الإيقاظ من الهجعة بالبرهان على الرجعة

الإيقاظ من الهجعة بالبرهان على الرجعة0%

الإيقاظ من الهجعة بالبرهان على الرجعة مؤلف:
المحقق: مشتاق مظفر
الناشر: دليل ما
تصنيف: مكتبة العقائد
الصفحات: 496

الإيقاظ من الهجعة بالبرهان على الرجعة

مؤلف: الشيخ محمد بن الحسن الحرّ العاملي
المحقق: مشتاق مظفر
الناشر: دليل ما
تصنيف:

الصفحات: 496
المشاهدات: 31040
تحميل: 6915

توضيحات:

الإيقاظ من الهجعة بالبرهان على الرجعة
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 496 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 31040 / تحميل: 6915
الحجم الحجم الحجم
الإيقاظ من الهجعة بالبرهان على الرجعة

الإيقاظ من الهجعة بالبرهان على الرجعة

مؤلف:
الناشر: دليل ما
العربية

٤١

٤٢

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله محيي الأموات، ومميت الأحياء، الذي لا تعجز قدرته عن شيء من الأشياء، الذي فضّل الأنبياء والأوصياء(١) على جميع القبائل والعشائر، وفضّل بعدهم المؤمنين فبشَّرهم بأحسن البشائر، وذخر لأهل العصمة وشيعتهم أشرف الكنوز والذخائر، وخصّهم بأفضل(٢) المفاخر وأكمل المآثر، وأتمّ لهم الفضائل الباطنة والظاهرة، وجعل لهم البشرى في الحياة الدنيا والآخرة(٣) ، فوعدهم بالدولة الظاهرة والصولة القاهرة، والصلاة والسلام على محمّد وآله الطاهرين، صلاةً وسلاماً دائمين إلى يوم الدين.

وبعد: فيقول الفقير إلى الله الغنيّ محمّد بن الحسن الحرّ العاملي عامله الله بلطفه الخفيّ والجلي: قد جمع بعض السادات المعاصرين رسالة في إثبات الرجعة التي وعد الله بها المؤمنين، والنبيّ والأئمّة الطاهرين سلام الله عليهم أجمعين، وفيها أشياء غريبة مستبعدة لم يعلم من أين نقلها، ليظهر أنّها من الكتب المعتمدة، فكان ذلك سبباً لتوقّف بعض الشيعة عن قبولها، حتّى انتهى إلى إنكار أصل الرجعة، وحاول إبطال برهانها ودليلها، وربّما مال إلى صرفها عن ظاهرها وتأويلها، مع أنّ الأخبار بها متواترة والأدلّة العقليّة والنقليّة على إمكانها ووقوعها كثيرة

__________________

١ - في « ح »: الأولياء.

٢ - في حاشية « ح » في نسخة: بأحسن.

٣ - في « ح، ك »: وفي الآخرة.

٤٣

متظاهرة(١) .

وقد نقل جماعة من علمائنا إجماع الإمامية على اعتقاد صحّتها، وإطباق الشيعة الإثني عشرية على نقل أحاديثها وروايتها، وتأوّلوا معارضها على شذوذه وندوره(٢) بالحمل على التقية، إذ لا قائل بها من غير الشيعة الإمامية، وذلك دليل واضح على صحّتها، وبرهان ظاهر على ثبوتها ونقل روايتها(٣) ، فالتمس منّي بعض الإخوان جمع ما حضرني من أخبارها، والكشف عن حقيقة أسرارها، وما ورد فيها من أحاديث الكتب المعتمدة من الروايات، وما يمكن إثباته(٤) من كلام علمائنا الأثبات، فرأيت ذلك من جملة المهمّات بل من الفروض الواجبات، فشرعت في جمعها إظهاراً لنصيحة المؤمنين، ودفعاً للشبهات عن أحكام الدين، مع ضيق الوقت، وتراكم الأشغال، وكثرة الموانع الموجبة للكلال واشتغال البال، وقلّة وجود الكتب التي يحتاج إليها ويعوّل في مثل ذلك عليها، وفيما حضر من ذلك كفاية إن شاء الله تعالى لذوي الإنصاف، الذين يتنكّبون طريق البغي والاعتساف.

فإنّ الذي وصل إلينا في هذا المعنى قد تجاوز حدّ التواتر المعنوي، وأوجب لأهل التسليم العلم القطعي اليقيني، وقد سمّيت هذه الرسالة بـ « الإيقاظ من الهجعة بالبرهان على الرجعة » سائلاً من الله التوفيق والتسديد، راغباً من كرمه المعونة والتأييد، راجياً منه جزيل الثواب، وأن ينفع بها في الدنيا ويوم الحساب، وهي مرتّبة على أبواب اثني عشر تبرّكاً بهذا العدد الشريف.

الأوّل : في المقدّمات.

__________________

١ - في « ش، ك »: متظافرة.

٢ - في « ط »: شذوذها وندرتها.

٣ - في نسخة « ش، ح، ك »: ثبوت نقلها وروايتها.

٤ - في « ك »: جمعه، وفي « ط »: إثباتها.

٤٤

الثاني : في الإشارة(١) إلى الإستدلال على الرجعة وإمكانها ووقوعها.

الثالث : في جملة من الآيات القرآنية الدالّة على ذلك ولو بانضمام الأحاديث في تفسيرها.

الرابع : في إثبات أنّ ما وقع في الاُمم السابقة يقع مثله في هذه الاُمّة.

الخامس : في إثبات أنّ الرجعة قد وقعت في الاُمم السابقة.

السادس : في إثبات أنّ الرجعة قد وقعت في الأنبياء(٢) والأوصياء السابقين.

السابع : في إثبات أنّ الرجعة قد وقعت في هذه الاُمّة في الجملة، ليزول استبعاد الرجعة(٣) الموعود بها في آخر الزمان.

الثامن : في إثبات أنّ الرجعة قد وقعت للأنبياء والأئمّةعليهم‌السلام في هذه الاُمّة في الجملة، ليزول بها الاستبعاد المذكور.

التاسع : في جملة من الأحاديث المعتمدة الواردة في الإخبار بالرجعة لجماعة من الشيعة وغيرهم من الرعيّة.

العاشر : في جملة من الأحاديث المعتمدة الواردة في الإخبار بالرجعة لجماعة من الأنبياء والأئمّةعليهم‌السلام .

الحادي عشر : في أنّه هل بعد دولة(٤) المهديعليه‌السلام دولة أم لا؟

الثاني عشر : في ذكر شبهة منكر الرجعة والجواب عنها.

والله وليّ التوفيق وبيده أزمّة التحقيق.

__________________

١ - في حاشية « ح » في نسخة: الارشاد.

٢ - في « ط » زيادة: والمرسلين.

٣ - في « ح »: الاستبعاد عن الرجعة.

٤ - (دولة) لم ترد في « ح، ك، ط، ش ».

٤٥

٤٦

الباب الأوّل

في المقدّمات

التي لابدّ منها قبل الشروع في المقصود، ليكون الطالب لتحقيق هذه المسألة على بصيرة في طلبه، ونذكرها على وجه الاختصار إذ يكفي التنبيه عليها والإشارة إليها وهي اثنتا عشرة:

الاُولى : في وجوب التسليم لما ورد عنهمعليهم‌السلام .

والأحاديث في ذلك كثيرة جدّاً ولا بأس بإيراد شيء منها:

١ - روى الشيخ الجليل ثقة الإسلام محمّد بن يعقوب الكليني - في باب التسليم: عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد البرقي، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن حمّاد بن عثمان، عن عبدالله بن يحيى الكاهلي(١) ، قال: قال أبو عبداللهعليه‌السلام : « لو أنّ قوماً عبدوا الله وحده لا شريك له، وأقاموا الصلاة، وآتوا الزكاة، وحجّوا البيت، وصاموا شهر رمضان، ثمّ قالوا لشيء صنعه الله أو صنعه(٢)

__________________

١ - هو أبو محمّد عربي أخو إسحاق، رويا عن أبي عبدالله وأبي الحسنعليهما‌السلام ، وكان وجهاً عند أبي الحسنعليه‌السلام ، عدّه البرقي من أصحاب الإمام الصادقعليه‌السلام ، وعدّه الشيخ من أصحاب الإمام الكاظمعليه‌السلام .

اُنظر رجال النجاشي: ٢٢١/٥٨٠، رجال البرقي: ٢٢، رجال الطوسي: ٣٥٧/٥١.

٢ - في « ط »: وصنعه. بدل من: أو صنعه.

٤٧

رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ألاّ صنع خلاف الذي صنع؟ كانوا(١) بذلك مشركين، ثمّ تلا هذه الآية( فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيَما شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً ) (٢) ثمّ قال: عليكم بالتسليم »(٣) .

٢ - وعن علي بن محمّد، عن بعض أصحابنا، عن الخشّاب، عن العبّاس بن عامر، عن ربيع المسلي(٤) ، عن يحيى بن زكريا الأنصاري(٥) ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام قال: « من سرّه أن يستكمل الإيمان كلّه(٦) فليقل(٧) : القول منّي في جميع الأشياء قول آل محمّد، فيما أسرّوا وما أعلنوا، وفيما بلغني عنهم وما لم يبلغني »(٨) .

٣ - وفي باب معرفة الإمام والردّ إليه: عن الحسين بن محمّد(٩)، عن الحسن بن علي، عن أحمد بن عائذ، عن أبيه(١٠) ، عن ابن اُذينة، عن غير واحد، عن أحدهماعليهما‌السلام قال: « لا يكون العبد مؤمناً حتّى يعرف الله ورسوله والأئمّة كلّهم وإمام زمانه(١١) ، ويردّ إليه ويسلّم له »(١٢) .

__________________

١ - في المصدر والمحاسن زيادة: أو وجدوا ذلك في قلوبهم لكانوا.

٢ - سورة النساء ٤: ٦٥.

٣ - الكافي ١: ٣٩٠/٢ و ٢: ٣٩٨/٦، واللفظ للثاني، وأورده البرقي في المحاسن ١: ٤٢٢/٩٦٩.

٤ - في « ح »: المسلمي.

٥ - عدّه الشيخ الطوسي من أصحاب الإمام الصادقعليه‌السلام . رجال الطوسي: ٣٣٣/١٠.

٦ - (كلّه) لم يرد في « ك ».

٧ - في « ح، ك »: فليقبل.

٨ - الكافي ١: ٣٩١/٦، وأورده الحلّي في مختصر البصائر: ٢٦٦/٢٦٠.

٩ - في المصدر زيادة: عن معلّى.

١٠ - (عن أبيه) لم يرد في « ك ».

١١ - (وإمام زمانه) لم يرد في « ط ».

١٢ - الكافي ١: ١٨٠/٢، وفيه زيادة: ثمّ قال: كيف يعرف الآخر وهو يجهل الأوّل؟!.

٤٨

٤ - وعن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن أبيه، عمّن ذكره، عن محمّد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أبيه، عن أبي عبداللهعليه‌السلام قال: « لا تكونون صالحين حتّى تعرفوا، ولن تعرفوا حتّى تصدّقوا، ولن تصدّقوا حتّى تسلموا أبواباً أربعة، لا يصلح آخرها إلا بأوّلها(١) ، ضلّ أصحاب الثلاثة وتاهوا تيهاً بعيداً »(٢) .

أقول : والأدلّة العقلية والنقلية(٣) على ذلك كثيرة.

الثانية : في أنّ حديثهمعليهم‌السلام صعب مستصعب وأنّه لا يجوز إنكاره.

٥ - روى الكليني - في باب أنّ حديثهم صعب مستصعب: عن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن الحسين، عن محمّد بن سنان، عن عمّار بن مروان، عن المنخّل(٤) ، عن جابر(٥) قال: قال أبو جعفرعليه‌السلام : « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إنّ حديث آل محمّد صعب مستصعب، لا يحتمله(٦) إلا ملك مقرّب أو نبيّ مرسل(٧) ، أو عبدٌ امتحن الله قلبه للإيمان، فما ورد عليكم من حديث آل محمّد فلانت له قلوبكم وعرفتموه فاقبلوه، وما اشمأزّت منه قلوبكم وأنكرتموه فردُّوه إلى الله وإلى الرسول وإلى العالم من آل محمّد، وإنّما الهلاك(٨) أن يحدّث أحدكم بحديث(٩) لا يحتمله،

__________________

١ - في المصدر: لا يصلح أوّلها إلا بآخرها.

٢ - الكافي ٢: ٤٧/صدر حديث ٣.

٣ - (والنقلية) لم ترد في « ط ».

٤ - (عن المنخّل) أثبتناه من « ح » وهو الموافق للمصادر إلا الكافي. انظر معجم رجال الحديث ١٣: ٢٧٢/٨٦٥٤ و ١٩: ٣٥٦/١٢٦٦٧، الخرائج والجرائح ٢: ٧٩٢/١.

٥ - في « ح »: حازم. وفي حاشيتها في نسخة: جابر.

٦ - في المصدر: لا يؤمن به، وفي « ك »: لا يحمله.

٧ - (أو نبيّ مرسل) لم يرد في « ط ».

٨ - في المصدر: الهالك.

٩ - في المصدر: بشيء منه.

٤٩

فيقول: والله ما كان هذا. والإنكار هو الكفر »(١) .

ورواه الصفّار في « بصائر الدرجات »: عن محمّد بن الحسين ببقيّة السند(٢) .

٦ - وعن أحمد بن إدريس، عن عمران بن موسى، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة(٣) ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام قال: « ذكرت التقيّة عند علي بن الحسينعليه‌السلام فقال: والله لو علم أبو ذرّ ما في قلب سلمان لقتله، ولقد آخى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بينهما فما ظنّكم بسائر الخلق؟ إنّ علم العلماء صعب مستصعب، لا يحتمله إلا نبي مرسل، أو ملكٌ مقرّب، أو عبدٌ مؤمن امتحن الله قلبه للإيمان، قال: وإنّما صار سلمان من العلماء لأنّه امرؤ منّا أهل البيت فلذلك نسبته إلى العلماء »(٤) .

ورواه الصفّار عن عمران بن موسى(٥) .

أقول: قوله: « لقتله » يحتمل وجوهاً ذكرها السيِّد المرتضى في « الدرر والغرر » وغيره وأقربها(٦) أنّ الضمير المرفوع عائد إلى العلم الذي في قلب سلمان، والضمير المنصوب عائد إلى أبي ذرّ، والمعنى: إنّ أبا ذرّ لا يحتمل كلّ

__________________

١ - الكافي ١: ٤٠١/١.

٢ - بصائر الدرجات: ٤٠/١ - باب ١١، باختلاف يسير.

٣ - هو العبدي يكنّى أبا محمّد، روى عن أبي عبدالله وأبي الحسنعليهما‌السلام ، عدّه البرقي من أصحاب الإمام الصادقعليه‌السلام ، وعدّه الشيخ تارةً من أصحاب الإمام الباقرعليه‌السلام قائلاً: عامّي، واُخرى من أصحاب الإمام الصادقعليه‌السلام قائلاً: العبدي البصري أبو محمّد.

اُنظر: رجال النجاشي: ٤١٥/١١٠٨، رجال البرقي: ٣٨، رجال الشيخ: ١٣٧/٤٠ و ٣١٤/٥٤٥.

٤ - الكافي ١: ٤٠١/٢، وأورده الصفّار في بصائره: ٤٥/٢١.

٥ - (ورواه الصفار عن عمران بن موسى) أثبتناه من « ح وك ». بصائر الدرجات: ٤٥/٢١ - باب ١١.

٦ - في « ك »: وأقولها.

٥٠

ذلك العلم، فلو علمه لقتله علمه به.

ويؤيّده الحديثان الآتيان، ألا ترى أنّ بعضهم جنّ وذهب عقله بسبب حديث واحد، وبعضهم شاب رأسه ولحيته لأجل ذلك، ولو لم ينس الحديث لمات وقتله علمه.

٧ - وروى الشيخ الجليل قطب الدين سعيد بن هبة الله الراوندي في كتاب «نوادر المعجزات » الذي جعله ملحقاً بكتاب «الخرائج والجرائح » ومضافاً إليه قال: أخبرني جماعة منهم: أبو جعفر محمّد بن علي بن الحسن(١) النيسابوري ومحمّد بن علي بن عبد الصمد، عن أبيه، قال: حدّثنا أبو محمّد أحمد بن محمّد المعمّري(٢) ، عن محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه، عن محمّد بن الحسن بن الوليد، عن محمّد بن الحسن الصفّار، عن يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن علي بن الحكم، عن عبد الرحمن بن كثير، عن أبي عبداللهعليه‌السلام قال: « أتى الحسين بن عليعليه‌السلام اُناس من أصحابه(٣) فقالوا له: يا أبا عبداللهعليه‌السلام حدِّثنا بفضلكم الذي جعله الله لكم، فقال: إنّكم لا تطيقون، فقالوا: بلى(٤) ، فقال: إن كنتم صادقين فليتنحّ إثنان وأُحدِّث واحداً فإن احتمل حدَّثتكم، فتنحّى إثنان وحدَّث واحداً، فقام طائر العقل فخرج على وجهه وذهب، وكلّمه صاحباه فلم يردّ عليهما وانصرفوا »(٥) .

٨ - وبهذا الإسناد قال: « أتى رجل الحسينعليه‌السلام فقال: حدِّثني بفضلكم الذي

__________________

١ - في نسخة « ش وك وط »: الحسين. وما في المتن هو الموافق للمصدر.

٢ - في المصدر: أبو محمّد أحمد بن محمّد بن محمّد العمري.

٣ - « من أصحابه » لم ترد في المصدر.

٤ - في المصدر زيادة: نتحمّل.

٥ - الخرائج والجرائح ٢: ٧٩٥/٤.

٥١

جعله الله لكم، قال: إنّك لن تطيق حمله، قال: بلى حدِّثني يابن رسول الله فإنّي أحتمله، فحدّثه الحسين بحديث، فما فرغ الحسينعليه‌السلام من حديثه حتّى ابيضَّ رأس الرجل ولحيته واُنسي الحديث، فقال الحسينعليه‌السلام : أدركته رحمة الله حين اُنسي الحديث »(١) .

٩ - وروى الشيخ الأجلّ رئيس المحدِّثين أبو جعفر بن بابويه في كتاب « الأمالي » - في المجلس الأوّل -: عن علي بن الحسين بن شقير(٢) الهمداني، عن جعفربن أحمد بن يوسف الأزدي، عن علي بن بزرج الحنّاط، عن عمرو بن اليسع، عن شعيب الحدّاد(٣) قال: سمعت أبا عبدالله الصادقعليه‌السلام يقول: « إنّ حديثنا صعب مستصعب لا يحتمله إلا ملك مقرّب، أو نبيّ مرسل، أو عبد امتحن الله قلبه للإيمان، أو مدينة حصينة » فسألته عنها؟ فقال: « هي القلب المجتمع »(٤) .

أقول : والأحاديث في هذا المعنى أيضاً(٥) كثيرة جدّاً.

الثالثة : في عدم جواز التأويل بغير نصّ ودليل(٦) .

١٠ - روى الكليني - في باب صفة العلم وفضله -: عن محمّد بن يحيى، عن

__________________

١ - الخرائج والجرائح ٢: ٧٩٥/٥.

٢ - في المعاني والخصال: سفيان، بدل: شقير.

٣ - هو شعيب بن أعين الحدّاد، كوفي، ثقة، روى عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، عدّه البرقي من أصحاب الإمام الباقر والصادقعليهما‌السلام ، وعدّه الشيخ من أصحاب الإمام الصادقعليه‌السلام وفي من لم يرو عنهمعليهم‌السلام .

اُنظر رجال النجاشي: ١٩٥/٥٢١، رجال البرقي: ٢٩، رجال الطوسي: ٢١٧/٢ و ٤٧٦/٢.

٤ - أمالي الصدوق: ٥٢/٦، معاني الأخبار: ١٨٩/١، الخصال: ٢٠٧/٢٧، والكلّ بزيادة يسيرة.

٥ - (أيضاً) لم ترد في « ط ».

٦ - في « ط »: دليل. بدل من: نصّ ودليل.

٥٢

أحمد بن محمّد، عن محمّد بن خالد(١) ، عن أبي البختري، عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، قال: « إنّ العلماء ورثة الأنبياء - إلى أن قال -: فانظروا علمكم هذا عمّن تأخذونه، فإنّ فينا أهل البيت في كلّ خلف عدولاً ينفون عنه تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين »(٢) .

١١ - وروى العامّة والخاصّة بأسانيد متعدّدة أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال لعليّعليه‌السلام : « إنّك تقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله »(٣) .

١٢ - وروى جماعة من علمائنا منهم الرضي في «نهج البلاغة » والطبرسي في «الإحتجاج » عن أمير المؤمنينعليه‌السلام أنّه قال في كلام له: « إنّا أصبحنا نقاتل إخواننا في الدين على ما دخل فيه من الزيغ، والشقاق(٤) ، والشبهة، والتأويل »(٥) .

أقول: والأحاديث في ذلك أيضاً كثيرة جدّاً منها ما ورد في تفسير قوله تعالى( وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ الله وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ ) (٦) وردت أحاديث كثيرة أنّ المراد بهم النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والأئمّةعليهم‌السلام (٧) .

__________________

١ - في المطبوع ونسخة « ط »: أحمد بن خالد، وما أثبتناه من نسخة « ح وك » والكافي والبصائر ومرآة العقول. وفي نسخة « ش »: محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن خالد.

٢ - الكافي ١: ٣٢/٢، بصائر الدرجات: ٣٠/١، مرآة العقول ١: ١٠٣/٢.

٣ - أورده ابن حنبل بلفظين في مسنده٣: ٤٢٠/١٠٨٩٦ و ٥٠١/١١٣٦٤، والهيثمي في مجمع الزوائد ٥: ١٨٦ و ٦: ٢٤٤، والمتّقي الهندي في كنز العمّال ١١: ٦١٣/٣٢٩٦٧، وفيه: إنّ منكم من يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله، قيل: أبو بكر وعمر؟ قال: لا، ولكنّه خاصف النعل - يعني عليّاً.

وأورده الشيخ الطوسي في الأمالي ضمن حديث طويل: ٣٥١/٦٦.

٤ - في النهج والاحتجاج: والإعوجاج، بدل: والشقاق.

٥ - نهج البلاغة ٢: ٣/١١٨، الاحتجاج ١: ٤٤٠/١٠٠.

٦ - سورة آل عمران ٣: ٧.

٧ - اُنظر تفسير العيّاشي ١: ١٦٢/من حديث ٤ إلى ٨، وتفسير القمّي ١: ٩٦، وتفسير البرهان ١: ٥٩٧/من حديث ٢ إلى ١٤.

٥٣

الرابعة : في عدم جواز التعمّق والتدقيق المنافي للتسليم.

١٣ - روى الكليني - في باب دعائم الكفر وشعبه -: عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حمّاد بن عيسى، عن إبراهيم بن عمر اليماني(١) ، عن أبان بن أبي عيّاش، عن سليم بن قيس الهلالي، عن أمير المؤمنينعليه‌السلام قال: « بُني الكفر على أربع دعائم: على الفسق والغلوّ والشكّ والشبهة - إلى أن قال -: والغلوُّ على أربع شعب: على التعمّق بالرأي والتنازع فيه، والزيغ والشقاق، فمن تعمّق لم ينب إلى الحقّ، ولم يزدد إلا غرقاً في الغمرات، ولم تنحسر عنه فتنة إلا غشيته اُخرى، وانخرق دينه فهو يهوى في أمر مريج، ومن نازع بالرأي وخاصم شُهر بالفشل(٢) من طول اللجاج، ومن زاغ قبحت عنده الحسنة وحسنت عنده السيّئة، ومن شاق(٣) أوعرت عليه طرقه، واعترض عليه أمره، فضاق عليه مخرجه، إذ لم يتّبع سبيل المؤمنين »(٤) الحديث.

__________________

١ - في نسخة « ط وك » والمطبوع زيادة: عن سليم، وبدله في الكافي زيادة: عن عمر بن اُذنية. وكذلك الوافي ٤: ٢٢٥/١٨٥٧، ومرآة العقول ١١: ١٣٩/١، وبحار الأنوار ٧٢: ١١٦/١٥.

واليماني، شيخ من أصحابنا، ثقة، روى عن أبي جعفر وأبي عبداللهعليهما‌السلام ، عدّه البرقي من أصحاب الإمام الباقر والكاظمعليهما‌السلام ، وعدّه الشيخ من أصحاب الإمام الباقر والصادقعليهما‌السلام قائلاً: له اُصول رواها عنه حمّاد بن عيسى.

اُنظر رجال النجاشي: ٢٠/٢٦، رجال البرقي: ١١ و ٤٧، رجال الطوسي: ١٠٣/٧ و ١٤٥/٥٨.

٢ - في نسخة « ش، ح، ك »: بالغلّ: وهو الحقد والحسد، وفي الكافي: بالعثل: وهو الحمق. اُنظر لسان العرب ١١: ٤٢٤ - عثل و ٤٩٩ - غلل.

٣ - في « ح »: شاغب، وشاقّ: من المشاقّة والشقاق: الخلاف والعداوة. القاموس المحيط ٣: ٣٤٠ - شقه.

٤ - الكافي ٢: ٣٩١/١.

٥٤

ورواه السيِّد الرضي في «نهج البلاغة »(١) .

١٤ - وفي باب « النسبة »: عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن الحسين بن سعيد، عن النضر بن سويد، عن عاصم بن حميد(٢) ، قال: سُئل علي بن الحسينعليهما‌السلام عن التوحيد، فقال: « إنّ الله عزّوجلّ علم أنّه يكون في آخر الزمان قوم متعمّقون(٣) فأنزل الله( قُلْ هُوَ اللهُ أحَدٌ ) والآيات من سورة الحديد إلى قوله( عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ) (٤) فمن رام وراء ذلك فقد هلك »(٥) .

١٥ - وروى الحسن بن سليمان بن خالد القمّي عنهمعليهم‌السلام أنّهم قالوا: « نجا المسلّمون وهلك المتكلِّمون »(٦) . والأحاديث في هذا المعنى أيضاً كثيرة.

الخامسة : في وجوب الرجوع في جميع الأحكام إلى(٧) أهل العصمةعليهم‌السلام .

١٦ - روى الكليني - في باب الضلال - عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن

__________________

١ - نهج البلاغة ٣: ١٥٨/٣١، باختلاف.

٢ - هو الحنّاط الحنفي، أبو الفضل مولى بني حنيفة، كوفي، ثقة، عين، صدوق، روى عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمام الصادقعليه‌السلام ، وقال الكشي: إنّه مات بالكوفة.

اُنظر رجال النجاشي: ٣٠١/٨٢١، رجال البرقي: ٤٥، رجال الطوسي: ٢٦٢/٦٥١، رجال الكشي: ٣٦٧/٦٨٢.

٣ - في « ح »: يتعمّقون. قال العلاّمة المجلسي: قولهعليه‌السلام « متعمّقون »: أي ليتعمّقوا فيه، أو لا يتعمّقوا كثيراً بأفكارهم بل يقتصروا في معرفته سبحانه على ما بيّن لهم، أو يكون لهم معياراً يعرضون أفكارهم عليها، فلا يزلّوا ولا يخطئوا، والأوسط أظهر. مرآة العقول ١: ٣٢٠.

٤ - سورة الحديد ٥٧: ٦.

٥ - الكافي ١: ٩١/٣.

٦ - مختصر البصائر: ٢٢١/٢١٢ و ٢٢٢/٢١٣، عن أبي عبداللهعليه‌السلام في موردين وفيهما: يهلك أصحاب الكلام وينجو المسلّمون.

٧ - في « ك » زيادة: كلام.

٥٥

أبي عمير، عن عبدالرحمن بن الحجّاج، عن هاشم صاحب البريد، قال: قال أبو عبداللهعليه‌السلام : « أما والله إنّه شرٌّ عليكم أن تقولوا بشيء ما لم تسمعوه منّا »(١) .

١٧ - وفي « باب من مات وليس له إمام »: عن بعض أصحابنا، عن عبد العظيم بن عبدالله الحسني، عن مالك بن عامر، عن المفضّل بن زائدة، عن المفضّل بن عمر، قال: قال أبو عبداللهعليه‌السلام : « من دان(٢) بغير سماع عن صادق ألزمه الله التيه(٣) إلى العناء، ومن ادّعى سماعاً من غير الباب الذي فتحه الله تعالى فهو مشرك، وذلك الباب المأمون على سرّ الله المكنون »(٤) .

أقول : والأحاديث في ذلك أكثر من أن تحصى، وأوفر من أن تستقصى، قد تجاوزت حدّ التواتر بمراتب، والأدلّة العقليّة والنقليّة على ذلك كثيرة.

السادسة : في وجوب العمل بما لا يحتمل التقيّة من الأحاديث وترك ما عارضه إذا وافق التقيّة.

١٨ - روى الكليني - في باب اختلاف الحديث -: عن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن الحسين، عن محمّد بن عيسى، عن صفوان بن يحيى، عن داود بن الحصين، عن عمر بن حنظلة(٥) ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام في حديث طويل أنّه قال له: فإن كان الخبران مشهورين عنكم(٦) ، قد رواهما الثقات عنكم؟ قال: « ينظر، فما

__________________

١ - الكافي ٢: ٤٠٢/ذيل حديث ١.

٢ - في المصدر زيادة: الله. ودان بمعنى أطاع. لسان العرب ١٣: ١٧٠ - دين.

٣ - في « ح وط » والمصدر: البتّة.

٤ - الكافي ١: ٣٧٧/٤.

٥ - هو العجلي البكري الكوفي، يكنّى أبا صخر، عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمام الباقر والصادقعليهما‌السلام .

رجال البرقي: ١١ و ١٧، رجال الطوسي: ١٣١/٦٤ و ٢٥١/٤٥١.

٦ - في الكافي: عنكما. وفي « ش »: عندكم.

٥٦

وافق حكمه حكم الكتاب والسنّة وخالف العامّة فيؤخذ به، ويترك ما خالف حكمه حكم الكتاب والسنّة ووافق العامّة ».

قلت: أرأيت إن كان الفقيهان عرفا حكمه من الكتاب والسنّة، ووجدنا أحد الخبرين موافقاً للعامّة والآخر مخالفاً لهم؟ قال: « ما خالف(١) العامّة ففيه الرشاد »(٢) الحديث.

١٩ - وروى الشيخ الجليل محمّد بن أبي جمهور الإحسائي في كتاب «غوالي اللئالي » قال: روى العلاّمة مرفوعاً عن زرارة، قال: سألت أبا جعفرعليه‌السلام فقلت: يأتينا عنكم حديثان متعارضان - إلى أن قال -: « انظر ما وافق منهما العامّة فاتركه، وخذ بما خالفهم، فإنّ الحقّ فيما خالفهم »(٣) الحديث.

أقول: والأحاديث في ذلك كثيرة جدّاً، وقد روي ما يدلّ على جواز الأخذ بالحديث الذي ورد من باب التقيّة، ولكن ذلك غير صريح في وجود المعارض فيحمل على عدم وجود معارض له، أو على عدم العلم بكونه من باب التقيّة؛ لعدم(٤) الإطّلاع على اعتقاد العامّة فيه، فيعمل بالمرجّحات الباقية.

إذا تقرّر هذا فاعلم أنّ أحاديث الرجعة لا توافق العامّة بوجه فيجب العمل بها، ولا يظهر لها معارض صريح أصلاً، وعلى تقدير وجوده يجب حمله على التقيّة قطعاً كما أشار إليه ابن بابويه.

السابعة : في وجوب الرجوع في جميع الأحكام إلى رواة الحديث فيما رووه عنهمعليهم‌السلام .

__________________

١ - في « ح »: خذ ما خالف.

٢ - الكافي ١: ٦٨/ذيل حديث ١٠.

٣ - غوالي اللئالي ٤: ١٣٣/٢٢٩.

٤ - في « ك »: وعدم.

٥٧

٢٠ - روى رئيس المحدِّثين ابن بابويه في كتاب «كمال الدين وتمام النعمة » ورئيس الطائفة الشيخ الطوسي في كتاب «الغيبة » وأمين الدين أبو منصور الطبرسي في كتاب «الاحتجاج » بأسانيدهم الصحيحة عن مولانا صاحب الزمانعليه‌السلام أنّه كتب في جواب مسائل إسحاق بن يعقوب: « وأمّا الحوادث الواقعة فارجعوا فيها(١) إلى رواة حديثنا فإنّهم حجّتي عليكم وأنا حجّة الله »(٢) .

أقول : والأحاديث الدالّة على وجوب الرجوع إلى رواة أحاديثهمعليهم‌السلام عموماً وخصوصاً كثيرة جدّاً لا تحصى، ويكفي الإشارة إليها. ومن جملتها:

٢١ - ما رواه الكليني - في باب اختلاف الحديث -: بالإسناد السابق عن عمربن حنظلة قال: سألت أبا عبداللهعليه‌السلام عن رجلين من أصحابنا بينهما منازعة في دَين أو ميراث، فتحاكما إلى السلطان أو إلى القضاة أيحلّ ذلك؟ فقال: « من تحاكم إليهم في حقّ أو باطل فإنّما تحاكم إلى الطاغوت، وما يحكم له فإنّما يأخذ سحتاً، وإن كان حقّاً ثابتاً - إلى أن قال -: ينظران إلى من كان منكم ممّن(٣) قد روى حديثنا، ونظر في حلالنا وحرامنا، وعرف أحكامنا، فليرضوا به حكماً، فإنّي قد جعلته عليكم حاكماً، فإذا حكم بحكمنا فلم يقبل منه فإنّما استخفّ بحكم الله وعلينا ردّ، والرادّ علينا رادّ على الله، وهو على حدّ الشرك بالله »(٤) .

٢٢ - وروى ابن بابويه في «الأمالي » - في المجلس الرابع والثلاثين -: عن الحسين بن أحمد بن إدريس، عن أبيه، عن محمّد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري، عن محمّد بن علي، عن عيسى بن عبدالله العلوي العمري، عن أبيه، عن

__________________

١ - (فيها) أثبتناها من « ح، ط، ك » والمصدر.

٢ - كمال الدين: ٤٨٤/ضمن حديث ٤، الغيبة للطوسي: ٢٩١/ضمن حديث ٢٤٧، الاحتجاج ٢: ٥٤٣/ضمن حديث ٣٤٤.

٣ - (ممّن) لم يرد في « ح، ط، ش، ك ».

٤ - الكافي ١: ٦٧/١٠.

٥٨

آبائه، عن عليّعليه‌السلام قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : اللّهم ارحم خلفائي - ثلاثاً - قيل: يا رسول الله ومَنْ خلفاؤك؟ قال: الذين يأتون بعدي، يبلِّغون حديثي وسنّتي ثمّ يعلِّمونها(١) اُمّتي »(٢) .

ورواه أيضاً في آخر كتاب « من لا يحضره الفقيه » مرسلاً(٣) .

٢٣ - وقد روى الخاصّة والعامّة عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنّه قال: « علماء اُمّتي كأنبياء بني إسرائيل »(٤) .

٢٤ - وروى الثقة الجليل محمّد بن الحسن الصفّار في « بصائر الدرجات » - في باب ما يلقى إلى الأئمّةعليهم‌السلام في ليلة القدر -: عن عبدالله بن محمّد ومحمّدبن الحسين بن أبي الخطّاب، عن محمّد بن عبدالله، عن يونس، عن عمر بن يزيد، قال: قلت لأبي عبداللهعليه‌السلام : أرأيت من لم يقرّ بما يأتكم(٥) في ليلة القدر كما ذكرت ولم يجحده؟ قال: « أمّا إذا قامت عليه الحجّة ممّن يثق به في علمنا فلم يثق به فهو كافر، وأمّا من لم يسمع ذلك فهو في عذر حتّى يسمع ».

ثمّ قال أبو عبداللهعليه‌السلام : « يؤمن بالله ويؤمن للمؤمنين »(٦) .

أقول: والأحاديث في ذلك كثيرة جدّاً قد تجاوزت حدّ التواتر، وقد جمعت

__________________

١ - في « ط، ك »: ويعلّمونها. بدل من: ثمّ يعلّمونها.

٢ - أمالي الصدوق: ٢٤٧/٤، وأورده في عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ٢: ٣٧/٩٤، وبدون ذيل الحديث في المواعظ: ١٣٣.

٣ - من لا يحضره الفقيه ٤: ٤٢٠/٥٩١٩.

٤ - غوالي اللئالي ٤: ٧٧/٦٧، ومن العامّة العجلوني في كشف الخفاء ٢: ٨٣/١٧٤٤، وملاّ علي القاري في الأسرار المرفوعة: ٢٤٧/٢٩٨، والشوكاني في الفوائد المجموعة: ٢٨٦/٤٧.

٥ - في المطبوع ونسخة « ش وح وك وط »: بأنـّكم، وما أثبتناه من المصدر هو الأنسب للسياق.

٦ - بصائر الدرجات: ٢٤٤/١٥.

٥٩

جملة منها في موضع آخر، وهي كما ترى ليس فيها تعرّض لاشتراط الملكة التي ذكرها بعض المتأخِّرين، ولا فيها رخصة للمذكورين في أن يعملوا بظنّهم، أو يقولوا شيئاً لم يثبت عندهم عن الأئمّةعليهم‌السلام .

إذا عرفت(١) ذلك ظهر لك صحّة الرجعة، فإنّها مذهب جميع رواة الحديث، وقد نقلوها عن الأئمّةعليهم‌السلام كما ستعرفه إن شاء الله تعالى(٢) .

الثامنة : في وجوب عرض الحديث المشكوك فيه، والحديثين المختلفين على القرآن وقبول ما وافقه خاصّة.

٢٥ - روى الكليني - في باب الأخذ بالسنّة وشواهد الكتاب -: عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن أبيه، عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبي، عن أيّوب بن الحرّ(٣) ، قال: سمعت أبا عبداللهعليه‌السلام يقول: « كلّ شيء مردود إلى الكتاب والسنّة، وكلّ حديث لم يوافق كتاب الله فهو زخرف »(٤) .

٢٦ - وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، قال: « إنّ على كلّ حقّ حقيقة، وعلى كلّ صواب نوراً، فما وافق كتاب الله فخذوه، وما خالف كتاب الله فدعوه »(٥) .

__________________

١ - في نسخة « ش وح »: علمت.

٢ - من (أقول) إلى هنا لم يرد في « ك ».

٣ - هو الجعفي الكوفي، مولى، ثقة، روى عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، يعرف بأخي اُديم، عدّه البرقي من أصحاب الإمام الصادقعليه‌السلام ، وزاد الشيخ عليه الإمام الكاظمعليه‌السلام .

اُنظر رجال النجاشي: ١٠٣/٢٥٦، رجال البرقي: ٢٩، رجال الطوسي: ١٥٠/١٦١ و ٣٤٣/١٤.

٤ - الكافي ١: ٦٩/٣، وأورده البرقي في المحاسن ١: ٣٤٧/١٢٧، والعياشي في تفسيره١: ٩/٤.

٥ - الكافي ١: ٦٩/١.

٦٠