سيّد المرسلين صلّى الله عليه وآله الجزء ١

سيّد المرسلين صلّى الله عليه وآله8%

سيّد المرسلين صلّى الله عليه وآله مؤلف:
المحقق: مؤسسة النشر الإسلامي
الناشر: مؤسّسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين بقم المشرّفة
تصنيف: الرسول الأعظم صلّى الله عليه وآله
الصفحات: 694

الجزء ١ الجزء ٢
  • البداية
  • السابق
  • 694 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 365949 / تحميل: 9265
الحجم الحجم الحجم
سيّد المرسلين صلّى الله عليه وآله

سيّد المرسلين صلّى الله عليه وآله الجزء ١

مؤلف:
الناشر: مؤسّسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين بقم المشرّفة
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

كُنْتُ مَعَ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام فَإِذَا بِجَنَازَةٍ لِقَوْمٍ(١) مِنْ جِيرَتِهِ ، فَحَضَرَهَا وَكُنْتُ قَرِيباً مِنْهُ ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ : « اللَّهُمَّ إِنَّكَ أَنْتَ(٢) خَلَقْتَ هذِهِ النُّفُوسَ ، وَأَنْتَ تُمِيتُهَا ، وَأَنْتَ(٣) تُحْيِيهَا ، وَأَنْتَ أَعْلَمُ بِسَرَائِرِهَا وَعَلَانِيَتِهَا مِنَّا(٤) وَمُسْتَقَرِّهَا وَمُسْتَوْدَعِهَا(٥) ؛ اللَّهُمَّ وَهذَا عَبْدُكَ ، وَلَا أَعْلَمُ مِنْهُ شَرّاً(٦) ، وَأَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ ، وَقَدْ جِئْنَاكَ شَافِعِينَ لَهُ بَعْدَ مَوْتِهِ ، فَإِنْ كَانَ مُسْتَوْجِباً فَشَفِّعْنَا فِيهِ ، وَاحْشُرْهُ مَعَ مَنْ كَانَ يَتَوَلاَّهُ(٧) ».(٨)

٥٨ - بَابُ الصَّلَاةِ عَلَى النَّاصِبِ(٩)

٤٥٢٣/ ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنِ الْحَلَبِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « لَمَّا مَاتَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أُبَيِّ بْنِ سَلُولٍ(١٠) ، حَضَرَ النَّبِيُّصلى‌الله‌عليه‌وآله

__________________

(١). في « بح » : « قوم ». وفي « بس » : « القوم ».

(٢). في«غ،ى،بس،جس»والوسائلوالتهذيب :-«أنت».

(٣). في « بخ » : - « أنت ».

(٤). في « ظ ، ى ، بح ، بس ، جن » : - « منّا ».

(٥). في حاشية « بح » : + « منّا ». وفيمرآة العقول : « قولهعليه‌السلام : ومستقرّها ومستودعها ، بالجرّ فيهما [ عطفاً ] على قوله : بسرائرها ، أي أنت أعلم بمستقرّها ومستودعها منّا ؛ أو بالرفع بتقدير الخبر ، أي مستقرّها ومستودعها في علمك أو بيدك أو بتقديرك. والأوّل أظهر ».(٦). في « غ ، بخ ، بف »والتهذيب : « سوءاً ».

(٧). في « بف »والوافي : « يتولّى ».

(٨). التهذيب ، ج ٣ ، ص ١٩٦ ، ح ٤٥١ ، معلّقاً عن الكلينيالوافي ، ج ٢٤ ، ص ٤٦٢ ، ح ٢٤٤٤٥ ؛الوسائل ، ج ٣ ، ص ٦٩ ، ح ٣٠٣٨.

(٩). في « جن » : « الناصبة ». وفيمرآة العقول ، ج ١٤ ، ص ٧٢ : « فاعلم أنّه قد يطلق الناصب على مطلق المخالف غير المستضعف ، كما هو الظاهر من كثير الأخبار ، وقد يطلق ويراد به من نصب العداوة لأهل البيتعليهم‌السلام وهذا كافر لايجوز الصلاة عليه ؛ لأنّه منكر لما علم من دين الإسلام ضرورة. وظاهر الأصحاب أنّه لا خلاف بينهم فيه ، وإنّما الخلاف في المخالف الذي لم ينكر ضروريّاً من ضروريّات دين الإسلام أقول : الظاهر أنّ مراد المصنّف بالناصبيّ المعنى الأعمّ ، ويحتمل الأخصّ ».

(١٠). في « بث » وحاشية « بح » : « أبي سلول » بدل « اُبيّ بن سلول ». وفي « بح » : « اُبيّ بن مسلول ». وفي « بس » : =

٤٨١

جَنَازَتَهُ ، فَقَالَ عُمَرُ لِرَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله (١) : يَا رَسُولَ اللهِ(٢) ، أَلَمْ يَنْهَكَ اللهُ أَنْ تَقُومَ عَلى قَبْرِهِ؟ فَسَكَتَ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ(٣) ، أَلَمْ يَنْهَكَ اللهُ أَنْ تَقُومَ عَلى قَبْرِهِ(٤) ؟ فَقَالَ لَهُ : وَيْلَكَ(٥) ، وَمَا يُدْرِيكَ مَا قُلْتُ ، إِنِّي قُلْتُ : اللَّهُمَّ احْشُ(٦) جَوْفَهُ نَاراً ، وَامْلَأْ(٧) قَبْرَهُ نَاراً ، وَأَصْلِهِ(٨) نَاراً » قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « فَأَبْدى مِنْ رَسُولِ اللهِ مَا كَانَ يَكْرَهُ ».(٩)

٤٥٢٤/ ٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ؛

وَعَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ جَمِيعاً ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِيسى ، عَنْ عَامِرِ بْنِ السِّمْطِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « أَنَّ رَجُلاً مِنَ الْمُنَافِقِينَ مَاتَ ، فَخَرَجَ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ - صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِمَا - يَمْشِي مَعَهُ ، فَلَقِيَهُ مَوْلًى لَهُ ، فَقَالَ لَهُ الْحُسَيْنُعليه‌السلام : أَيْنَ تَذْهَبُ‌

__________________

= « اُبيّ بن شلول ». وفي « جس » : « أبي سلوك ». وعبدالله هذا ، هو عبدالله بن اُبيّ بن سلول ، رأس المنافقين بالمدينة.

(١). في الوسائل : - « لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ».

(٢). في « ظ ، ى ، بف » : - « يا رسول الله ».

(٣). في الوسائل : - « يا رسول الله ».

(٤). في « بس ، جس » : - « فقال : يا رسول الله - إلى - على قبره ».

(٥). في « بخ ، بس » : + « يا ويلك ».

(٦). « احش » ، أي املأ.لسان العرب ، ج ١٤ ، ص ١٨٠ ( حشا ).

(٧). في « جس » : « أو املأ ».

(٨). في « جس » : « أو أصله ». وقال الجوهري : صلَيْتُ اللحم وغيره أَصْلِيه صلياً ، مثال رميته رمياً : إذا شويته. ويقال أيضاً : صلَيْتُ الرجل ناراً : إذا أدخلته النار وجعلته يصلاها ، فإن ألقيته فيها إلقاءً كأنّك تريد إحراقه قلت : أصليته بالألف ، وصلّيته تصلية ، وقرئ( وَيَصْلى سَعِيراً ) [ الانشقاق (٨٤) : ١٢ ] ومن خفّف فهو من قولهم : صَلِيَ فلان النار - بالكسر - يصلى صُلِيّاً : احترق. نقله العلّامة المجلسي أيضاً ، ثمّ قال : « أقول : ظهر ممّا نقلنا أنّه يجوز أن يقرأ بالوصل والقطع ، وعلى التقديرين اللام مكسور ». راجع :الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٤٠٣ ( صلا ) ؛مرآة العقول ، ج ١٤ ، ص ٧٥.

(٩). التهذيب ، ج ٣ ، ص ١٩٦ ، ح ٤٥٢ ، معلّقاً عن الكليني.تفسير العيّاشي ، ج ٢ ، ص ١٠١ ، ح ٩٤ ، عن زرارة ، عن أبي جعفرعليه‌السلام ؛تفسير القمّي ، ج ١ ، ص ٣٠٢ ، من دون الإسناد إلى المعصومعليه‌السلام . وفيهما مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٢٤ ، ص ٤٦٣ ، ح ٢٤٤٤٧ ؛الوسائل ، ج ٣ ، ص ٧٠ ، ح ٣٠٤٢ ؛البحار ، ج ٢٢ ، ص ١٢٥ ، ح ٩٧.

٤٨٢

يَا فُلَانُ؟ » - قَالَ(١) - : « فَقَالَ لَهُ مَوْلَاهُ : أَفِرُّ مِنْ جَنَازَةِ هذَا الْمُنَافِقِ أَنْ أُصَلِّيَ عَلَيْهَا ، فَقَالَ لَهُ الْحُسَيْنُعليه‌السلام : انْظُرْ أَنْ تَقُومَ(٢) عَلى يَمِينِي ، فَمَا تَسْمَعُنِي(٣) أَقُولُ فَقُلْ مِثْلَهُ ، فَلَمَّا أَنْ كَبَّرَ عَلَيْهِ وَلِيُّهُ ، قَالَ الْحُسَيْنُعليه‌السلام : اللهُ أَكْبَرُ(٤) ، اللَّهُمَّ الْعَنْ فُلَاناً عَبْدَكَ أَلْفَ(٥) لَعْنَةٍ مُؤْتَلِفَةٍ غَيْرِ مُخْتَلِفَةٍ ، اللَّهُمَّ أَخْزِ عَبْدَكَ(٦) فِي عِبَادِكَ وَبِلَادِكَ ، وَأَصْلِهِ حَرَّ نَارِكَ ، وَأَذِقْهُ(٧) أَشَدَّ عَذَابِكَ ؛ فَإِنَّهُ كَانَ يَتَوَلّى(٨) أَعْدَاءَكَ(٩) ، وَيُعَادِي أَوْلِيَاءَكَ ، وَيُبْغِضُ أَهْلَ بَيْتِ نَبِيِّكَصلى‌الله‌عليه‌وآله ».(١٠)

٤٥٢٥/ ٣. سَهْلٌ(١١) ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجْرَانَ ، عَنْ صَفْوَانَ الْجَمَّالِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « مَاتَ رَجُلٌ مِنَ الْمُنَافِقِينَ ، فَخَرَجَ الْحُسَيْنُعليه‌السلام يَمْشِي ، فَلَقِيَ مَوْلًى لَهُ ، فَقَالَ لَهُ : إِلى(١٢) أَيْنَ تَذْهَبُ؟ فَقَالَ(١٣) : أَفِرُّ مِنْ(١٤) جَنَازَةِ هذَا الْمُنَافِقِ أَنْ أُصَلِّيَ عَلَيْهِ ، فَقَالَ لَهُ(١٥) الْحُسَيْنُعليه‌السلام : قُمْ إِلى جَنْبِي ، فَمَا سَمِعْتَنِي أَقُولُ فَقُلْ مِثْلَهُ ، قَالَ : فَرَفَعَ يَدَيْهِ(١٦) ، فَقَالَ(١٧) : اللَّهُمَّ‌

__________________

(١). في « ى ، بخ » : - « قال ».

(٢). فيالوافي : « انظر أن تقوم ، أي اجتهد في أن يتيسّر لك القيام ». وفيالمرآة : « قولهعليه‌السلام : انظر ، كناية عن التأمّل‌ والتدبير في ذلك ».(٣). في التهذيب : + « أن ».

(٤). في التهذيب : - « الله أكبر ».

(٥). في « جس » : + « ألف ».

(٦). في « بخ » : + « فلاناً ».

(٧). في الوافي : « اللّهمّ أذقه » بدل « وأذقه ».

(٨). في « جح » : « يتوالى ». وفي الوافي : « يوالي ».

(٩). فيمرآة العقول : « قولهعليه‌السلام : فإنّه كان يتولّى ، أي كان يتّخذ أعداءك أولياءه وأحبّاءه ويعتقد أنّهم أئمّته وأولى بأمره ».

(١٠). التهذيب ، ج ٣ ، ص ١٩٧ ، ح ٤٥٣ ، معلّقاً عن الكلينيالوافي ، ج ٢٤ ، ص ٤٦٤ ، ح ٢٤٤٤٨ ؛الوسائل ، ج ٣ ، ص ٧١ ، ح ٣٠٤٤ ؛البحار ، ج ٤٤ ، ص ٢٠٢ ، ح ٢٠.

(١١). في « بث » : + « بن زياد ». ثمّ إنّ السند معلّق على سابقه. ويروي عن سهل ، عدّة من أصحابنا.

(١٢). في « جن » : - « إلى ».

(١٣). في « بخ ، بف » : « قال ».

(١٤). في حاشية « بث » : « عن ».

(١٥). في « ظ ، غ ، ى ، بث ، بس ، بف ، جح ، جس ، جن »والوافي وقرب الإسناد : - « له ».

(١٦) في « بخ ، بف » : « يده ».

(١٧) في « بف » وقرب الإسناد : « وقال ».

٤٨٣

أَخْزِ(١) عَبْدَكَ فِي عِبَادِكَ وَبِلَادِكَ ، اللَّهُمَّ أَصْلِهِ حَرَّ نَارِكَ ، اللَّهُمَّ أَذِقْهُ أَشَدَّ(٢) عَذَابِكَ ؛ فَإِنَّهُ كَانَ يَتَوَلّى(٣) أَعْدَاءَكَ ، وَيُعَادِي أَوْلِيَاءَكَ ، وَيُبْغِضُ أَهْلَ بَيْتِ نَبِيِّكَصلى‌الله‌عليه‌وآله ».(٤)

٤٥٢٦/ ٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ حَمَّادٍ ، عَنِ الْحَلَبِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قَالَ : « إِذَا صَلَّيْتَ عَلى عَدُوِّ اللهِ(٥) ، فَقُلِ : "اللَّهُمَّ ، إِنَّ فُلَاناً لَا نَعْلَمُ(٦) مِنْهُ(٧) إِلَّا أَنَّهُ عَدُوٌّ لَكَ وَلِرَسُولِكَ ، اللَّهُمَّ فَاحْشُ(٨) قَبْرَهُ نَاراً ، وَاحْشُ جَوْفَهُ نَاراً ، وَعَجِّلْ بِهِ إِلَى النَّارِ ؛ فَإِنَّهُ كَانَ يَتَوَلّى أَعْدَاءَكَ ، وَيُعَادِي أَوْلِيَاءَكَ ، وَيُبْغِضُ أَهْلَ بَيْتِ نَبِيِّكَ ؛ اللَّهُمَّ ضَيِّقْ عَلَيْهِ قَبْرَهُ" ، فَإِذَا رُفِعَ فَقُلِ : اللَّهُمَّ لَاتَرْفَعْهُ وَلَاتُزَكِّهِ ».(٩)

٤٥٢٧/ ٥. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى ، عَنْ حَرِيزٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ :

عَنْ أَحَدِهِمَا(١٠) عليهما‌السلام ، قَالَ : « إِنْ كَانَ جَاحِداً لِلْحَقِّ ، فَقُلِ : اللَّهُمَّ امْلَأْ جَوْفَهُ نَاراً ، وَقَبْرَهُ‌

__________________

(١). قال الجوهري : « خَزِيَ بالكسر يَخْزى خِزْياً ، أي ذلّ وهان. وقال ابن السكّيت : وقع في بليّة ، وأخزاه الله ». قال ‌العلّامة المجلسي : « وأقول : يمكن أن يكون المراد إذلاله وخزيه وعذابه بين من مات من العباد ، ولا محالة يقع عذابه في البرزخ في بلد من البلاد ، أو يقدّر مضاف ، أي وأهل بلادك ». راجع :الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٣٢٦ ( خزا ).(٢). في الفقيه : « حرّ ».

(٣). في « غ ، بح ، جح » : « يتوالى ». وفي الفقيهوقرب الإسناد : « يوالي ».

(٤). الفقيه ، ج ١ ، ص ١٦٨ ، ح ٤٩٠ ، معلّقاً عن صفوان بن مهران الجمّال.قرب الإسناد ، ص ٥٩ ، ح ١٩٠ ، عن السندي بن محمّد ، عن صفوان بن مهران الجمّال ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٢٤ ، ص ٤٦٤ ، ح ٢٤٤٤٩ ؛الوسائل ، ج ٣ ، ص ٧٠ ، ذيل ح ٣٠٤٠.(٥). في«ظ،بث،بس،بف،جح،جس»والوافي :«لله».

(٦). في « جس » : « نعلمه ».

(٧). في « ظ ، ى ، بث ، بخ ، بس ، بف ، جس ، جح ، جن » : - « منه ».

(٨). في « غ » : « واحش ».

(٩). الفقيه ، ج ١ ، ص ١٦٨ ، صدر ح ٤٩١ ، معلّقاً عن عبيدالله بن عليّ الحلبي.فقه الرضا عليه‌السلام ، ص ١٨٧ ، وفيهما مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٢٤ ، ص ٤٦٥ ، ح ٢٤٤٥١ ؛الوسائل ، ج ٣ ، ص ٦٩ ، ذيل ح ٣٠٣٩.

(١٠). فيالوافي : « عن أحدهما ، كأنّه الصادقعليه‌السلام ، كما يدلّ عليه قولهعليه‌السلام : قاله أبو جعفرعليه‌السلام ». وراجع أيضاً :مرآةالعقول ، ج ١٤ ، ص ٧٨.

٤٨٤

نَاراً ، وَسَلِّطْ عَلَيْهِ الْحَيَّاتِ وَالْعَقَارِبَ - وَذلِكَ قَالَهُ أَبُو جَعْفَرٍعليه‌السلام لِامْرَأَةِ سَوْءٍ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ صَلّى عَلَيْهَا أَبِي(١) وَقَالَ(٢) هذِهِ الْمَقَالَةَ - وَاجْعَلِ(٣) الشَّيْطَانَ لَهَا قَرِيناً ».

قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ : فَقُلْتُ لَهُ(٤) : لِأَيِّ شَيْ‌ءٍ(٥) يَجْعَلُ(٦) الْحَيَّاتِ وَالْعَقَارِبَ فِي قَبْرِهَا؟

فَقَالَ : « إِنَّ الْحَيَّاتِ يَعْضَضْنَهَا(٧) ، وَالْعَقَارِبَ يَلْسَعْنَهَا(٨) ، وَالشَّيْطَانَ يُقَارِنُهَا(٩) فِي قَبْرِهَا». قُلْتُ : تَجِدُ(١٠) أَلَمَ ذلِكَ؟ قَالَ : « نَعَمْ شَدِيداً ».(١١)

٤٥٢٨/ ٦. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ ، قَالَ:

« تَقُولُ(١٢) : اللَّهُمَّ أَخْزِ عَبْدَكَ فِي بِلَادِكَ وَعِبَادِكَ(١٣) ، اللَّهُمَّ أَصْلِهِ حَرَّ(١٤) نَارَكَ ، وَأَذِقْهُ‌

__________________

(١). فيالوافي : « قوله : صلّى عليها أبي ، من قبيل وضع المظهر موضع المضمر ». وفيمرآة العقول : « أي قال أبي هذا القول في جنازة هذه المرأة الملعونة وزاد على ما قلت قولَهعليه‌السلام : واجعل الشيطان ». لكن هذا مناف لما يظهر من أوّل الخبر من شكّ محمّد بن مسلم في المعصوم الذي روى عنه إلاّ أن يكون ذكره على أحد الاحتمالين ، ويحتمل أن يكون كلام محمّد بن مسلم ويكون قوله : « أبي » قد زيد من النسّاخ ، أو يكون المراد أبا محمّد بن مسلم وإن كان بعيداً ».

(٢). في « بخ ، بف »والوافي : « فقال ».

(٣). في « بح » : « فاجعل ».

(٤). في « بس ، جن » : - « له ».

(٥). في « ى » : - « شي‌ء ».

(٦). في « غ ، ى ، بث ، بح ، بخ ، بف ، جح » : « تجعل ».

(٧). في « جح » : « تعضضها ». والعَضّ : الشدّ بالأسنان على الشي‌ء ، وكذلك عَضُّ الحيّة ، ولايقال للعقرب لأنّ لدغها إنّما هو بزُباناها وشَوْلَتها. راجع :لسان العرب ، ج ٧ ، ص ١٨٨ ( عضض ).

(٨). « يلسعنها » ، أي يُدخلن إبرتها فيه ، قيل : اللَسْع لما ضرب بمؤخّره ولذوات الإبر ، واللَدْغ لما كان بالفم فالعقرب تلسع والحيّة تلدغ. راجع :لسان العرب ، ج ٨ ، ص ٣١٨ ؛القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٠١٨(لسع).

(٩). هكذا في معظم النسخ التي قوبلتوالوافي . وفي « غ » : « والشياطين يقارنها ». وفي المطبوع : « والشياطين تقارنها ».(١٠). في الوافي : « وتجد ».

(١١). الوافي ، ج ٢٤ ، ص ٤٦٦ ، ح ٢٤٤٥٢ ؛الوسائل ، ج ٣ ، ص ٧١ ، ح ٣٠٤٣.

(١٢). في « ى ، بث ، بح ، بخ ، جح ، جس » : « يقول ».

(١٣). هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي والوسائل. وفي المطبوع : « عبادك وبلادك ».

(١٤). هكذا في « غ ، بث ، بخ ، بس ، بف » والوافي. وفي سائرالنسخ والمطبوع : - « حرّ ».

٤٨٥

أَشَدَّ عَذَابِكَ ؛ فَإِنَّهُ كَانَ يُعَادِي أَوْلِيَاءَكَ ، وَيُوَالِي أَعْدَاءَكَ ، وَيُبْغِضُ أَهْلَ بَيْتِ نَبِيِّكَصلى‌الله‌عليه‌وآله ».(١)

٤٥٢٩/ ٧. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ الْحَجَّالِ(٢) ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، أَوْ(٣) عَمَّنْ ذَكَرَهُ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ(٤) : مَاتَتِ امْرَأَةٌ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ ، فَحَضَرْتُهَا(٥) ، فَلَمَّا صَلَّوْا عَلَيْهَا وَرَفَعُوهَا وَصَارَتْ عَلى أَيْدِي الرِّجَالِ ، قَالَ : « اللَّهُمَّ ضَعْهَا ، وَلَاتَرْفَعْهَا(٦) وَلَاتُزَكِّهَا » قَالَ : «وَكَانَتْ عَدُوَّةً لِلّهِ(٧) » قَالَ(٨) : وَلَا أَعْلَمُهُ(٩) إِلَّا قَالَ : « وَلَنَا ».(١٠)

٥٩ - بَابٌ فِي الْجَنَازَةِ(١١) تُوضَعُ وَقَدْ كُبِّرَ عَلَى الْأَوَّلَةِ‌

٤٥٣٠/ ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنِ الْعَمْرَكِيِّ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ جَعْفَرٍ :

__________________

(١). فقه الرضا عليه‌السلام ، ص ١٧٧ ، وفيه : « وإذا كان الميّت مخالفاً فقل في تكبيرك الرابعة : اللهمّ أخز عبدك »الوافي ، ج ٢٤ ، ص ٤٦٥ ، ح ٢٤٤٥٠ ؛الوسائل ، ج ٣ ، ص ٧٠ ، ح ٣٠٤١.

(٢). في « غ ، بث ، بح » : « عبدالله بن الحجّال ». وعبدالله هذا ، هو عبدالله بن محمّد الحجّال ، روى في الأسناد بعنوان ‌الحجّال ، وعبدالله بن محمّد الحجّال ، وعبدالله الحجّال وأبي محمّد الحجّال. راجع :رجال النّجاشي ، ص ٢٢٦ ، الرقم ٥٩٥ ؛رجال الطوسي ، ص ٣٦٠ ، الرقم ٥٣٣٢ ؛معجم رجال الحديث ، ج ١٠ ، ص ٣١٥ ، الرقم ٧١٣٩ ؛ وص ٣٨٤ ، الرقم ٧٢٣٨ ؛ وج ٢٢ ، ص ٣٨ ، الرقم ١٤٧٦٨ ؛ وج ٢٣ ، ص ٧٧ ، الرقم ١٥٢٨٠.

(٣). مفاد العاطف هو الترديد في أنّ الراوي عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، هل هو حمّاد بن عثمان أو حمّاد بن عثمان عمّن ذكره ، فيشتمل السند على تحويل ترديدي.

(٤). فيمرآة العقول : « قوله : قال ، القائل هو الراوي ، قوله : قال : اللّهمّ ، القائل هو الصادقعليه‌السلام ، قوله : ولا أعلمه ، أي‌أظنّه ، وهذا كلام الراوي ، أي أظنّ أنّهعليه‌السلام قال : وكانت عدوّة لله‌ولنا ».

(٥). في الوافي : « فحضرها ».

(٦). في « غ » : « فلا ترفعها ».

(٧). في « ى » : « الله ».

(٨). في الوافي : - « قال ».

(٩). في الوسائل : « ولا أعلم ».

(١٠). الوافي ، ج ٢٤ ، ص ٤٦٦ ، ح ٢٤٤٥٣ ؛الوسائل ، ج ٣ ، ص ٧٢ ، ح ٣٠٤٥.

(١١). في مرآة العقول : - « في ».

٤٨٦

عَنْ أَخِيهِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍعليهما‌السلام ، قَالَ : سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْمٍ كَبَّرُوا عَلى جَنَازَةٍ تَكْبِيرَةً أَوْ ثِنْتَيْنِ(١) ، وَوُضِعَتْ مَعَهَا أُخْرى : كَيْفَ يَصْنَعُونَ(٢) ؟

قَالَ : « إِنْ شَاؤُوا ، تَرَكُوا الْأُولى حَتّى يَفْرُغُوا مِنَ التَّكْبِيرِ(٣) عَلَى الْأَخِيرَةِ ، وَإِنْ شَاؤُوا رَفَعُوا الْأُولى(٤) ، وَأَتَمُّوا مَا بَقِيَ(٥) عَلَى الْأَخِيرَةِ(٦) ؛ كُلُّ ذلِكَ لَابَأْسَ بِهِ ».(٧)

٦٠ - بَابٌ فِي وَضْعِ الْجَنَازَةِ دُونَ الْقَبْرِ‌

٤٥٣١/ ١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ ، قَالَ :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « لَا تَفْدَحْ(٨)

__________________

(١). في « جح »والوافي : « أو اثنتين ». وفي حاشية « بح » : « أو تكبيرتين ».

(٢). هكذا في معظم النسخ التي قوبلتوالوافي والوسائل والبحاروالتهذيب . وفي « بح » والمطبوع : + « بها ».

(٣). في « غ ، بخ ، بس » : « التكبيرة ».

(٤). فيالوافي : « كأنّهعليه‌السلام قد عرف من السائل أنّه زعم جواز احتساب ما بقي من التكبيرات على الاُولى للاحقه ، والاكتفاء بإتمامها عليها من دون استئناف ، وأنّ غرضه من السؤال ليس إلّاجواز رفع الاُولى قبل الفراغ من الإتمام على الثانية ، ولهذا أجابه بذلك ، وإلّا فظاهر كلام السائل يعطي أنّ غرضه بالسؤال عن الاكتفاء بالإتمام أو الاستئناف ». وفيمرآة العقول ، ج ١٤ ، ص ٨٠ : « يحتمل أن يكون المراد إتمام الصلاة على الاُولى واستئناف الصلاة على الأخيرة مع التخيير في رفع الجنازة الاُولى حال الصلاة على الأخيرة ووضعها بأن يكون المراد بقولهعليه‌السلام : وأتمّوا ، إيقاع الصلاة تماماً ». وللمزيد راجع :ذكرى الشيعة ، ج ١ ، ص ٤٦٣ و ٤٦٤.

(٥). فيمرآة العقول : « قولهعليه‌السلام : ما بقي ، أي الصلاة الباقية ، لا التكبيرات الباقية ، كما ذكره بعض المتأخّرين ولايخفى بعده ».(٦). في « ى » : - « وإن شاؤوا رفعوا - إلى - على الأخيرة ».

(٧). التهذيب ، ج ٣ ، ص ٣٢٧ ، ح ١٠٢٠ ، معلّقاً عن محمّد بن يحيىالوافي ، ج ٢٤ ، ص ٤٦٧ ، ح ٢٤٤٥٤ ؛الوسائل ، ج ٣ ، ص ١٢٩ ، ح ٣٢٠٧ ؛البحار ، ج ٨١ ، ص ٣٦٣.

(٨). « لاتفدح » ، أي لاتُثقل ، يقال : فدحه الدين ، كمنع ، أي أثقله ، والفادحة : النازلة ، وهي المصيبة الشديدة. قال‌العلّامة المجلسي : « لعلّ المراد : لاتجعل القبر ودخوله ثقيلاً على ميّتك بإدخاله مفاجأة ». وقال العلّامة الفيض : « لاتفدح بميّتك القبر ، أي لاتفجأه كأنّك تجور عليه ؛ من الفدح بمعنى الجور ، والفادحة : النازلة » ولكن لا تساعده اللغة. راجع :الصحاح ، ج ١ ، ص ٣٩٠ ؛القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٣٥١ ( فدح ).

٤٨٧

مَيِّتَكَ(١) بِالْقَبْرِ(٢) ، وَلكِنْ ضَعْهُ أَسْفَلَ مِنْهُ بِذِرَاعَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةٍ ، وَدَعْهُ(٣) يَأْخُذُ أُهْبَتَهُ(٤) ».(٥)

٤٥٣٢/ ٢. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْخُرَاسَانِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ يُونُسَ ، قَالَ :

حَدِيثٌ سَمِعْتُهُ عَنْ(٦) أَبِي الْحَسَنِ مُوسى(٧) عليه‌السلام مَا ذَكَرْتُهُ - وَأَنَا(٨) فِي بَيْتٍ – إِلَّا ضَاقَ عَلَيَّ ، يَقُولُ : « إِذَا أَتَيْتَ بِالْمَيِّتِ شَفِيرَ(٩) قَبْرِهِ(١٠) ، فَأَمْهِلْهُ سَاعَةً ؛ فَإِنَّهُ يَأْخُذُ أُهْبَتَهُ لِلسُّؤَالِ(١١) ».(١٢)

٦١ - بَابٌ نَادِرٌ‌

٤٥٣٣/ ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عِمْرَانَ(١٣) الْحَلَبِيِّ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُسْكَانَ ، عَنْ زُرَارَةَ ، قَالَ :

__________________

(١). في «غ» وحاشية «بح»والوافي : « بميّتك ».

(٢). في « بخ ، بف »والوافي : « القبر ».

(٣). في الوسائل : + « حتّى ».

(٤). في « غ ، ى » : « اُهبة ». وفي حاشية « بف » : + « لسؤال القبر ». والاُهبة : العُدّة والتهيّؤ والاستعداد ، يقال : تأهّب : استعدّ. راجع :الصحاح ، ج ١ ، ص ٨٩ ؛لسان العرب ، ج ١ ، ص ٢١٧ ( أهب ).

(٥). التهذيب ، ج ١ ، ص ٣١٣ ، صدر ح ٩٠٩ ؛ وعلل الشرائع ، ص ٣٠٦ ، صدر ح ١ ، بسند آخر عن محمّد بن سنان.التهذيب ، ج ١ ، ص ٣١٢ ، صدر ح ٩٠٧ ، بسنده عن ابن سنان ، عن محمّد بن عطيّة ، من دون الإسناد إلى أبي عبداللهعليه‌السلام ، وفي كلّ المصادر مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٢٥ ، ص ٥٠٩ ، ح ٢٤٥٢٨ ؛الوسائل ، ج ٣ ، ص ١٦٨ ، ح ٣٣١١.(٦). في « بخ ، جس »والوافي : « من ».

(٧). في الوافي : - « موسى ».

(٨). في « بس » : - « وأنا ».

(٩). في « غ ، بث ، بخ »والوافي والوسائل : « إلى الشفير ». وفي « ى » : « شفيرة ». وفي « بف » : « على شفير ». و « الشفير » : الجانب والطرف. راجع :النهاية ، ج ٢ ، ص ٤٨٥ ؛القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٥٨٧ ( شفر ).

(١٠). في الوسائل : « القبر ».

(١١). في « ظ ، بس » وحاشية « بح » : « اُهبته لسؤال ». وفي « جس » : « اُهبة السؤال ».

(١٢). الفقيه ، ج ١ ، ص ١٧٠ ، ذيل ح ٤٩٨ ؛علل الشرائع ، ص ٣٠٦ ، ح ٢ ، مرسلاً ، وفيهما من قوله : « إذا أتيت بالميّت » مع اختلاف يسير وزيادةالوافي ، ج ٢٥ ، ص ٥٠٩ ، ح ٢٤٥٢٩ ؛الوسائل ، ج ٣ ، ص ١٦٨ ، ح ٣٣١٠.

(١٣). في « بح ، بخ ، بس ، بف ، جس » : «عمّار». وهو سهو ؛ فإنّ يحيى الحلبي،هو يحيى بن عمران بن عليّ =

٤٨٨

كُنْتُ عِنْدَ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام وَعِنْدَهُ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ ، فَمَرَّتْ بِهِ جَنَازَةٌ ، فَقَامَ الْأَنْصَارِيُّ وَلَمْ يَقُمْ أَبُو جَعْفَرٍعليه‌السلام ، فَقَعَدْتُ مَعَهُ ، وَلَمْ يَزَلِ الْأَنْصَارِيُّ قَائِماً حَتّى مَضَوْا بِهَا ، ثُمَّ جَلَسَ ، فَقَالَ لَهُ(١) أَبُو جَعْفَرٍعليه‌السلام : « مَا أَقَامَكَ؟ » قَالَ : رَأَيْتُ الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ(٢) عليهما‌السلام يَفْعَلُ ذلِكَ ، فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍعليه‌السلام : « وَاللهِ ، مَا فَعَلَهُ(٣) الْحُسَيْنُعليه‌السلام ، وَلَاقَامَ لَهَا(٤) أَحَدٌ مِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ قَطُّ » فَقَالَ الْأَنْصَارِيُّ : شَكَّكْتَنِي أَصْلَحَكَ اللهُ قَدْ كُنْتُ أَظُنُّ أَنِّي(٥) رَأَيْتُ.(٦)

٤٥٣٤/ ٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجْرَانَ ، عَنْ مُثَنًّى الْحَنَّاطِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « كَانَ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّعليهما‌السلام جَالِساً ، فَمَرَّتْ عَلَيْهِ(٧) جَنَازَةٌ ، فَقَامَ النَّاسُ(٨) حِينَ طَلَعَتِ الْجَنَازَةُ ، فَقَالَ الْحُسَيْنُعليه‌السلام : مَرَّتْ جَنَازَةُ يَهُودِيٍّ وَكَانَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله عَلى طَرِيقِهَا جَالِساً(٩) ، فَكَرِهَ أَنْ تَعْلُوَ(١٠) رَأْسَهُ جَنَازَةُ يَهُودِيٍّ ، فَقَامَ لِذلِكَ ».(١١)

__________________

= الحلبي ، روى كتابه النضر بن سويد. راجع :رجال النجاشي ، ص ٤٤٤ ، الرقم ١١٩٩ ؛الفهرست للطوسي ، ص ٥٠١ ، الرقم ٧٩٠.

(١). في « بث » : - « له ».

(٢). في « جن » : - « بن عليّ ».

(٣). في « بخ » : « ما قام له ».

(٤). في « جس »والتهذيب : - « لها ».

(٥). في « غ » : + « والله ».

(٦). التهذيب ، ج ١ ، ص ٤٥٦ ، ح ١٤٨٦ ، معلّقاً الحسين بن سعيدالوافي ، ج ٢٤ ، ص ٣٩٢ ، ح ٢٤٢٩٥ ؛الوسائل ، ج ٣ ، ص ١٦٩ ، ح ٣٣١٣ ؛البحار ، ج ٤٦ ، ص ٣٥٨ ، ح ١٣.

(٧). في حاشية « بح » : « به ».

(٨). في هامش المطبوع عن بعض النسخ زيادة : « ولم يقم الحسينعليه‌السلام ».

(٩). في الوسائل : - « جالساً ».

(١٠). في « بخ ، بف ، جس »والوافي والتهذيب : « أن يعلو ».

(١١). التهذيب ، ج ١ ، ص ٤٥٦ ، ح ١٤٨٧ ، معلّقاً عن سهل بن زياد.قرب الإسناد ، ص ٤٢ ، ح ٢٨٣ ، بسند آخر عن جعفر بن محمّد ، عن أبيهعليهم‌السلام ، مع اختلاف يسير وزيادة ، وفيه : « أنّ الحسن بن عليّعليهما‌السلام كان جالساً »الوافي ، ج ٢٤ ، ص ٣٩٣ ، ح ٢٤٢٩٦ ؛الوسائل ، ج ٣ ، ص ١٦٩ ، ح ٣٣١٤ ؛البحار ، ج ٤٤ ، ص ٢٠٣ ، ح ٢١.

٤٨٩

٦٢ - بَابُ دُخُولِ الْقَبْرِ وَالْخُرُوجِ مِنْهُ‌

٤٥٣٥ / ١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْعَبْدِيِّ ، عَنِ ابْنِ أَبِي يَعْفُورٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ أَنْ يَدْخُلَ الْقَبْرَ فِي نَعْلَيْنِ ، وَلَاخُفَّيْنِ ، وَلَاعِمَامَةٍ(١) ، وَلَارِدَاءٍ(٢) ، وَلَاقَلَنْسُوَةٍ(٣) ».(٤)

٤٥٣٦/ ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَقْطِينٍ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ(٥) عليه‌السلام يَقُولُ : « لَا تَنْزِلْ فِي الْقَبْرِ وَعَلَيْكَ الْعِمَامَةُ وَالْقَلَنْسُوَةُ وَلَا الْحِذَاءُ(٦) وَلَا الطَّيْلَسَانُ(٧) ، وَحُلَّ(٨) أَزْرَارَكَ(٩) ؛ وَبِذلِكَ سُنَّةُ رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله جَرَتْ ، وَلْيَتَعَوَّذْ(١٠) بِاللهِ(١١) مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ، وَلْيَقْرَأْ(١٢) فَاتِحَةَ الْكِتَابِ ، وَالْمُعَوِّذَتَيْنِ ، و( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) ،

__________________

(١). في التهذيب : - « ولا عمامة ».

(٢). « الرِداء » : الثوب ، أو البُرْد الذي يضعه الإنسان على عاتقيه وبين كتفيه فوق ثيابه. راجع :النهاية ، ج ٢ ، ص ٢١٧ ( ردا ).

(٣). « القَلَنْسُوَة » : التي تلبس في الرأس. وفيها لغات اُخرى. راجع :لسان العرب ، ج ٦ ، ص ١٨١ ؛القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٧٧٦ ( قلس ).

(٤). التهذيب ، ج ١ ، ص ٣١٤ ، ح ٩١٣ ، بسنده عن الكلينيالوافي ، ج ٢٥ ، ص ٥٠٩ ، ح ٢٤٥٣٠ ؛الوسائل ، ج ٣ ، ص ١٧٠ ، ح ٣٣١٨.

(٥). في الوسائل والعلل : + « الأوّل ».

(٦). في « غ » : « ولاحذاء ». وفي « بخ »والوافي : « والحذاء » بدون « لا ».

(٧). في الوافي والعلل : « والطيلسان » بدون « لا ». و « الطَيْلَسان » : فارسيّ معرّب ، أصله تالشان أو تالسان ، وهو من لباس العجم مدوّر أسود. قال العلّامة المجلسي : « قال صاحب كتابمطالع الأنوار : الطيلسان : شبه الأردية يوضع على الرأس والكتفين والظهر ». راجع :المغرب ، ص ٢٩١ ؛القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٧٦٠ ( طلس ) ؛مرآة العقول ، ج ١٤ ، ص ٨٦.(٨). في «غ،ى،بث،بح،بس،جس»والوسائل: «وحلّل».

(٩). « الأزرار » : جمع الزِرّ ، وهو الذي يوضع في القميص. وقيل : الزرّ : العروة التي تجعل الحبّة فيها. راجع :لسان العرب ، ج ٤ ، ص ٣٢١ ( زرر ).(١٠). في « ظ ، ى ، بث ، بس » : « والتتعوّذ ».

(١١). في « بف » : - « بالله ».

(١٢). في « ظ ، ى ، بث ، بس » : « ولتقرأ ».

٤٩٠

وَآيَةَ الْكُرْسِيِّ ، وَإِنْ قَدَرَ(١) أَنْ يَحْسِرَ عَنْ خَدِّهِ(٢) ، وَيُلْصِقَهُ بِالْأَرْضِ ، فَلْيَفْعَلْ ، وَلْيَشْهَدْ(٣) ، وَلْيَذْكُرْ مَا يَعْلَمُ حَتّى يَنْتَهِيَ إِلى صَاحِبِهِ(٤) ».(٥)

٤٥٣٧/ ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْمِسْمَعِيِّ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ يَسَارٍ(٦) الْوَاسِطِيِّ ، عَنْ سَيْفِ بْنِ عَمِيرَةَ ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْحَضْرَمِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « لَا تَنْزِلِ(٧) الْقَبْرَ وَعَلَيْكَ الْعِمَامَةُ وَلَا الْقَلَنْسُوَةُ وَلَارِدَاءٌ وَلَاحِذَاءٌ ، وَحُلَّ(٨) أَزْرَارَكَ ». قَالَ : قُلْتُ : وَالْخُفَّ(٩) ؟ قَالَ : « لَا بَأْسَ بِالْخُفِّ فِي وَقْتِ الضَّرُورَةِ وَالتَّقِيَّةِ ».(١٠)

__________________

(١). فيالحبل المتين ، ص ٢٤٧ : « والمراد من قولهعليه‌السلام : وإن قدر إلخ إذا لم يكن هناك من يتّقيه ».

(٢). « أن يحسر عن خدّه » ، أي يكشف عنه ورفع عنه شيئاً قد غطّاه ؛ من الحسر بمعنى الكشف. راجع :النهاية ، ج ١ ، ص ٣٨٣ ( حسر ).

(٣). في « غ ، بث ، بخ ، بس ، بف ، جس ، جن » وحاشية « جح »والوافي والوسائل : « وليتشهّد ». وفي « ى » : « وليستشهد ». وفي حاشية « بث » : « فليتشهّد ».

(٤). قال الشيخ البهائي : « المراد من قولهعليه‌السلام : وليشهد وليذكر ما يعلم إلخ تلقينه الشهادتين والإقرار بالأئمّةعليهم‌السلام إلى أن ينتهي إلى إمام الزمان سلام الله عليه ». وقال العلّامة الفيض : « المراد بما يعلم الإقرار بإمامة الأئمّة المعصومين صلوات الله عليهم بأسمائهم ، وصاحبه إمام زمانه ». راجع :الحبل المتين ، ص ٢٤٧.

(٥). علل الشرائع ، ص ٣٠٥ ، ح ١ ، بسنده عن ابن أبي عمير ، إلى قوله : « بذلك سنّة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله جرت » مع اختلاف يسير وزيادة في آخره.الفقيه ، ج ١ ، ص ١٧١ ، ذيل ح ٤٩٩ ، نقلاً عن رسالة أبيه.فقه الرضا عليه‌السلام ، ص ١٧٠ ، وتمام الرواية فيهما : « إذا دخلت القبر فاُقرأ اُمّ الكتاب والمعوّذتين وآية الكرسي »الوافي ، ج ٢٥ ، ص ٥١٠ ، ح ٢٤٥٣١ ؛الوسائل ، ج ٣ ، ص ١٧٠ ، ح ٣٣١٦.

(٦). في « بس » وحاشية « بث » : « بشار ».

(٧). في « بف » : + « في ».

(٨). في الوسائل : « وحلّل ».

(٩). في « بخ ، بف »والتهذيب ، ح ٩١٠والاستبصار : « فالخفّ ».

(١٠). التهذيب ، ج ١ ، ص ٣١٣ ، ح ٩١١ ، معلّقاً عن محمّد بن عبدالله المسمعي.وفيه ، ح ٩١٠ ؛والاستبصار ، ج ١ ، ص ٢١٣ ، ح ٧٥١ ، معلّقاً عن محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن أحمد بن يحيى ، عن محمّد بن عبدالله المسمعي ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٢٥ ، ص ٥١٠ ، ح ٢٤٥٣٢ ؛الوسائل ، ج ٣ ، ص ١٧١ ، ح ٣٣١٩ ؛البحار ، ج ٨٢ ، ص ٣٠.

٤٩١

٤٥٣٨/ ٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ(١) ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ السَّكُونِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « مَنْ دَخَلَ الْقَبْرَ ، فَلَا يَخْرُجْ إِلَّا مِنْ قِبَلِ الرِّجْلَيْنِ ».(٢)

٤٥٣٩/ ٥. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ رَفَعَهُ ، قَالَ :

قَالَ : « يَدْخُلُ الرَّجُلُ الْقَبْرَ مِنْ حَيْثُ شَاءَ(٣) ، وَلَايَخْرُجُ إِلَّا مِنْ قِبَلِ رِجْلَيْهِ ».(٤)

٤٥٤٠/ ٦. وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرى ، قَالَ(٥) : قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : « إِنَّ لِكُلِّ بَيْتٍ بَاباً ، وَإِنَّ(٦) بَابَ الْقَبْرِ مِنْ قِبَلِ الرِّجْلَيْنِ ».(٧)

٦٣ - بَابُ مَنْ يَدْخُلُ الْقَبْرَ وَمَنْ لَايَدْخُلُ(٨)

٤٥٤١/ ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ(٩) ، عَنْ صَالِحِ بْنِ السِّنْدِيِّ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بَشِيرٍ ، عَنْ‌

__________________

(١). هكذا في « غ » والوسائل. وفي « ظ ، ى ، بث ، بح ، بخ ، بس ، بف ، جح ، جس ، جن » والمطبوع : « عليّ بن محمّد ».

وما أثبتناه هو الصواب ؛ فقد أكثر المصنّف من الرواية عن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني ، بحيث صار هذا السند أشهر أسنادالكافي .

هذا ، وأمّا عليّ بن محمّد في مشايخ الكليني ، فهو مشترك بين عليّ بن محمّد علّان الكليني خاله ، وعليّ بن محمّد بن بندار - وقد عبّر عنه في بعض الأسناد بـ « عليّ بن محمّد بن عبدالله » - والراوي عن أبيه منهما هو ابن بندار ، لكن لم يقعا في هذا الطريق المنتهي إلى السكوني.

(٢). التهذيب ، ج ١ ، ص ٣١٦ ، ح ٩١٧ ، معلّقاً عن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكونيّ ، عن جعفر ، عن أبيهعليهما‌السلام .الجعفريّات ، ص ٢٠٢ ، بسند آخر عن جعفر بن محمّد ، عن آبائهعليهم‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، مع زيادة في آخرهالوافي ، ج ٢٥ ، ص ٥١١ ، ح ٢٤٥٣٥ ؛الوسائل ، ج ٣ ، ص ١٨٣ ، ح ٣٣٥٠ ؛البحار ، ج ٨٢ ، ص ٥٣ ذيل ح ٤٢.(٣). في « ظ ، بس ، جح ، جن » : « يشاء ».

(٤). الوافي ، ج ٢٥ ، ص ٥١٢ ، ح ٢٤٥٣٦ ؛الوسائل ، ج ٣ ، ص ١٨٤ ، ح ٣٣٥١.

(٥). في « جن » والوسائل ، ح ٣٣٤٦ : - « قال ».

(٦). في « جس » : - « إنّ ».

(٧). التهذيب ، ج ١ ، ص ٣١٦ ، ح ٩١٨ ، بسند آخر عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ؛الجعفريّات ، ص ٢٠٢ ، بسند آخر عن جعفر بن محمّد ، عن آبائهعليهم‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، مع اختلاف يسير وزيادة في أوّله.الفقيه ، ح ١ ، ص ١٧١ ، ذيل ح ٤٩٩ ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٢٥ ، ص ٥١٢ ، ٢٤٥٣٧ ؛الوسائل ، ج ٣ ، ص ١٨٢ ، ح ٣٣٤٦.

(٨). في « بح ، جن » : + « القبر ».

(٩). لم يثبت توسّط إبراهيم بن هاشم بينه وبين صالح بن السندي. والظاهر زيادة « عن أبيه » في السند وتقدّم =

٤٩٢

عَبْدِ اللهِ بْنِ رَاشِدٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « الرَّجُلُ يَنْزِلُ(١) فِي قَبْرِ وَالِدِهِ ، وَلَايَنْزِلُ(٢) الْوَالِدُ(٣) فِي قَبْرِ وَلَدِهِ ».(٤)

٤٥٤٢/ ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ حَفْصِ بْنِ الْبَخْتَرِيِّ وَغَيْرِهِ:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « يُكْرَهُ لِلرَّجُلِ(٥) أَنْ يَنْزِلَ فِي قَبْرِ وَلَدِهِ ».(٦)

٤٥٤٣/ ٣. عَلِيٌّ(٧) ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ ، عَنْ رَجُلٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : لَمَّا مَاتَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، أَتى أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام الْقَبْرَ(٨) ، فَأَرْخى نَفْسَهُ(٩) ، فَقَعَدَ ، ثُمَّ قَالَ : « رَحِمَكَ اللهُ ، وَصَلّى(١٠) عَلَيْكَ » وَلَمْ يَنْزِلْ فِي قَبْرِهِ ، وَقَالَ : « هكَذَا فَعَلَ النَّبِيُّصلى‌الله‌عليه‌وآله بِإِبْرَاهِيمَ(١١) عليه‌السلام ».(١٢)

__________________

= تفصيل الكلام فيالكافي ، ذيل ح ٣٦٩٥ ، فلاحظ.

(١). في حاشية « ظ ، بث » : « يدخل ».

(٢). في حاشية « ظ » : « ولا يدخل ».

(٣). في « جن » : « والد ».

(٤). التهذيب ، ج ١ ، ص ٣٢٠ ، ح ٩٢٩ ، بسند آخر ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٢٥ ، ص ٥٠٥ ، ح ٢٤٥١٩ ؛الوسائل ، ج ٣ ، ص ١٨٥ ، ح ٣٣٥٥.

(٥). في الكافي ، ح ٤٦٠٥والمحاسن : « لاينبغي لأحد » بدل « يكره للرجل ».

(٦). الكافي ، كتاب الجنائز ، باب غسل الأطفال والصبيان والصلاة عليهم ، ضمن ح ٤٦٠٥ ؛والمحاسن ، ص ٣١٣ ، كتاب العلل ، ضمن ح ٣١ ، بسند آخر عن أبي الحسن موسىعليه‌السلام الوافي ، ج ٢٥ ، ص ٥٠٥ ، ح ٢٤٥٢١؛الوسائل ،ج ٣ ، ص ١٨٥ ، ح ٣٣٥٤.(٧). في «ى» : + «بن إبراهيم». وفي «بح» : « عنه ».

(٨). في حاشية « بف » : + « وسجى نفسه ، ثمّ رمى بنفسه على الأرض ممّا يلي القبلة ».

(٩). « فأرخى نفسه » ، أي أرسلها وأهملها وأطلقها ورمى بها على الأرض ، تقول : أرخيتُ السِتر وغيره ، إذا أرسلته. راجع :الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٣٥٤ ( رخا ) ؛لسان العرب ، ج ١١ ، ص ٢٨٥ ( رسل ).

(١٠). في « بح ، جح » : + « الله ».

(١١). في « ظ ، بح » : + « ولده ».

(١٢). كمال الدين ، ص ٧٢ ، في مقدّمة المؤلّف ، بسند آخر ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٢٥ ، ص ٥٠٥ ، ح ٢٤٥٢٢ ؛البحار ، ج ٨٢ ، ص ٢٤ ، ذيل ح ١١.

٤٩٣

٤٥٤٤/ ٤. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ الْحَجَّالِ ، عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ مَيْمُونٍ ، عَنْ زُرَارَةَ :

أَنَّهُ سَأَلَ(١) أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام عَنِ الْقَبْرِ : كَمْ يَدْخُلُهُ؟

قَالَ : « ذَاكَ(٢) إِلَى الْوَلِيِّ ، إِنْ شَاءَ أَدْخَلَ وَتْراً ، وَإِنْ شَاءَ(٣) شَفْعاً ».(٤)

٤٥٤٥/ ٥. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ؛

وَعَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ جَمِيعاً ، عَنِ النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ السَّكُونِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ - صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ - : مَضَتِ السُّنَّةُ مِنْ(٥) رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله أَنَّ الْمَرْأَةَ لَايَدْخُلُ(٦) قَبْرَهَا إِلَّا مَنْ كَانَ يَرَاهَا فِي حَيَاتِهَا ».(٧)

٤٥٤٦/ ٦. سَهْلُ بْنُ زِيَادٍ(٨) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أُورَمَةَ(٩) ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُيَسِّرٍ(١٠) ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ :

__________________

(١). في التهذيب : « قال : سألت » بدل « سأل ».

(٢). في « بخ ، بف » : « ذلك ».

(٣). في التهذيب : + « أدخل ».

(٤). التهذيب ، ج ١ ، ص ٣١٤ ، ح ٩١٤ ، بسنده عن الكليني.الفقيه ، ج ١ ، ص ١٧٠ ، ذيل ح ٤٩٨ ،فقه الرضا عليه‌السلام ، ص ١٦٩ ، وفيهما مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٢٥ ، ص ٥٠٧ ، ح ٢٤٥٢٧ ؛الوسائل ، ج ٣ ، ص ١٨٤ ، ح ٣٣٥٢.

(٥). في « بخ » : « عن ».

(٦). في « بث » : + « في ».

(٧). التهذيب ، ج ١ ، ص ٣٢٥ ، ح ٩٤٨ ، بسنده عن الكليني.الجعفريّات ، ص ٢٠٣ ، بسند آخر عن جعفر بن محمّد ، عن آبائه ، عن عليّعليهم‌السلام ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٢٥ ، ص ٥٠٧ ، ح ٢٤٥٢٥ ؛الوسائل ، ج ٣ ، ص ١٨٧ ، ح ٣٣٦٢.

(٨). السند معلّق على سابقه. ويروي عن سهل بن زياد ، عدّة من أصحابنا.

(٩). هكذا في « ظ ، ى ، بح ، بخ ، بس ، جح ، جس ، جن » والوسائل. وفي « بث ، بف» والمطبوع: «اُرومة».

ومحمّد هذا ، هو محمّد بن اُورمة القمّي. ترجم له النجاشي والشيخ الطوسي. راجع :رجال النجاشي ، ص ٣٢٩ ، الرقم ٨٩١ ؛الفهرست للطوسي ، ص ٤٠٧ ، الرقم ٦٢١.

(١٠). هكذا في « ى ، بح ، بخ ، بس ، جح ، جس ، جن ». وفي « ظ ، بث ، بف » والمطبوع : « ميسرة ». وتقدّم في الكافي ، ذيل ح ١٤٧١ أنّ الصواب هو عليّ بن مُيَسِّر ، فلاحظ.

٤٩٤

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « الزَّوْجُ أَحَقُّ(١) بِامْرَأَتِهِ حَتّى يَضَعَهَا فِي قَبْرِهَا ».(٢)

٤٥٤٧/ ٧. حُمَيْدُ بْنُ زِيَادٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْكِنْدِيِّ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الْمِيثَمِيِّ ، عَنْ أَبَانٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ رَاشِدٍ ، قَالَ :

كُنْتُ مَعَ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام حِينَ مَاتَ إِسْمَاعِيلُ ابْنُهُعليه‌السلام ، فَأُنْزِلَ فِي قَبْرِهِ ، ثُمَّ رَمى بِنَفْسِهِ عَلَى الْأَرْضِ مِمَّا يَلِي الْقِبْلَةَ ، ثُمَّ قَالَ : « هكَذَا صَنَعَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله بِإِبْرَاهِيمَ » ثُمَّ قَالَ : « إِنَّ الرَّجُلَ يَنْزِلُ فِي قَبْرِ وَالِدِهِ ، وَلَايَنْزِلُ فِي قَبْرِ وَلَدِهِ ».(٣)

٤٥٤٨/ ٨. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عُمَرَ(٤) ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ رَاشِدٍ ، عَنْ(٥) عَبْدِ اللهِ الْعَنْبَرِيِّ ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : الرَّجُلُ يَدْفِنُ ابْنَهُ؟ قَالَ : « لَا يَدْفِنُهُ فِي التُّرَابِ ».

قَالَ : قُلْتُ : فَالِابْنُ يَدْفِنُ أَبَاهُ؟ قَالَ : « نَعَمْ ، لَابَأْسَ(٦) ».(٧)

٦٤ - بَابُ سَلِّ الْمَيِّتِ وَمَا يُقَالُ عِنْدَ دُخُولِ(٨) الْقَبْرِ‌

٤٥٤٩/ ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ حَمَّادٍ ، عَنِ الْحَلَبِيِّ :

__________________

(١). في « جن » : « أولى ».

(٢). التهذيب ، ج ١ ، ص ٣٢٥ ، ح ٩٤٩ ، بسنده عن الكلينيالوافي ، ج ٢٥ ، ص ٥٠٧ ، ح ٢٤٥٢٦ ؛الوسائل ، ج ٣ ، ص ١١٦ ، ح ٣١٧٦ ؛ وص ١٨٧ ، ح ٣٣٦٣ ؛ وج ٢ ، ص ٥٣١ ، ح ٢٨٢٨.

(٣). الوافي ، ج ٢٥ ، ص ٥٠٦ ، ح ٢٤٥٢٣ ؛الوسائل ، ج ٣ ، ص ١٨٦ ، ح ٣٣٦٠ ؛البحار ، ج ٢٢ ، ص ١٥٦ ، ح ١٤ ؛ وج ٤٧ ، ص ٢٦٤ ، ح ٣٣ ، وفي الأخيرين إلى قوله : « هكذا صنع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بإبراهيم ».

(٤). هكذا في « ظ ، ى ، بث ، بح ، بس ، جح ، جس ، جن ». وفي « بح ، بف » والمطبوع : « عمرو ». والرجل مجهول لم نعرفه.(٥). في « بث » وحاشية « بس » : « بن ».

(٦). فيالوافي : « إنّ السرّ فيه أنّه لايؤمن على الأب يجزع على ابنه حين يكشف عن وجهه ، وأمّا الابن فليس جزعه على أبيه بهذه المثابة ».

(٧). التهذيب ، ج ١ ، ص ٣٢٠ ، ح ٩٣٠ ، معلّقاً عن سهل بن زيادالوافي ، ج ٢٥ ، ص ٥٠٦ ، ح ٢٤٥٢٤ ؛الوسائل ، ج ٣ ، ص ١٨٦ ، ذيل ح ٣٣٥٩.(٨). في « بخ » : « دخوله ».

٤٩٥

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِذَا أَتَيْتَ بِالْمَيِّتِ(١) الْقَبْرَ ، فَسُلَّهُ(٢) مِنْ قِبَلِ رِجْلَيْهِ(٣) ، فَإِذَا وَضَعْتَهُ فِي الْقَبْرِ ، فَاقْرَأْ آيَةَ الْكُرْسِيِّ ، وَقُلْ : "بِسْمِ اللهِ(٤) ، وَفِي سَبِيلِ اللهِ ، وَعَلى مِلَّةِ رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله ، اللّهُمَّ افْسَحْ لَهُ(٥) فِي قَبْرِهِ ، وَأَلْحِقْهُ بِنَبِيِّهِ(٦) صلى‌الله‌عليه‌وآله " ، وَقُلْ كَمَا قُلْتَ(٧) فِي الصَّلَاةِ عَلَيْهِ مَرَّةً وَاحِدَةً مِنْ عِنْدِ" اللّهُمَّ إِنْ كَانَ مُحْسِناً فَزِدْ فِي إِحْسَانِهِ(٨) ، وَإِنْ كَانَ مُسِيئاً فَاغْفِرْ لَهُ ، وَارْحَمْهُ ، وَتَجَاوَزْ عَنْهُ(٩) " ، وَاسْتَغْفِرْ لَهُ مَا اسْتَطَعْتَ » قَالَ : « وَكَانَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِعليهما‌السلام إِذَا أَدْخَلَ(١٠) الْمَيِّتَ(١١) الْقَبْرَ ، قَالَ : اللّهُمَّ جَافِ الْأَرْضَ(١٢) عَنْ جَنْبَيْهِ(١٣) ، وَصَاعِدْ عَمَلَهُ(١٤) ، وَلَقِّهِ مِنْكَ(١٥) رِضْوَاناً ».(١٦)

__________________

(١). في الوافي : « الميّت ».

(٢). السَلُّ والإسلال : انتزاع الشي‌ء وإخراجه في رفق. قال العلّامة المجلسي : « قولهعليه‌السلام : فسلّه إلخ ، أي اجذبه من قبل الرجلين إلى القبر برفق وتأنّ ». راجع :لسان العرب ، ج ١١ ، ص ٣٣٨ ؛مرآة العقول ، ج ١٤ ، ص ٩٢.

(٣). في « ظ » وحاشية « بس » : « رجله ».

(٤). في الوافيوالتهذيب : + « وبالله ».

(٥). في « ظ ، بث » : « افتح له ». و « افسح له » ، أي وَسِّعْ له وأوسعْ له ؛ من الفُسحة بمعنى السعة. راجع :الصحاح ،ج ١،ص ٣٩١ ؛النهاية ،ج ٣،ص ٤٤٥(فسح).(٦). في التهذيب : + « محمّد ».

(٧). فيمرآة العقول : « قولهعليه‌السلام : وقل كما قلت ، يحتمل صيغة الخطاب والتكلّم ».

(٨). في حاشية « غ » : « في حسناته ».

(٩). في « جن » : « عن سيّئاته » بدل « عنه ». وفيمرآة العقول : « ثمّ اعلم أنّه سقط هنا قوله : وتقبّل منه ، ويمكن أن يكون‌سهواً من الرواة أو اختصاراً منهعليه‌السلام ».(١٠). في«بث،بس،جس،جن»والتهذيب :« إذا دخل ».

(١١). في التهذيب : - « الميّت ».

(١٢). « جاف الأرض » ، أي باعدها ؛ من الجفاء ، وهو البُعد عن الشي‌ء ، يقال : جفاه : إذا بَعُدَ عنه ، وأجفاه : إذا أبعده ، وجافاه : إذا باعده. والمعنى - على ما قال العلّامة المجلسي - : أبعد الأرض عن جنبيه ولا تضيّق القبر عليه. راجع :النهاية ، ج ١ ، ص ٢٨٠ ( جفا ).(١٣). في حاشية « بح » : « جنبه ».

(١٤). في « بخ ، بف »والوافي : « وصعّد عمله ». وقال العلّامة المجلسي : « قولهعليه‌السلام : وصاعد عمله ، أي صعّده واجعله صاعداً إلى ديوان المقرّبين والأبرار ، ولم أر فيما عندي من كتب اللغة تعديته بهذا الباب. وفيالفقيه : وصعّد إليك روحه ». بل عدّي بالهمزة والتشديد ولكن لم نجد منهما معنى مناسباً لما نحن فيه. راجع :لسان العرب ، ج ٣ ، ص ٢٥١ - ٢٥٦ ( صعد ).

(١٥). لقّاه الشي‌ء وألقاه إليه وبه ، أي طرحه إليه وأبلغه إيّاه. راجع :لسان العرب ، ج ١٥ ، ص ٢٥٥ ( لقا ).

(١٦)التهذيب ، ج ١ ، ص ٣١٥ ، ح ٩١٥ ، بسنده عن الكليني.الجعفريّات ، ص ٢٠٢ ، بسند آخر عن جعفر بن =

٤٩٦

٤٥٥٠/ ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ وَمُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ جَمِيعاً ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عِمْرَانَ ، عَنْ هَارُونَ بْنِ خَارِجَةَ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِذَا سَلَلْتَ الْمَيِّتَ ، فَقُلْ : "بِسْمِ اللهِ وَبِاللهِ ، وَعَلى مِلَّةِ رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله ، اللّهُمَّ إِلى رَحْمَتِكَ ، لَا إِلى عَذَابِكَ" ، فَإِذَا(١) وَضَعْتَهُ فِي اللَّحْدِ ، فَضَعْ يَدَكَ(٢) عَلى أُذُنِهِ(٣) ، فَقُلِ(٤) : اللهُ رَبُّكَ ، وَالْإِسْلَامُ دِينُكَ ، وَمُحَمَّدٌ نَبِيُّكَ ، وَالْقُرْآنُ كِتَابُكَ ، وَعَلِيٌّ إِمَامُكَ ».(٥)

٤٥٥١/ ٣. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ رَزِينٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَحَدَهُمَاعليهما‌السلام عَنِ الْمَيِّتِ؟

__________________

= محمّد ، عن آبائه ، عن عليّعليهم‌السلام ، من قوله : « فإذا وضعته في القبر » إلى قوله : « ألحقه بنبيّهصلى‌الله‌عليه‌وآله ».الفقيه ، ج ١ ، ص ١٧١ ، ذيل ح ٤٩٩ ؛فقه الرضا عليه‌السلام ، ص ١٨٥ ، إلى قوله : « واستغفر له ما استطعت » ؛وفيه ، ص ١٧٠ ، من قوله : « فإذا وضعته في القبر » إلى قوله : « على ملّة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله » ، مع زيادة ، وفي الأربعة الأخيرة مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٢٤ ، ص ٥١٣ ، ح ٢٤٥٤١ ؛الوسائل ، ج ٣ ، ص ١٧٧ ، ح ٣٣٣٧ ؛ وج ٣ ، ص ١٨١ ، ح ٣٣٤٣ ، إلى قوله : « فسلّه من قبل رجليه ».

(١). في « جح »والتهذيب ، ص ٤٥٦ : « وإذا ».

(٢). في الوسائلوالتهذيب : « فمك ». وقال العلّامة المجلسي : « قولهعليه‌السلام : فضع يدك ، الظاهر أنّ هذا تصحيف النسّاخ ، والصواب : فمك ، كما في التهذيب » وقرأ الشيخ البهائي أيضاً فمك ، ثمّ قال : « وما تضمّنه الحديث من وضع الملقّن فمه على اُذن الميّت حال تلقينه ، الظاهر أنّه لئلّا يسمع التلقين من عسى أن يكون حاضراً من أهل الخلاف فلو أمن سماعهم ، فالظاهر أنّه لا بأس بالتلقين جهراً ». والعلّامة المجلسي ذكر نحوه وقال : « والأولى اتّباع المنقول ». راجع :الحبل المتين ، ص ٢٤٥.

(٣). في التهذيب ، ص ٤٥٦ : « أُذنيه ».

(٤). في « بف »والوافي والتهذيب ، ص ٤٥٦ : « وقل ».

(٥). التهذيب ، ج ١ ، ص ٣١٨ ، ح ٩٢٤ ، بسنده عن الكليني.وفيه ، ص ٤٥٦ ، ح ١٤٨٩ ، بسنده عن النضر بن سويدالوافي ، ج ٢٥ ، ص ٥١٣ ، ح ٢٤٥٤٢ ؛الوسائل ، ج ٣ ، ص ١٧٤ ، ح ٣٣٣٠.

٤٩٧

فَقَالَ : « تَسُلُّهُ(١) مِنْ قِبَلِ الرِّجْلَيْنِ ، وَتُلْزِقُ(٢) الْقَبْرَ بِالْأَرْضِ(٣) إِلى(٤) قَدْرِ أَرْبَعِ أَصَابِعَ مُفَرَّجَاتٍ ، وَتُرَبِّعُ(٥) قَبْرَهُ ».(٦)

٤٥٥٢/ ٤. سَهْلُ بْنُ زِيَادٍ(٧) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « سُلَّهُ سَلاًّ(٨) رَفِيقاً ، فَإِذَا وَضَعْتَهُ فِي لَحْدِهِ ، فَلْيَكُنْ أَوْلَى النَّاسِ(٩) مِمَّا يَلِي رَأْسَهُ(١٠) لِيَذْكُرَ اسْمَ اللهِ(١١) ، وَيُصَلِّيَ عَلَى النَّبِيِّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وَيَتَعَوَّذَ مِنَ الشَّيْطَانِ(١٢) ، وَلْيَقْرَأْ(١٣) فَاتِحَةَ الْكِتَابِ ، وَالْمُعَوِّذَتَيْنِ ، و( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) ، وَآيَةَ الْكُرْسِيِّ ، وَإِنْ قَدَرَ(١٤) أَنْ يَحْسِرَ عَنْ خَدِّهِ(١٥) ، وَيُلْزِقَهُ(١٦) بِالْأَرْضِ ، فَعَلَ ،.........................

__________________

(١). في التهذيب : « يسلّ ».

(٢). في « بخ »والتهذيب : « ويلزق ».

(٣). فيمرآة العقول : « قولهعليه‌السلام : الإلزاق : الإلصاق ، والمراد عدم الرفع كثيراً. وفيالتهذيب نقلاً عنالكافي : إلّاقدر أربع أصابع ، فيكون استثناء عمّا يدلّ عليه الإلزاق كناية عن عدم الرفع ، وفي نسخ الكتاب : إلى قدر ، فيكون نهاية للرفع ويدلّ على التخيير بينه وبين ما كان أقلّ منه ».

(٤). في « ظ » : - « إلى ». وفي الوافي والوسائلوالتهذيب : « إلّا ».

(٥). كذا في حاشية « ظ » والمطبوع. وفي جميع النسخ التي قوبلتوالوافي : « ترفع » أو « يرفع ». وفي التهذيب : « يربع ». والأنسب ما اُثبت.

(٦). التهذيب ، ج ١ ، ص ٣١٥ ، ح ٩١٩ ، بسنده عن الكليني.وفيه ، ص ٤٥٨ ، ح ١٤٩٤ ، بسنده عن العلاء بن رزينالوافي ، ج ٢٥ ، ص ٥٢٧ ، ح ٢٤٥٧٥ ؛الوسائل ، ج ٣ ، ص ١٨١ ، ح ٣٣٤٤.

(٧). السند معلّق على سابقه. ويروي عن سهل بن زياد ، عدّة من أصحابنا.

(٨). في « غ ، بخ ، بف »والوافي : « تسلّه ».

(٩). في التهذيب ، ح ٩٢٢ : + « به ».

(١٠). في « غ ، ى ، بح ، بخ ، بس ، بف ، جح » والوسائل : + « و ».

(١١). هكذا في جميع النسخ التي قوبلتوالوافي والوسائلوالتهذيب ، ح ٩٢٢. وفي المطبوع : + « [ عليه ] ».

(١٢). في « ظ ، جن »والتهذيب ، ح ٩٢٢ : + « الرجيم ».

(١٣). في « بح » : « فليقرأ ».

(١٤). فيالحبل المتين ، ص ٢٤٧ : « والمراد من قولهعليه‌السلام : وإن قدر إلخ إذا لم يكن هناك من يتّقيه ».

(١٥). « أن يحسر عن خدّه » ، أي يكشف عنه ، ورفع عنه شيئاً قد غشّاه. قال العلّامة المجلسي : « أقول : تعديته بعن إمّا لتضمين معنى الكشف ، أو يكون مفعوله الأوّل مقدّراً ، أي يحسر الكفن عن خدّه ». راجع :النهاية ، ج ١ ، ص ٣٨٣ ؛لسان العرب ، ج ٤ ، ص ١٨٧ ( حسر ).

(١٦) في التهذيب ، ح ٩٢٢ : « ويلصقه ».

٤٩٨

وَيَشْهَدُ(١) ، وَيَذْكُرُ مَا يَعْلَمُ حَتّى يَنْتَهِيَ إِلى صَاحِبِهِ(٢) ».(٣)

٤٥٥٣/ ٥. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ مَحْفُوظٍ الْإِسْكَافِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَدْفِنَ الْمَيِّتَ ، فَلْيَكُنْ أَعْقَلُ مَنْ يَنْزِلُ فِي قَبْرِهِ عِنْدَ رَأْسِهِ ، وَلْيَكْشِفْ(٤) خَدَّهُ الْأَيْمَنَ حَتّى يُفْضِيَ بِهِ إِلَى(٥) الْأَرْضِ ، وَيُدْنِي فَمَهُ إِلى سَمْعِهِ ، وَيَقُولُ : " اسْمَعْ افْهَمْ(٦) - ثَلَاثَ مَرَّاتٍ - اللهُ رَبُّكَ ، وَمُحَمَّدٌ نَبِيُّكَ ، وَالْإِسْلَامُ دِينُكَ ، وَفُلَانٌ(٧) إِمَامُكَ ، اسْمَعْ وَافْهَمْ(٨) " ، وَأَعِدْهَا(٩) عَلَيْهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ هذَا التَّلْقِينَ ».(١٠)

٤٥٥٤/ ٦. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى ، عَنْ حَرِيزٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ :

__________________

(١). في « غ ، بث » : « وليشهد ». وفي « بح ، بخ ، بف » وحاشية « بث »والوافي والوسائلوالتهذيب ، ح ٩٢٢ : « وليتشهّد ».

(٢). قال الشيخ البهائي : « المراد من قولهعليه‌السلام : وليشهد وليذكر ما يعلم إلخ ؛ تلقينه الشهادتين والإقرار بالأئمّةعليهم‌السلام إلى أن ينتهي إلى امام الزمان سلام الله عليه ». وقال العلّامة الفيض : « المراد بما يعلم الإقرار بإمامة الأئمّة المعصومين صلوات الله عليهم بأسمائهم ، وصاحبه إمام زمانه ». راجع :الحبل المتين ، ص ٢٤٧.

(٣). التهذيب ، ج ١ ، ص ٣١٧ ، ح ٩٢٢ ، بسنده عن الكليني.علل الشرائع ، ج ١ ، ص ٣٠٦ ، ح ١ ، بسنده عن محمّد بن سنان.التهذيب ، ج ١ ، ص ٣١٧ ، ح ٩٠٧ ، بسنده عن ابن سنان ، عن محمّد بن عطيّة ، من دون الإسناد إلى أبي عبداللهعليه‌السلام ، وفي الأخيرين مع اختلافالوافي ، ج ٢٥ ، ص ٥١٤ ، ح ٢٤٥٤٣ ؛الوسائل ، ج ٣ ، ص ١٧٥ ، ح ٣٣٣٢.

(٤). في « ظ » : « فليكشف ». وفي الوافي والوسائلوالتهذيب : + « عن ».

(٥). في « ى ، بث ، بف »والوافي : - « إلى ».

(٦). في « غ ، ى ، بس ، جح ، جن »والوافي : « وافهم ».

(٧). في « جن » : « وعليّ ».

(٨). في « بخ » : « افهم » بدون الواو.

(٩). في « بف » : « وأعد ».

(١٠). التهذيب ، ج ١ ، ص ٣١٧ ، ح ٩٢٣ ، بسنده عن محمّد بن أحمد بن يحيى ، عن محمّد بن إسماعيلالوافي ، ج ٢٥ ، ص ٥١٥ ، ح ٢٤٥٤٥ ؛الوسائل ، ج ٣ ، ص ١٧٤ ، ح ٣٣٣١.

٤٩٩

عَنْ أَحَدِهِمَاعليهما‌السلام ، قَالَ : « إِذَا وُضِعَ الْمَيِّتُ فِي لَحْدِهِ ، فَقُلْ : بِسْمِ اللهِ(١) ، وَفِي سَبِيلِ اللهِ ، وَعَلى مِلَّةِ رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله ، عَبْدُكَ ابْنُ عَبْدِكَ(٢) ، نَزَلَ بِكَ ، وَأَنْتَ خَيْرُ مَنْزُولٍ بِهِ ؛ اللّهُمَّ افْسَحْ(٣) لَهُ فِي قَبْرِهِ ، وَأَلْحِقْهُ بِنَبِيِّهِ ؛ اللّهُمَّ إِنَّا لَانَعْلَمُ مِنْهُ(٤) إِلَّا خَيْراً ، وَأَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ(٥) .

فَإِذَا وَضَعْتَ عَلَيْهِ اللَّبِنَ(٦) ، فَقُلِ : اللّهُمَّ صِلْ وَحْدَتَهُ ، وَآنِسْ وَحْشَتَهُ(٧) ، وَأَسْكِنْ(٨) إِلَيْهِ مِنْ رَحْمَتِكَ رَحْمَةً تُغْنِيهِ(٩) عَنْ رَحْمَةِ مَنْ سِوَاكَ.

فَإِذَا(١٠) خَرَجْتَ مِنْ قَبْرِهِ ، فَقُلْ :( إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ) (١١) ، وَالْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ؛ اللّهُمَّ ارْفَعْ دَرَجَتَهُ فِي أَعْلى عِلِّيِّينَ ، وَاخْلُفْ عَلى عَقِبِهِ فِي الْغَابِرِينَ(١٢) ، يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ(١٣) ».(١٤)

٤٥٥٥/ ٧. عَنْهُ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ حَمَّادٍ ، عَنْ حَرِيزٍ ، عَنْ زُرَارَةَ ، قَالَ :

__________________

(١). في حاشية « بخ » : + « وبالله ».

(٢). في « غ » : « وابن عبدك ». وفي « بح » : « ابن أمتك ». وفي « جح » : + « ابن أمتك ».

(٣). في « ظ ، بث ، جس » : « افتح ».

(٤). في « ى ، بث ، بخ ، بس ، بف ، جح ، جس ، جن » : - « منه ».

(٥). في الوافي : + « منّا ».

(٦). « اللبن » ، ككتف : المضروب من الطين مربّعاً للبناء ويقال فيه بالكسر وبكسرتين لغة. راجع :القاموس‌المحيط ، ج ٢ ، ص ١٦١٤ ( لبن ).(٧). في الوافي : + « وآمن روعته ».

(٨). فيالوافي : « أسكن ، بفتح الهمزة ؛ من الإسكان ، ضمّن معنى الضمّ فعدّي بإلى ».

(٩). في الوافي : + « بها ».

(١٠). في « ى ، بث ، بس ، جح ، جس ، جن » والواسائل : « وإذا ».

(١١). البقرة(٢) : ١٥٦.

(١٢). قد مضى توضيح ما يتعلّق بقولهعليه‌السلام : « واخلف على عقبه في الغابرين » ذيل الحديث ٤٥٠٦ ؛ إن شئت فراجع‌هناك.(١٣). في الوسائلوالتهذيب : + « وعندك نحتسبه ».

(١٤). التهذيب ، ج ١ ، ص ٣١٦ ، ح ٩٢٠ ، بسنده عن حمّاد بن عيسى ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ٢٥ ، ص ٥١٥ ، ح ٢٤٥٤٦ ؛الوسائل ، ج ٣ ، ص ١٧٧ ، ح ٣٣٣٨.

٥٠٠

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

للسعادة ، وحيث أنه كان يحبُّ الحقيقة ، ويعشق الكمالَ والحقّ ، لذلك كان من الطبيعيّ أن يدافع عن الحق والحقيقة ، وينصرهما بكل وجوده ، وبكل قواه.

وهذا المعنى هو المستفاد من قصائد « أبي طالب » وأشعاره ، فهو يصرح بأن « محمّداً » رسولٌ كموسى وعيسى إذ يقول :

لِيَعلَم خِيارُ النّاسِ أَنَّ مُحمَّداً

نبيّاً كَمُوسى وَالمَسيحِ بنِ مَريَمِ

أَتانا بِهَدي مِثلَ ما أتيا بهِ

فَكُلٌّ بِأمرِ اللّهِ يَهدي وَيَعصِمِ(١)

ويقول في قصيدة اُخرى :

ألَم تَعلَمُوا أَنَّا وَجَدنا محمّداً

نَبِيّاً كَمُوسى خطّ في أوّل الكُتب(٢)

هذا وتعتبر ابياته الّتي سبق أن أشرنا اليها والمئات من أمثالها مما جاء ذكره في ديوان أبي طالب ، وفي ثنايا التاريخ والتفسير والحديث شواهد حيّة وقوية على أن محرك « أبي طالب » الواقعي ودافعه الحقيقي إلى الدفاع عن رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان هو اعتقاده الخالص ، واسلامه الواقعي ولم يكن له أي دافع آخر سوى الايمن والعقيدة.

ونحن هنا نكشف النقابَ عن بعض مواقفه في الدفاع عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وحمايته بعد اضطلاعه بعبء الرسالة ، ونترك لك أيها القارئ بأن تدقّق في مثل هذه المواقف الفدائية ثم تقضي بنفسك : هل تنبع مثل هذه التضحية ، ومثل هذا التفاني ، والفداء إلاّ من الايمان والاعتقاد؟؟

* * *

لمحات من تضحيات أبي طالب

إجتمع أسياد قريش واشرافها في بيت أبي طالب والنبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حاضر ، وتبودلت بين الجانبين أحاديث حول رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم

__________________

١ ـ مجمع البيان : ج ٧ ، ص ٣٧ ، الحجّة : ص ٥٦ ـ ٥٧ ، مستدرك الحاكم : ج ٢ ، ص ٦٢٣ و ٦٢٤.

٢ ـ مجمع البيان : ج ٧ ، ص ٣٦ ، وقد نقل ابن هشام في السيرة النبوية : ج ١ ، ص ٣٥٢ و ٣٥٣ خمسة عشر بيتاً من هذه القصيدة.

٥٢١

ودينه وما خلق من مشكلات في مكة ، وحاول القرشيون اثناء النبيّ عن دعوته وعمله ولكن دون جدوى فلما يئسوا من الحصول على النتيجة الّتي كانوا يريدونها نهضوا من مكانهم ليتركوا بيت « أبي طالب » قال « عقبة ابن أبي معيط » غاضباً مهدداً : لا نعود إليه أبداً ، وما خير من أن نغتال محمّداً!!

فغضب « أبو طالب » من هذه الكلمة ، ولكنه ماذا عساه أن يفعل فهم ضيوفه ، وفي بيته. واتفق أن خرج النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من البيت في ذلك اليوم ولم يعد ، وجاء « أبو طالب » وعمومته إلى منزله فلم يجدوه ، فجمع فتياناً من بني هاشم وبني المطلب ، ثم قال ـ وهو يظن ان قريشاً كادت برسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ليأخذ كل واحد منكم حديدة صارمة ثم ليتبعني إذا دخلت المسجد ، فلينظر كل فتى منكم ، فليجلس إلى عظيم من عظمائهم فيهم ابن الحنظلية ـ يعنى أبا جهل ـ فانه لم يغب عن شر ان كان محمّداً قد قتِل ، فقال الفتيان : نفعل فجاء زيد بن حارثة فوجد أبا طالب على تلك الحال فقال : يا زيد أحسست ابن أخي؟ قال : نعم كنت معه آنفاً.

فقال أبو طالب : لا ادخل بيتي أبداً حتّى أراه.

فخرج زيد سريعاً حتّى اتى رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهو في بيت عند الصفا ومعه أصحابه يتحدثون فاخبره الخبر ، فجاء رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلى أبي طالب فقال : يا ابن أخي : اين كنت؟ اكنتَ في خير؟ قال : نعم ، قال : ادخل بيتك ، فدخل رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فلما اصبح أبو طالب غدى على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فاخذ بيده فوقف على اندية قريش ومعه الفتيان الهاشميون والمطلبيون فقال : يا معشر قريش هل تدرون ما هممتُ به؟

قالوا : لا ، فاخبرهم الخبر ، وقال للفتيان اكشفوا عما في ايديكم ، فكشفوا ، فاذا كل رجل منهم معه حديدة صارمة. فقال : واللّه لو قتلتموه ما بقّيت منكم أحداً حتّى نتفانى نحن وانتم ، فانكسر القوم وكان اشدَّهم انكساراً أبو جهل(١) .

__________________

١ ـ الطبقات الكبرى : ج ١ ، ص ١٦٨ ، الطرائف : ص ٨٥.

٥٢٢

لو لاحظت أيها القارئ الكريم هذه الصفحات وغيرها من تاريخ « أبي طالب » ، ودرستَ حياته لرأيت كيف ان « أبا طالب » ظلّ طوال اثنين وأربعين سنة بأيامها ولياليها يحدب على رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ويدافع عنه ، ويحاميه ، وبخاصة في السنوات العشر الاخيرة من حياته الّتي صادفت بعثة رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ودعوته ، فقد أظهر من الدفاع عن رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والحرص على حياته ، وحماية هدفه اكثر مما يُتصور.

ولقد كان العامل الوحيد الّذي دفعه إلى مثل هذا الموقف الراسخ العظيم في هذا السبيل هو : عمق الايمان برسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وقوة الاعتقاد الخالص برسالته.

ولو أننا ضممنا إلى تضحياته الشخصية تضحيات ولده العزيز « عليّ » لأدركنا مغزى البيتين الذين انشدهما « ابن ابي الحديد » المعتزلي الشافعي إذ قال :

ولو لا أبو طالب وابنُه

لما مَثُلَ الدِّينُ شخصاً وقاما

فذاك بمكّة آوى وَحامى

وَهذا بِيَثربَ جَسَّ الحماما(١)

قضيّةٌ ذات بواعث سياسيّة :

ليس من ريب في أنه لو ثبت عُشر هذا القدر من الشواهد الدالّة على اسلام « أبي طالب » وإيمانه بالرسالة المحمّدية ، لغيره ممّن هو بعيدٌ عن قضايا السياسة ، وخارج عن دائرة الحقد والبغض لا تفق الجميع سنةً وشيعةً على إسلامه وايمانه ، ولكن كيف ذهب فريقٌ إلى تكفير « أبي طالب » مع كلّ هذه الشواهد القويّة القاطعة على إيمانه؟ حتّى أنّ فريقاً من الكتاب ذهب إلى أن بعض الآيات المشعرة بالعذاب نزلت في شأنه.

__________________

١ ـ شرح نهج البلاغة : ج ١٤ ص ٨٤ يقول ابن أبي الحديد : صنف بعض الطالبيين في هذا العصر كتاباً في اسلام أبي طالب ، وبعثه اليّ ، وسألني ان اكتب عليه بخطي نظماً أو نثراً اشهد فيه بصحة ذلك ، وبوثاقة الأدلة عليه ( إلى ان قال ) فكتبت على ظاهر المجلد هذه الابيات.

٥٢٣

بينما توقّف في هذا الأمر ، وذهب أفراد معدودون من علماء السنة إلى الحكم باسلامه وايمانه ، ومنهم « زيني دحلان » مفتي مكة المتوفّى سنة ١٣٠٤ من الهجرة.

ولكن الانصاف هو ان يقال : أن الهدف من طرح هذه المسألة والتوقف في ايمان « أبي طالب » أو تكفيره لم يكن إلاّ الطعن في أبنائه ، وبخاصة أمير المؤمنين الامام عليّعليه‌السلام .

ولقد جرّ بعض كتّاب السنّة ـ لتبرير تكفير أبي طالب ـ هذه المسألة إلى غير ابي طالب ووسع دائرة التكفير هذه حتّى شملت آباء النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أيضاً حيث ذهب إلى أن أبوي النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ماتا كافرين أيضاً.

ونحن لا يهمنا هنا أن نعلم بأنّ تكفير والدي النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مخالفٌ لاجماع الامامية والزيدية ، وكذا جماعة من علماء السنة ، ومحقّقيهم ، إنما الكلام هو حول من اتّهموا ببساطة متناهية حامي النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الوحيد والمدافع عنه بلا منازع.

الأدِلّة على إيمان أبي طالب

إن التعرّف على عقيدة أحد ، ومعرفة نمط تفكيره ، يمكن عن ثلاث طرق هي :

١ ـ دراسة ما ترك من آثار علميّة وأدبية.

٢ ـ اُسلوب عمله ، وتصرفاته في المجتمع.

٣ ـ رأي أقربائه ، وأصدقائه غير المغرضين فيه.

ونحن نستطيع أن نتعرَّف على إيمان « أبي طالب » وعقيدته من خلال هذه الطرق.

فان أشعار « أبي طالب » تدل بجلاء لالُبس فيه على ايمانه وإخلاصه ، وكذا تكونُ خدماته القيمة في السنوات العشر الاخيرة من عمره شاهداً قوياً على إيمانه العميق.

٥٢٤

كما وأنَّ رأي أقربائه المنصفين متفق على أنَّ « أبا طالب » كان مسلماً مؤمناً ولم يقل أحدٌ من أقربائه ، في حقه بغير هذا أبداً.

وإليك إثبات هذا الموضوع عن هذه الطرق الثلاث على وجه التفصيل :

آثار أبي طالب العلميّة والأدبية

نحن نختار هنا من بين قصائد « أبي طالب » المطوَّلة ، بعض الأبيات الّتي تثبت ايمانه برسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، واعتقاده بالاسلام ، في غير ابهام.

١ ـ لِيَعلَم خِيارُ النّاسِ أنَّ مُحمَّداً

نَبيّ كَمُوسى وَالمَسيحِ بنِ مَريَمِ

أتانا بَهَدي مِثلَ ما أَتيابه

فَكُلُّ بِأمرِ اللّه يَهدِي وَيَعصِمِ(١)

٢ ـ تمنيتمو أن تَقتُلُوهُ وإنّما

أمانيُّكُم هذي كَأحلامِ نائِم

نَبيٌّ أتاهُ الوحىُ من عِندِ رَبّهِ

وَمَن قالَ لا يَقرَع بِها سنَّ نادِم(٢)

٣ ـ ألَم تَعلَمُوا أنّا وَجَدنا محمّداً

رَسُولاً كَمُوسى خُطَّ في أوّلِ الكُتُب

وَ أنَّ عَلَيهِ في العِبادِ محبةً

وَلا حيفَ في من خصَّهُ اللّه بالحُبّ(٣)

٤ ـ وَاللّهِ لَن يَصِلّوا إلَيكَ بِجَمعِهم

حَتّى اُوسَّدَ في التّراب دَفينا

فَاصدَع بِأمرِك ما عَلَيْكَ غَضاضةٌ

وَابشِر بِذاكَ وَقرَّ مِنكَ عُيُونا

وَدَعوتَني وعلمتُ أنّكَ ناصِحٌ

وَلَقَد دَعَوت وَكُنت ثمَّ أمِينا

وَلَقَد عَلِمتُ بأن دِينَ مُحمّد

مِن خَير أديان البَريّة دينا(٤)

٥ ـ أوتُؤمنوا بكتاب منزل عَجَب

عَلى نَبيّ كمُوسى أوكذِي النون(٥)

٦ ـ لَقَد عَلِمُوا أنَّ ابنَنا لا مُكذَّبٌ

لَدَينا وَلا يَعني بِقولِ الأباطِل

فايّده رَبُّ العِبادِ بِنَصرِهِ

وَاظهَرَ ديناً حَقُّهُ غيرُ باطل(٦)

__________________

١ ـ مجمع البيان : ج ٧ ، ص ٣٧ ، الحجة : ص ٥٧ ، مستدرك الحاكم : ج ٢ ، ص ٦٢٣.

٢ و ٣ ـ ديوان أبي طالب : ص ٣٢ ، السيرة النبوية : ج ١ ، ص ٣٥٣.

٤ ـ تاريخ ابن كثير : ج ٣ ، ص ٤٢.

٥ ـ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ج ١٤ ، ص ٧٤ ، ديوان أبي طالب : ص ١٧٣.

٦ ـ السيرة النبوية : ج ١ ، ص ٢٧٢ ـ ٢٨٠.

٥٢٥

إِن كلّ واحدة من هذه المقطوعات الشعريّة الّتي تشكل قسماً صغيراً من قصائد مفصّلة لأبي طالب ، تشهد بايمانه بدين ابن اخيه « محمّد »صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

وخلاصة القول : أنَّ بيتاً واحداً من هذه الأبيات كاف في اثبات ايمان صاحبها وقائلها ، ولو أنّ أحداً قالها وهو خارج عن فلك الصراعات السياسية ، وبعيد عن دوائر التعصبات والأغراض لحكم الجميعُ ـ بالاتفاق ـ باسلام قائله وايمانه الخالص العميق.

ولكن لما كان « أبو طالب » هو قائلها ، وكانت الأجهزة الدعائية في الحكومات الاموية والعباسيّة تعمل بكلّ جهدها ضدّ آل « أبي طالب » من هنا أبى فريقٌ من الناس أن يُثبتوا مِثل هذه الفضيلة الكبرى لأبي طالبعليه‌السلام .

هذا من جانب.

ومن جانب آخر فانّ أبا طالب والد « علي » الّذي كانت سلطات الخلفاء تعمل ضدّه على الدوام ، وتستغل كل الوسائل للحط من شأنه ، كان إسلام أبيه وإيمانه بالرسالة المحمدية يُعدُّ فضيلة بارزة من فضائلهعليه‌السلام في حين أن كفر آباء الخلفاء وشركهم يعدُّ مثلبة توجب الحط من شأنهم ، وقيمتهم.

وعلى كل حال قام جماعة بتكفير أبي طالب رغم كلِّ هذه الأشعار والأقوال ، والمواقف الصادقة ، بل لم يكتفوا بذلك ، فادعوا نزول آيات من القرآن تدل على كفره ، وشركه!!!

الطريق الثاني لا ثبات إيمان أبي طالب

إنّ الطريق الثاني للبرهنة والتدليل على إيمان « أبي طالب » هو مواقفه من رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وكيفية دفاعه وذبه عنه وحمايته له ، وحدبه عليهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وما قام به من خدمات جليلة في هذا الطريق.

ان كل واحدة من هذه الخدمات تستطيع بمفردها ان تكون المرآة الصادقة

٥٢٦

التي تعكس فكر « أبي طالب » وعقيدته وما كان يحمله بين جوانحه من إيمان بالرسالة والرسول ، واخلاص للّه تعالى.

لقد كان « أبو طالب » هو ذلكم الشخصية الّتي لم يرض لنفسه بان ينكسر قلب ابن أخيه لتركه في مكة ، واصطحبه معه إلى الشام في الرحلة التجارية الّتي سبق ذكرها ، رغم الموانع الكثيرة ، وفقدان الوسائل اللازمة ، ورغم ما تَرتب على اصطحابه معه من متاعب.

إن ايمانه بابن أخيه كان عميقاً إلى درجة أنه أخذه إلى المصلّى واستسقى به ، مقسماً به على اللّه تعالى أن يكشف العذاب عن قومه ، ويرسل رحمته عليهم ، فيستجيب اللّه دعاءه ، وينزل عليهم غيثاً وافراً ممرعاً ، بقيت قصته في ذاكرة التاريخ.

إنه ذلك الرجل الّذي لم يفتأ عن الحفاظ على حياة رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لحظة واحدة ، فهو الّذي تحمل في سبيله ثلاثة أعوام عجاف من الحصار الاقتصادي والاجتماعي الصعب ، مؤثراً العيش في الشعب وفي شغاف الجبال والوديان القاحلة على زعامة قريش ، ورئاسة مكة إلى ان أعيته تلك المحن والمتاعب ففقد بذلك صحته ، وانحرف بذلك مزاجه ، وتوفّي متأثراً بتلك المتاعب والمصاعب ، والمشاق والمحن بعد نقض الصحيفة ، وانتهاء الحصار ، والعودة إلى المنازل بأيام معدودة!!

لقد كان إيمان « أبي طالب » برسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قوياً وراسخاً إلى درجة أنه رضى بأن يتعرّض كل ابنائه لخطر القتل والاغتيال ليبقى « محمّد » ولا يمسُّه من أعدائه أي سوء ، فكان يُضجِع ولده علياً في موضعه ، حتّى إذا أرادوا إغتياله لا يصيبه شيء وهذا يعني أنه كان يقيه بنفسه وبأولاده.

وفوق هذا كلّه استعدَّ في يوم من الايام لأن يقتل كل زعماء قريش وأسيادها انتقاماً لمحمّد ، وكان من الطبيعي أن يقتل في هذا العملية بنو هاشم كلُّهم أيضاً(١) .

__________________

١ ـ راجع الصفحة ٥٢٢ من هذا الكتاب.

٥٢٧

وصية أبي طالب عند وفاته

وعند وفاته قال لأولاده :

« اُوصيكم بمحمّد خيراً فانّه الأمينُ في قُريش وهو الجامعُ لكلّ ما اُوصيكم به ، وقد جاءَ بأمر قبله الجَنان ، وانكره اللِسان مخافة الشنئان ، وأيم اللّه لكأنّي انظرُ إلى صعاليك العرب ، وأهل البرّ في الاطراف ، والمستضعفين من الناس ، قد أجابوا دعوته ، وصدّقوا كلمته ، وعظّموا أمره فخاض بهم غمرات الموت ، فصارت رؤساء قريش وصناديدها أذناباً ، ودُورُها خراباً ، وضُعفاؤها أرباباً ، وإذا أعظمهم عليه أحوجهم إليه ، وأبعدهم منه أحظاهم عنده ».

ثم ختم وصيته هذه بقوله :

يا معشر قريش كونوا له ولاةً ، ولحزبه حماةً ، واللّه لا يسلك أحدٌ منكم سبيله الارشد ، ولا يأخذ أحد بهديه الاّ سعد(١) .

نحن لا نشك في أن « أبا طالب » كان صادقاً في اُمنيّته هذه لأن خدماته الكبرى وتضحياته المتواصلة خلال عشر سنوات من بداية عهد الرسالة شاهدة على صدق مقاله ، كما كان صادقاً في الوعد الّذي قطعه على نفسه لابن أخيه ( محمّد ) في مبدأ البعثة عندما جمع رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أعمامه وعشيرته الأقربين ودعاهم إلى الإسلام فقال له ابو طالب :

« اُخرج يا ابن أخي فانّكَ الرفيعُ كعباً ، والمنيع حزباً ، والأعلى أباً.

واللّهِ لا يَسلِقُك لسانٌ الاسلَقتهُ ألسن حِداد ، واجتذَبته سيوفُ حداد.

واللّهِ لَتَذلَنَّ لَكَ العربُ ذلَّ البُهم لحاضِنها »(٢) .

* * *

__________________

١ ـ السيرة الحلبية : ج ١ ، ص ٣٥١ و ٣٥٢.

٢ ـ الطرائف تأليف السيد ابن طاووس : ص ٨٥ ، نقلا عن كتاب غاية السؤول في مناقب آل الرسول تأليف ابراهيم بن علي الدينوري.

٥٢٨

آخر الطُرق لا ثبات ايمان أبي طالب

ويحسن بنا أخيراً ان نسأل عن أبي طالب وعن ايمانه واخلاصه ، اقاربَه غير المغرضين لأن « أهل البيت ادرى بما في البيت ».

١ ـ لما مات أبو طالب جاء عليٌعليه‌السلام إلى رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فآذنه بموته ، فتوجع توجعاً عظيماً ، وحزن حزناً شديداً ، ثم قال له امض فتولّ غسله فاذا رفعته على سريره فاعلمني ، ففعل فاعترضه رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهو محمول على رؤوس الرجال : قال : « وصلتك رحم يا عم ، وجزيت خيراً فلقد ربّيت وكفلت صغيراً ، ونصرت وآزرت كبيراً ».

ثم تبعه إلى حضرته ، فوقف عليه فقال :

« أما واللّه لاستغفرنَّ لك ، ولا شفعنَّ فيك شفاعةً يعجبُ لها الثقلان »(١) .

٢ ـ روي ان علي بن الحسينعليهما‌السلام سئل عن ايمان أبي طالب. فقال :

« واعجباً! ان اللّه تعالى نهى رسوله ان يقرّ مسلمة على نكاح كافر ، وقد كانت فاطمة بنت اسد من السابقات إلى الإسلام ، ولم تَزَل تحتَ أبي طالب حتّى مات »(٢) .

٣ ـ روي عن علي بن محمّد الباقرعليهما‌السلام أنه قال :

« لو وُضِعَ إيمان أبي طالِب في كفّة ميزان ، وإيمانُ هذا الخلقِ في الكفّة الاُخرى لرجح إيمانه ».

ثم قال :

« ألم تَعلَموا أنَّ أميرَالمؤمنين عليّاًعليه‌السلام كانَ يأمر أن يُحجَّ عن عَبدِاللّه وَأبيه »(٣) .

٤ ـ قال الامام جعفر بن محمّد الصادقعليهما‌السلام :

__________________

١ ـ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ج ١٤ ، ص ٧٦.

٢ ـ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ج ١٤ ، ص ٦٩.

٣ ـ المصدر السابق : ص ٦٨.

٥٢٩

« إنَّ مَثَل أبي طالِب مَثَلُ أصحاب الكَهف أسَرُّوا الإيمان ، وأَظهَروا الشركَ فآتاهُمُ اللّهُ اَجرَهم مرّتين ، وأن أبا طالِب أسرّ الإيمان ، وأظهر الشرك ، فآتاه اللّه أجرَه مَرّتين »(١) .

رأي علماء الشيعة في أبي طالب

ولقد اتّفقَ علماءُ الاماميّة والزيديّة تبعاً لأهل بيت النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على : أن « أبا طالب » كان من أبرز المؤمنين برسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ولم يخرج من الدنيا إلاّ بقلب يفيض إيماناً بالاسلام ، وإخلاصاً للّه تعالى ، وحبّاً للمسلمين ، وقد اُلِّفَت في هذا المجال كتب ورسائل ، ودراسات عديدة ، يمكن الوقوف عليها لمن اراد ، ولمزيد التوسع في هذا المجال يراجع المجلد ٧ ، ص ٤٠٢ ـ ٤٠٤ من موسوعة الغدير للعلامة الأميني طبعة النجف ، أو ج ٧ ، ص ٣٣٠ ـ ٤٠٩ طبعة لبنان.

نظرة إلى حديث « الضحضاح »

واستكمالا لهذا الحديث ينبغي أن نلقي نظرة إلى رواية تشكك في ايمان أبي طالب فقد روى بعض الكتّاب مثل البخاري(٢) ، ومسلم عن رواة نظير سفيان بن سعيد الثوري ، عبدالملك بن عمير ، عبدالعزيز بن محمّد الدراوردي حديثاً نسبوه إلى رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم انه قال عن أبي طالبرحمه‌الله :

« وجدتُه في غمرات من النّارِ فأخرجتُه إلى ضحضاح ».

« لعلّهُ تنفعُه شفاعَتي يومَ القيامة فيجعَلُ في ضَحضاح منَ النّار يبلغُ كعبَيه ، يغلي منهُ دماغُهُ »(٣) .

إنّ هذه الرواية وان كانت تكذبها عشرات الأحاديث والروايات الإسلامية ،

__________________

١ ـ اصول الكافي : ج ١ ، ص ٤٤٨.

٢ ـ صحيح البخاري : ج ١ ، ص ٣٣ و ٣٤ من أبواب المناقب.

٣ ـ صحيح مسلم : كتاب الايمان.

٥٣٠

والدلائل القاطعة الساطعة ، وتثبت بطلانها وتفاهتها ، ولكننا بهدف الوصول إلى مزيد من التوضيح نعمد إلى دراسة أمرين مرتبطين بهذا الحديث.

١ ـ ضعف أسناد هذه الرواية

إنّ رواة هذه الرواية ـ كما أسلفنا ـ هم عبارة عن سفيان بن سعيد الثوري وعبدالملك بن عمير وعبدالعزيز بن محمّد الدراوردي الذين سندرس أحوالهم واحداً واحداً ـ في ضوء أقوال علماء الرجال المعترف بهم عند أهل السنة ـ عنهم :

الف : سفيان بن سعيد الثوري

قال أبوعبد اللّه محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي ـ وهو من علماء الرجال عند اهل السنة ـ في سفيان الثوري : كان يدلّس عن الضعفاء(١) .

إن هذا الكلام شاهد قوي على وجود التدليس عند الثوري ، وعلى روايته عن الضعفاء أو المجهولين ، وهو وصف يُسقطه عن درجة الاعتبار.

باء : عبدالملك بن عمير

قال عنه الذهبيّ المذكور : طال عُمره وساء حفظُه قال أبو حاتم : ليس بحافظ ، تغيّر حفظه ، وقال أحمد : ضعيف يغلط ، وقال ابن معين : مخلط وقال ابن خراش : كان شعبة لا يرضاه ، وذكر الكوسج عن احمد بن حنبل : انه ضعيف جداً(٢)

فمن مجموع هذه العبارات نعرف ان عبدالملك كان يتصف بصفات عديدة هي أنه :

١ ـ سيء الحفظ.

٢ ـ ضَعيف.

٣ ـ كثير الغلط.

__________________

١ ـ ميزان الاعتدال : ج ٢ ، ص ١٦٩.

٢ ـ المصدر السابق ، ج ٢ ، ص ٦٦٠.

٥٣١

٤ ـ مخلط.

ومن الواضح ان كل واحدة من الصفات والحالات المذكورة كافية لأن تبطلَ الاحاديث الّتي يرويها عبدالملك بن عمير ، والحال انه قد اجتمعت جميع نقاط الضعف هذه في هذا الرجل.

جيم : عبدالعزيز بن محمد الدراوردي

ولقد وصفَهُ علماء الرجال عند اهل السنة بالنسيان ، وقلة الحفظ فلا يمكن الاستناد إلى مروياته.

فقد قال أحمد بن حنبل عنه : إذا حدّث من حفظه جاء بأباطيل(١) .

وقال أبو حاتم عنه : لا يُحتَجُّ به(٢) .

وقال أبو زرعة أيضاً : سئ الحفظ(٣) . ومن مجموعة هذه العبارات يتضح بجلاء ان الرواة الاصليين لحديث الضحضاح ضعفاء في غاية الضعف ، إلى درجة لا يمكن الاعتماد على مروياتهم.

٢ ـ نص حديث الضحضاح يخالف الكتاب والسنة

لقد نُسِب إلى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في هذه الرواية أنه أخرج أبا طالب من نار جهنم إلى ضحضاح وبهذا خفَّفَ عنه العذاب ، أو أنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم تمنى أن يشفع له ، فيخفِّفَ اللّهُ عنه العذابَ ، على حين نفى القرآنُ الكريم والسنة النبوية الشريفة تخفيف العذاب عن الكفار كما ونفيا شفاعة احد في حقهم.

وعلى هذا الاساس فلو كان ابو طالب كافراً ، لم يجز للنبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ان يخفف عنه العذاب أو يتمنى له الشفاعة في يوم الجزاء.

وبهذا يظهر بطلان محتوى حديث الضحضاح.

واليك فيما يأتي ادلة ما قلناه من الكتاب والسنة :

__________________

١ ـ المصدر السابق ، ص ٦٣٤.

٢ و ٣ ـ المصدر السابق.

٥٣٢

الف : القرآن الكريم

يقول القرآن الكريم في هذا الصدد : «وَالَّذينَ كَفَرُوا لَهُمْ نارُ جَهَنَّم لا يُقضى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا ولا يُخَفَّفُ عنْهُمْ مِن عَذابِها ، كَذلِكَ نَجْزي كُلَّ كَفُور »(١) .

ب : السنة النبوية

ان السنة النبوية الطاهرة تنفي أيضاً الشفاعة للكفار ، ونذكر من باب النموذج بعض تلك الأحاديث :

١ ـ روى أبوذر الغفاري عن رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم انه قال :

« اُعطيت الشفاعة وهي نائلة من اُمتي من لا يشرك باللّه شيئاً »(٢) .

٢ ـ روى أبو هريرة عن رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم انه قال :

« وشفاعتي لمن شهد أن لا اله الا اللّه مخلصاً ، وأنَّ محمّداً رسول اللّه يصدِّق لسانُه قلبَه ، وقلبُه لسانَه »(٣) .

إن الآيات والروايات المذكورة تثبت بوضوح بطلان نص حديث الضحضاح عند من يقول بأن أبا طالب مات كافراً.

ونتيجة البحث أنه تبين مما ذكر ان حديث الضحضاح لا أساس له من الصحة لا من جهة السند والطريق ، ولا من جهة المتن والنص ، ولا يمكن الاستدلال به.

وبهذا ينهار أقوى حصن يتمسكُ به البعض للخدشة في ايمان أبي طالب الثابت المسلّم.

__________________

١ ـ فاطر : ٣٦.

٢ ـ الترغيب والترهيب : ج ٤ ، ص ٤٣٣.

٣ ـ المصدر السابق : ص ٤٣٧.

٥٣٣

٥٣٤

٢٢

المعراج

المعراج في نظر القرآن والسنة والتاريخ

كان الليل يخيم على الافق ، ويسودُ الظلام على كل مكان.

فقد حان الأوانُ لان ترقدَ جميع الاحياء في مساكنها ، وتستريح في جحورها وأعشاشها ، وتغمض الأجفان لبعض الساعات عن مظاهر الطبيعة ، لتستعيد نشاطها من أجل العمل في يوم جديد حافل بالنشاط والحركة والسعي.

فذلك قانون الطبيعة في كلِّ ليل ونهار.

ولم يكن رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بمستثنى عن هذا الناموس الطبيعي.

فهوصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مضى ليستريح بعد أن صلّى صلاة العتمة أيضاً.

ولكنه فجأةً سمع صوتاً مألوفاً مأنوساً له ، وكان ذلك هو صوت أمين الوحي « جبرئيل » وهو يخبره بأن أمامه الليلة سفراً بعيداً ورحلة طويلة ، وانه سيرافقه في هذا الرحلة إلى مختلف نقاط الكون ، وسيسافر على متن دابة فضائية تدعى « البراق ».

لقد بدأ رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم رحلته الفضائية العظيمة من بيت اخت علي بن أبي طالب(١) « اُم هاني » ، وتوجه على متن تلك الدابة إلى « بيت

__________________

١ ـ مجمع البيان : ج ٦ ، ص ٣٩٥ و ٣٩٦ ، السيرة النبويّة : ج ١ ، ص ٣٩٦ ـ ٤٠٢.

٥٣٥

المقدس » في الأردن وفلسطين والّذي يسمى « المسجد الأقصى » أيضاً ، وهبط في تلك النقطة بعد مدة قصيرة جداً ، وزار مواضع عديدة من ذلك المسجد ، وتفقّد « بيت لحم » مسقط رأس « السيد المسيح » ومنازل الأنبياء وآثارهم ومحاريبهم ، وصلّى عند كل محراب من بعض تلك المحاريب ركعتين.

ثم بدأ بعد ذلك القسم الثاني من رحلته ، حيث عرج من ذلك إلى السماوات العلى ، وشاهد النجوم والكواكب ، واطّلع على نظام العالم العلوي ، وتحدث مع ارواح الأنبياء ، والملائكة السماويين ، واطّلع على مراكز الرحمة والعذاب ( الجنة والنار )(١) ورأى درجات أهل الجنة ، وأشباح أهل النار عن كثب ، وبالتالي تعرف على أسرار الوجود ، ورموز الطبيعة ، ووقف على سعة الكون ، وآثار القدرة الالهيّة المطلقة ، ثم واصل رحلته حتّى بلغ إلى سدرة المنتهى(٢) ، فوجَدها مسربلة بالعظمة المتناهية والجلال العظيم وعندها انتهى برنامج رحلتهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فامر بأن يعود من حيث أتى فعاد ، بعدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ومرّ في عودته على بيت المقدس ثانية ، ثم توجّه منه إلى « مكة » ، ومرّ خلال الطريق على قافلة تجارية لقريش وقد ضلّ بعير لهم في البيداء وكانوا يبحثون عنه ، ثم وجد في رحلهم قعباً مملوء من الماء فشرب منه وصبَّ بقيته على الأرض أو غطاه كما كان بناء على رواية. وترجّل عن مركبته الفضائية العجيبة في بيت « اُم هاني » قبيل طلوع الفجر ، وأخبرها بالخبر قبل اي أحد ، ثم كشف عن هذا الحادث في أندية قريش صباح نفس تلك الليلة.

فاستبعد السامعون قصة المعراج والحركة السريعة هذه ، واعتبروه أمراً محالا وانكروه ، وفشا هذا الخبر في جميع الأوساط وغضب بسببه أشراف قريش وساداتهم اكثر من غيرهم.

وكعادتها بادرت قريش إلى تكذيب هذه القصّة وقالوا : هذا واللّه الامر البيّن

__________________

١ ـ مجمع البيان : سورة الاسراء ، ج ٦ ، ص ٣٩٥.

٢ ـ لتوضيح معنى سدرة المنتهى راجع كتب التفسير.

٥٣٦

( العجيب المنكر ) واللّه إن العير لتطّرد شهراً من مكة إلى الشام مدبرة ، وشهراً مقبلة ، أفيذهب ذلك « محمّدٌ » في ليلة واحدة؟

وقالوا : إن صدقَتَ فصف لنا بيتَ المقدس ، فإن فينا من شاهدهُ.

فلم يصف لهم رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بيت المقدس فحسب بل اخبرهم بكل ما مرّ به وفعله ورآه في طريق عودته من بيت المقدس إلى « مكّة » وقال : وآية ذلك أنّي مررت على بعير بني فلان بوادي كذا وكذا ، وقد ضلّ لهم بعير وقد همّوا في طلبه ، وشربت من ماء في آنية لهم مغطاة بغطاء وثم غطّيت عليها كما كان ، ثم مررتُ على بعير فلان وقد نفّرت لهم ناقة وانكسرت يدها.

فقالت قريش : أخبرنا عن عير قريش.

فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إنَّها الآن في التنعيم ( وهو مبدأ الحرم ) يتقدمها جمل أورق ( أبيض مائل إلى السواد ) عليه غرارتان وستدخل الآن مكة.

فغضب قريش من هذه الأخبار القاطعة وقالت : سنعلمنَّ الآن صِدقه أو كِذبه.

ثم لم تمض لحظاتٌ إلاّ وطلعت العير عليهم ، وحدَّثهم أبو سفيان بكل ما أخبرهم به رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من ضياع بعير لهم في الطريق وهمّهم في طلبه ، وأنهم وضعوا ماء مملوء فغطوه ولما رجعوا وجدوه مغطى كما غطوه ولكن لم يجدوا فيه ماءً.

هذه هي خلاصة ما جاء في كتب التفسير ، والتاريخ ، والحديث حول المعراج.

وإذا أراد القارئ الكريم أن يقف على تفاصيل أكثر في هذا المجال فما عليه إلاّ أن يراجع بحار الأنوار باب « المعراج »(١) .

هل للمعراج جذور قرآنية؟

لقد جاءَ ذكر « المعراج » النبوي وسيره العجيبصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في

__________________

١ ـ بحار الأنوار : ج ١٨ ، ص ٢٨٣ ـ ٤١٠.

٥٣٧

العالم العلوي ، والفضاء غير المتناهي في سورتين من القرآن الكريم بشكل واضح وصريح كما واشير اليها في سور اُخرى أيضاً.

ونحن نكتفي هنا باستعراض الآيات الّتي ذكرت هذه القضيّة بصورة واضحة ، ونقف عند بعض النقاط الجديدة بالدراسة فيها :

يقول اللّه تعالى في سورة الأسراء : «سُبحانَ الّذي أسرى بِعَبْدِهِ لَيْلا مِنْ الْمَسْجِدِ الْحَرام إِلَى المَسْجِدِ الأَقْصَى الّذي بارَكْنا حَوْلَهُ لِنُرِيَه مِن آياتِنا ، إنَّهُ هُوَ السَّميعُ البَصير »(١) .

ويستفاد من ظاهر هذه الآية اُمور :

١ ـ لكي نعلم بأنَّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لم يطو تلك المسافات ، ولم يقم برحلته إلى تلك العوالم بقوّة بشرية ، بل تسنى له كلُ ذلك بقوة غيبيّة ، فبها استطاع أن يطوي تلك المسافات البعيدة في زمن قصير جداً بدأ اللّه تعالى حديثه عن الاسراء بقوله : « سُبْحانَ الّذي » وهو اشارة إلى تنزيه اللّه عن كلِّ نقص وعيب.

ولم يكتف بذلك بل وصف نفسَه بوضوح بأنه هو تعالى سبب هذه الرحلة والمسيّرُ فيها إذ قال : « أسرى » أي إنَّ اللّه تعالى هو الّذي سرى برسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وأخذه إلى تلك الرحلة.

وهذه العناية لأجل أن لا يتصور الناس بأنّ هذه الرحلة تحققت بالوسائل العادية ، وحسب القوانين الطبيعية ليتسنّى لهم إنكارها ، إِنما تحققت بقدرة اللّه وعنايته الربوبية الخاصة.

٢ ـ إن هذه الرحلة تحققت برمّتها خلال الليل ، ويستفاد هذا المطلب ـ علاوة على كلمة ليلا ـ من كلمة « أسرى » أيضاً لأنّ العرب كانت تستعمل اللفظة المذكورة في السير ليلا.

٣ ـ مع أنّ هذه الرحلة بدأت من بيت « اُم هاني » ابنة أبي طالب ، فإن الآية صرّحت بأنها تَمَّت من المسجد الحرام ، ولعل هذا لأنّ العرب كانت تعتبر

__________________

١ ـ الاسراء : ١.

٥٣٨

كل مكة حرماً إلهياً ، ومن هنا كان كل مكان من مكة يتمتع عندهم بحكم الحرم والمسجد الحرام ، فيكون المراد بالمسجد الحرام هنا مكّة ، ومكّة والحرم كلها مسجد ، فصحَّ أن يقول : « من المسجد الحرام ».

وتَذهب بعض الروايات إلى أنَّ المعراج كان من نَفس المسجد الحرام.

ثم إنَّ هذه الآية وان كانت تصرّح بأنَّ المعراج بدأ من « المسجد الحرام » وانتهى ب‍ : « المجسد الأقصى » إلاّ أن ذلك لا ينافي أن يكون للنبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم رحلة اُخرى إلى العالم العُلوي لأنّ هذه الاّية تبيّن فقط قسماً من هذه الرحلة ، وأما القسم الآخر من برنامج هذه الرحلة فتتعرض لذكره آيات في مطلع سورة « النجم ».

٤ ـ إنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عرج بجسمه وروحه معاً ، لا بالروح فقط.

ويدلُّ على ذلك قوله تعالى « بعبده » الّذي يُستَعمل في « الجسم والروح معاً » ولو كان المعراج بالروح فقط لزم أن يقول : « بروحه ».

٥ ـ إنَّ الغرض من هذا السير العظيم وهذه الرحلة العجيبة هو إيقاف النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على مراتب الوجود ، وإطلاعه على الكون العظيم ، وهذا ما سنشرحه فيما بعد.

وأما السورة الاُخرى الّتي تعرض لبيان حادثة المعراج بوضوح وصراحة هي سورة « النجم ».

والآيات الّتي سندرجها هنا من هذه السورة نزلت على رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عندما قال لقريش : « رأيت جبرئيلَ أوّل ما اُوحي التي على صورته الي خُلِقَ عليها » جادلته قريش في ذلك ، فنزلتِ الآيات التالية تجيب على اعتراضهم : «أفَتُمارُوْنَهُ عَلى ما يَرى. وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً اُخْرى. عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهى. عِنْدَها جَنَّةُ الْمَأْوى. إذْ يَغْشى السِدْرَة ما يَغْشى. ما زاغَ البَصَرُ وَما طَغى. لَقَدْ رَأى مِنْ آيات رَبّه الكُبرى »(١) .

__________________

١ ـ النجم : ١٢ ـ ١٨.

٥٣٩

أحاديث المعراج :

روى المفسرون والمحدّثون أخباراً وروايات كثيرة حول معراج النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وما شاهده في هذه الرحلة العظيمة ، ليست برمتها صحيحة مُسَلَّمة مقطوعاً بها.

ولقد قسّم المفسر الشيعيُ الكبير المرحومُ « العلامة الطبرسيّ » هذه الاخبار إلى أصناف أربعة إذ قال :

وتنقسم جملتها إلى أربعة اوجه :

أحدها : ما يقطع على صحته لتواتر الأخبار به ، واحاطة العلم بصحته مثل أصل المعراج.

وثانيها : ما ورد في ذلك مما تجوِّزه العقول ولا تأباه الاصول مثل طوافه في السماء ورؤيته أرواح الأنبياء وتحدّثه معهم ورؤيته للجنة والنار ، فنحن نجوّزه ثم نقطع على أن ذلك كان في يقظته ، دون منامه.

وثالثها : ما يكون ظاهره مخالفاً لبعض الاُصول ، إلاّ أنه يمكن تأويلها على وجه يوافق المعقول فالأولى أن نؤوّله على ما يطابق الحق والدليل. مثل أنّه راى أهل الجنة وأهل النار وتحدّث معهما الّذي يجب أن يؤوّل فيُحمل على انه : رأى أشباحهم وصورَهُم وَصفاتهم.

ورابعها : ما لا يصحّ ظاهره ولا يمكن تأويله ، وهي ما اُلصِق واُلحق بهذه الحادثة من الأساطير والخرافات ، مثل ما روي من أنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كلّم اللّه سبحانه جهرةً ورآه وقعد معه على سريره أو سمع صرير قلمه ، ونحو ذلك ممّا يوجب ظاهره التشبيه والتجسيم واللّه سبحانه يتقدّس عن ذلك كلّه ، فالأولى أن لا نقبله(١) .

* * *

__________________

١ ـ مجمع البيان : ج ٦ ، ص ٣٩٥.

٥٤٠

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679

680

681

682

683

684

685

686

687

688

689

690

691

692

693

694