حدَّثنا يحيى بن الضرَيس قال : حدَّثنا سفيان عن محمد بن سُوقَة عن محمد بن المُنْكَدِر ، عن جابر ، قال :

قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم : إن اللهعزوجل حرّم عليكم عبادة الأوثان ، وشرب الخمر ،

__________________

[٤١٦] أخرجه الترمذي في التفسير (٣٠٥١) وقال : حسن صحيح.

وأخرجه ابن جرير في تفسيره (٧ / ٢٥)

[٤١٧] عزاه السيوطي في اللباب (ص ١١٤) للأصبهاني في الترغيب والواحدي.

٢١٢

والطعن في الأنساب ، ألا إن الخمر لُعِنَ شاربُها وعاصرُها وساقيها وبائعها وآكل ثمنها. فقام إليه أعرابي فقال : يا رسول الله ، إني كنت رجلاً كانت هذه تجارتي فاعْتَقَبْتُ من بيع الخمر مالاً ، فهل ينفعني ذلك المال إِن عملت فيه بطاعة الله؟ فقال له النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم : إن أنفقته في حجٍ أو جهاد أو صدقة لم يعدل عند الله جناح بعوضة ، إِنَّ الله لا يقبل إلا الطيب. فأنزل الله تعالى تصديقاً لقول رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم :( قُلْ لا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ ) [فالخبيث : الحرام].

[٢٠١]

قوله تعالى :( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْئَلُوا عَنْ أَشْياءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ ) الآية. [١٠١].

٤١٨ ـ أخبرنا عمرو بن أبي عمرو المُزَكّي ، قال : أخبرنا محمد بن مَكِّي ، قال : حدَّثنا محمد بن يوسف ، قال : حدَّثنا محمد بن إسماعيل البخاري ، قال : حدَّثنا الفضل بن سهل ، قال : حدَّثنا أبو النَّضْر ، قال : حدَّثنا أبو خَيْثَمَة ، قال : حدَّثنا أبو جُوَيْرِيَةَ ، عن ابن عباس ، قال :

كان قوم يسألون النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم استهزاء ، فيقول الرجل : [مَنْ أبى؟ ويقول الرجل] تضل ناقته : أين ناقتي؟ فأنزل الله تعالى فيهم هذه الآية :( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْئَلُوا عَنْ أَشْياءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ ) حتى فرغ من الآيات كلها.

٤١٩ ـ أخبرنا أبو سعيد النَّصْرُوبِيُّ قال : أخبرنا أبو بكر القطيعي ، قال :

__________________

[٤١٨] أخرجه البخاري في التفسير (٤٦٢٢) والطبراني في الكبير [ج ١٢ ص ١٣٧] وأخرجه ابن جرير (٧ / ٥٢) وزاد السيوطي نسبته في الدر (٢ / ٣٣٤) لابن أبي حاتم وابن مردويه.

[٤١٩] في إسناده ضعف وانقطاع : عبد الأعلى بن عامر ضعفه يحيى بن معين وضعفه أبو زرعة (المجروحين لابن حبان ٢ / ١٥٥).

والانقطاع : أبو البختري لم يسمع من علي. قال ذلك الحافظ ابن حجر في ترجمته في التهذيب ، ونقل المزي في تحفة الأشراف (١٠١١١) عن الترمذي أنه قال بعد أن روى الحديث : سمعت محمداً يقول : أبو البختري لم يسمع علياً والحديث رواه الترمذي في الحج (٨١٤) وفي التفسير (٣٠٥٥) وابن ماجة في الحج (٢٨٨٤) ، وأخرجه الحاكم في المستدرك (٢ / ٢٩٤) وتعقبه الذهبي : عبد الأعلى هو ابن عامر ضعفه أحمد.

وزاد نسبته في الدر (٢ / ٣٣٥) لأحمد وابن المنذر وابن أبي حاتم والدارقطني وابن مردويه.

٢١٣

حدَّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال : حدَّثني أبي ، قال : حدَّثنا منصور بن وَرْدَان الأسدي قال : حدَّثنا علي بن عبد الأعلى ، عن أبيه ، عن أبي البَخْتَرِيَّ ، عن علي بن أبي طالبرضي‌الله‌عنه ، قال :

لما نزلت هذه الآية :( وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ ) قالوا : يا رسول الله في كل عام؟ فسكت ثم قالوا : أفي كل عام؟ فسكت ، ثم قال في الرابعة : لا ، ولو قلت : نعم لوجبت ، فأنزل الله تعالى :( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْئَلُوا عَنْ أَشْياءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ ) .

[٢٠٢]

قوله تعالى :( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ ) الآية. [١٠٥].

قال الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس :

٤٢٠ ـ كتَب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم إِلى أهل هَجَر ـ وعليهم مُنْذِر بن سَاوَى ـ يدعوهم إلى الإسلام ، فإن أبوا فليؤَدُّوا الجزية. فلما أتاه الكتاب عرضه على من عنده من العرب واليهود والنصارى والصابئين والمجوس ، فأقروا بالجزية ، وكرهوا الإسلام. وكتب إليه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أما العرب فلا تقبل منهم إلا الإسلام أو السيف ، وأما أهل الكتاب والمجوس فأقبل منهم الجزية». فلما قرأ عليهم كتاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، أسلمت العرب ، وأما أهل الكتاب والمجوس فأعطوا الجزية ، فقال منافقو العرب : عجباً من محمد ، يزعم أن الله بعثه ليقاتل الناس كافة حتى يسلموا ، ولا يقبل الجزية إِلا من أهل الكتاب ، فلا نراه إلا قبل من مشركي أهل هجر مَا رَدَّ على مشركي العرب! فأنزل الله تعالى :( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ ) يعني من ضل من أهل الكتاب.

[٢٠٣]

قوله تعالى :( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهادَةُ بَيْنِكُمْ ) الآية. [١٠٦].

__________________

[٤٢٠] إسناده ضعيف لضعف الكلبي.

٢١٤

٤٢١ ـ أخبرنا أبو سعيد بن أبي بكر الغازي ، قال : أخبرنا أبو عمرو بن حمدان ، قال : أخبرنا أبو يعلى ، قال : حدَّثنا الحارث بن شريح ، قال : حدَّثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة ، قال : حدَّثنا محمد بن أبي القاسم ، عن عبد الملك بن سعيد بن جبير ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قال :

كان تميم الداري وعَدِيّ بن بَدَّاء يختلفان إلى مكة : فصحبهما رجل من قريش من بني سهم ، فمات بأرض ليس بها أحد من المسلمين ، فأوصى إليهما بتركته ، فلما قدما دفعاها إلى أهله ، وكتما جَاماً كان معه من فضة مُخَوَّصاً بالذهب ، فقالا لم نره. فأتى بهما إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فاستحلفهما بالله ما كتما ولا اطلعا ، وخلى سبيلهما. ثم إن الجام وجد عند قوم من أهل مكة ، فقالوا : ابتعناه من تميم الدَّارِي وعدي بن بَدَّاء. فقام أولياء السَّهمي فأخذوا الجام ، وحلَّف رجلان منهم بالله : إن هذا الجام جام صاحبنا ، وشهادتنا أحق من شهادتهما ، وما اعتدينا. فنزلت هاتان الآيتان :( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهادَةُ بَيْنِكُمْ إِذا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ ) إلى آخرها.

__________________

[٤٢١] أخرجه البخاري في الوصايا (٢٧٨٠) وأبو داود في القضايا (٣٦٠٦) والترمذي في التفسير (٣٠٦٠) وقال : حسن غريب.

وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى (١٠ / ١٦٥).

والطبراني في الكبير (١٢ / ٧١) وابن جرير (٧ / ٧٥).

وزاد السيوطي نسبته في الدر (٢ / ٣٤٢) لابن المنذر والنحاس وأبي الشيخ وابن مردويه.

٢١٥

سورة الأنعام

[٢٠٤]

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

قوله تعالى :( وَلَوْ نَزَّلْنا عَلَيْكَ كِتاباً فِي قِرْطاسٍ ) الآية. [٧].

٤٢٢ ـ قال الكلبي : إن مشركي مكة قالوا : يا محمد ، والله لا نؤمن لك حتى تأتينا بكتاب من عند الله ، ومعه أربعة من الملائكة يشهدون أنه من عند الله وأنك رسوله. فنزلت هذه الآية.

[٢٠٥]

قوله تعالى :( وَلَهُ ما سَكَنَ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهارِ ) الآية. [١٤].

٤٢٣ ـ قال الكلبي عن ابن عباس :

إن كفار مكة أتوا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم فقالوا : يا محمد ، إنا قد علمنا أنه إنما يحملك على ما تدعونا إليه الحاجة ، فنحن نجعل لك نصيباً في أموالنا حتى تكون أغنانا رجلاً ، وترجع عما أنت عليه. فنزلت هذه الآية.

[٢٠٦]

قوله تعالى :( قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهادَةً ) الآية. [١٩].

__________________

[٤٢٢] الكلبي ضعيف.

[٤٢٣] الكلبي ضعيف.

٢١٦

٤٢٤ ـ قال الكلبي : إن رؤساء مكة قالوا : يا محمد ، ما نرى أحداً يصدِّقك بما تقول من أمر الرسالة ، ولقد سألنا عنك اليهود والنصارى فزعموا أن ليس لك عندهم ذكر ولا صفة ، فأرِنا من يشهد لك أنك رسول كما تزعم. فأنزل الله تعالى هذه الآية.

[٢٠٧]

قوله تعالى :( وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ ) الآية. [٢٥].

٤٢٥ ـ قال ابن عباس في رواية أبي صالح : إِن أبا سفيان بن حرب ، والوليد بن المغيرة والنَّضْرَ بن الحارث ، وعُتْبَة وشَيْبَة ابني ربيعة ، وأمية ، وأبياً ابني خلف ، استمعوا إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم فقالوا للنضر : يا أبا قُتَيْلَة ما يقول محمد؟ قال : والذي جعلها بينه ما أدري ما يقول ، إلا أني أرى تحريك شفتيه يتكلم بشيء ، وما يقول إلا أساطير الأولين مثل ما كنت أحدثكم عن القرون الماضية وكان النضر كثير الحديث عن القرون الأول ، وكان يحدث قريشاً فيستمعون حديثه. فأنزل الله تعالى هذه الآية.

[٢٠٨]

قوله تعالى :( وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ ) الآية. [٢٦].

٤٢٦ ـ أخبرنا عبد الرحمن بن عبدان ، قال : حدَّثنا محمد بن عبد الله بن نعيم ، قال : حدَّثنا علي بن حَمْشَاذ ، قال : حدَّثنا محمد بن مَنْدَة الأصفهاني ، قال : حدَّثنا بكر بن بَكَّار ، قال : حدَّثنا حمزة بن حبيب ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن سعيد بن جُبَيْر ، عن ابن عباس في قوله :( وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ ) قال :

__________________

[٤٢٤] الكلبي ضعيف.

[٤٢٥] أبو صالح لم يسمع من ابن عباس.

[٤٢٦] أخرجه الحاكم في المستدرك (٢ / ٣١٥) وصححه ووافقه الذهبي. والطبراني في الكبير (١٢ / ١٣٣) وأخرجه ابن جرير (٧ / ١١٠).

وزاد نسبته في الدر (٣ / ٨) للفريابي وعبد الرزاق وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم.

٢١٧

نزلت في أبي طالب ، كان ينهى المشركين أن يؤذوا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ويتباعد عما جاء به.

وهذا قول عطاء بن دينار ، والقاسم بن مُخَيْمَرَة.

قال مقاتل : وذلك أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، كان عند أبي طالب يدعوه إلى الإسلام ، فاجتمعت قريش إلى أبي طالب يريدون سوءاً بالنبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال أبو طالب :

والله لَنْ يَصِلُوا إليك بِجَمْعِهِمْ

حتَّى أوسدَ في التراب دفينا

فاصْدَعْ بأمرك ما عليك غَضَاضةٌ

وابْشِرْ وقر بذاك منك عيونا

وعرضت ديناً لا محالة أنه

مِنْ خيرِ أديانِ البَرِيَّةِ دينا

لَوْلَا الملامةُ أو حِذَارى سبَّةً

لوَجَدْتَنِي سَمْحاً بذاك مَتِينا

فأنزل الله تعالى :( وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ ) الآية.

٤٢٧ ـ وقال محمد بن الحَنَفِيَّة والسُّدِّي والضَّحَّاك : نزلت في كفار مكة ، كانوا ينهون الناس عن اتِّباع محمدصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ويتباعدون بأنفسهم عنه. وهو قول ابن عباس في رواية الوالبي.

[٢٠٩]

قوله تعالى :( قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ ) الآية. [٣٣].

٤٢٨ ـ قال السُّدِّي : التقى الأخْنَس بن شُرَيق ، وأبو جهل بن هشام ، فقال الأخْنس لأبي جهل : يا أبا الحكم ، أخبرني عن محمد أصادق هو أم كاذب؟ فإنه ليس هاهنا أحد يسمع كلامك غيري. فقال أبو جهل : والله إن محمداً لصادِق ، وما كذب محمد قط ، ولكن إذا ذهب بنو قُصَيّ باللوَاء والسِّقَاية والحِجَابَة والنَّدْوَة والنُّبُوَّة فما ذا يكون لسائر قريش؟ فأنزل الله تعالى هذه الآية.

__________________

[٤٢٧] بدون إسناد ، وقول المصنف هذا قول ابن عباس في رواية الوالبي ، فالوالبي ، هذا هو علي بن أبي طلحة وهو لم يسمع من ابن عباس.

[٤٢٨] مرسل.

٢١٨

٤٢٩ ـ وقال أبو ميسرة : إن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، مرّ بأبي جهل وأصحابه ، فقالوا : يا محمد إنا والله ما نكذبك ، وإنك عندنا الصادق ، ولكن نكذب ما جئت به. فنزلت :( فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ وَلكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآياتِ اللهِ يَجْحَدُونَ ) .

٤٣٠ ـ وقال مقاتل : نزلت في الحارث بن عامر بن نَوْفَل بن عبد مناف بن قُصَيّ بن كِلَاب ، كان يكذب النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم في العلانية ، وإذا خلا مع أهل بيته ، قال : ما محمد من أهل الكذب ، ولا أحسبه إلا صادقاً. فأنزل الله تعالى هذه الآية.

[٢١٠]

قوله تعالى :( وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ) الآية. [٥٢].

٤٣١ ـ أخبرنا أبو عبد الرحمن محمد بن أحمد بن جعفر ، قال : أخبرنا زاهر بن أحمد ، قال : أخبرنا الحسين بن محمد بن مُصْعَبْ ، قال : حدَّثنا يحيى بن حكيم ، قال : حدَّثنا أبو داود ، قال : حدَّثنا قيس بن الرَّبيع ، عن المِقْدام بن شريح ، عن أبيه ، عن سعد ، قال :

نزلت هذه الآية فينا ستة : فيّ ، وفي ابن مسعود ، وصُهَيب ، وعمَّار ، والمِقْدَاد ، وبلال ، قالت قريش لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : إنا لا نرضى أن نكون أتباعاً لهؤلاء فاطردهم [عنك]. فدخل قلب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، من ذلك ما شاء الله أن يدخل ،

__________________

[٤٢٩] مرسل. وعزاه في الدر (٣ / ١٠) لعبد بن حميد وابن المنذر وابن جرير.

[٤٣٠] مرسل.

[٤٣١] في إسناده قيس بن الربيع : قال الحافظ في التقريب : صدوق تغير لما كبر وله ترجمة في المجروحين (٢ / ٣١٦).

والحديث له طرق من غير طريق قيس بن الربيع.

أخرجه مسلم في فضائل الصحابة (٤٥ ، ٤٦ / ٢٤١٣) ص ١٨٧٨ وابن ماجة في الزهد (٤١٢٨) وزاد المزي نسبته في تحفة الأشراف (٣٨٦٥) للنسائي في المناقب في الكبرى.

وأخرجه ابن جرير (٧ / ١٢٨) ، وأخرجه عبد بن حميد (١٣١ منتخب) وزاد السيوطي نسبته في الدر (٣ / ١٣) للفريابي وأحمد والحاكم وابن حبان وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ وابن مردويه وأبي نعيم والبيهقي في الدلائل.

٢١٩

فأنزل الله تعالى عليه :( وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ) الآية. رواه مسلم عن زهير بن حرب ، عن عبد الرحمن ، عن سفيان ، عن المقدام.

٤٣٢ ـ أخبرنا أبو عبد الرحمن ، قال : أخبرنا أبو بكر بن [أبي] زكريا الشيباني ، قال : أخبرنا أبو العباس محمد بن عبد الرحمن ، قال : حدَّثنا أبو صالح الحسين بن الفرج ، قال : حدَّثنا محمد بن مقاتل المَرْوَزِي ، قال : حدَّثنا حكيم بن زيد ، قال : حدَّثنا السّدّي ، عن أبي سعيد ، عن أبي الكنود ، عن خَبَّاب بن الأرتّ ، قال :

فينا نزلت ، كنا ضعفاء عند النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم بالغداة والعشي ، فعلَّمنا القرآن والخير ، وكان يخوفنا بالجنة والنار ، وما ينفعنا ، وبالموت والبعث ، فجاء الأَقْرَع بن حَابِس التَّمِيميّ وعُيَيْنَة بن حِصْن الفَزَارِي ، فقالا : إنا من أشراف قومنا وإنا نكره أن يرونا معهم ، فاطردهم إذا جالسناك. قال : نعم ، قالوا : لا نرضى حتى نكتب بيننا كتاباً ، فأتى بأَدِيمِ ودواة ، فنزلت هؤلاء الآيات :( وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ) إلى قوله تعالى :( وَكَذلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ ) .

٤٣٣ ـ أخبرنا أبو بكر الحارثي ، قال : أخبرنا أبو محمد بن حيان ، قال : حدَّثنا أبو يحيى الرَّازِي ، قال : حدَّثنا سهل بن عثمان ، قال : حدَّثنا أسباط بن محمد ، عن أشعث ، عن كُرْدُوس ، عن ابن مسعود ، قال :

__________________

[٤٣٢] إسناده حسن : أبو سعيد هو أبو سعيد الأزدي ويقال أبو سعد قارئ الأزد قال الحافظ في التقريب (٢ / ٤٢٦) : مقبول وأبو الكنود : هو عبد الله بن عامر قال الحافظ في التقريب : مقبول (تقريب ٢ / ٤٦٦).

والحديث أخرجه ابن ماجة في الزهد (٤١٢٧) وابن جرير (٧ / ١٢٧) وزاد السيوطي نسبته في الدر المنثور (٣ / ١٣) لابن أبي شيبة وأبي يعلى وحلية الأولياء وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ وابن مردويه والبيهقي في الدلائل.

[٤٣٣] إسناده ضعيف : أشعث هو أشعث بن سوار : قال الحافظ في التقريب ضعيف ، وله ترجمة في المجروحين (١ / ١٧١).

والحديث أخرجه الطبراني (١٠ / ٢٦٨) وفي إسناده أشعث أيضاً.

وعزاه السيوطي في الدر (٣ / ١٢) لابن حنبل وابن جرير وابن أبي حاتم والطبراني وأبي الشيخ وابن مردويه وأبي نعيم في الحلية.

٢٢٠

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

١٣ -( باب أنه إذا كان جماعة جلوسا وسطهم كيس، فقالوا كلهم: ليس لنا، وادعاه واحد حكم له به)

[ ٢١٦٣٩ ] ١ - الصدوق في المقنع: وان وجد كيس بين جماعة، فقالوا كلهم: ليس هو لنا، وقال واحد: هو لي، فهو له.

١٤ -( باب أن للقاضي أن يحكم بعلمه من غير بينة)

[ ٢١٦٤٠ ] ١ - الشيخ المفيد في الإختصاص: عن محمد بن الحسن، عن محمد بن الحسن الصفار، عن الحسن بن موسى الخشاب، عن غياث بن كلوب، عن إسحاق بن عمار، عن جعفر بن محمدعليهما‌السلام : « أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، اشترى فرسا من اعرابي فأعجبه، فقام أقوام من المنافقين حسدوا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله على ما أخذ منه، فقالوا للأعرابي: لو بلغت به إلى السوق بعته باضعاف هذا، فدخل الاعرابي الشره فقال: الا ارجع فأستقيله؟ فقالوا: لا، ولكنه رجل صالح، فإذا جاءك بنقدك فقل: ما بعتك بهذا، فإنه سيرده عليك.

فلما جاء النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، اخرج إليه النقد، فقال: ما بعتك بهذا، فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : والذي بعثني بالحق، لقد بعتني بهذا، فقام خزيمة بن ثابت فقال: يا اعرابي، اشهد لقد بعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بهذا الثمن الذي قال، فقال الاعرابي: لقد بعته وما معنا أحد، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لخزيمة: كيف شهدت بهذا؟ فقال: يا رسول الله، بأبي أنت وأمي، تخبرنا عن الله وأخبار السماوات فنصدقك، ولا نصدقك في ثمن هذا الفرس، فجعل رسول الله

__________________

الباب ١٣

١ - المقنع ص ١٣٤.

الباب ١٤

١ - الاختصاص ص ٦٤.

٣٨١

صلى‌الله‌عليه‌وآله شهادته شهادة رجلين فهو ذو الشهادتين» .

[ ٢١٦٤١ ] ٢ - الصدوق في الفقيه: عن محمد بن بحر الشيباني، عن أحمد بن الحارث، قال: حدثنا(١) أبو أيوب الكوفي، قال: حدثنا إسحاق بن وهب العلاف أبو عاصم النبال(٢) ، عن ابن جريح، عن الضحاك، عن ابن عباس، قال: خرج رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله من منزل عائشة، فاستقبله اعرابي ومعه ناقة، فقال: يا محمد، تشتري هذه الناقة؟ فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : « نعم، بكم تبيعها يا أعرابي؟ » فقال: بمائتي درهم، فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : « بل ناقتك خير من هذا » قال: فما زال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله يزيد، حتى اشترى الناقة بأربعمائة درهم، قال: فلما دفع النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله إلى الاعرابي الدراهم، ضرب الاعرابي يده إلى زمام الناقة، فقال: الناقة ناقتي، والدراهم دراهمي، فإن كان لمحمدصلى‌الله‌عليه‌وآله شئ فليقم البينة.

قال: فاقبل رجل فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : « أترضى بالشيخ المقبل؟ » قال: نعم يا محمد، فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : « تقضي فيما بيني وبين هذا الاعرابي » فقال: تكلم يا رسول الله، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « الناقة ناقتي، والدراهم دراهم الاعرابي » فقال الاعرابي: بل الناقة ناقتي، والدراهم دراهمي، إن كان لمحمدصلى‌الله‌عليه‌وآله شئ فليقم البينة، فقال الرجل: القضية فيها واضحة يا رسول الله، [ وذلك ](٣) أن الاعرابي طلب البينة، فقال له النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : « اجلس » فجلس.

__________________

٢ - من لا يحضره الفقيه ج ٣ ص ٦١.

(١) في المخطوط: « حدث » وما أثبتناه من المصدر.

(٢) في المصدر: النبيل، وكلاهما وارد راجع « معجم رجال الحديث ج ٢٢ ص ١٧٠ وتقريب التهذيب ج ٢ ص ٤٤٣ ».

(٣) أثبتناه من المصدر.

٣٨٢

ثم أقبل رجل آخر: فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : « أترضى يا اعرابي بالشيخ المقبل؟» قال: نعم يا محمد، فلما دنا، قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : « اقض فيما بيني وبين هذا الاعرابي» قال: تكلم يا رسول الله فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : « الناقة ناقتي، والدراهم دراهم الاعرابي: فقال الاعرابي: لا، بل الدراهم دراهمي، والناقة ناقتي، إن كان لمحمدصلى‌الله‌عليه‌وآله شئ فليقم البينة، فقال الرجل: القضية فيها واضحة يا رسول الله، لان الاعرابي طلب البينة، فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : « اجلس، حتى يأتي الله بمن يقضي بيني وبين الاعرابي بالحق» .

فأقبل علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : « أترضى بالشباب المقبل؟ » قال: نعم، فلما دنا، قال: « يا أبا الحسن، اقض فيما بيني وبين الاعرابي » فقال: « تكلم يا رسول الله » فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : « الناقة ناقتي، والدراهم دراهم الاعرابي » فقال الاعرابي: لا، بل الناقة ناقتي، والدراهم دراهمي، إن كان لمحمدصلى‌الله‌عليه‌وآله شئ فليقم البينة، فقال عليعليه‌السلام : « خل بين الناقة وبين رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله » فقال الاعرابي: ما كنت بالذي أفعل أو يقيم البينة، قال: فدخل عليعليه‌السلام منزله، فاشتمل على قائم سيفه ثم أتى، فقال: « خل بين الناقة وبين رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله » قال: ما كنت بالذي افعل أو يقيم البينة، قال: فضربه عليعليه‌السلام ضربة، فاجتمع أهل الحجاز على أنه رمى برأسه، وقال بعض أهل العراق: ٨ل قطع منه عضوا، قال: فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : « ما حملك على هذا يا علي؟ » فقال: « يا رسول الله، نصدقك على الوحي من السماء، ولا نصدقك على أربعمائة درهم ».

ثم قال الصدوق: هذان الحديثان غير مختلفين، لأنهما في قضيتين، وكانت هذه القضية قبل القضية التي ذكرتها قبلها، انتهى. والتي ذكرها

٣٨٣

قبلها هي المذكورة في الأصل(٤) .

١٥ -( باب أنه يستحب للقاضي تفريق الشهود عند الريبة، واستقصاء سؤالهم عن مشخصات القضية، فان اختلفوا ردت شهادتهم، وعدم وجوب التفريق)

[ ٢١٦٤٢ ] ١ - ابن شهرآشوب في المناقب: عن الواقدي وإسحاق الطبري: ان عمير بن وابل الثقفي، امره حنظلة بن أبي سفيان أن يدعي على عليعليه‌السلام ثمانين مثقالا من الذهب، وديعة عند محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وأنه هرب من مكة وأنت وكيله، فان طلب بينة الشهود فنحن معشر قريش نشهد عليه، وأعطوه على ذلك مائة مثقال من الذهب، منها قلادة عشرة مثاقيل لهند، فجاء وادعى على عليعليه‌السلام فاعتبر الودائع كلها، ورأي عليها أسامي أصحابها، ولم يكن لما ذكره عمير خبر، فنصح له نصحا كثيرا، فقال: إن لي من يشهد بذلك، وهو أبو جهل وعكرمة وعقبة بن أبي معيط وأبو سفيان وحنظلة، فقالعليه‌السلام : « مكيدة تعود على من دبرها » ثم أمر الشهود أن يقعدوا في الكعبة، ثم قال لعمير: « يا أخا ثقيف، أخبرني الآن حين دفعت وديعتك هذه إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أي الأوقات كان؟ » قال: ضحوة نهار، فأخذها بيده ودفعها إلى عبده، ثم استدعى بأبي جهل وسأله عن ذلك، قال: ما يلزمني ذلك، ثم استدعى بأبي سفيان وسأله، فقال: دفعها عند غروب الشمس، وأخذها من يده وتركها في كمه، ثم استدعى حنظلة وسأله عن ذلك، فقال: كان عند وقت وقوف الشمس في كبد السماء، وتركها بين يديه إلى وقت انصرافه ثم استدعى بعقبة وسأله عن ذلك، فقال: تسلمها عن ذلك فقال تسلمها بيده وأنفذها في الحال إلى داره، وكان وقت العصر، ثم

__________________

(٤) وسائل الشيعة، الباب ١٨ من أبواب كيفية الحكم وأحكام الدعوى، الحديث ١.

الباب ١٥

١ - المناقب ج ٢ ص ٣٥٢.

٣٨٤

استدعى بعكرمة وسأله عن ذلك، فقال: كان بزوغ الشمس، أخذها فأنفذها من ساعته إلى بيت فاطمةعليها‌السلام ، ثم أقبل على عمير، وقال له: « أراك قد اصفر لونك وتغيرت أحوالك » قال: أقول الحق ولا يفلح غادر: وبيت الله ما كان لي عند محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله وديعة، وانهما حملاني على ذلك، وهذه دنانيرهم(١) وعقد هند عليها اسمها مكتوب الخبر.

١٦ -( باب أنه يستحب للقاضي تفريق أهل الدعوى والمنكرين مع الريبة، واستقصاء سؤالهم، وابطال دعواهم إن اختلفوا، وعدم وجوب التفريق)

[ ٢١٦٤٣ ] ١ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمد، حدثني موسى قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده: « أن علياعليهم‌السلام رفع إليه قوم خرجوا جماعة، فرجعوا كلهم غير رجل منهم، قال: ففرق عليعليهم‌السلام بينهم، ثم سأل أحدهم: ما صنعتم بالرجل؟ فجحده، وقال: لا علم لي، فقال عليعليه‌السلام : الله أكبر، ورفع صوته حتى أسمع الباقين، وظنوا أن صاحبهم قد أقر، ثم عزله ودعا بآخر، فقال له: اصدقني الخبر، فقال: قتلناه وأخذنا ماله، قال: فقال عليعليه‌السلام : الله أكبر، ثم دعا بآخر فآخر، فقتلهم كلهم الا المنكر ».

[ ٢١٦٤٤ ] ٢ - دعائم الاسلام: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام أنه دخل يوما إلى مسجد الكوفة من الباب القبلي، فاستقبله نفر فيهم فتى حدث يبكي والقوم يسكتونه، فوقف عليهم أمير المؤمنينعليه‌السلام فقال للفتى:

__________________

(١) في المخطوط: دنانير، وما أثبتناه من المصدر.

الباب ١٦

١ - الجعفريات ص ١٢٦.

٢ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٤٠٤.

٣٨٥

« ما يبكيك؟ » فقال: يا أمير المؤمنين، إن أبي خرج مع هؤلاء في سفر للتجارة، فرجعوا ولم يرجع أبي، فسألتهم عنه فقالوا: مات، وسألتهم عن ماله فقالوا: لم يخلف مالا، فقدمتهم إلى شريح فلم يقض لي عليهم بشئ غير اليمين، وأنا أعلم يا أمير المؤمنين، أن أبي معه مال كثير.

فقال لهم أمير المؤمنينعليه‌السلام : « ارجعوا » فردهم معه ووقف على شريح فقال: « ما يقول هذا الفتى، يا شريح؟ » فقال شريح: يا أمير المؤمنين، ان هذا الفتى ادعى على هؤلاء القوم دعوى، فسألته البينة فلم يحضر أحدا، فاستحلفتهم، فقال أمير المؤمنينعليه‌السلام : « هيهات يا شريح، [ ليس ](١) هكذا يحكم في هذا » قال شريح: فكيف احكم يا أمير المؤمنين فيه؟ قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : « أنا أحكم فيه، ولأحكمن اليوم فيه بحكم ما حكم به بعد داود النبيعليه‌السلام أحد » ثم جلس في مجلس القضاء، ودعا بعبيد الله بن أبي رافع - وكان كاتبه - وأمره(٢) أن يحضر صحيفة ودواة، ثم أمر بالقوم أن يفرقوا في نواحي المسجد، ويجلس كل رجل منهم إلى سارية، وأقام مع كل ( واحد منهم رجلا(٣) ، وأمر بأن تغطي رؤوسهم، وقال لمن حوله: « إذا سمعتموني كبرت فكبروا » ثم دعا برجل منهم، فكشف عن وجهه ونظر إليه وتأمله، وقال: « أتظنون إني لا أعلم ما صنعتم بأبي هذا الفتى؟ أني إذا لجاهل » ثم أقبل عليه فسأله فقال: مات يا أمير المؤمنين، فسأله كيف كان مرضه؟ وكم مرض؟ وأين مرض؟ وعن أسبابه في مرضه كلها؟ وحين احتضر، ومن تولى تغميضه؟ ومن غسله؟ وما كفن فيه؟ ومن حمله؟ ومن صلى عليه؟ ومن دفنه؟ فلما فرغ من السؤال رفع صوته وقال: « الحبس الحبس » وكبر وكبر من كان معه، فارتاب القوم، ولم يشكوا أن صاحبهم قد أقر.

__________________

(١) أثبتناه من المصدر.

(٢) في المخطوط: « فأمر » وما أثبتناه من المصدر.

(٣) في المخطوط: « رجل واحدا » وما أثبتناه من المصدر.

٣٨٦

ثم دعا برجل آخر، فقال له مثل ما قال للأول، فقال الرجل: يا أمير المؤمنين، إنما كنت واحدا من القوم، ولقد كنت - علم الله - كارها لقتله، وأقر بالقتل. ثم دعاهم واحدا واحدا، فأقروا أجمعين ما خلا الأول، وأقروا بالمال فردوه، والزمهم ما يجب في القصاص، فقال شريح: يا أمير المؤمنين، كيف كان حكم داود، في مثل هذا الذي أخذته عنه؟

فقالعليه‌السلام : « مر داودعليه‌السلام بغلمان يلعبون، وفيهم غلام منهم ينادونه: يا مات الدين، فيجيبهم، فوقف عليه داودعليه‌السلام فقال: يا غلام، ما اسمك؟ فقال: مات الدين، قال: ومن سماك بهذا الاسم؟ قال: أمي، قال: وأين أمك؟ قال: في بيتها، قال: امض بين يدي إليها، فمضى الغلام واستخرج أمه، فقال لها داودعليه‌السلام : هذا ابنك؟ قالت: نعم، قال: ما اسمه؟ قالت: مات الدين، قال: ومن سماه بهذا الاسم؟ قالت: أبوه، قال: وأين أبوه؟ قالت: خرج مع قوم في سفر لهم بتجارة، فرجعوا ولم يرجع، فسألتهم عنه فقالوا: مات وسألتهم عن ماله، فقالوا: ذهب، فقلت أوصاكم في أمري بشئ؟ فقالوا: نعم، أوصانا وأعلمنا بأنك حبلى، فمهما ولدت من ولد، فسميه مات الدين، قال: وأين هؤلاء القوم؟ قالت: حضور قال: امضي معي إليهم، فجمعهم وفعل في أمرهم مثل الذي فعلته، وحكم بما حكمت، وقال للمرأة: سمي ابنك هذا عاش الدين ».

١٧ -( باب جملة من القضايا والاحكام المنقولة عن أمير المؤمنينعليه‌السلام )

[ ٢١٦٤٥ ] ١ - السيد الرضيرحمه‌الله في كتاب الخصائص: عن أبي أيوب المدني، عن محمد بن أبي عمير، عن عمر بن يزيد، عن أبي المعلى،

__________________

الباب ١٧

١ - الخصائص ص ٥٧.

٣٨٧

عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: « أتي عمر بامرأة قد تعلقت برجل من الأنصار، وكانت تهواه ولم تقدر له على حيلة، فذهبت فأخذت بيضة فأخرجت منها الصفرة، وصبت البياض على ثيابها وبين فخذيها، ثم جاءت إلى عمر فقالت: يا خليفة، ان هذا الرجل اخذني في موضع كذا ففضحني، قال: فهم عمر ان يعاقب الأنصاري، وعلي جالس، فجعل الأنصاري يحلف ويقول: يا أمير المؤمنين، تثبت في أمري، فلما أكثر من هذا القول، قال عمر: يا أبا الحسن، ما ترى؟ فنظر عليعليه‌السلام إلى بياض على ثوب المرأة وبين فخذيها، فاتهمها أن تكون احتالت لذلك، فقال: ائتوني بماء حار قد أغلي غليانا شديدا ففعلوا، فلما أتي بالماء امرهم فصبوه على موضع البياض، فاشتوى ذلك البياض، فأخذهعليه‌السلام فألقاه إلى فيه، فلما عرف الطعم ألقاه من فيه، ثم أقبل على المرأة فسألها حتى أقرت بذلك، ورفع الله عن الأنصاري عقوبة عمر، بأمير المؤمنينعليه‌السلام ».

ورواه أبو الفتح الكراجكي في كنز الفوائد: باختلاف في الألفاظ، وفي آخره: « فلما أتي بالماء الحار، أمر أن يلقى على ثوبها، فألقي فانسلق بياض البيض وظهر أمره، فأمر رجلين من المسلمين فيطعماه ويلقياه، ليقع العلم اليقين به، ففعلاه فرأياه بيضا، فخلى الغلام، وأمر بالمرأة فأوجعها أدبا(١) ».

[ ٢١٦٤٦ ] ٢ - وباسناده مرفوع إلى عاصم بن ضمرة السلولي قال: سمعت غلاما بالمدينة على عهد عمر بن الخطاب، وهو يقول: يا احكم الحاكمين، احكم بيني وبين أمي، فقال له عمر: يا غلام، لم تدعو على أمك؟ فقال: يا خليفة، انها حملتني في بطنها تسعا، وأرضعتني حوليين، فلما ترعرعت وعرفت الخير من الشر ويميني من شمالي، طردتني وانتفت وزعمت أنها لا تعرفني، فقال عمر: أين تكون المرأة؟ فقال: في سقيفة بني فلان، فقال

__________________

(١) كنز الفوائد ص ٢٨٤، وعنه في البحار ج ١٠٤ ص ٢٩٨.

٢ - الخصائص ص ٥٧.

٣٨٨

عمر: علي بأم الغلام، قال: فأتوا بها مع أربعة اخوة(١) في قسامة يشهدون أنها لا تعرف الصبي، وان هذا الغلام مدع ظلوم غشوم، يريد أن يفضحها في عشيرتها، وان هذه الجارية من قريش لم تتزوج قط، وأنها بخاتم ربها.

فقال عمر: يا غلام ما تقول؟ فقال: والله هذه أمي، حملتني تسعا، وأرضعتني حولين، فلما ترعرعت وعرفت الخير من الشر ويميني وشمالي، طردتني وانتفت مني، وزعمت أنها لا تعرفني، فقال عمر: يا هذه، ما يقول الغلام؟ فقالت: والذي احتجت بالنور فلا عين تراه، وحق محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله وما ولد، ما أعرفه ولا أدرى أي الناس هو، وانه غلام مدع يريد أن يفضحني في عشيرتي، وأنا جارية من قريش لم أتزوج قط، وإني بخاتم ربي، فقال عمر: ألك شهود؟ فقالت: نعم هؤلاء، فتقدم القسامة فشهدوا أن هذا الغلام مدع يريد أن يفضحها في عشيرتها، وأن هذه جارية من قريش لم تتزوج قط، وأنها بخاتم ربها، فقال عمر: خذوا بيد الغلام وانطلقوا به إلى السجن، حتى نسأل عن الشهود، فإن عدلت شهادتهم جلدته حد المفتري.

فأخذ بيد الغلام ينطلق به إلى السجن، فتلقاهم أمير المؤمنينعليه‌السلام في بعض الطريق، فنادى الغلام: يا ابن عم رسول الله، اني غلام مظلوم، وأعاد عليه الكلام الذي كلم به عمر، ثم قال: وهذا عمر قد أمر بي إلى الحبس. فقالعليه‌السلام : « ردوه » فلما ردوه قال لهم: أمرت به إلى السجن فرددتموه إلي، فقالوا: يا أمير المؤمنين، أمرنا علي بن أبي طالبعليه‌السلام برده إليك، وسمعناك تقول: لا تعصوا لعليعليه‌السلام أمرا، فبينا هم كذلك إذ أقبل أمير المؤمنينعليه‌السلام ، فقالعليه‌السلام : « علي بأم الغلام » فأتوا بها، فقال عليعليه‌السلام : « يا غلام ما تقول؟ » فأعاد عليه الكلام، فقال

__________________

(١) في المصدر زيادة: لها.

٣٨٩

عليه‌السلام لعمر: « أتأذن لي أن اقضي بينهما؟ » فقال عمر: يا سبحان الله، وكيف لا، وقد سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول: « أعلمكم علي بن أبي طالب ».

فقالعليه‌السلام للمرأة: « ألك شهود؟ » قالت: نعم، فتقدم القسامة فشهدوا بالشهادة الأولى، فقال أمير المؤمنينعليه‌السلام : « والله، لأقضين بينكم اليوم بقضية هي مرضاة الرب من فوق عرشه، علمنيها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله » ثم قال لها: « ألك ولي؟ » فقالت: نعم، هؤلاء اخوتي، فقال لاخوتها: « أمري فيكم وفيها جائز » قالوا: نعم، يا ابن عم رسول الله، أمرك فينا وفي أختنا جائز، فقال أمير المؤمنينعليه‌السلام : « أشهد الله، واشهد عمر، واشهد من حضر من المسلمين، أني قد زوجت هذه المرأة من هذا الغلام، على أربعمائة درهم، والمهر من مالي، يا قنبر علي بالدراهم » فأتاه قنبر بها، فصبها في يد الغلام، ثم قال: « خذها فصبها في حجر امرأتك، ولا تأتنا إلا وبك اثر العرس » يعني الغسل، فقام الغلام فصب الدراهم في حجر المرأة، ثم تلببها وقال لها: قومي، فنادت المرأة: النار النار، يا بن عم رسول الله، تريد أن تزوجني ولدي، هذا والله ولدي، زوجني اخوتي هجينا فولدت منه هذا، فلما ترعرع وشب أمروني أن أنتفي منه وأطرده، وهذا والله ابني، وفؤادي يتحرق أسفا على ولدي، قال: ثم أخذت بيد الغلام وانطلقت، ونادى عمر: واعمراه، لولا علي لهلك عمر.

[ ٢١٦٤٧ ] ٣ - وباسناده مرفوع قال: بينا رجلان جالسان في دار عمر بن الخطاب، إذ مر بهما رجل مقيد - وكان عبدا - فقال أحدهما: إن لم يكن في قيده كذا وكذا، فامرأته طالق ثلاثا، فقال الآخر: إن كان فيه كما قلت، فامرأته طالق ثلاثا، قال: فذهبا إلى مولى العبد فقالا: انا قد حلفنا على كذا وكذا، فحل قيد غلامك حتى نزنه، فقال مولى العبد: امرأته طالق إن

__________________

٣ - الخصائص ص ٦٠.

٣٩٠

حللت قيد غلامي، قال: فارتفعا إلى عمر، فقصوا عليه القصة، فقال: مولاه أحق به، اذهبوا فاعتزلوا نساءكم، فقالوا: اذهبوا بنا إلى عليعليه‌السلام ، لعله أن يكون عنده في هذا شئ.

فاتوهعليه‌السلام ، فقصوا عليه القصة، فقال: « ما أهون هذا! » ثم دعا بجفنة، وأمر بقيد الغلام فشد عليه خيط، وادخل رجليه والقيد في الجفنة، ثم صب الماء عليه حتى امتلأت، ثم قال: « ارفعوا القيد » فرفع القيد حتى أخرج من الماء، فلما أخرج نقص الماء، ثم دعا بزبر الحديد فأرسلها في الماء، حتى تراجع الماء إلى موضعه حين كان القيد فيه، ثم قال: « زنوا هذا الحديد، فإنه وزنه ».

[ ٢١٦٤٨ ] ٤ - وروي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام (١) : « ادعى(٢) رجلان كل واحد على صاحبه أنه مملوكه، ولم يكن لهما بينة، فبنى لهما بيتا وجعل لهما كوتين قريبة إحداهما من الأخرى، وأدخلهما البيت وأخرج رأسيهما من الكوتين، وقال لقنبر: قم عليهما بالسيف، فإذا قلت لك: اضرب عنق المملوك، ففزعهما ولا تضربن أحدا منهما، ثم قال له: اضرب عنق المملوك، فهز قنبر السيف، فأدخل أحدهما رأسه وبقي رأس الآخر خارجا من الكوة، فدفع الذي أدخل رأسه إلى صاحبه، وقال له: اذهب فإنه مملوكك ».

[ ٢١٦٤٩ ] ٥ - ابن شهرآشوب في المناقب مرسلا: ان غلاما طلب مال أبيه من عمر، وذكر أن والده توفي بالكوفة، والولد طفل بالمدينة، فصاح عليه عمر وطرده، فخرج يتظلم منه، فلقيه عليعليه‌السلام ، فقال: « ائتوني به إلى الجامع، حتى اكشف أمره » فجئ به، فسأله عن حاله، فأخبره

__________________

٤ - الخصائص ص ٦١.

(١) في المصدر زيادة: أنه قال.

(٢) في المصدر زيادة: على عهد أمير المؤمنينعليه‌السلام .

٥ - المناقب ج ٢ ص ٣٥٩.

٣٩١

بخبره، فقالعليه‌السلام : « لأحكمن فيه بحكومة حكم الله بها من فوق سبع سماواته، لا يحكم بها إلا من ارتضاه لعلمه » ثم استدعى بعض أصحابه وقال: « هات مجرفة(١) » ثم قال: « سيروا بنا إلى قبر والد الصبي » فساروا فقال: « احفروا هذا القبر وانبشوه، واستخرجوا لي ضلعا من أضلاعه » فدفعه إلى الغلام فقال له: « شمه » فلما شمه انبعث الدم من منخريه، فقال:عليه‌السلام : « انه ولده ».

قال عمر: بانبعاث الدم تسلم إليه المال، فقال: « انه أحق بالمال منك، ومن سائر الخلق أجمعين » ثم أمر الحاضرين بشم الضلع، فشموه فلم ينبعث الدم من واحد منهم، فأمر أن أعيد إليه ثانية وقال: « شمه » فلما شمه انبعث الدم انبعاثا كثيرا، فقالعليه‌السلام : « إنه أبوه » فسلم إليه المال، ثم قال: « والله ما كذبت ولا كذبت ».

[ ٢١٦٥٠ ] ٦ - وعن قيس بن الربيع، عن جابر الجعفي، عن تميم بن حزام الأسدي، أنه رفع إلى عمر منازعة جاريتين، تنازعتا في ابن وبنت، فقال: أين أبو الحسن، مفرج الكرب؟ فدعي له به، فقص عليه القصة، فدعا بقارورتين فوزنهما، ثم أمر كل واحدة فحلبت في قارورة، ووزن القارورتين فرجحت إحداهما على الأخرى، فقال: « الابن للتي لبنها أرجح، والبنت للتي لبنها أخف »، فقال عمر: من أين قلت ذلك يا أبا الحسن؟ فقال: « لان الله جعل للذكر مثل حظ الأنثيين » وقد جعلت الأطباء ذلك أساسا في الاستدلال على الذكر والأنثى.

[ ٢١٦٥١ ] ٧ - الشيخ شاذان بن جبرئيل القمي في كتاب الفضائل: عن الواقدي، عن جابر، عن سلمان الفارسي رضي الله عنه، قال: جاء إلى عمر بن الخطاب غلام يافع، فقال له: إن أمي جحدت حقي من ميراث

__________________

(١) المجرفة: المسحاة يجرف بها التراب ونحوه ( مجمع البحرين ج ٥ ص ٣٢ ).

٦ - المناقب ج ٢ ص ٣٦٧.

٧ - فضائل ابن شاذان ص ١٠٩، وعنه في البحار ج ٤٠ ص ٢٦٨ ح ٣٨.

٣٩٢

أبي وأنكرتني، وقالت: لست بولدي، فأحضرها وقال لها: لم جحدت ولدك هذا الغلام وأنكرتيه؟ قالت: انه كاذب في زعمه، ولي شهود بأني بكر عاتق ما عرفت بعلا، وكانت قد أرشت سبع نفر ( من النساء )(١) كل واحدة بعشرة دنانير(٢) ، بأني بكر لم أتزوج ولا اعرف بعلا، فقال لها عمر: أين شهودك؟ فأحضرتهن(٣) بين يديه، فشهدن(٤) انها بكر لم يمسها ذكر ولا بعل، فقال الغلام: بيني وبينها علامة، اذكرها لها عسى تعرف ذلك، فقال له: قل ما بدا لك، فقال الغلام: كان والدي شيخ سعد بن مالك يقال له: الحارث المزني، و [ إني ](٥) رزقت في عام شديد المحل، وبقيت عامين كاملين أرتضع من شاة، ثم أنني كبرت وسافر والدي مع جماعة في تجارة، فعادوا ولم يعد والدي معهم، فسألتهم عنه فقالوا: إنه درج، فلما عرفت والدتي الخبر، أنكرتني وأبعدتني، وقد أضرت بي الحاجة.

فقال عمر: هذا مشكل، لا يحله إلا نبي أو وصي نبي، فقوموا بنا إلى أبي الحسن عليعليه‌السلام : فمضى الغلام وهو يقول: أين منزل كاشف الكروب، ومحل المشكلات؟ فوقف هناك يقول: يا كاشف الكروب، أين خليفة هذه الأمة حقا؟ فجاؤوا به إلى منزل علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، كاشف الكروب ومحل المشكلات، فوقف هناك يقول: يا كاشف الكروب عن هذه الأمة، فقال له الامام: « ومالك يا غلام؟» فقال: يا مولاي، أمي جحدتني حقي، وأنكرتني [ وزعمت ](٦) أني لم أكن ولدها، فقالعليه‌السلام : « أين قنبر؟» فأجابه: لبيك يا مولاي، فقال له: « امض واحضر الامرأة إلى مسجد

__________________

(١) ليس في المصدر.

(٢) في المصدر زيادة: وقالت لهم اشهدوا.

(٣) في المصدر: فأحضرتهم.

(٤) في المصدر: فقال: بم تشهدون، فقالوا له: نشهد.

(٥) أثبتناه من المصدر.

(٦) أثبتناه من المصدر.

٣٩٣

رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله » فمضى قنبر وأحضرها بين يدي الامام، فقال لها: « ويلك، لم جحدت ولدك؟» فقالت: يا أمير المؤمنين، انا بكر ليس لي ولد، ولم يمسسني بشر، قال لها: « لا تطيلي الكلام، انا ابن عم البدر التمام، وأنا مصباح الظلام، وان جبرئيل أخبرني بقصتك» فقالت: يا مولاي احضر قابلة تنظرني، أنا بكر عاتق أم لا، فاحضروا قابلة أهل الكوفة، فلما دخلت بها أعطتها سوارا كان في عضدها، وقالت لها: اشهدي بأني بكر، فلما خرجت من عندها قالت له: يا مولاي إنها بكر، فقالعليه‌السلام : « كذبت العجوز، يا قنبر فتش العجوز، وخذ منها السوار» قال قنبر: فأخرجته من كتفها، فعند ذلك ضج الخلائق، فقال الامام: « اسكتوا فأنا عيبة علم النبوة» ثم أحضر الجارية وقال لها: « يا جارية أنا زيد الدين، أنا قاضي، الدين أنا أبو الحسن والحسين، أنا أريد أن أزوجك من هذا الغلام المدعي عليك، فتقبلينه مني زوجا؟» فقالت: لا يا مولاي، أتبطل شرع محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال لها: « بماذا؟» فقالت: تزوجني بولدي، كيف يكون ذلك!؟ فقال الامام: « جاء الحق وزهق الباطل، وما يكون هذا منك قبل الفضيحة» فقالت: يا مولاي، خشيت على الميراث، فقال لها: « استغفري الله تعالى وتوبي إليه» ثم إنه أصلح بينهما، والحق الولد بوالدته، وبإرث أبيه.

[ ٢١٦٥٢ ] ٨ - البحار، عن كتاب صفوة الاخبار: عن عليعليه‌السلام : أنه قضى بالبصرة لقوم حدادين، اشتروا باب حديد من قوم، فقال أصحاب الباب: كذا وكذا منا، فصدقوهم وابتاعوه، فلما حملوا الباب على أعناقهم، قالوا للمشتري: ما فيه ما ذكروه من الوزن، فسألوهم الحطيطة فأبوا، فارتجعوا عليهم، فصاروا إلى أمير المؤمنينعليه‌السلام ، فقال: « أدلكم، احملوه إلى الماء » فحمل فطرح في زورق صغير، وعلم على الموضع الذي بلغه الماء ثم قال: « ارجعوا مكانه تمرا موزونا » فما زالوا

__________________

٨ - البحار ج ٤٠ ص ٢٨٦.

٣٩٤

يطرحونه شيئا بعد شئ موزونا حتى بلغ الغاية، فقال: « كم طرحتم؟ » قالوا: كذا وكذا منا ورطلا، قالعليه‌السلام : « وزنه هذا ».

[ ٢١٥٥٣ ] ٩ - الشيخ المفيد في الإختصاص: عن أبي أحمد، عن رجل عن أبي عبد الله أو أبي جعفرعليهما‌السلام ، قال: « اجتمع رجلان يتغديان، مع واحد ثلاثة أرغفة، ومع واحد خمسة أرغفة، قال: فمر بهما رجل فقال: السلام عليكما، فقالا: وعليك السلام، الغداء رحمك الله، قال: فقعد وأكل معهما، فلما فرغ قام فطرح إليهما ثمانية دراهم، فقال: هذه عوض لكما بما أكلت من طعامكما، قال: فتنازعا بها، فقال صاحب الثلاثة: النصف لي والنصف لك، وقال صاحب الخمسة، لي خمسة بقدر خمستي، ولك ثلاثة بقدر ثلاثتك، فأبيا وتنازعا حتى ارتفعا إلى أمير المؤمنينعليه‌السلام ، فاقتصا عليه القصة.

فقالعليه‌السلام : ان هذا الامر الذي أنتما فيه دنئ، ولا ينبغي أن ترفعا فيه إلى حكم، ثم أقبل عليعليه‌السلام إلى صاحب الثلاثة فقال: أرى أن صاحبك قد عرض عليك أن يعطيك ثلاثة، وخبزه أكثر من خبزك، فارض به، فقال: لا والله يا أمير المؤمنين، لا أرضى إلا بمر الحق، قال: فإنما لك في مر الحق درهم، فخذ درهما واعطه سبعة، فقال: سبحان الله يا أمير المؤمنين، عرض علي ثلاثة فأبيت، فآخذ واحدا! قال: عرض ثلاثة للصلح، فحلفت أن لا ترضى إلا بمر الحق، وإنما لك في مر الحق درهم، قال: فأوقفني على هذا، قال: أليس تعلم، أن ثلاثتك تسعة أثلاث؟ قال: بلى، قال: أوليس تعلم، ان خمسته خمسة عشر ثلثا؟ قال: بلى، قال: فذلك أربعة وعشرون ثلثا، أكلت أنت ثمانة، وأكل الضيف ثمانية، وأكل هو ثمانية، فبقي من تسعتك أنت واحد أكله الضيف، وبقي من خمسة عشرة سبعة أكلها، الضيف فله بسبعته سبعة،

__________________

٩ - الاختصاص ص ١٠٧.

٣٩٥

ولك بواحدك الذي أكله الضيف واحد» .

[ ٢١٦٥٤ ] ١٠ - ورواه العلامة الكراجكي في كنز الفوائد: باختلاف ينبغي تكراره، قال: روي أن رجلين جلسا للغداء، فأخرج أحدهما خمسة أرغفة والآخر ثلاثة، فعبر بهما في الحال رجل ثالث، فعزما عليه فنزل فأكل معهما، حتى استوفوا جميع [ ذلك ](١) ، فلما أراد الانصراف دفع إليهما فضة، وقال: هذه عوض مما أكلت من طعامكما، فوزناها فصارفاها ثمانية دراهم، فقال صاحب الخمسة الأرغفة: لي منها خمسة ولك ثلاثة بحساب ما كان لنا، وقال الآخر: بل هي مقسومة نصفين بيننا، وتشاحا فارتفعا إلى شريح القاضي - في أيام أمير المؤمنينعليه‌السلام - فعرفاه أمرهما، فحار في قصتهما ولم يدر ما يحكم به بينهما، فحملهما إلى أمير المؤمنينعليه‌السلام ، فقص عليه قصتهما، فاستطرف أمرهما وقال: « إن هذا أمر فيه دناءة، والخصومة [ فيه ](٢) غير جميلة، فعليكما بالصلح فإنه أجمل بكما » فقال صاحب الثلاثة الأرغفة، لست أرضى إلا بمر الحق، وواجب الحكم، فقال أمير المؤمنينعليه‌السلام : « فإذا أبيت الصلح ولم ترد إلا القضاء، فلك درهم واحد ولرفيقك سبعة دراهم » فقال وقد عجب هو وجميع من حضر: يا أمير المؤمنين، بين لي وجه ذلك لأكون على بصيرة من أمري.

فقال: « أنا أعلمك، ألم يكن جميع ما لكما ثمانية أرغفة؟ أكل كل واحد منكما بحساب الثلث رغيفين وثلثين؟(٣) » قال: بلى، فقال: « لقد حصل لكل واحد منكم ثمانية أثلاث، فلصاحب الخمسة الأرغفة خمسة عشر ثلثا، أكل منها ثمانية، بقي [ له ](٤) سبعة، وأنت لك ثلاثة أرغفة وهي تسعة

__________________

١٠ - كنز الفوائد ص ٢١٦.

(١) أثبتناه من المصدر.

(٢) أثبتناه من المصدر.

(٣) في المخطوط: وثلث، وما أثبتناه من المصدر.

(٤) أثبتناه من المصدر.

٣٩٦

أثلاث، أكلت منها ثمانية بقي لك ثلث واحد، فلصاحبك سبعة دراهم ولك درهم واحد» فانصرفا على بينة من أمرهما.

[ ٢١٦٥٥ ] ١١ - المفيد أيضا في الرسالة العويصة: مسألة أخرى: في رجل ملك عبيدا، من غير ابتياع لهم، ولا هبة، ولا صدقة، ولا غنيمة حرب، ولا ميراث من مالك تركهم.

الجواب: هذا الرجل تزوجت أمه بعد أبيه نصرانيا فأولدها أولادا، وقضى أمير المؤمنينعليه‌السلام بقتلها، وجعل أولادها من النصراني رقا لأخيهم المسلم.

١٨ -( باب وجوب الحكم بملكية صاحب اليد حتى يثبت خلافها، وجواز الشهادة لصاحب اليد بالملك، وأنه لا يجب على القاضي تتبع احكام من قبله، وحكم اختلاف الزوجين في متاع البيت)

[ ٢١٦٥٦ ] ١ - أبو القاسم علي بن أحمد الكوفي في كتاب الاستغاثة: روى مشايخنا أن أمير المؤمنينعليه‌السلام لما تقدم إلى أبي للشهادة بسبب أمر فدك، فامتنع من قبول شهادته لفاطمةعليها‌السلام ، قال: « يا أبا بكر، أنشدك الله إلا صدقتنا عما نسألك عنه » قال: قل، قال: « أخبرني لو أن رجلين اختصما إليك في شئ هو في يد أحدهما دون الآخر، أكنت تخرجه(١) من يده، دون أن يثبت عندك ظلمه؟ » قال: لا، قال: « فممن كنت تطلب البينة؟ وعلى من كنت توجب اليمين؟ » قال: أطلب البينة من المدعي(٢) ، و [ أوجب ](٣) اليمين على من أنكر، فان رسول الله ( صلى الله

__________________

١١ - الرسالة العويصة: مسألة ص ٦١.

الباب ١٨

١ - الاستغاثة ص ١٥.

(١) في المخطوط: أخرجته، وما أثبتناه من المصدر.

(٢) في المخطوط: للمدعي، وما أثبتناه من المصدر.

(٣) أثبتناه من المصدر.

٣٩٧

عليه وآله ) قال: « البينة على المدعي(٤) واليمين على من أنكر » فقال له عليعليه‌السلام : « أفتحكم فينا بغير ما تحكم به في المسلمين(٥) ؟ » قال: وكيف ذلك؟ قال: « إن الذين يزعمون أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: ما تركناه فهو صدقة، وأنت ممن له في هذه الصدقة نصيب وأنت لا تجيز شهادة الشريك لشريكه، وتركة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في ( يد ورثته )(٦) ، إلى أن تقوم البينة العادلة بأنها لغيره، فعلى من ادعى ذلك إقامة البينة العادلة ممن لا نصيب له فيما يشهد به عليه وعلى ورثة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله اليمين فيما ينكرونه عن ذلك، فمتى فعلت [ غير ](٧) ذلك فقد خالفت نبيناصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وتركت حكم الله وحكم رسوله، إذ قبلت شهادة أهل(٨) الصدقة علينا، وطالبتنا بإقامة البينة على ما ننكره مما ادعوه علينا، فهل هذا إلا الظلم والتحامل!؟ ».

[ ٢١٦٥٧ ] ٢ - كتاب سليم بن قيس الهلالي: عن سلمان، عن عليعليه‌السلام - في حديث - قال: ثم أقبل على القوم فقال: « العجب لقوم(١) يرون سنن نبيهم تغير وتبدل، شيئا بعد شئ، فلا يغيرون ولا ينكرون - إلى أن قالعليه‌السلام - وقبض هو وصاحبه فدك، وهي في يد فاطمةعليها‌السلام مقبوضة، قد أكلت غلتها على عهد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وسألها البينة على ما في يديها، ولم يصدقها، ولا صدق أم أيمن، وهو يعلم يقينا أنها في يدها، ولم يكن يحل له أن يسألها

__________________

(٤) في المخطوط: للمدعي، وما أثبتناه من المصدر.

(٥) في المصدر: غيرنا.

(٦) في المصدر: أيدينا.

(٧) أثبتناه لاتمام السياق، فإنه إن فعل ذلك فقد وافق رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

(٨) في المصدر: الشريك في.

٢ - كتاب سليم بن قيس الهلالي ص ١٣٥ باختلاف.

(١) في المخطوط: لقومه، وما أثبتناه من المصدر.

٣٩٨

البينة على ما في يدها، ولا يتهما، ثم استحسن الناس ذلك وحمدوه، وقالوا: إنما حمله [ على ](٢) ذلك الورع والفضل، ثم حسن قبيح فعلهما [ ان عدلا عنها ](٣) فقالا: نظن أن فاطمةعليها‌السلام لن تقول إلا حقا، وأن علياعليه‌السلام وأم أيمن لم يشهدا الا بحق، فلو كانت مع أم أيمن امرأة أخرى أمضيناها لها - إلى أن قالعليه‌السلام - وقد قالت فاطمةعليها‌السلام لهما حين أراد انتزاعها منها: أليست في يدي وفيها وكيلي!؟ وقد أكلت غلتها ورسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله حي!؟ قالا: بلى، قالت: فلم تسألا [ ني ](٤) البينة على ما في يدي؟ قالا: لأنها فئ المسلمين، قالت: أفتريد ان(٥) ان تردا ما صنع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وتحكما في خاصته بما لم تحكما في سائر المسلمين!؟ أيها الناس، اسمعوا ما ( ركب هؤلاء من الاثم )(٦) أرأيتما إن ادعيت ما في أيدي المسلمين من أموالهم، أتسألونني البينة أم تسألونهم؟ قال: بل نسألك، قالت: فان ادعى جميع المسلمين ما في يدي، أتسألوني البينة أم تسألونهم؟ فغضب عمر وقال: هذه أرض المسلمين وفيؤهم، وهي في يد فاطمةعليها‌السلام تأكل غلتها، وإنما تجب عليها البينة، لأنها ادعت أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وهبها لها من بين المسلمين، وهي فيؤهم وحقهم » الخبر.

__________________

(٢) أثبتناه من المصدر.

(٣) أثبتناه من المصدر.

(٤) أثبتناه من المصدر.

(٥) في المخطوط: أفتريد، وما أثبتناه من المصدر.

(٦) في المخطوط: يركبنا عتيق، وما أثبتناه من المصدر.

٣٩٩

١٩ -( باب كيفية الحكم على الغائب، وحكم القابلة المودعة لرجلين)

[ ٢١٦٥٨ ] ١ - دعائم الاسلام: عن جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، أنه كان يرى الحكم على الغائب، ويكون الغائب على حجته إن كانت له، فإن لم يوثق بالغريم المحكوم له، أخذ عليه كفيل بما يدفع [ إليه ](١) من مال الغائب، فان كانت له حجة رد إليه.

[ ٢١٦٥٩ ] ٢ - الشيخ الطوسي في النهاية: روى ابن أبي عمير، عن جميل بن دراج، عن جماعة من أصحابنا، عنهماعليهما‌السلام ، قال: « الغائب يقضى عليه إذا قامت عليه البينة، ويباع ماله ويقضى عنه دينه وهو غائب، ويكون الغائب على حجته إذا قدم، قال: ولا يدفع المال إلى الذي أقام البينة إلا بكفلاء ».

٢٠ -( باب أن القاضي إذا ترافع إليه أهل الكتاب، فله ان يحكم بينهم بحكم الاسلام، وله أن يتركهم)

[ ٢١٦٦٠ ] ١ - دعائم الاسلام: عن عليعليه‌السلام ، أنه قال: « إذا ترافع إلى القاضي أهل الكتاب، قضى بينهم بما أنزل الله عز وجل، كما قال تبارك اسمه ».

__________________

الباب ١٩

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٥٤٠ ح ١٩٢٤.

(١) أثبتناه من المصدر.

٢ - النهاية ص ٣٥٢ ح ١٢.

الباب ٢٠

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٥٤٠ ح ١٩٢٥.

٤٠٠

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469