مرآة العقول الجزء ١

مرآة العقول11%

مرآة العقول مؤلف:
المحقق: السيد هاشم الرسولي
الناشر: دارالكتب الإسلامية
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 358

المقدمة الجزء ١ المقدمة الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦
  • البداية
  • السابق
  • 358 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 41483 / تحميل: 6206
الحجم الحجم الحجم
مرآة العقول

مرآة العقول الجزء ١

مؤلف:
الناشر: دارالكتب الإسلامية
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

أَحَدٌ ) والآيات من سورة الحديد إلى قوله( وَهُوَ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ ) فمن رام وراء ذلك فقد هلك.

٤ - محمّد بن أبي عبد الله رفعه، عن عبد العزيز بن المهتدي قال سألت الرضاعليه‌السلام عن التوحيد فقال كلّ من قرأ( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) وآمن بها فقد عرف التوحيد قلت كيف يقرأها قال كما يقرأها الناس وزاد فيه كذلك الله ربي كذلك الله ربي.

باب النهي عن الكلام في الكيفية

١ - محمّد بن الحسن، عن سهل بن زياد، عن الحسن بن محبوب، عن علي بن رئاب

________________________________________________________

غير مدرك بالحواس والعقول، وبقوله( وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ) على عموم علمه ثمّ بقوله:( ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ ) على استواء نسبته سبحانه إلى المعلولات فلا يختلف بالقرب والبعد، وظهور الشيء وخفائه وبقوله( وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ ما كُنْتُمْ ) على إحاطة علمه بجميع الأشخاص والأمكنة، فلا يعزب عنه سبحانه شيء منها، وبقوله( يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ ) إلخ على أنه يأتي بآيات الظهور والخفاء والكشف والسر، وأنه لا يفوت شيئاً من مصالح العباد، وأن الموجودات بالوجود العلمي ومخزونات النفوس والصدور الّتي هي أخفى الأشياء ظاهرة عليه أعلى مراتب الكشف والظهور.

الحديث الرابع: مرفوع.

قولهعليه‌السلام وآمن بها، أي بقدر فهمه وحوصلته وإدراكه، فلكل من العوام والخواص وأخص الخواص حظ من هذه السورة، ويجب عليه الإيمان بها بحسب حاله، فيقول بعد قراءتها قولا وعقداً « كذلك الله ربي » مرتين، وفي سائر الأخبار ثلاثاً في الصلاة وغيرها، إظهاراً للإيمان واستكمالا له.

باب النهي عن الكلام في الكيفية

الحديث الأول: ضعيف وآخره مرسل.

٣٢١

عن أبي بصير قال قال أبو جعفرعليه‌السلام تكلموا في خلق الله ولا تتكلموا في الله فإن الكلام في الله لا يزداد صاحبه إلا تحيرا.

وفي رواية أخرى، عن حريز تكلموا في كلّ شيء ولا تتكلموا في ذات الله.

٢ - محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن أبي عمير، عن عبد الرحمن بن الحجاج، عن سليمان بن خالد قال قال أبو عبد اللهعليه‌السلام إنّ الله عز وجل يقول -( وَأَنَّ إِلى رَبِّكَ الْمُنْتَهى ) (١) فإذا انتهى الكلام إلى الله فأمسكوا.

٣ - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن أبي أيوب، عن محمّد بن مسلم قال قال أبو عبد اللهعليه‌السلام يا محمّد إنّ الناس لا يزال بهم المنطق حتّى يتكلموا في الله فإذا سمعتم ذلك فقولوا لا إله إلا الله الواحد الّذي( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ )

________________________________________________________

قولهعليه‌السلام تكلموا في خلق الله: هو أمر إباحة، والنهي في « لا تتكلموا » للتحريم، فإن الكلام في الله أي في كنه ذاته وصفاته وكيفيتهما أو المراد المجادلة في إثبات الواجب لمن لم يكن أهلا له، والأول أظهر، وأمّا الكلام فيه سبحانه لا على الوجهين بل بأن يذكره بما وصف به نفسه فغير منهي عنه لأحد.

الحديث الثاني: صحيح.

قوله تعالى( وَأَنَّ إِلى رَبِّكَ الْمُنْتَهى ) المنتهى مصدر ميمي بمعنى الانتهاء، فالمشهور بين المفسرين أن المعنى أن انتهاء الخلائق ورجوعهم إليه تعالى، وعلى تفسيرهعليه‌السلام المراد انتهاء التفكّر والتكلم إليه تعالى.

الحديث الثالث: حسن.

قولهعليه‌السلام : بهم المنطق: أي لهم أو معهم، وعلى الأخير الضمير للمخالفين.

قولهعليه‌السلام : فقولوا، أي إذا سمعتم الكلام في الله فاقتصروا على التوحيد، ونفي الشريك منبها على أنه لا يجوز الكلام فيه، وتبيين معرفته إلا بسلب التشارك بينه وبين غيره، وأنه إحدى الذات، ليس أجزاء في ذاته، ولا ذا كيفية في صفاته، ولا مثل لذاته ولا شبه لصفاته، فلا يمكن لأحد معرفتهما بشيء من الأشياء.

__________________

(١) سورة النجم: ٥٣.

٣٢٢

٤ - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن محمّد بن حمران، عن أبي عبيدة الحذاء قال قال أبو جعفرعليه‌السلام يا زياد إياك والخصومات فإنها تورث الشك وتهبط العمل وتردي صاحبها وعسى أن يتكلم بالشيء فلا يغفر له إنه كان فيما مضى قوم تركوا علم ما وكلوا به وطلبوا علم ما كفوه حتّى انتهى كلامهم إلى الله فتحيروا حتّى إن كان الرجل ليدعى من بين يديه فيجيب من خلفه ويدعى من خلفه فيجيب من بين يديه وفي رواية أخرى حتّى تاهوا في الأرض.

________________________________________________________

الحديث الرابع: مجهول كالصحيح.

قولهعليه‌السلام : إياك والخصومات، أي المجادلات الكلامية والمناظرات التعصبية قصداً للغلبة، فإنها منبع أكثر الأخلاق الذميمة، قيل: أن نسبتها إلى الفواحش الباطنة كنسبة شرب الخمر إلى الفواحش الظاهرة فإنها تورث الشك لأنها تؤدي إلى ميل النفس إلى أحد الطرفين فيشك فيما لا ينبغي أن يشك فيه، ويلحقه بهذه الخطيئة من لا يسلم معه أجر عمله، أو يكون عمله حينئذ مقارنا للشك فلا يؤجر عليه لاشتراطه بالإيمان، وعسى أن يتكلم بالشيء في أثناء المناظرة لميل نفسه إلى المدافعة فلا يغفر له لكونه كفراً « ما وكلوا به » بالتشديد على المجهول أي أمروا بتحصيله وأقدروا عليه كمعرفة الحلال والحرام، « وطلبوا علم ما كفوه » أي ما أسقط عنهم وكفوا مؤنته، كمعرفة حقائق الأشياء « حتّى انتهى كلامهم إلى الله » فتكلموا في حقيقة ذاته أو حقيقة صفاته الحقيقية « فتحيروا » وذلك لأنّ اشتغال القوة الدراكة بما تعجز عنه يزيدها حيرة وعجزا عن الدرك، كما أن حمل القوة الباصرة على رؤية الشمس يزيدها عجزا عن الرؤية، بل ربما يؤدي إلى العمى « فيجيب من خلفه » بفتح الميم أو كسرها، وكذا الفقرة الثانية.

قولهعليه‌السلام حتّى تاهوا في الأرض: أي تحيروا ولم يهتدوا إلى الطريق الواضح في المحسوسات والمبصرات فضلا عن الخفايا من المعقولاًت.

٣٢٣

٥ - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن بعض أصحابه، عن الحسين بن المياح، عن أبيه قال سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول من نظر في الله كيف هو هلك.

٦ - محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن ابن فضال، عن ابن بكير، عن زرارة بن أعين، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال إنملكاً عظيم الشأن كان في مجلس له فتناول الرب تبارك وتعالى ففقد فما يدرى أين هو.

٧ - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن محمّد بن عبد الحميد، عن العلاء بن رزين، عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال إياكم والتفكّر في الله ولكن إذا أردتم أن تنظروا إلى عظمته فانظروا إلى عظيم خلقه.

٨ - محمّد بن أبي عبد الله رفعه قال قال أبو عبد اللهعليه‌السلام يا ابن آدم لو أكل قلبك

________________________________________________________

الحديث الخامس: ضعيف.

قولهعليه‌السلام : من نظر في الله كيف هو: أي أثبت له الكيفية الجسمانية ونظر فيها أو رام أن يعرف كنه صفاته الحقيقية وتأمل فيها « هلك » لاعتقاده فيه ما ليس فيه.

الحديث السادس: موثق كالصحيح.

قولهعليه‌السلام : إن ملكا: بكسر اللام، والفتح بعيد.

قولهعليه‌السلام فتناول الرب: أي تكلم أو تفكّر في كنه الذات والصفات « ففقد » أي من مكانه بغضب الله أو تحير في الأرض وسار فلم يعرف له خبرا. وبالمعلوم أي ففقد ما كان يعرف وكان لا يدري هو في أي مكان من الحيرة.

الحديث السابع: صحيح.

قولهعليه‌السلام إلى عظم خلقه: أي لتستدلوا به على عظمته وأن عظمته أجل من أن يشبه عظمة خلقه، وكذا سائر الصفات فذكرها على المثال.

الحديث الثامن: مرفوع، ويمكن أن يكون المراد التنبيه بصغر الأعضاء

٣٢٤

طائر لم يشبعه وبصرك لو وضع عليه خرق إبرة لغطاه تريد أن تعرف بهما ملكوت السماوات والأرض إن كنت صادقاً فهذه الشمس خلق من خلق الله فإن قدرت أن تملأ عينيك منها فهو كما تقول.

٩ - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن الحسن بن علي، عن اليعقوبي، عن بعض أصحابنا، عن عبد الأعلى مولى آل سام، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال إن يهودياً يقال له - سبخت جاء إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال يا رسول الله جئت أسألك عن ربك فإن أنت أجبتني عمّا أسألك عنه وإلا رجعت قال سل عمّا شئت قال أين ربك قال هو في كلّ مكان وليس في شيء من المكان المحدود قال وكيف هو قال وكيف

________________________________________________________

وحقارة القوى الظاهرة على ضعف قوي الباطنة أي كما لا يقدر بصرك الظاهر على تحديق النظر إلى الشمس فكيف يقدر عين قلبك على مطالعة شمس ذاته وأنوار جلاله، أو المراد أن العين يعجز عن رؤية بعض المحسوسات فكيف ما لا يدركه حس ولا يحيط به جهة، فيكون تنبيها على عجز القوي الجسمانية عن إدراكه سبحانه، فالمراد بالملكوت مالك الملكوت أي إذا لم تقدر على رؤية سائر الملكوت فكيف المالك، قال بعض المحققين: نبه بصغر الأعضاء وحقارة القوي الجسمانية وعجزها عن إدراك الإضواء والأنوار على عجزها عن إدراك ملكوت السماوات والأرض، والمراد بملكوت السماوات والأرض آثار عظمة الله سبحانه وملكه وسلطانه، وما يظهر به عزه وعظمته ومعظمها النفوس والأرواح، ولا يحيط بها القوي الجسمانية ولا يقوى على إدراكها.

الحديث التاسع: مرسل.

قولهعليه‌السلام من المكان المحدود: أي المعين أو المحدود، مع أنه تعالى غير محدود، والحاصل أن القرب والحضور على قسمين قرب المفارقات والمجردات وحضورها بالإحاطة العلمية بالأشياء، وقرب المقارنات وذوات الأوضاع وحضورها بالحصول الأيني والمقارنة الوضعية في الأمكنة، ومع المتمكنات والمتحيزات، وحضور الحقّ تعالى من الأول دون الثاني.

٣٢٥

أصف ربي بالكيف والكيف مخلوق والله لا يوصف بخلقه قال فمن أين يعلم أنك نبي الله قال فما بقي حوله حجر ولا غير ذلك إلا تكلم بلسان عربي مبين يا سبخت إنه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله - فقال سبخت ما رأيت كاليوم أمراً أبين من هذا ثمّ قال أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله.

١٠ - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن محمّد بن يحيى الخثعمي، عن عبد الرحمن بن عتيك القصير قال سألت أبا جعفرعليه‌السلام عن شيء من الصفة فرفع يده إلى السماء ثمّ قال تعالى الجبار تعالى الجبار من تعاطى ما ثمّ هلك.

________________________________________________________

قولهعليه‌السلام : كيف أصف ربي بالكيف؟ أي بصفة زائدة على ذاته، وكل ما يغاير ذاته مخلوق، والله لا يوصف بخلقه، لأنّه لا يجوز حلول غيره فيه، لأنّه يوجب استكماله بغيره وكونه في مرتبة إيجاده ناقصا، وأيضا لا يتحقق الحلول إلا بقوة في المحل وفعلية الحال، وهو سبحانه لا يصح عليه قوة الوجود، لأنّ قوة الوجود عدم، وهو بريء في ذاته من كلّ وجه من العدم.

قوله: ما رأيت كاليوم، قوله كاليوم ظرف للرؤية وأمراً مفعوله الأول، وأبين مفعوله الثاني أي ما رأيت في يوم مثل هذا اليوم أمراً أوضح من هذا الأمر، وأبين صفة لأمراً أو كاليوم مفعول الرؤية وأمراً بدله، أو أمراً مفعول لمقدر أي أطلب أمراً أوضح من هذا.

الحديث العاشر: مجهول.

قولهعليه‌السلام فرفع يده: إمّا على سبيل الامتناع والإباء أو الدعاء أو للإشارة إلى ملكوت السماء فإنها محل ظهور قدرته تعالى.

قولهعليه‌السلام تعالى الجبار: أي عن أن يوصف بصفة زائدة على ذاته، وعن أن يكون لصفته الحقيقية بيان حقيقي.

قوله من تعاطى: أي تناول بيان ما ثمّ من صفاته الحقيقية العينية « هلك » وضل ضلالا بعيدا، وفي القاموس: التعاطي: التناول، وتناول ما لا يحق، والتنازع في الأخذ، وركوب الأمر.

٣٢٦

باب في إبطال الرؤية

١ - محمّد بن أبي عبد الله، عن علي بن أبي القاسم، عن يعقوب بن إسحاق قال كتبت إلى أبي محمّدعليه‌السلام أسأله كيف يعبد العبد ربه وهو لا يراه فوقععليه‌السلام يا أبا يوسف جل سيدي ومولاي والمنعم علي وعلى آبائي أن يرى قال وسألته هل رأى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ربه فوقععليه‌السلام إنّ الله تبارك وتعالى أرى رسوله بقلبه من نور

________________________________________________________

باب في إبطال الرؤية

الحديث الأول: مجهول أو صحيح.

وظن أصحاب الرجال أن يعقوب بن إسحاق هو ابن سكيت، والظاهر أنه غيره لأنّ ابن سكيت قتله المتوكل في زمان الهاديعليه‌السلام ولم يلحق أبا محمّدعليه‌السلام .

قولهعليه‌السلام والمنعم علي وعلى آبائي: أي بما أنعم عليهم من كمال العلم والمعرفة فهو في أعلى مراتب التجرد، وكل ما يكون في أعلى مراتب التجرد لا يدرك بحاسة البصر، إذ لا صورة مادية له ولا أبصار إلا بحصول صورة مادية للمبصر، فكمال معرفته أن يعرف بأنه لا يمكن أن يدرك بالبصر.

قولهعليه‌السلام أرى رسوله بقلبه: أي كان رؤيته بالقلب بأن أراه الله وعرفه من سمات كماله وصفات جلاله وعظمة آياته ما أحب أن يعرفه، والمراد أن رؤيته له معرفته بالقلب لا بحقيقته بل بصفاته وأسمائه وآياته، واعلم أن الأمة اختلفوا في رؤية الله سبحانه على أقوال، فذهبت الإمامية والمعتزلة إلى امتناعها مطلقا، وذهبت المشبهة والكرامية إلى جواز رؤيته تعالى في الجهة والمكان، لكونه تعالى عندهم جسماً، وذهبت الأشاعرة إلى جواز رؤيته تعالى منزها عن المقابلة والجهة والمكان، وقال الآبي في إكمال الإكمال نقلا عن بعض علمائهم: أن رؤية الله تعالى جائزة في الدنيا عقلاً، واختلف في وقوعها وفي أنه هل رآه النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ليلة الأسرى أم لا

٣٢٧

عظمته ما أحب.

٢ - أحمد بن إدريس، عن محمّد بن عبد الجبار، عن صفوان بن يحيى قال سألني أبو قرة المحدث أن أدخله على أبي الحسن الرضاعليه‌السلام فاستأذنته في ذلك فأذن لي فدخل عليه فسأله عن الحلال والحرام والأحكام حتّى بلغ سؤاله إلى التوحيد فقال أبو قرة إنا روينا أن الله قسم الرؤية والكلام بين نبيين فقسم الكلام لموسى ولمحمد الرؤية فقال أبو الحسنعليه‌السلام فمن المبلغ عن الله إلى الثقلين من الجن والإنس( لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ ) و( لا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً ) و( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ) أليس محمّد قال بلى قال كيف يجيء رجل إلى الخلق جميعاً فيخبرهم أنه جاء من عند الله وأنه يدعوهم إلى الله بأمر الله فيقول( لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ ) و( لا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً ) و( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ) ثم

________________________________________________________

فأنكرته عائشة وجماعة من الصحابة والتابعين والمتكلمين، وأثبت ذلك ابن عباس، وقال: إنّ الله اختصه بالرؤية، وموسى بالكلام، وإبراهيم بالخلة، وأخذ به جماعة من السلف والأشعري في جماعة من أصحابه، وابن حنبل والحسن، وتوقف فيه جماعة، هذا حال رؤيته في الدنيا، وأمّا في الآخرة فجائزة عقلاً، وأجمع على وقوعها أهل السنة وأحالها المعتزلة والمرجئة والخوارج، والفرق بين الدنيا والآخرة أن القوي والإدراكات ضعيفة في الدنيا حتّى إذا كانوا في الآخرة وخلقهم للبقاء قوي إدراكهم فأطاقوا رؤيته « انتهى » وقد دلت الآيات الكريمة والبراهين المتينة وإجماع الشيعة والأخبار المتواترة عن أهل بيت العصمة سلام الله عليهم على امتناعها في الدنيا والآخرة، وستعرف بعضها فيما سيأتي.

الحديث الثاني: صحيح.

قوله: ولا يحيطون: وجه الدلالة أن الإبصار إحاطة علمية، قوله « و( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ) » وجه الدلالة أن الإبصار إنما يكون بصورة للمرئي وهو شيء يماثله ويشابهه وإلا لم يكن صورة له، أو أن الرؤية تستلزم الجهة والمكان وكونه جسما أو جسمانياً فيكون مثل الممكنات.

٣٢٨

يقول أنا رأيته بعيني وأحطت به علما وهو على صورة البشر أمّا تستحون ما قدرت الزنادقة أن ترميه بهذا أن يكون يأتي من عند الله بشيء ثمّ يأتي بخلافه من وجه آخر قال أبو قرة فإنه يقول -( وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى ) فقال أبو الحسنعليه‌السلام

________________________________________________________

قوله: أن ترميه أي الرسول « بهذا » أي بالنقيضين وتبليغ المتنافيين، وأن يكون « إلخ » بدل لهذا، وإرجاع الضمير إلى الله بعيد جدا، واعلم أن المفسرين اختلفوا في تفسير تلك الآيات. قوله تعالى( ما كَذَبَ الْفُؤادُ ما رَأى ) يحتمل كون ضمير الفاعل في « رأي » راجعاً إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وإلى الفؤاد، قال البيضاوي( ما كَذَبَ الْفُؤادُ ما رَأى ) ببصره من صورة جبرئيل أو الله، أي ما كذب الفؤاد بصره بما حكاه له، فإن الأمور القدسية تدرك أولا بالقلب، ثمّ ينتقل منه إلى البصر، أو ما قال فؤاده لما رأى لم أعرفك ولو قال ذلك كان كاذباً لأنّه عرفه بقلبه كما رآه ببصره، أو ما رآه بقلبه، والمعنى لم يكن تخيلا كاذبا، ويدل عليه أنه سئلعليه‌السلام هل رأيت ربك؟ فقال: رأيته بفؤادي وقرئ ما كذب، أي صدقه ولم يشك فيه( أَفَتُمارُونَهُ عَلى ما يَرى ) أفتجادلونه عليه من المراء وهو المجادلة « انتهى ».

قوله تعالى( وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى ) (١) قال الرازي يحتمل الكلام وجوها ثلاثة الأول: الرب تعالى، والثاني: جبرئيلعليه‌السلام ، والثالث: الآيات العجيبة الإلهية « انتهى » ولقد رءاه نازلا نزلة أخرى، فيحتمل نزولهعليه‌السلام ونزول مرئيه، فإذا عرفت محتملات تلك الآية عرفت سخافة استدلالهم بها على جواز الرؤية ووقوعها بوجوه:

« الأول » [ أنه ] يحتمل أن يكون المرئي جبرئيل، إذا المرئي غير مذكور في اللفظ، وقد أشار أمير المؤمنينعليه‌السلام إلى هذا الوجه في جواب الزنديق المدعي للتناقض في القرآن على ما رواه الطبرسي (ره) في الاحتجاج، حيث قالعليه‌السلام : وأمّا قوله:( وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهى ) يعني محمداًصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حين كان عند سدرة المنتهى حيث لا يجاوزها خلق من خلق الله عز وجل، وقوله في آخر الآية( ما زاغَ الْبَصَرُ وَما طَغى، لَقَدْ رَأى مِنْ آياتِ رَبِّهِ الْكُبْرى ) رأى جبرئيلعليه‌السلام في صورته مرتين

__________________

(١) كذا في النسخ.

٣٢٩

إن بعد هذه الآية ما يدل على ما رأى حيث قال( ما كَذَبَ الْفُؤادُ ما رَأى ) يقول ما كذب فؤاد محمّد ما رأت عيناه ثمّ أخبر بما رأى فقال( لَقَدْ رَأى مِنْ آياتِ رَبِّهِ الْكُبْرى ) فآيات الله غير الله وقد قال الله( وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً ) فإذا رأته الأبصار فقد أحاطت به العلم ووقعت المعرفة فقال أبو قرة فتكذب بالروايات فقال أبو الحسنعليه‌السلام إذا كانت الروايات مخالفة للقرآن كذبتها وما أجمع المسلمون عليه أنه لا يحاط به

________________________________________________________

هذه المرة ومرة أخرى، وذلك أن خلق جبرئيل عظيم فهو من الروحانيين الّذين لا يدرك خلقهم وصورتهم، وفي بعض النسخ وصفتهم إلا رب العالمين، وروى مسلم في صحيحه بإسناده عن ذر عن عبد الله:( ما كَذَبَ الْفُؤادُ ما رَأى ) قال: رأى جبرئيلعليه‌السلام له ستمائة جناح، وروي أيضاً بإسناده عن أبي هريرة( وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى ) قال: رأى جبرئيلعليه‌السلام بصورته الّتي له في الخلقة الأصلية.

« الثاني » ما ذكرهعليه‌السلام في هذا الخبر وهو قريب من الأول، لكنه أعم منه.

« الثالث » أن يكون ضمير الرؤية راجعاً إلى الفؤاد فعلى تقدير إرجاع الضمير إلى الله تعالى أيضاً لا فساد فيه.

« الرابع » أن يكون على تقدير إرجاع الضمير إليهعليه‌السلام ، وكون المرئي هو الله تعالى، المراد بالرؤية غاية مرتبة المعرفة ونهاية الانكشاف.

قوله: حيث قال، أي أو لا قبل هذه الآية، وإنما ذكرعليه‌السلام ذلك لبيان أن المرئي قبل هذه الآية غير مفسر أيضا، بل إنما يفسره ما سيأتي بعدها.

قولهعليه‌السلام : وما أجمع المسلمون عليه: أي اتفق المسلمون على حقيقة مدلول ما في الكتاب مجملا، والحاصل أن الكتاب قطعي السند متفق عليه بين جميع الفرق فلا يعارضه الأخبار المختلفة المتخالفة الّتي تفردتم بروايتها، ثمّ اعلم أنهعليه‌السلام أشار في هذا الخبر إلى دقيقة غفل عنها الأكثر، وهي أن الأشاعرة وافقونا في أن كنهه تعالى يستحيل أن يتمثل في قوة عقلية، حتّى أن المحقق الدواني نسبه إلى الأشاعرة موهما اتفاقهم عليه، وجوزوا ارتسامه وتمثله في قوة جسمانية وتجويز إدراك القوة

٣٣٠

علما و( لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ ) و( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ) .

٣ - أحمد بن إدريس، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن علي بن سيف، عن محمّد بن عبيد قال كتبت إلى أبي الحسن الرضاعليه‌السلام أسأله عن الرؤية وما ترويه العامة والخاصة - وسألته أن يشرح لي ذلك فكتب بخطه اتفق الجميع لا تمانع بينهم أن المعرفة من جهة الرؤية ضرورة فإذا جاز أن يرى الله بالعين وقعت المعرفة ضرورة - ثم

________________________________________________________

الجسمانية، لها دون العقلية بعيد عن العقل مستغرب وأشارعليه‌السلام إلى أن كلّ ما ينفى العلم بكنهه تعالى من السمع ينفى الرؤية أيضا، فإن الكلام ليس في رؤية عرض من إعراضه تعالى بل في رؤية ذاته وهو نوع من العلم بكنهه تعالى.

الحديث الثالث: مجهول.

واعلم أن الناظرين في هذا الخبر قد سلكوا مسالك شتى في حلها ولنذكر بعضها: « الأول » هو الأقرب إلى الأفهام وإن كان أبعد من سياق الكلام، وكان الوالد العلامة قدس الله روحه يرويه عن المشايخ الأعلام وتقريره على ما حرره بعض الأفاضل الكرام هو أن المراد أنه اتفق الجميع أي جميع العقلاًء من مجوزي الرؤية ومحيلها لا تمانع وتنازع بينهم على أن المعرفة من جهة الرؤية ضرورة، أي كلّ ما يرى يعرف بأنه على ما يرى وأنه متصف بالصفات الّتي يرى عليها ضرورة فحصول معرفة المرئي بالصفات الّتي يرى عليها ضروري وهذا الكلام يحتمل وجهين: أحدهما كون قوله من جهة الرؤية خبراً أي إنّ المعرفة بالمراد يحصل من جهة الرؤية ضرورة، وثانيهما: تعلّق الظرف بالمعرفة وكون قوله ضرورة خبراً أي المعرفة الناشئة من جهة الرؤية ضرورة، أي ضرورية، والضرورة على الاحتمالين يحتمل الوجوب والبداهة، وتقرير الدليل: أن حصول المعرفة من جهة الرؤية ضروري، فلو جاز أن يرى الله سبحانه بالعين وقعت المعرفة من جهة الرؤية عند الرؤية ضروري، فلو جاز أن يرى الله سبحانه بالعين وقعت المعرفة من جهة الرؤية عند الرؤية ضرورة، فتلك المعرفة لا تخلو من أن يكون إيمانا أو لا يكون إيمانا وهما باطلان، لأنّه إن كانت إيمانا لم تكن المعرفة الحاصلة في الدنيا من جهة الاكتساب إيمانا لأنهما متضادان فإن المعرفة الحاصلة بالاكتساب أنه ليس بجسم وليس في مكان و

٣٣١

لم تخل تلك المعرفة من أن تكون إيمانا أو ليست بإيمان فإن كانت تلك المعرفة من جهة الرؤية إيمانا فالمعرفة الّتي في دار الدنيا من جهة الاكتساب ليست بإيمان لأنها

________________________________________________________

بمتكمم ولا متكيف، والرؤية بالعين لا يكون إلا بإدراك صورة متحيزة من شأنها الانطباع في مادة جسمانية، والمعرفة الحاصلة من جهتها معرفة بالمرئي بأنه متصف بالصفات المدركة في الصورة، فهما متضادتان لا يجتمعان في المطابقة للواقع، فإن كانت هذه إيمانا لم تكن تلك إيمانا فلا يكون في الدنيا مؤمن، وإن لم تكن تلك المعرفة الّتي من جهة الرؤية إيمانا، أي اعتقاداً مطابقاً للواقع، وكانت المعرفة الاكتسابية إيمانا لم تخل هذه المعرفة الّتي من جهة الاكتساب من أن تزول عند المعرفة من جهة الرؤية لتضادهما، ولا تزول لامتناع زوال الإيمان في الآخرة، وهذه العبارة تحتمل ثلاثة أوجه « أحدها » لم تخل هذه المعرفة من الزوال عند الرؤية والمعرفة من جهتها لتضادهما والزوال مستحيل، لا يقع لامتناع زوال الإيمان في الآخرة « وثانيها » لم تخل هذه المعرفة من الزوال وعدم الزوال، ويكون متصفا بكليهما في المعاد، والمستلزم لاجتماع النقيضين مستحيل « وثالثها » لم تخل هذه المعرفة من الزوال وعدم الزوال ولا بد من أحدهما وكل منهما محال، وأمّا بيان أن الإيمان لا يزول في المعاد بعد الاتفاق والاجتماع عليه أن الاعتقاد الثابت المطابق للواقع الحاصل بالبرهان مع معارضة الوساوس الحاصلة في الدنيا، يمتنع زوالها عند ارتفاع الوساوس والموانع، على أن الرؤية عند مجوزيها إنما تقع للخواص من المؤمنين والكمل منهم في الجنة، فلو زال إيمانهم لزم كون غير المؤمن أعلى درجة من المؤمن، وكون الأحط مرتبة أكمل من الأعلى درجة، وفساده ظاهر.

أقول: الاحتمالات الثلاثة إنما هي على ما في هذه النسخة من الواو، وأمّا على ما في التوحيد من كلمة أو فالأخير متعين.

ثم اعلم أنه يرد على هذا الحل أن من لم يسلم امتناع الرؤية كيف يسلم كون الإيمان المكتسب منافياً لها وإن ادعى الضرورة في كون الرؤية مستلزمة لما اتفقوا

٣٣٢

ضده فلا يكون في الدنيا مؤمن لأنهم لم يروا الله عز ذكره وإن لم تكن تلك المعرفة الّتي من جهة الرؤية إيمانا لم تخل هذه المعرفة الّتي من جهة الاكتساب أن تزول

________________________________________________________

على امتناعه فهو كاف في إثبات المطلوب إلا أن يقال: إنما أورد هكذا تكثيراً للفساد وإيضاحا للمراد، أو يقال لعلهعليه‌السلام كان بين للسائل امتناع الرؤية بالدلائل، فلما ذكر السائل ما ترويه العامة في ذلك، بين امتناع وقوع ما ثبت لنا بالبراهين امتناعه وآمنا به بهذا الوجه.

الثاني: أن حاصل الدليل أن المعرفة من جهة الرؤية غير متوقفة على الكسب والنظر، والمعرفة في دار الدنيا متوقفة عليه، ضعيفة بالنسبة إلى الأولى فتخالفتا، مثل الحرارة القوية والحرارة الضعيفة، فإن كانت المعرفة من جهة الرؤية إيمانا لم تكن المعرفة من جهة الكسب إيمانا كاملا لأنّ المعرفة من جهة الرؤية أكمل منها، وإن لم يكن إيمانا يلزم سلب الإيمان عن الرائين لامتناع اجتماع المعرفتين في زمان واحد في قلب واحد، يعني قيام تصديقين أحدهما أقوى من الآخر بذهن واحد، وأحدهما حاصل من جهة الرؤية والآخر حاصل من جهة الدليل، كما يمتنع قيام حرارتين بماء واحد في زمان واحد، ويرد عليه النقض بكثير من المعارف الّتي تعرف في الدنيا بالدليل، وتصير في الآخرة بالمعاينة ضرورية ويمكن بيان الفرق بتكلف.

الثالث: ما حققه بعض الأفاضل بعد ما مهد من أن نور العلم والإيمان يشتد حتّى ينتهي إلى المشاهدة والعيان، لكن العلم إذا صار عينا لم يصر عينا محسوسا، والمعرفة إذا انقلبت مشاهدة لم تنقلب مشاهدة بصرية حسية، لأنّ الحس والمحسوس نوع مضاد للعقل والمعقول، ليس نسبة أحدهما إلى الآخر نسبة النقص إلى الكمال والضعف إلى الشدة، بل لكل منهما في حدود نوعه مراتب في الكمال والنقص، لا يمكن لشيء من أفراد أحد النوعين المتضادين أن ينتهي في مراتب استكمالاته واشتداده إلى شيء من أفراد النوع الآخر، فالإبصار إذا اشتد لا يصير تخيلا مثلا، ولا التخيل إذا اشتد يصير تعقلاً ولا بالعكس، نعم إذا اشتد التخيل تصير مشاهدة ورؤية

٣٣٣

ولا تزول في المعاد فهذا دليل على أن الله عز وجل لا يرى بالعين إذ العين تؤدي إلى ما وصفناه.

٤ - وعنه، عن أحمد بن إسحاق قال كتبت إلى أبي الحسن الثالثعليه‌السلام أسأله

________________________________________________________

بعين الخيال لا بعين الحس، وكثيراً ما يقع الغلط من صاحبه أنه رأى بعين الخيال أم بعين الحس الظاهر كما يقع للمبرسمين والمجانين وكذا التعقل إذا اشتد يصير مشاهدة قلبية ورؤية عقلية لا خيالية ولا حسية، وبالجملة الإحساس والتخيل والتعقل أنواع متقابلة من المدارك كلّ منها في عالم آخر من العوالم الثلاثة ويكون تأكد كلّ منها حجاباً مانعاً عن الوصول إلى الآخر.

فإذا تمهد هذا فنقول: اتفق الجميع على أن المعرفة من جهة الرؤية أمر ضروري، وأن رؤية الشيء متضمنة لمعرفته بالضرورة، بل الرؤية بالحس نوع من المعرفة فإن من رأى شيئاً فقد عرفه بالضرورة، فإن كان الإيمان بعينه هو هذه المعرفة الّتي مرجعها الإدراك البصري والرؤية الحسية فلم تكن المعرفة العلمية الّتي حصلت للإنسان من جهة الاكتساب بطريق الفكر والنظر إيمانا، لأنها ضده، لأنك قد علمت أن الإحساس ضد التخيل، وأن الصورة الحسية ضد الصورة العقلية، فإذا لم يكن الإيمان بالحقيقة مشتركاً بينهما ولا أمراً جامعاً لهما لثبوت التضاد وغاية الخلاف بينهما، ولا جنسا مبهما بينهما غير تام الحقيقة المتحصلة كجنس المتضادين مثل اللونية بين نوعي السواد والبياض، لأنّ الإيمان أمر محصل وحقيقة معينة فهو إمّا هذا وإما ذاك، فإذا كان ذاك لم يكن هذا، وإن كان هذا لم يكن ذاك، ثمّ ساق الدليل إلى آخره كما مر.

ولا يخفى أن شيئاً من الوجوه لا يخلو من تكلفات إمّا لفظية وإما معنوية، ولعلهعليه‌السلام بنى ذلك على بعض المقدمات المقررة بين الخصوم في ذلك الزمان إلزاما عليهم كما صدر عنهم كثير من الأخبار كذلك، والله تعالى يعلم.

الحديث الرابع: صحيح.

٣٣٤

عن الرؤية وما اختلف فيه الناس فكتب لا تجوز الرؤية ما لم يكن بين الرائي والمرئي هواء لم ينفذه البصر فإذا انقطع الهواء عن الرائي والمرئي لم تصح الرؤية وكان في ذلك الاشتباه لأنّ الرائي متى ساوى المرئي في السبب الموجب

________________________________________________________

قولهعليه‌السلام لم ينفذه البصر: كلمة « لم » في بعض النسخ موجودة وليست في بعضها، فعلى الأول يكون قوله لا تجوز للرؤية بيانا للمدعي، وقوله « ما لم يكن » ابتداء الدليل، وعلى الثاني: قوله « لا يجوز » ابتداء الدليل، وعلى التقديرين حاصل الكلام أنهعليه‌السلام استدل على عدم جواز الرؤية بأنها تستلزم كون المرئي جسمانياً ذا جهة وحيز، وبين ذلك بأنه لا بد أن يكون بين الرائي والمرئي هواء ينفذه البصر وظاهره كون الرؤية بخروج الشعاع وإن أمكن أن يكون كناية عن تحقق الإبصار بذلك وتوقفه عليه، فإذا لم يكن بينهما هواء وانقطع الهواء وعدم الضياء الّذي هو أيضاً من شرائط الرؤية عن الرائي والمرئي لم تصح الرؤية بالبصر « وكان في ذلك » أي في كون الهواء بين الرائي والمرئي « الاشتباه » يعني شبه كلّ منهما بالآخر، يقال: اشتبها إذا أشبه كلّ منهما الآخر، لأنّ الرائي متى ساوى المرئي وماثله في النسبة إلى السبب الّذي أوجب بينهما في الرؤية، وجب الاشتباه ومشابهة أحدهما الآخر في توسط الهواء بينهما، وكان في ذلك التشبيه أي كون الرائي والمرئي في طرف الهواء الواقع بينهما يستلزم الحكم بمشابهة المرئي بالرائي، من الوقوع في جهة ليصح كون الهواء بينهما فيكون متحيزا ذا صورة وضعية، فإن كون الشيء في طرف مخصوص من طرفي الهواء وتوسط الهواء بينه وبين شيء آخر سبب عقلي للحكم بكونه في جهة، ومتحيزا وذا وضع، وهو المراد بقوله « لأنّ الأسباب لا بد من اتصالها بالمسببات » ويحتمل أن يكون ذلك تعليلاً لجميع ما ذكر من كون الرؤية متوقفة على الهواء إلى آخر ما ذكر وحاصله يرجع إلى ما ادعاه جماعة من أهل الحقّ من العلم الضروري بأن الإدراك المخصوص المعلم بالوجه الممتاز عن غيره لا يمكن أن يتعلّق بما ليس في جهة، وإلا لم يكن للبصر مدخل فيه، ولا كسب لرؤيته، بل المدخل في ذلك للعقل فلا وجه حينئذ

٣٣٥

بينهما في الرؤية وجب الاشتباه وكان ذلك التشبيه لأنّ الأسباب لا بد من اتصالها بالمسببات.

٥ - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن علي بن معبد، عن عبد الله بن سنان، عن أبيه قال حضرت أبا جعفرعليه‌السلام فدخل عليه رجل من الخوارج فقال له يا أبا جعفر أي شيء تعبد قال الله تعالى قال رأيته قال بل لم تره العيون بمشاهدة الأبصار

________________________________________________________

لتسميته إبصاراً، والحاصل أن الإبصار بهذه الحاسة يستحيل أن يتعلّق بما ليس في جهة بديهة، وإلا لم يكن لها مدخل فيه، وهم قد جوزوا الإدراك بهذه الجارحة الحساسة وأيضا هذا النوع من الإدراك يستحيل ضرورة أن يتعلّق بما ليس في جهة مع قطع النظر عن أن تعلّق هذه الحاسة يستدعي الجهة والمقابلة.

وما ذكره الفخر الرازي: من أن الضروري لا يصير محلا للخلاف، وإن الحكم المذكور مما يقتضيه الوهم ويعين عليه، وهو ليس مأمونا لظهور خطائه في الحكم بتجسم الباري تعالى وتحيزه وما ظهر خطاؤه مرة فلا يؤمن بل يتهم، ففاسد، لأنّ خلاف بعض العقلاًء في الضروريات جائز كالسوفسطائية والمعتزلة في قولهم بانفكاك الشيئية والوجود وثبوت الحال، وأمّا قوله: بأنه حكم الوهم الغير المأمون فطريف جداً لأنّه منقوض بجميع أحكام العقل لأنّه أيضاً مما ظهر خطاؤه مراراً وجميع الهندسيات والحسابيات، وأيضا مدخلية الوهم في الحكم المذكور ممنوع، وإنما هو عقلي صرف عندنا، وكذلك ليس كون الباري تعالى متحيزا مما يحكم به، ويجزم، بل هو تخييل يجري مجرى سائر الأكاذيب، في أن الوهم وإن صوره وخيله إلينا لكن العقل لا يكاد يجوزه بل يحيله ويجزم ببطلانه وكون ظهور الخطإ مرة سبباً لعدم ائتمان المخطئ واتهامه ممنوع أيضا، وإلا قدح في الحسيات وسائر الضروريات وقد تقرر بطلانه في موضعه في رد شبه القادحين في الضروريات.

الحديث الخامس: مجهول.

قولهعليه‌السلام : بمشاهدة الأبصار: بالفتح جمعاً أو بالكسر مصدراً، وفي التوحيد و

٣٣٦

و لكن رأته القلوب بحقائق الإيمان لا يعرف بالقياس ولا يدرك بالحواس ولا يشبه بالناس موصوف بالآيات معروف بالعلامات لا يجور في حكمه ذلك الله لا إله إلا هو قال فخرج الرجل وهو يقول -( اللهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسالَتَهُ ) .

٦ - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن أبي الحسن الموصلي، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال جاء حبر إلى أمير المؤمنين صلوات الله عليه فقال يا أمير المؤمنين هل رأيت ربك حين عبدته قال فقال ويلك ما كنت أعبد رباً لم أره قال وكيف رأيته قال ويلك لا تدركه العيون في مشاهدة الأبصار ولكن رأته القلوب بحقائق الإيمان.

٧ - أحمد بن إدريس، عن محمّد بن عبد الجبار، عن صفوان بن يحيى، عن عاصم

________________________________________________________

غيره: العيان بحقائق الإيمان، أي بالعقائد الّتي هي حقائق أي عقائد عقلية ثابتة يقينية لا يتطرق إليها الزوال والتغير هي أركان الإيمان أو بالأنوار والآثار الّتي حصلت في القلب من الإيمان، أو بالتصديقات والإذعانات الّتي تحق أن تسمى إيمانا أو المراد بحقائق الإيمان ما ينتمي إليه تلك العقائد من البراهين العقلية، فإن الحقيقة ما يصير إليه حق الأمر ووجوبه، ذكره المطرزي في الغريبين.

« لا يعرف بالقياس » أي بالمقايسة بغيره، وقولهعليه‌السلام : ولا يشبه بالناس: كالتعليل لقوله: لا يدرك بالحواس.

« موصوف بالآيات » أي إذا أريد أن يذكر ويوصف يوصف بأن له الآيات الصادرة عنه، المنتهية إليه، لا بصفة زائدة حاصلة فيه، أو إنما يوصف بالصفات الكمالية بما يشاهد من آيات قدرته وعظمته وينزه عن مشابهتها، لما يرى من العجز والنقص فيها « معروف بالعلامات » أي يعرف وجوده وصفاته العينية الكمالية بالعلامات الدالة عليه لا بالكنه.

الحديث السادس: مجهول.

الحديث السابع: ضعيف.

٣٣٧

ابن حميد، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال ذاكرت أبا عبد اللهعليه‌السلام فيما يروون من الرؤية فقال الشمس جزء من سبعين جزءا من نور الكرسي والكرسي جزء من سبعين جزءا من نور العرش والعرش جزء من سبعين جزءا من نور الحجاب والحجاب جزء من سبعين جزءا من نور الستر فإن كانوا صادقين فليملئوا أعينهم من الشمس ليس دونها سحاب.

٨ - محمّد بن يحيى وغيره، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن ابن أبي نصر، عن أبي الحسن الرضاعليه‌السلام قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لما أسري بي إلى السماء بلغ بي جبرئيل مكانا لم يطأه قط جبرئيل فكشف له فأراه الله من نور عظمته ما أحب

________________________________________________________

ولعله تمثيل وتنبيه على عجز القوي الجسمانية وبيان لأنّ لإدراكها حداً لا تتجاوزه، ويحتمل أن يكون تنبيها بضعف القوي الظاهرة على ضعف القوى الباطنة أي كما لا يقدر بصرك في رأسك على تحديق النظر إلى الشمس فكذلك لا تقدر عين قلبك على مطالعة شمس ذاته وأنوار جلاله، والأول أظهر، وقيل: المراد بالأنوار الأربعة النور الخيالي، والعقلي، والنفسي والإلهي، فالعقلي مظهره أبدان الحيوانات الأرضية، وصدر الإنسان الصغير، وأعظم المظاهر لأعظم أفراده هو الكرسي، الّذي هو صدر الإنسان الكبير، ولهذا نسبه إلى الكرسي، والنور النفسي هو الّذي مظاهرة في هذا العالم قلوب بني آدم، لمن كان له قلب، وأعظم المظاهر لأعظم أفراده هو العرش الّذي هو قلب العالم الكبير، ولهذا نسبه إلى العرش وهو مظهر النور العقلي الّذي نسبه إلى الحجاب، لأنّ العقل حجاب للمشاهدة وهو مظهر النور الإلهي الّذي نسبه إلى الستر لأنّه مستور عن العقول.

الحديث الثامن: صحيح.

وقوله في قوله( لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ ) كلام محمّد بن يعقوب ذكره عنوانا لما يأتي بعده من الأخبار ولم يفرد لها باباً لأنّه داخل في المقصود من الباب الأول.

٣٣٨

في قوله تعالى:

( لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصارَ )

٩ - محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن ابن أبي نجران، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قوله( لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ ) قال إحاطة الوهم ألا ترى إلى قوله -( قَدْ جاءَكُمْ بَصائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ ) ليس يعني بصر العيون -( فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ ) ليس يعني من البصر بعينه -( وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْها ) ليس يعني عمى العيون إنما عنى إحاطة الوهم كما يقال فلان بصير بالشعر وفلان بصير بالفقه وفلان بصير بالدراهم وفلان بصير بالثياب الله أعظم من أن يرى بالعين.

١٠ - محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن أبي هاشم الجعفري، عن أبي الحسن الرضاعليه‌السلام قال سألته عن الله هل يوصف فقال أمّا تقرأ القرآن قلت بلى - قال أمّا تقرأ قوله تعالى -( لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصارَ ) قلت بلى

________________________________________________________

الحديث التاسع: صحيح.

قولهعليه‌السلام بصائر: جمع بصيرة.

قوله: الله أعظم: أي أعظم من أن يشك ويتوهم فيه أنه مدرك بالعين، حتّى يتعرض لنفيه، ويمكن أن يكون بمنزلة النتيجة للسابق، أي إذا لم يكن مدركاً بالأوهام فيكون أعظم من أن يدرك بالعيون.

الحديث العاشر: صحيح.

قوله( لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ ) هذه الآية إحدى الدلالات الّتي استدل بها النافون للرؤية، وقرروها بوجهين، « أحدهما » أن إدراك البصر عبارة شائعة في الإدراك بالبصر، إسناداً للفعل إلى الآلة، والإدراك بالبصر هو الرؤية بمعنى اتحاد المفهومين أو تلازمهما، والجمع المعرف باللام عند عدم قرينة العهدية والبعضية للعموم والاستغراق بإجماع أهل العربية والأصول وأئمّة التفسير، وبشهادة استعمال الفصحاء وصحة الاستثناء فالله سبحانه قد أخبر بأنه لا يراه أحد في المستقبل، فلو رآه المؤمنون في الجنة لزم كذبه

٣٣٩

قال فتعرفون الأبصار قلت بلى قال ما هي قلت أبصار العيون فقال

________________________________________________________

تعالى وهو محال.

واعترض عليه بأن اللام في الجمع لو كان للعموم والاستغراق كما ذكرتم كان قوله( تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ ) موجبة كلية وقد دخل عليها النفي، فرفعها هو رفع الإيجاب الكلي، ورفع الإيجاب الكلبي سلب جزئي، ولو لم يكن للعموم كان قوله( لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ ) سالبة مهملة في قوة الجزئية فكان المعنى لا تدركه بعض الأبصار، ونحن نقول بموجبه حيث لا يراه الكافرون، ولو سلم فلا نسلم عمومه في الأحوال والأوقات فيحمل على نفي الرؤية في الدنيا جمعاً بين الأدلة.

والجواب أنه قد تقرر في موضعه أن الجمع المحلى باللام عام نفياً وإثباتا في المنفي والمثبت كقوله تعالى( وَمَا اللهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِلْعِبادِ ) (١) و( ما على المحسنين من سبيل ) (٢) حتّى إنه لم يرد في سياق النفي في شيء من الكتاب الكريم إلا بمعنى عموم النفي ولم يرد لنفي العموم أصلاً، نعم قد اختلف في النفي الداخل على لفظه كل، لكنه في القرآن المجيد أيضاً بالمعنى الّذي ذكرنا كقوله تعالى( وَاللهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتالٍ فَخُورٍ ) (٣) إلى غير ذلك، وقد اعترف بما ذكرنا في شرح المقاصد وبالغ فيه.

وأما منع عموم الأحوال والأوقات فلا يخفى فساده فإن نفي المطلق الغير المقيد لا وجه لتخصيصه ببعض الأوقات إذ لا ترجيح لبعضها على بعض وهو أحد الأدلة على العموم عند علماء الأصول، وأيضا صحة الاستثناء دليل عليه وهل يمنع أحد صحة قولنا ما كلمت زيداً إلا يوم الجمعة ولا أكلمه إلا يوم العيد، وقال تعالى( وَلا تَعْضُلُوهُنَ ) (٤) إلى قوله( إِلاَّ أَنْ يَأْتِينَ ) وقال( لا تُخْرِجُوهُنَ ) إلى قوله( إِلاَّ أَنْ يَأْتِينَ ) (٥) و

__________________

(١) سورة غافر: ٣١.

(٢) سورة التوبة: ٩١.

(٣) سورة الحديد: ٣٣.

(٤) سورة النساء: ١٩.

(٥) سورة الطلاق: ١.

٣٤٠

إن أوهام القلوب أكبر من أبصار العيون فهو لا تدركه الأوهام وهو يدرك الأوهام.

١١ - محمّد بن أبي عبد الله عمن ذكره، عن محمّد بن عيسى، عن داود بن القاسم أبي هاشم الجعفري قال قلت لأبي جعفرعليه‌السلام -( لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصارَ ) فقال يا أبا هاشم أوهام القلوب أدق من أبصار العيون أنت قد تدرك بوهمك السند والهند والبلدان الّتي لم تدخلها ولا تدركها ببصرك وأوهام القلوب لا تدركه فكيف أبصار العيون.

١٢ - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن بعض أصحابه، عن هشام بن الحكم

________________________________________________________

أيضا كلّ نفي ورد في القرآن بالنسبة إلى ذاته تعالى فهو للتأبيد وعموم الأوقات، لا سيما ما قبل هذه الآية، وأيضا عدم إدراك الأبصار جميعاً لشيء لا يختص بشيء من الموجودات خصوصاً مع اعتبار شمول الأحوال والأوقات فلا يختص به تعالى فتعين أن يكون التمدح بعدم إدراك شيء من الأبصار له في شيء من الأوقات.

وثانيهما: أنه تعالى تمدح بكونه لا يرى، فإنه ذكره في أثناء المدائح وما كان من الصفات عد مدحا كان وجوده نقصاً يجب تنزيه الله تعالى عنه، وإنما قلنا من الصفات احترازا عن الأفعال كالعفو والانتقام، فإن الأول تفضل والثاني عدل، وكلاهما كمال.

قوله: أكبر من أبصار العيون، فهو أحق بأن يتعرض لنفيه، والمراد بأوهام القلوب إدراك القلوب بإحاطتها به، ولما كان إدراك القلب بالإحاطة لما لا يمكن أن يحاط به وهما عبر عنه بأوهام القلوب، ولعل المراد بالأكبرية الأعمية أي إدراك القلوب أي النفوس أعم لشمولها لما هو بتوسط الحواس وغيره فتأمل.

الحديث الحادي عشر: مرسل.

الحديث الثاني عشر: مرسل موقوف لم يسنده إلى معصوم وإنما أورد هنا

٣٤١

قال الأشياء كلها لا تدرك إلا بأمرين بالحواس والقلب والحواس إدراكها على ثلاثة معان إدراكاً بالمداخلة وإدراكاً بالمماسة وإدراكاً بلا مداخلة ولا مماسة فأمّا الإدراك الّذي بالمداخلة فالأصوات والمشام والطعوم وأمّا الإدراك بالمماسة فمعرفة الأشكال من التربيع والتثليث ومعرفة اللين والخشن والحر والبرد وأمّا الإدراك بلا مماسة ولا مداخلة فالبصر فإنه يدرك الأشياء بلا مماسة ولا مداخلة في حيز غيره

________________________________________________________

تحقيق هشام لأنّه من أكابر أصحاب المعصومينعليه‌السلام ، وكان مظنة لأنّ يكون مأخوذا عنهم، ولعل كلامه مبني على تشبيه المحسوسات بالحواس الباطنة بالمحسوسات بالحواس الظاهرة، والمدركات العقلية بالمدركات الحسية، تقريباً إلى الأفهام، وحاصل كلامه على ما ذكره بعض الأفاضل: أن إدراك الأشياء بالإحاطة بها على قسمين، إدراك بالحواس أي الحواس الظاهرة، وإدراك بالقلب أي بالقوة العاقلة والحواس الباطنة، والأول ينقسم إلى إدراك بالمداخلة وإدراك بالمماسة، وإدراك لا بهما، فأمّا الإدراك بالمداخلة أي بمداخلة حقيقة ما هو مدرك بالحس في الحاس كإدراك الأصوات الّتي هي هيئة تموج الهواء وما في حكمه المدركة بوصول تموج الهواء الداخل في الصماخ إلى حامل قوة إدراكها والمشمومات الّتي هي الروائح المدركة بوصول رائحة المتكيف بها، الداخل في المنخر إلى حامل قوة إدراكها، والطعوم والمذوقات الّتي هي كيفيات مذوقة المدركة بوصولها، عند دخول المتكيف بها في الفم، إلى حامل قوة إدراكها، وأمّا الإدراك بالمماسة أي بمماسة حقيقة المدرك فمعرفة الأشكال وهيئة إحاطة الحدود من التربيع والتثليث وأمثالهما، ومعرفة اللين والخشن أي الخشونة والحر والبرد، وأمّا الإدراك بلا مماسة ولا مداخلة فالبصر، أي الإبصار أو إدراك البصر، فإنه أي البصر مدرك الأشياء بلا مماسة ولا مداخلة بين حقيقة المبصر والبصر، لا في حيز غير البصر، ولا في حيز البصر، ولا ينافي ذلك كون الإبصار بتوسط الشعاع أو انطباع شبح المبصر في محل قوة الأبصار.

وقيل: في حيز غيره متعلّق بيدرك، أي البصر يدرك الغير في حيز ذلك الغير

٣٤٢

ولا في حيزه وإدراك البصر له سبيل وسبب فسبيله الهواء وسببه الضياء فإذا كان السبيل متصلا بينه وبين المرئي والسبب قائم أدرك ما يلاقي من الألوان والأشخاص فإذا حمل البصر على ما لا سبيل له فيه رجع راجعاً فحكى ما وراءه كالناظر في المرآة لا ينفذ بصره في المرآة فإذا لم يكن له سبيل رجع راجعاً يحكي ما وراءه وكذلك الناظر في الماء الصافي يرجع راجعاً فيحكي ما وراءه إذ لا سبيل له في إنفاذ بصره فأمّا القلب

________________________________________________________

لا في حيز البصر الّذي هو المدرك، وأمّا القسمان الأولان فلا شبهة في استحالتهما في الرب تعالى، وأمّا الثالث فمستحيل فيه سبحانه أيضاً لأنّ إدراك البصر له سبيل وسبب لا بد منهما، فسبيله الهواء أي الفضاء الخالي عمّا يمنع من نفوذ الغير حتّى الشعاع وسببه الضياء أي شرطه يتحدث باستحالته بدونهما، فإذا كان السبيل متصلا بينهما ولا يكون بينهما حاجب حالكون السبب الّذي هو الضياء الحاصل للمرئي، فإنما أدرك البصر ما يلاقيه بالانطباع أو الشعاع أو بهما من الألوان والأشخاص من الأجسام والأشباح، فإذا حمل البصر على ما لا سبيل فيه وكلف الرؤية رجع راجعاً فلا يحكى ما كلف رؤيته بل يكون حاكياً ما وراءه، على أنه المواجه المتوجهة إليه كالناظر في المرآة لا ينفذ بصره في المرآة، فإنه إذا لم يكن لبصره سبيل رجع راجعاً عمّا كلف رؤيته ولا سبيل إليه فيحكي ما وراءه على أنه المواجه المتوجهة إليه، وكذلك الناظر في الماء الصافي يرجع بصره راجعاً فيحكي ما وراءه، وقوله: إذ لا سبيل له في إنفاذ بصره، يحتمل أن يكون المراد به إذ لا سبيل للناظر إلى إنفاذ بصره، حيث لا سبيل هنا ينفذه البصر، ويحتمل أن يكون المراد إذ لا سبيل للناظر من جهة إنفاذ البصر، أي لا سبيل ينفذ بصره فيه وأمّا الإدراك بالقلب أي الإدراك العقلاًني بعلم زائد على جهة الإحاطة سواء كان على الوجه الجزئي أو الكلي فلا يحوم حول سرادق جلاله ولا يليق بكبرياء كما له، لأنّ القوي النفسانية إنما تقوى على إدراك ما يغايرها من الجزئيات المحسوسة المحصورة في القوي الدراكة وموادها فهي من المتحيزات بالذات أو بالتبع، وعلى إدراك كليات مناسبة لجزئيات مدركة بالقوى الباطنة يصح بها أن تعد هي جزئيات

٣٤٣

فإنما سلطانه على الهواء فهو يدرك جميع ما في الهواء ويتوهمه فإذا حمل القلب على ما ليس في الهواء موجوداً رجع راجعاً فحكى ما في الهواء فلا ينبغي للعاقل - أن يحمل قلبه على ما ليس موجوداً في الهواء من أمر التوحيد جل الله وعز فإنه إن فعل ذلك لم يتوهم إلا ما في الهواء موجود كما قلنا في أمر البصر تعالى الله أن يشبهه خلقه.

________________________________________________________

لها وصورها هيئات وصوراً لها، والذي جل بعز جلاله عن أن يكون له مهية صالحة للكلية أو صورة متجزية منقسمة متعال عن إحاطة القلوب به، وإلى ذلك أشار بقوله وأمّا القلب فإنما سلطانه على الهواء، أي البعد الّذي يسمونه حيزا فهو يدرك جميع ما في الهوى من المتحيزات بذواتها أو صورها، فإذا حمل القلب على إدراك ما ليس في الهواء موجوداً وليس يصح عليه التحيز بذاته أو بصورة ذهنية مناسبة له لائقة به رجع راجعاً عمّا لا سبيل له إليه إلى ما يقابله من المتحيزات، ويحتمل أن يكون نظره مقصوراً على نفي إدراكه سبحانه على النحو الجزئي بالحواس والقلب، وأمّا الإدراك على النحو الكلي فمعلوم الانتفاء في حقه سبحانه، حيث أنه يمتنع عليه سبحانه المهية الكلية، ثمّ إدراك النفس ذاتها على النحو الجزئي ليس بعلم زائد وإدراكها ما يباينها إنما يكون بعلم زائد، فلا يجوز مثله في إدراك المبائن لها، وعلمها الزائد بذاتها إنما يكون على قياس ما ذكر، وإذ قد تبين استحالة إدراكه بالحس والقلب فلا ينبغي للعاقل أن يحمل قلبه على إدراك ما ليس موجوداً في الهواء متحيزا بنحو من أنحاء التحيز من أمر التوحيد جل الله وعز من أن يكون له شبه من أحوال المتحيزات فإنه إن تكلف ذلك لم يتوهم إلا ما هو في الهواء موجود، ولم يقع نظره إلا عليه كما قلنا في أمر البصر، تعالى الله سبحانه أن يشبه خلقه.

ثم اعلم أن الأمة اختلفوا في رؤية الله تعالى على أقوال: فذهبت الإمامية والمعتزلة إلى امتناعها مطلقا، وذهبت المشبهة والكرامية إلى جواز رؤيته تعالى في في الجهة والمكان لكونه تعالى عندهم جسما وذهبت الأشاعرة إلى جواز رؤيته تعالى منزها عن المقابلة والجهة والمكان، قال الآبي في كتاب إكمال الإكمال ناقلا عن

٣٤٤

باب

النهي عن الصفة بغير ما وصف به نفسه تعالى

١ - علي بن إبراهيم، عن العباس بن معروف، عن ابن أبي نجران، عن حماد بن عثمان، عن عبد الرحيم بن عتيك القصير قال كتبت على يدي عبد الملك بن أعين إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام أن قوماً بالعراق يصفون الله بالصورة وبالتخطيط فإن رأيت

________________________________________________________

بعض علمائهم: أن رؤية الله تعالى جائزة في الدنيا عقلاً واختلف في وقوعها وفي أنه هل رآه النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ليلة الأسرى أم لا، فأنكرته عائشة وجماعة من الصحابة والتابعين والمتكلمين، وأثبت ذلك ابن عباس، وقال: إنّ الله اختصه بالرؤية وموسى بالكلام وإبراهيم بالخلة وأخذ به جماعة من السلف والأشعري في جماعة من أصحابه وابن حنبل وكان الحسن يقسم لقد رءاه، وتوقف فيه جماعة، هذا حال رؤيته في الدنيا وأمّا رؤيته في الآخرة فجائزة عقلاً، وأجمع على وقوعها أهل السنة وأحالها المعتزلة والمرجئة والخوارج، والفرق بين الدنيا والآخرة أن القوي والإدراكات ضعيفة في الدنيا حتّى إذا كانوا في الآخرة وخلقهم للبقاء قوي إدراكهم فأطاقوا رؤيته « انتهى كلامه ».

وقد عرفت مما مر أن استحالة ذلك مطلقاً هو المعلوم من مذهب أهل البيتعليهم‌السلام وعليه إجماع الشيعة باتفاق المخالف والمؤالف وقد دلت عليه الآيات الكريمة وأقيمت عليه البراهين الجلية وقد أشرنا إلى بعضها، وتمام الكلام في ذلك موكول إلى الكتب الكلامية.

باب النهي عن الصفة بغير ما وصف به نفسه جل وتعالى

الحديث الأول: مجهول.

قوله على يدي عبد الملك: أي كان هو حامل الكتاب ومبلغه.

٣٤٥

جعلني الله فداك أن تكتب إلي بالمذهب الصحيح من التوحيد فكتب إلي سألت رحمك الله عن التوحيد وما ذهب إليه من قبلك فتعالى الله الّذي( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ) تعالى عمّا يصفه الواصفون المشبهون الله بخلقه المفترون على الله فاعلم رحمك الله أن المذهب الصحيح في التوحيد ما نزل به القرآن من صفات الله جل وعز فانف عن الله تعالى البطلان والتشبيه فلا نفي ولا تشبيه هو الله الثابت الموجود تعالى الله عمّا يصفه الواصفون ولا تعدوا القرآن - فتضلوا بعد البيان.

٢ - محمّد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن ابن أبي عمير، عن إبراهيم

________________________________________________________

قوله من قبلك: بكسر القاف وفتح الباء، أي من هو عندك وفي ناحيتك يعني أهل العراق.

قولهعليه‌السلام : فأنف عن الله البطلان والتشبيه، أمر بنفي التعطيل والتشبيه، فإن جماعة أرادوا تنزيه الله عن مشابهة المخلوقات فوقعوا في التعطيل ونفي الصفات رأسا، وجماعة أخرى أرادوا أن يصفوه بصفاته العليا وأسمائه الحسنى فأثبتوا له صفات زائدة على ذاته فشبهوه بخلقه، فأكثر الناس إلا القليل النادر منهم بين المعطل والمشبه.

قوله: فلا نفي ولا تشبيه: أي يجب على المسلم أن لا يقول بنفي الصفات ولا إثباتها على وجه التشبيه، وقوله: هو الله الثابت الموجود إشارة إلى نفي التعطيل والبطلان، وقوله: تعالى الله عمّا يصفه الواصفون، إشارة إلى نفي التشبيه فإن الواصفين هم الّذين يصفون الله بصفات زائدة، وقوله: ولا تعدوا القرآن أي فلا تجاوزوا ما في القرآن، بأن تنفوا عن الله ما ورد في القرآن حتّى تقعوا في ضلالة التعطيل، والله يقول ليس كمثله شيء وهو السميع البصير، أو تثبتوا لله من الصفات ما يجب التنزيه عنها حتّى تقعوا في ضيق التشبيه، والله يقول:( سُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ ) (١) ثمّ الظاهر من هذه الأخبار المنع عن التفكّر في كنه الذات والصفات، والخوض فيها، فإن العقل عاجز عنها ولا يزيد إلا حيرة وضلالة.

الحديث الثاني: مجهول كالموثق.

__________________

(١) سورة الصافات: ١٨٠.

٣٤٦

ابن عبد الحميد، عن أبي حمزة قال قال لي علي بن الحسينعليه‌السلام يا أبا حمزة إنّ الله لا يوصف بمحدودية عظم ربنا عن الصفة فكيف يوصف بمحدودية من لا يحد و( لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ) .

٣ - محمّد بن أبي عبد الله، عن محمّد بن إسماعيل، عن الحسين بن الحسن، عن بكر بن صالح، عن الحسن بن سعيد، عن إبراهيم بن محمّد الخزاز ومحمد بن الحسين قالا دخلنا على أبي الحسن الرضاعليه‌السلام فحكينا له أن محمداًصلى‌الله‌عليه‌وآله رأى ربه في صورة الشاب الموفق في سن أبناء ثلاثين سنة وقلنا إن هشام بن سالم وصاحب الطاق والميثمي

________________________________________________________

قوله: لا يوصف بمحدودية أي الحدود الجسمانية أو الأعم منها ومن الحدود الّتي تعرض للصورة الذهنية والحدود العقلية المستلزمة للتركيب العقلي « عظم ربنا عن الصفة » أي كلّ خارج عارض لا حق بالحقيقة، وقيل: ولعل نفي وصفه بالمحدودية إشارة إلى نفي دخوله في الحواس والقوي، وكونه محاطا بما يعرض مدركاتها، وقوله: وكيف يوصف بمحدودية من لا يحد، استدلال عقلي على نفي إدراكه بالحواس واتصافه بعوارض المدرك بها، لأنّ ما يستحيل عليه الاتصاف بشيء كيف يتصف به في المدارك وكيف يكون حصول الموصوف به إدراكاً لما يمتنع اتصافه به، وقوله: ولا تدركه الأبصار « إلخ » تمسك بالمستند السمعي من كتابه العزيز.

أقول: ويحتمل أن يكون استدلالا بعدم المحدودية في الخارج بأنه لا يحد بالحدود العقلية، واستدل على عدم المحدودية بالحدود العقلية بالآية.

قوله: وهو اللطيف: أي البعيد عن إدراك الخلق أو البر بعباده، الرفيق بهم، أو العالم الكامل في الفعل والتدبير، أو الخالق للخلق اللطيف أو فاعل اللطف، وهو ما يقرب إلى الطاعة ويبعد عن المعصية، و « الخبير » العالم بحقائق الأشياء وغوامضها ودقائقها.

الحديث الثالث: ضعيف.

قوله في صورة الشاب الموفق: قيل: أي المستوي، من أوفق الإبل إذا اصطفت واستوت، وقيل: هو تصحيف الريق وقيل: هو تصحيف الموقف بتقديم القاف على الفاء أي المزين، فإن الوقف سوار من عاج يقال: وقفه أي ألبسه الوقف، ويقال

٣٤٧

يقولون إنه أجوف إلى السرة والبقية صمد فخر ساجداً لله ثمّ قال سبحانك ما عرفوك ولا وحدوك فمن أجل ذلك وصفوك سبحانك لو عرفوك لوصفوك بما وصفت به نفسك سبحانك كيف طاوعتهم أنفسهم أن يشبهوك بغيرك اللهم لا أصفك إلا بما وصفت به نفسك ولا أشبهك بخلقك أنت أهل لكل خير فلا تجعلني من القوم الظالمين ثمّ التفت إلينا فقال ما توهمتم من شيء فتوهموا الله غيره ثمّ قال نحن آل محمّد النمط الأوسط الّذي لا يدركنا الغالي ولا يسبقنا التالي يا محمّد إن رسول الله

________________________________________________________

وقف يديها بالحناء أي نقطها، وبالجملة المراد بالموقف هنا المزين بأي زينة كانت وأمّا نسبة هذا القول إلى هؤلاء الأكابر فسيأتي القول فيه، ولعلهعليه‌السلام إنما تعرض لإبطال القول ولم يتعرض لإبطال نسبته إلى القائلين لنوع من المصلحة، وفي التوحيد بعد قوله: من أبناء ثلاثين سنة، رجلاًه في خضرة.

قوله: النمط الأوسط: قال الجزري في حديث عليعليه‌السلام : خير هذه الأمة النمط الأوسط، النمط الطريقة من الطرائق والضروب، يقال: ليس هذا من ذلك النمط أي من ذلك الضرب، والنمط الجماعة من الناس أمرهم واحد « انتهى ».

قولهعليه‌السلام : لا يدركنا الغالي، في أكثر النسخ بالغين المعجمة، وفي بعضها بالعين المهملة، وعلى التقديرين المراد به من يتجاوز الحد في الأمور، أي لا يدركنا ولا يلحقنا في سلوك طريق النجاة من يغلو فينا أو في كلّ شيء، والتالي أي التابع لنا لا يصل إلى النجاة إلا بالأخذ عنا، فلا يسبقنا بأن يصل إلى المطلوب إلا بالتوصل بنا، ثمّ اعلم أنه يمكن إبقاء الحجب والأنوار على ظواهرها بأن يكون المراد بالحجب أجساما لطيفة مثل العرش والكرسي يسكنها الملائكة الروحانيون كما يظهر من بعض الدعوات والأخبار، أي أفاض عليه شبيه نور الحجب، ليمكن له رؤية الحجب كنور الشمس بالنسبة إلى عالمنا، ويحتمل التأويل أيضاً بأن يكون المراد بها الوجوه الّتي يمكن التأويل أيضاً بأن يكون المراد بها الوجوه الّتي يمكن الوصول إليها في معرفة ذاته تعالى وصفاته، إذ لا سبيل لأحد إلى الكنه وهي تختلف باختلاف درجات العارفين قرباً وبعدا، فالمراد بنور الحجب قابلية تلك المعارف وتسميتها بالحجب إمّا لأنها

٣٤٨

صلى‌الله‌عليه‌وآله حين نظر إلى عظمة ربه كان في هيئة الشاب الموفق - وسن أبناء ثلاثين سنة يا محمّد عظم ربي عز وجل أن يكون في صفة المخلوقين قال قلت جعلت فداك من كانت رجلاًه في خضرة قال ذاك محمّد كان إذا نظر إلى ربه بقلبه جعله في نور مثل

________________________________________________________

وسائط بين العارف والرب تعالى كالحجاب، أو لأنها موانع عن أن يسند إليه تعالى ما لا يليق به، أو لأنها لما لم تكن موصلة إلى الكنه فكأنها حجب إذ الناظر خلف الحجاب لا تتبين له حقيقة الشيء كما هي، وقيل: إنّ المراد بها العقول فإنها حجب نور الأنوار، ووسائط النفوس الكاملة والنفس إذا استكملت ناسبت نوريتها نورية تلك الأنوار، فاستحقت الاتصال بها والاستفادة منها، فالمراد بجعله في نور الحجب جعله في نور العلم والكمال، مثل نور الحجب حتّى يناسب جوهر ذاته جوهر ذاتهم فيستبين لهم ما في ذواتهم، ولا يخفى فساده على أصولنا بوجوه شتى، وأمّا تأويل ألوان الأنوار، فقد قيل فيه وجوه:

الأول: أنها كناية عن تفاوت مراتب تلك الأنوار بحسب القرب والبعد من نور الأنوار، فالأبيض هو الأقرب والأخضر هو الأبعد، فكأنه ممتزج بضرب من الظلمة والأحمر هو المتوسط بينهما، ثمّ ما بين كلّ اثنين ألوان أخرى كألوان الصبح [ والليل ] والشفق المختلفة في الألوان لقربها وبعدها من نور الشمس.

الثاني: أنها كناية عن صفاته المقدسة، فالأخضر قدرته على إيجاد الممكنات وإفاضة الأرواح الّتي هي عيون الحياة ومنابع الخضرة، والأحمر غضبه وقهره على الجميع بالأعدام والتعذيب، والأبيض رحمته ولطفه على عباده كما قال تعالى:( وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَتِ اللهِ ) (١) .

الثالث: ما استفدته من الوالد العلامة قدس الله روحه، وذكر أنه مما أفيض عليه من أنوار الكشف واليقين وبيانه يتوقف على تمهيد مقدمة: وهي أن لكل شيء مثالا في عالم الرؤيا والمكاشفة، وتظهر تلك الصور والأمثال على النفوس مختلفة

__________________

(١) سورة آل عمران: ١٠٧.

٣٤٩

نور الحجب حتّى يستبين له ما في الحجب إن نور الله منه أخضر ومنه أحمر ومنه أبيض ومنه غير ذلك يا محمّد ما شهد له الكتاب والسنة فنحن القائلون به.

٤ - علي بن محمّد ومحمد بن الحسن، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن بشير البرقي قال حدثني عباس بن عامر القصباني قال أخبرني هارون بن الجهم، عن أبي حمزة، عن علي بن الحسينعليه‌السلام قال قال لو اجتمع أهل السماء والأرض أن يصفوا الله بعظمته لم يقدروا.

________________________________________________________

باختلاف مراتبها في النقص والكمال، فبعضها أقرب إلى ذي الصورة وبعضها أبعد، وشأن المعبر أن ينتقل منها إلى ذواتها، فإذا عرفت هذا فالنور الأصفر عبارة عن العبادة ونورها كما هو المجرب في الرؤيا، فإنه كثيراً ما يرى الرائي الصفرة في المنام فتيسر له بعد ذلك عبادة يفرح بها، وكما هو المعاين في جباه المتهجدين، وقد ورد في الخبر في شأنهم أنه ألبسهم الله من نوره لما خلوا به، والنور الأبيض: العلم لأنّه منشأ للظهور وقد جرب في المنام أيضا، والنور الأحمر: المحبة كما هو المشاهد في وجوه المحبين عند طغيان المحبة وقد جرب في الأحلام أيضاً والنور الأخضر المعرفة كما تشهد به الرؤيا ويناسبه هذا الخبر لأنّهعليه‌السلام في مقام غاية العرفان كانت رجلاًه في خضرة، ولعلهمعليه‌السلام إنما عبروا عن تلك المعاني على تقدير كونها مرادة بهذه التعبيرات لقصور أفهامنا عن محض الحقيقة، كما تعرض على النفوس الناقصة من الرؤيا هذه الصور، ولأنا في منام طويل من الغفلة عن الحقائق كما قالعليه‌السلام : الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا، وهذه التأويلات غاية ما يصل إليه أفهامنا القاصرة، والله أعلم بمراد حججه وأوليائهعليه‌السلام .

الحديث الرابع: ضعيف، وعدم قدرتهم قد تبين بما مر مراراً من امتناع إدراك كنه ذاته وصفاته المقدسة، وغاية معرفة العارفين إقرارهم بالعجز عنها كما قال سيد العارفين: لا أحصي ثناءا عليك، أنت كما أثنيت على نفسك، وقال: ما عرفناك حق معرفتك.

٣٥٠

٥ - سهل، عن إبراهيم بن محمّد الهمذاني قال كتبت إلى الرجلعليه‌السلام أن من قبلنا من مواليك قد اختلفوا في التوحيد فمنهم من يقول جسم ومنهم من يقول صورة فكتبعليه‌السلام بخطه سبحان من لا يحد ولا يوصف( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) - أو قال( الْبَصِيرُ ) .

٦ - سهل، عن محمّد بن عيسى، عن إبراهيم، عن محمّد بن حكيم قال كتب أبو الحسن موسى بن جعفرعليه‌السلام إلى أبي أن الله أعلى وأجل وأعظم من أن يبلغ كنه صفته فصفوه بما وصف به نفسه وكفوا عمّا سوى ذلك.

٧ - سهل، عن السندي بن الربيع، عن ابن أبي عمير، عن حفص أخي مرازم، عن المفضل قال سألت أبا الحسنعليه‌السلام عن شيء من الصفة فقال لا تجاوز ما في القرآن.

٨ - سهل، عن محمّد بن علي القاساني قال كتبت إليهعليه‌السلام أن من قبلنا قد اختلفوا في التوحيد قال فكتبعليه‌السلام سبحان من لا يحد ولا يوصف( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ) .

________________________________________________________

الحديث الخامس: ضعيف.

قوله صورة: أي ذو صورة.

قولهعليه‌السلام لا يحد أي ذاته « ولا يوصف » أي لا يبلغ إلى كنه صفاته بل يعرف بأنه ليس كمثله شيء، فيسلب جميع صفات الممكنات ويثبت له السمع والبصر وسائر الصفات الكمالية على وجه لا يستلزم التشبيه، وقوله: أو قال، ترديد من بعض الرواة.

الحديث السادس: ضعيف ويدل على المنع من الخوض في كنه الصفات المقدسة.

الحديث السابع: ضعيف.

الحديث الثامن: ضعيف ومحمد بن علي القاساني لعله علي بن محمد، فصحف وعلي من أصحاب الهاديعليه‌السلام .

٣٥١

٩ - سهل، عن بشر بن بشار النيسابوري قال كتبت إلى الرجلعليه‌السلام أن من قبلنا قد اختلفوا في التوحيد فمنهم من يقول هو جسم ومنهم من يقول هو صورة فكتب إلي سبحان من لا يحد ولا يوصف ولا يشبهه شيء و( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ) .

١٠ - سهل قال كتبت إلى أبي محمّدعليه‌السلام سنة خمس وخمسين ومائتين قد اختلف يا سيدي أصحابنا في التوحيد منهم من يقول هو جسم ومنهم من يقول هو صورة فإن رأيت يا سيدي أن تعلمني من ذلك ما أقف عليه ولا أجوزه فعلت متطولا على عبدك فوقع بخطهعليه‌السلام سألت عن التوحيد وهذا عنكم معزول الله واحد أحد( لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ ) خالق وليس بمخلوق يخلق تبارك وتعالى ما يشاء من الأجسام وغير ذلك وليس بجسم ويصور ما يشاء وليس بصورة جل ثناؤه وتقدست أسماؤه أن يكون له شبه هو لا غيره( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ) .

________________________________________________________

الحديث التاسع: ضعيف.

قولهعليه‌السلام ولا يوصف: أي بالكنه أو بصفات الممكنات.

الحديث العاشر: ضعيف.

قوله: وهذا عنكم معزول، أي لستم مكلفين بأن تخوضوا فيه بعقولكم، بل اعتقدوا ما نزل الله تعالى إليكم من صفاته، أو ليس لكم السؤال بل بين الله تعالى لكم، والأول أظهر، « الله » مستجمع للصفات الكمالية الثبوتية « واحد » يدل على الصفات السلبية « أحد » أي لا شريك له « يخلق تبارك وتعالى ما يشاء » قيل إشارة إلى نفي كونه تعالى جسما بالبرهان إذ قد ثبت وتحقق في موضعه أن العلة الموجدة ومعلولها لا يجوز أن يكونا من نوع واحد، وإلا لزم أن يكون الشيء علة لنفسه وأيضا وجود العلة الموجدة أقوى وأشد من وجود المجعول، والتفاوت بالشدة والضعف في الوجودات يستلزم الاختلاف في المهيات، فظهر أن خالق الأجسام يمتنع أن يكون

٣٥٢

١١ - محمّد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن حماد بن عيسى، عن ربعي بن عبد الله، عن الفضيل بن يسار قال سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول إنّ الله لا يوصف وكيف يوصف وقد قال في كتابه -( وَما قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ ) فلا يوصف بقدر إلا كان أعظم من ذلك.

١٢ - علي بن محمد، عن سهل بن زياد وعن غيره، عن محمّد بن سليمان، عن علي بن إبراهيم، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال قال إنّ الله عظيم رفيع لا يقدر العباد على صفته ولا يبلغون كنه عظمته( لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ) ولا يوصف بكيف ولا أين وحيث وكيف أصفه بالكيف وهو الّذي كيف الكيف حتّى صار كيفا فعرفت الكيف بما كيف لنا من الكيف - أم كيف أصفه بأين وهو الّذي أين الأين حتّى صار أينا فعرفت الأين بما أين لنا من الأين أم كيف أصفه بحيث وهو الّذي حيث الحيث حتّى صار حيثاً فعرفت الحيث

________________________________________________________

جسما من الأجسام، وكذا مصور الصور يستحيل أن يكون صورة من نوعها.

الحديث الحادي عشر: مجهول كالصحيح.

قوله( وَما قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ ) (١) أي ما عظموا الله حق تعظيمه فلا يوصف بقدر ولا يعظم تعظيما إلا وكان أعظم من ذلك.

الحديث الثاني عشر: ضعيف.

قوله « عظيم » أي عظيم الذات « رفيع » من جهة الصفات، لا تبلغ العقول إليهما أو الرفيع بيان لأنّ العظمة من حيث الرفعة المعنوية.

قوله: حتّى صار كيفا أي هو موجد الكيف ومحقق حقيقته في موضوعه حتّى صار كيفا له.

قوله: أم كيف أصفه بأين، المراد به كون الشيء في المكان أو الهيئة الحاصلة للمتمكن باعتبار كونه في المكان، وحيث اسم للمكان للشيء.

__________________

(١) سورة الأنعام: ٩١.

٣٥٣

بما حيث لنا من الحيث فالله تبارك وتعالى داخل في كلّ مكان وخارج من كلّ شيء( لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصارَ ) لا إله إلا هو العلي العظيم( وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ) .

________________________________________________________

قوله: لا تدركه الأبصار، دليل على نفي التمكن في المكان فإن كلّ متمكن في المكان مما يصح عليه الإدراك بالأوهام، وقوله: وهو يدرك الأبصار، على شهوده عقلاً وحضوره علماً، وقوله: لا إله إلا هو العلي العظيم، على عدم كونه داخلا في شيء دخول الجزء العقلي والخارجي فيه، وقوله: وهو اللطيف الخبير، يدل على جميع ذلك.

انتهى الجزء الأول حسب تجزئتنا من هذه الطبعة ويليه الجزء الثاني إنشاء الله تعالى وأو له « باب النهي عن الجسم والصورة ».

وقد تم بحمد الله وتوفيقه تصحيحا وتعليقاً في ٨ رمضان المبارك من سنة ١٣٩٣.

وأنا العبد المذنب الفاني:

السيد هاشم الرسولي المحلاتي

٣٥٤

الفهرست

رقم الصفحة

العنوان

عدد الأحاديث

٢

خطبة الكتاب

٢٥

كتاب العقل والجهل

٣٤

كتاب فضل العلم

٩٨

فرض العلم ووجوب طلبه والحث عليه

٩

١٠٢

صفة العلم وفضله وفضل العلماء

٩

١٠٩

أصناف الناس

٤

١١١

ثواب العالم والمتعلم

٦

١١٨

صفة العلماء

٧

١٢٣

حق العالم

١

١٢٤

فقد العلماء

٦

١٢٧

مجالسة العلماء وصحبتهم

٥

١٢٩

سؤال العالم وتذاكره

٩

١٣٣

بذل العلم

٤

١٣٦

النهي عن القول بغير علم

٩

١٤٠

من عمل بغير علم

٣

١٤٢

استعمال العلم

٧

١٤٧

المستأكل بعلمه والمباهي به

٦

١٥١

لزوم الحجة على العالم وتشديد الأمر عليه

٤

١٥٤

النوادر

١٥

١٧٣

رواية الكتب والحديث وفضل الكتابة والتمسك بالكتب

١٥

٣٥٥

رقم الصفحة

العنوان

عدد الأحاديث

١٨٣

التقليد

٣

١٨٥

البدع والرأي والمقاييس

٢٢

٢٠٢

الرد إلى الكتاب والسنة وأنه ليس شيء من الحلال والحرام وجميع ما يحتاج الناس إليه إلا وقد جاء فيه كتاب أو سنة

١٠

٢١٠

اختلاف الحديث

١٠

٢٢٧

الأخذ بالسنة وشواهد الكتاب

١٢

كتاب التوحيد

٢٣٥

حدوث العالم وإثبات المحدث

٦

٢٨٠

إطلاق القول بأنه شيء

٧

٢٩٤

أنه لا يعرف إلا به

٣

٣٠١

أدنى المعرفة

٣

٣٠٣

المعبود

٣

٣٠٦

الكون والمكان

٨

٣١٦

النسبة

٣

٣٢١

النهي عن الكلام في الكيفية

١٠

٣٢٧

في إبطال الرؤية

١٢

٣٤٥

النهي عن الصفة بغير ما وصف به نفسه تعالى

١٢

٣٥٦

الفهرس

كتاب العقل والجهل. ٢٥

كتاب فضل العلم. ٩٨

باب فرض العلم ووجوب طلبه والحث عليه ٩٨

باب صفة العلم وفضله وفضل العلماء. ١٠٢

باب أصناف الناس. ١٠٩

باب ثواب العالم والمتعلم. ١١١

باب صفة العلماء ١١٨

باب حق العالم. ١٢٣

باب فقد العلماء ١٢٤

باب مجالسة العلماء وصحبتهم. ١٢٧

باب سؤال العالم وتذاكره ١٢٩

باب بذل العلم. ١٣٣

باب النهي عن القول بغير علم. ١٣٦

باب من عمل بغير علم. ١٤٠

باب استعمال العلم. ١٤٢

باب المستأكل بعلمه والمباهي به ١٤٧

باب لزوم الحجة على العالم وتشديد الأمر عليه ١٥١

باب النوادر ١٥٤

باب رواية الكتب والحديث وفضل الكتابة والتمسك بالكتب.. ١٧٣

باب التقليد. ١٨٣

باب البدع والرأي والمقاييس.. ١٨٥

باب الرد إلى الكتاب والسنة وأنه ليس شيء من الحلال والحرام وجميع ما يحتاج الناس إليه إلا وقد جاء فيه كتاب أو سنة ٢٠٢

باب اختلاف الحديث.. ٢١٠

باب الأخذ بالسنة وشواهد الكتاب.. ٢٢٧

٣٥٧

كتاب التوحيد. ٢٣٤

باب حدوث العالم وإثبات المحدث.. ٢٣٥

باب إطلاق القول بأنه شيء ٢٨٠

باب أنه لا يعرف إلا به ٢٩٤

باب أدنى المعرفة ٣٠١

باب المعبود ٣٠٣

باب الكون والمكان. ٣٠٦

باب النسبة ٣١٦

باب النهي عن الكلام في الكيفية ٣٢١

باب في إبطال الرؤية ٣٢٧

باب النهي عن الصفة بغير ما وصف به نفسه جل وتعالى. ٣٤٥

الفهرست.. ٣٥٥

٣٥٨