الطريق الى خراسان

مؤلف: كمال السيد
الناشر: مؤسّسة أنصاريان
تصنيف: الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام
ISBN: 964-438-040-1
الصفحات: 411
مؤلف: كمال السيد
الناشر: مؤسّسة أنصاريان
تصنيف: الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام
ISBN: 964-438-040-1
الصفحات: 411
لعهده ، الوانين في أمره ، والمستخفين بحقه الآمنين لما حذر من سطوته وبأسه مع آثار ذي الرياستين في صنوف الأمم من المشركين ، وما زاد الله به في حدود دار المسلمين ، مما قد وردت انباؤه عليكم ، وقرئت به الكتب على منابركم ، وحملة أهل الآفاق إليكم الى غيركم فانتهى شكر ذي الرياستين بلاء امير المؤمنين عنده ، وقيامه بحقه ، وابتذاله مهجته ، ومهجة أخيه أبي محمد الحسن بن سهل الميمون النقيبة ، المحمود السياسة الى غاية تجاوز بها الماضين ، وفاز بها الفائزين.
وانتهت مكافأة امير المؤمنين إياه الى ما حصل له من الأموال والقطايع ، والجواهر ، وان كان ذلك لا يفي بيوم من أيامه ، ولا بمقام من مقاماته ، فتركه زهداً فيه ، وارتفاعاً من همته عنه ، وتوفيراً له على المسلمين ، واطراحاً للدنيا ، واستصغاراً لها ، وايثاراً للآخرة ومنافسة فيها.
وسأل امير المؤمنين ما لم يزل له سائلا ، وإليه فيه راغبا من التخلي والتزهد ، فعظم ذلك عنده وعندنا ، لمعرفتنا بما جعل الله عزّ وجلّ في مكانه الذي هو به من العز للدين والسلطان ، والقوة على صلاح المسلمين ، وجهاد المشركين ، وما أرى الله به من تصديق نيته ، ويمن نقيبه ، وصحة تدبيره ، وقوة رأيه ، ونجح طلبته ، ومعاونته ، على الحق والهدى ، والبر والتقوى ، فلما وثق أمير المؤمنين وثقنا منه ، بالنظر للدين ، وإثار ما فيه صلاحه ، وأعطيناه سؤاله الذي يشبه قدره ، وكتبنا له كتاب حباء وشرط ، قد نسخ في أسفل كتابي هذا ، وأشهدنا الله عليه ، ومن حضرنا من أهل بيتنا والقواد ، والصحابة ، والقضاة والفقهاء
والخاصة والعامة.
وأمر أمير المؤمنين بالكتاب الى الآفاق ليذيع ، ويشيع في أهلها ويقرأ على منابرها ، ويثبت عند ولاتها وقضاتها ، فسألني أن أكتب بذلك ، وأشرح معانيه وهي على ثلاث ابواب :
ففي الباب الأول :
البيان عن كل آثاره التي أوجب الله بها حقه علينا ، وعلى المسلمين.
الباب الثاني :
البيان عن مرتبته في إزاحة علته في كل ما دبر ، ودخل فيه ولا سبيل عليه ، فيما ترك وكره ، وذلك لما ليس لخلق ممن في عنقه بيعة الا له وحده ولأخيه ، ومن إزاحة العلة تحكيمها في كل من بغى عليهما وسعى بفساد علينا وعليهما وعلى أوليائنا لئلا يطمع طامع في خلاف عليهما ، ولا معصية لهما ، ولا احتيال في مدخل بيننا وبينكم.
الباب الثالث :
البيان عن عطائنا إياه ما أحب من ملك التخلي وحلية الزهد ، وحجة التحقيق لما سعى فيه من ثواب الآخرة بما يتقرر في قلب من كان شاكّاً في ذلك منه ، وما يلزمنا له من الكرامة والعز والحباء الذي بذلناه له ولأخيه في منعهما ما نمنع منه أنفسنا ، وذلك محيط بكل ما
يحتاط فيه محتاط في أمر دين ودنيا »١ .
توقيع المأمون : توقيع الامام الرضا :
بسم الله الرحمن الرحيم : « قد أوجب |
بسم الله الرحمن الرحيم « قد الزم علي |
|
أمير المؤمنين على نفسه جميع ما هذا |
بن موسى الرضا نفسه بجميع ما في هذا |
|
الكتاب ، واشهد الله تعالى ، وجعله عليه |
الكتاب ، على ما أكد فيه ، في يومه وغده ما |
|
داعيا وكفيلا » وكتب بخطه في صفر سنة |
دام حيا ، وجعل الله تعالى عليه داعياً |
|
(٢٠٢) تشريفا للحباء ، وتوكيداً للشروط. |
وكفيلاً ، وكفى بالله شهيداً ». |
|
وكتب بخطه في هذا الشهر ـ أي صفر ـ |
||
من هذه السنة ـ أي سنة (٢٠٢ هـ) والحمد لله |
||
رب العالمين ، وصلى الله على محمد وآله |
||
وسلم ، وحسبنا الله ، ونعم الوكيل. |
المصادر : عيون أخبار الرضا /١٥٤ ، حياة الامام الرضا ٢/٣٤٤ـ٣٤٩.
ــــــــــــــــــ
١. هناك مؤشرات تؤكد تزوير الكتاب من قبل ذي الرئاستين ، يدلّ على ذلك انشائه بالرغم من المهارة الفائقة في صياغته ويصطدم الكتاب مع طبيعة الامام اضافة الى تناقضه مع مبادئه وخلقه السامي.
كما أن الفترة الزمنية بين اعداده ٧ رمضان ٢٠١ هـ وتوقيعه المزعوم صفر ٢٠٢ ترسم علامة استفهام مثيرة.
كما لا يوجد دليل يمنع الباحث من اتهام المأمون بتلفيق هذه الوثيقة.
الملحق رقم ٦
نص الرسالة الذهبية في الطب والصحّة العامة
نص الرسالة الذهبية التي كتبها الامام الرضا إثر حوار دار بين كل من الخليفة المأمون ، يوحنا بن ماسويه ، جبريل بن يخشوع ، صالح بن بهله الهندي وقد خاض هؤلاء في البحوث الطبيّة والصحة العامة والامام الرضا ساكت لا يتكلم فقال المأمون :
فأجاب الامام :
ـ عندي ما جرّبته ، وعرفته صحته بالاختبار ومرور الايام مع ما وقفني عليه من مضى من السلف ، مما لا يسع الانسان جهله ، ولا يعذر في تركه ، فأنا أجمع ذلك مع ما يقاربه مما يحتاج الى معرفته :
« اعلم يا أمير المؤمنين ان الله تعالى لم يبتل عبده المؤمن ببلاء حتى جعل له دواء يعالج به ، لكل صنف من الداء صنف من الدواء وتدبير نعت ذلك ».
« إن الأجسام الانسانية جعلت في مثال الملك ، فملك الجسد هو القلب ، والعمال العروق والأوصال ، والدماغ. وبيت الملك قلبه ، وأرضه الجسد ، والأعوان يداه ، ورجلاه وعيناه ، وشفتاه ولسانه وأذناه ، وخزانته معدته وبطنه ، حجابه صدره ، فاليدان عونان يقربان ، ويبعدان ويعملان على ما يوحي اليهما الملك ، والرجلان تنقلان الملك حيث يشاء ، والعينان تدلان على ما يغيب عنه ، لأن الملك وراء حجاب لا يوصل إليه الا بهما ، وهما سراجاه أيضاً ، وحصن الجسد وحرزه ، والأذنان لا تدخلان على الملك الا ما يوافقه لأنهما لا يقدران أن يدخلا شيئاً حتى يوحي الملك اليهما ، فإذا أوحى إليهما أطرق الملك منصتا لهما حتى يسمع منهما ، ثم يجيب بما يريد فيترجم عنه اللسان بأدوات كثيرة ، منها ريح الفؤاد ، وبخار المعدة ، ومعونة الشفتين ، وليس للشفتين قوة الا بالانسان ، وليس يستغني بعضها عن بعض ».
« والكلام لا يحسن الا بترجيعه في الأنف لأن الأنف يزين الكلام كما يزين النفخ المزمار ، وكذلك المنخران هما ثقبا الأنف
يدخلان على الملك بما يحب من الريح الطيّبة فاذا جاءت ريح تسوء على الملك أوحى الى اليدين ، فحجبتا بين الملك وتلك الريح ، وللملك على هذا ثواب وعقاب ، فعذابه أشد من عذاب الملوك الناظرة القاهرة في الدنيا ، وثوابه أفضل من ثوابهم ، فأما عذابه فالحزن ، وأما ثوابه فالفرح وأصل الحزن في الطحال ، وأصل الفرح في الترب والكليتين ومنهما يوصلان الى الوجه ، فمن هناك يظهر الفرح والحزن فيرى علامتها في الوجه ، وهذه العروق كلها طرق من العمال الى الملك ، ومن الملك الى العمال. ومصداق ذلك انه إذا تناولت الدواء أدّته العروق الى موضع الداء بإعانتها ».
« واعلم يا أمير المؤمنين أن الجسد بمنزلة الأرض الطيبة متى تعوهدت بالعمارة والسقي من حيث لا يزداد في الماء فتغرق ، ولا ينقص منه فتعطش دامت عمارتها ، وكثر ريعها وزكى زرعها ، وان تغوفل فسدت ، ولم ينبت فيها العشب فالجسد بهذه المنزلة ، وبالتدبير في الأغذية والأشربة يصلح ، وتزكو العافية.
فانظر يا أمير المؤمنين ما يوافقك ، ويوافق معدتك ، ويقوى عليه بدنك ، ويستمر به من الطعام ، فقدره لنفسك ، واجعله غذاءك.
واعلم يا أمير المؤمنين ان كل واحدة من هذا الطبايع تحت ما يشالكها فاغتذ ما يشاكل جسدك ، ومن أخذ من الطعام زيادة لم يغذه ،
ومن أخذه بقدر لا زيادة عليه ، ولا نقص في غذائه نفعه ، وارفع يديك منه ، وبك اليه بعض القرم١ ، وعندك اليه ميل فانه أصلح لمعدتك ولبدنك ، وأزكى لعقلك ، وأخف لجسمك ».
« واعلم يا أمير المؤمنين كل البارد في الصيف ، والحار في الشتاء المعتدل في الفصلين على قدر قوتّك وشهوتك ، وابدأ بأول الطعام بأخف الأغذية التي تغتذي بها بدنك بقدر مادتك ، وبحسب طاقتك ونشاطك ، وزمانك الذي يجب أن يكون أكلك في كل يوم عندما يمضي من النهار ثمان ساعات أكلة واحدة ، أو ثلاث أكلات في يومين ، تتغذى باكراً في أول يوم ، ثم تتعشى ، فاذا كان في اليوم الثاني عند مضي ثمان ساعات من النهار أكلت أكلة واحدة ، ولم تحتج الى العشاء ، كذا أمر جدي محمدصلىاللهعليهوآله علياًعليهالسلام في كل يوم وجبة وفي غده وجبتين ، وليكن ذلك بقدر لا يزيد ولا ينقص ، وارفع يديك من الطعام وأنت تشتهيه ، وليكن شرابك على أثر طعامك ».
« ونذكر الآن ما ينبغي ذكره من تدبير فصول السنة ، وشهورها الرومية الواقعة فيها في كل فصل على حدة وما يستعمل من الأطعمة
ــــــــــــــــــ
١. الاشتهاء والميل.
والأشربة ، وما يجتنب منه ، وكيفية حفظ الصحة من أقاويل القدماء ».
« اما فصل الربيع فانه من روح الزمان ، وأوله :
(آذار) وعدة أيامه ثلاثون يوماً ، وفيه يطيب الليل والنهار ، وتلين الأرض ، وتذهب سلطان البلغم ، ويهيج الدم ، ويستعمل من الغذاء اللطيف واللحوم ، ويتقى فيه أكل البصل والثوم والحامض ، ويستعمل فيه شرب المسهل ، ويستعمل فيه الفصد والحجامة ».
(نيسان) ثلاثون يوماً يطول فيه النهار ، ويقوى مزاج الفصل ويتحرك الدم ، وتهب فيه الرياح الشرقية ، يستعمل فيه من المآكل المشوية ، وما يعمل بالخل ولحوم الصيد ، وتالج بالجماع والتمريغ بالدهن في الحمام ، ويشرب الماء على الريق ، ويشم الرياحين والطيب ».
(آيار) واحد وثلاثون يوماً ، تصفو فيه الرياح ، وهو آخر فصل الربيع ، وقد نهي فيه عن الملوحات واللحوم الغليظة كالرؤوس ولحوم البقر ، واللبن ، وينفع فيه دخول الحمام أول النهار وتكره فيه الرياضة قبل الغداء ».
« (حزيران) ثلاثون يوماً يذهب فيه سلطان الدم ، ويقبل زمان
المرة الصفراء ، وينهى فيه عن التعب ، وأكل اللحم دائماً ، والاكثار منه ، وشم المسك والعنبر ، وينفع فيه أكل البقول الباردة ، كالهندباء ، والبقلة الحمقا ، وأكل الخضر كالخيار والشيرخشت ، والفاكهة الرطبة ، واستعمال المحمضات ، ومن اللحوم المعز الثني ، والجدي ومن الطيور الدجاج ، والطيهوج ، والدراج ، والألبان والسمك الطري ».
« (تموز) : واحد وثلاثون يوماً فيه شدة الحرارة ، وتغور المياه ، ويستعمل في شرب الماء البارد على الريق ، وتؤكل فيه الأشياء الباردة الرطبة ، وتؤكل فيه الأغذية السريعة الهضم ـ كما ذكر في حزيران ـ ويستعمل فيه من الشموم والرياحين الباردة الرطبة الطيبة الرائحة ».
« (آب) : واحد وثلاثون يوماً ، وفيه تشتد السموم ، ويهيج الزكام بالليل ، ويهب الشمال ، ويصلح المزاج بالتربيد ، والترطيب ، وينفع فيه شرب اللبن الرائب ، ويجتنب في الجماع والمسهل ويقل من الرياضة ، ويشم الرياحين الباردة ».
« (ايلول) : ثلاثون يوماً فيه يطيب الهواء ، ويقوى سلطان المرة السوداء ، ويصلح شرب المسهل ، وينفع فيه أكل الحلاوات وأصناف اللحوم المعتدلة ، كالجداوي ، والحوالي من الضأن ويجتنب لحم البقر ،
والإكثار من لحم الشواء ، ودخول الحمام ويستعمل فيه الطيب المعتدل المزاج ، ويجتنب فيه أكل البطيخ والقثاء ».
« (تشرين الأول) : واحد وثلاثون يوماً ، فيه تهب الرياح المختلفة ، ويتنفس فيه ريح الصبا ، ويجتنب فيه الفصد ، وشرب الدواء ، ويحمد فيه الجماع ، وينفع فيه أكل اللحم بالتوابل ، ويقلل فيه شرب الماء ، وتحمد فيه الرياضة ».
« (تشرين الثاني) : ثلاثون يوماً فيه يقع المطر الموسمي ، ونُهي فيه عن شرب الماء بالليل ، ويقلل من دخول الحمام والجماع ، ويشرب بكرة كل يوم جرعة ماء حار ، ويجتنب أكل البقول كالكرفس والنعنع والجرجير ».
« (كانون الأول) : واحد وثلاثون يوماً تقوي فيه العواصف ويشتد فيه البرد ، وينفع فيه كل ما ذكر في (تشرين الثاني) ويحذر فيه من أكل الطعام البارد ، ويتقى فيه الحجامة والفصد ويستعمل فيه الأغذية الحارة بالقوة والفعل ».
« (كانون الثاني) : واحد وثلاثون يوماً يقوى فيه غلبة بلغم ينبغي
أن يتجرع فيه الماء بالريق ، ويحمد فيه الجماع ، وينفع الاحساء فيه مثل البقول الحارة كالكرفس ، والجرجير ، والكراث ، وينفع فيه دخول الحمام ، والتمريخ بدن الخيري وما ناسبه ويحذر فيه الحلو ، وأكل السمك الطري واللبن ».
« (شباط) : ثمانية وعشرون يوماً تختلف فيه الرياح ، وتكثر الأمطار ويظهر العشب ، ويجري فيه الماء في الغور ، وينفع فيه أكل الثوم ، ولحم الطير والصيود والفاكهة ، ويقلل من أكل الحلاوات ويحمد فيه كثرة الحركة والرياضة ».
« اعلم يا أمير المؤمنين إن قوة النفس تابعة لأمزجة الأبدان ، وان الأمزجة تابعة للهواء ، وتتغير بحسب الهواء ، في الأمكنة ».
صفة الشراب الذي يحل شربه ، واستعماله بعد الطعام ، وقد تقدم ذكر نفعه في ابتدائنا بالقول على فصول السنة ، وما يعتمد فيها من حفظ الصحة ، وصفته هو أن يؤخذ من الزبيب المنقى عشرة أرطال١ فيغسل وينقع في ماء صاف في غمرة ، وزيادة عليه أربع أصابع ويترك في انائه ،
__________________
١. الرطل : وزنه قرابة ٣٤٠ غراما.
ذلك ثلاثة في الشتاء ، وفي الصيف يوم وليلة ثم يجعل في قدر نظيف ، وليكن الماء ماء السماء إن قدر عليه ، والا فمن الماء العذب الذي ينبوعه من ناحية المشرق ماء براقاً ، أيضاً خفيفاً ، وهو القابل لما يعترضه على سرعة من السخونة والبرودة وتلك دلالة على صفاء الماء ، ويطبخ حتى ينتفخ الزبيب وينضج ثم يعصر ويصفى ماؤه ويبرد ، ثم يرد الى القدر ثانياً ويؤخذ مقداره بعود ويغلى بنار ليّنة غلياناً ليناً رقيقاً حتى يمضي ثلثاه ، ثم يؤخذ من عسل النحل المصفى رطل فيلقى عليه ، ويؤخذ مقداره مقدار الماء الى اين كان من القدر ويغلى حتى يذهب قدر العسل ، ويعود الى حده ، ويؤخذ خرقة صفيقة ١فيجعل فيها زنجبيل وزن درهما٢ ومن القرنفل نصف درهم ، ومن الدارجين نصف درهم ومن الزعفران درهم ، ومن سنبل الطيب نصف درهم ومن الهندباء مثله ، بعد أن يسحق الجميع كل واحد على حدة ويجعل في الخرقة ويشد بخيط شداً جيداً ، وتلقى فيه وتمرس الخرقة في الشراب بحيث تنزل قوى العقاقير التي فيها ولا يزال يعاهدها بالتحريك على نار ليّنة برفق حتى يذهب عنه مقدار العسل ويرفع القدر ، ويبرد ، ويؤخذ٣ مدة ثلاثة أشهر حتى يتداخل مزاجه بعضه ببعض ، وحينئذ يستعمل ، ومقدار ما
ــــــــــــــــــ
١. صفيقة : أي خفيفة.
٢. وزن الدرهم : ٢/٥ غراما.
٣. يؤخذ : أي يترك.
يشرب منه أوقية الى أوقيتين من الماء القراح فاذا أكلت يا أمير المؤمنين مقدار ما وصفت لك من الطعام فاشرب من هذا الشراب مقدار ثلاثة أقداح بعد طعامك ، فاذا فعلت ذلك فقد أمنت باذن الله يومك وليلتك من الأوجاع الباردة المزمنة كالنقرس ، والرياح ، وغير ذلك من أوجاع العصب والدماغ ، والمعدة ، وبعض أوجاع الكبد والطحال والامعاء ، والأحشاء فإن صادفت بعد ذلك بشهوة الماء فلتشرب منه مقدار النصف مما كان يشرب قبله ، فانه أصلح لبدن أمير المؤمنين ، وأكثر وأشد لضبطه وحفظه.
فان صلاح البدن وقوامه يكون بالطعام والشراب ، وفساده يكون بهما ، فان اصلحتهما صلح البدن ، وان افسدتهما فُسد البدن ».
« واعلم يا أمير المؤمنين أن النوم سلطان الدماغ ، وقوام الجسد وقوته ، فإذا أردت النوم فليكن اضطجاعاً أولاً على شقك الأيمن ، ثم انقلب على الأيسر ، وكذلك فقم من مضجعك ، ونم على شقك الأيمن كما بدأت به عند نومك ، وعود نفسك القعود من الليل ، وادخل الخلاء لحاجة الانسان ، والبث فيه بقدر ما تقضي حاجتك ، ولا تطل فيه ، فان ذلك يورث داء الفيل ».
« واعلم يا أمير المؤمنين إن أجود ما استكت به ليف الاراك١ فانه يجلو الأسنان ، ويطيب النكهة ، ويشد اللثة ، وهو نافع من الحفر٢ اذا كان ذلك باعتدال ، والاكثار منه يرق الاسنان ، ويزعزعها ويضعف أصولها.
فمن أراد حفظ الاسنان فليأخذ قرن الأيل٣ محرقاً وكزمازجار٤ وسعداً وورداً ، وسنبل الطيب ، وحب الأثل٥ جزاء سواء ، وملحاً اندرانيا٦ ربع جزء ، فيدق الجميع ناعماً ويستن به ، فانه يمسك الاسنان ، ويحفظ أصولها من الآفات العارضة ، ومن أراد أن تبيض أسنانه فليأخذ جزءاً من ملح اندراني ، ومثله زبد البحر فيسحقها ناعما ، ويستن به ».
« واعلم يا أمير المؤمنين إنّ أحوال الانسان التي بناها الله تعالى عليها ، وجعله متصرفاً بها أربعة أحوال : الحالة الأولى : خمس عشرة سنة ، وفيها شبابه ، وحسنه وبهاؤه ، وسلطان الدم في جسمه ، ثم الحالة الثانية من خمس عشرة سنة الى خمس وثلاثين سنة ، وفيها سلطان المرة الصفراء ، وقوة غلبتها على الشخص وهي أقوى ما يكون ولا يزال
__________________
١. ليف الأراك : غصن شجرة الأراك.
٢. الحفر : داء يصيب الاسنان.
٣. الأيل : الوعل.
٤. الكزمارج : ثمرة شجرة الطرفاء.
٥. حب الأثل : ثمرة شجرة الطرفاء.
٦. الملح الاندراني : يشبه البلور.
كذلك حتى يستوفي المدة المذكورة وهي خمس وثلاثون سنة ، ثم يدخل في الحالة الثالثة الى ان تتكامل مدة العمر ستون سنة ، فيكون في سلطان المرة السوداء وهي سن الحكمة والمعرفة ، والدراية ، وانتظام الأمور وصحة في العواقب ، وصدق الرأي ، وثبات الجأش في التصرفات ، ثم يدخل في الحالة الرابعة وهي سلطان البلغم وهي الحالة التي يتحول عنها ما بقي الى الهرم ونكد العيش ، وذبول ونقص في القوة ، وفساد في تكونه ، واستنكار كل شيء كان يعرف من نفسه حتى صار ينام عند القوم ، ويسهر عند النوم ، ويتذكر ما تقدم ، وينسى ما يحدث في الأوقات ، ويذبل عوده ، ويتغير معهوده ، ويجف ماء رونقه وبهاؤه ، ويقل نبت شعره وأظفاره ، ولا يزال جسمه في انعكاس وادبار ما عاش لأنه في سلطان البلغم ، وهو بارد وجامد ، فجموده وبرده يكون فناء كل جسم تستولي عليه في الأخير القوة البلغمية ».
« وقد ذكرت لأمير المؤمنين جميع ما يحتاج اليه في سياسة المزاج ، وأحوال جسمه ، وعلاجه ، وأنا أذكر ما يحتاج الى تناوله من الأغذية والأدوية وما يجب ان يفعله في أوقاته.
فإذا أردت الحجامة فليكن في اثنتي عشر ليلة من الهلال الى خمس عشرة ، فانه أصلح لبدنك ، فاذا نقص الشهر فلا تحتجم الا تكون مضطراً الى ذلك ، وهو لأن الدم ينقص في نقصان الهلال ، ويزيد في
زيادته ولتكن الحجامة بقدر ما يمضي من السنين ، فابن عشرين سنة يحتجم في كل عشرين يوماً ، وابن الثلاثين في كل ثلاثين يوماً مرة واحدة ، وكذا من بلغ من العمر اربعين سنة يحتجم في كل اربعين يوماً مرة ، وما زاد فبحسب ذلك.
واعلم يا أمير المؤمنين ان الحجامة انما يؤخذ دمها من صغار العروق المبثوثة في اللحم ، ومصداق ذلك ما ذكرته أنها لا تضعف القوة ، كما يوجد من الضعف عند الفصد ، وحجامة النقر١ تنفع من ثقل الرأس ، وحجامة الأخدعين٢ تخفف عن الرأس والوجه والعينين ، وهي نافعة لوجه الاضراس ، وبما ناب الفصد عن جميع ذلك ، وقد يحتجم تحت الذقن لعلاج القلاع٣ في الفم ، ومن فساد اللثة ، وغير ذلك من أوجاع الفم ، وكذلك الحجامة بين الكتفين تنفع من الخفقان الذي يكون من الامتلاء والحرارة ، والذي يوضع على الساقين قد ينقص من الامتلاء نقصاناً بيناً ، وينفع من الأوجاع المزمنة في الكلى والمثانة والأرحام ، ويدرّ الطمث ، غير انها تنهك الجسد وقد يعرض منها الغشي الشديد الا أنها تنفع ذوي الثبور والدماميل.
والذي يخفف من ألم الحجامة تخفيف المص عند أول ما يضع
__________________
١. نقرة : حفرة في القفا فوق فقرات العنق باربع أصابع.
٢. الاخدعان ، عرقان خلف العنق من يمينه وشماله في صفحتي العنق.
٣. القلاع : قرحة في جلد الفم واللسان.
المحاجم ثم يدرج المص قليلاً ، والثواني أزيد في المص من الأوايل ، وكذلك الثوالث فصاعداً ، ويتوقف عن الشرط حتى يحمّر الموضع جيداً بتكرير المحاجم عليه ، ويلين المشراط على جلود لينة ، ويمسح الموضع قبل شرطه بالدهن وكذلك الفصد فانه يقلل الألم ، وكذلك يلين المشرط والمبضع عند الحجامة ، وعند الفراغ منها يلين الموضع بالدهن ، ويقطر على العروق إذا فصد شيئاً من الدهن لكيلا يحتجب فيضرّ ذلك بالمفصود ، وليعمد الفاصد أن يفصد من العروق ما كان في المواضع القليلة اللحم لأن في قلة الحم من فوق العروق قلة الألم ، واكثر العروق الماً إذا فصد حبل الذراع١ والقيفال٢ لاتصالها بالعضد٣ وصلابة الجلد فأما الباسليق٤ والأكحل فإنهما في الفصد أقل ألماً ، إذا لم يكن فوقها لحم ، والواجب تكميد ٥ موضع الفصد بالماء الحار ليظهر الدم ، وخاصة في الشتاء ، فانه يلين الجلد ، ويقلل الألم ، ويسهل الفصد ، ويجب في كل ما ذكرناه من إخراج الدم اجتناب النساء قبل ذلك باثنتي عشرة ساعة.
__________________
١. حبل الذراع : الوريد الذي يعتد من الساعد الى الأعلى.
٢. القيفال : الوريد الذي يظهر عند المرفق.
٣. في نسخة (بالعضل) والصحيح العضد.
٤. الباسليق : الوريد الظاهر من المرفق الى الساعد.
٥. التكميد : هو لف العضو بلفاف ونحوه.
ويحتجم في يوم صاح ، صاف لا غيم فيه ، ولا ريح شديدة ، ويخرج من الدم قدر ما يُرى من تغيره ، ولا تدخل يومك ذلك الحمام ، فانه يورث الداء ، وصب على رأسك وجسدك الماء الحار ، ولا تفعل ذلك من ساعتك.
وإياك والحمام إذا احتجمت فإن الحمى الدائمة تكون فيه ، فاذا اغتسلت من الحجامة فخذ خرقة مرغزي١ فالقها على محاجمك أو ثوباً ليناً من قز أو غيره ، وخذ قدر حمصة من الترياق الأكبر٢ واشربه ان كان شتاء ، وان كان صيفاً فاشرب السكنجبين العنصلي٣ ، وامزجه بالشراب المفرح المعتدل ، وتناوله ، او بشراب الفاكهة ، وان تعذر ذلك فشراب الأترج ، فان لم تجد شيئاً فتناوله ـ أي الأترج ـ بعد علكه ناعماً تحت الأسنان ، واشرب عليه جرع الماء الفاتر. وان كان ذلك في زمان الشتاء والبرد فاشرب عليه السكنجبين العسلي فانك متى فعلت ذلك أمنت من اللقوة والبرص والبهق والجذام باذن الله تعالى ، وامتص من الرمان فإنّه يقوي النفس ، ويحيي الدم ، ولا تأكل طعاماً مالحاً بعد ذلك بثلاث ساعات فانه يخاف ان يعرض من ذلك الجرب ، وإن شئت فكل من
__________________
١. المرغزي : هو الزغب الذي تحت شعر العنز.
٢. الترياق الأكبر : هو من الأدوية القديمة.
٣. العنصلي : هو البصل البري ، ولعل الصحيح العسلي.
الطياهيج١ اذا احتجمت ، واشرب عليه من الشراب المزكى الذي ذكرته أولاً ، وادهن بدهن الخيري أوشيء من المسك وماء الورد ، وصبّ منه على هامتك ساعة فراغك من الحجامة.
وأما في الصيف فاذا احتجمت فكل السكباج٢ والهلام٣ والمصوص٤ والحامض ، وصب على هامتك دهن البنفسج بماء الورد ، وشيئاً من الكافور ، واشرب من ذلك الشراب الذي وصفته لك بعد طعامك ، وإياك وكثرة الحركة والغضب ، ومجامعة النساء ليومك ».
« واحذر يا أمير المؤمنين أن تجمع بين البيض والسمك في المعدة في وقت واحد فانهما متى اجتمعا في جوف الانسان ولد عليه النقرس والقولنج والبواسير ، ووجع الأضراس.
واللبن والنبيذ الذي يشربه أهله إذا اجتمعا ولد النقرس والبرص ، ومداومة أكل البصل٥ يعرض من الكلف٦ في الوجه واكل
__________________
١. الطبياهيج : نوع من الطيور.
٢. السكباج : حساء مع الخل.
٣. الهلام : هو السكباج المصفى من الدهن ، أو لحم البقر والعجل والمعز يسلق بماء المح ، ثم يؤخذ اللحم المسلوق ، ويوضع على البقول المسلوقة مع الخل.
٤. المصوص : لحم يطبخ ويوضع في الخل أو لحم الطير خاصة.
٥. في نسخة البيض.
الملوحة ، واللحمان المملوحة ، وأكل السمك المملوح بعد الفصد والحجامة يعرض منه البهق والجرب ، وأكل كلية الغنم وأجواف الغنم يعكر المثانة.
ودخول الحمام على البطنة يولد القولنج ، والاغتسال بالماء البارد بعد أكل السمك يورث الفالج ، وأكل الأترج في الليل يقلب العين ، ويوجب الحول ، واتيان المرأة الحائض يورث الجذام في الولد.
الجماع من غير اهراق الماء على أثره٧ يوجب الحصاة. والجماع بعد الجماع من غير فصل بينهما بغسل يورث الولد الجنون ، وكثرة أكل البيض٨ وادمانه يولد الطحال ، ورياحاً في رأس المعدة والامتلاء من البيض المسلوق يورث الربو والانبهار٩ وأكل باللحم الني يولد الدود في البطن ، وأكل التين يقل منه الجسد إذا أدمن عليه.
وشرب الماء البارد عقيب الشيء الحار والحلاوة يذهب بالاسنان ، والاكثار من اكل لحوم الوحش والبقر يورث تغيير العقل ، وتحير الفهم ، وتبلد الذهن ، وكثرة النسيان ».
__________________
٦. الكلف : مرض يعلو الوجه.
٧. اهراق الماء : أراد به عدم البول بعد العملية الجنسية.
٨. في نسخة البصل.
٩. الانبهار : ضيق النفس.
فما سمعنا لك صرخة أوحش من صرختك هذه؟ فقال لهم: قد فعل هذا النبي فعلا ان تم لم يعص الله أبدا فقالوا: يا سيدهم أنت كنت لآدم؟ فلما قال المنافقون: انه ينطق عن الهوى وقال أحدهما لصاحبه: اما ترى عينيه تدوران في رأسه كأنه مجنون؟ ـ يعنون رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم ـ صرخ إبليس صرخة يطرف فجمع أوليائه فقال: أما علمتم انى كنت لادم من قبل؟ قالوا: نعم قال: آدم نقض العهد ولم يكفر بالرب وهؤلاء نقضوا العهد وكفروا بالرسول والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
٦٥ ـ في مجمع البيان( لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصارِهِمْ ) أي ليزهقونك أي ليقتلونك ويهلكونك عن ابن عباس وكان يقرءها كذلك وقيل ليصرعونك عن الكلبي، وقيل يصيبونك بأعينهم عن السدي والكل يرجع في المعنى إلى الاصابة في العين، والمفسرون كلهم على انه المراد في الاية، وأنكر الجبائي ذلك وقال: ان اصابة العين لا تصح، قال علي بن عيسى الرماني: وهذا الذي ذكره غير صحيح لأنه غير ممتنع أن يكون الله تعالى اجرى العادة بصحة ذلك لضرب من المصلحة، وعليه إجماع المفسرين، وجوزه العقلاء فلا مانع منه، وجاء في الخبر ان أسماء بنت عميس قالت: يا رسول الله ان بنى جعفر تصيبهم العين فاسترقى لهم؟(١) قال: نعم لو كان شيء يسبق القدر لسبقه العين.
٦٦ ـ في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن بعض أصحابه عن القداح عن أبي عبد اللهعليهالسلام قال: قال أمير المؤمنين: رقى النبيصلىاللهعليهوآله حسنا وحسينا فقال: أعيذكما بكلمات الله التامة وأسمائه الحسنى كلها عامة من شر السامة والهامة، ومن شر كل عين لامة ومن شر حاسد إذا حسد، ثم التفت النبيصلىاللهعليهوآله إلينا فقال: هكذا كان يعوذ إبراهيم إسماعيل وإسحاقعليهمالسلام .
__________________
(١) الرقية: العوذة وهي التي تكتب وتعلق على الإنسان من العين والفزع والجنون واسترقاه: طلب ان يرقيه.
بسم الله الرحمن الرحيم
١ ـ في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي عبد اللهعليهالسلام قال: أكثر من قراءة الحاقة فان قراءتها في الفرائض والنوافل من الايمان بالله ورسوله، لأنها انما نزلت في أمير المؤمنينعليهالسلام ومعاوية ولم يسلب قاريها دينه حتى يلقى اللهعزوجل .
٢ ـ في مجمع البيان وروى جابر الجعفي عن أبي جعفرعليهالسلام قال: أكثروا من قراءة الحاقة في الفرائض والنوافل فان قراءتها في الفرائض والنوافل من الايمان بالله ورسوله، ولم يسلب قاريها دينه حتى يلقى الله.
٣ ـ أبيّ بن كعب عن النبيصلىاللهعليهوآله قال: ومن قرء سورة الحاقة حاسبه الله حسابا يسيرا.
٤ ـ في تفسير علي بن إبراهيم:( الْحَاقَّةُ مَا الْحَاقَّةُ وَما أَدْراكَ مَا الْحَاقَّةُ ) قال: الحاقة الحذر بنزول العذاب( كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَعادٌ بِالْقارِعَةِ ) قال: قرعهم بالعذاب( وَأَمَّا عادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ ) أي باردة عاتية قال: خرجت أكثر مما أمرت به
٥ ـ في من لا يحضره الفقيه وقال رسول اللهصلىاللهعليهوآله : ما خرجت ريح قط إلّا بمكيال إلّا زمن عاد فانها عتت على خزانها، فخرجت في مثل خرق الإبرة فأهلكت قوم عاد.
٦ ـ في روضة الكافي باسناده إلى أبي جعفرعليهالسلام حديث طويل وفيه: وأمّا الريح العقيم فانها ريح عذاب لا تلقح شيئا من الأرحام ولا شيئا من النبات، وهي ريح تخرج من تحت الأرضين السبع وما خرجت منها ريح إلّا على قوم عاد حين غضب الله عليهم، فأمر الخزان ان يخرجوا منها على مقدار سعة الخاتم، قال: فعتت على الخزان فخرج منها على مقدار منخر الثور تغيظا منها على قوم عاد، قال: فضج الخزان إلى اللهعزوجل من ذلك فقالوا: ربنا انها قد عتت عن أمرنا انا نخاف أن يهلك من لم يعصك من خلقك
وعمار بلادك قال: فبعث اللهعزوجل إليها جبرئيلعليهالسلام فاستقبلها بجناحه فردها إلى موضعها وقال لها: أخرجى على ما أمرت به، قال: فخرجت على ما أمرت به وأهلكت قوم عاد وكل من حضرتهم.
٧ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى عثمان بن عيسى رفعه إلى أبي عبد اللهعليهالسلام قال: الأربعاء يوم نحس مستمر لأنه أول يوم وآخر يوم من الأيام التي قال اللهعزوجل ( سَخَّرَها عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيالٍ وَثَمانِيَةَ أَيَّامٍ ) .
٨ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقوله:( سَخَّرَها عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيالٍ وَثَمانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً ) قال: كان القمر منحوسا بزحل( سَبْعَ لَيالٍ وَثَمانِيَةَ أَيَّامٍ ) حتى هلكوا، قوله: و( جاءَ فِرْعَوْنُ وَمَنْ قَبْلَهُ وَالْمُؤْتَفِكاتُ بِالْخاطِئَةِ ) المؤتفكات البصرة والخاطئة فلانة وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفرعليهالسلام في قوله:( فَأَخَذَهُمْ أَخْذَةً رابِيَةً ) والرابية التي أربيت على ما صنعوا.
وقوله:( إِنَّا لَمَّا طَغَى الْماءُ حَمَلْناكُمْ فِي الْجارِيَةِ ) يعنى أمير المؤمنين وأصحابه
٩ ـ في كتاب معاني الأخبار خطبة لعليٍّعليهالسلام يذكر فيها نعم اللهعزوجل عليه وفيها يقولعليهالسلام : ألآ وانى مخصوص في القرآن بأسماء احذروا ان تغلبوا عليها فتضلوا في دينكم، إلى قوله: وانا الاذن الواعية يقول اللهعزوجل :( وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ ) .
١٠ ـ في عيون الأخبار في باب ما جاء عن الرضاعليهالسلام من الأخبار المجموعة وباسناده عن عليٍّعليهالسلام قال: قال رسول اللهصلىاللهعليهوآله في قول اللهعزوجل :( وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَة ) قال: دعوت اللهعزوجل ان يجعلها اذنك يا عليُّ.
١١ ـ في مجمع البيان( وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ ) روى الطبري باسناده عن مكحول انه لـمّا نزلت هذه الآية قال النبيصلىاللهعليهوآله أللّهم اجعلها اذن على ثم قالعليهالسلام : فما سمعت شيئا من رسول اللهصلىاللهعليهوآله فنسيته.
١٢ ـ وروى باسناده عن عكرمة عن بريدة الأسلمي ان رسول اللهصلىاللهعليهوآله قال لعليٍّعليهالسلام : يا عليُّ إنّ الله تعالى أمر في أن أدنيك ولا أقصيك، وان أعلمك وتعى وحق
على الله ان تعى، فنزل:( وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ ) .
١٣ ـ وأخبرنى بما كتب إلى بخطه المفيد أبو الوفاء عبد الجبار إلى قوله: قال: سمعت أبا عمر وعثمان بن الخطاب المعمر المعروف بأبي الدنيا الأشج قال: سمعت عليّ بن أبي طالبعليهالسلام يقول: لـمّا نزلت( وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ ) قال النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم : سألت اللهعزوجل ان يجعلها اذنك يا عليُّ.
١٤ ـ في جوامع الجامع وعن النبيصلىاللهعليهوآله أنّه قال لعليٍّعليهالسلام عند نزول هذه الاية: سألت اللهعزوجل ان يجعلها اذنك يا عليُّ ، قال: فما نسيت شيئا بعد، وما كان لي ان انسى.
١٥ ـ في كتاب سعد السعود لابن طاوس (ره) بعد أن ذكر علياعليهالسلام فان النبيصلىاللهعليهوآله قال: انه المراد بقوله تعالى:( وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ ) .
١٦ ـ في بصائر الدرجات محمد بن عيسى عن أبي محمد الأنصاري عن صباح المزني عن الحارث بن حضيرة المزني عن الأصبغ بن نباتة عن عليٍّعليهالسلام أنّه قال في حديث طويل: انا الذي انزل الله في( وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ ) فانا كنا عند رسول اللهصلىاللهعليهوآله فيخبرنا بالوحي فأعيه ويفوتهم، فاذا خرجنا «قالوا ماذا قال آنفا».
١٧ ـ في تفسير علي بن إبراهيم و( حُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبالُ ) قال: وقعت فدك بعضها على بعض.
١٨ ـ في أصول الكافي باسناده إلى يحيى بن سالم عن أبي عبد اللهعليهالسلام قال: لـمّا نزلت( وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ ) قال رسول اللهصلىاللهعليهوآله : هي اذنك يا عليُّ.
١٩ ـ في إرشاد المفيد عن النبيصلىاللهعليهوآله قال: إنّ الناس يصاح بهم صيحة واحدة فلا يبقى ميت إلّا نشر، ولا حي إلّا مات إلّا ما شاء الله، ثم يصاحب بهم صيحة اخرى فينشر من مات، ويصفون جميعا وينشق السماء وتهد الأرض وتخر الجبال وتزفر النار بمثل الجبال شررا
، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة قال عز من قائل:( وَالْمَلَكُ عَلى أَرْجائِها ) .
٢٠ ـ في نهج البلاغة وليس في أطباق السموات موضع إهاب إلّا وعليه ملك
ساجد أو ساع حافد(١)
٢١ ـ في كتاب الخصال في سؤال بعض اليهود علياعليهالسلام عن الواحد إلى المأة قال له اليهودي: فربك يحمل أو يحمل؟ قال: إنّ ربي يحمل كل شيء بقدرته، ولا يحمله شيء، قال: فكيف قولهعزوجل :( وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمانِيَةٌ ) قال: يا يهودي ألم تعلم أن لله ما في السموات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى، فكل شيء على الثرى، والثرى على القدرة، والقدرة، تحمل كل شيء.
٢٢ ـ عن حفص بن غياث النخعي قال: سمعت أبا عبد اللهعليهالسلام يقول: إنّ حملة العرش لكل واحد منهم ثمانية أعين كل عين طباق الدنيا.
٢٣ ـ وعن الصادقعليهالسلام قال: إنّ حملة العرش أربعة: أحدهم على صورة ابن آدم يسترزق الله لبني آدم، والثاني على صورة الديك يسترزق الله للطير، والثالث على صورة الأسد يسترزق الله للسباع، والرابع على صورة الثور يسترزق الله للبهائم، ونكس الثور رأسه منذ عبد بنو إسرائيل العجل، فاذا كان يوم القيامة صاروا ثمانية.
٢٤ ـ في كتاب التوحيد باسناده إلى زاذان عن سلمان الفارسي انه قال: سأل بعض النصارى أمير المؤمنينعليهالسلام عن مسائل فأجابه عنها، فكان فيما سأله أن قال له: أخبرنى عن ربك أيحمل أو يحمل؟ فقالعليهالسلام : ربنا جل جلاله يحمل ولا يحمل، قال النصراني: وكيف ذلك ونحن نجد في الإنجيل:( وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمانِيَةٌ ) ؟ فقال علىعليهالسلام : ان الملائكة تحمل العرش وليس العرش كما تظن كهيئة السرير ولكنه شيء محدود مخلوق مدبر، وربكعزوجل مالكه، لا انه عليه ككون الشيء على الشيء، وامر الملائكة بحمله يحملون العرش بما أقدرهم عليه، قال النصراني: صدقت رحمك الله.
٢٥ ـ عن علي بن الحسينعليهماالسلام حديث طويل في صفة خلق العرش وفيه يقول
__________________
(١) الإهاب: الجلد. والحافد. المسرع.
عليهالسلام : له ثمانية أركان على كل ركن منها من الملائكة ما لا يحصى عددهم إلّا اللهعزوجل ،( يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ لا يَفْتُرُونَ ) .
٢٦ ـ في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد البرقي رفعه قال: سأل الجاثليق أمير المؤمنينعليهالسلام فقال له: أخبرني عن قوله:( وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمانِيَةٌ ) فكيف قال ذاك وقلت: انه يحمل العرش والسماوات والأرض؟ قال أمير المؤمنينعليهالسلام : ان العرش خلقه الله تعالى من أنوار اربعة، نور أحمر منه احمرت الحمرة، ونور أخضر منه اخضرت الخضرة، ونور اصفر منه اصفرت الصفرة، ونور ابيض منه ابيض البياض، وهو العلم الذي حمله الله الحملة، وذلك نور من عظمته فبعظمته ونوره ابصر قلوب المؤمنين، وبعظمته ونوره عاداه الجاهلون، وبعظمته ونوره ابتغى من في السماء والأرض من جميع خلائقه إليه الوسيلة بالأعمال المختلفة والأديان المتشتتة(١) فكل محمول يحمله الله بنوره وعظمته وقدرته لا يستطيع لنفسه ضرا ولا نفعا ولا موتا ولا حياتا ولا نشورا، فكل شيء(٢) محمول، والله تبارك وتعالى الممسك لهما ان تزولا والمحيط بهما من شيء وهو حياة كل شيء ونور كل شيء سبحانه وتعالى عما يقولون علوا كبيرا، فالذين يحملون العرش هم العلماء الذين حملهم الله علمه، وليس يخرج عن هذه الاربعة شيء خلق الله في ملكوته، وهو الملكوت الذي أراه الله أصفياءه وأراه خليلهعليهالسلام ، فقال:( وَكَذلِكَ نُرِي إِبْراهِيمَ مَلَكُوتَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ ) وكيف يحمل حملة عرش الله وبحياته حييت قلوبهم، وبنوره اهتدوا إلى معرفته؟ والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
٢٧ ـ أحمد بن إدريس عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان بن يحيى عن أبي الحسن الرضاعليهالسلام أنّه قال له أبو قرة ـ وقد قالعليهالسلام : والمحمول ما سوى الله ولم يسمع أحد آمن بالله وعظمته قط قال في دعائه: يا محمول ـ فانه قال:( وَيَحْمِلُ عَرْشَ
__________________
(١) وفي المصدر «والأديان المشتبهة».
(٢) ضمائر التثنية ـ على ما قيل ـ ترجع إلى السماوات والأرض.
رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمانِيَةٌ ) وقال:( الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ ) فقال أبو الحسنعليهالسلام : العرش ليس هو الله والعرش اسم علم وقدرة، وعرش فيه كل شيء ثم أضاف الحمل إلى غيره: خلق من خلقه(١) لأنه استعبد خلقه بحمل عرشه وهم حملة علمه، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
٢٨ ـ محمد عن أحمد بن محمد بن عيسى عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة عن أبي عبد اللهعليهالسلام قال: حملة العرش ـ والعرش: العلم ـ ثمانية: اربعة منا واربعة ممن شاء الله.
٢٩ ـ في تفسير علي بن إبراهيم( وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمانِيَةٌ ) قال: حملة العرش ثمانية لكل واحد ثمانية أعين، كل عين طباق الدنيا.
وفي حديث آخر قال: حملة العرش ثمانية اربعة من الأولين واربعة من الآخرين، فاما الاربعة من الأولين فنوح وإبراهيم وموسى وعيسى، وأمّا الآخرون فمحمّد وعليٌّ والحسن والحسينعليهمالسلام ، ومعنى يحملون يعنى العلم.
٣٠ ـ في مجمع البيان( وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمانِيَةٌ ) من الملائكة عن ابن زيد وروى ذلك عن النبيصلىاللهعليهوآله انهم اليوم أربعة. فاذا كان يوم القيامة أيدهم بأربعة اخرى فيكونون ثمانية.
٣١ ـ في روضة الواعظين للمفيد (ره) وروى من طريق المخالفين في قوله( وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمانِيَةٌ ) قال: ثمانية صفوف لا يعلم عددهم إلّا لله، لكل ملك منهم أربعة وجوه، لهم قرون كقرون الوعلة من أصول القرون إلى منتهاها مسيرة خمسمائة عام، والعرش على قرونهم، وأقدامهم في الأرض السفلى، و
__________________
(١) قال المجلسي (عليه السلام): قوله «خلق» بالجر بدل من غيره وأشار بذلك إلى ان الحامل لـمّا كان من خلقه فيرجع الحمل إليه تعالى، قوله: «وهم حملة علمه» أي وقد يطلق حملة العرش على حملة العلم أيضا، أو حملة العرش في القيامة هم حملة العلم في الدنيا.
رؤسهم في السماء العليا ودون العرش سبعون حجابا من نور.
٣٢ ـ في محاسن البرقي عن أبي عبد اللهعليهالسلام ان حملة العرش لـمّا ذهبوا ينهضون بالعرش لم يستقلوه فألهمهم الله: لا حول ولا قوة إلّا بالله فنهضوا به.
٣٣ ـ في كتاب التوحيد عن النبيصلىاللهعليهوآله حديث طويل فيه وقد ذكر عظمة العرش ما تحمله الاملاك إلّا بقول لا إله إلّا الله ولا حول ولا قوة إلّا بالله.
٣٤ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وأمّا قوله:( فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ ) فانه قال الصادقعليهالسلام كل امة يحاسبها امام زمانها ويعرف الائمة أوليائهم وأعداهم بسيماهم وهو قوله( وَعَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ ) وهم الائمة( يَعْرِفُونَ «كُلًّا بِسِيماهُمْ ) فيعطوا أوليائهم كتابهم بيمينهم، فيمروا إلى الجنة بلا حساب، ويعطوا أعداءهم كتابهم بشمالهم فيمروا إلى النار بلا حساب ؛ فاذا نظر أولياؤهم في كتابهم يقولون لإخوانهم( هاؤُمُ اقْرَؤُا كِتابِيَهْ إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسابِيَهْ ) .
٣٥ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أمير المؤمنينعليهالسلام حديث طويل يقول فيهعليهالسلام : وأمّا قوله:( وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُواقِعُوها ) يعنى يتيقنوا انهم داخلوها وكذلك قوله:( إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسابِيَهْ ) وأمّا قوله للمنافقين( وَتَظُنُّونَ بِاللهِ الظُّنُونَا ) فهو ظن شك وليس ظن يقين.
٣٦ ـ في كتاب التوحيد حديث طويل عن عليٍّعليهالسلام يقول فيه وقد سأله رجل عما اشتبه عليه من الآيات وأمّا قوله:( إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسابِيَهْ ) وقوله:( يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ ) وقوله للمنافقين:( وَتَظُنُّونَ بِاللهِ الظُّنُونَا ) فان قوله:( إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسابِيَهْ ) يقول. انى ظننت انى ابعث فأجاب وقوله للمنافقين:( وَتَظُنُّونَ بِاللهِ الظُّنُونَا ) فهذا الظن ظن شك، وليس الظن ظن يقين، والظن ظنان ظن شك وظن يقين، فما كان من أمر معاد من الظن فهو ظن يقين، وما كان من أمر الدنيا فهو ظن شك فافهم ما فسرت لك.
٣٧ ـ في تفسير علي بن إبراهيم:( فَهُوَ فِي عِيشَةٍ راضِيَةٍ ) أي مرضية فوضع الفاعل مكان المفعول.
٣٨ ـ في مجمع البيان:( فِي جَنَّةٍ عالِيَةٍ ) وقد ورد الخبر عن عطاء بن يسار عن سلمان قال: قال رسول اللهصلىاللهعليهوآله : لا يدخل الجنة أحد إلّا بجواز( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) هذا كتاب من الله لفلان بن فلان أدخلوه( جَنَّةٍ عالِيَةٍ قُطُوفُها دانِيَةٌ ) .
قال عز من قائل:( كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِما أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخالِيَةِ ) .
٣٩ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى عبد الله بن مرة عن ثوبان قال: قال يهودي للنبيصلىاللهعليهوآله فما أول ما يأكل أهل الجنة إذا دخلوها؟ قال: كبد الحوت قال: فما شرابهم على اثر ذلك؟ قال: السلسبيل قال: صدقت. والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
٤٠ ـ وباسناده إلى أنس بن مالك عن النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم أنّه قال لعبد الله بن سلام وقد سأله عن مسائل: وأمّا أول طعام يأكله أهل الجنة فزيادة كبد الحوت.
٤١ ـ في مجمع البيان وعن زيد بن أرقم قال: جاء رجل من أهل الكتاب إلى رسول اللهصلىاللهعليهوآله فقال: يا أبا القاسم تزعم ان أهل الجنة يأكلون ويشربون؟ قال: والذي نفسي بيده ان الرجل منهم ليؤتى قوة مأة رجل في الاكل والشرب والجماع، قال: فان الذي يأكل ويشرب يكون له الحاجة؟ فقال: عرق يفيض مثل ريح المسك فاذا كان ذلك ضمر له بطنه.
٤٢ ـ في تفسير علي بن إبراهيم علي بن محمد عن بعض أصحابه عن آدم بن إسحاق عن عبد الرزاق بن مهران عن الحسين بن ميمون عن محمد بن سالم عن أبي جعفرعليهالسلام حديث طويل يقول فيهعليهالسلام : وانزل في الحاقة:( وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِشِمالِهِ فَيَقُولُ: يا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتابِيَهْ وَلَمْ أَدْرِ ما حِسابِيَهْ يا لَيْتَها كانَتِ الْقاضِيَةَ ما أَغْنى عَنِّي مالِيَهْ ) إلى قوله( إِنَّهُ كانَ لا يُؤْمِنُ بِاللهِ الْعَظِيمِ ) فهذا مشرك.
٤٣ ـ في تفسير علي بن إبراهيم حدّثنا جعفر بن محمد بن أحمد قال: حدّثنا عبد الكريم بن عبد الرحيم قال: انى لأعرف ما في كتاب أصحاب اليمين وكتاب أصحاب الشمال، وأمّا كتاب أصحاب اليمين بسم الله الرحمن الرحيم وقوله:( وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِشِمالِهِ ) قال: نزلت في معاوية فيقول: «( يا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتابِيَهْ وَلَمْ أَدْرِ
ما حِسابِيَهْ يا لَيْتَها كانَتِ الْقاضِيَةَ ) يعنى الموت( ما أَغْنى عَنِّي مالِيَهْ ) يعنى ماله الذي جمعه هلك عنى سلطانية أي حجته فيقال:( خُذُوهُ فَغُلُّوهُ ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ ) أي أسكنوه( ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُها سَبْعُونَ ذِراعاً فَاسْلُكُوهُ ) قال: معنى السلسلة السبعون ذراعا في الباطن هم الجبابرة السبعون.
٤٤ ـ حدّثني أبي عن محمد بن أبي عمير عن أبي بصير عن أبي عبد اللهعليهالسلام قال لو أن حلقة واحدة من السلسلة التي طولها سبعون ذراعا ؛ وضعت على الدنيا لذابت الدنيا من حرها، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
٤٥ ـ في الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن الحسين بن أبي العلا قال: قال أبو عبد اللهعليهالسلام : وكان معاوية صاحب السلسلة التي قال اللهعزوجل :( فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُها سَبْعُونَ ذِراعاً فَاسْلُكُوهُ إِنَّهُ كانَ لا يُؤْمِنُ بِاللهِ الْعَظِيمِ ) وكان فرعون هذه الامة.
٤٦ ـ في بصائر الدرجات على عن العباس بن عامر عن أبان عن بشير النبال عن أبي جعفرعليهالسلام أنّه قال كنت خلف أبي وهو على بغلة فنفرت بغلته فاذا شيخ في عنقه سلسلة ورجل يتبعه، فقال: يا عليّ بن الحسين اسقني، فقال الرجل: لا تسقه لا سقاه الله وكان الشيخ م ع وى ه.
٤٧ ـ الحجال عن الحسن بن الحسين عن ابن سنان عن عبد الملك القمّي عن إدريس أخيه قال: سمعت أبا عبد اللهعليهالسلام يقول: بينا أنا وابى متوجهان إلى مكة وأبى قد تقدمني في موضع يقال له ضجنان، إذ جاء رجل في عنقه سلسلة يجرها، فقال لي: اسقني قال: فصاح بي أبي لا تسقه لا سقاه الله، ورجل يتبعه حتى جذب سلسلة جذبه وطرحه في أسفل درك من النار.
٤٨ ـ أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن إبراهيم بن أبي البلاد عن علي بن المغيرة قال: نزل أبو جعفرعليهالسلام بوادي ضجنان فقال ثلاث مرات: لا غفر الله لك، ثم قال لأصحابه: أتدرون لم قلت ما قلت؟ قالوا: لم قلت جعلنا الله فداك؟ قال: مر معاوية يجر سلسلة قد ادلى لسانه يسألني ان استغفر له وانه ليقال: ان هذا واد من اودية جهنم.
٤٩ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقوله:( إِنَّهُ كانَ لا يُؤْمِنُ بِاللهِ الْعَظِيمِ وَلا يَحُضُّ عَلى طَعامِ الْمِسْكِينِ ) حقوق آل محمدصلىاللهعليهوآله التي غصبوها قال اللهعزوجل :( فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هاهُنا حَمِيمٌ ) أي قرابة( وَلا طَعامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ ) قال: عرق الكفار
٥٠ ـ في أصول الكافي علي بن محمد عن بعض أصحابنا عن ابن محبوب عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن الماضيعليهالسلام قال: قال:( إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ ) يعنى جبرئيل عن الله في ولاية عليٍّ قلت:( وَما هُوَ بِقَوْلِ شاعِرٍ قَلِيلاً ما تُؤْمِنُونَ ) قال قالوا: ان محمدا كذب وما أمره الله بهذا في عليٍّ فأنزل الله بذلك قرآنا فقال: إنّ ولاية عليٍّ( تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنا ) محمد( بَعْضَ الْأَقاوِيلِ لَأَخَذْنا مِنْهُ بِالْيَمِينِ ثُمَّ لَقَطَعْنا مِنْهُ الْوَتِينَ ) ثم عطف فقال: «إنّ ولاية عليٍّ لتذكرة للمتقين للعالمين( وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنْكُمْ مُكَذِّبِينَ ) * وان علينا( لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكافِرِينَ ) * وان ولايته( لَحَقُّ الْيَقِينِ فَسَبِّحْ ) يا محمد( بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ ) يقول: اشكر ربك العظيم الذي أعطاك هذا الفضل، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
٥١ ـ في تفسير العياشي عن زيد بن الجهم عن أبي عبد اللهعليهالسلام قال: قال لي: لـمّا أخذ رسول اللهصلىاللهعليهوآله بيد علىعليهالسلام فأظهر ولايته قالا جميعا: والله ما هذا من تلقاء الله ولا هذا إلّا شيء أراد أن يشرف به ابن عمه، فأنزل الله عليه:( وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنا بَعْضَ الْأَقاوِيلِ لَأَخَذْنا مِنْهُ بِالْيَمِينِ ثُمَّ لَقَطَعْنا مِنْهُ الْوَتِينَ فَما مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حاجِزِينَ وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنْكُمْ مُكَذِّبِينَ ) فلانا وفلانا( وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكافِرِينَ ) يعنى عليا( وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ ) يعنى عليا( فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ ) .
٥٢ ـ في تفسير علي بن إبراهيم وقوله:( وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنا بَعْضَ الْأَقاوِيلِ ) يعنى رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم ( لَأَخَذْنا مِنْهُ بِالْيَمِينِ ) قال: انتقمنا منه بقوة( ثُمَّ لَقَطَعْنا مِنْهُ الْوَتِينَ ) قال: عرق في الظهر يكون منه الولد ثم قال:( فَما مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حاجِزِينَ ) يعنى لا يحجز الله عنه أحد ولا يمنعه عن رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم وقوله:( وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكافِرِينَ وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ ) يعنى أمير المؤمنينعليهالسلام ( فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ )