كامل الزيارات

كامل الزيارات16%

كامل الزيارات مؤلف:
المحقق: علي أكبر الغفاري
الناشر: مكتبة الصدوق
تصنيف: متون الأدعية والزيارات
الصفحات: 357

كامل الزيارات المقدمة
  • البداية
  • السابق
  • 357 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 149602 / تحميل: 9445
الحجم الحجم الحجم
كامل الزيارات

كامل الزيارات

مؤلف:
الناشر: مكتبة الصدوق
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

بمن قام الف دليل على سوء افعاله وركاكة اقواله كما سيتضح إنشاء الله تعالى والملخص إن نصب الإمام واجب على الله تعالى عقلاً كما برهن عليه في موضعه مفصلاً وقد أبان عن ذلك النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ونص على من كان أهلاً للإمامة في يوم الغدير وغيره من المواقف والأزمان وحيث كان هذا الإيجاب عند اهل البيتعليهم‌السلام وسائر بني هاشم واتباعهم شائعاً ذائعاً بحيث لم يظنوا صدور الخلاف لأحد من الأصحاب لم يشتغلوا به عن دفن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله كما سيعترف به هذا الشيخ الجاهل في أوائل الفصل الأول من الباب الأول وإنما إشتغل به من الأصحاب من قصد غصب منصب الإمامة وعادى علياً طلباً لثارات الجاهلية فاغتنموا الفرصة بإشتغال بني هاشم بتجهيز النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وجلوس عليعليه‌السلام للمصيبة فسارعوا الى تقرير ولي الأمر ولبسوا الأمر على الناس بإيهام إن قعود عليعليه‌السلام في قعر بيته إنما كان لتركه الخلافة وإعراضه عنها فانخدع الناس بذلك وضم اليه إختلاف الأنصار فيما بينهم فلم يصبروا أن يفرغ بني هاشم من مصاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فيستقر الأمر مقره فبايعوا أبا بكر بحضوره وعقدوا البيعة الفلتة الفاسدة لأبي بكر بعد أعمال وجوه أخرى من التلبيس وتطميع الناس واستمالتهم بتفويض إمارة البلاد ونحوها فظهر إن قول هذا الشيخ حيث إشتغلوا به عن دفن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله على عمومه في محل المنع فتأمل

وأما تاسعاً فلأن ماذكره أولاً في وجه الوجوب على الأمة سمعاً غير متجه لأنه لا يقتضي كون نصب الإمام واجباً سمياً على الأمة كما إدعاه لظهور إن أمر النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله بإقامة الحدود وسد الثغور ونحوهما على آحاد الأمة ليس

٤١

على أن يفعلها كل أحد منهم بإستقلال بل بأمر الإمام كما يرشد اليه قوله وهي لا تتم إلا بالإمام فهذا راجع الى بيان مايجب على معاونة الإمام في الأمور المذكورة لا الى وجوب أصل الإمامة فالواجب المطلق في الأمر بما ذكر هو الوجوب المتعلق بإطاعة الأمة لا الوجوب المتعلق بنصب الإمام ولا يلزم من سمعية الأول سمعية الثاني على إن لقائل أن يمنع قولهم « إن ما لا يتم الواجب إلا به وكان مقدوراً للمكلف كان واجباً » وإنما تصدق هذه المقدمة لو إمتنع تكليف مالا يطلق وهو غير ممتنع عندهم فلم يتم الدليل للأشاعرة وايضاً الذي يقوم عليه الدليل هو وجوب مقدمة الواجب بمعنى كونه مما لا بد منه في تحقيق ماهي مقدمة له لا الوجوب الشرعي الذي قصدوه في هذا المقام وتحقيق ذلك يطلب من كتب الأصول لأصحابنا أيدهم الله تعالى.

وأما عاشراً فلأن ماذكره ثانياً بقوله « ولأن في نصبه جلب منافع لا تحصى ودفع مضار لا تستقصى الخ » مردود بأن الضرر المضنون أما ديني وهو تقريب المكلفين وتبعيدهم وذلك لايحصل إلا من إمام مؤيد من عند الله بالآيات والبينات عارف بجزئيات التكاليف العقلية والشرعية مما لا يعرفها إلا الراسخون ولا يرضى بحكمه إلا المتقون، بخلاف من نصبه الرعية على وفق آرائهم، ومقتضى شهواتهم ، حيث جوزوا ترجيح المرجوح وتفضيل المفضول واستأثروا إتباع الظالم الجاهل الذي لا يعرف شيئاً من ضروريات الدين كما ينبغي، بل لا يهتدي بضروريات العقل أيضاً لينالوا بوسيلته الى مرداتهم الجاهلية والمالية

وأما دنيوي كالهرج والمرج والفتن ولا نزاع لنا في حصوله في الجملة من نصب رئيس يختاره طائفة من الناس بينهم لئلا يختل

٤٢

أمر معاشهم إلا إن نصبه ربما يؤدي الى المفاسد الدينية كإتباع العلماء القاصرين لرأيه وإعتقاده وتأليفهم كتباً على طبق مرضاته ووضعهم أحاديث كذلك فاستمر بينهم كابراً عن كابر حتى شاع في وقته كما وقع في زمان بني أمية وبني العباس فقالوا بعد مدة إنا وجدنا آبائنا على أمة وإنا على آثارهم مهتدون.

١٢ ـ قال : المقدمة الثالثة الإمامة تثبت أما بنص من الإمام على إستخلاف واحد من أهلها وأما بعقدها من أهل الحل والعقد لمن عقدت له من اهلها كما سيأتي بيان ذلك في الأبواب وأما بغير ذلك كما هو مبين في محله واعلم إنه يجوز نصب المفضول مع وجود من هو أفضل منه لإجماع العلماء بعد الخلفاء الراشدين على إمامة بعض من قريش مع وجود أفضل منه منهم ولأن عمر جعل الخلافة بين ستة من العشرة منهم عثمان وعلي وهما أفضل أهل زمانهما فلوا تعين الأفضل لعين عثمان فدل عدم تعيينه إنه يجوز نصب غير عثمان وعلي مع وجودهما والمعنى في ذلك إن غير الأفضل قد يكون أقدر منه على القيام بمصالح الدين وأعرف بتدبير الملك وأوفق لإنتظام حال الرعية وأوثق في إندفاع الفتنة انتهى.

اقول : اولاً التحقيق إن الإمامة لا تثبت إلا بنص من النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أو من الإمام المنصوص على إمامته وأما القسمان الآخران اللذان ذكرهما هذا الشيخ الجامد فقد أشرنا الى بطلانهما إجمالاً وسيأتي الكلام فيهما تفضيلاً إنشاء الله تعالى

وثانياً إنه إن اراد بدعوى إجماع العلماء على إمامة المفضول مع وجود الفاضل إجماع جميع العلماء فالمنع عليه ظاهر كيف وسائر أئمة أهل البيتعليهم‌السلام وشيعتهم من الصحابة والتابعين ومن بعدهم الى هذا الزمان على طرف الخلاف وإن

٤٣

أراد إجماع علماء اهل السنة فهو مصادرة ظاهرة لاتقوم حجة على الخصم الشيعى كما لايخفى وتفضيل الكلام وتحقيق المرام إنه قد دل العقل والنقل على إنه يجب أن يكون الإمام أكمل وافضل في جميع اوساط المحامد كالعلم والزهد والكرم والشجاعة والعفة وغير ذلك من الصفات الحميدة والأخلاق المرضية وبالجملة يجب أن يكون أشرفهم نسباً واعلاهم قدراً واكملهم خلقاً وخلقاً كما وجب ذلك في النبي بالنسبة الى إمته وهذا الحكم متفق عليه من أكثر العقلاء إلا إن أهل السنة خالفوا في أكثره كالأعلمية والأشجعية لأن أبا بكر لم يكن كذلك مع إن عمر وأبا عبيدة نصباه إماماً وكذا عمر لم يكن كذلك وقد نصبه ابو بكر إماماً ولم يفطنوا بأن هذا الإختيار السوء قد وقع مواضعة ومخادعة من القوم حرصاً على الخلافة وعداوة لإمام الكافة كما يكشف عنه قول طلحة حين كتب أبو بكر وصيته لعمر بالولاية والخلافة بعده حيث قال مخاطباً لعمر « وليته أمس وولاك اليوم » الى غير ذلك من المكائد والحيل والخدع التي إستعملوها في غصب الخلافة عن اهلها وكذلك فريق من المعتزلة منهم عبدالحميد بن أبي الحديد المدائني قالوا يجوز تقديم المفضول على الفاضل لمصلحة ما وقالوا إن علياًعليه‌السلام أفضل من أبي بكر لكن جاز تقديم أبي بكر عليه لمصلحة وهذا القول غير مقبول إذ يقبح من اللطيف الخبير أن يقدم المفضول المحتاج الى التكميل على الفاضل الكامل عقلاً ونقلاً كما في النبوة ومنشأ شبهتهم في هذا التجويز إن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قدم عمرو بن العاص على أبي بكر وعمر وكذا قدم أسامة بن زيد عليهما مع إنهما أفضل من كل منهما والجواب بعد تسليم افضليتهما والإغماض عن إن هذه الأفضلية إنما توهم لهما بعد

٤٤

غصبهما للخلافة إنهما إنما قدما عليهما في أمر الحرب فقط وقد كانا أعلم من منهما فيه قطعاً كما دلت عليه الأخبار والآثار هذا إن جعلنا التقديم والتأخير منوطاً بإختيار الله تعالى وأما إن جعلناه منوطاً بإحتيار الأمة كما هو مذهب الجمهور فهو أيضاً غير مقبول لأنه يقبح في العقول ايضاً أن يجعل المفضول المبتدي في الفقه مقدماً على إبن عباسرضي‌الله‌عنه وذلك بين عند كل عاقل والمخالف فيه مكابر.

ومن العجائب إن إبن أبي الحديد المعتزلي خالف هاهنا مقتضى ما أجمع عليه من القول بالحسن والقبح العقليين ونسب هذا التقديم الذي ذهب اليه الى الله عز وجل فقال في خطبة شرحه لنهج البلاغة « وقدم المفضول على الفاضل لمصلحة إقتضاها التكليف » وهذا في غاية مايكون من السخف، ولأنه نسب ما هو قبيح عقلاً الى الله عز وجل ، مع إنه عدلي المذهب ، فقد خالف مذهبه، ولهذا حملت الشكايات الواردة من عليعليه‌السلام عن الصحابة، والتظلم منهم في الخطبة الموسومة بالشقشقية وغيرها على ذلك ولا يخفى إن الحمل على ذلك مما لا وجه له سوى التحامل على عليعليه‌السلام لأن هذا التقديم إن كان من الله تعالى، لم يصح من عليعليه‌السلام الشكاية مطلقاً لأنها حينئذ تكون رداً على الله، والرد عليه على حد الكفر وإن كان من الخلق فإن كان هذا التقديم لمصلحة المكلفين وعلم بها جميع الخلق غير عليعليه‌السلام فقد نسبهعليه‌السلام الى الجهل بما عرفه عامة الخلق وإن كان لا لمصلحة كان تقديماً بمجرد التشهي فلم تكن الشكاية على الوجه الذي توهمه فلا وجه لحملها عليه هذا والعقل والنقل كما اشرنا اليه دال على قبح ذلك أما العقل فظاهر وأما النقل فلأن القرآن نص على إنكار ذلك حيث قال تعالى أفمن يهدي الى الحق

٤٥

احق أن يتبع أمن لايهدي الى أن يهدي فمالكم كيف تحكمون وقال تعالى هل يستوي الذين يعلمون والذين لايعلمون إنما يتذكر أولوا الألباب ثم أقول يمكن أن يستدل على عدم جواز تفضيل المفضول يقول أبي بكر « أقيلوني فإني لست بخيركم وعلي فيكم » فاحفظ هذا فإنه بذلك حقيق.

وثالثاً إنما ذكره من التعليل العليل بقوله « ولأن عمر جعل الخلافة الخ » قد مر مافيه مع إبتنائه لمجرد حسن الظن الذي لايغني من الحق شيئاً.

ورابعاً إن قوله « والمعنى في ذلك إن غير الأفضل قد يكون اقدر منه الخ » فيه إنه إن عنى بالأقدر المذكور فيه إنه لايعرف مصالح الدين لكنه أقدر على إقامتها فهذا لايسمن ولايغني من جوع لأن إقامة مصالح الدين فرع العلم بها وهو ظاهر وإن عنى به إنه أقدر بإقامتها مع العلم بها من غير أحتياج وإستناد الى إستعلامها عن غير فهو خلاف المفروض لأن مثل هذا الشخص ليس بمفضول في العلم بل أقل الأمر أن يكون مساوياً لغيره وأما مجرد معرفة تدبير الملك وإنتظام حال الرعية فلا يجدي في الدين لأن ذلك التدبير والإنتظام يجب أن يكون على الوجه الشرعي الخالي عن شوائب الجور والظلم الذي لا يحصل إلا ممن إتصف بالعلم والعفة والزهد والشجاعة بل بالعصمة كما سنحققه دون الوجه العرفي السياسي الحاصل من معاوية الباغي وجروه يزيد، والوليد الجبار العنيد ، الذي إستهدف المصحف المجيد، والحجاج الظالم الفاتك الشديد ، واللص المتغلب الدوانيقي ونحوهم من كل شيطان مريد، فإنهم كانوا يدفعون الفتنة الموهمة على الملك والرعية وعلى خصوص سلطنتهم وجاههم وقتل كل متهم، وصلب كل عدو مظنون وإحراق بيوتهم وبيوت اقوامهم وجيرانهم وضرب أعناقهم الى غير ذلك من العذاب والنكال بلا ثبوت ذنب

٤٦

منهم شرعا نعم ظلم الشيخين كان مختصاً بأهل البيتعليهم‌السلام وشيعتهم ولهذا إستقام لهم الأمر بمعونة غيرهم من أعداء أهل البيت بخلاف عثمان فإنه لما عم ظلمه وظلم عماله على البلاد والعباد، إختل أمره وآل الى قتله على رؤوس الأشهاد، وبالجملة إن حفظ الحوزة على الوجة المشتمل على الإنتظام الظاهري ودفع الهرج والمرج ورفع تطاول بعض الآحاد قد يترتب على وجود الخلفاء المجازية والملوك الجائرة بل بوجود الشحنة والعسس بل وربما يحصل هذا القسم من الإنتظام بهم دون غيرهم من الخلفاء الحقيقة فإنهم بموجب سياساتهم العرفية المذكورة ونحوها ربما يدفعون تطاول آحاد الناس على غيرهم من الرعية بوجه لايتيسر لغيرهم من الخلفاء الأمجاد لكنهم أنفسهم وأولياء دولتهم يعملون مع ضعفاء العباد ، ما يشاؤون من الجور والفساد ، ولو وقع خلل في أحكام الدين القويم، واعوجاج في اركان الطريق المستقيم، عجزوا عن الإصلاح والقويم كما اشار اليه عبدالله بن الحر في جملة قوله

( شعر(١) )

تبيت النشاوى من أمية نوماً

وبالطف قتلى ما ينام حميمها

وما ضيع(٢) الإسلام إلا قبيلة(٣) تأمر نوكها ودام نعيمها(٤)

وأضحت(٥) قناة الدين في كف ظالم إذا إعوج منها جانب لايقيمها

____________________

(١) نقل إبن شهر آشوب ره هذه الأبيات في كتاب المناقب من دون تسمية لقائلها [ صفحة ٢٣٢ من ج ٢ من النسخة المطبوعة في سنة ١٣١٧ القمرية الهجرية ونقلها المجلسي ره عن المناقب في البحار « ص ٢٥٦ من ج ١٠ من النسخة المطبوعة بنفقة أمين الضرب ره ]

(٢) المناقب والبحار « قتل »

(٣) المناقب والبحار « عصابة »

(٤) المناقب والبحار « نام زعيمها »

(٥) المناقب والبحار « فاضحت »

٤٧

وليتأمل ذو الرأي السديد إن فيما وقع في ايام من صحاح أهل السنة سلطنه بل خلافته كيزيد، عليه من اللعنة مايربو ويزيد، من قتل الحسينعليه‌السلام وشيعته من حفظ حوزة الإسلام أو في قتله لأهل المدينة الطيبة وإفتضاض الف بكر من أولاد الصحابة والتابعين الكرام رعاية نظام الأنام أو في رمي المناجيق على الكعبة وتخريب بيت الله الحرام أمارة لما إختل من النظام أو دعوة لمن دخلها الى دار السلام هذا مع إنا لا نسلم إن الثلاثة كانوأ أعرف بحفظ الحوزة وحفظ حال الرعية ولو كانوا كذلك لما أمر النبي عليهما عمرو بن العاص مرة وزيد بن حارثة مرة وزيد بن أسمامة تارة أخرى وقد إشتهر إن أكثر ما إستعمله عمر من تدبير فتح العجم ونشر الإسلام في بلادهم إنما كان بإشارة عليعليه‌السلام وإنه كتب صفحة من قبيل الجفر والتكسيرا وجب عقدها على راية أهل الإسلام إنتكاس رايه العجم وقد ذكر بعض الجمهور على ما في كتاب الشافي من مقاتلة أبي بكر لأصحاب مسيلمة الكذاب وأمثالهم مشهورين بين أهل السنة بأهل الردة إنما كان بإشارة عليعليه‌السلام نعم كانعليه‌السلام محترزاً عن إستعمال الغدر والمكيدة والحيلة والخديعة التي يعد العرب مستعملها من الدهاة وكانوا يصفون معاوية بذلك ويقولون إنما وقع الإختلاف في عسكر عليعليه‌السلام لأن معاوية كان صاحب الدهاء دونه ولما سمععليه‌السلام قال « لولا الدين(١) لكنت من أدهى العرب » فتدبر.

____________________

(١) نقل السيد الرضي ره في نهج البلاغة مايحقق هذا المرام بهذه العبارة « ومن كلام لهعليه‌السلام : والله ما معاوية بأدهى مني ولكنه يغدر ويفجر ولولا كراهية الغدر لكنت من أدهى الناس، ولكن كل غدرة فجرة وكل فجرة كفرة ولكل غادر لواء يعرف به يوم القيامة والله ما إستغفل بالمكيدة ولا إستغمز بالشديدة » وقال إبن أبي الحديد في شرحه كلاماً مفصلاً منه هذا « أعلم إن السائس لايتمكن من السياسة البالغة إلا إذا كان يعمل برأيه وبما يرى فيه صلاح ملكه وتمهيده امره وتوطيد قاعدته سواء وافق الشريعة أو لم يوافقها ومتى لم يعمل في السياسة والتدبير بموجب ماقلناه فبعيد أن ينتظم أمره أو يستوثق حاله وأمير المؤمنين كان مقيداً بقيود الشريعة مدفوعاً الى إتباعها ورفض مايصلح إعتماده من آراء الحرب والكيد والتدبير إذا لم يكن الشرع موافقاً فلم تكن قاعدته في خلافته قاعدة غيره ممن لم يلتزم بذلك ولسنا بهذا القول زارين على عمر بن الخطاب ولا ناسبين اليه ما هو منزه عنه لكنه كان مجتهداً يعمل بالقياس والإستحسان والمصالح والمرسلة ويرى تخصيص عمومات النص بالآراء بالإستنباط من اصول يقتضي خلاف مايقتضيه عموم النصوص ويكيد خصمه ويأمر أمراءه بالكيد والحيلة ويؤدب بالدرة والسوط من يتغلب على ظنه إنه يستوجب ذلك ويصفح من آخرين قد إجترموا مايستحقون به التأديب كل ذلك بقوة إجتهاده وما يؤديه اليه نظره ولم يكن أمير المؤمنينعليه‌السلام يرى ذلك وكان يقف مع النصوص والظواهر ولا يتعداها الى الإجتهاد وإلا قيسته ويطبق أمور الدنيا على أمور الدين ويسوق الكل مساقاً واحداً ولا يرفع إلا بالكتاب والنص فاختلفت طريقتاهما بالخلافة والسياسة وكان عمر مع ذلك شديد الغلظة والسياسة وكان عليعليه‌السلام كثير الحلم والصفح والتجاوز فازدادت خلافة ذاك قوة وخلافة هذا ليناً ولم يمن عمر بما مني به عليعليه‌السلام من فتنة عثمان الخ » وهو كلام نافع طويل الذيل جداً ينبغي إن يلاحظ ويراجع ومن اراده فليطلبه منه هناك « وهو أواخر الجزء العاشر من شرح النهج لصاحب الكلام ».

٤٨

١٣ ـ قال : واشتراط العصمة في الإمام وكونه هاشمياً وظهور معجزة على يده يعلم بها صدقه من خرافات نحو الشيعة وجهالاتهم لما سيأتي بيانه وإيضاحه من حقية خلافة أبي بكر وعمر وعثمان مع إنتفاء ذلك فيهم ومن جهالاتهم ايضاً قولهم إن غير المعصوم يسمى ظالماً فيتناوله قوله تعالى لا ينال عهدي الظالمين وليس

٤٩

كما زعموا إذ الظالم لغة من يضع الشيء في غير محله وشرعاً العاصي وغير المعصوم قد يكون محفوظاً فلا يصدر عنه ذنب او صدر عنه ويتوب منه حالا توبة نصوحا فالآية لاتتناوله وانما تتناول العاصي على أن العهد في الآية كما يحتمل ان يكون المراد به الإمامة العظمى يحتمل ايضاً ان يكون المراد به النبوة أو الإمامة في الدين او نحوهما من مراتب الكمال وهذه الجهالة منهم انما اخترعوها ليبنوا عليها بطلان خلافة غير علي كرم الله وجهه وسيأتي مايرد عليهم ويبين عنادهم وجهلهم وضلالهم نعوذ بالله من الفتن والمحن انتهى.

اقول : يتوجه عليه :

اولاً ان الإمامية الذين ينبغي ان يكون وجه الكلام معهم انما اشترطوا العصمة دون الهاشمية وان اتفق كون الأئمة المعصومين من بني هاشم ودون اظهار المعجزة وان صدر عنهم ذلك حسبما ذكره مؤلف شواهد النبوة وغيره.

وثانياً ان اثبات حقية خلافة ابي بكر وعمر مع انتفاء العصمة فيهم انما يوجب خرافة من اشترط العصمة في الإمامة لو لم يثبت ذلك ببرهان من العقل والنقل وإلا فغاية الأمر تعارض الإثباتين فجاز ان يكون الخرافة والجهل في هذا الشيخ الخرف والجهلاء من اهل نخلته على إن لنا بحمد الله تعالى على ذلك دلائل عقلية ونقلية لايخفي وقعها على أولي الطبائع الزكية

أما النقلية فما ذكره هذا الشيخ الجامد بعيد ذلك من قوله تعالى لاينال عهدي الظالمين وسنوضح دلالته على المقصود بحيث لا يبقى للخصم مجال الإنكار والجحود وقوله تعالى كونوا مع الصادقين و

٥٠

غير المعصوم لايعلم صدقه فلا يجب الكون معه فيجب الكون مع المعصوم وهم أهل البيتعليهم‌السلام كما نطق به آية التطهير على ماأوضحناه في شرح كشف الحق ونهج الصدق

وأما العقلية فلأن الإمام قائم مقام النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وله الولاية العامة في الدين والدنيا وساد مسده فكما انه إشترط في النبي اتفاقاً فكذا في الإمام الزاماً وبالجملة ان الأدلة على عصمة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله دالة على عصمة الأمامعليه‌السلام وهي إنتفاء فائدة بعثة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله لو لم يكن معصوماً لظهور انتفاء نصب الإمام ايضاً على تقدير عدم عصمته وللزم والتسلسل لو لم يكن الأمام معصوماً وقد شبهوا هذا بدليل وجوب انتهاء سلسلة الممكنات على الواجب لئلا يلزم التسلسل ولأن الأمر بإتباعه امر مطلق فلو وقع منه معصية لزم ان يكون الله آمراً لنا بفعل المعصية وهو قبيح عقلاً لا يفعله الحكيم تعالى لما ثبت من الأدلة الدالة على إمتناع القبائح منه تعالى ولأنه لو فعل المنكر فان لم يعترض عليه لزم سقوط النهي والمنكر وان انكر عليه لزم سقوط محله عن القلوب فلا يحصل فائدة نصبه ولأن الإمام حافظ للشرع بمعنى انه مؤيد منفذ لأحكامه بين الناس جميعاً وكل من كان حافظاً للشرع بهذا الوجه لابد من عصمته.

أما الصغرى فلا إعتبار عموم الرياسة في الدنيا والدين في الإمامة كما سبق

وأما الكبرى فلأن من كان حافظاً للشرع بالوجه المذكور لابد ان يكون آمناً عند الناس من تغيير شيء من احكامه بالزيادة والنقصان وإلا لم يحصل الوثوق بقوله وفعله فلا يتابعه العباد فيهما فتختل الرياسة العامة وتنتفي فائدة الإمامة لا يقال إن هذا الدليل يقتضي ان تكون العصمة شرطاً في المجتهد ايضاً لأنه حافظ للشرع فلا بد ان يكون معصوماً ليؤمن

٥١

من الزيادة والنقصان وكذا الكلام في الدليل المذكور قبله لأنه لو فعل المعصية سقط من القلوب وانتفت فائدة الآجتهاد او سقط حكم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وكلاهما باطل لكنها ليست بشرط اتفاقاً لأنا نقول المجتهد ليس حافظاً للشرع بين جميع الناس بل مظهر له على من قلده فلا يجب فيه أن يكون آمناً من الزيادة والنقصان على سبيل القطع بل يكفي حسن الظن بصدقه بعد ثبوت الإجتهاد ولذلك شرط العدالة فيه وبالجملة مرتبة الإجتهاد لكونها دون مرتبة الإمامة تحصل باستجماع شرائطها المشهورة المسطورة في كتب الأصول ويكفي في وجوب العمل بقول المجتهد حسن الظن بصدقه المتفرع على ثبوت عدالته بعد حصول شرائط الإجتهاد كما تقرر في محله بخلاف مرتبة الإمامة فإنها رياسة عامة بحسب الدين والدنيا ومن البين إنها لاتحصل لشخص إلا بعد أن يكون آمناً من الزيادة والنقصان في أحكام الشرع وإلا لإختلت تلك الرياسة العامة وإنتفت فائدة الإمامة كما لايخفى على من له طبع سليم وعقل مستقيم.

ولا يبعد ان يقال ايضاً إن كلاً من جواز الإجتهاد وجواز تقليد المجتهد في ايام غيبة الإمام من باب الرخصة في أكل لحم الميتة عند الخمصة لئلا تتعطل الأحكام الشرعية وإنما الجائز بحسب اصل الشرع هو الإجتهاد في زمن حضور النبي أو الإمام عند كونه في ناحية بعيدة عنهما يمكنه إستعلام ما إستبهم من الأحكام بالكتابة اليهما ونحوها إذ مع حضور النبي والإمام المعصومين في الأحوال والأقوال يرجع المجتهدون اليهما في مواضع الإشتباه والإشكال وبإعلام كل منهما يحصل التقصي عن الحق والضلال فلا يحتاج الى إعتبار عصمة المجتهد مع حضور النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله

٥٢

والإمام الذي يمكن الرجوع اليه في تحقيق الأحكام والكشف عن مسائل الحلال والحرام فإن قيل عمدة ماذكرتم معشر الإمامية في عصمة الأنبياء والأئمة إن تجويز الكبائر يقدح فيما هو الغرض من بعثة الأنبياء ونصب الإمام أعني قبول أقوالهم وإمتثال أوامرهم ونواهيهم فبينوا لنا وجه القدح إذ قد طال الكلام في هذه المسألة بين الفريقين قلت لاشك إن من تجوز عليه الكبائر والمعاصي فإن النفس لا تسكن ولا تطمئن الى قبول قوله مثل ما تطمئن الى قول من لايجوز عليه شيء من ذلك جزماً قال الشريف الرضيرضي‌الله‌عنه هذا معنى قولنا إن وقوع الكبائر والمعاصي منفرّ عن القبول والإمتثال والمرجع فيها الى العادات وليس ذلك مما يستخرج بالدليل ومن رجع الى العادة علم صدق ماذكرناه فإن الكبائر في باب التنكير لا تنحط عن المهاجاة التي تدل على خسة صاحبها وعن المجون والسخافة ولا خلاف في إنها ممتنعة منهم فإن قيل أو ليس قد جوز كثير من الناس الكبائر على الأنبياء والأئمة ومع ذلك لم ينفروا عن قبول أقوالهم وإمتثال أوامرهم وهذا يناقض قولكم إن الكبائر منفرة قلنا هذا كلام من لم يعرف معنى النفس وحصول الإطمئنان ولا يشك عاقل في إن النفس حال عدم تجويز الكبائر أقرب منها الى ذلك عند تجويزها وقد يبعد الأمر عند الشيء ولا يرتفع كما يقرب من الشيء ولا يقع عنده إلا ترى إن عبوس الداعي الى طعامه وتضجره منفر في العادة عن حضور دعوته وتناول طعامه وقد يقع ماذكرناه الحضور والتناول ولا يخرجه من أن يكون منفراً وكذلك طلاقة وجهه واستبشاره وتبسمه يقرب من الحضور والتناول وقد يرتفع عنده ذلك لايقال هذا يقتضي أن لاتقع الكبائر عنهم حال النبوة

٥٣

والإمامة وأما قبلها فلا لزوال حكمها بالتوبة المسقطة للعقاب والذم ولم يبق وجه يقتضي التنكير لأنا نقول إنا لم نجعل المانع عن ذلك إستحقاق العقاب والذنب فقط بل ولزوم التنفير أيضاً وذلك حاصل بعد النبوة ولهذا نجد ذلك من حال الواعظ الداعي الى الله وقد عهد منه الإقدام على كبائر الذنوب وإن تاب عنها بخلاف من لم يعهد منه ذلك والضرورة فارقة بين الرجلين فيما يقتضي القبول والنفور وكثيراً مانشاهد إن الناس يعيرون من عهد منه القبائح المتقدمة وإن حصلت منه التوبة والنزاهة ويجعلونها نقصاً وعيباً وقدحاً غاية ما في الباب إن الكبائر بعد التوبة أقل تنفيراً منها قبل التوبة ولا يخرج بذلك عن كونها منفرة إن قلت فلم قلتم إن الصغائر لاتجوز عليهم مطلقاً ولا تنفير فيها قل بل التنفير حاصل فيها ايضاً عن التأمل لأن إطمئنان النفس وسكونها إنما هو مع الأمن عن ذلك لا مع تجويزها والفرق بأن الصغائر لا توجب عقاباً وذماً ساقط لأن المعتبر التنفير كما ذكرنا مراراً ألا ترى إن كثيراً من المباحاة منفرة ولا ذم ولا عقاب فيها وكيف لايكون ذلك موجباً للتنغير مع إن الخصم حصل على بعض الإجتهادات البعيدة من المشاهدة بكونه منفراً للعوام مع تصريحهم لأن المجتهد المخطيء مثاب قال أبو المعاني الجويني في رسالته المعمولة في بيان حقية مذهب الشافعي قد إتفق للشافعي أصل مقطوع ببطلانه على وجه أجمعت الأمة شارقة وغاربة أرضاً فأرضاً طولاً وعرضاً على بطلان ذلك الأصل وهو إنه لم يجوز نسخ السنة بالكتاب ولم يجوز نسخ الكتاب بالسنة وهذا أمحل المحالات والعامي إذا سمع هذا يستنفر طبعه وينزوي عن تقليده والإقتداء به الجواب قلنا هذا الأصل غير مقطوع ببطلانه فإنه إنما لم يجوز نسخ السنة المتواترة بالكتاب

٥٤

لأن الله تعالى الى آخره وتقرير الكلام على هذا التفصيل والتنقيح من نفائس المباحث فاحفظة فإنه بذلك حقيق.

وثالثاً إن أحداً من الشيعة سيما من الإمامية لم يقل بأن غير المعصوم يكون ظالماً كيف وغير المعصوم قد يكون عادلاً في جميع ايام عمره كما ذكره نعم قد إستدلوا بالآية التي ذكرها على عدم صلاحية المشايخ الثلاثة للإمامة بما حاصله إنهم كانوا كفاراً في الأصل وإنما أسلموا بعد تماديهم في الكفر والضلالة والكافر ظالم بقوله تعالى والكافرون هم الظالمون والظالم لايصلح للإمامة لأن ابراهيم على نبينا وعليه‌السلام حين طلب الإمامة لذريته وقال « ومن ذريتي » قال الله تعالى في جوابه لا ينال عهدي الظالمين يعني إن الإمامة لاتصل مني ومن جانبي الى أحد من الموصوفين بالظلم وأورد عليه الفاضل القوشچي في شرحه على التجريد بأن غاية ماتدل عليه الآية إن الظالم في حال الظلم لا ينال عهد الإمامة ولا يلزم من ظلم الثلاثة وكفرهم قبل الخلافة أن لا ينالوها حال إسلامهم وعدم إتصافهم بالظلم وفيه نظر ظاهر لأن لفظة من في قوله ومن ذريتي تبعيضة كما هو الظاهر وصرح به المفسرون وحينئذ نقول إن سؤال ابراهيمعليه‌السلام الإمامة لذريته الظالمين أما إن كان لبعض ذريته المسلمين العادلين في تمام عمره أو لذريته الظالمين في تمام عمرهم أو لذريته المسلمين العادلين في بعض أيام عمره الظالمين في بعضه الآخر لكن يكون مقصودهعليه‌السلام نيلهم لذلك حال إسلامهم وعدالتهم أو الأعم من هذا القسم والقسم الأول فعلى الأول يلزم عدم مطابقة الجواب للسؤال وعلى الثاني يلزم طلب الجليل ، وذلك المنصب الجليل ، للكافر والظالم حال الكفر والتضليل ، وهذا مما لايصدر عن أدنى عاقل ، بل جاهل من رعية وعن الثالث والرابع يحصل

٥٥

المطلوب وهو إن الإمامة مما لا ينالها من كان كافراً ظالماً في الجملة وفي بعض أيام عمره فظهر إن الخرافة والجهالة إنما صدرت عن هذا الشيخ الخرف المبهوت الذي ينسج عليه أموراً واهية كنسج العنكبوت فمقصود الإمامة عنه يفوت.

ورابعاً إن ماذكره في العلاوة مردود بأن أكثر المفسرين من أهل السنة أيضاً حملوا العهد على الإمامة وهو الظاهر أيضاً من سوق الآية ومدار الإستدلال في النقليات على هذا ما لم يقم دليل آخر على خلافه يستدعي العدول عنه وإقامة الحجة على شطر من علماء مذهبكم كاف لنا في الإلزام بل يلزم الباقين التقصي عن مقتضاها لقولهعليه‌السلام « الكفر ملة واحدة » على إنه يلزم من إشتراط العصمة والعدالة في النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله في جميع ايام عمره إشتراطه في الإمام بطريق أولى لعدم تأييد الإمام بالوحي العاصم عن الخطأ.

وخامساً إن مانسبه الى الإمامية من إختراع إشتراط العصمة في الأئمة معارض بمثله فإن لهم أن يقولوا إن أهل السنة إنما إخترعوا نفي إشتراط عصمة الأئمة حفظاً لحال مشايخهم الثلاثة الفاقدين للعصمة وبناء لصحة خلافتهم والله ولي العصمة.

١٤ ـ : الباب الأول في بيان

كيفية خلافة الصديق والإستدلال على حقيتها بالأدلة النقلية والعقلية وما يتبع ذلك وفيه فصول الفصل الأول في بيان كيفيتها

روى الشيخان البخاري ومسلم في صحيحيهما الذين هما أصح الكتب بعد القرآن بإجماع من يعتد به إن عمر خطب الناس مراجعة من الحج فقال في خطبته

٥٦

قد بلغني ان فلاناً منكم يقول لو مات عمر بايعت فلاناً فلا يغترن امره ان يقول إن بيعة أبي بكر كانت فلتة إلا وأنها كذلك إلا إن الله وقى شرها وليس فيكم اليوم من يقطع اليه الأعناق مثل أبي بكر وإنه كان من خيرنا حين توفي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إن علياً والزبير ومن معهما تخلفوا في بيت فاطمة وتخلفت الأنصار عنا بأجمعها في سقيفة بني ساعدة واجتمع المهاجرون الى أبي بكر وقلت له يا أبا بكر إنطلق بنا الى إخواننا من الأنصار فانطلقنا نؤمهم أن نقصدهم حتى لقينا رجلان صالحان فذكرا لنا الذي صنع القوم قالا اين تريدون يامعشر المهاجرين فقلت والله لنأتينهم فانطلقنا حتى وجدناهم في سقيفة بني ساعدة فإذا هم مجتمعون وإذا بين ظهرانيهم رجل مزمل فقلت من هذا فقالوا سعد بن عبادة فقلت ماله قالوا وجع فلما جلسنا قام خطيبهم فاثنى على الله بما هو أهله وقال أما بعد فنحن انصار الله وكتيبة الإسلام وانتم يامعشر المهاجرين رهط منا وقد رفت رافة منكم أي ذب قوم منكم بالإستعلاء والترفع علينا تريدون أي تخزنونا من أصلها وتخضنونا من الأمر أي تنحونا عنه وتستبدون به دوننا فلما سكت اردت أن أتكلم وقد كنت زورت مقالة أعجبتني أردت أن اقولها بين يدي أبي بكر وقد كنت أداري منه بعض الحد وهو كان أحلم مني وأوقر فقال أبو بكر على رسلك فكرهت أن أغضبه وكان أعلم مني والله ماترك من كلمة أعجبتني في تزويري إلا قالها في بديهة وأفضل حتى سكت فقال أما بعد فما ذكرتم من خير فانتم اهله ولم تعرف العرب هذا الأمر إلا لهذا الحي من قريش هو أوسط العرب نسباً وداراً وقد رضيت لك أحد هذين الرجلين وأخذ بيدي ويد ابي عبيدة بن الجراح فلم أكره ما قال غيرها وكان والله إن أقدم فيضرب عنقي لا يقربني

٥٧

ذلك من أثم أحب اليّ من أن أتأمر على قوم فيهم أبو بكر فقال قائل من الأنصار أي جذيلها المحكك وغديقها المرحب منا أمير ومنكم أمير يامعشر قريش وكثر اللفظ وارتفعت الأصوات حتى خشيت الإختلاف فقلت إبسط يدل يا أبا بكر فبسط يده وبايعته وبايعه المهاجرون ثم بايعه الأنصار والله ماوجدنا فيما حضرنا أمر هو أوفق من مبايعة أبي بكر وخشينا إن فارقنا القوم ولم تكن بيعة أن يحدثوا بعدنا بيعة فأما أن نبايعهم على مانرضى وأما أن نخالفهم فيكون فيه فساد انتهى

أقول يتوجه عليه إنه إن اراد إجماع من يعتد به من أهل السنة على صحة ما في الكتابين فهو مصادرة لا يتمشى مع من هو طرف البحث من الشيعة وإن اراد إجماع من يعتد به من الشيعة على صحة مافيهما فبطلانه ظاهر لأن البخاري ومسلم وأضرابهما وضاعون كذابون عند الشيعة بل حكموا بحماقة البخاري وقصور فهمه عن التميز بين الصحيح والضعيف لأمور شتى منها ماصرح به بعض الجمهور من إن البخاري حدث عن المتهم في دينه كعباد بن يعقوب الرواجي واحتج بحديث من اشتهر عنه النصب والبغض لعليعليه‌السلام كمحمد بن زياد الأبهاني وحريز بن عثمان الرحبي واتفق البخاري ومسلم على الإحتجاح بحديث أبي معاوية وعبيد الله بن موسى وقد إشتهر عنهم الغلو ومنها ماذكره فقهاء الحنفية في بحث الرضاع من كافيهم وكفايتهم من بلادته وقصور إدراكه عن فهم معاني الأخبار والفتوى بما يضحك منه الصبيان حتى أجمعوا علماء بخارا على إخراجه منها وطرده بأسوأ حال ومن هذا حاله كيف يعتمد على نقله وكيف يقال إن كتابه أصح الكتب بعد كتاب الله تعالى على إن الكرماني شارح البخاري قد روى في أوائل شرحه مايدل على إن صحيح البخاري لن يتم في أيام حياته بل كان كثيراً من مواضعه مبيضاً كان على حواشيه ملحقات وعلى أوساطه

٥٨

قطعات إستصعبوا الإهتداء الى مواضع ربطها وإنما رتبه عدة من تلامذته البخاريين على حسب ماوصل اليه فهمهم ومن البين إنه لو بقي البخاري بعد ذلك مدة لجاز ان يرجع عن الحكم بصحة بعض ما أودع فيه وتصرف فيه بزيادة ونقصان فكيف يعتمد بمثل هذا الأبتر الواهي الذي قد لعب به جماعة من نواصب بخارى وفساقها في تحقيق الكلام الإلهي سيما الأوامر والنواهي وكذا الكلام في مسلم كما فصلنا في شرح كتاب كشف الحق ونهج الصدق ولو سلم صحة نقلهما ذلك عن عمر فالكلام مع عمر وإنه هو الذي عقد البيعة لأبي بكر ظلماً وجوراً على أهل البيتعليهم‌السلام ولعلمه بأن أبا بكر يجعل الخلافة فيه بعده قال طلحة وليته أمس وولاك اليوم فكيف يسمع كلامه في كيفية خلافة أبي بكر مع ما إشتمل عليه من الأكاذيب الظاهرة وناهيك في ذلك ماقال إبن أبي الحديد المعتزلي من مصححي خلافة الثلاثة إن عمر هو الذي وطأ الأمر لأبي بكر وقام فيه حتى وقع في صدر المقداد وكسر سيف الزبير وكان قد اشهر سيفه عليهم ولهذا إن أبا بكر لما صعد المنبر قام إثني عشر رجلاً ستة من المهاجرين وستة من الأنصار فانكروا على أبي بكر في فعله وقيامه مقام رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ورووا أحاديث في حق علي (ع) ووجوب خلافته لما سمعوا من النص عليه من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله حتى إن ابا بكر أفحم على المنبر ولم يرد جواباً فقام عمر وقال يالكع إذا كنت لا تستطيع أن ترد جواباً فلم أقمت نفسك هذا المقام وانزله من المنبر وجاءوا في الإسبوع الثاني ومع معاذ بن جبل مائة رجل ومع خالد بن الوليد كذلك شاهري سيوفهم حتى دخلوا المسجد وعليعليه‌السلام جالس في نفر من أصحابه فقال عمر والله ياأصحاب علي لئن ذهب رجل منكم يتكلم بالذي تكلم به أمس لنأخذن الذي فيه عيناه فقام سلمان الفارسي وقال سمعت رسول الله (ص) قال بينما حبيبي وقرة عيني جالس

٥٩

في مسجدي إذ وثب عليه طائفة من كلاب أهل النار يريد قتله ولا شك إنكم هم فأومى اليه عمر بالسيف فجذبه علي حتى جلد به الأرض وقال ياإبن صهاك الحبشية أبأسيافكم تهددوننا وبجمعكم تكافروننا والله لولا كتاب من الله سبق وعهد من رسول الله تقدم لأريتكم أينا أقل عدداً واضعف ناصراً وقال لأصحابه تفرقوا انتهى فاحسن تأمله وهل هذا إلا مصادرة.

١٥ ـ قال : وفي رواية إن أبا بكر إحتج على الأنصار بخبر الأئمة من قريش وهو حديث صحيح ورد من طرق نحو أربعين صحابياً.

أقول : الحديث صحيح ويؤيده قولهعليه‌السلام في صحاح الأحاديث إن الإسلام لايزال عزيزاً ما مضى فيهم إثني عشر خليفة كلهم من قريش لكن المراد من الخليفة الأول القريشي علي (ع) إلا إنهم لما أوقعوا في القلوب إنهعليه‌السلام تقاعد من تصدى الخلافة كما ذكرناه سابقاً موهوا ذلك بجواز العدول الى قريشي آخر فتدبر.

١٦ ـ قال : وأخرج النسائي وأبو يعلى والحاكم وصححه عن إبن مسعود رض إنه قال لما قبض رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قالت الأنصار منا أمير ومنكم أمير فاتاهم عمر بن الخطاب فقال يامعشر الأنصار الستم تعلمون إن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قد أمر أبا بكر أن يؤم الناس وأيكم تطيب نفسه أن يتقدم أبا بكر فقال الأنصار نعوذ بالله أن نتقدم أبا بكر انتهى.

اقول : أولاً إن رواية الحاكم لهذا الحديث عن إبن مسعود كاذبة بل هي مما رواه الحسن البصري عن عائشة وقال إنه نص خفي على إمامة أبي بكر والحسن البصري ممن قدح فيه الشيعة والشافعي حيث نقل عنه إبن المعالي الجويني إنه قال فيه كلام وأما عائشة

٦٠

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

ومأواه، واُعذِّبه عَذاباً لا اُعذِّبه أحداً مِن العالمين ».

وحدَّثني مَن رفعه إلى أبي بصير قال: سمعت أبا عبدالله وأبا جعفرعليهما‌السلام يقولان: مَن أحبَّ أن يكون مسكنُه ومأواه الجنَّة - إلىُ آخره كما في صدر الباب -.

الباب السّابع والخمسون

( مَن زار الحسين عليه السلام احتساباً)

١ - حدَّثني أبيرحمه‌الله وعليُّ بن الحسين؛ ومحمّد بن الحسن جميعاً، عن محمّد بن يحيى العطّار، عن حَمدانَ بنِ سليمانَ النّيسابوريِّ قال: حدَّثنا عبدالله بن محمّد اليمانيُّ، عن مَنيع بن الحَجّاج، عن يونسَ بن عبدالرَّحمن، عن قُدامَةَ بن مالك، عن أبي عبداللهعليه‌السلام « قال: مَن زارَ الحسين مُحتسباً لا أشَرَاً ولا بَطَراً ولا رياء ولا ولا سُمْعَةً مُحِصَتْ عنه ذنوبُه(١) كما يمحص الثَّوب بالماء، فلا يبقى عليه دَنَس، ويكتب له بكلِّ خُطْوةٍ حَجّة، وكلّما رفع قدماً عُمرة ».

٢ - حدَّثني أبيرحمه‌الله عن سعد بن عبدالله، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن خالد، عن أبان الأحمر، عن محمّد بن الحسين ( كذا ) الخزَّاز، عن هارون بن خارجة، عن أبي عبداللهعليه‌السلام « قال: قلت: جُعِلتُ فِداك ما لمن أتى قبر الحسينعليه‌السلام زائراً له عارفاً بحقِّه يريد به وَجهَ الله تعالى والدَّارَ الآخرة؟ فقال له: يا هارونُ مَن أتى قبر الحسينعليه‌السلام زائراً له عارفاً بحقِّه يريد به وجهَ الله والدَّار الآخرة غَفر الله - وَاللهِ - له ما تقدَّم مِن ذَنْبِه وما تأخَّر، ثمَّ قال لي - ثلاثاً -: ألم أحْلِف لك؟ ألم أحْلِفْ لك؟ ألم احْلِف لك؟! ».

٣ - حدَّثني الحسن بن عبدالله بن محمّد بن عيسى، عن أبيه عبدالله بن محمّد

__________________

١ - قال في النّهاية: « اصل المَحْص: التّخليص. ومنه تمحيص الذَنوب أي إزالتها ». وفي القاموس: « مَحَصَ الذَّهب بالنّار اخْلَصه مَما يَشُوبُه ». وفي نسخة: « يمضمض » أي يغسل. و « لا أشَراً ولا بطراً » قال الفيضرحمه‌الله : « الأشر والبطر متقاربان يعني سبب الطّغيان ».

١٦١

ابن عيسى، عن أبيه محمّد بن عيسى بن عبدالله، عن عبدالله بن المغيرة، عن عبدالله بن ميمون القَدّاح، عن أبي عبداللهعليه‌السلام « قال: قلت له: ما لمن أتى قبر الحسين بن عليٍّعليهما‌السلام زائراً عارفاً بحقِّه، غير مُسْتَنْكِفٍ ولا مُسْتَكْبر؟ قال: يُكتب له ألفُ حَجّة مقبولةً، والفُ عُمرة مَبرورةً، وإن كان شَقيّاً كُتب سعيداً، لم يزل يخوض في رحمة الله عزَّوجلَّ ».

٤ - حدَّثني أبيرحمه‌الله عن محمّد بن يحيى العطّار، عن حَمدان بن سليمان النّيسابوريّ، عن عبدالله بن محمّد اليمانيِّ، عن مَنيع بن الحجّاج، عن صَفوانَ بن يحيى، عن صَفوانَ بن مِهران الجمّال، عن أبي عبداللهعليه‌السلام « قال: مَن زار قبر الحسينعليه‌السلام وهو يريد الله عزَّوجَلَّ شيَّعه جَبرئيل وميكائيل وإسرافيل حتّى يردَّ إلى منزله ».

٥ - حدَّثني محمّد بن عبدالله بن جعفر الحميريّ، عن أبيه، عن عليِّ بن محمّد بن سالم، عن محمّد بن خالد، عن عبدالله بن حمّاد البصريّ، عن عبدالله ابن عبدالرَّحمن الأصمّ، عن عبدالله بن مُسكانَ « قال: شهدتُ أبا عبداللهعليه‌السلام وقد أتاه قومٌ مِن أهل خراسان فسألوه عن إتيان قبر الحسين بن عليٍّعليهما‌السلام وما فيه مِن الفضل، قال: حدَّثني أبي، عن جدِّي أنّه كان يقول: مَن زاره يريد به وَجْهَ الله أخرجه الله مِن ذنوبه كمَولودٍ وَلَدَتْه اُمّه، وشيّعتْه الملائكة في مسيره، فرَفْرَفَتْ على رَأسه(١) قد صَفّوا بأجنِحَتِهم عليه حتّى يرجع إلى أهله، وسألتِ الملائكةُ المغفرة له مِن رَبِّه، وغَشيَتْه الرَّحمة مِن [أ] عنان السّماء، ونادَتْه الملائكة: طِبتَ وطابَ مَن زُرْتَ! وحفظ في أهله »(٢) .

وحدَّثني عبيدالله بن الفضل بن محمّد بن هِلال قال: حدَّثنا عبدالرَّحمن قال: حدّثنا سعيد بن خَيْثم، عن أخيه مُعَمّر « قال: سمعت زَيد بن عليٍّ يقول: مَن زار قبر الحسين بن عليٍّعليهما‌السلام لا يريد به إلا [وجه] الله تعالى غفر الله له جميع

__________________

١ - رَفْرَف الطّائر: بسط جناحيه وحرّكهما. وصَفَّ الطّائر بسطهما ولم يحرّكهما.

٢ - سيأتي الخبر في آخر الباب ٦٢ تحت رقم ٨.

١٦٢

ذُنوبه، ولو كانَتْ مِثلَ زَبَد البحر، فاستكثروا مِن زيارته يغفر الله لكم ذنوبكم ».

٧ - حدَّثني محمّد بن عبدالله بن جعفر، عن أبيه، عن أحمدَ بن أبي عبدالله البرقيِّ، عن أبيه، عن محمّد بن سِنان، عن حُذَيْفَة بن منصور « قال: قال أبو عبداللهعليه‌السلام : مَن زار قبر الحسينعليه‌السلام لله وفي الله أعتقه الله من النّار، وآمنه يوم الفزع الأكبر، ولم يسألِ الله تعالى حاجةً مِن حوائج الدُّنيا والآخرة إلاّ أعطاه ».

الباب الثّامن والخمسون

( إنَّ زيارة [قبر] الحسين عليه السلام أفضل ما يكون مِن الأعمال)

١ - حدَّثني أبيرحمه‌الله وجماعةٌ مِن أصحابنا، عن سَعد بن عبدالله، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن عليٍّ الوَشّاء، عن أحمدَ بن عائِذ، عن أبي خديجة(١) ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام « قال: سألته عن زيارة قبر الحسينعليه‌السلام ، قال: إنّه أفضل ما يكون مِن الأعمال ».

٢ - وعنه(٢) ، عن أحمدَ بنِ محمّد بن عيسى، عن الوَشّاء، عن أحمدَ بنِ عائِذ، عن أبي خَديجة، عن أبي عبداللهعليه‌السلام « قال: سألت أبا عبداللهعليه‌السلام عن زيارة قبر الحسينعليه‌السلام ، قال: إنّه أفضل ما يكون من الأعمال ».

٣ - حدَّثني محمّد بن الحسن، عن محمّد بن الحسن الصفّار، عن أحمدَ بن محمّد، عن الوَشّاء، عن أحمدَ بن عائِذ، عن أبي خَديجة، عن أبي عبداللهعليه‌السلام « قال: سألته عن زيارة قبر الحسينعليه‌السلام ، قال: إنّه أفضل ما يكون من الأعمال ».

٤ - حدَّثني أبو العبّاس الكوفيِّ، عن محمّد بن الحسين، عن الحسن بن محبوب - عن رَجل - عن ابان الأزرق - عن رَجل - عن أبي عبدالله « قال: مِن أحبِّ الأعمال إلى الله تعالى زيارة قبر الحسينعليه‌السلام ، وأفضل الأعمال عند الله

__________________

١ - هو سالم بن مكرم الجمّال يكنّى به وبأبي سلمة.

٢ - الضّمير راجع إلى سعد بن عبدالله.

١٦٣

إدخال السّرور على المؤمن، وأقرب ما يكون العبد إلى الله تعالى هو ساجدٌ باك ».

٥ - حدَّثني محمّد بن عبدالله بن جعفر الحِميريّ، عن أبيه، عن أحمدَ بن أبي عبدالله، عن أبي الجَهْم، عن أبي خَديجة « قال: قلت لأبي عبداللهعليه‌السلام : ما يبلغ مِن زيارة قبر الحسينعليه‌السلام ، قال: أفضل ما يكون من الأعمال ».

٦ - حدَّثني محمّد بن جعفر الرَّزَّاز، عن محمّد بن الحسين، عن عبدالرَّحمن بن أبي هاشم الرَّزَّاز قال: حدَّثنا سالم بن سلمة - وهو أبو خديجة - عن أبي عبداللهعليه‌السلام « قال: إنَّ زيارة الحسينعليه‌السلام افضل ما يكون مِن الأعمال »(١) .

الباب التّاسع والخمسون

( إنّ مَن زار الحسين عليه السلام كان كمن زار الله في عَرشه)

( وكتب في أعلىُ علّيّين)

١ - حدَّثني أبي؛ وعليُّ بن الحسين؛ وجماعة مشايخيرحمهم‌الله عن سعد بن عبدالله، عن أحمدَ بن محمّد؛ ومحمّد بن الحسين، عن محمّد بن إسماعيلَ بن بزيع، عن صالِح بن عُقْبة، عن زَيد الشَّحّام « قال: قلت لأبي عبداللهعليه‌السلام : ما لِمَن زار قبر الحسين(٢) عليه‌السلام ؟ قال: كان كمن زارَ الله في عَرشه، قال: قلت: ما لمن زارَ أحداَ منكم؟ قال: كمن زارَ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ».

٢ - وحدَّثني أبيرحمه‌الله عن سعد بن عبدالله، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن إسماعيلَ، عن الخَيبري، عن الحسين بن محمّد القمّيِّ، عن أبي الحسن الرِّضاعليه‌السلام « قال: مَن زارَ قبر أبي عبداللهعليه‌السلام بشطّ الفُرات كان

__________________

١ - الخبر واحدٌ كما ترى، وكذا سنده، لكن كرّره المصنّفرحمه‌الله ونقله عن واحدٍ واحدٍ مِن شيوخه.

٢ - كذا، والصّواب ما يأتي في الباب السّتّين تحت رقم ٤، وفيه: « ما لمن زار رسول الله وعليّاًعليهما‌السلام - إلخ ».

١٦٤

كمن زار الله فوق عَرشه »(١) .

٣ - وحدَّثني عليُّ بن الحسين؛ وجماعة مشايخيرحمهم‌الله عن عليِّ بن إبراهيم [عن أبيه إبراهيم] بن هاشم، عن محمّد بن عمر، عن عُيَيْنة بيّاع القَصب(٢) ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام « قال: مَن أتى قبر الحسينعليه‌السلام عارفاً بحقِّه كتبه الله في أعلى علِّيّين ».

٤ - حدَّثني أبو العبّاس الكوفيُّ، عن محمّد بن الحسين، عن أبي داودَ المسترقَ، عن عبدالله بن مُسكان - عن بعض أصحابنا - عن أبي عبداللهعليه‌السلام « قال: قال: من أتى قبر الحسينعليه‌السلام عارفاً بحقّه كتبه الله(٣) في أعلى علّيّين ».

٥ - وحدَّثني أبيرحمه‌الله عن سعد بن عبدالله، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى، عن عليِّ بن الحكم، عن عبدالله بن مُسكانَ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام « قال: من أتى قبر الحسينعليه‌السلام عارفاً بحقّه كتبه الله في علّيّين ».

٦ - وحدَّثني محمّد بن الحسن، عن محمّد بن الحسن الصّفّار؛ وسَعد بن عبدالله جميعاً، عن عليِّ بن إسماعيلَ، عن محمّد بن عَمرو الزَّيّات، عن هارون بن خارجة « قال: سمعت أبا عبداللهعليه‌السلام يقول: من أتى قبر الحسينعليه‌السلام عارفاً بحقّه كتبه الله في أعلى علّيّين ».

٧ - وحدَّثني محمّد بن جعفر الرَّزَّاز، عن محمّد بن الحسين، عن محمّد بن إسماعيل بن بَزيع، عن الخيبريّ، عن الحسين بن محمّد القمّيِّ(٤) « قال: قال لي

__________________

١ - قال العلاّمة المجلسيّ رحمه الله: أي عبدالله هناك، أو لاقى الأنبياء والأوصياء هناك، فإنّ زيارتهم كزيارة الله، أو يحصل له مرتبة في القُرب كمن صعد عرش ملك وزاره.

٢ - الظّاهر كونه عيينة بن ميمون بيّاع القصب البجليِّ مولاهم. وقد ذكر في كتب الرّجال: « عتبة بن ميمون ».

٣ - في بعض النّسخ: « كُتب في أعلى علّيّين ». وعلّيّون: اسمٌ لأعلى درجات الجنّة.

٤ - عدّه الشّيخ في رجاله من أصحاب الجواد عليه السلام، وجلّ روايته في هذا الكتاب عن الرّضا عليه السلام، وتقدّم في ص ١٤٩ تحت رقم ٣ عن أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام، والظّاهر فيه إرسال.

١٦٥

الرّضاعليه‌السلام : مَن زار قبر أبي ببغداد كان كمن زارَ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وأمير المؤمنين إلاّ أنَّ لرسول الله وأمير المؤمنينعليهما‌السلام فضلهما، قال: ثمَّ قال لي: مَن زار قبر أبي عبدالله بشطِّ الفُرات كان كمن زارَ الله فوقَ كُرسِيّه ».

٨ - حدَّثني أبيرحمه‌الله عن سعد بن عبدالله، عن الحسن بن عليِّ بن عبدالله بن المغيرة، عن العبّاس بن عامِر، عن أبان، عن ابن مُسكان، عن أبي عبداللهعليه‌السلام « قال: مَن أتى قبر الحسينعليه‌السلام كتبه الله في علّيّين ».

٩ - حدَّثني أبيرحمه‌الله عن سعد بن عبدالله، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى، عن ابن فَضّال، عن عبدالله بن مُسكانَ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام « قال: من أتى قبر الحسينعليه‌السلام كتبه الله في عِلّيّين ».

١٠ - وحدَّثني أبيرحمه‌الله وجماعة مشايخي، عن سعد بن عبدالله، عن الحسن بن عليٍّ الكوفيّ، عن عبّاس بن عامِر، عن رَبيع بن محمّد المُسْليِّ(١) ، عن عبدالله بن مُسكانَ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام « قال: من أتى قبر الحسينعليه‌السلام كتبه الله في عِلّيّين ».

١١ - حدَّثني محمّد بن عبدالله بن جعفر الحِميريّ، عن أبيه قال: حدَّثني محمّد بن الحسن بن شَمّون البَصريّ قال: حدَّثني محمّد بن سِنان، عن بَشير الدَّهّان « قال: كنت أحجّ في كلِّ سنةٍ فأبطأت سنة عن الحجّ فلمّا كان مِن قابل حَجَجتُ ودَخَلتُ على أبي عبداللهعليه‌السلام فقال لي: يا بشير ما أبطأك عن الحجّ في عامنا الماضي؟ قال: قلت: جُعِلتُ فِداك مال كان لي على النّاس خِفت ذهابه، غير أنّي عَرَّفت عند قبر الحسينعليه‌السلام (٢) ، قال: فقال لي: ما فاتك شيءٌ ممّا كان فيه أهل الموقف! يا بشير مَن زار قبر الحسينعليه‌السلام عارفاً بحقِّه كان كمن زارَ الله في عرشه ».

وعنه، عن أبيه، عن محمّد بن الحسن بن شَمّون قال: حدَّثني جعفر بن

__________________

١ - مُسْلِيَة: قبيلة من مَذْحِج، ومحلّة لهم بالكوفة. ( اللّباب )

٢ - أي كنت يوم عرفة زرت قبر الحسين عليه السلام، وعرَّف الحُجّاج وقفوا بعرفات.

١٦٦

محمّد الخُزاعيّ - عن بعض أصحابه - عن جابر، عن أبي عبداللهعليه‌السلام مثله.

حدَّثني محمّد بن جعفر الرَّزَّاز، عن محمّد بن الحسين، عن محمّد بن إسماعيل بن بَزيع، عن عمِّه - عن رَجل - عن جابر نحوه.

١٢ - وحدَّثني أبي؛ ومحمَّد بن عبدالله - رحمهما الله - عن عبدالله بن جعفر الحِميريّ قال: حدَّثنا عبدالله بن محمّد بن خالد الطّيالسيُّ، عن ربيع بن محمّد، عن عبدالله بن مُسْكانَ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام « قال: مَن أتى قبر الحسينعليه‌السلام كتبه الله في عِلِّيّين ».

الباب السّتّون

( إنَّ زيارة الحسين والأئمّة عليهم السلام تعدل زيارة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم)

١ - حدَّثني الحسن بن عبدالله بن محمّد بن عيسى، عن أبيه، عن الحسن بن محبوب، عن جُوَيرية بن العَلاء - عن بعض أصحابنا(١) - « قال: مَن سَرَّه أنْ ينظر إلى اللهِ يومَ القيامة وتهوِّن عليه سَكْرَةُ الموت وهَول المطَّلَع(٢) فليكثر زيارة قبر الحسينعليه‌السلام فإنَّ زيارة الحسينعليه‌السلام زيارة رَسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ».

٢ - وحدَّثني محمّد بن جعفر الرَّزَّاز الكوفيُّ، عن خاله محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب الزّيّات، عن الحسن بن محبوب، عن فضل بن عبدالمَلِك - أو عن رَجل، عن الفضل - عن أبي بصير، عن أبي عبداللهعليه‌السلام « قال: إنَّ زائر الحسين بن عليٍّعليهما‌السلام زائر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ».

٣ - حدَّثني محمّد بن يعقوبَ الكلينيُّ، عن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب. وحدَّثني أبيرحمه‌الله عن سعد بن عبدالله، عن محمّد بن الحسين، عن محمّد بن إسماعيلَ بن بَزيع، عن صالِح بن عُقْبة، عن زَيدٍ

__________________

١ - كذا، والظّاهر سَقَطَ « عن أبي عبداللهعليه‌السلام » من كلام الرّاويّ أو النّاسخ.

٢ - المطَّلع: موقف القيامة الَّذي يحصل الاطِّلاع عليه بعد الموت. ( المجمع )

١٦٧

الشَّحّام « قال: قلت لأبي عبداللهعليه‌السلام : ما لمن زارَ أحداً منكم؟ قال: كمن زار رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ».

٤ - حدَّثني أبيرحمه‌الله عن الحسن بن مَتِّيل، عن سَهل بن زياد الآدميِّ، عن محمّد بن الحسن، عن محمّد بن إسماعيل، عن صالِح بن عُقْبَةَ، عن زَيدٍ الشَّحّام « قال: قلت لأبي عبداللهعليه‌السلام : ما لمن زارَ رسول الله وعليّاً(١) عليهما‌السلام ؟ قال: كمن زار الله في عَرشِه، قال: قلت: فما لمن زار أحداً منكم، قال: كمن زارَ رسولَ اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ».

حدَّثني محمّد بن جعفر الرَّزَّاز، عن محمّد بن الحسين، عن محمّد بن إسماعيل، عن صالِح بن عُقْبة، عن زيد الشّحّام، عن أبي عبداللهعليه‌السلام مثله.

الباب الحادي والسّتّون

( إنَّ زيارة الحسين عليه السلام تزيد في العمر والرِّزق)

( وإنَّ تركها تنقصهما)

١ - حدَّثني أبيرحمه‌الله وجماعة مشايخي، عن سعد بن عبدالله؛ ومحمّد بن يحيى العطّار؛ وعبدالله بن جعفر الحِميريّ جميعاً، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن إسماعيلَ بن بزيع، عن أبي أيّوب(٢) ، عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفرعليه‌السلام « قال: مُروا شيعتنا بزيارة قبر الحسينعليه‌السلام ، فإنَّ إتيانه يزيد في الرِّزق، ويَمدّ في العمر، ويدفع مَدافع السّوء، وإتيانه مفترضٌ على كلِّ مؤمنٍ يقرُّ للحسين بالإمامة مِن اللهِ عزَّوجَلَّ »(٣) .

__________________

١ - في بعض النّسخ: « ما لمن زار الحسينعليه‌السلام »، والظّاهر أنّ الصّواب ما في المتن.

٢ - يعني إبراهيم بن عثمان الخزّاز الثّقة.

٣ - قوله: « يدفع مدافع السَّوء »، قال في الصِّحاح: المَدْفَعُ: واحد مَدافِع المياه الّتي تجري فيها. ( تاج العروس ) وقال العلاّمة المجلسيّ رحمه الله: لعلّ المراد الاُمور الَّتي يجري السّوء إليها ويستلزمها.

١٦٨

٢ - حدَّثني محمّد بن عبدالله الحِميريّ، عن أبيه، عن محمّد بن عبدالحميد، عن سَيف بن عَميرة، عن منصور بن حازم « قال: سمعناه(١) يقول: مَن أتى عليه حَولٌ لم يأتِ قبرَ الحسينعليه‌السلام أنقص الله مِن عُمره حَولاً، ولو قلتُ: إنَّ أحَدَكم لَيَموت قبلَ أجلِه بثلاثين سَنَة لكنتُ صادقاً، وذلك لأنّكم تتركون زيارةَ الحسينعليه‌السلام ، فلا تَدَعوا زيارَته يَمدُّ الله في أعماركم ويزيد في أرزاقكم، وإذا تركتم زيارته نَقّصَّ الله مِن أعمارِكم وأرْزاقكم، فتنافسوا في زيارته(٢) ولا تَدَعوا ذلك، فإنَّ الحسين شاهدٌ لكم في ذلك عند الله وعند رَسوله وعند فاطمة وعند أمير المؤمنينعليهم‌السلام ».

٣ - حدَّثني أبيرحمه‌الله عن سعد بن عبدالله، عن أحمدَ بن محمّد، عن محمّد بن إسماعيل - عمّن حدَّثه - عن عبدالله بن وَضّاح، عن داودَ الحَمّار، عن أبي عبداللهعليه‌السلام « قال: مَن لم يَزُرْ قبرَ الحسينعليه‌السلام فقد حُرِمَ خيراً كثيراً ونقص مِن عُمره سَنَة ».

٤ - حدَّثني الحسن بن عبدالله بن محمّد، عن أبيه، عن الحسن بن محبوب، عن صَبّاح الحذاء، عن محمّد بن مَروانَ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام « قال: سمعته يقول: زوروا الحسينعليه‌السلام ولو كلَّ سَنةٍ، فإنَّ كلَّ مَن أتاه عارفاً بحقِّه غيرَ جاحدٍ لم يكن له عِوَضٌ غير الجنّة، ورُزق رِزقاً واسعاً، وآتاه الله مِن قبلِه بفرح عاجل - وذكر الحديث - ».

وحدَّثني جماعة أصحابنا، عن سعد بن عبدالله، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن الحسن بن محبوب بإسناده مثله سواء.

٥ - حدَّثني أبي؛ وجماعة مشايخيرحمهم‌الله عن سعد بن عبدالله، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى، عن أحمدَ بن محمّد بن أبي نَصر - عن بعض أصحابنا - عن أبان، عن عبدالملِك الخَثعميِّ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام « قال: قال لي: يا

__________________

١ - منصور بن حازم كان من أصحاب الصّادقعليه‌السلام ، والضَمير راجع إليهعليه‌السلام .

٢ - أي ارغبوا في زيارته.

١٦٩

 

عبدالملِك لا تدع زيارة الحسين بن عليٍّعليهما‌السلام ومُرْ أصحابَك بذلك يَمدّ الله في عُمُرك، ويزيد الله في رِزقك، ويحييك الله سَعيداً، ولا تموت إلاّ سعيداً، ويكتبك سعيداً ».

الباب الثّاني والسّتّون

( إنَّ زيارة الحسين عليه السلام تحطّ الذّنوب)

١ - حدَّثني محمّد بن الحسن بن الوليد، عن محمّد بن الحسن الصّفار، عن الحسن بن موسى الخشّاب - عن بعض رجاله - عن أبي عبداللهعليه‌السلام « قال: إنّ زائر الحسين جعل ذنوبه جِسْراً على باب داره ثمَّ يعبرها، كما يَخلِف أحدكم الجسرَ وراءَه إذا عَبَر[ه] ».

٢ - حدّثني محمّد بن جعفر الرَّزَّاز، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن محمّد بن اسماعيل، عن صالح بن عقبة، عن بشير الدَّهَان، عن أبي عبداللهعليه‌السلام « قال: إنّ الرّجل ليخرج إلى قبر الحسينعليه‌السلام فله إذا خرج مِن أهله بكلّ خُطْوة مغفرةٌ مِن ذُنوبه، ثمّ لم يزلْ يقدَّس بكلِّ خطوة حتّى يأتيه، فإذا أتاه ناجاه الله عزَّوجَلَّ فقال: عبدي سَلني اُعطك، اُدعني اُجبك، اُطلب مني اُعطك، سَلني حاجتك اقضيها لك، قال: وقال أبو عبداللهعليه‌السلام : وحقٌّ على الله أن يعطى ما بَذَل »(١) .

٣ - وعنه بهذا الإسناد، عن صالحِ بن عُقْبة، عن الحارث بن المغيرة، عن أبي عبداللهعليه‌السلام « قال: إنّ ‏لله ملائكة مؤكّلين بقبر الحسينعليه‌السلام ، فإذا همَّ الرَّجل بزيارته أعطاهم ذنوبه(٢) ، فإذا خطا محوها، ثمَّ إذا خطا ضاعفوا حسناته، فما تزال حسناته تضاعف حتّى توجب له الجنّة، ثمّ اكتنفوه وقدَّسوه، وينادون ملائكة السّماء أن قدِّسوا زوّار حبيب حبيب الله، فإذا اغتسلوا ناداهم

__________________

١ - مرّ الحديث بطريق آخر في ص ١٤٣ تحت رقم ٥.

٢ - أي صحيفة ذنوبه.

١٧٠

محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله : يا وَفدَ اللهِ (١) أبشروا بموافقتي في الجنّة، ثمَّ ناداهم أمير المؤمنينعليه‌السلام : أنا ضامِنٌ لقضاءِ حوائجكم ودَفْع البلاء عنكم في الدُّنيا والآخرة، ثمَّ اكتنفوهم عن أيمانهم وعن شمائلهم حتّى ينصرفوا إلى أهاليهم »(٢) .

٤ - حدَّثني أبيرحمه‌الله عن سعد بن عبدالله، عن أبي عبدالله الجامورانيِّ الرَّازيّ، عن الحسن بن عليِّ بن أبي حمزة، عن الحسن بن محمّد بن عبدالكريم، عن المفضّل بن عُمَرَ، عن جابر الجعفيِّ « قال: قال أبو عبداللهعليه‌السلام - في حديث طويل -: فإذا انقلبتَ مِن عند قبر الحسينعليه‌السلام ناداكَ منادٍ لو سمعت مقالته لأقمتَ عُمرَك عند قبر الحسينعليه‌السلام وهو يقول: طوبى لكَ أيّها العبد؛ قد غَنِمتَ وسَلِمتَ، قد غُفِرَ لك ما سلف فاستأنفِ العمل - وذكر الحديث بطوله - ».

٥ - حدَّثني أبو العبّاس الرَّزَّاز قال: حدَّثنا محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن محمّد بن إسماعيل، عن الخَيبريّ، عن الحسين ( كذا ) بن محمّد القمّيِّ « قال: قال أبو الحسن موسىعليه‌السلام : أدنى ما يثاب به زائر الحسينعليه‌السلام بشاطِئ الفُرات إذا عرف حَقّه وحُرمته وولايته أن يغفر ما تقدَّم من ذَنبه وما تأخّر(٣) ».

٦ - حدَّثني أبيرحمه‌الله عن الحسين بن الحسن بن أبان، عن محمّد بن اُورَمَة، عن زكريّا المؤمن أبي عبدالله(٤) ، عن عبدالله بن يحيى الكاهليِّ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام « قال: مَن أراد أن يكون في كَرامة الله يوم القيامة وفي شفاعة محمّد صلوات الله عليه وعلى آله، فليكن للحسين زائراً ينال مِن الله أفضل الكَرامة(٥) وحُسن الثَّواب، ولا يسأله عن ذنب عَمِله في حياته الدُّنيا ولو كانَتْ ذنوبه عدد رَملِ عالِج وجبال تِهامَة وزَبَد البَحر، إنَّ الحسين [بن عليٍّ]عليهما‌السلام قُتِل مظلوماً مُضْطَهَداً نفسُه، عَطشاناً هو وأهل بيته وأصحابه ».

__________________

١ - الوافد: الزّائر، ووفد القوم عليه أي تواردوا.

٢ - تقدّم الخبر بطريق آخر في ص ١٤٢ تحت رقم ٣.

٣ - تقدّم الخبر مع بيانه في ص ١٤٩ تحت رقم ٣.

٤ - المراد به زكريّا بن محمّد.

٥ - في بعض النّسخ: « الفضل والكرامة ».

١٧١

٧ - حدَّثني أبيرحمه‌الله عن سعد بن عبدالله، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن خالد البرقيِّ، عن القاسم بن يحيى بن الحسن بن راشد، عن جدِّه الحسن بن راشد، عن أبي إبراهيمعليه‌السلام « قال: مَن خرج مِن بيته يريد زيارة قبر أبي عبدالله الحسين بن عليٍّعليهما‌السلام وكّل الله به مَلَكاً فوضع أصبعه في قفاه فلم يزل يكتب ما يخرج من فيه حتّى يَردَ الحائر، فإذا خرج مِن باب الحائِر وضع كفّه وسط ظهرِه، ثمَّ قال له: أمّا ما مضى فقد غُفِرَ لك فاستأنفِ العَمَل ».

وبهذا الإسناد، عن الحسن بن راشد، عن إبراهيم بن أبي البلاد بإسناده مثله.

٨ - حدَّثني محمّد بن عبدالله بن جعفر الحِميريّ، عن أبيه، عن عليِّ بن محمّد بن سالم، عن محمّد بن خالد، عن عبدالله بن حمّاد الأنصاريِّ، عن عبدالله بن عبدالرّحمن الأصَمّ، عن عبدالله بن مُسكانَ « قال: شهدتُ أبا عبداللهعليه‌السلام وقد أتاه قومٌ مِن أهل الخراسان فسألوه عن إتيان قبر الحسينعليه‌السلام وما فيه من الفضل، قال: حدَّثني أبي، عن جدِّي أنّه كان يقول: مَن زارَه يريد به وجه الله أخرجه الله مِن ذنوبه كمولود وَلَدَتْه اُمُّه، وشَيّعتْه الملائكة في مَسيره، فَرَفْرَفَتْ على رأسِه قد صَفّوا بأجْنِحَتهم عليه حتّى يرجع إلى أهله، وسألتِ الملائكة المغفرةَ لَه مِن رَبِّه، وغَشيتْه الرَّحمة مِن [أ] عنان السَّماء، ونادَتْه الملائكة: طِبتَ وطابَ مَن زُرْتَ وحُفِظ في أهله »(١) .

الباب الثّالث والسّتّون

( إنَّ زيارة الحسين عليه السلام تَعدِلُ عُمْرَة)

١ - حدَّثني أبي؛ وعليُّ بن الحسين؛ ومحمّد بن يعقوبَرحمهم‌الله جميعاً، عن عليِّ بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن أحمدَ بن محمّد بن أبي نَصر « قال: سأل بعض أصحابنا أبا الحسن الرّضاعليه‌السلام عمّن أتى قبر الحسينعليه‌السلام ، قال: تَعدِل عُمرَة ».

__________________

١ - تقدّم الخبر في ص ١٥٧ تحت رقم ٥ وسيأتي بطريقين آخرين في باب ٦٦ و ٦٧.

١٧٢

٢ - وحدَّثني محمّد بن جعفر، عن محمّد بن الحسين، عن الحسن بن عليِّ بن أبي عثمان، عن إسماعيل بن عَبّاد، عن الحسن بن عليِّ، عن أبي سعيد المدائنيّ « قال: دَخلتُ علىُ أبي عبداللهعليه‌السلام فقلت: جُعِلتُ فِداك آتي قبر الحسين؟ قال: نَعَم يا أبا سعيد ائتِ قبر ابن رسولِ اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أطيبِ الطّيّبين وأطْهرِ الطّاهرين وأبَرِّ الأبرار، فإذا زُرْتَه كُتِبَ لك اثنتان وعشرون عُمْرَة(١) ».

٣ - وعنه، عن محمّد بن الحسين، عن محمّد بن سِنان « قال: سمعت الرّضاعليه‌السلام يقول: زيارة قبر الحسينعليه‌السلام تَعدِلُ عُمرَة مَبرورَة متقبّلة ».

٤ - حدَّثني أبيرحمه‌الله ومحمّد بن الحسن، عن سعد بن عبدالله، عن أحمد؛ وعبدا‏ ابني محمّد بن عيسى، عن موسى بن القاسم، عن الحسن بن الجَهْم « قال: قلت لأبي الحسنعليه‌السلام : ما تقول في زيارة قبر الحسينعليه‌السلام ؟ فقال لي: ما تقول أنت فيه؟ فقلت: بعضنا يقول حَجّة، وبعضنا يقول: عُمْرَة، فقال: هو عمرة مقبولة »(٢) .

__________________

١ - الخبر مذكور في الكافي ( ج ٤ ص ٥٨١ تحت رقم ٤ ) بسند آخر عن أبي سعيد المدائنيّ وفيه: « كتب الله لك به خمسة وعشرين حجّة ».

٢ - قال اُستاذنا الغفّاري - أيّده الله -: كأنّ اختلاف مبلغ الثّواب في الرّوايات كما يأتي في الباب الآتي تارةً لاختلاف عقول الزّائرين، واُخرى لاختلاف الزَّمان بمنع الظّالمين، وشدَّة الخوف وعدم ذلك، ويجب أن يُعلم أنّ ثواب الزّائر في الأيّام الّتي كانت السَّبيل إلى زيارته مفتوحة، غير مَسدودة ولا ممنوعة غير ثواب الزّائر في أيّام المنع مِن زيارة قبره عليه السلام، ووجود الخوف مِن قوّاد السّلطان، وجور الخلفاء على قبره الشّريف، روى شيخ الطّائفة رحمه الله في أماليه بإسناده عن عليِّ بن عبدالمنعم قال: حدّثني جدّي القاسم بن أحمد بن معمر الأسديّ الكوفيّ - وكان له علم بالسّيرة وأيّام النّاس - قال: بلغ المتوكّل جعفر بن المعتصم أنّ أهل السّواد يجتمعون بأرض نينوى لزيارة قبر الحسين عليه السلام فيصير إلى قبره منهم خلقٌ كثير، فانفذ قائداً مِن قُوّاده وضمّ إليه كَنَفاً من الجند كثيراً ليشعّث قبر الحسين ويمنع النّاس مِن زيارته والاجتماع إلى قبره، فخرج القائد إلى الطّفّ وعمل بما اُمر - وذلك في سنة سبع وثلاثين ومائتين - فثار أهل السّواد به واجتمعوا عليه قالوا: لو قُتِلنا عن آخرنا لما أمسك مَن بقي منّا عن زيارته، ورأوا

١٧٣

٥ - وحدَّثني محمّد بن الحسن، عن محمّد بن الحسن الصَّفّار، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن عليٍّ قال: حدَّثنا إبراهيم بن يحيى القطّان، عن أبيه أبي البلاد « قال: سألت أبا الحسن الرّضاعليه‌السلام عن زيارة قبر الحسينعليه‌السلام ، فقال: ما تقولون أنتم؟ قلت: نقول: حَجّة وعُمرة، قال: تعدل عُمرةً مَبرورة ».

٦ - حدّثني عليُّ بن الحسين، عن سعد بن عبدالله، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى، عن عليِّ بن أحمدَ بن أشْيَم، عن صَفوان بن يحيى « قال: سألت الرّضاعليه‌السلام عن زيارة قبر الحسينعليه‌السلام أيُّ شيءٍ فيه مِن الفضل؟ قال: تعدل عُمْرَة ».

٧ - حدَّثني أبيرحمه‌الله ومحمّد بن عبدالله جميعاً، عن عبدالله بن جعفر الحِميريّ، عن إبراهيم بن مَهزيار، عن أخيه عليّ بن مَهزيار، عن محمّد بن سِنان « قال: سمعت أبا الحسنعليه‌السلام يقول: إنَّ زيارة قبر الحسينعليه‌السلام تَعدِل عمرةً مَبرورة مُتَقبّلة ».

٨ - حدَّثني محمّد بن جعفر، عن محمّد بن الحسين، عن صَفوانَ بن يحيى،

__________________

مِنَ الدّلائل ما حملهم على ما صنعوا، فكتب بالأمر إلى الحضرة فورد كتاب المتوكّل إلى القائد بالكفّ عنهم والمسير إلى الكوفة، مظهراً أنّ مسيره إليها في مصالِح أهلها، والانكفاء إلى المصير.

فمضى الأمر على ذلك حتّى كانت سنة سبع وأربعين، فبلغ المتوكّل أيضاً مصير النّاس من أهل السّواد والكوفة إلى كربلاء لزيارة قبر الحسين عليه السلام وأنّه قد كثر جمعهم لذلك وصار لهم سوق كبير، فأنفذ قائداً في جمع كثير من الجند وأمر منادياً ينادي ببراءة الذّمة ممّن زار قبره، ونبش القبر وحرث أرضه وانقطع النّاس عن الزيارة، وعمل على تتبّع آل أبي طالب عليهم السلام والشّيعة، فقتل ولم يتمّ له ما قدّره - انتهى.

قوله: « كَنَفاً من الجند » أي جانباً، كناية عن الجماعة منهم، وفي بعض النّسخ بالثّاء وهو بالفتح: الجماعة، وقوله: « ليشعّث من قبره »، يقال: شعّث منه تشيعثاً نضح عنه وذبّ ودفع. وانكفأ: رجع. وفي بعض النّسخ: « ليشعّب » أي يشقّ وينبش. ( من البحار )

وأمثال هذه القضايا مذكورة في البحار ج ٤٥ تحت عنوان « باب جور الخلفاء لقبره الشّريف » من ص ٣٩٠ إلى آخر الكتاب. واختلاف الثّواب يمكن أن يكون بهذه الجهات، والله يعلم.

١٧٤

عن أبي الحسنعليه‌السلام « قال: سألته عن زيارة قبر الحسينعليه‌السلام أيُّ شيءٍ فيه من الفضل؟ قال: تَعدِل عُمرَة ».

٩ - حدَّثني جماعة أصحابنا، عن أحمدَ بن إدريسَ؛ ومحمّد بن يحيى العطّار، عن العَمْركي بن عليٍّ - عن بعض أصحابه - عن بعضهمعليهم‌السلام « قال أربع عُمُرٍ تَعدل حجّة، وزيارة قبر الحسينعليه‌السلام تَعدل عُمرَة ».

١٠ - وبهذا الإسناد، عن العَمْركي البوفكيِّ - عمّن حدّثه - عن محمّد بن الفَيض، عن ابن رِئاب(١) « قال: سألت أبا عبداللهعليه‌السلام عن زيارة قبر الحسينعليه‌السلام ، قال: نَعَم تَعدِل عُمرَة، ولا ينبغي أن يتخلّف عنه(٢) أكثر من أربع سِنين ».

الباب الرّابع والسّتّون

( إنَّ زيارة قبر الحسين عليه السلام تعدل حَجّة)

١ - حدَّثني الحسن بن عبدالله بن محمّد بن عيسى، عن أبيه، عن الحسن بن محبوب، عن جميل بن دُرَّاج، عن فَضَيل بن يَسار، عن أبي جعفرعليه‌السلام « قال: زيارة قبر الحسينعليه‌السلام ، وزيارة قبر رَسولِ اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وزيارة قبور الشّهداء تَعدِل حَجّة مَبرورَة مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ».

٢ - حدَّثني محمّد بن جعفر، عن محمّد بن الحسين، عن محمّد بن سِنان « قال: سمعت أبا الحسن الرّضاعليه‌السلام يقول: مَن أتى قبر الحسينعليه‌السلام كتب الله له حَجّة مَبرورة ».

٣ - حدَّثني أبيرحمه‌الله عن سعد بن عبدالله، عن الحسن بن عليِّ بن

__________________

١ - في بعض النّسخ: « أبي رباب »، وفي بعضها: « أبي رئاب »، والصّواب ما أثبتناه، وراويه محمّد بن الفيض التّيميّ المعنون في مشيخة الفقيه وكتب الرّجال، وما في جلّ النّسخ: « محمّد بن الفضيل » تصحيف.

٢ - في البحار: « لا ينبغي التّخلّف عنه ».

١٧٥

عبدالله بن المغيرة، عن عبّاس بن عامِر قال: أخبرني عبدالله بن عُبَيد الأنباريّ « قال: قلت لأبي عبداللهعليه‌السلام : جُعِلتُ فِداك إنّه ليس كلُّ سنةٍ يتهيّاً لي ما أخرج به إلى الحجّ؟ فقال: إذا أردت الحجّ ولم يتهيّأ لك فائتِ قبر الحسينعليه‌السلام فإنها تُكتب لك حَجّة، وإذا أردت العُمرة ولم يتهيّأ لك فائتِ قبرَ الحسينعليه‌السلام فإنها تُكتب لك عُمرَة ».

٤ - وحدَّثني محمّد بن الحسنرحمه‌الله عن محمّد بن الحسن الصّفّار، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى، عن أبيه، عن ابن أبي عُمَير، عن هِشام بن الحكم، عن عبدالكريم بن حَسّان « قال: قلت لأبي عبداللهعليه‌السلام : ما يقال إنَّ زيارة قبر الحسين تَعدل حَجّة وعُمْرة، قال: فقال: إنّما الحجّ والعُمرة ههنا ولو أنّ رَجلاً أراد الحجّ ولم يتهيّأ له فأتاه كتب الله له حَجّة، ولو أنَّ رَجلاً أراد العُمرة ولم يتهيّأ له فأتاه كتبت له عُمرة ».

٥ - وعنه، عن محمّد بن الحسن الصّفّار، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن عليِّ بن فَضّال، عن حَريز، عن فَضَيل بن يَسار « قال: قالعليه‌السلام : إنَّ زيارةَ قبرِ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وزيارةَ قبورِ الشّهداء وزيارةَ قبرِ الحسينعليه‌السلام تَعدِلُ حَجّة مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ».

حدَّثني الحسن بن عبدالله بن محمّد بن عيسى، عن أبيه، عن الحسن بن محبوب، عن جَميل بن صالِح، عن فضيل بن يسار، عن أبي عبدالله عليه مثله.

٦ - حدَّثني الحسن بن عبدالله بن محمّد بن عيسى، عن أبيه، عن الحسن بن محبوب، عن جميل بن صالِح، عن فَضيل بن يسار، عن أبي جعفرعليه‌السلام « قال: زيارة قبر الحسينعليه‌السلام تَعدل حَجّة مَبرورة مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ».

٧ - حَدَّثني محمّد بن الحسن بن عليٍّ بن مَهزيار، عن أبيه، عن عليِّ بن مَهزيار، عن الحسن بن سعيد، عن صَفوانَ بن يحيى، عن حَريز؛ والحسن بن محبوب، عن جميل بن صالِح، عن فضيل بن يسار عنهماعليهما‌السلام « قالا: زيارة قبر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وزيارة قبور الشّهداء وزيارة قبر الحسينعليه‌السلام تَعدِل حَجّة

١٧٦

مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ».

٨ - حدَّثني محمّد بن الحسن، عن محمّد بن الحسن الصّفّار، عن محمّد بن عيسى بن عُبيد، عن أبي سعيد القَمّاط، عن ابن أبي يَعفور « قال: سمعت أبا عبداللهعليه‌السلام يقول: لو أنَّ رَجلاً أراد الحجّ ولم يتهيّأ له ذلك فأتى قبر الحسينعليه‌السلام فَعرَّف عنده يجزئه ذلك عن الحجّ ».

٩ - حدَّثني محمّد بن جعفر، عن محمّد بن الحسين، عن محمّد بن سِنان، عن ابراهيم بن عُقْبة(١) « قال: كتبت إلى العبد الصّالحعليه‌السلام إن رأى سَيّدنا أن يخبرني بأفضل ما جاءَ به في زيارة الحسينعليه‌السلام وهل تعدل ثواب الحجّ لمن فاته، فكتبعليه‌السلام : تَعدلُ الحجَّ لمن فاته الحجُّ ».

الباب الخامس والسّتون

( في أنَّ زيارة الحسين عليه السلام تعدل حجّة وعمرة)

١ - حدَّثني جعفر بن محمّد بن إبراهيم بن عُبَيدالله بن موسى بن جعفر، عن عبدالله بن أحمدَ بن نَهيك، عن محمّد بن أبي عُمَير، عن الحسن الأحمسيِّ، عن اُمّ سعيد الأحْمَسِيّة(٢) « قالت: سألت أبا عبداللهعليه‌السلام عن زيارة قبر الحسينعليه‌السلام ، فقال: تَعدِل حَجّة وعُمرة، ومن الخير هكذا وهكذا - واُومأ بيده - ».

٢ - وعنه، عن عبدالله بن نَهيك، عن ابن أبي عُمَير، عن هِشام بن الحكم، عن عبدالكريم بن حَسّان « قال: قلت لأبي عبداللهعليه‌السلام : ما يقال: إنَّ زيارة قبر أبي عبدالله الحسينعليه‌السلام تَعدِل حَجّة وعُمرة؟ فقال: إنّما الحجّ والعُمرة ههنا ولو أنَّ رَجلاً أراد الحجَّ ولم يتهيّأ له فأتاه كتب الله له حَجّة، ولو أنّ رَجلاً أراد الُعمرة ولم يتهيّأ له فأتاه كتب الله له عُمرَة ».

__________________

١ - كذا في النّسخ، والظّاهر أنّ فيه سقطاً، لأنّ إبراهيم بن عقبة من أصحاب الهاديعليه‌السلام ، ومكاتباته مع الجوادعليه‌السلام .

٢ - تقدّم ضبطه في ص ١١٨ ذيل الخبر ٣.

١٧٧

٣ - حدَّثني أبيرحمه‌الله ومحمّد بن الحسن، عن الحسين بن الحسن بن أبان، عن الحسين بن سعيد، عن القاسم بن محمّد، عن إسحاقَ بن إبراهيم، عن هارونَ بن خارجة « قال: سأل رجلٌ أبا عبداللهعليه‌السلام - وأنا عنده - فقال: ما لمن زارَ قبرَ الحسينعليه‌السلام ؟ فقال: إنَّ الحسين وكّل اللهُ به أربعةَ آلافِ مَلَك شُعثاً غُبراً يَبكونه إلى يوم القيامة، فقلت له: بأبي أنت واُمّي روي عن أبيك: الحجّ والعُمرة، قال: نَعَم؛ حَجّة وعُمرَة - حتّى عَدَّ عشرة - ».

٤ - حدَّثني أبيرحمه‌الله وعليُّ بن الحسين، عن سعد بن عبدالله، عن أحمدَ بن محمّد، عن الحسن بن عليٍّ الوَشّاء، عن أحمدَ بن عائِذ، عن أبي خديجةَ « عن رَجل سأل أبا جعفرعليه‌السلام عن زيارة قبر الحسينعليه‌السلام ، فقال: إنّهــ[ـا] تَعدِل حَجّة وعُمرة، وقال بيده هكذا من الخير - يقول بجميع يديه هكذا - ».

٥ - حدَّثني أبيرحمه‌الله عن محمّد بن يحيى، عن حَمدانَ بن سليمانَ النّيسابوري أبي سعيد قال: حدَّثنا عبدالله بن محمّد اليمانيُّ، عن مَنيع بن الحجّاج، عن يونسَ، عن هِشام بن سالم، عن أبي عبداللهعليه‌السلام « قال: زيارة قبر الحسينعليه‌السلام حَجّة، ومِن بعد الحَجّة حَجَّة وعُمرة » - بعد حَجَّة الإسلام -.

٦ - وبإسناده، عن يونسَ، عن الرّضاعليه‌السلام « قال: من زار قبر الحسينعليه‌السلام فقد حَجَّ واعْتَمر، قال: قلت: يطرح عنه حجة الإسلام؟ لا هي حجّة الضّعيف حتّى يقوى ويحجّ إلى بيت الله الحرام، أما علمت أنَّ البيت يطوف به كلَّ يوم سبعون ألف مَلَك حتّى إذا أدركهم اللّيل صعدوا، ونزل غيرهم فطافوا بالبيت حتّى الصّباح، وأنّ الحسينعليه‌السلام لأكرم على الله مِن البيت وأنّه في وقت كلِّ صلاة لينزل عليه سبعون ألف ملك شُعثٌ غُبر، لا تقع عليهم النّوبة إلى يوم القيامة ».

٧ - حدَّثني أبيرحمه‌الله عن سعد بن عبدالله، عن أحمدَ بن محمّد؛ ومحمّد بن عبدالحميد، عن يونس بن يعقوب، عن اُمّ سعيد الأحْمَسِية « قالت: قلت لأبي عبداللهعليه‌السلام : أيُّ شيءٍ تذكر في زيارة قبر الحسينعليه‌السلام مِن الفضل؟

١٧٨

قال: نذكر فيه يا اُمّ سعيد فضل حَجّة وعمرة، وخيرها كذا - وبسط يديه ونكس أصابعه - ».

٨ - حدَّثني محمّد بن أحمدَ بنِ الوليد، عن محمّد بن الحسن الصّفّار، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن القاسم بن محمّد، عن حبيب(١) ، عن فَضيل بن يَسار « قال: سمعت أبا عبداللهعليه‌السلام يقول: وكّل الله بقبر الحسينعليه‌السلام أربعة آلاف ملك شُعثاً غُبراً يبكونه إلى يوم القيامة، وإتيانه يعدل حَجّة وعُمرة وقبور الشُّهداء »(٢) .

٩ - حدَّثني أبيرحمه‌الله وجماعة مشايخي؛ عن سعد بن عبدالله، عن الحسن بن عليٍّ الكوفيّ، عن العبّاس بن عامِر، عن أبان، عن الحسين بن عَطيّة أبي - النّاب، عن بيّاع السّابريّ « قال: سمعت أبا عبداللهعليه‌السلام وهو يقول: من أتى قبر الحسينعليه‌السلام كتب الله له حَجّة وعُمرة، أو عُمرة وحجّة - وذكر الحديث - ».

١٠ - وبإسناده، عن العبّاس بن عامر، عن أبان بن عثمان قال: حدّثني أبو خلاّن الكِنديّ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام « قال: مَن أتى قبر الحسينعليه‌السلام كتب الله له حَجّة وعُمرة ».

١١ - وحدَّثني محمّد بن الحسن بن عليٍّ، عن أبيه، عن جدِّه عليِّ بن مَهزيار، عن أبي القاسم(٣) ، عن القاسم بن محمّد، عن إسحاقَ بن إبراهيم، عن هارون بن خارجة « قال: سأل رجلٌ أبا عبداللهعليه‌السلام - في حديث له طويل يقول في آخره: - بأبي أنت واُمّي رووا عن أبيك في الحجّ؟ قال: نَعَم حَجّة وعُمرَة - حتى عدَّ عشرة - ».

__________________

١ - الظّاهر هو حبيب بن المُعَلّل الخثعمي المدائني، روى عن الصّادق والكاظم والرّضاعليهم‌السلام، ثقة صحيح. وراويه الجوهريّ.

٢ - أي وتعدل مع الحجّ والعمرة إتيان قبور الشّهداء بالمدينة أيضاً، أو المعنى أنّ إتيان قبور الشّهداء عنده تعدل حجّة وعمرة أيضاً، والظّاهر أنّه من زايادات النّسّاخ. ( البحار )

٣ - تقدّم الكلام فيه، راجع ص ٨٩ ذيل الخبر ١٢.

١٧٩

١٢ - حدَّثني أبي؛ وجماعة مشايخيرحمهم‌الله عن محمّد بن يحيى العطّار، عن العَمركي - عمّن حدَّثه - عن محمّد بن الحسن، عن محمّد بن فضيل، عن محمّد بن مُصادف قال: حدَّثني مالك الجهني، عن أبي جعفرعليه‌السلام في زيارة قبر الحسينعليه‌السلام « قال: مَن أتاه زائراً له عارفاً بحقّه كتب الله له حَجّة، ولم يزل محفوظاً حتّى يرجع، قال: فمات مالك في تلك السَّنة وحجَجْتُ فدخلت على أبي عبداللهعليه‌السلام فقلت: إنّ مالك حدَّثني بحديث عن أبي جعفرعليه‌السلام في زيارة قبر الحسينعليه‌السلام ، قال: هاته، فحدَّثته فلمّا فرغت، قال: نعم يا محمّد حَجّة وعُمرة ».

١٣ - وحدَّثني أبيرحمه‌الله وجماعة مشايخي، عن محمّد بن يحيى العطّار؛ وأحمدَ بن إدريسَ، عن العَمْرَكي - عمّن حدَّثه - عن حمّاد بن عيسى، عن الحسين بن المختار « قال: سألت أبا عبداللهعليه‌السلام عن زيارة قبر الحسينعليه‌السلام ، فقال: فيها حَجّة وعُمرة ».

١٤ - وحدَّثني أبيرحمه‌الله عن سعد بن عبدالله، عن الحسن بن عليٍّ الزَّيتوني، عن هارون بن مسلم، عن عيسى بن راشد « قال: سألت أبا عبداللهعليه‌السلام فقلت: جُعِلتُ فِداك ما لمن زارَ قبرَ الحسينعليه‌السلام وصلّى عنده رَكعتين؟ قال: كُتِبَتْ له حَجّة وعُمرة، قال: قلت له: جُعِلتُ فِداك وكذلك كلُّ مَن أتى قبر إمام مفترض طاعته؟ قال: وكذلك كلُّ من أتى قبر إمام مفترض طاعته ».

١٥ - حدَّثني محمّد بن جعفر القرشيُّ الكوفيُّ الرَّزَّاز، عن محمّد بن الحسين، عن محمّد بن إسماعيلَ بن بزيع، عن صالِح بن عُقبَة، عن يزيدَ بن عبدالمَلِك « قال: كنتُ مع أبي عبداللهعليه‌السلام فمرَّ قوم على حُمُر فقال: أين يريدون هؤلاء؟ قلت: قبور الشُّهداء، قال: فما يمنعهم مِن زيارة الشّهيد الغريب؟!! قال: فقال له رجلٌ من أهل العراق: زيارته واجبة؟ قال: زيارته خير من حَجّة وعمرة - حتّى عدَّ عشرين حَجّة وعُمرة -، ثمَّ قال: مَبرورات متقبّلات، قال: فوالله ما

١٨٠

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357