بناء المقالة الفاطمية في نقض الرسالة العثمانية

بناء المقالة الفاطمية في نقض الرسالة العثمانية11%

بناء المقالة الفاطمية في نقض الرسالة العثمانية مؤلف:
المحقق: السيد علي العدناني الغريفي
تصنيف: مفاهيم عقائدية
الصفحات: 534

بناء المقالة الفاطمية في نقض الرسالة العثمانية
  • البداية
  • السابق
  • 534 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 184239 / تحميل: 7015
الحجم الحجم الحجم
بناء المقالة الفاطمية في نقض الرسالة العثمانية

بناء المقالة الفاطمية في نقض الرسالة العثمانية

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

أخبرنا جعفر بن عَوْن ، حدَّثنا هشام بن سعيد ، قال : حدَّثنا زيد بن أَسْلم :

أن مَرْوَان بن الحكم كان يوماً وهو أمير على المدينة عنده أبو سعيد الخُدْرِي ، وزيد بن ثابت ، ورافع بن خُدَيْجٍ ، فقال مروان : يا أبا سعيد ، أرأيت قوله تعالى :( لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِما أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِما لَمْ يَفْعَلُوا ) والله إنا لنفرح بما أتينا ، ونحب أن نحمد بما لم نفعل؟ فقال أبو سعيد : ليس هذا في هذا ، إنما كان رجال في زمن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، يتخلفون عنه وعن أصحابه في المغازي ، فإذا كانت فيهم النكبة وما يكرهون فرحوا بتخلفهم ، فإذا كان فيهم ما يحبون حلفوا لهم ، وأحبوا أن يحمدوا بما لم يفعلوا.

٢٨٢ ـ أخبرنا سعيد بن محمد الزاهد ، أخبرنا أبو سعيد بن حمدون ، أخبرنا أبو حامد بن الشرقيّ ، قال : حدَّثنا أبو الأزهر ، قال : حدَّثنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا ابن جريج ، قال : أخبرني ابن أبي مليكة : أن علقمة بن وقاص أخبره أن مروان قال لرافع بوابه : اذهب إلى ابن عباس ، وقل له : لئن كان [كل] امرئ منا فرح بما أتي ، وأحب أن يحمد بما لم يفعل عذَّب ـ لنعذبن أجمعين. فقال ابن عباس : ما لكم ولهذا؟ إنما دعا النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، اليهود فسألهم عن شيء ، فكتموه إياه وأخبروه بغيره ، فأروه أن قد استحمدوا إليه بما أخبروه فيما سألهم ، وفرحوا بما أَتوا من كتمانهم إِياه. ثم قرأ ابن عباس :( وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ ) رواه البخاري عن إبراهيم بن موسى عن هشام ، ورواه مسلم عن زهير بن حرب عن حجاج ، كلاهما عن ابن جُرَيج.

__________________

[٢٨٢] أخرجه البخاري في كتاب التفسير (٤٥٦٧).

ومسلم في كتاب صفات المنافقين (٨ / ٢٧٧٨) ص ٢١٤٣.

والترمذي في التفسير (٣٠١٤).

والنسائي في التفسير (١٠٦) وابن جرير (٤ / ١٣٨).

والحاكم في المستدرك (٢ / ٢٩٩) وقال صحيح الإسناد ووافقه الذهبي.

وذكره السيوطي في اللباب (ص ٦٧).

وزاد نسبته في الدر (٢ / ١٠٨) لابن المنذر وابن أبي حاتم.

والطبراني والبيهقي في الشعب.

١٤١

٢٨٣ ـ وقال الضحاك : كتب يهود المدينة إلى يهود العراق واليمن ومَنْ بلغهم كتابهم من اليهود في الأرض كلها : أن محمداً ليس نبي الله ، فاثبتوا على دينكم ، وأجمعوا كلمتكم على ذلك. فأجمعت كلمتهم على الكفر بمحمدصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، والقرآن. ففرحوا بذلك. وقالوا : الحمد لله الذي جمع كلمتنا ، ولم نتفرق ، ولم نترك ديننا ، وقالوا : نحن أهل الصوم والصلاة ونحن أولياء الله. وذلك قول الله تعالى :( يَفْرَحُونَ بِما أَتَوْا ) بما فعلوا( وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِما لَمْ يَفْعَلُوا ) يعني بما ذكروا من الصوم والصلاة والعبادة.

[١٢٩]

قوله تعالى :( إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ ) الآية. [١٩٠].

٢٨٤ ـ أخبرنا أبو إسحاق المقري ، قال : أخبرنا عبد الله بن حامد ، أخبرنا أحمد بن محمد بن يحيى العنبري ، حدَّثنا أحمد بن نجدة ، حدَّثنا يحيى بن عبد الحميد الحماني ، أخبرنا يعقوب القمي ، عن جعفر بن أبي المغيرة ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قال :

أتت قريش اليهودي ، فقالوا : ما جاءكم به موسى من الآيات؟ قالوا : عصاه ويده بيضاء للناظرين. وأتوا النصارى فقالوا : كيف كان عيسى فيكم؟ فقالوا : يبرئ الأكمه والأبرص ويحيي الموتى. فأتوا النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقالوا : أدع لنا ربك يجعل [لنا] الصفا ذهباً. فأنزل الله تعالى :( إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبابِ ) .

[١٣٠]

قوله تعالى :( فَاسْتَجابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ ) الآية. [١٩٥].

__________________

[٢٨٣] مرسل ، وعزاه في الدر (٢ / ١٠٩) لعبد بن حميد وابن جرير.

[٢٨٤] في إسناده : يحيى بن عبد الحميد الحماني وهو متهم بسرقة الحديث.

وأخرجه النسائي في تفسيره (٣١٠) وذكره السيوطي في اللباب (ص ٦٩) قال الحافظ في الفتح (٨ / ٢٣٥) : فيه إشكال من جهة أن هذه السورة مدنية وقريش من أهل مكة ، ويحتمل أن يكون سؤالهم لذلك بعد أن هاجر النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى المدينة ولا سيما في زمن الهدنة أ. ه.

١٤٢

٢٨٥ ـ أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم النَّصْرَابَادِي ، أخبرنا أبو عمرو إسماعيل بن نجيد ، حدَّثنا جعفر بن محمد بن سوار ، أخبرنا قتيبة بن سعيد ، عن سفيان ، عن عمرو بن دينار ، عن سلمة بن عمر بن أبي سَلَمة ـ رجل من ولد أم سلمة ـ قال :

قالت أم سلمة : يا رسول الله ، لا أَسْمَعُ الله ذَكَرَ النساءَ في الهجرة بشيء. فأنزل الله تعالى :( فَاسْتَجابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ ) الآية. رواه الحاكم أبو عبد الله في صحيحه ، عن أبي عون محمد بن أحمد بن ماهان ، عن محمد بن علي بن زيد ، عن يعقوب بن حميد ، عن سفيان.

[١٣١]

قوله تعالى :( لا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلادِ ) . [١٩٦].

٢٨٦ ـ نزلت في مشركي مكة ، وذلك أنهم كانوا في رخاء ولين من العيش ، وكانوا يَتّجِرُونَ ويتنعمون ، فقال بعض المؤمنين : إن أعداء الله فيما نرى من الخير ، وقد هلكنا من الجوع والجهد. فنزلت هذه الآية.

[١٣٢]

قوله تعالى :( وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللهِ ) الآية. [١٩٩].

٢٨٧ ـ قال جابر بن عبد الله ، وأنس ، وابن عباس ، وقتادة :

__________________

[٢٨٥] أخرجه الترمذي في كتاب التفسير (٣٠٢٣).

وأخرجه الحاكم (٢ / ٣٠٠) من طريق مجاهد عن أم سلمة وصححه ووافقه الذهبي ، وأخرجه ابن جرير (٤ / ١٤٣).

وذكره السيوطي في لباب النقول (ص ٦٩) وزاد نسبته لعبد الرزاق وسعيد بن منصور ، وزاد نسبته في الدر (٢ / ١١٢) لابن المنذر والطبراني.

[٢٨٦] بدون سند.

[٢٨٧] حديث جابر بن عبد الله أخرجه ابن جرير (٤ / ١٤٦) وفي إسناده عنده أبو بكر الهذلي ، قال الحافظ في التقريب [٢ / ٤٠١] : متروك.

١٤٣

نزلت في النجاشي ، وذلك [أنه] لما مات نعاه جبريل ،عليه‌السلام لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، في اليوم الذي مات فيه. فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم لأصحابه : اخرجوا فصلوا على أخ لكم مات بغير أرضكم. فقالوا : ومن هو؟ فقال : النجاشي ، فخرج رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى البَقِيع ، وكُشِفَ له من المدينة إلى أرض الحبشة ، فأبصر سرير النجاشي ، وصلى عليه ، وكبّر أربع تكبيرات ، واستغفر له ، وقال لأصحابه : استغفروا له. فقال المنافقون : انظروا إلى هذا يصلي على عِلْجٍ حَبَشِيّ نَصْرَاني ، لم يره قط ، وليس على دينه ، فأنزل الله تعالى هذه الآية.

٢٨٨ ـ أخبرنا أبو الفضل أحمد بن محمد بن عبد الله بن يوسف ، حدَّثنا أبو عمرو محمد بن جعفر بن مطر إملاء ، قال : أخبرنا جعفر بن محمد بن سنان الواسطي ، أخبرنا أبو هانئ محمد بن بكار الباهلي ، حدَّثنا المُعْتَمِر بن سليمان ، عن حميد ، عن أنس قال :

قال نبي اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم لأصحابه : قوموا فصلوا على أخيكم النجاشي ، فقال بعضهم لبعض : يأمرنا أن نصلي على عِلْج من الحبشة! فأنزل الله تعالى :( وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَما أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ ) الآية.

٢٨٩ ـ وقال مجاهد وابن جريج وابن زيد : نزلت في مؤمني أهل الكتاب كلّهم.

[١٣٣]

قوله تعالى :( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصابِرُوا ) الآية. [٢٠٠].

__________________

[٢٨٨] في إسناده حميد بن أبي حميد الطويل : قال الحافظ في التقريب : ثقة مدلس ، والحديث أخرجه الطبراني في الأوسط (٢٦٨٨) والبزار (٨٣٢ كشف).

وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (٣ / ٣٨) وقال : رواه البزار والطبراني في الأوسط ورجال الطبراني ثقات أ. ه.

وعزاه في الدر (٢ / ١١٣) للنسائي والبزار وابن أبي حاتم وابن مردويه.

وقد أخرجه النسائي في التفسير (١٠٨)

[٢٨٩] مرسل.

١٤٤

٢٩٠ ـ أخبرنا سعيد بن أبي عمرو الحافظ ، أخبرنا أبو علي الفقيه ، حدَّثنا محمد بن معاذ المَالِيني. حدَّثنا الحسين بن الحسن بن حرب المروزي ، حدَّثنا ابن المبارك ، أخبرنا مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير ، حدَّثني داود بن صالح ، قال :

قال أبو سلمة بن عبد الرحمن : يا ابن أخي ، هل تدري في أي شيء نزلت هذه الآية :( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصابِرُوا وَرابِطُوا ) ؟ قال : قلت : لا ، قال : إنه يا ابن أخي لم يكن في زمان النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم غَزْو يُرابطُ فيه ، ولكن انتظار الصلاة خلف الصلاة. رواه الحاكم أبو عبد الله في صحيحه ، عن أبي محمد المزني ، عن أحمد بن نجدة ، عن سعيد بن منصور ، عن ابن المبارك.

__________________

[٢٩٠] مرسل : أخرجه ابن جرير (٤ / ١٤٨) ، وأخرجه الحاكم في المستدرك (٢ / ٣٠١) من حديث أبي هريرة وصححه ووافقه الذهبي.

وزاد السيوطي نسبته في الدر (٢ / ١١٣) لابن المبارك وابن المنذر والبيهقي في الشعب.

١٤٥

سورة النساء

١٣٤

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

قولهعزوجل :( وَآتُوا الْيَتامى أَمْوالَهُمْ ) الآية. [٢].

٢٩١ ـ قال مقاتل والكلبي : نزلت في رجل من غطفان كان عنده مال كثير لابن أخ له يتيم ، فلما بلغ اليتيم ، طلب المال فمنعه عمه ، فترافعا إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فنزلت هذه الآية. فلما سمعها العم قال : أطعنا الله وأطعنا الرسول ، نعوذ بالله من الحُوبِ الكبير. فدفع إليه ماله ، فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم : من يُوقَ شُحَّ نفسه ورجع به هكذا فإنه يَحُلُّ دَارَه. يعني جَنَّتَه. فلما قَبَضَ الفتى ماله أنفقه في سبيل الله تعالى ، فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم : ثبت الأجر وبقي الوزر ، فقالوا : يا رسول الله ، قد عرفنا أنه ثبت الأجر ، فكيف بقي الوزر وهو ينفق في سبيل الله؟ فقال : ثبت الأجر للغلام ، وبقي الوزر على والده.

[١٣٥]

قوله تعالى :( وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتامى ) الآية. [٣].

٢٩٢ ـ أخبرنا أبو بكر التَّمِيميّ ، أخبرنا عبد الله بن محمد ، حدَّثنا أبو

__________________

[٢٩١] مرسل.

[٢٩٢] أخرجه البخاري في كتاب الشركة (٢٤٩٤) وفي كتاب التفسير (٤٥٧٤)

أخرجه مسلم في كتاب التفسير (٧ / ٣٠١٨) ص ٢٣١٤.

١٤٦

يحيى ، حدَّثنا سهل بن عثمان ، حدَّثنا يحيى بن أبي زائدة ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة في قوله تعالى :( وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا ) الآية ، قالت :

أنزلت هذه في الرجل يكون له اليتيمة وهو وليها ، ولها مال ، وليس لها أحد يخاصم دونها ، فلا يُنْكِحُها حُبّاً لِمَالها وَيَضرُّ بها ويسيء صحبتها ، فقال الله تعالى :( وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتامى فَانْكِحُوا ما طابَ لَكُمْ مِنَ النِّساءِ ) يقول : ما أحللت لكم ودع هذه. رواه مسلم عن أبي كُرَيب ، عن أبي أسامة ، عن هشام.

٢٩٣ ـ وقال سعيد بن جُبَير ، وقتادة ، والربيع ، والضّحاك ، والسّدي :

كانوا يتحرجون عن أموال اليتامى ، ويترخصون في النساء ويتزوجون ما شاءوا ، فربما عدلوا ، وربما لم يعدلوا ، فلما سألوا عن اليتامى ونزلت آية اليتامى :( وَآتُوا الْيَتامى أَمْوالَهُمْ ) الآية ـ أنزل الله تعالى أيضاً :( وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتامى ) الآية.

يقول : وكما خفتم أن لا تقسطوا في اليتامى ، فكذلك فخافوا في النساء أن لا تعدلوا فيهن ، فلا تتزوجوا أكثر مما يمكنكم القيام بحقهن ، لأن النساء كاليتامى في الضعف والعجز. وهذا قول ابن عباس في رواية الوَالبي.

[١٣٦]

قوله تعالى :( وَابْتَلُوا الْيَتامى ) الآية. [٦].

٢٩٤ ـ نزلت في ثابت بن رفاعة وفي عمه وذلك أن رفاعة توفي وترك ابنه ثابتاً وهو صغير ، فأتى عم ثابت إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال له : إن ابن أخي يتيم في حجري فما يحل لي من ماله ، ومتى أدفع إليه ماله؟ فأنزل الله تعالى هذه الآية.

__________________

وأخرجه ابن جرير (٤ / ١٥٥) والنسائي في تفسيره (١١٠).

وعزاه السيوطي في الدر (٢ / ١١٨) للبخاري ومسلم والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في السنن.

[٢٩٣] انظر السابق.

[٢٩٤] الدر (٢ / ١٢٢) وعزاه لعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة.

١٤٧

١٣٧

قوله تعالى :( لِلرِّجالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوالِدانِ وَالْأَقْرَبُونَ ) الآية. [٧].

٢٩٥ ـ قال المفسرون : إن أوس بن ثابت الأنصاري توفي وترك امرأة يقال لها : أم حُجَّة وثلاث بنات له منها ، فقام رجلان : هما ابنا عم الميت ووصياه ، يقال لهما : / سُوَيْد وعَرْفَجَة ، فأخذا ماله ولم يعطيا امرأته ولا بناته شيئاً ، وكانوا في الجاهلية لا يُوَرِّثُون النساء ولا الصغير وإن كان ذكراً ، إنما يورثون الرجال الكبار ، وكانوا يقولون : لا يُعطى إِلا من قاتل على ظهر الخيل وحاز الغنيمة. فجاءت أم حُجَّة إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقالت : يا رسول الله إن أوس بن ثابت مات وترك عليَّ بنات وأنا امرأته ، وليس عندي ما أنفق عليهن ، وقد ترك أبوهن مالاً حسناً وهو عند سُوَيد وعَرْفَجَة ، لم يعطياني ولا بناته من المال شيئاً ، وهن في حجري ، ولا يطعماني ولا يسقياني ولا يرفعان لهن رأساً. فدعاهما رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقالا : يا رسول الله ، ولدها لا يركب فرساً ، ولا يحمل كلّا ، ولا يُنْكي عدواً. فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم انصرفوا حتى أَنظر ما يحدث الله لي فيهن. فانصرفوا ، فأنزل الله تعالى هذه الآية.

[١٣٨]

قوله تعالى :( إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوالَ الْيَتامى ظُلْماً ) الآية. [١٠].

٢٩٦ ـ قال مقاتل بن حيان : نزلت في رجل من غطفان يقال له : مَرْثَد بن زيد ، وَلِيَ مالَ ابن أخيه وهو يتيم صغير فأكله ، فأنزل الله تعالى فيه هذه الآية.

[١٣٩]

قوله تعالى :( يُوصِيكُمُ اللهُ فِي أَوْلادِكُمْ ) الآية. [١١].

٢٩٧ ـ أخبرنا أحمد بن محمد بن أحمد بن جعفر ، أخبرنا الحسن بن أحمد

__________________

[٢٩٥] الدر (٢ / ١٢٢) ، لباب النقول ص ٧٠.

وقد ذكر هذه القصة الحافظ ابن حجر في الإصابة (١ / ٨٠) في ترجمة أوس بن ثابت.

[٢٩٦] إصابة (٣ / ٣٩٧) في ترجمة مرثد بن زيد الغطفاني.

[٢٩٧] أخرجه البخاري في كتاب التفسير (٤٥٧٧).

١٤٨

المخلدي ، أخبرنا المُؤَمَّل بن الحسن بن عيسى ، قال : حدَّثنا الحسن بن محمد بن الصباح قال : حدَّثنا حجاج عن ابن جريج ، قال : أخبرني ابن المُنْكَدِر ، عن جابر قال :

عادني رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم وأبو بكر في بني سلمة يمشيان ، فوجدني لا أعقل ، فدعا بماء فتوضأ ثم رش عليَّ منه فأفقت ، فقلت : كيف أصنع في مالي يا رسول الله؟ فنزلت :( يُوصِيكُمُ اللهُ فِي أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ ) الآية.

رواه البخاري عن إبراهيم بن موسى ، عن هشام.

ورواه مسلم عن محمد بن حاتم ، عن حجاج كلاهما عن ابن جريج.

٢٩٨ ـ أخبرنا أبو منصور محمد بن محمد المنصوري ، قال : أخبرنا علي بن

__________________

ومسلم في الفرائض (٦ / ١٦١٦) ص ١٢٣٥.

والنسائي في التفسير (١١١) وزاد المزي نسبته في تحفة الأشراف (٣٠٦٠)

للنسائي في الطهارة والفرائض في الكبرى.

وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى (٦ / ٢١٢).

وأخرجه أبو داود في الفرائض (٢٨٨٦) والترمذي في التفسير (٣٠١٥) والنسائي في التفسير (١٥٤) وابن ماجة في الجنائز (١٤٣٦) وفي الفرائض (٢٧٨) من طريق سفيان بن عيينة عن محمد بن المنكدر به.

وأخرجه الحاكم في المستدرك (٢ / ٣٠٣) من طريق عمرو بن أبي قيس عن محمد بن المنكدر به وقال الحاكم : هذا إسناد صحيح.

وذكره السيوطي في لباب النقول (ص ٧٠).

وزاد نسبته في الدر (٢ / ١٢٤) لعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم.

[٢٩٨] صحيح : أخرجه أبو داود في الفرائض (٢٨٩١ ـ ٢٨٩٢).

والترمذي في الفرائض (٢٠٩٢) وقال : هذا حديث صحيح.

وابن ماجة في الفرائض (٢٧٢٠).

وأحمد في مسنده (٣ / ٣٥٢) والحاكم في المستدرك (٤ / ٣٣٤ ، ٣٤٢) وصححه ووافقه الذهبي والبيهقي في السنن (٦ / ٢٢٩).

وأورده السيوطي في لباب النقول (ص ٧١).

وزاد نسبته في الدر (٢ / ١٢٥) لابن سعد وابن أبي شيبة ومسدد وأبي داود الطيالسي وابن أبي عمرو وابن منيع وابن أبي أسامة وأبي يعلى وابن أبي حاتم وابن حبان.

١٤٩

عمر بن مهدي قال : حدَّثنا يحيى بن صاعد ، قال : حدَّثنا أحمد بن المقدام ، قال : حدَّثنا بشر بن المفضل قال : حدَّثنا عبد الله بن محمد بن عقيل ، عن جابر بن عبد الله ، قال :

جاءت امرأة [إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ] بابنتين لها فقالت : يا رسول الله ، هاتان بنتا ثابت بن قيس ـ أو قالت سعد بن الرَّبيع ـ قتل معك يوم أحد ، وقد اسْتَفَاءَ عمهما مالهما وميراثهما ، فلم يدع لهما مالاً إلا أخذه ، فما ترى يا رسول الله؟ فو الله ما ينكحان أبداً إلا ولهما مال. فقال : يقضي الله في ذلك ، فنزلت سورة النساء وفيها :( يُوصِيكُمُ اللهُ فِي أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ ) إلى آخر الآية ، فقال لي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : ادع لي المرأة وصاحبها ، فقال لعمهما : أعطهما الثلثين ، وأعط أمهما الثمن ، وما بقي فلك.

[١٤٠]

قوله تعالى :( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّساءَ كَرْهاً ) الآية. [١٩].

٢٩٩ ـ أخبرنا أبو بكر الأصفهاني ، قال : حدَّثنا عبد الله بن محمد الأصفهاني ، قال : حدَّثنا أبو يحيى قال : حدَّثنا سهل بن عثمان قال : حدَّثنا أسباط بن محمد ، عن الشيباني ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، قال أبو إسحاق الشيباني ـ وذكره عطاء بن الحسين السُّوَائي ولا أظنه ذكره إلا عن ابن عباس في هذه الآية( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّساءَ كَرْهاً ) قال :

__________________

وللحافظ ابن حجر تعليق على هذا الحديث والذي قبله : انظر الفتح (٨ / ٢٤٤) شرح الحديث رقم (٤٥٧٧)

[٢٩٩] أخرجه البخاري في التفسير (٤٥٧٩).

وفي الإكراه (٦٩٤٨).

وأخرجه أبو داود في النكاح (٢٠٨٩).

والنسائي في التفسير (١١٤) وأخرجه ابن جرير (٤ / ٢٠٧) ، وذكره السيوطي في لباب النقول (ص) ٧٢) وأخرجه البيهقي في السنن (٧ / ١٣٨) وزاد نسبته في الدر (٢ / ١٣١) لابن المنذر وابن أبي حاتم.

١٥٠

كانوا إذا مات الرجل كان أولياؤه أحق بامرأته ، إن شاء بعضهم تزوجها ، وإن شاءوا زوجوها ، وإن شاءوا لم يزوجوها ، وهم أحق بها من أهلها. فنزلت هذه الآية في ذلك. رواه البخاري في التفسير عن محمد بن مقاتل ، ورواه في كتاب الإكراه عن حسين بن منصور ، كلاهما عن أسباط.

٣٠٠ ـ قال المفسرون : كان أهل المدينة في الجاهلية وفي أول الإسلام إذا مات الرجل وله امرأة ، جاء ابنه من غيرها أو قريبه من عَصَبَتِهِ ، فألقى ثوبه على تلك المرأة فصار أحقّ بها من نفسها ومن غيره ، فإن شاء أن يتزوجها تزوَّجَها بغير صداق إلا الصداق الذي أصدقها الميت ، وإن شاء زوّجها غيره وأخذ صداقها ولم يعطها شيئاً ، وإن شاء عَضَلَهَا وضَارَّهَا لتفتدي منه بما ورثت من الميت ، أو تموت هي فيرثها ، فتوفي أبو قيس بن الأَسْلَت الأنصاري ، وترك امرأته كُبَيْشَة بنت معن الأنصارية فقام ابن له من غيرها يقال له : حصن ، وقال مقاتل : اسمه قيس بن أبي قيس ، فطرح ثوبه عليها فَوَرِث نكاحها ، ثم تركها فلم يقربها ولم ينفق عليها ، يضارها لتفتدي منه بمالها ، فأتت كبيشة إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقالت : يا رسول الله ، إن أبا قيس توفي وورث ابنه نكاحي ، وقد أضرّ بي وطوّل عليّ ، فلا هو ينفق عليّ ولا يدخل بي ، ولا هو يخلي سبيلي. فقال لها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : اقعدي في بيتك حتى يأتي فيك أمر الله. قال : فانصرفت ، وسمعت بذلك النساء في المدينة ، فأتين رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم وقلن : ما نحن إلا كهيئة كبيشة غير أنه لم ينكحنا الأبناء ، ونكحنا بنو العم. فأنزل الله تعالى هذه الآية.

[١٤١]

قوله تعالى :( وَلا تَنْكِحُوا ما نَكَحَ آباؤُكُمْ مِنَ النِّساءِ ) الآية. [٢٢].

٣٠١ ـ نزلت في حصن بن أبي قيس ، تزوج امرأة أبيه : كبيشة بنت معن.

__________________

[٣٠٠] ابن جرير (٤ / ٢٠٧).

وذكره السيوطي في لباب النقول (ص ٧٢) وعزاه لابن جرير وابن أبي حاتم بإسناد حسن.

وذكره الحافظ ابن حجر في فتح الباري (٨ / ٢٤٧) شرح الحديث رقم (٤٥٧٩) وذكره في الإصابة (٤ / ١٦٢) ترجمة أبي قيس بن الأسلت.

[٣٠١] أخرجه ابن جرير عن عكرمة (٤ / ٢١٧).

الدر (٢ / ١٣٤) وعزاه لابن أبي حاتم والفريابي وابن المنذر والطبراني.

١٥١

وفي الأسود بن خلف ، تزوج امرأة أبيه. وصفوان بن أمية بن خلف ، تزوج امرأة أبيه : فَاخِتة بنت الأسود بن المطلب. وفي مَنْظُور بن زبّان تزوج امرأة أبيه : مليكة بنت خارجة.

٣٠٢ ـ وقال أشعث بن سَوَّار : توفي أبو قيس ـ وكان من صالحي الأنصار ـ فخطب ابنُه قيس امرأة أبيه ، فقالت : إني أعدك ولداً ، ولكني آتي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، أستأمره. فأتته فأخبرته ، فأنزل الله تعالى هذه الآية.

[١٤٢]

قوله تعالى :( وَالْمُحْصَناتُ مِنَ النِّساءِ إِلَّا ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ ) [٢٤].

٣٠٣ ـ أخبرنا محمد بن عبد الرحمن البُنَانِي قال : أخبرنا محمد بن أحمد بن حمدان قال : أخبرنا أبو يعلى ، قال : أخبرنا عمرو الناقد ، قال : أخبرنا أبو أحمد الزبيري قال : حدَّثنا سفيان ، عن عثمان البَتِّي ، عن أبي الخَليل ، عن أبي سعيد الخُدْري قال :

أصبنا سبايا يوم أَوطاسَ لهنَّ أزواج ، فكرهنا أن نقع عليهن ، فسألنا النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فنزلت :( وَالْمُحْصَناتُ مِنَ النِّساءِ إِلَّا ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ ) فاستحللناهن.

__________________

[٣٠٢] البيهقي في السنن (٧ / ١٦١) من طريق أشعث بن سوار عن عدي بن ثابت الأنصاري وقال البيهقي : هذا مرسل.

وقال السيوطي في الدر (٢ / ١٣٤) : عند ابن أبي حاتم : عن عدي بن ثابت عن رجل من الأنصار.

قلت : أشعث بن سوار ضعيف (تقريب ١ / ٧٩) و (المجروحين ١ / ١٧١)

[٣٠٣] أخرجه مسلم في الرضاع (٣٥ ، ٣٥ مكرر / ١٤٥٦) ص ١٠٨٠.

وأخرجه الترمذي في النكاح (١١٣٢) وقال : هذا حديث حسن. وفي التفسير (٣٠١٧).

والنسائي في التفسير (١١٧) وأخرجه أحمد في مسنده (٣ / ٧٢).

وأخرجه ابن جرير (٥ / ٣).

وذكره السيوطي في لباب النقول (ص ٧٣).

وزاد نسبته في الدر (٢ / ١٣٧) للطيالسي والفريابي وعبد الرزاق وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وأبي يعلي وابن أبي حاتم والطحاوي وابن حبان والبيهقي في السنن.

١٥٢

٣٠٤ ـ أخبرنا أحمد بن محمد بن أحمد بن الحارث ، قال : أخبرنا عبد الله بن محمد بن جعفر ، قال : حدَّثنا أبو يحيى ، قال : حدَّثنا سهل بن عثمان ، أخبرنا عبد الرحيم ، عن أشعث بن سَوَّار ، عن عثمان البَتِّي ، عن أبي الخليل ، عن أبي سعيد قال :

لما سبا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم أهل أوطَاس قلنا : يا نبي الله ، كيف نقع على نساء قد عرفنا أنسابهن وأزواجهن؟ فنزلت هذه الآية :( وَالْمُحْصَناتُ مِنَ النِّساءِ إِلَّا ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ ) ).

٣٠٥ ـ أخبرنا أبو بكر محمد بن إبراهيم الفارسي ، أخبرنا محمد بن عيسى بن عمْرَوَيْه ، حدَّثنا إبراهيم بن محمد بن سفيان ، حدَّثنا مسلم بن الحجاج ، حدَّثني عبيد الله بن عمر القَوَارِيري ، حدَّثنا يزيد بن زرَيع ، حدَّثنا سعيد بن أبي عَرُوبَةَ عن قتادة ، عن أبي صالح أبي الخليل ، عن أبي علقمة الهاشمي ، عن أبي سعيد الخدري :

أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم يوم حنين بعث جيشاً إلى أوطَاس ، ولقي عدواً فقاتلوهم فظهروا عليهم وأصابوا لهم سبايا ، وكان ناس من أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، تحرَّجُوا من غِشْيَانِهِنّ من أجل أزواجهن من المشركين ، فأنزل الله تعالى في ذلك( وَالْمُحْصَناتُ مِنَ النِّساءِ إِلَّا ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ ) .

[١٤٣]

قوله تعالى :( وَلا تَتَمَنَّوْا ما فَضَّلَ اللهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلى بَعْضٍ ) [٣٢].

__________________

[٣٠٤] انظر السابق.

[٣٠٥] أخرجه مسلم في الرضاع (٣٣ ، ٣٤ / ١٤٥٦) ص ١٠٧٩.

وأبو داود في النكاح (٢١٥٥).

والترمذي في النكاح (١١٣٢ مكرر) وفي التفسير (٣٠١٦).

والنسائي في النكاح (٦ / ١١٠).

وفي التفسير (١١٦).

وأحمد في مسنده (٣ / ٨٤) والبيهقي في السنن (٩ / ١٢٤) وأخرجه ابن جرير (٥ / ٣) وانظر رقم (٣٠٣)

١٥٣

٣٠٦ ـ أخبرنا إسماعيل بن أبي القاسم الصّوفي ، أخبرنا إسماعيل بن نجيد ، حدَّثنا جعفر بن محمد بن سوَّار ، أخبرنا قُتَيْبَة ، حدَّثنا سفيان بن عُيَيْنَةَ ، عن ابن أبي نُجَيح ، عن مجاهد ، قال :

قالت أم سلمة : يا رسول الله ، يغزو الرجال ولا نغزو ، وإنما لنا نصف الميراث. فأنزل الله تعالى :( وَلا تَتَمَنَّوْا ما فَضَّلَ اللهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلى بَعْضٍ ) .

٣٠٧ ـ أخبرنا محمد بن عبد العزيز : أن محمد بن الحسين أخبرهم عن محمد بن يحيى بن يزيد ، أخبرنا إسحاق بن إبراهيم ، أخبرنا عَتَّابُ بن بَشِير ، عن خُصيف ، عن عكرمة :

أن النساء سألن الجهاد فقلن : وَدِدْنَا أن الله جعل لنا الغزو فنصيب من الأجر ما يصيب الرجال. فأنزل الله تعالى :( وَلا تَتَمَنَّوْا ما فَضَّلَ اللهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلى بَعْضٍ ) .

٣٠٨ ـ وقال قتادة والسدي : لما نزل قوله تعالى :( لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ ) قال الرجال : إنا لنرجو أن نُفَضِّل على النساء بحسناتنا في الآخرة كما فضَّلنا عليهن في الميراث ، فيكون أجرنا على الضعف من أجر النساء ، وقالت النساء : إنا لنرجو أن يكون الوزر علينا نصف ما على الرجال في الآخرة ، كما لنا الميراث على النصف من نصيبهم في الدنيا. فأنزل الله تعالى :( وَلا تَتَمَنَّوْا ما فَضَّلَ اللهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلى بَعْضٍ ) .

__________________

[٣٠٦] أخرجه الترمذي في التفسير (٣٠٢٢) وقال : هذا حديث مرسل.

وأخرجه الحاكم في المستدرك (٢ / ٣٠٥) وقال : هذا حديث صحيح الإسناد على شرط الشيخين إن كان سمع مجاهد من أم سلمة ووافقه الذهبي.

وأخرجه ابن جرير (٥ / ٣٠) وذكره السيوطي في اللباب (ص ٧٣) وزاد السيوطي نسبته في الدر (٢ / ١٤٩) لعبد بن حميد وسعيد بن منصور وابن أبي حاتم.

[٣٠٧] إسناده ضعيف : عتاب بن بشير : قال الإمام أحمد : أحاديث عتاب عن خصيف منكرة وكذا قال ابن عدي [تهذيب التهذيب ترجمة عتاب بن بشير].

خصيف بن عبد الرحمن : مختلف فيه.

[٣٠٨] مرسل.

١٥٤

١٤٤

قوله تعالى :( وَلِكُلٍّ جَعَلْنا مَوالِيَ ) الآية [٣٣].

٣٠٩ ـ أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الفارسي ، قال : حدَّثنا محمد بن عبد الله بن حمويه الهَرَوِيّ ، قال أخبرنا علي بن محمد الخُزَاعي ، قال : حدَّثنا أبو اليمان الحكم بن نافع ، قال : أخبرني شُعَيب بن أبي حمزة ، عن الزّهري ، قال : قال سعيد بن المسيب :

نزلت هذه الآية :( وَلِكُلٍّ جَعَلْنا مَوالِيَ مِمَّا تَرَكَ الْوالِدانِ وَالْأَقْرَبُونَ ) في الذين كانوا يَتَبَنَّوْنَ رجالاً غير أبنائهم ويورِّثونهم. فأنزل الله تعالى فيهم أن يُجْعَلَ لهم نَصِيبٌ في الوصية ، ورَدَّ اللهُ تعالى الميراثَ إلى الموالي من ذوي الرَّحم والعَصَبَةِ ، وأبى أن يجعل لِلْمُدّعَيْنَ ميراثاً ممن ادعاهم وتبناهم ، ولكن جعل [لهم] نصيباً في الوصية.

[١٤٥]

قوله تعالى :( الرِّجالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّساءِ ) الآية. [٣٤].

٣١٠ ـ قال مقاتل : نزلت هذه الآية في سعد بن الرَّبِيع ، وكان من النُقَبَاء ، وامرأته حَبِيبَة بنت زَيد بن أبي زهير وهما من الأنصار ، وذلك أنها نَشَزَتْ عليه فلطمها ، فانطلق أبوها معها إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال : أَفْرَشْتُهُ كريمتي فلطمها! فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم : لتقتص من زوجها. وانصرفت مع أبيها لتقتص منه ، فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم : ارجعوا ، هذا جبريلعليه‌السلام أتاني. وأنزل الله تعالى هذه الآية ، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أردنا أمراً وأراد الله أمراً ، والذي أراد الله خير» ، ورفع القصاص.)

__________________

[٣٠٩] مرسل : أخرجه ابن جرير (٥ / ٣٥).

وله شاهد صحيح موصول عن ابن عباس : أخرجه البخاري في الكفالة. (٢٢٩٢) وفي التفسير (٤٥٨٠) وفي الفرائض (٦٧٤٧).

وأبو داود في الفرائض (٢٩٢٢) وزاد المزي نسبته في تحفة الأشراف (٥٥٢٣) للنسائي في الفرائض في الكبرى.

[٣١٠] مرسل ـ الإصابة (٢ / ٢٧)

١٥٥

٣١١ ـ أخبرنا سعيد بن محمد بن أحمد الزاهد ، قال : أخبرنا زاهر بن أحمد ، قال : أخبرنا أحمد بن الحسين بن الجنيد ، قال : حدَّثنا زياد بن أيوب ، قال : حدَّثنا هشيم قال : حدَّثنا يونس عن الحسن :

أن رجلاً لطم امرأَته فخاصمته إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فجاء معها أهلها فقالوا : يا رسول الله ، إِن فلاناً لطم صاحبتنا. فجعل رسول الله يقول : القصاص القصاص. ولا يقضي قضاء ، فنزلت هذه الآية :( الرِّجالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّساءِ ) فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم : أَردنا أَمراً وأَراد الله غيره.

٣١٢ ـ أخبرنا أبو بكر الحارثي ، قال : أخبرنا أبو الشيخ الحافظ ، قال : حدَّثنا أبو يحيى الرازي ، قال : حدَّثنا سهل العسكري ، قال : حدَّثنا علي بن هاشم ، عن إسماعيل ، عن الحسن ، قال :

لما نزلت آية القصاص بين المسلمين لطم رجل امرأته ، فانطلقت إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقالت : إن زوجي لطمني فالقصاص ، قال : القصاص ، فبينا هو كذلك أَنزل الله تعالى :( الرِّجالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّساءِ بِما فَضَّلَ اللهُ بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ ) فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم : أردنا أمراً فأبى الله تعالى [إلا غيرَه]. خذ أيها الرجل بيد امرأَتك.

[١٤٦]

قوله تعالى :( الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ ) [٣٧].

٣١٣ ـ قال أكثر المفسرين : نزلت في اليهود [حين] كتموا صفة محمدصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ولم يبينوها للناس ، وهم يجدونها مكتوبة عندهم في كتبهم.

٣١٣١ م ـ وقال الكلبي : هم اليهود ، بخلوا أن يصدقوا من أتاهم بصفة محمدصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ونعته في كتابهم.

__________________

[٣١١] مرسل.

[٣١٢] مرسل. الدر (٢ / ١٥١) لباب (ص ٧٤)

[٣١٣] بدون إسناد.

[٣١٣١] م الكلبي ضعيف.

١٥٦

٣١٤ ـ وقال مجاهد : الآيات الثلاث إلى قوله :( عَلِيماً ) نزلت في اليهود.

٣١٥ ـ وقال ابن عباس ، وابن زيد : نزلت في جماعة من اليهود ، كانوا يأتون رجالاً من الأنصار يخالطونهم وينصحونهم ويقولون لهم : لا تنفقوا أموالكم فإنا نخشى عليكم الفقر ، فأنزل الله تعالى :( الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ ) .

[١٤٧]

قوله تعالى :( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكارى ) الآية. [٤٣].

نزلت في أناس من أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، كانوا يشربون الخمر ويحضرون الصلاة وهم نَشَاوَى ، فلا يدرون كم يصلون ولا ما يقولون في صلاتهم.

٣١٦ ـ أخبرنا أبو بكر الأصفهاني ، قال : أخبرنا أبو الشيخ الحافظ ، قال : حدَّثنا أبو يحيى ، قال : حدَّثنا سهل بن عثمان ، قال : حدَّثنا أبو عبد الرحمن الأَفْرِيقي قال : حدَّثنا عطاء ، عن أبي عبد الرحمن ، قال :

صنع عبد الرحمن بن عوف طعاماً ، ودعا أناساً من أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فطعموا وشربوا ، وحضرت صلاة المغرب فتقدم بعض القوم فصلى بهم المغرب فقرأ( قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ ) فلم يُقمْها ، فأنزل الله تعالى :( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكارى حَتَّى تَعْلَمُوا ما تَقُولُونَ ) .

__________________

[٣١٤] بدون إسناد.

[٣١٥] بدون إسناد ، الدر (٢ / ٢٦٢) ، لباب النقول (ص ٧٥)

[٣١٦] إسناده ضعيف : عطاء بن السائب اختلط ، وله علة أخرى وهي أنه مرسل. وله شاهد بإسناد صحيح موصول : أخرجه الحاكم في المستدرك (٢ / ٣٠٧) من طريق سفيان عن عطاء وقال الحاكم : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي. وقد سمع سفيان من عطاء قبل الاختلاط. وأخرجه ابن جرير (٥ / ٦١) من طريق سفيان به.

١٥٧

[١٤٨]

قوله تعالى :( فَلَمْ تَجِدُوا ماءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً ) . [٤٣].

٣١٧ ـ أخبرنا أبو عبد الله بن أبي إسحاق ، قال : حدَّثنا أبو عمرو بن مطر ، قال : حدَّثنا إبراهيم بن علي الذُّهْلِي ، قال : حدَّثنا يحيى بن يحيى ، قال : قرأت على مالك بن أنس ، عن عبد الرحمن بن القاسم ، عن أبيه ، عن عائشة ، أنها قالت :

خرجنا مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، في بعض أسفاره ، حتى إذا كنا بالبَيْدَاء أو بِذَاتِ الجَيْش ، انقطع عقد لي فأقام رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، على التماسه ، وأقام الناس معه ، وليسوا على ماء وليس معهم ماء ، فأتى الناس إلى أبي بكر ، فقالوا : ألا ترى ما صنعت عائشة؟ أقامت برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم وبالناس معه [وليسوا على ماء] وليس معهم ماء. فجاء أبو بكر ورسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، واضعٌ رأسه على فخذي قد نام ، فقال : أَحَبَسْتِ رسولَ الله والناس معه وليسوا على ماء وليس معهم ماء؟ قالت : فعاتبني أبو بكر وقال ما شاء الله أن يقول وجعل يطعن بيده في خاصرتي ، فلا يمنعني من التحرك إلا مكان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم على فخذي ، فنام رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم حتى أصبح على غير ماء ، فأنزل الله تعالى آية التيمم فتيمموا ، فقال أسيد بن حضير ـ وهو أحد النقباء ـ : ما هي بأول بركتكم يا آل أبي بكر. قالت عائشة : فبعثنا البعير الذي

__________________

[٣١٧] أخرجه البخاري في التيمم (٣٣٤).

وفي كتاب النكاح (٥٢٥٠) مختصراً.

وأخرجه في فضائل الصحابة (٣٦٧٢) وفي كتاب التفسير (٤٦٠٧). وأخرجه في الحدود (٦٨٤٤) مختصراً.

وأخرجه مسلم في كتاب الحيض (١٠٨ / ٣٦٧) ص ٢٧٩.

والنسائي في الطهارة (١ / ١٦٣).

وفي التفسير (١٢٧).

وأخرجه مالك في الموطأ في كتاب الطهارة رقم ٨٩ (ص ٥٣).

وأخرجه ابن جرير (٥ / ٦٩) مختصراً.

والبيهقي في السنن الكبرى (١ / ٢٠٤)

١٥٨

كنت عليه فوجدنا العقد تحته. رواه البخاري عن إسماعيل بن أبي أويس ، ورواه مسلم عن يحيى بن يحيى : كلاهما عن مالك.

٣١٨ ـ أخبرنا أبو محمد الفارسي ، قال : أخبرنا محمد بن عبد الله بن الفضل ، قال : أخبرنا أحمد بن محمد بن الحسن الحافظ ، قال : حدَّثنا محمد بن يحيى ، قال : حدَّثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد ، قال : حدَّثنا أبي ، عن أبي صالح ، عن ابن شهاب ، قال : حدَّثني عبيد الله بن عبد الله بن عُتْبَةَ ، عن ابن عباس ، عن عَمّار بن يَاسِر ، قال :

عرّس رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم بذات الجيش ، ومعه عائشة زوجته ، فانقطع عقد لها من جذع ظَفَار فحبس الناس ابتغاء عقدها ذلك حتى أضاء الفجر ، وليس مع الناس ماء [فتغيّظ عليها أبو بكر وقالت : حبست الناس]. فأنزل الله تعالى على رسولهصلى‌الله‌عليه‌وسلم قصة التطهُّر بالصَّعيد الطَّيب ، فقام المسلمون فضربوا بأيديهم الأرض ثم رفعوا أيديهم ، فلم يقبضوا من التراب شيئاً ، فمسحوا بها وجوههم وأيديهم إلى المناكب ، وبطون أيديهم إلى الآباط.

قال الزهري : وبلغنا أن أبا بكر قال لعائشة : والله إنك ما علمتُ لمباركة.

[١٤٩]

قوله تعالى :( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ ) الآية [٤٩].

٣١٩ ـ قال الكلبي : نزلت في رجال من اليهود أتوا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم بأطفالهم ، وقالوا : يا محمد هل على أولادنا هؤلاء من ذنب؟ قال : لا ، فقالوا : والذي نحلف به ، ما نحن إلا كهيئتهم ، ما من ذنب نعمله بالنهار إلا كُفّرَ عنا بالليل ، وما من

__________________

[٣١٨] أخرجه أبو داود في الطهارة (٣٢٠).

والنسائي في الطهارة (١ / ١٦٧) في الصغرى.

وأحمد في مسنده (٤ / ٢٦٣) والبيهقي في السنن (١ / ٢٠٨).

وأخرجه ابن جرير (٥ / ٧٢).

وعزاه السيوطي في الدر (٢ / ١٦٧) لابن جرير والبيهقي.

[٣١٩] الكلبي ضعيف.

١٥٩

ذنب نعمله بالليل إلا كُفّر عنا بالنهار. فهذا الذي زكوا به أنفسهم.

[١٥٠]

قوله تعالى :( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ ) . [٥١].

٣٢٠ ـ أخبرنا محمد بن إبراهيم بن محمد بن يحيى ، قال : أخبرنا والدي ، قال : حدَّثنا محمد بن إسحاق الثقفي ، قال : حدَّثنا عبد الجبار بن العلاء ، قال : حدَّثنا سفيان عن عمرو ، عن عكرمة ، قال :

جاء حُيَيّ بن أخْطَب ، وكَعْبُ بن الأشْرَف إلى أهل مكة ، فقالوا لهم : أَنتم أهل الكتاب ، وأهل العلم القديم ، فأخبرونا عنا وعن محمد. قالوا : ما أنتم وما محمد؟ قالوا : نحن ننحر الكَوْمَاءَ ، ونَسْقِي اللبن على الماء ، ونَفك العُناة ، ونصل الأرحام ، ونَسْقِي الحَجِيج ، وديننا القديم ، ودين محمد الحديث. قالوا : بل أنتم خير منه وأهدى سبيلاً ، فأنزل الله تعالى :( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتابِ ) إلى قوله تعالى :( وَمَنْ يَلْعَنِ اللهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيراً ) .

٣٢١ ـ وقال المفسرون : خرج كعب بن الأشرف في سبعين راكباً من اليهود إلى مكة بعد وقعة أُحد ، ليحالفوا قريشاً على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وينقضوا العهد الذي كان بينهم وبين رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم . فنزل كعب على أبي سفيان ، ونزلت اليهود في دور قريش ، فقال أهل مكة : إنكم أهل كتاب ، ومحمد صاحب كتاب ، ولا نأمن أن يكون هذا مكراً منكم ، فإن أردت أن نخرج معك فاسجد لهذين الصنمين ، وآمن بهما. فذلك قوله :( يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ ) ثم قال كعب لأهل مكة : ليجيءْ منكم ثلاثون ومنا ثلاثون ، فنلزق أكبادنا بالكعبة ونعاهد رب البيت لنجهدن على قتال محمد. ففعلوا ذلك ، فلما فرغوا قال أبو سفيان لكعب : إنك امرؤ تقرأ الكتاب وتعلم ، ونحن أميون لا نعلم ، فأيّنا أهدى طريقاً وأقرب إلى الحق ، أنحن أم

__________________

[٣٢٠] مرسل ، عزاه في الدر (٢ / ١٧١) لسعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبي حاتم.

[٣٢١] بدون إسناد.

١٦٠

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أقضاكم(١) علي.

وقال عمر بن الخطاب أقضانا علي(٢) .

وروى(٣) بإسناده عن إسماعيل بن خالد(٤) وقال قلت للشعبي إن مغيرة(٥) حلف بالله ما أخطأ علي في قضاء(٦) قط فقال الشعبي(٧) لقد أفرط.

أقول لقد أفرط الشعبي سارق الدراهم في خفه خليط عبد الملك في

__________________

(١) ن: اقضاهم.

وقد مرت الاشارة الى بعض مصادر الحديث بالطرق المختلفة عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في هامش ص: ٩٥.

(٢) اما الاحاديث الواردة بالسند المتصل عن عمر بن الخطاب فنذكر منها: الاستيعاب: ٣ / ١١٠٢ الا انه ذكره على نحو: علي اقضانا.

وصحيح البخاري في كتاب التفسير في باب قوله تعالى: ( ما نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِها ) روى بسنده عن سعيد بن جبير عن ابن عباس حديثا قال فيه: قال عمر: واقضانا علي.

ورواه الحاكم ايضا في مستدركه: ٣ / ٣٠٥ واحمد بن حنبل في مسنده: ٥ / ١١٣ بطرق ثلاثة وابو نعيم في حلية الاولياء: ١ / ٦٥ وروى ابن سعد في طبقاته: ج ٢ القسم ٢ ص ١٠٢ بسنده عن ابي هريرة قال: قال عمر بن الخطاب: علي اقضانا. والمحب الطبري في الرياض النضرة: ٢ / ١٩٨ قال: وعن عمر بن الخطاب قال: اقضانا علي بن ابي طالب.

(٣) الاستيعاب: ٣ / ١١٠٢.

(٤) المصدر: ابن ابي خالد.

(٥) المصدر: المغيرة.

(٦) المصدر بزيادة: قضى به.

(٧) عامر بن شرحييل بن عبد، ابو عمرو الشعبي الكوفي ولد لست سنين خلت من امرة عمر بن الخطاب وقيل ولد سنة ٢١ وقيل غير ذلك.

ذكر ابن عساكر في تاريخ دمشق: قيل لابي اسحاق السبيعي: ان الشعبي يقول: ان الحارث من الكذابين، قال: وهو مثله! الشعبي دخل بيت المال فاخذ في حفنة ثلاثمائة درهم والحارث اعطى من السبي فلم ياخذ حتى خمّس. مات الشعبي سنة ١٠٤ وقيل ١٠٥ وقيل غير ذلك.

انظر: تاريخ دمشق حرف العين: ٢٣٥. والجرح والتعديل: ٦ / ٣٢٢ ووفيات الاعيان: ٣ / ١٢ وسير اعلام النبلاء: ٤ / ٢٩٤ وتاريخ بغداد: ١٢ / ٢٢٧.

٢٠١

الرد على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

وروى قول عمر علي أقضانا مرفوعا عنه(١) .

وروى مرفوعا(٢) عن سعيد بن المسيب قال كان عمر يتعوذ من معضلة ليس لها أبو حسن(٣) .

ورفع حديثا إلى عبد الله قال كنا نتحدث أن أقضى أهل المدينة علي بن أبي طالب(٤) .

وروى حديثا رفعه إلى سعيد بن المسيب قال ما كان أحد من الناس يقول سلوني غير علي بن أبي طالب(٥) .

__________________

(١) الاستيعاب: ٣ / ١١٠٢ قال: حدثنا عبد الوارث بن سفيان، حدثنا قاسم بن اصبغ، حدثنا ابو بكر احمد بن زهير، قال: حدثنا ابو خيثمة، حدثنا ابو سلمة التبوذكي، حدثنا عبد الواحد بن زياد، حدثنا ابو قروة قال: سمعت عبد الرحمن بن ابي ليلى قال، قال عمر: علي اقضانا.

(٢) ما بين المعقوفتين لا يوجد في: ن.

(٣) الاستيعاب: ٢ / ١١٠٢ قال: قال احمد بن زهير، حدثنا عبيد الله بن عمر القواريري، حدثنا مؤمل بن اسماعيل، حدثنا سفيان الثوري، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب، قال: كان عمر يتعوذ بالله من معضلة ليس لها ابو حسن.

اقول: وقد مرت الاشارة الى بعض مصادره هامش ص ٨٥.

(٤) الاستيعاب: ٣ / ١١٠٣ قال: حدثنا عبد الوارث، حدثنا قاسم، حدثنا احمد بن زهير، حدثنا مسلم بن ابراهيم، حدثنا شعبة، عن ابي اسحاق، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن علقمة، عن عبد الله، قال: كنا نتحدث الحديث.

اقول: وذكره ايضا الحاكم في مستدركه: ٣ / ١٣٥ والجزري في اسد الغابة: ٤ / ٣٢ ومحب الدين الطبري في الرياض النضرة: ٢ / ١٩٨ والذهبي في تاريخ الإسلام: ١ / ١٩٩ والسيوطي في تاريخ الخلفاء: ٦٦ والهيثمي في الصواعق المحرقه: ٧٦ والهيثمي في مجمع الزوائد: ٩ / ١١٦ والقندوزي في ينابيع المودة: ٢٨٦ والشبلنجي في نور الابصار: ٧٤.

(٥) الاستيعاب: ٣ / ١١٠٣. قال: قال احمد بن زهير، واخبرنا ابراهيم بن بشار، قال: حدثنا سفيان بن عيينة، حدثنا يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب، قال: ما كان احد من الناس يقول سلوني غير علي بن ابي طالب.

اقول: ولقد تقدمت الاشارة منا الى مصادره الاخرى في هامش ص ٤٩ فلاحظ

٢٠٢

أقول ومثل أمير المؤمنينعليه‌السلام لا يقول ذلك مع كثرة الأعداء ووفور الشانئين إلا وهو بمقام المستظهر على الجواب.

ورفع حديثا إلى عائشة قال قالت عائشة من أفتاكم بصوم يوم عاشوراء قالوا علي قالت أما إنه أعلم(١) الناس بالسنة(٢) .

وفي إسناد متصل عن ابن عباس والله لقد أعطي علي(٣) تسعة أعشار العلم وايم الله لقد شاركهم(٤) في العشر العاشر(٥) .

وروى حديثا عن الحسن الحلواني رفعه إلى ابن مسعود إن أقضى

__________________

(١) المصدر: لا علم.

(٢) الاستيعاب: ٣ / ١١٠٤.

قال ابن عبد البر: قال احمد بن زهير، وحدثنا محمد بن سعيد الاصفهاني قال: حدثنا معاوية ابن هشام عن سفيان عن قليب عن جبير قال: قالت عائشة الحديث.

وروى الحديث ايضا الخوارزمي في مناقبه: ٤٦ ومحب الدين الطبري في ذخائر العقبى: ٧٨ والرياض النضرة: ٢ / ١٩٣ والسيوطي في تاريخ الخلفاء: ٦٦ والامر تسرى في ارجح المطالب: ٢١ والحمويني في فرائد السمطين: ١ / ٣٦٨ وابن عساكر في ترجمة أمير المؤمنين: ٣ / ٤٨ والمتقي الهندي في كنز العمال: ٤ / ٣٤٣

(٣) المصدر: علي بن ابي طالب.

(٤) المصدر: شارككم.

(٥) الاستيعاب: ٣ / ١١٠٤

قال حدثنا خلف بن قاسم، حدثنا عبد الله بن عمر الجوهري، قال: حدثنا احمد بن محمد بن الحجاج، قال حدثنا محمد بن ابي السري، املاءا بمصر سنة اربع وعشرين ومائتين، قال: حدثنا عمر بن هاشم الجنبي، قال: حدثنا جويبر، عن الضحاك بن مزاحم، عن عبد الله بن عباس، قال: والله لقد اعطي علي بن ابي طالب تسعة اعشار العلم وايم الله لقد شارككم في العشر العاشر.

اقول ذكره ايضا: ابن الاثير في اسد الغابة: ٤ / ٢٢ ومحب الدين الطبري في ذخائر العقبى: ٧٨ والرياض النضرة: ٢ / ١٩٤ والقندوزي في ينابيع الموده: ٧٠ و ٢١٠ و ٤٠٧ والامر تسرى في ارجح المطالب: ١٠٥.

٢٠٣

أهل المدينة علي بن أبي طالب(١) .

هذا بعض من كل أثبته في هذا المقام إذا عرفت هذا فإن كان أبو عثمان عرف ما أثبته وقال ما قال فهو عين المكذب رسول الله الراد على أصحابه عمر وغيره وإن يكن غير عارف بما أثبتناه فأراه رجلا جاهلا بالسنة جدا متقحما في أخطار يسئل عنها إذ العلم ومعرفة السنة مقدم على الخوض في المسائل الشرعية وفنون السنة المحمدية.

أضربنا عن هذا فإن الراد على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ما ذكر ما يؤخذ على آحاد الفقهاء فكيف على سيد الفقهاء إذ قد ثبت من غير خلاف أن عليا من الفقهاء المعظمين ومن اجتهد فلا لوم عليه ولا نقص يلحقه وإن خالفه غيره وتعدى قوله سواه.

ولا يقال إن غيره بمقام الصواب فيما قال وهو بمقام الخطإ فيما قال(٢) وقد ثبتت الرواية عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عندهم أن كل مجتهد مصيب(٣) وليس فيما ذكر ما يأباه العقل أو ترد عليه السنة وهوصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كيف اختلفت(٤) الحال صاحب الحكمة نصا ذكرته فيما سلف(٥) واعتبارا بالعيان في خطاباته وفنون تسليكاته وتدقيقاته وبليغ مناطقه وتنبيهاته فالظن به إذن أحسن ممن لم يرم في مثل هذه المزايا المعظمة بسهم أو يحظ منها بنصيب

__________________

(١) الاستيعاب: ٣ / ١١٠٥. قال: قال الحسن الحلواني وحدثنا يحيى بن ادم قال حدثنا ابن ابي زائدة عن ابيه عن ابي اسحاق عن ابي ميسرة قال قال ابن مسعود: ان اقضى اهل المدينة علي ابن ابي طالب.

(٢) ما بين المعقوفتين لا يوجد في: ن.

(٣) راجع المستصفى: ٢ / ٣٥٩ وفواتح الرحموت المطبوع في هامش المستصفى: ٢ / ٣٨٢ عند نقله لحديث « اصحابي كالنجوم بايهم اقتديتم اهتديتم ».

(٤) ن: اختلف.

(٥) ص (٩١).

٢٠٤

ولكن عدو الدين لا يهاب عارا ولا يقف بإزاء سنة ولنذكر من التفصيل ما يليق.

قوله إن عليا سكت لما راجعه عثمان في الحجر على عبد الله بكون الزبير شريكه غير دال على صواب فعل عثمان وزلل قول أمير المؤمنينعليه‌السلام إذ قد أغضى مقهورا على ما هو أعظم من هذا ولم يكن عثمان سوقة بحكم أمير المؤمنينعليه‌السلام بل صاحب المنصب الذي يومأ إليه ولو جد في المخالفة لكان الحاصل عن ذلك مصادمة عثمان وبني أمية وأتباع(١) عثمان فرأى البلية في الإغضاء أقل من البلية في المنابذة والحكمة تقتضي العمل بالراجح وإلغاء(٢) المرجوح.

وأما قوله في المكاتب فهو عين الاعتبار الموزون إذ من قرر له شيء في مقابلة شيء فعمل جزءه كان له بحساب الجزء الذي عمل من عمله جزء ما قرر له.

أقول وهذا عندنا في المكاتبة المطلقة وأما امتناع رجمه فليس يلازم(٣) كونه لم يتحرر منه شيء بل لأن الرجم إنما يكون في جانب الحر المحض.

وأما قوله في النصرانية فإن الذي يروى عن بعض بنيه(٤) وهم أعرف بمذهبه أنه لا يمكن النصراني من المبيت عندها ولكنه يأتيها بالنهار وأما الاختيار فهو كلام أراه مختلا.

__________________

(١) ن: اشياع.

(٢) ق: القاء.

(٣) ن: بلازم.

(٤) عن ابي جعفرعليه‌السلام قال: ان اهل الكتاب وجميع من له ذمة اذا اسلم احد الزوجين فهما على نكاحهما وليس له ان يخرجها من دار الإسلام الى غيرها ولا يبيت معها لكنه ياتيها بالنهار.

الاستبصار: ٣ / ١٨٣. تهذيب الاحكام: ٧ / ٣٠٢ وانظر ايضا فروع الكافي: ٥ / ٤٣٧.

٢٠٥

وأما الأعور فإن التدبير فيه موزون جدا إذ كان في عين الأعور كمال نظره وفي عين الصحيح شطر نظره فإذا أفسد الأعور على الصحيح نصف بصره لم يكن للصحيح أن يفسد على الأعور جميع نظره من غير ما رد.

وأما قوله في الجد فإنا لا نعرفه مذهبا له ولو كان فأي محذور يلزم في(١) ذلك.

وأما الجارية وإلزام المرأة التي افتضتها بالمهر فإنه مناسب إذ الرجل لو افتض المرأة(٢) في نكاح استحقت كمال المهر فكذا هذا.

وأما أن أصحاب عبد الله تعجبوا من ذلك فإن الناقص لا بد يستغرب تدبيرات الكامل لبعده منها ونزوحه عنها.

وأما أنه كان يحك أصابع الصبيان فهو مذهبنا وهو عين الحكمة إذ المساواة له بالمكلفين غير داخلة في الحكمة لضعف روابطه من قيود العقل التام خلقة والتجارب أخرى والإهمال له بالكلية فتح لأبواب الفساد جدا إذ كان الصبي إذا عدم المؤاخذة تابع ذلك وأسرعت متابعته في أموال المسلمين وبتقدير أن يتقرر ذلك عند المفسدين يسلطونه على أموال البرية لا منهم عليه ويبلغ المفسدون أغراضهم بعدم الإنكار عليه وذلك خلل عظيم.

وأما ما يتعلق بالقطع فليس في القرآن دليل على قطع رجل السارق.

وأما ما يتعلق باليد فإن الله تعالى قال( فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُما ) (٣) وقال

__________________

(١) ن: من.

(٢) لا توجد في: ج.

(٣) المائدة: ٣٨.

والآية كاملة هي ( وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُما جَزاءً بِما كَسَبا نَكالاً مِنَ اللهِ وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) .

٢٠٦

تعالى( لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتابَ بِأَيْدِيهِمْ ) (١) ومعلوم أن الكتابة بالأصابع لا(٢) بالكف وأما ما يتعلق بالطلاق فإن في الطريق جهالة والمتن واه لا يليق بشرف أمير المؤمنين وهذا عند أهل بيته وبنيه خلط من الحكم.

وأما ما سبق الحديث فيه من طعنه على الأنبياء فسأومئ إلى شيء منه لا أحسن الله تعالى جزاه.

وإن السنة قضت بالستر على من وقعت منه الزلة وصدرت عنه الخطيئة قال الله تعالى( إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ ) (٣) فكيف بسادات(٤) المؤمنين لو وقع مثلا زلة أو صدرت عنهم(٥) خطيئة.

ومن المستغرب كونه يجادل بالهوى عن بعض الصحابة ويقوى خلاف ذلك بضعف الدين في الطعن على الأنبياء ليقدح في عين الصحابة وسيدهم وقد قال الله تعالى( وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً ) (٦) وهذا خذلان بين(٧) .

شرع(٨) أولا في التعرض بآدم وقد قال الله تعالى( وَبِالْوالِدَيْنِ

__________________

(١) البقرة: ٧٩.

والآية: ( فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هذا مِنْ عِنْدِ اللهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ ) .

(٢) ق: دون الكف.

(٣) النور: ١٩ وتمام الآية:( فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ) .

(٤) ج وق: سادات.

(٥) ن: منهم.

(٦) الحجرات: ١٢.

والآية كاملة: ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ ) .

(٧) ق: من.

(٨) العثمانية: ٩١.

٢٠٧

إِحْساناً ) (١) وقال تعالى( فَلا تَقُلْ لَهُما أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُما وَقُلْ لَهُما قَوْلاً كَرِيماً ) (٢) .

وهذا عكس ما اعتمد أبو عثمان(٣) .

وقال تعالى( وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ حُسْناً ) (٤) ومن الآثار والسنة شاهد بتوقير الوالد وليس من توقيره ذكر نقائصه.

وطعن(٥) على موسى بقتل النفس بعد مغفرة الله تعالى له ذلك وقال الله تعالى( وَلا تَنابَزُوا بِالْأَلْقابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمانِ ) (٦) وطعن على ذي النون وذلك بعد الرضا عنه.

__________________

(١) النساء: ٣٦.

والآية: ( وَاعْبُدُوا اللهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً وَبِذِي الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينِ وَالْجارِ ذِي الْقُرْبى وَالْجارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ مَنْ كانَ مُخْتالاً فَخُوراً ) .

(٢) الاسراء: ٢٣.

والآية: ( وَقَضى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُما أَوْ كِلاهُما فَلا تَقُلْ لَهُما أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُما وَقُلْ لَهُما قَوْلاً كَرِيماً ) .

(٣) فانه قال رادا على الشيعة: ويقال لهم هل تعلمون ان الله ذكر ادم وهو اول النبيين فقال:( فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً ) . انظر العثمانية: ٩١.

(٤) العنكبوت: ٨.

وتتمة الآية: ( وَإِنْ جاهَداكَ لِتُشْرِكَ بِي ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُما إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ) .

(٥) العثمانية: ٩١.

(٦) الحجرات: ١١.

والآية: ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسى أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ وَلا نِساءٌ مِنْ نِساءٍ عَسى أَنْ يَكُنَّ خَيْراً مِنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلا تَنابَزُوا بِالْأَلْقابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ) .

٢٠٨

وذكر (١) قصة داود وسليمان وليس ذلك من الأخذ في شيء لأنه غاية(٢) ما حكى أن قضية ذهبت عن داود وأصابها سليمان.

وطعن على داود بحديث الخصمين وليس في ذلك طعن لأنهما جاءا(٣) معرفين له أن منازعة أوريا مرجوحة لكثرة نساء داود دون أوريا - ولم يقل أحد أن الأنبياء لا يعاتبون ويسلكون(٤) وينتهون(٥) من قبل الله تعالى.

وأورد(٦) على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قوله تعالى( عَبَسَ وَتَوَلَّى ) (٧) .

وقد ذكر بعض الأفاضل أن ذلك العتاب لم يكن له بل لغيره.

وأورد عليه( لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَما تَأَخَّرَ ) (٨) .

وقد أجاب العلماء عن ذلك من وجوه.

أحدها ليغفر لغيرك ذنبه إليك.

وأورد عليه المعاتبة في الأسرى(٩) والجواب عنه بما أن علياعليه‌السلام سلك الطريق وأوضحت له المحجة وتبينت له الأحكام بما ثبت من

__________________

(١) العثمانية: ٩١.

(٢) ن: عاب.

(٣) ن: جاء.

(٤) ن: كلمة غير واضحة كذا رسمها: سايكون.

(٥) ن: ينهون.

(٦) العثمانية: ٩٢.

(٧) عبس: ١.

(٨) الفتح: ٢.

وتتمتها ( وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِراطاً مُسْتَقِيماً ) .

(٩) اشارة الى قوله تعالى:( ما كانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيا وَاللهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ. لَوْ لا كِتابٌ مِنَ اللهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيما أَخَذْتُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ ) الانفال: ٦٧ و ٦٨.

٢٠٩

كونه عيبة علم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فلا تقع(١) منه مخالفة وأما غيره من الأنبياء فلا نقول إنه نهي فخالف وأمر فجانب فإن قيل هذا منقوض بقصة آدم في قوله تعالى( وَلَقَدْ عَهِدْنا إِلى آدَمَ ) (٢) الآية وثبت نهيه عن الشجرة وإقدامه عليها(٣) .

قلت قد ذكر المفسرون أن إبليس قد حلف على النصيحة وكان آدم من تعظيم الله بالمقام الأمجد وما توهم أن أحدا يحلف بالله كذبا فبنى على ما بنى.

فإن قيل الإشكال موجود إذ بنى على قول إبليس دون قول الله تعالى.

قلت لعله توهم النسخ فإن قيل لو كان الأمر كذا ما عوتب قلت عوتب على بنائه على الوهم فإن قيل الإشكال بحاله إذ لو كان البناء على الوهم حسنا ما عوتب على ذلك قلت قد تقع المعاتبة على ترك الأولى ويسمى فاعل المرجوح عاصيا.

وأورد(٤) على جميع الأنبياء بل على جميع البشر من المأمورين والمنهيين قوله تعالى( وَلَوْ يُؤاخِذُ اللهُ النَّاسَ بِما كَسَبُوا ) (٥) الآية فإذا كان الله

__________________

(١) ج وق: ولا تقع.

(٢) طه: ١١٥.

تمام الآية: ( مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً ) .

(٣) اشارة الى قوله تعالى:( وَيا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلا مِنْ حَيْثُ شِئْتُما وَلا تَقْرَبا هذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونا مِنَ الظَّالِمِينَ. فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطانُ لِيُبْدِيَ لَهُما ما وُورِيَ عَنْهُما مِنْ سَوْآتِهِما وَقالَ ما نَهاكُما رَبُّكُما عَنْ هذِهِ الشَّجَرَةِ إِلاَّ أَنْ تَكُونا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونا مِنَ الْخالِدِينَ وَقاسَمَهُما إِنِّي لَكُما لَمِنَ النَّاصِحِينَ. فَدَلاَّهُما بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُما سَوْآتُهُما وَطَفِقا يَخْصِفانِ عَلَيْهِما مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَناداهُما رَبُّهُما أَلَمْ أَنْهَكُما عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُما إِنَّ الشَّيْطانَ لَكُما عَدُوٌّ مُبِينٌ ) . الأعراف: ١٩ - ٢٢.

(٤) العثمانية: ٩٢.

(٥) فاطر: ٤٥.

٢١٠

قد أخبر بما ترى عن المعصومين فلم يتبع(١) قوم على عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان خطاياهم وهفواتهم وللعمرية والعثمانية أن يعودوا عليهم بمثل ذلك وأكثر منه.

قال ومن أجهل ممن زعم(٢) أن عليا لم يخط قط ولم يعص قط ولم يضع(٣) شيئا قط مع هذا(٤) (٥) .

والذي يقال على معنى الآية إنه تعالى أراد بها غير الأنبياء بيانه السياق من قوله تعالى( وَلكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى ) الآية وذلك أمارة عتاب يوم القيامة وبقاء الذنوب وذنوب الأنبياء لو ثبت كما يزعم قوم فإنها تقع مكفرة لا يؤخذون بها في القيامة والذي يقال على عدو الدين أيضا إنه بمقام البالغ في بغضه أمير المؤمنين الانحراف عنه ومع هذا فإنه اجتهد ولم يذكر إلا أحكاما أفتى بها وقد بينا ما عندنا في ذلك جملة وتفصيلا.

وأما أنا نجيء إلى علي أو آحاد المسلمين نلزمه الخطأ وإن لم نعرفه والقبيح وإن لم نعلمه فهذا شيء لا يرتضيه ذو دين ولا يعتمده ذو بصيرة بل نحن بانون على عدالة من جربنا صيانته وعرفنا في الدين طريقته وقاعدته إلى أن نعرف منه جريمة ونتحقق منه خطيئة خاصة من ورد الأثر النبوي في شأنه بأنه لا يفارق الحق ولا يزايل الصواب فإنا بانون على أنه كذلك ظاهرا وباطنا.

__________________

تتمها:( ما تَرَكَ عَلى ظَهْرِها مِنْ دَابَّةٍ وَلكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذا جاءَ أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللهَ كانَ بِعِبادِهِ بَصِيراً ) .

(١) المصدر: يتتبع.

(٢) المصدر من رجل زعم.

(٣) المصدر: يضيع.

(٤) لا توجد في المصدر.

(٥) العثمانية: ٩٢.

٢١١

وأما غيره ممن لم يرد فيه ما ورد فيه ولا نعرف منه حوبا(١) فإنا بانون على عدالته ظاهرا ما لم نعلم منه مواقعة حوب وانتهاك حرمة.

وأما أن قوما يتبعون عمر وعثمان فإن ذلك ليس قولا لجميع الشيعة ولا يخلو الفرق من جاهل أو مجتهد أو عاص فالدرك لازم لمن فعل العصيان ولا يتعداه ذلك.

وأما قوله إن للعثمانية والعمرية أن يعودوا عليهم بمثل ذلك وأكثر منه(٢) فقد كذب في ذلك وسب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وسب الله تعالى بما رواه ابن السمعاني مرفوعا إلى أم سلمة رضي الله عنها عن رسول اللهعليه‌السلام وروى ابن مردويه عن النبيعليه‌السلام من سب عليا فقد سبني وفي رواية فقد شتمني(٣) .

وروى من طريق زيد بن علي عن آبائه أن رجلا ساب عليا يوما وكان رجلا أجوف فسمع نبي الله صوته فخرج فأخذ بيده وقال يا فلان لا تسبن عليا فإن من سب عليا فقد سبني ومن سبني سبه الله في الدنيا والآخرة

وروى ابن مردويه عن أم سلمة أيضا في إسناده عن أم سلمة عن رسول الله من سب عليا فقد سبني ومن سبني سبه(٤) الله عز وجل من عدة طرق ومن طريق الحسن بن علي في إسناد(٥) ذكره يقول سمعت جدي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول لا تسبوا عليا فمن سب عليا فقد سبني ومن سبني فقد سب الله عز وجل ومن سب الله عز وجل عذبه الله عز وجل.

__________________

(١) الحوب: الذنب.

(٢) العثمانية: ٩٢.

(٣) تقدمت الاشارة الى بعض مصادر هذا الحديث عن أم سلمة وابن عباس هامش ص ٤٥ فلاحظ.

(٤) ن: سب.

(٥) ق: اسناده.

٢١٢

[ و ](١) رواه عن ابن عباس عن رسول الله ولم يذكر عذبه الله عز وجل(٢) وقد سلف أن أذاه أذى رسول الله وثمرات الجميع قلادة الجاحظ.

وأما الكذب فظاهر نعرفه عيانا ومن اعتبر السيرة عرف معنى ما قلت وذلك يقرر الوعيد الذي أسلفناه ولا أرى التعرض بصلحاء الصحابة رضي الله عنهم.

قال ساب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بل ساب الله بما ثبت من الأثر وكيف يقولون علي فوق(٣) الناس كلهم في صواب الرأي والفقه في الدين(٤) ونحن إذا سألنا الفقهاء وأصحاب الآثار والعلماء عن أصحاب القرآن(٥) الذين كانوا مخصوصين بحفظه على عهد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قالوا زيد بن ثابت وأبو زيد وفلان(٦) ولم يذكروه في باب المخصوصين بحفظ القرآن أيام حياة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فإن سألناهم عن أصحاب الحروف والقراءات والوجوه الذين بقراءتهم يقرأ الناس وبقدر اختلافهم اختلف الناس قالوا زيد بن ثابت وأبي بن كعب وعبد الله بن مسعود ولم يذكر معهم(٧) ولم يقولوا هذا في قراءة علي وهكذا(٨) في(٩)

__________________

(١) لا توجد في: ق.

(٢) انظر: مستدرك الحاكم: ١ / ١٢١ وذخائر العقبى: ٦٦ وقد تقدمت الاشارة الى ذلك ص ٣٤.

(٣) ق: فرق.

(٤) في المصدر بزيادة: ولا يكون كالرجل من عظماء السلف لضرب يخصه فيهما.

(٥) ج: القراءات.

(٦) في المصدر بزيادة: وفلان.

(٧) في المصدر بزيادة: لانا شاهدنا الناس يقولون: هذا في قراءة عبد الله بن مسعود وهكذا هو في مصحف عبد الله، وهذا في قراءة ابي وهكذا هو في مصحف ابي، وهذا من قراءة زيد وهكذا هو في مصحف زيد، ولم نرهم يقولون: هذا في قراءة علي الى اخره.

(٨) ن: وهذا.

(٩) في المصدر: وهكذا هو في مصحف علي.

٢١٣

مصحف علي وإن سألناهم عن أصحاب التأويل والتفسير قالوا عبد الله بن العباس والحسن وفلان وفلان ولم يذكروه(١) .

والذي يقال على ساب الله تعالى ولا ينبغي لنا مع هذا أن نستفضح سبه عليا إذ لنا بما ثبت من الرواية أنه ساب الله ورسوله عزية(٢) .

وأما قوله إنه ليس من المعدودين في حفظ القرآن(٣) على عهد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فإن الشيخ الفاضل أبا عبد الله بن محمد بن عبد الله الأهوازي(٤) قال وأما قراءة عاصم بن أبي النجود(٥) ورواها عنه من طريق أبي بكر بن عياش ومن طريق حفص بن سليمان عنه بالسند قال وقرأ على أبي عبد الرحمن عبد الله بن حبيب السلمي وقرأ السلمي على علي بن أبي طالب رضوان الله عليه وقرأ علي على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

قال الشيخ وأما قراءة حمزة(٦) وأسند قراءته إلى علي بن أبي طالب قال وقرأ على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

__________________

(١) في المصدر بزيادة: في هذا الباب، انظر العثمانية: ٩٢.

(٢) عزي عزاءا: صبر على ما اصابه فهو عز وهي عزية ( المنجد ).

(٣) ج: القراءات.

(٤) لم اعثر على ترجمة له في المصادر التي بين يدي و( لَعَلَّ اللهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذلِكَ أَمْراً ) .

(٥) عاصم بن ابي النجود ( اسم ابي النجود بهدلة ) الاسدي مولاهم الكوفي المقري احد القراء السبعة وهو الذي انتهت اليه رئاسة القراء في الكوفة بعد ابي عبد الرحمن السلمي وقد اخذ منه القراءة وكذلك عن زر بن حبيش توفي سنة ١٢٧ أو ١٢٨.

انظر تهذيب التهذيب ٥ / ٣٨ تاريخ الثقات للعجلي: ٢٣٩ طبقات القراء: ١ / ٣٤٦.

(٦) حمزة بن حبيب بن عمارة الزيات القاري ابو عمارة الكوفي التيمي مولى بني تيم الله من ربيعة احد القراء السبعة وعنه اخذ الكسائي القراءة واخذ هو عن الاعمش وانما قيل له الزيات لانه كان يجلب الزيت من الكوفة الى حلوان ويجلب من حلوان الجبن والجوز الى الكوفة فعرف به ولد سنة ٨٠ وتوفي بحلوان سنة ١٥٨ أو ١٥٦ انظر: الجرح والتعديل: ٣ / ٢٠٩ ترجمة ٩١٦ تهذيب التهذيب: ٣ / ٢٧ - ٢٨ وفيات الاعيان: ٢ / ٢١٦ ميزان الاعتدال: ١ / ترجمة ٢٢٩٧.

٢١٤

قال وأما قراءة الكسائي(١) وذكر أنه من باكسايا(٢) قرية من سواد العراق ولد بالكوفة ونشأ بها وقرأ على جماعة من أهلها منهم حمزة بن حبيب الزيات وقرأ حمزة على جماعة منهم ابن أبي ليلى وقرأ ابن أبي ليلى على أخيه وقرأ أخوه على أبيه وقرأ أبوه على علي بن أبي طالبرضي‌الله‌عنه وقرأ علي على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

قال وأما رواية يعقوب(٣) ورفع السند إلى سلام قال وقرأ سلام على عاصم بن أبي النجود - وقرأ على أبي عمرو بن العلاء وعلى عاصم بن أبي الصباح(٤) الجحدري وقرأ عاصم بن أبي النجود على أبي عبد الرحمن السلمي وقرأ أبو عبد الرحمن السلمي على علي بن أبي طالب رضوان الله عليه وقرأ علي بن أبي طالب على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

وقال بعد كلام وقال روح(٥) قال لي يعقوب قرأت على شهاب بن

__________________

(١) علي بن حمزة بن عبد الله بن بهمن بن فيروز الاسدي مولاهم، ابو الحسن الكسائي.

انتهت اليه رئاسة القراء بالكوفة بعد حمزة الزيات واعلم الناس في زمانه بالنحو توفي سنة ١٨٩ وقيل: ١٨١ وقيل غير ذلك. واختلف في تسميته بالكسائي فقد قيل انه روى عنه انه سئل عن ذلك فقال: لاني احرمت في كساء وقيل لانه كان يتشح بكساء ويجلس في حلقة حمزة فيقول اعرضوا على صاحب الكسائي وقيل من قرية بالكسايا.

انظر: طبقات القراء: ١ / ٥٣٥ تهذيب التهذيب: ٧ / ٣١٣ سير اعلام النبلاء: ٩ / ١٣١ الجرح والتعديل: ٦ / ١٨٢.

(٢) ن: كساء.

(٣) يعقوب بن اسحاق بن زيد بن عبد الله بن ابي اسحاق: ابو محمد الحضرمي مولاهم البصري، احد القراء العشرة، وامام أهل البصرة ومقريها، اخذ القراءة عن سلام الطويل، ومهدي بن ميمون وغيرهما. توفي في ذي الحجة سنة ٢٠٥ وله ثمان وثمانون سنة انظر:

طبقات القراء: ٢ / ٣٨٦ وسير اعلام النبلاء: ١٠ / ١٦٩ ووفيات الأعيان: ٦ / ٣٩٠ وتهذيب التهذيب: ١١ / ٣٨٢.

(٤) ن: الصلاح.

(٥) روح بن عبد المومن، ابو الحسن الهذلي مولاهم البصري النحوي المقرئ.

٢١٥

شريفة المجاشعي في خمسة أيام وقرأ شهاب على مسلم بن محارب المحاربي(١) في سبعة أيام وقرأ مسلمة على أبي الأسود ظالم بن عمر(٢) الدؤلي وقرأ أبو الأسود على علي بن أبي طالب رضوان الله عليه وقرأ علي على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

إذا عرفت هذا ظهر لك أن أبا عثمان باغض أمير المؤمنينعليه‌السلام إذ مثل هذا لا يخفى عن مثله ومن أبغض عليا فهو منافق لا محالة بالنص الصحيح النبوي(٣) جازاه(٤) الله تعالى سوء فعله.

وهذا الذي ذكرناه آت(٥) على ما يتعلق بحفظ القرآن(٦) وما يتبعه من القراءات والحروف.

ومن التعيين الدال على كذبه ما ذكره الثعلبي في تفسير الواقعة عند قوله تعالى( وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ ) (٧) أن علياعليه‌السلام قرأ وطلع منضود عن مولى الحسن بن علي و(٨) عن قيس بن سعد(٩) .

__________________

قرأ على يعقوب الحضرمي وجماعة اخرين، وروى عنه جماعة منهم البخاري في صحيحه مات سنة ٢٣٣ وقيل ٢٣٥ وقيل غير ذلك انظر:

طبقات القراء: ١ / ٢٨٥ وتهذيب التهذيب: ٣ / ٢٩٦ والجرح والتعديل: ٣ / ٤٩٩ وتقريب التهذيب: ١ / ٢٥٣.

(١) ج: المحازي.

(٢) ن: عمرو.

(٣) مرت الاشارة الى قسم منها في هامش ص: (٢٩).

(٤) ج وق: خازاه.

(٥) ج: اب.

(٦) ج: القراءات.

(٧) الواقعة: ٢٩.

(٨) لا توجد في: ق ون.

(٩) الكشف والبيان: مخطوط.

٢١٦

وأما ما يتعلق بالتأويل والتفسير فإن الشيخ الكبير المعظم العالم الحافظ ابن عبد البر روى عن معمر عن وهب بن عبد الله عن أبي الطفيل قال شهدت عليا يخطب وهو يقول سلوني فو الله لا تسألوني عن شيء إلا أخبرتكم وسلوني عن كتاب الله فو الله ما من آية إلا وأنا أعلم بليل(١) نزلت أم بنهار(٢) في سهل أم جبل(٣)

__________________

(١) في المصدر: أبليل وكذلك في باقي المصادر.

(٢) في المصدر بزيادة: أم.

(٣) الاستيعاب: ٣ / ١١٠٧.

واورده ايضا ابن حجر في تهذيب التهذيب: ٧ / ٣٣٧ وفي الاصابة: ج ٤ القسم ١ ص ٢٧٠ وروى ابن سعد في طبقاته: ج ٢ القسم ٢ ص ١٠١.

بسنده عن ابي الطفيل قال: قال علي عليه‌السلام : سلوني عن كتاب الله فانه ليس من آية الا وقد عرفت بليل نزلت ام بنهار، في سهل أم في جبل.

وابن جرير الطبري في تفسيره: ٢٦ / ١١٦.

بسنده عن ابي الطفيل قال: سمعت عليا عليه‌السلام يقول: لا تسالوني عن كتاب ناطق ولا سنة ماضية الا حدثتكم، فساله ابن الكوا عن ( الذَّارِياتِ ) فقال: هي الرياح.

وايضا ابن جرير الطبري في تفسيره: ٢٦ / ١١٦.

بسنده عن ابي الصهباء البكري عن علي بن ابي طالب عليه‌السلام -، قال - وهو على المنبر - لا يسالني احد عن آية من كتاب الله الا اخبرته، فقام ابن الكوا ( الى ان قال ) فقال ما ( الذَّارِياتِ ذَرْواً ) ؟ قال: الرياح.

كنز العمال: ١ / ٢٢٨.

قال: عن ابي الطفيل عامر بن واثلة قال: شهدت علي بن ابي طالب عليه‌السلام يخطب فقال في خطبته: سلوني فو الله لا تسالوني عن شيء يكون الى يوم القيامة الا حدثتكم، سلوني عن كتاب الله فو الله ما من آية الا انا اعلم ابليل نزلت ام بنهار ام في سهل ام في جبل، فقام اليه ابن الكوا، فقال: يا أمير المؤمنين ما ( الذَّارِياتِ ذَرْواً ) ؟ فقال له: ويلك سل تفقها ولا تسال تعنتا ( وَالذَّارِياتِ ذَرْواً ) الرياح ( فَالْحامِلاتِ وِقْراً ) السحاب ( فَالْجارِياتِ يُسْراً ) السفن ( فَالْمُقَسِّماتِ أَمْراً ) الملائكة.

فقال: فما السواد الذي في القمر؟ فقال: اعمى يسأل عن عمياء، قال الله تعالى: ( وَجَعَلْنَا

٢١٧

وذكر أبو عمر الزاهد(١) أنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال لابن عباس القني إلى الجبان وأنه فسر له حروف( الْحَمْدُ ) وهي خمسة إلى أن برق عمود الفجر ومن هذا الحديث يقول ابن عباس ثم تفكرت فإذا علمي بالقرآن في علم عليعليه‌السلام كالقرارة في المثعنجر(٢) .

وروى الثعلبي بإسناد عن ابن عباس قال بينما أنا في الحجر أتاني رجل فسأل عن( وَالْعادِياتِ ضَبْحاً ) (٣) فقلت له الخيل حين تغير في سبيل

__________________

اللَّيْلَ وَالنَّهارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنا آيَةَ النَّهارِ مُبْصِرَةً ) فمحو آية الليل السواد الذي في القمر.

قال: فما كان ذو القرنين انبيا ام ملكا؟ فقال: لم يكن واحدا منهما، كان عبدا لله احب الله واحبه الله وناصح الله فنصحه الله، بعثه الله الى قوم يدعوهم الى الهدى فضربوه على قرنه الايمن ثم مكث ما شاء الله ثم بعثه الله الى قومه يدعوهم الى الهدى فضربوه على قرنه الايسر ولم يكن له قرنان كقرني الثور.

قال: فما هذه القوس؟ قال: هي علامة كانت بين نوح وبين ربه وهي امان من الغرق.

قال: فما البيت المعمور؟ قال: بيت فوق سبع سماوات تحت العرش يقال له الضراح يدخله كل يوم سبعون الف ملك ثم لا يعودون اليه الى يوم القيامة.

وقال: فمن ( الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللهِ كُفْراً ) ؟ قال: هم الا فجران من قريش قد كفيتموه يوم بدر.

قال: فمن ( الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً ) قال: قد كان اهل حروراء منهم. انتهى. وذكره ايضا العسقلاني في فتح الباري: ١٠ / ٢٢١.

(١) هو محمد بن عبد الواحد بن ابي هاشم ابو عمر الزاهد اللغوي المحدث المعروف بغلام ثعلب البغدادي ولد سنة ٢٦١ وسمع من جمع من المحدثين، ولازم ثعلبا في العربية فاكثر عنه. كما حدث عنه جماعة اخرون. توفي سنة ٣٤٥ انظر سير اعلام النبلاء: ١٥ / ٥٠٨ وبغية الوعاة:١ / ١٦٤ وانباه الرواة: ٣ / ١٧١.

(٢) ج وق: المنعجر. والمثعنجر: اكثر موضع ماء في البحر، من العثجر، المطر اذا لم يكن له امساك.

اقول: ذكر هذا الحديث وقول ابن عباس المذكور جماعة باختلاف يسير في بعض الفاظه نذكر منهم القندوزي في ينابيع المودة: ٤٠٨ والنبهاني في الشرف المؤبد: ٥٨ والامر تسرى في ارجح المطالب: ١١٣ وابن الاثير في النهاية: ١ / ١٥٢.

(٣) العاديات: ١.

٢١٨

الله ثم تأوي إلى الليل فيصنعون(١) طعامهم ويورون نارهم فانفتل عني فذهب(٢) إلى علي بن أبي طالب وهو تحت سقاية زمزم فسأله عن( وَالْعادِياتِ ضَبْحاً ) فقال سألت عنها أحدا قبلي قال نعم سألت عنها ابن عباس فقال الخيل حين تغير في سبيل الله قال اذهب فادعه لي فلما وقفت على رأسه قال تفتي الناس بما لا علم لك به والله إن كانت لأول غزاة في الإسلام بدر وما كان معنا إلا فرسان فرس للزبير وفرس للمقداد بن الأسود فكيف تكون( الْعادِياتِ ضَبْحاً ) إنما( الْعادِياتِ ضَبْحاً ) الإبل من عرفة إلى المزدلفة ومن المزدلفة إلى منى.

قال ابن عباس فنزعت عن قولي ورجعت إلى الذي قال علي(٣) .

وهذا وارد على عدو السنة ورودا جيدا إذ ذكر أن التفسير والتأويل كان المسئول عنهما ابن عباس والحسن وغيرهما.

لعن الله من يسب عليا

وحسينا من سوقة وإمام

أيسب المطهرون جدودا

والكريم(٤) الأخوال والأعمام(٥)

__________________

(١) ج وق: فيضعون.

(٢) ق: وذهب.

(٣) ما بين المعقوفتين لا يوجد في: ن.

اقول: والحديث في الكشف والبيان: مخطوط.

(٤) ن: والكريمو.

(٥) البيتان لكثير بن كثير بن المطلب بن ابي وداعة. ذكره المرزباني في معجم شعراءه ص ٢٣٩ ٢٤٠ فقال: واسمه الحارث بن سعيد بن سعد بن سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي ابن غالب ( الى ان قال ) وكان يتشيع وهو القائل - وسمع عبد الله بن الزبير يتناول اهل البيتعليهم‌السلام ويقال: انه قالها لما كتب هشام بن عبد الملك الى عامله بالمدينة ان ياخذ الناس بسب أمير المؤمنين علي بن ابي طالبرضي‌الله‌عنه -:

لعن الله من يسب عليا

وحسينا من سوقة وامام

اتسب المطيبين جدودا

والكريمي الاخوال والاعمام

٢١٩

وروى الثعلبي في تفسيره في إسناد متصل عن عبد الله بن عطاء قال كنت جالسا مع أبي جعفر في المسجد فرأيت عبد الله بن سلام فقلت هذا الذي( عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ ) فقال إنما ذلك علي بن أبي طالبعليه‌السلام (١) ورفعه إلى ابن الحنفية(٢) .

ورواه أبو نعيم الحافظ عن محمد بن الحنفية مرفوعا من طريقين إلى عباد

__________________

طبت بيتا وطاب بيتك بيتا

أهل بيت النبي والإسلام

رحمة الله والسلام عليكم

كلما قام قائم بسلام

(١) الكشف والبيان: مخطوط.

وذكره ابن المغازلي في مناقبه: ٣١٣ قال:

اخبرنا احمد بن محمد بن طاوان اذنا: ان ابا احمد عمر بن عبد الله بن شوذب اخبرهم، قال: حدثنا محمد بن جعفر بن محمد العسكري: حدثنا محمد بن عثمان: حدثنا ابراهيم بن محمد ابن ميمون: حدثنا: علي بن عابس قال: دخلت انا وابو مريم على عبد الله بن عطاء قال ابو مريم: حدّث عليا بالحديث الذي حدثتني عن ابي جعفر، قال: كنت عند ابي جعفر جالسا اذ مر عليه ابن عبد الله بن سلام قلت: جعلني الله فداك هذا ابن الذي عنده علم من الكتاب؟

قال: لا ولكنه صاحبكم علي بن ابي طالب الذي نزلت فيه آيات من كتاب الله عزّ وجلّ ( الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ ) ( أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ ) و ( إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ ) الآية.

واخرجه القرطبي في تفسيره: ٩ / ٣٣٦ بهذا السند والقندوزي في ينابيع المودة: ١٠٢ وبسند ولفظ اخرين الحسكاني في شواهد التنزيل: ١ / ٣٠٨.

(٢) وذكره بهذا الطريق ايضا الحسكاني في شواهد التنزيل: ١ / ٣٠٨ قال:

واخبرونا عن ابي بكر عبد الله بن محمد بن منصور بن الجنيد الرازي اخبرنا محمد بن الحسين ابن اسكاب اخبرنا احمد بن مفضل اخبرنا مندل بن علي عن اسماعيل بن سليمان عن ابي عمر زاذان عن ابن الحنفية في قوله تعالى: ( وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ ) قال: هو علي بن ابي طالب.

وكذلك ذكره عنه القرطبي في تفسيره: ٩ / ٣٣٦.

٢٢٠

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534