بناء المقالة الفاطمية في نقض الرسالة العثمانية

بناء المقالة الفاطمية في نقض الرسالة العثمانية7%

بناء المقالة الفاطمية في نقض الرسالة العثمانية مؤلف:
المحقق: السيد علي العدناني الغريفي
تصنيف: مفاهيم عقائدية
الصفحات: 534

بناء المقالة الفاطمية في نقض الرسالة العثمانية
  • البداية
  • السابق
  • 534 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 183947 / تحميل: 7001
الحجم الحجم الحجم
بناء المقالة الفاطمية في نقض الرسالة العثمانية

بناء المقالة الفاطمية في نقض الرسالة العثمانية

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

لزمت ضريح الهادي اُوصاحت ابصوت عالي

يا والدي يا محمّد ليتك تعاين حالي

صرت ابهضم وامذلّه والهم شاغل بالي

اتمنّيت آني قبلك يابه آني شيالّه

بالنار حرقوا بيتي اُو بالباب كسروا ضلعي

ماحدبقي يا والدي بعدك ينشّف دمعي

إرثي امنعوني منّه اُوباحبال قادوا سبعي

اُودخلوه بوسط المحراب ليتك تعاين حاله

بعدك بخبرك بالعدى رادوا به ايقتلونه

وصل ضريحك يبكي ويهل دمع اعيونه

يا مصطفى من قبرك انهض عسى ايخلونه

ليت المدينة بعدك حلّت بها زلزاله

جارت عليه الاُمّة اُوغصبوا حقّه عنّه

يا والدي يا محمّد نالوا الضعاين منّه

وآني اضلوعي امكسّره واجدب عليك الونّه

والناس كلها ابدهشه في مشكله اُو زلزاله

اُولزمتضريح الهادي اُوفي الحال صارت ظلمهْ

اُوفي الحين جاهاالمرتضى ايكفكف دموعه ابكْمّه

قلها يزهرا والدك رحمه لهذي الاُمّهْ

ردّت تحن اُوتنتحب واُدموعها همّاله

- تمّت -

مات اُودفن في داره مات اُو دفن في داره

حطّوه فوق المغتسل واتشعشعت أنواره

مدّوه فوق المغتسل يا وجنة تزهي له

يمغسلين الطاهر طاهر قبل تغسيله

لحد يدار الهادي ما أوحشك هالليله

حنّي يغبرة اُوونّي بعد النّبي ياداره

مدّوه فوق المغتسل يا ليتني الممدوده

في هالقبر والرضّه يا ليتني الملحوده

وانته ترد للدنيا واصير آني المفقوده

واتعود يا بدر الدجى يا لساطع بأنواره

٢١

يومك إلي يا والدي أنحس إلي مِن أمسي

اتمنّيت آني بعدك إنْ أصبحت ما أمسي

وأظلم عليّه كوني يوم إلغبت يا شمسي

حالي كمكفوف البصر ليله سوا ونهاره

مثلك ماشفت ميت مات اُوتشعشع نوره

تشتم ريح الجنّة من رايحة كافوره

لحد يراية عزّي يوم أصبحت مكسوره

ظلّيت آني بعدك يا والدي مختاره

كيف استطيع افراقك وانته حشاي وفادي

وانته يبويه شربي وانته يبويه زادي

يا ما على كتفينك يابه حملت اُولادي

حنّي يغبرة اُووني بعد النّبي ياداره

يا تربة الضميتي جسم النّبي العدناني

باسايلك ما ينقل تربك ضريح الثاني

باقسم عليك إبشأنه اُوباقسم عليك إبشأني

سوّي محل واخذيني تحت البدر باجواره

- تمّت -

فاطمْ تقول لولادها وإدموعها همّالهْ

قوموا نودّع للنّبي حطّوه في شيّاله

طلعت اُوهيه اتنادي اُوشبلينها ويّاها

يا والدي يا محمّد يا مصطفى يا طاها

عن بضعتَكْ باتسافرتشمتْ عليها اعداها

وانكانْ عنّي شايل وياك آني شيّاله

لحد يبو شبليني باتروح عن شبليني

وآني العزيزة عندك باتروح واتخلّيني

الله لَشد إعصابتي واَهمل مدامعْ عيني

وانكانْ عنّي شايل وياك آني شيّاله

يا عزوتي يا رجالي قوموا ادفنوني حيّه

من غيرماي جاري اُومن غير غسل اُونيّه

لجله لَشد إعصابتي ما دام عيني حيّه

واِمن الحزن لتحمّل حمل يكض شيّاله

بالهون يا شيّالة بالهون يا شيّالَه

نعش النّبي المصطفى بالهون يا شيّالَه

يا مجهّزين الهادي بالهون لا تشيلونهْ

خلّه تجي له عزونه(١) واجماعته ايحضرونه

____________________

(١) لا يخفى ما في الشطر من إرباك بيّن. (موقع معهد الإمامين الحسنَين)

٢٢

خلّوا البتولة اتودعَه من قبل ماتدفنونهْ

خلّه تجي سبطينه هاليوم تنظر حالَهْ

جتّي البتولة إتنادي مَعْ والدي دفنوني

يا ياب عفت الدنيا بعدك ينور اِعيوني

يا ياب جتني قومك وابنارهُم حرقوني

اُوقادوا وصيّك وتركَوا لمدامعي همّالهْ

ما دابها إلّا تنتحب في دارها واتنادي

قوموا لقبرِ المصطفى بانروح يا اُولادي

ننصب عزانا عنده إنحشمه وانْادي

يا بوي صرنا بعدك في ذلْ واسوأ حالهْ

يعقوب ما صار ابحزنْ يا ياب مثل أحزاني

ولا دنيه نالتْ مثلي اُو عشير أشجاني

وأظلم عليّهْ كوني واتشمّتت عدواني

بعدك رمتني الدّنيا اُو معتادها ميّالهْ

يابه عليّ المرتضى دخلوا عليهْ إبدارهْ

والأجنبي يا بويّه بعدك حرّقها اِبنارهْ

وآني صرت يا والدي بين العدى محتارهْ

والحسن سبطَك ينتحب واِمدامعه همّالهْ

واِحسين سبطك يبجي دوبه يجر الونّه

في وين جدنا المصطفى ذاليوم سافر عنّه

اُوحيدر يون اُوينتحب والنوح صاير فنّه

ويقول عنّي سافر هاللي عشت باظلالهْ

- تمّت -

ما تثُور يا حيدر عليْ تتدارك الدّينْ

منبر الهادي ينتخي باسمك يبو حسينْ

منبر الهادي ينتخي باسمك يضرغامْ

بعد النّبيِّ المصطفى اتضعضعْ الإسلامْ

ترضى يحيدرْ يدخلوا بيتي هلقوامْ

دخلوا عليّه اُو والدي من غير تكفينْ

خلِّ الصبر يا بو الحسنْ ما هو محلّهْ

والأجنبي يا بو الحسن بيتي يدخلهْ

اِنهض يحيدر سيفك البتّار سِلّهْ

واصعد مقامك يا علي واتداركْ الدينْ

مكسور ضلعي اُو منزلي محروق بالنارْ

واجنين بطني سقّطه واَنبت المسمارْ

٢٣

واليوم يومك يا علي اِنهض يمغوارْ

اُوهدّي امحزاتك عَليْ يمشيّد الدينْ

يوم الهزاهز والوقايع والشدايدْ

ما قَط وتيت ولا جزعتْ اللهُ الشاهدْ

وإنكان تريني يا بتولة اليوم قاعدْ

عندي وصيّة اِمن النّبي خير النبيّينْ

صبري يزهرةعلى الأذى اُوتكسير الضلوعْ

وآني يزهرة عن مقامي اليوم ممنوعْ

إيحق لك يزهرة[لو]بكيتي اِبسكب الدموعْ

بس الله الله في اُولادي الحسن واحسينْ

والله يزهرة ما بقت لك بهجة إفادْ

في يوم واحد فاقده الوالد ولولادْ

إمصيبت الأولاد يا هي ذوبتني

واَنحلت جسمي ما يشيل الثوب متني

لحّد يبوية رحت عنّي اُوضيعتني

وأهل المدينة حرموني الشرب والزادْ

ما بين أني اللي مقابله إبوجهي المحرابْ

لَسمعْ ولَن القوم والصرخة على البابْ

فرّيت لا دافعْ ولا مانع ولا ذابْ

اُو بالباب شفت اِمجمّعة أعداء اُوحسّادْ

قيدومُهم ضنوة صهاكْ الحبشيّهْ

هاللي من الظلّام نسلٌ والبغيهْ

قلتْ الله الله من النّبيْ ماني الوصيّهْ

قال الوصية ما فعلنا بك إلّا إعنادْ

قولي العلي يظهر النا الساعة يبايعْ

قلت الأسد ما تقوده الأغنام طايعْ

قالوا يبايع وانْ أبى ألّا يبايعْ

هاليوم يُقتل قلت وا ضيعة هالاُولادْ

بس ينذبح أدري أنه واُولادي إنضيعْ

اُو عندي من المعلوم ابنْ عمّي فلا يطيعْ

والحُر ما ينجلب حقّ السّوم والبيعْ

أبداً ولا طير السعد بالأيدي ينصادْ

- تمّت -

والله يزهرة هالشهر أكشر اُوميشومْ

قومي يزهرة واِنصبي مأتم المسمومْ

الله على اللي لك سعى واتسبب اُوشار

واللي سعى لك بالحطبْ والجيش والنارْ

اُو كسّر اِضلوعِك واَخرجوا حيدر الكرّارْ

اُوسقّط جنينَك في أحشاكِ اُو زادك إهمومْ

شهرينْ ما فيهم أبد ساعة هجعتي

عاشور فيه ابذبحةِ اِحسين اِفتجعتي

٢٤

اُوكلْ ساعْ عن واحد إمن اُولادِك سمعتي

واِللي قضى مذبوح واللي راحْ مسمُومْ

نوحي لبو القاسم ترى يستاهل النُّوحْ

هذا أبو آدم وبو حوّا وبو نُوحْ

نُوحوا لجلْ فقده اُوصبّوا الدمع مسفوحْ

قلبه ترى من اُمّته بالقهر مهضُومْ

نوحي على مِن شيّع إبفضلك اُوشهّر

اُوبيّن اِبفضلك مثل نورِ الشمس والشّهرْ

حتّى اُولادك في رباهم تَعب واَسهرْ

ويقول فاطم بضعتي واُولادها اِنجومْ

جتّك اِمصيبة أسّستْ كُلّ المصايبْ

منها تعلّمتي تشدّين العصايبْ

مِنْ يوم أبو ابراهيم ضمّته الترايبْ

كُلّ المصايب أسّستها اِمصيبة اليومْ

لولا مصابُ الجُرح قلبي والدمع صبْ

ما كان نلتين الهضمْ والذّل والضربْ

ولُولاد كلّها شتّت بالشرقِ والغربْ

وصلَتْ شتايتهم إلى بلدان العجومْ

- تمّت -

وهذه نبذة لصاحب الزمان القائم عجّل الله تعالى فرجه وسهّل مخرجه وجعلنا من أنصاره :

والله عَجبْ يابنِ الحسن صبركْ على الثار

ما كمل جندكْ لو ما آذن لك الجبّارْ

الخيل عندَكْ والمواضي لكْ مُطيعهْ

اُوالأملاك من جندكْ اُوكُلّ جندكْ الشّيعهْ

تملي على العدوانْ هالأرض الوسيعهْ

اِبخيل عجاجتها تغطّي شمس لنهارْ

اُوسوفي العدا يومٌ مثلْ يوم القيامهْ

ابجيش عرمرم ضيّق الدّنيا ازدحامهْ

اُوخَلِ الرمح والسيف يروي من الهامهْ

نشاهداُوخل الدّمااَمنِ الهام يشبهْ سيل لمطارْ

يمته يبو صالحْ نشاهد هالعلاماتْ

وانشوف اذياب الفلا ترعى مع الشاةْ

اُو نسمع ندا جبريل في اُفق السماواتْ

اُو كلما عراكُمْ من الذلّة طول العمارْ

ثارات إلك يابنَ الحسن من أوّل اُوتالْ

يوم الوصي جدّك يقيدونَه بلحْبالْ

٢٥

واُمّك الزهرة روّعوها قومُ الانذالْ

اُو عندك من المعلوم حرق البابِ بالنّارْ

معذورة هالزهرة إذا هلّتْ دمعْها

ما ينّسي للحشر فعلُ القوم معها

دخلوا عليها اُو كسّروا منها ضلعها

اُو صارالسبب في اِسقوطهاعصرة بالجدارْ

وألقتْ جنيناً ما تكامل في اِشهورَه

اُو شافت الزهرة ساطعاً للأرض نورَهْ

جرّت اِلونّة صارخة ذيك الوقورَه

ونادتْ اِبصوت تصيح يا حيدر الكرّارْ

شاهدت يابنَ العمِّ فعل القوم ويّاي

ابنك المُحسن أسقطوهمن داخل اِحشاي

اُوترضى العدى اِيكسرون ضلعيوانتَه حماي

من ويش ما تنفر اُوبيدك سيف لفقارْ

نادى عليها اُودمعته اِبخده جريّهْ

مقبول عتبِكْ يا بِنِتْ خيرِ البريّهْ

تخْسَ العدى اِيقربون ليج لولا الوصيّهْ

اُوصى أبوكِ محمّد الهادي المختارْ

صِبري مثل صَبري على سيف ابن ملجمْ

اُضرب على راسي وفرض الصُّبح ما تَمْ

واطيح في المحراب شيبي امخضّب ابدَمْ

وألزم الراسي بليمين وهَم باليسارْ

اُوعنّي الحسن واِحسين في منزلهمْ اِنيام

اُو هذا المُصاب ايصيبني في شهرِ لصيامْ

اُو لا يهل العيد إلّا اُولادي أيتامْ

اُو تلبس بني هاشم سواد إصغار واكبارْ

جدّك عليُّ المرتضى اللي قتل مرحبْ

واللي قتل عمرواُوكشف عن أحمدَ الكربْ

بآخر صلاتَه بوسط المحراب يُضربْ

ويطيح في المحرابْ من [ ضربة] الغدّارْ

جدّك حسافة مات ما تمّم اِصيامَهْ

وأبقى الحسن واِحسين من بعدَه يتامَهْ

صار المُرادي سَببْ للدينِ انهدامَهْ

اُوظلّتْ الشيعة بالحزنْ لَه طول لعمارْ

لو كُنتْ حاضر كان دمع العين هلّيتْ

تنظر لجدّك شايلينة يشبه الميّتْ

اُوصارتْ الضجّةاُوسمعواالصيحةاِبكلّ بيتْ

اُوصار الوقتْ ما ينعرفْ ليلَ من اِنهارْ

اُوجبريل نادى في السما يا ولاد آدمْ

صبّوا على الكرّار إن عاز الدمع دَمْ

ركنِ الهُدى والدين من بعدَه تهدّمْ

والشرع والإسلام ركنَه مال وانهارْ

- تمّت -

٢٦

دارْ الوحي دخلوها دارْ الوحي دخلوها

والبضعة المعصومة يا والدي ضربوها

وصيّت فوق المنبر بالدّرّة المعصومَهْ

اُوجوني يبويه بعدك هالعصبة الميشومَهْ

ليتَك تشوف الغالية فوق الوَجه ملطومَهْ

اُوجابواالحطب يالوالي ودارالوحي حرقوها

فزّيت يوم الجوني وآني أهلِ اِدموعي

وآني يبويه الفقدَك بعدَه مَيسكن روعي

فزّيت ابلزم بابي اُوكسروا يبويه اِضلوعي

ترضى يبويه داري من بعدك اِيدخلوها

يابوي يوم الأجوني اُودخلوا عليّه داري

وآني حزينة اُوفاقدة خير انبياءِ الباري

هتكوايبويه اِحجابي اُوهتكوايبويه اِخداري

اُوكلّ الوصيّة اِتخالفتْ دار الوحي دخلُوها

نادى الحسن وآجدي واِحسين اينادي يامّهْ

اُوهذايجي للثاني اِيكفكف دموعَه اِبكمّهْ

ياهي امصيبةَ عظمى اُوياهي علينه ملتمّهْ

يوم العدى وصلتنه اُودار الوحي دخلُوها

الله يحيدر صبّرك مثل الصخَر بل زايدْ

إنتَه الاُسود اِتهابك واِنته إليهمْ قايدْ

كيف الأعادي تهجمْ بالدار واِنته قاعدْ

اِيدخلوااعليكْ اِبدارك اُودارالوحي حرقوها

تمّت في ٥ ربيع الأوّل سنة ١٣٨٣ ه

اِقعد يبو ابراهيم شوف اللي علَيْ صار

مكسور ضلعي اُومنزلي محروق بالنّارْ

جيتك أخبرَك واَشتكي فعلة القومْ

استهضمتني اُمّتك يا كنز العلُومْ

يا مُصطفى ليتَكْ تعاينْ حالي اليومْ

مكسور ضلعي ما إلى ثاير ونغّارْ

اُمّتك يا هادي علينه ردّت اِردودْ

ردّتْ ظلم يا ياب تطلب منك احقُودْ

بالباب عصروني اُوعلي سحبوه مَقيودْ

يردونّه أنْ يخضع اُوهو حيدر الكرّارْ

يوم اَعصروني وطحت مغشيّه عليّه

اُوحيدر يعاينّي ولا ينْغر عليّه

اُو لَمن أفقتْ اُوعاينتْ داري خِليّهْ

سايلتْ فضة وين عنّي حامي الجارْ

٢٧

قالتْ خَذوه القُوم يا بنتِ الرسالهْ

وامكتفة ايمينة يزهرة مَعَ اشمالَهْ

وضعوا وسط حلقَه حبال قوم الظلم(١)

اُوراحوا به امكتّف يزهرة يا امْ لطهارْ

فرّيت مذعورة اُولَن حيدر مشوا بيهْ

لَهل الظُّلم إللي قَصدهم إلبطش بيهْ

واَدركتهم يا ياب قبل ايوصلوا بيهْ

ردوئر(٢) اُو ألموني اِبسوطهم قوم لشرارْ

من بعد عينك كَم عدو جار اُوتعدّه

اُوجاني اِبيتي يتبعه جنده اِبهدّه

اُودخلوا عليّه يا رسول الله اِبشدّه

والنار شبّوا بمنزلي اُوصار الذي صارْ

اُونخيتْ بصحابك ولا واحد رحمني

يابه لخلّي النوح والتعداد فنّي

واِحسين اِيذوبني إلّا من نشدني

ويقول وينه جدّنا أحمد المختارْ

اُوهذي يبويه للفريضة إِيأذّن اِبلالْ

اُويهلّن لذكرَك يا رسول الله يسردالْ

وآني المصايب فوق راسي مثل لجبالْ

لقضي العمر بالنوح في ليل وانهار

بعدك فلا أبطل ولا هيّد منَ النُّوحْ

ليلي اُونهاري ما بقت في جسمي الرُّوحْ

لو عشتْ في الدّنيا مثل عمرِ النّبي نُوحْ

ولدعي اِدموع العين تجري مثل المطارْ

تمّت ٧ صفر سنة ١٣٨٦ ه

___________________

(١) يبدو أنّ هناك أربعة أشطر سقطت من أصل المصدر لم نهتدِ إليها في النسخة التي بين أيدينا. (موقع معهد الإمامين الحسنَين)

(٢) هكذا وردت المفردة ولا معنى لها , ولعلها ( رَدَّوا ). (موقع معهد الإمامين الحسنَين)

٢٨

الفصل الثاني

في رثاء فاطمة الزهراء (عليها‌السلام )

ممّا رثاها ملا علي الفايز :

أسما تنادي فاطمة يا اُمْ البدورْ

والله مصابك يا حزينة اِيفت الصخورْ

ياما من البلوى اُومن ضيم حصلتيه

جسم الوصي بامصيبتك زهرة نحلتيه

فتحي اعيونك له يمحزونه اُو نظريه

تجري دموعه والقلب بالحزن مفطورْ

بالفرش مطروحه اُومن حولك يتاماك

يا ليت كُلّ أرواحنا زهرة فداياك

يا عيشة الكشرة يمحزونة بليّاك

عقبك فلا انعيّد ولا نستر باسرور

لمّن افاقت من الغشوه اُم لطهار

قالت يا اسما لا تصيحي ابصوت مجهار

لا تروعين لقلب ايتامي هلصغار

رحمي ابحال اِحسين قلبه صار مكسور

قرب لي اُولادي يبو الحملة بشعهُمْ

ما تصبّر الأولاد عن توديع اُمّهُمْ

قلبي عليهم ذاب من اذكر يتمهُمْ

لا سيما اللي ينذبح في شهر عاشور

باقول ياسما لولادي وحفظيهم

لا من بكوا بالنوح اسما سكتيهم

بافارق الأولاد وا حزني عليهم

ايحق لي على اولادي لصب الدمع منثور

اُونادت على حيدر اُومنها الدمع سفّاك

قالت يبن عمّي بوصيك أبيتاماك

وانكان يابن العَم عملت اقصور ويّاك

قلها فلا منّك بدي يا فاطمة اقصور

٢٩

لكنْ أنا مني بدا في حقك اقصور

اسقاطك المُحسن اُومن ضلعك المكسور

اُومن لطمتك خدك اُومن جنبك المعصور

وانا ابعيني أنظرك يا زينة الحُور

- تمّت -

نصبي يفضّة النوح والمأتم عليّه

لا من رأيتي حجرتي منّي خليّه

سمعي يفضّة للكلام اللي أقولهْ

قبل المنية ودّعي الزهرة البتولهْ

بوصيك يا فضّة أتبارين الحمولهْ

اُو بالأخص اُولادي يفضّة بالسويّه

لمّي شمل ليتام فضّة عن التبديد

بوجوههم بالك تصيحي اُوتصفقي الأيد

اُوعندي الخبر لن بناتي اتروح ليزيد

من كربلا للشام تتودى هديّه

ياُولاد منّي اتودّعوا قبل المنيّهْ

إنفارقتكم يا ولادي بهالعشيّهْ

مع السلامة يا ذبيح الغاضريّهْ

وانته يبو محمّد يمسموم الدعيّه

إنته يكلبي عقب عيني اتروح مسموم

شبّيت في قلبي ترى نيران لهموم

اُو حزني على اللي ابكربلا ينذبح مظلوم

الله ايعينك يا غريب الغاضريّه

أمّا اِخوك الحسن موتَه تحضرونَه

وقت احتضاره يا لولد تتحاولونَه

اُو في يوم دفنه للجنازة تحملونه

وانته تظل يا بني على الرمضة رميّه

تبقى ثلاثتيام لا سدر ولا كافور

اُوجملة أنصارك واخوتَك وكلكُم بلا اقبور

والأعوجيّة اترض منكم ذيك لصدور

والروس تحمل فوق روس السمهريّه

واخيامكم بالنار يا بني يحرّقوها

اُو كُلّ الحراير من خيمها ايفرهدوها

اُو تالي على الهزّل سبايا ايركّبوها

تبدي حنين ايفجّر اصخور القويّه

٣٠

واللي يباري للضعينة عقب اهلكُم

زجر اُوخولّي لو بكيتوا يضربنْكُم

في كُلّ بلدة يا بناتي ايشهرنكُم

ليل اُو نهارٌ فوق أكوار المطيّه

في الحين دارت عينها الوالد السبطين

بالليل جهّزني ابخفيّة يا ابو الحسنين

اُو ليكون تبكي تكسر اقلوب اليتيمين

اُو حملة بناتي تفتجع كلها سويّه

بالليل جهّزني يحيدر معْ يتاماك

اُو ليكون في دفني أحد يشترك ويّاك

من هالذي يابو اِحسين آذاني وآذاك

ينتقم منهم خالقي ربْ البريّه

لمّن وصية بوي أوصى اُوضيّعوها

اضلوعي ابصاير باب بيتي كسّروها

إجنازتي شاهد لهم لا يحضروها

يابو الحسن لا يحضروا يصلّوا عليّه

عنهم فلا أرضى ولا أنسى فعلهم

كُلهم ترى عدوان ليّه القوم كُلْهم

وانته الذي منصوب رب السما إلهم

امضوا حكمهم فيك بالشمس المضيّه

تبقى جليس الدار في بيتك امأخّر

تجلس ابذلّة وغيرك اليصعد المنبر

منبر الهادي يصعدُونه دون حيدر

منهم بريّة يا علي منهم بريّه

مع السلامة يا ولادي امعا لسلامهْ

حانت الفرقة والملاقي في القيامهْ

اُوحقي على الكرّار يكفل هاليتامه

٣١

٣٢

٣٣

٣٤

٣٥

٣٦

٣٧

٣٨

٣٩

٤٠

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

وذلك لا يوازي فعل الدين لأن الدين مكتسب(١) .

واعلم أن هذا كلام يغار القلم من السعي في الرد عليه والقصد بالتحقير إليه إذ كان عدو السنة شرع مفاخرا بين منصوره وبين أمير المؤمنين صلوات الله عليه وهو صاحب الدين الذي لم يخالطه الشرك ولم يزايله الإيمان يدل عليه الآثار المعتبرة والعيان فهو الجامع بين الدين والسيف الحاوي قصبات الشرفين والناهض بفضيلة القسمين.

ويرد على خاذل السنة ما أوردناه من قبل من كونه رادا على الكتاب المعظم المجيد في تفضيل المجاهد على القاعد و(٢) المتحرك في الله على الراكد.

فإن قيل ذلك فيمن ثبت إخلاصه قلت فأمير المؤمنين صاحب ذلك بما تضمنته مطاوي هذه الأوراق بما يلتزم به المسلم ويتجافاه أهل النفاق(٣) .

قال المباهت ما حاصله إن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أخبر عليا بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين على ما ترويه الشيعة ولا فضيلة لمن عرف السلامة في الإقدام إلا أن يقولوا إن النبيعليه‌السلام قال ذلك عند وفاته ولا سبيل لهم إلى ذلك(٤) .

والذي يقال على هذا الكلام السفيه إن الفضيلة لأمير المؤمنين بعد الرواية المشار إليها من وجوه أحدها كونه صلى الله عليه بنى على قول الرسول صلوات الله عليه ويضاف إلى ذلك أن عدو أمير المؤمنين ذكر من

__________________

(١) العثمانية: ٤٧.

(٢) في: ن فقط.

(٣) ما بين المعقوفتين لا يوجد في: ن.

(٤) العثمانية: ٤٩.

١٢١

قبل أن التعذيب الذي هو الفتنة( أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ ) (١) .

فهب أن أمير المؤمنينعليه‌السلام ما كان يخاف الموت أما كان يخاف الفتنة وهي التعذيب الذي ذهب عدو الله إلى أنه أعظم من القتل.

الوجه الآخر أن عدو الله اختلف ما بينه وبين الله ورسوله فيلزمه وعيد( وَمَنْ يُشاقِقِ الرَّسُولَ ) إلى قوله( مَصِيراً ) (٢) إذ كان رسول الله ينطق بإذن الله.

وقد روى المحدثون من غيرنا أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال لقتل علي عمرو بن عبد ود يعدل عمل أمتي إلى يوم القيامة أو لضربة(٣) وهذا روح ما نحاوله من الفضيلة ونحاوله من المجد.

__________________

(١) مرت الاشارة اليه ص (٢٦).

(٢)( وَمَنْ يُشاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ ما تَوَلَّى، وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَساءَتْ مَصِيراً ) النساء: ١١٥.

(٣) السيرة الحلبية: ١٠٥.

وذكر بعضهم ان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله عند ذلك ( عند قتل علي عمروا ) قال: قتل علي لعمرو بن عبدود أفضل من عبادة الثقلين.

وفي ينابيع المودة: ٩٥ قال:

وفي المناقب عن حذيفة بن اليمان - رضي‌الله‌عنه - قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ضربة علي يوم الخندق، أفضل من اعمال امتي الى يوم القيامة.

وفي المواقف للقاضي الايجي: ٦١٧.

قال النبي عليه‌السلام - يوم الأحزاب: لضربة علي خير من عبادة الثقلين.

وفي المستدرك على الصحيحين للحاكم: ٣ / ٣٢.

بسنده عن بهز بن حكيم، عن ابيه، عن جده، قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لمبارزة علي بن ابي طالب لعمرو بن عبدود يوم الخندق أفضل من أعمال امتي الى يوم القيامة.

ورواه أيضا الخطيب في تاريخ بغداد: ١٣ / ١٩.

وكذلك أخطب خوارزم في مقتل الحسين: ٤٥، وفي مناقبه: ٦٣، وأيضا العلامة الذهبي في

١٢٢

وكذا الرواية الشهيرة أن جبرئيلعليه‌السلام كان ينادي

لا سيف إلا ذو الفقار

ولا فتى إلا علي

وروي أنه نادى بها رضوان والملكان كريمان(١) .

وروى في العمدة(٢) بإسناده عن ابن المغازلي متصلا بمحمد بن عبيد الله بن أبي رافع(٣) قال نادى مناد يوم أحد:

لا سيف إلا ذو الفقار

ولا فتى إلا علي.

__________________

تلخيص المستدرك ( المطبوع بذيل المستدرك ) ٣ / ٣٢.

وكذلك أورده الأمر تسري في ارجح المطالب: ٤٨١ الا انه ذكر بدل اعمال: عمل.

وذكر ابن ابي الحديد في شرح النهج: ٤ / ٣٣٤ قال:

فأما الخرجة التي خرجها يوم الخندق الى عمرو بن عبدود، فانها اجل من أن يقال جليلة، وأعظم من أن يقال عظيمة، وما هي الا كما قال شيخنا أبو الهذيل وقد سأله سائل: ايّما اعظم منزلة عند الله، علي ام أبو بكر؟ فقال: يا ابن اخي والله لمبارزة علي عمروا يوم الخندق، تعدل اعمال المهاجرين والأنصار وطاعاتهم كلها تربى عليها فضلا عن ابي بكر وحده.

(١) كنز العمال: ٣ / ١٥٤.

روى بسنده عن أبي ذر قال: لما كان أول يوم في البيعة لعثمان اجتمع المهاجرون، والانصار في المسجد، وجاء علي بن أبي طالب - عليه‌السلام - فأنشأ يقول: ان أحق ما ابتدأ به المبتدؤون ونطق به الناطقون، حمد الله ( وساق الخطبة الى أن قال: ) ثم قال علي - عليه‌السلام أناشدكم الله أن جبريل نزل على رسول الله - صلى الله عليه ( وآله ) وسلم - فقال: يا محمد، لا سيف الا ذو الفقار ولا فتى الا علي، فهل تعلمون هذا كان لغيري؟ الحديث.

ذخائر العقبى: ص ٧٤ قال:

عن ابي جعفر محمد بن علي - عليه‌السلام - قال: نادى ملك من السماء يوم بدر يقال له رضوان.

ان: لا سيف الا ذو الفقار، ولا فتى الا علي.

وجاء ايضا في الرياض النضرة: ٢ / ١٩٠.

(٢) ورد في كل النسخ حرف عليه السلام والظاهر هو رمز لكتاب عمدة ابن بطريق ولذا أبدلنا الاشارة بالتصريح.

(٣) في ج وق: محمد بن ابي عبد الله بن رافع، وفي ن: محمد بن عبد الله ابن أبي رافع وفي المصدر: محمد بن عبيد الله بن ابي رافع عن أبيه عن جده.

١٢٣

(١) وعن أبي جعفر محمد بن علي قال نادى ملك من السماء يوم بدر يقال له رضوان(٢)

لا سيف إلا ذو الفقار

ولا فتى إلا علي(٣) .

ينبه(٤) على شرف مقامه على من عداه وتفضيله على من سواه مقررا أن الإيعاز إليه بمقاتلة(٥) الناكثين والقاسطين والمارقين كان بعد وقائعه المحمودة.

وقد كان الجاحظ التمس منا تقرير ذلك ليتضح فجر فضيلة مولانا وقد تبرهن بمدح الله تعالى له وأيضا فإن إيراد الجاحظ إنما يتوجه بعض التوجه لو ثبت أن مولانا كان عند النزال منبها(٦) بقاه بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وذلك منفي(٧) على تقرير الجاحظ بيانه:

شكر الله تعالى له(٨) وأن الإيعاز إليه كان بعد الوقائع حسب الثناء(٩) من الله تعالى عليه بذلك ونقول(١٠) .

إن الإيعاز إليه كان قبل مشكور منازلاته وأنه غير(١١) ذاكر عندها حصول نجاته لكن حيث تقرر عند الخائن أنه لا مدح لآمن من المتالف عند

__________________

(١) ن بزيادة: وبالسند عن ...

(٢) ن: من السماء يوم بدر ملك يقال له رضوان.

(٣) مناقب ابن المغازلي: ١٩٧، ١٩٨، ١٩٩.

(٤) ن: فهذا ينسبه.

(٥) ن: بمقاتلته.

(٦) ن: مستحضرا.

(٧) ج وق: ينبغي.

(٨) لا توجد في: ج وق.

(٩) في ج وق: النبأ.

(١٠) ن: يقول.

(١١) لا توجد في: ج وق.

١٢٤

الإقدام تعين أن يكون الباري تقدس جلالا(١) علم من حاله أنه بمقام النجدة ولو لم يوعز إليه بالسلامة(٢) من الحمام إذ لو لا ذلك امتنع شكره له وقد ثبت وتبرهن ما قلناه.

ويرد على عدو الله أن الشيعة كما روت تقاتل الناكثين بعدي كذا روى الخصوم أن منصوره خليفة بعده ومع ذلك فلم ينهض إلى لقاء الأقران ونزال الشجعان وخوض غمرات المعارك وارتصاص(٣) المآزم(٤) بالبيض السوافك فظهرت فضيلة من كان من وطيس الحرب في أواره(٥) ومن لجة الموت في أعماق تياره.

هذه المباحث بحثناها في بيان فضيلة أمير المؤمنين على غيره في زمن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حراسة لمجده من أن يتقدم غيره عليه.

وإن كانت بعض مباحث عدو رسول الله في غير هذا المقام من كون أمير المؤمنين إذا ثبتت شجاعته لا يلزمه(٦) تقدمه على غيره بها إذ الرئيس لا يباشر القتال(٧) فإن الجواب عن ذلك بما أن الرئيس تارة يباشر القتال ولهذا كان أمير المؤمنين صلوات الله عليه يرى ضرورته إلى ذلك ماسة في حرب صفين فقتل في ليلة خمسمائة إنسان ولو لم يباشر(٨) فإن من ضرورة الرئيس العام قوة المزاج وشجاعة النفس إذ الرئيس الجبان يضعف قلبه

__________________

(١) ن: جلاله.

(٢) ما بين المعقوفتين لا يوجد في: ج وق.

(٣) ج وق: ارتضاض.

(٤) المآزم: مفرده مأزم وهو موضع الحرب.

(٥) ن: اوامره والاوار: الحر.

(٦) ن: يلزمها.

(٧) العثمانية: ٤٦ منقول بالمعنى.

(٨) ن: يباشره.

١٢٥

عن مصادمة الجيوش بعساكره وإن كان قارا في منزله آمنا في محاله. وبتقدير ذلك يظهر العدو عليه وعلى عساكره ورعيته وعلى مجد الإسلام وعزته وهو محذور عند من حامى عن الإسلام بدينه الثابت وحميته.

قال خاذل السنة فإذا كان رئيس الجيش أعظم عناء(١) وأشدهم احتمالا(٢) فلا أجد(٣) أشبه بالرئيس ممن اختاره الرئيس وزيرا وصاحبا(٤) ومعينا لأن الرجل إذا كان في رأي العين صاحب أمر الرئيس والمستولي(٥) على الخاصة والعامة(٦) والقربة منه في ظعنه ومقامه وخلواته وهديه(٧) واستحقاقه(٨) وكان هو المبتدئ بالكلام عنده والمفزع في الحوائج بعده والثاني في الدعاء إلى الله ودينه ولا نعلم هذه الخصال اجتمعت في غير أبي بكر الصديقرضي‌الله‌عنه وأن الناس كانوا يقولون أبو بكر الصديق(٩) (١٠) وسرد المشار إليه من غث الكلام نحو هذا

والذي يقال عليه إنه مخمد نار البلاغة مقيد لسان اليراعة(١١) إذ البهت المحض والكذب الصراح يقطع مواد الاعتبارات اللطيفة في دفعه

__________________

(١) في المصدر: غناءا.

(٢) في المصدر بزيادة: للذي وصفنا فأشبه القوم حالا به اعظم غناءا وأشدهم احتمالا على قياس في الرئيس والكثير المشي بالسيف الى آخره.

(٣) في المصدر: ولا أحد.

(٤) في المصدر بزيادة: ومكانفأ.

(٥) في المصدر: المتولي.

(٦) لا توجد في المصدر.

(٧) في المصدر: هربه.

(٨) في المصدر: استخفائه.

(٩) لا توجد في: ن.

(١٠) العثمانية: ٥٠.

(١١) ق: الفصاحة.

١٢٦

والتدقيقات الشريفة في قمعه كمن يقول هذه الشمس ليل والليل نهار والحجر رخو والماء صلب والنار باردة والثلج حار ولا بأس(١) أن نذكر مع هذا شيئا من التفصيل القامع زخارفه والكاشف عن بهته.

ادعى الوزارة لمن أشار إليه والروايات المتكاثرة عن المخالف الذي لا يتهم أن ذلك وصف أمير المؤمنين صلوات الله عليه وما هو أبلغ منه.

روى الحافظ(٢) أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه قال حدثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم حدثنا محمد بن العباس(٣) حدثنا عباد بن يعقوب حدثنا علي بن هاشم بن البريد عن عمرو بن حريث.

وحدثنا الحسن بن محمد السكوني حدثنا محمد بن إبراهيم العامري حدثنا يحيى بن الحسن بن الفرات حدثنا أبو عبد الرحمن المسعودي عن عمرو بن حريث عن إبراهيم بن سليمان عن الحصين الثعلبي عن أسماء بنت عميس قالت رأيت النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بإزاء ثبير وهو

__________________

(١) ق وج: يأمن.

(٢) الحافظ أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه بن فورك بن موسى بن جعفر الاصبهاني محدث اصبهان صاحب التفسير الكبير والتاريخ.

كان من فرسان الحديث، فهما ويقظا ومتقنا كثير الحديث جدا.

مولده سنة ٣٢٣ ه‍ وروى عن ابيه وعن أبي سهل بن زياد القطان وميمون بن اسحاق وعبد الله ابن اسحاق الخراساني.

وروى عنه خلق كبير منهم: محمد بن ابراهيم العطار وأبو عمرو عبد الوهاب وأبو القاسم عبد الرحمن ابنا الحافظ ابن مندة له كتاب ( المستخرج على صحيح البخاري ) و ( التشهد وطرقه وألفاظه ) وتفسير للقرآن في سبع مجلدات.

مات لست بقين من شهر رمضان سنة ٤١٠ ه‍ عن سبع وثمانين سنة.

انظر: سير اعلام النبلاء: ١٧ / ٣٠٨ وتاريخ اصفهان: ١ / ١٦٨ والوافي بالوفيات: ٨ / ٢٠١ والنجوم الزاهرة: ٤ / ٢٤٥ وطبقات الحفاظ: ٤١٢.

(٣) ن: العياش.

١٢٧

يقول أشرق(١) ثبير اللهم إني أسألك بما(٢) سألك أخي موسى أن تشرح( لِي صَدْرِي ) وأن تيسر( لِي أَمْرِي ) وأن تحلل( عُقْدَةً مِنْ لِسانِي ) كي( يَفْقَهُوا قَوْلِي ) وأن تجعل( لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي ) عليا أخي( أَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي ) و( اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي ) ( كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيراً وَنَذْكُرَكَ كَثِيراً ) الآية(٣)

وروى أبو إسحاق الثعلبي عن الحسين بن محمد حدثنا موسى بن محمد حدثنا الحسين(٤) بن علي بن شبيب المقري حدثنا عباد بن يعقوب حدثنا علي بن هاشم عن صباح بن يحيى المزني عن زكريا بن

__________________

(١) ن: أشرف.

(٢) ج: مما.

(٣) اقتباس من الآيات:( قالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي* وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي* وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسانِي* يَفْقَهُوا قَوْلِي* وَاجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي* هارُونَ أَخِي* اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي* وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي* كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيراً* وَنَذْكُرَكَ كَثِيراً ) . طه: ٢٥ - ٣٤.

وقد جاء هذا الحديث في كتاب « تجهيز الجيش » على ما في ( احقاق الحق ): ٤ / ٥٨ باختلاف يسير في بعض الفاظه.

وقال السيوطي في الدر المنثور في ذيل تفسير قوله تعالى: ( قالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي ) في اوائل سورة طه:

واخرج السلفي في الطيوريات، عن ابي جعفر محمد بن علي - عليهما‌السلام - قال: لما نزلت: ( وَاجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي هارُونَ أَخِي* اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي ) كان رسول الله - صلى الله عليه ( وآله ) وسلم - على جبل ثم دعا ربه وقال: اللهم اشدد ازري بأخي علي، فأجابه الى ذلك.

الحسكاني في شواهد التنزيل: ١ / ٣٦٨.

بسنده عن حذيفة بن اسيد، قال: أخذ النبي بيد علي بن ابي طالب، فقال: ابشر وابشر، ان موسى دعا ربه أن يجعل له وزيرا من أهله هارون، واني ادعو ربي ان يجعل ( لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي ) علي أخي، اشدد به ظهري، ( وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي ) .

وايضا فيه: بسنده عن اسماء بنت عميس، تقول: سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول: اللهم اني أقول كما قال أخي موسى، اللهم ( اجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي ) ، عليا ( أَخِي، اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي، وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي ) الى قوله: ( بَصِيراً ) .

(٤) ن: الحسن.

١٢٨

منشر(١) عن أبي إسحاق عن البراء قال:

لما نزلت( وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ) (٢) وذكر متنا مطولا أثبته في كتاب الأزهار منه ثم أنذرهم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال يا بني عبد المطلب إني أنا النذير إليكم من الله عز وجل والبشير لما يجيء به أحد جئتكم بالدنيا والآخرة فأسلموا وأطيعوني تهتدوا من يؤاخيني ويؤازرني ويكون وليي ووصيي بعدي وخليفتي في أهلي ويقضي ديني فأسكت القوم وأعاد ذلك ثلاثا كل ذلك يسكت القوم ويقول علي أنا فقال أنت فقام القوم وهم يقولون لأبي طالب أطع ابنك فقد أمر عليك(٣) .

__________________

(١) ن: مبشر.

(٢) الشعراء: ٢١٤.

(٣) الكشف والبيان: مخطوط.

وقد جاء في كنز العمال: ٦ / ٣٩٧ قال:

عن علي عليه‌السلام قال: لما نزلت هذه الآية على رسول الله - صلى الله عليه ( وآله ) وسلم ( وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ) دعاني رسول الله - صلى الله عليه ( وآله ) وسلم - فقال: يا علي ان الله امرني انذر عشيرتي الأقربين فضقت بذلك ذرعا، وعرفت اني مهما أناديهم بهذا الأمر أرى منهم ما اكره، فصمت عليها حتى جاءني جبريل فقال: يا محمد انك ان لم تفعل ما تؤمر به يعذبك ربك، فاصنع لي صاعا من طعام، واجعل عليه رجل شاة واجعل لنا عسا من لبن، ثم اجمع لي بني عبد المطلب حتى اكملهم وابلغ ما امرت به، ففعلت ما أمرني به، ثم دعوتهم وهم يومئذ اربعون رجلا يزيدون رجلا أو ينقصونه، فيهم اعمامه أبو طالب، وحمزة، والعباس، وأبو لهب، فلما اجتمعوا اليه، دعاني بالطعام الذي صنعته لهم، فجئت به فلما وضعته تناول النبي - صلى الله عليه ( وآله ) وسلم - حسبت خربة من اللحم - فشقها بأسنانه، ثم ألقاها في نواحي الصحفة، ثم قال: كلوا بسم الله، فأكل القوم، حتى نهلوا عنه ما نرى إلاّ آثار أصابعهم والله ان كان الرجل الواحد منهم ليأكل مثل ما قدمت لجميعهم، ثم قال: اسق القوم يا علي، فجئتهم بذلك العس، فشربوا منه حتى رووا جميعا، وأيم الله ان كان الرجل منهم ليشرب مثله، فلما أراد النبي - صلى الله عليه ( وآله ) وسلم - أن يكلمهم. بدره أبو لهب الى الكلام فقال: لقد سحركم صاحبكم فتفرق القوم ولم يكلمهم النبي - صلى الله

١٢٩

ومن طريف ما يذكر في هذا المقام ما وقفت عليه من(١) كتاب جاماسب(٢) ويقال إن تاريخ المصنف أربعة ألف ( كذا ) سنة قال بعد أن ذكر فنونا:

واسم هذا النبي إشارة(٣) إلى الرسول محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مهرآزماي ويكون عمره ثلاث قرانات وسدس من يوم مولده ويكون موته بغتة لأنه(٤) اتفق طالع مولده الميزان وصاحب بيت الطالع في الخامس في بيت العافية يدل على أنه يعتمد في زمن هذا النبي شابا مذكر

__________________

عليه ( وآله ) وسلم -.

فلما كان الغد فقال: يا علي ان هذا الرجل قد سبقني الى ما سمعت من القول فتفرق القوم قبل أن أكلمهم، فعد لنا مثل الذي صنعت بالأمس من الطعام والشراب، ثم اجمعهم لي ففعلت، ثم جمعتهم، ثم دعاني بالطعام فقربته، ففعل به كما فعل بالأمس، فأكلوا وشربوا حتى نهلوا، ثم تكلم النبي - صلى الله عليه ( وآله ) وسلم - فقال: يا بني عبد المطلب اني والله ما أعلم شابا في العرب جاء قومه بأفضل مما جئتكم به، اني قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة، وقد أمرني الله ان ادعوكم اليه فأيكم يوآزرني على أمري هذا؟ فقلت: - وأنا أحدثهم سنا، وارمصهم عينا، وأعظمهم بطنا، وأحمشهم ساقا، - انا يا نبي الله اكون وزيرك عليه، فأخذ برقبتي فقال: ان هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم، فاسمعوا له وأطيعوا، فقام القوم يضحكون ويقولون لأبي طالب: قد أمرك أن تسمع وتطيع لعلي.

قال: أخرجه ابن اسحاق وابن جرير وابن ابي حاتم وابن مردويه وأبو نعيم والبيهقي في الدلائل.

ورواه ابن سعد ملخصا في طبقاته: ج ١ القسم ١ ص ١٢٤ وابن جرير في تاريخه باختلاف يسير: ٢ / ٦٢.

(١) ان: في.

(٢) جاماسب نامه او فرهنگ ملوك وأسرار عجم، وهو مكتوب باللغة الفارسية القديمة وهو لجاماسب ابن لهراسب المولود سنة ٤٩٩٤ بعد هبوط آدم من الجنة ( حسب ما ورد في مقدمته ) والكتاب مطبوع في بمبي سنة ١٣١٢ ه‍.

(٣) ج وق: وأشار.

(٤) ق وج: انه.

١٣٠

( كذا )(١) ويخرجون على أهله ووصيه وعقبه(٢) جماعة يكونون مقرين بدينه ويذكرونه بالقبيح ويقتلون أولاده وسبب ذلك أن اليد التي فيها الجوهر واليد التي فيها الكتاب للمشتري إلى جهة زحل وهو ناظر إلى سائر أيدي(٣) الكواكب تدل وتوجب(٤) أنه يقع في دينهم الضعف بل على الحقيقة لأنهم يخالفون دينه ويكونون يزيحون تنزيله(٥) ووزيره عن الحق(٦) .

وذكر قبل ذلك وبعده فنونا عجيبة باهرة وفي ذلك تقوية لسواد وجه المخذول.

وأما الصحبة فقد ذكرنا(٧) بعض ما يتعلق بالكلام(٨) عليها.

وأما كون منصوره مغنيا ترجيحا لذلك على جانب أمير المؤمنين صلوات الله عليه فإنه بغي ظاهر إذ كان أمير المؤمنينعليه‌السلام ردأه من حال الطفولية إلى حين مفارقته الدنيا تارة بالسيوف المشرفية وتارة باحتمال الأثقال حسب ما تضمنته هذه الرواية وغيرها من السير الجلية ما بين محاجزة(٩) أعدائه واحتمال المخاطرة من جرائه إلى إصلاح حذائه مختصا به إلى أن أدخله ضريحه وقد أهمله أكثر خلصائه حتى أن

__________________

(١) ن: بدل هذه العبارة: بعد وفاته ما لا يذكر.

(٢) ج وق: عقب.

(٣) لا توجد في: ق.

(٤) ن: يدل ويوجب.

(٥) ما بين المعقوفتين لا يوجد في: ن، وبدله: ويعزلون شريكه.

(٦) جاماسب نامه: ١٦ و ١٧.

(٧) مر ص: (٥٥).

(٨) لا توجد في: ن.

(٩) في ن: بزيادة: رؤساء.

١٣١

الله تعالى قرن معونته لهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بمعونته له ومعونة جبرئيل أخص ملائكته في قوله تعالى في شأن عائشة وحفصة رضوان الله عليهما( وَإِنْ تَظاهَرا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذلِكَ ظَهِيرٌ ) (١) إذ المراد بصالح المؤمنين عليعليه‌السلام ورواه الثعلبي(٢) ورفعه أبو نعيم(٣) إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (٤) .

قال صاحب كتاب الاستيعاب حدثنا أحمد بن محمد قال حدثنا أحمد بن الفضل قال حدثنا محمد بن جرير قال حدثنا

__________________

(١) التحريم: ٤ والآية كاملة:( إِنْ تَتُوبا إِلَى اللهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُما وَإِنْ تَظاهَرا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذلِكَ ظَهِيرٌ ) .

(٢) الكشف والبيان: مخطوط.

(٣) معرفة الصحابة: مخطوط.

(٤) قال السيوطي في الدر المنثور، في ذيل تفسير الآية الشريفة في سورة التحريم:

وأخرج ابن مردويه، عن أسماء بنت عميس، سمعت رسول الله - صلى الله عليه [ وآله ] وسلم - يقول: ( وَصالِحُ الْمُؤْمِنِينَ ) ، قال: عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام .

وقال أيضا:

وأخرج ابن مردويه وابن عساكر عن ابن عباس في قوله: ( وَصالِحُ الْمُؤْمِنِينَ ) ، قال: هو عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام .

وفي كنز العمال: ١ / ٢٣٧. قال:

عن عليّ - عليه‌السلام - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه [ وآله ] وسلّم - في قوله: ( وَصالِحُ الْمُؤْمِنِينَ ) ، قال: هو عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام .

وقال ابن حجر في صواعقه: ص ١٤٤.

بل في حديث ورد موقوفا ومرفوعا ( صالِحُ الْمُؤْمِنِينَ ) عليّ كرّم الله وجهه.

الهيثمي في مجمعه: ٩ / ١٩٤ قال:

وعن حبيب بن يسار، لما اصيب الحسين بن عليّ - عليهما‌السلام - قام زيد بن ارقم على باب المسجد فقال: افعلتموها؟ اشهد لسمعت رسول الله - صلى الله عليه [ وآله ] وسلّم - يقول: اللهم اني استودعكهما وصالح المؤمنين، فقيل لعبيد الله بن زياد: ان زيد بن ارقم قال كذا وكذا، قال: ذاك شيخ قد ذهب عقله.

١٣٢

علي(١) بن عبد الله الدهقان(٢) قال حدثنا مفضل(٣) بن صالح عن سماك ابن حرب عن عكرمة عن ابن عباس قال - لعلي أربع خصال ليست لأحد غيره وهو أول عربي وعجمي صلى مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهو الذي كان معه لواؤه(٤) في كل زحف وهو الذي صبر معه يوم فر عنه غيره وهو الذي غسله وأدخله قبره(٥) .

قال صاحب كتاب الاستيعاب ولم يتخلف عن مشهد شهده رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (٦) منذ قدم المدينة إلا تبوك فإنه خلفه رسول الله على المدينة وعلى عياله بعده في غزوة تبوك فقال(٧) له أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي(٨) .

وروى قولهعليه‌السلام أنت مني بمنزلة هارون من موسى جماعة من الصحابة وهو من أثبت الآثار وأصحها(٩) .

__________________

(١) في المصدر: احمد، وفي هامشه عن نسخة أخرى حدثنا عليّ بن عبد الله أبو هفان.

(٢) في المصدر: الدقاق.

(٣) ق: محمد.

(٤) في المصدر: لواءه معه.

(٥) الاستيعاب: ٣ / ١٠٩٠ وذكره أيضا الحاكم في مستدركه: ٣ / ١١١ الا انه ذكر فيه: والذي صبر معه يوم المهراس.

(٦) في المصدر: مذ.

(٧) في المصدر: وقال.

(٨) الاستيعاب: ٣ / ١٠٩٧.

(٩) انظر: صحيح البخاري: في كتاب بدء الخلق، صحيح مسلم: في كتاب فضائل الصحابة في باب فضائل عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام . صحيح ابن ماجة: ص ١٢، مسند احمد بن حنبل: ١ / ١٧٤، مسند أبي داود الطيالسي: ١ / ٢٨، حلية الأولياء: ٧ / ١٩٤، خصائص النسائي بطريقين ص ١٥ و ١٦، صحيح الترمذي: ٢ / ٣٠١، تاريخ بغداد ١ / ٣٢٤ و ٤ / ٢٠٤ و ٩ / ٣٩٤، مستدرك الصحيحين: ٢ / ٣٣٧ الدر المنثور: في تفسير قوله تعالى:( ما كانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُمْ مِنَ الْأَعْرابِ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنْ رَسُولِ اللهِ ) في أواخر سورة التوبة،

١٣٣

أقول هذا جزء(١) لا صيور(٢) له من كل(٣) ذكرته عند كلام عدو الإسلام لئلا يخلو كلامه من جواب وباقي دعاويه من الاختصاص وفنونه(٤) إحالة(٥) على ما لا أعرفه من طرقنا ولا أعرف أن من خالفنا يذهب إليه على الحد الذي عول عليه.

وإنما المشار إليه يأخذ العلم ويستطيب الكتابة فيكتب ما يرى ويستهدي قلمه ويؤم هواه.

والذي يظهر لي من حاله الشاهدة بعداوة الإسلام أنه يأتي إلى(٦) أمير المؤمنينعليه‌السلام فيذكر فيه من المدائح والقول الجميل ما يهيج به منافرة غير شيعته ليسطوا بذلك على شيعته وعليه ثم يأتي متعصبا لغيره مجدا في التعرض بأمير المؤمنين صلوات الله عليه حتى يهيج خواطر ذريته وشيعته ليسطوا(٧) على غيره قادحين فيه إن لم يزجرهم زاجر عنه يقعد بمثابه متفرج مشتف من القبيلين يضرب هذا القبيل بهذا القبيل غير منصف لأحدهما ولا حان عليهما أسوة بمروان بن الحكم إذ كان يرمي سهما في عسكر أمير المؤمنينعليه‌السلام وسهما في عسكره ويرى الفتح بأي القبيلين كانت النازلة.

__________________

طبقات ابن سعد: ج ٣ القسم ١ ص ١٥، اسد الغابة: ٥ / ٨، كنز العمال ٣ / ١٥٤ و ٥ / ٤٠ و ٦ / ١٥٤ و ٦ / ١٥٤ بلفظين، مجمع الزوائد: ٩ / ١٠٩ و ٩ / ١١٠، الرياض النضرة: ٢ / ١٦٤ و ٢ / ١٩٥، ذخائر العقبى ص ١٢٠.

(١) ن: خبر.

(٢) الصيّور: المنتهى والغاية.

(٣) ن: بزيادة ما.

(٤) ق: معنونة.

(٥) ن: احالة.

(٦) لا توجد في: ن.

(٧) ن: يتسلّطوا.

١٣٤

وذكر عدو أمير المؤمنينعليه‌السلام ألفاظا سردها من كون منصوره كان مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ثاني اثنين في التقدم إلى الإسلام وثاني اثنين في الدعاء إلى الإسلام وثاني اثنين في كثرة المستجيبين و( ثانِيَ اثْنَيْنِ ) في الغار وثاني اثنين في الهجرة وثاني اثنين في العريش(١) .

والذي يقال على هذا:

أن أمير المؤمنينعليه‌السلام كان ثاني اثنين أحدهما رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في التقدم إلى الإسلام وقد سبق تقريره حقا(٢) ويأتي أيضا بعد ما هو مؤكد له وثاني اثنين أحدهما رسول الله في الحث على الإسلام وقد ذكرنا حال المستجيبين له مع ثبوت ذلك(٣) .

وأما كونه( ثانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُما فِي الْغارِ ) فقد ذكرنا ما يتعلق بالغار(٤) وبإزائه أن علياعليه‌السلام أوحد الكل في المبيت على الفراش.

وأما كونه ثاني اثنين في العريش مشرفا بذلك له على أمير المؤمنينعليه‌السلام خاطف أرواح الكفار قاطف رءوس الفجار مسعر هاتيك المواقف بنار عزائمه وضرام صوارمه بل مخمدها بسكب قواطر صوارمه فطريف إذ قد سبق له كلام في أنه ليس الوادع كالمفتون ولا المستريح كالمتعب(٥) وأراه هاهنا قد نسي ما قرره وأنكر ما حرره.

ثم هو بذلك راد على كتاب الله تعالى المجيد في قوله( لا يَسْتَوِي

__________________

(١) العثمانية: ٥٤.

(٢) مرّت الاشارة اليه ص (٣١).

(٣) ص: ٤٠.

(٤) ص: ٥٤.

(٥) مرّ ص: (٣٨).

١٣٥

الْقاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فَضَّلَ اللهُ الْمُجاهِدِينَ بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلًّا وَعَدَ اللهُ الْحُسْنى وَفَضَّلَ اللهُ الْمُجاهِدِينَ عَلَى الْقاعِدِينَ أَجْراً عَظِيماً ) (١) .

وإنما الحكمة قضت بأن يعول في هاتيك المقامات على أرباب النجدة ويستند فيها إلى أخدان العزائم

بني هاشم لا ناكلين إذا ألقنا

تحطم والبيض(٢) الرقاق تثلم

وقد سل باع الموت عضبا شفاره

تدر(٣) نفوس الصيد واليوم أيوم(٤)

إذا التاحه الثبت الصئول توهما

أزال الحياة الخاطر المتوهم(٥)

ولا إلى غيرهم ممن لم يحسن الظن به في خوض أعماق الجلاد ومباشرة شفار الرقاق الحداد والفراسة نبوية بل مهذبه بالتدبيرات الإلهية.

وأما كونه ثاني اثنين في الهجرة فإنه كذب صريح إذ كان مصعب بن عمير(٦) سبق إلى الهجرة قبل توجه رسول الله - صلى الله عليه [ وآله ] -

__________________

(١) النساء: ٩٥.

(٢) البيض: السيوف.

(٣) ن: تدور.

(٤) ق: انوم، ويوم ايوم، يوم طويل لشدّته ( المنجد ).

(٥) في الهامش: لمنشيه أدام الله سعادته.

(٦) مصعب بن عمير بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار، البدري القرشي الشهيد بيوم احد.

كان انعم غلام بمكة وارفهه، اسلم على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وشارك المسلمين الأوائل جشوبة العيش حتى ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله رآه يوما وعليه بردة له مرقوعة بفروة فذرفت عيناه عليه. استشهد مصعب في غزوة احد وكان على رأس جماعة أمرهم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بالبقاء على الشعب ولما غلب المسلمون في الهجمة الاولى واستولوا على الغنائم، ترك المسلمون الشعب وانحدروا الى الوادي للمشاركة في جمع الغنائم مع بقية المسلمين الاّ مصعب ونفر قليل بقوا على الشعب فاستشهدوا.

انظر: سير اعلام النبلاء: ١ / ١٤٥ طبقات ابن سعد: ٣ / ١ / ٨١ الجرح والتعديل: ٨ / ٣٠٣

١٣٦

إلى الجهات اليثربية والعرصات الطيبية.

ومنّ (١) عدو أمير المؤمنين على الإسلام بمسطح بن أثاثة وإسلامه على يد أبي بكر(٢) وهو قاذف عائشة بالقبيح حكى ذلك عدو أمير المؤمنين الجاحظ وغيره.

وهذا قد ينبهك على أن عدو الإسلام يسر حسوا في ارتغاء ويريد القدح في المسلمين وزوج سيد النبيين إذ أي مدحة تتعلق بما ذكر توازي ما(٣) حكاه من قدحه في عائشة بالزناء انتقم الله تعالى منه.

وذكر الناصب أن أبا بكر حث على المشركين ببدر(٤) وكذا عمر(٥) .

وأقول إني لست مصححا ما يحكيه ولا مستثبتا ما يرويه لأني أراه عين المباهت في المعلومات فكيف في الروايات.

أضربنا عن هذا فأين القول وتخلف الفعل عنه من الفعل التام وقطف الثمرات منه إذ بسيف أمير المؤمنين صلوات الله عليه ذلت رقاب

__________________

حلية الأولياء: ١ / ١٠٦ الاصابة: ٩ / ٢٠٨ اسد الغابة: ٥ / ١٨١.

(١) ن: ورمز.

(٢) قال الجاحظ في العثمانية: ٥٤.

كمسطح بن أثاثة، فقد كان ربيبه، وابن خالته، وعلى يده أسلم، وبه استبصر، ولم يزل في مؤونته قبل بدر وبعد ذلك الى آخره.

ومسطح هذا هو ابن اثاثة بن عباد بن المطلب بن عبد مناف مهاجري بدري وهو المذكور في قصة الافك، كان فقيرا ينفق عليه أبو بكر توفى سنة أربع وثلاثين عن ست وخمسين سنة.

انظر: طبقات ابن سعد: ٣ / ١ / ٣٦ وسير أعلام النبلاء: ١ / ١٨٧ والجرح والتعديل: ٨ / ٤٢٥ واسد الغابة ٥ / ١٥٦ والاصابة: ٩ / ١٨٢.

(٣) ق: بما.

(٤) العثمانية: ٥٦.

(٥) المصدر السابق: ٥٧.

١٣٧

الكفر ووهت دعائم الشرك وتمهدت أساس الإسلام فكل مسلم خول(١) لأمير المؤمنين صلّى الله عليه فابن عمه سيده الأصل وهو الفرع أصل الفروع وقوامها ورئيس الجموع وسنامها قتل في ذلك اليوم أربعة وأربعين ذكره بعض الفضلاء وقال آخر خمسة وثلاثين وذلك شطر المقتولين عدا من شرك فيه منهم الوليد بن عتبة خال معاوية وحنظلة أخوه والعاص بن سعيد الذي حاد عنه عمر بن الخطاب وعمير بن عثمان عم طلحة وعتاب ومالك ابنا عبيد الله أخوا طلحة بن عبيد الله واقتصرت على ذكر هؤلاء اختصارا(٢) .

وكم لأمير المؤمنين وقائعا

أذلت عزيز المجد من فرق الشرك

مناقب لا يغتالها قدح قادح

إذا اغتال معنى غيرها خاطر الشك(٣) .

وكرر(٤) عدو الصحابة والقرابة كمال(٥) العريش وأن جماعة أعيانا(٦) شهدوا بدرا لأبي بكر بهم تعلق فتنة وجعل له نصيبا في مشهدهم.

والذي يقال على هذا:

أما العريش فقد ذكرنا عن كثب ما يتعلق به وأما تشريف من أشار إليه ممن كان له في تهذيبه نصيب من الجماعة الذين عينهم فهو وإياهم جميعا كانوا فرعا لأمير المؤمنينعليه‌السلام إذ كان أول الناس إسلاما كما

__________________

(١) الخول: العبيد.

(٢) ق: اقتصارا.

(٣) في الهامش: لمنشيه ضاعف الله جلاله.

(٤) ن: وذكر.

(٥) ن: حال.

(٦) كالزبير وطلحة وسعد وعبد الرحمن وعثمان ومسطح بن اثاثة انظر العثمانية: ٥٤.

١٣٨

سلف(١) وكم حدث جذب شيخا إلى طريق الصواب وسدده وساقه إلى الحق وأرشده إذ يرى الشيخ شابا حدثا أم كعبة الهدى وتجنب مداحض الضلال فيرى أنه بالأخلق أن يؤم ما أم ويقصد ما قصد.

أضربنا عن هذا فمن الذي وافقه على ما قال من إرشاد من أشار إليه.

سلمنا ذلك لكن بقدر ما أرشد رضوان الله عليه وكان له نصيب في جهاده كان بإزائه هضم عزمه في القعود على العريش إذ يرى من اقتدى به غير خائض فيما خاض ولا ناهض فيما نهض فبالأخلق أن يقتدي به في الآخر كما اقتدى به في الأول.

وبإزائه ما ذكره المفضل بن سلمة(٢) من كونه لما قال لن نغلب اليوم من قلة هزم أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بها وانهزم معهم وكانوا اثني عشر ألفا أضعاف من كان ببدر مع أن أمير المؤمنينعليه‌السلام كما سلف قتل شطر المقتولين وتخلف الباقون وكان من تخلف من المقتولين قتل بالملائكة ومجموع أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فكم(٣) تكون حصة من أشار إليهم من ذلك وكم يكون قدر نصيبه من انصبائهم إن كانوا قتلوا وبإزاء ذلك الفرار يوم خيبر نقلته من كتاب فضائل عليعليه‌السلام تصنيف أحمد بن حنبل(٤) .

__________________

(١) مرت الاشارة اليه: ص ٢٨.

(٢) لم أعثر على ترجمة له في المصادر التي بين يدي وفي قائل هذه الكلمة اختلاف بين أهل السير والتاريخ فبعض يذهب الى أن قائلها أبو بكر وبعض بأنه سلمة بن سلامة بن وقش، انظر تفسير الخازن في ذيل تفسير الآية( وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ ) من سورة التوبة.

(٣) ق: كم يكونوا.

(٤) فضائل الصحابة لاحمد بن حنبل: ٢ / ٥٩٣ حديث ١٠٠٩.

حدثنا عبد الله بن احمد بن حنبل، قال حدثنا ابي، قال حدثنا زيد بن الحباب، قال: حدثني

١٣٩

__________________

الحسين بن واقد، قال: حدثني جدي، عبد الله بن بريدة، قال: سمعت أبي يقول:حاصرنا خيبر، فأخذ اللواء أبو بكر، فانصرف ولم يفتح له. ثم أخذه من الغد عمر، فخرج ورجع ولم يفتح له، وأصاب الناس يومئذ شدة وجهد، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : اني دافع اللواء غدا الى رجل، يحبه الله ورسوله، ويحب الله ورسوله، لا يرجع حتى يفتح له، فبتنا طيبة أنفسنا، ان الفتح غدا، فلما أصبح رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله صلى الغداة، ثم قام قائما، ودعا باللواء، والناس على مصافهم، فدعا عليا وهو أرمد، فتفل في عينيه، ودفع اليه اللواء وفتح له. قال بريدة: وأنا فيمن تطاول لها.

وأيضا عن مسند احمد بن حنبل: ٢ / ٣٨٤ وفضائل الصحابة له: ٢ / ٦٠٢ حديث ١٠٣٠، بسنده عن أبي هريرة، قال:

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يوم خيبر: لادفعن الراية الى رجل، يحب الله ورسوله، ويفتح الله عليه. قال: فقال عمر: فما أحببت الامارة قبل يومئذ فتطاولت لها واستشرفت رجاء أن يدفعها اليّ، فلما كان الغد دعا عليا فدفعها اليه، فقال: قاتل ولا تلتفت، حتى يفتح عليك فسار قريبا، ثم نادى: يا رسول الله على ما أقاتل؟ قال: حتى يشهدوا: ان لا اله الا الله، وأن محمدا رسول الله، فاذا فعلوا ذلك، فقد منعوا منّي دماءهم وأموالهم الا بحقها، وحسابهم على الله.

وفي تفسير الثعلبي ( على ما في العمدة: ١٥٠ ) في تفسير قوله تعالى: ( وَيَهْدِيَكَ صِراطاً مُسْتَقِيماً ) ( الفتح: ٢ ).

وذلك في فتح خيبر وبالاسناد المقدم، قال: حاصر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أهل خيبر حتّى اصابتنا مخمصة شديدة، وان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله اعطى اللواء عمر بن الخطاب، ونهض من نهض معه من الناس، فلقوا أهل خيبر، فانكشف عمر وأصحابه، ورجعوا الى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يجبنه أصحابه ويجبنهم فكان رسول الله قد أخذته الشقيقة ( صداع ) فلم يخرج الى الناس. وأخذ أبو بكر راية رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ثم نهض يقاتل، ثم رجع، فأخذها عمر فقاتل، ثم رجع فأخبر بذلك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال: أما والله لأعطين الراية غدا رجلا، يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، ويأخذها عنوة، وليس ثم علي - عليه‌السلام - فلما كان الغد، تطاول لها أبو بكر وعمر، ورجال من قريش رجاء كل واحد منهم أن يكون صاحب ذلك فأرسل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ابن الأكوع الى علي بن أبي طالب عليه‌السلام فدعاه، فجاءه على بعير له، حتى أناخ قريبا من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وهو أرمد، قد عصب عينيه بشقة برد قطري.

١٤٠

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534