بناء المقالة الفاطمية في نقض الرسالة العثمانية

بناء المقالة الفاطمية في نقض الرسالة العثمانية11%

بناء المقالة الفاطمية في نقض الرسالة العثمانية مؤلف:
المحقق: السيد علي العدناني الغريفي
تصنيف: مفاهيم عقائدية
الصفحات: 534

بناء المقالة الفاطمية في نقض الرسالة العثمانية
  • البداية
  • السابق
  • 534 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 184204 / تحميل: 7013
الحجم الحجم الحجم
بناء المقالة الفاطمية في نقض الرسالة العثمانية

بناء المقالة الفاطمية في نقض الرسالة العثمانية

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

فصاروا حزب إبليس ».

وهو كالأوّل في الدلالة على إمامتهم ؛ إذ شأن الإمام أن يكون أمانا من الاختلاف ؛ لعلمه وعصمته ، فلا يختلف في الدين من اتّبعه ، ولا في الدنيا ؛ لمنعه الناس عن ظلم بعضهم بعضا لو بسطت يده.

وقريب من هذه الأخبار ما استفاض عن رسول الله : «إنّما مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح »(١) و «إنّما مثل أهل بيتي فيكم مثل باب حطّة في بني إسرائيل »(٢) .

قال ابن حجر بعد كلامه السابق : « جاء من طرق عديدة يقوّي بعضها بعضا :إنّما مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح ، من ركبها نجا .

وفي رواية مسلم :ومن تخلّف عنها غرق .

__________________

(١) فضائل الصحابة ـ لأحمد ـ ٢ / ٩٨٧ ح ١٤٠٢ ، مسند البزّار ٩ / ٣٤٣ ح ٣٩٠٠ ، المعجم الكبير ٣ / ٤٥ ـ ٤٦ ح ٢٦٣٦ ـ ٢٦٣٨ وج ١٢ / ٢٧ ح ١٢٣٨٨ ، المعجم الأوسط ٤ / ١٠٤ ح ٣٤٧٨ وج ٦ / ١٧ ح ٥٥٣٦ وص ١٤٧ ح ٥٨٧٠ ، المعجم الصغير ١ / ١٣٩ وج ٢ / ٢٢ ، المعرفة والتاريخ ـ للفسوي ـ ١ / ٢٩٦ ، العلل الواردة في الأحاديث النبوية ـ للدارقطني ـ ٦ / ٢٣٦ السؤال ١٠٩٨ ، المستدرك على الصحيحين ٢ / ٣٧٣ ح ٣٣١٢ وج ٣ / ١٦٣ ح ٤٧٢٠ ، الكنى والأسماء ـ للدولابي ـ ١ / ٧٦ ، عيون الأخبار ١ / ٣١٠ ، المعارف : ١٤٦ ، البدء والتاريخ ١ / ٢٢٠ ، حلية الأولياء ٤ / ٣٠٦ ، تاريخ بغداد ١٢ / ٩١ رقم ٦٥٠٧ ، مناقب الإمام عليّعليه‌السلام ـ لابن المغازلي ـ : ١٤٨ ـ ١٤٩ ح ١٧٣ ـ ١٧٧ ، أساس البلاغة : ٢٦٨ ، مشكاة المصابيح ٣ / ٣٧٨ ح ٦١٨٣ عن « مسند أحمد » ، مجمع الزوائد ٩ / ١٦٨ ، جواهر العقدين : ٢٦٠ عن « مسند أبي يعلى » وغيره ، الصواعق المحرقة : ٢٣٤ عن أحمد ومسلم وغيرهما ، كنز العمّال ١٢ / ٩٨ ح ٣٤١٦٩.

(٢) المعجم الكبير ٣ / ٤٦ ح ٢٦٣٧ ، المعجم الأوسط ٤ / ١٠٤ ح ٣٤٧٨ وج ٦ / ١٤٧ ح ٥٨٧٠ ، المعجم الصغير ١ / ١٤٠ وج ٢ / ٢٢ ، كفاية الطالب : ٣٧٨ ـ ٣٧٩ ، فرائد السمطين ٢ / ٢٤٢ ح ٥١٦ ، مجمع الزوائد ٩ / ١٦٨ ، جواهر العقدين : ٢٦٠ ـ ٢٦١.

٢٦١

وفي رواية :هلك.

و:إنّما مثل أهل بيتي فيكم مثل باب حطّة في بني إسرائيل ، من دخله غفر له.

وفي رواية :غفر له الذنوب »(١) .

وروى الحاكم في « المستدرك »(٢) عن أبي ذرّ ، سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : «ألا إن مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح ، من ركبها نجا ، ومن تخلف عنها غرق ».

وحكى مثله في « كنز العمّال »(٣) ، عن البزّار ، عن ابن عبّاس.

وحكى مثله أيضا بإبدال « غرق » ب‍ « هلك » ، عن ابن جرير والحاكم ، عن أبي ذرّ(٤) .

وكذا عن الطبراني ، عن أبي ذرّ ، مع زيادة قوله : «ومثل باب حطّة في بني إسرائيل »(٥) .

وهذه الأخبار كالتي قبلها في الدلالة على المطلوب ؛ لأنّه صريحة في أنّ أهل البيتعليهم‌السلام محلّ الاتّباع ووجوب الطاعة ، وأنّه باتّباعهم تحصل

__________________

(١) الصواعق المحرقة : ٢٣٤.

(٢) ص ٣٤٣ من الجزء الثاني [ ٢ / ٣٧٣ ح ٣٣١٢ ] ، وص ١٥١ من الجزء الثالث [ ٣ / ١٦٣ ح ٤٧٢٠ ]. منهقدس‌سره .

(٣) ص ٢١٦ من الجزء السادس [ ١٢ / ٩٥ ح ٣٤١٥١ ]. منهقدس‌سره .

وانظر : مسند البزّار ٩ / ٣٤٣ ح ٣٩٠٠ عن أبي ذرّ.

(٤) كنز العمّال ١٢ / ٩٤ ح ٣٤١٤٤ وص ٩٨ ح ٣٤١٦٩ ؛ وانظر : المستدرك على الصحيحين ٣ / ١٦٣ ح ٤٧٢٠.

(٥) كنز العمّال ١٢ / ٩٨ ح ٣٤١٧٠ ؛ وانظر : المعجم الكبير ٣ / ٤٥ ح ٢٦٣٧ ، المعجم الأوسط ٤ / ١٠٤ ح ٣٤٧٨ ، المعجم الصغير ١ / ١٣٩ ـ ١٤٠.

٢٦٢

النجاة والغفران ، وبالتخلّف عنهم يكون الهلاك ؛ وهو مقتضى الإمامة

ولذا جاء في الخبر : «عليّ باب حطّة ، من دخل منه كان مؤمنا ، ومن خرج منه كان كافرا ».

ونقله في « الكنز »(١) ، عن الدارقطني ، عن ابن عبّاس.

* * *

__________________

(١) ص ١٥٣ من الجزء المذكور [ ١١ / ٦٠٣ ح ٣٢٩١٠ ]. منهقدس‌سره .

وانظر : فردوس الأخبار ٢ / ٧٨ ح ٣٩٩٨.

٢٦٣

٢٨ ـ حديث : اثنا عشر خليفة

قال المصنّف ـ طاب مرقده ـ(١) :

الثامن والعشرون : في « صحيح البخاري » ، في موضعين بطريقين ، عن جابر وابن عيينة ، قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : «لا يزال أمر الناس ماضيا ما وليهم اثنا عشر خليفة ، كلّهم من قريش »(٢) .

وفي رواية عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله : «لا يزال أمر الإسلام عزيزا إلى اثني عشر خليفة ، كلّهم من قريش »(٣) .

وفي « صحيح مسلم » أيضا : «لا يزال الدين قائما حتّى تقوم الساعة ، ويكون عليهم اثنا عشر خليفة ، كلّهم من قريش »(٤) .

__________________

(١) نهج الحقّ : ٢٣٠.

(٢) انظر : جامع الأصول ٤ / ٤٥ ح ٢٠٢٢ عن « صحيح البخاري » ، وانظر : التاريخ الكبير ـ للبخاري ـ ١ / ٤٤٦ رقم ١٤٢٦ وج ٣ / ١٨٥ رقم ٦٢٧ وج ٨ / ٤١٠ ـ ٤١١ رقم ٣٥٢٠.

(٣) انظر : صحيح البخاري ٩ / ١٤٧ ح ٧٩ ، صحيح مسلم ٦ / ٣.

(٤) صحيح مسلم ٦ / ٤.

وانظر : سنن أبي داود ٤ / ١٠٣ ح ٤٢٧٩ ـ ٤٢٨١ ، سنن الترمذي ٤ / ٤٣٤ ح ٢٢٢٣ ، مسند أحمد ٥ / ٨٦ و ٨٧ و ٨٨ و ٨٩ و ٩٠ و ٩٢ و ٩٣ و ٩٨ و ٩٩ و ١٠٠ و ١٠١ و ١٠٦ و ١٠٧ و ١٠٨ ، مسند أبي يعلى ٨ / ٤٤٤ ح ٥٠٣١ وج ٩ / ٢٢٢ ـ ٢٢٣ ح ٥٣٢٢ و ٥٣٢٣ وج ١٣ / ٤٥٦ ـ ٤٥٧ ح ٧٤٦٣ ، المعجم الكبير ٢ / ١٩٥ ـ ١٩٧ ح ١٧٩١ ـ ١٨٠١ وص ١٩٩ ح ١٨٠٨ و ١٨٠٩ وص ٢٠٦ ح ١٨٤١ وص

٢٦٤

وفي « الجمع بين الصحاح الستّة » في موضعين ، قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : «هذا الأمر لا ينقضي حتّى يمضي فيهم اثنا عشر خليفة ، كلّهم من قريش »(١) .

وكذا في « صحيح أبي داود »(٢) و « الجمع بين الصحيحين »(٣) .

وقد ذكر السّدّي في تفسيره ـ وهو من علماء الجمهور وثقاتهم(٤) ـ ،

__________________

٢٠٨ ح ١٨٤٩ ـ ١٨٥٢ وص ٢١٤ ح ١٨٧٥ و ١٨٧٦ وص ٢١٥ ح ١٨٨٣ وص ٢١٨ ح ١٨٩٦ وص ٢٢٣ ح ١٩٢٣ وص ٢٢٦ ح ١٩٣٦ وص ٢٣٢ ح ١٩٦٤ وص ٢٤٠ ـ ٢٤١ ـ ٢٠٠٧ وص ٢٤٨ ـ ٢٤٩ ح ٢٠٤٤ وص ٢٥٣ ـ ٢٥٤ ح ٢٠٥٩ ـ ٢٠٦٣ وص ٢٥٥ ح ٢٠٦٧ ـ ٢٠٧١ وص ٢٥٦ ح ٢٠٧٣ ، المعجم الأوسط ٢ / ١٢٢ ح ١٤٥٢ وج ٣ / ٢٧٩ ح ٢٩٤٣ وج ٤ / ٣٦٦ ح ٣٩٣٨ وج ٦ / ٢٨٥ ح ٦٢١١ ، مسند الطيالسي : ١٠٥ ح ٧٦٧ وص ١٨٠ ح ١٢٧٨ ، الفتن ـ لنعيم بن حمّاد ـ : ٥٢ ، السنّة ـ لابن أبي عاصم ـ : ٥١٨ ح ١١٢٣ ، مسند أبي عوانة ٤ / ٣٦٩ ـ ٣٧٣ ح ٦٩٧٦ ـ ٦٩٩٨ ، أخبار القضاة ٣ / ١٧ ، الإحسان بترتيب صحيح ابن حبّان ٨ / ٢٣٠ ح ٦٦٢٦ ـ ٦٦٢٨ ، المستدرك على الصحيحين ٣ / ٧١٥ ـ ٧١٦ ح ٦٥٨٦ و ٦٥٨٩ ، تاريخ أصبهان ٢ / ١٤٧ رقم ١٣٢٧ ، حلية الأولياء ٤ / ٣٣٣ ، دلائل النبوّة ـ لأبي نعيم ـ ٢ / ٥٥٠ ح ٤٨٥ و ٤٨٦ ، دلائل النبوّة ـ للبيهقي ـ ٦ / ٣٢٤ وص ٥١٩ ـ ٥٢٠ ، تاريخ بغداد ١٤ / ٣٥٣ رقم ٧٦٧٣ ، الكفاية في علم الرواية : ٧٣ ، فردوس الأخبار ٢ / ٤٢٧ ح ٧٧٠٥ ، مصابيح السنّة ٤ / ١٣٧ ح ٤٦٨٠ ، البداية والنهاية ٦ / ١٨٥ ـ ١٨٦ ، مجمع الزوائد ٥ / ١٩٠.

(١) عمدة عيون صحاح الأخبار : ٤٨٧ ح ٨٠٧ عن « الجمع بين الصحاح الستّة ».

(٢) انظر : سنن أبي داود ٤ / ١٠٣ ح ٤٢٧٩ ـ ٤٢٨١.

(٣) الجمع بين الصحيحين ١ / ٣٣٧ ـ ٣٣٨ ذ ح ٥٢٠.

(٤) والسّدّيّ هو : أبو محمّد إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي كريمة الأعور ، الحجازي الكوفي القرشي ، مولاهم ، المعروف بالسّدّيّ الكبير ، كان يقعد في سدّة باب الجامع بالكوفة ، فسمّي السّدّيّ ، توفّي سنة ١٢٧ أو ١٢٨ ه‍.

روى عن جملة من الصحابة ـ كأنس وابن عبّاس ـ ، وروى عنه كبار القوم والتابعين ، وأخرج له مسلم والأربعة.

٢٦٥

قال : « لمّا كرهت سارة مكان هاجر ، أوحى الله إلى إبراهيم فقال : انطلق بإسماعيل وأمّه حتّى تنزله بيت النبيّ التهاميّ ـ يعني : مكّة ـ ، فإنّي ناشر ذرّيّتك وجاعلهم ثقلا على من كفر بي ، وجاعل منهم نبيّا عظيما ، ومظهره على الأديان ، وجاعل من ذرّيّته اثني عشر عظيما ، وجاعل ذرّيّته عدد نجوم السماء »(١) .

__________________

وقد وثقه أعلام الجمهور وأئمّة الجرح والتعديل عندهم ، ووصفوه بالإمام المفسّر

روى البخاري عن ابن أبي خالد أنّه قال : السّدّي أعلم بالقرآن من الشعبي.

وقال عنه يحيى القطّان : ما رأيت أحدا يذكر السّدّي إلّا بخير ، وما تركه أحد.

وسئل عنه يحيى فقال : السّدّي عندي لا بأس به.

وقال أحمد بن حنبل : ثقة.

وسمع عبد الرحمن بن مهدي يوما تضعيف السّدّي فغضب غضبا شديدا وقال : سبحان الله! إيش ذا؟!

وقال العجلي : ثقة ، روى عنه سفيان وشعبة وزائدة ، عالم بتفسير القرآن ، راوية له.

وقال النسائي في الكنى : صالح الحديث.

وقال في موضع آخر : ليس به بأس.

وقال ابن عديّ : وهو عندي مستقيم الحديث ، صدوق ، لا بأس به.

وذكره ابن حبّان في « الثقات ».

وقال الحاكم ـ في باب الرواة الّذين عيب على مسلم إخراج حديثهم ـ : تعديل عبد الرحمن بن المهدي أقوى عند مسلم.

انظر : العلل ومعرفة الرجال ـ لأحمد بن حنبل ـ ٢ / ٥٤٤ رقم ٤٥٨١ ، التاريخ الكبير ١ / ٣٦١ رقم ١١٤٥ ، تاريخ الثقات ـ للعجلي ـ : ٦٦ رقم ٩٤ ، الثقات ـ لابن حبّان ـ ٤ / ٢٠ ، الكامل في ضعفاء الرجال ١ / ٢٧٦ رقم ١١٦ ، المدخل إلى معرفة الصحيح ـ للحاكم ـ ٢ / ٧٠٩ رقم ٣٠٥٥ ، سير أعلام النبلاء ٥ / ٢٦٤ رقم ١٢٤ ، تهذيب التهذيب ١ / ٣٢٤ رقم ٤٩٩ ، الإتقان في علوم القرآن ٢ / ٥٣٤.

(١) انظر : الطرائف في معرفة مذاهب الطوائف : ١٧٢ ح ٢٦٩ عن السدّي ، بحار الأنوار ٣٦ / ٢١٤ ح ١٦.

٢٦٦

وقد دلّت هذه الأخبار على إمامة اثني عشر إماما من ذرّيّة محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ولا قائل بالحصر إلّا الإمامية في المعصومين ، والأخبار في ذلك أكثر من أن تحصى(١) .

* * *

__________________

(١) الكافي ١ / ٦٠٥ ح ١٣٨٥ ، عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ١ / ٥١ ـ ٦٠ ح ٥ ـ ٢٥ ، الأمالي ـ للصدوق ـ : ٧٢٨ ح ٩٩٨ ، كمال الدين ١ / ٢٥٩ ح ٤ وص ٢٦٩ ح ١٣ ، الغيبة ـ للنعماني ـ : ٧٤ ـ ٧٩ ، الغيبة ـ للطوسي ـ : ١٢٧ ـ ١٥٧ ح ٩٠ ـ ١١٤ ، مناقب آل أبي طالب ١ / ٣٥٨ ـ ٣٦١ ، دلائل الإمامة : ٢٣٧.

٢٦٧

وقال الفضل(١) :

ما ذكر من الأحاديث الواردة في شأن اثني عشر خليفة ، فهو صحيح ثابت في « الصحاح » من رواية جابر بن سمرة.

وأمّا ابن عيينة فهو ليس بصحابيّ ولا تابعيّ ، بل يمكن أن يكون أحدا من سلسلة الرواة ؛ وهو من عدم معرفته بالحديث وعلم الإسناد يزعم أنّ ابن عيينة وجابر متقابلان في الرواية.

ثمّ ما ذكر من عدد اثني عشر خليفة ، فقد اختلف العلماء في معناه

فقال بعضهم : هم الخلفاء بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وكان اثنا عشر منهم ولاة الأمر إلى ثلاثمئة سنة ، وبعدها وقع الفتن والحوادث ، فيكون المعنى : أنّ أمر الدين عزيز في مدّة خلافة اثني عشر ، كلّهم من قريش.

وقال بعضهم : إنّ عدد صلحاء الخلفاء من قريش اثنا عشر ، وهم :

الخلفاء الراشدون ـ وهم خمسة ـ ، وعبد الله بن الزبير ، وعمر بن عبد العزيز ، وخمسة أخر من خلفاء بني العبّاس ، فيكون هذا إشارة إلى الصلحاء من الخلفاء القرشية(٢) .

__________________

(١) إبطال نهج الباطل ـ المطبوع ضمن إحقاق الحقّ ـ ٧ / ٤٧٨.

(٢) ما أورده الفضل هنا هو بعض ما حار فيه علماء الجمهور ـ في مراد الحديث ومعناه ـ واضطربوا فيه اضطرابا كبيرا ، فقد تباينت آراؤهم وأقوالهم في تعيين الاثني عشر خليفة تباينا فاحشا

قال ابن العربي المالكي ـ بعد أن أحصى ٤٥ أميرا ـ : « ولم أعلم للحديث معنى ، ولعلّه بعض حديث »!

٢٦٨

وأمّا حمله على الأئمّة الاثني عشر ؛ فإن أريد بالخلافة : وراثة العلم والمعرفة ، وإيضاح الحجّة ، والقيام بإتمام منصب النبوّة ، فلا مانع من الصحّة ، ويجوز هذا الحمل.

وإن أريد به الزعامة الكبرى ، والإيالة العظمى ، هذا أمر لا يصحّ ؛ لأنّ من اثني عشر اثنين كان صاحب الزعامة الكبرى ؛ وهما : عليّ وحسن ، والباقون لم يتصدّوا للزعامة الكبرى.

ولو قال الخصم : إنّهم كانوا خلفاء لكن منعهم الناس عن حقّهم.

قلنا : سلّمت إنّهم لم يكونوا خلفاء بالفعل ، بل بالقوّة والاستحقاق.

وظاهر أنّ مراد الحديث : أن يكونوا خلفاء قائمين بالزعامة والولاية ، وإلّا فما الفائدة في خلافتهم في إقامة الدين؟! وهذا ظاهر ، والله أعلم.

__________________

ونقل النووي عدّة أوجه أوردها القاضي عياض ، لا يعود أيّ منها إلى محصّل! قال في آخرها : « ويحتمل أوجها أخر ، والله أعلم بمراد نبيّهصلى‌الله‌عليه‌وآله »!

وشرّق ابن كثير في تفسيره ، ثمّ غرّب في تاريخه فذكر آراء آخرين ، وعقّب عليها معترضا بقوله : « فهذا الذي سلكه البيهقي ، وقد وافقه عليه جماعة فإنّه مسلك فيه نظر »!

وقال ابن بطّال القرطبي ، عن المهلّب : « لم ألق أحدا يقطع في هذا الحديث ـ يعني : بشيء معيّن ـ »!

وقال ابن الجوزي : « قد أطلت البحث عن معنى هذا الحديث ، وتطلّبت مظانّه ، وسألت عنه ، فلم أقع على المقصود به »!

وقال العسقلاني ـ بعد أن أورد أقوال من سبقه ـ : « والوجه الذي ذكره ابن المنادي ليس بواضح ، ويعكّر عليه ما أخرجه الطبراني »!

انظر : عارضة الأحوذي ٥ / ٦٦ ـ ٦٧ ح ٢٢٣٠ ، شرح صحيح مسلم ـ للنووي ـ ١٢ / ١٥٨ ـ ١٦٠ ح ١٨٢١ ، تفسير ابن كثير ٢ / ٣١ ، البداية والنهاية ٦ / ١٨٥ ـ ١٨٧ ، فتح الباري ١٣ / ٢٦١ ـ ٢٦٦ ح ٧٢٢٢ و ٧٢٢٣ ، تاريخ الخلفاء ـ للسيوطي ـ : ١٢ ـ ١٥.

٢٦٩

ثمّ إنّ كلّ ما ذكره من الآيات والأحاديث وأراد بها الاستدلال على وجود النصّ بالخلافة في شأن عليّ ، قد علمت أنّ أكثرها كان بعيدا عن المدّعى ، ولم يكن بينها وبين المدّعى نسبة أصلا.

وما كان مناسبا فقد علمت أنّه لا يدلّ على النصّ ، فلم يثبت بسائر ما أورده مدّعاه ، فأيّ فائدة في قوله : « والأخبار في ذلك أكثر من أن تحصى »؟!

* * *

٢٧٠

وأقول :

لا يخفى أنّ التقابل بين جابر وابن عيينة لا يتوقّف على كونهما صحابيّين ، بل يتوقّف على انتهاء السلسلة إليهما ؛ غاية الأمر أن تكون رواية ابن عيينة مرسلة ، وهو كثير في أخبار صحاحهم!

ولم أعثر في مراجعتي ل‍ « صحيح البخاري » إلّا على رواية واحدة في آخر « كتاب الأحكام » ، عن جابر ، قال : سمعت النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول :يكون اثنا عشر أميرا ؛ فقال كلمة لم أسمعها ، فقال أبي : إنّه قال :كلّهم من قريش (١) .

وحكى في « ينابيع المودّة »(٢) عن كتاب « العمدة » ، أنّ البخاري روى الحديث من ثلاثة طرق.

ولا ريب أنّ المراد به : أئمّتنا ؛ لأمور :

الأوّل : إنّه لو لا إرادتهم ، لكان الخبر كاذبا إن أراد جميع أمراء قريش ، وغير مفيد بظاهره إن أراد البعض.

الثاني : إنّ بعض أحاديث المقام يفيد بظاهره وجود الاثني عشر في تمام الأوقات بعد النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله إلى قيام الساعة ، وهو لا يتمّ إلّا على إرادة أئمّتنا ؛ كخبر مسلم في أول « كتاب الإمارة » ، عن جابر ، قال : سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : «لا يزال الدين قائما حتّى تقوم الساعة ، أو

__________________

(١) صحيح البخاري ٩ / ١٤٧ ح ٧٩.

(٢) في الباب السابع والسبعين [ ٣ / ٢٨٩ ]. منهقدس‌سره .

وانظر : عمدة عيون صحاح الأخبار : ٤٨١ ح ٧٨٢ ـ ٧٨٤.

٢٧١

يكون عليهم اثنا عشر خليفة ، كلّهم من قريش »(١) .

ومثله في « مسند أحمد »(٢) .

وكخبر مسلم ـ أيضا ـ ، عن جابر : «إنّ هذا الأمر لا ينقضي حتّى يمضي فيهم اثنا عشر خليفة »(٣) .

الثالث : ما رواه مسلم في المقام المذكور ، عن عبد الله ، قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : «لا يزال هذا الأمر في قريش ما بقي من الناس اثنان »(٤) .

ورواه البخاري في أوّل « كتاب الأحكام » ، في « باب الأمراء من قريش »(٥) .

ورواه أحمد ، عن ابن عمر(٦) .

فإنّ المراد به : حصر الإمامة الشرعيّة في قريش ما دام الناس ، لا السلطة الظاهريّة ، ضرورة حصولها لغير قريش في أكثر الأوقات ، فيكون قرينة على أنّ المراد من الحديث الأوّل : حصر الخلفاء الشرعيّين في اثني عشر ، وهو لا يتمّ إلّا على مذهبنا.

الرابع : ما رواه أحمد(٧) ، عن مسروق ، قال : كنّا جلوسا عند

__________________

(١) صحيح مسلم ٦ / ٤.

(٢) ص ٨٩ من الجزء الخامس. منهقدس‌سره .

(٣) صحيح مسلم ٦ / ٣.

(٤) صحيح مسلم ٦ / ٣.

(٥) صحيح البخاري ٥ / ١٣ ح ١١ باب مناقب قريش ، وج ٩ / ١١٢ ح ٤ باب الأمراء من قريش.

(٦) ص ٢٩ و ١٢٨ من الجزء الثاني. منهقدس‌سره .

(٧) ص ٣٩٨ من الجزء الأوّل. منهقدس‌سره .

٢٧٢

عبد الله بن مسعود وهو يقرئنا القرآن ، فقال له رجل : يا أبا عبد الرحمن! هل سألتم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله كم يملك هذه الأمّة من خليفة؟

فقال عبد الله : ما سألني عنها أحد منذ قدمت العراق قبلك.

ثمّ قال : نعم ، ولقد سألنا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : «اثنا عشر كعدّة نقباء بني إسرائيل ».

وروى نحوه أيضا بعد قليل(١) .

وذكره ابن حجر وحسّنه في « الصواعق »(٢) .

فإنّه دالّ على انحصار الخلافة في اثني عشر ، وإنّهم خلفاء بالنصّ ؛ لقولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : «كعدّة نقباء بني إسرائيل » ، فإنّ نقباءهم خلفاء بالنصّ ، لقوله تعالى :( وَلَقَدْ أَخَذَ اللهُ مِيثاقَ بَنِي إِسْرائِيلَ وَبَعَثْنا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً ) (٣) .

مع أنّ سؤال الصحابة للنبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله إنّما هو عن خلفائه بالنصّ ، لا بتأمير الناس أو بالتغلّب ؛ إذ لا يهمّ الصحابة السؤال عن ذلك ؛ لأنّ تأمير الناس وتغلّب السلاطين لا يبتني عادة على الدين حتّى يهمّ الصحابة السؤال عنه ؛ ولأنّ السلاطين بلا نصّ لا يحتاج إلى السؤال عنهم وعن عددهم ؛ لأنّ العادة جرت على وجود مثلهم وأنّهم لا ينحصرون بعدد.

فظهر أنّ السؤال إنّما هو عن الخلفاء بالنصّ ، وعنهم أجاب النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله .

__________________

(١) ص ٤٠٦ من الجزء الأوّل. منهقدس‌سره .

(٢) في الفصل الثالث من الباب الأوّل [ ص ٣٤ ]. منهقدس‌سره .

(٣) سورة المائدة ٥ : ١٢.

٢٧٣

ولا قائل بأنّ الخلفاء اثنا عشر بالنصّ غير أئمّتناعليهم‌السلام ، فيكونون هم المراد بالاثني عشر في هذا الحديث ، فكذا في الحديث السابق(١) .

الخامس : إنّ المنصرف من الخليفة من استخلفه النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، خصوصا قبل حدوث دعوى حصول الخلافة بلا نصّ ، بل لا يتصوّر الصحابة وكلّ العقلاء أن يتركهم النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله بلا إمام منصوب منهم ، حتّى يسألوا عن غيره أو الأعمّ منه ، أو يفهموا من إخباره إرادة الغير أو الأعمّ.

فلا بدّ أن يراد بالاثني عشر في الحديثين ، أئمّتنا ، فهم أئمّة الأمّة بالفعل ، ولهم الزعامة العظمى الإلهيّة عليها.

ولا يضرّ في إمامتهم الفعليّة عدم نفوذ كلمتهم ؛ لأنّ معنى إمامتهم وولايتهم أنّهم يملكون التصرّف وإن منعهم الناس ، كالأنبياء المقهورين ، فإنّهم ولاة الأمر وإن تغلّب عليهم الظالمون.

وكما أنّه لا يصحّ أن يقال : لا فائدة في نبوّة النبيّ الممنوع عن التصرّف ؛ لا يصحّ أن يقال : لا فائدة في إمامة الإمام الممنوع عنه.

فإنّ الفائدة لا تنحصر بالتصرّف ؛ لكفاية أن يكون بهم إيضاح الحجّة وإنارة المحجّة ونشر العلم.

بل لو لم يتمكّنوا حتّى من هذا لحبس أو نحوه ، ففائدتهم أنّ وجودهم حجّة لله على عباده ، ودافع لعذرهم ، كما قال سبحانه في شأن الرسل :( لِئَلأَيَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ ) (٢) .

__________________

(١) أي حديث الاثني عشر خليفة.

(٢) سورة النساء ٤ : ١٦٥.

٢٧٤

فكما أنّ النبيّ حجّة لم تبطل نبوّته بحبسه أو غيبته ؛ كما غاب نبيّنا في الغار ، وغاب موسى عن قومه ، فكذا الإمام ، ولا أثر لطول الغيبة أو قصرها في الفرق.

وأمّا الحملان اللذان ذكرهما الفضل ـ أعني : إرادة من لم تقع الفتن في أيّامهم ، أو الخلفاء الصلحاء ـ ، فيرد عليهما :

أوّلا : إنّ المراد بهذه الأخبار ، دوام الإسلام وعزّته إلى آخر الدنيا الذي تنتهي به الأئمّة الاثنا عشر ـ كما سبق ـ ، لا أنّ المراد : انتهاء عزّة الإسلام في قليل من السنين ويسير من الخلفاء.

وثانيا : إنّ ظاهر هذه الأخبار اتّصال عزّة الإسلام في مدّة خلافة الاثني عشر ، فلا يتّجه حمله على المتفرّقين.

ودعوى إرادة المجتمعين باطلة ؛ فإنّها لا تجامع أحد الحملين

أمّا الأوّل ؛ فلكثرة الفتن في أيّام الاثني عشر بمبدإ الإسلام.

وأمّا الثاني ؛ فلأنّ من الخلفاء ـ في مبدإ الإسلام ـ يزيد بن معاوية وعبد الملك وأشباههما ، ممّن هم غير صلحاء بالاتّفاق.

وكيف يصحّ أن يقال : إنّ الدين قائم في أيّام معاوية ؛ وهو قد ألحق العهار بالنسب علانية(١) ، وحارب الحقّ جهرة(٢) ، وقتل خيار عباد الله

__________________

(١) وذلك لمّا أقدم على إلحاق زياد بن سمية بأبي سفيان بعد أن ولد على فراش عبيد الثقفي ، وقد قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : «الولد للفراش وللعاهر الحجر » ، كما في : صحيح البخاري ٣ / ١١٥ ح ٧ وج ٤ / ٤٩ ح ٨ ، صحيح مسلم ٤ / ١٧١ ، سنن أبي داود ٢ / ٢٩١ ح ٢٢٧٣ و ٢٢٧٤ ، سنن الترمذي ٣ / ٤٦٣ ح ١١٥٧ ، سنن ابن ماجة ١ / ٦٤٦ ـ ٦٤٧ ح ٢٠٠٤ ـ ٢٠٠٧ ، سنن الدارمي ٢ / ١٠٦ ح ٢٢٣١ و ٢٢٣٢ ، الموطّأ : ٦٤٧ ح ٢٢ ، مسند أحمد ١ / ٥٩ و ٦٥.

(٢) بقتاله لإمام زمانه أمير المؤمنين عليّعليه‌السلام .

٢٧٥

صبرا ، كحجر وأصحابه(١) ، وابن الحمق وأمثاله(٢) ؟!

__________________

(١) أمّا حجر فهو : حجر بن عديّ بن معاوية بن جبلة الكندي ، الملقّب بحجر الخير ، وراهب أصحاب رسول الله ، كان من أفاضل الصحابة ، وفد مع أخيه على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وشهد القادسية وفتوح الشام ، وكان من خواصّ أصحاب أمير المؤمنين عليّعليه‌السلام ، وشهد معه وقعتي الجمل وصفّين ، وكان على كندة ، أرسل في طلبه معاوية إلى أن وصل إلى مرج عذراء قرب دمشق ـ وكان هو الذي فتحها وأوّل من كبّر في نواحيها ـ فأمر به أن يقتل أو يلعن عليّاعليه‌السلام ويتبرّأ منه ، فلم يتبرّأ ، فصلّى ركعتين وقدّم فقتل صبرا ومعه ابنه وأصحابه ، ومشهدهم مشيد يزار.

ونقل أنّ معاوية لمّا حضرته الوفاة جعل يقول : يومي منك يا حجر طويل!

وأمّا أصحابه الّذين استشهدوا معه ، فهم : شريك بن شدّاد الحضرمي ، صيفي ابن فسيل الشيباني ، قبيصة بن ضبيعة العبسي ، محرز بن شهاب السعدي ، كدام ابن حيّان العنزي ، وعبد الرحمن بن حسّان العنزي ـ الذي دفنه زياد بأمر معاوية حيّا ـ ؛ وكان معاوية قد أمر بقتلهم ، فقتلوا بمرج عذراء ، بغوطة دمشق رحمه الله ، لا لشيء سوى إنّهم لم يتبرّأوا من إمام زمانهم أمير المؤمنين عليّ ٧ ؛ وكان ذلك سنة ٥١ ه‍.

انظر : تاريخ الطبري ٣ / ٢١٨ ـ ٢٣١ ، أسد الغابة ١ / ٤٦١ رقم ١٠٩٣ ، الإصابة ٢ / ٣٧ رقم ١٦٣١ ، المستدرك على الصحيحين ٣ / ٥٣١ ح ٥٩٧٢ ـ ٥٩٨٤ ، معجم البلدان ٤ / ١٠٣ رقم ٨٢٥١ ، الكامل في التاريخ ٣ / ٣٢٦ ـ ٣٣٨ ، الاستيعاب ١ / ٣٢٩ ـ ٣٣٢ رقم ٤٨٧ ، سير أعلام النبلاء ٣ / ٤٦٢ رقم ٩٥.

(٢) أمّا عمرو فهو : عمرو بن الحمق بن كاهل ـ ويقال : كاهن ـ الخزاعي ، هاجر إلى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله بعد الحديبية ، شهد مع الإمام عليّعليه‌السلام مشاهده كلّها ، وكان من أصحاب حجر بن عديّ.

طلبه معاوية وكان قد فرّ إلى الموصل ، فقتله عامل معاوية على الموصل عبد الرحمن بن عبد الله بن عثمان الثقفي.

وروي أنّه حينما فرّ التجأ إلى غار في الجبل ـ وكان مريضا ـ فلدغته أفعى فمات ، فدخل الجند عليه واحتزّوا رأسه وبعثوا به إلى زياد ، ثمّ بعث به زياد إلى معاوية ، فألقي برأسه في حجر زوجته ـ وكان قد حبسها معاوية ـ فقالت : غيّبتموه عنّي طويلا ثمّ أهديتموه إليّ قتيلا ، فأهلا بها من هديّة ، غير قالية ولا مقليّة ؛

٢٧٦

وفي أيّام يزيد وعبد الملك ؛ وقد هدما الكعبة(١) ، وهتكا حرمة الله ورسوله ، ولم يتركا لله محرّما إلّا فعلاه ، ولا حرمة إلّا أضاعاها(٢) ، والناس

__________________

فكان رأس عمرو أوّل رأس احتزّ في الإسلام وطيف به وأهدي!

وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد دعا لعمرو يوما فقال :اللهمّ متّعه بشبابه ؛ فمرّت ٨٠ سنة لا ترى شعرة بيضاء في لحيته.

انظر : تاريخ الطبري ٣ / ٢٢١ و ٢٢٤ حوادث سنة ٥١ ه‍ ، البداية والنهاية ٨ / ٣٩ حوادث سنة ٥٠ ه‍ ، أسد الغابة ٣ / ٧١٤ رقم ٣٩٠٦ ، الاستيعاب ٣ / ١١٧٣ رقم ١٩٠٩ ، مختصر تاريخ دمشق ١٩ / ٢٠ رقم ١٢٥ ، الإصابة ٤ / ٦٢٤ رقم ٥٨٢٢.

وأمّا من قتله معاوية من أمثال ابن الحمق :

فقد دسّ السمّ لمالك الأشتر على يد عبد لعثمان ، حتّى قال معاوية : إنّ لله جنودا من عسل!

ومحمّد بن أبي بكر ، فقد قتله عامله على مصر عمرو بن العاص ، ثمّ وضعه في جوف حمار ميّت وأحرقه ، وكان ذلك سنة ٣٨ ه‍.

والحضرميان مسلم بن زيمر وعبد الله بن نجيّ ، صلبهما زياد بن أبيه بأمر من معاوية.

انظر : الغارات : ١٦٦ ـ ١٦٩ ، الكامل في التاريخ ٣ / ٢٢٨ ـ ٢٣١ حوادث سنة ٣٨ ه‍ ، أسد الغابة ٤ / ٣٢٦ ـ ٣٢٧ رقم ٤٧٤٤ ، الاستيعاب ٣ / ١٣٦٦ ـ ١٣٦٧ رقم ٢٣٢٠ ، سير أعلام النبلاء ٣ / ٤٨١ ـ ٤٨٢ رقم ١٠٤ ، الإصابة ٦ / ٢٤٥ ـ ٢٤٦ رقم ٨٣٠٠ ، المحبّر : ٤٧٩.

(١) أمّا يزيد فقد رمى الكعبة المشرّفة بالمنجنيق فهدمها وأحرقها ، وذلك سنة ٦٤ ه‍ عند حصار عبد الله بن الزبير ، كما هدمها عبد الملك سنة ٧٣ ه‍.

انظر : تاريخ الطبري ٣ / ٣٦١ و ٥٣٨ ، الكامل في التاريخ ٣ / ٤٦٤ وج ٤ / ١٢٢ ـ ١٢٣ ، المنتظم ٤ / ١٨١ و ٢٧٥.

(٢) ومن موبقاتهما علاوة على كونهما من بني أميّة الشجرة الملعونة في القرآن ، ونزوهما على منبر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وتسلّطهما على رقاب المسلمين بغير حقّ :

قتل يزيد ريحانة النبيّ وسبطه الإمام الحسين عليه السلام ، وأسره وسببه وتسييره للهاشميات وأهل بيت النبوّة والرسالة عليهم السلام ، وقوله الكفر شعرا بعد وضع رأس الإمام الحسين عليه السلام بين يديه ، وقتل النفوس المحترمة ، حتّى قتل أكثر من عشرة

٢٧٧

لهما أعوان ، وبهم قام لهما السلطان؟!

فأين الإسلام وعزّته؟! وأين الدين وقيامه؟!

وثالثا : إنّ الحمل الأوّل لا يناسب عدد الاثني عشر ؛ لأنّ من لم تقع الفتن في أيّامهم أضعاف هذا العدد.

والحمل الثاني مناف لأخبارهم ؛ لإفادتها أنّ خلافة الصلحاء منحصرة في ثلاثين سنة

روى الحاكم في « المستدرك »(١) ، عن سفينة ، أنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله قال : «خلافة النبوّة ثلاثون سنة ».

وقال ابن حجر في « الصواعق »(٢) : « الحادي عشر : أخرج أحمد ، عن سفينة ، وأخرجه أيضا أصحاب السنن ، وصحّحه ابن حبّان وغيره ، قال : سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول :الخلافة ثلاثون عاما ، ثمّ يكون بعد ذلك الملك.

وفي رواية :الخلافة بعدي ثلاثون سنة ، ثمّ تصير ملكا عضوضا ».

__________________

آلاف نفس في وقعة الحرّة ، واستباحة المدينة المنوّرة ثلاثة أيّام ؛ وشربهما الخمر ، وترك الصلاة ، واللعب بالطنابير والكلاب ، ونكاح المحارم ، ونهب الأموال ، وهتك الأعراض والحرمات وغيرها كثير.

انظر مثلا : الطبقات الكبرى ـ لابن سعد ـ ٥ / ٤٩ ، تاريخ دمشق ٢٧ / ٤٢٩ ، الردّ على المتعصّب العنيد : ٥٣ ـ ٦٢ ، تذكرة الخواصّ : ٢٥٩ ـ ٢٦١.

(١) ص ١٤٥ من الجزء الثالث [ ٣ / ١٥٦ ح ٤٦٩٧ ]. منهقدس‌سره .

(٢) في الفصل ٣ من الباب الأوّل [ ص ٤١ ]. منهقدس‌سره .

وانظر : سنن الترمذي ٤ / ٤٣٦ ح ٢٢٢٦ ، سنن أبي داود ٤ / ٢١٠ ح ٤٦٤٦ و ٤٦٤٧ ، السنن الكبرى ـ للنسائي ـ ٥ / ٤٧ ح ٨١٥٥ ، مسند أحمد ٥ / ٢٢٠ و ٢٢١ ، الإحسان بترتيب صحيح ابن حبّان ٩ / ٤٨ ح ٦٩٠٤.

٢٧٨

فكيف يصحّ عندهم حمل الخلفاء الاثني عشر على الصلحاء؟!

على أنّ الحكم بصلاح من زعمهم من الصلحاء باطل ؛ لما ستعرف في الجزء الثالث(١) .

وأمّا ابن عبد العزيز(٢) ؛ فيكفيه أنّه من الشجرة الملعونة في القرآن(٣) ، الّذين رآهم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ينزون على منبره نزو القردة ،

__________________

(١) سيأتي ذلك في الجزء السابع وفق تجزئتنا الجديدة للكتاب.

(٢) هو : أبو حفص عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم بن أبي العاص ، وأمّه : أمّ عاصم ليلى بنت عاصم بن عمر بن الخطّاب.

ولد سنة ٦٣ ه‍ ، وولي الخلافة بعهد من سليمان بن عبد الملك سنة ٩٩ ه‍ ، ودامت أيّام ملكه سنتين وخمسة أشهر وخمسة أيّام.

جلد رجلا بالسوط لشتمه معاوية.

كان مترفا منعّما ، يختال في مشيته ، من أعطر الناس وألبسها ، كان يشترى له الثوب بأربعمئة دينار ، وعندما يلمسه يقول : ما أخشنه وأغلظه!

قال عبد الله بن عطاء التميمي : كنت مع عليّ بن الحسين في المسجد ، فمرّ عمر بن عبد العزيز وعليه نعلان شراكهما فضّة ، وكان من أمجن الناس وهو شابّ.

وقال بعضهم : كنّا نعطي الغسّال الدراهم الكثيرة حتّى يغسل ثيابنا في أثر ثياب عمر بن عبد العزيز ؛ من كثرة الطيب فيها ـ يعني : المسك ـ.

وكان هو أوّل خليفة دوّنت له صنعة الغناء والألحان ، فقد صنع أيّام إمارته على الحجاز سبعة ألحان يذكر سعاد فيها كلّها!

كان من المتشدّدين بالقول بأنّ كلّ شيء بقضاء وقدر ، قدرا لازما ، وقضاء مبرما حتميا ، لا دخل للعبد فيه ولا تأثير ؛ ليبرّر للأمويّين سياستهم وتسلّطهم وأفعالهم ؛ وله رسالة في معتقده هذا ؛ وقد ناظر غيلان الدمشقي في ذلك ، وكان يقول له : يا غيلان! والله ما طنّ ذباب بيني وبينك إلّا بقدر.

انظر : الطبقات الكبرى ـ لابن سعد ـ ٥ / ٢٥٣ و ٢٥٧ ، الأغاني ٩ / ٢٨٩ و ٣٠٠ ، حلية الأولياء ٥ / ٣٤٦ ـ ٣٥٣ ، الاستيعاب ٣ / ١٤٢٢ ، تاريخ دمشق ٤٨ / ١٩٣ ، مناقب آل أبي طالب ٤ / ١٥٥ ، سير أعلام النبلاء ٥ / ١١٤ رقم ٤٨.

(٣) إشارة إلى قول الله عزّ وجلّ :( وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ ) سورة الإسراء ١٧ : ٦٠.

٢٧٩

فساءه ذلك ولم ير ضاحكا بعدها(١) .

وأمّا ابن الزبير ؛ فهو من أبعد الناس عن الخلافة والصلاح

روى مسلم في باب ذكر كذّاب ثقيف ومبيرها من « كتاب الفضائل » ، أنّ ابن عمر لمّا مرّ على ابن الزبير وهو مقتول قال : « أما والله لأمّة أنت أشرّها لأمّة خير »(٢) .

وهذه شهادة من ابن عمر أنّ ابن الزبير شرّ الأمّة.

وروى البخاري في « كتاب الفتن » ، في باب « إذا قال عند قوم شيئا ثمّ خرج فقال بخلافه » ، عن أبي برزة الأسلمي ، أنّه حلف بالله إنّ ابن الزبير إن يقاتل إلّا على الدنيا(٣) .

وروى أحمد في « مسنده »(٤) ، أنّ عثمان بن عفّان لمّا قال له عبد الله ابن الزبير : هل لك أن تتحوّل إلى مكّة؟! قال : سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول :« يلحد بمكّة كبش من قريش اسمه عبد الله ، عليه مثل نصف أوزار الناس ».

وروى أحمد أيضا(٥) : عن سعيد بن عمرو ، قال : أتى عبد الله بن عمر ابن الزبير وهو جالس في الحجر ، فقال : يا بن الزبير! إيّاك والإلحاد

__________________

(١) تقدّم أنّ المراد بالشجرة الملعونة هم بنو أميّة ، فانظر تخريج ذلك مفصّلا في ج ١ / ١٦٨ ه‍ ٤ من هذا الكتاب.

وانظر زيادة على ذلك : مسند أبي يعلى ١١ / ٣٤٨ ح ٦٤٦١ ، تفسير الطبري ٨ / ١٠٣ ح ٢٢٤٣٣ ، المستدرك على الصحيحين ٤ / ٥٢٧ ح ٨٤٨١ ، دلائل النبوّة ـ للبيهقي ـ ٦ / ٥٠٩ ، مجمع الزوائد ٥ / ٢٤٣ ـ ٢٤٤.

(٢) صحيح مسلم ٧ / ١٩١.

(٣) صحيح البخاري ٩ / ١٠٣ ـ ١٠٤ ح ٥٦.

(٤) ص ٦٤ من الجزء الأوّل. منهقدس‌سره .

(٥) ص ٢١٩ من الجزء الثاني. منهقدس‌سره .

٢٨٠

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

تاركي وصاحبي(١)

والذي يقول لسان الجارودية على هذا مثل الذي قال على غيره.

ثم إن قوله أن جميع الناس كذبوه إلا أبا بكر فإنه مشكل لثبوت تقدم إسلام غيره عليه وبلا خلاف خديجة.

ثم(٢) ما أغث سياقه عند من اعتبر أكد هذا بمثله وتعلق أيضا بقولهم إن النبيعليه‌السلام قال إن أبا بكر لم يسؤني قط(٣) وهذا يرد عليه شيء مما أورده الجارودية على مثله وهو(٤) ظاهر التناقض مؤكد بكونه لم يسؤه في الماضي بيانه لفظة(٥) قط(٦) وعلى هذا فقد كان النبي لا يسؤه كفر أبي بكر رضوان الله عليه والقول بذلك كفر.

وقال بعد هذا ما معناه فإن كان ما رويتموه في شأن علي حقا وما رووه في شأن أبي بكر حقا لزم التناقض وجهل الحال فيما يبنى عليه من ذلك(٧) .

وأقول إن الجارودية تقول أما ما روي من طرقكم لنا ووثقتم راويه فلا مرية في أنه حجة عليكم وفي نفس الأمر إذا أنصفتم(٨) لأن ذلك بعيد عن التهمة وما رويتموه لكم ووثقتموه(٩) فإنه مرجوح للتهمة وما رويتموه

__________________

(١) العثمانية: ١٣٧.

(٢) ن بزيادة: ان.

(٣) العثمانية: ١٣٧.

(٤) ق: وهذا.

(٥) ن: لفظ.

(٦) « قط » ظرف زمان لاستغراق الماضي وتختص بالنفي فتقول: « ما فعلت هذا قط » اي: في ما مضى من عمري.

(٧) العثمانية: ١٣٧.

(٨) ن: اتفقتم.

(٩) ن: زيفتموه.

٣٤١

علينا ووثقتموه فإنه مرجوح لا محالة عندنا وعندكم.

وإذا تقرر هذا فلا وجه للتوقف إذ الروايات في جانب أمير المؤمنينعليه‌السلام وفضله رواها الخصم ووثق رواتها وصححها كما سلف والمصحح عندهم في نصرتهم لا يقف بإزاء ذلك على ما سلف فكيف إذا كان ضعيفا عند الخصم.

وإذا تقرر هذا وضح ما تقوله الإمامية وخفي ما عداه ولا يورد على هذا منصف والتكلف والمدافعة لا وجه له عند من كان ذا حياء وأنفة والله الموفق.

وكرر حديث صلاة أبي بكر بالناس(١) ولا يعرف ذلك(٢) إن ثبت أنه(٣) صدر بإذن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ولو ثبت فلا يدل على إمامة ورئاسة عامة.

[ و ](٤) قرر كون الصلاة لا تكون إلا بإذن من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حيث لم يقع إنكار(٥) .

والجارودية تقول على هذا إنه لا مانع أن يكون المسلمون رأوا رجلا يصلي بالناس فتوهموا أن ذلك عن رضى ولا يدرون باطن الحال فلم ينكروا.

وعارض كون ذلك لا يكون عن إذن بأنه كيف يتقدر أن يجيء رجل من

__________________

(١) العثمانية: ١٧٠.

(٢) لا توجد في: ج.

(٣) لا يوجد في: ج وق.

(٤) لا يوجد: ن.

(٥) العثمانيّة: ١٧١.

٣٤٢

تلقاء نفسه يصلي(١) .

والجارودية لها أن تقول لا مانع أن يكون بعض من كان عند النبيعليه‌السلام أشار بذلك والنبيعليه‌السلام لا يعلم والمرض شاغل خاصة مرض الموت.

وعارض من نازعه في الإجماع على أبي بكر بالخلافة بأنه لا يعتد بالخلاف(٢) وفيه إشكال على مدعي إمامته(٣) إذ كان النص غير معروف والإجماع ممتنع فتضعضعت أركان الرئاسة.

وعارض بتخلف من تخلف عن أمير المؤمنينعليه‌السلام (٤) .

والجواب عنه لو ثبت بأن الإمامية لا تبني على الإجماع بل على النص المروي من طرق العامة والخاصة وبالأفضلية وتقرير ذلك في كتبهم واضح ليس هذا موضع ذكره.

والمباحث لا تكرر في كل كتاب ولا ينطق بها لسان الأقلام مع كل باحث بل مع أرباب الأهلية وذوي الأذهان المعتبرة الناقدة وإلى الآن ما عرفت ذلك جرى ولا رأيته روى رواية يصلح لناقد التعلق بها بل روايات مرسلات جدا وهو ضعف بين.

ومنها ما رددناه من غير هذا الوجه بل أبنا(٥) ضعفه من طرفهم بل الذي رأيته فيما بحثناه(٦) ودافع عنه طريقنا إليه من طرقهم أقوى من طرقهم فيما

__________________

(١) ن: فيصلّي.

(٢) ن: الخلافة.

(٣) ج: الاماميّة.

(٤) العثمانيّة: ١٧٢.

(٥) ق: أنبأ. ن: انما.

(٦) ن: يخشاه.

٣٤٣

يختصون به إلى ما يرومونه.

ولنا في منع إجماعهم مواد كثيرة قد تضمنتها طيات الاجتهاد وحوتها أكف الإرشاد(١) .

وادعى لمنصوره فضلا راجحا كاملا على فضل غيره(٢) والجارودية تنازع في ذلك بما يروى من طريق الخصم رادا على هذا القول من الطرق المعتبرة الواضحة والمزايا المعلومة لأمير المؤمنين غير مستفادة(٣) من نقل خاص وخبر معين ولو لم يكن إلا ما رواه أرباب الحديث من قول ربع السنة أحمد بن حنبل ما جاء لأحد من الصحابة من الفضائل ما جاء لعلي بن أبي طالب لكفى(٤) فكيف والأمر أجلى من هذا وأبين.

وذكر حديث طلحة وخروجه عليه وعائشة وحرب أهل الشام وادعى أن سعيد بن زيد بن عمرو(٥) بن نفيل طعن عليه وعلى طلحة(٦) وذكر شيئا من ذلك عن أسامة(٧) .

والذي يقال على هذا إنا قد أوردنا من طريق الخصم - أن الحق مع

__________________

(١) ن: الارتياد.

(٢) العثمانيّة: ١٧٢.

(٣) ن: بدله ( فضلا عن المستفادة ).

(٤) تقدّم ص (٨٠).

(٥) ق: عمر.

(٦) قال الجاحظ: وطعن عليه سعد بن زيد بن عمرو بن نفيل وعلى طلحة وقال: فتنة عمياء يخبط اهلها. قال طلحة: ابن عمّك كان اعلم بي وبك حين جعلني في الشورى واخرجك منها.

قال: ان ابن عمّي خافك وامنني. انظر العثمانيّة: ١٧٥.

(٧) قال: ودعا الى بيعته وعونه اسامة بن زيد فقال: انّي اذن لمفتون واسامة هو الّذي كان طلحة استشهده على قوله: قد بايعت واللج على قفيّ، فسأل اسامة عن ذلك فكلمه طلحة بكلام غليظ. العثمانيّة: ١٧٥.

٣٤٤

عليعليه‌السلام وإذا تقرر هذا كان الدرك على الممتنع لا على الممتنع منه(١) .

وأما حديث طلحة وعائشة فإن من عرف السيرة عرف أنهما كانا أصل وقعة البصرة القادحين في عثمان عرضاه للمتالف ثم خرجا آخذين بدمه وهذا لا يجهله إلا جاهل بالسيرة جدا إذ هو ظاهر عند العدو العارف فضلا عن الصديق المؤالف.

ثم إن أمير المؤمنينعليه‌السلام عند الجاحظ وغيره من المسلمين وقعت البيعة له وصحت وإذا تقرر هذا فينبغي أن يقوم البرهان على جواز الخروج عليه وما عرفناه.

ولهذه المباحث مواضع معروفة وهذا الذي ذكرنا(٢) فيه مقنع إذ هو كيف تقلبت الحال أقوى من كلام الجاحظ عند من اعتبر وأنصف والمدافعات باب لا يغلق إلا بيد الإنصاف.

ولو أني مثلا أوردت ما أعرف مفصلا لأمكن الجاحظ أن يقول لا نسلم(٣) وأن أحيل على كتاب لهم يقول لا أقبل وإن قبل تأول(٤) وإن تأول عاند في تأويله وإن لم يتأول أضرب عن الجواب شرع في فحش أو قطع الحديث مارا في غلوائه(٥) ساريا في بيداء أهوائه.

ونبرهن(٦) على هذا ما أظهرناه عليه من البهت وفنون المدافعات عيانا

__________________

(١) ما بين المعقوفتين لا يوجد في: ن.

(٢) ق: ذكرناه.

(٣) ن: او.

(٤) ق: فاوّل.

(٥) الغلواء: الغلو ( المنجد ).

(٦) ج: يبرهن.

٣٤٥

وقد أسلفنا ما يلزم من الدرك في الطعن على أمير المؤمنينعليه‌السلام والمباعدة له من طريق القوم.

ولنذكر ما روي من قول النبيعليه‌السلام إنك تقاتل(١) الناكثين والقاسطين والمارقين من طرق القوم إن شاء الله تعالى.

قال أبو عمر الحافظ ابن عبد البر صاحب كتاب الاستيعاب المغربي وروي من حديث علي ومن حديث ابن مسعود وحديث أبي أيوب الأنصاري أنه أمر بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين.

وروي عنه أنه قال ما وجدت إلا القتال أو الكفر بما أنزل الله يعني والله أعلم( وَجاهِدُوا فِي اللهِ حَقَّ جِهادِهِ ) (٢) وما كان مثله هذا آخر كلامه(٣) .

ثم قال: وذكر أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني في المؤتلف والمختلف(٤) قال حدثنا محمد بن القاسم بن زكريا قال حدثنا عباد بن يعقوب قال حدثنا عفان بن سنان(٥) - قال حدثنا أبو حنيفة عن عطاء

__________________

(١) ن: قاتل.

(٢) الحج ٧٨.

والآية كاملة هي: ( وَجاهِدُوا فِي اللهِ حَقَّ جِهادِهِ هُوَ اجْتَباكُمْ وَما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْراهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ، وَفِي هذا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللهِ هُوَ مَوْلاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلى وَنِعْمَ النَّصِيرُ ) .

(٣) الاستيعاب: ٣ / ١١١٧.

وايضا في فرائد السمطين: ١ / ٢٧٩ وانساب الأشراف: ٢ / ٢٣٦ والمستدرك: ٣ / ١١٥ وتاريخ دمشق ترجمة امير المؤمنين: ٣ / ١٧٤.

(٤) ظاهرا انه مخطوط.

(٥) ن: شيبان. وفي المصدر: سيار.

٣٤٦

قال: قال ابن عمر ما آسى على شيء إلا على ألا أكون قاتلت الفئة الباغية وعلى صوم الهواجر(١) .

وأقول : إن الشيخ العالم الفاضل يحيى بن البطريق روى في كتابه العمدة من الجمع بين الصحيحين قال وبالإسناد المقدم ذكره عن أبان بن سليمان(٢) عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال من سل علينا السيف

__________________

(١) الاستيعاب: ٣ / ١١١٧، ورواه ايضا المحب الطبري في الرياض النضرة ٢ / ٢٤٢ باختلاف في اللفظ يسير.

وروى الحاكم في مستدركه: ٣ / ١١٥.

بسنده عن شعيب بن ابي حمزة القرشي عن الزهري عن حمزة بن عبد الله بن عمر، انه بينما هو جالس. مع عبد الله بن عمر اذ جاءه رجل من اهل العراق فقال: يا ابا عبد الرحمن اني والله لقد حرصت ان اتسمت بسمتك واقتدي بك في امر فرقة الناس واعتزال الشر ما استطعت، واني اقرأ آية من كتاب الله محكمة قد اخذت بقلبي فاخبرني عنها، أرأيت قول الله عزّ وجلّ: ( وَإِنْ طائِفَتانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُما فَإِنْ بَغَتْ إِحْداهُما عَلَى الْأُخْرى فَقاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلى أَمْرِ اللهِ فَإِنْ فاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُما بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ) .

اخبرني عن هذه الآية، فقال عبد الله: مالك ولذلك، انصرف عني فانطلق حتى توارى عنا سواده واقبل علينا عبد الله بن عمر فقال: ما وجدت في نفسي من شيء في امر هذه الآية ما وجدت في نفسي اني لم اقاتل هذه الفئة الباغية كما أمرني الله عزّ وجلّ.

وابن سعد في طبقاته: ج ٤ القسم ١ ص ١٣٦.

بسنده عن سعيد بن جبير في حديث ساقه الى ان قال: قال ابن عمر: ما آسى من الدنيا الاّ على ثلاث، ظمأ الهواجر، ومكابدة الليل، والا اكون قاتلت هذه الفئة الباغية التي حلت بنا.

وايضا في الطبقات: ج ٤ القسم ١ ص ١٣٧.

بسنده عن حبيب بن ابي ثابت قال: بلغني عن ابن عمر في مرضه الذي مات فيه انه قال: ما اجدني آسى على شيء من امر الدنيا الا اني لم اقاتل الفئة الباغية.

ورواه ايضا ابن الاثير في اسد الغابة: ٤ / ٣٣.

وذكر الهيثمي في مجمع الزوائد: ٣ / ١٨٢.

قال وعن ابن عمر قال: ما آسى على شيء فاتني الا الصوم والصلاة، وتركي الفئة الباغية الا اكون قاتلتها واستقالتي عليا عليه‌السلام البيعة. قال: رواه الطبراني في الكبير والاوسط.

(٢) في المصدر: عن اياس بن سلمة عن ابيه.

٣٤٧

فليس منا(١) .

أقول إنه أراد والله أعلم من ديننا وقد أسلفت أن عليا من رسول الله بمنزلة الرأس من الجسد(٢) .

وروى أخطب خطباء خوارزم حديثا مرفوعا إلى أبي سعيد الخدري(٣) صورة لفظه:

أمرنا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين قلت يا رسول الله أمرتنا أن نقاتل هؤلاء فمع من قال مع علي بن أبي طالب معه يقتل(٤) عمار بن ياسر

ورفع حديثا آخر إلى عبد الله(٥) قال خرج رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فأتى منزل أم سلمة فجاء علي فقال رسول الله هذا والله

__________________

(١) عمدة عيون صحاح الاخبار: ٣٤٢ نقله عن الجمع بين الصحيحين للحميدي.

اقول: ذكره مسلم في صحيحه: ١ / ٩٨ كتاب الايمان.

(٢) تقدم ص: ١٠٨.

(٣) قال الخوارزمي: اخبرني سيد الحفاظ ابو منصور شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي فيما كتب اليّ من همدان اخبرني ابو الفتح عبدوس بن عبد الله بن عبدوس الهمداني كتابة اخبرني ابو جعفر محمد بن علي بن رحيم الشيباني حدثني الحسين بن الحكم الحبري حدثني اسماعيل بن ابان حدثني اسحاق بن ابراهيم الازهر عن ابي هارون العبدي عن ابي سعيد الخدري قال:

امرنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين فقلنا يا رسول الله امرتنا بقتال هؤلاء فمع من نقاتل؟ قال: مع علي بن ابي طالب خاصة ومعه يقتل عمار بن ياسر. انظر مناقب الخوارزمي: ١٢٢ ورواه ايضا ابن الاثير في اسد الغابة ٤ / ٣٢ والامر تسري في ارجح المطالب: ٦٠٢ والحمويني في فرائد السمطين: ١ / ٢٨١.

(٤) ج وق: مقتل.

(٥) قال: واخبرنا ابو منصور شهردار هذا فيما كتب اليّ من همدان، اخبرني ابو الفتح عبدوس هذا كتابة، اخبرني الامام ابو بكر احمد بن اسحاق الفقيه، حدثني الحسن بن علي، حدثني زكريا ابن يحيى الخزاز المقري، حدثني اسماعيل بن عباد المقري، حدثني شريك، عن منصور،

٣٤٨

قاتل الناكثين والقاسطين والمارقين من(١) بعدي(٢)

ورفع حديثا آخر إلى أبي أيوب(٣) نحو حديث ابن معبد ورفع(٤) حديثا آخر إلى(٥) النبيعليه‌السلام أنه قال لعمار تقتلك الفئة الباغية ثم قال أخرجه مسلم في الصحيح(٦)

__________________

عن ابراهيم عن علقمة، عن عبد الله، قال:

خرج رسول الله - صلّى الله عليه [ وآله ] -: فأتى منزل ام سلمة فجاء علي عليه‌السلام فقال رسول الله - صلّى الله عليه [ وآله ] -: هذا والله قاتل القاسطين والمارقين والناكثين بعدي.

(١) لا توجد في: ج.

(٢) انظر مناقب الخوارزمي: ١٢٢.

ورواه ايضا المتقي الهندي في كنز العمال: ٦ / ٣١٩ والمحب الطبري في الرياض النضرة: ٢ / ٢٤٠ والحمويني في فرائد السمطين: ١ / ٢٨٣ وابن عساكر في ترجمة أمير المؤمنين من تاريخ دمشق: ٣ / ١٦٢.

(٣) قال: واخبرني ابو منصور شهردار هذا كتابة، اخبرني ابو الفتح عبدوس هذا كتابة، اخبرني ابو بكر محمد بن بالويه، حدثني الحسن بن علي بن شبيب المعمري، حدثني محمد بن حميد، حدثني سلمة بن الفضيل، قال: حدثني ابو زيد الاحول، عن غياث، عن ثعلبة، قال:

حدثني ابو ايوب الانصاري في خلافة عمر بن الخطاب، قال:

امرني رسول الله - صلّى الله عليه [ وآله ] - بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين مع علي بن ابي طالب عليه‌السلام انظر: مناقب الخوارزمي: ١٢٢ وايضا المستدرك: ٣ / ١٣٩ وفرائد السمطين: ١ / ٢٨٢.

(٤) قال: وبهذا الاسناد عن ابراهيم بن مرزوق هذا، حدثنا ابو داود، حدثنا شعبة، عن خالد الحذاء، عن الحسن بن ابي الحسن، عن ابيه، عن ام سلمة: ان رسول الله - صلّى الله عليه [ وآله ] - قال لعمار: تقتلك الفئة الباغية.

(٥) ن: انّ.

(٦) مناقب الخوارزمي: ١٢٣. اقول: لقد وردت احاديث كثيرة لقول النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله لعمار بن ياسر: تقتلك الفئة الباغية ونحن نشير الى قسم من المصادر التي ذكرت هذا الحديث. منها:

صحيح البخاري: في كتاب الصلاة في باب التعاون في بناء المسجد ١ / ١٢٢ وصحيح مسلم: في كتاب الفتن واشراط الساعة في باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيتمنى ان يكون مكانه، بطريقين ٤ / ٢٢٣٥. وصحيح الترمذي: ٥ / ٦٦٩. في مناقب عمار. ومستدرك الصحيحين: ٢ / ١٤٨ و ٣ / ٣٨٥ و ٣ / ٣٨٦ و ٣ / ٣٨٧، ومسند احمد بن حنبل: ٢ / ١٦١ و ٢ / ١٦٤ و ٤ / ١٩٧

٣٤٩

وقال أخطب خطباء خوارزم فيما رواه في كتاب المناقب إن علياعليه‌السلام فسر الناكثين بأصحاب الجمل والمارقين بالخوارج والقاسطين بأهل الشام(١) ومن كتاب الطرائف عن الخطيب أن أبا أيوب فسر الناكثين والقاسطين بما فسره(٢) أمير المؤمنينعليه‌السلام وقال وأما المارقون فهم(٣) أهل الطرفاوات(٤) وأهل السعيفات وأهل النخيلات وأهل النهروانات والله ما أدري أين هم ولكن لا بد من قتالهم(٥) .

__________________

و ٦ / ٢٨٩. ومسند ابي داود الطيالسي: ٣ / ٩٠ وحلية الاولياء: ٤ / ١٧٢ وتاريخ بغداد:١٣ / ١٨٦ و ٥ / ٣١٥ و ٧ / ٤١٤. وطبقات ابن سعد: ج ٣ ق ١ ص ١٧٧ وج ٣ ق ١ ص ١٧٩ وج ٣ ق ١ ص ١٨١. واسد الغابة: ٢ / ١٤٣ و ٢ / ٢١٧ والامامة والسياسة: ١٠٦ والاصابة: ج ١ ق ٤ ص ١٢٥ والرياض النضرة: ١ / ١٤، ونور الابصار: ٨٩ وكنز العمال: ٧ / ٧٢ و ٧ / ٧٣ و ٧ / ٧٤ ومجمع الزوائد: ٩ / ٢٩٧ و ٧ / ٢٤٢ و ٩ / ٢٩٦.

(١) مناقب الخوارزمي: ١٢٥.

ومجمع الزوائد: ٧ / ٢٣٨ وينابيع المودة: ١٢٨.

(٢) ن: فسّر.

(٣) لا توجد في: ن.

(٤) ج وق: الطرقاوات.

(٥) الطرائف ( لرضي الدين علي بن موسى بن طاووسرحمه‌الله ): ١ / ١٠٣ ورواه ايضا الخطيب في تاريخ بغداد: ١٣ / ١٨٦ بسنده عن علقمة والاسود قالا:

اتينا ابا ايوب الانصاري عند منصرفه من صفين فقلنا له: يا ابا ايوب ان الله اكرمك بنزول محمد صلّى الله عليه ( وآله ) وسلّم وبمجيء ناقته تفضلا من الله وكراما لك حتى اناخت ببابك دون الناس ثم جئت بسيفك على عاتقك تضرب به اهل لا اله الا الله، فقال: يا هذا ان الرائد لا يكذب اهله، وان رسول الله صلّى الله عليه ( وآله ) وسلّم امرنا بقتال ثلاثة مع علي عليه‌السلام بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين، فاما الناكثون فقد قاتلناهم، اهل الجمل طلحة والزبير، واما القاسطون فهذا منصرفنا من عندهم - يعني معاوية وعمرا - واما المارقون فهم اهل الطرقات واهل السعيفات واهل النخيلات واهل النهروانات، والله ما ادري اين هم ولكن لا بد من قتالهم ان شاء الله.

قال: وسمعت رسول الله صلّى الله عليه ( وآله ) وسلّم يقول لعمار: تقتلك الفئة الباغية وانت اذ ذاك مع الحق والحق معك، يا عمار بن ياسر ان رأيت عليا قد سلك واديا وسلك الناس واديا غيره فاسلك مع علي فانه لن يدليك في ردى ولن يخرجك من هدى، يا عمار من تقلد سيفا اعان

٣٥٠

__________________

به عليا على عدوه قلده الله يوم القيامة وشاحين من در، ومن تقلد سيفا اعان به عدو علي عليه قلده الله يوم القيامة وشاحين من نار، قلنا يا هذا حسبك رحمك الله حسبك رحمك الله.

رواه أيضا المتقي في كنز العمال: ٤ / ١٥٥ الاّ أنه قال فيه لن يدلك على ردى ولن يخرجك من الهدى.

وروى الحاكم في مستدركه: ٣ / ١٣٩.

بسنده عن عقاب بن ثعلبة، حدثني ابو ايوب الانصاري في خلافة عمر بن الخطاب، قال: امر رسول الله صلّى الله عليه ( وآله ) وسلّم علي بن ابي طالب عليه‌السلام بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين.

وايضا في مستدرك الصحيحين: ٣ / ١٣٩.

بسنده عن الاصبغ بن نباتة عن ابي ايوب الانصاري قال: سمعت النبي صلّى الله عليه ( وآله ) وسلّم يقول لعلي بن ابي طالب عليه‌السلام : تقاتل الناكثين والقاسطين بالطرقات والنهروانات وبالسعفات، قال ابو ايوب: قلت: يا رسول الله مع من نقاتل هؤلاء الاقوام؟ قال: مع علي ابن ابي طالب.

وذكر الخطيب في تاريخ بغداد: ٨ / ٣٤٠.

بسنده عن خليد العصري قال: سمعت أمير المؤمنين عليا عليه‌السلام يقول يوم النهروان: امرني رسول الله صلّى الله عليه ( وآله ) وسلّم بقتال الناكثين والمارقين والقاسطين.

وابن الاثير في اسد الغابة: ٤ / ٣٣.

بسنده عن مخنف بن سليم قال: اتينا ابا ايوب الانصاري فقلنا: قاتلت بسيفك المشركين مع رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلّم ثم جئت تقاتل المسلمين قال: امرني رسول الله صلّى الله عليه ( وآله ) وسلّم بقتل الناكثين والقاسطين والمارقين. وايضا في اسد الغابة: ٤ / ٣٣.

بسنده عن علي بن ربيعة قال: سمعت عليا عليه‌السلام على منبركم هذا يقول: عهد اليّ رسول الله صلّى الله عليه ( وآله ) وسلّم ان اقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين.

والمتقي في كنز العمال: ٦ / ٨٢.

قال: عن علي بن ربيعة قال: سمعت عليا عليه‌السلام على المنبر واتاه رجل فقال: يا أمير المؤمنين مالي اراك تستحل الناس استحلال الرجل ابله، أبعهد من رسول الله صلّى الله عليه ( وآله ) وسلّم أو شيئا رأيته؟

قال: والله ما كذبت ولا كذبت ولا ضللت ولا ضل بي بل عهد من رسول الله صلّى الله عليه ( وآله ) وسلّم عهده اليّ وقد خاب من افترى، عهد اليّ النبي صلّى الله عليه ( وآله ) وسلّم ان اقاتل

٣٥١

وقد كان يونس بن حبيب(١) يقول أحب أن أتولى حساب ثلاثة منهم طلحة والزبير ما الذي نقما على علي حتى خرجا عليه أو شيئا شبه هذا المعنى(٢) .

هذا ما نقلناه على سبيل التخصيص(٣) وأما ما يقال على سبيل العموم فإن ابن المغازلي الشافعي روى بإسناده عن ابن عباسرضي‌الله‌عنه قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أتاني جبرئيلعليه‌السلام بدرنوك من

__________________

الناكثين والقاسطين والمارقين.

وايضا في كنز العمال: ٦ / ٨٨.

قال: عن الثوري ومعمر عن ابي اسحاق عن عاصم بن ضمرة عن ابي صادق قال: قدم علينا ابو ايوب الانصاري العراق فقلت له: يا ابا ايوب قد كرمك الله بصحبة نبيه محمد صلّى الله عليه ( وآله ) وسلّم وبنزوله عليك، فمالي اراك تستقبل الناس تقاتلهم، تستقبل هؤلاء مرة وهؤلاء مرة، فقال: ان رسول الله صلّى الله عليه ( وآله ) وسلّم عهد الينا ان نقاتل مع علي عليه‌السلام الناكثين، فقد قاتلناهم، وعهد الينا ان نقاتل مع علي عليه‌السلام المارقين فلم ارهم بعد.

وايضا في كنز العمال: ٦ / ٧٢.

قال: عن علي عليه‌السلام قال: امرت بقتال ثلاثة: القاسطين والناكثين والمارقين، فاما القاسطون فاهل الشام واما الناكثون فذكرهم واما المارقون فاهل النهروان - يعني الحرورية -.

وذكر الهيثمي في مجمع الزوائد: ٩ / ٢٣٥.

قال: وعن عبد الله - يعني ابن مسعود - قال: امر رسول الله صلّى الله عليه ( وآله ) وسلّم بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين. وقد ذكر ايضا روايات بهذه المضامين وان اختلفت الالفاظ في مجمعه. انظر: ٩ / ٢٣٥ و ٧ / ٢٣٨.

(١) لعله يونس بن حبيب النحوي وكنيته ابو عبد الرحمن وهو مولى ضبة ولد سنة ٩٠ واخذ الادب عن ابي عمرو بن العلاء وحماد بن سلمة وكان النحو اغلب عليه، له من الكتب: « معاني القرآن الكريم » و « اللغات » و « الامثال » و « النوادر » مات ١٨٢ وقيل غير ذلك ترجم له: وفيات الاعيان: ٧ / ٢٤٤ ومعجم الادباء: ٢٠ / ٦٤ وتهذيب التهذيب: ٥ / ٣٤٦.

(٢) ن بزيادة: وقد ذكرنا في كتاب الموضوعات طرفا من هذه المواضيع.

(٣) ن: التلخيص.

٣٥٢

الجنة(١) فجلست عليه فلما صرت بين يدي ربي كلمني وناجاني فما علمني(٢) شيئا إلا علمه عليا(٣) ثم دعاه(٤) إليه فقال(٥) يا علي سلمك سلمي وحربك حربي وأنت العلم فيما بيني وبين أمتي(٦) بعدي(٧) .

وذكر كلاما عن الشعبي لا طائل فيه وهو عدو مبين من حزب عبد الملك وقد كانت للشعبي قصة في السرقة للدراهم ولا ينبغي أن يقبل قول سارق وهو مع ذلك خليط بني مروان وأمير المؤمنين مشنوؤهم(٨) صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

قال عن الشعبي إنه لم يشهد الجمل ممن شهد بدرا أكثر من أربعة!(٩) وقول الشعبي كلا قول(١٠) ولو لم يشهد من أهل بدر إلا أربعة فإن الدرك عليهم إذ(١١) البيعة وقعت لأمير المؤمنينعليه‌السلام وصحت عند الخصوم فالمتخلف زاهق والناهض معه موفق لاحق ومن عرف السير(١٢) وعرف أصل القاعدة في حروب أمير المؤمنينعليه‌السلام كان

__________________

(١) في المصدر بزيادة: من درانيك الجنة.

(٢) ج وق: علمه.

(٣) في المصدر بزيادة: فهو باب مدينة علمي.

(٤) في المصدر بزيادة: النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله .

(٥) في المصدر بزيادة: له.

(٦) في المصدر بزيادة: من.

(٧) مناقب ابن المغازلي: ٥٠ حديث ٧٣.

(٨) ن: مسبوبهم.

(٩) العثمانية: ١٧٦.

(١٠) ق: بدله ( على قول ).

(١١) ق: او.

(١٢) ق: المسير.

٣٥٣

المصوب له وإن لم يرد حديث بأن موافقته صواب والعدول عنه خطأ. أول الحال أن أصحاب الجمل نقموا على عثمان ما نقم عليه غيرهم(١) وكانوا محاربيه معاديه وعلي مخاصم طلحة على حمل الماء(٢) إليه وعائشة فحاله معها معلوم رواه الرواة ودونوه وقد ذكر جملة منه صاحب كتاب الاستيعاب الذي لا يتهم(٣) فلما قتل عثمان شرعوا مطالبين عليا بدمه إلا أن خروجهم كان لغير ذلك لأنه لم يتجدد من علي شيء أصلا يخاصمونه عليه ويؤاخذونه به ولا طالت له مدة يحدث(٤) فيها حوادث ولا عرفت محقا ولا مبطلا ادعى ذلك.

ثم شرع معاوية يطالب بدم ابن عمه عثمان محاربا أمير المؤمنينعليه‌السلام باغيا عليه فكان ما كان.

وقد قال(٥) مولانا أمير المؤمنينعليه‌السلام فأينا كان أهدى لمقاتله(٦) .

ثم كان من الخوارج ما كان قهروه على التحكيم فلما فعل حاربوه عليه وهذه أمور لا يبنى عليها من حديث خاص بل هذه سير يعرفها الخائضون في السير بل من قاربهم فضلا عن الإيغال(٧) معهم فيما أوغلوا فيه.

__________________

(١) ق: بدله ( ما نقموا عليه وغيرهم ).

(٢) ن: المال.

(٣) الاستيعاب: ٣ / ١٠٣٧ - ١٠٥٢.

(٤) ن: فحدثت.

(٥) نهج البلاغة كتاب ٢٨.

وهو جواب الى معاوية منه: ثم ذكرت ما كان من امري وامر عثمان فلك ان تجاب عن هذه لرحمك منه فاينا كان اعدى له واهدى الى مقاتله؟ امن بذل له نصرته فاستقعده واستكفه. امن استنصره فتراخى عنه وبث المنون اليه حتى اتى قدره عليه الى آخره.

(٦) ن: لمقاتلته.

(٧) ق: الافعال.

٣٥٤

واعترض الطعن بخلاف سلمان على أبي بكر بوهن(١) حاله في الإسلام(٢) وهو دفع للمعلوم وبأنه ولي لعمر بن الخطاب وبأنه كان عند عمر معظما ولا يكون عنده معظما من(٣) يطعن في أبي بكر ونبه على ذلك بأن عمر نازل أبا بكر في خالد بن سعيد لما عقد له على أجناد الشام لما وقعت منه كلمة في بيعة أبي بكر حتى عزله(٤) .

والذي يقال على هذه الجملة أن أبا عمر صاحب كتاب الاستيعاب المغربي قال في جملة صفاته(٥) أول مشاهده الخندق ولم يفته بعد ذلك مشهد مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وكان خيرا(٦) فاضلا عالما زاهدا متقشفا(٧) وذكر جملة حسنة من حال زهده وتقشفه(٨) .

__________________

(١) ق: موهن.

(٢) قال الجاحظ: انه ليس من المهاجرين ولا ممن شهد بدرا ولا احدا ولا لقي في الله ما لقي نظراؤه عند الناس كبلال وصهيب وخباب وعمار ولا كان من( الَّذِينَ آوَوْا، وَنَصَرُوا ) ، وذكروا في القرآن وقدموا وكان حديث الإسلام، قليل المشاهد، وانما اسلم حتى انحسرت الشدة وانكشف عنهم معظم الكربة الى اخر كلامه. انظر العثمانية: ١٧٨.

(٣) ق: لمن.

(٤) العثمانية: ١٧٨ - ١٧٩.

(٥) يعني سلمان الفارسي.

(٦) في المصدر بزيادة: حبرا.

(٧) الاستيعاب: ٢ / ٦٣٥.

(٨) قال صاحب الاستيعاب: ذكر هشام بن حسان عن الحسن قال: كان عطاء سلمان خمسة الاف، وكان اذا خرج عطاءه تصدق به، وياكل من عمل يده، وكانت له عباءة يفترش بعضها ويلبس بعضها. وذكر ابن وهب وابن نافع عن مالك قال: كان سلمان يعمل الخوص بيده فيعيش منه، ولا يقبل من احد شيئا، قال: ولم يكن له بيت وانما كان يستظل بالجذور والشجر: وان رجلا قال له: الا ابني لك بيتا تسكن فيه؟ فقال: مالي به حاجة، فما زال به الرجل حتى قال له: اني اعرف البيت الذي يوافقك، قال: فصفه لي، قال: ابني لك بيتا اذا انت قمت فيه اصاب رأسك سقفه، وان انت مددت فيه رجليك اصاب اصابعهما الجدار، قال: نعم، فبنى له بيتا كذلك. الاستيعاب: ٢ / ٦٣٥.

٣٥٥

إذا عرفت هذا فما بعد(١) هذا مرتبة في رفعة.

فإن قيل هذا شيء على(٢) غير الرأي والاعتبار فإن الجواب عنه بما أن عمر رضي رأيه واستنبله إذ جعله في مقام كسرى بالمدائن وأما أنه لو كان طعن على أبي بكر رضوان الله عليه ترك استنابته قياسا على خالد فإن الجواب عنه بما أن الأمور استقرت وانتظمت ورأى من قاعدة سلمان سدادا ومعرفة باللغة العجمية(٣) وهي(٤) بمقام العدم في العرب فولاه بلادا اللسان فيها اللغة(٥) العجمية وقد يغضي العاقل عن شيء لشيء كما يكره شيئا لشيء(٦) .

ولم يكن ذا قوم يخاف على الملك منه ويحاذر عليه بطريقة فهاتان علتان اقتضت تقديم سلمان العجمة وعدم القوم ومنع من تقديم خالد - الكلمة المشار إليها وحصول القوم الذين لهم الشكيمة والقوة.

وأما أنه ولي لعمر بن الخطاب رضوان الله عليه فلأن الدين قاض بأنه إذا رأى الإنسان مصلحة للمسلمين دخل في ولاية من كان ومن الذي شهد على نية سلمان بأنه كان يمضي الأمور وينوي بذلك أنه نائب(٧) لعمر بن الخطاب رضوان الله عليه.

وفسر كلمة سلمانرحمه‌الله تعالى في شأن البيعة كرداد ونكرداد بمعنى أنكم صنعتم وما صنعتم وأن المراد من ذلك أنكم أقمتم فاضلا

__________________

(١) ج وق: فبعد.

(٢) لا توجد كلمة ( على ) في: ج ون.

(٣) ن بزيادة: كما يكره شيئا لشيء.

(٤) ن: وهو.

(٥) ق: بلغة.

(٦) ما بين المعقوفتين لا يوجد في: ن.

(٧) ن: كاتب.

٣٥٦

مجربا ولو كان غيره أفضل منه(١) . والذي يقال على هذا أن الجارودية يكفيهم تفسير الجاحظ إذ سلمان أنكر ما جرى إذ قدموا المفضول على الفاضل إذ لو كان جيدا ما أنكره ولا يرد على هذا لعل(٢) في تقديم المفضول مصلحة اقتضت تقدمه إذ لو كان ذلك كذلك لما أنكره سلمان(٣) .

إما أن يكون المراد من قوله صنعتم وما صنعتم صوابا أو بالعكس فإن كان الأول والثاني كان متناقضا لا يقع من سديد إذ يكون المعنى صنعتم صوابا بتقديمه وما صنعتم صوابا بتقديمه وإن كان الثالث كان محصلا لغرض الجارودية والرابع(٤) باطل بالإجماع منا ومن الجاحظ مع أن صورة ما أثبته بعض الثقات من صورة الكلمة كرديد ونكرديد وحق ميره ببرديد يعني فعلتم وما فعلتم وحق الرجل أذهبتم أي بايعتموه في حضرة الرسول ولم تفوا(٥) بالبيعة فكأنكم(٦) لم تبايعوه وأذهبتم حقه.

منع دعوى من ادعى أن بلالا أنكر على أبي بكر وعمر بكونه ولي لهما دمشق(٧) .

أقول إن لسان الجارودية أجاب عن مثل هذا في حال سلمان. وادعى أن المقداد كان متنكرا(٨) لأمير المؤمنينعليه‌السلام مقويا بذلك

__________________

(١) العثمانيّة: ١٧٩.

(٢) ن: العمل.

(٣) ن بزيادة: صنعتم وما صنعتم.

(٤) ن بزيادة: هو.

(٥) ق: تفوه.

(٦) ن: وكأنّكم.

(٧) العثمانيّة: ١٨٠.

(٨) ن: منكرا.

٣٥٧

أنه ما أنكر خلافة أبي بكر(١) . ولا نعرف هذا التنكر(٢) بل المقرر عند الإمامية خلافه ويكفي الإمامية في الإيراد مخالفة من خالف ولو لم تثبت إلا مخالفة خالد بن سعيد في كلمته لكفى وما قررته الإمامية من إنكار علي وجماعته وهو بحث طويل ذكره الأصحاب(٣) في كثير من كتبهم.

وحكى قصة كاذبة(٤) لا أصل لها مكذبة رسول الله صلى الله عليه

__________________

(١) العثمانية: ١٨١.

(٢) ن: النكر.

(٣) قال الطبرسي في الاحتجاج: ٧٥ « عن ابان بن تغلب قال: قلت لابي عبد الله جعفر بن محمد الصادقعليه‌السلام : جعلت فداك هل كان احد في اصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله انكر على ابي بكر فعله وجلوسه مجلس رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ؟ قال: نعم كان الذي انكر على ابي بكر اثنا عشر رجلا، من المهاجرين: خالد بن سعيد بن العاص وكان من بني امية وسليمان الفارسي وابو ذر الغفاري والمقداد بن الاسود وعمار بن ياسر وبريدة الاسلمي، ومن الانصار: ابو الهيثم بن التيهان وسهل وعثمان ابنا حنيف، وخزيمة بن ثابت ذو الشهادتين.

وابي بن كعب وابو ايوب الانصاري.

( الى ان قال ) فسار القوم حتى احدقوا بمنبر رسول الله وكان يوم الجمعة فلما صعد ابو بكر المنبر فاول من تكلم خالد بن سعيد بن العاص ثم باقي المهاجرين ثم بعدهم الانصار. ( الى ان قال ) فقام اليه خالد بن سعيد بن العاص وقال: اتق الله يا ابا بكر، فقد علمت ان رسول الله ٦ قال - ونحن محتوشوه يوم بني قريظة حين فتح الله له وقد قتل علي بن ابي طالب يومئذ عدة من صناديد رجالهم وأولي البأس والنجدة منهم -: يا معشر المهاجرين والانصار اني موصيكم بوصية فاحفظوها ومودعكم امرا فاحفظوه، الا ان علي بن ابي طالب اميركم بعدي وخليفتي فيكم بذلك اوصاني ربي الا وانكم ان لم تحفظوا فيه وصيتي وتؤازروه وتنصروه اختلفتم في احكامكم واضطرب عليكم امر دينكم ووليكم شراركم، الا وان اهل بيتي هم الوارثون لأمري والعالمون لأمر امتي من بعدي. اللهم، ومن اساء خلافتي في اهل بيتي فاحرمه الجنة التي ( عَرْضُها كَعَرْضِ السَّماءِ وَالْأَرْضِ ) » الحديث.

(٤) قال الجاحظ: والاغلب علينا ان المقداد لم يزل متنكرا لعلي، لان المقداد حين خطب ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب الى النبي صلّى الله عليه [ وآله ] بعث النبي اليها عليا بذلك يخبرها، وانه قد رضيه لها، فكره علي ذلك فرجع الى النبي صلّى الله عليه [ وآله ] وقال: رايتها كارهة.

فارسل النبي اليها رسولا فقالت: او لم اخبر عليا انني قد رضيت لنفسي بما رضي به النبي؟ فقام

٣٥٨

وآله في قوله إن الحق مع علي منافية شرف أمير المؤمنين مرجحا قول ضباعة(١) على قول أمير المؤمنينعليه‌السلام .

وإذا بنيت المباحث على هذا فلقائل أن يقول إن الجاحظ كذب على الله ورسوله غير بانين(٢) ذلك على أصل وكما أن هذا لا ينبغي قبل ثبوته فكذا ذاك.

__________________

النبي صلّى الله عليه [ وآله ] خطيبا فحمد الله واثنى عليه ثم قال: « يا علي قم فانظر من عن يمينك وعن شمالك، واعلم انه ليس لك فضل على اسودهم واحمرهم الاّ بالدين ».

انظر العثمانية: ١٨١.

وخالد بن سعيد بن العاص بن عبد شمس القرشي الاموي يكنى ابا سعيد.

قال عنه في الاستيعاب: ٢ / ٤٢٠ - ٤٢٤.

أسلم قديما يقال انه كان ثالثا أو رابعا وقيل كان خامسا هاجر الى ارض الحبشة مع امرأته الخزاعية وولد له بها ابنه سعيد بن خالد وابنته ام خالد وكان قدومه من الحبشه مع جعفر بن ابي طالب، شهد مع رسول الله صلّى الله عليه [ وآله ] بعض غزواته وبعثه رسول الله على صدقات اليمن فتوفي رسول الله وهو باليمن وقال عنه: ٣ / ٩٧٣.

ضمن حديث: وبويع له [ يعني ابا بكر ] في اليوم الذي مات فيه رسول الله صلّى الله عليه [ وآله ] في سقيفة بني ساعدة، ثم بويع البيعة العامة يوم الثلاثاء من غد ذلك اليوم وتخلف عن بيعته سعد بن عبادة، وطائفة من الخزرج، وفرقة من قريش ( الى ان قال ) وقيل انه تخلف عنه من قريش: علي والزبير وطلحة وخالد بن سعيد بن العاص. وقال: ٣ / ٩٧٥. وحدثنا احمد بن محمد، حدثنا احمد بن الفضل، حدثنا محمد بن جرير، حدثنا محمد بن سلمة عن ابن اسحاق عن عبد الله بن ابي بكر: ان خالد بن سعيد لما قدم من اليمن بعد وفاة رسول الله صلّى الله عليه [ وآله ] تربص ببيعته لابي بكر شهرين ولقي علي بن ابي طالب وعثمان بن عفان وقال: يا بني عبد مناف لقد طبتم نفسا عن امركم يليه غيركم، فاما ابو بكر فلم يحفل بها واما عمر فاضطغنها عليه فلما بعث ابو بكر خالد بن سعيد اميرا على ربع من ارباع الشام، وكان اول من استعمل عليها، فجعل عمر يقول: اتؤمره؟ وقد قال ما قال، فلم يزل بابي بكر حتى عزله وولى يزيد بن ابي سفيان.

(١) ق: منباعة. ج: متباعة.

(٢) ن: بان.

٣٥٩

وذكر شيئا يتعلق بحال عمار وطعنه على عثمان(١) وليس هذا غرضا طائلا فنتحدث عليه وأنه ما كان ذلك قبل إحداثه(٢) وذكر شيئا يتعلق بطاعة عمار لعمر وأن أبا ذر كان يعظم عمر(٣) قال ولو اعترضتم مائة من أصحاب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقلتم إنهم كانوا طعانين على أبي بكر مؤكدين خلافة علي ما كان عندنا في أمرهم حديث قائم ولا خبر شاهد(٤) .

وقال إن حكم الممسك الرضا والتسليم(٥) .

وأقول إن هذا غلط لأنه إذا كانت الخلافة فرع الوفاق وثبت أنه لا ينسب إلى ساكت قول وقف الدليل إلا أن يقال إنا نعلم أن كل ساكت راض بباطنه وهو من الباطل الذي لا يشتبه على بصير.

ومدح سيرة أبي بكر رضوان الله عليه وهو يشكل إذ خلافة المشار إليه مبنية على الإجماع وإذا امتنع أشكل شكر شيء مما جرى فرعا عليها والإجماع متعذر فالشكر ممتنع بيانه:

أن الإجماع إنما يتقرر(٦) إذا اتفق جميع أهل الإسلام ما بين المشرق إلى المغرب والجنوب(٧) والشمال والعلم بهذا ممتنع فامتنع ما يبنى عليه فامتنع شكر ما تفرع عن الخلافة فتبرهن الإشكال على مذاهب الجارودية.

__________________

(١) العثمانية: ١٨٢.

(٢) ما بين المعقوفتين لا يوجد في: ن.

(٣) العثمانية: ١٨٢.

(٤) العثمانية: ١٨٣.

(٥) المصدر السابق.

(٦) ن: تقرر.

(٧) ن: الى.

٣٦٠

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534