مستدرك الوسائل خاتمة 7 الجزء ٢٥

مستدرك الوسائل خاتمة 713%

مستدرك الوسائل خاتمة 7 مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 460

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧
  • البداية
  • السابق
  • 460 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 274798 / تحميل: 5626
الحجم الحجم الحجم
مستدرك الوسائل خاتمة 7

مستدرك الوسائل خاتمة ٧ الجزء ٢٥

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

[١٩١] إسماعيل الصّاحب بن أبي الحسن عَبّاد بن عَبّاد بن عَبّاد بن أحمد بن إدريس الطالِقاني، كافي الكُفاة:

الذي ألّف لأجله الصدوقُ العيونَ، والفاضل الحسن بن محمّد القُمّي كتابَ قُمّ، وذكر في أوّله من فضائله ومناقبه وعلمه وتقواه وورعه وسداده وكرمه وإحسانه، وتعظيمه للسادة العلوية، وإكرامهم وسدّ خلّتهم، ولَمّ شَعَثهم، شطراً وافياً. وقد نقلنا في ترجمة عبد العظيم الحسني(١) رسالة له في أحواله، وفيها من الدلالة على إماميته ما لا يخفى على ذي مُسْكة.

ويروي عنه: الشيخ الجليل جعفر بن أحمد القُميّ في كتاب المـُسَلسلات(٢) ، إلاّ أنّه مع ذلك وقع إلينا منه رسالة الإبانة في مذهب العدلية؛ قال في أواخرها: وزعمت العثمانية، وطوائف الناصبيّة أنّ أمير المؤمنينعليه‌السلام مفضولٌ في أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم غير فاضل! واستدلّت بأن أبا بكر وعمر وليا عليه.

وقالت الشيعة العدلية: ثم ذكر ما يقتضي أفضليّتهعليه‌السلام .

ثم قال: وذهبت طائفة من الشيعة أنّ علياًعليه‌السلام كان في تقيّة، فلذلك ترك الدعوة(٣) إلى نفسه، وزعمت أنّ عليه نصّاً جليّا لا يحتمل التّأويل.

وقالت العدليّة: هذا فاسد، كيف تكون عليه التقية في إقامة الحقّ، وهو سيّد بني هاشم؟ وهذا سعد بن عبادة نابذ المهاجرين، وفارق

__________________

(١) تقدمت ترجمته في الفائدة الخامسة في شرح حال الطريق رقم [١٧٣]، فراجع.

(٢) المسلسلات: ١٠٩ ضمن مجموعة جامع الأحاديث.

(٣) استظهر الناسخ الشيخ آقا بزرك على المصنف لفظة (الدعوة) الواردة في سياق الكلام لسقوطها من قلمه سهواً، وقد يكون الاستظهار من المصنف على كلام الصاحب بن عباد حيث كتب فوقها رمز الاستظهار، فلاحظ.

١٦١

الأنصار، لم يخش مانعاً ودافعاً، وخرج إلى حَوْران ولم يبايع، ولو جاز خفاء النص الجلي عن(١) الإمامة(٢) فهو(٣) أعلى الأُمور لجاز أنْ ينكتم صلاة سادسة، وشهر يصام فيه غير شهر رمضان فرضاً، وكلّما أجمع عليه الأُمة من أمر الأئمة الذين قاموا بالحق وحكموا بالعدل صواب(٤) ، انتهى.

وهذا صريح في مذهب الاعتزال، ومن هنا عدّه السيّد رضي الدين علي ابن طاوس في كتاب فرج المهموم من المعتزلة(٥) . إلاّ أنْ يقال مضافاً إلى عدم مقطوعية نسبة الكتاب إليه -: إنّه كان كذلك ثم رجع، أو خرج مخرج التَّقية، والله العالم.

[١٩٢] إسماعيل بن عباد القَصْري:

يروي عنه في الصحيح -: عبد الله بن المغيرة، في التهذيب، في

__________________

(١) في (الحجرية) وفوق لفظة (عن) كُتِب: يحتمل على.

(٢) في (الأصل) و (الحجرية) كتب أسفل لفظة (فهو): وهو ظاهراً.

(٣) في (الأصل) و (الحجرية) كتب أسفل لفظة (فهو): وهو ظاهراً.

(٤) رسالة الإبانة في مذهب العدل (مطبوع) لم يقع بأيدينا.

(٥) فرج المهموم: ١٧٧، ومما يؤيد اعتزال الصاحب بن عباد قوله في ديوانه صحيفة: ٣٩.

قَالتْ: فَما اخترتَ مِنْ دينٍ تفوز به

فقلتُ: إني شيعيٌّ ومُعْتَزِلي

وقوله أيضاً في وصف قصيدة قالها في مدح علي عليه‌السلام صحيفة: ١٦٢ من الديوان:

أهْدى ابنُ عبّادٍ إليهِ هذهِ

غرّاءَ لَم يُفْطِنْ لَها شِيعِيُ

يرجُو بِهَا حُسْنَ الشّفَاعَةِ عِنْدهُ

حَسِنُ الوَلَاءِ مُوحدٌ عَدْلِيُ

كما أن للصاحب بن عباد كتاب مطبوعاً اسمه: التذكرة في الأُصول الخمسة، كما جاء في مقدمة تحقيق ديوانه صحيفة: ١٠، على أن هذا لا يمنع من رجوعه عن الاعتزال إلى التشيع كما يظهر من كلمات علماء الشيعة، وهو رأي المصنف أيضاً، وقد يؤيده إلى حد ما كلام الشيخ الصدوق قدس‌سره في بيانه سبب تأليف كتاب عيون أخبار الرضا عليه‌السلام في ديباجة الكتاب، فراجع.

١٦٢

باب القبلة(١) . والحسين بن سعيد، فيه، فيه(٢) .

وقال أبو عمرو الكشّي: قال الفضل بن شاذان: كنت في قطيعة الربيع في مسجد الربيع(٣) اقرأ على مقرئ يقال له: إسماعيل بن عباد(٤) .

واستظهر في التعليقة كونه القصري(٥) .

[١٩٣] إسماعيل بن عبد الحميد الكوفي:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٦) .

[١٩٤] إسماعيل بن عبد الرحمن السندي(٧) :

أبو محمّد، القرشي، المفسّر، الكوفي، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٨) .

__________________

(١) تهذيب الأحكام ٢: ٤٥ / ١٤٤.

(٢) تهذيب الأحكام ٢: ٤٥ / ١٤٥.

(٣) قطيعة الربيع ذكرها الحموي في معجم البلدان، قال: « قطيعة الربيع، وهي منسوبة إلى الربيع بن يونس حاجب المنصور ومولاه، وهو والد الفضل وزير المنصور وكانت قطيعة الربيع بالكرخ مزارع الناس من قرية يقال لها بياوري من أعمال بادوريا » معجم البلدان ٤: ٣٧٧.

قلت: وضياع بادوريا يسقيها نهر الصراة الأيسر الذي يقترب من باب الكوفة منحرفاً حول سور المدينة وماراً بباب البصرة حتى يصب في نهر دجلة، كما في (الشيخ الكليني البغدادي وكتابه الكافي الفروع): ٨٢.

أما عن مسجد الربيع فقد ورد في المصدر باسم آخر، وهو مسجد الزيتونة، إلاّ أن النجاشي نقله عنه باسم مسجد الربيع، ولعلهما واحدٌ، هذا ولم نجد لمسجد الربيع أو الزيتونة ذكراً في مساجد بغداد المذكورة في كتاب المنتظم، وتاريخ بغداد، والكامل، فلاحظ.

(٤) رجال الكشّي ٢: ٨٠١ / ٩٩٣، وطبع مشهد: ٥١٥ / ٩٩٣.

(٥) تعليقة الوحيد على منهج المقال: ٦١ ٦٢.

(٦) رجال الشيخ: ١٤٧ / ٩٩.

(٧) كتب فوق لقب (السندي) في (الأصل) و (الحجرية): « السدي نسخة بدل ».

والصحيح ما في نسخة البدل، لشهرة إسماعيل بن عبد الله المفسر يلقب « السدي » لا « السندي ».

(٨) رجال الشيخ: ١٤٨ / ١٠٥.

١٦٣

[١٩٥] إسماعيل بن عبد الرحمن الجَرْمي الكوفي:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (١) .

[١٩٦] إسماعيل بن عبد العزيز:

أبو إسرائيل الملاشي(٢) الكوفي، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٣) .

[١٩٧] إسماعيل بن عبد العزيز الأُمَوي الكوفي:

يروي عنه: الحسن بن علي(٤) والظاهر أنه ابن فضال وإبراهيم بن هاشم(٥) .

[١٩٨] إسماعيل بن عبد الله الأعْمش الكوفي:

روى عنه: ابن أبي عمير(٦) ، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٧) .

[١٩٩] إسماعيل بن عبد الله الحارِثي الكوفي:

أسْنَدَ عنْهُ، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٨) .

[٢٠٠] إسماعيل بن عبد الله الرَّمّاح الكوفي:

روى عنه: أبان بن عثمان(٩) ، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (١٠) .

__________________

(١) رجال الشيخ: ١٤٧ / ١٠٢.

(٢) في (الأصل) و (الحجرية): « نسخة بدل: الملاغي ».

والصحيح لا هذا ولا ذاك، بل الملاّئي، راجع معجم رجال الحديث ٣: ١٥١.

(٣) رجال الشيخ: ١٤٧ / ١٠٣ وفيه: الملاّئي.

(٤) الكافي ٣: ٥٦ / ٣.

(٥) الكافي ٣: ٥٦٢ / ١٠.

(٦) رجال الشيخ: ١٤٧ / ١٠١.

(٧) رجال الشيخ: ١٤٧ / ١٠١.

(٨) رجال الشيخ: ١٤٨ / ١١٠.

(٩) رجال الشيخ: ١٤٧ / ١٠٠.

(١٠) رجال الشيخ: ١٤٧ / ١٠٠.

١٦٤

[٢٠١] إسماعيل بن عبد الله بن محمّد بن علي بن الحسين بن علي ابن أبي طالبعليه‌السلام :

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (١) .

[٢٠٢] إسماعيل بن علي المـَسَلي أبو عبد الرحمن:

أسْنَد عنْهُ، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٢) .

[٢٠٣] إسماعيل بن علي الهَمْداني:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٣) .

[٢٠٤] إسماعيل بن عمر بن أبان الكَلْبِي:

يروي عنه: أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطي في الكافي، في باب أكثر ما تلد المرأة، في كتاب العقيقة(٤) . وفي باب اختلاط الميتة بالمذكى، في كتاب الذبائح(٥) . وفي التهذيب في باب الصيد والذكاة(٦) وأبو نعيم أحمد بن ميثم(٧) . ومحمّد بن عيسى(٨) .

[٢٠٥] إسماعيل بن عيسى:

ذكرنا مدائحه في (لد)(٩) في شرح المشيخة.

__________________

(١) رجال الشيخ: ١٤٦ / ٨١.

(٢) رجال الشيخ: ١٤٨ / ١١٢.

(٣) رجال الشيخ: ١٤٨ / ١١٦.

(٤) الكافي ٦: ١٦ / ١.

(٥) الكافي ٦: ٢٦١ / ١.

(٦) تهذيب الأحكام ٩: ٤٨ / ٢٠٠.

(٧) رجال النجاشي: ٢٨ / ٥٥.

(٨) تهذيب الأحكام ٧: ٤٣ / ١٨٦.

(٩) تقدمة بشرح حال الطريق رقم [٣٤] في الفائدة الخامسة.

١٦٥

[٢٠٦] إسماعيل بن قُتَيبة:

يروي عنه: يعقوب بن يزيد(١) ، وعلي بن سيف بن عميرة(٢) .

[٢٠٧] إسماعيل بن قُدامة بن حماطة(٣) الضبي الكوفي:

أسْنَد عَنْهُ، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٤) .

[٢٠٨] إسماعيل بن كثير البَكري القَيْسي الكوفي، أبو الوليد:

أسند عنْهُ، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٥) .

[٢٠٩] إسماعيل بن كثير السَّلَمي الكوفي:

أسند عنه، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٦) يروي عنه: يونس بن عبد الرحمن في التهذيب، في باب الزيادات، في الحدود(٧) . وفيه: كثير بن سالم(٨) .

[٢١٠] إسماعيل بن كثير العجْلي الكوفي، أبو عمر:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٩) .

[٢١١] إسماعيل بن محمّد الخزاعي:

(١٠) يروي عنه: جعفر بن بشير في الكافي، في باب أنه من عرف إمامه

__________________

(١) الكافي ٨ / ١٦٦ / ١٨٠، من الروضة.

(٢) الكافي ١: ١٠٨ / ٥.

(٣) في (الأصل) و (الحجرية): « حماط، نسخة بدل ».

(٤) رجال الشيخ: ١٤٧ / ٨٥.

(٥) رجال الشيخ: ١٤٨ / ١٢٣.

(٦) رجال الشيخ: ١٤٨ / ١٢١.

(٧) تهذيب الأحكام ١٠: ١٥٣ / ٦١١.

(٨) سراده: إسماعيل بن كثير بن سالم، ولكن في التهذيب: ابن سام مكان ابن سالم، والظاهر صحة ما في التهذيب، إذ المنقول عنه في كتب الرجال كذلك.

(٩) رجال الشيخ: ١٤٨ / ١٢٢.

(١٠) في (الأصل) و (الحجرية): « علي، نسخة بدل ».

١٦٦

لم يضرّه تَقَدَّم هذا الأمر أو تَأخَّرَ(١) .

[٢١٢] إسماعيل بن محمّد بن عبد الله بن علي بن الحسين:

يروي عنه: الجليل صاحب الأصل إبراهيم بن أبي البلاد، في الكافي، في باب الإشارة والنص على أبي جعفرعليه‌السلام (٢) .

[٢١٣] إسماعيل بن محمّد المِنْقري:

يروي عنه: ابن أبي عمير، في الكافي، في باب الحث على الطلب، في كتاب المعيشة(٣) . وفي التهذيب، في كتاب المكاسب(٤) . وعلي بن الحكم(٥) .

[٢١٤] إسماعيل بن محمّد المـُهْري الكوفي:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٦) .

[٢١٥] إسماعيل بن محمّد بن موسى بن سَلاّم:

يروي عنه: الحسين بن سعيد، وأحمد بن محمّد بن خالد(٧) .

[٢١٦] إسماعيل بن مسلم المـَكّي:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٨) .

[٢١٧] إسماعيل بن موسى بن جعفرعليهما‌السلام :

هو صاحب كتاب الجعفريات، ذكرنا فضائله، ومناقبه، واعتبار كتابه

__________________

(١) الكافي ١: ٤٧١ / ٤، وفيه: « إسماعيل بن محمّد الخزاعي »، والمنقول عنه في كتب الرجال كذلك، مما يدل على أن نسخة البدل المشار إليها في الهامش السابق، قد اشتبه ناسخها في اسم والد إسماعيل الخزاعي.

(٢) الكافي ١: ٢٤٢ / ١.

(٣) الكافي ٥: ٧٨ / ٧.

(٤) تهذيب الأحكام ٦: ٣٢٤ / ٨٩٢.

(٥) الكافي ٦: ٣٩٨ / ١٢ و ٦: ٢٦٦ / ٦، تهذيب الأحكام ٩: ٨٩ / ٣٧٨.

(٦) رجال الشيخ: ١٤٨ / ١١١.

(٧) الكافي ٢: ٣١١ / ٥.

(٨) رجال الشيخ: ١٤٧ / ٩٠.

١٦٧

هذا في أوّل الفائدة الثانية(١) .

[٢١٨] إسماعيل بن نَجِيح الرَّمَّاح:

يروي عنه: الجليل معاوية بن وهب، في الكافي، في باب النفر من مني(٢) .

[٢١٩] إسماعيل بن يحيى بن عمارة البكري الكوفي:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٣) .

[٢٢٠] إسماعيل بن يَسار النصري(٤) :

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٥) . يروي عنه: عبد الله بن المغيرة

__________________

(١) راجع الجزء الأول صحيفة: ١٥.

(٢) الكافي ٤: ٥٢٣ / ١٢.

(٣) رجال الشيخ: ١٤٨ / ١١٩.

(٤) اختلفوا في ضبط اسم والد إسماعيل مع نسبه. أما الاسم فالأشهر فيه ضبطه هو بالياء المثناة في تحت بعدها سين مهملة، أو بالعكس أي تقديم السين المهملة على الياء المثناة من تحت، فيقال: يَسَارُ، وسَيارُ كما قد تقلب السين المهملة في الأول إلى الشين المعجمة مع تغيير الياء المثناة من تحت إلى الباء الموحدة فيقال: بَشّارُ.

راجع: إيضاح الاشتباه: ٩٠، وضوابط الأسماء واللواحق: ٤٠ ونضد الإيضاح: ٦٢.

وأمّا النسب فقد اختلفوا كثيراً، فهو تارة بالصاد المهملة بعد النون أي: النصري كما في جامع الرواة ١: ١٠٥، وأُخرى بإبدال الصاد المهملة إلى ضاد معجمة أي: النضري كما في منهج المقال: ٦١، وأُخرى البصري بالباء الموحدة ثم الصاد المهملة كما في معجم رجال الحديث ٣: ١١٤، وفي نضد الإيضاح: ٦٢ احتمل اتحاد إسماعيل بن يسار الواسطي مع البصري، وقال في لسان الميزان ١: ٤٤٤ بعد ما ذكر مع إسماعيل بن يسار الهاشمي، كلا من البصري والواسطي: « وكأن الثلاثة واحد ».

هذا وفي النسخة (الحجرية) من خاتمة المستدرك قد ورد النسب بالقاف، أي: النقري، وكتب فوقه: النصري ظاهراً، أما في نسخة (الأصل) فيمكن أن يكون (النصري) بالصاد المهملة. أو (النعري) بالعين المهملة؛ لعدم وضوح رسم الحرف الثاني فيه، فلاحظ.

(٥) رجال الشيخ: ١٥٤ / ٢٤٤ وفيه: إسماعيل بن يسار، من غير وصف. ومثله في رجال البرقي: ٢٨

١٦٨

بتوسط معاوية بن عمار(١) ، وابن أبي عمير بواسطته(٢) ، وبلا واسطة في الكافي، في باب أن الخمر رأس كل إثم(٣) . والحكم بن مسكين(٤) .

[٢٢١] الأسود بن أبي الأسود اللَّيثي:

مولاهم، الكوفي، الحنّاط. من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٥) .

[٢٢٢] الأسْوَد بن العاصِم الهَمْداني:

كوفي، أسْنَد عنه، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٦) .

[٢٢٣] اسَيْد بن حبيب الجُهَنِي:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٧) .

[٢٢٤] اسَيْد بن شُبْرُمَة(٨) الحَارِثي الكوفي:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٩) .

[٢٢٥] اسَيْد بن صَفْوان:

في الكافي، في باب مولد أمير المؤمنينعليه‌السلام : عِدَّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن خالد البرقي، عن أحمد بن

__________________

(١) تهذيب الأحكام ٢: ٢٣٨ / ٩٤١.

(٢) الكافي ٤: ٦٣ / ٥.

(٣) الكافي ٦: ٤٠٢ / ١، وفيه إسماعيل بن بشار.

(٤) تهذيب الأحكام ٤: ١٩١ / ٥٤٣.

(٥) رجال الشيخ: ١٥٣ / ٢١٣.

(٦) رجال الشيخ: ١٥٣ / ٢١٤.

(٧) رجال الشيخ: ١٥٢ / ٢٠٩.

(٨) في (الأصل): شبرته. والظاهر اختلاف النسخ بضبطه كما سيأتي.

(٩) رجال الشيخ: ١٥٢ / ٢١٠ وفيه: بشير مكان شبرمة، وذكر في هامشه أنّه في نسخة: ابن شبرمة، ويظهر من معجم رجال الحديث ٣: ٢١٣ أنّه من نسخة اخرى: شبرته، إلاّ أنّ الأشهر هو ما في المتن، عن النسخة (الحجرية)، فلاحظ.

١٦٩

زيد النيسابوري، عن عمرو(١) بن إبراهيم الهاشمي، عن عبد الملك بن عمير(٢) ، عن أُسَيْد بن صفوان صاحب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: لمـّا كان اليوم الذي قبض فيه أمير المؤمنينعليه‌السلام ارتجّ الموضع بالبكاء، ودُهِش الناس كيوم قُبضَ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وجاء رجل باكياً وهو مسرع مسترجع، وهو يقول: اليوم انقطعت خلافة النبوة، حتى وقف على باب البيت الذي فيه أمير المؤمنينعليه‌السلام فقال: رحمك الله يا أبا الحسن، كُنت أوّل القوم إسلاماً. الزيارة، وبكى، وبكى أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ثم طلبوه فلم يصادفوه(٣) .

ومن المصائب الكادحة(٤) أن بعض من خالفنا أورد الزيارة لأبي بكر!! وأن علياًعليه‌السلام زاره بها.

فروي الخَطّابي في غريب الحديث، عن أحمد ابن الحسين التَّيْمي، عن محمّد بن إبراهيم بن سهل، عن أحمد بن مُصْعَب المِرْوَزِي، عن عُمَر بن إبراهيم، عن إسماعيل بن عَيّاش، عن عبد الملك بن عُمَير، عن اسَيْد بن صَفْوان: أنّ أبا بكر لمـّا مات قام علي بن أبي طالبعليه‌السلام على باب البيت الذي هو مُسَجّى فيه، فقال: كُنتَ واللهِ للدينِ يعسوباً أوّلاً حين تفرّق

__________________

(١) في المصدر: عمر، وكذلك المنقول عنه في جامع الرواة ١: ٥٢١، ومثلهما في كتب رجال أهل السنة كما سيأتي، فلاحظ.

(٢) في المصدر، والاستبصار ٤: ١٩١ / ٧١٥، وجامع الرواة ١: ٥٢١ نقلاً عن الكافي -: عمر. ولكن في التهذيب ٩: ٣٦٧ / ١٣١١ وأغلب كتب الرجال: عمير، فلاحظ.

(٣) أصول الكافي ١: ٣٧٨ / ٤.

(٤) لعل الأنسب الإتيان بلفظ: (الفادحة) من: فَدَحَ، والمعنى: المصائب النازلة الثقيلة، أما الكدح فهو العي والجد والطل ولا معنى لوصف المصائب بها.

١٧٠

الناس(١) . إلى آخره.

ونقله جماعة كالدارقطني، والخطيب، وابن مأكولا(٢) ، وابن بطة(٣) ،

__________________

(١) غريب الحديث / الخطابي أحمد بن محمّد بن إبراهيم (ت / ٣٨٨ ه‍): لم يتوفر لدينا، وقد رأينا أن نضرب صفحاً عن التعليق على مثل هذه المفتريات التي تعجّ بها كثير من الكتب التي افتعلت الكثير من الفضائل والمناقب التي ما أنزل الله بها من سلطان بحق كثير من الصحابة، ويكفي أن تعرف أن من بين هذه المفتريات التي استمات معاوية في بثها وإشاعتها عبر مجموعة من السّذج حديث: عَرْض جنة أبي بكر، وحديث: اسم أبي بكر منقوش على ى وجه الشمس، وحديث: أن أبا بكر خير أهل السموات والأرض، وحديث: تقديم شهادة أبي بكر على شهادة جبرائيلعليه‌السلام ، إلى غير ذلك من المفتريات الباطلة ومنها رثاء أمير المؤمنين علي بن أبي طالبعليه‌السلام لأبي بكر، وهو القائلعليه‌السلام : « أما والله لقد تقمصها فلان يعني: أبا بكر وأنّه ليعلم أن محلي منها أي: الخلافة محل القطب من الرحى، ينحدر عني السيل ولا يرقى الي الطير. حتى مضى الأوّل لسبيله، فأدلى بها إلى فلان بعده. فيا عجبا!! بَيْنَا هو يستقيلها في حياته إذ عقدها الآخر بعد وفاته، لَشَدَّ ما تشطّر ضرعيها. » راجع الخطبة الشقشقية في في نهج البلاغة.

هذا مع اعتراف أبي بكر نفسه بأنه ليس بأَخْيَر الصحابة، وإن له شيطاناً يعتريه، ألا لعنة الله على شيطان أبي بكر من الجن والإنس أجمعين. إلى غير ذلك من أقواله وأفعاله التي تجعل الإطالة في بيان زيف ما قيل بحقه من هذا الرثاء إطالة في الواضحات. وفي كتاب الغدير للعلاّمة الأميني في الجزء السابع منه أمثلة شتى من الفضائل والمناقب الموهومة المزعومة بحق أبي بكر، فراجع.

(٢) الإكمال لابن مأكولا ١: ٥٣، باب أُسيد، وأُسيْد، وأُسَيد.

(٣) ابن بطة: هو عبيد الله بن محمّد بن بطة، محدث حنبلي من أهل عكبرا مات سنة ٣٨٧ ه‍، له كتب كثيرة قيل عنها كما في طبقات الحنابلة إنها تزيد على مائة مصنف، ولا نعلم بأبي كتاب منها روى هذا الخبر المفتعل.

وبودي هنا لأجل تفكهة القاري أن أسجل ما أورده القاضي أبو الحسين محمّد بن أبي يعلى في طبقات الحنابلة في ترجمة ابن بطة ٢: ١٤ / ٦٢٢، فقد روى عن أبي محمّد الجوهري، قال « سمعت أخي أبا عبد الله يقول: رأيت النبي صلّى الله عليه [وآله] وسلم في المنام، فقلت له: يا رسول الله! أي المذاهب خير

١٧١

وغيرهم(١) ! والله الحاكم بيننا وبينهم بالحق.

وبالجملة، يعرف بما في الكافي استقامة اسَيْد، ونباهته، وجلالته.

[٢٢٦] اسَيْد بن عبد الرحمن:

أبو أحمد الكوفي القلالي، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٢) .

[٢٢٧] اسَيْد بن عِيَاض الخُزاعي الكوفي:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٣) .

[٢٢٨] اسَيْد بن القاسم الكِناني الكوفي:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٤) .

[٢٢٩] أشْعَث البارِقي الكوفي:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٥) .

[٢٣٠] أَشْعَث بن سعيد:

أبو الرّبيع البصري، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٦) .

__________________

أو قال: على أي المذاهب أكون؟ فقال: ابن بطة، ابن بطة، ابن بطة. فخرجت من بغداد إلى عكبرا، فصادف دخولي يوم الجمعة، فقصدت إلى الشيخ أبي عبد الله بن بطة إلى الجامع، فلما رآني قال لي ابتداءً: صدق رسول الله، صدق رسول الله »!!

(١) كابن الأثير في أُسد الغابة ١: ٩٠ ٩١، وابن حجر في تهذيب التهذيب ١: ٣٠١، كلاهما في ترجمة أسِيد بن صفوان. والوافي بالوفيات ٩: ٢٦١ / ٤١٨ عن الاستيعاب بهامش الإصابة ١: ٦٩.

(٢) رجال الشيخ: ١٥٣ / ٢١٢.

(٣) رجال الشيخ: ١٥٣ / ٢١١.

(٤) رجال الشيخ: ١٥٢ / ٢٠٨.

(٥) رجال الشيخ: ١٥٣ / ٢١٦.

(٦) رجال الشيخ: ١٥٣ / ٢١٥.

١٧٢

[٢٣١] أَشْعَث بن سَوّار الثقَفي الكوفي:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (١) .

[٢٣٢] أَشْعَث بن سُوَيد النَّهدي الكوفي:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٢) .

[٢٣٣] أَشْعَر بن الحسن الجُعْفِي الكوفي:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٣) .

[٢٣٤] أَشْيَمَ(٤) بن عبد الله أبو صالح الخُرَاسَاني:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٥) .

[٢٣٥] أُمُّ الأسْوَد بنت أَعْين:

عارِفَة، قاله علي بن أحمد العقيقي، وهي التي أغمضت زرارة، كذا في الخلاصة في القسم الأول(٦) .

وفي رسالة أبي غالب الزرَارِي بعد ذكر أسامي إخوانه من طريق أحمد بن الحسن بن فضال قال: وبغير هذا الاسناد، لهم أُخت يقال لها: أمّ الأسْود، ويقال: أنّها أوّل من عرف هذا الأمر منهم، من جهة أبي خالد

__________________

(١) رجال الشيخ: ١٥٣ / ٢١٨.

(٢) رجال الشيخ: ١٥٣ / ٢١٧.

(٣) رجال الشيخ: ١٥٣ / ٢٢٧.

(٤) هكذا ضبطه الشيخ المامقاني في تنقيح المقال ١: ٥١، وحكى عن ابن داود أنه ضبطه بضم الهمزة، وفتح الشين المعجمة، وسكون الياء المثناة من تحت.

وقد ورد اسم أَشْيَمَ مضبوطاً على ما في التنقيح كما في مطر بن أشْيَمَ، وصِلة بن أَشْيَمَ التابعي، لسان العرب: شَيَمَ.

كما ورد مضبوطاً على نحو المحكي عن ابن داود أيضاً كما في أُشَيْمَ الضبابيّ الصَّحابيّ في أُسد الغابة ١: ١٥٦ / ٢٦٥، فلاحظ.

(٥) رجال الشيخ: ١٥٣ / ٢٢٣.

(٦) رجال العلاّمة: ١٩١ / ٤١.

١٧٣

الكابُلي(١) .

[٢٣٦] أُمُّ الحسن(٢) بنت عبد الله بن محمّد بن علي بن الحسينعليه‌السلام (٣) :

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٤) .

[٢٣٧] أُمُّ سعيد الأحْمَسِيّة:

أُمّ ولد لجعفر بن أبي طالب، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٥) .

ويروي عنها في كامل الزيارة يونس بن يعقوب، وأبو داود المـُسْتَرقُّ وابن أبي عمير، عن حسين الأحمسي، عنها(٦) ، وأحمد بن رُزق القُمْشَانِيّ(٧) الغُمْشَانِيّ.

__________________

(١) رسالة أبي غالب الزراري: يلاحظ

(٢) وفي بعض النسخ من رجال الشيخ كما يبدو من جامع الرواة ٢: ٤٤٥: أم الخير.

(٣) قال في تنقيح المقال ٣: ٧١ « لم أقف على اسمها ولا حالها، وربما يشكل الأمر بتصحيح صاحب عمدة الطالب [١٩٥] بأن الباقرعليه‌السلام أعقب من أبي عبد الله الصادقعليه‌السلام وحده، فإن ظاهره نفي كون ولد للباقر اسمه عبد الله ».

ولكن من مراجعة إرشاد الشيخ المفيد ٢: ١٧٦، والطبقات الكبرى ٥: ٣٢٠، والمناقب لابن شهرآشوب ٤: ٢١٠، وأعلام الورى ١: ٥١١، وتذكرة الخواص: ٣٠٦ ومنهج المقال: ٢١١ وجامع الرواة ١: ٥٠٦ يعلم أن للإمام الصادق عليه‌السلام أخاً اسمه عبد الله وأن أمها أم فروة بنت القاسم بن محمّد بن أبي بكر، على ان للصادق عليه‌السلام بنت اسمها أُم فروة وأمها فاطمة بنت الحسين الأصغر كما في مناقب ابن شهرآشوب ٤: ٢٨٠، فلاحظ.

(٤) رجال الشيخ: ٣٤١ / ١.

(٥) رجال الشيخ: ٣٤١ / ٣، ورجال البرقي: ٦٢.

(٦) كامل الزيارات: ١٥٩ / ٧ باب / ٦٥ و: ١٠٩ / ٣ باب ٣٧ و: ١٥٨ / ١ باب ٦٥ على التوالي.

(٧) كامل الزيارات: ١١٠ / ٥ باب ٣٧.

١٧٤

[٢٣٨] أُمُّ هَانِئ بنت أبي طالب:

أُخت أمير المؤمنينعليه‌السلام جلالة شأنها، وعلو مقامها غير خفي على من له أدنى خبرة بالآثار(١) .

[٢٣٩] أُمُّ أَيْمَن:

من أهل الجنّة، ومن شهود فدك، ومن شربت من دلو ادْلِيَ إليها من السماء بين مكة والمدينة، ولها بعد ذلك فضائل أُخرى(٢) .

[٢٤٠] الأعْلَم الأزْدِي:

في رجال البرقي، في عنوان: أصحاب أمير المؤمنينعليه‌السلام هكذا: الأصحاب، ثمّ الأصفياء، ثم الأولياء، ثم شُرْطَة الخميس من الأصفياء. إلى أن قال: ومن الأولياء: الأعْلَم الأزْدِي، وعدّ منهم الحارث الهَمْداني، وأبو عبد الله الجَدَلي(٣) ، وكذا ذكره الخلاصة في آخر القسم الأول(٤) .

__________________

(١) أُمّ هانئ (رضي الله تعالى عنها) اسمها (فاختة)، وقيل: (فاطمة)، وقيل: (هند) والأول أشهر، من أصحاب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في رجال الشيخ: ٣٣ / ١٣، ومن أزواجهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في رجال البرقي: ٦١، وهي أُم جعدة بن هبيرة المعروف ببطولته النادرة، ومواقفه المشرفة العظيمة التي وقفها إلى جنب خاله أمير المؤمنين وسيّد الوصيينعليه‌السلام في صفين.

لها ترجمة في أُسد الغابة ٦: ٤٠٤ / ٧٦١٢، والإصابة ٥: ٢٢ / ٥٩٧١ وغيرهما.

(٢) أمّ أيمن (رضي الله تعالى عنها) مولاة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وحاضنته، اسمها: (بركة)، وكانت قد تزوجت من عيد بن زيد بن الحارث، فولدت له أيمن، واستشهد يوم خيبر فتزوجها زيد بن حارثة فولدت له أُسامة بن زيد. وفضائلها (رضي الله تعالى عنها) كثيرة.

لها ترجمة في أُسد الغابة ٦: ٣٠٣ / ٧٣٦٣، والإصابة ٨: ٢١٢ / ١١٣٩ وغيرهما.

(٣) رجال البرقي: ٣ ٤.

(٤) رجال العلاّمة: ١٩٢.

١٧٥

وفي رجال ابن داود. ثقة(١) ، وقول صاحب النقد: ولم أجد في غيره(٢) ، لا طائل تحته.

[٢٤١] إلْيَاس بن عمرو البَجَلي:

شيخ من أصحاب أبي عبد اللهعليه‌السلام متحقق بهذا الأمر، وهو جدّ الحسن بن علي بن بنت إلياس، له كتاب يرويه جماعة، كذا في النجاشي(٣) . وفيه، في ترجمة الحسن: روى عن جدّه إلياس، قال: لمـّا حضرته الوفاة، قال لنا: اشهدوا عليّ وليست ساعة الكذب هذه الساعة لسمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: « والله لا يموت عبد يحب الله ورسوله ويتولّى الأئمة (صلوات الله عليهم) فتمسّه النار » ثم أعاد الثانية، والثالثة من غير أنْ أسأله(٤) ، ومن جميع ذلك يعلم استقامته ونباهته بل وثاقته.

[٢٤٢] أَنَس بن أبي القاسِم الحَضْرمي الكوفي:

أسْنَد عَنْهُ من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٥) .

[٢٤٣] أَنَس بن الأسود الكَلْبي الكُوفي:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٦) .

[٢٤٤] أنَس بن عمرو الأزْدِي الكُوفي:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٧) .

__________________

(١) رجال ابن داود: ٥٢ / ١٩٩.

(٢) نقد الرجال: ٤٩.

(٣) رجال النجاشي: ١٠٧ / ٢٧٢.

(٤) رجال النجاشي: ٣٩ / ٨٠.

(٥) رجال الشيخ: ١٥٢ / ١٩٢.

(٦) رجال الشيخ: ١٥٢ / ١٩٥.

(٧) رجال الشيخ: ١٥٢ / ١٩٤ وفيه: أنس بن عمر بدل عمرو، وعدّه في أصحاب الإمام الباقرعليه‌السلام : ١٠٦ / ٣٨ من غير توصيفه بالكوفي.

١٧٦

[٢٤٥] أنَس الوادي:

من ودي القرى، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (١) .

[٢٤٦] أنَسَهُ(٢) :

مولى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم شهد بدراً، وقيل: قتل بها، وقيل: بقي إلى أُحُد من أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في رجال الشيخ(٣) .

[٢٤٧] أيّوب بن أَعْين الكوفي:

مولى لبني طريف، ويقال: بني رياح، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٤) ، يروي عنه: الحكم بن مسكين(٥) .

[٢٤٨] أيّوب بن راشد البَزّاز الكُوفي:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٦) يروي عنه: صفوان في التهذيب، في باب البيع بالنقد والنسيئة(٧) . وفي باب بيع المرابحة(٨) وعلي بن عقبة(٩) .

__________________

(١) رجال الشيخ: ١٥٢ / ١٩٦، وفيه: (الوالبي) مكان (الوادي) والصحيح ما ذكره المصنف، وهو الموافق لما في جامع الرواة ١: ١١٠ ومعجم رجال الحديث ٣: ٢٤٢ وغيرها.

(٢) هكذا ضُبط في أُسد الغابة ١: ١٥٦ / ٢٦٥، ولكن في معجم رجال الحديث ٣: ٢٣٦ (آنسة)، وفي جامع الرواة ١: ١١٠: (أنسه)، فلاحظ.

(٣) رجال الشيخ: ٥ / ٤١، وفيه: (أنس)

(٤) رجال الشيخ: ١٥١ / ١٧٢، وعدّه البرقي في رجاله: ٥٠ في أصحاب الإمام الكاظمعليه‌السلام

(٥) تهذيب الأحكام ٥: ٤٧٠ / ١٦٤٧.

(٦) رجال الشيخ: ١٥٠ / ١٦٥.

(٧) تهذيب الأحكام ٧: ٥٦ / ٢٤٥.

(٨) الكافي ٥: ١٩٨ / ٧.

(٩) الكافي ١: ٥٥ / ٤ و ٣: ٥٠٥ / ١٦.

١٧٧

[٢٤٩] أيّوب بن زياد النَّهْدِي:

مولاهم كوفي، أَسْنَدَ عَنْهُ، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (١) .

[٢٥٠] أيّوب بن سعيد الخَطّابي:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٢) .

[٢٥١] أيّوب بن شُعَيب الفَزّاز الكوفي:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٣) .

[٢٥٢] أيّوب بن شِهاب البَارِقي:

مولاهم من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٤) .

[٢٥٣] أيّوب بن عُبَيد:

بدريٌّ، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٥) .

[٢٥٤] أيّوب بن عُثمان الكُوفي:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٦) .

[٢٥٥] أيّوب بن عَطِيّة الاعْرج الكُوفي:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٧) .

__________________

(١) رجال الشيخ: ١٥٠ / ١٦٢.

(٢) رجال الشيخ: ١٥٠ / ١٦٦.

(٣) رجال الشيخ: ١٥٠ / ١٦٣.

(٤) رجال الشيخ: ١٥١ / ١٦٩.

(٥) لم نجد له ذكراً في أصحاب الإمام الصادقعليه‌السلام في رجال الشيخ، بل ذكر الشيخقدس‌سره في أصحاب أمير المؤمنين علي (صلوات الله عليه) انظر رجال الشيخ: ٣٥ / ٤، ومثله في جامع الرواة ١: ١١٢ نقلاً عن منهج المقال للاسترآبادي، وكذا في معجم رجال الحديث ٣: ٢٥٩.

(٦) رجال الشيخ: ١٥١ / ١٧١.

(٧) رجال الشيخ: ١٥٠ / ١٦٤.

١٧٨

[٢٥٦] أيّوب بن عَلاّق الطّائيّ التيْهَانِيّ:

أبو مُعَاذ الكُوفي، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (١) .

[٢٥٧] أيّوب بن مُهاجر الكُوفي الجُعْفي:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٢) .

[٢٥٨] أيّوب بن المـُهَلّب الكُوفي:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٣) .

[٢٥٩] أيّوب النَّبّال الكُوفي:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٤) .

[٢٦٠] أيّوب بن وَاقِد البَصْري:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٥) .

[٢٦١] أيّوب بن وَشيِكة:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٦) .

[٢٦٢] أيّوب بن هَارون:

يروي عنه: حمّاد في الكافي، في باب اتخاذ الشعر، في كتاب الزي

__________________

(١) في رجال الشيخ: ١٥١ / ١٦٨: (أيوب بن علاء الطائي النبهاني أبو معاذ الكوفي) والظاهر من كتب الرجال صحة ما ذكره المصنفقدس‌سره ولا يبعد وقوع التصحيف في النسخة المطبوعة من رجال الشيخ. انظر: منهج المقال: ٦٤، ومجمع الرجال ١: ٢٤٦، نقد الرجال: ٥٢ وجامع الرواة ١: ١١٢، وتنقيح المقال ١: ١٥٩ ومعجم رجال الحديث ٣: ٢٦٠.

(٢) رجال الشيخ: ١٥٠ / ١٦٧.

(٣) رجال الشيخ: ١٥١ / ١٧٥.

(٤) رجال الشيخ: ١٥١ / ١٧٠.

(٥) رجال الشيخ: ١٥١ / ١٧٣.

(٦) لم يذكره الشيخ في أصحاب الإمام الصادقعليه‌السلام بل ذكره في أصحاب الإمام الباقرعليه‌السلام : ١٠٦ / ٣٥، والمنقول عنه في كتب الرجال كذلك.

١٧٩

والتجمّل(١) .

[٢٦٣] أيّوب بن هِلال الشّامِيّ:

أَسْنَدَ عَنْهُ، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٢) .

__________________

(١) الكافي ٦: ٤٨٥ / ٣.

(٢) رجال الشيخ: ١٥١ / ١٧٤.

١٨٠

اختصاص الخطاب والوعظ بهؤلاء شيء، وجواز تكرار الرسالة بعد عصر القرآن شيء آخر، يحتاج اثباته إلى دليل غير هذه الآية، فإنّ أقصى ما في هذه، هو وعظ الجيل الإسلامي بقصص المرسلين، ولا بد أن يكون المتعظ به قبلهم، كما أنّ القرآن يعظ الجيل الإسلامي، بقصة موسى وفرعون، ولا تحدث نفس صاحبهما بأنّ ذلك المتعظ به، يجب أن يتكرر في المستقبل.

الشبهة الثانية :

استدلت الفرقة التعيسة « البهائية » على عدم اختتام الرسالة، وعدم انتهائها بآية ثانية، وتقوّلت بأنّها تدلّ على خلاف ما هو المنصوص في غير موضع من الذكر الحكيم، ودونك الآية :

( رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَىٰ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنذِرَ يَوْمَ التَّلاقِ ) ( غافر ـ ١٥ ).

قال المستدل في فرائده: إنّ قوله سبحانه:( يُلْقِي الرُّوحَ ) بصيغة المضارع ينبئ عن عدم اختتام الرسالة، وأنّ الروح ينزل بأمره على من يشاء من عباده في الأجيال المستقبلة(١) .

الجواب :

توضيحه يحتاج إلى بيان أمرين :

١. الظاهر من « الروح » هو الوحي(٢) فاستعير له الروح، لأنّه به تحيا القلوب وفيه حياة المجتمع، ويوضح ذلك قوله سبحانه:( وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا مَا

__________________

(١) الفرائد: ص ٣١٣ وص ١٢٦ من الطبعة الحجرية.

(٢) وقريب منه تفسيره بالقرآن أو كل كتاب أنزله سبحانه أو جبرئيل أو النبوّة، وما اخترناه هو الأولى، فتدبر.

١٨١

كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الإِيمَانُ ) ( الشورى ـ ٥٢ ) ومنه يعلم أنّ المحتمل أن يكون الروح المسؤول عنه في القرآن الكريم هو حقيقة الوحي حيث قال سبحانه:( وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إلّا قَلِيلاً ) ( الإسراء ـ ٨٥ ).

٢. يوم التلاق: إنّما هو يوم لقاء الله، يوم يلتقي فيه العبد والمعبود، وأهل الأرض والسماء، كما يوضحه ما بعد الآية:( يَوْمَ هُم بَارِزُونَ لا يَخْفَىٰ عَلَى اللهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِّمَنِ المُلْكُ الْيَوْمَ للهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ ) ( غافر ـ ١٦ ).

والمراد من قوله:( لِيُنذِرَ يَوْمَ التَّلاقِ ) أي ليحكم في ذلك اليوم بين عباده فينتصف المظلوم من ظالمه، ويجزي المحسن والمسيء، أو لينذر عباده سبحانه عن عذاب ذلك اليوم.

إذا عرفت الأمرين، فالجواب عن الاستدلال بها واضح جداً بعد ما عرفت عند البحث عن الشبهة الاُولى من أنّ الفعل في تلك المواضع مجرد عن الزمان، والهدف إنّما هو بيان نسبة الفعل إلى الفاعل واتصافه بها، بلا نظر إلى زمان النسبة، سواء أكان الماضي، أم الحال أم المستقبل، كما في قوله :

من يفعل الحسنات لله يشكرها

والشر بالشر عند الله سيان

وعلى هذا، فسيقت الآية لبيان كونه سبحانه مالكاً على الإطلاق، لا ينازعه في ملكه ولا يناضله في مشيئته واختياره أحد، والوحي أحد الأشياء التي أمرها بيده، يختص به من يؤثره على عباده ويختاره منهم، وليس لأحد أن يعترض عليه ويقول:( لَوْلا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً ) ( الفرقان ـ ٣٢ ). أو يطعن ويقول:( لَوْلا نُزِّلَ هَٰذَا الْقُرْآنُ عَلَىٰ رَجُلٍ مِّنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ ) ( الزخرف ـ ٣١ ) فإذا كان هدف الآية بيان هذا الأمر، وانّ الوحي بكمّه وكيفه ومن ينزل عليه موكول إليه سبحانه، فلا يتفاوت في ابلاغ هذا الغرض، التعبير بالماضي، أو المضارع، فسواء أقال: « القى الروح » أم قال:( يُلْقِي الرُّوحَ ) فهما في افهام المقصود سواسية فلا يدلاّن على زمان الاتصاف، والمقصد الأسنى ،

١٨٢

اتصافه سبحانه بالاختيار التام في انزال الوحي على أي فرد من عباده، من دون دلالة على زمان الاتصاف.

ودونك مثالاً عرفياً يقرّب المقصود.

فلو نصب الملك المستبد ( والملوكية خاصتها الاستبداد ) أحد ولده ولياً للعهد وجلعه وارثاً للعرش والاكليل، وشاغلاً لمنصة الملوكية بعده، فإذا اعترض عليه أحد وزراءه بأنّ ولده الآخر كان أحق بهذا المنصب، فيجيب الملك بقوله: إنّ الامر بيدنا، نقدم من نشاء، ونؤخر من نشاء، نرفع من نشاء ونضع من نشاء

فليس لك عند ذلك أن تستظهر من عبارته، وتتهمه بأنّه قد أخبر حتماً عن نصب فرد آخر في المستقبل، متمسكاً بأنّه قال: « نقدم » بصيغة المضارع ولم يقل: « قدمت ».

لا، ليس لك ولا لغيرك هذا، لأنّ المفهوم في هذه المواضع إنّما هو بيان أصل الإتصاف، أي إتصاف الفاعل ( الملك ) بالفعل ( تقديم من تعلّقت إرادته بتقديمه ) لا بيان زمان الإتصاف واستمراره في الجيل الآتي، فلاحظ.

فلو تنازلنا عن كلّ ما قلناه حول هذه الآية وما قبلها وفرضنا أنّ ما نسجوه من الأوهام حقيقة راهنة فنقول: إنّ ما ذكروه كلّه لا يتجاوز حدّ الاشعار فهل يجوز في ميزان العقل والانصاف ترك ما سردناه من البراهين الدامغة والنصوص الناصعة والضرورة والبداهة بين المسلمين عامة، الدالّة على كون النبي الأعظم خاتم الأنبياء ورسالته خاتمة الرسالات، لأجل هذه الاُمور الواهية التي لا يستحق أن يطلق عليها اسم الدلالة.

قال الشيخ المفيد: إنّ العقل لم يمنع من بعثة نبي بعد نبيّناصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ونسخ شرعه كما نسخ ما قبله من شرائع الأنبياء وإنّما منع ذلك الاجماع، والعلم بأنّه خلاف دين النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله من جهة اليقين وما يقارب الاضطرار(١) .

__________________

(١) أوائل المقالات: ص ٣٩.

١٨٣

قال الفاضل المقداد في أثره القيّم(١) أنّهصلى‌الله‌عليه‌وآله مبعوث إلى كافة الخلق والدليل على ذلك إخبارهصلى‌الله‌عليه‌وآله بذلك المعلوم تواتراً مع ثبوت نبوّته المستلزمة لإتصافه بصفات النبوّة التي من جملتها العصمة المانعة من الكذب، إلى أن قال: يلزم من عموم نبوّته كونه خاتم الأنبياء وإلّا لم تكن عامة للخلق، ولقوله تعالى:( وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ ) وقولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : لا نبي بعدي.

الشبهة الثالثة :

وقد تمسكت هذه الفرقة بظاهر آيتين اُخريين :

الاُولى: قوله سبحانه:( وَلِكُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولٌ فَإِذَا جَاءَ رَسُولُهُمْ قُضِيَ بَيْنَهُم بِالْقِسْطِ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ ) ( يونس ـ ٤٧ ).

الثانية: قوله سبحانه:( قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرًّا وَلَا نَفْعًا إلّا مَا شَاءَ اللهُ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ إِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَلا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ ) ( يونس ـ ٤٩ ).

تقرير هذه الشبهة أنّ الله حدد حياة الاُمم بحد خاص، والاُمّة الإسلامية إحدى هذه الاُمم، فلها أجل خاص، ومدة محدودة، ومعه كيف يدعي المسلمون دوام دينهم وبقاءه إلى يوم القيامة ؟

وروي عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه سئل عن أجل الاُمّة الإسلامية، فأجابصلى‌الله‌عليه‌وآله بقوله: إن صلحت اُمّتي فلها يوم، وإن فسدت فلها نصف يوم(٢) .

الجواب :

لا أدري ماذا يريد القائل من الاستدلال بهاتين الآيتين: أمّا الآية الاُولى، أعني قوله سبحانه:( وَلِكُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولٌ ) فصريح الآية هو أنّ الله سبحانه يبعث إلى كل اُمّة ،

__________________

(١) اللوامع الالهية في المباحث الكلامية: ص ٢٢٥.

(٢) الفرائد: ص ١٧ الطبعة الحجرية.

١٨٤

مثل اُمّة نوح وعيسى وموسى، رسولاً يدعوهم إلى دين الحق ويهديهم إلى صراطه، وأمّا أمد رسالة الرسول وكميتها، فالآية غير ناظرة إليه، لا صريحاً ولا تلويحاً لا مفهوماً ولا منطوقاً ولا مانع من أن يكون إحدى هذه الرسالات غير محدودة بحد خاص، ويكون صاحبها خاتم الرسل ودينه خاتم الأديان، وقد دلّ القرآن على أنّ نبي الإسلام هو ذاك، كما تقدمت دلائله.

ونظير ذلك قوله سبحانه:( وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ ) ( النحل ـ ٣٦ ).

أتجد من نفسك أنّ الآية تشير إلى تحديد الشريعة بعد الإسلام، لا، لا تجده من نفسك، ولا يجد ذلك أيضاً كل متحرر عن قيد العصبية.

وأمّا الآية الثانية، فكشف الغطاء عن محيا الحق، يحتاج إلى توضيح وتحقيق معنى « الاُمّة » الواردة في الكتاب والسنّة، فنقول :

قال الراغب: الاُمّة، كل جماعة يجمعهم أمر ما: أمّا دين، أو مكان، أو زمان، وهذا الجامع ربّما يكون اختيارياً وقد يكون تسخيرياً(١) .

هذه الحقيقة التي كشف عنها الراغب، هو الظاهر من الكتاب والسنّة وموارد الاستعمال وصرّح بها الجهابذة من اللغويين، ودونك توضيح ما أفاده الراغب :

الجامع الديني، كما في قوله سبحانه:( رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ ) ( البقرة ـ ١٢٨ ) وقوله سبحانه:( كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالمَعْرُوفِ ) ( آل عمران ـ ١١٠ ).

الجامع الزماني كقوله سبحانه:( وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ

__________________

(١) المفردات للراغب: ص ٢٣ مادة « اُم » وكان الأولى أن يضيف إلى هذه الجوامع لفظ « أو غيره » إذ لا ينحصر الجامع بهذه الثلاثة وليس المقصود أنّ هذه الجوامع داخلة في مفهموم « الاُمّة » حتى يقال: أنّ توصيف الاُمّة في الآية بكونها « مسلمة » دليل على خروجها عن مفهوم الآية، بل المراد أنّ هذه الجوامع تكون مصححة، لاطلاقها على الجماعة.

١٨٥

سَاعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ ) ( الأعراف ـ ٣٤ ) وفسّرها المفسّرون بلازم المعنى وقالوا: بعد حين، أي بعد انقضاء أهل عصر، كأنّه يجمعهم زمان واحد في مستوى الحياة، ومثله قوله سبحانه:( وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِلَىٰ أُمَّةٍ مَّعْدُودَةٍ لَّيَقُولُنَّ مَا يَحْبِسُهُ أَلا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفًا عَنْهُمْ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ) ( هود ـ ٨ ) وفسره في الكشاف بلازم المعنى، وقال: إلى جماعة من الاوقات.

الجامع المكاني: نحو قوله سبحانه:( ولـمّاوَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ يَسْقُونَ ) ( القصص ـ ٢٣ ) أي وجد حول البئر جماعة يسقون مواشيهم، فالجهة الجامعة لعدّهم اُمّة واحدة، إنّما هي اجتماعهم في مكان واحد، أو غيرها من الجهات التي يمكن أن تجمع شمل الأفراد والآحاد.

الجامع العنصري والوشيجة العنصرية، والرابطة القومية كما في قوله سبحانه:( وَقَطَّعْنَاهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطًا أُمَمًا ) ( الأعراف ـ ١٦٠ ).

وقوله:( وَقَطَّعْنَاهُمْ فِي الأَرْضِ أُمَمًا مِّنْهُمُ الصَّالِحُونَ وَمِنْهُمْ دُونَ ذَٰلِكَ ) ( الأعراف ـ ١٦٨ ) فبنوا إسرائيل كلهم أغصان شجرة واحدة، يجمعهم ترابط قومي ووشيجة عنصرية، إلّا أنّه كلّما ازدادت الشجرة نموّاً ورشداً إزدادت أغصاناً وأفناناً، فعد كلّ غصن مع ما له من الفروع، أصلاً برأسه وهم مع كونهم اُمماً اُمّة واحدة أيضاً يربطهم الجامع العنصري.

القرآن يتوسّع في استعمال الاُمّة :

إنّ القرآن يتوسّع في استعمال الكلمة فيطلقها على الفرد، إذا كان ذا شأن وعظمة تنزيلاً له منزلة الجماعة كقوله سبحانه:( إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا للهِ حَنِيفًا ) ( النحل ـ ١٢٠ ) أي قائماً مقام جماعة في عبادة الله، نحو قولهم فلان في نفسه قبيلة، وروى أنّه يحشر « زيد بن عمرو » اُمّة وحده.

بل يتوسّع ويستعمله في صنوف من الدواب، إذا كانت تجمعهم جهة خاصة ،

١٨٦

كقوله سبحانه:( وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إلّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُم ) ( الأنعام ـ ٣٨ ).

فعدّ الله كل صنف من الدواب والطيور اُمماً، لما بينها من المشاكلة والمشابهة حيث الخلق والخلق، فهي بين ناسجة كالعنكبوت، وبانية كالسرفة، ومدخرة كالنمل ومعتمدة على قوت وقتها كالعصفور والحمام، إلى غير ذلك من الطبائع التي يخصص بها كل نوع(١) .

ويمكن أن يقال: إنّ ما ألمحنا إليه من موارد الاستعمال للفظ « الاُمّة » ليست معاني مختلفة، حتى يتصور أنّ اللفظ وضع عليها بأوضاع متعددة، بل كلها مصاديق لمعنى وسيع وضع عليه اللفظ ( الاُمّة ) وهو كل اجتماع من الانسان وغيره من الحيوان، يجمعهم أمر ما من الزمان والمكان والدين والعنصر وغيرها.

الاُمّة: الطريقة والدين :

نعم للاُمّة معنى آخر اُستعملت فيه، في الكتاب والسنّة، وهو الطريقة والدين، كقوله سبحانه:( إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَىٰ أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَىٰ آثَارِهِم مُّهْتَدُونَ ) ( الزخرف ـ ٢٢ ) وقوله سبحانه:( إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَىٰ أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَىٰ آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ ) ( الزخرف ـ ٢٣ ).

قال الجوهري في صحاحه: الاُمّة، الطريقة والدين، يقال لا اُمّة له، أي لا دين ونحلة، قال الشاعر :

وهل يستوي ذو اُمّة وكفور

وقال الفيروز آبادي: الاُمة ـ بالكسر ـ الحالة والشرعة والدين ويضم.

هذه هي الاُمة ومعناها وقد عرفت أنّه لم يستعمل في الكتاب إلّا في هذين المعنيين ( الجماعة والدين ) وقد ذكروا لها معاني اُخرى يمكن ارجاعها إلى ما ذكرناه.

__________________

(١) المفردات للراغب: ص ٢٣.

١٨٧

فلنرجع إلى مفاد الاُمّة :

إذا عرفت ما ذكرناه: فلنرجع إلى مفاد الاُمّة فنقول قوله سبحانه:( وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ ) يحتمل في بادئ الأمر أن يراد منها الطريقة أو الجماعة، ولكن الأوّل مدفوع بما في ذيله:( فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ ) إذ يجب حينئذ أن يقول: فإذا جاء أجلها بإفراد الضمير، لو صح إطلاق الأجل على الدين والشريعة(١) فلا مناص من حمل الآية على المعنى الثاني: أعني الجماعة، التي يربطهم في الحياة أمر ما، والمراد أنّ كل كتلة من الناس إذا طويت صحيفة حياتهم وانتهت مدة عيشهم لا يمهلون بعد شيئاً، فلا يستقدمون ولا يستأخرون بل يتوفّاهم ملك الموت الذي وكل بهم، فلا إمهال ولا تأخير، فالآية ناظرة إلى بيان أمر تكويني جرت عليه مشيئته سبحانه وهو أنّ حياة الاُمم في أديم الأرض محدود إلى أجل لا يمهلون بعده وليس فيها أي نظر إلى توقيت الشرائع وتحديدها وتتابع الرسل ونزول الكتب.

وأمّا حملها على خصوص الاُمّة الدينية أي الاُمّة التي يجمعها دين واحد فيحتاج إلى الدليل والقرينة(٢) وقد عرفت أنّ الاُمّة عبارة عن الجماعة التي يجمعهم أمر ما، سواء أكان ذلك الجامع زماناً أو مكاناً أو اتحاداً في الشغل والمهنة أو ديناً، أو عنصراً، إلى غير ذلك من عشرات الوحدات الجامعة بين المتشتتين من الناس.

وقد تكرر مضمون الآية في الذكر الحكيم بصور مختلفة كلها تهدف إلى ما ذكرناه، وأوضحناه، ودونك بعضها :

( وَمَا أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ إلّا وَلَهَا كِتَابٌ مَّعْلُومٌ (٣) *مَّا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا وَمَا

__________________

(١) سيوافيك أنّه لم يستعمل الأجل في القرآن في أمد الأديان.

(٢) وعلى فرض شمول الآية للاُمة الدينية بعمومها، فمن أين وقف المستدل على أنّه جاءأجلهم ولماذا لا يمتد إلى يوم القيامة كما سيوافيك بيانه تحت عنوان « سؤال من المستدل ».

(٣) أي مكتوب معلوم كتب فيه أجلها.

١٨٨

يَسْتَأْخِرُونَ ) ( الحجر ٤ ـ ٥ )، وقوله سبحانه:( ثُمَّ أَنشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قُرُونًا آخَرِينَ *مَا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا وَمَا يَسْتَأْخِرُونَ ) ( المؤمنون ٤٢ ـ ٤٣ ).

وقريب منه قوله سبحانه:( فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلا أَخَّرْتَنِي إِلَىٰ أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ *وَلَن يُؤَخِّرَ اللهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ) ( المنافقون: ١٠ ـ ١١ )، وقوله سبحانه:( يَغْفِرْ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرْكُمْ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى إِنَّ أَجَلَ اللهِ إِذَا جَاءَ لا يُؤَخَّرُ لَوْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ ) ( نوح ـ ٤ ).

نظرة في موارد استعمال الأجل في القرآن :

ويؤيد ذلك أنّه لم يستعمل « الأجل » في الذكر الحكيم في أجل الشرائع، وانتهاء أمدها، بل قصر استعماله على موارد اُخرى، لبيان آجال الديون، والعقود كقوله تعالى:( إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى فَاكْتُبُوهُ ) ( البقرة ـ ٢٨٢ ).

وقوله سبحانه:( وَلا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكَاحِ حَتَّىٰ يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ ) ( البقرة ـ ٢٣٥ ).

أو بيان انتهاء استعداد الاشياء للبقاء كقوله سبحانه:( هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن طِينٍ ثُمَّ قَضَىٰ أَجَلاً وَأَجَلٌ مُّسَمًّى عِندَهُ ) ( الأنعام ـ ٢ ) وقوله سبحانه:( وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُّسَمًّى ) ( الرعد ـ ٢ ).

وأمّا قوله سبحانه:( وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَن يَأْتِيَ بِآيَةٍ إلّا بِإِذْنِ اللهِ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ ) ( الرعد ـ ٣٨ ) فيحتمل وجوهاً :

١. إنّ لكل وقت حكماً خاصاً مكتوباً معيناً، كتب وفرض في ذلك الأجل، دون غيره لأنّ الفرائض تختلف حسب اختلاف الأوضاع والأحوال، فلكل وقت حكم يكتب ويفرض على العباد حسب مقتضيات المصالح.

٢. ما فسر به أمين الإسلام وهو قريب ممّا ذكرناه آنفاً، وقال إنّ لكل وقت كتاباً خاصاً، فللتوراة وقت وللانجيل وقت وكذلك القرآن، فالفرق بينه وبين ما ذكرناه هو

١٨٩

أنّه حمل الكتاب على الكتاب المصطلح، ونحن حملنا على الحتم والفرض.

٣. انّ المراد منه: انّ لكل أجل مقدر كتاب أثبت فيه، فللاجال كلّها كتاب كتب فيه.

٤. انّ لكل أمر قضاه الله كتاب كتب فيه، وأبعد الوجوه هو الأخير، إذ هو تفسير بالأعم، وهو سبحانه يقول:( لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ ) ولم يقل لكل أمر كتاب وأقرب الوجوه هو الأوّل بقرينة قوله سبحانه:( وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَن يَأْتِيَ بِآيَةٍ إلّا بِإِذْنِ اللهِ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ ) ( الرعد ـ ٣٨ ) فلقد كانوا يقترحون على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله بعض الآيات، فأجابهم سبحانه بأنّ لكل وقت حكماً خاصاً، كتبه الله لذلك الوقت، ولا يجري إلّا فيه.

وعلى أي وجه من الوجوه الأربعة، فلا تدل الآية على أنّ لكل دين أجلاً وأمداً، إلّا على الوجه الثاني، ودلالته عليه إنّما هي بالالتزام لا بالمطابقة لأنّه إذا كان لكل وقت كتاباً خاصاً مثل التوراة والإنجيل يدل بالملازمة على أنّ لكل وقت شريعة وديناً.

وأمّا على ما فسّرنا الآية به فمآله إلى أنّ لكل وقت حكماً، والحكم ليس نفس الدين والشريعة، بل جزء منه وتكون الآية دالّة على رد من زعم امتناع وقوع النسخ في الشريعة الواحدة.

وأمّا على المعنى الثالث والرابع، فعدم دلالته على أنّ لكل دين أجلاً، واضح لا يحتاج إلى البيان.

سؤال من المستدل :

وفي الختام نسأل المستدل هب أنّ الآية بصدد بيان آجال الشرائع وتحديدها وأنّ لكل دين واُمّة دينية أجلاً، ولكنّه من أين وقف على أنّ الإسلام قد انتهى أمده وجاء أجله، وأنّه لا يمتد إلى يوم القيامة، إذ لنا أن نقول: إنّ أمد الإسلام ينتهي بانتهاء نوع الانسان، في أديم الأرض وقيام القيامة، وحضور الساعة، فلو دلّت الآية على أنّ لدين الإسلام أو الاُمّة الإسلامية أجلاً قطعياً فنستكشف ببركة الآيات الدالّة على اختتام النبوّة

١٩٠

والرسالة عن امتداد تلك الرسالة إلى اليوم الذي تنطوي فيه صحيفة حياة الانسان في هذه السيارة، وأنّ أجله وأجلها واحد.

الاكذوبة التي نسبها إلى رسول الله :

هلم نسأله، عن مصدر الاكذوبة التي نسبها الكاتب إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وقال: أنّه بعد ما نزلت آية:( وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ ) طفق أصحابه يسألونه عن أجل الاُمّة الإسلامية، فأجابه بقوله: إن صلحت اُمّتي فلها يوم وإن لم تصلح فلها نصف يوم(١) .

فقد أعتمد الكاتب في نقله على نقل الشعراني، وليس في لفظه ما يدل على سؤال أصحابهصلى‌الله‌عليه‌وآله عن أجل الاُمّة الإسلامية بعد نزول الآية، وإنّما هو اكذوبة نحتها الكاتب ونسبها إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله (٢) .

نعم تفسير اليوم بألف عام، كما نقله الشعراني عن تقي الدين رجم بالغيب إذ كما يمكن تفسيره بألف مستند إلى قوله سبحانه:( وَإِنَّ يَوْمًا عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ ) ( الحج ـ ٤٧ ) يمكن تفسيره بخمسين ألف سنة، استناداً إلى قوله سبحانه:( تَعْرُجُ المَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ ) ( المعارج ـ ٤ ).

وأمّا ما رواه العلّامة المجلسي، مسنداً عن كعب الأحبار، على نحو يشعر بكون تفسير اليوم بألف عام، من الحديث، فمما لا يقام له وزن، فإنّ كعب الأحبار وضّاع

__________________

(١) الفرائد: صفحة ١٧ الطبعة الحجرية.

(٢) ودونك نص الشعراني في كتابه اليواقيت والجوهر التي ألّفها عام ٩٥٥ ه‍ قال في بيان أنّ جميع أشراط الساعة حق: انّه لابد أن يقع كلّها قبل قيام الساعة وذلك كخروج المهدي ( عج ) ثمّ الدجال، ثمّ نزول عيسى، وخروج الدابة و حتى لو لم يبق من الدنيا إلّا مقدار يوم واحد، فوقع ذلك كلّه، قال الشيخ تقي الدين بن أبي المنصور في عقيدته: وكل ذلك تقع في المائة الأخيرة ( هذا تخرص من الرجل وتنبؤ منه، أعاذنا الله منه ) من اليوم الذي وعد به رسول الله بقوله في اُمّته: إن صلحت اُمّتي فلها يوم وإن فسدت فلها نصف يوم، يعني من أيام الرب المشار إليه بقوله تعالى:( وَإِنَّ يَوْمًا عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ ) لاحظ اليواقيت ج ٢ ص ١٦٠ ونقل عن بعض العارفين أنّ أوّل الألف محسوب من وفاة علي بن أبي طالب.

١٩١

كذّاب مدلس، لم تخرج اليهودية من قلبه، تزيا بزي الإسلام فأدخل الإسرائيليات والقصص الخرافية، في أحاديث المسلمين فلا يقام لحديثه وزن ولا قيمة، فلنضرب عنه صفحاً.

أضف إليه أنّ الرجل لم يسنده إلى الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله ولا إلى الولي، فكيف يكون حجّة ؟

ثمّ إننا نسأل صاحب الفرائد(١) ومن مشى مشيه، ونقول: إنّ رسول الله قال ( بزعمكم ): إن صلحت اُمّتي فلها يوم فهل صلحت الاُمّة الإسلامية في هذه القرون العشرة ومشت سبل الصلاح والسلام، وازدهر فيهم العدل والإحسان، أو شاع فيهم الجور والطغيان والقتل الذريع وسفك الدماء وحبس أبرياء الاُمّة واعتقالهم ونهب أموالهم وعند ذاك يلزم انتهاء أمد الإسلام بإنقراض خمسمائة عام، التي هي نصف يوم، من اليوم الربّاني، لأنّه لم تصلح الاُمّة بعد لحوق الرسول بالرفيق الأعلى ولكن الكاتب لا يرضى به لأنّه لا يوافق ما يدعيه ويرتئيه.

وأعجب من ذلك أنّه جعل مبدأ ذلك اليوم الربّاني ( ألف عام ) العام الذي تمّت فيه غيبة ولي الله الأعظم، الحجة بن الحسن العسكري ( عجل الله فرجه ) لا عام بعثة الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله أو هجرته أو وفاته، أو سنة صدور الحديث. أو ما كانت الاُمّة العائشة في هذين القرنين ونصف من الاُمّة الإسلامية ؟! ( سله أنا لا أدري ولا المنجّم يدري ) أظنّك أيها القارئ الكريم لا يفوتك سر هذا الجعل، وإنّه لماذا جعل مبدأ ذلك اليوم الربّاني، عام غيبة الولي، أعني عام ٢٦٠ من الهجرة النبوية، ذلك العام الذي غاب فيه خاتم الأوصياء عن الأبصار إلى الوقت الذي لا يعلمه إلّا هو سبحانه، فقد عمد بذلك إلى أن ينطبق مبدأ خروج الباب(٢) على اختتام ألف عام(٣) .

فقد خرج « الباب » وادّعى ما ادّعى، مفتتح عام ١٢٦٠ من الهجرة النبوية.

__________________

(١) أبو الفصل الجرفادقاني.

(٢) المراد منه « علي محمد » الشيرازي الملقّب بالباب، عند الفرق الضالّة البابية والازلية والبهائية.

(٣) فالرجل قد وضع فكرة معينة، ثمّ أراد تصيّد الأدلّة لاثباتها، ولكن الباحث المخلص يتجرّد عن

١٩٢

الشبهة الرابعة :

استدل صاحب « الفرائد » بآية رابعة، زعم دلالتها على عدم انقطاع الوحي والرسالة بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وهي قوله سبحانه:( يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللهُ دِينَهُمُ الحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللهَ هُوَ الحَقُّ المُبِينُ ) ( النور ـ ٢٥ ).

قال: إنّ صيغة « يوفيهم » تبشّر عن دين حق يوفيه سبحانه على من يشاء من عباده في الأجيال الآتية بعد الإسلام، وليس لك أن تحمله على الإسلام وتفسّره به، لأنّه قد أكمل نظامه وتمت اُصوله وفروعه عام حجة الوداع بنص الذكر الحكيم، كما قال سبحانه:( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا ) ( المائدة ـ ٣ ) وهو سبحانه يخبر في هذه الآية عن وقوع الأمر ( توفية الدين الحق ) في الجيل الآتي(١) .

الجواب :

هذا مبلغ علم الرجل ومقياس عرفانه بالكتاب وغوره في الأدب العربي وقد كان في وسع الرجل أن يرجع إلى أحد التفاسير، أو إلى ابطال العلم وفطاحل الاُمّة وكانت بيئة مصر(٢) تجمع بينه وبين فطاحلها وأعلامها العارفين، هذا هو أمين الإسلام الطبرسي، فسّره في مجمعه بقوله: يتم الله لهم جزائهم الحق، فالدين بمعنى الجزاء(٣) ، وقال الزمخشري: الحق، صفة الدين وهو الجزاء(٤) لا الطريقة والشريعة.

__________________

كلّ هوى وميل شخصي، ويتابع النصوص ومفادها، فما أدت إليه بعد التمحيص، تكون هي النتيجة التي ينبغي عليه اعتبارها حقيقة راهنة.

(١) الفرائد: صفحة ١٢٢ الطبعة الحجرية.

(٢) فقد ألّف « الفرائد » بمصر، أيام اقامته هناك، وفرغ منه عام ١٣١٥.

(٣) مجمع البيان: ج ٧ ص ١٣٤.

(٤) الكشّاف: ج ٣ ص ٢٢٣.

١٩٣

وليت الكاتب، أمعن النظر في الظرف ( يوم ) الوارد في الآية المتقدمة أعني قوله سبحانه:( يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم ) ففي أي يوم تشهد ألسنة المجرمين وأيديهم على أعمالهم الإجرامية، فهل هذا اليوم إلّا يوم البعث ؟ ففي ذلك اليوم يوفيهم الله جزاء الطغاة العصاة المفترين الكذّابين المبدعين، الجزاء الحق الذي يستحقّونه بأعمالهم. ففي يوم واحد تشهد ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم، ويوفي الله دينه الحق والجزاء الذي يستحقّونه.

على أنّ سياق الآية يوضح المقصود، فإنّ الآية وردت في الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات، فعاتبهم بالآيات القوارع المشحونة بالوعيد الشديد، والعتاب البليغ، والزجر العنيف، لإستعظام ما ركبوا من ذلك، وما أقدموا عليه، إذ قال سبحانه:( إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ المُحْصَنَاتِ الْغَافِلاتِ المُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ *يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ *يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللهُ دِينَهُمُ الحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللهَ هُوَ الحَقُّ المُبِينُ ) ( النور: ٢٣ ـ ٢٥ ).

ترى أنّه سبحانه حكم على هؤلاء العصاة اللاعبين باعراض الناس وحرماتهم بأحكام ثلاثة :

١. اللعن عليهم في الدينا والآخرة.

٢. شهادة أعضائهم على أعمالهم الإجرامية.

٣. توفية جزائهم الحق في ذلك اليوم.

ومع ذلك كيف عمي بصر الرجل وبصيرته، وأرخى قلمه ولسانه، وفسّر الآية برأيه الباطل ؟!

الشبهة الخامسة :

قد عرفت ما لدى الكاتب ومن لفّ لفه من شبهات تافهة، أو تأويلات كاذبة اختلقوها لاغواء السذّج من الناس. هلم معي نقرأ آخر شبهة للقوم، وهي الاستدلال

١٩٤

بالآية التالية:( يُدَبِّرُ الأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ ) ( السجدة ـ ٥ ).

فقد فسّر صاحب الفرائد(١) تدبير الأمر بانزال الشريعة من السماء إلى الأرض وجعل عروجه في يوم كان مقداره ألف سنة، بإندراس الشريعة تدريجاً طول هذه المدة بابتعاد الناس عن الدين، ورفضه في مراحل الحياة، وصيرورة القلوب مظلمة بالمعاصي، مدلهمّة بالخطايا، مريضة بشيوع الفساد والفوضى، فيبعث الله عند ذلك رجلاً آخر يجدد الشريعة ويؤسّسها ويذهب بظلمات القلوب، وعلى هذا فلا تدوم الشريعة أي شريعة كانت إلّا يوماً ربّانياً، وهو ألف سنة ممّا تعدون(٢) .

الجواب :

ما ذكره بصورة الشبهة، لا يصح إلّا بعد تسليم اُمور، لم يسلم واحد منها :

١. إنّ التدبير عبارة عن نزول الوحي وبلوغ الشريعة إلى النبي.

٢. إنّ الأمر في الآية هو الشريعة والطريقة.

٣. العروج هو انتهاء أمد الرسالة وانقضاء استعداد بقاء الشريعة واندراسها بشيوع الفساد والمعصية بين الاُمّة.

وليس أي واحد منها صحيحاً ولا قابلاً للقبول :

أمّا الأوّل: فلأنّ التدبير في اللغة والكتاب عبارة عن الإدارة على وجه تستوجبه المصلحة، وتقتضيه الحكمة وأين ذاك عن نزول الشريعة من السماء إلى الأرض، باحدى

__________________

(١) الفرائد الطبعة الحجرية.

(٢) ثمّ إنّه جعل مبدأ ذلك اليوم الربّاني عام غيبة ولي الله الأعظم المهدي ( عج ) عن الأبصار حتى يطابق مختتمه مفتتح عام ظهور الباب، هذا مصداق واضح للتفسير بالرأي، وكأنّه قد قرر النتيجة أوّلاً ثمّ راح يتفحّص عن دليل يوصل إليها فلم يجد دليلاً، إلّا بتحريف كلام الله وتأويله السخيف.

١٩٥

الطرق المقررة في محلها.

وإن شئت قلت: التدبير هو التفكير في عاقبة الاُمور ودبرها، كما قال سبحانه:( فَالمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا ) ( النازعات ـ ٥ ) أي الملائكة الموكلة بتدبير الاُمور.

وقوله سبحانه:( أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ) ( محمد ـ ٢٤ ).

وقوله سبحانه:( كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الأَلْبَابِ ) ( ص ـ ٢٩ ) إلى غير ذلك.

أو ليس تفسير التدبير بالنزول عند ذاك يكون تفسيراً بالرأي الذي نهى عنه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وأوعد عليه النار وقال: من فسّر القرآن برأيه فليتبوّأ مقعده من النار(١) .

وأمّا الثاني: فلأنّ الأمر في القرآن لم يستعمل بمعنى الشريعة والأحكام الالهية من واجب وحرام ومكروه ومستحب ومباح، وسائر الأحكام الوضعية الجارية في العقود والايقاعات والسياسات.

هؤلاء هم أصحاب المعاجم وأعلام اللغة، لا تجد أحداً منهم فسر الأمر بالشريعة بل تدور معانية بين الشأن والشيء والتكليف.

سؤال: إذا اعترفتم بأنّ التكليف من معانيها، كما يقال أمرته: إذا كلّفته، فيصح تفسيره بالشريعة، إذ الشريعة عبارة عن تكاليف يوجهها الشارع إلى عباده ؟

الجواب: انّ حمل الأمر في الآية على الأمر والتكليف التشريعي خلاف مساق آيات السورة، بل خلاف صريح سائر الآيات الواردة في هذا المضمار فلحاظ السياق يدفعنا إلى أن نحمل الأمر على التكويني الذي هو عبارة عن إرادته الفعلية ومشيئتة التكوينية الجارية في صحيفة الكون والوجود، فإنّ كل ما يسيطر على العالم، من نظام وسنن وقوانين، كلّها بأمر تكويني وإرادة فعلية منه سبحانه كما يصرح به قوله سبحانه:( إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ *فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ

__________________

(١) حديث متفق عليه ورواه الفريقان بصور مختلفة.

١٩٦

وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ) ( يس: ٨٢ ـ ٨٣ ).

حصيلة البحث :

انّ هنا قرائن ثلاث لابد من البحث عنها، كي نقرّب إلى الأذهان كيفية حمل لفظ الأمر على الأمر التكويني، أعني النظم والسنن الجارية في دائرة الكون والقوانين المكتوبة على جبين الدهر ودونك هذه الشواهد :

١. لفظ التدبير، فقد عرفت أنّه عبارة عن الإدارة على وجه تقتضيه المصلحة والحكمة، فهو سبحانه يدبر الخلق بعامة أجزائه من السماء إلى الأرض، على وجه تقتضيه المصلحة، فسبحان الذي خلق الأشياء وأتقنها وأحكمها ،. ودبرها على وفق الحكمة، فلا السماء تسقط على الأرض، ولا الأرض تنخسف بنا، ولا الشمس تظللنا دائماً ولا الظلمة تحيط بنا سرمداً، إلى غير ذلك من سنن ونظم

٢. سياق ما تقدمها من الآيات، فإنّ محور البحث في سابقها، هو خلق السماوات والأرض واستوائه سبحانه على العرش، ودونك الآية المتقدمة عليها :

( اللهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلا شَفِيعٍ أَفَلا تَتَذَكَّرُونَ ) ( السجدة ـ ٤ ). « يدبر الأمر » من السماء إلى الأرض أفلا تفهم من تقارن الآيتين أنّ اللام في الأمر إشارة إلى أمر الخلقة، وأنّ الله سبحانه خلق السماوات والأرض وما بينهما في أيام وأدوار مخصوصة ولم يكتف سبحانه بأصل الخلقة، بل استوى على عرش ملكه فدبّر أمرها على وجه توجبه الحكمة وتقتضيه المصلحة، وأنّه سبحانه يدبّر أمر الخلق، أي خلق تتصور وينفذه على وجهه، حتى أنّه سبحانه توخياً للتوضيح شبّه المقام الربوبي الذي ينزل منه التدبير، ويصدر منه الحكم بعرش الملك البشري الذي يجلس الملك عليه فيصدر منه أوامره لتدبير اُمور الملك، غير أنّ أوامره طلبات عرفية اعتبارية، ولكن أوامره سبحانه، أوامر تكوينية، لا يقوم بوجهها شيء، فما قال له كن، فيكون، بلا تراخ ولا تمرّد.

١٩٧

٣. الآيات المنزّلة في هذا المضمار، فإنّ هذه الآية ليست فريدة في بابها فقد ورد في هذا المضمون ( أي تدبير أمر الخليقة ) آيات اُخرى كلها تهدف إلى ما أوضحناه، وهو أنّ تدبير الخلق بعد إيجاده من شؤونه سبحانه، من دون نظر إلى الشرائع وتجديدها، ودونك الآيات :

( إِنَّ رَبَّكُمُ اللهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الأَمْرَ مَا مِن شَفِيعٍ إلّا مِن بَعْدِ إِذْنِهِ ) ( يونس ـ ٣ ).

وقوله سبحانه:( قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَمَّن يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَمَن يُخْرِجُ الحَيَّ مِنَ المَيِّتِ وَيُخْرِجُ المَيِّتَ مِنَ الحَيِّ وَمَن يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللهُ ) ( يونس ـ ٣١ ).

وقوله سبحانه:( اللهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُّسَمًّى يُدَبِّرُ الأَمْرَ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لَعَلَّكُم بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ ) ( الرعد ـ ٢ ).

نعم هذه الآيات ساكتة عن عروج الأمر وصعوده في المقدار الذي صرحت به هذه الآية، ولا يوجب ذلك فرقاً جوهرياً بين أهدافها ومراميها.

ومن ذلك تقف على أنّ الأمر في قوله سبحانه:( أَلا لَهُ الخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ) ( الأعراف ـ ٥٤ ) هو أمر الخليقة، أي هو الذي خلق الأشياء كلّها، وهو الذي صرفها على حسب إرادته فيها، فما عن بعض أعلام العرفان والفلسفة من تسمية المادي والماديات بعالم الخلق، والمجردات والابداعيات بعالم الأمر، استناداً إلى هذه الآية ضعيف جداً، وإن كان تقسيم الموجود إلى المجرد والمادي، صحيحاً لا ريب فيه.

وأمّا الثالثة: فلأنّ تفسير العروج بإندراس الشريعة ونسخها باطل جداً، لأنّ العروج عبارة عن ذهاب في صعود كقوله سبحانه:( تَعْرُجُ المَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ ) ( المعارج ـ ٤ ) وجعله كناية عن انتهاء أمد الشريعة وبطلانها واندراسها من الكنايات البعيدة التي يجب تنزيه القرآن عنها، إذ لا معنى لعروج الشريعة المنسوخة إليه سبحانه

١٩٨

إذ لا يفهم من نسخها إنّها تعرج إلى السماء، بل كل ما يستفاد، إنّها تعطل عن العمل بها والسير عليها، لا إنّها تعرج إليه سبحانه.

أضف إليه أنّه لو كان مراد المولى سبحانه، هو الإخبار عن تجديد كل شريعة بعد ألف عام، لاقتضى ذلك أن يعبّر عن مقصوده بعبارة واضحة يقف عليها كل من له إلمام باللغة العربية، ولماذا جاء بكلام لم يفهم منه مراده سبحانه إلّا بعد حقب وأجيال إلى أن وصلت النوبة لكاتب مستأجر فكشف الغطاء عن مراده سبحانه وقد خفى على الاُمّة جميعاً، وفيها نوابغ العربية وفطاحلها، حتى تفرّد هو بهذا الكشف ؟!

مشكلة المفتتح والمختتم :

بقيت في المقام مشكلة، وهي ابتداء تلك المدة واختتامها، وقد حار فيها فاختار أنّ مبدأها هو عام غيبة الإمام المنتظر، حتى يتطابق ختم ذلك اليوم الذي مقداره ألف سنة مع ظهور الباب(١) ولما رأى أنّ ذلك تفسيراً منه بالرأي، اعتذر عن ذلك بأنّ الإسلام لم يكتمل إلّا عام غيبة الإمام، حيث حوّل الأمر إلى الفقهاء.

وأنت خبير بأنّ ما اعتذر به يتناقض مع صريح القرآن القاضي باكمال الدين بلحوق النبي بالرفيق الأعلى، فقال سبحانه:( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا ) ( المائدة ـ ٣ ).

ولو قال إنّ الآية ناظرة إلى الاكتمال من جانب الاُصول وتدعيم مبادئ الإسلام واُسسه بنصب الولي، وأمّا الإكتمال من جانب الفروع فقد امتد بعد لحوق النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله بالرفيق الأعلى، إلى عشرات السنين من عهود الأئمّة وأعصارها إلى غيبة وليّه، فينتقض كلامه من جانب آخر، فإنّه فسّر عروج الأمر بالنسخ التدريجي للشريعة، وجعل النسخ عبارة عن ترك العمل بها واندارسها في مراحل الحياة، وعلى ذلك يجب أن يكون مبدأ

__________________

(١) فقد اتفقت غيبة الإمام عام ٢٦٠، وادّعى الباب ما ادّعى، بعد مضي ألف سنة من ذلك حيث كان خروجه سنة ١٢٦٠.

١٩٩

النسخ التدريجي عام فوت الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله فإنّ العصور التي جاءت من بعدهصلى‌الله‌عليه‌وآله لم تكن عصوراً ازدهر فيها الإسلام بل كانت عهد الجور والعدوان، حيث تآمرت قريش على تداول الخلافة في قبائلها واشرأبت إلى ذلك اطماعها، فتصافقوا على تجاهل النص، وأجمعوا على صرف الخلافة من أوّل يومها عن وليّها المنصوص عليه إلى غير ذلك من الملمّات والنوازل.

ولو كان ظهور العيث والفساد في المجتمع الإسلامي ورفض الشريعة في مراحل الحياة، ملازمة للنسخ التدريجي للشريعة، فليكن عهد يزيد الخمور والفجور من هذه العهود التي أخذت تعربد بلسان قائله :

لعبت هاشم بالملك فلا

خبر جاء ولا وحي نزل

أفلا تعجب من الكاتب، أنّه جعل تلك العهود المظلمة التي امتدت عشرات السنين وكانت وبالاً على الإسلام من العصور الزاهرة، مع أنّه أخرج عهود القسط والعدل الموعود بخروج الإمام الثاني عشر ( التي ترفرف فيها أعلام القسط والعدل وتخفق رايات الحق والهداية في كل صقع ) من الأصقاع التي ينمو فيها الإسلام، ويزدهر. كبرت كلمة تخرج من أفواههم.

وأمّا البحث عن هدف الآية وأنّه سبحانه ماذا يريد من قوله:( يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ ) فله منّا بحث آخر، وسوف نعطي حقه عند البحث عن المعاد في القرآن الكريم، فإنّ اليوم الذي يعادل ألف سنة من الآيام الاخروية.

الشبهة السادسة(١) :

* ينص القرآن على أنّ الإسلام شريعة عالمية، وأبدية وأنّ بالإسلام أقفل باب الشرائع، ونسخ جميعها.

__________________

(١) هذه الشبهة لها صلة بعالمية الإسلام وصلة بخاتميته ولأجل ذلك جعلناها آخر الشبهات وفصّلنا الكلام فيها بما لا يدع لمشكك شك.

٢٠٠

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460