سيّد المرسلين صلّى الله عليه وآله الجزء ١

سيّد المرسلين صلّى الله عليه وآله2%

سيّد المرسلين صلّى الله عليه وآله مؤلف:
المحقق: مؤسسة النشر الإسلامي
الناشر: مؤسّسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين بقم المشرّفة
تصنيف: الرسول الأعظم صلّى الله عليه وآله
الصفحات: 694

الجزء ١ الجزء ٢
  • البداية
  • السابق
  • 694 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 361334 / تحميل: 9073
الحجم الحجم الحجم
سيّد المرسلين صلّى الله عليه وآله

سيّد المرسلين صلّى الله عليه وآله الجزء ١

مؤلف:
الناشر: مؤسّسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين بقم المشرّفة
العربية

١

٢

بسم الله الرحمن الرحيم

لم تزل السيرة المحمَّدية العطرة في جميع أبعادها موضع اهتمام الاُمة الاسلاميّة من لدن بزوغ فجر الإسلام العظيم ، ومنذ الأيّام الاُولى من البعثة النبوية الشريفة.

ولا غرو فقد كان الرسول الأكرم محمَّد بن عبد اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يجسد بسيرته المثلى قيم الدين ويمثل بأخلاقه السامية أخلاق القرآن ، ويعكس بمواقفه الرشيدة وبإدارته الحكيمة لشؤون الاُمة طريقة الإسلام في إدارة دفة الحياة.

هذا مضافاً إلى أنه كان القدوة الّتي أمر اللّه تعالى المسلمين بالاقتداء بها ، واقتفاء أثرها ، كما أنه كان الظاهرة الفريدة الباهرة في الأدب الرفيع والإنسانية الشفافة والعاطفة الصادقة والرحمة واللطف ، وغيرها ممّا كانت تفتقر بيئة ظهور الإسلام الاُولى إليه وتتعطش إلى مثله.

من هنا أخذ المسلمون يهتمّون بكل حركات الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وسكناته ، ويتأمّلون في جميع أعماله وتصرّفاته فاذا رأوا منه خُلقاً بادروا إلى تكراره في سلوكهم ، وإذا شاهدوا منه عملا أسرعوا إلى فعله في حياتهم ، وعمدوا في المآل إلى تسجيل كل صغيرة وكبيرة في هذا المجال ، وضبط كل دقيقة وجليلة في هذا الصعيد.

وفعلا كانت هذه السيرة الطيّبة العطرة المقدّسة هي المنهج العملي للمسلمين ، وهي سرّ تقدُّمهم ، وهي رمز عظمتهم وسموّهم ، وعلوّ شأنهم وشأوهم.

٣

ولا تزال هذه السيرة المشرفة اليوم قادرة على أن تكون ضوء المسيرة ، ومشعل الطريق ، ومنهج العمل ومفتاح الانتصار في معركتنا ضدّ قوى الشرّ والطغيان.

وحيث إن أموراً اقحمت في هذه السيرة ، كما أنّ تطور الزمن وكيفية الدراسات اقتضيا إخراج دراسات في مجال السيرة تتناول البعد الذاتي والرساليّ والسياسيّ والقياديّ والعسكريّ لسيّد المرسلينصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالتحقيق والتحليل ، وتتناسب مع حاجة العصر ولغته ، لهذا رأت مؤسسة النشر الإسلامي أن تقدّم للجيل الحاضر خاصة وللمسلمين عامة هذه الدراسة القيمة في سيرة خاتم الانبياء محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لا تسامها بكثير من هذه المواصفات.

والدراسة هي مجموعة محاضرات للاستاذ المحقّق الشيخ جعفر السبحاني الّذي عرف في الأوساط الإسلامية بتحقيقاته العميقة في الكتاب والسنّة والعقيدة والتاريخ.

وفي الوقت الّذي تقوم به المؤسسة ـ وللّه الحمد ـ بطبع هذه الدراسة القيمة ونشرها بعد مقابلتها تقدّم جزيل شكرها وامتنانها لسماحة الاستاذ الألمعي الشيخ جعفر الهادي لما بذله من جهود وافرة من تعريبها واستخراج النصوص من مصادرها سائلة اللّه سبحانه له ولسماحة الشيخ المحاضر ولها المزيد من التوفيق ، كما وتدعو المولى عزّ وعلا أن يتقبّل منا جميعاً وأن تشملنا شفاعة الرسول الأعظم وآله الأطهارعليهم‌السلام في يوم الحشر إنه خير موفق ومعين.

مؤسسة النشر الاسلامي

التابعة لجماعة المدرّسين بقم المشرّفة

٤

السيرة المحمَّدية

مدرسة الأجيال

          «لقد كان لكم في رسول اللّه اسوة حسنة »

القرآن الكريم

النبيُّ الأكرم « محمّد »صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم اُسوةٌ للمسلمين أُسوةٌ يقتدون بها في جميع مناحي حياتهم : الفردية والاجتماعية ، والسياسية اُسوة إلى الأبد في كل زمان ومكان ، في كل عصر ومصر ، لجميع المسلمين من كل لون ولغة.

ولكن كيف يتأسّى المسلمون ـ في مختلف الأجيال والأدوار ـ برسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وكيف يقتدون بسيرته المثلى ، ويهتدون بهديه العظيم؟

إنّ هذا لا يتسنّى إلاّ إذا كانت حياة رسول الإسلام بجميع خصوصياتها ، وتفاصيلها ، وفي جميع مجالاتها ونواحيها ، مدوّنة مسجّلة ، بل ومحلّلة تحليلا دقيقاً وعميقاً.

من هنا فان الضرورة تقضي بوجود تاريخ مدوَّن ، مشفوع بالتحليل الدقيق ، والدراسة الموضوعية لشخصية وسيرة سيد المرسلينصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في كافة مجالاتها الشخصية والرسالية والسياسية والعسكرية.

حقاً إن في حياة رسول الإسلام العظيم « محمّد بن عبد اللّه »صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ كما هو واضحٌ لمن تتبعَ وتصفحَ ـ اُموراً دقيقة ، ولكن بالغة العظمة في مداليلها ومعانيها ، بالغة الأهميّة في معطياتها ودروسها.

٥

فرسول الإسلامصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم هو خاتم الأنبياء ، ورسالته وشريعته خاتمة الرسالات والشرائع ونهضته هي النهضة الكبرى الّتي مهّدلها الأنبياء السابقون ، وقد فتحت هذه النهضة الالهية صفحة جديدة في حياة البشرية ، وغيّرت مسار التاريخ الإنساني تغييراً جذرياً ، وأسست حضارة كبرى لا تزال أمواجها ـ رغم مرور أربعة عشر قرناً ـ حية نابضة ، فاعلة ، تهزُ الضمائر ، وتتفاعلُ مع العقول.

ولهذا فإنَّ السيرة المحمّدية مشحونةٌ بالمناهج والدروس ، زاخرة بالبصائر والعبر ، بقدر ما هي مليئة بالدقائق والحقائق ، واللطائف والاسرار.

حقا إن حياة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بحاجة إلى تعمق جديد كلما تجدّد الزمن ، وكلما تقدمت العلوم والمعارف ، وتطورت الحياة ، وانفتحت أمام البشرية آفاق جديدةٌ في شتى الأصعدة والمجالات.

ولا شك أنّ هذه المهمة ليست عملا بسيطاً ومهمّة سهلة ، وخاصة مع ما عليه الكثير من المصادر التاريخية الاُولى من تصحيف أوتحريف أوتشويه للحقائق ، أوتغيير للاُمور.

فان هذه المهمة تحتاج ـ في ما تحتاج إليه ـ إلى ثلاثة أشياء أساسية :

١ ـ عقلية متفتحة ، متدبرة ، نافذة متأنية.

٢ ـ جهود كبيرة ، وتتبع واسع ، وتمييز للصحيح عن السقيم ، والدخيل عن الاصيل.

٣ ـ معرفة بجوانب تتصل بالسيرة المحمَّدية اتصالا وثيقاً كالمعرفة بمكانة سيّد المرسلينصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في القرآن الكريم.

فمع توفّر هذه الشروط يمكن الحصول على صورة نقيّة ، ومفيدة للسيرة المحمَّدية المباركة ، صورة تتفق مع روح القرآن ، وتلتقي مع الواقع ، وتصلح للاتساء ، والاقتداء ، والاهتداء والاقتفاء.

ولقد توفرت هذه الشروط ـ وللّه الحمدُ ـ في استاذنا العلامة الحجّة المحقّق سماحة الشيخ جعفر السبحاني ، حفظه اللّه.

٦

فهو المعروف بسلسلته القرآنية « مفاهيم القرآن » الّتي تكشف عن إحاطة كبيرة بكتاب اللّه العزيز ، وإلمام قليل النظير بمفاهيمه.

ولهذا كان خيرَ من قام في عصرنا الحاضر بدراسة السيرة المحمَّدية الطاهرة العبقة ، فكان هذا العمل التاريخي المبارك الّذي توفّرت فيه المستلزمات الثلاثة الآنفة الذكر : العقلية المتفتحة ، والمعرفة الواسعة بالقرآن الكريم وخاصة في ما يتّصل بالرَّسول الأكرم ، إلى جانب التتبع الواسع والاستقصاء الكبير لمواقع العبرة والاسوة في حياة خاتم الأَنبياء وسيّد المرسلين.

ولا أجدني ـ في هذا التقديم العابر ـ بحاجة إلى ذكر نقاط القوة الكثيرة في هذه الدراسة المستوعبة لشخصية وحياة رسول الإسلام ، بل أرى أن يحاول القارئ الكريم بنفسه الاطلاع على ذلك حتّى لا يفوته شيء ممّا لا يفوّت ، وسيقف بنفسه أيضاً على جسامة ما بذل في هذه الدراسة من جهد ، وروعة ما ضُمِّنت من تحليل ، وأهمية ما احتوته من حقائق.

وفي الختام اسأل اللّه العلي القدير ان يتقبل منا جميعاً هذا الجهد ، ويجعله ذخراً ليوم لا ينفع فيه مال ولا بنون ، انه خير معين.

قم

جعفر الهادي

٣٠ شعبان ١٤٠٩ هجرية

٧

٨

مقدّمة المحاضر

التاريخُ في أَعظَم حَماساتِه

* مُختبرُ « الحياة » العظيم.

* « لقد عُمِّرتُ مع أولهم إلى آخرهم! ».

* حياة العظماء ، والخالدين.

* عندما يلتقي العالم الحاضر بالعالم الغابر.

* التاريخ بين التسجيل.

* أخطاء المستشرقين العجيبة.

يُحاولُ الإنسان دائماً أن ينظر إلى كل قضيّة من القضايا من نافذة الحس ، وإن يدرسها من خلال المنظار الحسي المادي ، لأنَّ أوثقَ المعلومات لديه هي تلك الّتي تتألف من هذه « المعلومات الحسية » ولهذا فإنَ المسائل الّتي تحظى بأَدلة حسّية اكثر تكسب في العادة قسطاً اكبر من ثقة الإنسان وتصديقه.

وعلى هذا الاساس عمَدَ العالم اليوم إلى تأسيس آلاف المختبرات الضخمة للتحقيق في شتى القضايا العلمية ، ويعكف العلماءُ في هذه المختبرات على دراسة وتحليل الامور المتنوعة باسلوب خاص وطريقة معينة.

ولكن هل يمكن ـ تُرى ـ أن تدخلَ المسائلُ والقضايا الاجتماعية في نطاق التجربة المختبرية ، وتخضع للمجهر والميكرسكوب ، ليمكن الحكم في هذه المجالات من خلال ذلك؟!

فمثلاً ؛ هل يمكن أن نعرفَ عن طريق التجارب المختبرية ما يؤدّي إليه

٩

الاختلافُ والتشرذم في المجتمع الواحد ، وما يصيب شعباً من الشعوب أو اُمة من الامم من هذا الطريق؟

أم هل يمكن تقييمُ ما تنتهي إليه جهودُ المستعمرين ، أو ما يؤول إليه الظلمُ والحيف ، من خلال تجربة حسية؟

أم هل يمكنُ الوقوفُ على نتائج « الاختلاف الطبقيّ » ، « والتمييز العنصريّ » في المجتمع عن طريق التجربة المختبرية؟

في الاجابة على كل هذه الاسئلة يجب أن نقول : كلا مَعَ الاسف.

وذلك لأنَّه لا توجَد للقضايا الاجتماعية ـ رغم أهميتها القصوى ـ مثل هذه المختبرات ، وحتّى لو أمكن توفير مثل هذه المختبرات المناسبة لتحليل وتقييم ودراسة القضايا الاجتماعية ، فان إنشاءها وايجادها يكلِّف نفقات باهضةً ، وتستدعي جهوداً عظيمة.

ولكنَّ الأمر الّذي في مقدوره أن يقلّل من حجم هذا النقص إلى حدّ كبير هو أننا نملك اليوم شيئاً يسمى ب‍ : « تاريخ الماضين » والّذي يشرح لنا ما كان عليه البشرُ ـ أفراداً وجماعات ـ طوال آلاف السنين من الحياة على هذه الارض ، كما ويعكس مختلف الذكريات والخواطر عنهم ، من إنتصارات وهزائم ، ونجاحات وانتكاسات ، ويوقفنا بالتالي على كل ما وقع في حياة الامم والشعوب من حوادث مرة أو حلوة.

إنَّ التاريخ يذكر لنا : كيف وُجدَت الحضارات المشرقة والمدنيات العظمى في العالم ، وكيفَ سلكت ـ بعد مدة ـ طريق السقوط والانقراض ، حتّى أنها قد مُحيت عن صفحة الوجود بالمرّة ، واصبحت خبراً بعد أثر ، وبالتالي ما هي العوامل الّتي كانت وراء سيادة الشعوب ثم اندحارها.

إنّ حياة الماضين وتاريخهم يحتفظ لنا في صفحاته بقسط كبير ومهمّ جداً من هذه الحوادث ، ولهذا صحّ أن يقال : « التاريخ مختبر الحياة العظيم » ، فبمعونة التاريخ يمكن تقييم مختلف القضايا الاجتماعية ، ودراستها واستخلاص النتائج والعبر المفيدة منها.

١٠

وإنَّ من حُسن الحظ أننا لم نكن أول من حطَّ قدمه على هذا الكوكب ، فهذه الارضُ بسهولها وشعابها العريضة ، وتلك السماء بنجومها وكواكبها الساهرة شهدتا ملايين الملايين من البشر الذين سكنوا الارض من قبلنا ، وشهدتا افراحهم واتراحهم ، همومهم وغمومهم ، وحروبهم ، ومصالحاتهم ، وكل ما رافق واكتنف حياتهم من حبّ وبغض وظلمات وأنوار ، وارتقاء وهبوط ، إلى غير ذلك من شؤون وشجون الحياة البشرية الّتي يزخربها تاريخ الشعوب والاقوام والامم.

صحيح أنهم قد اختفوا مع الكثير من أسرار حياتهم ، وغابوا جميعاً ـ أشخاصاً وأسراراً ـ في بحر من النسيان وانسدل عليهم الستار ، إلاّ أن قسطاً مُلفِتاً للنظر وجملة يُعتد بها من تلك الامور إما أنها قد دُوّنت بأيدي أصحابها ، أولا تزال طبقاتُ الارض وبطون التلال تحتفظ بها في ثناياها وطياتها ، كما ولا تزال ذات الاطلال الصامتة ـ في ظاهرها ـ تشكل أضخم متحف ، واغنى معرض ، واكبر مختبر ، يعيد لنا شريط التاريخ ويحكي وقائعه وأحداثه ، ويشرحُ رموزه وأسراره.

إنَّ مُطالعة تلكم الصفحات من تاريخ الامم الغابرة في الكتب ، أوفي الاطلال العظيمة ، أو في ما يعثر عليه المنقِّبون في بطون التلال ، وثنايا الارض تعلّمنا اُموراً كثيرة ، وتضيف إلى عُمرنا عُمراً جديداً وزمناً اضافياً ، لا يُستهان به وذلك بما تقدمُ لنا مِنَ الخبرة والعبرة ، والهدى والبصيرة.

أليست حصيلة العمر ما هي إلاّ ما استفاده المرء من تجارب؟ ألا يجعل التاريخ خلاصة أفضل التجارب تحت تصرفنا؟

ولقد اشار الامام اميرالمؤمنين علي بن ابي طالبعليه‌السلام في وصية لولده إلى هذه الحقيقة حيث قال :

« أيْ بُنيَّ! إنّي وإنْ لم اكن عمَرتُ عمرَ من كان قبلي ، فقَد نظرتُ في أعمالهم وفكَّرتُ في أخبارهم وسرت في آثارهم حتّى عُدتُ كأحدهم بل كأَنَّي بما انتهى اليَّ من اُمورهم قد عمّرت مع أوَّلهم إلى آخرهم »(١) .

__________________

١ ـ نهج البلاغة ، قسم الرسائل ، رقم ٣١.

١١

ولكنّ المؤسف أن كُتُب التاريخ الموجودة الآن تعاني من نقص كبير من حيث الاشارة إلى العبر والدروس الاجتماعية المفيدة ، لأن هذه المصنفات لم تدوَّن لأَجل هذا الغرض ، ولهذا اُغفِلَ فيها ـ في الاغلب ـ كل ما هو مؤثرٌ في كشف الحقائق التاريخية ، وإبراز العلل الكامنة وراء الحوادث المتنوعة والوقائع المختلفة ، وبالتالي فقد تجاهلت تلك الكتب والدراساتُ ما هو المفتاح الطبيعيّ لحلِّ الرُموز الكبرى في مسيرة التاريخ البشري ، واعتنتْ ـ بدلا عن ذلك ـ بالقضايا التافهة.

لقد تصدّى كثيرٌ من المؤرّخين لتدوين وتسجيل القضايا التاريخية ، تارة بهدف التسلية واُخرى بدافع إبراز الفضل لأقوامهم أو طوائفهم ، واظهار تفوقها على الاقوام والطوائف الاُخرى ، وثالثة بدافع الحب والبغض ، او التعصب لهذا أو ذاك ولهذا عجزت هذه المؤلفات والكتب عن حل أية مشكلة ، وتبديد أية حيرة ، بل هي تزيد المرء ضلالا إلى ضلال ، وحيرة إلى حيرة!

ولكن رغم كل هذا يستطيع اُولو النباهة والبصيرة ، واصحاب الفهم والتحقيق ان يتوصلوا ـ من خلال مطالعة هذه المؤلفات التاريخية على ما فيها من عيوب ونقائص ، ومع ما فيها من أساطير عن الشعوب المختلفة ـ إلى ما يساعدهم على كشف الكثير من اسرار وخلفيات القضايا والامور المتعلقة بالشعوب الماضية ، تماماً كما يفعل الطبيبُ الحاذق ، أو القاضي البارعُ الّذي يمكنهما من خلال الوقوف على القرائن الجزئية المتفرقة ، التوصّل إلى اكتشاف نوع « المرض » أو حالة « المتهم » الحقيقية ، وما يعاني منه في واقعه النفسي.

* * *

إنَّ أعظم صفحات التاريخ قيمة هي تلك الّتي تعكس لنا حياة العظماء وسيرة الرجال الخالدين ، وتبحث عنها بصدق وامانة وموضوعية.

إنَّ لحياتهم أمواجاً خاصة ، كما أنها زاخرة بانواع الحوادث.

لقد كانوا عظماء حقاً ، وكذلك كان كل ما يرتبط بهم ، ومن ذلك تاريخهم ، إنه شيء عظيم يستحق التأمّل والتدبر ، فهو يتسِمُ بِلمعان يلفت الأنظار ، ويخلب

١٢

الالباب وإنّه غني بالعظات والعبر ، زاخرٌ بالبصائر والدروس وإلى درجة لا توصف.

إنهم معجزةُ الخليقة بلا ريب ، وإن حياتهم لهي ـ في الحقيقة ـ ملحمة التاريخ الكبرى ، وساحة البطولات الخالدة ، ومسرح الحماسات العظمى ، الحية النابضة على مر العصور ، والايام.

لقد كان اولئك العظماء يعيشون في الاغلب على خط الثورات والتغييرات الاجتماعية الاول ( وبعبارة أصحّ ) كانت الثورات والتحولات الاجتماعية تجد مصداقيتها في حياتهم وتتجسد في مواقفهم ، ولهذا كانوا يشكلون ـ في واقع الأمر ـ حلقة الاتصال بين الدنياوات المختلفة المتناقضة ، وكانت حياتهم الحافلة بالاحداث شاهدة للألوان المختلفة والمشاهد المثيرة المتنوعة.

* * *

وعلى رأس اُولئك الرجال التاريخيين والعظماء الخالدين رسول الإسلام العظيم محمَّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فانه لم تتسم حياة أحد ـ من حيث وفرة الاحداث ، وعظمة الأمواج ، كما اتسمت به حياتهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ولا اتصفت شخصية بمثل ما اتصف به ذلك النبي العظيم.

فلم يستطع احدٌ سواه أن يؤثِّر في بيئته ، ثم في جميع العالم ، وينفذ إلى أعماق الاعماق بمثل السرعة والسعة الّتي حصلت لهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

ولم يوجد أيُّ واحد منهم قط من مجتمعه المنحطّ المتخلّف ، حضارة بتلك العظمة والشموخ ، كما فَعلهُ رسولُ الإسلامصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وتلك حقيقة يقرّبها كل مؤرخي الشرق والغرب.

إنّ مطالعة عميقة لسيرة وحياة هذا الإنسان العظيم ، قادرة على أن تعلمنا الكثير الكثير ، وأن توقفنا على مشاهد متنوّعة في غاية النفع ومنتهى الفائدة.

إن مشاهد عجيبة مثل الأَيام الاُولى مِن بناء الكعبة المعظمة ، واستيطان اسلاف النبي الكريم « مكة » وهجوم عسكر الفيل الفاشل لهدم بيت اللّه المعظم ، والاحداث والملابسات المرافقة لمولد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

١٣

كما وإن مشاهد محزنة مثل وفاة « عبد اللّه » و « آمنة » والدي رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في مطلع حياته الشريفة بتلك الكيفية المؤلمة.

ومشاهد عظيمة ومهيبة وحافلة بالاسرار مثل الايام الاولى من نزول الوحي ، وما جرى في جبل « حراء » وما تبعه من مواقف الاستقامة والمقاومة الّتي ابداها واتخذها رسول اللّه واصحابه المعدودون طيلة ثلاثة عشر عاماً ، في سبيل نشر الدين الاسلامي في مكة ، ومكافحة الوثنية والجاهلية.

وكذا مشاهد مثيرة وساخنة وحماسية مثل وقائع السنة الاُولى من الهجرة المباركة وما عقبتها من حوادث ومواقف.

* * *

ولقد الّفت حَول حياة رسول الإسلام أعظم قادة البشرية على الاطلاق كتبٌ ورسائلٌ ودراساتٌ كثيرة بحيث لواتيح لنا أن نجمعها في مكان واحد لشكلت مكتبة عظيمة وضخمة.

ويمكن القولُ ـ بشكل قاطع ـ بأنه ليس ثمة من عظيم استقطب اهتمام التاريخ والمؤرخين والمفكرين العالميين الكبار ، كما ليس ثمة شخصيّة من شخصيّات العالم كتب حولها المؤلفون والباحثون هذا القدر الهائل من المؤلفات والمصنفات ، والرسائل والكتب ، كما حصل لرسول الإسلام محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

إلاّ أن أكثر هذه الكتب والمؤلفات تعاني من أحد إشكالين : إما أن الكتاب جاء على نسق التسجيل المجرد للحوادث ، أو النصوص التاريخية ، من دون أن يتصدى فيه مؤلفه لتحليلها ، ودراسة خلفياتها ونتائجها ، وإصدار الحكم اللازم فيها ، بل إن البعض قد تجنب عن بيان علل الوقائع الإسلامية واسبابها ، وثمارها ومعطياتها كذلك.

أو أن المؤلّف ـ في بعضها الآخر ـ عمَد إلى طائفة من الآراء الحدسية ، والاجتهادات الباطلة ، العارية عن الدليل واثبتها في مؤلَّفه على أنها الحكم الحق ،

١٤

وخلط هذه الاحكام مع بيان الحوادث ، ومن ثم اخرج كتابه ذاك إلى الجمهور المتعطش إلى تاريخ الإسلام ، على أنّه التاريخ المحقَّق ، المُمخَّص.

إن الإشكال الّذي يَردُ على الطائفة الاولى هو : أن الهدف من التاريخ ليس هو مجرَّد تسجيل الحوادث التاريخية وضبطها وتدوينها ، إنما هو كتابة صفحات التاريخ ، وقضاياه وأحداثه من المصادر الصحيحة الموثوق بها ، وإبراز عللها واسبابها ، وثمارها ونتائجها ، والتاريخ بهذا الشكل أعظم كنز تركه الأقدمون لنا ، ومثل هذا النوع من الدراسة التاريخية لم تُدوَّن ـ أو أنه قلّما دُوَّنت ـ حول أعظم قادة البشر ، محمَّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقد تجنب اكثر كتاب السيرة النبوية عن اظهار الرأي في الحوادث ، أو القيام باي تحليل للوقائع ، بحجة الحفاظ على اُصول الحوادث ونصوصها.

في حين أنَّ هذه العُذر ، وهذا الحجة غير كافية لتبرير هذا الموقف ، لأنه كان في مقدور اولئك المؤرخين ـ للحفاظ على ما ذكروه ـ أن يؤلفوا نوعين من الكتب ، نوعاً يختص بسرد الوقائع والنصوص التاريخية على ما هي عليه من دون ابداء رأي ، أو تحليل ودراسة ، ونوعاً آخر يعتني بذكر الحوادث والقضايا التاريخية مع تحليلها ودراستها بصورة موضوعية صحيحة أو ان يتم كلا الأمرين في كتاب واحد بأن تفرز الحوادث التاريخية عن التحليل والرأي.

على كل حال قلما نجد بين قدماء الكُتّاب المسلمين من تصدى للسيرة النبوية المحمَّدية الطاهرة بهذه الصورة ، وقلما يوجد هناك كتابٌ يتناولُ حياة خاتم الانبياء وسيّد المرسلين بالتحليل المذكور.

بل لابدّ من القول بان السيرة النبوية الطاهرة ليست هي وحدها التي حُرمت من مثل هذا النمط من التأليف والكتابة ، بل شمل هذا الحرمان اكثر الحوادث التاريخية الّتي وقعت على مر العصور الإسلامية فهي اُدرجت في الكتب من دون دراسة موضوعية وتقييم دقيق.

نعم إن أول من فتح هذا الطريق على وجه عامة المؤلفين والكتاب هو :

١٥

العلامة المغربي « ابن خلدون »(١) فقد أسس في مقدمته المعروفة باسم مقدمة ابن خلدون نمَط التاريخ التحليلي بنحو من الانحاء.

وأما الطائفة الثانية من تلك الكتب فهي وإن اُلفت على نمط التاريخ التحليلي واتسمت بصفة التحقيق والدراسة ولكن حيث ان بعضهم لم يتجشم عناء التتبع والاستقصاء ، أو أنه اعتمد في تحليله للحوادث على المصادر غير المتقنة وغير الصحيحة ، فقد تورط في أخطاء فضيعة محيّرة ، وأكثر مؤلفات المستشرقين ـ الّتي لم تكتَب في الأغلب بهدف التوصل إلى الحقيقة ـ من هذا النمط ، ومن هذه القماشة.

ولقد دأَب في هذه الدراسة ـ بعد ملاحظة هذه الاشكالات ـ على ان يقدم إلى القراء جهد امكانه كتاباً يخلو عن عيوب ونقائص كلتا الطائفتين.

مزايا هذا الكتاب :

قد لا يكون من الضروري بيان مزايا هذا الكتاب ، واستعراض امتيازاته في مقدمته ، فذلك أمرٌ ينبغي أن يقف عليه القارئ الكريم بنفسه ضمن مطالعته لهذه الدراسة ، إلاّ انه إلفاتاً لنظر القارئ نشير إلى مزيتين هامتين هما :

أولاً : أنّنا عمدنا ـ في هذا الكتاب ـ إلى تناول وبيان الحوادث والوقائع المهمة الّتي تنطوي على قَدَر ، اكبر من الفائدة ، والعبرة ، وأعرضنا صفحاً عن ذكر الاحداث الجزئية ، والوقائع الصغيرة مثل الكثير من السرايا.

ثم أننا أخذنا الحوادث التاريخية هذه من المصادر الأصلية ، والأولية ، الّتي دُوِّنت في القرون الإسلامية المشرقة الاولى ، فقد استخلصنا الحادثة من مجموعة تلك المصادر ، ثم أشرنا إلى مصدر أو مصدرين من المصادر الّتي ذكرت الحادثة

__________________

١ ـ هو القاضي عبد الرحمان بن محمَّد الحضرمي المالكي المتوفى عام ٨٠٨ هـ ، ومقدمته وتاريخه ـ على ما فيهما من أخطاء فضيعة في التحليل ـ معدودان من الكتب الجيدة المفيدة ، وهما مبتكران في نوعهما.

١٦

بصورة اكثر تفصيلا ودقة.

وربما يظن بعضُ القرّاء الكرام أننا اكتفينا في نقل الحوادث والوقائع بمراجعة مصدر أو مصدرين ممّا ذكرناه في أقصى الصفحة ( أي الهامش ) في حين أن الواقع هو غير هذا ، فنحن قد راجعنا حتّى في نقل الحوادث الصغيرة مهما صغرت ، اكثر المصادر الأصلية المعروفة ، وبعد التحقق والتشبث منها لخصناها وذكرناها في هذا الكتاب.

ولو أننا أشرنا ـ في جميع الحوادث والوقائع ـ إلى جميع المصادر الّتي مررنا بها لاستأثر جدول المصادر بقسم كبير من صفحات هذا الكتاب ، وهو أمرٌ من شأنه أن يبعث على الملل عند القرّاء ، فلكي لا يحس القرّاء بأيّ تعَب أو مَلَل من جانب ، ولأجل أن نحافظ على وثائقية الكتاب وأصالة أبحاثه وإتقانها من طرف آخر اكتفينا بذكر القدر اللازم من المصادر وتجنبنا تحشيدها بتلك الصورة الممِلّة.

وأما المزية الثانية : فإننا أشرنا ـ ضمن الدراسات اللازمة ـ إلى الاعتراضات والاشكالات ، بل وأحيانا إلى مواطن الاساءة الّتي قام بها المستشرقون المغرضون وأجبْنا على جميع الانتقادات والاعتراضات غير المبرَّرة وغير الصحيحة بأجوبة مقنعة وقاطعة وصحيحة ، وجرَّدْناهم من الاسلحة الّتي شَهَرُوها في وجه الإسلام ورسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كما يقول المثل ، وتلك حقيقة يقف عليها القارئ الكريم بنحو أجلى في محلّها.

وعلى هذا الاساس عَمَدنا إلى ذكر رأي المؤلّفين الشيعة ( في المسائل المختلف فيها بين المؤرخين الشيعة والمؤرخين السنة ) مع ذكر المصادر والشواهد التاريخية الواضحة والمبرهنة عليه ، وأزحْنا كل ما يَدُور حول ذلك الرأي من شبهة أو إشكال ، ويستهدف إنكار صحته وحقانيته.

إننا إذ نقدّمُ هذه الدراسة التحليليّة لشخصية وحياة خاتم الأنبياة محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلى القراء الكرام نأمل أن يهتم بها عامّة المسلمين وخاصة المثقفين والشّباب منهم بوجه خاصّ ، ويتناولوا هذه السيرة العطرة بالمطالعة المتأنيّة والتأمل

١٧

والتدبر ، ونآمل أن يستطيع شبابُنا المؤمن المتحمّس من أن يرسم خريطة حياته وحياة مجتمعه في ضوء ما يستلهمُه ويستوحيه من سيرة وحياة رسول الإسلامصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في هذه الحقبة البالغة الخطورة. واللّه وليّ التوفيق.

جعفر السبحاني

٢٦ / جمادى الآخرة / ١٣٩٢

١٨

سيّد المرسلين

في ضوء القرآن الكريم

لقد سلّط القرآن الكريم الضوء على رسول الإسلام محمَّد بن عبد اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في آيات كثيرة تناولت بيان أسمائه ونشأته وصفاته وخصاله ، وبشارات الانبياء السابقين به وعصمته واُمّيته ورسالته وخاتميته وجهوده العظيمة التي بذلها في سبيل ابلاغ مهمته ، والخطابات الخاصة الالهية الموجّهة إليه وما يتوجب على المؤمنين تجاهه في حياته وبعد وفاته ، وما يتوجب عليهم تجاه أهل بيته وعترته ، ولكي تكون هذه الرؤية القرآنية الشاملة الدقيقة هي القاعدة الاساسية في دراسة الشخصية والسيرة المحمَّدية العظيمة آثرنا ادراج طائفة منها

١٩

في مقدمة هذا الكتاب.

*وَما مُحَمَّدٌ إلاّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُسُلُ . ( آل عمران / ١٤٤ ).

*مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللّه وَالَّذِينَ مَعَهُ أشِدّاءٌ عَلى الكُفّار رُحَماءُ بَيْنَهُمْ . ( الفتح / ٢٩ ).

*وَإذ قالَ عيسى ابْنُ مَرْيَمُ يا بَني إسرائيل إنّي رَسُولُ اللّهِ اِلَيْكُمْ مُصَدِّقاً لِما بِيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرية وَمُبَشِّراً بِرَسُول يَأتِى مِنْ بَعدي اسْمُهُ أحْمَدٌ . ( الصف / ٦ ).

*مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قَلى وَللآخِرَة خَيْرٌ لَكَ مِنَ الأُولى وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى أَلَمْ يَجِدْكَ يَتيماً فَآوى وَوَجَدَكَ ضالا فَهَدى وَوَجَدكَ عائلا فَأَغْنى . ( الضحى / ٤ ـ ٨ ).

*ألَم نَشْرَحْ لكَ صَدْركَ وَوَضعْنا عَنْكَ وزْرَكَ الَّذي أنْقَضَ ظَهْرَكَ وَرَفَعْنا لَكَ ذِكْرَكَ . ( الانشراح / ١ ـ ٤ ).

*وَإذ أخَذَ اللّهُ مِيثاقَ النَّبِيِّينَ لَما آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتاب وَحِكْمَة ثمَّ جاءكُمْ رَسولٌ مُصدِّقٌ لِما مَعَكُمْ لَتُوُمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قالَ ءأَقْرَرتُمْ وَأَخذْتُمْ عَلى ذلِكُمْ إصْري قالوا أقْررنا قالَ فَاشْهَدوا وَأنا مَعَكُمْ مِنَ الشّاهِدينَ . ( آل عمران / ٨١ ).

*ألَّذينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيِّ الَّذي يَجِدونَهُ مَكْتوباً عِنْدؤهُمْ في التَّوريةِ وَالأنجِيلِ يَأمرهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْههُمْ عِنَ المُنْكَر وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّباتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمْ الْخبائثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إصّرَهُمْ وَالأَغْلالَ التَّي كانَتْ عَلَيْهِمْ . ( الأعراف / ١٥٧ ).

*الَّذينَ آتيْناهُمُ الْكِتابَ يَعْرِفُونَهُ كَما يَعْرِفُونَ أبْناءَهُم وَإنَّ فَريقاً مِنْهُمْ لَيكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ . ( البقرة / ١٤٦ ).

*الَّذينَ آتَيناهُمُ الكِتابَ يَعْرِفونَهُ كَما يَعْرِفُونَ أبْناءَهُمُ . ( الأنعام / ٢٠ ).

*فآمِنُوا بِاللّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الاُمِّيِّ الَّذينَ يُؤْمنُ بِاللّهِ وكَلماتِهِ واتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ . ( الأعراف / ١٥٨ ).

*هُوَالَّذي بَعثَ في الاُميّينَ رَسُولا مِنْهُمء يَتْلوا عَلَيْهِم آياتِهِ وَيُزكّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمْ الْكِتاب وَالحِكْمَةَ وإنْ كانُوا مِنْ قَبْلُ لَفي ضَلال مُبين وآخرينَ مِنْهم لَما يَلْحَقُوا بِهِمْ وَهُوَ العَزيزُ الْحَكيمُ ذلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤتيهِ مَنْ يَشاءُ واللّهُ ذُوالْفَضلِ الْعَظيمِ . ( الجمعة / ٢ ).

*وَأنزَلَ اللّهُ عَلَيْكَ الكِتابَ والحِكْمَةَ وَعَلَّمكَ ما لم تَكُنْ تَعْلَمُ وَكانَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ عَظيماً . ( النساء / ١١٣ ).

*وَما كُنتَ تَتلُوا مِن قَبلِهِ مِنْ كِتاب وَلا تخُطُهُ بِيَمينِكَ إذاً لارتَابَ المُبطِلُونَ . ( العنكبوت / ٤٨ ).

٢٠

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679

680

681

682

683

684

685

686

687

688

689

690

691

692

693

694