مرآة العقول الجزء ١

مرآة العقول16%

مرآة العقول مؤلف:
المحقق: السيد هاشم الرسولي
الناشر: دارالكتب الإسلامية
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 358

المقدمة الجزء ١ المقدمة الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦
  • البداية
  • السابق
  • 358 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 39670 / تحميل: 5933
الحجم الحجم الحجم
مرآة العقول

مرآة العقول الجزء ١

مؤلف:
الناشر: دارالكتب الإسلامية
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

[ ٢١٠٨٨ ] ٢ - وعن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد رفعه، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: إذا أتت على الرجل أربعون سنة قيل له: خذ حذرك فانك غير معذور، وليس ابن الأربعين أحق بالحذر من ابن العشرين، فإنّ الذي: يطلبهما واحد وليس براقد، فاعمل لـمّا أمامك من الهول، ودع عنك فضول القول.

ورواه الصدوق في( الخصال) بإسناده الذي قبله (١) .

[ ٢١٠٨٩ ] ٣ - وعنه، عن علي بن الحكم، عن حسان، عن زيد الشحام قال: قال أبو عبدالله( عليه‌السلام ) : خذ لنفسك، خذ منها في الصحة قبل السقم، وفي القوة قبل الضعف، وفي الحياة قبل الممات.

[ ٢١٠٩٠ ] ٤ - محمّد بن الحسين الرضي في( نهج البلاغة) عن أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) قال: العمر الذي أعذر الله فيه إلى ابن آدم ستون سنة.

[ ٢١٠٩٠ ] ٥ - محمّد بن علي بن الحسين قال: سُئل الصادق( عليه‌السلام ) عن قول الله عزّ وجلّ:( أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَّا يَتذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ ) (٢) فقال: توبيخ لابن ثمانية عشر سنة.

وفي( المجالس) مرسلاً مثله (٣) .

____________________

٢ - الكافي ٢: ٣٢٩ / ١٠.

(١) الخصال: ٥٤٥ / ذيل حديث ٢٤.

٣ - الكافي ٢: ٣٢٩ / ١١.

٤ - نهج البلاغة ٣: ٢٣١ / ٣٢٦.

٥ - الفقيه ١: ١١٨ / ٥٦١.

(٢) فاطر ٣٥: ٣٧.

(٣) أمالي الصدوق ٤٠ / ١.

١٠١

[ ٢١٠٩٢ ] ٦ - وعن محمّد بن موسى بن المتوكّل، عن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن الحسين، عن علي بن اسباط، عن عمه يعقوب بن سالم، عن الصادق جعفر بن محمّد( عليه‌السلام ) قال: ثلاث من لم تكن فيه فلا يرجى خيره أبداً: من لم يخش الله في الغيب، ولم يرع في الشيب، ولم يستح من العيب.

[ ٢١٠٩٣ ] ٧ - وفي( الخصال) عن محمّد بن الحسن، عن أحمد بن إدريس، عن محمّد بن أحمد بن يحيى، عن محمّد بن السندي، عن علي بن الحكم، عن داود بن النعمان، عن سيف التمار، عن أبي بصير قال: قال أبو عبدالله( عليه‌السلام ) : إذا بلغ العبد ثلاثاً وثلاثين سنة فقد بلغ أشده، وإذا بلغ أربعين سنة فقد بلغ منتهاه، فاذا طعن في واحد وأربعين فهو في النقصان، وينبغي لصاحبّ الخمسين أن يكون كمن كان في النزع(١) .

٩٨ - باب وجوب عمل الحسنة بعد السيئة

[ ٢١٠٩٤ ] ١ - محمّد بن علي بن الحسين في( معاني الأخبار) عن محمّد بن علي ماجيلويه، عن عمّه محمّد بن أبي القاسم، عن أحمد بن أبي عبدالله (٢) ، عن محمّد بن سنان، عن المفضّل بن عمر، عن يونس بن ظبيان

____________________

٦ - امالي الصدوق: ٣٣٦ / ٨.

٧ - الخصال: ٥٤٥ / ٢٣.

(١) في نسخة: الترح وهو ضد الفرح ( هامش المخطوط ).

الباب ٩٨

فيه ٥ احاديث

١ - معاني الاخبار: ٢٣٦ / ١، واورد صدره في الحديث ٨ من الباب ٢ من ابواب افعال الصلاة.

(٢) في المصدر زيادة: عن ابيه.

١٠٢

قال: قال أبو عبدالله( عليه‌السلام ) - في حديث -: من أحبّ أن يعلم ماله عند الله فلينظر ما لله عنده، ومن خلا بعمل فلينظر فيه، فإن كان حسناً جميلاً فليمض عليه، وإن كان سيّئاً قبيحاً فليجتنبه، فإنّ الله أولى بالوفاء والزيادة، ومن عمل سيّئة في السر فليعمل حسنة في السر، ومن عمل سيّئة في العلانية فليعمل حسنة في العلانية.

[ ٢١٠٩٥ ] ٢ - وعن أبيه، عن سعد بن عبدالله، عن يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: كان علي بن الحسين( عليه‌السلام ) يقول: ويل لمن غلبت آحاده أعشاره، فقلت له: وكيف هذا؟ قال: أما سمعت الله عزّ وجلّ يقول:( مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَن جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا ) (١) فالحسنة الواحدة إذا عملها كُتبت له عشراً، والسيّئة الواحدة إذا عملها كُتبت له واحدة، فنعوذ بالله ممّن يرتكب في يوم واحد عشر سيّئات، ولا يكون له حسنة واحدة فتغلب حسناته سيئاته.

[ ٢١٠٩٦ ] ٣ - وفي( المجالس) عن أبيه، عن سعد، عن إبراهيم بن هاشم، عن إسماعيل بن مرار، عن يونس بن عبد الرحمن، عن علي بن اسباط، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: إنّ الله عزّ وجلّ أوحى إلى عيسى( عليه‌السلام ) : ما أكرمت خليقة بمثل ديني، ولا أنعمت عليها بمثل رحمتي، اغسل بالماء منك ما ظهر، وداوِ بالحسنات ما بطن، فإنّك إليّ راجع، شمّر فكلّ ما هو آتٍ قريب، وأسمعني منك صوتاً حزيناً.

____________________

٢ - معاني الاخبار: ٢٤٨ / ١.

(١) الانعام ٦: ١٦٠.

٣ - امالي الصدوق: ٤٨٤ / ٧.

١٠٣

[ ٢١٠٩٧ ] ٤ - وعن محمّد بن موسى بن المتوكّل، عن عبدالله بن جعفر الحميري، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن الحسن بن محبوب، عن أبي أيوب، عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر الباقر( عليه‌السلام ) قال: سمعته يقول: ما أحسن الحسنات بعد السيئات، وما أقبح السيّئات بعد الحسنات.

[ ٢١٠٩٨ ] ٥ - الحسن بن محمّد الطوسي في( مجالسه) عن أبيه، عن المفيد، عن إسماعيل بن محمّد الكاتب، عن أحمد بن جعفر المالكي، عن عبدالله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، عن يحيى بن سعيد، عن سفيان، عن حبيب بن ميمون (١) ، عن أبي ذر قال: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : اتق الله حيثما كنت، وخالق الناس بخُلق حسن، واذا عملت سيّئة فاعمل حسنة تمحوها.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(٢) .

٩٩ - باب صحة التوبة من المرتد

[ ٢١٠٩٩ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب وغيره، عن العلاء بن رزين، عن محمّد بن مسلم، عن أبي

____________________

٤ - امالي الصدوق: ٢٠٩ / ١، والكافي ٢: ٣٣١ / ١٨.

٥ - امالي الطوسي ١: ١٨٩.

(١) في المصدر: حبيب، عن ميمون بن ابي شبيب.

(٢) تقدم في الحديث ١ من الباب ٨٥ من هذه الأبواب.

ويأتي ما يدلّ عليه في الحديث ١٧ من الباب ٤٦ من ابواب ما يكتسب به.

الباب ٩٩

فيه حديث واحد

١ - الكافي ٢: ٣٣٤ / ١.

١٠٤

جعفر( عليه‌السلام ) قال: من كان مؤمنا فعمل خيراً في إيمانه ثمّ أصابته فتنة فكفر ثمّ تاب بعد كفره كُتب له وحسب له كلّ شيء كان عمله في ايمانه، ولا يبطله الكفر إذا تاب بعد كفره.

أقول: ويدلّ عليه عموم أحاديث التوبة وإطلاقها، وتقدّم ما يدلّ على ذلك خصوصاً أيضاً(١) ، ويأتي ما يدلّ على التفصيل في الحدود(٢) .

١٠٠ - باب وجوب الاشتغال بصالح الأعمال عن الاهل والمال

[ ٢١١٠٠ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن عمرو بن عثمان، وعن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، والحسن بن علي جميعاً، عن أبي جميلة، عن جابر، عن عبد الاعلى، وعن علي بن إبراهيم، عن محمّد بن عيسى، عن يونس، عن إبراهيم، عن عبد الاعلى(٣) ، عن سويد بن غفلة قال: قال أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) : إن ابن آدم إذا كان في آخر يوم من أيّام الدنيا وأوّل يوم من أيّام الآخرة مثّل له ماله وولده وعمله فيلتفت إلى ماله فيقول: والله إني كنت عليك حريصاً شحيحاً، فمالي عندك؟ فيقول: خذ مني كفنك، قال: فيلتفت إلى ولده فيقول: والله إني كنت لكم محبّاً وإنّي كنت عليكم محامياً

____________________

(١) تقدم في الحديث ١٠ من الباب ٤٧ من هذه الأبواب، وفي الباب ٣٠ من ابواب مقدّمة العبادات.

(٢) يأتي في الاحاديث ٣، ٥، ٦ من الباب ١، وفي الباب ٣، وفي الحديث ٤١ من الباب ١٠ من ابواب حدّ المرتد.

الباب ١٠٠

فيه حديثان

١ - الكافي ٣: ٢٣١ / ١.

(٣) في الامالي: ابراهيم بن عبد الأعلى.

١٠٥

فماذا عندكم؟ فيقولون: نوديك إلى حفرتك نواريك فيها، قال: فيلتفت إلى عمله فيقول: والله إني كنت فيك لزاهداً، وإن كنت(١) لثقيلاً، فيقول: أنا قرينك في قبرك ويوم نشرك حتّى أعرض أنا وأنت على ربك الحديث.

ورواه الصدوق مرسلاً(٢) .

ورواه الطوسي في( الأمالي) عن أبيه، عن ابن الصلت، عن ابن عقدة، عن عباد، عن عمه، عن أبيه، عن جابر مثله (٣) .

[ ٢١١٠١ ] ٢ - محمّد بن علي بن الحسين في( المجالس) وفي( معاني الأخبار) عن محمّد بن على ماجيلويه، عن عمه محمّد بن أبي القاسم، عن هارون بن مسلم، عن مسعدّة بن زياد، عن الصادق، عن آبائه ( عليهم‌السلام ) قال: قال علي( عليه‌السلام ) : إنّ للمرء المسلم ثلاثة أخلّاء: فخليل يقول له: أنا معك حيّاً وميتاً وهو عمله، وخليل يقول له: أنا معك حتّى تموت وهو ماله فاذا مات صار للوارث، وخليل يقول له: أنا معك إلى باب قبرك ثمّ أُخليك وهو ولده.

وفي( الخصال) عن أبيه، عن الحميري، عن هارون بن مسلم مثله (٤) .

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(٥) .

____________________

(١) في المصدر: وان كنت عليَّ.

(٢) لم نجده في الفقيه المطبوع.

(٣) امالي الطوسي ١: ٣٥٧.

٢ - امالي الصدوق: ٩٥ / ٣، ومعاني الاخبار: ٢٣٢ / ١.

(٤) الخصال: ١١٤ / ٩٢.

(٥) تقدم في الحديث ٦ من الباب ٤ من هذه الأبواب.

ويأتي ما يدلّ على المقصود في الباب ١٠١ من هذه الأبواب.

١٠٦

١٠١ - باب وجوب الحذر من عرض العمل على الله ورسوله والائمّة ( عليهم‌السلام )

[ ٢١١٠٢ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن الحسين بن سعيد، عن القاسم بن محمّد، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: تعرض الأعمال على رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) أعمال العباد كلّ صباح، أبرارها وفجارها، فاحذروها، وهو قول الله عزّ وجلّ:( وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى الله عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ ) (١) وسكت.

[ ٢١١٠٣ ] ٢ - وعن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن الوشا قال: سمعت الرضا( عليه‌السلام ) يقول: إنّ الأعمال تعرض على رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) أبرارها وفجّارها.

[ ٢١١٠٤ ] ٣ - وعنه، عن أحمد، عن الحسين بن سعيد، عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبي، عن عبدالله الطائي، عن يعقوب بن شعيب قال: سألت أبا عبدالله( عليه‌السلام ) عن قول الله عزّ وجلّ:( اعْمَلُوا فَسَيَرَى الله عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالـمُؤْمِنُونَ ) (٢) قال: هم الائمة (عليهم‌السلام )

[ ٢١١٠٥ ] ٤ - وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن عثمان بن عيسى،

____________________

الباب ١٠١

فيه ٢٥ حديثاً

١ - الكافي ١: ١٧٠ / ١.

(١) التوبة: ٩: ١٠٥.

٢ - الكافي ١: ١٧١ / ٦، وبصائر الدرجات: ٤٤٥ / ٧.

٣ - الكافي ١: ١٧١ / ٢، لم نجده في التهذيب المطبوع.

(٢) التوبة ٩: ١٠٥.

٤ - الكافي ١: ١٧١ / ٣، وبصائر الدرجات: ٤٦٥ / ٨.

١٠٧

عن سماعة، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: سمعته يقول: ما لكم تسوءون رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : فقال له رجل: كيف نسوءه؟ فقال: أما تعلمون أنّ أعمالكم تعرض عليه، فإذا رأى فيها معصية ساءه ذلك، فلا تسوءوا رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) وسرّوه.

ورواه الحسين بن سعيد في( كتاب الزهد) عن عثمان بن عيسى (١) .

ورواه الشيخ بإسناده عن أحمد بن أبي عبدالله(٢) ، وكذا الذي قبله.

[ ٢١١٠٦ ] ٥ - وعنه، عن أبيه، عن القاسم بن محمّد الزيات، عن عبدالله بن أبان الزيات وكان مكيناً عند الرضا( عليه‌السلام ) قال: قلت للرضا( عليه‌السلام ) : أُدع الله لي ولاهل بيتي، فقال: أو لست أفعل إنّ أعمالكم لتعرض علي في كلّ يوم وليلة، قال: فاستعظمت ذلك، فقال لي: أما تقرأ كتاب الله عزّ وجلّ:( وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى الله عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالـمُؤْمِنُونَ ) (٣) قال: هو والله علي بن أبي طالب( عليه‌السلام ) .

ورواه الصفار في( بصائر الدرجات) عن إبراهيم بن هاشم (٤) وكذا الذي قبله.

[ ٢١١٠٧ ] ٦ - وعن أحمد بن مهران، عن محمّد بن علي، عن أبي عبدالله بن الصلت(٥) ، عن يحيى بن مساور، عن أبي جعفر( عليه‌السلام )

____________________

(١) الزهد: ١٦ / ٣٢.

(٢) لم نعثر عليه في التهذيب المطبوع.

٥ - الكافي ١: ١٧١ / ٤.

(٣) التوبة ٩: ١٠٥.

(٤) بصائر الدرجات: ٤٤٩ / ٢.

٦ - الكافي ١: ١٧١ / ٥.

(٥) في المصدر: ابي عبدالله الصامت.

١٠٨

أنّه ذكر هذه الآية( فَسَيَرَى الله عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالـمُؤْمِنُونَ ) (١) قال: هو والله علي بن أبي طالب( عليه‌السلام ) .

[ ٢١١٠٨ ] ٧ - محمّد بن علي بن الحسين قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : حياتي خير لكم، ومماتي خير لكم - إلى أن قال: - وأما مفارقتي إياكم فإنّ أعمالكم تعرض عليّ كلّ يوم، فما كان من حسن استزدت الله لكم، وما كان من قبيح استغفرت الله لكم الحديث.

[ ٢١١٠٩ ] ٨ - قال: وروي أنّ أعمال العباد تعرض على رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) وعلى الائمة (عليهم‌السلام ) كلّ يوم أبرارها وفجّارها، فاحذروا، وذلك قول الله عزّ وجلّ:( وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى الله عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالـمُؤْمِنُونَ ) (٢) .

[ ٢١١١٠ ] ٩ - وفي( معاني الأخبار) عن أبيه، عن محمّد بن يحيى، عن أبي سعيد الآدمي، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة (٣) ، عن أبي بصير، قال: قلت لابي عبدالله( عليه‌السلام ) : إن أبا الخطاب كان يقول: إن رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) تعرض عليه أعمال أُمّته كلّ خميس، فقال أبو عبدالله( عليه‌السلام ) : ليس هكذا، ولكن رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) تعرض عليه أعمال أُمّته كلّ صباح أبرارها وفجارها، فاحذروا، وهو قول الله عزّ وجلّ:( وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى الله عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ

____________________

(١) التوبة ٩: ١٠٥.

٧ - الفقيه ١: ١٢١ / ٥٨٢.

٨ - الفقيه ١: ١٢٢ / ٥٨٣.

(٢) التوبة ٩: ١٠٥.

٩ - معاني الاخبار: ٣٩٢ / ٣٧، وبصائر الدرجات: ٤٤٤ / ٤ بسند آخر الى قوله: المؤمنين.

(٣) في المصدر زيادة: عن ابيه.

١٠٩

وَالـمُؤْمِنُونَ ) (١) وسكت قال أبو بصير: إنّما عنى الأئمة (عليهم‌السلام )

[ ٢١١١١ ] ١٠ - وعن علي بن عبدالله بن بابويه، عن علي بن أحمد الطبري، عن أبي سعيد الطبري، عن خراش، عن مولاه أنس قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : حياتي خير لكم، ومماتي خير لكم، أما حياتي فتحدثوني وأُحدّثكم، وأمّا موتي فتعرض عليّ أعمالكم عشية الاثنين والخميس، فما كان من عمل صالح حمدت الله عليه، وما كان من عمل سيّئ استغفرت الله لكم.

[ ٢١١١٢ ] ١١ - قال: وقال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : من ضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه ضمنت له الجنّة.

[ ٢١١١٣ ] ١٢ - وفي( عيون الأخبار) بأسانيد تقدّمت في إسباغ الوضوء (٢) عن الرضا عن آبائه، عن علي بن الحسين (عليهم‌السلام ) قال: إنّ أعمال هذه الأُمة ما من صباح إلّا وتعرض على الله تعالى.

[ ٢١١١٤ ] ١٣ - الحسن بن محمّد الطوسي في( مجالسه) عن أبيه، عن أبي القاسم بن سبيل بن الوكيل، عن ظفر بن حمدون، عن إبراهيم بن إسحاق الاحمري، عن محمّد بن عبد الحميد وعبدالله بن الصلت، عن حنان بن سدير (٣) ، وعن إبراهيم الاحمري عن عبدالله بن حماد، عن

____________________

(١) التوبة ٩: ١٠٥.

١٠ - معاني الاخبار: ٤١٠ / ٩٧.

١١ - معاني الاخبار: ٤١١ / ٩٩، واورده في الحديث ١٠ من الباب ٢٢ من هذه الأبواب.

١٢ - عيون اخبار الرضا (عليه‌السلام ) ٢: ٤٤ / ١٥٦.

(٢) تقدمت في الحديث ٤ من الباب ٥٤ من ابواب الوضوء.

١٣ - امالي الطوسي ٢: ٢٢.

(٣) في المصدر زيادة: عن ابيه.

١١٠

سدير، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) وهو في نفر من أصحابه: إن مقامي بين أظهركم خير لكم، وإنّ مفارقتي إياكم خير لكم - إلى ان قال: - أمّا مقامي بين أظهركم خير لكم فإنّ الله يقول:( وَمَا كَانَ الله لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ الله مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ) (١) - يعني: يعذّبهم بالسيّف - وأمّا مفارقتي إيّاكم خير لكم فإن أعمالكم تعرض عليّ كلّ اثنين وخميس، فما كان من حسن حمدت الله عليه، وما كان من سيّء استغفرت لكم.

[ ٢١١١٥ ] ١٤ - وبالإِسناد عن إبراهيم الاحمري، عن محمّد بن الحسين(٢) ويعقوب بن يزيد وعبدالله بن الصلت والعباس بن معروف ومنصور وأيّوب والقاسم ومحمّد بن عيسى ومحمّد بن خالد وغيرهم، عن ابن أبي عمير، عن ابن أُذينة قال: كنت عند أبي عبدالله( عليه‌السلام ) فقلت له: قول الله عزّ وجلّ:( وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى الله عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالـمُؤْمِنُونَ ) (٣) قال: إيّانا عنى.

[ ٢١١١٦ ] ١٥ - وعن أبيه، عن محمّد بن محمّد، عن علي بن بلال، عن علي بن سليمان، عن أحمد بن القاسم، عن أحمد بن محمّد السياري، عن محمّد بن خالد البرقي، عن سعيد بن مسلم، عن داود بن كثير الرقي قال: كنت جالساً عند أبي عبدالله( عليه‌السلام ) إذ قال مبتدئاً من قبل نفسه: يا داود لقد عرضت عليَّ أعمالكم يوم الخميس فرأيت فيما عرض علي من عملك صلتك لابن عمك فلان فسرني ذلك إنّي علمت أنّ صلتك له أسرع

____________________

(١) الأنفال ٨: ٣٣.

١٤ - امالي الطوسي ٢: ٢٣.

(٢) في المصدر: محمّد بن الحسن.

(٣) التوبة ٩: ١٠٥.

١٥ - أمالي الطوسي ٢: ٢٧، وروى نحوه الصفار في البصائر: ٤٤٩ / ٣.

١١١

لفناء عمره وقطع أجله، قال داود: وكان لي ابن عم معاندا ناصبيا خبيثا بلغني عنه وعن عياله سوء حال، فصككت له نفقة قبل خروجي إلى مكة، فلـمّا صرت في المدينة أخبرني أبو عبدالله( عليه‌السلام ) بذلك(١) .

[ ٢١١١٧ ] ١٦ - علي بن موسى بن طاووس، في رسالة( محاسبة النفس) قال: رأيت ورويت في عدّة روايات متّفقات أنّ يوم الاثنين ويوم الخميس تعرض فيهما الأعمال على الله وعلى رسوله وعلى الأئمة ( عليهم‌السلام )

ثمّ إنّه روى في ذلك أحاديث كثيرة من كتاب( التبيان) للشيخ ومن كتاب( ابن عقدة) ومن كتاب( الدلائل) لعبدالله بن جعفر الحميري ومن كتاب محمّد بن العباس بن مروان( فيما نزل من القرآن في النبي والأئمة ( عليهم‌السلام ) . ومن كتاب( محمّد بن عمران المرزباني) .

أقول: وتقدّم ما يدلّ على عرض الأعمال يوم الخميس في الصوم المندوب(٢) .

[ ٢١١١٨ ] ١٧ - محمّد بن الحسن الصفار في( بصائر الدرجات) عن يعقوب بن يزيد، عن الحسن بن علي الوشاء، عن أحمد بن عمر (٣) ، عن أبي الحسن( عليه‌السلام ) قال: سُئل عن قول الله عزّ وجلّ:( اعْمَلُوا فَسَيَرَى الله عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالـمُؤْمِنُونَ ) (٤) قال: إنّ أعمال العباد تعرض على رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) كلّ صباح أبرارها وفجارها فاحذروا.

____________________

(١) فيه صلة الناصبي عند ضرورته وقرابته، وكإنّه للتقية ودفع ضرره، لـما مرّ في الصدقة( منه قده) .

١٦ - محاسبة النفس: ١٦.

(٢) تقدم في الحديثين ٢، ٨ من الباب ٧ من ابواب الصوم المندوب.

١٧ - بصائر الدرجات: ٤٤٤ / ٢.

(٣) في المصدر: احمد بن عمير.

(٤) التوبة ٩: ١٠٥.

١١٢

[ ٢١١١٩ ] ١٨ - وعن أحمد بن محمّد، عن علي بن الحكم، عن داود بن النعمان، عن أبي أيوب، عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: إن أعمال العباد تعرض على نبيكم كلّ عشيّة خميس فليستحيي أحدكم أن يعرض على نبيّه العمل القبيح.

[ ٢١١٢٠ ] ١٩ - وعن أحمد بن موسى، عن يعقوب بن يزيد، عن محمّد بن أبي عمير، عن حفص بن البختري وغير واحد قال: تعرض الأعمال يوم الخميس على رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) وعلى الأئمة (عليهم‌السلام )

[ ٢١١٢١ ] ٢٠ - وعن محمّد بن الحسين ويعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن ابن أُذينة، عن بريد العجلي قال: كنت عند أبي عبدالله( عليه‌السلام ) فسألته عن قول الله عزّ وجلّ:( اعْمَلُوا فَسَيَرَى الله عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالـمُؤْمِنُونَ ) (١) قال: إيّانا عنى.

[ ٢١١٢٢ ] ٢١ - وعن أحمد بن موسى، عن الحسن بن علي، عن علي بن حسان، عن عبد الرحمن بن كثير، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال في قوله تعالى:( اعْمَلُوا فَسَيَرَى الله عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالـمُؤْمِنُونَ ) (٢) قال: هم الأئمة (عليهم‌السلام )

[ ٢١١٢٣ ] ٢٢ - وعن أحمد بن الحسن، عن أبيه، عن عبد الكريم أو عمّن رواه، عن عبد الكريم بن يحيى، عن بريد العجلي قال: قلت لابي جعفر

____________________

١٨ - بصائر الدرجات: ٤٤٦ / ١٤.

١٩ - بصائر الدرجات: ٤٤٦ / ١٦.

٢٠ - بصائر الدرجات ٤٤٧ / ١.

(١) التوبة ٩: ١٠٥.

٢١ - بصائر الدرجات: ٤٤٧ / ٤.

(٢) التوبة ٩: ١٠٥.

٢٢ - بصائر الدرجات: ٤٤٨ / ١٠.

١١٣

( عليه‌السلام ) :( اعْمَلُوا فَسَيَرَى الله عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالـمُؤْمِنُونَ ) (١) فقال: ما من مؤمن يموت ولا كافر فتوضع في قبره حتّى يعرض عمله على رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) وعلى علي وهلم جرّاً إلى آخر من فرض الله طاعته على العباد.

[ ٢١١٢٤ ] ٢٣ - وعن يعقوب بن يزيد، عن الحسن بن علي الوشاء، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، قال: قلت لابي عبدالله( عليه‌السلام ) : قول الله عزّ وجلّ:( وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى الله عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالـمُؤْمِنُونَ ) (٢) ما المؤمنون؟ قال: من عسى أن يكون إلّا صاحبك.

[ ٢١١٢٥ ] ٢٤ - وعن الهيثمّ النهدي، عن أبيه، عن عبدالله بن أبان قال: قلت للرضا( عليه‌السلام ) : اُدع الله لي ولمواليك، فقال:( والله إنّي لاعرض أعمالهم على الله في كلّ خميس) (٣) .

[ ٢١١٢٦ ] ٢٥ - وعنه، عن محمّد بن علي بن سعيد الزيات، عن عبدالله بن أبان قال: قلت للرضا( عليه‌السلام ) : إنّ قوماً من مواليك سألوني أن تدعو الله لهم، فقال: والله إني لاعرض أعمالهم على الله في كلّ يوم.

تمّ كتاب الجهاد بقلم مؤلّفه محمّد الحر.

____________________

(١) التوبة ٩: ١٠٥.

٢٣ - بصائر الدرجات ٤٤٩ / ١.

(٢) التوبة ٩: ١٠٥.

٢٤ - بصائر الدرجات: ٤٥٠ / ٨.

(٣) في المصدر: والله إنّ اعمالكم لتعرض عليّ في كلّ خميس.

٢٥ - بصائر الدرجات: ٤٥٠ / ١١، باختلاف في المتن ولكنه اورد المتن بسند آخر في ص ٥٣٥ / ٣٧.

١١٤

بسم الله الرحمن الرحيم

كتاب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وما يلحق به

فهرس أنواع الأبواب إجمالاً:

أبواب الأمر والنهي وما يناسبهما.

أبواب فعل المعروف.

١١٥

تفصيل الأبواب

١١٦

أبواب الأمر والنهي وما يناسبهما

١ - باب وجوبهما وتحريم تركهما

[ ٢١١٢٧ ] ١ - محمّد بن يعقوب الكليني، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن علي بن النعمان، عن عبدالله بن مسكان، عن داود بن فرقد، عن أبي سعيد الزهري، عن أبي جعفر وأبي عبدالله( عليهما‌السلام ) قال: ويل لقوم لا يدينون الله بالامر بالمعروف، والنهي عن المنكر.

ورواه الحسين بن سعيد في كتاب( الزهد) عن علي بن النعمان مثله (١) .

[ ٢١١٢٨ ] ٢ - وبإسناده قال: قال أبو جعفر( عليه‌السلام ) : بئس القوم

____________________

أبواب الأمر بالمعروف والنهي وما يناسبهما

الباب ١

فيه ٢٥ حديثاً

١ - الكافي ٥: ٥٦ / ٤، والتهذيب ٦: ١٧٦ / ٣٥٣.

(١) الزهد: ١٩ / ٤١.

٢ - الكافي ٥: ٥٧ / ٥.

١١٧

قوم يعيبون الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر.

ورواه الشيخ بإسناده عن أحمد بن محمّد(١) ، وكذا الذي قبله.

[ ٢١١٢٩ ] ٣ - وعنه، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن يحيى، عن غياث بن إبراهيم قال: كان أبو عبدالله( عليه‌السلام ) إذا مرّ بجماعة يختصمون لا يجوزهم حتّى يقول ثلاثاً: اتقوا الله، يرفع بها صوته.

ورواه الشيخ بإسناده عن أحمد بن محمّد بن عيسى مثله(٢) .

وعن علي، عن أبيه، عن بعض أصحابه، عن غياث نحوه(٣) .

[ ٢١١٣٠ ] ٤ - وعن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن عرفة(٤) قال: سمعت أبا الحسن الرضا( عليه‌السلام ) يقول: لتأمرنّ بالمعروف، ولتنهنّ عن المنكر، أو ليستعملنّ عليكم شراركم فيدعو خياركم فلا يستجاب لهم.

[ ٢١١٣١ ] ٥ - وبالإِسناد عن الرضا( عليه‌السلام ) أنّه سمعه يقول: كان رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) يقول: إذا أُمّتي تواكلت(٥) الامر بالمعروف والنهي عن المنكر فليأذنوا بوقاع من الله.

____________________

(١) التهذيب ٦: ١٧٦ / ٣٥٤.

٣ - الكافي ٥: ٥٩ / ١٢.

(٢) التهذيب ٦: ١٨٠ / ٣٧٠.

(٣) الكافي ٥: ٦١ / ٤.

٤ - الكافي ٥: ٦١ / ٣، والتهذيب ٦: ١٧٦ / ٣٥٢.

(٤) في المصدر: محمّد بن عمر بن عرفة.

٥ - الكافي ٥: ٥٩ / ١٣.

(٥) في نسخة: تواكلوا ( هامش المخطوط )

١١٨

ورواه الشيخ بإسناده عن أحمد بن محمّد بن خالد(١) ، وكذا الذي قبله.

ورواه الصدوق في( عقاب الأعمال) عن أبيه، عن سعد، عن محمّد بن عيسى مثله (٢) .

[ ٢١١٣٢ ] ٦ - وعنهم، عن ابن خالد، عن بعض أصحابنا، عن بشر بن عبدالله(٣) ، عن أبي عصمة قاضي مرو، عن جابر، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: يكون في آخر الزمان قوم ينبغ(٤) فيهم قوم مراؤون - إلى أن قال: - ولو أضرت الصلاة بسائر ما يعملون بأموالهم وأبداًنهم لرفضوها كما رفضوا أسمى الفرائض وأشرفها، إن الامر بالمعروف والنهي عن المنكر فريضة عظيمة بها تقام الفرائض، هنالك يتم غضب الله عزّ وجلّ عليهم فيعمهم بعقابه فيهلك الابرار في دار الاشرار، والصغار في دار الكبار، إن الامر بالمعروف والنهي عن المنكر سبيل الانبياء، ومنهاج الصلحاء، فريضة عظيمة بها تقام الفرائض، وتأمن المذاهب، وتحل المكاسب، وترد المظالم، وتعمر الارض، وينتصف من الاعداء، ويستقيم الامر الحديث.

ورواه الشيخ كالذي قبله(٥) .

[ ٢١١٣٣ ] ٧ - وعنهم، عن سهل بن زياد، عن عبد الرحمن بن أبي

____________________

(١) التهذيب ٦: ١٧٧ / ٣٥٨.

(٢) عقاب الاعمال: ٣٠٤ / ١.

٦ - الكافي ٥: ٥٥ / ١، واورد صدره في الحديث ٦ من الباب ٢ وقطعة منه في الحديث ١ من الباب ٣، وذيله في الحديث ١ من الباب ٨ من هذه الأبواب.

(٣) في التهذيب: بشير بن عبدالله.

(٤) في نسخة: يتبع ( هامش المخطوط ).

(٥) التهذيب ٦: ١٨٠ / ٣٧٢.

٧ - الكافي ٥: ٥٧ / ٦.

١١٩

نجران، عن عاصم بن حميد، عن أبي حمزة، عن يحيى بن عقيل، عن حسن قال: خطب أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) فحمد الله وأثنى عليه ثمّ قال: أمّا بعد فإنّه إنّما هلك من كان قبلكم حيثما عملوا من المعاصي ولم ينههم الربانيون والاحبار عن ذلك، وإنّهم لـمّا تمادوا في المعاصي ولم ينههم الربّانيون والاحبار عن ذلك نزلت بهم العقوبات، فأمروا بالمعروف وانهوا عن المنكر، واعلموا أنّ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لن يقربّا أجلاً ولن يقطعا رزقاً الحديث.

ورواه الحسين بن سعيد في كتاب( الزهد) عن علي بن النعمان، عن ابن مسكان، عن أبي حمزة، عن يحيى بن عقيل، عن حبشي مثله (١) .

[ ٢١١٣٤ ] ٨ - وعنهم، عن سهل، عن علي بن أسباط، عن العلا بن رزين، عن محمّد بن مسلم قال: كتب أبو عبدالله( عليه‌السلام ) إلى الشيعة: ليعطفن ذوو السن منكم والنهى على ذوي الجهل وطلاب الرئاسة، أو لتصيبنّكم لعنتي أجمعين.

[ ٢١١٣٥ ] ٩ - وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن جماعة من أصحابنا، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: ما قدّست أُمّة لم يؤخذ لضعيفها من قويّها غير متعتع(٢) .

ورواه الشيخ بإسناده عن علي بن إبراهيم مثله(٣) .

____________________

(١) الزهد: ١٠٥ / ٢٨٨.

٨ - الكافي ٨: ١٥٨ / ١٥٢.

٩ - الكافي ٥: ٥٦ / ٢.

(٢) في نسخة: متضع، واخرى: متصنع ( هامش المخطوط ) وتعتعه: تلتله وحركه بعنف واكرهه في الأمر حتّى قلق ( القاموس - تعع - ٣: ٩ ).

(٣) التهذيب ٦: ١٨٠ / ٣٧١.

١٢٠

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

٩ - وعنه، عن أبيه، عن إسماعيل بن مرار، عن يونس، عن داود بن فرقد، عن المعلى بن خنيس قال قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام إذا جاء حديث عن أولكم وحديث عن آخركم بأيهما نأخذ فقال خذوا به حتّى يبلغكم عن الحي فإن بلغكم عن الحي فخذوا بقوله قال ثمّ قال أبو عبد اللهعليه‌السلام إنا والله لا ندخلكم إلا فيما يسعكم وفي حديث آخر خذوا بالأحدث.

١٠ - محمّد بن يحيى، عن محمّد بن الحسين، عن محمّد بن عيسى، عن صفوان بن يحيى، عن داود بن الحصين، عن عمر بن حنظلة قال سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام - عن رجلين من أصحابنا بينهما منازعة في دين أو ميراث فتحاكما إلى السلطان وإلى القضاة أيحل

________________________________________________________

الحديث التاسع مجهول ويدل على لزوم العمل بقول الإمام الحي مع تعارض قول الإمام السابق له، بل بقول الإمام المتأخر مطلقاً كما يدل عليه قولهعليه‌السلام : خذوا بالأحدث، ووجه الأول ظاهر، لأنّ الإمام الحي إنما يحكم بما يعلمه صلاحا في زمانه، فيجب العمل به، وأمّا الثاني فلأنه بحكم الإمام الثاني علم تغير المصلحة الأولى ولم يعلم بعد تغير المصلحة المتجددة إلا إذا علم تغيرها بزوال التقية مع العلم بكون الحكم الثاني للتقية.

قولهعليه‌السلام فيما يسعكم: أي يجوز لكم القول والعمل به تقية أو لمصلحة أخرى.

الحديث العاشر: موثق تلقاه الأصحاب بالقبول.

قولهعليه‌السلام في دين أو ميراث، لعل ذكرهما على سبيل التمثيل، ويحتمل التخصيص، والمراد بالمنازعة في الميراث إمّا في الوارثية أو في قدر الإرث أو في ثبوته مع عدم علم المدعي، وفي جميع هذه الصور لا يجوز الأخذ بحكم الجائر، ويكون المأخوذ حراما بخلاف الأعيان ومنافعها، مع علم المدعي فإن المشهور أنه وإن حرم الأخذ بحكم الجائر لكن لا يحرم المأخوذ، وحرمة المأخوذ في تلك الصور لا تنافي صحة المقاصة في الدين المعلوم ثبوته، والمراد بحرمة المأخوذ كونه غير جائز التصرف

٢٢١

ذلك قال من تحاكم إليهم في حق أو باطل فإنما تحاكم إلى الطاغوت وما يحكم له فإنما يأخذ سحتا وإن كان حقاً ثابتا لأنّه أخذه بحكم الطاغوت وقد أمر الله أن يكفر به قال الله تعالى( يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ ) (١)

________________________________________________________

فيه بعد الأخذ، وبحرمة الأخذ عدم جواز إزالة يد المدعي واستقرار اليد عليه، فقولهعليه‌السلام في الجواب: من تحاكم إليهم. يحتمل العموم والشمول للأعيان والديون والمواريث وغيرها.

وقولهعليه‌السلام : فإنما يأخذ سحتا، إن حمل على أنه يأخذ أخذا سحتا أي حراما فعلى عمومه وإن حمل على أنه يأخذ مالا سحتا فمخصص بما لا يكون المدعى به عينا معلوم الحقية للمدعي، فإن له التصرف في المأخوذ حينئذ بخلاف ما إذا كان ثابت الحقيقة عنده بحكم الحاكم، أو مظنون الحقية أو مشكوكها، أو كان المدعى به دينا، فالاستحقاق في العين والتعين في الدين بحكم الطاغوت لا يوجب جواز التصرف، كما ذكره بعض المحققين.

قوله تعالى( يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ ) الطاغوت مشتق من الطغيان وهو الشيطان أو الأصنام، أو كلّ ما عبد من دون الله أو صد من عبادة الله، والمراد هنا من يحكم بالباطل ويتصدى للحكم، ولا يكون أهلا له، سمي به لفرط طغيانه أو لتشبهه بالشيطان أو لأنّ التحاكم إليه تحاكم إلى الشيطان من حيث أنه الحامل عليه والآية بتأييد الخبر تدل على عدم جواز الترافع إلى حكام الجور مطلقا، وربما قيل بجواز التوسل بهم إلى أخذ الحقّ المعلوم اضطراراً مع عدم إمكان الترافع إلى الفقيه العدل، وبجواز الاستعانة بهم في إجراء حكم الفقيه، وأيد ذلك بقوله تعالى( يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحاكَمُوا ) فإن الترافع على وجه الاضطرار ليس تحاكما على الإرادة والاختيار، والمسألة قوية الإشكال.

__________________

(١) سورة النساء: ٦٠.

٢٢٢

قلت فكيف يصنعان قال ينظران إلى من كان منكم ممّن قد روى حديثنا ونظر في حلالنا وحرامنا وعرف أحكامنا فليرضوا به حكما فإني قد جعلته

________________________________________________________

قولهعليه‌السلام ممّن قد روى حديثنا: أي كلها بحسب الإمكان أو القدر الوافي منها، أو الحديث المتعلّق بتلك الواقعة، وكذا في نظائره، والأحوط أن لا يتصدى لذلك إلا من تتبع ما يمكنه الوصول إليه من أخبارهم ليطلع على المعارضات ويجمع بينها بحسب الإمكان.

قولهعليه‌السلام فإني قد جعلته عليكم حاكما: استدل به على أنه نائب الإمام في كلّ أمر إلا ما أحوجه الدليل، ولا يخلو من إشكال، بل الظاهر أنه رخص له في الحكم فيما رفع إليه لا أنه يمكنه جبر الناس على الترافع إليه أيضا، نعم يجب على الناس الترافع إليه والرضا بحكمه، وقال بعض الأفاضل: قولهعليه‌السلام : فإني قد جعلته عليكم حاكما يحتمل وجهين: الأول: قد صيرته عليكم حاكماً، والثاني: قد وصفته بكونه حاكما عليكم، وقد حكمت بذلك وسميته بالحاكم، كقوله تعالى( وَجَعَلُوا الْمَلائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبادُ الرَّحْمنِ إِناثاً ) (١) فعلى الأول يكون حكومة المجتهد بنصبهعليه‌السلام لها، فلا يثبت له حكومة بدون النصب ما لم يدل دليل آخر، وعلى الثاني تكون المجتهد متصفا بالحكومة، ويكون قولهعليه‌السلام مبينا لاتصافه بها، والثاني أولى بوجوه: منها أنه لم يكونواعليه‌السلام في تلك الأعصار ينصبون الحكام، ومنها أنهم لو نصبوا لأعلموا الناس بذلك ولكان هذا من المعلوم عند الإمامية، ومنها أنه لم يعهد نصب غير المعين. ومنها: أن الضرورة ماسة بحكومة الفقيه أمّا عند الغيبة فظاهر، وأمّا مع ظهور الحجة فلعدم إمكان رجوع الكل في كلّ الأحكام إلى الحجة لا بواسطة، ولو حمل على الأول فإما أن يحمل على نصبهعليه‌السلام الفقيه في عصره وفي الأعصار بعده، أو على نصبه في عصره، وعلى الأول فيكون الفقيه منصوباً ما لم ينعزل بعزله أو بعزل من يقوم مقامه، وعلى الثاني ينقضي نصبه بانقضاء أيامه

__________________

(١) سورة زخرف: ١٩.

٢٢٣

عليكم حاكما فإذا حكم بحكمنا فلم يقبله منه فإنما استخف بحكم الله وعلينا رد والراد علينا الراد على الله وهو على حد الشرك بالله.

قلت فإن كان كلّ رجل اختار رجلاً من أصحابنا فرضياً أن يكونا الناظرين في حقهما واختلفا فيما حكما وكلاهما اختلفا في حديثكم؟

قال الحكم ما حكم به أعدلهما وأفقههما وأصدقهما في الحديث وأورعهما ولا

________________________________________________________

عليه‌السلام حيث يكون الحكم لغيره بعده، ويحتمل الحكم بنصبه بعده ما لم ينعزل لاتحاد طريقتهمعليه‌السلام ، واستحسان اللاحق ما حسنه السابق منهم، وكون المتأخر خليفة للمتقدم، فما لم يظهر منه خلاف ما جاء من المتقدم حكم بإبقائه له، والظاهر من الحاكم القاضي وهو الّذي يحكم في الوقائع الخاصة، وينفذ الحكم لا المفتي وهو المبين الحكم الشرعي عموما « انتهى ما أفاده ره » ولا يخفى متانته، ويمكن المناقشة في كثير منها وسنبين تحقيق هذا المطلب في رسالة مفردة إنشاء الله تعالى.

قولهعليه‌السلام : فإنما استخف بحكم الله: لأنّه لم يرض بحكم أمر الله به « وعلينا رد » حيث رد قضاء من وصفناه بالحكومة « وهو على حد الشرك بالله » أي دخل في الشرك بأحد معانيه حيث أشرك في حكمه تعالى غيره، أو المعنى أنه في مرتبة من الضلالة لا مرتبة فيها أشد منها، والمرتبة المتجاوزة منها مرتبة الشرك.

قولهعليه‌السلام : فيما حكما: ظاهره أن اختلافهما بحسب اختلاف الرواية لا الفتوى.

قولهعليه‌السلام أعدلهما وأفقههما: في الجواب إشعار بأنه لا بد من كونهما عادلين فقيهين صادقين ورعين، والفقه هو العلم بالأحكام الشرعية كما هو الظاهر، وهل يعتبر كونه أفقه في خصوص تلك الواقعة أو في مسائل المرافعة والحكم أو في مطلق المسائل؟ الأوسط أظهر معنى، وإن كان الأخير أظهر لفظا، والظاهر أن مناط الترجيح الفضل في جميع تلك الخصال، ويحتمل أن تكون كلمة الواو بمعنى أو، فعلى الأول لا يظهر الحكم فيما إذا كان الفضل في بعضها، وعلى الثاني فيما إذا كان أحدهما فاضلا في إحداهما

٢٢٤

يلتفت إلى ما يحكم به الآخر قال:

قلت فإنهما عدلان مرضيان عند أصحابنا لا يفضل واحد منهما على الآخر قال فقال ينظر إلى ما كان من روايتهم عنا في ذلك الّذي حكما به المجمع عليه من أصحابك فيؤخذ به من حكمنا ويترك الشاذ الّذي ليس بمشهور عند أصحابك فإن المجمع عليه لا ريب فيه وإنما الأمور ثلاثة أمر بين رشده فيتبع وأمر بين غيه فيجتنب وأمر مشكل يرد علمه إلى الله وإلى رسوله قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله حلال بين وحرام بين وشبهات بين ذلك فمن ترك الشبهات نجا من المحرمات ومن أخذ بالشبهات ارتكب المحرمات وهلك من حيث لا يعلم.

قلت فإن كان الخبران عنكما مشهورين قد رواهما الثقات عنكم؟

قال ينظر فما وافق حكمه حكم الكتاب والسنة وخالف العامة فيؤخذ به و

________________________________________________________

والآخر في الأخرى، والرجحان بالترتيب الذكرى ضعيف، وفي سؤال السائل إشعار بفهم المعنى الثاني.

قولهعليه‌السلام المجمع عليه: استدل به على حجية الإجماع، وظاهر السياق أن المراد الاتفاق في النقل لا الفتوى ويدل على أن شهرة الخبر بين الأصحاب وتكرره في الأصول من المرجحات وعليه كان عمل قدماء الأصحاب رضوان الله عليهم.

قولهعليه‌السلام وشبهات بين ذلك: المراد الأمور الّتي اشتبه الحكم فيها، ويحتمل شموله لما كان فيه احتمال الحرمة وإن كان حلالا بظاهر الشريعة.

قولهعليه‌السلام ارتكب المحرمات: أي الحرام واقعا، فيكون محمولا على الأولوية والفضل، ويحتمل أن يكون المراد الحكم في المشتبهات، ويكون الهلاك من حيث الحكم بغير علم، ويدل على رجحان الاحتياط بل وجوبه.

قولهعليه‌السلام عنكما: أي الباقر والصادقعليهما‌السلام ، وفي الفقيه عنكم وهو أظهر.

قولهعليه‌السلام فما وافق حكمه حكم الكتاب والسنة: قيل المراد بالموافقة احتمال

٢٢٥

يترك ما خالف حكمه حكم الكتاب والسنة ووافق العامة.

قلت جعلت فداك أرأيت إن كان الفقيهان عرفا حكمه من الكتاب والسنة ووجدنا أحد الخبرين موافقاً للعامة والآخر مخالفا لهم بأي الخبرين يؤخذ؟

قال ما خالف العامة ففيه الرشاد.

فقلت جعلت فداك فإن وافقهما الخبران جميعا.

قال ينظر إلى ما هم إليه أميل حكامهم وقضاتهم فيترك ويؤخذ بالآخر.

قلت فإن وافق حكامهم الخبرين جميعا؟

قال إذا كان ذلك فأرجه حتّى تلقى إمامك فإن الوقوف عند الشبهات خير

________________________________________________________

دخوله في المراد من الكتاب والسنة الثابتة والكون من محاملهما فتأمل.

قوله قد رواهما الثقات عنكم: استدل به على جواز العمل بالخبر الموثق وفيه نظر، لانضمام قيد الشهرة، ولعل تقريرهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لمجموع القيدين على أنه يمكن أن يقال: الكافر لا يوثق بقوله شرعاً لكفره، وإن كان عادلا بمذهبه.

قوله والسنة: أي السنة المتواترة.

قولهعليه‌السلام فأرجه: بكسر الجيم والهاء من أرجيت الأمر بالياء أو من أرجأت الأمر بالهمزة، وكلاهما بمعنى أخرته فعلى الأول حذفت الياء في الأمر وعلى الثاني أبدلت الهمزة ياء، ثمّ حذفت، والهاء ضمير راجع إلى الأخذ بأحد الخبرين أو بسكون الهاء لتشبيه المنفصل بالمتصل، أو من أرجه الأمر أي أخره عن وقته، كما ذكره الفيروزآبادي لكنه تفرد به ولم أجد في كلام غيره.

وورد في خبر آخر في الجمع بين الأخبار، رواه ابن جمهور في كتاب غوالي اللئالي عن العلامة مرفوعاً إلى زرارة بن أعين قال: سألت الباقرعليه‌السلام فقلت: جعلت فداك يأتي عنكم الخبران أو الحديثان المتعارضان فبأيهما آخذ؟ فقالعليه‌السلام : يا زرارة خذ بما اشتهر [ به ] بين أصحابك، ودع الشاذ النادر، فقلت: يا سيدي إنهما معاً مشهوران مرويان مأثوران عنكم؟ فقالعليه‌السلام : خذ بقول أعدلهما عندك وأوثقهما في نفسك، فقلت: إنهما

٢٢٦

من الاقتحام في الهلكات.

باب الأخذ بالسنة وشواهد الكتاب

١ - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إن على كلّ حق حقيقة وعلى كلّ صواب

________________________________________________________

معاً عدلان مرضيان موثقان؟ فقال: انظر ما وافق منهما مذهب العامة فاتركه، وخذ بما خالفهم، قلت: ربما كانا موافقين لهم أو مخالفين فكيف أصنع؟ فقالعليه‌السلام : إذن فخذ بما فيه الحائطة لدينك واترك ما خالف الاحتياط، فقلت: إنهما معاً موافقان للاحتياط أو مخالفان له فكيف أصنع؟ فقالعليه‌السلام : إذن فتخير أحدهما فتأخذ به وتدع الآخر، ويدل على أن المراد بالمجمع عليه المشهور في النقل والرواية، وعلى أن موافقة الاحتياط أيضاً من مرجحات الخبر، ويدل على التخيير أيضا.

باب الأخذ بالسنة وشواهد الكتاب

أي السنة المتواترة المعلومة ودلائل الكتاب والمراد الاستناد إليهما أو إلى أحدهما بواسطة أو بدونها، والعمل بأخبار الأئمّةعليه‌السلام متواترة وآحاداً داخلة فيهما، إذ الكتاب والسنة دلا على وجوب الأخذ بقولهم والرجوع إليهم، وعلى جواز العمل بأخبار الآحاد وجواز العمل بها هو المشهور بيننا وبين من خالفنا، ومنعه المرتضى وابن زهرة وابن البراج وابن إدريس وجماعة، والأول أقوى لتواتر العمل بها معنى في أعصار أئمتناعليهم‌السلام ، وعدم إنكارهم بل تجويزهمعليهم‌السلام ، وهذا مما لا يخفى على المستأنس بالأخبار.

الحديث الأول: ضعيف على المشهور.

قولهعليه‌السلام إن على كلّ حق حقيقة: أي على كلّ أمر ثابت في نفس الأمر من الأمور الدينية وغيرها أو الدينية فقط حقيقة، أي ما يكون مصيره إليه، وبه يثبت ويتبين حقيقته « وعلى كلّ صواب » أي كلّ اعتقاد مطابق لما في نفس الأمر « نوراً » أي

٢٢٧

نوراً فما وافق كتاب الله فخذوه وما خالف كتاب الله فدعوه.

٢ - محمّد بن يحيى، عن عبد الله بن محمد، عن علي بن الحكم، عن أبان بن عثمان، عن عبد الله بن أبي يعفور قال وحدثني حسين بن أبي العلاء أنه حضر ابن أبي يعفور في هذا المجلس قال سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام - عن اختلاف الحديث يرويه من نثق به ومنهم من لا نثق به قال إذا ورد عليكم حديث فوجدتم له شاهداً من كتاب

________________________________________________________

موضحا ومبينا يهدى إليه، وما وافق كتاب الله أي ينتهي في البيان والاستدلال إليه أو إلى ما يوافقه فخذوه وما خالف كتاب الله أي ينتهي بيانه إلى ما يخالف كتاب الله ولا ينتهي إليه ولا إلى ما يوافقه فدعوه.

الحديث الثاني: مجهول.

قوله وحدثني حسين بن أبي العلاء: هذا الكلام يحتمل وجوها: « الأول » أن يكون كلام علي بن الحكم يقول حدثني حسين بن أبي العلاء أنه أي الحسين حضر ابن أبي يعفور في المجلس الّذي سمع منه أبان « الثاني » أن يكون كلام أبان، بأن بأن يكون الحسين حدثه أنه كان حاضراً في مجلس سؤال ابن أبي يعفور عنهعليه‌السلام

الثالث: أن يكون أيضاً من كلام أبان وحدثه الحسين أن ابن أبي يعفور حضر مجلس السؤال عنهعليه‌السلام ، وكان السائل غيره، ولعل الأوسط أظهر.

قوله ومنهم من لا نثق به: ظاهره جواز العمل بخبر من لا يوثق به، إذا كان له شاهد من الكتاب، ويحتمل أن يكون المراد أنه يرد علينا الخبر من جهة من نثق به ومن جهة من لا نثق به، فأمّا الثاني فلا يشكل علينا الأمر فيه لأنا لا نعمل به، وأمّا الأول فكيف نصنع فيه؟ أو المعنى: إذا وقع الاختلاف والتعارض في مضمون حديث بسبب اختلاف نقل الراوي، بأن ينقله أحد الراويين بنحو والآخر بنحو آخر، ويكونا عدلين ويكون من جملة رواة أحد الطرفين غير الثقة أيضاً أيصلح هذا الترجيح أحد الطرفين؟ فأجابعليه‌السلام بأن هذا لا يصلح للترجيح، بل الترجيح بموافقة الكتاب والسنة المتواترة وهما بعيدان.

قولهعليه‌السلام إذا ورد عليكم: جزاء الشرط محذوف أي فاقبلوه، وقوله: فالذي

٢٢٨

الله أو من قول رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وإلا فالذي جاءكم به أولى به.

٣ - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن أبيه، عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبي، عن أيوب بن الحر قال سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول كلّ شيء مردود إلى الكتاب والسنة وكل حديث لا يوافق كتاب الله فهو زخرف.

٤ - محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن ابن فضال، عن علي بن عقبة، عن أيوب بن راشد، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال ما لم يوافق من الحديث القرآن فهو زخرف.

٥ - محمّد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن الحكم وغيره، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال خطب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله بمنى فقال أيها الناس ما جاءكم عني يوافق كتاب الله فأنا قلته وما جاءكم يخالف كتاب الله فلم أقله.

٦ - وبهذا الإسناد، عن ابن أبي عمير، عن بعض أصحابه قال سمعت أبا عبد الله

________________________________________________________

جاءكم أولى به أي ردوه عليه ولا تقبلوا منه، فإنه أولى بروايته، وأن يكون عنده لا يتجاوزه.

الحديث الثالث صحيح.

قولهعليه‌السلام كلّ شيء: أي من الأمور الدينية مردود إلى الكتاب والسنة، وأن يكون مأخوذا منهما بواسطة أو بدونها، وكل حديث لا يوافق كتاب الله أي لا بواسطة ولا بدونها، وما وافق السنة فهو موافق للكتاب أيضا، فإنه يدل على حقيقتها مع أن جميع الأحكام مأخوذ من الكتاب كما يدل عليه الأخبار، والزخرف: المموه المزور والكذب المحسن المزين.

الحديث الرابع مجهول.

الحديث الخامس. مجهول كالصحيح.

الحديث السادس: مجهول كالصحيح.

٢٢٩

عليه‌السلام يقول من خالف كتاب الله وسنة محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله فقد كفر.

٧ - علي بن إبراهيم، عن محمّد بن عيسى بن عبيد، عن يونس رفعه قال قال علي بن الحسينعليه‌السلام إن أفضل الأعمال عند الله ما عمل بالسنة وإن قل.

٨ - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن إسماعيل بن مهران، عن أبي سعيد القماط وصالح بن سعيد، عن أبان بن تغلب، عن أبي جعفرعليه‌السلام أنه سئل عن مسألة فأجاب فيها قال فقال الرجل إنّ الفقهاء لا يقولون هذا فقال يا ويحك وهل رأيت فقيها قط إنّ الفقيه حق الفقيه الزاهد في الدنيا الراغب

________________________________________________________

قولهعليه‌السلام من خالف: أي في القول والاعتقاد، عالماً عامداً فهو حينئذ كافر، وأمّا إذا خالف في العمل أو في القول والاعتقاد خطأ فليس بكافر، أو هو محمول على مخالفة ما علم من الدين ضرورة، كالصلاة والإمامة والمعاد وأمثالها، ويمكن حمله على ما إذا قصر في تحصيل الحكم أو أخذه من غير المأخذ الشرعي، أو أفتى بخلاف معتقده للأغراض الدنيوية، فيكون الكفر بالمعنى الّذي يطلق على أصحاب الكبائر.

الحديث السابع: مرفوع.

قولهعليه‌السلام ما عمل بالسنة: أي العمل بما جاء في السنة عالماً بذلك، لمجيئه فيها بأن تكون كلمة ما مصدرية أو ما عمل فيه بالسنة، والمراد الأعمال الّتي عملت ولعله أظهر.

قولهعليه‌السلام وإن قل: أي وإن كان ذلك العمل قليلاً كما ورد: قليل في سنة خير من كثير في بدعة، أو وإن كان العمل بالسنة قليلاً بين الناس.

الحديث الثامن: صحيح.

قوله: ويحك: كلمة ترحم، ونصبه بتقدير أي ألزمك الله ويحا، وقد يطلق ويح مكان ويل في العذاب « وهل رأيت فقيها » أي من العامة أو مطلقا، لندور الفقيه الكامل، وحق الفقيه منصوب على أنه بدل الكل من الفقيه، وحاصل الحديث أن

٢٣٠

في الآخرة المتمسك بسنة النبي ص.

٩ - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن أبيه، عن أبي إسماعيل إبراهيم بن إسحاق الأزدي، عن أبي عثمان العبدي، عن جعفر، عن آبائه، عن أمير المؤمنينعليه‌السلام قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لا قول إلا بعمل ولا قول ولا عمل إلا بنية ولا قول ولا عمل ولا نية إلا بإصابة السنة.

١٠ - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن أحمد بن النضر، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال قال ما من أحد إلا وله شرة وفترة فمن

________________________________________________________

من استقر العلم في قلبه كان عاملا بمقتضى علمه، والعلم يقتضي الزهد في الدنيا والرغبة في الآخرة، والتمسك بسنة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، سواء كان بلا واسطة أو بها.

الحديث التاسع: مجهول.

قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لا قول إلا بعمل: أي لا يجدي القول والإقرار والاعتقاد في العمليات أو مطلقاً إلا بعمل ولا يجدي القول والعمل إلا بنية خالصة لله تعالى، غير مشوبة بالرياء وغير ذلك، ولا ينفع القول والعمل والنية جميعاً إلا بإصابة السنة، أي بالأخذ من السنة، والإتيان بما يوافقها.

الحديث العاشر: ضعيف.

قولهعليه‌السلام إلا وله شرة، قال في النهاية: فيه أن لهذا القرآن شرة، ثمّ إن للناس عنه فترة، الشره النشاط والرغبة، ومنه الحديث الآخر: أن بكل عابد شرة « انتهى » وقيل فيه وجوه: « الأول » أنه ما من أحد إلا وله نشاط يتحرك بسببه إلى جوانب مختلفة وفترة وسكون إلى ما يستقر عنده ويسكن إليه فبنشاطه يتوجه إلى كلّ جانب، ويتحرك إليه في أخذ دينه وينظر في كلّ ما يجوز كونه مأخذا، ثمّ يستقر عند ما يعتقد صلوحه للمأخذية دون غيره فيفتر به ويسكن إليه فمن كان سكونه إلى السنة وما ينتهي إليها ويجعلها مأخذا ومنتها في الأمور الدينية فقد اهتدى، ومن كان سكونه إلى ما لا يوافق السنة بل يخالفها من البدع فقد غوى « الثاني » أن المراد به

٢٣١

كانت فترته إلى سنة فقد اهتدى ومن كانت فترته إلى بدعة فقد غوى.

١١ - علي بن محمد، عن أحمد بن محمّد البرقي، عن علي بن حسان ومحمد بن يحيى، عن سلمة بن الخطاب، عن علي بن حسان، عن موسى بن بكر، عن زرارة بن أعين، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال كلّ من تعدى السنة رد إلى السنة.

١٢ - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله، عن آبائهعليهم‌السلام قال قال أمير المؤمنينعليه‌السلام السنة سنتان سنة في فريضة الأخذ بها هدى وتركها ضلالة وسنة في غير فريضة

________________________________________________________

أن كلّ واحد من أفراد الناس له قوة وصولة وحركة ونشاط وحرص على تحصيل كماله اللائق به في وقت من أوقات عمرة كما يكون للأكثرين في أيام شبابهم، وله فتور وضعف وسكون وتقاعد عن ذلك في وقت آخر كما يكون للأكثرين في أوان مشيهم، فمن كان فتوره وقراره وسكونه وختام أمره في عبادته إلى سنة فقد اهتدى، وهذا وجه ظاهر، وربما يقرأ شره بالتحريك والتخفيف والهاء فيؤول إلى هذا المعنى: « الثالث » أن يكون الشره إشارة إلى زمان التكليف، والفترة إلى ما قبله، والمعنى: من كانت فترته إلى السنة واستعد للتمسك بها عند البلوغ فقد اهتدى « الرابع » أن من كانت فترته وضعفه لأجل تحمل المشاق الدينية والطاعات الشرعية فقد اهتدى، ولا يخفى بعد الوجهين الأخيرين.

الحديث الحادي عشر: ضعيف.

قولهعليه‌السلام رد إلى السنة، أي يجب على العلماء إظهار بدعته ونهيه عن تلك البدعة لينتهي عنها، ويعمل بما يوافق السنة أو يعمل به ما ورد في السنة من الحدود والتعزيرات والتأديبات كما قيل.

الحديث الثاني عشر: ضعيف على المشهور.

قولهعليه‌السلام سنة في فريضة: السنة الطريقة المنسوبة إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أو الحديث المروي عنهعليه‌السلام وعلى الأول كونها في فريضة كون العام في خاص من خواصها، أي سنة تكون فريضة، وعلى الثاني فكونها فريضة كونها في بيانها، وقوله: الأخذ بها

٢٣٢

الأخذ بها فضيلة وتركها إلى غير خطيئة.

تم كتاب فضل العلم والحمد لله رب العالمين

وصلى الله على محمّد وآله الطاهرين

________________________________________________________

أي العمل على وفقها، والقول بوجوبها أو مفادها هدى، وتركها قولا وفعلا ضلالة، وقوله وسنة في غير فريضة، يحتمل المعنيين الأولين، وقوله إلى غير خطيئة أي ينتهي إلى غير خطيئة أو هو من غير خطيئة أو هو غير خطيئة لأنّه ترك ما جوز الشارع تركه، ولم يوجب فعله، وأمّا عدم القول به لعدم الاطلاع عليه فليس بخطيئة، وأمّا عدم القول للإنكار بعد ما اطلع على السنة فهو على حد الشرك بالله، كذا ذكره بعض الأفاضل.

٢٣٣

بسم الله الرحمن الرحيم

كتاب التوحيد

________________________________________________________

كتاب التوحيد

اعلم أن التوحيد يطلق على معان أحدها نفي الشريك في الإلهية أي استحقاق العبادة وهي أقصى غاية التذلل والخضوع ولذلك لا يستعمل إلا في التذلل لله تعالى، لأنّه المولى لأعظم النعم بل جميعها ولو بواسطة ووسائط فهو المستحق لأقصى الخضوع وغايته، وأكثر الآيات والأخبار تدل على ذلك، والمخالف في ذلك مشركو العرب وأضرابهم فإنهم بعد علمهم بأن صانع العالم واحد كانوا يشركون الأصنام في عبادته كما قال تعالى( وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللهُ ) (١) . وثانيها: نفي الشريك في صانعية العالم كما قال تعالى( رَبِّ الْعالَمِينَ ) وقال تعالى:( وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ ) (٢) وأمثالها وخالف في ذلك الثنوية وأضرابهم، وثالثها: ما يشمل المعنيين المتقدمين وتنزيهه عمّا لا يليق بذاته وصفاته تعالى، من النقص والعجز والجهل والتركب والاحتياج والمكان وغير ذلك من الصفات السلبية وتوصيفه بالصفات الثبوتية الكمالية، ورابعها: ما يشمل تلك المعاني وتنزيهه سبحانه عمّا يوجب النقص في أفعاله أيضاً من الظلم وترك اللطف وغيرهما، وبالجملة كلّ ما يتعلّق به سبحانه ذاتا وصفاتا وأفعالا إثباتا ونفيا، والظاهر أن المراد هنا هذا المعنى.

__________________

(١) - سورة لقمان: ٢٥.

(٢) - سورة الإسراء: ١١١.

٢٣٤

باب

حدوث العالم وإثبات المحدث

١ - أخبرنا أبو جعفر محمّد بن يعقوب قال حدثني علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن الحسن بن إبراهيم، عن يونس بن عبد الرحمن، عن علي بن منصور

________________________________________________________

باب حدوث العالم وإثبات المحدث

أقول: أراد بالعالم ما سوى الله تعالى، والمراد بحدوثه كونه مسبوقاً بالعدم وكون زمان وجوده متناهياً في جانب الأول، وقد اختلف الناس فيه فذهب جميع المليين من المسلمين واليهود والنصارى والمجوس إلى أنها حادثة بذواتها وصفاتها وأشخاصها وأنواعها، وذهب أكثر الفلاسفة إلى قدم العقول والنفوس والأفلاك بموادها وصورها وقدم هيولى العناصر، وإليه ذهبت الدهرية والناسخية ولما لم يكن في صدر الإسلام مذاهب الفلاسفة شايعة بين المسلمين، وكان معارضة المسلمين في ذلك مع الملاحدة المنكرين للصانع كانوا يكتفون غالباً في إثبات هذا المدعى بإثبات الصانع، مع أنه كان مقرراً عندهم أن التأثير لا يعقل في القديم، ويحتمل أن يكون غرضه من عقد هذا الباب حدوث العالم ذاتا، واحتياجه بجميع أجزائه إلى المؤثر لكن هذا لا يدل على عدم قولهم بالحدوث الزماني، بمعنى نفي عدم تناهي وجود العالم من طرف الأزل، ولا على عدم ثبوته بالدلائل، فإن ذلك مما أطبق عليه المليون ودلت عليه الآيات المتكاثرة والأحاديث المتواترة الصريحة في ذلك، وعدم القول بذلك مستلزم لإنكار ما ورد في الآيات والأخبار من فناء الأشياء وخرق السماوات وانتشار الكواكب بل المعاد الجسماني، وقد فصلنا الكلام في ذلك في كتاب السماء والعالم من كتاب بحار الأنوار، وسنشير في ضمن الأخبار الدالة على هذا المطلوب عند شرحها إلى ذلك.

الحديث الأول مجهول.

٢٣٥

قال قال لي هشام بن الحكم كان بمصر زنديق تبلغه عن أبي عبد اللهعليه‌السلام أشياء فخرج إلى المدينة ليناظره فلم يصادفه بها وقيل له إنه خارج بمكة فخرج إلى مكة ونحن مع أبي عبد الله فصادفنا ونحن مع أبي عبد اللهعليه‌السلام في الطواف وكان اسمه عبد الملك وكنيته أبو عبد الله فضرب كتفه كتف أبي عبد اللهعليه‌السلام فقال له أبو عبد اللهعليه‌السلام ما اسمك فقال اسمي عبد الملك قال فما كنيتك قال كنيتي أبو عبد الله فقال له أبو عبد اللهعليه‌السلام فمن هذا الملك الّذي أنت عبده أمن ملوك الأرض أم من ملوك

________________________________________________________

قوله: كان بمصر زنديق: قال في القاموس الزنديق بالكسر من الثنوية القائل بالنور والظلمة أو من لا يؤمن بالآخرة وبالربوبية أو من يبطن الكفر ويظهر الإيمان أو هو معرب زن دين، أي دين المرأة « انتهى » وقيل: إنه معرب زنده لأنهم يقولون بدوام الدهر، وقيل: معرب زندي منسوب إلى زند كتاب زردشت، والظاهر أن المراد به هنا من لا يقر بالصانع تعالى.

قوله: أشياء: أي مما يدل على كمال علمه واحتجاجه على الزنادقة وغيرهم وعجزهم عن مقاومته.

قوله: بمكة: أي مقيما بها، أو الباء بمعنى « إلى » وقولهعليه‌السلام كتفه، منصوب بنزع الخافض، أي بكتفه.

قولهعليه‌السلام فمن هذا الملك: لعلهعليه‌السلام سلك في الاحتجاج عليه أولا مسلك الجدال، لكسر سورة إنكاره، ثمّ نزله عن الإنكار إلى الشك، ثمّ أقام البرهان له عملا بما أمر الله تعالى به نبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في قوله:( وَجادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ) (١) فهذا هو الجدال لابتنائه على ما هو المشهور عند الناس من أن الاسم مطابق للمسمى، ويحتمل أن يكون على سبيل المطايبة والمزاح لبيان عجزه عن فهم الواضحات، وقصوره عن رد أو هن الشبهات، ويمكن أن يكون منبها على ما ارتكز في العقول من الإذعان بوجود الصانع وإن أنكروه ظاهراً للمعاندة والأغراض الفاسدة، لأنّ كل

__________________

(١) سورة النحل: ١٢٥.

٢٣٦

السماء وأخبرني عن ابنك عبد إله السماء أم عبد إله الأرض قل ما شئت تخصم قال هشام بن الحكم فقلت للزنديق أمّا ترد عليه قال فقبح قولي فقال أبو عبد الله

________________________________________________________

أحد إذا خلى نفسه عن الأغراض الفاسدة والوساوس الشيطانية عرف أن له من يفزع إليه ويتكل عليه في الشدائد والمضايق ويرجو منه النجاة في المحن والمصائب، وذلك إلهه وعلته الأولى، وموجده وصانع السماوات والأرضين وما فيهن، إلا أنه لضعف علمه لا يعلمه إلا بآنيته على سبيل الإجمال، ولا يعرف ما له من صفات الكمال، كما نبه الله سبحانه عباده بذلك حيث قال( إِذا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلاَّ إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَكانَ الْإِنْسانُ كَفُوراً ) (١) ونبه الصادقعليه‌السلام زنديقاً ثمّ شرععليه‌السلام في إزالة إنكار الخصم وإخراجه منه إلى الشك لتستعد نفسه لقبول الحقّ فأزال إنكاره بأنه غير عالم بما في تحت الأرض، وليس له سبيل إلى الجزم بأن ليس تحتها شيء ثمّ زاده بيانا بأن السماء الّتي لم يصعدها كيف تكون له المعرفة بما فيها وما ليس فيها، وكذا المشرق والمغرب، فلما عرف قبح إنكاره وتنزل عنه وأقر بالشك بقوله: ولعل ذلك، أخذعليه‌السلام في هدايته وقال: ليس للشاك دليل، ولا للجاهل حجة، فليس لك إلا طلب الدليل فأقام له الدليل والبرهان، وبين الحقّ له بأوضح البيان والمراد بملوك السماء الملائكة أو من كان خارجاً عن السماء والأرض مدبراً لهما، والإتيان بصيغة الجمع لأنّه ليس المقام مقام إثبات التوحيد بل إثبات الصانع، أو الغرض رد الاحتمالات المحتملة في بادئ النظر، ولا يلزم تحقق كلها.

قولهعليه‌السلام تخصم: على بناء المفعول أي إن تقل ما شئت تصير مخصوما مغلوباً بقولك وقراءته على بناء الفاعل أي تخصم نفسك لأنّ في نفسك ليس شيء من الشقين كما قيل بعيد.

قوله فقبح قولي: على بناء المجرد أي كان كلامي حضورهعليه‌السلام بغير إذنه قبيحا أو على بناء التفعيل أي عد الزنديق قولي قبيحا، ويحتمل حينئذ إرجاع ضمير

__________________

(١) سورة الإسراء: ٦٧.

٢٣٧

إذا فرغت من الطواف فأتنا فلما فرغ أبو عبد الله أتاه الزنديق فقعد بين يدي أبي عبد الله ونحن مجتمعون عنده فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام للزنديق أتعلم أن للأرض تحتا وفوقاً قال نعم قال فدخلت تحتها قال لا قال فما يدريك ما تحتها قال لا أدري إلا أني أظن أن ليس تحتها شيء فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام فالظن عجز لما لا تستيقن ثمّ قال أبو عبد الله أفصعدت السماء قال لا قال أفتدري ما فيها قال لا قال عجباً لك لم تبلغ المشرق ولم تبلغ المغرب ولم تنزل الأرض ولم تصعد السماء ولم تجز هناك فتعرف ما خلفهن وأنت جاحد بما فيهن وهل يجحد العاقل ما لا يعرف قال الزنديق ما كلمني بهذا أحد غيرك فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام فأنت من ذلك في شك فلعله هو ولعله ليس هو فقال الزنديق ولعل ذلك فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام :

________________________________________________________

الفاعل إليهعليه‌السلام .

قولهعليه‌السلام لما لا تستيقن: كذا في بعض النسخ بصيغة الخطاب وفي بعضها بصيغة الغيبة، وفي بعضها لمن لا يستيقن، وفي توحيد الصدوق ما لم تستيقن بصيغة الخطاب فعلى الأول نسبة العجز إلى الموصول على المجاز، وعلى الثاني إمّا على بناء الفاعل بإرجاع الضمير إلى الظان المعلوم بقرينة المقام والإسناد كما تقدم، أو على بناء المفعول وهو أظهر، وعلى الثالث قيل: يعني من استيقن شيئاً فيقول أظنه لمصلحة تقتضي ذلك فليس بعاجز في معرفته، إنما العجز لغير المتيقن ولا يخفى عدم الحاجة إلى هذا التكلف.

قولهعليه‌السلام عجباً لك ...نصبه على المصدر أي عجبت عجباً لك، أو على النداء أي يا عجباً لك.

قولهعليه‌السلام ولم تجز هناك: أي لم تجز السماوات فتعرف الّذي خلقهن، وما قيل: من أنه إشارة إلى مكة أي هي غاية سفرك أو المعمور من الأرض فلا يخفى بعدهما.

قولهعليه‌السلام لعل ذلك: تصديق للشك على سبيل الشك للمصلحة، أو المراد أنه لعله لا يكون الصانع أي الشك لا ينفعكم توهما منه أنهعليه‌السلام يكتفي بذلك

٢٣٨

أيها الرجل ليس لمن لا يعلم حجة على من يعلم ولا حجة للجاهل يا أخا أهل مصر تفهم عني فإنا لا نشك في الله أبداً أمّا ترى الشمس والقمر والليل والنهار يلجان

________________________________________________________

لإثبات الصانع تعالى.

قولهعليه‌السلام أمّا ترى الشمس والقمر؟: استدلعليه‌السلام على إثبات الصانع المجرد المنزه عن مشابهة المصنوعات بوجوه ثلاثة: هذا أو لها، وهو لبيان إبطال ما زعموه من استناد الحوادث السفلية إلى الدورات الفلكية وعدم احتياجها إلى علة أخرى سوى ذواتها.

قولهعليه‌السلام والليل والنهار: الظاهر أن الواو في قوله والليل للعطف، والولوج والرجوع متعلّقان بالشمس والقمر والليل والنهار جميعا، إمّا على البدلية أو بأخذ الأوّلين واحداً والثانيين واحدا، ويلجان ثاني مفعولي ترى، أو حال وقد اضطراً مفعول وعلى الأول قد اضطراً حال، ويحتمل الحالية فيهما بأن يكون الرؤية بمعنى النظر، ويحتمل أن يكون الواو في قوله: والليل، للحال فيكون قد اضطراً مفعولاً ثانياً والمراد بولوج الشمس والقمر غروبهما أو دخولهما بالحركات الخاصة في بروجهما، وبولوج الليل والنهار دخول تمام كلّ منهما في الآخر، أو دخول بعض من كلّ منهما في الآخر بحسب الفصول، وقوله فلا يشتبهان أي لا يشتبه قدرهما بالدخول والخلط بل محفوظ على نسق واحد حتّى يعوداً مثل ما كانا عليه، وحاصل الاستدلال أن لهذه الحركات انضباطا واتساقاً واختلافا وتركبا، فالانضباط يدل على عدم كونها إرادية كما هو المشاهد من أحوال ذوي الإرادات من الممكنات، والاختلاف يدل على عدم كونها طبيعية فإن الطبيعة العادمة للشعور لا تختلف مقتضياتها، كما نشاهد من حركات العناصر، كما قالوا إنّ الطبيعة الواحدة لا تقتضي التوجه إلى جهة والانصراف عنها، ويمكن أن يقال حاصل الدليل راجع إلى ما يحكم به الوجدان من أن مثل تلك الأفعال المحكمة المتقنة الجارية على قانون الحكمة لا يمكن صدورها عن الدهر والطبائع العادمة للشعور والإرادة، وهذا أظهر معنى، وإن كان الأول

٢٣٩

فلا يشتبهان ويرجعان قد اضطراً ليس لهما مكان إلا مكانهما فإن كانا يقدران على أن يذهباً فلم يرجعان وإن كانا غير مضطرين فلم لا يصير الليل نهاراً والنهار

________________________________________________________

أظهر لفظا، وحاصل الاستدلال على الأول على ما ذكره بعض المحققين أنه لا شك في حركات المتحركات من العلويات حركات ليست طبيعية للمتحرك بها(١) للانصراف عمّا يتحرك إليه، ولا إرادية للمتحرك لانضباطها ودوامها وانخفاضها الدالة على عدم اختلاف أحوال المتحرك بالحركة من النشاط والكلال، وحدوث ميل وغيرها الّتي يتحدس منها بكونها غير إرادية للمتحرك، وكلما وجدت الحركة كان المحرك لها موجوداً لأنّ ما يخرج من العدم إلى الوجود لا يمكن أن يخرج بنفسه، بل يحتاج إلى موجد موجود مباين له، لأنّ ما لا يكون موجوداً فيصير موجوداً لا يمكن أن يحصل له الوجود إلا بمحصل وسبب لاتصافه به ولا يجوز أن يكون ذلك المحصل للوجود ماهيته الخالية عن الوجود، لأنّ إعطاء الوجود لا يتصور من غير الموجود، وإذ ليست طبيعية، أو إرادية للمتحرك فلهما محرك يضطره إلى الحركة، والقاهر الّذي أضطره إلى الحركة أقوى منه وأحكم، لأنّ الضعيف لا يمكنه قهر القوي فلا يكون حالاً في المتحرك محتاجاً إليه وأكبر من أن يحاط بالمتحرك أو يحصر فيه، أو أن يتصف بمثل صفته الاضطرارية ولا بد أن ينتهي إلى محرك لا يكون جسماً، لأنّ الجسم لا يحرك الجسم إلا بالمجاورة والحركة، أو إحداث محرك في المتحرك، وإذ قد عرفت أن المحرك ليس في المتحرك

__________________

(١) توضيحه أنّ للحركة الطبيعية هرب عن حالة منافرة وطلب لحالة ملائمة، وكلّ من الطلب والهرب في الحركة المستديرة محال، أمّا أنّه لا يمكن أن يكون تلك الحركة هرباً فلأنّ ترك كلّ نقطة أو وضع في الحركة المستديرة وهربه عن كلّ منهما عين التوجه إلى تلك النقطة أو إلى مثل ذلك الوضع والهرب عن الشيء بالطبع استحال أن يكون توجها إليه وأمّا أنّه لا يكون طلباً لحالة ملائمة فلأنّ طلب كلّ نقطة أو وضع في الحركة المستديرة والتوجه إلى كلّ منهما عين تركه وهربه عن تلك النقطة أو عن مثل ذلك الوضع والتوجه إلى الشيء بالطبع استحال أن يكون هرباً عنه، ولأن الطبيعة إذا وصلت الجسم بالحركة إلى الحالة المطلوبة سكنته وحينئذ يلزم دوام الليل أو دوام النهار وصيرورة أحدهما ( كذا ) ( منه ره ).

٢٤٠

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358