بناء المقالة الفاطمية في نقض الرسالة العثمانية

بناء المقالة الفاطمية في نقض الرسالة العثمانية7%

بناء المقالة الفاطمية في نقض الرسالة العثمانية مؤلف:
المحقق: السيد علي العدناني الغريفي
تصنيف: مفاهيم عقائدية
الصفحات: 534

بناء المقالة الفاطمية في نقض الرسالة العثمانية
  • البداية
  • السابق
  • 534 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 184098 / تحميل: 7010
الحجم الحجم الحجم
بناء المقالة الفاطمية في نقض الرسالة العثمانية

بناء المقالة الفاطمية في نقض الرسالة العثمانية

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

مناقب لا ترقى إليها عزائم

ولو حلقت فوق السماك(١) العزائم

حواها أبونا غير ما متردد

يفرعها النجم المحلق هاشم

وكم للأوالي(٢) منقبا بابن فاطم

علي به يشقى(٣) العدو المخاصم.

وأما أن أبا بكر رضوان الله عليه ما خلف طائلا مع كثرة الفتوح(٤) فإن أبا عثمان صغر هذا المعنى إذ الفتوح للمسلمين كافة وله بهم أسوة رضوان الله عليه فعلى قول أبي عثمان لا شكر له ولا مدح أيضا(٥) بإيصال أموال المسلمين إليهم. وأما أن عليا كان مخفقا يعال ولا يعول واستفاد الرباع والمزارع والعيون والنخيل ومات ذا مال وأوقاف إن ذلك يوازي كل شيء ملكه أبو بكر(٦) فإن الذي يرد على ملقح الفتن في(٧) ذلك(٨) أن تكراره كون عليعليه‌السلام يعال إشارة إلى كون أمير المؤمنين في تربية رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فلا(٩) وصمة في ذلك ولا مذلة ولو لم يكن أخاه وابن عمه العزيز عليه القريب إليه.

ولقد أحسن أمية بن أبي الصلت(١٠) مادح عبد الله بن

__________________

(١) السماك: والسماكان كوكبان نيران في السماء.

(٢) ن: للاولى. والاوالي جمع الاول.

(٣) ق: نسقي.

(٤) العثمانية: ٩٧.

(٥) لا توجد في: ج.

(٦) العثمانية: ٩٨.

(٧) ج: من.

(٨) لا توجد في: ن.

(٩) ج: ولا.

(١٠) امية بن عبد الله ابي الصلت بن ابي ربيعة شاعر جاهلي ادرك النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ولم يسلم يقال انه كان قد نظر في الكتب وقراها ولبس المسوح تعبدا والتمس الدين وطمع في النبوة لانه

٢٤١

جدعان(١) في قوله

عطاؤك زين لامرئ إن حبوته

يزين وما كل العطاء يزين

فما إن يشين باذلا حر وجهه

إليك كما بعض العطاء يشين(٢) .

ولقد سعد وتمجد من كان مغذوا بطعام الرسول وكنف أشرف بذول يجمع له بين الغذاءين غذاء الطعام المعتاد والحكمة الهادية إلى طريق الرشاد ود من ملك ما بين خافقي المغارب والمشارق أن يكون مغذوهما المتشرف بهما.

ويؤكد الجواب عن تعيير(٣) أمير المؤمنينعليه‌السلام بالإخفاق فنقول:

علا المجد فانخزلت(٤) دونه

نقائص لا ترتقي مجده

__________________

قرأ في الكتب ان نبيا يبعث من العرب فكان يرجو ان يكونه، فلما بعث النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله حسده عدو الله فكان يحرض قريشا بعد وقعة بدر وكان يرثي من قتل من قريش في وقعة بدر.

انظر: الاغاني: ٤ / ١٢٠ والشعر والشعراء لابن قتيبة: ١٧٦ وتهذيب الاسماء: ١ / ١٢٦ واعلام الزركلي: ٢ / ٢٣.

(١) عبد الله بن جدعان التيمي القرشي احد الاجواد المشهورين في الجاهلية ادرك النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قبل النبوة وكانت له جفنة ياكل منها الطعام القائم والراكب فوقع فيها صبي فغرق وهو الذي خاطبه امية بن ابي الصلت بابيات اشتهر منها قوله:

ااذكر حاجتي ام قد كفاني

حياءك ان شيمتك الحياء

انظر: تاريخ اليعقوبي: ١ / ٢١٥ وخزانة البغدادي: ٣ / ٥٣٧ واعلام الزركلي: ٤ / ٧٦ والاغاني: ج ٣ و ٤ و ٨.

(٢) البيتان كما وردا في الديوان: ٤٩٩.

عطاءك زين لامرئ ان حبوته

بخير وما كل العطاء يزين

وليس بشيء لامرئ بذل وجهه

اليك كما بعض السؤال يشين

(٣) ق: تعبير.

(٤) انخزل: في كلامه انقطع ومن المكان انفرد ( المنجد ).

٢٤٢

وحنت إليه مزايا العلاء(١)

فنجم السماء غدا عبده

فكل كمال له صاحب

يدافع عن مجده ضده.

وأما ما استفادهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فإنه لم يخلفه بعده للوارث كما روى عنه بعض بنيه في وصفه ولقد تصدق بعين كأنها عنق جزور وقال لتطفئ عني حر النار شارحا لخوفه من الله تعالى وقد سئل هل كان علي يخاف؟

ونعم المال ما وسع المضطرين وجبر المكسورين ونقع غلة الصادين.

وقد صرح عدو رسول الله بوقفهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وقد روينا في صحيح الآثار صورة حال وقفيته من ذلك:

هذا ما أوصى به علي(٢) ابتغاء وجه الله ليولجني به الجنة ويصرفني به عن النار.

ويقول بعد كلام هذه صدقة واجبة بتلة(٣) حيا أنا أو ميتا تنفق في كل نفقة أبتغي بها وجه الله في سبيل الله ووجهه وذوي الرحم من بني هاشم وبني المطلب القريب(٤) .

وفي رواية أخرى معتبرة الغرض منها أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قسم الفيء فأصاب عليا أرض فاحتفر فيها عينا فخرج منها ماء ينبع في السماء كهيئة عنق الجزور فسماها عين ينبع فجاء البشير ليبشره فقال بشر الوارث بشر الوارث هي صدقة بتا بتلا في حجيج بيت الله وعابري سبيله الغرض من الحديث(٥) .

__________________

(١) ق: العلى.

(٢) في المصادر: هذا ما اوصى به وقضى به في ماله عبد الله على الى اخره.

(٣) بتلة: مقطوعة، اي مقطوعة عن صاحبها لا رجعة له فيها.

(٤) المصادر: بزيادة والبعيد انظر: الكافي: ٧ / ٤٩ كتاب الوصايا، والتهذيب: ٩ / ١٤٦ كتاب الوقوف والصدقات.

(٥) الكافي: ٧ / ٥٤ كتاب الوصايا والتهذيب: ٩ / ١٤٨ كتاب الوقوف والصدقات.

٢٤٣

إذا عرفت هذا فلو لا أن ملقح الفتن عدو مبين لأمير المؤمنين صلوات الله عليه ما كان يعد هذه المقاصد في قبيل المعايب

إذا محاسني اللائي أمت(١) بها

صارت ذنوبا(٢) فقل لي كيف أعتذر

علي نحت المعاني(٣) من أماكنها

وما علي لهم أن تفهم البقر(٤) .

هل يعيب عاقل ساعيا في مواد الإحسان إلى الفقراء والقرباء والحج إلى بيت الله الحرام هذا رأي مهين ممن اعتمده مزاج سوء ممن قصده وغير مستغرب ذلك من خليط ابن الزيات(٥) وعشيرة

__________________

(١) ق: امث وفي ديوان البحتري: ادل.

(٢) في الديوان: كانت ذنوبي.

(٣) في الديوان: القوافي من مقاطعها.

(٤) البيتان هما للبحتري ( ٨٢٠ - ٨٩٧ ) من قصيدة يمدح بها علي بن مر الارمني مطلعها:

الشيب زجر له لو كان ينزجر

وبالغ منه لو لا انه حجر

(٥) هو ابو جعفر محمد بن عبد الملك بن ابان بن حمزة المعروف بابن الزيات، وزّر لثلاثة خلفاء من بني العباس وهم: المعتصم والواثق والمتوكل.

كان ابوه زياتا الا انه كان كثير المال، وكان محمد شديد القسوة، صعب العريكة، لا يرق لاحد ولا يرحمه وكان يقول: الرحمة خور في الطبيعة.

وكان ابن الزيات المذكور قد اتخذ تنورا من حديد، واطراف مساميره المحددة الى داخل، وهي قائمة مثل رووس المسال في ايام وزارته وكان يعذب فيه المصادرين، وارباب الدواوين المطلوبين بالاموال، ولم يسبقه احد الى هذه المعاقبة، وكان اذا قال له احد منهم: ايها الوزير ارحمني، فيقول له: الرحمة خور في الطبيعة فلما اعتقله المتوكل، امر بادخاله في التنور وقيده بخمسة عشر رطلا من الحديد فقال: يا أمير المؤمنين ارحمني، فقال له: الرحمة خور في الطبيعة.

قتل ابن الزيات سنة ٢٣٣.

قال ابن خلكان: وكان الجاحظ منقطعا اليه ( يعني ابن الزيات ) فخاف ان يوخذ مع اسبابه فغاب.

٢٤٤

المتقلب(١) في حطامه المغذو بشبهات طعامه. وهذا يوضح لك حيف سفه الساقط إذ مدح أبا بكر بكثرة المال وإنفاقه في سبيل الله مما لم يثبت برهانه وعاب أمير المؤمنين بكثرة المال مع إقراره بما وقفه في سبيل الله من الوقوف المتعددة وشهدت به الروايات من ذلك وغيره من نفقته في سبيل الله.

وأما أنه خلف ذهبا أو فضة فإن صاحب كتاب الاستيعاب قال(٢) وثبت عن الحسن بن علي من وجوه أنه قال لم يترك أبي إلا ثمانمائة درهم أو سبعمائة فضلت من عطائه كان يعدها لخادم يشتريها لأهله(٣)

__________________

وحكى ابن ابي العيناء قال: كنت عند ابن ابي دؤاد بعد قتل ابن الزيات فجيء بالجاحظ مقيدا وكان في اسبابه وناحيته وعند ابن ابي دؤاد محمد بن منصور، وهو اذ ذاك يلي قضاء فارس وخوزستان فقال ابن ابي دؤاد للجاحظ: ما تاويل هذه الآية:( وَكَذلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذا أَخَذَ الْقُرى وَهِيَ ظالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ ) هود: ١٠٢ فقال: تلاوتها تاويلها اعز الله القاضي، فقال: جيئوا بحداد، فقال اعز الله القاضي، ليفك عني أو يزيدني؟ فقال: بل ليفك عنك، فجيء بالحداد وغمزه بعض أهل المجلس ان يعنف بساق الجاحظ ويطيل اسره قليلا، ففعل، فلطمه الجاحظ وقال: اعمل عمل شهر في يوم وعمل يوم في ساعة وعمل ساعة في لحظة، فان الغرر على ساقي وليس بجذع ولا ساجة، فضحك ابن ابي دواد وأهل المجلس منه، وقال ابن ابي دواد لمحمد بن منصور: انا اثق بظرفه ولا اثق بدينه. انظر وفيات الاعيان: ٥ / ٩٤ - ١٠٣ وترجمة ابن الزيات الى: مروج الذهب: ٤ / ٥ - ٦ وتاريخ ابن الاثير: ٧ / ٣٦.

(١) ج ون: المنقلب.

(٢) المصدر بزيادة: قد.

(٣) الاستيعاب: ٣ / ١١١٢.

ورواه ايضا الحاكم في مستدركه: ٣ / ١٧٣.

بسنده عن علي بن الحسين عليهما‌السلام قال: خطب الحسن بن علي عليهما‌السلام على الناس حين قتل علي عليه‌السلام ، فحمد الله واثنى عليه ثم قال: لقد قبض في هذه الليلة رجل لا يسبقه الاولون ولا يدركه الاخرون، وقد كان رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلّم يعطيه رايته فيقاتل وجبريل عن يمينه وميكائيل عن يساره فما يرجع حتى يفتح الله عليه، وما ترك على أهل الارض صفراء ولا بيضاء الا سبعمائة درهم فضلت من عطاياه اراد ان يبتاع بها خادما لاهله ( الحديث ).

٢٤٥

__________________

وذكره ايضا ابو نعيم في حلية الاولياء: ١ / ٦٥ بسنده عن هبيرة بن يريم، ان الحسن بن عليعليهما‌السلام قام وخطب الناس وقال: لقد فارقكم رجل بالامس لم يسبقه الاولون، ولا يدركه الاخرون بعلم، كان رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلّم، يبعثه فيعطيه الراية فلا يرتد حتى يفتح الله عزّ وجلّ عليه، جبريل عن يمينه وميكائيل عن يساره، ما ترك صفراء ولا بيضاء الا سبعمائة فضلت عن عطاءه اراد ان يشتري بها خادما.

وروى هذا ايضا ابن سعد في طبقاته: ٣ / ٢٥ باختلاف يسير في اللفظ واورد ابن سعد في طبقاته: ج ٣ القسم ١ ص ٢٦ بسنده عن هبيرة بن يريم قال:

لما توفي علي بن ابي طالب عليه‌السلام قام الحسن بن علي عليهما‌السلام فصعد المنبر فقال: ايها الناس قبض الليلة رجل لم يسبقه الاولون ولا يدركه الاخرون، قد كان رسول الله صلّى الله عليه ( وآله ) وسلّم يبعثه البعث فيكتنفه جبريل عن يمينه وميكائيل عن شماله فلا ينثني حتى يفتح الله له، وما ترك الا سبعمائة درهم اراد ان يشتري بها خادما ولقد قبض في الليلة التي عرج فيها بروح عيسى بن مريم ليلة سبع وعشرين من رمضان.

وذكر الهيثمي في مجمعه: ٩ / ١٢٦، قال:

عن ابي الطفيل قال: خطبنا الحسن بن علي عليهما‌السلام فحمد الله واثنى عليه وذكر أمير المؤمنين عليه‌السلام خاتم الاوصياء ووصيّ الانبياء وامين الصديقين والشهداء ( ثم قال ): يا ايها الناس لقد فارقكم رجل ما سبقه الاولون، ولا يدركه الاخرون، لقد كان رسول الله صلّى الله عليه ( وآله ) وسلم يعطيه الراية فيقاتل جبريل عن يمينه وميكائيل عن يساره فما يرجع حتى يفتح الله عليه، ولقد قبضه الله في الليلة التي قبض فيها وصي موسى وعرج بروحه في الليلة التي عرج فيها بروح عيسى بن مريم عليه‌السلام وفي الليلة التي انزل الله عزّ وجلّ فيها الفرقان والله ما ترك ذهبا ولا فضة وما في بيت ماله الا سبعمائة وخمسون درهما فضلت من عطاءه واراد ان يشتري بها خادما لام كلثوم.

ولقد روى النسائي في صحيحه: ص ٨ والمتقى في كنز العمال: ٦ / ٤١٢ والمحب الطبري في ذخائر العقبى: ص ١٣٨ احاديث بالمضامين المتقدمة.

وروى ابن عبد البر في الاستيعاب: ٢ / ٤٦٥ قال:

وذكر عبد الرزاق عن الثوري عن ابي حيان التيمي عن ابيه قال: رأيت علي بن ابي طالب عليه‌السلام على المنبر يقول: من يشتري مني سيفي هذا؟ فلو كان عندي ثمن ازار ما بعته، فقام اليه رجل فقال: نسلفك ثمن ازار ( قال ) قال عبد الرزاق: وكانت بيده الدنيا كلها الا ما كان من الشام.

وروى هذا ايضا ابن سعد في طبقاته: ٦ / ١٦٥ عن ابي رجاء وقال: خرج علي عليه‌السلام

٢٤٦

قال صاحب كتاب الاستيعاب وأما تقشفه في لباسه ومطعمه فأشهر من هذا كله وذكر دليله في حال كسوته صلى الله عليه(١) وفي بعض ما نقلته أنه كان يختم على جراب فيه قوته لئلا يلت(٢) بدهن(٣) وكان صلّى الله

__________________

بسيف له الى السوق فقال: لو كان عندي ثمن ازار لم ابعه.

وذكره المتقى ايضا فى كنز العمال: ٦ / ٤٠٩.

عن علي بن الارقم عن ابيه قال: رأيت علي بن ابي طالب عليه‌السلام يعرض سيفا له في رحبة الكوفة ويقول: من يشتري مني سيفي هذا؟ والله لقد جلوت به غير مرة عن وجه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ولو ان عندي ثمن ازار ما بعته.

ورواه ايضا ابو نعيم في حلية الاولياء: ١ / ٨٣ باختلاف يسير في اللفظ.

(١) الاستيعاب: ٣ / ١١١٢.

(٢) لتّ: الشيء دقه وسحقه ولت السويق: بله بشيء من الماء ( المنجد ).

(٣) وروى احمد بن حنبل في مسنده: ١ / ٧٨ بسنده عن عبد الله بن زرير انه قال:

دخلت على علي بن ابي طالب عليه‌السلام يوم الاضحى فقرب الينا حريرة ( دقيق يطبخ بلبن أو دسم. ) فقلت: اصلحك الله لو قربت الينا من هذا البط - يعني الوزر - فان الله عزّ وجلّ قد اكثر الخير، فقال: يا ابن زرير اني سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول: لا تحل للخليفة من مال الله الا قصعتان قصعة ياكلها هو واهله وقصعة يضعها بين يدي الناس.

وروى ابو نعيم في حلية الاولياء: ١ / ٨١.

بسنده عن عبد الله بن شريك عن جده عن علي بن ابي طالب عليه‌السلام انه اتى بفالوذج ( حلواء تعمل من الدقيق والماء والعسل. ) فوضع قدامه فقال: انك طيب الريح، حسن اللون، طيب الطعم لكن اكره ان اعود نفسي ما لم تعتده.

والمتقى في كنز العمال: ٢ / ١٦١ قال:

عن ابي جعفر قال: اكل علي عليه‌السلام من تمر دقل ثم شرب عليه الماء ثم ضرب على بطنه وقال: من ادخله بطنه في النار فابعده الله ثم تمثل:

فانك مهما تعط بطنك سؤله

وفرجك نالا منتهى الذم اجمعا

وابو نعيم في حلية الاولياء: ١ / ٨٢ بسنده عن زيد بن وهب قال:

قدم على علي عليه‌السلام وفد من اهل البصرة فيهم رجل من اهل الخوارج يقال له الجعد بن نعجة فعاتب عليا عليه‌السلام في لبوسه فقال علي عليه‌السلام : مالك وللبوسي؟ ان لبوسي

٢٤٧

عليه ينشد في تضاعيف ما روى عنه السيد الرضي من كلامه

__________________

ابعد من الكبر واجدر ان يقتدي بي المسلم.

وذكره ايضا المحب الطبري في الرياض النضرة: ٢ / ١٣٤.

وابن الاثير في اسد الغابة: ٤ / ٢٣ بسنده عن ابي نعيم قال:

سمعت سفيان يقول: ما بنى علي عليه‌السلام لبنة على لبنة ولا قصبة على قصبة وان كان ليوتى بحبوته من المدينة في جراب.

وايضا في اسد الغابة: ٤ / ٢٤ بسنده عن ابي بحر عن شيخ لهم قال:

رأيت على علي عليه‌السلام ازارا غليظا قال: اشتريته بخمسة دراهم فمن أراد اربحني فيه درهما بعته، قال: ورأيت معه دراهم مصرورة فقال: هذه بقية نفقتنا من ينبع.

وأيضا اسد الغابة: ٤ / ٤٤ بسنده عن أبي النوار بياع الكرابيس: قال:

اتاني علي بن ابي طالب عليه‌السلام ومعه غلام له فاشترى مني قميصي كرابيس فقال لغلامه:

اختر ايهما شئت فاخذ احدهما واخذ علي عليه‌السلام الاخر فلبسه ثم مد يده فقال: اقطع الذي يفضل من قدر يدي فقطعه ولبسه وذهب.

والمتقى في كنز العمال: ٦ / ٤٠٩ قال:

عن عمرو بن قيس قال: رئي على علي عليه‌السلام ازار مرقوع فقيل له فقال: يقتدي به المؤمن ويخشع به القلب.

وايضا في كنز العمال: ٦ / ٤١٠ قال:

عن زيد بن وهب قال: خرج علينا علي عليه‌السلام وعليه رداء وازار قد وثقه بخرقة فقيل له: فقال: انما البس هذين الثوبين ليكون ابعد لي من الزهو وخيرا لي في صلاتي وسنة للمؤمنين.

والمحب الطبري في الرياض النضرة: ٢ / ٢٣٠ قال:

وعن ابن عباس قال: اشترى علي بن ابي طالب عليه‌السلام قميصا بثلاثة دراهم وهو خليفة وقطع كمه من موضع الرسغين وقال: الحمد لله الذي هذا من رياشه.

المتقى في كنز العمال: ٦ / ٤١٠ قال:

عن ابي مطر قال: خرجت من المسجد فاذا رجل ينادي خلفي: ارفع ازارك فانه اتقى لربك واتقى لثوبك وخذ من راسك ان كنت مسلما، فاذا هو علي عليه‌السلام ومعه الدرة فانتهى الى سوق الابل فقال: بيعوا ولا تحلفوا فان اليمين تنفق السلعة وتمحق البركة ثم اتى صاحب التمر فاذا خادم تبكي فقال: ما شانك؟ فقالت: باعني هذا تمرا بدرهم فابى مولاي ان يقبله، فقال: خذه واعطها درهما فانه ليس لها امر فكأنّه ابى فقلت: الا تدري من هذا؟ قال: لا، قلت: علي أمير المؤمنين عليه‌السلام ، فصب تمره واعطاها درهمها وقال: احب ان ترضى

٢٤٨

وحسبك داء أن تبيت ببطنة

وحولك أكباد تحن إلى القد

وأما أنه أكثر التزويج(١) معيرا له بذلك فإن ذلك طعن على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إذ كانت سنته حثه على ذلك.

وكانصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم المكثر من النساء مات عن تسع وعلى هذا فطعن أبي عثمان طعن على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فذكره لعلي إسرار للحسو في الارتغاء وطعن على الكتاب المجيد في قوله تعالى( لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ) (٢) وقد قال سفيان بن عيينة(٣) إن كثرة النساء ليس من الدنيا فإنه لم يكن في الصحابة أزهد من علي بن أبي طالب وكان له سبع عشرة سرية وأربع نسوة.

__________________

عني يا أمير المؤمنين قال: ما ارضاني عنك اذا وفيتهم ثم مر مجتازا حتى انتهى الى اصحاب السمك فقال: لا يباع في سوقنا طافي ثم اتى دار بزاز وهي سوق الكرابيس فقال: يا شيخ احسن بيعي في قميص بثلاثة دراهم فلما عرفه لم يشتر منه شيئا، ثم اتى غلاما حدثا فاشترى منه قميصا بثلاثة دراهم ولبسه ما بين الرسغين الى الكعب، فجاء صاحب الثوب فقيل له: ان ابنك باع من امير المؤمنين قميصا بثلاثة دراهم، قال: فهلا اخذت منه بدرهمين فاخذ الدرهم ثم جاء به الى عليعليه‌السلام فقال: امسك هذا الدرهم، قال: ما شانه؟ قال: كان قميصنا ثمنه درهمين باعك ابني بثلاثة دراهم قال: باعني برضاي واخذت برضاه.

(١) العثمانية: ٩٨.

(٢) الاحزاب: ٢١ تتمتها:( لِمَنْ كانَ يَرْجُوا اللهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيراً ) .

(٣) سفيان بن عيينة بن ابي عمران ميمون الهلالي الكوفي.

سكن مكة وأصله من الكوفة، كان صاحب حديث ورواية، فقد روى عن جماعة كالزهري وابي اسحاق السبيعي، كما روى عنه طائفة منهم الشافعي ويحيى بن اكثم القاضي. ولد سفيان في منتصف شعبان سنة ١٠٧ ه‍ وتوفي في جمادى الاخرة سنة ١٩٨ وقيل غير ذلك انظر: وفيات الاعيان: ٢ / ٣٩١ والجرح والتعديل: ٤ / ٢٢٥ وتهذيب التقريب: ٤ / ١١٧.

٢٤٩

وأما ما ذكره من تعيير معاوية له بالطلاق المتكاثر(١) فإني أراه واهما أو معاندا وفي السيرة أنهعليه‌السلام كان يعتذر عن الطلاق بعزة من عنده من النسوان عليه.

وأما أن أبا بكر رضوان الله عليه أوصى أن ترد عمالته(٢) فهو قول لا يمكننا الجواب عنه.

ومدح أبا بكر رضوان الله عليه بنزول الآي فيه(٣) قال وليس هو كمن ذكره في جملة المؤمنين وجمهور الأنصار والمهاجرين وأعاد ذكر عائشة رضوان الله عليها وقذفها وأن الله تعالى أنزل براءتها(٤) .

وهو قول ساقط بعيد من الأنفة وكرر قصة الغار وقد ذكرنا ما عندنا في ذلك واستجهلنا المشار إليه وأنه(٥) منافق في كونه لا يعرف ما نزل في أمير المؤمنينعليه‌السلام أو بعضه من الآي وهو لو ضبط احتاج إلى عدة أجزاء(٦) .

ومنع(٧) أن يكون الذي نزلت عليه السكينة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لأنه كان رابط الجأش وهذا الجاهل بالسنة ما كأنه كان سمع القرآن ولا يهمه فهمه ولا علمه لأن الله تعالى قال في غير هذا الموضع في سورة الفتح ما يشهد بجهل أبي عثمان - بالكتاب أو معاندته قال الله تعالى( فَأَنْزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوى وَكانُوا أَحَقَّ بِها وَأَهْلَها وَكانَ اللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً ) (٨)

__________________

(١) العثمانية: ٩٨.

(٢) العثمانية: ٩٨.

(٣) العثمانية: ٩٩.

(٤) العثمانية: ١١٢.

(٥) ق: فانه.

(٦) ن بزيادة: او انه منافق.

(٧) ق: يمنع.

(٨) الفتح: ٢٥ واولها:( إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجاهِلِيَّةِ ) .

٢٥٠

وأطال الكلام الغث في التعلق(١) بحديث الغار وحكى أقوالا واردة عليه والبحث الغث المطول مما تسأمه النفوس وتعافه العقول ثم كرر حديث مسطح قاذف عائشة بالزناء فلا أحسن الله تعالى جزاءه وأسحقه(٢) .

[ و ](٣) قال وكذب إن أهل التأويل أجمعوا على أنه عنى بقوله( وَالَّذِي قالَ لِوالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُما ) (٤) عبد الرحمن بن أبي بكر في أبيه(٥) وأمه(٦) .

والدليل على كذبه وأنه ممن لا يوثق برواياته وحكاياته إما لجهله البين أو كذبه الشنيع والأولى أن يقال أنه احتوى على القسمين.

قال الثعلبي في غضون تفسير سورة الأحقاف قال محمد بن زياد كتب معاوية إلى مروان حتى يبايع الناس ليزيد فقال عبد الرحمن بن أبي بكر لقد جئتم بها هرقلية أتبايعون لأبنائكم فقال مروان هذا الذي يقول الله فيه( وَالَّذِي قالَ لِوالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُما ) الآية فسمعت عائشة بذلك فغضبت وقالت(٧) والله ما هو به ولو شئت لسميته ولكن الله لعن أباك وأنت في صلبه وأنت(٨) فضض(٩) من لعنه الله(١٠) .

وأقول إن الذي أشار إليه لو ثبت لم يحسن أن يذكر من غرر مناقب من

__________________

(١) ما بين المعقوفتين لا توجد في: ن.

(٢) ه‍ ق: اسخفه.

(٣) لا توجد في: ق.

(٤) الاحقاف: ١٧ وتتمتها:( أَتَعِدانِنِي أَنْ أُخْرَجَ وَقَدْ خَلَتِ الْقُرُونُ مِنْ قَبْلِي وَهُما يَسْتَغِيثانِ اللهَ وَيْلَكَ آمِنْ إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ فَيَقُولُ ما هذا إِلاَّ أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ ) .

(٥) ما بين المعقوفتين لا يوجد في: ج وق.

(٦) العثمانية: ١١٣.

(٧) ن: فقالت.

(٨) ن: فانت.

(٩) فضض: كل متفرق ومنتشر يقال خرج فضض من الناس أي فرق متفرقة ( المنجد ).

(١٠) الكشف والبيان: مخطوط.

٢٥١

ارتضاه جمع كثير(١) للخلافة وعولوا عليه في الرئاسة ولو صدر هذا من امرأة ما استكبر منها فكيف من مثله؟

مع ذلك فإن الحائد عن الطريق سب رجلا مسلما بعد إسلامه وادعى أن الجميع رووا كراهيته(٢) الإسلام وما كان الأمر كذا وكيف يليق بعاقل أن يذكر مثل هذا مخايرا بينه وبين فعلات العزمات الهاشميات - رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وعلي(٣) وحمزة وجعفر وعبيدة بن الحارث وكونهم دعوا إلى الإسلام متعرضين لشبا الرماح وظبا الصفاح ومنازلة أهل الكفاح حتى قتل حمزة وجعفر وعبيدة في هاتيك المقامات وكسرت رباعية رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ومعنى الجميع عائد إليه.

ويشابه هذا ما ادعى من كون(٤) الحاضرين في بعض الغزوات على ما سلف من بني تيم أكثر من الهاشميين تفضيلا لأبي بكر رضوان الله عليه.

وأما هوصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فإنه كان في هاتيك المزاحف مجلي غياباتها مفرج كرباتها ممدوح إله الأرض والسماوات(٥) يحطم القرون ويخالط المنون ويستسهل الحزون(٦) ويجرع كأس الأهوال ولا يتهيبها ويرتع منابت الأخطار ولا يتجنبها حتى قامت دعائم الدين ووهت قوائم المعادين فله بذلك الحقوق الجمة على كل مسلم صحت عقيدته بل وإن فسدت طريقته إذ كانصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم صادم الخطوب ليقرر قواعد الإسلام ويسفر وجه الحق ويهدي أهل الضلالة خارجين عن الآثام.

__________________

(١) ق وج: كبير.

(٢) ن: كراهية.

(٣) ما بين المعقوفتين لا توجد في: ق.

(٤) ما بين المعقوفتين لا يوجد في: ج وق.

(٥) ن: ارضها وسماواتها.

(٦) الحزون: مفرده الحزن ( بالفتح ) ما غلظ من الارض ( المنجد ).

٢٥٢

مزايا إذا ما قابل الشمس ضوؤها

محا ضوؤها منه السناء المحلق(١)

يحلي ذرى تيجانها الحق إذ حوى(٢)

شوارد قد أضنى(٣) علاها التفرق(٤) .

قال واجتمع أهل التأويل على أن قوله( أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلى وَجْهِهِ أَهْدى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ ) (٥) نزلت في أبي بكر وأبي جهل(٦) .

أقول إني اعتبرت ما اتفق من كتب التفسير تصانيف أهل السنة فما رأيت لما ادعى الاتفاق عليه ذكرا أصلا(٧) ومن فظيع سوء الأدب قوله قوله إشارة(٨) إلى إله الوجود غير معظم ولا مفخم ولا ذاكر له أصلا(٩) .

[ و ](١٠) قال وقال(١١) تعالى( فَأَمَّا مَنْ أَعْطى وَاتَّقى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنى ) الآية(١٢) يعني أبا بكر في إنفاقه المال وعتقه الرقاب والمعذبين( وَتَوَلَّى ) (١٣) يعني أبا جهل وليس في الأرض صاحب تأويل خالف تأويلنا ولا

__________________

(١) في الهامش: للمصنف لا عدمت الدنيا انواره.

(٢) ن: هوى.

(٣) ن: اخنى. وق: اضبى. واضنى: اذا تمكن منه الضعف والهزال ( المنجد ).

(٤) ن: التعلق.

(٥) الملك: ٢٢.

(٦) العثمانية: ١١٣ - ١١٤.

(٧) لا توجد في: ن.

(٨) ما بين المعقوفتين لا يوجد في: ن.

(٩) فان الجاحظ قال: واجتمع أهل التاويل على ان « قوله »: افمن يمشي الى اخره فلم يات بكلمة تدل على تفخيم الا له سبحانه وتعالى.

(١٠) لا يوجد في: ق.

(١١) لا يوجد في: ن.

(١٢) الليل: ٥ و ٦.

(١٣) اشارة الى الآية ١٦ من سورة الليل:( الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى ) .

٢٥٣

رد قولنا إن هذه الآية نزلت في أبي بكر -(١) .

والذي أقول على هذا إنه كذب من عدة وجوه أنا حاكيها عن(٢) جهة لا تتهم ولا تستغش.

قال الثعلبي الشيخ المقدم(٣) في علم التفسير الشافعي وقال أبو عبد الرحمن السلمي والضحاك( وَصَدَّقَ بِالْحُسْنى ) لا إله إلا الله وهي رواية عطية عن ابن عباس وقال مجاهد بالجنة ودليله قوله( لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنى ) (٤) وقال قتادة ومقاتل والكلبي موعود الله.

وقال ما صورته وقيل نزلت هذه الآية في أبي بكر الصديقرضي‌الله‌عنه ولم يسند ذلك ولا حكاه عن مفسر(٥) .

ورواه أيضا مرفوعا من طريق هشام بن عروة عن سالم وعن هشام بن عروة عن أبيه وآل الزبير وجههم عبد الله وشيخهم ومقدمهم وكان عدوا للبيت العلوي.

ورواها أيضا عن ابن الزبير عن سعيد بن المسيب غير مرفوع وهذا الذي حكيناه يظهر منه كذب المشار إليه لأنه ادعى أن معنى( الْحُسْنى ) الصدقة التي وقعت منه إجماعا.

وقد حكيت عن جماعة ليس المراد( بِالْحُسْنى ) الصدقة.

وجه ثان في الأخذ عليه إذ حكى أن الجملة الأخيرة نزلت في أبي جهل

__________________

(١) العثمانية: ١١٤.

(٢) ن: من.

(٣) لا توجد في: ن.

(٤) يونس: ٢٦ وتتمتها:( وَزِيادَةٌ وَلا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلا ذِلَّةٌ، أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيها خالِدُونَ ) .

(٥) الكشف والبيان: مخطوط.

٢٥٤

إجماعا وحكى الثعلبي عن الكلبي أنها نزلت في أبي سفيان بن حرب(١) .

وجه ثالث في الأخذ عليه في ادعائه الإجماع على أنها نزلت في أبي بكر قال الثعلبي وأخبرنا أبو القاسم يعقوب بن أحمد بن السروي العروضي في درب الحاجب أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله العماني الحفيد حدثنا محمد بن سوار بن شبان(٢) حدثنا علي بن حجر عن إسحاق بن نجيح عن عطاء قال كان لرجل من الأنصار نخلة وكان له جار وكان يسقط من نخلها في دار(٣) جاره وكان صبيانه يتناولون فشكا ذلك إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال له النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بعنيها بنخلة في الجنة فأبى قال فخرج فلقيه أبو الدحداح فقال له(٤) هل لك أن تبعنيها(٥) بحبس يعني حائطا فقال هي لك فأتى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال يا رسول الله أتشتريها مني بنخلة في الجنة قال نعم هي لك فدعى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم جار الأنصاري فقال خذها فأنزل الله تعالى( وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشى ) إلى قوله( إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى ) (٦) أبو الدحداح والأنصاري صاحب النخلة( فَأَمَّا مَنْ أَعْطى وَاتَّقى ) (٧) أبو الدحداح( وَصَدَّقَ بِالْحُسْنى ) (٨) يعني الثواب وإن( الْأَشْقَى ) (٩) صاحب

__________________

(١) الكشف والبيان: مخطوط.

(٢) ن: سنان.

(٣) ن: داره ولا توجد فيها كلمة ( جاره ).

(٤) لا توجد في: ج ون.

(٥) ن: تبيعنيها.

(٦)( وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشى. وَالنَّهارِ إِذا تَجَلَّى. وَما خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثى. إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى ) الليل:١ - ٤.

(٧) الليل: ٥.

(٨) الليل: ٦.

(٩) اشارة الى الآية:( لا يَصْلاها إِلاَّ الْأَشْقَى ) الليل: ١٥.

٢٥٥

النخلة قال( وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى ) (١) يعني أبا الدحداح( الَّذِي يُؤْتِي مالَهُ يَتَزَكَّى ) (٢) أبا الدحداح( وَما لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزى ) (٣) يكافئه بها يعني أبا الدحداح فكان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يمر بذلك الحبس وعذوقه دانية فيقول عذوق وأي عذوق لأبي الدحداح في الجنة.

وروى بعض أشياخنا(٤) عن ابن عباس أنها نزلت في أبي الدحداح وروى الواحدي في الوسيط(٥) وما يبعد أن يكون منحرفا عن أهل بيت النبوة قال حدثنا الشيخ أبو معمر المفضل بن إسماعيل إملاء بجرجان سنة إحدى وثلاثين وأربعمائة أخبرنا أبو الحسن علي بن عمر الحافظ حدثنا(٦) أبو الحسن علي بن الحسين(٧) بن هارون حدثنا العباس بن عبد الله اليرفعي(٨) حدثنا حفص بن عمر حدثنا الحكم بن أبان عن عكرمة عن ابن عباس وذكر قصة النخلة(٩) وبين القصتين تفاوت ولم يذكر أبا الدحداح بل ذكر رجلا

__________________

(١) الليل: ١٧.

(٢) الليل: ١٨.

(٣) الليل: ١٩.

(٤) لعله الشيخ الطبرسي فقد ذكر ذلك في تفسيره مجمع البيان: ١٠ / ٥٠١ و ٥٠٢.

(٥) الوسيط: مخطوط.

(٦) في المصدر: اخبرنا وكذلك البقية.

(٧) ن: الحسن وكذا في المصدر.

(٨) ن: اليرفقى وفي المصدر الترقفى.

(٩) قال في اسباب النزول ص ٢٥٤:

ان رجلا كانت له نخلة فرعها في دار رجل فقير ذي عيال وكان الرجل اذا جاء ودخل الدار فصعد النخلة لياخذ منها التمر فربما سقطت التمرة فياخذها صبيان الفقير فينزل الرجل من نخلته حتى ياخذ التمرة من فمهم، فان وجدها في فم احدهم ادخل اصبعه حتى يخرج التمرة من فيه فشكا الرجل ذلك الى النبي صلى الله عليه [ وآله ] وسلم واخبره بما يلقى من صاحب النخلة فقال له النبي صلى الله عليه [ وآله ] وسلم: اذهب ولقى صاحب النخلة وقال: تعطيني نخلتك المائلة التي فرعها في دار فلان ولك بها نخلة في الجنة؟ فقال له الرجل: ان لي نخلا كثيرا وما فيها نخلة اعجب اليّ ثمرة منها، ثم ذهب الرجل فلقى رجلا هو ابن الدحداح كان يسمع الكلام من

٢٥٦

مجهولا فقال(١) بعد ذلك فأنزل(٢) الله تعالى( وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشى وَالنَّهارِ إِذا تَجَلَّى وَما خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثى إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى ) (٣) ثم حكى عن المفسرين بعد ذلك أنها نزلت في أبي بكر(٤) ولا أعرف في رجال الحديثين اللذين رويناهما مقولا فيه متهما في الافتراء.

إذا عرفت هذا ظهر لك أن أبا عثمان رجل رديء جدا أو جاهل جدا وكيف تقلبت الحال فهو غير صالح للقاء الخصوم ومبارزة فرسان المباحث ومتى فتح باب الجهل والعناد فتح على أبي عثمان من ذلك ما لا طاقة له به وهو يأباه.

قال وأما قوله تعالى( قُلْ لِلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الْأَعْرابِ سَتُدْعَوْنَ إِلى قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ ) إلى قوله تعالى( أَلِيماً ) (٥) فزعم ابن عباس أن القوم بنو حنيفة وأن أبا بكر تولى حربهم وزعم غيره أنهم فارس والروم فإن المستثير إلى

__________________

رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم فقال: يا رسول الله اتعطيني ما اعطيت الرجل نخلة في الجنة ان انا اخذتها؟ قال: نعم، فذهب الرجل فلقى صاحب النخلة فساومها منه فقال له:اشعرت ان محمدا اعطاني بها نخلة في الجنة؟ فقلت: يعجبني ثمرها، فقال له الاخر: اتريد بيعها؟ قال: لا الا ان اعطي بها مالا اظنه اعطى، قال: فما مناك؟ قال: اربعون نخلة قال له الرجل: لقد جئت بعظيم تطلب بنخلتك المائلة اربعين نخلة ثم سكت عنه، فقال له: انا اعطيك اربعين نخلة، فقال له: اشهد لي ان كنت صادقا فمر ناس فدعاهم فاشهد له باربعين نخلة، ثم ذهب الى النبي صلى الله عليه [ وآله ] وسلم فقال: يا رسول الله ان النخلة قد صارت في ملكي فهي لك، فذهب رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم الى صاحب الدار فقال: ان النخلة لك ولعيالك، فانزل الله تبارك وتعالى ( وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشى. وَالنَّهارِ إِذا تَجَلَّى. وَما خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثى. إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى ) .

(١) ق: وبعد ذلك.

(٢) ق: انزل.

(٣) الليل: ١ - ٤.

(٤) انظر اسباب النزول: ٢٥٤ و ٢٥٥.

(٥) الفتح: ١٦ والآية كاملة هي( قُلْ لِلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الْأَعْرابِ سَتُدْعَوْنَ إِلى قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ تُقاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ فَإِنْ تُطِيعُوا يُؤْتِكُمُ اللهُ أَجْراً حَسَناً وَإِنْ تَتَوَلَّوْا كَما تَوَلَّيْتُمْ مِنْ قَبْلُ يُعَذِّبْكُمْ عَذاباً أَلِيماً ) .

٢٥٧

قتال الروم أبو بكر وإن كان عمر هو المقاتل لكسرى فإن ذلك راجع إلى أبي بكر(١) قال ومثل هذا كثير ولم يجئ المجيء الذي يحتج به المنصف والمرشد ولكن الحجة القاطعة وإجماع المفسرين في الآيات التي ذكرناها من قبل في قصة الغار والنصرة وفي قصة مسطح وفي قصة عبد الرحمن بن أبي بكر وأبويه ودعائهما(٢) إلى الإسلام وقصة أبي بكر وأبي جهل(٣) .

والذي أقول على هذا إنه لا يلزم من الدعاء إلى قتال المشركين رئاسة من دعاهم بل كل مدعو إلى الصواب يتعين عليه الانبعاث سواء كان ذلك من رئيس أو مرءوس شريف أو مشروف.

وأما ما يتعلق بالغار فقد ذكرنا ما عندنا فيه وقد ذكرنا ما يتعلق بمسطح وكذا ما يتعلق بعبد الرحمن وذكرنا ما يصلح للورود على كونه رضوان الله عليه دعا أبويه إلى الإسلام وذكرنا الجواب عن قصة أبي بكر وأبي جهل ومع ذلك فإن أبا عثمان أكثر ما يفيده التعلق بقصة أبي بكر رضوان الله عليه وأبي جهل أنه رضوان الله عليه مسلم أو نحو هذا وهذا لا ينبغي أن يذكر في معرض المفاخرة لأمير المؤمنينعليه‌السلام إذ قد روينا من طريق أرباب الحديث أنه ما نزلت آية( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ) إلا وعلي أميرها حسب ما سلف(٤) .

وروى الثعلبي الشافعي السني بإسناده ولا أعرف فيه إماميا عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم سباق الأمم ثلاثة لم يكفروا بالله طرفة عين علي بن أبي طالب

__________________

(١) العثمانية: ١١٤.

(٢) في المصدر بزيادة: له.

(٣) العثمانية: ١١٥.

(٤) تقدمت الاشارة اليه ص (٧٠).

٢٥٨

وصاحب يس ومؤمن آل فرعون فهم الصديقون حبيب النجار مؤمن آل يس وحزقيل مؤمن آل فرعون وعلي بن أبي طالب وهو أفضلهم الغرض من الحديث(١) .

وأغفلت شيئا ذكره أبو عثمان فإنه قال وقد زعم جويبر عن الضحاك في قوله( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ) (٢) قال أبو بكر وعمر ولم يسند أبو عثمان(٣) ذلك(٤) .

قال وقد زعم(٥) عن الفضل بن دلهم عن الحسن في قوله( فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ ) (٦) قال وهم والله أبو بكر وأصحابه(٧) ولم يسند ذلك.

__________________

(١) الكشف والبيان: مخطوط. وذكر المتقي في كنز العمال: ٦ / ١٥٢ قال: الصديقون ثلاثة:حزقيل مؤمن آل فرعون، وحبيب النجار صاحب آل يس، وعلي بن ابي طالب. وذكر هذا ايضا السيوطي في الدر المنثور: ٢ في ذيل تفسير قوله تعالى ( وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلاً أَصْحابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جاءَهَا الْمُرْسَلُونَ ) قال: واخرجه البخاري في تاريخه عن ابن عباس. وذكره ايضا المناوي في فيض القدير: ٤ / ٢٣٧ وابن حجر في الصواعق المحرقة: ص ٧٤. وايضا في كنز العمال: ٦ / ١٥٢ قال: الصديقون ثلاثة، حبيب النجار مؤمن آل يس، ( قالَ: يا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ ) ، وحزقيل مؤمن آل فرعون الذي قال: ( أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللهُ ) ، وعلي بن ابي طالب وهو افضلهم. وذكره ايضا السيوطي في الدر المنثور: في ذيل تفسير قوله تعالى: ( وَقالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمانَهُ ) وذكره كذلك المناوي في فيض القدير: ٤ / ٢٣٨ والمحب الطبري في ذخائر العقبى: ص ٥٦ وفي الرياض النضرة: ٢ / ١٥٣.

(٢) التوبة: ١١٩.

(٣) ما بين المعقوفتين لا يوجد في: ق.

(٤) العثمانية: ١١٤.

(٥) في المصدر بزيادة: وكيع.

(٦) المائدة: ٥٤ والآية:( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكافِرِينَ يُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلا يَخافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَاللهُ واسِعٌ عَلِيمٌ ) .

(٧) العثمانية: ١١٥.

٢٥٩

والعجب ممن يصادم الرجال مهملا الاحتياط والتحرز.

والذي أقول عند هذا:

إن أبا عثمان كفانا مئونة البحث في هذه الجملة لأنه ضعفها وزيفها ونضرب عن هذا ونقول: إن أبا نعيم الحافظ وليس من عداد الإمامية قال حدثنا أبو عبد الله محمد بن مخلد قال حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال حدثنا إبراهيم بن محمد بن ميمون(١) قال حدثنا محمد بن مروان عن محمد بن السائب عن أبي صالح عن ابن عباس(٢) ( اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ) (٣) قال هو علي بن أبي طالبعليه‌السلام (٤) .

وروى الثعلبي عن ابن عباس أنها نزلت في علي وأصحابه وذكر غير ذلك(٥) .

وأما الآية الأخرى فإن الواحدي(٦) حكى حكاية أنها في أبي بكر

__________________

(١) ما بين المعقوفتين لا يوجد في: ن.

(٢) ن بزيادة: في.

(٣) التوبة: ١١٩ وقبلها:( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ) .

(٤) ما نزل من القرآن في علي: مخطوط.

(٥) الكشف والبيان: مخطوط. وذكر نزول هذه الآية بشان عليعليه‌السلام :

الكنجي الشافعي في كفاية الطالب: ١١١ وسبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص: ٢٠ والسيوطي في الدر المنثور: ٣ / ٢٩٠ وقال:

واخرج ابن عساكر عن ابي جعفر عليه‌السلام في قوله تعالى: ( وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ) قال: مع علي بن ابي طالب عليه‌السلام .

والآلوسي في روح المعاني: ١١ / ٤١ والقندوزي في ينابيع المودة: ١١٩.

(٦) لم اعثر عليه في ( اسباب النزول )، بالطبعة التي بين يدي. اقول روى نزول آية( فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ ) الثعلبي في تفسيره الكشف والبيان ( على ما في احقاق الحق ٣ / ١٩٨ ) والرازي في تفسيره: ١٢ / ٢٠ والنيشابوري في تفسيره: ٦ / ١٤٣ ( بهامش الطبري ط الميمنية بمصر ).

٢٦٠

وأصحابه في قتال أهل الردة -: ورواه عن النبي مرفوعا أنهم قوم أبي موسى الأشعري عن عياض الأشعري قال ورواه الحاكم في صحيحه عن عثمان بن السماك عن عبد الملك بن محمد عن وهب عن جرير عن شعبة.

أقول و(١) قال محمد بن حبان أبو حاتم صاحب كتاب المجروحين وهو غير متهم فيما يذكره على رجال المخالفين في الفضل بن دلهم سمعت الحنبلي يقول سمعت أحمد بن زهير يقول سألت يحيى بن معن(٢) عن الفضل بن دلهم فقال ضعيف الحديث(٣) .

وأما ما يتعلق بالضحاك فقد ذكر ابن حبان ثلاثة بهذا الاسم وضعفهم وهم الضحاك(٤) بن بيراس(٥) والضحاك بن الأهوار(٦) والضحاك(٧) بن حجرة المسبحي(٨) .

وقال وأما ما يتعلق بجويبر بن سعد(٩) أصله من بلخ ضعفه يحيى بن

__________________

(١) ما بين المعقوفتين لا توجد في: ن.

(٢) ن: معين وكذا المصدر.

(٣) المجروحين: ٢ / ٢١٠.

(٤) قال ابن حبان:

اخبرنا الحنبلي قال: حدثنا احمد بن زهير عن يحيى بن معين، قال: الضحاك بن نبراس ليس بشيء. المجروحين: ١ / ٣٧٩.

(٥) ن: نيراس وفي المصدر: نبراس.

(٦) ن: الضحاك بن زيد الاهوازي وكذا في المصدر. قال محمد بن حبان: يروى عن اسماعيل ابن ابي خالد وروى عنه عبد الملك بن مروان الاهوازي وكان ممن يرفع المراسيل ويسند الموقوف، لا يجوز الاحتجاج به، لما كثر منها. راجع المجروحين: ١ / ٣٧٩.

(٧) في المصدر: الضحاك بن حجوة المنبجي وقال عنه: يروى عن ابن عيينة وأهل بلده، العجائب اخبرنا عنه عمر بن سعيد بن سنان بنسخة مقلوبة يطول ذكرها، لا يجوز الاحتجاج به ولا الرواية عنه الا للمعرفة فقط. انظر المجروحين ١ / ٣٧٩.

(٨) ن: المسيحي.

(٩) ن: وقال جويبر بن سعيد الى اخره.

٢٦١

سعد(١) يروي عن الضحاك أشياء(٢) مقلوبة فقال كان يحيى وعبد الرحمن لا يحدثان عن جويبر بن سعد سمعت محمد بن محمود(٣) يقول قلت ليحيي بن معن(٤) جويبر كيف حديثه فقال ضعيف(٥) .

قال وقالت العثمانية فإن زعمت الرافضة أن الله أنزل في علي آيا كثيرا وذكر قوله تعالى( أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ) (٦) وضعف الرواية ورجح قصة الغار ومسطح(٧) .

وسوف نعتبر أصل هذه الرواية كذا حكى عن الأصحاب أن قوله تعالى( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً ) (٨) أنها نزلت في علي وسوف نعتبر أصل هذه الرواية إن شاء الله تعالى.

أقول: إني اعتبرت كتاب الشيخ العالم أبي الفرج الأصفهاني الأموي في الآي النازل(٩) في أهل البيتعليهم‌السلام فرأيته قد روى من عدة طرق منها أخبرني أحمد بن الحسن قال حدثنا أبي قال حدثنا حصين بن مخارق عن سعيد بن طريف عن الأصبغ بن نباتة عن عليعليه‌السلام في

__________________

(١) ن: سعيد وكذا المصدر.

(٢) ن: اسانيد.

(٣) ن بزيادة: سمعت الدارمي يقول. وكذا في المصدر.

(٤) ن: معين. وكذلك في المصدر.

(٥) راجع المجروحين: ١ / ٢١٧.

(٦) النساء: ٥٩.

والآية كاملة هي: ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً ) .

(٧) العثمانية: ١١٥ و ١١٧.

(٨) البقرة: ٢٠٨.

وتتمتها: ( وَلا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ ) .

(٩) ن: النازلة.

٢٦٢

قوله تعالى( ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً ) (١) فقال(٢) ولايتنا أهل البيت(٣)

وروى من طريقين أحدهما عن الباقر والآخر عن علي بن الحسينعليه‌السلام أن الدخول في السلم ولاية آل محمد.

وفي رواية أخرى في الآية عن الباقر أنه قال أمروا والله بولاية علي بن أبي طالب وآل محمدعليهم‌السلام (٤) .

وأما الأولى: فرواها الشيخ المذكور بإسناده إلى أبي مريم قال سألت جعفر بن محمد الصادق عن هذه الآية( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ ) الآية فقال كان أمير المؤمنينعليه‌السلام منهم فقلت يا ابن رسول الله أكانت طاعته مفترضة فقال والله ما كانت لأحد من هذه الأمة إلا لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم خاصة من أطاع رسول الله فليطع أمير المؤمنين من طاعة الله عز وجل(٥)

ورواه(٦) بهذا الطريق أنها نزلت في علي بن أبي طالب وآل محمدعليهم‌السلام (٧) قال وزعموا أن الله أنزل( إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ )

__________________

(١) البقرة: ٢٠٨.

والآية كاملة: ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ ) .

(٢) ن: قال.

(٣) ما نزل من القرآن في أهل البيت: مخطوط ومفقود.

(٤) روى نزول الآية بشان أمير المؤمنين بالاضافة الى ابي الفرج الاصفهاني القندوزي في ينابيع المودة: ١١١.

(٥) ن: من اطاع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله اطاع الله عزّ وجلّ.

(٦) ن: ورواية هذا الطريق.

(٧) ما نزل من القرآن في أهل البيت: مخطوط.

وروى نزول هذه الآية بشان أمير المؤمنين عليه‌السلام جماعة منهم:

النيشابوري في تفسيره: ٥ / ٧٩ والقندوزي في ينابيع المودة: ١١٦ والحسكاني في شواهد التنزيل: ١ / ١٤٨ وابن حيان الاندلسي المغربي في تفسيره ( على ما في احقاق الحق: ٣ / ٤٢٤ ).

٢٦٣

الآية(١) .

أقول والكلام ناقص إذ يفوته(٢) في علي.

وروى هو غير ذلك من كونها نزلت في قصة أشار إليها(٣) قال وإن يكن الأمر على غير ذلك فليس(٤) تأويل الرافضة بأقرب التأويل(٥) .

والذي أقول على هذا إن أبا عثمان لم يسند روايته وكذا الواحدي وهو إلى العداوة أقرب لم يسند قوله أنها في غير عليعليه‌السلام وإنما حكى ذلك حكاية.

__________________

(١) العثمانية: ١١٨.

(٢) ن: بدل ( يفوته ) ( تتمته ).

(٣) قال الجاحظ:

اما ظاهر الكلام، فيدل على ما قال اصحاب التأويل كابن عباس وغيره، حين زعموا انها نزلت في عبد الله بن سلام ورهط من مشركي أهل الكتاب، وذلك انهم اتوا النبي (ص) عند الظهر، فقالوا: يا رسول الله، ان بيوتنا قاصية، ولا نجد مسجدا دون هذا المسجد، وان قومنا لما صدقنا الله ورسوله عادونا، وتركوا مخالطتنا، واقسموا الا يكلمونا، فبينما هم يشكون عداوة قومهم لهم، اذ نزلت: ( إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ، وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ ) . فلما قرأها النبي (ص) قالوا: رضينا بولاية الله ورسوله والمؤمنين واذّن بلال للصلاة فخرج النبي (ص) الى المسجد وهم معه، والناس من بين راكع وساجد وقائم وقاعد، فتلا النبي (ص) ( وَمَنْ يَتَوَلَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْغالِبُونَ ) فان تكن هذه الآية كما قال ابن عباس ومجاهد، فليس لعلي فيها ذكر. انظر العثمانية: ١١٨.

(٤) لا توجد في ق.

(٥) قال الجاحظ: وقد عرفنا ان تأويل هذا الكلام يشبه غير الذي قالوا، وليس لنا ان نجعله كما قالوا الا بخبر عن النبي (ص) او باجماع من اصحاب التاويل على تفسيره وذلك ان قوله:( إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ ) يدل على العدد الكبير، وانتم تزعمون انه عنى عليا وحده، وليس لأحد ان يجعل( الَّذِينَ ) لواحد الا بخبر يجمع عليه، فان لم يقدر على ذلك فليس له ان يحوّل معنى الكلام عن ظاهر لفظه: انظر العثمانية: ١١٩.

٢٦٤

إذن(١) نحن نثبت ما يدعيه الأصحاب بالروايات المتكاثرات المعتبرات وإذا تقرر ذلك حملنا قوله تعالى( وَهُمْ راكِعُونَ ) بلفظ الجمع على تفخيم أمير المؤمنينعليه‌السلام وقد يأتي لفظ الجمع ويراد به الواحد قال الراجز

جاء الشتاء وقميصي أخلاق

شراذم يضحك مني النواق(٢)

وهذا ظاهر في باب الأدب. الإشارة إلى جملة من الروايات في ذلك من طرق شيخ لا يتهم نحكي منها المعنى إيثارا للإيجاز فنقول:

روى الشيخ الحافظ أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه بإسناده المتصل إلى أبي رافع قال دخلت على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهو نائم وحية في جانب البيت فكرهت أن أثب عليها وأوقظ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وخفت أن يكون يوحى(٣) إليه فاضطجعت بين الحية وبين النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لأن كان فيها سوء النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم دونه فمكثت ساعة فاستيقظ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهو يقول( إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ ) الحمد لله الذي أتم لعلي نعمه وهنيئا لعلي تفضيل الله تعالى إياه(٤)

__________________

(١) ق ون: بدل ( اذن ) ( لكنا ).

(٢) النواق: اسم ابن الشاعر كما في الهامش.

(٣) ن: اوحي.

(٤) المائدة: ٥٥. روى نزول هذه الآية بشأن مولانا أمير المؤمنينعليه‌السلام طائفة من المفسرين والمحدثين منهم:

محب الدين الطبري في ذخائر العقبى: ٨٨ والآلوسي في روح المعاني: ٦ / ١٤٩ والشوكاني في فتح القدير: ٢ / ٥٠ وابن حيان الاندلسي في البحر المحيط: ٣ / ٥١٣ وابن كثير في، تفسيره: ٢ / ٧١ والنيسابوري في اسباب النزول: ١٤٨ والسيوطي في لباب النقول: ٩٠ وسبط

٢٦٥

وروى بإسناده المتصل عن ابن عباس في قول الله عز وجل( إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ ) إلى قوله تعالى( فَإِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْغالِبُونَ ) (١) قال أتى عبد الله بن سلام ورهطه من أهل الكتاب نبي الله فقالوا يا رسول الله إن بيوتنا قاصية لا نجد أحدا يجالسنا ويخالطنا دون هذا المسجد وإن قومنا لما رأونا صدقنا الله ورسوله وتركنا دينهم أظهروا العداوة وأقسموا لا يخالطونا ولا يؤاكلونا فشق ذلك علينا فبينما(٢) هم يشكون ذلك إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إذ نزلت هذه الآية على رسوله( إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ ) فنودي بالصلاة صلاة الظهر وخرج رسول الله إلى المسجد والناس يصلون بين راكع وساجد وقائم وقاعد فإذا مسكين يسأل فدخل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال أعطاك أحد شيئا قال نعم قال(٣) من قال ذاك الرجل القائم قال على أي حال

__________________

ابن الجوزي في تذكرة الخواص: ١٨ والشبلنجي في نور الابصار: ١٠٥ والطبري في تفسيره: ٦ / ١٦٥ والخازن في تفسيره: ١ / ٤٧٥ والقندوزي في ينابيع المودة: ١ / ١١٤ والزمخشري في الكشاف ١ / ٣٤٧ والرازي في تفسيره: ١٢ / ٢٦ والسيوطي في الدر المنثور في ذيل تفسير الآية. وذكر المتقى في كنز العمال: ٧ / ٣٠٥ قال:

عن ابي رافع دخلت على رسول الله صلّى الله عليه [ وآله ] وسلم وهو نائم - او يوحى اليه - واذا حيّة في جانب البيت فكرهت ان اقتلها وايقظه فاضطجعت بينه وبين الحيّة فاذا كان شيء كان بي دونه، فاستيقظ وهو يتلو هذه الآية: ( إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ ) فقال: الحمد الله فرآني الى جنبه فقال: ما اضجعك هنا؟

قلت: لمكان هذه الحيّة، قال: قم اليها فاقتلها فقتلتها، ثم اخذ بيدي فقال: يا ابا رافع سيكون بعدي قوم يقاتلون عليا، حقا على الله جهادهم، فمن لم يستطع جهادهم بيده فبلسانه فمن لم يستطع بلسانه فبقلبه ليس وراء ذلك شيء. قال اخرجه الطبراني وابن مردويه وابو نعيم.

(١)( وَمَنْ يَتَوَلَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْغالِبُونَ ) المائدة: ٥٦.

(٢) ن: فبينا.

(٣) ما بين المعقوفتين لا يوجد في: ج.

٢٦٦

أعطاكها قال وهو راكع قال وذلك علي بن أبي طالب فكبر رسول الله عند ذلك وهو يقول( وَمَنْ يَتَوَلَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْغالِبُونَ ) (١) .

ورواه بالسند المتصل إلى محمد بن السائب عن أبي صالح عن ابن عباس فأنشد حسان بن ثابت يقول في ذلك:

أبا حسن تفديك نفسي ومهجتي

وكل بطيء في الهدى(٢) ومسارع

أيذهب مدحي والمحبر ضائعا

وما المدح في جنب الإله بضائع

فأنت الذي أعطيت إذ كنت راكعا

أقول فدتك النفس يا خير راكع

فأنزل فيك الله خير ولاية

فبينها(٣) في محكمات الشرائع

وروى في إسناده المتصل عن جعفر بن محمد أنها نزلت في علي وروي عن الباقر كلاما يشتبه الحال فيه(٤) .

وروى بإسناده المتصل عن عبد الوهاب بن مجاهد عن ابن عباس( إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا ) قال علي بن أبي طالب:

وروى مسندا إلى مجاهد أنها نزلت في علي بن أبي طالب(٥) ولم أحك اللفظ.

وروى ذلك في إسناد متصل بعلي بن أبي طالبعليه‌السلام ورواه مرفوعا إلى عمار بن ياسر ورواه في إسناد متصل بميمون بن مهران عن ابن

__________________

(١) المائدة: ٥٦ وذكره ايضا السيوطي في الدر المنثور في ذيل الآية الشريفة باختلاف في اللفظ.

(٢) ق: الهوى.

(٣) ن: وبيّنها.

(٤) ما بين المعقوفتين لا يوجد في: ن.

(٥) ما بين المعقوفتين لا يوجد في: ن.

٢٦٧

عباس أنها نزلت في علي بن أبي طالب(١) .

ورواه في إسناد متصل بسلمة بن كهيل(٢) وروى ذلك(٣) في إسناد متصل عن الحسن بن زيد عن أبيه عن آبائه ورواه من طريق آخر عن ابن عباس ومن طريقين آخرين ومن طريق آخر متصل بابن عباس(٤) .

[ وروى بإسناده المتصل عن مجاهد ](٥) .

[ ورواه بإسناد متصل(٦) عن السدي ](٧) ورواه في إسناد متصل بالضحاك عن ابن عباس ورواه الثعلبي في إسناد متصل بعباية الربعي في متن مطول حسن قال في سياقه قال أبو ذر فو الله ما استتم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حتى أنزل عليه جبرئيلعليه‌السلام من عند الله عز وجل فقال يا محمد اقرأ قال وما أقرأ قال(٨) اقرأ( إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ ) .

وذكر أن إعطاء السائل الخاتم كان بعين النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ودعاءه بعد ذلك اللهم ف( اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي ) ( وَاجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي ) عليا اشدد به ظهري(٩) وحكى الثعلبي عن السدي وعتبة(١٠) بن أبي حكيم وعتبة بن عبد الله إنما عنى بقوله سبحانه( وَالَّذِينَ آمَنُوا

__________________

(١) ما بين المعقوفتين لا يوجد في: ق.

(٢) ما بين المعقوفتين لا يوجد في: ن.

(٣) ن: ورواه.

(٤) ن: عن السدى.

(٥) ما بين المعقوفتين لا يوجد في: ق ون.

(٦) ق: وروى باسناده المتصل.

(٧) ما بين المعقوفتين لا يوجد في: ن.

(٨) لا يوجد في: ج.

(٩) الكشف والبيان: مخطوط.

(١٠) ق: عنه ابن ابي حكيم.

٢٦٨

الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ ) علي بن أبي طالب مر به سائل وهو في المسجد فأعطاه خاتمه(١) .

أقول: وقد روى الثعلبي بإسناد عن ابن عباس أنها نزلت في عبادة بن الصامت وأصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

وروى الشيخ الفاضل العالم يحيى بن البطريق(٢) من طريق ابن المغازلي الشافعي بالإسناد الذي له إليه قال أخبرنا محمد بن أحمد بن عثمان قال أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن(٣) الحسن بن شاذان البزاز إذنا قال حدثنا الحسن(٤) بن علي العدوي قال حدثنا سلمة بن شبيب قال حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا مجاهد عن ابن عباس في قوله تعالى( إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ ) قال نزلت في عليعليه‌السلام (٥) .

وهذا طريق لا أعرف فيه متهما مقدوحا فيه وفي صحيح النسائي عن ابن سلام قال أتيت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقلنا يا رسول الله إن قومنا حادونا لما صدقنا(٦) الله ورسوله وأقسموا لا يكلموننا فأنزل الله تعالى( إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ ) الآية ثم أذن بلال موذنه لصلاة الظهر فقام الناس يصلون فمن بين ساجد وراكع وسائل يسأل(٧) فأعطى علي خاتمه وهو راكع فأخبر السائل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقرأ

__________________

(١) الكشف والبيان: مخطوط.

(٢) عمدة عيون صحاح الاخبار: ١٢٢.

(٣) ق: عن.

(٤) في المصدر: الحسين.

(٥) مناقب ابن المغازلي: ٣١١ حديث ٣٥٤.

(٦) ن: صدوا.

(٧) ن: اذ سائل بسوال.

٢٦٩

علينا رسول الله( إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ ) إلى آخر الآية(١) .

أقول إن الترجيح لما رويناه من وجوه.

أحدها كثرة الرواية(٢) والقائلين ونزارة هذه الرواية.

الوجه الثاني أن أيام رسول الله عقبتها دول مختلفة منها دولة بني أمية وعبد الله بن الزبير والجميع أعداء مجاهرون إلا عمر بن عبد العزيز وكان معاوية يبذل الرغائب على الوضع من عليعليه‌السلام وسبه وكانوا يعلمون الصبيان في المكاتب فنونا تضع من عليعليه‌السلام حتى أن معاوية بذل لسمرة بن جندب(٣) أربعمائة ألف درهم على معنيين يجعل أحدهما في علي والآخر في عبد الرحمن بن ملجم لعنه الله فأجاب إلى ذلك وهو قوله تعالى( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ ) (٤) والمعنى الآخر( وَإِذا تَوَلَّى سَعى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيها ) (٥) المعنى المتعلق بالمدح في

__________________

(١) عمدة عيون صحاح الاخبار: ١٢١ نقلا عن الجمع بين الصحاح الستة من صحيح النسائي وكذلك غاية المرام: ١٠٤ والدر المنثور: ٢ / ٢٩٣.

(٢) ن: الروايات.

(٣) سمرة بن جندب بن هلال الفزاري، نزل البصرة وسكن بها.

عن ابي هريرة: ان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال لعشرة في بيت من اصحابه: « اخركم موتا في النار » فيهم سمرة بن جندب فكان سمرة اخرهم موتا. عن عامر بن ابي عامر، قال: كنا في مجلس يونس بن عبيد فقالوا: ما في الارض بقعة نشفت من الدم ما نشفت هذه، يعنون دار الامارة قتل بها سبعون الفا. فسالت يونس، فقال: نعم من بين قتيل وقطيع، قيل من فعل ذلك؟ قال: زياد وابنه وسمرة. مات سمرة سنة ثمان وخمسين وقيل: سنة تسع وخمسين انظر: سير اعلام النبلاء: ٣ / ١٨٣ واسد الغابة: ٢ / ٣٥٤ والاصابة: ٢ / ٧٨ والجرح والتعديل: ٤ / ١٥٤.

(٤) البقرة: ٢٠٧ واخر الآية:( وَاللهُ رَؤُفٌ بِالْعِبادِ ) .

(٥) البقرة: ٢٠٥

٢٧٠

عبد الرحمن والمتعلق بالذم في علي.

ثم إن الرواية عن ابن عباس ليس فيها صورة حال وجملة من هذه الروايات فيها صورة أحوال وهي قرينة(١) صوابها.

وأما رواية ابن عباس إن صحت عنه فلعله سمع من غير ثقة فأدى ذلك على ما سمع أو حسن ظنه مثلا(٢) بمن لم يحسن الظن به.

وتعلق الجاحظ في الخلاف بفنون منها أن عليا كان أزهد الناس فكيف يحول الحول وعنده مال يجب فيه الزكاة(٣) .

قال ولو كان ذلك كذلك ما كان بلغ من قدر صنيع رجل في إعطاء درهم ودرهمين من زكاته الواجبة ما إن يبلغ به إلى هذه القدر الذي ليس فوقه قدر(٤) .

قال وكيف اتفق له ألا يزكى إلا وهو يصلي(٥) قال فإن لا تفيد الآية الدلالة إلا أن تكون مشهورة كقصة(٦) الغار أو يكون لفظه يدل على غير ما قال غيرهم أو أن ينص الرسول على أن هذه الآية نزلت في علي ولو كان كذلك ما اختلف فيه أصحاب التأويل(٧) .

__________________

وتتمتها:( وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللهُ لا يُحِبُّ الْفَسادَ ) .

(١) ق: قريبة.

(٢) لا يوجد في: ق.

(٣) العثمانية: ١١٩.

(٤) المصدر السابق.

(٥) المصدر السابق.

(٦) ق: كقضية.

(٧) العثمانية: ١٢٠.

٢٧١

والذي أقول على هذه الجملة(١) إن أبا عثمان أسلف فيما مضى أن أبا بكر أزهد من أمير المؤمنين وهاهنا ذكر أن أمير المؤمنين أزهد الناس فهو لا محالة كاذب في أحد القولين.

قوله كيف يجامع الزهد استبقاء المال حولا يجب فيه الزكاة قول ساقط من وجوه أحدها أن الله تعالى قال لرسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ( وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلى عُنُقِكَ وَلا تَبْسُطْها كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَحْسُوراً ) (٢) أي لا تكن بخيلا ولا متلافا فتعينت متابعته( لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ) (٣) .

أضربنا عن هذا فبناء الجاحظ على أن الزكاة وجوبها محصور في حئول(٤) الحول دليل جهله إذ الغلات لا يراعى في(٥) وجوبها الحول فلعل مولانا زرع زرعا أو جاءه ثمر(٦) نخل تعينت فيه الزكاة وكان أداؤه في وقت ذلك.

أضربنا عن هذا فهل يستنكر لزاهد أو نبي أن يكون عنده خمسة أباعر لسفره وحركته ومنفعته الفنون(٧) في حضرته؟

هذا لا ينكره إلا سفيه لا يعرف السنة ولا مذاهب الحكمة وشرف المزايا إذ من بذل ما في يديه احتاج إلى غيره وذل لمن سواه والمؤمن لا

__________________

(١) ج ون: بزيادة ( اولا ).

(٢) الاسراء: ٢٩.

(٣) الاحزاب: ٢١.

تتمتها: ( لِمَنْ كانَ يَرْجُوا اللهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيراً ) .

(٤) ن: حول.

(٥) لا توجد في: ن.

(٦) ق: تمر.

(٧) الفنون: ما يشعر مزاولها بلذة عند مزاولته اياها كركوب الخيل ( المنجد ).

٢٧٢

يذل نفسه وما كل نفس ترضى بالمهابط السفلية والرذائل الدنية.

قوله وما بلغ من قدر الصدقة بدرهمين حتى يبلغ به هذا المبلغ(١) .

قلت هذا مع الذي قررناه(٢) من صواب الرواية بحث مع إله الوجود.

أضربنا عن هذا فإن الذي شرع فيه ناقضا(٣) لغرضنا بان لغرضنا إذ كان الشكر التمام كما ذكر مع نزارة الدرهمين برهان إخلاص مولانا صلوات الله عليه وإلا(٤) فهي نظرا إلى حقارتها ليست موضع المدح التام كما ذكر.

أضربنا عن هذا فلعل الله تعالى جلاله أراد أن يوقظ أحداق(٥) الغافلين بالثناء الجم حيث لم يفعلوا مثل فعله مقوما لهم عوج غفلتهم بذلك.

أضربنا عن هذا فلعل الله تعالى(٦) جلاله أراد أن يبين أن كثيرا ممن يتصدق لا تقارن أعماله خلوص النية ليرجع إلى الله تعالى في إخلاص النية حيث يرى أثرها.

أضربنا عن هذا فلعل الله تعالى أراد أن يبين لمن يبالغ في الثناء على إنسان عند إعطاء الأموال الوافرة أن هاتيك الصدقات غير منوطة بالمقاصد الصالحات لئلا يعتمدوا عليه ويقصدوا في المهمات إليه فيزلوا.

بيان ذلك أنهم يرون الثناء الجم توجه لأجل درهمين ولا يتوجه إلى

__________________

(١) العثمانية: ١١٩.

(٢) ق: كررناه.

(٣) ق: ناقصا.

(٤) ما بين المعقوفتين لا يوجد في: ن.

(٥) ن: حذّاق.

(٦) ن بزيادة: جل.

٢٧٣

غيره بإعطاء المال الجم أو ليزيل(١) عن خاطر من يظن أنه مخلص أنه مخلص(٢) لئلا يدخله الزهو والعجب.

وأما استطرافه(٣) لكونه أدى الزكاة في حال صلاته لا في غير تلك الحال فإن الجواب عنه بما أنه رأى المحل القابل وقعود من حضر عن مساعدته فرأى اغتنام(٤) رحمته أو لأن الله تعالى بعث ذلك السائل ليظهر للحاضرين قدر عناية الله تعالى به عقيب صدقته بما أنزل من الآي في مدحته وإرغام الأعداء بتفخيم ناحيته(٥) من حضر منهم ومن غاب عنهم.

وأما قوله(٦) إنه إما لفظ دال أو ما يناسب خبر الغار فقد بينا فيما روينا صريحا عن أعيان وعن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بقرائن أحوال أن الآية نزلت في أمير المؤمنينعليه‌السلام .

وأما حديث الغار فقد تكرر وتكرر الجواب عنه.

وقال لسان الجارودية عند استثمار الشرف منه:

على أنني راض بأن أحمل الهوى

وأخلص منه لا علي ولا ليا.

وأما قوله إن النبي لو نص على أن الآية في أمير المؤمنين ما اختلفوا فيه(٧) فقول رجل جاهل بالسنة بعيد عن صواب النقل إذ الآثار النبوية مختلفة جدا وما لزم ذلك بطلانها.

__________________

(١) ن: فيزول.

(٢) ما بين المعقوفتين لا يوجد في: ن.

(٣) ن: استطراقه.

(٤) ق وج: اغنام.

(٥) ن: ناحية.

(٦) لا يوجد في: ج.

(٧) العثمانية: ١٢٠.

٢٧٤

وعلى قود بحث الجاحظ يلزم الطعن في القرآن المجيد إذ المسلمون مختلفون(١) عنه حسب الآيات المختلفة في ظاهرها فلأن لزم الاختلاف في التأويل بطلان ما اختلفوا فيه كان هذا سعيا في فساد القرآن وهو كفر وما يجهل مثل هذا إلا غبي.

هذا فيما يرجع إلى أحكام ليست أغراضا للمختلفين فكيف ما هو مظنة لاختلاف المختلفين ومنع قول من قال إن قول الله تعالى( وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ ) (٢) علي(٣) .

فقد(٤) ذكرنا ما عندنا في ذلك في مطاوي هذه الأوراق وقرائن الأحوال شاهدة بأنه المحل القابل لها ولو لم تنطق هذه الرواية بها وقد سلف تبيينه(٥) على ذلك.

قال وكذب إن النبي مات ولم يجمع القرآن(٦) إذ القراء المشهورون يروون عن الأوائل الذين مصدر القراءة عنهم أنهم قرءوه على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فكيف يقرؤه من لا يجمعه؟

وقد ذكر ابن عبد البر المغربي أن جماعة جمعوا القرآن على عهد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم منهم علي(٧) .

__________________

(١) ن: يختلفون.

(٢) الرعد: ٤٣.

والآية كاملة هي: ( وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلاً قُلْ كَفى بِاللهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ ) .

(٣) العثمانية: ١٢١.

(٤) ن: وقد.

(٥) ق: تبنيه.

(٦) العثمانية: ١٢١.

(٧) لم اعثر عليه في الاستيعاب المطبوع.

٢٧٥

وقد سبق من قبل في كلام المخذول على ما حكيته عنه أن جماعة كانوا مخصوصين بحفظ القرآن على عهد رسول الله فكيف يحفظ شيء(١) لم يجمع بعد ولكن المخذول يتكلم(٢) بحسب الهوى غير ناظر في عاقبة.

وطعن بما أن السائل إذا سأل عن علماء التأويل ذكروا ابن عباس ونحوه ولم يذكروه(٣) وقد سبق جواب الجاهل عن ذلك وأتمم ذلك فأقول:

إنه قد يكون إغفال ذكره لاشتهار أمره إذ الشمس لا تحتاج إلى دال عليها ولا كاشف لها وأما أن أبا بكر وعمر لا يذكران في علماء التأويل كما قال فإن الوجه فيه عدم ضبطهما القرآن وحفظه فكيف يتأول متأول شيئا لا يحويه ولا يدريه.

وقد كان عمر رضوان الله عليه حفظ البقرة في سبع عشرة سنة وقيل في اثنتي عشرة سنة ونحر جزورا(٤) .

وهذا يوضح عذره رضوان الله عليه في عدم المعرفة بالتأويل وكذا نعذر أبا بكر(٥) في عدم المعرفة بالأب وعمر أيضا(٦) .

__________________

(١) ن: بزيادة: و.

(٢) ن: تكلم.

(٣) العثمانية: ١٢١.

(٤) عن عبد الله بن عمر، قال: تعلم عمر سورة البقرة في اثنتي عشرة سنة فلما ختمها نحر جزورا. انظر: تفسير القرطبي ١ / ٣٤ وشرح ابن ابي الحديد: ٣ / ١١١ والدر المنثور:١ / ٢١.

(٥) اخرج ابو عبيدة عن ابراهيم التيمي قال:

سئل ابو بكر عن قوله تعالى: ( وَفاكِهَةً وَأَبًّا ) ؟ فقال: اي سماء تظلني؟ او اي ارض تقلني ان قلت في كتاب الله ما لا اعلم؟ وفي لفظ القرطبي: اي سماء تظلني؟ واي ارض تقلني؟ واين اذهب؟ وكيف اصنع؟ اذا قلت في حرف من كتاب الله بغير ما اراد تبارك وتعالى.

ذكره القرطبي في تفسيره: ١ / ٢٩ الزمخشري في الكشاف: ٣ / ٢٥٣ وابن كثير في تفسيره: ١ / ٥ الخازن في تفسيره: ٤ / ٣٧٤ النسفي في تفسيره: ٨ / ٣٨٩ السيوطي في الدر المنثور: ٦ / ٣١٧ ابن حجر في فتح الباري: ١٣ / ٢٣٠.

(٦) عن انس بن مالك قال:

٢٧٦

ورجح عبد الله بن عباس في معرفة التأويل قال في معرفته ولم نجد عند أحد شطره ولا قريبا منه(١) يعرض بأمير المؤمنين.

ويكفينا في الشهادة(٢) على تكذيبه ذل الحبر المعظم ابن عباس بين يديه واستخذاؤه عند ما نبهه عليه(٣) من معنى( الْعادِياتِ ) عليه وقد سلف(٤) من طريق لا يتهم فأراد الجاحظ أن يضع من علي فرفع منه إذ كان المدعى له معرفة التأويل ضارعا عنده مستفيدا منه مقرا على نفسه بالعجز عن مداناته على ما أسلفت فأراد الجاحظ أن يذم فمدح وأن يفضح فافتضح.

__________________

ان عمر قرأ على المنبر:( فَأَنْبَتْنا فِيها حَبًّا. وَعِنَباً وَقَضْباً. وَزَيْتُوناً وَنَخْلاً. وَحَدائِقَ غُلْباً. وَفاكِهَةً وَأَبًّا ) ، قال: كل هذا عرفناه فما الاب؟ ثم رفض عصا كانت في يده فقال: هذا لعمر الله هو التكلف، فما عليك ان لا تدري ما الاب؟ اتبعوا ما بيّن لكم هداه من الكتاب فاعملوا به وما لم تعرفوه فكلوه الى ربه. وفي لفظ اخر: قال انس: بينا عمر جالس في اصحابه اذ تلا هذه الآية: ( فَأَنْبَتْنا فِيها حَبًّا ) الى اخرها ثم قال: هذا كله عرفناه فما الاب؟ قال: وفي يده عصية يضرب بها الارض فقال: هذا لعمر الله التكلف، فخذوا ايها الناس بما بيّن لكم فاعملوا به، وما لم تعرفوه فكلوه الى ربه. وبلفظ اخر ان عمر قرأ هذه الآية فقال: كل هذا عرفناه فما الاب؟ ثم رفض عما كانت بيده وقال: هذا لعمر الله التكلف، وما عليك يا ابن ام عمر ان لا تدري ما الاب، ثم قال: اتبعوا ما تبين لكم من هذا الكتاب وما لا فدعوه وعن ثابت: ان رجلا سأل عمر بن الخطاب عن قوله: ( وَفاكِهَةً وَأَبًّا ) : ما الاب؟ فقال عمر: نهينا عن التعمق والتكلف اورد هذه الاحاديث:

ابن جرير في تفسيره: ٣٠ / ٣٨ والحاكم في المستدرك: ٢ / ٥١٤ والخطيب في تاريخ بغداد: ١١ / ٤٦٨ والزمخشري في الكشاف: ٣ / ٢٥٣ ومحب الدين الطبري في الرياض النضرة: ٢ / ٤٩ وابن الاثير في النهاية: ١ / ١٠ وابن كثير في تفسيره: ٤ / ٤٧٣ والخازن في تفسيره: ٤ / ٣٧٤ والسيوطي في الدر المنثور: ٦ / ٣١٧ والمتقى في كنز العمال: ١ / ٢٢٧ وابن حجر في فتح الباري: ١٣ / ٢٣٠ والقسطلاني في ارشاد الساري: ١٠ / ٢٩٨.

(١) العثمانية: ١٢٢.

(٢) ن: بالشهادة.

(٣) ج: تممه.

(٤) ص: (١٠٧).

٢٧٧

وأما أنه لو كانت الآية كما تزعم الروافض كما قال لعرفها ابن عباس فقد روينا عنه(١) ما يشهد بما حاولناه من غير طريق الروافض كما زعم وأراه إشارة إلى قوله تعالى( إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ ) الآية. ادعى أن العثمانية فضلت أبا بكر على علي بما أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم سماه الصديق قال ولم يسم النبي عليا باسم يبينه(٢) به(٣) .

وهذا قول جاهل بالسيرة أو معاند وكلا القسمين يمنعان ذا الدين أن يجاري أهل الفضل في ميادينه ويساميهم في براهينه إذ قد روى المحدثون من غيرنا أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بانه بكونه أمير المؤمنين(٤) ذكر أخي السعيد رضى

__________________

(١) ن: عليه.

(٢) في المصدر: ينسبه.

(٣) العثمانية: ١٢٢.

(٤) روى ابو نعيم الاصفهاني في حلية الاولياء ١ / ٦٣ بسنده عن انس قال:

قال رسول الله صلّى الله عليه [ وآله ]: يا انس اسكب لي وضوءا ثم قام فصلى ركعتين ثم قال: يا انس اول من يدخل عليك من هذا الباب أمير المؤمنين وسيد المسلمين وقائد الغر المحجلين وخاتم الوصيين قال انس: قلت: اللهم اجعله رجلا من الانصار وكتمته اذ جاء علي فقال: من هذا يا انس؟ فقلت: علي فقام مستبشرا فاعتنقه ثم جعل يمسح عرق وجهه ويمسح عرق وجه علي بوجهه قال علي: يا رسول الله لقد رايتك صنعت بي شيئا ما صنعت بي من قبل قال وما يمنعني وانت تودي عني وتسمعهم صوتي وتبين لهم ما اختلفوا فيه من بعدي.

وروى الحديث بعين ما تقدم:

الخوارزمي في مناقبه: ٤٢ وكمال الدين الشافعي في مطالب السوول: ٢١ والحمويني في فرائد السمطين: ١ / ١٤٥ وابن عساكر في ترجمة أمير المؤمنين من تاريخ دمشق: ٢ / ٢٥٩.

وفي تاريخ بغداد: ١٣ / ١٢٢ بسنده عن ابن عباس قال:

قال رسول الله صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم: ليس في القيامة راكب غيرنا ونحن اربعة فقام عمه العباس فقال له: فداك ابي وامي انت ومن؟ قال: اما انا فعلى دابة الله البراق، واما اخي صالح على ناقة الله التي عقرت، وعمي حمزة اسد الله واسد رسوله على ناقتي العضباء، واخي

٢٧٨

الدين (١) قدس الله تعالى روحه فيما سطره إلي ما صورته

__________________

وابن عمي وصهري علي بن ابي طالب على ناقة من نوق الجنة.

( الى ان قال ) فلا يمر بملأ من الملائكة الا قالوا: هذا ملك مقرب، أو نبي مرسل، أو حامل عرش رب العالمين، فينادي مناد من لدنان العرش - او قال: من بطنان العرش - ليس هذا ملكا مقربا، ولا نبيا مرسلا، ولا حامل عرش رب العالمين، هذا علي بن ابي طالب أمير المؤمنين وامام المتقين وقائد الغر المحجلين الى جنان رب العالمين، افلح من صدقه، وخاب من كذبه، ولو ان عابدا عبد الله بين الركن والمقام الف عام والف عام حتى يكون كالشن البالي ولقي الله مبغضا لآل محمد اكبه الله على منخره في نار جهنم.

وفي مناقب اخطب خطباء خوارزم: ٨٦ بسنده عن ابن عباس قال:

قال رسول الله صلّى الله عليه [ وآله ] هذا علي بن ابي طالب لحمه من لحمي ودمه من دمي وهو مني بمنزلة هارون من موسى غير انه لا نبي بعدي وقال يا ام سلمة اشهدي واعلمي واسمعي هذا علي أمير المؤمنين وسيد المسلمين وعيبة علمي وبابي الذي اوتى منه، اخي في الدين وخدني في الآخرة ومعي فى السنام الاعلى.

(١) هو السيد رضي الدين ابو القاسم علي بن موسى بن جعفر الحسني اخو المؤلف.

عالم زاهد فقيه ورع اديب شاعر صاحب الكرامات والمقامات العالية.

قال عنه العلامة في بعض اجازاته: وكان رضي الدين علي صاحب كرامات حكى لي بعضها وروى لي والدي البعض الاخر.

وقال في موضع اخر: ان السيد رضي الدين كان ازهد اهل زمانه. وقال عنه الحر العاملي في امل الامل: ٢ / ٢٠٥:

حاله في العلم والفضل والزهد والعبادة والثقة والفقه والجلالة والورع اشهر من ان يذكر وكان ايضا شاعرا اديبا منشئا بليغا.

وقال عنه الامين في اعيان الشيعة: ٨ / ٣٥٨.

وكان ابرز اعلام هذه الاسرة - يعني اسرة بني طاووس - السيد النقيب رضي الدين علي بن سعد الدين ابي ابراهيم موسى بن جعفر ( الى ان قال ) ولد قبل ظهر يوم الخميس منتصف المحرم سنة ٥٨٩ بالحلة وبها نشأ وترعرع ثم عد من كتبه ٤٨ كتابا.

ثم قال عنه: كان رضي الدين على جانب كبير من العلم والفضل والمعرفة كما تشهد به مؤلفاته واثاره واقوال المؤرخين والرجاليين الذين ترجموا له.

توفي سنة ٦٦٤ وحمل الى مشهد جده علي بن ابي طالب عليه‌السلام .

٢٧٩

ومن جملته باب فيها كتاب له أول بخطبة وأخر نحو سبع كراريس تضمنت مائة وخمسة أحاديث عن ثمانية عشر شيخا برجالهم إلا شاذا عسى فيه بعض رجالهم كما ذكر من عدها في تسمية مولانا علي صلوات الله عليه في حياة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (١) بأمير المؤمنين(٢) منها ما سماه الله تعالى(٣) جلاله به(٤) ومنها ما سماه جبرئيلعليه‌السلام به(٥) ومنها ما سماه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالوحي.

ومنها ما قاله ولم يذكر أنه أوحى إليه(٦) .

ومنها ما سماه به(٧) حيوان صامت.

ومنها ما سماه به جماد بإذن الله جل جلاله وذكر غير هذا.

وفي بعض ما ذكرت مقنع إذ هو في مقابلة دعوى لا أصل لها.

ثم من طريف الأمور أن يدعي إجماع المسلمين على هذا الاسم وأنه لأبي بكر دون غيره(٨) .

واعلم أن الذي يرد على عدو السنة فيما قال ما رواه الشيخ الثقة يحيى

__________________

ترجم له كثيرون من ارباب التراجم منهم:

الحر العاملي في امل الامل: ٢ / ٢٠٥ والامين في اعيان الشيعة: ٨ / ٣٥٨ لؤلؤة البحرين: ٢٣٥ مقدمة البحار: ١ / ١٤٣ روضات الجنات: ٤ / ٣٢٥.

(١) ما بين القوسين لا يوجد في: ن.

(٢) ما بين المعقوفتين لا يوجد في: ق.

(٣) ن بزيادة: جل.

(٤) لا يوجد في: ق.

(٥) لا توجد في: ن.

(٦) ما بين المعقوفتين لا يوجد في: ن.

(٧) لا توجد في: ج وق.

(٨) العثمانية: ١٢٣.

٢٨٠

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534