سيّد المرسلين صلّى الله عليه وآله الجزء ١

سيّد المرسلين صلّى الله عليه وآله8%

سيّد المرسلين صلّى الله عليه وآله مؤلف:
المحقق: مؤسسة النشر الإسلامي
الناشر: مؤسّسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين بقم المشرّفة
تصنيف: الرسول الأعظم صلّى الله عليه وآله
الصفحات: 694

الجزء ١ الجزء ٢
  • البداية
  • السابق
  • 694 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 366039 / تحميل: 9275
الحجم الحجم الحجم
سيّد المرسلين صلّى الله عليه وآله

سيّد المرسلين صلّى الله عليه وآله الجزء ١

مؤلف:
الناشر: مؤسّسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين بقم المشرّفة
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

والاتيان بمثل معاجزهم لو قدروا ، واستطاعوا.

فهذا هو القرآن الكريم ينادي بأعلى صوته على مر العصور : «قُل لَئنْ اجْتَمَعت الإنسُ والجنّ عَلى أَنْ يَأْتُوا بِمثْلِ هذا الْقُرآنِ لا يأتُونَ بِمثْلِه وَلَوْ كانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْض ظَهيْراً »(١) .

وذلك لأنَ أفعال السَحرة الخارقة مما كانت فانها تستند إلى الطاقة البشرية المحدودة ، ولا تتجاوزها بينما يعتمد الانبياء والرسل العنصر الغيبي ، والإرادة الآلهية.

٤ ـ إن أفعال السحرة والمرتاضين الخارقة للعادة اُمور محدودة ومقتصرةٌ على ما تعلَّموها وتمرنوا عليها ، بينما لا تكون معاجز الأنبياء والرسل مقتصرة على اُمور خاصة ، فهم لا يعجزون عن الاتيان بكل ما يطلبه الناس منهم ، طبعاً حسب شرائط خاصة مذكورة في محلها في أبحاث الاعجاز(٢) .

فتلك معاجز موسى المتعددة الابتدائية ، والمقترحة ، ومعاجز المسيحعليه‌السلام المتنوعة خير مثال على هذا الأمر.

٥ ـ إن اصحاب المعاجز يقصدون من معاجزهم دائماً دعوة الناس إلى أهداف إنسانية عالية وغايات الهية سامية وبالتالي هداية المجتمع البشري إلى المبدأ والمعاد ، والأخلاق الفاضلة فيما لا يهدفُ المرتاضون والسحَرة إلا تحقيق مآرب دنيوية حقيرة ، ونيل مكاسب مادية رخيصة.

هذا مضافاً إلى أن الأَنبياء والرسل أنفسهم يختلفون عن السحرة والمرتاضين

____________

١ ـ الاسراء : ٨٨.

٢ ـ مثل أن لا يكون ما يطلبه الناس محالا عقلياً كرؤية اللّه ، ومثل أن لا يكون ما سيأتي لهم به دليلا على ارتباطه بالمقام الربوبي ، كما لو طلبوا منه أن تكون له جنّة من نخيل وأعناب وبيتٌ من ذهب ، لأنّ هذه الاُمور لا تكون دليلا على النبوّة إذ نلاحظ أنّ كثيراً مِنَ الناس يملكون هذه وليسوا مع ذلك بأنبياء.

وأن لا يكون المقترحون من ذوي اللجاج والعناد الذين لا يقصدون من طلب المعاجز إلا الهزل والاستهزاء والتنزّه. وأن لا تكون نتيجة المعجزة هلاكهم كما لو طلبوا ان يُنزِّل عليهم ناراً من السماء تحرقهم لأن في ذلك نقضاً للغرض.

١٨١

في نفسيّتهم العالية ، وأخلاقهم الفاضلة وتاريخهم المشرق ، وصفاتهم النبيلة على العكس من السحرة والمرتاضين.

هذه هي أَهمُّ العلامات الفارقة بين المعاجز الّتي تدل على نبوة الانبياء والخوارق الّتي يقوم بها المرتاضون والسحرة.

وبعد أن تبيَّن كل هذا اتضح أنَّ الخوارق الالهية الّتي هي من مقولة المعاجز أيضاً تختلف عن الاُمور العادية في أن عللها لا تنحصر في العلل المادية غير المعروفة فضلا عن الاُمور المادية المعروفة ، بل ربما تكون مستندة إلى العلل المجرّدة ، فليس من الصحيح ان نسعى لتفسير الخوارق الالهية مثل : « قصة الفيل » الّتي أهلك اللّه تعالى فيها جيش « أبرهة » العظيم بأحجار صغيرة من سجيل رمتها طيور الأبابيل بالعلل المادية المعروفة كما فعل من اشرنا إلى أسمائهم في مطلع هذا البحث(١) .

ولهذا عَدلَ « سيد قطب » عن رأية الّذي كان قد أبداه في ما سبق في أمثال هذه الاُمور ، إذ قال :

ان الطريق الأمثل في فهم القرآن وتفسيره أن ينفُض الإنسان من ذهنه كلَ تصوّر سابق ، وأن يواجه القرآن بغير مقرَّرات تصوُرية أو عقلية أو شعورية سابقة ، وأن يبني مقرَّراته كلها حسبما يصورُ القرآنُ والحديثُ حقائق هذا الوجود ، ومن ثم لا يحاكم القرآن والحديث لغير القرآن ، ولا ينفي شيئاً يثبته القرآن ولا يُؤَولَه ، ولا يثبت شيئاً ينفيه القرآن أو يبطله ، وما عدا المثبت والمنفي في القرآن فله أن يقول فيه ما يهديه إليه عقله وتجربته.

نقول هذا بطبيعة الحال للمؤمنين بالقرآن وهم مع ذلك يؤوّلون نصوصه هذه لتوائم مقررات سابقة في عقولهم وتصورات سابقة في أذهانهم لما ينبغي أن تكون عليه حقائق الوجود(٢) .

__________________

١ ـ أي الاستاذ الشيخ محمَّد عبده والاستاذ محمَّد حسين هيكل.

٢ ـ وهنا قال سيّد قطب في هامش هذا الكلام مانصه « وما اُبرئ نفسي اُنني فيما سبق من مؤلّفاتي

١٨٢

فاما الذين لا يؤمنون بهذا القرآن ، ويعتسفون نفي هذه التصورات لمجرد أن العلم لم يصل إلى شيء منها فهم مضحكون حقاً! فالعلمُ لا يعلم اسرار الموجودات الظاهرة بين يديه والّتي يستخدمها في تجاربه ، وهذا لا ينفي وجودها طبعاً! فضلا عن العلماء الحقيقيين اخذت جماعة كبيرة منهم تؤمن بالمجهول على طريق المتدينين أو على الأقل لا ينكرون ما لا يعلمون ، لأنهم بالتجربة وجدوا أنفسهم ـ عن طريق العلم ذاته ـ أمام مجاهيل فيما بين ايديهم ممّا كانوا يحسبون انهم فرغوا من الاحاطة بعلمه فتواضعوا تواضعاً علمياً نبيلاً ليس فيه سمةُ الادعاء ، ولا طابع التطاول على المجهول كما يتطاول مُدّعو العلم ، ومدّعو التفكير العلمي ، ممن يُنكرون حقائق الديانات وحقائق المجهول(١) .

ثم يقول في موضع آخر من تفسيره ناقداً لموقف الاستاذ عبده من قصة الفيل الّتي هي احدى الخوارق حيث حفظ اللّه تعالى بيته المعظم على نحو خارق للعادة :

ويرى الذين يميلون إلى تضييق نطاق الخوارق والغيبيات ، وإلى رؤية السنن الكونية المألوفة تعملُ عملها ، أن تفسير الحادث بوقوع وباء الجدري والحصبة اقرب واولى ، وان الطير تكون هي : الذباب والبعوض تحمل الميكروبات فالطير هو كل ما يطير.

ثم ينقلُ كلام الاستاذ « عبده » الّذي ذكرناه بنصه مع قوله : هذا ما يصحّ الاعتماد عليه في تفسير السورة ، وما عدا ذلك فهو ممّا لا يصحّ قبوله إلاّ بتأويل ان صحت روايته ، وممّا تعظم به القدرة ان يُؤخذَ من استعز بالفيل ـ وهو اضخم حيوان من ذوات الاربع جسماً ـ ويُهْلكَ بحيوان صغير لا يظهر للنظر ولا يدرك بالبصر حيث ساقه القدرُ لا ريب عند العاقل أن هذا اكبر واعجب وأبهر.

__________________

وفي الأجزاء الاُولى من هذا الضلال قد انسقتُ إلى شيء من هذا وارجو أن أتداركه في الطبعة التالية إذا وفق اللّه ».

١ ـ في ظلال القرآن : ج ٢٩ ، ص ١٥١ ـ ١٥٣.

١٨٣

ثم يقول : ونحن لا نرى أن هذه الصورة الّتي افترضها الاستاذُ الامامُ ـ صورة الجدري أو الحصبة من طين ملوث بالجراثيم ـ أدلَّ على قدرة ، ولا اولى بتفسير الحادث ، فهذه كتلك في نظرنا من حيث إمكان الوقوع ، ومن حيث الدلالة على قدرة اللّه ، وتدبيره ، ويستوي عندنا أن تكون السنة المألوفة للناس ، المعهودة المكشوفة لعلمهم ، هي الّتي جرت ، فأهلكت قوماً أراد اللّه اهلاكهم ، أو أن تكون سنة اللّه قد جَرت بغير المألوف للبشر ، وغير المعهود المكشوف لعلمهم فحقّقت قدره ذاك.

ثم يقول : لقد كان اللّه سبحانه يريد بهذا البيت(١) أمراً ، كان يريد أن يحفظه ليكون مثابة للناس وأمناً وليكون نقطة تجمع للعقيدة الجديدة تزحفُ منه حرة طليقة في ارض حرة طليقة لا يهيمن عليها احدٌ من خارجها ولا تسيطر عليها حكومةٌ قاهرة تحاصر الدعوة في محضنها ، ويجعل هذا الحادث عبرة ظاهرة مكشوفة لجميع الانظار في جميع الأجيال ، ليضربها مثلا لرعاية اللّه لحرماته وغيرته عليها.

فمما يتناسق مع جوّ هذه الملابسات كلها أن يجيء الحادثُ غير مألوف ولا معهود بكل مقوماته وبكل اجزائه ، ولا داعي للمحاولة في تغليب صورة المألوف من الأمر في حادث هو في ذاته وبملابساته مفردٌ فذٌ.

وبخاصة ان المألوف في الجدري والحصبة لا يتفق مع ما روي من آثار الحادث بأجسام الجيش وقائده فإن الجدري أو الحصبة لا يُسقطُ الجسم عُضواً عضواً ، وأنملة انملة ، ولا يشق الصدر عن القلب!!

ثم ان « سيد قطب » يشير إلى علل تفسير هذه الحادثة الخارقة للعادة بالتفسير المادي العادي الطبيعي ، والمدرسة العقلية الّتي كان الاستاذ « عبده » على رأسها ، وضغط الفتنة بالعلم الّتي تركت آثارها في تلك المدرسة ، ونحن نكتفي بهذا القدر بالمناسبة ، وإشعاراً بما يمكن أن يجنيه مثل هذا الاتجاه على مقولات الدين ومفاهيمه ومقرراته عن الأحداث الكونية والتاريخية والإنسانية

__________________

١ ـ أيّ الكعبة المشرّفة.

١٨٤

والغيبية(١) .

هذا ويجدر بنا ان ننقل هنا ما قاله صاحب تفسير مجمع البيان في هذا الصدد في شأن حادثة الفيل استكمالا لهذا البحث وتأكيداً لمعجزة هذا الحدث.

قال صاحب المجمع : وكان هذا من اعظم المعجزات القاهرات ، والآيات الباهرات في ذلك الزمان ، اظهرهُ اللّه تعالى ليدل على وجوب معرفته ، وفيه ارهاص لنبوة نبيناصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لأنه ولد في ذلك العام ، وفيه حجةٌ لائحة قاصمة لظهور الفلاسفة والملحدين المنكرين للآيات الخارقة للعادات فانه لا يمكن نسبة شيء ممّا ذكره اللّه تعالى من أمر اصحاب الفيل إلى طبع وغيره كما نسبوا الصيحة والريح العقيم والخسف وغيرهما ممّا أهلك اللّه تعالى به الامم الخالية ، إذ لا يمكنهم أن يروا في اسرار الطبيعة ارسال جماعات من الطير معها احجارٌ معدّة مهيَّاة لهلاك أقوام معينين قاصدات إيّاهُمْ دون من سواهم فترميهم بها حتّى تهلِكهم ، وتدّمرَ عليهم ، لا يتعدّى ذلك إلى غيرهم ولا يشك من له مسكة عن عقل ولب ان هذا لا يكون الا من فعل اللّه تعالى مسبب الاسباب ومذلِّل الصعاب ، وليس لأحد أن ينكر هذا لأَن نبيناصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لما قرأ هذه السورة على أهل مكة لم ينكروا ذلك بل اقروا به وصدّقوه مع شدة حرصهم على تكذيبه ، واعتنائهم بالردِّ عليه وكانوا قريبي عهد بأَصحاب الفيل ، فلو لم يكن لذلك عندهم حقيقةٌ وأصلٌ لأنكَرُوهُ ، وجحدوه ، وأنهم قد أرّخوا بذلك كما أرّخوا ببناء الكعبة ، وموت قصيّ بن كعب وغير ذلك.

وقد اكثر الشعراء ذكر الفيل ونظّموه ونقلته الرواةُ عنهم فمِن ذلك ما قاله ( اُميّة ) بن ابي الصلت :

إن آيات ربِّنا بَيِّنات

ما يُماريْ فيهِنّ إلا الكَفُورُ

حبَس الفِيْلَ بالمُغمَّس حَتى

ظَلّ يحبو كأنه مَعْقُورُ

__________________

١ ـ في ظلال القرآن : ج ٣٠ ، ص ٢٥١ ـ ٢٥٥.

١٨٥

وقال عبد اللّه بن عمرو بن مخزوم :

أنتَ الجليل ربَنا لم تُدْنِس

أنت حبَسْت الفيل بالمغمَّس

مِنْ بعد ما همَّ بشيء مَبْلسِ

حبَستَه في هيئة المكركس(١)

وقال ابن قيس الرقيات في قصيدة :

وَاسْتَهلَّتْ عَليْهِمُ الطَيْر با

لجندلِ حَتى كأَنَّه مَرْجُومُ(٢)

ماذا بَعْدَ هزيمة الأحباش؟

لقد استوجب مقتل أبرهة وتحطّم جيشه وهلاكهم ، وبالتالي هزيمة أعداء الكعبة المشرفة ، وأعداء قريش ، أن يتعاظم شأن المكيّين ، وشأن الكعبة الشريفة في نظر العرب ، فلا يجرأ أحدٌ ـ بعد ذلك ـ في أن يحدِّث نفسه بغزو مكة ، والإغارة على قريش ، أو أن يفكر في التطاول على الكعبة المعظمة صرح التوحيد الشامخ ، فقد اخذ الناس يقولون في انفسهم : إنّ اللّه أهلك أعداء بيته المعظم بمثل ذلك الاهلاك إحتراماً لبيته وتعظيماً لشأن قريش ، وقلّما كان يتصور أحد أن ما وقع كان لاجل المحافظة على الكعبة فقط ، اي من دون أن يكون لمكانة قريش ومنزلتهم وشأنهم دخل في ذلك ، ويشهد بذلك أن قريشاً تعرضت مراراً لحملات متكررة من غزاة ذلك العصر دون أن يُصابُوا بمثل ما اُصيب به جندُ « ابرهة » الّذي قصد الكعبة بالذات ويواجهوا ما واجهه ، من الردع والكبت.

إنَّ هذا الفتح والظفر الّذي نالته قريش من دون تعب ونصب ، ومن دون إراقة أية دماء من أبنائها ، أحدثت في نفوس القرشيين حالات جديدة خاصة ، فقد زادت من غرورهم وحمّيتهم ، وعنجهيتهم ، واعتزازهم بعنصرهم ، فأخذوا يفكرون في تحديد شؤون الآخرين ، والتقليل من وزنهم ، اعتقاداً منهم بانهم الطبقة الممتازة من العرب دون سواهم. كما أنها دفعتهم إلى أن يتصوَّروا أنهم وحدهم موضع عناية الأَصنام ( الثلاثمائة والستين ) فهم وحدهم الذين تحبُّهم

__________________

١ ـ المنكَّس.

٢ ـ تفسير مجمع البيان للطبرسي : ج ١٠ ، ص ٥٤٣ في تفسير سورة الفيل.

١٨٦

تلك الاصنامُ ، وتحميهم وتدافع عنهم!!

ولأجل هذا تمادوا في لَهوهم ، ولعبهم ، وتوسعوا في ممارسة اللذة والترف حتّى أنهم أظهروا وَلعاً شديداً بالخمر ، فكانوا يحتسونها في كل مناسبة ، وربما مدّوا موائد الخمر في فناء الكعبة ، واقاموا مجالس سَمرهم وأنسهم إلى جانب أصنامهم الخشبية ، والحجرية ، الّتي كان لكل قبيلة من العرب بِينها صَنمٌ أو اكثر ، ويقضون فيها اسعدَ لحظات حياتهم ـ حَسب تصورّهم ، وَهم يتناقلون فيها كل ما سمعوه من أخبار وقصص حول « مناذرة » الحيرة و « غساسنة » الشام وقبائل اليمن ، وهم يتصورون أن هذه الحياة الحلولة اللذيذة هي من بركة تلك الاصنام والاوثان ، فهي الّتي جعلت عامة العرب تخضع لقريش ، وجعلت قريشاً افضل من جميع العرب!!

أوهام قريش تتفاقم!!

إنَّ أخطرَ ما يمرُّ به إنسانٌ في حياته هو أن يصفو عيشه من المشاكل ، ردحاً من الزمن ويحس لنفسه بنوع من الحصانة الوهمية ، فعندها تجده يخص الحياة بنفسه ويستأثر بكل شيء في الوجود ولا يرى لغيره من ابناء نوعه وجنسه من البشر اي حق في الحياة ، ولا ايّ شأن وقيمة تذكر ، وذلك هو ما يصطلح عليه بالاستكبار والاستعلاء ، والاحساس بالتفوق ، والغطرسة.

وهذا هو بعينه ما حصل لقريش بعد اندحار جيش « ابرهة » وهلاكه ، وهلاك جنده بذلك الشكل العجيب الرهيب.

فقد عزمت قريش منذ ذلك اليوم ـ وبهدف إثبات تفوقها وعظمتها للآخرين ـ ، على أن تلغي أي احترام لأهل الحلّ لانهم كانوا يقولون : ان جميع العرب محتاجون إلى معبدنا ، وقد رأى العرب عامة كيف اعتنى بنا آلهةُ الكعبة ، خاصة ، وكيف حمتنا من الاعداء!!

ومن هنا بدأت قريش تضيّق على كل من يدخل مكة من أهل الحل للعمرة أو الحج ، وتتعامل معهم بخشونة بالغة ، وديكتاتورية شديدة ففرضت على

١٨٧

كل من يريد دخول مكة للحج أو العمرة أن لا يصطحب معه طعاماً من خارج الحرم ، ولا يأكل منه ، بل عليه أن يقتني من طعام أهل الحرم ، ويأكل منه ، وأن يلبس عند الطواف بالبيت من ثياب أهل مكة التقليدية القومية ، أو يطوف عرياناً بالكعبة إن لم يكن في مقدوره شراؤها واقتناؤها ، ومَن كان يَرفُض الخضوع لهذا الأمر ، مِن رؤساء القبائل وزعمائها ، كان عليه أن ينزع ثيابه ـ بعد انتهائه من الطواف ـ ويلقيها جانباً ، ولا يحق لأحد ان يمسها أبداً لا صاحبها ولا غيره(١) .

اما النساء فكان يجب عليهن إذا أردنَ الطواف أن يُطفنَ عراة على كل حال ، وان يضعن خرقة على رؤوسهن وَيُردِّدنَ البيت التالي في اثناء الطواف :

اليوم يبدو بعضُه أو كُلّه

وبعدَ هذا اليوم لا اُحِلُّه

ثم إنه لم يكن يحق لأيّ يهودي أو مسيحي ـ بعد هزيمة « ابرهة » الّذي كان هو أيضاً مسيحياً ـ أن يدخل مكة إلاّ أن يكون أجيراً لمكيٍّ ، وحتّى في هذه الصورة كان يجب عليه أن لا يتحدّث في شيء من أمر دينه ومن أمر كتابه.

لقد بلغت النخوةُ والعصبية بقريش حداً جعلتهم يتركون بعض مناسك الحج الّتي كان يجب الإتيان بها خارج الحرم!!

لقد أنفوا منذ ذلك اليوم أن يأتوا بمناسك عرفة(٢) كما يفعل بقية الناس فتركوا الوقوف بعرفة ، والافاضة منها مع أن آباءهم ( من ولد إسماعيل ) كانوا يُقّرون أنها من المشاعر والحج ، وكانت هيبة قريش وعظمتها الظاهرية رهنٌ ـ برمتها ـ بوجود الكعبة بين ظهرانيها ، وبوظائف الحج ومناسكه هذه ، إذ كان يجب على الناس في كل عام أن يأتوا إلى هذا الوادي الخالي عن الزرع وهذه الصحراء اليابسة لأداء المناسك ، إذ لو لَم يكن في هذه النقطة من الأَرض أىُ مطاف أو مشعر لما رغب احد حتّى في العبور بها فضلا عن المكث فيها عدة ايام وليال.

__________________

١ ـ وكانت تسمّى عندهم « اللّقى ».

٢ ـ الكامل في التاريخ : ج ١ ، ص ٢٦٦.

١٨٨

لقد كان ظهورُ مثل هذا الفساد الاخلاقي وهذا الموقف المتعصِّب من الآخرين أمراً لابدَّ منه بحسب المحاسبات الاجتماعية.

فالبيئة المكيّة لابد أن تغرق في الفساد والانحراف حتّى يتهيأ العالم لانقلاب أساسيّ ونهضة جذرية.

إن كل ذلك الانفلات الاخلاقي والترف والانحراف كان يهيء الارضية ويعدّها لظهور مصلح عالمي ، أكثر فاكثر.

ولهذا لم يكن غريباً أن يغضب « أبو سفيان » فرعون مكة وطاغيتها على « ورقة بن نوفل » حكيم العرب الّذي تنصر في اُخريات حياته واطلع على ما في الانجيل ، كلما تحدَّث عن اللّه والانبياء ويقول له : « لا حاجة إلى مثل هذا الاله وهذا النبي ، تكفينا عناية اصنامنا »!!

عَبدُ اللّه والدُ النبيّ :

يوم فدى « عبدُالمطلب » ولده « عبد اللّه » بمائة من الابل نحرها ، وأطعم الناس في سبيل اللّه ، لم يكن يمض من عمر « عبد اللّه » اكثر من اربعة عشر ربيعاً ، وقد تسبَّبَتْ هذه الواقعةُ في أن يكتسب « عبدُ اللّه » شهرة خاصة بين عشيرته مضافاً إلى شهرته الكبرى بين قريش ، وأن يحظى بمكانة كبيرة عند أبيه : « عبد المطلب » بنحو خاص ، لأن ما يُكلِّفُ الإنسان غالياً ، ويتحملُ في سبيله عناء اكثر لابدَّ أن يحظى لديه بمكانة اكبر ، ويحبّه محبة تفوقُ المتعارف.

ومن هنا كان « عبدُ اللّه » يتمتعُ باحترام يفوق الوصف بين أبناء عشيرته وأفراد عائلته وأقربائه.

ثم إن « عبدَ اللّه » يوم كان يتوجه برفقة والدهِ إلى المذبح كان يعاني من مشاعر وأحاسيسَ متناقضة ومتضادة ، فهو من جانب كان يُكِنّ لوالده احتراماً كبيراً وحباً شديداً ، ولهذا لم يكن يَجدُ بداً من طاعته ، والانصياع لمطلبه ، بينما كان من جانب آخر يعاني من قلق ، واضطراب شديدين على حياته الّتي كان يرى كيف تعبث بها يدُ القدر ، وتكادُ تقضي عليها كما يقضي الخريفُ على

١٨٩

أوراق الشجر.

كما أن « عبد المطلب » نفسه كان هو الآخر تتجاذبه قوتان متضادتان : قوةُ الايمان والعقيدة من جانب ، وقوةُ العاطفة والمحبة الأبوية من جانب آخر ، وقد أوجدَت هذه الواقعة في نفسي هاتين الشخصيتين آثاراً مُرّة يصعُب زوالها ، بيد أن تلك المشكلة حيث عولجت بالطريقة الّتي ذكرناها ونجا « عبد اللّه » من الموت المحقق فكر « عبد المطلب » فوراً في ان يغسل عن قلب « عبد اللّه » تلك المرارة القاسية بزواج « عبد اللّه » بآمنة ، وبذلك يقوّي من عرى حياته الّتي بلغت درجة الانصرام ، بأقوى السُبُل ، وأمتن الوسائل.

ومن هنا توجّه « عبد المطلب » إلى بيت « وهَب بن عبدمَناف » ـ فور رُجوعه من المذبح آخذاً بيد ولده عبد اللّه ـ وعقد لولده على « آمنة بنت وَهَب » الّتي كانت تُعرَفُ بالعِفة ، والطُهر ، والنجابة ، والكمال.

كما أنه عقد لنفسه ـ في ذات المجلس ـ على « دلالة » ابنة عم آمنة ، ورُزقَ منها « حمزة » عمّ رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والمشابه له في السن(١) .

غير أن الاستاذ المؤرخ « عبدالوهاب النجار » المدرس بقسم التخصص في الازهر الّذي صحح « التاريخ الكامل » لابن الاثير ، وعلَّق عليه بملاحظات وهوامش مفيدة شكك في صحة هذه الرواية ، واستغربها ، وقال : لا أظنُ أنه يصحّ شيء في هذه الرواية ، إذ المعقولُ أن يتريث « عبد المطلب » بعد ذلك المجهود المضني حتّى يريح نفسه ثم يذهب ليخطب لابنه(٢) .

ولكنَّنا نعتقد بأن المؤرخ المذكور لو نَظرَ إلى المسألة مِن غير هذه الزاوية لسَهُل عليه التصديقُ بهذه الرواية.

ثم أن « عبد المطَّلب » عَيَّن موعداً للزفاف ، وعند حلول ذلك الموعد تمّت مراسمُ الزفاف في بيت « آمنة » طبقا لما كان متعارفاً عليه في قريش ، ولبث

__________________

١ ـ تاريخ الطبري : ج ٢ ، ص ٧ والمذكور في هذا المصدر « هالة ».

٢ ـ الكامل في التاريخ : ج ٢ ، ص ٤ ، قسم الهامش.

١٩٠

« عبد اللّه » مع « آمنة » ردحاً من الزمن حتّى سافر إلى الشام للتجارة ، وعند عودته توفّي اثناء الطريق كما ستعرف.

دَورُ الأَيادي المشْبُوهَة في تاريخ الإسلام :

لا شك أَنَّ التاريخ سَجَّلَ في صفحاته كلَ ما يتعلق بالشعوب والاقوام من نقاط مضيئة أو مظلمة ، كقصص للعبرة والعظة.

ولكن الحب والبغضَ تارة والتساهل والبدعة تارة اُخرى وحب اظهار المقدرة وابراز القوة الأدبية تارة ثالثة وغير ذلك من العوامل والاسباب عملت عملها فتدخلت ـ في جميع الأدوار والعصور ـ في صياغة التاريخ ، وخلَطت الغث بالسمين والحقيقة بالخرافة ، وتلك هي مشكلة كبرى تقع في طريق المؤرخ الّذي يريد عرض حوادث التاريخ في أمانة وإستقامة ، ولذلك يجب عليه أن يميز الحق عن الباطل ، والصدق عن الكذب من خلال الأخذ بالموازين العلمية ، والممارسة الكاملة للتاريخ. ولقد كان للعوامل المذكورة تاثير ايضاً في تدوين التاريخ الإسلامي ، فالأيادي المريبة المشبوهة عملت على تحريف الحقائق في هذا المجال ، بل وربما عمد بعض الاصدقاء ـ بهدف تعظيم شأن النبيّ الأكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلى نسبة بعض الاُمور الّتي يظهرُ عليها آثار الاختلاق والإفتعال إليهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهو منها بُراء.

فقد جاء في التاريخ أن نور النبوَّة كان يسطع في جبين « عبد اللّه » والد النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم دائماً(١) ، كما نقرأ أن « عبد المطلب » كان يأخذ بيد ولده « عبد اللّه » في سنين الجدب والقحط ، ويصعد الجبل ويستسقي متوسِّلا إلى اللّه بالنور الّذي كان بيّنا في جبين « عبد اللّه »(٢) فهذا هو ما كتبه وسجَّله كثيرٌ من علماء الشيعة والسنة في مؤلفاتهم ، ونحن لا نملك اي دليل على عدم صحته.

ولكن هذه القصة وقعت أساساً لبعض الاساطير التى لا يمكن ان نقبل بها مطلقاً

__________________

١ ـ السيرة الحلبية : ج ١ ، ص ٣٩.

٢ ـ الكامل في التاريخ : ج ٢ ، ص ٤.

١٩١

واليك فيما يأتي ما الحِقَ بهذه القضية التاريخية الثابتة.

قِصَّة فاطمة الخَثعَمِيَّة :

و « فاطمةُ » هذه هي أختُ « ورَقَة بن نوفل » الّذي كان من حكماء العرب وكُهّانهم ، وكان له معرفة كبيرة بالإنجيل. وقد ضبط التاريخ حديثه مع خديجة في بدء بعثة الرسول الاكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وسوف نشير إليه في محله من هذا الكتاب.

وكانت « فاطمة » اخت « ورقة » قد سمعت من أخيها عن نبوة رجل من احفاد « اسماعيل » ، ولهذا ظلّت تنتظر ، وتبحث.

وذات يوم وعندما كان « عبد المطلب » متوجها إلى بيت آمنة بنت وهب بعد قفوله ومنصرفه من المذبح وهو آخذ بيد « عبد اللّه » ، شاهدت « فاطمة الخثعمية » ـ الّتي كانت تقف على مقربة من منزلها ـ النور الساطع من جبين « عبد اللّه » ، والّذي كانت تنتظره مدة طويلة وتبحث عنه بشوق ، فقالت : اين تذهب يا عبد اللّه؟ لكَ مِثلُ الإبل الّتي نحِرَت عنك ، وقعْ عليَّ الآن.

فقال : أنا مع أبي ولا استطيع خلافه وفراقه!!(١) .

ثم تزوج « عبد اللّه » بآمنة في نفس ذلك اليوم ، وقضى معها ليلة واحدة.

ثم في الغد من ذلك اليوم أتى المرأة « الخثعمية » الّتي عرضت نفسها عليه ، وأبدى استعداده لتنفيذ رغبتها ، ولكن « الخثعمية » قالت له : ليس لي بك اليوم حاجة ، فلقد فارقك النورُ الّذي كان مَعك أمس!!(٢) .

وقيل : إنه لمّا عرضت تلك المرأة « الخثعمية » على « عبد اللّه » ما عرضت أجابها « عبد اللّه » بالبداهة ببيتين من الشعر هما :

أمّا الحَرامُ فالمماتُ دُونَهُ

وَالحِلُّ لاحلٌ فاستبينهُ

فكيفَ بالأَمر الّذي تبغِينَهُ

يحمي الكريمُ عرضَه ودينَهُ

__________________

١ ـ تاريخ الطبري : ج ٢ ، ص ٥.

٢ ـ السيرة النبوية : ج ١ ، ص ١٥٦ النصّ والهامش.

١٩٢

ولكن لم تمر ثلاثة من زواجه بآمنة ، واقامته عندها حتّى دعته نفسُه إلى ان يأتي الخثعمية ، وعرض نفسه عليها قائلا : هل لك فيما كنت اردت؟ فقالت : لقد رأيت في وجهك نوراً فاردت ان يكون لي فابى اللّه الاّ أن يجعله حيث اراد فما صنعت بعدي؟

قال : زوَّجني أبي « آمنة بنت وهب »!!(١) .

علائم الإختلاق في هذه القصة!

لقد غَفل مختلِقُ هذه القصة عن اُمور كثيرة عند صياغته لها ، ولم يستطع اخفاء آثار الاختلاق عنها.

فلو كان يكتفي بالقول ـ مثلا ـ بان « فاطمة » صادفت « عبد اللّه » ذات يوم في زقاق من الأزقة ، أو سوق من الاسواق ، وشاهدت نورَ النبيّ ساطعاً من طلعته ففكرت في الزواج به رغبة في ذلك النور لكان من الممكن التصديق بهذه القصة ، بيدَ أن نصَ القصة جاء بصورة لا يمكن القبول بها للأسباب التالية :

١ ـ ان هذه القصة تفيد أنَّ المرأة « الخثعمية » عند ما عرضت نفسها على « عبد اللّه » ، كانت يد « عبد اللّه » في يد والده « عبد المطلب » ، فكيف يمكن ان تعرض تلك الفتاة نفسَها عليه وتبين مطلوبها له ويدور بينهما ما يدور ، ولا يحسُ عليهما عبد المطلب؟!

ثم الم تستحِ من عظيم قريش « عبد المطلب » الّذي لم يثنه عن طاعة اللّه تعالى شيء حتّى مقتلُ ولده وذبحه.

ولو قلنا أن مطلبها كان حلالاً مشروعاً فان ذلك لا ينسجم مع البيتين من الشعر اللَّذين ردّ بهما « عبد اللّه » طلبها.

٢ ـ والأصعب من ذلك قصة عبد اللّه نفسه. فان ولداً مثل « عبد اللّه » يحترم والده إلى درجة الاستعداد لأن يُذْبَحَ وفاءً لنذر والده ، كيف يمكن أن يتفوّه في

__________________

١ ـ تاريخ الطبري : ج ٢ ، ص ٧ ، والكامل في التاريخ : ج ٢ ، ص ٤.

١٩٣

حضرة والده بما نُقِلَ عنه؟!

ترى أيمكن لشاب نجا لتوّه من السيف والذبح ، ولا يزال يعاني من آثار الصدمة الروحية أن يستجيب لرغبات امرأة ، أو يبدي استعداده ورضاه القلبيّ لذلك لولا وجود والده معه؟!! ترى هل كانت تلك المرأة جاهلة بالظروف ، لا تقدّر الاحوال ، ولا تعرف الوقت المناسب لطرح مطلبها ، أو أنَّ مختلق هذه القصة غَفل عن نقاط الضعف البارزة هذه؟!!

ثم إن ممّا يفضح هذه القصة ويُظهر بطلانها ما جاء في الصورة الثانية لها ، فان عبد اللّه ـ كما لا حظنا جابه طلب تلك المرأة ببيتين من الشعر وقال ما حاصله بأن الموت أسهل عليه من ارتكاب هذا الفعل الحرام الّذي يأتي على دين الرجل وشرفه ، فكيف يجوز لمثل هذا الشاب الطاهر الغيور أن يقع فريسة لتلك الأهواء ، والرغبات الرخيصة الفاسدة ، والحال انه لم ينقض من زواجه اكثر من ثلاث ليال ، وتدفعه غريزته الجنسية إلى ان يبادر إلى بيت المرأة الخثعمية.

إنَّ ماجابَه به « عبد اللّه » دعوة تلك المرأة ، وما جاء في ذينك البيتين من الشعر اللذين يطفحان بالغيرة ، والإباء ، لخيرُ دليل على طهارة « عبد اللّه » وعفته ، وتقواه ، وترفعه عن الآثام والادران ، وابتعاده عن الانجاس والادناس.

وقد علّق الاستاذ العلامة « النجار » على هذه الاسطورة بقوله : « ليس من المعقول أن يذهب عبد اللّه يبغي الزنا في الساعة الّتي تزوج فيها ، ودخل فيها على امرأته ».

ولكن الاستاذ « النجار » أخطأ في تشكيكه في النور النبويّ الساطع في جبين « عبد اللّه » حيث قال معقباً على كلامه السابق : « ولكنها مسألة النور في وجهه يريدون إثباتها ورسول اللّه غني عن هذا كله »(١) .

فان ذلك ممّا رواه جميع المؤرخين بلا استثناء ، فلا داعي ولا وجه للتشكيك فيه!

__________________

١ ـ هامش الكامل في التاريخ : ج ٢ ، ص ٤.

١٩٤

طهارة النبيّ من دنس الآباء وعهر الاُمهات :

وينبغي هنا ـ وبالمناسبة ـ ان نشير إلى مسألة مهمة في تاريخ النبيّ الكريمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ألا وهي طهارة النسب النبوي من دنس الآباء ودناءتهم وعهر الامّهات وفسادهن فلا يكون في اجداده وجدّاته سفاح ، وزنا.

وهذا ممّا اتفق عليه المسلمون ، بعد ان دلّ عليه العقل إذ لو لم يكن النبيّ منزها عن دناءة الاباء وعهر الامّهات لتنفر عنه الطباع ولم يرغب احد في متابعته ، والانقياد لاوامره ونواهيه.

ولقد صرح رسول الإسلامصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بذلك في احاديث رواها السنة والشيعة.

فقد جاء عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم انه قال :

« نقلت من الاصلاب الطاهرة إلى الارحام الطاهرة نكاحاً لا سفاحاً »(١) .

وجاء ايضاً انهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال :

« لم يزل اللّه ينقلني من الأصلاب الحسيبة إلى الأرحام الطاهرة »(٢) .

وقال الإمام اميرالمؤمنين علي بن ابي طالبعليه‌السلام :

« وأشهد اَنّ محمَّداً عبدُه ورسولُه وسيّدُ عباده كلما نسخَ اللّه الخلقَ فرقتين جعله في خيرهما لم يسهِم فيه عاهرٌ ، ولا ضربَ فيه فاجرٌ »(٣) .

وقال الإمام الصادقعليه‌السلام في هذا الصدد عند تفسير قول اللّه تعالى : «وتقلّبَكَ في السَّاجِدينَ » :(٤)

« في أصلاب النبيّين ، نَبي بعد نبي ، حتّى اخرجه من صلب ابيه عن نكاح غير سفاح من لدن آدم »(٥) .

وقد صرح علماء الإسلام من الفريقين بهذا الأمر ، واشترطوه في النبيّ.

__________________

١ ـ كنز الفوائد : ج ١ ، ص ١٦٤.

٢ ـ السيرة الحلبية : ج ١ ، ص ٤٣.

٣ ـ نهج البلاغة : الخطبة ٢١٥ ، طبعة عبده.

٤ ـ الشعراء : ٢١٩.

٥ ـ تفسير مجمع البيان عند تفسير الآية.

١٩٥

قال المحقق نصير الدين الطوسي في تجريد الاعتقاد : ويجب في النبيّ العصمة وعدم السهو ، وكل ما ينفّرُ عنه من دناءة الآباء وعهر الاُمّهات(١) .

وقد وافقه على هذا العلامة القوشجي الاشعري في شرح التجريد(٢) .

وقال العلامة المتكلم المقداد السيوري في اللوامع الالهية : ويجب أن لا يكون مولوداً من الزنا ولا في آبائه دنيّ ولا عاهر(٣) .

وفاةُ عَبْد اللّه في « يَثْرب » :

لقد بَدَأ « عبدُ اللّه » بالزواج فصلا جديداً في حياته ، وأضاء ربوعها بوجود شريكة للحياة في غاية العفة والكمال هي زوجته الطاهرة « آمنة » وبعد مدة من هذا الزواج المبارك توجه في رحلة تجارية ـ وبصحبة قافلة ـ إلى الشام بهدف التجارة.

دقت أجراسُ الرحيل ، وتحركت القافلة التجارية وفيها عبد اللّه ، وبدأت رحلتها من « مكة » صوب الشام ، وهي مشدودة بمئات القلوب والافئدة.

وكانت « آمنة » تمر في هذه الايام بفترة الحمل ، فقد حملت من زوجها « عبد اللّه ».

وبعد مُضيّ بضعة أشهر طلعت على مشارف مكة بوادر القافلة التجارية وهي عائدة من رحلتها ، وخرج جمع كبير من أهل مكة لاستقبال ذويهم المسافرين العائدين.ها هو والد « عبد اللّه » ينتظر ـ في المنتظرين ـ ابنه « عبد اللّه » ، كما ان عيون عروسة ولده « آمنة » هي الاُخرى تدور هنا وهناك تتصفح الوجوه وتبحث عن زوجها الحبيب « عبد اللّه » في شوق لا يوصف.

____________

١ ـ كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد : ص ٣٤٩ تحقيق الشيخ حسن زاده الآملي.

٢ ـ راجع : شرح القوشجي لتجريد الاعتقاد : ص ٣٥٩.

٣ ـ اللوامع الالهية : ص ٣١١.

١٩٦

ولكن ومع الأسف لا يجدان أثراً من « عبد اللّه » بين رجال القافلة!!

وبعد التحقيق يتبين أن « عبد اللّه » قد تمرّض أثناء عودته في يثرب ، فتوقف هناك بين اخواله لكي يستريح قليلا ، فاذا تماثل للشفاء عاد إلى أهله في « مكة ».

وكان من الطبيعي أن يغتم هذان المنتظران « عبد المطلب وآمنة » لهذا النبأ ، وتعلو وجهيهما آثار الحزن ، والقلق وتنحدر من عيونهما دموع الأسى والاسف.

فأمرَ « عبدُ المطّلب » اكبر ولده : « الحارث » إلى أن يتوجَّه إلى « يثرب » ، ويصطحب معه « عبد اللّه » إلى مكة.

ولكنه عند ما دخل يثرب عرف بأن أخاه : « عبد اللّه » قد توفي بعد مفارقة القافلة له بشهر واحد ، فعاد الحارث إلى مكة ، فاخبر والده « عبد المطلب » ، وكذا زوجته العزيزة « آمنة » بذلك ، ولم يخلف « عبد اللّه » من المال سوى خمسة من الابل ، وقطيع من الغنم ، وجارية تدعى « اُم أيمن » صارت فيما بعد مربية النبيّ الاكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (١) .

__________________

١ ـ تاريخ الطبري : ج ٢ ، ص ٧ و ٨ ، والسيرة الحلبية : ج ١ ، ص ٥٠.

١٩٧

١٩٨

٥

مَولدُ رَسُول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم

كانت سُحُبُ الجاهلية الداكنة تُغطّي سماء الجزيرة العربية ، وتمحي الاعمالُ القبيحةُ والممارساتُ الظالمة ، والحروبُ الداميةُ ، والنهبُ والسلبُ ، ووأدُ البنات ، وقتلُ الاولاد ، كلَ فضيلة أخلاقية. في البيئة العربية وكان المجتمع العربيّ قد اصبح في منحدر عجيب من الشقاء ، ليس بينهم وبين الموت الاّ غشاء رقيق ومسافة قصيرة!!

في هذا الوقت بالذات طلع عليهم شمس السعادة والحياة فاضاءت محيط الجزيرة الغارق في الظلام الدامس ، وذلك عندما اشرقت بيئة الحجاز بمولد النبيّ المبارك « محمَّد »صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وبهذا تهيأَت المقدمات اللازمة لنهضة قوم متخلف طال رزوحُه تحت ظلام الجهل ، والتخلف ، وطالت معاناته لمرارة الشقاء. فانه لم يمض زمن طويل الاّ وملأ نور هذا الوليد المبارك ارجاء العالم واسس حضارة انسانية عظمى في كل المعمورة.

فترةُ الطُفولة في حَياة العُظماء :

ان جميع الفصول في حياة العظماء جديرةٌ بالتأمل ، وقمينة بالمطالعة ، فربما تبلغ العظمة في شخصية احدهم من السعة ، والسموّ بحيث تشمل جميعُ فصول حياته

١٩٩

بدء من الطفولة ، بل وفترة الرضاع فتكون حياته وشخصيته برمتها سلسلة متواصلة من حلقات العظمة.

إن جميع الأدوار ، والفترات في حياة العظماء ، والنوابغ وقادة المجتمعات البشرية ، وروّاد الحضارات الإنسانية وبُناتها تنطوي في الأغلب على نقاط مثيرة وحساسة وعلى مواطن توجب الاعجاب.

إن صفحات تاريخهم وحياتهم منذ اللحظة الّتي تنعقد فيها نطفهم في أرحام الاُمهات ، وحتّى آخر لحظة من أعمارهم مليئة بالاسرار ، زاخرة بالعجائب.

فنحن كثيراً ما نقرأ عن اُولئك العظماء في أدوار طفولتهم أنهما كانت تقارن سلسلة من الامور العجيبة ، والمعجزة.

ولو سهل علينا التصديق بهذا الامر في شأن الرجال العاديين من عظماء العالم لكان تصديقنا بأمثالها في شأن الانبياء والرسل اسهل من ذلك بكثير ، وكثير.

إن القرآن الكريم ذكر فترة الطفولة في حياة النبيّ موسىعليه‌السلام في صورة محفوفة بكثير من الأسرار ، فهو يقول ما خلاصته : ان مئآت من الاطفال قُتِلوا وذُبحوا بامرْ من فرعون ذلك العصر منعاً من ولادة موسى ونشوئه.

ولكن ارادة اللّه شاءت ان يُولد الكليم ، وظلت هذه المشيئة تحفظه من كيد الكائدين ولهذا لم يعجز اعداؤه عن القضاء عليه أو الحاق الاذى به فحسب ، بل تربى في بيت فرعون أعدى اعدائه.

يقول القرآن الكريم في هذا الصدد : «وَلَقد مَننّا عَلَيْكَ مَرّة اُخرى إذْ أَوْحَيْنا إلى اُمِّكَ ما يُوحَى أَن أقذفيهِ في التابُوت فاقذفيه في اليمَّ فَليُلْقِهِ اليمُّ بِالْساحِلَ ياخُذْهُ عَدُوٌّ لِي وعَدوُ لَهُ وَأَلقَيْتُ عَلَيْكَ مَحبَّةً مِنّي وَلِتُصنَعَ عَلى عَيْني ».

ثمّ يقول : «إذْ تَمشِيْ اُخْتُكَ فَتَقُولُ هَلْ أدُلّكُمْ عَلى مَنْ يَكْفُلُهُ فَرَجعْناكَ إلى اُمِّكَ كيْ تَقَرَّ عَينُها وَلا تَحْزنْ »(١) .

__________________

١ ـ طه : ٣٧ ـ ٤٠.

٢٠٠

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679

680

فهارس الجزء الأول من الموسوعة :

١ ـ فهرس اللوحات والجداول

٢ ـ فهرس الأشكال والمخططات والمصورات

٣ ـ فهرس تراجم الشخصيات الهامة

٤ ـ الفهرس العام

٦٨١
٦٨٢

فهرس اللوحات والجداول

لوحة : أشهر المستشهدين من أصحاب الحسينعليه‌السلام ١٩

فهرس عام للمصادر التاريخية التي اعتمدنا عليها في الموسوعة ٧٢

مصادر تاريخية (درجة ثانية) ٨١

الكتب التاريخية الحديثة والمعاصرة ٨٢

كتب الجغرافيا والبلدان ٨٦

جدول : أولاد عقيل بن أبي طالبعليه‌السلام ٩٢

جدول : أولاد عبد الله بن جعفرعليه‌السلام ٩٤

لوحة : المستشهدون مع الحسينعليه‌السلام من آل أبي طالبعليه‌السلام ٩٩

جداول : نسل الإمام علي بن أبي طالبعليه‌السلام ١٠٤

جدول : أولاد الحسينعليه‌السلام وأمهاتهم ١١٣

جدول : توقيت الحوادث الأساسية في الموسوعة ٣٩٨

جدول زمني بحوادث وقعة كربلاء ٣٩٩

جدول : بالمنازل التي مرّ عليها الحسينعليه‌السلام ٥٣٨

٦٨٣

فهرس الأشكال والمخططات والمصورات

رقم الشكل

صفحة

(١) المخطط العام لمسير الحسينعليه‌السلام من المدينة إلى مكةإلى العراق ، ونهضة مسلم بن عقيلعليه‌السلام في الكوفة ٢٣

(٢) مصوّر الطريق التي اتبعها الحسنعليه‌السلام من الكوفة إلىساباط فمسكن ٣٢١

(٣) مقبرة بقيع الغرقد ٣٥٦

(٣) صورة الحرم النبوي الشريف في المدينة المنورة ٤٠٢

(٣) الطريق المؤدية من المدينة إلى مكة ٤٢٦

(٣) مصوّر على طريق الشهادة : من المدينة إلى مكة إلى كربلاء ٤٣١

(٤) مخطط الكعبة المشرّفة وحرمها ٤٣٤

(٥) مخطط الكوفة القديمة ٤٦٥

(٦) مخطط مسجد الكوفة وقبر مسلم وهانئ والمختار ٤٦٧

(٧) مصور سواد الكوفة وما حولها ٤٦٩

(٨) الطريق من مكة إلى (معدن النّقرة) إلى كربلاء ٥٣٧

(٩) مصوّر المنازل التي مرّ بها الحسينعليه‌السلام أثناء مسيره إلى كربلاء ٥٤٤

(١٠) طبيعة الأرض من الكوفة إلى مكة ٥٦٣

(١١) مصور كربلاء يوم ورود الحسينعليه‌السلام إليها ٥٨٦

(١٢) مصور الحائر والمخيّم وقبر الحسينعليه‌السلام ٥٨٦

(١٣) مجرى نهر الفرات ودجلة ٥٩٢

(١٤) مصور نهر دجلة والفرات والمواقع الهامة عليهما ٥٩٤

(١٥) مصور تفصيلي لمنطقة كربلاء والكوفة ، وشط الحلة والهندية ٥٩٦

(١٦) رسم تمثيلي لتوزيع خيام الحسينعليه‌السلام في كربلاء ٦٠٥

٦٨٤

فهرس تراجم الشخصيات الهامة

تراجم أصحاب المصادر :

ص

(١) ترجمة أبي مخنف (لوط بن يحيى) ٥٩

(٢) ترجمة ابن قتيبة الدينوري ٦١

(٣) ترجمة البلاذري ٦١

(٤) ترجمة أبي حنيفة الدينوري ٦١

(٥) ترجمة اليعقوبي ٦٢

(٦) ترجمة محمّد بن جرير الطبري ٦٢

(٧) ترجمة ابن أعثم الكوفي ٦٣

(٨) ترجمة المسعودي ٦٤

(٩) ترجمة أبي الفرج الاصفهاني ٦٤

(١٠) ترجمة الشيخ المفيد ٦٦

(١١) ترجمة الخوارزمي ٦٦

(١٢) ترجمة ابن عساكر ٦٧

(١٣) ترجمة ابن شهراشوب ٦٧

(١٤) ترجمة ابن الأثير ٦٨

(١٥) ترجمة ابن نما الحلي ٦٨

(١٦) ترجمة محمّد بن طلحة الشافعي ٦٨

(١٧) ترجمة سبط ابن الجوزي ٦٩

(١٨) ترجمة السيد ابن طاووس ٧٠

(١٩) ترجمة محمد باقر المجلسي ٧٠

(٢٠) ترجمة الفاضل الدربندي ٧٠

(٢١) ترجمة آغا بزرك الطهراني ٧١

٦٨٥

تراجم آل أبي طالبعليهم‌السلام :

ترجمة أبيطالبعليه‌السلام ٨٩

ترجمة عقيل بن أبي طالبعليه‌السلام ٩١

ترجمة جعفر بن أبي طالبعليه‌السلام ٩٣

ترجمة عبد الله بن جعفرعليه‌السلام ٩٤

ترجمة النبي الأعظم محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ١٠٠

ترجمة الإمام علي بن أبي طالبعليه‌السلام ١٠٢

ترجمة الإمام الحسينعليه‌السلام ١٦٣

ترجمة الإمام الحسنعليه‌السلام ٣١٩

ترجمة محمّد بن الحنفيةعليه‌السلام ٤٢١

ترجمة مسلم بن عقيلعليه‌السلام ٤٩٤

ترجمات مختلفة :

ترجمة الحجّاج ١٩١

ترجمة معاوية بن أبي سفيان ٣٢٨

ترجمة عمرو بن الحمق ٣٥٩

ترجمة حجر بن عدي ٣٦١

ترجمة مروان بن الحكم وأبيه ٣٦٨

ترجمة يزيد بن معاوية ٣٨٩

ترجمة سرجون الرومي ٣٩٤

ترجمة السيدة أم سلمة ٤٢٣

ترجمة عبد الله بن عباس ٤٣٦

ترجمة عبد الله بن الزبير ٤٣٧

ترجمة عمرو بن سعيد (الأشدق) ٤٤٠

ترجمة سليمان بن صرد الخزاعي ٤٤٧

ترجمة شبث بن ربعي ٤٤٩

ترجمة حجّار بن أبجر ٤٥٠

ترجمة شريك بن الأعور الهمداني ٤٧٣

ترجمة عبد الله بن يقطر ٤٧٦

ترجمة هانئ بن عروة ٤٩٨

٦٨٦

ترجمة عقبة بن سمعان ٥٦٩

ترجمة قيس بن مسهر الصيداوي ٥٧٣

ترجمة عبيد الله بن الحر الجعفي ٥٧٩

ترجمة محمّد بن الأشعث ٦٦٣

ترجمة البراء بن عازب ٦٦٧

ترجمة زيد بن أرقم ٦٦٧

٦٨٧
٦٨٨

الفهرس

(للجزء الأول من موسوعة كربلاء)

الموضوع

صفحة

ـ تبويب ٥

ـ ترجمة المؤلف ٧

ـ الإهداء ١١

ـ المقدمة ١٣

ـ من وحي الشهادة : (آيات من سورة آل عمران) ١٦

ـ من الأثر النبوي الشريف ١٧

ـ نداء إلى الشبيبة المؤمنة للاقتداء بالحسينعليه‌السلام ١٨

ـ لوحة [أشهر المستشهدين من أصحاب الحسينعليه‌السلام ] ١٩

ـ دروس من سيرة الحسينعليه‌السلام واستشهاده ٢٠

ـ مقدمة في موضوع الموسوعة ٢١

(الشكل ١) : مخطط مسير الحسينعليه‌السلام من المدينة إلى مكة إلىالعراق ونهضة مسلم بن عقيل في الكوفة ٢٣

الباب الأول : مقدّمات

الفصل الأول : (مقدمة في مصادر الموسوعة)

١ ـ جولة في المراجع القديمة :

مراجع صدر الإسلام الأول ٢٩

اندثار كتب المراجع القديمة ٣٠

كتاب مقتل الحسينعليه‌السلام لأبي مخنف ٣٠

مقتل الحسين لأبي مخنف (المقتبس) من الطبري ٣١

مقتل أبي مخنف الصغير والكبير ٣١

مخطوطة نادرة لمقتل أبي مخنف (في مكتبة الأسد) ٣١

الثقات الذين حفظوا لنا التاريخ ٣٢

جناية التعصب المقيت ٣٢

٦٨٩

٢ ـ رواة الطبري وأبي مخنف :

بحث قيّم للمؤرخ فلهوزن حول رواة الطبري وأبي مخنف ٣٥

الطبري يحفظ لنا تراث أبي مخنف ٣٥

من هو أبو مخنف؟ ٣٥

ميزة أبي مخنف أنه يروي أخبارا متنوعة في الموضوع الواحد ٣٦

أبو مخنف لم يراع الترتيب الزمني للحوادث ٣٦

ميزة أخرى لأبي مخنف ورواياته ٣٧

أبو مخنف كان موضوعيا رغم ميله الشيعي ٣٧

المؤرخون الذين جاؤوا بعده ٣٧

روايات أهل الشام ضاعت ٣٨

الرواة الذين اعتمد عليهم الطبري في رواياته عن مقتل الحسينعليه‌السلام ٤١

٣ ـ أهم المراجع والمصادر المعتمدة :

مصادر كربلاء ٤١

أهم المراجع والمصادر المعتمدة ٤٢

٤ ـ التعريف بالكتب السابقة :

(١) ـ مقتل الحسينعليه‌السلام المشتهر بمقتل أبي مخنف ٤٥

(٢) ـ الإمامة والسياسة لابن قتيبة الدينوري ٤٥

(٣) ـ أنساب الأشراف للبلاذري ٤٥

(٤) ـ الأخبار الطوال لأبي حنيفة الدينوري ٤٦

(٥) ـ تاريخ اليعقوبي ٤٦

(٦) ـ تاريخ الأمم والملوك للطبري ٤٧

(٧) ـ كتاب الفتوح لابن أعثم الكوفي ٤٨

(٨) ـ مروج الذهب ومعادن الجوهر للمسعودي ٤٨

ـ التنبيه والإشراف للمسعودي ٤٩

(٩) ـ مقاتل الطالبيين لأبي الفرج الإصفهاني ٤٩

(١٠) ـ الإرشاد للشيخ المفيد ٤٩

(١١) ـ مقتل الحسينعليه‌السلام للخوارزمي ٤٩

(١٢) ـ تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر ٥٠

(١٣) ـ مناقب آل أبي طالبعليه‌السلام لابن شهراشوب ٥١

(١٤) ـ الكامل في التاريخ لابن الأثير ٥١

٦٩٠

(١٥) ـ مثير الأحزان لابن نما الحلي ٥٢

(١٦) ـ مطالب السّؤول في مناقب آل الرسول لمحمد بن طلحة الشافعي ٥٢

(١٧) ـ تذكرة خواص الأمة في ذكر خصائص الأئمة لسبطابن الجوزي ٥٢

(١٨) ـ الله وف على قتلى الطفوف للسيد ابن طاووس ٥٣

(١٩) ـ بحار الأنوار للعلامة المجلسي ٥٣

(٢٠) ـ أسرار الشهادة للفاضل الدربندي ٥٥

(٢١) ـ الذريعة إلى تصانيف الشيعة لآغا بزرك الطهراني ٥٦

٥ ـ تلاحم مصادر الشيعة والسنة في روايات مقتل الحسينعليه‌السلام ٥٧

٦ ـ ترجمة أصحاب المصادر : ٥٩

(١) ترجمة أبي مخنف ٥٩

(٢) ترجمة ابن قتيبة الدينوري ٦١

(٣) ترجمة البلاذري ٦١

(٤) ترجمة أبي حنيفة الدينوري ٦١

(٥) ترجمة اليعقوبي ٦٢

(٦) ترجمة محمّد بن جرير الطبري ٦٢

(٧) ترجمة ابن أعثم الكوفي ٦٣

(٨) ترجمة ترجمة المسعودي ٦٤

(٩) ترجمة أبي الفرج الاصفهاني ٦٤

(١٠) ترجمة الشيخ المفيد ٦٦

(١١) ترجمة الخوارزمي ٦٦

(١٢) ترجمة ابن عساكر ٦٧

(١٣) ترجمة ابن شهراشوب ٦٧

(١٤) ترجمة ابن الأثير ٦٨

(١٥) ترجمة ابن نما الحلي ٦٨

(١٦) ترجمة محمّد بن طلحة الشافعي ٦٨

(١٧) ترجمة سبط ابن الجوزي ٦٩

(١٨) ترجمة السيد ابن طاووس ٧٠

(١٩) ترجمة محمد باقر المجلسي ٧٠

٦٩١

(٢٠) ترجمة الفاضل الدربندي ٧٠

(٢١) ترجمة آغا بزرك الطهراني ٧١

٧ ـ فهرس عام للمصادر التاريخية التي اعتمدنا عليها ٧٢

٨ ـ فهرس لمصادر التراجم والأنساب ٧٩

٩ ـ مصادر تاريخية (درجة ثانية) ٨١

١٠ ـ الكتب التاريخية الحديثة والمعاصرة ٨٢

١١ ـ كتب الجغرافيا والبلدان ٨٦

الفصل الثاني : (أنساب آل أبي طالبعليهم‌السلام وتراجمهم)

١ ـ ترجمة أبي طالب وأولادهعليهم‌السلام ٨٩

١ ـ ترجمة أبي طالبعليه‌السلام ٩١

٢ ـ أولاد أبي طالبعليه‌السلام ٩١

٢ ـ ترجمة عقيل وأولادهعليه‌السلام ٩١

٣ ـ ترجمة عقيل بن أبي طالبعليه‌السلام ٩١

٤ ـ أولاد عقيلعليهم‌السلام ٩٢

٥ ـ أحفاد عقيلعليه‌السلام ٩٣

٣ ـ ترجمة جعفر الطيار وأولادهعليه‌السلام ٩٣

٦ ـ ترجمة جعفر بن أبي طالبعليه‌السلام ٩٣

٧ ـ ترجمة عبد الله بن جعفرعليه‌السلام ٩٤

٨ ـ أولاد عبد الله بن جعفرعليه‌السلام ٩٤

٤ ـ أعمام النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بين النصرة والتخاذل ٩٥

٩ ـ مواقف أعمام النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : موقف الحمزةعليه‌السلام ٩٥

١٠ ـ موقف العباس بن عبد المطلب ٩٦

١١ ـ موقف أولاد العباس ٩٦

١٢ ـ موقف أبي طالبعليه‌السلام ٩٧

١٣ ـ لماذا لم يشارك العباسيون في نصرة الحسينعليه‌السلام ؟ ٩٨

لوحة : [المستشهدون مع الحسين من آل أبي طالبعليه‌السلام ] ٩٩

ـ أساليب تعذيب العباسيين لشيعة أهل البيتعليهم‌السلام ١٠٠

٥ ـ ترجمة النبي الأعظمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأولاده ١٠٠

١٤ ـ ترجمة النبي الأعظم محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ١٠٠

٦٩٢

ـ أولاد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ١٠١

٦ ـ ترجمة الإمام عليعليه‌السلام وأولاده ١٠٢

١٥ ـ ترجمة الإمام علي بن أبي طالبعليه‌السلام ١٠٢

١٦ ـ بعض فضائلهعليه‌السلام ١٠٢

١٧ ـ زوجات الإمام علي وأولادهعليه‌السلام ١٠٣

ـ مخطط نسل الإمام عليعليه‌السلام وأولاده ١٠٤

١٨ ـ زواج أمير المؤمنينعليه‌السلام من أم البنين رضي الله عنها ١٠٧

١٩ ـ عقب بنات الإمام عليعليه‌السلام ١٠٨

٧ ـ أولاد الإمام الحسنعليه‌السلام وزوجاته ١٠٨

٢٠ ـ أولاد الإمام الحسنعليه‌السلام ١٠٨

٢١ ـ أولاد الحسنعليه‌السلام وأمهاتهم ١٠٩

٢٢ ـ عقب بنات الحسنعليه‌السلام ١١٠

٨ ـ أولاد الإمام الحسينعليه‌السلام وزوجاته ١١٠

* تمهيد حول تعدد الأسماء ١١٠

٢٣ ـ أولاد الإمام الحسينعليه‌السلام ١١١

٢٤ ـ أيّهم علي الأكبر؟ ١١٢

٢٥ ـ أيهم علي الأصغر؟ ١١٢

٢٦ ـ بنات الحسينعليه‌السلام ١١٣

٢٧ ـ أولاد الحسينعليه‌السلام وأمهاتهم ١١٣

٢٨ ـ زوجات الإمام الحسينعليه‌السلام ١١٥

٢٩ ـ قصة زواج الحسينعليه‌السلام من شاهزنان والدة زين العابدين ١١٥

٣٠ ـ قصة زواج الحسينعليه‌السلام من الرباب ، ومدى إخلاصها له ١١٦

الفصل الثالث : (توطئة في أهل البيتعليهم‌السلام وفضائلهم)

١ ـ من هم أهل البيتعليهم‌السلام ؟

٣١ ـ من هم أهل البيتعليهم‌السلام ؟ ١٢١

٣٢ ـ من هم آل الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ؟ ١٢٢

٣٣ ـ من هم أهل البيتعليهم‌السلام ١٢٣

٣٤ ـ من هم العترة؟ ١٢٤

ـ قصة الشعبي مع الحجاج ١٢٤

٦٩٣

٣٥ ـ من هم ذوو القربى؟ ١٢٥

٢ ـ أهل البيتعليهم‌السلام هم الأئمة الاثنا عشر :

٣٦ ـ ثبوت الإمامة لأئمة أهل البيتعليهم‌السلام ١٢٦

٣٧ ـ الخلفاء بعدي اثنا عشر ١٢٦

٣٨ ـ من هم الاثنا عشر خليفة غير أئمة أهل البيتعليهم‌السلام ؟ ١٢٧

٣٩ ـ إمامة أهل البيتعليهم‌السلام منصوصة في كتب السنّة ١٢٧

٤٠ ـ الأئمة هم أهل البيتعليهم‌السلام ١٢٩

٤١ ـ رواية حذيفة بن اليمان ١٢٩

٤٢ ـ رواية سلمان الفارسي ١٢٩

٤٣ ـ رؤية النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم للأئمة الاثني عشرعليهم‌السلام حين أسري به ١٣٠

٤٤ ـ الإمام عليعليه‌السلام يؤكد كون الأئمة من بني هاشم ١٣١

٤٥ ـ الإنجيل يتنبّأ بالأئمة الاثني عشر ١٣١

٤٦ ـ الحجة المهديعليه‌السلام هو الإمام الثاني عشر ١٣٢

٣ ـ أهل البيتعليهم‌السلام هم الخمسة أصحاب الكساء

٤٧ ـ من هم أهل البيتعليهم‌السلام المقصودون في آية التطهير؟ ١٣٢

٤٨ ـ حديث الكساء ١٣٣

٤٩ ـ حديث المباهلة يؤيد حديث الكساء ١٣٥

٥٠ ـ آية المودّة ١٣٧

٥١ ـ آية السلام ١٣٧

٥٢ ـ الصلاة على محمّد وآل محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ١٣٧

٤ ـ فضائل أهل البيتعليهم‌السلام

٥٣ ـ منزلة أهل البيتعليهم‌السلام ١٣٨

٥٤ ـ بعض فضائل أهل البيتعليهم‌السلام ١٣٨

بعض فضائل الإمام عليعليه‌السلام

٥٥ ـ فضائل الإمام عليعليه‌السلام لا تحصى ١٣٩

٥٦ ـ بعض الروايات في فضائل أمير المؤمنينعليه‌السلام ١٤٠

٥٧ ـ ثلاث فضائل للإمامعليه‌السلام لا تضاهى ١٤١

٥٨ ـ أربع مناقب للإمام عليعليه‌السلام ١٤١

٥٩ ـ محبة علي بن أبي طالبعليه‌السلام دليل الإيمان وطهارة المولد ١٤١

٦٩٤