بناء المقالة الفاطمية في نقض الرسالة العثمانية

بناء المقالة الفاطمية في نقض الرسالة العثمانية11%

بناء المقالة الفاطمية في نقض الرسالة العثمانية مؤلف:
المحقق: السيد علي العدناني الغريفي
تصنيف: مفاهيم عقائدية
الصفحات: 534

بناء المقالة الفاطمية في نقض الرسالة العثمانية
  • البداية
  • السابق
  • 534 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 183921 / تحميل: 6998
الحجم الحجم الحجم
بناء المقالة الفاطمية في نقض الرسالة العثمانية

بناء المقالة الفاطمية في نقض الرسالة العثمانية

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

حسوا في ارتغاء(١) من بغضه أمير المؤمنين صلوات الله عليه ومع الإضراب عن هذا فسوف يأتي الكلام(٢) في نصرة أمير المؤمنين رسول الله ونصرة غيره له.

وادعى أن أبا بكر ضرب على إسلامه وليس المفتون كالوادع قال الله تعالى( وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ ) (٣) .

وبنى الناصب على أن المراد بالفتنة العنت والأذى متعرضا بأمير المؤمنينعليه‌السلام (٤) .

والجواب عن ذلك بما أن هذا شيء لا تعلق له بتقدم الإسلام ولا بشرف إسلام هذا من إسلام ذاك إذ الذي يدعي وقوعه من الضرب كان بعد الإسلام لا معه وما ثبت أيضا وهو متهم في حكايته وروايته فإذن هذا من باب المفاخرة خاصة مقطوع عما نحن وهو فيه.

والجواب عنه مع ثبوته وثبوت مرتبة له بذلك بما أن إسلام أبي بكر رضوان الله عليه كان فرعا لإسلام أمير المؤمنينعليه‌السلام وليس ببعيد أن يحث المقتبل الكهل على فعل المحاسن واعتماد الفضائل إذ يقول الشيخ كيف يصلح لي أن أسبق وأنا ذو سن وأغلب وأنا(٥) ذو حنكة يغلبني الأحداث ويتقدمني الناشئون.

__________________

(١) الحسو: الشرب شيئا فشيئا، الارتغاء: شرب الرغوة وهي زبد اللبن وهو مثل يضرب لمن يظهر طلب القليل ويسر أخذ الكثير.

(٢) ص: (٥٩).

(٣) البقرة: ١٩١.

(٤) العثمانية: ٢٩.

(٥) أضفنا الكلمة ليستقيم الكلام، وفي ن: وكان هو ذا حنكة يأبى أن يغلبه الأحداث ويتقدمه الناشئون.

٨١

وإذا كان الأمر كذا فمناسب أن يكون لإسلام أمير المؤمنينعليه‌السلام حصة في إسلام أبي بكر رضوان الله عليه ومهما حصل به من ثواب الإسلام وتوابع ذلك كان له فيه النصيب الأوفر اعتبارا بما أنه كان الأصل بما وصل إليه.

ومن المنقول: من سن سنة حسنة كان له أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة(١) وكذا نقول في إسلام غيره من الصحابة والتابعين ومن يتلوهم من المسلمين.

وأرى كلام الجاحظ حاصله أن أبا بكر رضوان الله عليه ذو ثواب فيما وصل إليه من الضرب أو بكونه لم يرجع عن الإسلام ولم يحد عنه.

والأول غير مفضل له على أمير المؤمنين وغيره من الهاشميين إذ حصل لهم من المتاعب وحصر قريش لهم في الشعب والترهيب ما يرجح على ذلك إذ كانوا معرضين للموت جوعا أو غير جوع وهو من أشد المجاهدات.

وقد بذل أمير المؤمنين صلوات الله عليه نفسه في مرضاة الله وأثنى عليه في قوله تعالى( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ ) (٢) رواه من لا يتهم للإمامية بل هو إلى التهمة عليهم أقرب أبو إسحاق الثعلبي(٣) في كتابه

__________________

(١) مسند احمد بن حنبل: ٤ / ٣٦٢، سنن ابن ماجة ١ / ٩٠ سنن الدارمي: ١ / ١٣٠ باختلاف في اللفظ يسير.

(٢) البقرة: ٢٠٧.

(٣) أبو اسحاق احمد بن محمد بن ابراهيم الثعلبي النيسابوري، المفسر المشهور، كان أوحد زمانه في علم التفسير، حدث عن أبي طاهر بن خزيمة والامام أبي بكر بن مهران المقريء، وكان كثير الحديث، كثير الشيوخ، توفى سنة سبع وعشرين وأربعمائة وقيل غير ذلك، انظر: وفيات الأعيان: ١ / ٧٩، معجم الأدباء: ٥ / ٣٦، النجوم الزاهرة: ٤ / ٢٨٣.

٨٢

كشف البيان(١) وأن أمير المؤمنين آثر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بعمره وما ثبت ذلك لغيره عند ضربه مثبتا له ثوابا يشهد له(٢) لسان كلام(٣) الكتاب العزيز وإن كان يريد بالفضيلة كونه لم يرجع عن الإسلام فلا ينبغي أن يوصف عين من أعيان الصحابة بالمبالغة في أنه ما ارتد عند ضرب وقد صبر على ذلك غيره أو أشد منه ممن صبر.

وأما تفسير مبغض أمير المؤمنينعليه‌السلام الفتنة بالأذى والعنت فإنه إن كان ما عرف ما ذكر أهل التفسير في ذلك فهو ناقص جدا إذ كان بمقام الغفلة عن اعتبار معاني كتاب الله تعالى خائضا في تفسيره برأيه بانيا له على غير أسه وملعون على ما روي(٤) من فسر القرآن برأيه.

وروى الواحدي(٥) بإسناده المتصل عن ابن عباس عن رسول الله ص

__________________

(١) الكشف والبيان في تفسير القرآن: مخطوط.

ولقد روى نزول هذه الآية في شأن مولانا أمير المؤمنين عليه‌السلام جماعة من أعلام القوم غير الثعلبي ونحن نذكر قسما منهم بذكر مصادرها:

تفسير الطبري: ٩ / ١٤٠، مسند احمد بن حنبل: ١ / ٣٣١ ضمن حديث ساقه عن ابن عباس، مستدرك الصحيحين: ٣ / ٤، تلخيص المستدرك ٣ / ٤، مناقب الخوارزمي: ٧٤ تفسير الفخر الرازي: ٥ / ٢٢٣ اسد الغابة: ٤ / ٢٥ تذكرة الخواص: ص ٢٠٨ كفاية الطالب: ص ١١٤، الجامع لأحكام القرآن: ٢ / ٣٧٧، تفسير النيشابوري ( المطبوع بهامش تفسير الطبري: ٢ / ٢٠٨، البحر المحيط: ٢ / ١١٨ الفصول المهمّة: ص ٣٠، حبيب السّير: ٢ / ١٢ تفسير روح المعاني: ٢ / ٨٣، ينابيع المودّة: ص ٩٢.

(٢) ن: به.

(٣) لا توجد في: ن.

(٤) ما بين المعقوفتين لا يوجد في: ج وق.

(٥) هو ابو الحسن علي بن احمد بن محمد بن علي بن متويه الواحدي المتوي، صاحب التفاسير المشهورة: كان استاذ عصره في النحو والتفسير، منها: « البسيط » في تفسير القرآن الكريم، وكذلك « الوسيط » و « الوجيز »، و « اسباب النزول » وغيرها من الكتب.

وكان الواحدي المذكور تلميذ الثعلبي صاحب تفسير « الكشف والبيان »، وعنه اخذ علم

٨٣

قال من قال في القرآن بغير علم فليتبوأ مقعده من النار(١) .

وإن ادعى فيه عن المفسرين النقل فهو بعيد إذ المفسرون فسروا الآية بأن المراد من الفتنة الكفر. فسره الثعلبي(٢) والواحدي(٣) إذ الكفار عيروا المسلمين بالقتل في الشهر الحرام فقال الله تعالى( وَالْفِتْنَةُ ) التي أنتم عليها من الكفر( أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ ) في الشهر الحرام في قصة معروفة جرت وكيف يتقدر أن يقول إله العالم إن شيئا مما كان يجري من أذى المسلمين أعظم من القتل.

قال مبغض أمير المؤمنين صلوات الله عليه فلو كان علي بن أبي طالب قد ساوى أبا بكر في الإسلام لقد كان فضله أبو بكر بأن أعتق من المعذبين المفتونين بمكة وأنه كان يلقى الأذى مدة المقام بمكة وعلي وادع(٤) .

أقول إنا قد بينا ما جرى لبني هاشم من الأذى الشديد والخوف القاهر وبذل أمير المؤمنين نفسه فكيف يكون وادعا من هذا سبيله هذا بغض صريح من أبي عثمان لأمير المؤمنينعليه‌السلام فالوعيد المناط

__________________

التفسير، وتوفي عن مرض طويل في جمادى الآخرة سنة ثمان وستين وأربعمائة بمدينة نيسابور.

انظر: وفيات الاعيان: ٣ / ٣٠٣ وأنباه الرواة: ٢ / ٢٢٣.

(١) ما ورد في المصدر هو:

عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه [ وآله ] وسلم -: اتقوا الحديث الا ما علمتم، فانه من كذب عليّ متعمدا فليتبوأ مقعده من النار، ومن كذب على القرآن من غير علم فليتبوأ مقعده من النار، انظر أسباب النزول: ٤.

(٢) الكشف والبيان: مخطوط.

(٣) اسباب النزول: ٣٥، ٣٦.

(٤) العثمانية: ٣٠.

٨٤

بالكافرين(١) لاحق به لا محالة إذ بغضته(٢) بما ثبت في الصحيح عند القوم كفر(٣) .

وأما أن أبا بكر رضوان الله عليه أعتق من المعذبين من أعتق فمما لم يثبت برهانه ولو ثبت فإنه فرق بين من أعتق شخصا أو شخصين من الأذى الدنيوي وبين من أعتق من لا يحصى من العذاب الأخروي الأبدي إذ بأمير المؤمنين قامت دعائم الإسلام وقعدت قوائم الشرك وقد تأتي الرواية بك يهتدي المهتدون بعدي وتقرير المعنى منها(٤) .

وذكر شانئ أمير المؤمنينعليه‌السلام حديث الغار(٥) وهذا غير ما نحن فيه وقد سلف تقرير ذلك وسيأتي الكلام عليه إن شاء الله تعالى.

وادعى أن جماعة أسلموا على يده منهم خمسة من أصحاب الشورى وكلهم يفي بالخلافة وهم أكفاء علي ومنازعوه الرئاسة والإمامة فقد أسلم على يده أكثر ممن أسلم بالسيف لأن هؤلاء أكثر من جميع الناس(٦) .

والذي أقول على شانئ أمير المؤمنين صلوات الله عليه ثم عدو الله إنه شرع معظما الجماعة المشار إليهم من أصحاب الشورى وإن كلهم يفون بالخلافة فإن الذي يقال عليه إن الشورى ليست فخرا دينيا لمن كان داخلا فيها.

__________________

(١) اشارة الى قوله تعالى:( إِنَّ اللهَ لَعَنَ الْكافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيراً ) الاحزاب: ٦٤ وغيره المتضمن لهذا المعنى.

(٢) ن: بغضه.

(٣) تقدمت الاشارة الى قسم منها ص: (١٩).

(٤) ص: (٧٠).

(٥) العثمانية: ٤٣.

(٦) العثمانية: ٣٢.

٨٥

فإن قيل لو لم يكونوا أرباب خصائص ما عول عمر عليهم قلنا هذا ليس دالا على فضيلة باطنة توازي فضيلة(١) من شهد له الخصم بصلاح الباطن وشهد له النبيعليه‌السلام بأن الشاك فيه بائر وسوف يأتي الحديث في هذا(٢) بفصه(٣) عند الحاجة إليه(٤) .

ويقول لسان الجارودية(٥) إن إدخال من أدخل في الشورى إنما يثبت فضلهم لو كان المدخل لهم رسول الله أو من لا يتهم في تدبيره بوجه من الوجوه وأين ذاك أضربنا عن هذا فإن المدخل لهم في الشورى عابهم وتنقصهم(٦) .

__________________

(١) لا توجد في: ق.

(٢) ما بين المعقوفتين لا يوجد في: ن.

(٣) ن: نقصّه.

(٤) ص: (٣٩).

(٥) الجارودية اصحاب أبي الجارود، يذهبون الى أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله نص على عليعليه‌السلام بالوصف دون التسمية والامام بعده علي والناس قصّروا حيث لم يتعرفوا الوصف ولم يطلبوا الموصوف وانما نصبوا أبا بكر باختيارهم فكفروا بذلك. واختلفت الجارودية فساق بعضهم الامامة من عليعليه‌السلام الى الحسن ثم الى الحسين ثم الى علي بن الحسين ثم الى زيد بن علي ثم منه الى الامام محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسين وقالوا بامامته ثم اختلفوا فمنهم من قال انه لم يقتل وهو بعد حي وسيخرج فيملأ الأرض عدلا ومنهم من أقر بموته وساق الامامة الى محمد بن القاسم بن علي بن الحسين بن علي بن صاحب الطالقان ومنهم من قال بامامة يحيى بن عمر صاحب الكوفة وقد قتل في أيام المستعين، الملل والنحل ١ / ١٦٣ و ١٦٤.

(٦) ذكر ابن ابي الحديد في شرح النهج: ١ / ١٨٥.

ان عمر لما طعنه ابو لؤلؤة، وعلم انه ميت، استشار فيمن يولّيه الأمر بعده فأشير عليه بابنه عبد الله، فقال: لاها الله اذا لا يليها رجلان من ولد الخطاب، حسب عمر ما حمّل، حسب عمر ما احتقب، لاها الله لا اتحملها حيا وميتا.

ثم قال: ان رسول الله مات وهو راض عن هذه الستة من قريش: علي، وعثمان، وطلحة، والزبير وسعد، وعبد الرحمن بن عوف، وقد رأيت أن أجعلها شورى بينهم ليختاروا لأنفسهم.

ثم قال: ان استخلف فقد استخلف من هو خير مني - يعني أبا بكر - وان أترك فقد ترك من هو خير مني - يعني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله -.

٨٦

__________________

ثم قال: ادعوهم لي، فدعوهم فدخلوا عليه وهو ملقى على فراشه يجود بنفسه، فنظر اليهم فقال: أكلكم يطمع في الخلافة بعدي! فوجموا، فقال لهم ثانية، فأجابه الزبير وقال: وما الذي يبعدنا منها؟ ولّيتها انت فقمت بها ولسنا دونك في قريش ولا في السابقة ولا في القرابة.

فقال عمر: أفلا أخبركم عن أنفسكم؟ قال: قل: فانّا لو استعفيناك لم تعفنا. فقال: أما أنت يا زبير فوعق لقس ( أ ) مؤمن الرضا، كافر الغضب، يوما انسان ويوما شيطان، ولعلها لو أفضت اليك ظلت يومك تلاطم بالبطحاء على مدّ من شعير، أفرأيت أن افضت اليك فليت شعري، من يكون للناس يوم تكون شيطانا، ومن يكون يوم تغضب؟ وما كان الله ليجمع لك أمر هذه الامة وأنت على هذه الصفة.

ثم أقبل على طلحة - وكان له مبغضا منذ قال لأبي بكر يوم وفاته ما قال في عمر - فقال له: أقول أم أسكت؟ قال: قل، فانك لا تقول من الخير شيئا قال: أما اني أعرفك منذ اصيبت اصبعك يوم أحد والبأو ( ب ) الذي حدث لك، ولقد مات رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلّم ساخطا عليك بالكلمة التي قلتها يوم انزلت آية الحجاب.

قال شيخنا أبو عثمان الجاحظ: الكلمة المذكورة، ان طلحة لما انزلت آية الحجاب قال بمحضر ممن نقل عنه الى رسول الله - صلى الله عليه ( وآله ) وسلّم - ما الذي يغنيه حجابهن اليوم، وسيموت غدا فننكحهنّ، قال ابو عثمان أيضا: لو قال لعمر قائل: انت قلت: ان رسول الله - صلى الله عليه ( وآله ) وسلّم - مات وهو راض عن الستة، فكيف تقول الآن لطلحة انه مات عليه‌السلام ساخطا عليك للكلمة التي قلتها؟ لكان قد رماه بمشاقصة ولكن من الذي كان يجسر على عمر ان يقول له ما دون هذا. فكيف هذا.

قال: ثم اقبل على سعد بن ابي وقاص فقال: انما أنت صاحب مقنب ( ج ) من هذه المقانب، تقاتل به وصاحب قنص وقوس واسهم وما زهرة والخلافة وامور الناس.

ثم أقبل على عبد الرحمن بن عوف فقال: وأما أنت يا عبد الرحمن فلو وزن نصف ايمان المسلمين بايمانك لرجح ايمانك به، ولكن ليس يصلح هذا الأمر لمن فيه ضعف كضعفك، وما زهرة وهذا الأمر.

ثم اقبل على علي عليه‌السلام فقال: لله انت لو لا دعابة فيك، أما والله لأن ولّيتهم لتحملنّهم على الحق الواضح، والمحجة البيضاء.

ثم اقبل على عثمان، فقال: هيها اليك، كأني بك قد قلدتك قريش هذا الأمر لحبها اياك، فحملت بني امية وبني أبي معيط على رقاب الناس وآثرتهم بالفيء، فسارت اليك عصابة من ذؤبان العرب، فذبحوك على فراشك ذبحا، والله لان فعلوا لتفعلن، ولأن فعلت ليفعلن ثم أخذ بناصيته فقال: فاذا كان ذلك فاذكر قولي، فانه كائن.

٨٧

أضربنا عن هذا(١) فإن الذي نحن فيه حال الإسلام وتقدمه

__________________

ثم قال ابن أبي الحديد: ذكر هذا الخبر كله شيخنا أبو عثمان في كتاب ( السفيانية ) وذكره جماعة غيره في باب فراسة عمر.

وايضا ذكر ابن أبي الحديد المعتزلي في شرح النهج: ١٢ / ٢٥٨ عن محمد بن سعد عن الواقدي، عن محمد بن عبد الله الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن ابن عباس، قال: قال عمر: لا أدري ما اصنع بامة محمد - صلى الله عليه ( وآله ) وسلم -؟ وذلك قبل أن يطعن، فقلت: ولم تهتم وأنت تجد من تستخلفه عليهم؟ قال: أصاحبكم؟ - يعني عليا قلت نعم هو لها أهل، في قرابته من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وصهره وسابقته وبلاءه، قال: ان فيه بطالة وفكاهة، فقلت: فأين أنت من طلحة؟ قال: فاين الزهو والنخوة! قلت: عبد الرحمن؟ قال: هو رجل صالح على ضعف فيه، قلت: فسعد؟ قال: ذاك صاحب مقنب وقتال لا يقوم بقرية لو حمل أمرها، قلت: فالزبير؟ قال: وعقة لقس ( د )، مؤمن الرضا كافر الغضب، شحيح، وأن هذا الأمر لا يصلح الا لقوي في غير عنف، رفيق في غير ضعف، وجواد في غير سرف، قلت: فأين أنت عن عثمان؟ قال: لو وليها لحمل بني أبي معيط على رقاب الناس ولو فعلها لقتلوه.

( ثم قال ابن ابي الحديد ) وقد يروى من غير هذا الطريق أن عمر قال لأصحاب الشورى: روحوا اليّ، فلما نظر اليهم قال: قد جاءني كل واحد منهم يهز عفريته، يرجو أن يكون خليفة. أما أنت يا طلحة، أفلست القائل: ان قبض النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله انكح أزواجه من بعده! فما جعل الله محمدا أحق ببنات أعمامنا منا فأنزل الله تعالى فيك: ( وَما كانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللهِ وَلا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْواجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَداً ) وأما أنت يا زبير فو الله ما لآن قلبك يوما ولا ليلة، وما زلت جلفا جافيا وأما أنت يا عثمان، فو الله لروثة خير منك، وأما أنت يا عبد الرحمن فانك رجل عاجز تحب قومك جميعا، وأما انت يا سعد، فصاحب عصبية وفتنة، وأما انت يا علي فو الله لو وزن ايمانك بايمان أهل الأرض لرجحهم، فقام عليّ مولّيا يخرج، فقال عمر: والله اني لاعلم مكان رجل لو وليتموه امركم لحملكم على المحجة البيضاء، قالوا: من هو؟ قال: هذا المولّي من بينكم، قالوا: فما يمنعك من ذلك؟ قال: ليس الى ذلك سبيل.

أ - الوعق: الضجر المتبرم، واللقس: من لا يستقيم على وجه.

ب - البأو: الكبر والفخر.

ج - المقنب: صاحب الخيل.

د - رجل وعقة ولعقة: اذا كان فيه حرص ووقوع في الأمر.

(١) ما بين المعقوفتين لا يوجد في: ن.

٨٨

وأي الإسلامين وقع حين ما وقع سريعا لا فيما(١) عقب من الفضائل والخصائص إذ ذلك له باب مفتوح جدا ولأمير المؤمنينعليه‌السلام فيه الفضل المتعين(٢) الذي لا يشاركه فيه غيره ولا يدانيه فيه سواه والسير تكشف عنه من طرق القوم ليس هذا موضع الإبانة عنه.

أضربنا عن هذا فإن شانئ أمير المؤمنينعليه‌السلام حاد عن الطريق اللاحب(٣) في بحثه إما نقصا في قريحته أو بغضا لأمير المؤمنينعليه‌السلام متباعدا عن موالاته وموازرته إذ علماء القوم وكتبهم محشوة من كون الفتنة العظمى كانت بين طلحة والزبير وعثمان رضوان الله عليهم أجمعين فكان فرع ذلك قتله رضوان الله عليه ثم كان فرع ذلك وقعة الجمل فقتل طلحة والزبير وقتل من الفريقين أمة كبيره.

ذكر الروحي(٤) أن المقتولين من أصحاب طلحة والزبير ثمانية آلاف وقيل سبعة عشر ألفا وقتل من أصحاب أمير المؤمنينعليه‌السلام نحو من ألف وذكر أنه قطع على زمام الجمل سبعون يدا.

ثم كان فرع قتل عثمان بعد ذلك حرب صفين فقتل من أصحاب

__________________

(١) لا توجد في: ق.

(٢) ن: المتفنن.

(٣) اللاحب: الواضح ( المنجد ).

(٤) هو ابو الحسن علي بن أبي عبد الله محمد بن أبي السرور بن عبد الرحمن الروحي فقيه مؤرخ.

كان الروحي معاصرا للخليفة المستعصم بالله كما قال في تاريخه ولقد طبع تاريخه في القاهرة عام ١٩٠٩ باسم « بلغة الظرفاء في ذكرى تاريخ الخلفاء » والذي في كشف الظنون: ١ / ٢٥٢ « بلغة الظرفاء إلى معرفة الخلفاء ». وصحف الى الدوحي ولعله غلط مطبعي نقل عنه ابن خلكان في ترجمة الوزير « شاور » وكذلك في ترجمة نزار الفاطمي الملقب بالعزيز بالله، وفيات الأعيان: ٢ / ٤٤٠ و ٥ / ٣٧٢.

وكذلك نقل عنه ابن الفوطي في تلخيص مجمع الآداب: ٢ / ١٢٢٦ وذكره السخاوي في الاعلان بالتوبيخ: ٩٥ وعده في مؤرخي الخلفاء وصحف الى السروجي.

٨٩

أمير المؤمنينعليه‌السلام خمسة وعشرون ألفا ومن أصحاب معاوية خمسة وأربعون ألفا.

وفشا الضلال وولي عتاة بني أمية وضربت المصاحف بالسهام من عتاتهم وسم الحسنعليه‌السلام وقتل الحسينعليه‌السلام سيدا شباب أهل الجنة صلّى الله عليهما وجرى غير ذلك من فنون الفتن.

هذه كانت العاقبة بالجماعة الذين من بهم أبو عثمان على الإسلام.

وأما أنهم كانوا يفون بالخلافة فبهت محض إذ طلحة والزبير رضوان الله عليهما كذباه بطعنهما على عثمان رضوان الله عليه وبطعن عثمان عليهما ومحاربته(١) ومجاذبته.

قال لسان الجارودية ولقد أحسن سعيد(٢) بن زيد بن عمرو بن نفيل(٣) في جوابه لطلحة إذ قال له إن عمك أدخلني في الشورى ولم يدخلك فقال له إنه خافك على الإسلام أو على المسلمين ولم يخفني.

ثم بيان كونهما غير صالحين للخلافة بما أنهما خرجا على الخليفة علي بن أبي طالب والخروج على الإمام فسق عند قوم وعند آخرين كفر.

أضربنا عن ذلك فهو تدبير غير مقترن بالحكمة التي تليق بمن يستحق

__________________

(١) ن: بمحاربته.

(٢) ج وق: سعد بن زيد بن هارون بن نفيل.

(٣) هو سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل بن عبد العزى العدوي، أسلم قبل دخول رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله دار الأرقم، وهاجر وشهد احدا والمشاهد بعدها ولم يكن بالمدينة زمان بدر فلذلك لم يشهدها. وضرب له رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بسهمه يوم بدر لانه كان غائبا بالشام وكان اسلامه قديما قبل عمر وكان اسلام عمر عنده في بيته لانه كان زوج اخته فاطمة، توفي بالعقيق فحمل الى المدينة في سنة خمسين وقيل احدى وخمسين وقيل غير ذلك وعاش بضعا وسبعين سنة وقيل غير ذلك انظر: الاصابة: ٢ / ٤٦ المغازي: ١ / ١٩ و ٢٠ و ١٥٦ و ٢ / ٧٧٠ و ١١١٨.

٩٠

الخلافة وهو واف بها إذ الرواية رويت بأنهما كانا يختصمان على الخلافة وليس أحدهما أظهر من صاحبه ويتجافيان أمير المؤمنينعليه‌السلام ومفارقته مفارقة الله(١) وحربه حرب الرسول بما روي من طريق القوم وسوف أثبته بفصه(٢) ومن يكون بهذه الصفات كيف يفي بتدبير الخلافة أو يكون أهلا لها.

وأما أمير المؤمنينعليه‌السلام فإنه مهد قواعد الإسلام بإسلامه أولا وبكونه وقى رسول الله بمهجته وهو أصل الإسلام فكل المسلمين حقا في ضيافة أمير المؤمنينعليه‌السلام لأنه وقى لهم بنفسه أصل الإسلام وتعرض للحمام(٣) ثم بعد ذلك حطم قرون الشرك بصولته وبدد جمعهم بمنازلته حتى ذلت صعاب الشرك وخامت(٤) عزة الكفر ولو لا سيوفه البواتر وغروبها(٥) القواطر ما الذي كان يغني إسلام من(٦) أشار إليه وقد جرى لهما يوم أحد أعني عثمان وطلحة رضوان الله عليهما ما رواه السدي(٧) مما لا أرى حكايته إذ متعين على الإنسان قطع لسانه عن

__________________

(١) تقدمت الاشارة الى الأحاديث الواردة بشأن ذلك ص: (٢١).

(٢) يأتي: ص (١١٤) فانتظر.

(٣) الحمام: الموت.

(٤) خام: جبن ونكص.

(٥) غروب: مفردة غرب ( بالفتح فالسكون ) حد كل شيء، وغرب السيف حده الذي يقطع به ( المنجد ).

(٦) ن: الاسلام ممن.

(٧) هو اسماعيل، بن عبد الرحمن، بن ابي كريمة، السدّي، أبو محمد القرشي الكوفي، الاعور، مولى زينب بنت قيس بن محزمة، وقيل مولى بني هاشم، اصله حجازي، سكن الكوفة، وكان يقعد في سدة باب الجامع بالكوفة فسمي السّدي، مات سنة ١٢٧ ه‍. انظر: تهذيب الكمال: ٣ / ١٣٢ ( طبعة بيروت مؤسسة الرسالة )، الجرح والتعديل: ٢ / ١٨٤ ( حيدر أباد الدكن ) سير اعلام النبلاء: ٥ / ٢٦٤.

٩١

القدح(١) فيمن يجب تعظيمه ولا تحل مسبته فلا مسلم على وجه الأرض إلا ولأمير المؤمنينعليه‌السلام عليه حق السيد المحسن على عبده ولا نسبة إذ فرق بين مخلص من معاطب الغضب الإلهي والعذاب الأبدي موقع في سعادات الثواب الأبدي وبين سيد أحسن إلى عبد إحسانا منقطع المدة داثر الجدة.

ثم أي نسبة بين من أعتق نفرا من العذاب الدنيوي وبين من أعتق من لا يحصي عددهم إلا الله من العذاب الأبدي هذا القسم الأخير حلية أمير المؤمنينعليه‌السلام الواضحة براهينها اللائح يقينها والقسم الأول دعوى ومع ثبوتها فهي مقصرة عن مجد أمير المؤمنينعليه‌السلام الشامخ وشرفه الباذخ(٢) الذي تعدى ذرى الأفلاك وزاحم شرف الأملاك بل كان له الشرف عليهم والسبق الأعظم لأخصهم وهذا تأكيد لكلام سلف سؤالا وجوابا.

وأما(٣) أن إسلام من ذكر أكثر من جميع الناس فإنه قول غير مستند إلى أصل ولا مبني على قاعدة بل قد سلف عن قرب تقرير الضرر بجماعة ممن ذكر.

وتعلق(٤) شانئ أمير المؤمنين صلوات الله عليه في فضل من أشار إليه بقوله تعالى( فَأَمَّا مَنْ أَعْطى وَاتَّقى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنى ) إلى قوله( وَما لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزى ) (٥) وذكر أنه أنفق أربعين

__________________

(١) لا توجد في: ق.

(٢) الباذخ: العالي ( المنجد ).

(٣) ن: فأما.

(٤) العثمانية: ٣٥.

(٥) الليل: ٥ - ١٩ وهي:( فَأَمَّا مَنْ أَعْطى وَاتَّقى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرى * وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنى * وَكَذَّبَ بِالْحُسْنى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرى * وَما يُغْنِي عَنْهُ مالُهُ إِذا تَرَدَّى* إِنَ

٩٢

ألفا على نوائب الإسلام(١) .

والذي يقال على هذا إن شانئ أمير المؤمنينعليه‌السلام شرع في تنقص أمير المؤمنين ثم أتبع ذلك بتنقص الكتاب المجيد نجاة العبيد إذ الآية( فَأَمَّا مَنْ أَعْطى وَاتَّقى ) (٢) فأسقط من الكتاب المجيد حرفا إما عمدا أو جهلا وادعى أن سبب نزول الآية صنع من صنع وصدقة(٣) من تصدق وقال بعض الشيعة عند ذلك:

روى(٤) أبو إسحاق الثعلبي(٥) وهو ممن لا يتهم أنها نزلت في أبي الدحداح وإن كان قد روى ما ادعى الشانئ روايته وهو مرجوح إذ هو ملتحف بالتهمة مشتمل بالشك بخلاف غيره إذ المحكي أن أبا بكر رضوان الله عليه كان خياطا وقيل معلما وهذا حال بعيد عن ضم الأموال النزرة فكيف عن الجمة الدثرة.

وسوف يأتي الإيراد التام على ما(٦) ادعاه من نزول الآية فيمن ذكر(٧) وأما الصدقة بأربعين ألفا فإن الجارودية تبعد(٨) .

فضل شانئ أمير المؤمنينعليه‌السلام غيره عليه بأنه لم يكن للنبي

__________________

عَلَيْنا لَلْهُدى * وَإِنَّ لَنا لَلْآخِرَةَ وَالْأُولى * فَأَنْذَرْتُكُمْ ناراً تَلَظَّى* لا يَصْلاها إِلاَّ الْأَشْقَى* الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى* وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى* الَّذِي يُؤْتِي مالَهُ يَتَزَكَّى* وَما لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزى ) .

(١) العثمانية: ٣٥ و ٣٦.

(٢) لا توجد في: ق.

(٣) ق: تصدّق.

(٤) في ن بزيادة: و.

(٥) الكشف والبيان: مخطوط.

(٦) في: ن.

(٧) ن: ذكره.

(٨) ما بين المعقوفتين لا يوجد في: ق.

٩٣

عليه‌السلام عنده يد بخلاف علي في كونه تحت عناية رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وتقرير هذا كون إسلام ذاك لألحق بخلاف إسلام علي ومتابعته لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إذ يخشى العار في مخالفته(١) .

والذي يقال على هذا.

إن شانئ أمير المؤمنين صلوات الله عليه تعدى حدود الخوارج المارقين شر الخلق والخليقة بما ثبت من الرواية عن الرسول صلوات الله عليه(٢) فهو لذلك أخفض وأخفض من اليهود والنصارى وغيرهم من أصناف الكفار رتبة.

قوله إنه(٣) لم يكن على من أشار إليه يد من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قول بغير علم وما يدريه بذلك حتى يدعيه.

سلمنا أنه أراد ما عرف أن له عليه يدا وعرف أن له على أمير المؤمنينعليه‌السلام يدا لكن قوله إن أمير المؤمنينعليه‌السلام أسلم خوف العار أو يجوز أن يكون أسلم خوف العار فإن أراد الأول

__________________

(١) العثمانية: ٣٦.

(٢) روى احمد بن حنبل في مسنده: ٣ / ٢٢٤ والحاكم في مستدركه: ٢ / ١٤٧ بسندهما عن أنس بن مالك، ان رسول الله - صلى الله عليه ( وآله ) وسلّم - قال:

سيكون في امتي اختلاف وفرقة، قوم يحسنون القيل ويسيئون الفعل، يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يحقر احدكم صلاته مع صلاتهم، وصيامه مع صيامهم، يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية، لا يرجع حتى يرد السهم على فوقه ( فوق، بالضم فالسكون: فوق السهم موضع الوتر منه. ) وهم شرار الخلق والخليقة، طوبى لمن قتلهم وقتلوه، يدعون الى كتاب الله وليسوا منه في شيء، من قاتلهم كان أولى بالله منهم، قالوا: يا رسول الله ما سيماهم؟ قال: التحليق.

(٣) ن: اذ.

٩٤

فإن اللعن متوجه إليه إذ هو ساب لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

قال ابن السمعاني(١) في كتابه وحدثني أبي قال حدثنا يحيى بن أبي بكر قال حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن أبي عبد الله الجدلي قال دخلت على أم سلمة رضي الله عنها فقالت أيسب رسول الله فيكم فقلت لها معاذ الله أو سبحان الله أو كلمة نحوها قالت سمعت رسول الله يقول من سب عليا فقد سبني

ورواه ابن المغازلي(٢) من طريق ابن عباسرضي‌الله‌عنه (٣) فأشهد على

__________________

(١) هو منصور بن محمد بن عبد الجبار بن احمد بن محمد، أبو المظفر ابن الامام أبي منصور بن السمعاني، ولد في ذي الحجة سنة ٤٢٦، وهو أحد الأئمة في الحديث، قد سمع من أبيه وجماعة، منهم: احمد بن علي بن الحسين الكراعي، ومحمد بن عبد الصمد، ومحمد بن اسماعيل الاسترآبادي.

انظر: البداية والنهاية: ١٢ / ١٥٣ وشذرات الذهب: ٣ / ٣٩٣ والنجوم الزاهرة: ٥ / ١٦٠ وطبقات الشافعية: ٥ / ٣٣٥ والكتاب الذي ينقل عنه هو مناقب الصحابة: مخطوط.

(٢) هو الحافظ ابو الحسن علي بن محمد بن محمد بن الطيب الواسطي الشهير بابن المغازلي ( ووجه الاشتهار به لأن أحد اسلافه كان نزيلا بمحلة المغازليين في واسط ) من أجلّة حفاظ الحديث والتاريخ وقد اعتمد عليه ونقل عنه جماعة كثيرة من رواة الأحاديث منهم السمعاني والذهبي وابن حجر العسقلاني ومن الخاصة يحيى بن محمد البطريق الاسدي الحلي، ومولانا القاضي نور الله التستري وغيرهم له مؤلفات كثيرة منها ذيل تاريخ واسط وشرح الجامع الصحيح للبخاري وكتاب مناقب علي بن أبي طالب وغيرها من الكتب، مات سنة ٥٣٤ وقيل ٤٨٣ غرقا في دجلة ببغداد انظر: تاج العروس: ١ / ١٨٦ الانساب ١٤٦.

(٣) أول الحديث: عن يعقوب بن جعفر بن سليمان بن علي، قال: حدثني ابي عن أبيه عن أبيه قال: كنت مع عبد الله بن العباس، وسعيد بن جبير يقوده، فمر على ضفة زمزم، فاذا بقوم من أهل الشام يسبون عليا، فقال لسعيد: ردّني اليهم فوقف عليهم فقال: ايّكم الساب لله عز وجل؟ قالوا: سبحان الله ما فينا أحد يسب الله عز وجل، قال: فأيكم الساب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ؟ قالوا: سبحان الله ما فينا أحد يسب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: فأيكم الساب علي بن ابي طالب؟ قالوا: أما هذا فقد كان! قال: فاشهد على رسول الله الى آخر الحديث. انظر مناقب ابن المغازلي: ٣٩٤ و ٣٩٥.

٩٥

رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم سمعته أذناي(١) ووعاه قلبي يقول لعلي بن أبي طالبعليه‌السلام يا علي من سبك فقد سبني ومن سبني فقد سب الله عز وجل ومن سب الله عز وجل أكبه(٢) الله على منكبيه(٣) في النار(٤) .

__________________

وأورده ايضا الحاكم في المستدرك: ١ / ١٢١، واحمد بن حنبل في مسنده: ٦ / ٣٢٣، والنسائي في خصائصه ص ٢٤.

وجاء في مستدرك الحاكم أيضا: ٣ / ١٢١ بسنده عن أبي عبد الله الجدلي يقول:

حججت وأنا غلام فمررت بالمدينة واذا الناس عنق واحد فاتبعتهم فدخلوا على ام سلمة زوج النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلّم فسمعتها تقول: يا شبيب بن ربعي فأجابها رجل جلف جاف: لبيك يا أماه، قالت: يسب رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلّم في ناديكم؟ قال وانّى ذلك فقالت: فعلي بن ابي طالب قال: أنا لنقول أشياء نريد عرض الدنيا، قالت: فاني سمعت رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلّم يقول: من سب عليا فقد سبني ومن سبني فقد سب الله.

وذكر هذا أيضا المتقي في كنز العمال: ٦ / ٤٠١.

وأيضا ذكر الحديث عن ام سلمة رضي الله عنها آخرون منهم: التبريزي في مشكاة المصابيح: ٥٦٥ والسيوطي في تاريخ الخلفاء: ٦٧ وابن حجر في الصواعق المحرقة: ١٧٤ والقندوزي في ينابيع المودة: ٤٨.

(١) ن: نادى.

(٢) المصدر: كبه.

(٣) المصدر: منخريه.

(٤) تمام الحديث: ثم ولّى عنهم ثم قال: يا بنيّ ماذا رأيتهم صنعوا؟ فقلت له: يا أبه.

نظروا اليك بأعين محمّرة

نظر التيوس الى شفار الجازر

فقال: زدني فداك أبوك، فقلت:

خزر العيون نواكس ابصارهم

نظر الذليل الى العزيز القاهر

قال: زدني، فداك ابوك، قلت: ليس عندي مزيد، فقال: لكن عندي فداك ابوك:

احياءهم عار على أمواتهم

والميتون مسبة للغابر

ورواه ايضا الخوارزمي في مناقبه: ٨١، ٨٢.

وأورده في الرياض النضرة بألفاظ متقاربة: ٢ / ١٦٦.

وروى المحب الطبري في ذخائر العقبى ص ٦٦ عن ابن عباس قال:

اشهد بالله لسمعته من رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلّم يقول: من سب عليا فقد سبني، ومن سبني فقد سب الله، ومن سب الله عز وجل اكبه الله على منخريه.

٩٦

 وإن قال أردت يجوز أن يكون أسلم خوف العار قلت فقد روى أبو بكر أحمد بن عبد العزيز الجوهري(١) قال حدثنا محمد بن عبيد الزيات(٢) قال حدثنا عباد بن يعقوب قال حدثنا داود بن سليمان قال حدثنا عبد الله بن محمد القرشي عن أبي علي الخراساني عن ابن عباس قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يحشر الشاك في علي من قبره وفي عنقه طوق من نار فيه ثلاثمائة شعبة على كل شعبة شيطان يكلح في وجهه حتى يوقفه موقف القيامة.

ويتعلق في فضل من أشار إليه على عليعليه‌السلام بقوله تعالى( لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ ) (٣) الآية قال فما ظنك بمن قاتل وأنفق قبل الهجرة(٤) .

والجواب عن هذا بما أنا ما عرفنا أن أحدا قاتل قبل الهجرة وإذا عرفت هذا بان لك أن الرجل مدغل(٥) في الدين ويبين ذلك نصرته لمذهب

__________________

(١) لم ترد ترجمة له ولو مختصرة في كتب التراجم مع انهم ترجموا لشيوخه امثال عمر بن شبه ومحمد بن زكريا الغلابي ويعقوب بن شيبة واحمد بن منصور الرمادي وغيرهم وكذلك ترجموا لمن يروون عنه امثال أبو الفرج الأصفهاني وأبو عبيد الله المرزباني وأبو القاسم الطبراني وأبو احمد العسكري نعم ورد ذكر اسمه فقط في مقاتل الطالبيين وفي شرح ما يقع فيه التصحيف للحسن بن عبد الله العسكري وفي المعجم الصغير للطبراني وفي الأوراق لأبي بكر الصولي في اخبار الراضي بالله: ٦٤ قال في احداث سنة ٣٢٣: وتوفى احمد بن عبد العزيز الجوهري صاحب عمر بن شبه بالبصرة لخمس بقين من شهر ربيع الآخر، ولعل هناك تعمد في اخفاء اسم الجوهري المذكور والله العالم.

(٢) ن: عبد.

(٣) الحديد: ١٠،( وَما لَكُمْ أَلاَّ تُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللهِ وَلِلَّهِ مِيراثُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقاتَلَ أُولئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللهُ الْحُسْنى وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ) .

(٤) العثمانية: ٣٨.

(٥) ادغل الشيء: ادخل فيه ما يخالفه ويفسده. ( المنجد ).

٩٧

ثم خذلانه له ونصرته لمذهب يخالفه قاعدة من لا يتقيد بقيد ولا يرتبط برباط.

قال الناصب فإن قالوا(١) عرفنا أن أبا بكر أنفق قبل الهجرة فلا نعرفه قاتل قبل الهجرة فقتال علي بعد الهجرة أفضل من إنفاق أبي بكر قبل الهجرة(٢) .

قلنا إن أبا بكر وإن لم يقاتل(٣) فقد قتل مرارا قبل الهجرة(٤) وإن لم يمت(٥) .

والجواب بما أن خصمه لا يوافقه على أن المشار إليه أنفق درهما واحدا(٦) ولأن كان أنفق ما قيل من المال الجم وما ورد فيه ما ورد في

__________________

(١) ن: قيل.

(٢) ما بين المعقوفتين لا يوجد في: ن.

(٣) المصدر بزيادة: قبل الهجرة.

(٤) ما بين المعقوفتين لا يوجد في المصدر.

(٥) العثمانية: ٣٩.

(٦) يعجبني رد الاسكافي عليه ( المطبوع آخر العثمانية ص ٣١٧ ) حيث قال:

اخبرونا على أي نوائب الاسلام انفق هذا المال؟ وفي أي وجه وضعه؟ فانه ليس بجائز أن يخفى ذلك ويدرس حتى يفوت حفظه، وينسى ذكره.

وانتم فلم تقفوا على شيء أكثر من عتقه بزعمكم ست رقاب، لعلها يبلغ ثمنها في ذلك العصر مائة درهم، وكيف يدعى له الانفاق الجليل، وقد باع من رسول الله - صلى‌الله‌عليه‌وآله بعيرين عند خروجه الى يثرب وأخذ منه الثمن في تلك الحال، روى ذلك جميع المحدثين.

وقد رويتم أيضا انه كان حيث كان بالمدينة موسرا، ورويتم عن عائشة انها قالت: هاجر أبو بكر وعنده عشرة آلاف درهم، وقلتم ان الله تعالى انزل فيه: ( وَلا يَأْتَلِ أُولُوا الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبى ) . قلتم: هي في أبي بكر ومسطح بن أثاثة، فأين الفقر الذي زعمتم انه انفق حتى تخلل بالعباءة؟.

ورويتم ان لله تعالى في سماءه ملائكة تخلّلوا بالعباء وان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله رآهم ليلة الاسراء فسأل جبريل عنهم فقال: هؤلاء ملائكة تأسّوا بأبي بكر بن أبي قحافة صديقك في

٩٨

جانب أمير المؤمنينعليه‌السلام من الممادح عند صدقته بالخاتم على ما رواه الخصم(١) وعند مناجاته على ما رواه المخالف(٢) وعند صدقته بأربعة

__________________

الأرض، فانه سينفق عليك ماله حتى يخل عباءته في عنقه.

وانتم رويتم أيضا ان الله تعالى لما أنزل آية النجوى فقال: ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً ذلِكَ خَيْرٌ لَكُمْ ) الآية لم يعمل بها الاّ علي بن ابي طالب وحده، مع اقراركم بفقره وقلة ذات يده، وأبو بكر في الذي ذكرنا من السعة أمسك عن مناجاته، فعاتب الله المؤمنين في ذلك فقال: ( أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتابَ اللهُ عَلَيْكُمْ ) فجعله سبحانه ذنبا يتوب عليهم منه. وهو امساكهم عن تقديم الصدقة، فكيف سخت نفسه بانفاق اربعين ألفا وامسك عن مناجاة الرسول؟ وانما كان يحتاج الى اخراج درهمين.

واما ما ذكرتم من كثرة عياله ونفقته عليهم، فليس في ذلك دليل على تفضيله لأن نفقته على عياله واجبة، مع أن أرباب السير ذكروا انه لم يكن ينفق على ابيه شيئا وانه كان أجيرا لابن جدعان على مائدته يطرد عنها الذباب.

(١) تأتي الاشارة الى ذلك عما قريب ان شاء الله تعالى.

(٢) روى ذلك ابن جرير الطبري في تفسيره: ٢٨ / ١٤ بسنده عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله تعالى:( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً ) قال: نهوا عن مناجاة النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلّم حتى يتصدقوا فلم يناجه احد الاّ علي بن ابي طالبعليه‌السلام قدم دينارا صدقة تصدق به ثم انزلت الرخصة.

وذكر السيوطي في الدر المنثور في ذيل تفسير الآية المذكورة، والمتقي أيضا في كنز العمال: ١ / ٢٦٨ والمحب الطبري في الرياض النضرة: ٢ / ٢٠٠ كلهم بسندهم عن علي عليه‌السلام قال:

ان في كتاب الله لآية ما عمل بها احد قبلي ولا يعمل بها أحد بعدي، آية النجوى، ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً ) ، كان عندي دينار فبعته بعشرة دراهم، فكنت كلما ناجيت النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم قدمت بين يدي درهما، ثم نسخت فلم يعمل بها احد، فنزلت: ( أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقاتٍ ) ، الآية.

وذكر ايضا الزمخشري في الكشاف في تفسير الآية المذكورة:

انها نزلت بشأن علي عليه‌السلام وساق الحديث وكذلك الواحدي ايضا في أسباب النزول: ص ٣٠٨.

وقد أورد جماعة كثيرة حديث المناجاة نذكر منهم: النسائي في الخصائص: ٥٦ والحاكم في

٩٩

دراهم على ما رووه(١) عند صدقته المذكورة عند سورة هل أتى(٢) فإنه يشكل الحال فيه على منصور أبي عثمان.

وأما أن من أشار إليه قتل قبل الهجرة مرارا فإنه قول لا يستند إلى

__________________

مستدركه: ٢ / ٤٨١ والخازن في تفسيره: ٧ / ٤٤ وابن الاثير في جامع الاصول: ٢ / ٤٥٢ والرازي في تفسيره: ٢٩ / ٢٧١ وسبط ابن الجوزي في التذكرة: ٢١ والشافعي في كفاية الطالب: ١٢٠ والقرطبي في تفسيره: ١٧ / ٣٠٢ وابن الصباغ في الفصول المهمة: ١٠٥ والقندوزي في الينابيع: ١٠٠.

(١) ن: رواه.

(٢) ان آية( الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ سِرًّا وَعَلانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ ) البقرة: ٢٧٤، هي التي نزلت في شأن تصدق المولى أمير المؤمنين -عليه‌السلام - بأربعة دراهم، وليست سورة هل أتى وان كان لها شأن نزول في حقه سلام الله عليه سيأتي تفصيل ذلك ان شاء الله تعالى فلاحظ.

وأما ما رواه القوم بشأن الآية المذكورة فهو:

اسد الغابة: ٤ / ٢٥ روى بطريقين عن مجاهد، عن ابن عباس قال: نزلت في علي بن ابي طالب - عليه‌السلام - كان عنده أربعة دراهم، فانفق بالليل واحدا، وبالنهار واحدا، وفي السر واحدا، وفي العلانية واحدا. وكذلك رواه الزمخشري في الكشاف في تفسير الآية المذكورة والسيوطي في الدر المنثور في ذيلها وابن عساكر في تاريخه: ٢ / ٤١٣ من ترجمة الامام عليه‌السلام والهيثمي في مجمع الزوائد: ٦ / ٣٢٤.

وأما المحب الطبري في الرياض النضرة: ٢ / ٢٠٦ فقد قال:

عن ابن عباس في قوله تعالى ( الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ ) الآية قال: نزلت في علي ابن أبي طالب عليه‌السلام ، كانت معه أربعة دراهم، فأنفق في الليل درهما، وفي النهار درهما، ودرهما في السر، ودرهما في العلانية، فقال له رسول الله - صلى الله عليه ( وآله ) وسلم -: ما حملك على هذا؟ فقال: ان استوجب على الله ما ( وعدني )، فقال: الا أن لك ذلك فنزلت الآية.

وذكر هذا أيضا الفخر الرازي في تفسيره في ذيل الآية المذكورة.

وأما ابن حجر فقد روى في صواعقه: ص ٧٨، قال: وأخرج الواقدي عن ابن عباس قال: كان مع علي عليه‌السلام أربعة دراهم لا يملك غيرها فتصدق بدرهم ليلا وبدرهم نهارا وبدرهم سرا وبدرهم علانية، فنزل فيه: ( الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ ) الآية.

وذكره ايضا الشبلنجي في نور الأبصار: ص ٧٠. والواحدي في أسباب النزول: ص ٦٤.

١٠٠

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

[١١٠٧٩] ٤ - الصدوق في المقنع: وإن أحببت أن تدخل الكعبة فاغتسل قبل أن تدخلها، ثم قل: اللهم إنّك قلت:( وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا ) (١) فآمنّي من النار، ثم صلّ بين الإسطوانتين على الرخامة الحمراء ركعتين، تقرأ في الركعة الأُولى حم السجدة، وفي الثانية عدد آيها من القرآن، ثم تقول: يا الله يا الله يا الله، يا عظيم يا عظيم يا عظيم، أرجوك للعظيم، أسألك يا عظيم أن تغفر لي الذنب العظيم، فإنه لا يغفر الذنب العظيم إلّا العظيم، لا إله إلّا أنت، ولا تدخلها بحذاء، ولا خفّ، ولا تبزق فيها، ولا تمتخط.

[١١٠٨٠] ٥ - الشيخ الطبرسي في إعلام الورى: نقلاً عن كتاب أبان بن عثمان، قال: حدثني بشير النبال، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: « لمّا كان فتح مكّة قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : عند من المفتاح؟ قالوا: عند أم شيبة، فدعا شيبة فقال: اذهب إلى أمّك فقل لها ترسل بالمفتاح، فقالت: قل له: قتلت مقاتلنا وتريد أن تأخذ منا مكرمتنا، فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : لترسلن به أو لأقتلنّك، فوضعته في يد الغلام، فأخذه ودعا عمر، فقال له: هذا تأويل(١) رؤياي من قبل، ثم قامصلى‌الله‌عليه‌وآله ففتحه، وستره فمن يومئذ يستر، ثم دعا الغلام فبسط رداءه فجعل فيه المفتاح وقال: ردّه إلى أمّك.

قال: ودخل صناديد قريش الكعبة وهم يظنّون أن السيف لا يرفع عنهم، فأتى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله البيت، وأخذ بعضادتي

__________________

٤ - المقنع ص ٩٣.

(١) آل عمران ٣: ٩٧.

٥ - إعلام الورى ص ١١١.

(١) ليس في المصدر.

٣٦١

الباب، ثم قال: لا إله إلّا الله أنجز وعده، ونصر عبده، وهزم(٢) الأحزاب وحده - إلى أن قالعليه‌السلام - ودخل البيت لم يدخله في حجّ ولا عمرة » الخبر.

٢٦ -( باب استحباب دخول النساء الكعبة، وعدم تأكد الاستحباب لهن)

[١١٠٨١] ١ - الصدوق في الخصال: عن أحمد بن الحسن القطان، عن الحسن بن علي العسكري، عن أبي عبد الله محمّد بن زكريا البصري، عن جعفر بن محمّد بن عمارة، عن أبيه، عن جابر بن يزيد الجعفي، قال: سمعت أبا جعفر محمّد بن علي الباقرعليهما‌السلام يقول: « ليس على النساء أذان - إلى أن قال - ولا دخول الكعبة » الخبر.

[١١٠٨٢] ٢ - الصدوق في المقنع: ووضع عن النساء أربعاً - إلى أن قال - ودخول الكعبة.

٢٧ -( باب استحباب دفن الميت في الحرم، وإن مات في غيره، واختياره على الدفن بعرفات)

[١١٠٨٣] ١ - القطب الراوندي في لبّ اللباب: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: « ومن مات في أحد الحرمين بعثه الله ولا حساب عليه ».

__________________

(٢) في المصدر: وغلب.

الباب ٢٦

١ - الخصال ص ٥٨٥ ح ١٢.

٢ - المقنع ص ٧١.

الباب ٢٧

١ - لبّ اللباب: مخطوط.

٣٦٢

[١١٠٨٤] ٢ - وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « ومن مات بمكّة فكأنّما مات في السماء الدنيا ».

[١١٠٨٥] ٣ - أحمد بن محمّد بن فهد في عدة الداعي: نقلاً عن كتاب المنبئ عن زهد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، باسناده عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال لأبي ذر في حديث: « ومن مات في حرم الله، آمنه الله من الفزع الأكبر، وأدخله الجنّة » الخبر.

٢٨ -( باب استحباب الإكثار من ذكر الله، وقراءة القرآن، والعبادة وخصوصاً الصلاة بمكّة)

[١١٠٨٦] ١ - بعض نسخ الرضويعليه‌السلام : « وانظر أين أنت فإنّما أنت في حرم الله، وساحة بلاد الله، وهي دار العبادة، فوطّن نفسك على العبادة، فإن الصلاة والصيام والصدقة وأفعال البرّ مضاعفة، والإثم والمعصية أشدّ عذاباً مضاعفة في غيرها، فمن همّ لمعصية ولم يعملها كتب عليه سيئة لقوله تعالى:( وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُّذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ) (١) وليس ذلك في بلد غيره، وإنّما أراد أصحاب الفيلة هدم الكعبة، فعاقبهم الله بإرادتهم قبل فعلهم، فوطّن نفسك على الورع، وأحرز لسانك، فلا تنطق إلّا بما لك(٢) وأكثر من التسبيح والتهليل، والصلاة على محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وأمر بالمعروف، وانه عن المنكر، وافعل الخير، وعليك بصلاة الليل، وطول القنوت،

__________________

٢ - لبّ اللباب: مخطوط.

٣ - عدة الداعي: النسخة المطبوعة منه خالية من هذا الحديث.

الباب ٢٨

١ - عنه في البحار ج ٩٩ ص ٣٤٦ ح ١٨ و ١٩.

(١) الحج ٢٢: ٢٥.

(٢) في المصدر زيادة: لا عليك.

٣٦٣

وكثرة الطواف - إلى أن قال - فإن قدرت أن لا تخرج من مكّة حتى تختم القرآن فافعل ».

[١١٠٨٧] ٢ - القطب الراوندي في قصص الأنبياء: بإسناده إلى الصدوق، وبإسناده عن محمّد بن سنان، عن محمّد بن عطيّة، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: « صلى بمكّة تسعمائة نبيّ ».

[١١٠٨٨] ٣ - وفي دعواته: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « من مرض يوماً بمكّة كتب الله له من العمل الصالح الذي كان يعمله عبادة ستين سنة، ومن صبر على حرّ مكّة ساعة تباعدت عنه النار مسيرة مائة عام، وتقرّبت منه الجنّة مسيرة مائة عام ».

[١١٠٨٩] ٤ - السيد فضل الله الراوندي في نوادره: عن أحمد بن محمّد، عن أحمد بن يونس، عن أبي عبد الله، عن جعفر بن محمّد، عن محمّد بن يحيى بن أبي عمر، عن عبد الرحيم بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « من أدرك شهر رمضان بمكّة من أوّله إلى آخره صيامه وقيامه، كتب الله له مائة ألف شهر رمضان في غير مكّة، وكان له بكلّ يوم مغفرة وشفاعة، وبكلّ ليلة مغفرة(١) ، وبكلّ يوم حملان فرس في سبيل الله تعالى، وبكل يوم دعوة مستجابة، وكتب له بكلّ يوم عتق رقبة(٢) ، وكل يوم حسنة، وكل ليلة حسنة، وكل يوم درجة، وكل

__________________

٢ - قصص الأنبياء، وعنه في البحار ج ٩٩ ص ٨٣ ح ٣٨.

٣ - دعوات الراوندي ص ٧٦، وعنه في البحار ج ٩٩ ص ٨٣ ح ٣٨.

٤ - نوادر الراوندي: النسخة المطبوعة منه خالية من هذا الحديث، وعنه في البحار ج ٩٦ ص ٣٤٩ ح ١٦.

(١) في المصدر زيادة: وشفاعة.

(٢) وفيه زيادة: وكل ليلة عتق رقبة.

٣٦٤

ليلة درجة ».

[١١٠٩٠] ٥ - الشيخ أبو الفتوح الرازي في تفسيره مرسلاً: أن كلّ نبيّ أهلك قومه أتى مكّة، وعبد الله تعالى فيها إلى أن يقدم على الله تعالى.

٢٩ -( باب نوادر ما يتعلق بأبواب مقدمات الطواف وما يتبعها)

[١١٠٩١] ١ - بعض نسخ الرضويعليه‌السلام : « وقل عند دخول مكّة: اللهم هذا حرمك وأمنك، فحرّم لحمي ودمي على النار، وآمني يوم القيامة، اللهم اجرني من عذابك ومن سخطك، وإن قدرت أن تغيّر ثوبيك اللذين أحرمت فيهما جعلتهما جديدين فافعل فإنه أفضل، وإن لم يتيسر فلا بأس، وتدخل ممّا ترضيت، ولا ترفع يدك.

وقد روي رفع اليدين ولم يثبت ذلك، وأنكر جابر، وقل: بسم الله، وابدأ برجلك اليمنى قبل اليسرى، وقل: اللهم اغفر لي ذنوبي، وافتح لي أبواب رحمتك، وأبواب فضلك، وجوائز مغفرتك، وأعذني(١) من الشيطان الرجيم، واستعملني بطاعتك ورضاك(٢) ».

[١١٠٩٢] ٢٠ - علي بن عيسى الإربلي في كشف الغمة: عن الحافظ أبي نعيم بإسناده عن نصر بن كثير قال: دخلت أنا وسفيان الثوري على جعفر بن

__________________

٥ - تفسير أبي الفتوح الرازي:

الباب ٢٩

١ - عنه في البحار ج ٩٩ ص ٣٤١.

(١) في البحار: وأعذنا.

(٢) وفيه: ومرضاتك.

٢ - كشف الغمة ج ٢ ص ١٨٥.

٣٦٥

محمّدعليهما‌السلام ، فقلت: إنّي أريد البيت الحرام فعلّمني ما أدعو به، فقال: « إذا بلغت الحرم فضع يدك على الحائط، وقل: يا سابق الفوت، يا سامع الصوت، يا كاسي العظام لحماً بعد الموت، ثم ادع بما شئت ».

[١١٠٩٣] ٣ - القطب الراوندي في لبّ اللباب: وروي أن إسماعيل شكا حرّ مكّة، فأوحى الله إليه: إنّي أفتح لك باباً من أبواب الجنّة في الحجر، يجري لك الروح(١) إلى يوم القيامة.

[١١٠٩٤] ٤ - عوالي اللآلي: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال في مكّة: « لا يختلى خلاها(١) [ ولا ينفر صيدها ](٢) ولا يعضد شجرها » فقال العباس(٣) : إلّا الإذخر فإنه لبيوتنا، فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : « إلّا الإذخر ».

[١١٠٩٥] ٥ - وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال: « كلّ ظلم في مكّة إلحاد حتى شتم الخادم، وأن الطاعم فيها كالصائم في غيرها ».

[١١٠٩٦] ٦ - مجموعة الشهيد نقلاً من المجلس السبعين من الجليس:

__________________

٣ - لبّ اللباب: مخطوط.

(١) الرُّوح أو الرَّوح هو نسيم الريح.

٤ - عوالي اللآلي ج ١ ص ٤٤ ح ٥٦.

(١) الخلى - بالقصر: الرطب من النبات، الواحدة خلاة مثل حصى وحصاة (مجمع البحرين ج ١ ح ١٣١).

(٢) أثبتناه من المصدر.

(٣) في المصدر زيادة: يا رسول الله.

٥ - عوالي اللآلي ج ١ ص ٤٣٠ ح ١٢٤.

٦ - مجموعة الشهيد ص ١٥٣ باختلاف يسير، وعنه في البحار ج ٩٩ ص ١٩٨ =

٣٦٦

بإسناده إلى نضر بن كثير قال: دخلت على جعفر بن محمّدعليهما‌السلام أنا وسفيان الثوري منذ ستين سنة، أو سبعين سنة، فقلت له: إنّي أُريد البيت الحرام فعلمني شيئاً أدعو به، فقال: « إذا بلغت البيت الحرام فضع يدك على حائط البيت، ثم قل: يا سابق الفوت، يا سامع الصوت، يا كاسي العظام لحماً بعد الموت. ثم ادع بعده بما شئت » فقال له سفيان شيئاً لم أفهمه، فقال: « يا سفيان - أو يا أبا عبد الله - إذا جاءك ما تحب فأكثر من الحمد لله، وإذا جاءك ما تكره فأكثر من لا حول ولا قوّة إلّا بالله، وإذا استبطأت الرزق فأكثر من الاستغفار ».

وقيل: أن أبا جعفر الطبري سمع هذا الدعاء عن جعفرعليه‌السلام ، وكان محتضراً فاستدعى محبرة وصحيفة فكتب، فقيل له: في هذه الحال! فقال: ينبغي للإنسان أن لا يدع اقتباس العلم حتى يموت، فمات بعده بساعة.

[١١٠٩٧] ٧ - الشيخ أبو الفتوح الرازي في تفسيره: وفي الخبر لمّا فرغ إبراهيمعليه‌السلام من بناء البيت، أتاه جبرئيلعليه‌السلام وعلمه مناسك الحج ومعالمه وأركانه، وعلّمه حدود الحرم، وكل موضع كان ملك واقفاً فيه في عهد آدمعليه‌السلام أمره أن يجعل فيه علامة، ونصب فيه حجراً، واستحكمه بتراب حطّه حوله، وكان إبراهيمعليه‌السلام أول من وجد حدود الحرم، وكان كذلك إلى أيام قصيّ فجددها إلى أن كانت في بعض غزوات قريش فألقى بعض تلك العلامات، فحزن لذلك رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ،

__________________

= ح ١٤ إلى قوله: فأكثر من الاستغفار.

٧ - تفسير أبي الفتوح الرازي ج ١ ص ٢٠٢.

٣٦٧

فجاءه جبرئيل وقال: أبشر فإنّهم يضعون الأعلام في محالها، ثم جاء ونادى في قبائل قريش، وقال: أما تستحيون انّ الله تعالى أكرمكم بهذا البيت وهذا الحرم وقد ضيّعتم حدوده، والآن يذلّونكم ويختطفونكم، فقالوا: صدقت، فجاؤوا فوضعوا كلّ علامة قلعت في موضعها.

فجاء جبرئيل إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وقال: كلّ علم قلع وضعوه في محلّه، فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : « إن شاء الله أصابوا محلّه » فقال جبرئيل: ما وضعوا حجراً في محلّه إلّا كان معه ملك لئلا يخطئوا، وكان كذلك إلى عام الفتح فجدّدها تميم بن أسد الخزاعي، ثم كان في عهد عمر فبعث أربعة من قريش فجددوها، وجدّدها عثمان في أيام إمارته، وقال: وجاء الأخبار أن حدّه من طرف المدينة من التنعيم ثلاثة أميال، ومن طرف اليمن سبعة أميال، ومن طرف العراق سبعة أميال، ومن طريق معرة تسعة أميال.

٣٦٨

أبواب الطواف

١ -( باب وجوب طواف الحج والعمرة)

[١١٠٩٨] ١ - محمّد بن مسعود العياشي في تفسيره: عن محمّد بن مروان، عن جعفر بن محمّدعليهما‌السلام ، قال: « إنّي لأطوف بالبيت مع أبي إذ أقبل رجل طوال جعشم(١) ، متعمّم بعمامة، فقال: السلام عليك يا ابن رسول الله، قال(٢) : فردّ عليه أبي، فقال: أشياء أردت أن أسألك عنها ما بقي أحد يعلمها إلّا رجل أو رجلان، قال: فلمّا قضى أبي الطواف دخل الحجر فصلى ركعتين، ثم قال: ها هنا يا جعفر، ثم أقبل على الرجل، فقال له أبي: كأنك غريب؟ فقال: أجل، فأخبرني عن هذا الطواف كيف كان ولم كان؟

قال: إنّ الله لمّا قال للملائكة:( إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا ) (٣) إلى آخر الآية، كان ذلك من يعصي منهم فاحتجب عنهم سبع سنين، فلاذوا بالعرش يلوذون

__________________

أبواب الطواف

الباب ١

١ - تفسير العياشي ج ١ ص ٢٩ ح ٥، وعنه في البحار ج ٩٩ ص ٢٠٤ ح ١٧.

(١) هو المنتفخ الجنبين الغليظهما (لسان العرب - جعشم - ج ١٢ ح ١٠٢).

(٢) في المخطوط: فقال، وما أثبتناه من المصدر.

(٣) البقرة ٢: ٣٠.

٣٦٩

يقولون: لبيك ذا المعارج لبيك، حتى تاب عليهم، فلمّا أصاب آدمعليه‌السلام الذنب طاف بالبيت حتى قبل الله منه، قال فقال: صدقت، قال: فعجب أبي من قوله صدقت » الخبر.

[١١٠٩٩] ٢ - وعن محمّد بن مروان قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام ، يقول: « كنت مع أبي في الحجر، فبينا هو قائم يصلّي إذ أتاه رجل فجلس إليه، فلمّا انصرف سلّم عليه ثم قال: إنّي أسألك عن ثلاثة أشياء لا يعلمها إلّا أنت، ورجل آخر، قال: ما هي؟ قال: أخبرني أيّ شئ كان سبب الطواف بهذا البيت؟

فقال: إنّ الله تبارك وتعالى لمّا أمر الملائكة أن يسجدوا لآدم ردت الملائكة، فقالت:( أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ) (١) فغضب عليهم، ثم سألوه التوبة فأمرهم أن يطوفوا بالضراح، وهو البيت المعمور، فمكثوا به يطوفون به سبع سنين، يستغفرون الله ممّا قالوا، ثم تاب عليهم من بعد ذلك ورضي عنهم، فكان هذا أصل الطواف، ثم جعل الله البيت الحرام حذاء الضراح، توبة لمن أذنب من بني آدم وطهوراً لهم، فقال: صدقت! - إلى أن قال - ثم قام الرجل، فقلت: من هذا الرجل يا أبه؟ فقال: يا بني هذا الخضرعليه‌السلام ».

[١١١٠٠] ٣ - وعن علي بن الحسين(١) عليهما‌السلام في قوله تعالى:( وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا

__________________

٢ - تفسير العياشي ج ١ ص ٣٠ ح ٦، وعنه في البحار ج ٩٩ ص ٢٠٥ ح ١٨.

(١) البقرة ٢: ٣٠.

٣ - تفسير العياشي ج ١ ص ٣٠ ح ٧، وعنه في البحار ج ٩٩ ص ٢٠٥ ح ١٩.

(١) جاء في هامش المخطوط في نسخة: الحسن هو ابن فضال فيكون الخبر مقطوعاً.

٣٧٠

مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ ) (٢) ردّوا على الله فقالوا: أتجعل فيها - الخ - وإنّما قالوا ذلك بخلق مضى يعني الجان بن الجن(٣) ، ونحن نسبّح بحمدك ونقدّس لك، فمنّوا على الله بعبادتهم إيّاه، فأعرض عنهم، ثم علّم آدم الأسماء كلّها، ثم قال للملائكة:( أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَـٰؤُلَاءِ ) (٤) قالوا: لا علم لنا( قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ ) (٥) فأنبأهم ثم قال لهم:( اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا ) (٦) وقالوا في سجودهم في أنفسهم: ما كنّا نظنّ أن يخلق الله خلقاً أكرم عليه منّا، نحن خزّان الله وجيرانه، وأقرب الخلق إليه، فلمّا رفعوا رؤوسهم قال: (ألم أقل لكم إنّي أعلم)(٧) ما تبدون من ردكم عليّ وما كنتم تكتمون ظننا أن لا يخلق الله خلقاً أكرم عليه منّا (وهم الذين أمروا بالسجود، فلاذوا بالعرش)(٨) ، وأنّها كانت عصابة من الملائكة وهم الذين كانوا حول العرش، لم يكن جميع الملائكة الذين قالوا ما ظنّنا أن يخلق خلقاً أكرم عليه منّا، وهم الذين أمروا بالسجود فلاذوا بالعرش، وقالوا بأيديهم - وأشار بإصبعه يديرها - فهم يلوذون حول العرش إلى يوم القيامة، فلمّا أصاب آدمعليه‌السلام الخطيئة جعل الله هذا البيت لمن أصاب من ولده خطيئة، أتاه فلاذ به من ولد آدم كما لاذ أولئك بالعرش، الخبر.

__________________

(٢) البقرة ٢: ٣٠.

(٣) في المخطوط: الجان، وما أثبتناه من المصدر.

(٤) البقرة ٢: ٣١.

(٥) البقرة ٢: ٣٣.

(٦) البقرة ٢: ٣٤.

(٧) في المصدر: الله يعلم.

(٨) في المصدر: فلمّا عرف الملائكة أنها وقعت في خطيئة لاذوا بالعرش.

٣٧١

[١١١٠١] ٤ - دعائم الإسلام: عن أبي جعفرعليه‌السلام : أنه نظر إلى ناس يطوفون وينصرفون، فقال: « والله لقد أمروا مع هذا بغيره، قيل وما أمروا يا ابن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ؟ قال: [ أمروا ](١) إذا فرغوا من طوافهم (أن يعرضوا)(٢) علينا أنفسهم ».

[١١١٠٢] ٥ - وعن أبي عبد الله جعفر بن محمّدعليهما‌السلام ، أنه قال: « الطواف من أركان(١) الحج، فمن ترك الطواف الواجب متعمداً فلا حجّ له ».

وعنه(٢) عليه‌السلام ، أنه سئل عمّن طاف طواف الفريضة فلم يدر؟، الخبر.

[١١١٠٣] ٦ - وعن عليعليه‌السلام ، أنه قال في قول الله عزّوجلّ:( ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ ) (١) ، قال: « التفث: الرمي والحلق، والنذور: من نذر أن يمشي، والطواف: هو طواف (الإفاضة، وهو طواف)(٢) الزيارة بعد الذبح والحلق [ يوم النحر ](٣) و [ هذا الطواف ](٤) هو طواف واجب ».

__________________

٤ - دعائم الإسلام ج ١ ص ٢٩٣.

(١) أثبتناه من المصدر.

(٢) في المصدر: أتونا فعرضوا.

٥ - دعائم الإسلام ج ١ ص ٣١٢، وعنه في البحار ج ٩٩ ص ٢٠٩ ح ١٥.

(١) في المصدر: كبار.

(٢) المصدر السابق ج ١ ص ٤١٤.

٦ - دعائم الإسلام ج ١ ص ٣٣٠، وعنه في البحار ج ٩٩ ص ٣١٢ ح ٣٩.

(١) الحج ٢٢: ٢٩.

(٢) ليس في المصدر.

(٣) أثبتناه من المصدر.

(٤) أثبتناه من المصدر.

٣٧٢

[١١١٠٤] ٧ - بعض نسخ الرضويعليه‌السلام : « ومن ترك الطواف متعمّداً فلا حجّ له ».

٢ -( باب وجوب طواف النساء على الرجل، والمرأة، والخصيّ، وغيرهم، إلّا في عمرة التمتع، ويحرم الاستمتاع على المحرم قبله)

[١١١٠٥] ١ - فقه الرضاعليه‌السلام : « فأدنى ما يتم به فرض الحج الاحرام - إلى أن قال - وطواف النساء ».

وقال في موضع(١) آخر: « ثم تطوف بالبيت أسبوعاً، وهو طواف النساء ».

وقالعليه‌السلام (٢) في موضع آخر: « ومتى لم يطف الرجل طواف النساء لم تحلّ له النساء حتى يطوف، وكذلك المرأة لا يجوز لها أن تجامع حتى تطوف طواف النساء ».

[١١١٠٦] ٢ - الصدوق في المقنع: فإذا زار البيت فطاف، وسعى بين الصفا والمروة، فقد أحلّ من كلّ شئ أحرم منه(١) إلّا النساء، فإذا طاف طواف النساء فقد أحلّ من كلّ شئ أحرم منه.

__________________

٧ - بعض نسخ الرضوي ص ٧٥، وعنه في البحار ج ٩٩ ص ٣٦٢ ح ٤٧.

الباب ٢

١ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٢٦، وعنه في البحار ج ٩٩ ص ٩٤ ح ١٧.

(١) نفس المصدر ص ٢٩.

(٢) نفس المصدر ص ٣٠.

٢ - المقنع ص ٩٠.

(١) ليس في المصدر.

٣٧٣

٣ -( باب وجوب ركعتي الطواف الواجب)

[١١١٠٧] ١ - فقه الرضاعليه‌السلام : « فأدنى ما يتم به فرض الحج الاحرام - إلى أن قال - والصلاة عند المقام ».

[١١١٠٨] ٢ - الصدوق في المقنع: ثم ائت مقام إبراهيم فصلّ ركعتين - إلى أن قال - فهاتان الركعتان هما الفريضة.

٤ -( باب استحباب التطوع بالطواف وتكراره، واختياره على العتق المندوب)

[١١١٠٩] ١ - القطب الراوندي في قصص الأنبياء: بإسناده إلى الصدوق عن محمّد بن موسى المتوكل، عن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن العلاء، عن محمّد بن مسلم، عن الباقرعليه‌السلام قال: « إن آدمعليه‌السلام لمّا بنى الكعبة وطاف بها، قال(١) : اللهم إن لكلّ عامل أجراً، اللهم واني قد عملت، فقيل له: سل يا آدم؟ فقال: اللهم اغفر لي ذنبي، فقيل له: قد غفرت(٢) لك يا آدم، فقال: ولذريتي من بعدي، فقيل له: يا آدم من باء منهم بذنبه ها هنا كما بؤت غفرت له ».

__________________

الباب ٣

١ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٢٦.

٢ - المقنع ص ٨١.

الباب ٤

١ - قصص الأنبياء ص ١٦.

(١) في المخطوط: فقال، وما أثبتناه من المصدر.

(٢) في المصدر: غفر.

٣٧٤

[١١١١٠] ٢ - وفي كتاب لبّ اللباب: روي أنّ الله لمّا أمر آدمعليه‌السلام ببناء الكعبة فبناها، ثم قال: يا ربّ ان لكلّ أجير أجراً فأعطني أجر عملي، قال: يا آدم إذا طفت حوله أغفر لك برحمتي، قال: زدني، قال: وإذا طاف أولادك حولها أغفر لهم، قال: زدني، قال: من كان يأتيه بنيّة على أن يزوره ولم يبلغ إلى ذلك، أغفر له، قال: زدني، قال: كلّ أحد يستغفر له الطائفون اغفر له ببركة دعائهم.

[١١١١١] ٣ - البحار، عن كتاب الإمامة والتبصرة: عن محمّد بن عبد الله عن محمّد بن جعفر الرزاز، عن خاله علي بن محمّد، عن عمرو بن عثمان الخزاز، عن النوفلي، عن السكوني، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائهعليهم‌السلام قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : زين الإيمان الإسلام كما أن زين الكعبة الطواف ».

[١١١١٢] ٤ - ابن فهد (ره) في عدّة الداعي: عن إبراهيم التيمي، قال: كنت أطوف بالبيت الحرام فاعتمد علي أبو عبد اللهعليه‌السلام ، فقال: « ألا أخبرك يا إبراهيم مالك في طوافك هذا؟ » قال قلت: بلى جعلت فداك، قال: « من جاء إلى ها البيت عارفاً به فطاف به أسبوعاً، وصلى ركعتين في مقام إبراهيمعليه‌السلام ، كتب الله له عشرة آلاف حسنة، ورفع له عشرة آلاف درجة » الخبر.

[١١١١٣] ٥ - الحسين بن سعيد الأهوازي في كتاب ابتلاء المؤمن: عن أبي

__________________

٢ - لبّ اللباب: مخطوط.

٣ - البحار ج ٩٩ ص ٢٠٦ ح ٢٠ بل عن جامع الأحاديث ص ١٣

٤ - عدة الداعي ص ١٧٨.

٥ - - المؤمن ص ٤٩ ح ١١٦

٣٧٥

عبد اللهعليه‌السلام ، قال: « من طاف بهذا البيت أُسبوعاً، كتب الله عزّوجلّ له ستة آلاف حسنة، ومحا عنه ستّة آلاف سيئة، ورفع له ستة آلاف درجة.

وفي رواية ابن عمّار: « وقضى له ستة آلاف حاجة »

[١١١١٤] ٦ - دعائم الإسلام: عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « من طاف بهذا البيت أسبوعاً، وأحسن صلاة ركعتيه غفر له ».

[١١١١٥] ٧ - ابن أبي جمهور في عوالي اللآلي: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « استكثروا من الطواف، فإنه أقلّ شئ يوجد في صحائفكم يوم القيامة ».

وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: « إنّ الله يباهي بالطائفين(١) ».

وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال: « من طاف البيت خمس مرات، خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه »(٢) .

[١١١١٦] ٨ - وفي درر اللآلي: عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « من طاف بهذا البيت سبعاً وصلّى ركعتين، كان كمن أعتق رقبة ».

[١١١١٧] ٩ - فقه الرضاعليه‌السلام : « وأروي(١) أنّ من طاف بالبيت

__________________

٦ - دعائم الإسلام ج ١ ص ٢٩٣

٧ - عوالي اللآلي ج ٣ ص ١٦٥ ح ٥٩

(١) نفس المصدر ج ١ ص ٩٦ ح ٨

(٢) نفس المصدر ج ١ ص ١٨٦ ح ٢٦١.

٨ - درر اللآلي: ج ١ ص ١٩.

٩ - - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٤٥

(١) في المصدر: وروي.

٣٧٦

سبعة أشواط، كتب الله له ستة آلاف حسنة، ومحا عنه ستة آلاف سيئة، ورفع له ستة آلاف درجة » الخبر.

[١١١١٨] ١٠ - بعض نسخ الرضويعليه‌السلام : « وعليك بصلاة الليل، وطول القنوت، وكثرة الطواف »

٥ -( باب استحباب إحصاء الأسابيع)

[١١١١٩] ١ - زيد النرسي في أصله: قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام ، عن الرجل يحوّل خاتمه ليحفظ به طوافه؟ قال: « لا بأس، إنّما يريد به التحفظ »

[١١١٢٠] ٢ - بعض نسخ الرضويعليه‌السلام : « ويستحب أن تحصي أسبوعك في كلّ يوم وليلة.

٦ -( باب أنه يستحب للحاج أن يطوف ثلاثمائة وستين أسبوعاً، فإن لم يقدر فثلاثمائة وستين شوطاً ويتم الأسبوع الأخير، فإن لم يقدر فما قدر)

[١١١٢١] ١ - فقه الرضاعليه‌السلام : » يستحب أن يطوف الرجل بمقامه بمكّة ثلاثمائة وستين أُسبوعاً بعدد أيام السنة، فإن لم يقدر عليه طاف ثلاثمائة وستين شوطاً ».

__________________

١٠ - عنه في البحار ج ٩٩ ص ٣٤٦

الباب ٥

١ - أصل زيد النرسي ص ٥٥.

٢ - بعض نسخ الفقه الرضوي ص ٧٥، وعنه في البحار ج ٩٩ ص ٣٦١ ح ٤٢.

الباب ٦

١ - - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٢٧.

٣٧٧

[١١١٢٢] ٢ - وفي بعض نسخة: « ويستحب أن يطوف الرجل مقامه بمكّة بعدد السنة ثلاثمائة وستين أُسبوعاً عدد أيام السنة، فإن لم تستطع فثلاثمائة وستين شوطاً، فإن لم تستطع فأكثر من الطواف ما أقمت بمكّة ».

٧ -( باب أنّ من أقام بمكّة سنة استحب له اختيار الطواف المندوب على الصلاة المندوبة، ومن أقام سنتين تخيّر واستحب له المساواة، ومن أقام ثلاثاً استحب له اختيار الصلاة)

[١١١٢٣] ١ - بعض نسخ الرضويعليه‌السلام : « ويروى عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال: إنّ الطواف للغريب(١) أفضل من الصلاة، ولأهل مكّة الصلاة أفضل من الطواف »

[١١١٢٤] ٢ - دعائم الإسلام: عن جعفر بن محمّدعليهما‌السلام ، أنه قال: « لمّا أوحى الله عزّوجلّ إلى إبراهيمعليه‌السلام ( أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ ) (١) ، أهبط [ الله عزّوجلّ ](٢) إلى الكعبة مائة وسبعين رحمة، فجعل منها ستين للطائفين، وخمسين للعاكفين، وأربعين للمصلين، وعشرين للناظرين ».

[١١١٢٥] ٣ - الشيخ أبو الفتوح في تفسيره: عن عبد الله بن عباس، عن

__________________

٢ - بعض نسخ الرضوي: وعنه في البحار ج ٩٩ ص ٣٤٦.

الباب ٧

١ - بعض نسخ الرضوي: وعنه في البحار ج ٩٩ ص ٣٤٦.

(١) في البحار: للغرب.

٢ - دعائم الإسلام ج ١ ص ٢٩٤.

(١) البقرة ٢: ١٢٥.

(٢) أثبتناه من المصدر.

٣ - تفسير أبي الفتوح الرازي ج ١ ص ٢٩٨.

٣٧٨

رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « إنّ الله عزّوجلّ ينزل في كلّ يوم وليلة إلى الكعبة مائة وعشرين رحمة، ستين للطائفين، وأربعين للمصلين، وعشرين للناظرين ».

٨ -( باب استحباب الدعاء بالمأثور عند الحجر الأسود ووجوب ابتداء الطواف منه)

[١١١٢٦] ١ - بعض نسخ الرضوي: « وإذا انتهيت إلى الحجر الأسود فارفع يديك وقل: بسم الله وبالله(١) والله أكبر، اللهم إيماناً بك، وتصديقاً بكتابك، واتباعاً لسنّة(٢) نبيّكصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ووفاء بعهدك، آمنت بالله، وكفرت بالجبت والطاغوت، الله أكبر، لا إله إلّا الله والله أكبر، اللهم لك حججت، وإيّاك أجبت، وإليك وفدت، ولك قصدت، وبك صمدت، وزيارتك أردت، وأنا في فنائك، وفي حرمك، وضيفك، وعلى باب بيتك، نزلت ساحتك، وحللت بفنائك، اللهم أنت ربّي وربّ هذا البيت، اللهم إن هذا اليوم يوم تكره فيه الرفث، وتقضي فيه التفث، وتبرّ فيه القسم، وتعتق فيه النسم، قد جعلت هذا البيت عيداً لخلقك، وقرباناً لهم إليك، ومثابة للناس وأمناً، وجعلته (لهم قيّماً)(٣) بحجّة، ويطاف حوله، ويجاوره العاكف، ويأمن فيه الخائف.

اللهم وإنّي ممّن حجّه لك رغبة فيك، (و)(٤) التماساً لرضائك

__________________

الباب ٨

١ - بعض نسخ الرضوي: وعنه في البحار ج ٩٩ ص ٣٤٢.

(١) ليس في البحار.

(٢) وفيه: لسنتك وسنة.

(٣) في البحار: فيها.

(٤) « الواو » استظهار من المصنف « قده ».

٣٧٩

ورضوانك، وشحّاً على خطيئتي منك، اللهم إنّي أسألك المعافاة في الشكر، والعتق من النار، إنّك أنت أرحم الراحمين.

ثم تدنو من الحجر فتستلمه وتقول: الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنّا لنهتدي لولا أن هدانا الله، لقد جاءت رسل ربّنا بالحق، سبحان الله والحمد لله ولا إله إلّا الله والله أكبر، لا إله إلّا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت، وهو حي لا يموت، بيده الخير(٥) وهو على كلّ شئ قدير، وصلى الله على محمّد وعلى آله وسلم ».

[١١١٢٧] ٢ - فقه الرضاعليه‌السلام : « ثم تطوف بالبيت تبدأ بركن الحجر الأسود، وقل: أمانتي أدّيتها، وميثاقي تعاهدته، لتشهد لي بالموافاة، آمنت بالله عزّوجلّ، وكفرت بالجبت والطاغوت، واللات والعزى وهبل والأصنام، وعبادة الأوثان والشيطان، وكل ند يعبد من دون الله عزّوجلّ، سبحان عمّا يقولون علوّاً كبيراً ».

[١١١٢٨] ٣ - الصدوق في المقنع: فإذا دخلت المسجد فانظر إلى الكعبة وقل: الحمد لله الذي عظّمك وشرّفك وكرّمك، وجعلك مثابة للناس وأمناً مباركاً، وهدى للعالمين، ثم ارفع يديك وقل:

اللهم إنّي أسألك في مقامي هذا في أوّل مناسكي أن تقبل توبتي، وتجاوز عن خطيئتي، وتضع عنّي وزري، الحمد لله الذي بلّغني بيته الحرام، اللهم إنّي أشهد أن هذا بيتك الحرام الذي جعلته مثابة للناس

__________________

(٥) في البحار زيادة: كله.

٢ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٢٧.

٣ - المقنع ص ٨٠.

٣٨٠

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534