مستدرك الوسائل خاتمة 8 الجزء ٢٦

مستدرك الوسائل خاتمة 835%

مستدرك الوسائل خاتمة 8 مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 393

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧
  • البداية
  • السابق
  • 393 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 270860 / تحميل: 5466
الحجم الحجم الحجم
مستدرك الوسائل خاتمة 8

مستدرك الوسائل خاتمة ٨ الجزء ٢٦

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

عن ابن الوليد، عن الصفار، عن أخيه، عنه(١) .

وفي رواية ابن الوليد عنه ولو بالواسطة ما يدلّ على الوثوق به، كما لا يخفى على من عرف طريقته.

[١٢٦٥] سَهْلُ بن زِياد الآدمي:

أوضحنا وثاقته بحمد الله تعالى في (شه)(٢) ، فلاحظ.

[١٢٦٦] سَهْلُ بن سَعْد السَّاعِدي:

ذكره الشيخ في أصحاب الرسول وعلي (صلوات الله عليهما)(٣) .

وروى الخزاز في كفاية الأثر، بإسناده عن سهل بن سعد الأنصاري، قال: سألت فاطمةَ بنت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عن الأئمةعليهم‌السلام . فقالت: كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول لعليعليه‌السلام : يا علي أنت الإمام والخليفة بعدي، وأنت أوْلى بالمؤمنين من أنفسهم، فإذا مضيت، فابنك الحسن أوْلى بالمؤمنين من أنفسهم، فإذا مضى الحسن، فالحسين أوْلى بالمؤمنين من أنفسهم، ثم ذكرت باقي الأئمةعليهم‌السلام . إلى أن قالت: وإذا مضى الحسن، فابنة القائم المهدي أوْلى بالمؤمنين من أنفسهم، يفتح الله به مشارق الأرض ومغاربها، فهم أئمة الحقّ وألسنة الصدق، منصور من نصرهم، مخذول من خذلهم(٤) .

[١٢٦٧] سَهْلُ بن شُعَيب:

مولى قريشٍ، الكُوفِيّ، الذي يقال له: النَّهْمِيّ، من أصحاب

__________________

(١) فهرست الشيخ: ١٠٨ / ٤٧١.

(٢) انظر الفائدة الخامسة من الخاتمة، رمز (شه) المساوي للطريق رقم: [٣٠٥].

(٣) رجال الشيخ: ٢٠ / ٦، و: ٤٣ / ١٤.

(٤) كفاية الأثر: ١٩٥ / ١٩٦.

٦١

الصادقعليه‌السلام (١) .

[١٢٦٨] سُهَيْلُ بن زِيَاد:

أبو يحيى، الواسطي، لقي أبا محمّد العسكريعليه‌السلام (٢) له كتاب، يرويه ابن الوليد، عن الحميري وسعد بن عبد الله؛ عن أحمد بن محمّد وأحمد بن أبي عبد الله(٣) ؛ عنه. ومعه لا وقع لقول الغضائري: وإن حديثه نعرفه تارة وننكره اخرى(٤) ، إذ لا عبرة بمعرفته وإنكاره بعد رواية هؤلاء الأجلّة كتابه.

[١٢٦٩] سَيَابَةُ بن نَاجِيَة:

له كتاب، في [باب] أصحاب الكاظمعليه‌السلام (٥) والنجاشي(٦) . عنه: حَمّاد بن عيسى، في التهذيب، في باب البيِّنتين يتقابلان(٧) . وعلي بن أسباط(٨) ، ومحمّد بن خالد(٩) .

[١٢٧٠] سَيْفٌ بيّاعُ الهَرَوِيِّ الكُوفيُّ:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (١٠) .

__________________

(١) رجال الشيخ: ٢١٥ / ٢١٢.

(٢) رجال الشيخ: ١٩٢ / ٥١٣.

(٣) فهرست الشيخ: ٨٠ / ٣٤١، وقد روي كتاب أبي يحيى الواسطي بطريقين آخرين.

أحدهما ذكره الشيخ في باب الكنى من الفهرست: ١٨٦ / ٨٤٣، والآخر، ذكره النجاشي في رجاله: ١٩٢ / ٥١٣.

(٤) رجال العلاّمة: ٢٢٩ / ٣، ومجمع الرجال ٣: ١٨١.

(٥) رجال الشيخ: ٣٥١ / ٥.

(٦) رجال النجاشي: ١٩٤ / ٥١٩.

(٧) تهذيب الأحكام ٦: ٢٣٩ / ٥٨٩.

(٨) الكافي ٤: ٦٨ / ٣.

(٩) الكافي ٥: ٢٦٠ / ٣.

(١٠) رجال الشيخ: ٢١٥ / ٢١١.

٦٢

[١٢٧١] سَيْفُ بن الخازِنِ الكُوفي:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (١) .

[١٢٧٢] سَيْفُ بن عبد الرحمن:

أبو الهُذَيْل، التميميُّ، الكوفي، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٢) .

[١٢٧٣] سَيْفُ بن عمَارة الجُعْفِيُّ:

مولاهم، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٣) .

[١٢٧٤] سَيْفُ بن المـُغِيرَة التَّمارُ:

الكُوفي، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٤) والظاهر كما في التعليقة أنّهُ سيفُ التَّمار(٥) ، الذي له كتاب في الفهرست، يرويه جماعة، منهم: الحسن بن محمّد بن سماعة(٦) . وأنَّ المـُغيرةَ بن سُلَيْمان التَّمار والد سيف الثقة.

عنه: ابن أبي عمير، في التهذيب، في باب وجوب الحج(٧) ، وفي باب الذبح(٨) . وصفوان بن يحيى، فيه، في باب الطواف(٩) ، وفي باب حكم الظهار(١٠) . وفي الكافي، في باب المزاحمة على الحجر الأسود(١١) ،

__________________

(١) رجال الشيخ: ٢١٥ / ٢١٠.

(٢) رجال الشيخ: ٢١٥ / ٢٠٧.

(٣) رجال الشيخ: ٢١٥ / ٢٠٨.

(٤) رجال الشيخ: ٢١٥ / ٢٠٦.

(٥) تعليقة الوحيد على منهج المقال: ١٧٨.

(٦) فهرست الشيخ: ٧٨ / ٣٣٢.

(٧) تهذيب الأحكام ٥: ١٢ / ٣٢.

(٨) تهذيب الأحكام ٥: ٢٢٣ / ٧٥٣.

(٩) تهذيب الأحكام ٥: ١٠٣ / ٣٣٣.

(١٠) تهذيب الأحكام ٨: ١٠ / ٣٠.

(١١) الكافي ٤: ٤٠٥ / ٣.

٦٣

وفي باب الحج ماشياً(١) ، وفي باب الظهار(٢) . والحسن بن محبوب، فيه، في باب المعاوضة في الطعام(٣) . وحماد بن عثمان، في التهذيب، في باب نوافل الصلاة في السفر(٤) . وابن أبي نجران(٥) ، وابن رباط(٦) ، ومحمّد بن خالد(٧) ، وحفص بن عاصم(٨) .

__________________

(١) الكافي ٤: ٤٥٦ / ٢.

(٢) الكافي ٦: ١٥٧ / ١٨.

(٣) الكافي ٥: ١٨٨ / ٧.

(٤) تهذيب الأحكام ٢: ١٦ / ٤٣.

(٥) أُصول الكافي ٢: ٣٣٩ / ٦.

(٦) الكافي ٤: ٢٤٠ / ٤، والفقيه ٤: ٦٩، من المشيخة.

(٧) الكافي ٦: ٣٠٧ / ١٤.

(٨) الكافي ٨: ٢٧٣ / ٤١١، من المشيخة.

٦٤

باب الشين

[١٢٧٥] شَبث الطَّحانُ:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (١) .

[١٢٧٦] شَبِيبُ بن عَامِر الأزْدِيّ:

من ثقات أصحاب مالك الأشتر، روى المفيد في أماليه، مُسْنِداً عن هِشَام بن محمّد، قال: لمـّا ورد الخبر على أمير المؤمنينعليه‌السلام بمقتل محمّد ابن أبي بكر، كتب إلى مالك بن الحارث الأشْتر وكان مقيماً بنصيبين أمّا بعد. فإنَّكَ ممّن اسْتَظْهِرُ به على إقامة الدِّين. إلى أنْ قال: فأقدم عليّ، لننظر في أمر مِصر، واسْتَخْلِفْ على عملك أهل الثقة والنصيحة من أصحابك، فاستخلَف مالك على عمله شَبِيبَ بن عَامِر الأزْدي(٢) . الخبر.

[١٢٧٧] شَبِيبُ بن عَبدِ الله النَّهْشَلِيُّ:

من شهداء الطف(٣) .

[١٢٧٨] شَدِيدُ بن عبدِ الرَّحْمن الأزْدِيّ:

الكُوفِيُّ، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٤) .

[١٢٧٩] شُرَحْبِيلُ بن العَلَاء الكُوفِيُّ:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٥) .

__________________

(١) رجال البرقي: ٤٧.

(٢) أمالي الشيخ المفيد: ٧٩ ٨٠ / ٤ من المجلس التاسع.

(٣) رجال الشيخ: ٧٤ / ١.

(٤) رجال الشيخ: ٢١٨ / ٢١.

(٥) رجال الشيخ: ٢١٨ / ١٨.

٦٥

[١٢٨٠] شُرَحْبِيلُ الكِنْدِيّ:

عنه: عبد الله بن مسكان، في التهذيب، في باب الحيض(١) ، وغيره(٢) .

[١٢٨١] شُرَحْبِيلُ بن مُدْرِك الجُعْفِيّ:

الكُوفِيُّ، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٣) .

[١٢٨٢] شُرَيْحُ بن هاني.

من أصحاب أمير المؤمنينعليه‌السلام (٤) وكان على مقدمة جنده حين خروجه إلى الشّام مع زياد بن النضر في اثنى عشر ألفاً، ويظهر من كتابه، ووصيّتهعليه‌السلام إليه المذكورَيْنِ في النهج(٥) ، وكتاب نصر(٦) ، وغيرهما(٧) كونه من خواصهعليه‌السلام فراجع.

[١٢٨٣] شُرَيْسُ أبو عُمَارَة العَبْدِيّ:

الكُوفِيُّ، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٨) .

[١٢٨٤] شُرَيْسُ الوابشِي الكُوفِيُّ.

روى عنهما، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٩) .

[١٢٨٥] شُعْبَةُ بن الحجاج بن الوَرْد:

أبو بِسْطَام العَتَكِيُّ، الواسِطيّ:

__________________

(١) تهذيب الأحكام ١: ١٦١ / ٤٦١، والكافي ٣: ٨٠ / ٣.

(٢) تهذيب الأحكام ٣: ٣١٣ / ٩٧١، والكافي ٣: ٤٧٧ / ٧.

(٣) رجال الشيخ: ٢١٨ / ١٩.

(٤) روى عنهعليه‌السلام في تهذيب الأحكام ٥: ٢١٢ / ٧١٥، ولم يذكره الشيخ في رجاله.

(٥) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ٣: ١٢٤ / ٥٦.

(٦) وقعة صفين: ١٢٢ ١٢٣.

(٧) بحار الأنوار ٣٢: ٤١٠ ٤١١.

(٨) رجال الشيخ: ٢١٨ / ٢٣.

(٩) رجال الشيخ: ٢١٨ / ٢٢.

٦٦

أسْنَدَ عَنْهُ، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (١) .

[١٢٨٦] شُعَيْبُ بن بَكْر بن عبد الله بن سَعْد الأشْعَريّ:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٢) .

[١٢٨٧] شُعَيْبُ بن خَالِد البَجَلِيّ:

دخل الريّ، أسْنَدَ عَنْهُ، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٣)

[١٢٨٨] شُعَيْبُ بن رَاشِد التَّمِيمِيُّ:

الأنْمَاطِيُّ، الكُوفِيُّ، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٤) .

[١٢٨٩] شُعَيْبُ بن رَجَاءَ الأزْدِيّ:

الصَّيرفِيُّ، الكُوفِيُّ، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٥) .

[١٢٩٠] شُعَيْبُ بن عَبْدِ رَبِّه:

صاحب الطَّيالسِي، كوفِيُّ، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٦) .

[١٢٩١] شُعَيْبُ بن عُبيد الله (٧) الهَمْدَاني:

مولاهم الكوفي، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٨) .

__________________

(١) رجال الشيخ: ٢١٨ / ١٧.

(٢) رجال الشيخ: ٢٦٦ / ٧١٢ ذكره في ترجمة أخيه: (عيسى بن بكر بن عبد الله بن سعد الأشعري القمي)

(٣) رجال الشيخ: ٢١٧ / ١.

(٤) رجال الشيخ ٢١٧ / ١٠.

(٥) رجال الشيخ: ٢١٧ / ١٢.

(٦) رجال الشيخ: ٢١٧ / ١١.

(٧) في المصدر: (عبيد) بدلاً عن (عبيد الله)، ومثله في منهج المقال: ١٧٩، ومجمع الرجال ٣: ١٩٢، ونقد الرجال: ١٦٧، وجامع الرواة ١: ٤٠٠، وتنقيح المقال ٢: ٨٦، ومعجم رجال الحديث ٩: ٣٢.

(٨) رجال الشيخ: ٢١٧ / ٣.

٦٧

[١٢٩٢] شُعَيْبُ بن عُمَارَة المـَرْهَبِيُّ الهَمْدَانِيُّ:

مولاهم، الكوفي، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (١) .

[١٢٩٣] شُعَيْبُ بن فضالة الجُعْفِيُّ:

مولاهم، كوفِيُّ، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٢) .

[١٢٩٤] شُعَيْبُ بن مَرْثد (٣) :

أخو (مفضّل بن مَرْثَد) من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٤) .

[١٢٩٥] شُعَيْبُ بن مِقْلاص اليَرْبُوعِيُّ:

الكُوفِيُّ، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٥) .

[١٢٩٦] شُعَيْبُ:

مولى علي بن الحسينعليهما‌السلام ، روى في الكشي بإسناده عن يونس بن عبد الرحمن، عن داود الرقي، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: شُعَيْبُ مولى علي بن الحسين (عليهما السّلام) وكان فيما علمناه خياراً(٦) .

ولم يذكر ابن شهرآشوب في مناقبه من مواليه غيره، وقال: مِن

__________________

(١) رجال الشيخ: ٢١٧ / ٨.

(٢) رجال الشيخ: ٢١٧ / ٦.

(٣) ضبط بالزاي بدلاً عن الثاء المثلثة أي: (مزيد)، كما في رجال الكشي ٢: ٦٧٢ / ٧٠١ ورجال البرقي: ٢٩، ورجال العلاّمة: ١٦٧ / ٢، ورجال ابن داود: ١٩٢ / ١٥٩٥ في ترجمة أخيه (مفضل)، ومجمع الرجال ٣: ١٩٣، ونقد الرجال: ١٦٨.

وأُشير إلى كلا الاسمين (مرثد ومزيد) في جامع الرواة ١: ٤٠١، وتنقيح المقال ٢: ٨٧، ومعجم رجال الحديث ٢: ٨٧.

(٤) رجال الشيخ: ٢١٨ / ٢٤، ورجال البرقي: ٢٩ مع وصفه بالكاتب.

(٥) رجال الشيخ: ٢١٧ / ٤.

(٦) رجال الكشي طبعة جامعة مشهد: ١٢٨ / ٢٠٥ وفي الطبعة المحققة ١: ٣٤ / ٢٠٥ صحّف (خياراً) إلى (جباراً)، وفي حاشية الأصل: (خيِّراً: نسخة بدل)، والظاهر صحة ما في هذه النسخة.

٦٨

مواليه: شعيب(١) ، وفيه إشارة إلى كثرة اختصاصه به واستقامته معهعليه‌السلام .

[١٢٩٧] شُعَيْبُ بن مَيْثَمِ التمُّار الأسَدِيّ:

مولاهم، كُوفِي، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٢) .

[١٢٩٨] شُعَيْبُ بن نافِع الأُمَوِيُّ:

مولاهم، الكوفي، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٣) .

[١٢٩٩] شَوْذَبُ مولى شاكر:

من شهداء الطفّ، وفي الحدائق الورديّة لبعض علماء الزيديّة في ذكر من قتل معهعليه‌السلام وَشَوْذَبُ، مولى شاكر، وكان مُتقدماً في الشيعة(٤) ، انتهى.

[١٣٠٠] شِهابُ بن زَيْد البارقي:

الكُوفِيُّ، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٥) .

[١٣٠١] شِهابُ بن محمّد الزبيْدِيّ:

الكُوفِيُّ، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٦) .

__________________

(١) مناقب ابن شهرآشوب ٤: ١٧٧.

(٢) رجال الشيخ: ٢١٧ / ٩، ورجال البرقي: ٢٩.

(٣) رجال الشيخ: ٢١٧ / ٥، ورجال البرقي: ٢٩.

(٤) الحدائق الوردية في تراجم أئمة الزيدية / مخطوط.

(٥) رجال الشيخ: ٢١٨ / ١٣.

(٦) رجال الشيخ: ٢١٨ / ١٥.

٦٩

باب الصاد

[١٣٠٢] صَابِرُ:

روى عنه: شُعَيْبُ الحَدَّاد، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (١) .

[١٣٠٣] صَابِرُ بن عبد الله الهَاشِمِيُّ:

مولاهم، كوفي، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٢) .

[١٣٠٤] صَابِرُ مولى بسَّام:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٣) وفي النجاشي: بسام بن عبد الله الصَّيرفي، مولى بني أسَد، روى عن أبي عبيد اللهعليه‌السلام له كتاب.

ثم ذكر طريقه إليه، عن العدة، عن ابن قولويه، عن ابن الوليد، عن الصفار، عن الزيات، عن صفوان بن يحيى، عن أبي الصبّاح، عنه(٤) . وكلّهم من عيون الطائفة.

وفي [المنتهى(٥) ]: وفي رواية صفوان عنه ولو بواسطة دلالة على وثاقته، وهو عند النجاشي إمامي(٦) .

__________________

(١) رجال الشيخ: ٢٢٠ / ٣٣.

(٢) رجال الشيخ: ٢٢٠ / ٣٤.

(٣) رجال البرقي: ٤٧، وفيه: (صابر بن عبد الله بن بسام)، ولعله محرّف، وما في بعض أسانيد الكافي ٣: ٣١٧ / ٢٦ وتهذيب الأحكام ٢: ٩٦ / ٣٥٧ موافق لما في الأصل.

(٤) رجال النجاشي: ٢٠٣ / ٥٤٣.

(٥) في الأصل والحجرية: « التعليقة » بدلاً عن « المنتهى » والصحيح ما ذكرناه بين المعقوفتين، وسيأتي تخريجه عن المنتهى، إذ لا وجود له في تعليقة الوحيد على المنهج.

(٦) منتهى المقال: ١٦٥.

٧٠

[١٣٠٥] صَابِرُ مولى مُعَاذ:

بيّاع الأكسيَة، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (١) .

[١٣٠٦] صَارِمُ بن علْوَان الجوخي (٢) :

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٣) .

[١٣٠٧] صَالِح الأبْزَارِيُّ:

كوفي، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٤) .

[١٣٠٨] صَالِح أبو خَالِد القَمّاط:

يأتي في ابن خالد(٥) .

[١٣٠٩] صَالِح أبو مقاتل الدَّيْلَمِيُّ:

نقل النجاشي عن الغضائري أنه صنّف كتاباً في الإمامة كبيراً، حديثاً وكلاماً، وسمّاه: الاحتجاج(٦) .

وأجاد أبو علي في قوله: ويظهر ممّا ذُكر كونه من علماء الإمامية، مضافاً إلى ذكر الغضائري إيّاه، وعدم طعنه فيه، مع عدم سلامة جليل عن طعنه(٧) .

__________________

(١) رجال الشيخ: ٢٢٠ / ٣٢.

(٢) في المصدر: « الجوحي » بالجيم والواو والحاء المهملة، وفي مجمع الرجال: « الخوجي » بالخاء المعجمة والواو والجيم، وما في منهج المقال: ١٨٠، ونقد الرجال: ١٦٨، وجامع الرواة ١: ٤٠٤، وتنقيح المقال ٢: ٩٠، ومعجم رجال الحديث ٩: ٤٩ موافق لما في الأصل وهو (الجوخي) بالجيم والواو والخاء المعجمة.

(٣) رجال الشيخ: ٢٢٠ / ٤٣.

(٤) رجال الشيخ: ٢١٩ / ١٣.

(٥) سيأتي برقم: [١٣١٤].

(٦) رجال النجاشي: ١٩٨ / ٥٢٧.

(٧) منتهى المقال: ١٦٢، وقوله الأخير فيه مبالغة ظاهرة، نعم تعرض إلى بعض الثقات المتفق على وثاقتهم فجرحهم، لكنه وثق الكثيرين من الأجلاء من دون إشارة الشك في وثاقتهم.

وبالجملة فكتاب رجال ابن الغضائري غير معتبر عند بعض المحققين، لعدم ثبوت نسبته أولاً إلى الأب أو الابن وهذا سهل ولتعرضه بالتجريح لبعض الأجلاء.

٧١

[١٣١٠] صَالحُ بن أبي الأسودِ اللّيْثيُّ:

مولاهم، كوفِيٌّ، أسْنَدَ عنه، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (١) . وفي الفهرست: له كتاب(٢) .

عنه: عثمان بن عيسى(٣) ، والحسن بن علي(٤) .

[١٣١١] صَالِح بن أبي حَمّاد:

أبو الخَيْر الرَّازِي، روى الكشي عن علي بن محمّد القتيبي، قال: سمعت الفضل بن شاذان يقول في أبي الخير وهو صالح بن سَلَمَة بن أبي حَمّاد الرَّازي كما كني. وقال: كان أبو محمّد الفضل يرتضيه ويمدحه(٥) .

ويروي عنه: سعد بن عبد الله(٦) ، وأحمد بن أبي عبد الله(٧) ، وعلي بن محمّد الكُلَيْني من مشايخ ثقة الإسلام(٨) والحسين بن الحسن الهاشمي(٩) . منهم(١٠) ، ومحمّد بن الحسن، منهم(١١) ، ومحمّد بن أبي عبد الله

__________________

(١) رجال الشيخ: ٢١٨ / ٤.

(٢) فهرست الشيخ: ٨٤ / ٣٦١.

(٣) الكافي ٣: ٤٩٥ / ٢.

(٤) الكافي ٤: ٤٦٥ / ٦.

(٥) رجال الكشي ٢: ٨٣٧ / ١٠٦٨.

(٦) عيون أخبار الامام الرضاعليه‌السلام ١: ٤١ / ٢، ورجال النجاشي: ١٩٨ / ٥٢٦.

(٧) فهرست الشيخ: ٨٤ / ٣٥٩.

(٨) الكافي ٥: ٥٤١ / ٥.

(٩) الكافي ٥: ١٠٩ / ١.

(١٠) أي: من مشايخ ثقة الإسلام الكلينيقدس‌سره

(١١) الكافي ٨: ١٥٨ / ١٥٣، من الروضة.

٧٢

جعفر الأسدي(١) ، وهم أجلاّء الشيوخ.

وفي التعليقة: روى عنه محمّد بن أحمد بن يحيى، في الصحيح، في العيون(٢) . ولم يُسْتَثْنَ(٣) .

وبعد جزم الفضل بصلاحه، ورواية هؤلاء عنه، لا يُصْغى إلى ما في النجاشي: وكان أمره ملتبساً يعرف وينكر(٤) ، انتهى.

والظاهر انه تبع الغضائري، المقدوح (في)(٥) تضعيفاته(٦) .

[١٣١٢] صَالِح بن أبي صَالِح:

قال الشيخ الطوسي في كتاب الغيبة -: وقد كان في زمن السُّفراء المحمودين أقوام ثقات ترد عليهم التوقيعات من قبل المنصوبين للسَّفارة من الأصل، منهم: أبو الحسين محمّد بن جعفر الأسَدي، أخبرني أبو الحسين ابن أبي

__________________

(١) الكافي ٨: ١٥٨ / ١٥٣، من الروضة (وهي نفس الرواية السابقة)

(٢) عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ٢: ١٨٥ / ٢.

(٣) تعليقة الوحيد على منهج المقال: ١٨٠.

وقوله: (ولم يستثن)، يمكن قراءته على الوجهين (بالبناء للمجهول) فيكون نائب الفاعل صالح بن أبي حماد، و (بالبناء للمعلوم) فيكون الفاعل ضمير مستتر تقديره (هو) يعود إلى ابن الوليد، أو الشيخ الصدوق؛ إذ أراد به الإشارة إلى ما ذكره النجاشي في ترجمة محمّد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري: ٣٤٨ / ٩٣٩ من أن محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد شيخ الصدوق كان يستثني من روايات محمّد بن أحمد بن يحيى ما رواه عن جماعة، ثم بين النجاشي أسماءهم ولم يذكر فيهم صالح بن أبي حماد، وقد تابع الصدوق شيخه ابن الوليد على ذلك، فدل هذا على أن ما رواه محمّد بن أحمد بن يحيى، عنه، معتبر عندهما.

(٤) رجال النجاشي: ١٩٨ / ٥٢٦.

(٥) ما بين القوسين من الحجرية.

(٦) ضعّف الغضائريُّ صالحَ بن أبي حماد كما في مجمع الرجال ٣: ٢٠٢، وحصر المصنف القدح في التضعيف ظاهر في التنبيه على اعتبار توثيقاته.

٧٣

جِيْد القُمِّيُّ، عن محمّد بن الحسن بن الوليد، عن محمّد بن يحيى العَطّار، عن محمّد بن أحمد بن يحيى، عن صالح بن أبي صالح، قال: سألني بعض الناس في سنة تسعين ومائتين قبضَ شيءٍ، فامتنعت من ذلك، وكنت أستطلع الرأي، فأتاني الجوابُ بالري -: محمّدُ بن جعفر العربي، فَلْيدفع إليه، فَإنَّه من ثِقاتِنا(١) .

ويشير ذلك إلى كونه وكيلاً، مضافاً إلى رواية محمّد بن أحمد، عنه. ولم يستثن(٢) ، صرّح بذلك في التعليقة(٣) .

[١٣١٣] صَالِح بن الحَكَم النِّيلِيُّ:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٤) له كتاب، يرويه عنه جماعة(٥) ، وقد أوضحنا وثاقته في (قنا)(٦) ، فلاحظ.

[١٣١٤] صَالِح بن خَالِد القَمّاط:

وهو بعينه صالح القماط(٧) ، له كتاب، يرويه الفقيه الجليل أحمد بن ميثم، ومحمّد بن سنان، والقاسم بن إسماعيل(٨) .

[١٣١٥] صَالِح الخُراسانِيُّ:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٩) .

__________________

(١) كتاب الغيبة للشيخ الطوسي: ٢٥٧.

(٢) تعليقة الوحيد على منهج المقال: ١٨٠.

(٣) تقدم ما له علاقة بالمقام في الهامش رقم (٣) في الترجمة [١٣١١]، فراجع.

(٤) رجال الشيخ: ٢١٩ / ٦.

(٥) رجال النجاشي: ٢٠٠ / ٥٣٣.

(٦) تقدم في الفائدة الخامسة من الخاتمة، برمز (قنا) المساوي للطريق رقم [١٥١].

(٧) المتقدم برقم: [١٣٠٨].

(٨) روى كتاب القماط في الفهرست: ٨٥ / ٣٦٤ أحمد بن ميثم، والقاسم بن إسماعيل، وفي النجاشي: ٢٠١ / ٥٣٦ محمّد بن سنان.

(٩) رجال الشيخ: ٢١٩ / ١٤.

٧٤

[١٣١٦] صَالِح بن سَعْد الجُعْفِيّ:

الكُوفِي، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (١) .

[١٣١٧] صَالِح بن سَعِيد:

أبو سَعِيد القَمّاطُ؛ كوفيٌّ، له كتاب، في النجاشي: يرويه عنه جماعة منهم: الجليل عُبَيْسُ بن هِشَام(٢) . وعنه: إبراهيم بن هاشم كثيراً(٣) ، والجليل إسماعيل بن مهران(٤) ، وأحمد بن محمّد(٥) .

[١٣١٨] صَالِح بن السّنْديّ:

له كتاب في الفهرست(٦) . عنه: علي بن إبراهيم كثيراً(٧) ، وأبوه(٨) ، وإبراهيم بن مهزيار(٩) ، وأحمد بن محمّد بن عيسى كما في مشتركات الكاظمي(١٠) ، والحجال(١١) ، وأحمد بن أبي عبد الله(١٢) ، وموسى بن عمر(١٣) .

__________________

(١) رجال الشيخ: ٢١٩ / ١٣.

(٢) رجال النجاشي: ١٩٩ / ٥٢٩.

(٣) الكافي ٧: ٢٦١ / ٩، وتهذيب الأحكام ١٠: ٢٩ / ٩٤، وفهرست الشيخ: ٨٥ / ٣٦٢، وغيرها.

(٤) أُصول الكافي ١: ٥٦ / ٨.

(٥) الكافي ٤: ١٢٧ / ٤.

(٦) فهرست الشيخ ٤: ٣٥٨.

(٧) أُصول الكافي ١: ١٤٤ / ١١ و: ١٩٩ / ٣ و ٢: ١٧ / ٨، وتهذيب الأحكام ١٠: ٨٣ من المشيخة في طريقه إلى يونس بن عبد الرحمن، وغيرها.

(٨) أُصول الكافي ٢: ٤٧٢ / ١٠، وتهذيب الأحكام ١: ٩٨ / ٢٥٦.

(٩) تهذيب الأحكام ٥: ٧٣ / ٢٤٢.

(١٠) هداية المحدثين المعروف بمشتركات الكاظمي: ٨١.

(١١) تهذيب الأحكام ١٠: ١٥١ / ٦٠٦.

(١٢) فهرست الشيخ: ٨٤ / ٣٥٨.

(١٣) تهذيب الأحكام ٦: ٧٧ / ١٥٢.

٧٥

ويروي عن جعفر بن بشير، في الكافي، في باب دعائم الإسلام(١) . وفي التهذيب، في باب الحدّ في الفرية والسب(٢) . وفي ترجمة جعفر: روى عنه الثقات(٣) .

[١٣١٩] صَالِح بن سَهْل:

كوفي الأصل، من أهل هَمْدَان، من أصحاب الصادقعليه‌السلام وفيه: صَالِح بن سُهَيل الهَمْدَانِيّ، كوفي(٤) . وفي أصحاب الباقرعليه‌السلام : صَالِح بن سَهْل الهَمْدَاني(٥) . والظاهر تبعاً للسيّد المحقق في التلخيص(٦) أنَّ الكلَّ واحدٌ، وقد يُصَغَّرُ هذا.

ويروي عنه: يونس بن عبد الرحمن، في الكافي، في كتاب التوحيد، في باب الجبر والقدر(٧) . والحسن بن محبوب، فيه، في باب معرفة أوليائهم(٨) ، وفي باب مولد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (٩) وفي باب أنّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أوّل من أجاب(١٠) ، وفي باب طينة المؤمن والكافر(١١) . ومحمّد بن خالد(١٢) .

__________________

(١) أُصول الكافي ٢: ١٧ / ٨ و: ١٨ / ١١.

(٢) تهذيب الأحكام ١٠: ٨١ / ٣١٩.

(٣) رجال النجاشي: ١١٩ / ٣٠٤ قال: « روى عن الثقات، ورووا عنه » وهذا لا يمنع من رواية غير الثقة عنه.

(٤) رجال الشيخ: ٢١٩ / ١١.

(٥) رجال الشيخ: ١٢٦ / ٥.

(٦) تلخيص المقال (الوسيط): ١١٩.

(٧) أُصول الكافي ١: ١١٢ / ١٠.

(٨) أُصول الكافي ١: ٣٦٣ / ١، باب (في معرفتهم أوليائهم ...).

(٩) أُصول الكافي ١: ٣٦٦ / ٦.

(١٠) أُصول الكافي ٢: ٨ / ١.

(١١) أُصول الكافي ٢: ٣ / ٣.

(١٢) أُصول الكافي ٢: ٤ / ٦.

٧٦

وفي روضة الكافي: عن علي بن محمّد، عن صالح بن أبي حمّاد، عن محمّد بن أُورَمَة، عن ابن سِنان، عن المـُفَضَّل، قال: كنت أنا والقاسمُ شريكي وَنْجمُ بن حَطِيم وصَالِحُ بن سَهْل بالمدينة، فتناظرنا في الربوبية، فقال بعضنا لبعض: ما تصنعون؟ نحن بالقرب منه، فليس منّا في تقيّة، قوموا بنا إليه، قال: فقمنا فوالله ما بلغنا الباب إلاّ وقد خرج إلينا بلا حذاء ولا رداء قد قام كلّ شعرة من رأسه منه، وهو يقول: لا لا يا مُفَضَّل ويا قاسم ويا نَجْم، لا لا( بَلْ عِبادٌ مُكْرَمُونَ. لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ ) (١) .

قال بعض المحققين: ولعلّ خطابه لمن عدا صالح، وإنكاره عليهم دونه، دليلٌ على أن صالحاً هو المـُنْكِر للغلوّ والمـُناظِر فيه(٢) ، انتهى.

ويؤيّده ما رواه في الكشي بإسناده عن صَالِح بن سَهْل، قال: كنت أقول في أبي عبد اللهعليه‌السلام بالربوبيّة، فدخلت عليه، فلمّا نظر إليّ قال: يا صالح! إنَّا والله عبيد مخلوقون، لنا والله ربّ نعبده، وإن لم نعبده عذّبنا(٣) . ويعلم منه أنّه كان فيه شيء وزال لرواية ابن محبوب ويونس(٤) ، عنه بعد الصادقعليه‌السلام .

وفي الكافي: في الصحيح عن الحسن بن محبوب، عن صالح بن سَهْل، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام : إنَّ بعضَ قُريشٍ قال لرسول الله:

__________________

(١) الأنبياء: ٢١ / ٢٦ ٢٧، والرواية في روضة الكافي ٨: ٢٣١ ٢٣٢ / ٣٠٣.

(٢) لم نجد القائل في جميع ما لدينا من كتب الرجال وشروح الكافي، ولعل القائل هو المحقق صدر الدين في حواشيه على منتهى المقال، إذ لم يذكره في فوائد الخاتمة إلاّ موصوفاً بالمحقق، والله العالم.

(٣) رجال الكشي ٢: ٦٣٢ / ٦٣٢.

(٤) كما مرّ في كلام المصنّف آنفا، وتم تخريج ما روياه عنه في هامشه.

٧٧

بأيّ شيءٍ سبقت الأنبياء وأنت بُعِثْت آخرهم وخاتمهم؟

فقال: إنّي كنت أوَّل من آمن بربي، وأوّلَ من أجاب حيث أخذ اللهُ ميثاقَ النبيّين، وأشهدهم على أنفسهم: ألست بربكم؟ فكنت أوّل نبيّ قال: بلى، فسبقتهم بالإقرار بالله عزّ وجلّ(١) .

ومع ذلك، ففي الخلاصة عن الغضائري: صَالِح بن سَهْل الهَمْدانِيّ، كوفيٌّ غالٍ، كَذّابٌ، وَضّاعٌ للحديث، روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام . لا خير فيه، ولا في سائر ما رواه. وفيه أيضاً: وذكر الشيخ الطوسي في كتاب الغيبة، أنّه من المذمومين صالح بن محمّد بن سهل الهمداني(٢) . والظاهر أنّه هذا(٣) ، انتهى.

قلت: أمّا كلام الغضائري، فالحقّ: أنه لا خير فيه، وكيف خَفِي غلوّه وكذبه على مثل يونس وابن محبوب المعاصرين له، الآخذين عنه؟ وعلى ثقة الإسلام الذي أخرج أخباره في جامعه؟! مع أن فيها ما ينافي الغلوّ، ولا يروي الغالي منه ما مرّ، والشيخ ذكره في مواضع عديدة ولم يُشِرْ إليه.

وأمّا كلام الخلاصة، واستظهاره كونه هو المذموم في الغيبة، فإن فيه اشتباهاً، فإن الخَبر الذي استشهد به الشيخ لذم صالح، موجود في الكافي(٤) ، والتهذيب(٥) ، صورته:

__________________

(١) أُصول الكافي ٢: ٨ / ١.

(٢) كتاب الغيبة للشيخ: ٢١٣.

(٣) رجال العلاّمة الحلّي: ٢٢٩ ٢٣٠ / ٢، وسيأتي في كلام المصنّف ردّ هذا الاستظهار، فلاحظ.

(٤) أُصول الكافي ١: ٤٦٠ / ٢٧.

(٥) تهذيب الأحكام ٤: ١٤٠ / ٣٩٧.

٧٨

علي بن إبراهيم، عن أبيه، قال: كنت عند أبي جعفرعليه‌السلام إذ دخل عليه صالح بن محمّد بن سهل، وكان يتولى له الوقف بقم، فقال: يا سيدي اجعلني من عشرة آلاف في حلٍّ، فإني أنفقتها، فقال له: أنت في حلٍّ، فلما خرج قال أبو جعفرعليه‌السلام : أحدهم يثب على أموال آل محمّدعليهم‌السلام . إلى آخره.

وقد عرفت أن صالح بن سهل من أصحاب الباقر والصادق (عليهما السّلام)(١) ، وهذا من أصحاب الجوادعليه‌السلام (٢) والأوّل ابن سَهْل، وهذا ابن محمّد بن سهل، وليس في الخبر أنّه هَمْدَانيٌّ، ولو كان، فهو ابن أخيه. فاحتمال الاتحاد فاسدٌ جدّاً.

ولصالح في الكافي في باب أنّ الأئمةعليهم‌السلام نور الله(٣) ، خبر شريف في تأويل آية النور، يظهر منه استقامته، وعدم غلوّه، بل كونه من حملة أسرارهم.

[١٣٢٠] صَالِح بن شُعَيْب:

يروي عنه الصدوق مترضياً(٤) .

[١٣٢١] صَالِح بن صَالِح الهَمْدَانِيّ:

الثَّوْري، كوفي، أخو الحسن بن صالح بن حي، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٥) .

[١٣٢٢] صَالِح بن عبد الله الأحول:

الكُوفِيُّ، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٦) .

__________________

(١) كما مرّ آنفاً في أول ترجمته.

(٢) رجال الشيخ: ٤٠٢ / ٣، وذكره في أصحاب الإمام الهاديعليه‌السلام ، ووثقه: ٤١٦ / ١.

(٣) أُصول الكافي ١: ١٥١ / ٥.

(٤) كمال الدين ٢: ٥٠٣ / ٣٢.

(٥) رجال الشيخ: ٢١٨ / ٣.

(٦) رجال الشيخ: ٢١٩ / ٩.

٧٩

[١٣٢٣] صَالِح بن عبدِ الله الخَثْعَمِيُّ:

الكُوفِيُّ، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (١) واحتُمل اتحاده مع سابقه. عنه: ابن أبي عمير في التهذيب، في باب الزيادات في الصيام(٢) وابن فضّال(٣) فيه. وفي التهذيب، في كتاب الصوم(٤) وفضالة في التهذيب، فيه(٥) وعلي بن إبراهيم(٦) .

[١٣٢٤] صَالِح بن عُقْبَةَ بن قَيْس بن سَمْعَان:

ذكرنا الأمارات الدالة على مدحه، بل وثاقته في (قنب)(٧) ، فراجع.

[١٣٢٥] صَالِح بن محمّد، الصَرَّامي:

شيخُ شيخِنا أبي الحسن الجُنْدي. إلى آخر ما في النجاشي(٨) ، ولا يخفى ما فيه من المدح.

[١٣٢٦] صَالِح بن مُسْلِم الجُعْفِيّ:

مولاهم، كوفيٌّ، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٩) .

__________________

(١) رجال الشيخ: ٢١٨ / ٥.

(٢) تهذيب الأحكام ٤: ٣٠٣ / ١٠٣٠.

(٣) لم يرو عنه ابن فضال لا في الباب المذكور، ولا في غيره من أبواب التهذيب وسوف نبين الاشتباه الحاصل في الهامش اللاحق.

(٤) الظاهر وقوع الاشتباه بـ (فضالة) الذي روى عنه في التهذيب وأمّا ابن فضال، فكما ذكرنا لم يرو عنه في التهذيب، بل روى عنه في الفقيه ٢: ٩٦ / ٤٣٤، والكافي ٤: ١٢٢ / ٧ كلاهما في كتاب الصوم.

(٥) تهذيب الأحكام ٤: ١٨٧ / ٥٢٣، باب نيّة الصيام.

(٦) الكافي ٤: ١٤١ / ٣.

(٧) مرَّ في الفائدة الخامسة برمز (قنب)، المساوي للطريق رقم [٢٥٢].

(٨) رجال النجاشي: ١٩٩ / ٥٢٨.

(٩) رجال الشيخ: ٢١٩ / ١٢.

٨٠

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

تتمة : [١٥]

ا لتنكير في قولهعليه‌السلام  : «وَجَعَلَكَ آيةً من آيات مُلكِهِ » ، يمكن أن يكون للنوعيّة ، كما قالوه في قوله تعالى :( وعلى أبصارهم غشاوة ) (١) (٢) ، والأظهر أن يُجعل للتعظيم.

فإن قلت : احتمال التحقير أيضاً قائم ، وهذا كما قالوه في قوله تعالى :( إِنِّي أَخَافُ أَن يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِّنَ الرَّحْمَن ) (٣) : إنّ التنكير فيه يحتمل التعظيم والتحقير معاً ، أي عذاب شديد هائل ، أو عذاب حقير ضعيف ، فلمطويت عنه كشحاً!؟.

قلت : الاحتمالان في الآية الكريمة متكافئان بحسب ما يقتضيه الحال ، فلذلك جوزهما علماء المعاني من غيرترجيح ، بخلاف ما نحن فيه ، فان الحمل على التحقير وان كان لا يخلو من وجه ـ أيضاً ـ نظراً إلى ما هو أعظم منه من آيات ملكه جلَّ شأنه ، إلَّا أنَّ الحمل على التعظيم كأنَّه أوفق بالمقام ، وأنسب بمقتضى الحال ، فلذلك ضربت عن ذكره صفحاً.

وإن أبَيْت إلَّا أن تساوي الأمرين في ذلك فلا مشاحة معك ، وللناس فيما يعشقون مذاهب.

و قولهعليه‌السلام  : « وامتهنك » إلى آخره ، مبين ومفسّر للآية والعلامة ، وكون إحدى الجملتين مبيناً ومفسراً لبعض متعلقات الاُخرى لا يوجب كمال الاتصال بينهما المقتنر لفصلها عنها ، إنَّما الموجب له أن تكون الثانية مبينة وكاشفة عن نفس الأولى ، كما في قوله تعالى :( فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ

________________________

(١) البقرة ، مدنية ، ٢ : ٧.

(٢) أنظر الكشاف للزمخشري ١ : ٥٣.

(٣) مريم ، مكية ، ١٩ : ٤٥.

١٠١

يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ ) (١) فان القول المذكور مبين للوسوسة وكاشف عنها.

وأما امتهان القمر بالأمور المذكورة فهو نفس علامة الملك والسلطنة ، لانفس جعله علامة لهما ، فلا مانع من وصل جملته بجملة الجعل فتدبر ، على أنّ أحوال القمر التي هي علاماتٌ لملكه وسلطانه جلَّ شأنه ليست منحصرة في الامتهان بالأمور المذكورة بل لها أفراد أُخر ، وكذلك الجعل المذكور ، فوصل جملة الامتهان بما قبلها يجري مجرى عطف الخاص على العام كما لا يخفى.

وتقديم الظرفين في قولهعليه‌السلام  : » أنت له مطيع وإلى إرادته سريع « للدلالة على الاختصاص ، كما في قوله تعالى :( لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ ) (٢) .

ويمكن أن يكون رعاية السجع أيضاً ملحوظة ، والله أعلم [١٦ / أ].

إيضاح :

الباء في قولهعليه‌السلام  « نوّر بك الظُلَم » إما للسببية أو للالة.

ثم إنَّ جعلنا الضوء عرضاً قائماً بالجسم ـ كما هو مذهب أكثر الحكماء(٣) ، ومختار سلطان المحققين قدّس الله روحه في التجريد(٤) ـ فالتركيب من قبيل سوّدت الشيء وبيّضته ، أي صيرته متصفاً بالسواد والبياض.

و إن جعلناه جسما ـ كما هو مذهب القدماء من أنه أجسام صغار شفافة تنفصل عن المضيء وتتصل بالمستضيء ـ فالتركيب من قبيل لبّنته وتمرته ، أي صيّرته ذا لبن أو تمر(٥) .

________________________

(١) طه ، مكية ، ١٢٠ : ٢٠.

(٢) التغابن ، مدنية ، ٦٤ : ١.

(٣) منهم الفخر الرازي ، انظر التفسير الكبير ١٧ : ٣٥.

(٤) تجريد الاعتقاد : ١٦٧.

(٥) للتوسعة في بحث الضوء أُنظر مطالع الأنظار شرح طوالع الأنوار ١ : ٢٤٥ ، كشّاف اصطلاحات

١٠٢

وهذا القول وإن كان مستبعداً بحسب الظاهر إلّا أنَّ إبطاله لا يخلو من إشكال ، كما أنَّ إثباته كذلك.

و قد استدلوا عليه : بأنَّه متحرك منتقل ، فإنه ينحدر من الشمس إلى الأرض ، وينتقل من مكان إلى آخر ، والأعراض ليست كذلك.

وأجاب القائلون بعَرضيّته : بأنه ليس ثمة حركة وانتقال ، وإنَّما هو حدوث ؛ فإن مقابلة الجسم الكثيف للمضيء معدّ لحدوث الضوء فيه ، والحركة والانتقال محض توهّم.

وسببه : أنَّ حدوث الضوء في الجسم السافل لما كان بسبب مقابلته للجسم العالي تُخيِّل أنَّه انحدر من العالي إلى السافل.

وحدوثه في القابل لما كان تابعاً لوضعه ومحاذاته للمضيء ـ بحيث إذا زالت تلك المحاذاة إلى قابل آخر زال الضوء عن الأول وحدث في ذلك الآخر ـ ظُنّ أنّه انتقل من الأول إلى الثاني.

واستدلوا على بطلان القول بجسميته : بأنّه محسوس بحس البصر ، فلو كان جسماً [١٦١ / ب] لكان ساتراً لما يحيط به ، وكان الأشد ضوءاً أشد استتاراً.

واعترض عليه : بأنَّ الحائل بين الرائي والمرئي إنَّما يستر المرئي إذا كان كثيفاً لعدم نفوذ شعاع البصر فيه أما إذا كان شفافاً فلا ؛ فإن صفحة البلّور تزيد ما خلفها ظهوراً وانكشافاً ، ولذلك يستعين بها الطاعنون في السن على قراءة الخطوط الدقيقة.

واُجيب عنه : بانه لو كان جسماً لم تكن كثرته موجبة لشدة الإحساس بما تحته ، لأنّ الحس يشتغل به ، فكلَّما كان أكثركان الاشتغال به أكثرفيقل الاحساس بما وراءه ، ألا ترى أنَّ تلك الصفحة إذا غلظت جدا أوجبت لما تحتها ستراً ، وأنَّ الاستعانة بالرقيقة منها إنَّما هي للعيون الضعيفة لاحتياجها إلى جمع

__________________

الفنون ١ : ٨٧٠ وغيرها.

١٠٣

الروح الباصرة ـ على ما بُينّ في موضعه ـ دون القوية ، بل هي حجاب لها عن رؤية ما وراءها. هكذا أورده شارح المواقف(١) ، والشارح الجديد للتجريد(٢) .

و أقول : في هذا الجواب نظر ، فإنَّ لهم أن يقولوا أنَّ الملازمة ممنوعة ، فإن بعض الأجسام الشفافة يوجب كثرتها وغلظها زيادة ظهور ما خلفها لحس البصر ، ولهذا ترى الشمس والقمر وسائر الكواكب حال كونها قريبة من الأفق ، أعظم منها حال كونها على سمت الرأس ، مع أنّها وهي على الاُفق ، أبعد عنّا منها وهي على سمت الراس بأزيد من نصف قطر الأرض ، كما لا يخفى على من له أدنى تخيل ؛ وما ذلك إلّا لأن سمك البخار وغلظه بين البصر والكوكب حال قربه من الأفق أكثر مما بينهما حال كونه على سمت الرأس كما بُيّن باستبانة الثاني من ثالثة [١٧١ / أ] كتاب الأصول.

وكذلك حال الصفحة من البلور ، فإنّها إذا رقّت جداً لم تؤثر في الإعانة على قراءة الخطوط الرقيقة ، بل لا بدّ لها من غلظ يعتدّ به ، ومن ثم نرى الطاعنين في السن ربما يستعينون بمضاعفتها على قراءة تلك الخطوط ، على أنّه لا يلزم من كون ازدياد ثخن البلور مؤدياً إلى ستر ما وراءه أن يكون ازدياد ثخن كلّ شفاف مؤدياً إلى ذلك.

ألا ترى أنّ ثخن مجموع كرتي الهواء والنار والأفلاك التي تحت فلك الثوابت تزيد على خمسة وعشرين ألف ألف فرسخ كما بينوه ، ومع ذلك لا تحجب أبصارنا عن رؤية ما وراءها ، ولم لا يجوز أن لا تصل مراتب ثخن الضوء ـ على تقدير جسميته ـ إلى حدّ يصير به عائقاً عن الاحساس بما خلفه ؛ وأن يكون الضوء بالنسبة إلى كلّ العيون بمنزلة الصفحة الغير الغليظة جدا من البلور بالنسبة إلى عيون الطاعنين في السن.

________________________

(١) شرح المواقف ٢ : ١٤٩ ، وما بعدها ، القسم الثاني من المبصرات.

(٢) شرح التجريد : ٢٤١ ، عند قول الخواجه نصير : « ولو كان الثاني جسماً لحصل ضد المحسوس ».

وأنظر كشف المراد : ٢٣٢.

١٠٤

فكما أنَّ هذه لا تبصر الأشياء الصغيرة والخطوط الدقيقة إلّا بتوسط تلك الصفحة ، فكذلك تلك لا تبصر شيئاً من الأشياء إلّا بتوسط الضوء ، وكما أنَّ هذه لا تشغل البصر عن الإحساس بما وراءها فكذلك تلك والله أعلم بحقائق الاُمور.

تبصرة :

لعلّهعليه‌السلام  أراد بالظلم في قوله : « نوّر بك الظُلَم » الأهوية المظلمة ، لا الظلمات أنفسها ، فإنّها لا تتصف بالنور.

و تجويز كونهعليه‌السلام  أراد ذلك مبني على أن الهواء يتكيّف بالضوء ، وهو مختَلَف فيه ، فالذين جعلوا اللون شرطاً في التكيف بالضوء منعوا منه.

و أورد عليهم : أنّا نرى عند الصبح ما يقارب الاُفق مضيئاً ، وما هو إلّا الهواء المتكيف بالضوء.

و أجابوا : بأن ذلك للأجزاء البخارية المختلطة به ، والكلام في الهواء الصّرف الخالي من الشوائب البخارية والدّخانية القابلة للضوء بسبب كونها متلونة في الجملة.

و رده الفخر الرازي : بأنّه يلزم من ذلك أن الهواء كلما كان أصفى كان الضوء الحاصل فيه قبل الطلوع وبعد الغروب أضعف ، وكلّما كان البخار والغبار فيه أكثر كان الضوء أقوى ؛ لكن الأمر بالعكس [١٧١ / ب](١) ، هذا كلامه ، وللتأمل فيه مجال واسع.

واستدل في الملخص على استضاءة الهواء بأنّه لو لم يتكيف بالضوء لوجب أن نرى بالنهار الكواكب التي في خلاف جهة الشمس ؛ لأن الكواكب باقية على ضوئها ، والحس لم ينفعل على ذلك التقدير من ضوء أقوى من ضوئها يمنع

________________________

(١) حكاه عنه شارح المواقف ٢ : ١٥٤.

١٠٥

الإحساس بها(١) .

والحق أن تكيّف الهواء بالضوء في الجملة مما لا ينبغي أن يرتاب فيه فارادتهعليه‌السلام  بالظُلم الأهوية المظلمة لا مانع منه.

ويجوز أن يريدعليه‌السلام  بالظُلَم الأجسام المظلمة سوى الهواء ، وهذا أحسن ؛ لاستغنائه عن تجشم الاستدلال على قبول الهواء للضوء ، وسلامته عن ثبوت الخلاف ، والله أعلم.

إكمال :

يمكن أن يكون مرادهعليه‌السلام  بتنوير الظلم إعدامها ، بإحداث الضوء في محالّها ، وهذا يبتني على القول بأن الظُلمه كيفية وجودية ، كما ذهب إليه جماعة ، وهذا الرأي وان كان الأكثر على بطلانه إلا أنّ دلائلهم على بطلانه ليست بتلك القوة ، فهو باق على أصل الإمكان إلى أن يذود عنه قاطع البرهان ، فلو جوّز مجوّز احتمال كونه أحد محامل كلامهعليه‌السلام  لم يكن في ذلك حرج.

و أجود تلك الدلائل ما ذكروا من : أنّ الظلمة لو كانت كيفية وجودية لكانت مانعة للجالس في الغار المظلم من رؤية من هو في هواء مضيء خارج الغار ، كما هي مانعة له من إبصار من هو في الغار ، وذلك للقطع بعدم الفرق في الحائل المانع من الإبصار بين أن يكون محيطا بالرائي أو بالمرئي أو متوسطاً بينهما.

و ربما منع ذلك بأنها ليست بمانعة ، بل إحاطة الضوء بالمرئي شرط للرؤية ، وهو منتف في الغار ر [١٨ / أ] ، أو يقال : العائق عن الرؤية هو الظلمة(٢) المحيطة بالمرئي لا الظلمة المحيطة بالرائي ، أو الظلمة مطلقاً.

وليس ذلك بأبعد مما يقال : شرط الرؤية هو الضوء المحيط بالمرئي ، لا

________________________

(١) الملخص : مخطوط.

(٢) في المصدر الآتي : « هو الضوء المحيط ». ولعل الصحيح المثبت بمقارنة ما بعده. وانظر شرح المراقف ٢ : ١٤٩.

١٠٦

الضوء المحيط بالرائي ، ولا الضوء مطلقاً.

وقولهم : لا فرق في الحائل بين أن يكون محيطاً بالرائي أو المرئي مسلّم فيما إذا كانت ذات الشيء مانعة من الإبصار ، لا فيما تكون مانعة بشرطه ، هكذا أورده الشارح الجديد للتجريد(١) ، وهو كلام جيّد لا غبار عليه.

وقال الفخر الرازي في المباحث المشرقية : الظلمة أمر عدّمي ، لأنا إذا غمضنا العين كان حالنا كما إذا فتحناها في الظلمة ، فكما أنّا عند التغميض لا ندرك شيئاً ، فكذلك إذا فتحناها في الظلمة وجب أن لا ندرك كيفية في الجسم المظلم ، ولأنّا لو قدّرنا خلو الجسم عن النور من غير انضياف صفة اُخرى إليه لم يكن حاله إلّا هذه الظلمة ، ومتى كان كذلك لم تكن الظلمة أمراً وجودياً(٢) . إنتهى كلامه.

و أورد عليه : أنّه كلام ظاهري إقناعي ، يتطرق إليه الخدش والمنع من جوانبه ، ومثله في المقام البرهاني مما لا يصغى إليه.

توضيح حال :

أ رادعليه‌السلام  « بالزيادة والنقصان » زيادة نور القمر ونقصانه بحسب ما يظهر للحس ، لأن الزيادة والنقصان حاصلان له في الواقع وبحسب نفس الأمر ، لأن الأزيد من نصفه منير دائماً ، كما بيّن في محله ، وأمّا زيادته في الاجتماع ونقصانه في الاستقبال كما هو شأن الكرة الصغيرة المتنيرة من الكبيرة حالتي القرب والبعد فليس الكلام فيهما ، إنّما الكلام في الزيادة والنقصان المسببين عن البعد والقرب ، المدركين بالحس.

وربّما يتراءى لبعض الأفهام من ظاهر قولهعليه‌السلام  : « وامتهنك بالزيادة والنقصان » أنّ زيادة نور القمر ونقصانه المحسوسين واقعان بحسب الحقيقة ، وحاصلان في نفس الأمر ، كما هو معتقد كثير من الناس ، وهذا وإن كان ممكناً

________________________

(١) شرح التجريد لعلاء الدين القوشجي : ٢٤٢ ، عند شرح قول المحقق الطوسي : والظلمة عدم ملكة.

(٢) المباحث المشرقية ١ : ٣٠٤ ، ألفصل الثامن من الباب الثالث في الكيفيات المبصرة.

١٠٧

نظراً إلى قدرة الله تعالى ـ على أن يحدث في جرمه أول الشهر شيئاً يسيراً من النور ، ويزيده على التدريج إلى أن يصير بدراً ، ثم يسلبه عنه شيئاً فشيئاً إلى المحاق ـ إلّا أن حمل كلامهعليه‌السلام  على ما هو متفق عليه بين أساطين علماء الهيئة حتى عدّ من الحدسيات أليق وأولى ، وهم مع قطع النظر عما أوجب تحدّسهم بذلك إنّما اقتبسوا هذا العلم من أصحاب الوحي سلام الله عليهم ، كشيث [١٨ / ب ] على نبينا وعليه السلام ، المشتهر في زمانهم بفيثاغورس ، وقيل : إنّه أغاتا ريمون(١) ؛ وكإدريس على نبيّنا وعليه السلام ، المدعو على لسانهم بهرمس.

و قد نقل جماعة من المفسرين منهم الشيخ الجليل أبو علي الطبرسي طاب مثواه ـ عند تفسير قوله تعالى :( وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا ) (٢) ـ أنّ علم الهيئة كان معجزة لهعليه‌السلام  (٣) .

و نقل السيد الطاهر ذو المناقب والمفاخر رضي الدين علي بن طاوس ـ قدس الله روحه ـ في كتاب فرج المهموم في معرفة الحلال والحرام من علم النجوم قولاً بأن أبرخس وبطليموس كانا من الأنبياء ، وأنّ أكثر الحكماء كانوا كذلك ، وإنما التبس على الناس أمرهم لأجل أسمائهم اليونانية(٤) (٥) . هذا ما نقله طاب ثراه ، ولا استبعاد فيه(٦) .

________________________

(١) اختلف في ضبطه ، فورد تارة « اغاثاريمون » وأخرى « اغاثاذيمون » وغيرها.

(٢) مريم : مكية ، ١٩ : ٥٦.

(٣) مجمع البيان ٣ : ٥١٩ ، وأنظر أيضاً التفسير الكبير ٢١ : ٢٣٣ / الجامع لأحكام القرآن ١١ : ١١٧ / عرائس المجالس : ٤٩ / فرج المهموم : ٢١ ، ٥٠ ، ٧٨ ومواضع اخر.

(٤) فرج المهموم : ١٥١ حكاه عن كتاب ريحان المجالس وتحفة الموانس تاليف احمد بن الحسين بن علي الرحمي.

(٥) أي لما كانت اسماؤهم موافقة لأسماء بعض حكماء اليونان ، ألّذين ينسب إليهم فساد الإعتقاد ، أشتبه على الناس حالهم ، وظنوا أن أصحاب تلك الأسامي باجمعهم على نهج واحد من الاعتقاد ، منه ـ قدس سره ، هامش الأصل.

(٦) والذي يؤيد ما ذهبا إليه قدس الله ارواحهم رأي جمع من ألمؤرخين منهم المقدسي حيث يقول في كتابه : « ونبأه الله بعد وفاة آدم وأنزل عليه النجوم والطب واسمه عند اليونانيين هرمس »

١٠٨

وكلّ من له أدن خوض في هذا العلم الشريف لا يرتاب في أنّ اصول مطالبه متلّقاة من الأنبياء صلوات الله عليهم ، ويحكم حكماً قطعياً لا يشوبه شوب شبهة بأنّ القوة البشرية لم تستقل بادراك خبايا حقائقه ولم تستبدّ باستنباط خفايا دقائقه ، وأنّ ما وصل إليه أصحاب هذا الفن بأرصادهم الجسمانية مقتبس من مشكاة أصحاب الأرصاد الروحانية سلام الله عليهم أجمعين.

إشارة فيها إنارة :

لمّا كان نور القمر مستفاداً من الشمس ، وكانت أعظم منه كما بُيّن في محله(١) ، كان الأكثرمن نصفه متسنيراً بضوئها دائماً والأقل من نصفه مظلماً دائماً ؛ لما ثبت في الشكل الثاني من مقالة أرسطرخس(٢) فى جرمي النيرين ، من

________________________

وكذلك في مورد آخر : « وأما الحرانية فانهم يقولون : لن تحصى اسماء الرسل الذين دعوا إلى ألله ، وان مشهورهم أراني ، أغتاذيمون ، ـ أو أغاثاذيمون ـ وهرمس ، وسولن جدّ أفلاطون لأمه ، ومن القدماء من يقول ، بنبوة أفلاطون ، وسقراط وأرسطاطاليس ». وحكى ابن أبي أصيبعة في عيون أنبائه عن ، كتاب مختار الحكم ما لفظه « وأما هرمس هذا فهو الأول ولفظه أرمس وهو أسم عطارد ، ويسمى عند أليونانيين أطرسمين ، وعند ألعرب إدريس ، وعند العبرانيين أخنوخ مولده بمصر » ونسب إلى أبي معشر البلخي في كتابه الالوف قوله : « وتسميه الفُرس اللهجد ، وتفسيره ذو ألعدل ، وهو الذي تذكر الحرانية نبوته وهو أول من تكلم في ألأشياء العلوية من الحركات النجومية ، وأن جده كيومرت ـ وهو آدم ـ علّمه ساعات الليل والنهار » ولم يقتصر ذلك على المؤرخين بل ذكره المفسرون أيضاً.

انظرللجميع : مروج الذهب ١ : ٥٠ و ٢ : ١٥٢ / طبقات الحكماء : ٥ ـ ١٠ / عيون الأنباء في طبقات الأطباء : ١ ٣ ـ ٣٢ / البدء والتاريخ ٣ : ١٢ و ٣ : ٨ / تاريخ الحكماء : ١ و ٣٤٦ / تاريخ مختصر الدول ٧ ، ٨ / تاريخ علم الفلك : متفرقة / مجمع ألبيان ٣ : ٥١٩ / التفسير الكبير ٢١ : ٢٣٣ تفسير القرطبي ١١ / ١١٧ / العرائس : ٤٩ / الملل وألنحل ٢ : ٤٧ / فرج ألهموم : ٢٢ / مفاتيح العلوم : ١١٣ / البداية والنهاية ١ : ٩٩ / الكامل في التاريخ ١ : ٣٤ ـ ٣٥ / شرح حكمة الاشراق : ٢١.

(١) قد ثبت في الأجرام : أن ألشمس ستة آلاف وستمائة وأحد وأربعون مثلاً للقمر ، منه. قدّس سره ، هامش المخطوط.

(٢) ارسطرخس ، أو ارسطوخس ، يوناني اسكندراني ، خبير بعلم النجوم ـ الفلك ـ قيّم به ، من أوحدي الناس في زمانه ، له : حد الشمس والقمر. تلمذ عليه الملك بطليموس ، عاش في

١٠٩

 أ نّه إذا قبل الضوء كرة صغرى من كرة أعظم منها كان المضيء من الصغرى(١) أعظم من نصفها(٢) ، والفصل المشترك بين المنير والمظلم منه دائرة قريبة من

________________________

القرن الثالث قبل الميلاد ، وجاء في آخر كتابه : أنّ ارسطرخس أصله أرشطو ، ومعناه الصالح ، وارخش ومعناه الرأس ، فركبوا واسقطوا الواو والألف تخفيفاً.

له ترجمة في تاريخ الحكماء : ٧٠ / الفهرست للنديم : ٣٣٠ / لغة نامه دهخدا « حرف الألف » : ١٨٢٣.

(١) وعلى هذا المطلب دليل لطيف سوى هذا أوردته في حواشي تشريح الأفلاك « منه » قدس ، هامش المخطوط.

(٢) لصعوبة الحصول على المصدر إليك نص الشكل الثاني : ( ب ) اذا قبل الضوء كرة صغرى من كرة عظمى منها ، كان الجزء المضيء منها أعظم من نصفها ، فيقبل الضوء كرة مركزها( أ ) عن كرة أعظم مركزها( ب ). ، وليحط بهما مخروط رأسه ـ ح ـ ومحوره ( ح ب ) ، وليمر به سطح كيف أتفق ، ولتحدث عنه في الكرتين عظيمتا ( ج د ) و ( هـ ز ) وفي المخروط خط ( ح ج ، ح د ) ونصل ( ج د ، هـ ز ) فالقطعة من الكرة ألتي عليها( هـ ط ز ) وقاعدتها الدائرة التي قطرها( هـ ز ) هي التي تقبل الضوء لكونها محاذية لكرة ( د ج ـ ) لأن خير ( ج هـ ، د ز ) من خطوط الشعاعات الواصلة بينها ومركز الدائرة في قطعة ( هـ ط ز ) فهي أعظم من نصف الكرة وذلك ما أردناه.

إليك المخطط.

١١٠

العظيمة تسمى دائرة النور ، وتفصل أيضاً بين المرئي وغير المرئي منه دائرة اُخرى تسمى دائرة الرؤية ، وهي أيضا قريبة من العظيمة وليست عظيمة(١) ؛ لما ثبت في الشكل الرابع والعشرين من مناظر إقليدس(٢) أنّ ما يرى من الكرة يكون أصغر من نصفها(٣) ، ويحيط به دائرة وهاتان الدائرتان يمكن أن تتطابقا

________________________

انظر : كتاب جرمي انيرين وبعديها : ٤ ، ضمن رسائل الخواجة نصير الدين الطوسي.

(١) إعلم أن المحقق النيشابوري أستدل في شرح التذكرة على أن دائرة الرؤية غير عظيمة بأن اقليدس بيّن في الثامن والعشرين من كتاتبه في المناظر[١١] : أنّ ما بين العينين إذا كان اصغر من قطر الكرة رؤي أصغر من نصف. ونحن انما عدلنا عن هذا الاستلال لأنّ المحقق الطوسيقدس‌سره بيّن في تحرير مناظر اقليدس خلاف هذا الشكل ، وفي أخويه ، وهما إذا كان ما بين العين أعظم من قطر الكرة ، رؤي منها أعظم من نصفها ، وإلّا فإنّ المراد بالعين في هذا ألشكل واخويه هما عينا شخصين لا شخص واحد ، لا عينيه بمنزلة عين واحدة عند أصحاب المناظر ، كما صرح به المحقق البيرجندي في شرح التذكرة ، ويظهر من كلام القوم ، منه قدس سره ، هامش ألمخطوط.

(٢) اقليدس الأول ـ ومعناه المفتاح ـ أو اوقليدس بن نوقراطس الدمشقي بن برنيقس ، حكيم فيلسوف رياضي ، يوناني الجنس ، شامي الديار ، نجار الصنعة ، ولد في صور أو الاسكندرية ، أب الرياضيات الفعلية ، له مؤلفات في الهندسة والرياضيات غاية في النفع ، لا زالت هي الأساس في هذا العلم حتى بعد مرور ٢٣ قرناً عليها ، نقلت مؤلفاته إلى العربية بواسطة ألعالم العربي حنين بن إسحاق ، ونقحها ثابت بن قره حدود سنة ٢١١ هـ.

له حكم جليلة منها : قال له رجل : أني لا آلو جهداً في أن أفقدك حياتك ، فقال له : إنّي لا آلو جهداً في أن أفقدك غضبك.

قال له الملك بطليموس ـ وكان يحضر درسه في الرياضيات ـ يوماً ، بعد أن أعياه فهم الدرس : أما هناك طريقة أسهل لفهم الرياضيات؟ فقال له : ليس في ألرياضيات طريق ملكية!!.

وقال : العمل على الإنصاف ترك ألإقامة على المكروه. له مؤلفات منها : اصول اقليدس أو اقليدس تسمية للكتاب باسم المؤلف ، المناظر ، التحرير ، ألمرايا. وخير شروحها شرح الفيلسوف الأعظم الخواجة نصير الدين الطوسي.

له ترجمة في تاريخ اليعقوبي ١ : ١٢٠ / دائرة معارف القرن العشرين ١ : ٤٣٣ / دائرة معارف البستاني ٤ : ٩١ / تاريخ الحكماء : ٦٢ / فهرست النديم : ٣٢٥ / مختصر الدول : ٣٨ / طبقات الحكماء : ٣٩ رقم ١٤ / لغة نامة دهخدا : ٣١٦٩ من حرف الألف.

(٣) لما تقدم في الهامش الأسبق اليك نص المصدر :

ما يرى من الكرة يكون أصغر من نصفها ، وتحيط بها دائرة ، فلتكن الكرة مركزها « أ » ، والبصر « ب » ، ونصل « ب أ » ، ونخرج سطحاً طر ـ به ، ونقطع ألدائرة العظمى في الكرة التي عليها

١١١

[١٩ / ] ، وقد تتفارقان إما متوازيتين أو متقاطعتين ، أو لا ذا ولا ذاك. كما أوضحناه في تعليقاتنا على فارسية الهيئة(١) ولنأخذهما هنا عظيمتين كما فعل بعض

________________________

« ج ح ط د » ، ونرسم على قطر « ب أ » دائرة « أ ب ج » ، ونصل « ب ج » ، « ب د » ، « أج » ، « أ د ». فلأن « أج ب » نصف دائرة تكون زاوية « أج ب » قائمة ، وكذلك زاوية « أ د ب » ، « د ب ج ب د » تماسان دأئرة « ج ح ط » ونصل « ج د » ونخرج من « أ » ، خط « ح أ ط » موازياً له ، فزاوية « ك » قائمة.

واذا أدرنا مثلث « ب ك ج » على محور « ب ك » ألثابت إلى أن يعود إلى موضعه رسمت نقطة « ج » دائرة على ألكرة ، وبكون « ب ج » في جميع المواضع مماسا للكرة ، فترى الكرة بمنزلة تلك الدائرة ، ويكون المرئي منها أقل من نصفها لأن نصف الكرة ما يحويه « ح ج » ، « د ط » و « ج د » المرئي من شعاعي « ب ج » ، « ك د » أقل منه وذلك ما أردناه. وإليك التخطيط :

أنظر كتاب المناظر : ١٠ ، منظر ( كد ) ضمن رسائل الخواجه نصير الدين الطوسي.

(١) إنّ التطابق قد يحصل في ألإجتماع المرئي ، ويقع في كسوف تام. والتواري يكون في الاستقبال إن اتصل سمتهما ، والمخروطي على الاستقامة. والتقاطع كما في التربيع. والتقارن بلا توار ولا تقاطع قد يتحقق في المحاق ، وفي الاستقبال أيضاً ، إذا لم يحصل الشرط المذكور ، منه. قدس سره ، هامش المخطوط.

١١٢

الأعلام ، اذ لا تفاوت في الحس بين كلّ منهما وبين العظيمة ، ونجعل ما يقارب التطابق تطابقاً ، ونقول :

ا ذا اجتمع الشمس والقمر(١) صار وجهه المضيء إليها ، والمظلم إلينا ، وتتطابق الدائرتان وهو المحاق ، فإذا بُعد عنها يسيراً تقاطعت الدائرتان على حوادّ ومنفرجات ، ويرى من وجهه المضيء ما وقع منه بين الدائرتين في جهة الحادتين اللتين إلى صوب الشمس وهو الهلال.

ولا تزإل هذه القطعة تتزايد بتزايد البعد عن الشمس والحوادّ تتعاظم ، وإلمنفرجات تتصاغر حتى يصير التقاطع بين الدائرتين على قوائم ، ويحصل التربيع ، فيرى من الوجه المضيء نصفه ، ولا يزال يتزايد المرئي من المضيء ويتعاظم انفراج الزاويتين الأوليين إلى وقت الاستقبال ، فتطابق الدائرتان مرة ثانية ويصير الوجه المضيء إلينا وإلى الشمس معاً ، وهو البدر.

ثم يقع التقارب فيعود تقاطع الدائرتين على المختلفات أولاً ، ثم على قوائم ثانياً ، وحصل التربيع الثاني(٢) ، ثم يؤول الحال إلى التطابق فيعود المحاق ، وهكذا إلى ما يشاء الله سبحانه.

________________________

(١) المراد باجتماعهما كون موضعهما نقطة من مركز التربيع والاجتماع ، إما مستتر إن مرّ بهما خط خارج من مركز العالم. أو مرئي إن مر بهما خط خارج من موضع الناظر ، ويقال له الإجتماع الكسوفي ، منه قدس سره. هامش المخطوط.

(٢) إنّما قلنا في التربيع الأول « يحصل » بصيغة المضارع وفي التربيع الثاني « حصل » بصيغة الماضي لملاحظة نكتة وهي : أن تقاطع تينك الدائرتين على قوائم إنّما يكون قبل ألتربيع الأول ، وبعد التربيع ألثاني بزمان قليل ، لا في آن التربيع ، والّا لزم وقوع قائمتين في المثلث الحاصل من الخطوط ، الواصل أحدها من مركزي الشمس ودائرة النور ، وألاخرى بين المركزين والبصر الذي هو بمنزلة مركز الأرض ، إحدى القائمتين عند مركز الأرض لأن وترها ربع الدور ، والاخرى عند مركز الشمس ومركزها عموداً على سطحها ، وكون ألواصل بين البصر ومركز هذه الدائرة في سطحها ، فيحيط هذان الخطان لا محالة بزاوية قائمة ، ولا يجوز أن يكون تقاطع تينك الدائرتين على زوايا قوائم بعد التربيع الأول ، وقبل الثاني ، وإلا لزم في المثلث عند البصر لكون وترها أكثر عند مركز الدائرة ، منه. قدس سره ، هامش المخطوط.

١١٣

 تبيان:

لا يخفي أن حكمهم بأن نور القمر مستفاداً من الشمس ليس مستنداً إلى مجرد ما يشاهد من اختلاف المتشكلات النورية بقربه وبعده عن الشمس ، فإنّ هذا وحده لا يوجب ذلك الحكم قطعاً ، بل لا بد مع ذلك من ضمّ أُمور اُخر ، كحصول الخسوف عند توسط الأرض بينه وبين الشمس ، إلى غيرذلك من الأمارات التي يوجب اجتماعها ذلك الحكم ، لجواز أن يكون نصفه مضيئاً من ذاته ونصفه مظلما ، ويدور على نفسه بحركة مساوية لحركة فلكه.

فإذا تحرك بعد المحاق يسيراً رأيناه هلالاً ، ويزداد فنراه بدراً ، ثم يميل نصفه المظلم شيئاً فشيئاً إلى أن يؤول إلى المحاق.

أ قول : وهذا هو مقصود ابن الهيثم(١) بلا شك ومرية ، لا ما ظنّه صاحب حكمة العين(٢) حيث قال : زعم ابن الهيثم : أن القمر كرة يصفها مضيء

________________________

(١) أبو علي ، الحسن بن ألحسن بن الهيثم ، وقيل : محمد بن الحسين ، علم من أعلام الرياضيات ، والطبيعيات ، وألطب ، والفلسفة ، فاضل النفس ، قوي ألذكاء ، لم يماثله أحد من أهل زمانه في الرياضيات ، لخص كثيراً من كتب ارسطو طاليس ، وشرحها ، وهكذا جالينوس ، كان حسن الخط جيده ، أصله من البصرة ، أقام في مصر اخريات عمره ، له المناظر الجامع في أصول الحساب ، الطب ، تحليل المسائل ألهندسية ، مقالة في الضوء ، اختلاف منظر القمر ، وغيرها كثير مات سنة ٤٣٠ هـ ١٠٣٨ م.

له ترجمة في : طبقات ألأطباء : ٥٥٠ / دائرة المعارف الاسلامية ١ : ٢٩٨ / تاريخ ألحكماء : ١٦٥ / تاريخ مختصر ألدول : ١٨٢ / كشف الظنون ١ : ١٣٨ / الأعلام ٦ : ٨٤ ، ٢ : ١٨٧ / معجم المؤلفين ٣ : ٢١٥.

(٢) هو : علي بن عمر بن علي ، المعروف بدبيران المنطقي ، أو الكاتبي القزويني ، الشافعي ، من أساتذة فنون الحكمة وألكلام ، والطب والنجوم ، و. و. و. ، دعاه الخواجه نصير الدين الطوسي للمشاركة في رصد مراغة سنة ٦٥٠ فأجاب ، وبدأ أعماله وتحقيقاته هناك مع زملائه ألأفاضل. تتلمذ على جمع منهم النصير الطوسي ، ومحمد بن أشرف الحكيم الحسيني ، والأثير ألاساغوجي ، وكان له تلامذة يشار إليهم بالبنان ، منهم : العماد القزويني ، والكازروني ، وألعلامة الحلي. له مؤلفات منها : رسالة إثبات الواجب ، الشمسية في المنطق ، عين القواعد ،

١١٤

 ونصفها مظلم ، وتتحرك على نفسها ، فاذا مال النصف المضيء إلينا نراه هلالاً ، وتتحرك بحيث يصيرنصفها المضيء كله إلينا عند المقابلة وعلى هذا دائماً.

ثم قال : وهوضعيف ، وإلّا لما انخسف [٢٠ / ] في شيء من الاستقبالات أصلاً(١) ، انتهى كلامه.

وقد وافقه صاحب المواقف في هذا الظن قائلاً : إنَّ الخسوف يبطل كلام ابن الهيثم(٢) .

و هذا منهما عجيب ، وابن الهيثم أرفع شانا في هذا العلم من أن يظن صدور مثل هذا عنه ، وكلامه ينادي بأنّ قصده ما ذكرناه ، حيث قال : إنّ التشكلات النورية للقمر لا يوجب الجزم بأن نوره مستفاد من الشمس ، لاحتمال أن يكون القمركرة نصفها مضيء ونصفها مظلم ، ويتحرك على نفسه ، فيرى هلالاً ، ثم بدراً ، ثم ينمحق ، وهكذا دائماً(٣) انتهى كلامه ، وهو كلام لا غبار عليه أصلاً.

والعجب أنّ هذا الكلام نقله شارح حكمة العين(٤) عنه ، ولم يتفطن لما هو مقصوده منه ، فإياك وقلة التأمل.

________________________

بحر الفوائد ، جامع الدقائق ، المفصل في شرح المحصل ، وحكمة العين أو عين القواعد وغيرها كثير.

مات سنة ٦٧٨ وقيل ٦٧٥ هـ = ١٢٧٩ ـ ١٢٧٦ م.

له ترجمة في فوات الوفيات ٣ : ٥٦ رقم ٣٤٦ / الاعلام ٤ : ٣١٥ / تاريخ مختصر الدول : ٢٨٧ / تاريخ الفلك : ٣٦ / معجم المؤلفين ٧ : ١٥٩ / مقدمة حكمة العين فارسية / كشف الظنون ١ : ٦٨٥ / هدية العارفين ١ : ٧١٣ ناسباً له إلى التشيع / هدية الأحباب : ٢٤٢.

(١) حكمة العين ، ذيل المبحث الخامس من المقالة الثالثة من القسم الثاني في العلم الطبيعي. وانظر شرح حكمة العين للبخاري : ٥٢٦ ـ ٥٢٧.

(٢) المواقف : ٢١٤ ، وانظر شرح الشريف الجرجاني ٢ / ٤٣٧ ، المقصد الثالث في كسوف الشمس ، من القسم الثاني في الكواكب ، من الموقف الرابع في الجواهر.

(٣) أنظر الهامش رقم (١).

(٤) انظر الهامش رقم (٢).

١١٥

إرشاد :

لعلك تقول ـ عند ملاحظة قولهعليه‌السلام  : « وامتهنك بالزيادة والنقصان » ـ : أنَّ حصول الإمتهان للقمر بنقصان نوره ظاهر ، فما معنى حصول الامتهان له بزيادة النور؟ فاقول فيه وجهان :

ا لأول : أنّه لمّا كان أحد وجهيه مستنيراً بالشمس دائماً ، وكانت زيادة نوره إنما هي بحسب إحساسنا فقط ، وقد سخره الأمر الالهي لأن يتحرك في النصف الأول من الشهر على نهج لا يزيد به المنير منه في كل ليلة إلّا شيئاً يسيراً ، لا يستطيع أن يتخطاه ، ولا يقدر على أن يتعدّاه ، أثبتعليه‌السلام  له الامتهان ، بسبب إذلاله وتسخيره للزيادة على هذا الوجه المقرر ، والنهج الخاص. وقد شبّه بعضهم حال القمر ، في ظهور القدر المرئيّ منه شيئاً فشيئاً في النصف الأول من الشهر إلى أن يصير بدراً ، ثم استتاره شيئاً فشيئاً في النصف الثاني إلى أن يختفي ؛ بما إذا أمر السيد عبده بان لا يكشف النقاب عن وجهه للناظرين إلّا على التدريج شيئاً فشيئاً في مدة معينة ، وأنّه متى انكشف وجهه بأجمعه فليبادر في الحال إلى ستره ، وارخاء النقاب عليه شيئاً فشيئاً إلى أن يختفي بأجمعه عن الأبصار.

ا لوجه الثاني : أن يكون مرادهعليه‌السلام  الامتهان [٢١ / ] بمجموع الزيادة والنقصان ، أعني التغير من حال إلى حال ، وعدم البقاء على شكل واحد ، ولعل هذا الوجه أقرب ، وهو جار فيما نسبهعليه‌السلام  إليه من الامتهان بالطلوع والافول ، والإنارة والكسوف.

و يمكن أن يوجه امتهانه بالإنارة بوجه آخر ، وهو : أن يراد بها إعطاؤه النور للغير ـ كوجه الأرض مثلاً ـ لا اتصافه هو بالنور ، فان الإنارة والإضاءة كما جاءا في اللغة لازمين فقد جاءا متعديين أيضاً(١) ، وحينئذ ينبغي أن يراد بالكسوف

________________________

(١) انظر لسان العرب ١ : ١١٢ / الصحاح ١ : ٦٠ ، مادة « ضوء » فيهما.

ولسان العرب ٥ : ٢٤٠ / الصحاح ٢ / ٨٣٩ ، مادة « نور » فيهما.

١١٦

كسفه للشمس ، ليتم المقابلة ، ويصير المعنى امتهنك بأن تفيض النور على الغير تارة وتسلبه عنه أُخرى ، ولو أريد المعنى الشامل للخسوف أو نفس الخسوف أيضا لم يكن فيه بعد ، والله أعلم.

تمهيد :

لمّا كانت الشمس ملازمة لمنطقة البروج ، وكانت أعظم من الأرض(١) كان المستنير بأشعتها أعظم من نصفها ، والمظلم أقل كما عرفت سابقاً ، وحصل مخروط مؤلف من قطعتين ، ترتسم احداهما من الخطوط الشعاعية الواصلة بين الشمس وسطح الأرض ، ويسمى مخروط النور والمخروط العظيم ، والاخرى من ظل الأرض وتسمى مخروط الظلّ ، والمخروط الصغير ، ويحيط به طبقة يشوبها ضوء مع بياض يسير ، ثم طبقة اُخرى يشوبها مع ضوء يسيرصفرة ، ثم طبقة أخرى يشوبها يسير حمرة ، وهذه الطبقات الثلاث تظهر للبصر في المشرق من طلوع الفجر إلى طلوع الشمس بهذا الترتيب ، وبعكسه بعد غروبها في المغرب ، وقاعدة المخروط العظيم [٢٢ / ] على كرة الشمس منصّفة بمنطقة البروج ، وسهمه في سطحها ، وينتهي رأسه في أفلاك الزهرة عند كون الشمس في الأوج ، وفيما دونه فيما دونها ، وقاعدة المخروط الصغير صغيرة على وجه الأرض ، وهي الفصل المشترك بين المنير منها والمظلم ، وهذان المخروطان يتحركان(٢) على سطح الأرض كأنهما جبلان شامخان ، يدوران حولها على التبادل ، أحدهما أبيض ساطع ، والاخر أسود حالك ، عليه ملابس متلونة ، ويتحرك الأبيض من المشرق إلى المغرب ، وهو النهار لمن هو تحته ، والأسود بالعكس وهو الليل لمن هو تحته ، فتبارك الله أحسن الخالقين.

________________________

(١) لما ثبت في الأجرام : أن الشمس مائة وستة وستون مثلاً وربع وثلثي مثل الأرض. منه ، قدس سره ، هامش الأصل.

(٢) وحركتها بقدر الفاضل بين حركة الفلك الأعلى ـ أعني الحركة اليومية ـ والحركة الحاصلة للشمس. وفي التحفة : إن هذه الحركة بحسب الحركة الأولى ، وفيه ما فيه ، ولعل مراده ما ذكرناه ، وإن كانت عبارته قاصرة عن مراده منه ، قدس سره. هامش المخطوط.

١١٧

وإذا توهّمنا سطحاً كرّياً مركزه مركز العالم ، يمر بمركز القمر وبالمخروط الصغير فالدائرة الحادثة منه على جرم القمر تسمى صفحة القمر ، والحادثة على سطح المخروط دائرة الظّل ، ومركزها على منطقة البروج.

تلويح فيه توضيح :

إذا لاقى القمر مخروط الظّل في الاستقبال ، ووقعت صفحته كلّها أو بعضها في دائرة الظل ، انقطعت الأشعة الشمسيّة عنه كلاً أو بعضا ، وهو الخسوف الكلّي أو الجزئي ، ولكون غاية عرض القمر ـ وهي خمسة أجزاء ـ أعظم من مجموع نصفي قطري صفحته ودائرة الظلّ ، لم ينخسف في كلّ استقبال(١) [٢٣ / أ] ، بل إذا كان عديم العرض ، أو كان عرضه ـ وهو بُعد مركزه عن مركز دائرة الظل ـ أقل من نصفها(٢) إذ لو كان مساويا لها ماسّ القمر محيط دائرة الظلّ من خارج على نقطة في جهة عرضه ، ولم ينخسف ، وان كان أكثر فبطريق أولى ، أما إن كان العرض أقل من النصفين انخسف أقل من نصف قطره إن كان العرض الأقل أكبر من نصف قطر دائرة الظلّ ، ونصف قطره إن كان مساويا له ، لمرور دائرة الظلّ بمركز الصفحة حينئذ ، وأكثر منه(٣) إن كان أقل منه ، وأكثرمن فضل نصف قطر دائرة الظلّ على نصف قطر القمر ، وكله(٤) غير(٥) ماكث إن كان مساوياً لفضل نصف قطر دائرة الظلّ على نصف قطر القمر ، لمماسّة القمر محيط الظلّ من داخل على نقطة في جهة عرضه ، وماكثاً بحسب ما

________________________

(١) لو كان مدار القمر في سطح منطقة البروج ، لا نخسف في كل استقبال ، لكون مركز دائرة الظلّ أبداً منها ، لكنه لما كان القمر في منطقة الحامل لم يدخل شيء منه في دائرة الظل إلآ إذا قارب وهذا ظاهرجلي. منه. قدس سره ، هامش المخطوط.

(٢) أي : من مجموع نصفي الشطرين. منه. قدس سره ، هامش المخطوط.

(٣) أي : وانخسف أكثر من نصفي قطره لا كلّه إن كان العرض أقل من نصف قطر دائرة الظل وأكثر من عليه. منه. قدس سره ، هامش المخطوط.

(٤) أي : والخسف كلّه حال كون الخسوف غير ماكث. منه. قدس سره ، هامش المخطوط.

(٥) بالنصب حال من « كلّه » منه. قدس سره ، هامش المخطوط.

١١٨

يقع في دائرة الظل إن كان أقل من هذا الفصل ، وغاية المكث إذا كان عديم العرض ، وأول الخسوف يشبه أثراً دخانياً ، ثم يزداد تراكماً بازدياد توغل القمر في الظلّ ، بان كان عرضه أقل من عشر دقائق كان لونه أسود حالكاً ، وإلى عشرين فأسود ضارباً إلى خضرة ، وإلى ثلاثين فإلى حمرة ، وإلى أربعين فإلى صفرة ، وإلى خمسين فأغبر ، وإلى ستين فأشهب.

و ابتداء الانجلاء من شرقي القمر [٢٣ / ب] ، كما أن ابتداء الخسوف كذلك.

تنبيه وتبيين :

الأحوال المشهورة الحاصلة للقمر كثيرة ، فبعضها يشاركه فيها سائر الكواكب ، كالإنارة والطلوع والأُفول ونحوها ، وهي كثيرة ولا حاجة داعية إلى ضبطها ، وبعضها امور تختص به لا توجد في غيره من الكواكب ، وقد اعتنى أهل الهيئة بالبحث عنها ، وأشهرها ستة :

سرعة الحركة ، واختلاف تشكلاته النورية ، واكتسابه النور من الشمس ، وخسوفه لحيلولة الأرض بينهما ، وحجبه لنورها بالكسف لها ، وتفاوت أجزاء صفحته في النور وهو المسمى بالمحو.

وهذه الأحوال الستة يمكن فهمها من كلامهعليه‌السلام  بعضها بالتصريح وبعضها بالتلويح.

أمّا سرعة حركته واختلاف تشكّلاته فظاهر ؛ وأمّا كسفه للشمس وخسوفه فلما مرّ من حمل الكسوف في كلامهعليه‌السلام  على ما يشمل الأمرين معاً ؛ وأمّا اكتسابه النور من الشمس فلدلالة اختلاف التشكّلات مع الخسوف عليه.

فهذه الأمور الخمسة تفهم من كلامهعليه‌السلام  على هذا النهج ، وبقي الأمر السادس ـ أعني تفاوت أجزائه في النور ـ فإنّ في إشعار كلامهعليه‌السلام  به نوع خفاء ؛ ويمكن أن يومىء إليه قولهعليه‌السلام  : « وامتهنك بالزيادة

١١٩

و النقصان ». فإن المراد زيادة النور ونقصانه ، ولا معنى لتفاوت أجزائه في النور إلّا زيادته في بعض ونقصانه في بعض آخركما لا يخفى [٢٤ / أ].

فقد تضمن كلامهعليه‌السلام  مجموع تلك الأحوال الستة المختصة بالقمر ، وقد مر الكلام في الأربعة الاُول منها ، وبقي الكلام في الأخيرين فنقول :

أ مّا الكسوف : فهو ذهاب الضوء عن جرم الشمس في الحسّ كلّا أو بعضاً ، لستر القمر وجهها المواجه لنا كلاً أو بعضاً ، وذلك عند كونهما بحيث يمرخط خارج من البصر بهما ، إمّا مع اتحاد موضعيهما المرئيين ، أو كون البعد بينهما أقل من مجموع نصفي قطريهما ، فلو تساويا ماسّها ولا كسف ، وإن زاد الأول فبالأولى ، فإن وقع مركزاهما على الخط المذكور كسفها كلّها بلا مكث ، إن كان قطراهما متساويين حساً ، ومع مكثه إن كان قطراها أصغر ، وبقي منها حلقة نورانية إن كان قطرها أعظم ، وإن لم يقعا على ذلك الخط كسف منها بعضاً أبداً إلّا إذا كان قطره أعظم حسا فقد يكسفها حينئذ كلا ، وربما يبقي منها حلقةً نورانية مختلفة الثخن أو قطعة نعلية إن كان قطره أصغر.

و لمّا كان الكسوف غير عارض للشمس لذاتها ، بل بالقياس إلى رؤيتها بحسب كيفية توسط القمر بينها وبين الأبصار ، أمكن وقوعه في بقعة دون أُخرى ، مع كون الشمس فوق أفقيهما ، وكونه في احداهما كلّياً أو أكثر ، وفي أُخرى جزئياً أو أقل ، وابتداء الكسوف من غربيّ الشمس ، كما أنّ ابتداء الانجلاء كذلك.

تتمة :

وأمّا محو القمر : ـ وهي الظلمة المحسوسة في صفحته ـ فأمره ملتبس ، والآراء فيه متشعبة والأقوال متخالفة ، وابن سينا في الشفاء(١) أطنب في بيان

________________________

(١) الشفاء ، الطبيعيات ٢ : ٣٧ ، الفصل الخامس أحوال الكواكب ومحو القمر.

١٢٠

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393