آراء علماء المسلمين في التقية والصحابة وصيانة القرآن الكريم

آراء علماء المسلمين في التقية والصحابة وصيانة القرآن الكريم0%

آراء علماء المسلمين في التقية والصحابة وصيانة القرآن الكريم مؤلف:
تصنيف: كتب متنوعة
الصفحات: 250

آراء علماء المسلمين في التقية والصحابة وصيانة القرآن الكريم

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: السيد مرتضى الرضوي
تصنيف: الصفحات: 250
المشاهدات: 19712
تحميل: 6590

توضيحات:

بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 250 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 19712 / تحميل: 6590
الحجم الحجم الحجم
آراء علماء المسلمين في التقية والصحابة وصيانة القرآن الكريم

آراء علماء المسلمين في التقية والصحابة وصيانة القرآن الكريم

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

أمر عمر بن الخطاب منادياً فنادى: إنَّ الصلاة جامعة، ثمَّ صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثمَّ قال:

يا أيُّها الناس لا تجزعنَّ مِن آية الرجم؛ فإنَّها آية نزلت في كتاب الله وقرأناها، ولكنَّها ذهبت في قرآن كثير ذهب مع محمد، وآية ذلك أنَّ النبي (صلّى الله عليه وسلم) قد رجم، وأنَّ أبا بكر قد رجم، ورجمت بعدهما وإنَّه سيجيء قوم مِن هذه الأمَّة يكذبون بالرجم. (الدرُّ المنثور في التفسير بالمأثور 5/179).

وقال العلاَّمة الكبير الشيخ أبو ريَّة (طاب ثراه):

ولم يقف فعل الرواية عند ذلك، بلْ تمادت إلى ما هو أخطر مِن ذلك، حتَّى زعمت أنَّ في القرآن نقصاً، ولحناً وغير ذلك ممَّا أورد في كتب السنَّة، ولو شئنا أنْ نأتي به كلِّه هنا لطال الكلام - ولكنَّا نكتفي بمثالين ممَّا قالوه في نقص القرآن، ولم نأت بهما مِن كتب السنَّة العامَّة بلْ ممَّا حمله: الصحيحان، ورواه الشيخان: البخاري، ومسلم.

أخرج البخاري وغيره عن عمر بن الخطاب أنَّه قال - وهو على المنبر:

إنَّ الله بعث محمّداً بالحقِّ نبيِّاً، وأنزل عليه الكتاب فكان ممَّا أنزل آية الرَّجم، فقرأناها وعقلناها ووعيناها. رجم رسول الله (ص) ورجمنا بعده، فأخشى إنْ طال بالناس زمان أنْ يقول قائل: ما نجد آية الرجم في كتاب الله فيضلُّ بترك فريضة أنزلها الله، والرجم في كتاب الله حقٌّ على مَن زنى إذا أُحصن مِن الرجال والنساء.

ثمَّ إنَّا كنَّا نقرأ فيما يقرأ في كتاب الله، ألا ترغبوا عن آبائكم فإنَّه كفر بكم أنْ ترغبوا عن آبائكم.

وأخرج مسلم عن أبي الأسود عن أبيه قال: بعث أبو موسى

٢٤١

الأشعري، إلى قرَّاء أهل البصرة فدخل عليه ثلاثمائة رجل قد قرأوا القرآن فقال:

أنتم خيار أهل البصرة، وقراؤهم، ولا يطولنَّ عليكم الأمد فتقسو قلوبكم كما قست قلوب مَن كان قبلكم، وإنَّا كنَّا نقرأ سورة كنَّا نُشبِّهها في الطول، والشدَّة ببراءة فأنسيتها غير أنِّي قد حفظت منها: (لو كان لابن آدم واديان مِن مال لابتغى وادياً ثالثاً، ولا يملأ جوف ابن آدم إلاَّ التراب) وكنَّا نقرأ سورة كنَّا نُشبِّهها بإحدى المُسبَّحات فأنسيتها غير أنِّي حفظت منها:

(يا أيُّها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون فتُكتب شهادة في أعناقكم فتسألون عنها يوم القيامة).

نجتزئ بما أوردنا وهو كافٍ هنا لبيان كيف تفعل الرواية حتَّى في الكتاب الأول للمسلمين، وهو القرآن الكريم! ولا ندري كيف تذهب هذه الروايات التي تفصح بأنَّ القرآن فيه نقص، وتحمل مثل هذه المطاعن مع قول الله سبحانه:

( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ) وأيُّهما نصدق؟!

اللهمَّ إنَّ هذا أمر عجيب يجب أنْ يتدبَّره أولو الألباب. (أضواء على السنَّة المحمدية ص 256، 257 الطبعة الثالثة لدار المعارف بمصر).

٢٤٢

٢٤٣

كلمة الختام:

وها نحن أُولاء قد أوردنا في هذا البحث الوجيز، نُبذة مِن آراء علمائنا الأعلام (الشيعة الإمامية) مِن القرن الثالث الهجري حتَّى العصر الحاضر(القرن الخامس عشر)، وإنَّهم جميعاً ينفون تحريف القرآن الكريم ولا يعترفون بزيادة فيه أو بنقصان.

فيلزم على علماء السنَّة - كذلك - أنْ لا يعترفوا بصحَّة الأحاديث الواردة في صحاحهم، ومسانيدهم والتي تُثبت تحريف القرآن الكريم عندهم.

فالواجب يُحتِّم علينا جميعاً تنزيه القرآن الكريم مِن هذه المطاعن، أنْ نضرب بمثل هذه الأحاديث عرض الجدار لمخالفتها لنصِّ القرآن الكريم، قال الله تعالى: ( لاَ يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ) .

( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ) .

وممَّا هو محفوظ منه: الزيادة، والنقصان.

وقد ألزمنا أئمَّتنا الأطهار أهل بيت الرسول الأكرم المختار (عليهم

٢٤٤

أفضل الصلاة وأتمُّ السلام) بالعمل بهذا القرآن العظيم، المتداول بأيدينا وأيدي جميع المسلمين، في شرق الأرض وغربها؛ لأنَّ ما بين الدفَّتين كلَّه كلام الله تعالى ربِّ العالمين وهو: القرآن وليس غيره.

وأكثر مِن ذلك... فقد ألزمنا الأئمَّة الاثنا عشر أوصياء الرسول الأكرم (صلّى الله عليه وآله وسلم) بعرض الأحاديث المروية عنهم (عليهم السلام) على القرآن الكريم، فإنْ كانت موافقة للقرآن فإنَّها منهم، وإنْ كانت مخالفة له فإنَّها ليست منهم، ويجب تركها وعدم الاهتمام بها، وضربها عرض الجدار.

هكذا وبهذه الصراحة، والعمل جارٍ على هذا المنهاج.

فإذاً؛ يجب على علماء المسلمين الغيارى كافَّة في جميع الأقطار الإسلامية، أنْ يشكِّلوا لجاناً خاصة لمراجعة أمثال هذه الأحاديث المذكورة، والمتكرِّرة في الصحاح الستَّة والمسانيد، والتي تُثبت تحريف القرآن الكريم بالزيادة والنقصان، لتحقيق متونها والبحث عن سلسلة رواتها (1) كيلا يتسنَّى للمُنحرفين (عملاء الاستعمار) أنْ يصلوا إلى أهدافهم الدنيئة مِن هذا الطريق، وإلى غايتهم المشؤومة مِن الطعن في الإسلام.

والاستعمار يُهمُّه دائماً نشر هذه الأحاديث؛ لأنَّها تشوِّه سمعة الإسلام وتشغل المسلمين بأنفسهم بتفريق كلمتهم، وتشتيت شملهم!!

والأمل مِن أمَّة الإسلام أنْ تعي، ورجال الحكم الغيارى أنْ

____________________

(1) قبل نصف قرن تقريباً، قامت دار الكتب المصرية بالقاهرة بمديرية الأستاذ علي فكري للدار، لمراجعة الكتب التي يشمُّ منها التأييد للشيعة الإمامية، أو لأهل البيت الأطهار (عليهم السلام) فكانت اللجنة تحذف ذلك الكلام كلَّه، وتختم الكتاب بالعبارة الآتية: راجعته اللجنة المغيِّرة للكتب بتوقيع رئيس اللجنة علي فكري.

٢٤٥

يتيقَّظوا مِن هذا السُّبات العميق، ويكونوا وحدة متماسكة مع جميع مسلمي العالم؛ كي لا يوفَّق الاستعمار لنيل أغراضه الخبيثة، وغاياته الدنيئة.

وفي الآونة الأخيرة، عندما شاهد الاستعمار صولة الإسلام ورقيِّه في بناء صرح الجمهورية الإسلامية في إيران، أوحى إلى عملائه، وأذنابه - في الشرق الأوسط وخاصة في هذا العصر - أمثال:

إبراهيم الجبهان، إحسان الهي ظهير الباكستاني، عبد الله محمد الغريب، محمد عبد الستار التولستوي...، أبو الحسن الندوي، محمد أحمد التركماني ومَن لفَّ لفَّهم (1) فاشترى منهم ما تبقَّى مِن دينهم، وضمائرهم، بثمن بخس لبثِّ السّموم ونشرها على مستوى عالمي، قال الله تعالى:

( أُوْلَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرُوُاْ الضَّلاَلَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَت تِّجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ ) . البقرة: 16.

( وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءنَا فَأَضَلُّونَا السبيلا ) . الأحزاب: 67.

( ... أُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الُّدنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ) . التوبة: 69.

( ... وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيّاً مِّن دُونِ اللّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَاناً مُّبِيناً ) . النساء: 119.

ليشنُّوا الأكاذيب، والافتراءآت، ويُلصقوا التُّهم الرّخيصة بنشر مقالة في صحيفة أو مجلَّة، أو كرَّاس، أو تأليف كتيِّب، أو كتاب ضدَّ

____________________

(1) راجع بداية هذا الكتاب تجد عدداً غير قليل منهم.

٢٤٦

الطائفة المسلمة (الشيعة الإمامية) وليتسنَّى لهم بذلك ضرب المسلمين بعضهم ببعض، وما هي إلاَّ دسيسة يقوم بها المستعمر الكافر.

فهل تعي أُمَّة الإسلام، وتستيقظ مِن هذا السُّبات العميق؛ كي لا يوفَّق الاستعمار لبلوغ أغراضه، ولا تُحقِّق له غايته المشؤومة التي تهدف إلى السيطرة على بلاد الإسلام، وليستعيد المسلمون قوَّتهم، ومجدهم ونشاطهم.

هذا وليعلم الأفَّاكون والمضلِّلون، والذين يسعون في نشر هذه السُّموم ضدّ هذه الطائفة (الشيعة الإمامية) أنَّ هذا لا يضيرهم بشيء؛ لأنَّ الله تعالى وعد المؤمنين المجاهدين في سبيله بالنّصر فقال عزّ مِن قائل:

( إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا... ) ( ... وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ... ) ( ... وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ) صدق الله العليُّ العظيم.

وفي ختام هذا الكتاب نسأل الله أنْ يخلص لنا النيَّات ويوفِّقنا للقيام بما يحبُّ ويرضى إنَّه سميع الدعاء قريب مجيب.

ربَّنا عليك توكَّلنا، وإليك أنبنا وإليك المصير.

بيروت - لبنان

السيِّد مرتضى الرضوي

٢٤٧

آثار المؤلِّف

1- مع رجال الفكر في القاهرة، الطبعة الرابعة في ثلاث حلقات طبع القاهرة.

2- في سبيل الوحدة الإسلامية، الطبعة السابعة.

3 - بامردان انديشه در قاهرة، الطبعة الأُولى، جمهورية إيران الإسلامية - طهران.

4 - صفحة عن آل سعود الوهابيين، الطبعة الأُولى.

5 - صفحة عن آل سعود الوهابيين، الطبعة الثانية بزيادة.

6 - آراء علماء المسلمين وهو هذا الكتاب الذي بين يديك.

تحت الطبع

1- الشيعة الإمامية والصحابة.

2 - آراء المُعاصرين حول آثار الإمامية.

4 - بضعة المصطفى، يتضمَّن سيرتها في حياة أبيها وبعده (مخطوط).

5 - محاورة حول الإمامية والخلافة بين عباس وعلوي المشهور في أكثر مِن مئتي صفحة.

٢٤٨

كتب راجعها المؤلِّف وعلَّق عليها وطُبعت

1 - دلائل الصدق في علم الكلام، الطبعة الثالثة، طبعة القاهرة.

2 - وسائل الشيعة ومستدركاتها، الطبعة الثالثة، صدر منها خمسة أجزاء بمصر.

3 - الشيعة الإمامية، الطبعة الثالثة في مصر.

4 - الشيعة وفنون الإسلام.

5 - علي ومناوئوه.

6 - مع الخطيب في خطوطه العريضة.

7 - نظرت في الكتب، الطبعة الثالثة للدكتور حفني داود طبعت بمصر.

8 - تحت راية الحق، الطبعة الرابعة للدكتور حفني داود طبعت بمصر.

9 - مِن وحي الأخلاق، الطبعة الأُولى، السيد مصطفى اعتماد الموسوي.

10 - الروائع المختارة، مِن خُطب الإمام الحسن السبط.

٢٤٩

الفهرس

آيات مِن الذكر الحكيم .5

كلمة المؤلِّف ..7

نُبذة مِن مُعتقدات الشيعة الأماميّة 12

تسمية الشيعة بشيعة أهل البيت ..16

تسمية السنَّة بأهل السنَّة والجماعة 28

تمهيد .29

التقيَّة عند الشيعة الإماميَّة 31

التقيَّة في نظر علماء السنَّة 37

عقيدة الشيعة الإمامية في الصحابة 45

تمهيد .45

صيانة القرآن من التحريف ..147

روايات العامَّة حول تحريف القرآن الكريم .183

الآيات القرآنية المحرَّفة في بعض كتب العامَّة مرتَّبة على حروف المعجم .185

نبذ مِن الأحاديث الواردة في تحريف القرآن مُلتقطة مِن صحاح العامَّة ومسانيدهم .186

2 نُبَذ مِن الأحاديث الواردة في تحريف القرآن مُلتقطة مِن صحاح العامَّة ومسانيدهم .208

آثار المؤلِّف ..248

٢٥٠