الإيقاظ من الهجعة بالبرهان على الرجعة

الإيقاظ من الهجعة بالبرهان على الرجعة0%

الإيقاظ من الهجعة بالبرهان على الرجعة مؤلف:
المحقق: مشتاق مظفر
الناشر: دليل ما
تصنيف: مكتبة العقائد
الصفحات: 496

الإيقاظ من الهجعة بالبرهان على الرجعة

مؤلف: الشيخ محمد بن الحسن الحرّ العاملي
المحقق: مشتاق مظفر
الناشر: دليل ما
تصنيف:

الصفحات: 496
المشاهدات: 31035
تحميل: 6915

توضيحات:

الإيقاظ من الهجعة بالبرهان على الرجعة
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 496 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 31035 / تحميل: 6915
الحجم الحجم الحجم
الإيقاظ من الهجعة بالبرهان على الرجعة

الإيقاظ من الهجعة بالبرهان على الرجعة

مؤلف:
الناشر: دليل ما
العربية

١

٢

٣

٤

الإهداء

إلى الذي بيُمنه رزق الورى.

إلى الذي بوجوده ثبتت الأرض والسماء.

إلى الذي يملأ الأرض عدلاً وقسطا.

إلى الذي إليه منتهى مواريث الأنبياء.

إلى حجّة الله على مَنْ في الأرض والسماء.

إلى نور الله الذي لا يُطفى.

إلى صاحب يوم الفتح وناشر راية الهدى.

إلى ناظر شجرة طوبى وسدرة المنتهى.

إلى معزّ الأولياء ومذلّ الأعداء.

إلى الطالب بدم المقتول بكربلاء.

إلى خير مَنْ تقمّص وارتدى.

إلى ابن النبيّ المصطفى وابن عليّ المرتضى.

إلى ابن خديجة الغرّا وابن فاطمة الزهراء.

سيّدي ومولاي الحجّة بن الحسن العسكري عجلّ الله تعالى فرجك أُقدّمُ عملي هذا بين يديك الكريمتين راجياً منك القبول والتسديد والدعاء.

٥

٦

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الواصل الحمد بالنعم والنعم بالشكر، نحمده على آلائه كما نحمده على بلائه، والحمد لله الذي جعل الحمد مفتاحاً لذكره وسبباً للمزيد من فضله ودليلاً على آلائه وعظمته.

ثمّ الصلاة والسلام على نبيّه نبيّ الرحمة وشفيع الاُمّة وعلى آله الطيّبين الطاهرين المعصومين المنتجبين.

وبعد:

لم يترك لنا الشيخ الحرّ العاملي موضوعاً من المواضيع التي تختصّ بالرجعة كي نتحدَّث عنه في المقدّمة إلا وتطرّق له بالتفصيل.

إذ تعرَّض للرجعة من كلّ نواحيها وجوانبها عقلاً ونقلاً وتفسيراً وحديثاً وتراه شارحاً لبعض الأحاديث الغامضة وأحياناً يردّ بعض الشبهات بالأدلّة القامعة على مَنْ أنكر أو استبعد ذلك.

فرأينا من الأفضل أن نذكر بعض الكتب التي اُلّفت في الرجعة مطبوعة كانت أو مخطوطة، وهي كما يلي:

١ - آيات الحجّة والرجعة (في تفسير الآيات المتعلّقة بهما): للشيخ محمّد علي بن حسن علي الهمداني (ت: ١٣٧٨ هـ).

٢ - آيات الرجعة (في بيان الآيات الدالّة على الرجعة): فارسي للميرزا محسن عماد العلماء خوشنويس الأردبيلي (ت: ق١٤ هـ).

٣ - آيات الظهور في انتظار الفرج والسرور: في تفسير مائة وعشرة آيات من القرآن الكريم في شأن ظهور الحجّة والرجعة: للميرزا علي قلي الدهخوارقاني

٧

آذرشهري.

٤ - إثبات الرجعة: للفضل بن شاذان بن خليل الأزدي النيسابوري (ت: ٢٦٠ هـ).

٥ - إثبات الرجعة: للعلاّمة الحسن بن يوسف بن المطهر الحلّي (ت: ٧٢٦).

٦ - إثبات الرجعة: للمحقّق الكركي علي بن الحسين بن عبد العالي (ت: ٩٤٠ هـ).

٧ - إثبات الرجعة: رسالة فارسية في ألفي بيت للعلاّمة المجلسي (ت: ١١١٠).

٨ - إثبات الرجعة: للمحقّق آقا جمال الدين محمّد بن آقا حسين الخوانساري (ت: ١١٢٥) كتبه باسم شاه سلطان حسين.

٩ - إثبات الرجعة: للشيخ سليمان بن أحمد آل عبد الجبّار القطيفي (ت: ١٢٦٦ هـ).

١٠ - إثبات الرجعة: للمفتي مير محمّد عبّاس بن علي أكبر الموسوي التستري اللكهنوي (ت: ١٣٠٦ هـ).

١١ - إثبات الرجعة: معرّب للشيخ محمّد رضا الطبسي، طبع في النجف الأشرف سنة ١٣٥٥ هـ.

١٢ - إثبات الرجعة: للميرزا حسن بن عبد الرزّاق اللاهيجي القمّي.

١٣ - إثبات الرجعة: للسيّد حسن بن السيّد هادي الموسوي العاملي الكاظمي من آل صدر الدين.

١٤ - إثبات الرجعة: للسلطان محمود بن غلام علي الطبسي.

١٥ - إثبات الرجعة: للسيّد محمود بن فتح الله الحسيني الكاظمي.

١٦ - إثبات الرجعة والردّ على منكريها: للمولى حسين التربتي نزيل سبزوار

٨

(ت: حدود ١٣٠٠ هـ).

١٧ - إيقاظ الاُمّة من الهجعة في إثبات الرجعة: للسيّد مهدي بن محمّد الموسوي الاصفهاني الكاظمي.

١٨ - برهان الشيعة في إثبات الرجعة: للسيّد محمّد علي بن شرف الدين السنقري.

١٩ - تحفة الشيعة في آيات الرجعة: للسيّد حسين بن نصران عرب باغي.

٢٠ - تنبيه الاُمّة في إثبات الرجعة: لمحمد رضا الطبسي الخراساني النجفي.

٢١ - الجوهر المقصود في إثبات الرجعة: للشيخ أحمد البيان بن حسن الواعظ الاصفهاني.

٢٢ - دحض البدعة من إنكار الرجعة: للشيخ محمّد علي بن حسن علي الهمداني الحائري.

٢٣ - دلائل الرجعة (أو إيمان ورجعت) فارسي: لغلامعلي بن محمّد بن إسماعيل العقيقي الكرمانشاهي.

٢٤ - كتاب الرجعة: للحسن بن علي البطائني.

٢٥ - الرجعة: لأبي النضر محمّد بن مسعود العياشي السمرقندي صاحب التفسير المعروف.

٢٦ - الرجعة: للشيخ الصدوق محمّد بن علي بن حسين بن بابويه القمّي (ت: ٣٨١ هـ).

٢٧ - الرجعة: للميرزا محمّد مؤمن بن دوست محمّد الحسيني الاسترآبادي (ت: ١٠٨٨ هـ) محقّق.

٢٨ - الرجعة: ملاّ سليمان بن محمّد الجيلاني التنكابني (ت: ق١١ هـ).

٢٩ - الرجعة: لحامد بن علي بن إبراهيم المفتي الدمشقي الحنفي

٩

(ت: ١١٧١ هـ).

٣٠ - الرجعة: للشيخ أحمد بن صالح بن طوق البحراني (ت: ق١٣ هـ).

٣١ - الرجعة: مختصر فارسي: للشيخ حبيب الله بن علي مدد الكاشاني (ت: ١٣٤٠ هـ).

٣٢ - الرجعة: للشيخ محمّد علي بن حسن علي الهمداني السنقري.

٣٣ - الرجعة بين العقل والقرآن: لحسن الطارمي.

٣٤ - الرجعة وأحاديثها: للفضل بن شاذان بن الخليل الأزدي النيشابوري (ت: ٢٦٠ هـ).

٣٥ - الرجعة وأحاديثها المنقولة عن آل العصمةعليهم‌السلام : لأحمد بن الحسن بن إسماعيل من أحفاد المير أحمد بن موسى الكاظمعليه‌السلام .

٣٦ - الرجعة والردّ على أهل البدعة: للحسن بن سليمان الحلّي. وهي رسالة أدرجها ضمن مختصر البصائر، نقل من المصادر التي لم ينقل منها سعد بن عبدالله الأشعري، وقد حقّقناه مع المختصر.

٣٧ - الرجعة والظهور: للحاج ميرزا محمّد طبيب زاده.

٣٨ - الرجعة وظهور الحجّة: في الأخبار المنقولة عن آل العصمةعليهم‌السلام : للميرزا محمّد مؤمن الحسيني الاسترآبادي (ت: ١٠٨٨ هـ) الشهيد بمكّة.

٣٩ - رسالة في إثبات الرجعة: محمّد بن هاشم السرابي التبريزي.

٤٠ - رسالة في الرجعة: علي بن محمّد رفيع الطباطبائي (ت: ١١٩٥ هـ).

٤١ - الكرّة والرجعة: في إثبات الرجعة بالبيان العصري، للسيّد محمّد صادق بن سيّد باقر الهندي.

٤٢ - مسألة في الرجعة: للشيخ المفيد.

٤٣ - النجعة في إثبات الرجعة: للعلاّمة السيّد علي نقي النقوي اللكهنوي.

١٠

٤٤ - نور الأبصار في الرجعة: للشيخ علي بن محمّد علي بن حيدر الشروقي.

٤٥ - وافية المؤمنين في تحقيق رجعة الأئمّة المعصومينعليهم‌السلام : ليوسف بن قاسم الاسترآبادي (ت: ق١١ هـ).

ومن هنا يتّضح للقارئ العزيز أهمّية الرجعة ومدى اهتمام العلماء الماضين والمتأخِّرين والمعاصرين بهذا الموضوع لأنّه يُعدّ من إحدى عقائد الشيعة الإمامية الاثني عشرية.

فعندما تتصفّح مصنّفاتهم ترى فيها إثباتات إستدلالية مستخلصة من الآيات الشريفة والأحاديث المتواترة عن النبيّ وأهل بيته صلّى الله عليه وعليهم.

فنسأل من الباري جلَّ جلاله أن يثبّتنا على هذه العقيدة الحقّة التي اعتقد بها النبيّ وآله صلّى الله عليهم أجمعين فأرسوها في أحاديثهم الشريفة، وأن يميتنا معتقدين بها، ونسأله تعالى أن يرجعنا بعد الاندثار في ظهور الحجّة المنتظر عجّل الله فرجه لأخذ الثأر من الظالمين والقاتلين للعترة الطاهرة والغاصبين لحقّ الزهراء وأمير المؤمنينعليهما‌السلام لأنّهما أوّل من ظُلما بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إنّه مجيب الدعاء والحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على النبيّ وآله الطيّبين الطاهرين.

١١

١٢

ترجمة المؤلِّف

نسبه:

هو الشيخ المحدِّث محمّد بن الحسن بن علي بن محمّد بن الحسين الحرّ العاملي المشغري. من بيت كبير جليل خرج منه أعاظم الفقهاء والمحدِّثين الذي ينتهي نسبه إلى الحرّ بن يزيد الرياحي المستشهد بين يديّ الإمام الحسينعليه‌السلام يوم عاشوراء.

مولده:

ولد في قرية مشغر(١) ليلة الجمعة في الثامن من شهر رجب الأصب سنة ١٠٣٣ هـ.

مشايخه:

قرأ في مدينة مشغر على أبيه، وعمّه الشيخ محمّد الحرّ وجدّه لاُمّه الشيخ عبدالسلام بن محمّد الحرّ، وخال أبيه الشيخ علي بن محمود وغيرهم.

وقرأ في قرية جبع على عمّه أيضاً وعلى الشيخ زين الدين بن محمّد بن

__________________

١ - مَشْغَر: قرية من قرى دمشق من ناحية البقاع على سفح جبل لبنان. معجم البلدان ٥: ١٥٧.

١٣

الحسن بن زين الدين وعلى الشيخ حسين الظهيري وغيرهم. وأقام في البلاد أربعين سنة وحجّ فيها مرّتين.

أسفاره:

سافر إلى العراق فزار الأئمّةعليهم‌السلام ، ثمّ زار الإمام الرضاعليه‌السلام بطوس واتّفق مجاورته بها مدّة أربع وعشرين سنة وحجّ فيها أيضاً مرّتين، وزار العتبات المقدّسة في العراق أيضاً مرّتين.

أقوال العلماء فيه:

قال ابن معصوم في السلافة: علم لا تباريه الأعلام، وهضبة فضل لا يفصح عن وصفها الكلام، أرجت أنفاس فوائده أرجاء الأقطار، وأحيت كلّ أرض نزلت بها فكأنّها لبقاع الأرض أمطار، تصانيفه في جبهات الأيّام غرر، وكلماته في عقود السطور درر(١) .

ووصفه المحبّي في خلاصة الأثر: بالأديب المشهور(٢) .

قال البحراني في لؤلؤة البحرين: كان عالماً فاضلاً محدِّثاً اخبارياً(٣) .

وقال الخوانساري في روضات الجنات: وأحد المحمّدين الثلاثة المتأخِّرين الجامعين لأحاديث هذه الشريعة(٤) .

وقال النوري في خاتمة المستدرك: صاحب التصانيف الرائقة التي منها

__________________

١ - سلافة العصر: ٣٥٩.

٢ - خلاصة الأثر ٣: ٤٣٣.

٣ - لؤلؤة البحرين: ٧٦.

٤ - روضات الجنات ٧: ٩٦.

١٤

الوسائل الذي هو كالبحر الذي ليس له ساحل(١) .

ووصفه القمّي في الفوائد الرضوية: عالم، فاضل، محقّق مدقّق، متبحِّر جامع، كامل صالح، ورع ثقة، فقيه نبيه، محدِّث حافظ، شاعر أديب أريب(٢) .

أحواله:

قال المحبّي: قدم مكّة في سنة سبع أو ثمان وثمانين وألف، وفي الثانية منهما قتلت الأتراك بمكّة جماعة من العجم لما اتّهموهم بتلويث البيت الشريف حين وجد ملوّثاً بالعذرة وكان الحرّ العاملي قد أنذرهم قبل الواقعة بيومين وأمرهم بلزوم بيوتهم لمعرفته على ما زعموا بالرمل فلمّا حصلت المقتلة فيهم خاف على نفسه، فالتجأ إلى السيِّد موسى بن سليمان أحد أشراف مكّة الحسنيّين، وسأله أن يخرجه من مكّة إلى نواحي اليمن، فأخرجه مع أحد رجاله إليها. ورأيت بخطّ بعض الفضلاء أنّ الحرّ العاملي رجع بعد القصّة وأنشد شعراً:

فضل الفتى بالجود والإحسان

والجود خير الوصف للإنسان(٣)

وسيأتي في فصل أشعاره.

وفي روضات الجنّات: ومن جملة ما حكي عن قوّة النفس التي كان يتّصف بها أنّه ذهب - في مدّة إقامته باصفهان - إلى مجلس الشاه سليمان الصفوي، فدخل بدون استئذان، وجلس على ناحية من المسند الذي كان الشاه جالساً عليه، فسأل عنه الشاه فأخبر أنّه عالم جليل من علماء العرب يدعى محمّد بن الحسن الحرّ

__________________

١ - خاتمة المستدرك ٣: ٣٩٠ حجري.

٢ - الفوائد الرضوية: ٤٧٣.

٣ - خلاصة الأثر ٣: ٤٣٢ - ٤٣٣.

١٥

العاملي، فالتفت إليه وقال له بالفارسية: شيخنا، فرق ميان حُرْ وخَرْ چقدر است؟ فأجابه الشيخ على الفور: يك متكى - معناه بالعربية: كم هو الفرق بين الحرّ والحمار؟ فأجابه ببديهته: مخدّة واحدة - فتعجَّب الشاه من جرأته وسرعة إجابته.

ولما وصل إلى مشهد المقدّس، ومضى على ذلك زمان أُعطي منصب قاضي القضاة وشيخ الإسلام في تلك الديار وصار بالتدريج من أعاظم علمائها(١) .

مؤلّفاته:

١ - الجواهر السنيّة في الأحاديث القدسيّة، وهو أوّل ما ألّفه ولم يجمعها أحد قبله.

٢ - الصحيفة الثانية من أدعية الإمام علي بن الحسينعليه‌السلام الخارجة عن الصحيفة الكاملة.

٣ - تفصيل وسائل الشيعة إلى تحصيل مسائل الشريعة. يشتمل على جميع أحاديث الأحكام الشرعية الموجودة في الكتب الأربعة، وسائر الكتب المعتمدة - أكثر من سبعين كتاباً - مع ذكر الأسانيد وأسماء الكتب وحُسن الترتيب.

٤ - هداية الاُمّة إلى أحكام الأئمّةعليهم‌السلام ، منتخبة من كتاب الوسائل مع حذف الأسانيد والمكرّرات.

٥ - فهرست وسائل الشيعة. يشتمل على عنوان الأبواب، وعدد أحاديث كلّ باب ومضمون الأحاديث.

٦ - الفوائد الطوسية: يشتمل على مائة فائدة في مطالب متفرّقة.

____________

١ - روضات الجنّات ٧: ١٠٤.

١٦

٧ - إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات: يشتمل على أكثر من عشرين ألف حديث، منقولة من جميع الكتب الخاصّة والعامّة، مع حسن الترتيب والتهذيب، واجتناب التكرار بحسب الإمكان.

٨ - أمل الآمل في علماء جبل عامل: ألّفه بسبب رؤيا رآها.

قال في خاتمة الأمل - الفائدة التاسعة -: إعلم أنّي في السنة التي قدمت فيها المشهد الرضوي - وهي سنة ١٠٧٣ - وعزمت على المجاورة به والإقامة فيه، رأيت في المنام كأنّ رجلاً عليه آثار الصلاح، يقول لي: لأيّ شيء لا تؤلِّف كتاباً تسمِّيه « أمل الآمل في علماء جبل عامل »؟ فقلت له: إنّي لا أعرفهم كلّهم، ولا أعرف مؤلَّفاتهم وأحوالهم كلّها، فقال: إنّك تقدر على تتبّعها واستخراجها من مظانّها.

ثمّ انتبهت من هذا المنام، وفكّرت في أنّ هذا بعيد أن يكون من وساوس الشيطان، ومن تخيّل النفس، ولم يكن يخطر ببالي هذا الفكر من قبل أصلاً، فلم ألتفت إلى هذا المنام، فإنّه ليس بحجّة شرعاً، ولا هو مرجّح لفعل شيء أو تركه، فلم أعمل به مدّة أربع وعشرين سنة، لعدم الاهتمام بالمنام وللاشتغال بأشغال أُخر، ثمّ خطر ببالي أن أفعل ذلك(١) .

٩ - الإيقاظ من الهجعة بالبرهان على الرجعة: وفيها اثنا عشر باباً، تشتمل على أكثر من ستّمائة حديث، وأربعة وستّين آية من القرآن، وأدلّة كثيرة، وعبارات المتقدِّمين والمتأخِّرين، وجواب الشبهات وغير ذلك.

١٠ - رسالة في الردّ على الصوفية: تشتمل على اثني عشر باباً واثني عشر فصلاً، فيها نحو ألف حديث في الرّد عليهم عموماً وخصوصاً في كلّ ما اختصموا

__________________

١ - أمل الآمل ٢: ٣٧٠.

١٧

به.

١١ - رسالة في خلق الكافر وما يناسبه.

١٢ - رسالة في تسمية المهديعليه‌السلام سمّاها « كشف التعمية في حكم التسمية ».

١٣ - رسالة الجمعة: في جواب من ردّ أدلّة الشهيد الثاني في رسالة الجمعة.

١٤ - رسالة نزهة الاسماع في حكم الاجماع.

١٥ - رسالة تواتر القرآن.

١٦ - رسالة الرجال: مطبوعة مع الوسائل.

١٧ - رسالة أحوال الصحابة.

١٨ - رسالة تنزيه المعصوم عن السهو والنسيان.

١٩ - بداية الهداية: في الواجبات والمحرمات المنصوصة من أوّل الفقه إلى آخره في غاية الاختصار.

قال في آخرها: فصارت الواجبات: ألفاً وخمسمائة وخمسة وثلاثين، والمحرّمات: ألفاً وأربعمائة وثمان وأربعين.

٢٠ - الفصول المهمّة في أصول الأئمّةعليهم‌السلام : يشتمل على القواعد الكليّة المنصوصة في اُصول الدين واُصول الفقه وفروعه، وفي الطب، ونوادر الكلّيات.

٢١ - العربية العلوية واللغة المرويّة: ذكر فيه، ما يتعلّق بالعربية في النحو والصرف والمعاني والبيان، وما يتعلّق باللغة من تفسير الألفاظ الواردة في القرآن وغيره كلّ ذلك من الأخبار.

٢٢ - إجازات متعدّدة للمعاصرين مطوّلات ومختصرات.

٢٣ - ديوان شعر يقارب عشرين ألف بيت: أكثره في مدح النبيّ وآلهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

٢٤ - منظومة في المواريث.

٢٥ - منظومة في الزكاة.

١٨

٢٦ - منظومة في الهندسة.

٢٧ - منظومة في تاريخ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والأئمّةعليهم‌السلام : ووفياتهم، وعدد أزواجهم، وأولادهم، ومدّة خلافتهم، وأعمارهم، ومعجزاتهم، وفضائلهم، تبلغ نحو ألف ومائتي بيت.

شعره:

قال ابن معصوم في السلافة: وله شعر مستعذب الجنا، بديع المجتبى والمجتنى، ولا يحضرني من شعره إلا قوله:

فضل الفتى بالبذل والإحسان

والجود خير الوصف للإنسان

أو ليس إبراهيم لما أصبحت

أمواله وقفاً على الضيفان

حتّى إذا أفنى اللهى أخذ ابنه

فسخا به للذبح والقربان

ثمّ ابتغى النمرود إحراقاً له

فسخا بمهجته على النيران

بالمال جاد وبابنه وبنفسه

وبقلبه للواحد الديّان

أضحى خليل الله جلّ جلاله

ناهيك فضلاً خلّة الرحمن

صحّ الحديث به فيالك رتبة

تعلو بأخمصها على التيجان

وهذا الحديث رواه أبو الحسن المسعودي في كتاب أخبار الزمان وقال: « إنّ الله تعالى أوحى إلى إبراهيمعليه‌السلام : إنّك لما سلّمت مالكَ للضيفان وولدك للقربان، ونفسك للنيران، وقلبك للرّحمن اتّخذناك خليلاً » - انتهى ما ذكره صاحب سلافة العصر(١) .

ولا بأس بذكر شيء من الشعر المذكور في ذلك الديوان، فمنه قوله من قصيدة

__________________

١ - سلافة العصر: ٣٦٧.

١٩

تزيد على أربعمائة بيت في مدح النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والأئمّةعليهم‌السلام :

جدَّ وجدي لفرقة وتنائي

عن ربى أرض مكّة الغرّاءِ

وشجاني بعد الحجاز خصوصاً

عند بعدي عن طيبة الفيحاءِ

إلى أن قال:

بنبيّ فاق الخلائق فضلاً

وعلي وولده الأوصياء

مفزع الناس مرجع الخلق طرّاً

منبع الفضل مجمع العلياء

بحر علم وطود حلم رزين

معدن الجود منهل للظماء

تشكّك في فضل مجدهم فاسـ

ـأل جميع الأعداء والأولياء

إن يشهدوا كلّهم فأكرم بفضل

أثبتته شهادة الأعداء

حبّذا حبّذا وناهيك ناهيـ

ـك بفخر وسؤدد وعلاء

مدحتهم أهل السماوات والأر

ض وفي الأرض شاع بعد السماء

سلْ ثقات الرواة إن شئت أن تسـ

ـمع عنهم غرائب الأنباء

ومجال المديح فيهم فسيح

طال فيه تسابق الفصحاء

غير أنّ الاعداد تقصر عنه

إن أرادوا ميلاً إلى الإحصاء

كلّما قلت فيهم فهو صدقٌ

من جميل ومدحة غرّاء

إلى أن قال:

فالأكاذيب في مديح علاهم

غير مشهورة من الشعراء

بمديحي لهم تشاغل فكري

لا بمدح الملوك والاُمراء

ذكرهم عندنا يلذّ ويحلو

لا غناء عن ظبية غنّاء

أنا داع إليهم وإلى اللّـ

ـه بهم كلّ من أجاب دعائي

وجزائي شفاعة منهم يو

م جزائي فلينعموا بجزائي

وإبائي يزداد عند سواهم

ولدى عزّهم يزول إبائي

٢٠