بناء المقالة الفاطمية في نقض الرسالة العثمانية

بناء المقالة الفاطمية في نقض الرسالة العثمانية11%

بناء المقالة الفاطمية في نقض الرسالة العثمانية مؤلف:
المحقق: السيد علي العدناني الغريفي
تصنيف: مفاهيم عقائدية
الصفحات: 534

بناء المقالة الفاطمية في نقض الرسالة العثمانية
  • البداية
  • السابق
  • 534 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 184123 / تحميل: 7010
الحجم الحجم الحجم
بناء المقالة الفاطمية في نقض الرسالة العثمانية

بناء المقالة الفاطمية في نقض الرسالة العثمانية

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

عليه‌السلام ، سبعين ألف ملك يصلون عليه كلّ يوم، شعثا غبرا، ويدعون لمن زاره، ويقولون: يا رب هؤلاء زوار الحسينعليه‌السلام إفعل بهم وافعل ».

وعن ابن الوليد، عن الصفار، عن ابن عيسى، مثله(١) .

وعن محمد بن الحسن بن الوليد، عن محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: « وكل الله بقبر الحسينعليه‌السلام سبعين ألف ملك يصلون عليه كلّ يوم، شعثا غبرا، من يوم قتل إلى ما شاء الله - يعني بذلك قيام القائمعليه‌السلام - يدعون لمن زاره » وذكر مثله(٢) .

وعن محمد بن أحمد بن داود، عن الحسن بن محمد بن علي، عن حميد بن زياد، عن الحسن بن سماعة، عن وهيب بن حفص، عن أبي بصير وعبد الله بن جبلة، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، مثله(٣) .

[١١٩٣١] ٢١ - وعن حكيم بن داود، عن سلمة، عن الحسن بن علي

__________________

(١) ليس عن كامل الزيارات، بل عن ثواب الأعمال: ص ١١٣ ح ١٦ وأخرجه العلامة المجلسي في البحار ج ١٠١ ص ٥٤ ح ١٠ عن ثواب الأعمال.

(٢) كامل الزيارات ص ١١٩، وعنه في البحار ج ١٠١ ص ٥٤ ح ١٢.

(٣) بل عن تذهيب الاحكام ج ٦ ص ٤٧ ح ١٠٤، وأخرجه العلامة المجلسي في البحار ج ١٠١ ص ٥٤ ح ١٣ عن التذهيب، علما بأن هذه الأحاديث وردت في البحار متسلسلة بعد الحديث ٢٠، ولعل المصنف ( قده ) نقلها من البحار ونسبها جميعا عن كامل الزيارات.

٢١ - كامل الزيارات ص ١١٨، وعنه في البحار ج ١٠١ ص ٥٥ ح ١٤.

٢٤١

الوشاء، عمن ذكره، عن داود بن كثير، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: « إن فاطمة بنت محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله تحضر زوار قبر ابنها الحسينعليه‌السلام ، فتستغفر لهم ( ذنوبهم )(١) ».

[١١٩٣٢] ٢٢ - وعن الحسن بن عبد الله بن محمد، عن أبيه، عن الحسن بن محبوب، عن أبي المغرا، عن عنبسة، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سمعته يقول: « وكل الله تبارك وتعالى بقبر الحسين بن عليعليهما‌السلام سبعين ألف ملك، يعبدون الله عنده، صلاة الواحد من أحدهم تعدل ألف صلاة من صلاة الآدميين، يكون ثواب صلاتهم لزوار قبر الحسين عليه الصلاة والسلام، وعلى قاتله لعنة الله والملائكة والناس أجمعين(١) ».

[١١٩٣٣] ٢٣ - وعن محمد بن جعفر، عن محمد بن الحسين، عن إسماعيل بن بزيع، عن أبي إسماعيل السراج، عن يحيى بن معمر العطار، عن أبي بصير، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: « أربعة آلاف ملك شعث غبر يبكون الحسينعليه‌السلام إلى يوم القيامة، فلا يأتيه أحد إلا استقبلوه، ولا يرجع أحد من عنده إلا شيعوه، ولا يمرض أحد إلا عادوه، ولا يموت أحد إلا شهدوه ».

وعن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى

__________________

(١) أثبتناه من المصدر.

٢٢ - كامل الزيارات ص ١٢١، وعنه في البحار ج ١٠١ ص ٥٥ ح ١٥.

(١) في المصدر والبحار زيادة: أبد الأبدين.

٢٣ - كامل الزيارات ص ١٨٩.

٢٤٢

عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، مثله(١) .

وعن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن الحسين، عن موسى بن سعدان عن عبد الله بن القاسم، عن عمر بن أبان، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام مثله(٢) .

وعن أبيه، عن عبد الله بن جعفر الحميري، عن محمد بن الحسين، مثله(٣) .

[١١٩٣٤] ٢٤ - وعن أبيه، عن محمد بن يحيى العطار، عن حمدان بن سليمان، عن عبد الله بن محمد، عن منيع بن الحجاج، عن زياد، عن ابن مسكان، عن محمد الحلبي قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: « إن الله تعالى وكل بقبر الحسينعليه‌السلام أربعة آلاف ملك، شعثا غبرا إلى أن تقوم الساعة، يشيعون من زاره، ويعودونه إذا مرض، ويشهدون جنازته إذا مات ».

[١١٩٣٥] ٢٥ - وعن محمد بن الحسن بن الوليد، عن محمد بن الحسن الصفار، عن الحسن بن علي بن عبد الله، عن العباس بن عامر، عن أبان، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إن الله وكل بقبر الحسينعليه‌السلام أربعة آلاف ملك، شعثا غبرا، يبكونه من طلوع الفجر إلى زوال الشمس، فإذا زال هبط أربعة آلاف ملك، وصعد أربعة آلاف ملك، فلم يزل يبكونه حتى يطلع الفجر، ويشهدون لمن زاره بالوفاء، ويشيعونه إلى أهله،

__________________

(١، ٢) نفس المصدر ص ١٨٩.

(٣) نفس المصدر ص ١٨٩.

٢٤ - كامل الزيارات ص ١٩٠.

٢٥ - كامل الزيارات ص ١٩١.

٢٤٣

ويعودونه إذا مرض، ويصلون عليه إذا مات ».

[١١٩٣٦] ٢٦ - وعن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أبيه، عن سيف بن عميرة، عن بكر بن محمد، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: « وكل الله بقبر الحسين بن عليعليهما‌السلام ، سبعين ألف ملك شعثا غبرا، يبكونه إلى يوم القيامة، يصلون عنده، الصلاة الواحدة من صلاة أحدهم تعدل ألف صلاة من صلاة الآدميين، يكون ثواب صلواتهم وأجر ذلك لمن زار قبره ».

[١١٩٣٧] ٢٧ - وعن محمد بن جعفر الرزاز، عن الحسين بن أبي الخطاب، عن صفوان، عن حنان بن سدير، عن مالك الجهني، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: « إن الله وكل بالحسينعليه‌السلام ملكا في أربعه آلاف ملك يبكونه، ويستغفرون لزواره، ويدعون الله لهم ».

[١١٩٣٨] ٢٨ - وعن الحسن بن عبد الله بن محمد بن عيسى، عن أبيه، عن الحسن بن محبوب، عن إسحاق بن عمار، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سمعته يقول: « ليس نبي في السماوات والأرض، إلا يسألون الله تبارك وتعالى أن يؤذن لهم في زيارة الحسينعليه‌السلام ، ففوج ينزل، وفوج يعرج ».

ورواه(١) في موضع آخر بهذا السند وفيه: « ليس من ملك في

__________________

٢٦ - كامل الزيارات ص ١٢١.

٢٧ - كامل الزيارات ص ٨٦ ح ١٥.

٢٨ - كامل الزيارات ص ١١١ ح ١.

(١) نفس المصدر ص ١١٤.

٢٤٤

السماوات(٢) إلا وهم يسألون » إلى آخره.

[١١٩٣٩] ٢٩ - وعن محمد بن جعفر، عن محمد بن الحسين، عن موسى بن سعدان، عن عبد الله بن القاسم، عن عمرو بن أبان الكلبي، عن أبان بن تغلب، قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : « هبط أربعة آلاف ملك يريدون القتال مع الحسينعليه‌السلام ، فلم يؤذن لهم في القتال، فرجعوا في الاستئمار(١) ، فهبطوا وقد قتل الحسينعليه‌السلام ، ( ولعن قاتله ومن أعان عليه، ومن شرك في دمه )(٢) ، فهم عند قبره شعث غبر يبكونه إلى يوم القيامة، رئيسهم ملك يقال له: منصور، فلا يزوره زائر إلا استقبلوه، ولا يودعه مودع إلا شيعوه، ولا يمرض(٣) إلا عادوه، ولا يموت إلا صلوا على جنازته واستغفروا له بعد موته، فكل هؤلاء في الأرض ينتظرون قيام القائمعليه‌السلام ».

[١١٩٤٠] ٣٠ - وعن أبيه وعن محمد بن الحسن بن الوليد، عن الحسين بن الحسن بن أبان، عن الحسين بن سعيد، عن القاسم بن محمد، عن إسحاق بن إبراهيم، عن هارون بن خارجة، قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: « وكل الله بقبر الحسينعليه‌السلام أربعة آلاف ملك شعثا غبرا يبكونه إلى يوم القيامة، فمن زاره عارفا بحقه شيعوه حتى يبلغوه مأمنه، وإن مرض عادوه غدوة وعشيا، وإن مات

__________________

(٢) في المصدر زيادة: والأرض.

٢٩ - كامل الزيارات ص ١٩٢.

(١) في نسخة: الاستئذان، ( منه قده ).

(٢) ما بين القوسين ليس في المصدر.

(٣) في المصدر زيادة: مريض.

٣٠ - كامل الزيارات ص ١٨٩.

٢٤٥

شهدوا جنازته واستغفروا له إلى يوم القيامة ».

[١١٩٤١] ٣١ - وعن أبيه، عن سعد بن عبد الله ومحمد بن يحيى معا، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن إسماعيل، عن صالح بن عقبة، عن الحارث بن المغيرة، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: « إن لله ملائكة موكلين بقبر الحسينعليه‌السلام ، فإذا هم بزيارته الرجل أعطاهم الله ذنوبه، فإذا خطا محوها، ثم إذا خطا ضاعفوا له حسناته، فما تزال حسناته تضاعف حتى توجب له الجنة، ثم اكتنفوه وقدسوه، وينادون ملائكة السماء أن قدسوا زوار قبر حبيب حبيب الله » الخبر.

[١١٩٤٢] ٣٢ - وعن الحسين بن محمد، عن المعلى، عن أبي الفضل، عن ابن صدقة، عن المفضل بن عمر قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : « كأني والله بالملائكة قد زاحموا المؤمنين على قبر الحسينعليه‌السلام ، قال، قلت: فيتراؤون؟ قال: هيهات هيهات، قد لزموا والله المؤمنين، حتى أنهم ليمسحون وجوههم بأيديهم، قال، وينزل الله على زوار الحسينعليه‌السلام غدوة وعشية من طعام الجنة، وخدامهم الملائكة، لا يسأل الله عبد حاجه من حوائج الدنيا والآخرة إلا أعطاها إياه، قال، قلت: هذه والله الكرامة، قال: يا مفضل أزيدك؟ قلت: نعم سيدي، قال: كأني بسرير من نور قد وضع، وقد ضربت عليه قبة من ياقوتة حمراء مكللة بالجوهر(١) ، وكأني بالحسين بن عليعليهما‌السلام جالس على ذلك السرير، وحوله تسعون ألف قبة

__________________

٣١ - كامل الزيارات ص ١٣٢.

٣٢ - كامل الزيارات ص ١٣٦.

(١) في المصدر: بالجواهر.

٢٤٦

خضراء، وكأني بالمؤمنين يزورونه، ويسلمون عليه، فيقول الله عز وجل لهم: أوليائي سلوني فطالما أوذيتم، وذللتم، واضطهدتم، فهذا يوم لا تسألوني حاجة من حوائج الدنيا والآخرة إلا قضيتها لكم، فيكون أكلهم وشربهم من الجنة، فهذا والله الكرامة التي لا انقضاء لها، ولا منتهاها شئ(٢) ».

[١١٩٤٣] ٣٣ - وعن محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن علي بن محمد بن سالم، عن محمد بن خالد، عن عبد الله بن حماد، عن عبد الله الأصم، عن عبد الله بن بكير - في حديث طويل - قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : « إن الله اختار من بقاع الأرض ستة: البيت الحرام، والحرم، ومقابر الأنبياء، ومقابر الأوصياء، ومقابر(١) الشهداء، والمساجد التي يذكر فيها اسم الله، يا ابن بكير هل تدري ما لمن زار قبر أبي عبد الله الحسينعليه‌السلام إذ جهلة الجاهل؟ ما من صباح إلا وعلى قبره هاتف من الملائكة ينادي: يا باغي(٢) الخير أقبل إلى خالصة الله ترحل بالكرامة، وتأمن الندامة، يسمع أهل المشرق وأهل المغرب إلا الثقلين، ولا يبقى في الأرض ملك من الحفظة إلا عطف إليه عند رقاد العبد حتى يسبح الله عنده، ويسأل الله الرضى عنده، ولا يبقى ملك في الهواء يسمع الصوت إلا أجاب بالتقديس لله، فتشتد أصوات الملائكة فتجيبهم أهل السماء الدنيا، فتشتد أصوات الملائكة وأهل السماء الدنيا حتى تبلغ أهل السماء السابعة،

__________________

(٢) في المصدر: ولا يدرك منتهاها.

٣٣ - كامل الزيارات ص ١٢٥.

(١) في المصدر: مقاتل.

(٢) وفيه: يا طالب.

٢٤٧

فيسمع(٣) أصواتها النبيون فيترحمون ويصلون على الحسينعليه‌السلام ، ويدعون لمن أتاه ».

[١١٩٤٤] ٣٤ - وعن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن أحمد الرازي، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن الحسن بن محمد بن عبد الكريم، عن المفضل، عن جابر الجعفي قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام في حديث طويل: « فإذا انقلبت من عند قبر الحسينعليه‌السلام ، ناداك مناد لو سمعت مقالته لأقمت عمرك عند قبر الحسينعليه‌السلام ، وهو يقول: طوبى لك أيها العبد قد غنمت وسلمت، قد غفر لك ما سلف فاستأنف العمل، وذكر الحديث بطوله.

[١١٩٤٥] ٣٥ - وعن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن خالد البرقي، عن القاسم عن جده الحسن، عن أبي إبراهيمعليه‌السلام قال: « من خرج من بيته يريد زيارة قبر أبي عبد الله الحسين بن عليعليهما‌السلام ، وكل الله به ملكا فوضع إصبعه في قفاه فلم يزل يكتب ما خرج من فيه حتى يرد الحائر، فإذا دخل(١) من باب الحائر وضع كفه وسط ظهره، ثم قال له: أما ما مضى فقد غفر لك فاستأنف العمل ».

وعن أبيه وجماعة من مشايخه، عن سعد، مثله(٢) .

وعن محمد بن الحسن بن الوليد، عن محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، مثله(٣) .

__________________

(٣) وفيه فيسمع الله.

٣٤ - كامل الزيارات ص ٢٠٧.

٣٥ - كامل الزيارات ص ١٥٣.

(١) في المصدر: خرج.

(٢، ٣) نفس المصدر ص ١٩١.

٢٤٨

[١١٩٤٦] ٣٦ - وعن أبيه وجماعة من مشايخه، عن محمد بن يحيى العطار، عن حمدان بن سليمان، عن عبد الله بن محمد، عن منيع بن الحجاج، عن يونس بن عبد الرحمان، عن صفوان الجمال، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: « إن الرجل إذا خرج من منزله يريد زيارة قبر الحسينعليه‌السلام ، شيعه سبعمائة ملك من فوق رأسه، ومن تحته، وعن يمينه، وعن شماله، ومن بين يديه، ومن خلفه حتى ( يبلغوا به )(١) مأمنه، فإذا زارا لحسينعليه‌السلام ناداه مناد قد غفر لك فاستأنف العمل، ثم يرجعون(٢) مشيعين له إلى منزله، فإذا صاروا إلى منزله قالوا، نستودعك الله، فلا يزالون يزورونه إلى يوم مماته، ثم يزورون قبر الحسينعليه‌السلام في كلّ يوم، وثواب ذلك للرجل ».

[١١٩٤٧] ٣٧ - وعن محمد بن جعفر، بن الحسين، عن محمد بن الفضيل، عن محمد بن مضارب عن مالك الجهني، عن أبي جعفرعليه‌السلام ، قال: قال: « يا مالك إن الله تبارك وتعالى لما قبض الحسينعليه‌السلام ، بعث إليه أربعة آلاف ملك من الملائكة شعثا غبرا يبكونه إلى يوم القيامة، فمن زاره عارفا بحقه غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وكتب له حجة، ولم يزل محفوظا حتى يرجع إلى أهله، قال: فلما مات مالك، وقبض أبو جعفرعليه‌السلام دخلت على أبي عبد اللهعليه‌السلام فأخبرته بالحديث، فلما انتهيت إلى حجة قال: وعمرة يا محمد ».

__________________

٣٦ - كامل الزيارات ص ١٩٠.

(١) في المصدر: يبلغوه.

(٢) في المصدر زيادة: معه.

٣٧ - كامل الزيارات ص ١٩٢.

٢٤٩

[١١٩٤٨] ٣٨ - وعن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن إسماعيل، عن الخيبري، عن الحسين بن محمد القمي، عن الرضاعليه‌السلام قال: « من زار قبر الحسينعليه‌السلام بشط الفرات، كان كمن زار الله فوق عرشه ».

[١١٩٤٩] ٣٩ - وعن علي بن الحسين وجماعة من مشايخه، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عيينة بياع القصب، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: « من أتى ( قبر )(١) الحسينعليه‌السلام عارفا بحقه، كتبه الله في أعلى عليين ».

وعن محمد بن جعفر، عن محمد بن الحسين، عن أبي داود المسترق، عن عبد الله بن مسكان، عن بعض أصحابنا عنهعليه‌السلام مثله(٢) .

وعن محمد بن الحسن بن الوليد، عن محمد بن الحسن الصفار وسعد بن عبد الله، عن علي بن إسماعيل بن عيسى، عن محمد بن عمرو الزيات، عن ابن خارجة عنهعليه‌السلام مثله(٣) .

[١١٩٥٠] ٤٠ - وعن أبيه عن سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم والحسن بن علي بن فضال معا، عن ابن مسكان، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: « من أتى ( قبر )(١)

__________________

٣٨ - كامل الزيارات ص ١٤٧.

٣٩ - كامل الزيارات ص ١٤٧.

(١) أثبتناه من المصدر.

(٢) نفس المصدر ص ١٤٨.

(٣) كامل الزيارات ص ١٤٨.

٤٠ - كامل الزيارات ص ١٤٨.

(١) أثبتناه من المصدر.

٢٥٠

الحسينعليه‌السلام عارفا بحقه، كتب في عليين ».

وعن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن الحسن بن علي بن المغيرة، عن العباس بن عامر، بن أبان، عن ابن مسكان، مثله(٢) .

وعن أبيه وجماعة من مشايخه، عن سعد، عن الحسن، عن العباس، عن ( ربيع بن محمد المسلي )(٣) عن ابن مسكان، مثله(٤) .

[١١٩٥١] ٤١ - وبهذا الاسناد، عن سعد عن أحمد بن علي بن عبيد الجعفي، عن محمد بن أبي جرير القمي، قال: سمعت أبا الحسن الرضاعليه‌السلام يقول لأبي: « من زار الحسين بن عليعليهما‌السلام عارفا بحقه، كان من محدثي الله تعالى فوق عرشه، ثم قرأ:( إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ * فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ ) (١) ».

[١١٩٥٢] ٤٢ - وعن محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن علي بن محمد بن سليمان، عن محمد بن خالد، عن عبد الله بن حماد البصري، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قال لي: « إن عندكم - أو قال - في قربكم لفضيلة ما أوتي أحد مثلها، وما أحسبكم تعرفونها كنه معرفتها، ولا تحافظون عليها ولا على القيام بها، وأن لها لأهلا خاصة قد سموا لها وأعطوها بلا حول منهم ولا قوة، إلا ما كان من صنع الله لهم،

__________________

(٢) كامل الزيارات ص ١٤٨.

(٣) في المخطوط « ربيعة بن محمد المسلمي. وهو تصحيف والصحيح ما أثبتناه من المصدر ومعاجم الرجال »راجع معجم رجال الحديث ج ٩ ص ٢٢٩ و ج ٧ ص ١٧٤.

(٤) نفس المصدر ص ١٤٨ ح ١٠.

٤١ - كامل الزيارات ص ١٤١

(١) القمر ٥٤: ٥٤، ٥٥.

٤٢ - كامل الزيارات ص ٣٢٥.

٢٥١

وسعادة حباهم بها(١) ورحمة ورأفة وتقدم، قلت: جعلت فداك وما هذا الذي صفت ولم تسمه؟ قال: زيارة جدي الحسينعليه‌السلام ، فإنه غريب بأرض غربة، يبكيه من زاره، ويحزن له من لم يزره، ويحترق له من لم يشهده، ويرحمه من نظر إلى قبر ابنه عند رجليه في أرض فلاة - إلى أن قالعليه‌السلام : - قد أوحش قربه في الوحدة والبعد عن جده، والمنزل الذي لا يأتيه إلا من امتحن الله قلبه للايمان وعرفه حقنا، فقلت له: جعلت فداك قد كنت آتيه حتى بليت بالسلطان ( و )(٢) حفظ أموالهم، وأنا عندهم مشهور فتركت للتقية إتيانهعليه‌السلام ، وأنا أعرف ما في إتيانه من الخير، فقالعليه‌السلام : هل تدري ما فضل من أتاه، وماله عندنا من جزيل الخير؟ فقلت: لا، فقال: أما الفضل فيباهيه ملائكة السماء، وأما ماله عندنا فالترحم عليه كلّ صباح ومساء، ولقد حدثني أبيعليه‌السلام : أنه لم يخل مكانه منذ قتل من مصل يصلي عليه من الملائكة، أو من الجن، أو من الانس، أو من الوحش، وما من شئ إلا وهو يغبط زائره ويتمسح به، ويرجو في النظر إليه الخير لنظره إلى قبره ».

[١١٩٥٣] ٤٣ - وعن محمد بن جعفر، عن محمد بن الحسين، عن منيع، عن صفوان بن يحيى، عن صفوان الجمال، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: « أهون ما يكسب ( زائر الحسينعليه‌السلام )(١) في كلّ حسنة ألف ألف حسنة، والسيئة واحدة وأين الواحدة من ألف ألف؟ ثم قال: يا صفوان أبشر إن لله ملائكة معها قضبان من نور، فإذا أراد الحفظة أن

__________________

(١) في المصدر: الله لها.

(٢) في نسخة. في. - ( منه قده ).

٤٣ - كامل الزيارات ص ٣٣٠.

(١) في نسخة. ما يكسب الزاير. - ( منه قده )، وما أثبتناه من المصدر.

٢٥٢

تكتب على زائر الحسينعليه‌السلام سيئة، قالت الملائكة للحفظة: كفي، فتكف فإذا عمل الحسنة، قالت لها: اكتبي أولئك الذين يبدل اله سيئاتهم حسنات ».

[١١٩٥٤] ٤٤ - وحدثني من رفعه إلى أبي بصير، قال: سمعت أبا عبد الله و(١) أبا جعفرعليهما‌السلام يقولان: « من أحب أن يكون مسكنه ومأواه الجنة، فلا يدع زيارة المظلوم ».

[١١٩٥٥] ٤٥ - وعن أبيه ومحمد بن الحسن وعلي بن الحسين جميعا، عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن عيسى، عن صفوان، عن رجل، عن سيف التمار، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سمعته يقول: زائر الحسينعليه‌السلام مشفع يوم القيامة لمائة رجل، كلهم قد وجبت لهم النار ممن كان في الدنيا من المسرفين ».

[١١٩٥٦] ٤٦ - وعن الحسن بن عبد الله بن محمد بن عيسى، عن أبيه، عن الحسن بن محبوب، عن جويرية(١) بن العلا، عن بعض أصحابنا، قال: من سره أن ينظر إلى الله يوم القيامة، وتهون عليه سكرة الموت وهول المطلع، فليكثر زيارة قبر الحسينعليه‌السلام ، فإن زيارة الحسينعليه‌السلام زيارة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

[١١٩٥٧] ٤٧ - وعن محمد بن جعفر، عن خاله ابن أبي الخطاب، عن

__________________

٤٤ - كامل الزيارات ص ١٤١.

(١) في المصدر: أو.

٤٥ - كامل الزيارات ص ١٦٥.

٤٦ - كامل الزيارات ص ١٥٠.

(١) في المخطوط والحجرية. جويرة. وهو تصحيف، وصحته. جويرية. كما في المصدر ومعجم رجال الحديث ج ٤ ص ١٧٦ فراجع.

٤٧ - كامل الزيارات ص ١٥٠.

٢٥٣

الحسن بن محبوب، عن فضل بن عبد الملك أو عن رجل، عن فضل، عن أبي بصير، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: « إن زائر الحسين بن عليعليهما‌السلام ، زائر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ».

[١١٩٥٨] ٤٨ - وعن محمد بن جعفر، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن إسماعيل،(١) ( عن صالح بن عقبة )(٢) عن عبد الله بن هلال، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قلت: جعلت فداك ما أدنى ما لزائر الحسين(٣) عليه‌السلام ؟ قال: « يا عبد الله إن أدنى ما يكون له أن الله يحوطه(٤) في نفسه وماله(٥) حتى يرده إلى أهله فإذا كان يوم القيامة كان الله الحائط(٦) له ».

[١١٩٥٩] ٤٩ - محمد بن مسلم(١) بن أبي الفوارس في أربعينه: عن السيد الجليل فضل الله بن علي الحسيني، عن أبيه، عن المرتضى ابن الداعي

__________________

٤٨ - كامل الزيارات ص ١٣٣.

(١) في المخطوط. محمد بن صالح. وهو سهو والصحيح ما أثبتناه من المصدر ومعاجم الرجال، راجع معجم رجال الحديث ج ١٥ ص ٢٩٦.

(٢) أثبتناه من المصدر لاستقامة السند، راجع معجم الحديث ج ٩ ص ٧٦.

(٣) في المصدر: قبر الحسين.

(٤) في المصدر: يحفظه.

(٥) في المصدر: وأهله.

(٦) وفيه: الحافظ.

٤٩ - اليقين ص ٦٧ عن أربعين أبي الفوارس، وعنه في البحار ج ١٠١ ص ٦٢ ح ٤٠.

(١) هو من العامة ألا أنه السند كله من الخاصة - ( منه قده ).

٢٥٤

الحسيني، عن جعفر بن أحمد الموسوي، عن محمد بن علي بن شاذان، عن أحمد بن محمد بن يحيى، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن وهب بن وهب، عن جعفر بن محمد الصادق، عن أبيه، عن آبائهعليهم‌السلام ، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال: « ما خلق الله تعالى خلقا أكثر من الملائكة، وأنه لينزل من السماء كلّ مساء سبعون ألف ملك، يطوفون بالبيت ليلتهم، حتى إذا طلع الفجر انصرفوا إلى قبر النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فيسلمون عليه، ثم يأتون إلى قبر أمير المؤمنينعليه‌السلام فيسلمون عليه، ثم يأتون إلى قبر الحسن بن عليعليهما‌السلام فيسلمون عليه، ثم يأتون إلى قبر الحسين بن عليعليهما‌السلام فيسلمون عليه، ثم يعرجون إلى السماء قبل أن تطلع الشمس، ثم تنزل ملائكة النهار سبعون ألف ملك فيطوفون بالبيت الحرام نهارا(٢) ، حتى إذا غربت الشمس انصرفوا إلى قبر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فيسلمون عليه ثم يأتون قبر أمير المؤمنينعليه‌السلام ، فيسلمون عليه، ثم يأتون قبر الحسنعليه‌السلام فيسلمون عليه، ثم يأتون قبر الحسينعليه‌السلام فيسلمون عليه، ثم يعرجون إلى السماء قبل أن تغيب الشمس، والذي نفسي بيده أن حول قبره أربعة آلاف ملك شعثا غبرا يبكون عليه إلى يوم القيامة - وفي رواية - قد وكل الله تعالى بالحسينعليه‌السلام سبعين ألف ملك شعثا غبرا يصلون عليه كلّ يوم، ويدعون لمن زاره، ورئيسهم ملك، يقال: له منصور، فلا يزوره زائرا إلا استقبلوه، ولا ودعه مودع إلا شيعوه، ولا يمرض إلا عادوه، ولا ميت يموت إلا صلوا على جنازته، واستغفروا له بعد موته ».

__________________

(٢) في اليقين: نهارهم.

٢٥٥

[١١٩٦٠] ٥٠ - محمد بن المشهدي في مزاره: بإسناده عن الحسن بن محبوب، عن داود الرقي، عنهعليه‌السلام مثله، إلى قوله: قبل أن تغيب الشمس.

قال(١) : وروي أن الله تعالى يخلق من عرق زوار قبر الحسينعليه‌السلام ، من كلّ عرقة سبعين ألف ملك يسبحون الله ويستغفرون له ولزوار الحسينعليه‌السلام ، إلى أن تقوم الساعة.

٢٧ -( باب كراهة ترك زيارة الحسينعليه‌السلام )

[١١٩٦١] ١ - جعفر بن محمد بن قولويه في كامل الزيارة: عن محمد بن جعفر، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن إسماعيل، عن حنان قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : « زوروا قبر الحسينعليه‌السلام ولا تجفوه، فإنه سيد شباب أهل الجنة من الخلق، وسيد ( شباب )(١) الشهداء ».

[١١٩٦٢] ٢ - وعن محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن علي بن محمد بن سالم، عن محمد بن خالد، عن عبد الله بن حماد البصري، عن عبد الله بن عبد الرحمان الأصم، عن الحسين، عن الحلبي، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام - في حديث طويل - قلت: جعلت فداك، ما تقول فيمن ترك زيارته وهو يقدر على ذلك؟ قال: أقول: أنه قد عق رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وعقنا، واستخف

__________________

٥٠ - المزار ص ٤٧٢، وعنه في البحار ج ١٠١ ص ٦٣ ح ٤١.

(١) نفس المصدر ص ٥٩٥ وعنه في البحار ج ١٠١ ص ٣٥٧ ح ٣.

الباب ٢٧

١ - كامل الزيارات ص ١٠٩ ح ١، وعنه في البحار ج ١٠١ ص ١ ح ٢.

(١) ليس في المصدر.

٢ - كامل الزيارات ص ١٢٧ ح ٢، وعنه في البحار ج ١٠١ ص ٢ ح ٥.

٢٥٦

بأمر هوله، ومن زاره كان الله من(١) وراء حوائجه، وكفي ما أهمه من أمر دنياه، وأنه ليجلب الرزق على العبد، ويخلف عليه ما أنفق، ويغفر له ذنوب خمسين سنة، ويرجع إلي أهله وما عليه وزر ولا خطيئة إلا وقد محيت من صحيفته، فإن هلك في سفره نزلت الملائكة فغسلته، وفتح ( له باب إلى الجنة )(٢) يدخل عليه روحها حتى ينشر، وإن سلم فتح له الباب الذي ينزل منه الرزق(٣) » الخبر.

وعن محمد بن الحسن بن الوليد، عن الصفار، عن العباس بن معروف، عن الأصم، مثله(٤) .

[١١٩٦٣] ٣ - وعن أبيه ومحمد بن الحسن بن الوليد معا، عن الحسين بن سعيد، عن علي بن السخت، عن حفص المزني، عن عمرو بن بياض، عن أبان بن تغلب قال: قال لي جعفر بن محمدعليهما‌السلام : « يا أبان متى عهدك بقبر الحسينعليه‌السلام ؟ قلت: لا والله يا ابن رسول الله مالي به عهد منذ حين، قال: سبحان ربي(١) العظيم ( وبحمده )(٢) ، وأنت من رؤساء الشيعة ( تترك )(٣) زيارة الحسينعليه‌السلام لا تزوره، من زار الحسين

__________________

(١) في المصدر: له من.

(٢) في المصدر: أبواب الجنة.

(٣) في نسخة. رزقه. - ( منه قده ).

(٤) نفس المصدر ص ٣٣٧ ذيل الحديث ١٤، وعنه في البحار ج ١٠١ ص ٢ ح ٦.

٣ - كامل الزيارات ص ٣٣١.

(١) في نسخة. الله. ( منه قده ).

(٢) ليس في المصدر.

(٣) أثبتناه من المصدر.

٢٥٧

عليه‌السلام ، كتب الله له بكل خطوة حسنة، ومحا عنه بكل خطوة سيئة، وغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، يا أبان بن تغلب لقد قتل الحسين ( صلوات الله عليه )، فهبط على قبره سبعون ألف ملك شعث غبر يبكون عليه، وينوحون عليه إلى يوم القيامة ».

[١١٩٦٤] ٤ - وعن محمد بن عبد الله الحميري، عن أبيه، عن علي بن محمد بن سالم، عن محمد بن خالد، عن عبد الله بن حماد، عن الأصم، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام - في حديث له طويل - قال: أتاه رجل، فقال له: يا ابن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله هل يزار والدك؟ قال: فقال: « نعم - إلى أن قال - فما لمن تركه رغبة عنه؟ قال: الحسرة يوم الحسرة » الخبر.

[١١٩٥٦] ٥ - وعن ابن الوليد، عن الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أبي داود، عن سعد، عن أبي عمرو الجلاب، عن الحارث الأعور قال: قال عليعليه‌السلام . بأبي وأمي ( الحسين )(١) المقتول بظهر الكوفة ولكأني(٢) أنظر إلى الوحش مادة أعناقها على قبره، من أنواع الوحش يبكونه ويرثونه ليلا حتى الصباح، فإن كان ذلك فإياكم والجفا ».

__________________

٤ - كامل الزيارات ص ١٩٤.

٥ - كامل الزيارات ص ٢٩١.

(١) أثبتناه من المصدر.

(٢) في المصدر: والله لكأني.

٢٥٨

٢٨ -( باب استحباب زيارة النساء الحسين وسائر الأئمةعليهم‌السلام )

[١١٩٦٦] ١ - نوادر علي بن أسباط: عمن رواه، عن أحدهماعليهما‌السلام أنه قال: « يا زرارة ما في الأرض مؤمنة إلا وقد وجب عليها أن تسعد فاطمةعليها‌السلام ، في زيارة الحسينعليه‌السلام ».

[١١٩٦٧] ٢ - جعفر بن محمد بن قولويه في كامل: الزيارة عن جعفر بن محمد بن إبراهيم، عن عبد الله بن أحمد بن نهيك، عن ابن أبي عمير، عن الحسين الأحمسي، عن أم سعيد الأحمسية قالت: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن زيارة قبر الحسينعليه‌السلام ، فقال: تعدل حجة وعمرة، ومن الخير هكذا، وهكذا » وأومأ بيده.

[١١٩٦٨] ٣ - وعن أبيه، وعلي بن الحسين، ومحمد بن الحسن جميعا، عن سعد بن عبد الله، عن الحسن بن علي بن المغيرة، عن العباس بن عامر، عن أحمد بن رزق الغمشاني، عن أم سعيد الأحمسية، قالت: دخلت المدينة فاكتريت حمارا على أن أطوف على قبور الشهداء، فقلت: لا بل ابدأ بابن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فادخل عليه، فأبطأت على المكاري قليلا فهتف بي، فقال لي أبو عبد اللهعليه‌السلام : « ما هذا يا أم سعيد؟. قلت: جعلت فداك تكاريت حمارا لأدور(١) على قبر الشهداء

__________________

الباب ٢٨

١ - نوادر علي بن أسباط ص ١٢٣.

٢ - كامل الزيارات ص ١٥٨.

٣ - كامل الزيارات ص ١١٠.

(١) في نسخة: لأزور عليه، ( منه قده )

٢٥٩

قال: « فلا أخبرك بسيد الشهداء؟ » قلت: بلى، قال: « الحسين بن عليعليهما‌السلام » قلت: وإنه لسيد الشهداء؟ قال: « نعم ». قلت: فما لمن زاره؟ قال: « حجة وعمرة، ومن الخير هكذا وهكذا ».

[١١٩٦٩] ٤ - وعن أبيه ومحمد بن عبد الله الحميري معا، عن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن عبد الله بن القاسم الحارثي، عن عبد الله بن سنان، عن أم سعيد الأحمسية، قالت؟: دخلت المدينة فاكتريت البغل - أو البغلة - لأدور عليه في قبور الشهداء، قالت: قلت: ما أحد أحق أن أبدأ به من جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، قالت: فدخلت عليه، فأبطأت، فصاح بي ( صاحب البغل )(١) حبستنا عافاك الله، فقال ( لي )(٢) أبو عبد اللهعليه‌السلام : « كأن إنسانا يستعجلك يا أم سعيد؟. قلت: نعم جعلت فداك، إني اكتريت بغلا ( لأدور في )(٣) قبور الشهداء، فقلت: ما آتي أحدا أحق من جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، قالت: فقال: « يا أم سعيد فما يمنعك أن تأتي سيد الشهداء؟ » قالت: فطمعت أن يدلني على قبر عليعليه‌السلام فقلت: بأبي أنت وأمي ومن سيد الشهداء؟ قال: « الحسين بن فاطمةعليهما‌السلام ، يا أم سعيد من أتاه ببصيرة ورغبة فيه كان له حجة مبرورة وعمرة متقبلة، وكان له من الفضل هكذا وهكذا ».

[١١٩٧٠] ٥ - وعن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى

__________________

٤ - كامل الزيارات ص ١١٠.

(١) في المصدر: المكاري.

(٢) في أثبتناه من المصدر.

(٣) في المصدر: لأزور عليه.

٥ - كامل الزيارات ص ١٥٩.

٢٦٠

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

وقد تعلو على الرأس الذنابى

كما يعلو على النار الدخان.

ولو أن خطابنا مع غير الجاحظ من ذوي الشرف المتوجين بالمناقب لقلنا(١) عند مجاراتنا في ميادين الفخر وسيرنا(٢) في جدد الفخار.

علونا فلو مدت إلينا بنانها

يمين المناوي(٣) زايلتها المعاصم

وغلت بمجد من سنانا محلق

إذا ما يمين قيدتها الأداهم(٤)

مفاخر ميراث ومجد مؤثل

رفيع الذرى يشقى بهن المخاصم

ألا فلتقر عين النفاسة بعد ما

طما بحرنا المثعنجر(٥) المتلاطم(٦)

وتجف مغاني(٧) الجد في نيل بغية

تقاصر عنها السعي والسعي راغم.

وأما موافقة أصحاب معاوية له فلأنه داناهم في الأغراض وناسبهم في المقاصد ورضع هو وإياهم ثدي المحاب الفانية متفقين فصاروا يدا واحدة على الموافقات وعضدا في المكاثرات وارتفع مولانا صلوات الله عليه بمجده والتمح جلال الله تعالى في آفاق بصيرته وسعادة الدار الباقية بعين فكره ومهانة الدار الفانية بلطيف نقده فحمى منها نفسه وأتباعه والأغلب(٨) على الغرام بما صدهم عنه والأغزر(٩) على الشعف بما صانهم منه فأعرضوا عن مراسمه واعترضوه فيما دبرته فنون حكمه وقبيل(١٠)

__________________

(١) ن: لغلبنا.

(٢) ن: سبرنا.

(٣) ن: المبادي.

(٤) الاداهم: القيود.

(٥) المثعنجر: اكثر موضع ماء في البحر، من عثجر المطر اذا لم يكن له امساك.

(٦) ج: الملاطم.

(٧) ن: معاني. والمغاني: المنازل ( المنجد ).

(٨) ن: فالاغلب.

(٩) ن: ولا غرز - والغزر والغزارة: الكثرة ( المنجد ).

(١٠) ن: فقبيل.

٣٨١

جهلوا شرفه والمجد الرفيع تقصر عن تكييفه الحداق(١) وتخذل عن الوصول إلى سرائره الفطن فترى لذلك سهاها أبهى من ثواقبه وغياباتها أجلى من كواكبه.

وبعض يرى أن مناقبه خصم لمناصبه(٢) فيغار منه غيرة المرأة الشوهاء المسنة من الخرائد(٣) والمخشلب(٤) من الفرائد والكمال إذ ذاك لصاحبه والنقص على من لا يدانيه في مناقبه وشرف مذاهبه.

لا يوحش الربع المحلق شأوه(٥)

هجر البغاث(٦) محله وحماه

سقطت ونافاها فخارا شامخا(٧)

وأبى ارتفاعا أن تحل ذراه.

ثم أجرى الجاحظ حديث قول عمر رضوان الله عليه كانت بيعة أبي بكر فلتة وقى الله شرها(٨) وأطال الخطاب في ذلك بلفظ حليته الهذر وطبيعته الخداع ومزاجه النقص حاصله أن البيعة سميت فلتة إذ سلمت من انتقاض الأمور قال وهذه مكرمة لا يجوز أن يحبو بها خالق العباد إلا نبيا أو خليفة نبي(٩) .

فنن ذلك ولو شئنا لفننا مقابلة تفنينه(١٠) ألفاظ ومعاني لا تدانيها ألفاظه ولا تقرب منها معانيه لكن ذلك تضييع للوقت وشغل للنفوس

__________________

(١) ن: الحذاق.

(٢) ج: لمناجيه.

(٣) الخرائد: مفردها خريده، البكر التي لم تمس ( المنجد ).

(٤) ق ون: المخثلب. والمخشلب: الخرز ( لسان العرب ).

(٥) الشأو: الامد والغاية. ( المنجد ).

(٦) البغاث: طائر اصغر من الرخم، بطيء الطيران ( المنجد ).

(٧) ق: شاهقا.

(٨) العثمانية: ١٩٦.

(٩) العثمانية: ١٩٩.

(١٠) ن: تفننه.

٣٨٢

والجوارح عما هو أنفع منه.

ويقول لسان الجارودية وأنا أستغفر الله إذا حكيت قول خصمه لكن كما ذكرنا كلامه نذكر قواعد خصمه ليقوم العدل وتلوح وجوه المباحث قوله بعد ما أجبت عنه إن الذي جرى من حسم مواد الفساد يشكل بما أن الجارودية تقول إنه فتح باب اختلاف القلوب وتباين الآراء وتهييج العداوة والمنافرات واشتغال المسلمين بعض منهم ببعض عن أشد أعدائهم وأغلظ شانئيهم ولو أعطوا القوس راميها والسيف ربه وصدور المجالس أهاليها أمير المؤمنين صلوات الله عليه كان الخطر الذي أشار إليه زائلا وما بعد ذلك من فنون الفساد مفقودا إذ لو ملك زمام الرئاسة أولا ما اختلفت عليه الكلمة ولا شغبت(١) عليه الخصوم ولا نهضت إليه الكتائب لا نهدت إليه العصب ولا تعرض بما جرى من المخالفة لمراسمه عند ولايته أحد.

وكان ذلك فرع تبعيده عن المنصب وتأخيره عن الرتبة فطمع فيه من طمع وقوي عليه من قوي وكان أصل ذلك دفعه عن المقام وصرفه عن الرئاسة منزلا بعد منزل ومقاما بعد مقام.

وقد أسلفت شيئا يلحق بهذا ولو لم يكن إلا منع رسول الله عن كتب الصحيفة وأنها مانعة من الاختلاف بعده على ما رواه الخصوم لكفى وأن فتح باب الاختلاف كان عن المنع من كتب الصحيفة التي فرع كتابتها زوال الاختلاف.

وأما قوله إن الذي وقع من الفلتة لا يجوز أن يحبو به الله تعالى إلا نبيا أو خليفة نبي فإنه قول أبعد فيه ورد على عمر رضوان الله عليه بيانه قوله

__________________

(١) ق و ن: شغب.

٣٨٣

فمن عاد إلى مثلها فاقتلوه بعد قوله وقى الله شرها ومراده بذلك من بايع بيعة مثلها عن غير مشاورة واتفاق فاقتلوه.

لا وجه للكلام غير هذا عند من اعتبر فإن قال إن غير هذا لا يشابهها في وجه المصلحة فلذلك قال فاقتلوه قلت هذا ممنوع لأنه قال إلى مثلها والمثلية تمنع المخالفة في الصفات.

وأما أنه لا يجوز أن يهب الله تعالى مثل الذي جرى إلا لنبي أو خليفة نبي فإنه افتراء محض وحكم على الله تعالى بالباطل وما البرهان على أن الله تعالى لا يحبو بنعمة مع فرض كون ما وقع من جليل النعم غير أنبيائه وخلفاء أنبيائه وكم رحمات لله تعالى جليلة تعم العصاة والطائعين والجناة والصالحين والمتعففين والمتمردين(١) .

وذكر بعد هذا تقريرا يدفع به محذور قول عمر رضوان الله عليه وقى الله شرها بكونه لو ارتأى ما بعد وقوع شر(٢) .

وقد أجبنا عن هذا بأنه لا يدل على صواب ما وقع فإن قيل إن عليا كان مشغولا و(٣) هذا يرد عليكم فيما أسلفتم من كون الصواب كان في التعويل على عليعليه‌السلام .

فالجواب(٤) بما أنه لم يكن ضرورة إلى حضوره بل نقول أولى الناس برسول الله قرابته الأدنون بشرفهم(٥) وفضلهم وزهادتهم وروحهم علي بن أبي طالبعليه‌السلام وفي ذلك قطع لطمع كل طامع إذ هو مناسب

__________________

(١) ق: المتردّدين.

(٢) العثمانية: ١٩٦ - ٢٠٠.

(٣) لا توجد الواو في: ق.

(٤) ج: والجواب.

(٥) ق: شرفهم.

٣٨٤

للعوائد ومن أنصف عرف أنه لا يرد على ذلك وارد(١) ممن سمعه وفي هذا مانع لقوله إن هذه منزلة لا يجوز أن يهبها الله تعالى إلا لنبي أو خليفة نبي إذ بالذي(٢) أشرنا إليه كانت تنحسم(٣) مواد الانتشار ويرد الأمر إلى من هو أولى به في فنون خصائصه وقد ذكرنا التنبيه عليها ولكن الشر الذي خافه عمر رضوان الله عليه نشأ من دفع بني هاشم وغيرهم من بني عبد مناف وقريش والأنصار وجعل من جعل الأمر بخاصة نفسه من غير مشاورة.

ثم إن عمر رضوان الله عليه أثبت الشر وكلام الجاحظ يفيد أنه كان في الذي جرى دفع الشر وهذا غريب.

اعترض الجاحظ قول من قال إن أبا بكر احتج على الأنصار بالنسب وأنه لو كان للنسب حكم لكان بنو هاشم أولى بأنه إنما فعل ذلك قطعا للشغب(٤) وبما أنه بدأ أولا بترجيح جانب المهاجرين قال وقد دل أبو بكر في أول خطبة خطبها بني آدم وذكر منها بأن خيرهم من اتقى(٥) .

والذي يقول لسان الجارودية على هذا إن أحسم المواد للشغب لو ذكر بني هاشم فلو(٦) لم يكن غرضه إلا حسم مادة الشغب وقطع الأنصار عن الرتبة لذكر بني هاشم ولكنه عدل عنهم لغرضه رضوان الله عليه في الخلافة(٧) .

__________________

(١) ن: راد.

(٢) ق: الّذي.

(٣) ن: تحسم.

(٤) العثمانيّة: ٢٠٠.

(٥) العثمانية: ٢٠٢.

(٦) ق: ولو.

(٧) ق: اخلافه.

٣٨٥

وأما أنه رجح أولا الهجرة(١) فإن الجواب عنه بمثل ما أجبنا عن كونه ترك ذكر بني هاشم لأنهم جمعوا بين النسب والهجرة والفضل والجهاد وفنون أسباب التقدم.

ثم إنه بكلامه هذا يوهم أن الرواية بأن الأئمة من قريش لم يكن لها أصل وإلا فقد كان الجواب غير(٢) ما أجاب به وذلك طعن منه على أبي بكر رضوان الله عليه أو على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إذ الحاصل من الرواية الترجيح بالنسب القرشي.

وأما أنه رجح في أول خطبة خطبها التقوى فإنه شيء وقع بعد استقرار الأمور له وهو ترجيح للخيرية بالتقوى لا ترجيح للخلافة بالتقوى.

قال والعذر له في كونه ترك ذكر نفسه لأن تبريزه(٣) كان بينا على المهاجرين وفضله كان ظاهرا على السابقين(٤) .

قال والدليل على ذلك أنه لما روى للأنصار ما روى [ ما قالوا ](٥) فليكن غير أبي بكر(٦) -.

والذي يقول لسان الجارودية على هذا إنا قد أسلفنا ما يدل على خلافه وإن البهت مهين والمغالبة بالقحة(٧) سفالة وأما دليله على ما قال فغريب إذ الأنصار لما ديس سعد بن عبادة مقدمهم وحاق به الخطر اشتغلوا به عن كل مناظرة وعوجلوا عن رفع أو وضع كيف يكون الأتباع

__________________

(١) ن: بالهجرة.

(٢) ج: عين.

(٣) ن: تبريره.

(٤) العثمانية: ٢٠٣.

(٥) ما بين المعقوفتين لا يوجد في: ق.

(٦) العثمانية: ٢٠٣ منقول بالمعنى.

(٧) القحة: الجافية.

٣٨٦

والرئيس بحال القهر والمخاطرة وتكون الرعية المنتشرة وحدها بمقام المناظرة والمقاهرة هذا كلام ساقط جدا لا يصدر عن مدبر(١) ولا يرد عن مراقب.

قال وزعمت العثمانية أن أحدا لا ينال الرئاسة في الدين بغير الدين وتعلق في ذلك بكلام بسيط عريض(٢) من يملأ كتابه ويكثر خطابه بألفاظ منضدة وحروف مسددة كانت أو غير مسددة(٣) بيان ذلك:

إن الإمامية لا تذهب إلى أن استحقاق الرئاسة بالنسب فسقط(٤) جميع ما أسهب فيه الساقط ولكن الإمامية تقول إن كان النسب وجه الاستحقاق فبنو هاشم أولى به ثم علي أولاهم به وإن يكن بالسبب فعلي أولى به إذ كان صهر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وإن يكن بالتربية فعلي أولى به(٥) وإن يكن بالولادة من سيدة النساء فعلي أولى به وإن يكن بالهجرة فعلي مسببها بمبيته على الفراش فكل مهاجري بعد مبيته في ضيافته عدا رسول الله إذ الجميع في مقام عبيده وخوله وإن يكن بالجهاد فعلي أولى به وإن يكن بحفظ الكتاب فعلي أولى به وإن يكن بتفسيره فعلي أولى به على ما أسلفت وإن يكن بالعلم فعلي أولى به وإن يكن بالخطابة فعلي أولى به وإن يكن بالشعر فعلي أولى به.

قال الصولي فيما رواه كان أبو بكر شاعرا وعمر شاعرا وعلي أشعرهم(٦) .

__________________

(١) ن: متدبر.

(٢) ن: غرض.

(٣) العثمانية: ٢٠٤.

(٤) ق: فيسقط.

(٥) ما بين المعقوفتين لا يوجد في: ن.

(٦) ذكر ذلك ايضا ابن عساكر في ترجمة الامام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق: ٣ / ٢٩٦،

٣٨٧

وإن يكن بفتح أبواب المباحث الكلامية فعلي أولى به وإن يكن بحسن الخلق فعلي أولى به إذ عمر رضوان الله عليه شاهد به وإن يكن بالصدقات فعلي على ما سلف أولى به وإن يكن بالقوة البدنية فعلي أولى به بيانه باب خيبر وإن يكن بالزهد فعلي أولى به في تقشفه وبكائه وخشوعه وفنون أسبابه وتقدم إيمانه وإن يكن بما روي عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في فضله فعلي أولى به بيانه ما رواه ابن حنبل وغيره على ما سلف وإن يكن بالقوة الواعية فعلي أولى به بيانه قول النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إن الله أمرني أن أدنيك ولا أقصيك وأن أعلمك وتعي وحق على الله أن تعي(١) وإن يكن بالرأي والحكم فعلي أولى به بيانه شهادة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (٢) له على ما مضى بالحكمة وغير ذلك مما نبهنا عليه فيما مضى.

وإذا تقرر هذا بان معنى التعلق لمن يذكر النسب إذا ذكره ولهذا تعجب أمير المؤمنينعليه‌السلام حيث يستولى على الخلافة بالصحابة ولا يستولى عليها بالقرابة والصحابة.

ثم إني أقول إن أبا عثمان أخطأ في قوله إن أحدا لا ينال الرئاسة في الدين بغير الدين بيانه:

أنه لو تخلى صاحب الدين من السداد ما كان أهلا للرئاسة وهو منع أن ينالها أحد إلا بالدين والاستثناء من النفي إثبات حاضر في غير ذلك من صفات ذكرتها في كتابي المسمى بالآداب الحكمية متكثرة جدا ومنها ما هو

__________________

٢٩٧ بسنده عن الشعبي: كان ابو بكر يقول الشعر، وكان عمر يقول الشعر، وكان علي اشعر الثلاثة. وكذلك ذكره بهذا اللفظ البلاذري في انساب الاشراف: ٢ / ١٥٢.

(١) مرت الاشارة الى هذا الحديث: ص (٨٢).

(٢) لا توجد في: ق.

٣٨٨

ضروري ومنها ما هو دون ذلك.

ومن بغي عدو الإسلام أن يأتي متلفظا بما تلفظ به وأمير المؤمنينعليه‌السلام الخصم وتيجان شرفه المصادمة ومجد سؤدده المدفوع إذ هو صاحب الدين وبه قام عموده ورست قواعده وبه نهض قاعده وأفرغت على جيد الإسلام قلائده.

وأقول بعد هذا إن للنسب أثرا في الرئاسة قويا بيانه:

أنه إذا تقدم على أرباب الشرف النسبي من لا يدانيهم وقادهم من لا يقاربهم ولا يضاهيهم كانوا بالأخلق عنه نافرين آنفين بل إذا تقدم على أهل الرئيس الفائت غير عصبته وقادهم غير القريب الأدنى من لحمته كانوا بالأخلق عنه حائدين متباعدين وله قالين وذلك مظنة الفساد في الدين والدنيا وقد ينخرم هذا اتفاقا لكن المناط الظاهر هو ما إليه أشرت وعليه عولت.

وأقول إن القرآن المجيد لما تضمن العناية بالأقربين(١) من ذرية رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ومواددتهم كان ذلك مادة تقديمهم مع الأهلية التي لا يرجح غيرهم عليهم فيها فكيف إذا كان المتقدم(٢) عليهم لا يناسبهم فيها ولا يدانيها.

قال الثعلبي بعد قوله تعالى( قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ) (٣) بعد أن حكى شيئا ثم قال فأخبرني(٤) الحسين بن محمد قال

__________________

(١) ق: باقربين.

(٢) ق: المقدّم.

(٣) الشورى: ٢٣.

والآية كاملة: ( ذلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللهُ عِبادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ، قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيها حُسْناً إِنَّ اللهَ غَفُورٌ شَكُورٌ ) .

(٤) ن: اخبرني.

٣٨٩

حدثنا برهان بن علي الصوفي قال حدثنا محمد بن عبد الله(١) بن سليمان الحضرمي قال حدثنا حرب بن الحسن الطحان قال حدثنا حسين(٢) الأشقر(٣) عن قيس عن الأعمش عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال لما نزلت( قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ) قالوا يا رسول الله من قرابتك هؤلاء الذين أوجبت علينا مودتهم قال علي وفاطمة وابناهما(٤) .

وروى فنونا جمة غير هذا من البواعث على محبة أهل البيت فقال أخبرنا أبو حسان المزكي قال أخبرنا أبو العباس محمد بن إسحاق قال حدثنا الحسن بن علي بن زياد السري قال حدثنا يحيى بن عبد الحميد الحماني(٥) قال حدثنا حسين الأشقر قال حدثنا قيس قال حدثنا الأعمش عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال لما نزلت( قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ) فقالوا يا رسول الله من هؤلاء الذين أمرنا

__________________

(١) ق: بدله فيها ( محمد بن علي ).

(٢) ق: حسن.

(٣) ج: الاسفر.

(٤) وذكر الزمخشري في الكشاف في تفسير قوله تعالى:( قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ) قال: وروى انها لما نزلت، قيل: يا رسول الله من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم؟ قال: علي وفاطمة وابناهما.

وذكر ذلك ايضا الفخر الرازي في تفسيره: في تفسير الآية. واورد ايضا السيوطي في الدر المنثور: في تفسير الآية المذكورة قال: واخرج ابن المنذر وابن ابي حاتم والطبراني وابن مردويه عن طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: لما نزلت هذه الآية ( قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ) قالوا: يا رسول الله من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم؟

قال: علي وفاطمة وولداهما.

وذكره ايضا المحب الطبري في ذخائر العقبى: ص ٢٥ وقال: اخرجه احمد في المناقب.

وايضا ذكر ذلك الهيثمي في مجمع الزوائد: ٧ / ١٠٣ و ٩ / ١٦٨ وابن حجر في صواعقه: ص ١٠١ والشبلنجي في نور الابصار ص ١٠١ نقلا عن البغوي في تفسيره.

(٥) ن: الجماني.

٣٩٠

الله بمودتهم قال علي وفاطمة وولدهما(١) .

وقال أخبرنا أبو بكر بن الحرث قال حدثنا أبو السبح(٢) قال حدثنا عبد الله(٣) محمد بن زكريا قال أخبرنا إسماعيل بن يزيد قال حدثنا قتيبة بن مهران قال حدثنا عبد الغفور أبو الصباح عن أبي هاشم الرماني عن زاذان عن عليرضي‌الله‌عنه قال فينا في آل حم إنه لا يحفظ مودتنا إلا كل مؤمن ثم قرأ(٤) ( قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ) .

وقال الكلبي قل(٥) لا أسألكم على الإيمان جعلا إلا أن توادوا قرابتي(٦) وقد رأيت أن أذكر شيئا من الآي الذي يحسن أن تتحدث(٧) عنده.

[ و ](٨) تعلق(٩) بقوله تعالى( وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسانِ إِلاَّ ما سَعى ) (١٠) وليس هذا دافعا كون القرابة إذا كان ذا دين وأهلية(١١) أن يكون أولى من غيره وأحق ممن سواه بالرئاسة.

وتعلق بقول رسول الله لجماعة من بني عبد المطلب إني لا أغني عنكم من الله شيئا(١٢) وهي رواية لم يسندها عن(١٣) رجال ولم يضفها إلى كتاب.

__________________

(١) ن: وولدها.

(٢) ق: ابو الشبح.

(٣) ن: عبد الله بن محمد بن زكريا.

(٤) ن: اقرأ.

(٥) ج: قال.

(٦) الكشف والبيان: مخطوط.

(٧) ق ون: يتحدث.

(٨) لا توجد في: ج ون.

(٩) العثمانية: ٢٠٦.

(١٠) النجم: ٣٩.

(١١) ن: اهل.

(١٢) العثمانية: ٢٠٧.

(١٣) ق: الى.

٣٩١

ومما يرد عليها ما رواه الثعلبي قال وأخبرنا يعقوب بن السري قال أخبرنا محمد بن عبد الله الحفيد قال حدثنا عبد الله بن أحمد بن عامر قال حدثني أبي حديث(١) علي بن موسى الرضاعليه‌السلام قال حدثني(٢) أبي موسى بن جعفر قال حدثني أبي جعفر بن محمد قال حدثنا أبي محمد بن علي قال حدثنا أبي علي بن الحسين قال حدثنا أبي الحسين بن علي قال حدثنا أبي علي بن أبي طالبعليه‌السلام قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حرمت الجنة على من ظلم أهل بيتي وآذاني في عترتي ومن اصطنع صنيعة إلى أحد من ولد عبد المطلب ولم يجازه عليها فأنا جازيه(٣) به(٤) غدا إذا لقيني في القيامة(٥)

ومن كتاب الشيخ العالم - أبي عبد الله محمد(٦) بن عمران بن موسى المرزباني(٧) - فيما

__________________

(١) ن: حدثني.

(٢) لا توجد في: ق.

(٣) ن: اجازيه.

(٤) لا توجد في: ق.

(٥) الكشف والبيان: مخطوط.

وذكره ايضا الزمخشري في الكشاف في تفسير قوله تعالى ( قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ) الا انه فيه: فانا اجازيه عليها. وكذلك ذكره الشبلنجي في نور الابصار: ١٠٠، والمحب الطبري في ذخائر العقبى: ٢٠ باختلاف في اللفظ. وايضا في ذخائر العقبى: ١٩ من صنع الى احد من اهل بيتي معروفا فعجز عن مكافأته في الدنيا فانا المكافيء له يوم القيامة.

(٦) محمد بن عمران بن موسى بن سعيد بن عبيد الله المرزباني الخراساني الاصل البغدادي.

كاتب، راوية للاداب، كثير السماع ولد ببغداد في جمادى الآخرة سنة ٢٩٦ وقيل ٢٩٧ وحدث عن البغوي وابن دريد ونفطويه وغيرهم وروى عنه الصيمري وابو القاسم التنوخي وابو محمد الجوهري. توفي في ٢ شوال سنة ٣٨٤ ببغداد وتصانيفه كثيرة منها: « اخبار الشعراء » و « الاوائل في اخبار الفرس القدماء » و « الشباب والشيب » و « الزهد واخبار الزهاد » و « اشعار النساء » و « اخبار البرامكة ». انظر: سير اعلام النبلاء: ١٠ / ٢٥٩ وتاريخ بغداد: ٣ / ١٣٥ وفيات الاعيان: ٥ / ٩٥ معجم الادباء: ١٨ / ٢٦٨.

(٧) ن بزيادة: الذي صنفه.

٣٩٢

نزل من القرآن في أمير المؤمنين علي بن أبي طالبعليه‌السلام ما يشهد بتكذيب قصد الجاحظ ما حكايته:

ومن سورة النساء، حدثنا علي بن محمد قال حدثني الحسن(١) بن الحكم الجبري قال حدثنا حسن بن حسين قال حدثنا حيان(٢) بن(٣) الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس في قوله تعالى( وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسائَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحامَ ) الآية(٤) نزلت(٥) في رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأهل بيته وذوي أرحامه وذلك أن كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة(٦) إلا ما كان من سببه ونسبه( إِنَّ اللهَ كانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ) (٧) .

والرواية عن عمر رضوان الله عليه شاهدة(٨) بمعنى هذه الرواية حيث ألح بالتزويج عند أمير المؤمنين صلوات الله عليه(٩) .

__________________

(١) ن: الحسين.

(٢) ن: حبان.

(٣) ن: عن.

(٤) النساء: ١ -( يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ، وَخَلَقَ مِنْها زَوْجَها، وَبَثَّ مِنْهُما رِجالاً كَثِيراً وَنِساءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسائَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحامَ إِنَّ اللهَ كانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ) .

(٥) لا توجد في: ن وفيها: يعني حفيظا.

(٦) ما بين المعقوفتين لا يوجد في: ن.

(٧) ما نزل من القرآن في أمير المؤمنين: مخطوط.

(٨) لا توجد في: ن.

(٩) حلية الأولياء: ٧ / ٣١٤.

روى بسنده عن جابر: قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول: سمعت رسول الله صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم يقول: ينقطع يوم القيامة كل سبب ونسب الاّ سببي ونسبي. وفي مجمع الزوائد: ٩ / ١٧٣.

عن ابن عباس، انّ رسول الله صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم قال: كلّ سبب ونسب منقطع يوم القيامة الاّ سببي ونسبي. ورواه ايضا الهيثمي بطريق آخر، والمناوي في فيض القدير: ٥ / ٢٠ وفي ص ٣٥ باختلاف يسير. وروى الحاكم في مستدركه: ٣ / ١٥٨.

بسنده عن المسور بن مخرمة، انه بعث اليه حسن بن حسن عليه‌السلام يخطب ابنته فقال له:

٣٩٣

وتعلق(١) بقوله تعالى( وَاتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً وَلا يُقْبَلُ مِنْها شَفاعَةٌ وَلا يُؤْخَذُ مِنْها عَدْلٌ وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ ) (٢) .

أقول إن الجاحظ جهل أو تجاهل إذ هي في شأن الكافرين لا في

__________________

قل فليأتني في العتمة. قال: فلقيه فحمد الله المسور، واثنى عليه، ثمّ قال: اما بعد ايم الله ما من نسب ولا سبب ولا صهر احبّ اليّ من نسبكم وسببكم وصهركم، ولكن رسول الله صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم قال: فاطمة بضعة منّي، يقبضني ما يقبضها، ويبسطني ما يبسطها، وانّ الانساب يوم القيامة تنقطع غير نسبي وسببي وصهري، وعندك ابنتها ولو زوجتك لقبضها ذلك، فانطلق عاذرا له. والهيثمي في مجمعه: ٨ / ٢١٦.

عن ابن عباس قال: وتوفى ابن لصفيّة عمة رسول الله صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم، فبكت عليه، وصاحت، فاتاها النّبي صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم فقال لها: يا عمّة ما يبكيك؟

قالت: توفي ابني، قال: يا عمّة من توفي له ولد في الإسلام فصبر، بنى الله له بيتا في الجنّة فسكتت ثم خرجت من عند رسول الله صلّى الله عليه [ وآله ] وسلم فاستقبلها عمر بن الخطاب فقال: يا صفية قد سمعت صراخك ان قرابتك من رسول الله صلّى الله عليه ( وآله ) وسلّم لن تغني عنك من الله شيئا فبكت، فسمعها النبي صلّى الله عليه ( وآله ) وسلّم وكان يكرمها ويحبها، فقال: يا عمّة اتبكين وقد قلت لك ما قلت؟ قالت: ليس ذاك يا رسول الله استقبلني عمر بن الخطاب فقال: ان قرابتك من رسول الله صلّى الله عليه ( وآله ) وسلّم لن تغني عنك من الله شيئا، قال: فغضب النبي صلّى الله عليه ( وآله ) وسلّم وقال: يا بلال هجر بالصلاة فهجر بلال بالصلاة فصعد المنبر النبي صلّى الله عليه ( وآله ) وسلّم فحمد الله واثنى عليه ثم قال: ما بال اقوام يزعمون ان قرابتي لا تنفع. كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة الا سببي ونسبي فانها موصولة في الدنيا والآخرة. وذكره ايضا ابن حجر في صواعقه: ص ١٣٨، والمحب الطبري في ذخائر العقبي: ص ٦ بدون تصريح باسم عمر بن الخطاب. وذكر المتقي في كنز العمال: ١ / ٩٨.

قال: عن ابي سعيد قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه ( وآله ) وسلّم وهو يقول على المنبر: ما بال رجال يقولون: رحم رسول الله صلّى الله عليه ( وآله ) وسلّم لا تنفع يوم القيامة والله ان رحمي لموصولة في الدنيا والآخرة. وذكره ايضا في: ٨ / ٤٢ وقال: اخرجه ابو داود الطيالسي واحمد بن حنبل وعبد بن حميد وابو يعلى والحاكم وابن ابي شيبة عن ابي سعيد.

وذكره ايضا ابن حجر في صواعقه: ص ١٣٨.

(١) العثمانية: ٢٠٨.

(٢) البقرة: ٤٨.

٣٩٤

سادات المسلمين أو أقرباء رسول رب العالمين.

بيانه قوله تعالى( وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ )

وتعلق(١) بقوله تعالى( يَوْمَ لا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئاً ) (٢) ولم يتمم الآية تدليسا وانحرافا أو جهلا أو غير ذلك والأقرب بالأمارات الأول لأن(٣) الله تعالى تمم ذلك بقوله( وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ إِلاَّ مَنْ رَحِمَ اللهُ إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ) .

وخلصاء الذرية والقرابة مرحومون بالآي والأثر فسقط تعلقه مع أن هذا جميعه ليس داخلا في كون ذي الدين والأهلية لا يكون له ترجيح في الرئاسة وتعلق له بالرئاسة.

وتعلق(٤) بقوله تعالى( يَوْمَ لا يَنْفَعُ مالٌ وَلا بَنُونَ إِلاَّ مَنْ أَتَى اللهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ) (٥) وليس هذا مما يدخل في تقريره الذي شرع فيه وإن كان حديثا خارجا عن ذلك فالجواب عنه بما أن المفسرين أو بعضهم قالوا في معنى قوله تعالى( سَلِيمٍ ) أي لا يشرك(٦) وهذا صحيح.

وتعلق(٧) بقوله تعالى( اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْماً لا يَجْزِي والِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلا مَوْلُودٌ ) (٨) وليس هذا من الرئاسة الدنيوية في شيء

__________________

(١) العثمانية: ٢٠٨.

(٢) الدخان: ٤١.

(٣) ن: انّ.

(٤) العثمانية: ٢٠٨.

(٥) الشعراء: ٨٨ و ٨٩.

(٦) ن: لا شريك.

(٧) العثمانية: ٢٠٨.

(٨) لقمان: ٣٣.

( يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْماً لا يَجْزِي والِدٌ عَنْ وَلَدِهِ، وَلا مَوْلُودٌ هُوَ جازٍ عَنْ والِدِهِ )

٣٩٥

وبعد(١) فهو مخصوص بقرابة النبيعليه‌السلام بالأثر السالف عن الرضا.

وبعد فإن المفسرين قالوا عند قوله تعالى( عَسى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقاماً مَحْمُوداً ) (٢) قالوا(٣) الشفاعة وإذا كان الرسول شافعا في عموم الناس فأولى أن يشفع في ذريته ورحمه وكذا قيل في قوله تعالى( وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى ) (٤) إنها الشفاعة.

وتعلق(٥) بقوله تعالى( وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ ) (٦) وليس هذا مما حاوله من سابق تقريره في شيء.

وتعلق في قصة نوح وكنعان(٧) وليس هذا مما(٨) نحن فيه في شيء أين كنعان من سادات الإسلام.

وتعلق(٩) بقوله تعالى( لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) (١٠) وللإمامية في هذا

__________________

( شَيْئاً إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَياةُ الدُّنْيا وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللهِ الْغَرُورُ ) .

(١) ن بزيادة: هذا.

(٢) الاسراء: ٧٩.

( وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نافِلَةً لَكَ عَسى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقاماً مَحْمُوداً ) .

(٣) ج وق: قال.

(٤) الضحى: ٥.

(٥) العثمانية: ٢٠٨ و ٢٠٩.

(٦) المائدة: ٢٧.

والآية كاملة: ( وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبا قُرْباناً فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِما وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قالَ: لَأَقْتُلَنَّكَ قالَ: إِنَّما يَتَقَبَّلُ اللهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ) .

(٧) العثمانية: ٢٠٩ - ٢١٠.

(٨) ق: فيما.

(٩) العثمانية: ٢١٠.

(١٠) البقرة: ١٢٤( وَإِذِ ابْتَلى إِبْراهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِماتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قالَ إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً قالَ: وَمِنْ ذُرِّيَّتِي؟ قالَ: لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) .

٣٩٦

مباحث سديدة إذ قالوا من سبق كفره ظالم لا محالة فيما مضى فلا يكون أهلا للرئاسة فهذه واردة على الجاحظ لا له. ورووا(١) في شيء من ذلك الرواية من طرق(٢) القوم وساق ما لا صيور(٣) له فيما نحن بصدده.

وقال في تضاعيف ذلك ثم الدليل الذي ليس فوقه دليل قوله وعنده أصحاب الشورى وكبار المهاجرين - وجلة الأنصار وعليه العرب وهو موف على قبره ينتظر(٤) خروج نفسه لو كان سالم حيا لم(٥) يخالجني فيه شك(٦) .

وسالم مولى امرأة من الأنصار وكان حليفا لأبي حذيفة بن عتبة بمكة فلذلك كان يقال مولى أبي حذيفة(٧) .

والذي أقول على هذا إن الجاحظ أراد أن ينصر(٨) فخذل وأن يعرف فجهل بيانه أن أبا بكر رضوان الله عليه دفع الأنصار عن الرتبة بقوله إن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال الأئمة من قريش(٩)

__________________

(١) ن: وروي.

(٢) ن: طريق.

(٣) ج: صبّور، والصيور: منتهى الامر وعاقبته ( المنجد ).

(٤) ق: منتظر.

(٥) ق ون: ما.

(٦) في المصدر: ما تخالجني فيه الشك.

(٧) العثمانية: ٢١٧.

(٨) ن: ينتصر.

(٩) ذكره الطيالسي في مسنده حديث ٩٢٦ وتكملته: ما عملوا بثلاث. وحديث ٢١٣٣ عن انس بتكملة: اذا حكموا عدلوا، واذا عاهدوا وفوا، وان استرحموا رحموا، فمن لم يفعل ذلك منهم فعليه( لَعْنَةُ اللهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ) ، لا يقبل منهم صرف ولا عدل. وذكر الحديث السيوطي في الجامع الصغير: ١ / ١٢٤ وفيض القدير: ٣ / ١٨٩.

٣٩٧

وكان عمر رضوان الله عليه صاحب حله وعقده ومؤازرته ومعاضدته فأين الأئمة من قريش القاطعة للأنصار من قول عمر لو كان سالم حيا إلى آخره فليعتبر العاقل هذا فإنه من غريب الملازم على الجاحظ(١) .

وروى الجوهري أن عمر روى أن الأئمة من قريش عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وقد روى ابن حنبل في المسند حديثا متصلا بأبي رافع(٢) من متنه قال عمر(٣) لو أدركني أحد رجلين جعلت هذا الأمر إليه سالم مولى أبي حذيفة وأبو عبيدة بن الجراح(٤) .

وحكى الجاحظ أن عمر فرض لولده في ألفين ولأسامة في ألفين وخمسمائة وعلل بأن أسامة خير من عبد الله وزيد بن حارثة كان أحب إلى رسول الله من عمر(٥) .

وقال بعد هذا(٦) بعد أن أثنى على عمر - فهل يقدر(٧) أحد أن يحكي عن علي مثل الذي حكيناه عن عمر في التسوية أو شطره إذ أكثر ما رأينا في أيديكم عنه قوله إني قرأت ما بين دفتي المصحف فلم أجد فيه لبني إسماعيل على بني إسحاق فضلا فهذا قول إن قاله(٨) فليس فيه دليل على أنه أراد به الطعن على عمر وإظهار خلافه لأن عليا قد ملك الأرض أكثر من

__________________

(١) ن بزيادة: بل قد روى الجوهري ...

(٢) ن: بابن ابي رافع.

(٣) ن بزيادة: الواقدي.

(٤) مسند احمد بن حنبل: ١ / ٢٠.

وذكره ابن سعد في طبقاته: ٣ / ٢٤٨ وابو عمر في الاستيعاب: ٢ / ٥٦١.

(٥) العثمانية: ٢١٦.

(٦) ن بزيادة: و.

(٧) ن: يقدم.

(٨) في المصدر بزيادة: على.

٣٩٨

خمس حجج(١) فلو كان رأيه في خلاف عمر على ما يصفون وكان عمر عنده لا يرى التسوية في العطاء(٢) لقد كان غير دواوين عمر(٣) .

والذي أقول على هذا إني أراه كلاما مختلا(٤) بني على أنه فضل أسامة على ابنه ثم شرع يذكر أنه كان يسوي.

وأما قوله فهل يقدر أحد أن يحكي عن علي مثل الذي حكيناه عن عمر أو شطره فإن الجواب عنه نعم نقدر أن نحكي من تسوية أمير المؤمنينعليه‌السلام وعدله ما لا مدفع(٥) عنه بشهود ثلاثة:

الأول: رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في قوله إن الحق مع علي

الثاني: سيرته نقل ذلك من لا يتهم

الثالث: قول عمر إن ولوها الأجيلح حملهم على المحجة.

وأما حكايته عن أمير المؤمنينعليه‌السلام أنه لا يفضل ولد إسماعيل على ولد إسحاق فليس منافيا لتقرير عدل عمر ولا مثبتا له وقد كان ينبغي أن يحكي عن الإمامية(٦) الطعن بهذا على عمر ثم تنازعهم(٧) في مدلوله.

وأما قوله إن عليا كان يغير دواوين عمر عند مخالفته له في التدبير فقول ساقط إذ ما كل مراد مفعولا ولا كل قول مقبولا وقد كان أمير المؤمنينعليه‌السلام نهى عن التراويح ومعه سنة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم

__________________

(١) في المصدر: اكثر الارض خمس حجج.

(٢) ن: العلماء.

(٣) العثمانية: ٢١٨.

(٤) ق: مخلا.

(٥) ن: يدفع.

(٦) ق: الامام.

(٧) ن: ينازعهم.

٣٩٩

وخالفه من خالفه في ذلك فكيف إذا جاء إلى قوم وقد رضعوا ثديا يريد أن يفطمهم منه ويرفع شفاههم عنه.

وصادم أهل الإمامة بكونهم يوجبون الإمامة بالقرابة ويقولون إن عليا قال إن ولد إسماعيل وإسحاق سواء(١) .

والذي أقول على هذا إنه بهتان إذ الإمامية لا تجعل الإمامة ميراثا كالأموال وأما قوله إن ولد إسماعيل وإسحاق سواء فأراد أنه لا فضل لأحد على أحد بشيء إلا بالتقوى وهذا حق.

قال وكيف غضبتم على عمر لأنه فضل قريشا على العرب والعرب على العجم ولم تغضبوا على أنفسكم حين فضلتم بني عبد المطلب على بني هاشم(٢) وساق الكلام وهذا كلام ساقط دال على جهل قائله إذ كان ينبغي أن يكون معكوسا وهو تفضيل(٣) بني هاشم على ولد عبد المطلب وهو أيضا غلط لأن هاشما لم يعقب إلا من عبد المطلب ومن أسد في فاطمة بنت أسد أم عليعليه‌السلام إذ يكون الحاصل منه إنا نفضل عبد المطلب على بنيه ويلزم على صورة ما قال أن نكون(٤) مفضلين(٥) عبد المطلب وأسد على بني عبد المطلب على التقديرين معا فإن هذا الإطلاق في الدعوى علينا كذب.

وأما وجه الإشكال على أصحاب الإمامة فإنه غلط لأن أرباب الإمامة إذا فضلوا بني هاشم على غيرهم فإنما يفضلونهم بالنسب لا في قسمة أموال

__________________

(١) العثمانية: ٢١٩.

(٢) العثمانية: ٢١٩.

(٣) ق: يفضّل.

(٤) ج وق: يكون.

(٥) ج وق: مفضلي.

٤٠٠

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534