سيد المرسلين صلى الله عليه وآله الجزء ٢

سيد المرسلين صلى الله عليه وآله7%

سيد المرسلين صلى الله عليه وآله مؤلف:
تصنيف: الرسول الأعظم صلّى الله عليه وآله
الصفحات: 778

الجزء ١ الجزء ٢
  • البداية
  • السابق
  • 778 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 468531 / تحميل: 10029
الحجم الحجم الحجم
سيد المرسلين صلى الله عليه وآله

سيد المرسلين صلى الله عليه وآله الجزء ٢

مؤلف:
العربية

١

٢

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

مميّزات النهضة الالهية وخصائصها

خصيصة « الخلود » والعمق في شخصية رسول الاسلام

المصادر الاولى والأصيلة للكتابة عن سيرة النبيّ :

تشبه نهضة « الأنبياء » الالهية التي قام بها رسل الله وسفراؤه لتخليص البشرية من براثن الأوهام ، والخرافات ، ولانقاذها من جور المستكبرين وظلم الظالمين أكثر شيء بأمواج البحر التي تبدأ بدوائر صغيرة محدودة ، ولكنّها كلما ابتعدت عن مركز الدائرة ازدادت اتساعا واتساعا ، واشتدت قوتها اكثر فاكثر.

إن الانقلاب المعنويّ العريض والتحوّل الروحيّ العظيم الذي وضعت اسسه في أرض مكة على يدي رسول الاسلام العظيم أضاء بشعاعه ونوره الباهر في اليوم الاوّل غار حراء وثم منزل خديجة وبعض البيوت المتواضعة في مكة فقط ، ولكنه اتسع نطاقه بمرور الزمان ، حتى عمّ في مدة ليست بالطويلة شرق الارض وغربها ، ودوّى نداء التوحيد في منطقة واسعة جدا من العالم ( ابتداء من فرنسة وانتهاء بجدار الصين وما وراءه )(١) .

__________________

(١) لقد كتبت هذه المقدّمة وما بعده خلال تواجدي في الصين عام ١٤٠٨ وقد جئت إليها في مهمة استطلاعية وتبليغية اسلامية ، وقد زرت في نفس الفترة التي كنت فيها مشتغلا بكتابة هذه المقدمة المسجد الجامع في ـ بكين ـ العاصمة ، والتقيت بامام ذلك المسجد الذي رحّب بي وبمن كان معي أشد ترحيب ، واتحفني بنسخة من ترجمة القرآن الكريم باللغة الصينية ، وزرت خلال وجودي في ذلك المسجد قبر رجلين مسلمين من ايران أحدهما تاجر ، والآخر عالم جاءا إلى الصين في القرن السادس الهجري ، ونشرا الاسلام في بكين وما حولها ، وقد نصبت عند قبرهما لوحتان من المرمر نقش عليهما اسمهما ، وخصوصياتهما بالاحرف العربية.

وهناك تذكرت حديث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم « اطلبوا العلم ولو بالصين ».

قلت في نفسي : لعل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان يقصد فيما يقصد في هذا الحديث دفع

٣

إن مؤسّسي هذا النوع من النهضات الدينية(١) يتمتعون ـ من حيث الاخلاق والفضائل الانسانية ـ بخصيصة الخلود واللانهاية فان الزمن يكشف باستمرار عن أبعاد أوسع وآفاق جديدة من شخصياتهم فهي تتسع كلما تقادم بها العهد تماما كأمواج البحر ، وكأن الأنبياء نسخة ثانية من الطبيعة ، فكما أننا كلما أمعنا أكثر في الطبيعة ظهرت لنا منها حقائق اكثر ، وانكشفت لنا رموز وأسرار جديدة لم نعهدها من قبل فهكذا شخصيات الأنبياء والمرسلين ، وسفراء الله الى البشرية.

وتتجلى هذه الحقيقة أكثر ـ فأكثر كلما تعاظمت شخصية من تلك الشخصيات ـ.

وخلاصة القول أننا كلما ازددنا تعمقا وامعانا فيهم. اكتشفنا أسرارا كثيرة ، وحقائق جديدة عن حياتهم.

ويدل على كلامنا هذا تلك المؤلفات الكثيرة الوافرة التي كتبها علماء التاريخ وأصحاب السير ، قديما وحديثا ، حول رسول الاسلام العظيمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ولكن مع ذلك كله كلما تقادم العهد به ، وكلما اتسعت النظرات وازدادت عمقا

__________________

المسلمين إلى نشر مبادئ الاسلام في تلك البلاد العريضة التي تضم خمس سكان العالم.

وقد قام المسلمون الغيارى على دينهم ، الحريصون على نشره وبثه بهذه المهمة فيما سبق وأدوا ما كان عليهم. فما ذا فعلنا نحن؟

وهل ترى يجوز أن يجهل خمس سكان العالم دين الله ، ولا ينعموا بخيراته؟!

أم هل ترى يجوز في شريعة الانصاف أن يعاني ذلك الشعب الكبير من الاباطرة الطغاة في الماضي ، ومن الانظمة والايديولوجيات الجائرة الملحدة في الحاضر ، هذا والنبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان يحرص على هداية فرد واحد ، والقرآن يقول : « من احياها فكأنما أحيى الناس جميعا »؟؟

هل خصصت نهضة الأنبياء الالهية برقعة صغيرة من الارض هي الجزيرة العربية ، وما حولها؟ أم أنها رحمة للعالمين جميعا؟

سؤال نطرحه على ابناء الاسلام دعاة ورعايا ، حكومات وشعوبا لعلهم يتفكرون؟ ( جعفر الهادي ).

(١) المقصود من الدين هو المنهاج الواسع الشامل الذي يتكفل سعادة البشرية في الحياتين الدنيا والأخرى وليس مجرد سلسلة من الطقوس الفارغة الخاوية كما هو الحال في المسيحية الحاضرة.

٤

اكتشف المحققون مزيدا من الآفاق ، وجديدا من الابعاد في هذه الشخصية الإلهية.

ولقد كان تعاطي السيرة النبوية والحديث حولها في البداية منحصرا ( أو بالاحرى مقتصرا ) على مشاهدات أصحاب النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ومسموعاتهم.

ومع ظهور جيل جديد يدعى بالتابعين بعد وفاة النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم اتخذت الاحاديث والسنن الاسلاميّة ، وتفاصيل الحياة النبويّة ، وقصص غزواته وحروبه رونقا جديدا ، وأحسّ الجيل الجديد برغبة شديدة في أخذ الاحاديث الاسلامية ، والتعرف على الحوادث التي وقعت في عصر النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وأيّام حياته من مولده إلى وفاته.

وكلما ازدادت حالات الوفاة ، في أوساط الصحابة والتابعين الذين كانوا يشكّلون المنبع الأوّل والمصدر الأصيل لهذا النوع من العلوم الاسلامية ، اتسع الاهتمام بالسيرة وما شابهها وتعاظمت الرغبة فيها وتزايد عطش المسلمين إلى اخذ ومعرفة الأحاديث التي تتضمن بيان خصوصيات حياة رسول الاسلامصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وجزئيات سيرته الطاهرة. هذا من جانب.

ومن جانب آخر كان تشدّد الخليفة الثاني(١) ، ومنعه عن كتابة أحاديث النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قد أوجب أن يندثر كثير من الأحاديث الاسلامية ، التي سمعها بعض أصحاب النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وتدفن تحت التراب بموتهم.

ولقد استمر منع الخليفة عن كتابة الحديث النبوي وبقي ساري المفعول لمدة طويلة بعد وفاته(٢) ، حتى أتى الى الحكم خليفة معتدل السيرة من الأمويين هو : « عمر بن عبد العزيز » فأمر ـ في رسالة وجّهها الى أبي بكر بن حزم حاكم المدينة

__________________

(١) تقييد العلم : ص ٤٨ ـ ٥٣.

(٢) لم يترك نهي الخليفة أي أثر على علماء الشيعة الذين كانوا يتبعون علياعليه‌السلام ، فقد عمدوا في فترة محدودة الى تدوين وضبط الأحاديث ، وحفظوا كنوزا عظيمة من علوم اهل البيت النبوي ، للتوسع في هذا المجال راجع كتاب « تأسيس الشيعة لعلوم الاسلام ».

٥

وقاضيها ـ بكتابة احاديث النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم خوفا من اندراس العلم وزواله(١) .

أئمة السيرة :

ومن حسن الحظ أن الخليفة الثاني لم يمنع إلاّ من تدوين وكتابة الأحاديث النبويّة ، فلم يشمل هذا المنع كتابة الحوادث والوقائع التي وقعت في عصر الرسالة.

ولهذا الّفت في تلك الفترة كتب كثيرة عن حياة رسول الاسلامصلى‌الله‌عليه‌وآله  ، وأوّل من كتب حول وقائع عصر الرسالة ، وأرخ حوادث الصدر الأوّل من الاسلام هو : « عروة بن الزبير بن العوّام » الصحابي المعروف الذي توفي عام ٩٢ أو ٩٦ من الهجرة(٢)

ثم عمد بعد جماعة في المدينة وآخرون في البصرة الى جمع وتدوين تفاصيل السيرة ، وحروب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وغزواته ، وبيان هذا الأمر على نحو التفصيل خارج عن نطاق هذه الدراسة.

ولقد كانت هذه الكتب والمؤلفات هي المنبع والاساس للكتب التي دوّنت فيما بعد في صورة كتب السيرة النبويّة ، أو تاريخ الاسلام.

وقد بدأ تدوين سيرة النبيّ الاكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بشكل جميل وبصورة بديعة منذ أوائل المنتصف الثاني من القرن الثاني الاسلامي ، وكان من بين من قام بجهد مشرف ومشكور في هذا المجال العالم الشيعي الكبير محمد بن اسحاق المتوفى عام ١٥١ فهو أول من استخرج تفاصيل الوقائع الاسلامية من كتب الماضين ، ومن

__________________

(١) ارشاد الساري في شرح صحيح البخاري : ج ١ ص ١٩٥ و ١٩٦.

(٢) تأسيس الشيعة لعلوم الاسلام : ص ٢٣٣.

اختلفت الاقوال في من هو أول من صنف في علم المغازي والسير في الاسلام.

فقال السيوطي في كتاب الاوليات بأنه عروة بن الزبير.

وقال الافندي في كشف الظنون أنه محمد بن اسحاق.

والحق انه لا الاول ولا الثاني بل عبيد الله بن أبي رافع فانه تقدمهما في التصنيف في السير والمغازي.

٦

ثنايا رواياتهم ومنقولاتهم وألفها واخرج شيئا جامعا حول السيرة النبويّة إلى عالم الكتب والمؤلّفات.

كما أن أوّل من ضبط ودوّن غزوات رسول الاسلام بشكل مفصّل هو الواقدي صاحب « المغازي » و « فتوح الشام » المتوفى عام ٢٠٧ ه‍(١) .

وقد لخّصت سيرة ابن اسحاق على يد ابن هشام أبي محمد عبد الملك المتوفى عام ٢١٨ ه‍ وعرفت فيما بعد بسيرة ابن هشام ( أو السيرة الهشامية ) وهو الآن معدود من مصادر التاريخ الاسلامي وسيرة النبيّ الاكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الموثقة.

ولو أننا تجاوزنا هذه الشخصيات لكان لشخصيتين اخريين سهم كبير في تدوين وتسجيل تاريخ حياة رسول الاسلام ، وهما :

١ ـ محمد بن سعد الكاتب الواقدي المتوفى عام ٢٣٠ ه‍ مؤلف « الطبقات الكبرى » الذي أورد فيه سيرة النبيّ الإكرامصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأصحابه على نحو التفصيل.

وقد طبع هذا الكتاب في لندن مؤخرا ، كما اعيد طبعه في لبنان في ٩ مجلدات.

٢ ـ محمد بن جرير الطبري المتوفى عام ٣١٠ ه‍ مؤلف كتاب « تاريخ الامم والملوك ».

على أن تثمين جهود هذه الثلة من الكتّاب والمؤلفين لا يعني بالضرورة أن كل ما أدرجوه في مؤلفاتهم هو الثابت الصحيح ، بل تحتاج مؤلفاتهم ـ كغيرها من المؤلفات ، والكتب ـ إلى التحقيق الواسع والتمحيص الدقيق.

ثم ان حركة التأليف حول شخصية رسول الاسلامصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم

__________________

(١) عدّ الشيخ الطوسي في رجاله ابن اسحاق من تلامذة الامام جعفر الصادقعليه‌السلام ، وتوجد نسخة خطية من سيرته في مكتبة مدرسة الشهيد المطهري بطهران حسب ما كتب صاحب الذريعة في ج ١٢ ص ٢٨١ فيها.

٧

وسيرته استمرت بعد ذلك طيلة القرون الاسلامية اللاحقة. ونحن اليوم أمام مكتبة زاخرة من الكتب ، والدراسات ، المختلفة في أحجامها ومستوياتها ، والمتنوعة في طرائقها وأساليبها ، التي ألّفت حول رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهذا إنما يدل على خصيصة العمق واللانهاية التي اتسمت بها شخصية النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الخالدة العظيمة.

وقد أراد صاحب هذه الدراسة أن يقدم للجيل الحاضر شرحا ناطقا عن حياة رسول الاسلام العظيم ، في حدود ما تسمح به إمكاناته المحدودة ، ولم يأل جهدا ـ لتحقيق هذا الهدف على وجه أفضل ـ في مراجعة كتب الفريقين المعتبرة ، وان اكتفى بذكر عدد قليل من المصادر عند التأليف ، وقد بيّنا عذرنا من هذا في الجزء الأوّل من هذه الدراسة.

ولقد تناول الجزء الأول من هذا الكتاب حوادث مكة من بدء نشأتها إلى نهاية السنوات الثلاث عشرة الاولى من عصر الرسالة أي ما قبل الهجرة ، وها هو الجزء الثاني وهو يتناول حوادث العشر سنوات للهجرة الشريفة ، ومن الله التوفيق.

قم المقدّسة ـ الحوزة العلمية

جعفر السبحاني

٢١ شعبان ١٣٩٢ هـ

٨

حوادث السنة الأولى من الهجرة(١)

٢٦(١)

أوّل عمل ايجابيّ للنبيّ في المدينة

عقد ميثاق تعايش بين المسلمين وغيرهم :

حملت وجوه فتية الانصار المستبشرة ، المبتهجة ، بمقدم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والاستقبال العظيم الذي قام به أغلبية الأوسيّين والخزرجيين له حملتهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، على أن يعمد قبل أي شيء إلى تأسيس مركز عام لتجمّع المسلمين فيه في الأوقات المختلفة ، وللقيام بالاعمال التربوية والتثقيفية ، والسياسية والعسكرية في رحابه.

كما أن عبادة الله الواحد تقع في طليعة البرامج التي جاء بها رسول الاسلام ولذا رأى من اللازم أن يعمد قبل أي عمل آخر الى بناء معبد للمسلمين حتى يتسنى لهم أن يعبدوا الله ويذكروه فيه في أوقات الصلوات.

أجل كانت الحاجة إلى مثل هذا المركز شديدة فلا بد من مكان ليجتمع اعضاء حزب الاسلام ( حزب الله ) كل اسبوع في يوم معين فيه ، ويتشاوروا في

__________________

(١) لا بدّ أنك أيها القارئ الكريم تتذكر جيدا أننا قصدنا من السنة الاولى للهجرة الاشهر العشرة المتبقية التي قضى رسول الله شهرين منها في مكة وحطّ في الباقي من شهرها الثالث ( أي ربيع الاول ) على أرض يثرب ، بناء على هذا تكون السنة الاولى من الهجرة تسعة أشهر فقط ، وتبدأ السنة الهجرية الثانية من شهر محرم الحرام ( وليس من اثنى عشر ربيع الاول ).

٩

شئون الاسلام والمسلمين ومصالحهم ، وليجتمع فيه عامة المسلمين مضافا إلى هذا اللقاء الاسبوعيّ مرتين كل عام لأداء صلاة العيد ، فكان المسجد الذي بناه كأول عمل قام به بعد قدومه المدينة.

فلم يكن المسجد على عهد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم للعبادة فقط بل كانت تلقى فيه كل أنواع العلوم والمعارف الاسلامية الشاملة للأمور التربوية وغيرها.

لقد كان يعلّم فيه كل التعاليم والمواد الدينية والعلمية ، حتى الأمور المرتبطة بالقراءة والكتابة.

وقد بقيت أغلب المساجد على هذا المنوال حتى مطلع القرن الرابع الهجريّ الاسلاميّ ، فقد كانت في غير أوقات الصلاة تتحول الى مراكز لتدريس العلوم المتنوعة(١) .

وربما اتخذ مسجد المدينة صورة المركز الأدبيّ ، عند ما كان يلقي فيه كبار فصحاء العرب وبلغاؤهم قصائدهم المنسجمة مع التعاليم الاخلاقية والمعايير الاسلامية بين يدي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كما فعل « كعب بن زهير » إذ ألقى قصيدته المعروفة « بانت سعاد » عند النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في المسجد ، وأعطاه النبيّ الكريمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم صلة جيّدة ، وخلع عليه بخلعة عظيمة(٢) .

أو كما كان يفعل « حسان بن ثابت » الذي كان يدافع بشعره عن حوزة الاسلام والمسلمين اذ كان يلقي بعض قصائده في المسجد عند رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

__________________

(١) راجع صحيح البخاري : ج ١ كتاب العلم ، بل حتى عند فصل المراكز العلمية عن المساجد في ما بعد ، بقيت المدارس تبنى وتشيّد الى جانب المساجد فكان هذا العمل يجسد الصلة الوثيقة بين العلم بالدين.

(٢) السيرة النبوية : ج ٢ ص ٥٠٣ قال أنشد كعب بن زهير رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في المسجد : بانت سعاد.

١٠

ولقد كانت مجالس الدرس والتعليم في مسجد المدينة على عهد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم تتسم بروعة كبيرة بحيث عند ما شاهد وفد ثقيف مشهدا من مشاهدها انبهروا به ، وعجبوا بشدة لاهتمام المسلمين بتعلم الاحكام واكتساب المعارف والعلوم(١) .

كما انه كانت تمارس الامور القضائية والفصل بين الخصومات ، واصدار الحكم على المجرمين في المسجد ، فكان المسجد يومذاك بمنزلة محكمة ( بكل معنى الكلمة ) أي أنها تقوم بكل ما تقوم بها المحاكم اليوم.

هذا مضافا إلى أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان يلقي خطبه الحماسية والجهادية لتعبئة المسلمين من أجل مجاهدة الكفار والمشركين في المسجد.

ولعل من حكمة الاجتماع في المسجد لاجل تحصيل المعارف وتعلم العلوم هو أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أراد بذلك أن يثبت عمليا أن العلم والدين توأمان لا ينفكان فكلما كان هناك مركز للايمان وجب ان يكون محلا للعلم أيضا.

وأما ممارسة القضاء والقيام بالخدمات الاجتماعية ، واتخاذ القرارات العسكرية في المسجد فقد كان لأجل أن يعلن للجميع بأن دينه ليس مجرد أمر معنوي لا يتصل بالامور الدنيوية ولا تهمه قضايا الحياة وشئون المعيشة المادية ، بل هو دين شامل كامل لا يحض الناس على التقوى ، ولا يدعوهم إلى الايمان إلاّ ويهتم أيضا بشئونهم المعيشية وإصلاح أوضاعهم الاجتماعية. فليس هو بالتالي يهتمّ بجانب ويغفل جانبا ، بل هو دين شامل جامع يتكفل الأمور المادية والمعنوية معا.

ولقد كان هذا التلاقي والانسجام ( بين العلم والإيمان ) محطّ اهتمام المسلمين ونصب أعينهم دائما حتى بعد ما اتخذت المراكز التعليمية والمؤسسات العلمية البحتة شكلا مستقلا وصار لها محل خاص تدرس فيه ، فانهم ظلوا يبنون

__________________

(١) تاريخ الخميس : ج ٢ ص ١٣٦.

١١

الجامعات الى جانب الجوامع ويشيّدون المعاهد الى جانب المساجد ليثبتوا للعالم أن هذين الأمرين اللذين يكفلان إسعاد الحياة والانسان لا يمكن أن ينفصلا ، ويبتعد بعضها عن بعض.

مع عمار بن ياسر في بناء المسجد النبويّ :

لقد ابتاع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الارض التي بركت فيها ناقته يوم قدومه المدينة ، من أصحابها بعشرة دنانير لإقامة مسجد فيها. واشترك كافة المسلمين في تهيئة موادّه الانشائية وبناه ، وعمل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم نفسه في تشييدها أيضا. فكانصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ينقل معهم اللبن ، والحجارة ، وبينما هوصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ذات مرة ينقل حجرا على بطنه استقبله « اسيد بن حضير » فقال : يا رسول الله اعطني أحمله عنك.

قالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لا ، اذهب فاحمل غيره(١) .

وبهذا الاسلوب العملي كشف رسول الاسلام العظيم عن جانب من برنامجه الرفيع ، إذ بيّن بعمله أنه رجل عمل وليس رجل قول ، رجل فعل وليس رجل كلام ، وكان لهذا أثره الفعّال في نفوس أتباعه.

فقد أنشد أحد المسلمين بهذه المناسبة يقول :

لئن قعدنا والنبيّ يعمل

فذاك منّا العمل المضلّل(٢)

وكان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يردّد وهو يبني ويعمل : لا عيش إلاّ عيش الآخرة ، اللهمّ ارحم الأنصار والمهاجرة.

وقد كان « عثمان بن عفان » ممن يهتمّ بنظافة ثيابه ، ويحرص على أن يمنع عنها الغبار والتراب ، فلم يعمل في بناء المسجد لهذا السبب ، فاخذ عمار ينشد أبياتا تعلّمها من أمير المؤمنين عليّعليه‌السلام ، وفيها تعريض بمن لا يعمل ويحرص على ثيابه أن لا تتسخ بالغبار :

__________________

(١) بحار الأنوار : ج ١٩ ص ١١٢.

(٢) السيرة النبوية : ج ١ ص ٤٩٦.

١٢

لا يستوي من يعمر المساجدا

يدأب فيها قائما وقاعدا

ومن يرى عن الغبار حائدا(١)

وقد أغضب مفاد هذه الابيات عثمان بن عفان ، فقال لعمار مهدّدا : قد سمعت ما تقول منذ اليوم يا ابن سمية ، والله إني لأراني سأعرض هذه العصا لأنفك أي أضربك بها ، وفي يده عصا!!

فلما عرف رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بكلام عثمان غضب وقال :

« ما لهم ولعمّار ، يدعوهم إلى الجنّة ، ويدعونه إلى النار.

إنّ عمارا جلدة ما بين عينيّ وأنفي »(٢) .

وكان « عمار » فتى الاسلام القوي ، يحمل قدرا كبيرا من اللبن والاحجار في بناء المسجد ولا يكتفي بحمل شيء قليل منها.

فكان البعض يستغل طيب قلبه واخلاصه فيثقله باللبن والاحجار.

ويروى أن اصحاب النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم جعل يحمل كل واحد لبنة لبنة وعمار يحمل لبنتين لبنتين لبنة عنه ولبنة عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم محبة منه لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (٣) .

وذات مرة رآه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وقد حمّلوه ثلاث لبن أو احجار ثقيلة فشكا إليه عملهم وقال : يا رسول الله قتلوني يحملون عليّ ما لا يحملون فنفض رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وفرته(٤) وكان رجلا جعدا وهو يقول قولته التاريخية :

« ويح ابن سمية ليسوا بالذين يقتلونك ، انما تقتلك الفئة الباغية »(٥) .

__________________

(١) السيرة النبوية : ج ١ ص ٤٩٦ ، وتاريخ الخميس : ج ١ ص ٣٤٥ والسيرة الحلبية : ج ٢ ص ٧٦ ومع ان ابن اسحاق صرّح باسم عثمان بن عفان ولكن ابن هشام الذي لخصّ سيرة ابن اسحاق امتنع عن تسمية عثمان. وقال صاحب المواهب الدنية : المراد في هذه الابيات عثمان بن مظعون ، راجع هامش سيرة ابن هشام أيضا.

(٢) تاريخ الخميس : ج ١ ص ٣٤٥.

(٣) السيرة الحلبية : ج ٢ ص ٧١ ، البداية والنهاية : ج ٢ ص ٢١٧.

(٤) اي شعر راسه.

(٥) المصدران السابقان

١٣

وقد كان هذا الخبر الغيبي من الدلائل القوية على نبوة الرسول الكريمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وصدق دعواه ، وصحة إخباراته ، فقد وقع ما أخبره كما أخبر ، فقد قتل « عمّار » وهو في التسعين من عمره في معركة صفين عند ما كان يقاتل جيش الشام بين يدي عليعليه‌السلام ، فقتله أنصار معاوية ، وقد أحدث هذا الخبر الغيبي أثرا عجيبا في حياة المسلمين فقد جعله المسلمون معيارا لمعرفة الحق ، أي كانوا يعرفون حقانية أي جهة من الجهات وأي طرف من الأطراف في الصراعات والنزاعات بانضمام عمّار إليه.

وعند ما قتل عمّار في ساحة القتال بصفين ، دبّ في أهل الشام اضطراب عجيب.

فالذين كانوا في شك في حقانية « عليّ »عليه‌السلام وموقفه في هذه الحرب بفعل الدعاية المضادة التي كان يقوم بها معاوية ومساعده عمرو بن العاص ضد الامام قد انتبهوا على خطائهم وعرفوا بمقتل « عمّار » على أيدي أنصار معاوية بأن عليا على حق وأن معاوية وجماعته هي الفئة الباغية التي أخبر عنها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

ومن هؤلاء « خزيمة بن ثابت » الأنصاريّ الذي خرج مع الإمام عليّعليه‌السلام لقتال معاوية ، ولكنّه كان متردّدا في مقاتلته ، بيد أنه جرد سيفه بعد مقتل « عمّار » على أيدي أهل الشام ، وحمل عليهم(١) .

ومنهم « ذو الكلاع » الحميري الذي خرج على رأس عشرين ألف مقاتل وهم تمام رجال قبيلته ، مع معاوية لمحاربة الامام عليّعليه‌السلام وكان معاوية يعتمد على نصرته اعتمادا كبيرا ، حتى أنه لم يقدم على اتخاذ قرار الحرب إلاّ بعد أن اطمأنّ الى تأييده له ، ومشاركته في قتال عليعليه‌السلام .

فقد صدم القائد المخدوع بشدة عند ما سمع بوجود « عمّار » في معسكر الامام « علي ».

__________________

(١) المستدرك على الصحيحين : ج ٣ ص ٣٨٥ ووقعة صفين لابن مزاحم.

١٤

فأراد رجال معاوية أن يموهوا الأمر ، ويشوشوه عليه فقالوا : ما لعمار ولصفين؟ فذلك ما يقوله أهل العراق وما يبالون من الكذب.

ولكن ذا الكلاع لم يقتنع بهذا فقال لعمرو بن العاص : يا أبا عبد الله أما قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « إن عمارا تقتله الفئة الباغية »؟

فقال عمرو : أجل ، ولكن ليس عمار في رجال علي.

فقال ذو الكلاع : فلا بدّ اذن أن أعرف ذلك بنفسي.

ثم أمر رجالا بأن يتحقّقوا من الأمر. وفي هذه اللحظة الحساسة ادرك معاوية وعمرو خطورة الموقف اذ لو تحقق ذو الكلاع من وجود عمّار في معسكر « علي » أو عرف بمقتله بين يديهعليه‌السلام إذن لأحدث ذلك شرخا كبيرا وتمزقا فضيعا في جيش الشام ، من هنا تمت تصفية ذو الكلاع فورا اذ قتل بصورة غامضة(١) .

إن اشتهار هذا الحديث لدى محدثي السنة والشيعة ليغنينا عن استعراض مصادره ، واسناده.

فقد روى الامام احمد بن حنبل أنه لما قتل عمار بن ياسر دخل عمرو بن حزم على عمرو بن العاص فقال قتل عمّار وقد قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : تقتله الفئة الباغية فقام عمرو بن العاص فزعا يرجع ( أي يقول : إنا لله وإنا إليه راجعون ) حتى دخل على معاوية ، فقال معاوية : ما شأنك؟ قال : قتل عمّار فقال معاوية : قد قتل عمّار فما ذا؟ قال عمرو : سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول : تقتله الفئة الباغية فقال له معاوية : أو نحن قتلناه انما قتله علي وأصحابه جاءوا به حتى القوه بين رماحنا ( وسيوفنا )(٢) .

ولكن لا يخفى أن هذا التأويل الباطل الذي لجأ إليه ابن أبي سفيان لتهدئة جنود الشام ، ليس مقبولا عند الله تعالى قط ، كما لا يقبل به أيّ عاقل لبيب.

فإنّ هذا هو الاجتهاد في مقابلة النص ، وهو مما لا قيمة له أبدا ، فان هذا

__________________

(١) وقعة صفين : ٣٧٧ و ٣٨٧.

(٢) مسند الامام احمد بن حنبل : ج ٤ ص ١٩٨.

١٥

النوع من الاجتهاد في مقابلة الآيات والروايات الصريحة هو الذي سبّب في أن يعمد فريق من المجرمين والجناة إلى تبرير جرائمهم وفضائعهم بحجة « الاجتهاد » ، وتحت غطائه.

وإليك نموذجا من هذا الأمر :

ضئر أرأف من والدة!!

لا يجد المرء عبارة أفضل من هذه تعرّف حقيقة مؤرخ القرن الثامن الهجري ( ابن كثير الشامي مؤلف البداية والنهاية ).

فقد انبرى هذا الرجل الى الدفاع عن معاوية في كتابه اذ قال : لا يلزم من تسمية أصحاب معاوية بغاة تكفيرهم ، لأنهم وان كانوا بغاة في نفس الأمر فانهم كانوا مجتهدين فيما تعاطوه من القتال وليس كل مجتهد مصيبا ، بل المصيب له أجران ، والمخطئ له أجر واحد ( ثم يقول ) وأما قوله : يدعوهم الى الجنة ويدعونه الى النار فان عمّارا وأصحابه يدعون أهل الشام إلى الالفة واجتماع الكلمة ، وأهل الشام يريدون ان يستأثروا بالأمر دون من هو أحق به ، وان يكون الناس أوزاعا على كل قطر امام برأسه ، وهذا يؤدي إلى افتراق الكلمة واختلاف الأمة فهو لازم مذهبهم وناشئ عن مسلكهم وان كانوا لا يقصدونه!!(١)

ونحن لم نجد اسما يناسب هذا العمل إلاّ التحريف للحقائق.

فان مؤيدي الفئة الباغية مع كل ما اوتوا من قدرة على إخفاء الحقائق وطمسها لم يستطيعوا إنكار هذه الحقيقة ، ولكن مؤرخا مثل ابن كثير عمد ـ رغم ورود هذا الحكم الغيبي في شأن تلك الفئة ـ الى تحريف بارد قد غفلت تلك الفئة هي ذاتها عنه!!

يقول أحمد بن حنبل : دخل رجلان على معاوية يختصمان في رأس عمّار يقول

__________________

(١) البداية والنهاية : ج ٢ ص ٢١٨.

١٦

كل واحد منهما أنا قتلته ، فقال عبد الله بن عمرو : ليطيب به أحدكما نفسا لصاحبه فاني سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول : تقتله الفئة الباغية قال معاوية : فما بالك معنا؟ قال : ان أبي شكاني إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال : اطع أباك ما دام حيا ، ولا تعصه ، فأنا معكم ولست اقاتل(١) .

إن اعتذار « عبد الله بن عمرو بن العاص » يشبه تأويل ابن كثير الشامي الذي يقول : إن معاوية قاتل « عليا » في صفين اجتهادا وايمانا ، وإن أخطأ في اجتهاده ، وذلك لأن إطاعة الوالد واجبة ما لم تجر الى مخالفة الشرع ، فهذا هو القرآن الكريم يقول :

«وَإِنْ جاهَداكَ لِتُشْرِكَ بِي ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُما »(٢) .

كما ان الاجتهاد إنما يصح إذا لم يكن في المقام نصّ صريح ، ورد عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ولهذا كان اجتهاد معاوية وعمرو بن العاص وامثالهما باطلا مرفوضا ، لكونه في مقابلة النصّ النبويّ.

ولو أننا فتحنا باب الاجتهاد هكذا بدون أية ضوابط لكان جميع المشركين والمنافقين معذورين في معارضتهم ، ومحاربتهم لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، كما لا بدّ ـ حينئذ ـ أن نقول : إن يزيد والحجاج وأشباههما كانوا معذورين في سيفكهم لدماء الأئمة المعصومين ، والصالحين من المسلمين ، بل ومأجورين في عملهم هذا.

انتهى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والمسلمون من بناء المسجد ، وظل يوسّع فيه كل عام شيئا فشيئا.

وقد بني الى جانب المسجد صفة ليسكن فيها الفقراء والمهاجرون المحرومون.

وكلّف « عبادة بن الصامت » بأن يعلّمهم الكتابة ، وقراءة القرآن.

__________________

(١) مسند احمد بن حنبل : ج ٢ ص ١٦٤ و ١٦٥.

(٢) العنكبوت : ٨.

١٧

التآخي ؛ أو أعظم معطيات الايمان :

لقد فتح تمركز المسلمين في المدينة فصلا جديدا في حياة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

فقد كانصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قبل دخوله المدينة لا يهمّه إلاّ جذب القلوب والدعوة إلى دينه ، ولكنه اليوم عليه أن يعمل ـ كصاحب دولة محنّك ـ على حفظ كيانه وكيان جماعته ، ولا يسمح للأعداء الداخليين والخارجيين بالتسلّل والنفوذ في صفوفهم ، ولكنه كان يواجه في هذا السبيل ثلاث مشاكل كبرى :

١ ـ خطر قريش وعامة الوثنيين في شبه الجزيرة العربية.

٢ ـ خطر يهود يثرب الذين كانوا يقطنون داخل أو خارج المدينة ويمتلكون ثروة كبيرة.

٣ ـ الاختلاف الذي كان بين أتباعه من المهاجرين وبين الأوس والخزرج.

وحيث إن المهاجرين والانصار قد نشئوا في بيئتين مختلفتين ، لهذا كان من الطبيعي أن يختلفوا في طريقة المعاشرة ، وآداب السلوك ، واسلوب التفكير اختلافا كبيرا.

هذا مضافا إلى أن الأوس والخزرج الذين كانوا يشكّلون جماعة الأنصار كانوا هم يعانون من رواسب عداء قديم وبقايا ضغائن نشأت خلال حروب موية طويلة استغرقت مائة وعشرين سنة بلا انقطاع.

ومع وجود مثل هذه التناقضات والأخطار المحتملة لم يكن مواصلة الحياة الدينية ، والسياسية المستقرة أمرا ممكنا قط.

ولكن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم تغلّب على كل هذه المشكلات بطريقة حكيمة ، غاية في الحنكة والابداع.

فبالنسبة إلى المشكلتين الأوليين فقد عالجهما بالقيام بأعمال سيأتي ذكرها في المستقبل.

وأما بالنسبة إلى مشكلة التناقضات بين فئات وأصناف جماعته فقد عالج

١٨

تلك المشكلة بحذق كبير ، وتدبير رائع جدا.

فقد امر من جانب الله تعالى بأن يؤاخي بين المهاجرين والأنصار.

فجمعهم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ذات يوم وقال لهم :

« تآخوا في الله أخوين أخوين ».

وقد ذكرت المصادر التاريخيّة الاسلامية ، مثل « السيرة النبوية » لابن هشام(١) اسماء كلّ متآخيين من المهاجرين والأنصار.

وبهذا الاسلوب كرّس رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الوحدة السياسية والمعنوية بين المسلمين وقوّى اسسها ودعائمها.

وقد سببت هذه الوحدة ، وهذا التآخي الواسع في أن يقرّر حلا للمشكلتين الاوليين بسرعة وسهولة.

منقبتان عظيمتان :

ولقد ذكر أكثر مؤرّخي السنة والشيعة ومحدّثيهم في هذا الموضع منقبتين عظيمتين ، نذكرهما نحن هنا أيضا : لقد آخى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بين ثلاثمائة من أصحابه من المهاجرين والأنصار وهو يقول : يا فلان أنت أخ لفلان.

ولما فرغ من المؤاخاة ، قال له عليعليه‌السلام ، وهو يبكي :

« يا رسول الله آخيت بين أصحابك ولم تؤاخ بيني وبين أحد »؟

فقال له رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وقد أخذ بيده :

« أنت أخي في الدنيا والآخرة »(٢) .

وقد ذكر القندوزي الحنفي هذه القضية بنحو أكثر تفصيلا اذ قال :

فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لعلي :

« والذي بعثني بالحق نبيا ما أخّرتك إلاّ لنفسي ، فأنت مني بمنزلة هارون من

__________________

(١) السيرة النبوية : ج ١ ص ٥٠٤ ـ ٥٠٧.

(٢) المستدرك على الصحيحين : ج ٣ ص ١٤.

١٩

موسى إلاّ أنه لا نبيّ بعدي ، وأنت أخي ووارثي »(١) .

غير ان ابن كثير شكّك في صحة هذا الرواية(٢) ، وحيث إن هذه التشكيك نابع من نفسيّته الخاصة ، ولا يقلّ تفاهة وبطلانا من اعتذاره ودفاعه عن معاوية وزمرته الباغية عن قتل الصحابي العظيم عمار بن ياسر لهذا نرجح أن نصرف النظر عن النقاش فيه ، ونترك القضاء والحكم عليه للقارئ المنصف ، والمتتبع العدل.

منقبة أخرى لعليّعليه‌السلام :

فرغ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من بناء المسجد ، وقد بنيت منازله ومنازل أصحابه حول المسجد ، وكلّ شرع منه بابا إلى المسجد ، وخطّ لحمزة خطا فبنى منزله فيه ، وشرع بابه الى المسجد وخط لعليّ بن أبي طالب مثل ما خط لهم فبنى منزله فيه وشرع بابه إلى المسجد ، فكانوا يخرجون من منازلهم فيدخلون المسجد من تلك الابواب.

وفجأة نزل جبرئيل على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وقال :

« يا محمّد إنّ الله يأمرك أن تأمر كلّ من كان له باب إلى المسجد أن يسدّه ولا يكون لأحد باب إلى المسجد إلاّ لك ولعليّعليه‌السلام ».

يقول ابن الجوزي : فأوجد هذا الامر ضجة عند البعض ، وظنوا أنّ هذا الاستثناء قد نشأ عن سبب عاطفي ، فخطب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في الناس وقال فيما قال :

« والله ما أنا أمرت بذلك ، ولكنّ الله أمر بسدّ أبوابكم وترك باب عليّ »(٣) .

وخلاصة القول أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قضى عن طريق المؤاخاة

__________________

(١) ينابيع المودة : ص ٥٦ ، ونظيره في السيرة النبوية.

(٢) البداية والنهاية : ج ٢ ص ٢٢٦.

(٣) تذكرة الخواص : ص ٤٦ ، بتصرف بسيط.

٢٠

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

أهل مصر والشام غير واحد. وقد روى عن ولده جماعة(١) . يقال : توفى سنة سبع وأربعين ومائة ، وكان جده «حيويل بن ناشرة»(٢) . شهد فتح مصر. ولهم بقية بمصر اليوم(٣) .

* ذكر من اسمه «قيس» :

١٠٨٥ ـ قيس بن ثور بن مازن بن خيثمة السّكونىّ(٤) : يكنى أبا بكر. له رواية عن أبى بكر الصديق(٥) ، وشهد فتح مصر ، ثم انتقل إلى «حمص» ، فسكنها(٦) . وهو والد عمرو بن قيس(٧) .

١٠٨٦ ـ قيس بن الحارث المرادى ، ثم الكعبى : له إدراك ، وقدم من اليمن فى خلافة عمر بن الخطاب ، وتفقّه إلى أن صار يفتى فى زمانه ، وقدم مع عمرو بن العاص ، فشهد

__________________

(١) الإكمال ٢ / ٣٦ (ذكر معنى ذلك ابن يونس). وفى (تهذيب الكمال) ٢٣ / ٥٨٢ : روى عن أبيه ، والزهرى ، ويزيد بن أبى حبيب ، وأبى قبيل ، وأبى الزبير المكى. روى عنه حيوة بن شريح ، ورشدين بن سعد ، وابن لهيعة ، والليث. وأضاف ابن حجر فى (تهذيب التهذيب) ٨ / ٣٣٣ : روى عنه الأوزاعى ، وسعيد بن عبد العزيز.

(٢) ترجم له ابن يونس ـ من قبل ـ فى باب (الحاء) برقم (٣٧٥).

(٣) تهذيب الكمال ٢٣ / ٥٨٣ (قال أبو سعيد بن يونس) ، وتهذيب التهذيب ٨ / ٣٣٤ (لم يذكر اليوم).

(٤) كذا لقّب فى (مختصر تاريخ دمشق) : ٢١ / ٩٣. وقال : ولقب بالكندى ، ولقب والده ب (الكندى السّكونى). وقد ضبط السمعانى لقب (السكونى) بالحروف ، وقال : السّكون بطن من كندة. (الأنساب) ٣ / ٢٧٠.

(٥) وقد ورد فى (الإصابة) ٥ / ٥٣١ : أنه هاجر على عهد أبى بكر الصديق مع وفد ، فتلقاهم أبو بكر ب (الحرّة) ، فرأوه مخضوب الرأس واللحية.

(٦) مختصر تاريخ دمشق ٢١ / ٩٤ (قال أبو سعيد بن يونس) ، والإصابة ٥ / ٥٣١ (ذكره أبو سعيد ابن يونس).

(٧) مختصر تاريخ دمشق ٢١ / ٩٤. وابنه هذا المشار إليه ، يكنى أبا ثور. وهو شامى حمصى. روى عن جده (مازن بن خيثمة) الصحابى ، وابن عمرو ، ومعاوية. ووفد على معاوية مع أبيه ، وروى عنه. روى عن النعمان بن بشير أيضا. روى عنه معاوية بن صالح ، والأوزاعى ، وسعيد ابن عبد العزيز. ثقة ، توفى سنة ١٤٠ ه‍. (تهذيب التهذيب ٨ / ٨٠ ـ ٨١). وأخيرا ، راجع المزيد عن المترجم له (قيس بن ثور) فى (مختصر تاريخ دمشق) ٢١ / ٩٣ ، ومنه ومن أخباره السابقة فى (الإصابة) يترجح أنه أسلم فى عهد الرسولصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فله إدراك ، لكنه لم يهاجر إلا بعد وفاته (فى عهد أبى بكر).

٤٠١

فتح مصر(١) . روى عن عمر بن الخطاب(٢) . روى عنه سويد بن قيس ، وقيل : شديد بن قيس بن ثعلبة. روى عنه (أيضا)(٣) بكر بن سوادة(٤) . وهو الذي فتح القرية بصعيد مصر المعروفة ب «القيس» ، فنسبت إليه(٥) .

١٠٨٧ ـ قيس بن الحجّاج بن خلىّ(٦) بن معد يكرب الحميرى(٧) الكلاعىّ ، ثم السّلفىّ(٨) : يروى عن أبى عبد الرحمن الحبلىّ ، وحنش بن عبد الله السّبائىّ. روى عنه عبد الرحمن بن شريح ، وعمرو بن الحارث ، وخالد بن حميد ، والليث بن سعد ، وعبد الله بن لهيعة ، وعبد الله بن عيّاش ، ونافع بن يزيد ، وعبد الأعلى بن الحجّاج(٩) . يقال : توفى سنة تسع وعشرين ومائة ، وكان رجلا صالحا(١٠) .

١٠٨٨ ـ قيس بن ربيعة بن عامر المرادى : له إدراك. شهد فتح مصر(١١) .

__________________

(١) الأنساب ٥ / ٧٩ (له إدراك. ولم يذكر أنه قدم من اليمن) ، والإصابة ٥ / ٥٣١ (قاله أبو سعيد ابن يونس).

(٢) الأنساب ٥ / ٧٩ (قاله أبو سعيد بن يونس) ، والخطط ١ / ٢٠٤.

(٣) إضافة من لدنّى تتلاءم مع السياق.

(٤) حرفت بكر إلى (عسكر) فى : (المصدر السابق).

(٥) السابق (قال ابن يونس).

(٦) كذا فى (تهذيب الكمال) ٢٤ / ١٩ ، وتهذيب التهذيب ٨ / ٣٤٨. وحرفت فى (مخطوط تاريخ دمشق) ١٤ / ٤٣٨ إلى (خولى). ثم عاد ، فحرّفها ابن عساكر ـ فيما ينقل عن ابن يونس ـ إلى (حلى). وأخيرا ، فقد حرّفت إلى (مولى) فى مخطوط (الكمال فى معرفة الرجال) للمقدسى ٥ / ق ٥٦.

(٧) كذا فى (تهذيب التهذيب) ٨ / ٣٤٨. وفى (تهذيب الكمال) ٢٤ / ١٩ : معدى كرب.

(٨) ورد فى (السابق) : وقيل : الصنعانى (من صنعاء دمشق). وعلّق المزى : والصحيح أنه مصرى.

(٩) مخطوط تاريخ دمشق ١٤ / ٤٣٩ (بسنده إلى أبى عبد الله بن منده ، قال : قال لنا أبو سعيد بن يونس).

(١٠) السابق ، ومخطوط الكمال ٥ / ق ٥٦ (وآخر سنة الوفاة ، عن وصفه بالصلاح ، قال أبو سعيد ابن يونس) ، وتهذيب الكمال ٢٤ / ٢٠ (قال أبو سعيد بن يونس) ، وتهذيب التهذيب ٨ / ٣٤٨ (قال ابن يونس). ويلاحظ أنه سبقت الترجمة لجدّ المترجم له (خلىّ بن معد يكرب) فى باب (الخاء) رقم (٤١٩).

(١١) الإصابة ٥ / ٥٣٤ (ذكره ابن يونس).

٤٠٢

١٠٨٩ ـ قيس بن سعد بن عبادة بن دليم(١) بن حارثة بن أبى حزيمة(٢) بن ثعلبة بن طريف بن الخزرج بن سعادة بن كعب بن الخزرج الأنصارى(٣) : شهد فتح مصر ، واختط بها دارا(٤) . وولى على مصر لعلىّ بن أبى طالب فى سنة ست وثلاثين ، وعزله عنها سنة سبع وثلاثين(٥) . روى عنه عبد الله بن مالك الجيشانى ، وعمرو بن الوليد بن عبدة السّهمىّ(٦) .

١٠٩٠ ـ قيس بن سمىّ بن أزبر(٧) بن عدى(٨) بن مالك بن سلمة بن أيدعان بن سعد ابن تجيب التجيبى(٩) : شهد فتح مصر ، وله رواية عن عمرو بن العاص. روى عنه سويد بن قيس التجيبى(١٠) . وهو جد حيوة بن الرّقاع بن عبد الملك بن قيس ، صاحب الدار بمصر ، وعقبه بإفريقية(١١) .

١٠٩١ ـ قيس بن أبى العاص بن قيس بن عدىّ(١٢) بن سعيد(١٣) بن سهم القرشى

__________________

(١) حرفت إلى (دليهم) فى (تهذيب التهذيب) ٨ / ٣٥٣.

(٢) كذا ضبطها ابن ماكولا بالحروف : ج ٣ / ١٤٠ من كتاب (الإكمال).

(٣) أورد ابن عساكر نسبه كاملا فى (مخطوط تاريخ دمشق) ١٤ / ٤٥٠. وذكر ابن ماكولا نسب والده (سعد) فى (الإكمال) ٣ / ١٤١. واكتفى ابن حجر فى نسبه بالوقوف عند (دليم الأنصارى الخزرجى). (الإصابة) ٥ / ٤٧٣.

(٤) مخطوط تاريخ دمشق ١٤ / ٤٥٠ (ولم يذكر دارا) ، وسير أعلام النبلاء ٣ / ١٠٣ (قال ابن يونس) ، والإصابة ٨ / ٤٧٣ (شرحه).

(٥) سير النبلاء ٣ / ١٠٣ ، والإصابة ٥ / ٤٧٣ (ثم كان أميرها لعلىّ). وورد فى (الولاة) ، للكندى ص ٢٠ ـ ٢٢ : أنه دخل مصر واليا ، مستهل ربيع الأول ٣٧ ه‍ ، وعزل فى الخامس من رجب ٣٧ ه‍ (بعد ٤ أشهر ، و ٥ أيام).

(٦) مخطوط تاريخ دمشق ١٤ / ٤٥٠. راجع تفاصيل ترجمته فى : (الاستيعاب ٣ / ١٢٨٩ ـ ١٢٩٣ ، وأسد الغابة ٤ / ٤٢٤ ـ ٤٢٧).

(٧) كذا ورد فى (الإكمال) ١ / ٥٢. وفى (الإصابة) ٥ / ٥٣٥ : الأزهر.

(٨) كذا فى (الإكمال) ١ / ٥٢. وفى (الإصابة) ٥ / ٥٣٥ : عمر.

(٩) ورد النسب كاملا فى (الإكمال) ١ / ٥٢. ووقف ابن حجر عند (سلمة التجيبى). (الإصابة) ٥ / ٥٣٥.

(١٠) الإكمال ١ / ٥٢ (ذكر ابن يونس) ، والإصابة ٥ / ٥٣٥ (شرحه).

(١١) زيادة فى (المصدر السابق).

(١٢) كذا فى (أسد الغابة) ٤ / ٤٣٢ ، والإصابة ٥ / ٤٨٦. وفى مخطوط (رفع الإصر ـ نسخة دار الكتب المصرية) : ق ٢١٠ ، قال : قيس بن عبد قيس بن عدى.

(١٣) الإصابة ٥ / ٤٨٦. وفى (أسد الغابة) ٤ / ٤٣٢ : سعد بن سهم. ووقف ابن حجر فى (مخطوط رفع الإصر) ورقة ٢١٠ عند (سعيد).

٤٠٣

السهمى(١) : شهد فتح مصر ، واختط بها دارا(٢) ، وهو أول قاض قضى بمصر ، ويقال : له صحبة. وهو من مسلمة الفتح. وقيل : شهد حنينا ، والطائف. وأعقب ذرية بمصر(٣) .

روى ابن لهيعة ، عن يزيد بن أبى حبيب : أن عمر كتب إلى عمرو بن العاص أن يتولى قيس بن أبى العاص القضاء على مصر. قال يزيد : فهو أول قاض فى الإسلام.

قال ابن لهيعة : فقضى يسيرا ، ثم مات(٤) .

١٠٩٢ ـ قيس بن عدىّ اللخمى : له إدراك ، وشهد فتح مصر ، وكان طليعة عمرو بن العاص(٥) .

١٠٩٣ ـ قيس بن ملجم بن عمرو بن يزيد المرادى : له إدراك ، وكان قد قدم المدينة ، هو وأخوه عبد الرحمن. وعمّر فى عهد عمر. وشهد قيس فتح مصر ، وله ذكر(٦) .

١٠٩٤ ـ قيس بن نخرة(٧) الصّدفىّ : له إدراك ، وشهد فتح مصر(٨) .

١٠٩٥ ـ قيس بن يسار بن مسلم الكنانىّ : يقال : إنه صحب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وقاتل معه فى(٩) وقاتل أيام الردّة. دخل إفريقية غازيا مع عقبة بن نافع ، وقيل : إنه دخلها قبل ذلك سنة سبع وعشرين مع عبد الله بن سعد. وهو جد «أبى محرز القاضى»(١٠) .

__________________

(١) ورد هذا النسب فى (الإصابة) ٥ / ٤٨٦. وفى (أسد الغابة) ٤ / ٤٣٢ : لم يذكر القرشى السهمى.

(٢) السابق ، ومخطوط رفع الإصر ق ٢١٠ ، وذكر ابن حجر فى (الإصابة) ٥ / ٤٨٧ ، رواية عن سعيد بن عفير : أن قيسا اختط دارا بحذاء دار ابن رمّانة.

(٣) مخطوط رفع الإصر ق ٢١٠ ، والإصابة ٥ / ٤٨٦ (قال أبو سعيد بن يونس).

(٤) السابق ٥ / ٤٨٧ (وأخرجه ابن يونس من طريق ابن لهيعة). وفى (أسد الغابة) ٤ / ٤٣٢ : ولى قضاء مصر لعمر بن الخطاب (رواه ابن لهيعة ، عن يزيد بن أبى حبيب. قاله ابن يونس). وورد فى كتاب (القضاة) للكندى ص ٣٠١ ، من طريق الحارث بن عثمان بن قيس بن أبى العاص : أن جده (قيسا) ـ المترجم له هنا ـ مات فى ربيع الأول سنة ٢٣ ه‍. وكان قد ولى أول سنة ٢٣ ه‍ (فيكون قد قضى فى منصبه ثلاثة أشهر).

(٥) الإصابة ٥ / ٥٣٦ (ذكره ابن يونس).

(٦) السابق ٥ / ٥٤١ (شرحه). وزاد : نزيل الكوفة ، أخو عبد الرحمن قاتل علىّ.

(٧) أوله نون مضمومة ، وبعدها خاء معجمة ساكنة (الإكمال ١ / ١٩١).

(٨) الإصابة ٥ / ٥٤١ (ذكره ابن يونس).

(٩) بياض فى الأصل المحقق عليه (رياض النفوس) للمالكى (ط. مؤنس ١ / ٦١ ، وط. بيروت ١ / ٩٦).

(١٠) المصدر السابق (قال أبو سعيد ، وغيره). وذكر المحقق : أنه لا ذكر له فى مصادر

٤٠٤

* ذكر من اسمه «قيسبة» :

١٠٩٦ ـ قيسبة(١) بن كلثوم بن حباشة(٢) بن هدم بن عامر بن خولىّ بن وائل الكندىّ(٣) : كان له قدر فى الجاهلية(٤) . وفد على النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) ، وشهد فتح مصر. وكان اختطّ بعض المسجد ، فلما بنى الجامع سلّم خطّته ، فزيدت فى المسجد ، وعوّض عنها ، فأبى أن يقبل. وفى ذلك يقول الشاعر لابنه عبد الرحمن :

وأبوك سلّم داره وأباحها

لجباه قوم ركّع وسجود(٥)

* ذكر من اسمه «قيصر» :

١٠٩٧ ـ قيصر بن أبى غزيّة : مولى تجيب ، وينسب إلى ولاء معاوية بن حديج(٦) .

__________________

تراجم الصحابة. والقاضى المذكور هو (محمد بن عبد الله بن قيس بن يسار بن مسلم الكنانى). من أصحاب الإمام مالك. ولّاه (إبراهيم بن الأغلب) القضاء على كره منه ، وأشرك معه فيه (أسد بن الفرات) ، فكانا معا على قضاء (إفريقيّة). توفى سنة ٢١٤ ه‍. (راجع تفاصيل ترجمته فى : (طبقات علماء إفريقية وتونس) ، لأبى العرب ص ١٦٦ ـ ١٦٧ ، ورياض النفوس (ط. بيروت) ١ / ٢٧٤ ـ ٢٨٠ ، والديباج المذهب ٢ / ٣٢٥.

(١) ضبطها ابن حجر فى (الإصابة) ٥ / ٥١٣.

(٢) ذكر ابن ماكولا أنها بضم الحاء المهملة ، والشين المعجمة (الإكمال) ٣ / ١٩٣. ووردت بضم الحاء فى (تبصير المنتبه) ١٠ / ٣٩٨.

(٣) ورد النسب كاملا فى (الإصابة) ٥ / ٥١٣.

(٤) قال ابن حجر فى (المصدر السابق) بعد ذلك : ثم ذكر ـ أى : ابن يونس ـ له قصة ، ولم يوردها ابن حجر. ثم ذكر أنه وفد على الرسولصلى‌الله‌عليه‌وسلم إلخ. قال (أى : ابن يونس) : وذكر بقية الترجمة.

(٥) الترجمة بكاملها فى (السابق) ، نقلا عن ابن يونس.

(٦) مختصر تاريخ دمشق ، لابن منظور ٢١ / ٨٢ (قال أبو سعيد بن يونس).

٤٠٥

باب الكاف

* ذكر من اسمه «كثير» :

١٠٩٨ ـ كثير(١) : له صحبة. روى ابن وهب ، عن حيوة بن شريح ، قال : سألت عقبة بن مسلم عن الوضوء مما مسّت النار. فقال : إن كثيرا ـ وكان من أصحاب النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ يقول : كنا عند النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فوضع الطعام لنا فأكلنا ، ثم أقيمت الصلاة فصلّينا ، ولم يتوضأ(٢) . الحديث معلول(٣) .

١٠٩٩ ـ كثير بن إياس الدّولى المصرىّ(٤) : يروى عن الليث ، ونافع بن يزيد ، ومفضّل بن فضالة. توفى سنة تسع عشرة ومائتين(٥) .

١١٠٠ ـ كثير بن قليب(٦) بن موهب الصّدفىّ الأعرج : له إدراك. شهد فتح مصر(٧) .

__________________

(١) قال ابن عبد البر : كثير الأزدى. روى عنه عقبة بن مسلم التجيبى. سكن مصر ، ويعد فى أهلها. (الاستيعاب ٣ / ١٣٠٩). وقال ابن الأثير : ذكر ابن منده ، وأبو نعيم عنه : كثير بن أبى كثير. وعلّق بأنه هو المذكور فى (الاستيعاب) ، فكلاهما واحد. (أسد الغابة) ٤ / ٤٥٧. وقال ابن حجر فى (الإصابة) ٥ / ٥٧٤ : غير منسوب.

(٢) السابق ٥ / ٥٧٤ (رجاله ثقات). وقد ورد الحديث بالإسناد الذي ساقه ابن يونس فى (مسند أحمد) ٤ / ١٩٠ ، لكن رواه الصحابى (ابن جزء) ، وبلفظ مقارب. وورد فى (فتوح مصر) لابن عبد الحكم ص ٢٩٩ ـ ٣٠٠ ، من طريق ابن لهيعة ، عن سليمان بن زياد ، عن ابن جزء ، قال : أكلنا مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم فى المسجد شواء ، ثم أقيمت الصلاة ، فمسحنا أيدينا بالحصباء ، ثم قمنا ، فصلّى ولم يتوضأ.

(٣) الإصابة ٥ / ٥٧٤ (ذكر ابن يونس). وعلّق ابن حجر قائلا : كأنه أشار إلى الاختلاف فيه على (عقبة بن مسلم) ، فإنه روى عنه من غير وجه (عن عبد الله بن الحارث بن جزء ، بدل الصحابى كثير).

(٤) بضم الدال. ولعلها نسبة إلى الدّول بن حنيفة بن لجيم بن صعب بن على بن بكر بن وائل. وفى رأى آخر : أن الدول امرأة من بنى كنانة ، وهم رهط أبى الأسود الدؤلى (راجع الإكمال ج ٣ ص ٣٤٧ ـ ٣٤٨).

(٥) تاريخ الإسلام ١٥ / ٣٥٧ (ذكره ابن يونس).

(٦) قال ابن ماكولا : أوله قاف مضمومة ، وآخره باء معجمة بواحدة (الإكمال) ٧ / ٧٠. وضبطها محقق (تهذيب الكمال) بفتح القاف. (ج ٢٤ / ١٤٦).

(٧) الإصابة ٥ / ٦٣٨ (ذكره ابن يونس).

٤٠٦

يروى عن أبى فاطمة ، وعقبة بن عامر. روى عنه الحارث بن يزيد(١) . روى سعيد بن أبى مريم عن ابن لهيعة ، قال : حدثنا الحارث بن يزيد ، عن كثير الأعرج الصدفى ، قال : سمعت أبا فاطمة ـ وهو معنا بذى الصوارى ـ يقول : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : «يا أبا فاطمة ، أكثر من السجود ؛ فإنه ليس من مسلم يسجد لله سجدة ، إلا رفعه الله بها درجة»(٢) .

١١٠١ ـ كثير بن ميسرة المصرى : يروى عن عمر بن الخطاب. روى عنه الحارث بن يعقوب(٣) .

١١٠٢ ـ كثير بن نجيح المصرى : يكنى أبا الخير. رأى عيسى بن المنكدر ، وعبد الله ابن عبد الحكم. وسأل أصبغ بن الفرج مسائل. قال لى : ولدت سنة أربع ومائتين. مات فى رمضان سنة إحدى وثلاثمائة ، وكان رجلا صالحا ، قارب المائة(٤) .

__________________

(١) الإكمال ٧ / ٧٠ ، وتهذيب الكمال ٢٤ / ١٤٦ ، وتهذيب التهذيب ٨ / ٣٨٠ (ولم ينسبه أيهم إلى ابن يونس ، لكنه له كما يتضح من إسناد الحديث الآتى).

(٢) ذكر المزى أن ابن يونس روى هذا الحديث فى ترجمة (الصحابى المذكور) من رواية سعيد بن أبى مريم ، عن ابن لهيعة (تهذيب الكمال ٢٤ / ١٤٨). قال ابن حجر فى (تهذيب التهذيب) ٨ / ٣٨٠ : وكذا رواه ابن يونس فى (تاريخه) من طريقه ، وقال : هو (كثير بن قليب بن موهب). وعلّق ابن حجر بقوله : الحديث المذكور معروف من رواية (كثير بن مرّة الحضرمى ، عن أبى فاطمة). هذا ، وقد مال المزى إلى تخطئة ابن يونس ، وأنه ذكر شخصا واحدا على أنه شخصان ، جعل أحدهما فى (تاريخ المصريين) ـ وأشار إليه ابن عساكر فيما يذكر المزى ـ وأخطأ فى تسمية أبيه (قليب بن موهب) ، بينما هو كثير بن مرة. وعاد ، فذكره فى كتاب (الغرباء الذين قدموا مصر) ، وذكر أن جماعة من أهل مصر رووا عنه ، وقال : الحديث محفوظ من رواية (كثير بن مرة ، عن أبى فاطمة). (تهذيب الكمال ٢٤ / ١٤٨ ـ ١٤٩). ويرى ابن حجر فى (تهذيب التهذيب) ٨ / ٣٨١ ـ وهو الراجح عندى ـ أن ابن يونس فرّق بينهما ، فجعل هذا بنسبه المذكور فى المصريين ، ووضع (كثير بن مرة) فى (تاريخ الغرباء) ، ولم يذكر أنه صدفى ، ولا أعرج. وأخيرا ، فالحديث المذكور ورد من طرق أخرى بلفظ مقارب مع زيادات فى (المعجم الكبير) للطبرانى ج ٢٢ / ٣٢٢ (أحاديث أرقام ٨١٠ ـ ٨١٢).

(٣) مخطوط تاريخ دمشق ١٤ / ٥١٨ (بسنده إلى أبى عبد الله بن منده ، قال : قال لنا أبو سعيد بن يونس). ثم قال ابن عساكر ـ فيما أرى ـ : كذا قال. وواصل تعليقه بأنه يبعد أن يكون من سمع من عمر بن الخطاب ، يغزو زمن عمر بن عبد العزيز. وهو ـ بذلك ـ يشكك فى صحة ما ورد فى رواية أخرى (غير منقولة عن ابن يونس) ، تذكر أنه قدم على عمر بن عبد العزيز بعد العود من القسطنطينية.

(٤) تاريخ الإسلام ٢٣ / ٧٢ (قال ابن يونس).

٤٠٧

* ذكر من اسمه «كريب» :

١١٠٣ ـ كريب بن أبرهة بن الصّبّاح بن لهيعة بن معدى كرب الأصبحىّ(١) : يكنى أبا رشدين. أمه كبشة بنت عيدان بن ربيعة بن عيدان الحضرمى(٢) . شهد فتح مصر(٣) ، واختط بجيزة فسطاط مصر(٤) . وأدركت(٥) قصره بالجيزة قائما(٦) بحاله معروفا مشهورا ، إلى بعد الثلاثمائة(٧) ، حتى هدمه ذكا(٨) الأعور (أمير كان على مصر) ونقل عمده

__________________

(١) هكذا اكتفى ـ فيما يبدو ـ ابن يونس بما أورد من نسبه فيما نقله ابن عساكر عنه فى ترجمة له ، بسنده إلى (أبى عبد الله بن منده ، قال : قال لنا أبو سعيد بن يونس) ١٤ / ٥٤١ ـ ٥٤٢ (من مخطوط تاريخ دمشق). وكذلك أورده ابن منظور فى (مختصر تاريخ يونس) ٢١ / ١٦٧. بينما جاء ابن حجر بنسب آخر فى أواخره (فيما أرى) هو : (كريب بن أبرهة بن الصباح بن مرثد ابن يكنف الأصبحى). (الإصابة) ٥ / ٦٤١. وقد ذكر نسبه الكامل ـ من قبل ـ ابن يونس فى ترجمة (ابن ابن أخى المترجم له ، وهو والى مصر أيوب بن شرحبيل بن أكسوم بن أبرهة) رقم (١٦١). هذا ، وقد اقتصر ابن عبد البر ، وابن الأثير فى ذكر نسبه على (كريب بن أبرهة). (الاستيعاب ٣ / ١٣٣٢ ، وأسد الغابة ٤ / ٤٧١). ويلاحظ ـ أخيرا ـ أن ابن حجر ترجم بعده فى (الإصابة) ٥ / ٦٤٣ لشخص آخر : يسمى (كريب بن الصبّاح الحميرىّ) ، وهو الذي كان فى صفوف معاوية فى (صفين) ، وبارزه ثلاثة من جيش علىّ فقتلهم ، ثم خرج إليه علىّ ، فقتله.

(٢) مخطوط تاريخ دمشق ١٤ / ٥٤٢ ، ومختصر ابن منظور ٢١ / ١٦٧ (قال أبو سعيد بن يونس).

(٣) مخطوط تاريخ دمشق ١٤ / ٥٤٢ ، ومختصر ابن منظور ٢١ / ١٦٧ ، وتاريخ الإسلام ٥ / ٥١٥ (شرحه) ، والإصابة ٥ / ٦٤٢ (قال ابن يونس).

(٤) مخطوط تاريخ دمشق ١٤ / ٥٤٢ ، ومختصر ابن منظور ٢١ / ١٦٧ ، والإصابة ٥ / ٦٤٢ (واختط بالجيزة). راجع تفصيل خططه ، وإخوته الثلاثة : (أبى شمر ، ومعدى كرب ، ويكسوم) فى الجيزة بمصر ، وأخرى آلت إليهم بالتوارث بعد مصاهرتهم بنى وعلة بالفسطاط (فتوح مصر) ص ١١٣.

(٥) مخطوط تاريخ دمشق ١٤ / ٥٤٢ ، ومختصر ابن منظور ٢١ / ١٦٧ ، وتاريخ الإسلام ٥ / ٥١٥. وفى (الإصابة) ٥ / ٦٤٢ : ولم يزل قصره بها.

(٦) إضافة فى (مختصر ابن منظور) ٢١ / ١٦٧.

(٧) إضافة فى (الإصابة) ٥ / ٦٤٢.

(٨) فى مختصر ابن منظور ٢١ / ١٦٧ ، وتاريخ الإسلام ٥ / ٥١٥ : (ذكاء). وفى كتاب (الولاة) ، للكندى ص ٢٧٣ ـ ٢٧٦ : (ولى ذكا مصر فى صفر سنة ٣٠٣ ه‍ ، وتوفى أميرا عليها فى ربيع الآخر ٣٠٧ ه‍).

٤٠٨

وطوبه ، فابتنى به القيساريّة الجديدة(١) المعروفة ب «قيسارية ذكا» ، يباع فيها البزّ(٢) . روى كريب بن أبرهة ، عن أبى ريحانة ، ومرّة بن كعب البهزىّ. روى عنه من أهل مصر والشام غير واحد ، منهم : الهيثم بن خالد التجيبى ، وشعبة الشّعبانىّ ، وثوبان بن شهر الأشعرى ، وغيرهم(٣) . وولى كريب لعبد العزيز بن مروان أمير مصر(٤) رابطة الإسكندرية ، وكان شريفا بمصر فى أيامه(٥) . توفى كريب بن أبرهة سنة خمس وسبعين(٦) .

حدثنا محمد بن أبى عدى ، حدثنا أسد بن سعيد بن كثير بن عفير ، حدثنى أبى ، حدثنا أبو أمية مخرمة بن يحيى ، عن مخرمة بن بكير ، عن يعقوب بن عبد الله بن الأشجّ ، قال : قدمت مصر فى أيام عبد العزيز بن مروان ، فرأيت كريب بن أبرهة قد خرج من عنده ـ يعنى : عبد العزيز بن مروان ـ وتحت ركابه خمسمائة من حمير يسيرون(٧) .

__________________

(١) مخطوط تاريخ دمشق ١٤ / ٥٤٢ (بعدها لفظة بالمدان ، التى لم أقف على مقصودها ، فأسقطتها ؛ لاعتقادى أنها زائدة ، ولا معنى لها ، والسياق لا يتأثر بها) ، ومختصر ابن منظور ٢١ / ١٦٧ ، وفى (تاريخ الإسلام) ٥ / ٥١٥ : وبنى عوضه.

(٢) مخطوط تاريخ دمشق ١٤ / ٥٤٢ ، ومختصر ابن منظور ٢١ / ١٦٧ (حرف إلى البزر) ، وتاريخ الإسلام ٥ / ٥١٥.

(٣) مخطوط تاريخ دمشق ١٤ / ٥٤٢. وورد عدد من أساتيذ ، وتلاميذ المترجم له فى (الاستيعاب ٣ / ١٣٣٢ ، وأسد الغابة ٤ / ٤٧١).

(٤) إضافة فى (تاريخ الإسلام) ٥ / ٥١٥.

(٥) مخطوط تاريخ دمشق ١٤ / ٥٤٢ ، ومختصر ابن منظور ٢١ / ١٦٧ ، وتاريخ الإسلام ٥ / ٥١٥ ، والإصابة ٥ / ٦٤٢. وذكر ابن عبد الحكم أن خطّته بمصر فى دار فى طرف زقاق القناديل ، مما يلى سوق بربر ، وتعرف ب (دار النخلة). (فتوح مصر ١١١).

(٦) مخطوط تاريخ دمشق ١٤ / ٥٤٢ ، ومختصر ابن منظور ٢١ / ١٦٧ ، وتاريخ الإسلام ٥ / ٥١٥ ، والإصابة ٥ / ٦٤٣.

(٧) مخطوط تاريخ دمشق بسنده كاملا ١٤ / ٥٤٢. وذكر ابن عبد الحكم الرواية فى (فتوح مصر) ص ١١٣ ، عن ابن عفير ، بإسناد ابن يونس نفسه (ولم يذكر : يسيرون). وفى (الإصابة) ٥ / ٦٤٢ : (يسعون). وفى (الاستيعاب ٣ / ١٣٣٢) ، (وأسد الغابة) ٤ / ٤٧١ : فى صحبته نظر ، ولم نجد له رواية إلا عن الصحابة (حذيفة ، وأبى الدرداء ، وأبى ريحانة). روى عنه كبار التابعين الشاميين ، مثل : كعب ، ومرّة بن كعب ، وسليم بن عامر. وفى (فتوح مصر) ص ١١٣ ، والإصابة ٥ / ٦٤٣ : له إدراك. سمع خطبة عمر بالجابية ، ولم يدرك معناها.

٤٠٩

* ذكر من اسمه «كعب» :

١١٠٤ ـ كعب الأقطع : رجل من أصحاب النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قطعت يده يوم اليمامة. روى عمرو بن الحارث ، عن بكر بن سوادة : أن زياد بن نافع ، حدّثه عن كعب ـ وكان من أصحاب النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قطعت يده يوم اليمامة ـ أن صلاة الخوف بكل طائفة ركعة وسجدتان(١) .

١١٠٥ ـ كعب بن عاصم الصّدفىّ : شهد فتح مصر. ذكروه فى كتبهم (يعنى : فى فتح مصر)(٢) .

١١٠٦ ـ كعب بن عدىّ بن عمرو بن ثعلبة بن عدىّ بن ملكان(٣) بن عذرة بن زيد اللّات : وهو الذي يقال له : التّنوخىّ ؛ لأن ملكان بن عوف حلفاء «تنوخ» ، وهم العباد ـ بكسر المهملة ، وتخفيف الموحّدة ـ بالحيرة(٤) . كان أحد وفد أهل الحيرة إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ولم يسلم ، وأسلم زمن أبى بكر. وكان شريك عمر فى الجاهلية فى تجارة البزّ(٥) . روى ابن وهب ، أخبرنى عبد الرحمن بن شريح ، عن يزيد بن عمرو ، عن أبى ثور الفهمىّ ، قال : كان كعب العبادى عقيدا(٦) لعمر بن الخطاب فى الجاهلية ، فقدم الإسكندرية ، فوافق لهم عيدا ، يكون على رأس مائة سنة ، فهم مجتمعون. فحضر معهم حتى إذا فرغوا ، قام فيهم من يناديهم : أيها الناس ، أيكم أدرك عيدنا الماضى ، فيخبرنا أيهما أفضل؟ فلم يجبه أحد حتى ردّد فيهم ، فقال : اعلموا أنه ليس أحد يدرك عيدنا المقبل ـ مما لم يدرك هذا العيد ـ من شهد العيد الماضى. وكان هذا العيد ـ عندهم ـ معروفا بالإسكندرية إلى بعد الثلاثمائة(٧) .

__________________

(١) الإصابة ٥ / ٦١٤ (ذكره ابن يونس ، وأخرجه من طريق عمرو بن الحارث. وعلّق ابن حجر : أظن فى إسناده انقطاعا ، فقد علّقه البخارى من طريق زياد بن نافع ، عن أبى موسى الغافقى ، عن جابر بن عبد الله).

(٢) الإصابة ٥ / ٦٤٧ (قال ابن يونس).

(٣) راجع ـ فى ضبطه ـ كتاب (الإكمال) لابن ماكولا ٧ / ٢٨٨.

(٤) نسبه ابن منده ، عن ابن يونس (الإصابة ٥ / ٦٠١. قال : (وهكذا قال ابن يونس فى تاريخ مصر). وذكر النسب نفسه ابن الأثير فى (أسد الغابة) ٤ / ٤٨٢ (ولم ينسبه إلى ابن يونس).

(٥) الإصابة ٥ / ٦٠٣ (قال ابن حجر : ذكر ابن يونس هذا النص فى بداية الترجمة).

(٦) عقيد : حليف ، وشريك. (اللسان ، مادة : ع. ق. د) ج ٤ / ٣٠٣١.

(٧) حاولت جاهدا تخير مكان هذه الرواية داخل الترجمة ، بما يتوافق مع موضوعها. وأعتقد أن

٤١٠

وقدم الإسكندرية سنة خمس عشرة رسولا من عمر إلى المقوقس. وشهد فتح مصر ، واختطّ بها. وكان ولده يأخذون العطاء فى بنى عدىّ بن كعب ، حتى نقلهم أمير مصر فى زمن «يزيد بن عبد الملك» إلى ديوان قضاعة. وولده بمصر من عبد الحميد بن كعب ابن علقمة بن كعب بن عدىّ. وله بمصر حديث من طريق إبراهيم بن أبى داود البرلسىّ ، أنه قرأ فى كتاب «عمرو ابن الحارث» بخطه ، حدثنى يزيد بن أبى حبيب ، أن ناعما(١) حدّثه ، عن كعب بن عدى ، قال : كان أبى أسقفّ الحيرة. فلما بعث محمد ، قال : هل لكم أن يذهب نفر منكم إلى هذا الرجل ، فتسمعوا من قوله ؛ لا يموت غدا ، فتقولوا : لو أنّا سمعنا من قوله ، وقد كان على حق؟ فاختاروا أربعة فبعثوهم ، فقلت لأبى : أنا أنطلق معهم. قال : وما تصنع؟! قلت : أنظر.

فقدمنا على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فكنا نجلس إليه ، إذا صلّى الصبح ، فنسمع كلامه والقرآن ، ولا ينكرنا أحد. فلم نلبث إلا يسيرا حتى مات ، فقال الأربعة : لو كان أمره حقا ، لم يمت. انطلقوا. فقلت : كما أنتم ، حتى تعلموا من يقوم مكانه ، فينقطع هذا الأمر أم يتم؟ فذهبوا ، ومكثت أنا لا مسلما ، ولا نصرانيا. فلما بعث أبو بكر جيشا إلى اليمامة ، ذهبت معهم. فلما فرغوا ، مررت براهب(٢) فوقع فى قلبى الإيمان ، فآمنت حينئذ ، فمررت على الحيرة ، فعيّرونى ، فقدمت على عمر ـ وقد مات أبو بكر ـ فبعثنى إلى المقوقس ، فقدمت عليه بكتابه بعد وقعة اليرموك ، ولم أعلم بها. فقال لى :

__________________

ابن حجر أشار إلى الترتيب العام لعناصر الترجمة لدى ابن يونس ، وهو ما التزمنا بإيراده. أما الجزئيات ، فلم يشر إليها ابن حجر بتفاصيلها من حيث الترتيب. والتعليق الذي قاله ابن يونس آخر الرواية يتناسق مع قول ابن حجر فى بدايتها : أورد ابن منده فى ترجمته قصة له ، تتضمن رواية أبى ثور الفهمى عنه ، أخرجها من طريق ابن وهب ، ثم ذكرها (الإصابة ٥ / ٦٠٥). وهذا يعنى أن ابن منده نقلها عن مؤرخنا ، الذي علّق عليها ، وصدّر تعليقه ب (قال ابن يونس).

(١) هو ناعم بن أجيل المصرى الفقيه ، وستأتى ترجمته فى (تاريخ المصريين) لابن يونس ، فى باب (النون) ، بإذن الله.

(٢) لم يسرد ابن حجر ـ فيما نقله عن ابن يونس من رواية يزيد بن أبى حبيب ـ ما دار بين المترجم له والراهب ، واختزل ذلك بقوله : فذكر قصة معه. (الإصابة) ٥ / ٦٠٣ (وعلى كل ، فما وقع بينهما سيأتى فى رواية ابن عفير ، وإن كنا لا نجزم أنها فى هذه الجزئية بالذات تتوافق تماما مع رواية يزيد).

٤١١

علمت أن الروم قتلت العرب ، وهزمتهم؟ قلت : لا. قال : ولم؟ قلت : لأن الله وعد نبيهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ليظهره على الدين كله ، وليس يخلف الميعاد. قال : فإن العرب قتلت الروم ـ والله ـ قتلة عاد ، وإن نبيكم صدق. ثم سألنى عن وجوه الصحابة ، فأهدى لهم. وقلت له : إن العباس عمّه حىّ ، فتصله؟(١) .

هكذا وجدته فى الدّرج والرّق ، الذي حدثنى به محمد بن موسى ، عن ابن أبى داود ، عن كتاب عمرو بن الحارث(٢) .

روى سعيد بن كثير(٣) بن عفير ، حدثنى عبد الحميد بن كعب بن علقمة بن كعب بن عدىّ التنوخى ، عن عمرو بن الحارث ، عن ناعم بن أجيل ـ بالجيم مصغرا ـ عن كعب ابن عدى ، قال : أقبلت فى وفد من أهل الحيرة إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فعرض علينا الإسلام فأسلمنا ، ثم انصرفنا إلى الحيرة ، فلم نلبث أن جاءتنا وفاة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فارتاب أصحابى ، وقالوا : لو كان نبيا ، لم يمت. فقلت : فقد مات الأنبياء قبله ، فثبتّ على الإسلام ، ثم خرجت أريد المدينة ، فمررت براهب كنا لا نقطع أمرا دونه. فعجت إليه ، فقلت : أخبرنى عن أمر أردته ، لقح(٤) فى صدرى منه شىء. قال : ائت باسمك من

__________________

(١) الإصابة ٥ / ٦٠٢ ـ ٦٠٣ (ويلاحظ أن ابن حجر فى نقله رواية ابن يونس ، عن يزيد بن أبى حبيب وصل إلى إرسال عمر المترجم له إلى المقوقس بعد موت أبى بكر. ولم يذكر ما وقع بنصه ، واختصره بقوله : فذكره نحوه (أى : نحو رواية ابن عفير ، التى ساقها ابن حجر سلفا). من هنا نقلنا رواية هذه الجزئية لدى ابن عفير ، باعتباره قدرا مشتركا بين الروايتين.

(٢) السابق ٥ / ٦٠٤ (وصدّر تعليق ابن يونس هذا بقوله : وتبع ابن ـ لا ابن ، كما ضبطها المحقق خطأ ـ يونس أبو عبد الله بن منده ، وأخرج الحديث ـ أى : تلك الرواية ـ عن ابن يونس ، من طريق يزيد بن أبى حبيب المذكورة ، وقال : قال ابن يونس (ثم ساق تعليقه). وهناك لفظتان وردتا فى التعليق هما : أ ـ الدّرج : الذي يكتب فيه. (القاموس المحيط ، باب الجيم فصل الدال) ١ / ١٨٦. أما بالتحريك (الدّرج) : الطريق. ومنه قولهم : رجع درجه ، وأدراجه : أى : من حيث جاء ، ورجع فى الأمر الذي كان قد ترك. (المعجم الوسيط) ١ / ٢٨٧. وعلى ذلك ، فالمعنى الأول مرتبط بتسكين الراء ، ولا يجوز تحريكها ؛ لأن هذا يدخل الكلمة فى معنى آخر غير مراد هنا (ومن هنا لا يصح ما فهمه محقق الإصابة من أنها يجوز فيها التحريك ، ج ٥ ص ٦٠٤ هامش ١). ب ـ الرّق : بفتح ويكسر ، وهو الجلد الرقيق يكتب فيه. والجمع : رقوق (القاموس المحيط ، باب القاف ـ فصل الراء ٣ / ٢٢٩).

(٣) حرّفت فى (الإصابة) ٥ / ٦٠١ إلى (حبير). والصواب ما ذكرت.

(٤) لقح يلقح لقحا : هاج فى نفسى بعد سكون. ومنه : حرب لاقح : شديدة. ومنه قولهم : إن لى لقحة تخبرنى عن لقاح الناس ، أى : تخبرنى عن نفوسهم. (وهو يطلق على الخبير بالناس). (اللسان ، ل. ق. ح) ٥ / ٤٠٥٩ ، و (المعجم الوسيط) ٢ / ٨٦٧.

٤١٢

الأشياء ، فأتيته بكعب. قال : ألقه فى هذا الشّعر (لشعر أخرجه) ، فألقيت الكعب فيه ، فإذا بصفة النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم كما رأيته ، وإذا موته فى الحين الذي مات فيه ، فاشتدّت بصيرتى فى إيمانى. فقدمت على أبى بكر ، فأعلمته وأقمت عنده ، ووجّهنى إلى المقوقس ، ورجعت ، ثم وجّهنى عمر أيضا ، فقدمت عليه بكتابه بعد وقعة اليرموك ، ولم أعلم بها. فقال لى : علمت أن الروم قتلت العرب ، وهزمتهم؟ قلت : لا. قال : ولم؟ قلت : لأن الله وعد نبيهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ليظهره على الدين كله ، وليس بمخلف الميعاد. قال : فإن العرب قتلت الروم ـ والله ـ قتلة عاد ، وإن نبيكم قد صدق. ثم سألنى عن وجوه الصحابة ، فأهدى لهم. وقلت له : إن العباس عمه حىّ ، فتصله؟(١) . الصواب ما فى الكتاب لم يسمعه عمرو من ناعم(٢) .

١١٠٧ ـ كعب بن علقمة بن كعب بن عدى التنوخى المصرى : يكنى أبا عبد الحميد. رأى عبد الله بن الحارث بن جزء الزّبيدىّ. روى عن مرثد اليزنى ، وعبد الرحمن بن جبير ، وعبد العزيز بن مروان. روى عنه ابن لهيعة ، والليث ، وحيوة بن شريح(٣) . توفى سنة سبع وعشرين ومائة ، فيما يقال. وقال يحيى بن بكير : مات سنة ثلاثين ومائة(٤) .

١١٠٨ ـ كعب بن يسار بن ضنّة(٥) بن ربيعة بن قزعة بن عبد الله بن مخزوم بن غالب

__________________

(١) الإصابة ٥ / ٦٠١ ـ ٦٠٢ (أوردت هذه الرواية ؛ لقول ابن حجر بعد إيراده رواية ابن يونس من طريق يزيد : ثم أخرج ابن يونس رواية سعيد بن عفير).

(٢) هذا تعليق ابن يونس على شىء من سند رواية ابن عفير ، وفيه يرى أن عمرو بن الحارث لم يسمع من ناعم ، بل يوجد وسيط بينهما هو (يزيد بن أبى حبيب). وهذا صحيح. ويلاحظ أن (من ناعم) حرفت إلى (ابن ناعم) ، وهو غير مفهوم (السابق ٥ / ٦٠٣).

(٣) تهذيب الكمال (٢٤ / ١٨٣ ـ ١٨٤ ، وتهذيب التهذيب ٨ / ٣٩١). وانتقيت ذلك وفق منهج ابن يونس المعهود.

(٤) تهذيب الكمال ٢٤ / ١٨٤ (قال أبو سعيد بن يونس) ، وتهذيب التهذيب ٨ / ٣٩١ (قال ابن يونس).

(٥) يسمى (كعب بن يسار بن ضنة). (الإكمال ٥ / ٢١٥ ـ ٢١٦) ، وأحيانا ينسب إلى جده (كعب ابن ضنة). (السابق ٥ / ٢١٦). ضنة : بكسر الضاد ، وبالنون فى (السابق) ٥ / ٢١٤ ـ ٢١٥ ، وكذلك فعل ابن حجر فى (التبصير) ٣ / ٨٥٤ (شكّلت النون بالشدة). وقال ابن حجر فى (الإصابة) ٥ / ٦١٣ : بمعجمة ، ونون ثقيلة (ضنّة). وحرفت فى (الاستيعاب) ٣ / ١٣٢٦ إلى (ضبة).

٤١٣

ابن قطيعة(١) بن عبس(٢) العبسىّ : هو صحابى شهد فتح مصر ، واختط بها ، وولى قضاءها(٣) . من أهل مصر(٤) ، وله بها عقب ، وقبور ولده بها ، وعليها بلاطة رخام ، فيها نسبهم كذلك ، وفيها أنه ابن بنت خالد بن سنان(٥) . أدرك كبار الصحابة(٦) . قال سعيد ابن عفير : وهو أول من استقضى بمصر فى الإسلام ، وكان قاضيا فى الجاهلية(٧) . روى الضحاك بن شرحبيل : أن عمار بن سعد التجيبى(٨) أخبرهم أن عمر بن الخطاب كتب إلى عمرو بن العاص : أن يجعل كعب بن ضنة على القضاء ، فأرسل إليه عمرو. فقال كعب : لا والله ، لا ينجيه الله من الجاهلية ، ثم يعود فيها أبدا بعد إذ نجّاه الله منها. فتركه عمرو(٩) .

* ذكر من اسمه «كنانة» :

١١٠٩ ـ كنانة بن بشر بن غياث بن عوف بن حارثة بن قتيرة بن حارثة بن تجيب التّجيبىّ : شهد فتح مصر ، وقتل بفلسطين سنة ست وثلاثين ، وكان ممن قتل عثمان(١٠) .

__________________

(١) كذا بالتصغير فى (الإكمال) ٧ / ١٢٠ (وهو بطن من عبس).

(٢) حرّف فى (مخطوط رفع الإصر) ق ٢١٠ إلى (عيسى). قال ابن حجر عن النسب الوارد فى (المصدر السابق) : نسبه أبو سعيد بن يونس. راجع مزيدا من النسب فى (أسد الغابة) ج ٤ ص ٤٩٠.

(٣) مخطوط معرفة الصحابة ، لأبى نعيم ، والإصابة ، ٥ / ٦١٣ (ويقال : إنه ولى القضاء بها. قال ابن يونس) ، ومخطوط رفع الإصر ق ٢١٠ (لم يذكرها عن ابن يونس).

(٤) الإكمال ٥ / ٢١٦ ، وتبصير المنتبه ٣ / ٨٥٤ (قاله ابن يونس).

(٥) مخطوط رفع الإصر ق ٢١٠ (قال أبو سعيد بن يونس). وتقول فيه عبس : تنبّأ فى الفترة بين محمد ، وعيسى (فتوح مصر) ص ٢٢٩.

(٦) الإكمال ٥ / ٢١٦ (أدرك الكبار من الصحابة) ، وتبصير المنتبه ٣ / ٨٥٤ (قال ابن يونس). ويلاحظ أن ابن ماكولا لم ينسب ما قال إلى ابن يونس ، ولم يحدد هولاء الصحابة.

(٧) مخطوط معرفة الصحابة ، لأبى نعيم ، ومخطوط رفع الإصر ق ٢١٠.

(٨) حرّف فى (السابق : ق ٢١١) إلى (عمار بن ياسر التجيبى).

(٩) الإصابة ٥ / ٦١٣ (أخرجه ـ أى : ابن يونس من طريق الضحّاك بن شرحبيل) ، ومخطوط رفع الإصر ق ٢١٠ ـ ٢١١ (أسند ابن يونس ، وأبو عمر). ذكر ابن الأثير تلميذ (الضحاك ابن شرحبيل) ، الذي نقل عنه تلك الرواية (حيوة بن شريح). (أسد الغابة ٤ / ٤٩٠). وأضاف ابن عبد الحكم قبل (حيوة) تلميذا آخر ، نقل عنه (عبد الله بن يزيد المقرئ). (فتوح مصر) ١١١ ، ٢٣٠ ، ٣١٥.

(١٠) الإصابة ٥ / ٦٥٤ (قال ابن يونس). قال ابن حجر : ذكرته ؛ لأن الذهبى ذكر عبد الرحمن بن ملجم ؛ لأن له إدراكا. وينبغى أن ينزّه عنهما كتاب الصحابة.

٤١٤

* ذكر من اسمه «كهمس» :

١١١٠ ـ كهمس(١) بن معمر بن محمد بن معمر بن حبيب : يكنى أبا القاسم. كان أبوه بصريا ، وولد هو بمصر ، وكان عاقلا. وكانت القضاة تقبله. حدّث عن محمد بن رمح ، وعيسى بن حمّاد زغبة ، وسلمة بن شبيب ، ونحوهم. توفى فى يوم الاثنين لأربع خلون من شهر ربيع الأول سنة إحدى عشرة وثلاثمائة(٢) .

* ذكر من اسمه «الكوثر» :

١١١١ ـ الكوثر بن الأسود القنوىّ(٣) : أرسله مروان بن محمد مع عثمان بن أبى نسعة الخثعمىّ إلى الأسود بن نافع ، لما سوّد بالإسكندرية(٤) ، فانهزم عنها ، وهرب إلى «صالح بن علىّ»(٥) .

__________________

(١) ضبط هذا الاسم فى ترجمة (كهمس بن الحسن التميمى) بالشكل (التقريب) : ٢ / ١٣٧.

(٢) الخطط ٢ / ١٦٠ (قال ابن يونس).

(٣) وردت النسبة مضبوطة بالشكل فى (الأنساب) ٤ / ٥٥٥ ، وقال : نسبة إلى القناة ، وهى الرمح ، لكنه لم يعرّف به ضمن المنتسبين إلى تلك النسبة.

(٤) أى : لبس السّواد (شعار العباسيين) ، ودعا إلى دولتهم ، وذلك أواخر عهد الأمويين.

(٥) الإكمال ٧ / ١٣٧ (قاله ابن يونس).

٤١٥

باب اللام

* ذكر من اسمه «لبيد» :

١١١٢ ـ لبيد بن عقبة التجيبى : عداده فى الصحابة. شهد فتح مصر ، ولا تعرف له رواية(١) .

* ذكر من اسمه «لصيب» :

١١١٣ ـ لصيب بن خيثم بن حرملة(٢) : شهد فتح مصر ، ولا تعرف له رواية(٣) .

* ذكر من اسمه «لقيط» :

١١١٤ ـ لقيط بن عدىّ اللخمى ، ثم الأجذومى : من بنى خشينة(٤) . وهو جد سويد ابن حيّان بن لقيط(٥) . له ذكر فى الصحابة. روى عنه سويد. ولا يعرف له مسند(٦) ، وعداده فى أهل مصر(٧) . شهد فتح مصر ، وكان صاحب كمين عمرو بن العاص ، لما افتتح عمرو الإسكندرية(٨) .

__________________

(١) أسد الغابة ٤ / ٥١٨ (قاله أبو سعيد بن يونس).

(٢) كذا فى (الإصابة) ٥ / ٦٨٣. وفى (أسد الغابة) ٤ / ٥٢١ : لصيت بن جشم بن حرملة.

(٣) السابق (قاله ابن يونس). وفى (الإصابة) ٥ / ٦٨٣ : نقل ابن منده هذا ، عن ابن يونس ، وزاد : له ذكر فى الصحابة. وهذه الزيادة ما رأيتها فى كتاب (ابن يونس).

(٤) ضبطها ابن ماكولا بالحروف فى (الإكمال) ٢ / ١٠٥ ، ٤٧٢ ، وقال : هى قبيلة. قال ابن قديد ، عن أبى قرّة فى كتاب (الرايات) : ثم راية خشينة. وقد درس د. البرى أوضاع (خشينة) فى مصر ، وذكر أنها بطن من قضاعة. (القبائل العربية فى مصر) ص ١٩١ ، ٢٣٧.

(٥) الإكمال ٢ / ١٠٥ ، ٤٧٢. وفى (أسد الغابة) ٤ / ٥٢٥ (لم يذكر اسم لقيط) ، وكذلك فى (الإصابة) ٥ / ٦٨٨.

(٦) أسد الغابة ٤ / ٥٢٥. وفى (الإصابة) ٥ / ٦٨٨ : مستند.

(٧) أسد الغابة ٤ / ٥٢٥ (قال أبو سعيد بن يونس) ، والإصابة ٥ / ٦٨٨ (ذكره ابن منده ، عن ابن يونس).

(٨) الإكمال ٢ / ١٠٥ (ذكره ابن يونس) ، ٢ / ٤٧٢ (شرحه) ، والإصابة ٥ / ٦٨٨ (قال ابن يونس : ذكر ذلك سعيد بن عفير).

٤١٦

١١١٥ ـ لقيط بن ناشرة : له إدراك. قديم ، له ذكر فى «الأخبار» ، وشهد فتح مصر(١) .

* ذكر من اسمه «لقيم» :

١١١٦ ـ لقيم(٢) بن سرح التّنوخىّ : له إدراك. شهد فتح مصر(٣) .

* ذكر من اسمه «لهيعة» :

١١١٧ ـ لهيعة الحضرمى : ذكره معروف فى التابعين(٤) . روى عنه محمد بن عبد الله التّيمىّ(٥) . مات سنة مائة(٦) . روى محمد بن عبد الله التيمى ، عن لهيعة الحضرمى : أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم نام يوما ، وعنده بعض نسائه ، فرأت وجهه يتلوّن ، ثم إنه أسفر. فلما استيقظ ، قالت : يا رسول الله ، لقد رأيت ما نالك ـ اليوم ـ ما لم أكن أرى! قال : إن الذي رأيت منى أنى رأيت الصّراط ، فمرّ أبو بكر ، فما كاد يخلص حتى ظننت لا يخلص ، ثم خلص ؛ فلذلك أسفر وجهى(٧) .

١١١٨ ـ لهيعة بن عقبة بن فرعان بن ربيعة بن ثوبان الحضرمى ، ثم الأعدولى المصرى : يكنى أبا عكرمة فيما يقال. أمه أم حيوة. ويقال : أم حمزة بنت شديد بن عبيد المنهلىّ. ومنهل بطن من حضرموت. وأخواه لأمه : عكرمة ، وطلحة ابنا أسد بن حريث بن ذهل بن أسلم بن الليث بن قيس بن الحارث(٨) . يقال : إنه كان ممن طلع مع

__________________

(١) الإصابة ٥ / ٦٩٤ (ذكره ابن يونس).

(٢) بالتصغير (السابق) ٥ / ٦٩٤.

(٣) السابق (ذكره ابن يونس).

(٤) السابق ٥ / ٦٩٧ (ذكره ابن يونس).

(٥) حرّف لقب (التّيمى) إلى (التّميمى) فى (المصدر السابق). وهو محمد بن عبد الله بن أبى عتيق ، محمد بن عبد الرحمن بن أبى بكر الصديق القرشى التّيمىّ المدنى. روى عن أبيه ، ونافع مولى ابن عمر ، والزهرى. روى عنه يحيى بن أيوب المصرى ، وحماد بن سلمة ، ومحمد بن إسحاق. حديثه عند البخارى مقرون. (تهذيب التهذيب ٩ / ٢٤٦ ـ ٢٤٧). وفى (التقريب) ٢ / ١٨٠ : مقبول الرواية.

(٦) الإصابة ٥ / ٦٩٧ (قال ابن يونس).

(٧) أسد الغابة ٤ / ٥٢٦. أسفر الصبح : انكشف ، وأضاء إضاءة. والمقصود : تهلّل وجهه ، وأشرق سرورا. ولم أقف على الحديث المذكور فيما تيسر لى من كتب السنّة.

(٨) تهذيب الكمال ٢٤ / ٢٥٢ ـ ٢٥٣ (قال أبو سعيد بن يونس).

٤١٧

سفيان بن وهب إلى المغرب سنة ثمان وسبعين ، ومات سنة مائة(١) . يروى عن سفيان ابن وهب الخولانى. روى عنه يزيد بن أبى حبيب ، وزبّان بن فائد ، ومحمد بن عبد الله التّيمىّ(٢) .

١١١٩ ـ لهيعة بن عيسى بن لهيعة بن عقبة بن فرعان بن ربيعة بن ثوبان الحضرمى ، ثم الأعدولى المصرى : أمه أمة العزيز بنت عيّاش بن عقبة. ويكنى أبا عكرمة. أخذ عن عمه. روى عنه ولده عيسى ، وسعيد بن عفير ، ويحيى بن بكير ، وغيرهم. وولّاه عبّاد ابن محمد قضاء مصر أيام الفتنة الواقعة بين(٣) الأمين والمأمون. وكان عباد يدعو للمأمون ، فأراد أن يولى عبد الله بن وهب القضاء ، فاستتر. فولى لهيعة بن عيسى ، وكان فى أول يوم من شعبان سنة ست وتسعين(٤) .

١١٢٠ ـ لهيعة بن مخمر(٥) بن نعيم بن سلامة اليحصبىّ : من الأفنوش. بطن من يحصب. له إدراك. شهد فتح مصر(٦) .

* ذكر من اسمه «ليث» :

١١٢١ ـ ليث بن سعد بن عبد الرحمن الفهمىّ المصرى : يكنى أبا الحارث. مولى عبد الرحمن بن خالد بن مسافر. وقيل : مولى بنى فهم لآل خالد بن ثابت(٧) بن ظاعن

__________________

(١) تهذيب الكمال ٢٤ / ٢٥٣ (قال أبو سعيد بن يونس) ، وتهذيب التهذيب ٨ / ٤١١ (قال ابن يونس).

(٢) ذكرت ذلك ؛ استئناسا بالمعهود من منهج مؤرخنا (ابن يونس) ، ونقلته عن (الأنساب) ١ / ١٨٦ (دون نسبة إلى ابن يونس) ، وقال : محمد بن عبيد الله التميمى ، وكذا حرّف فى (تهذيب الكمال) ٢٤ / ٢٥٣ ، وتهذيب التهذيب ٨ / ٤١١ (محمد بن عبيد الله التيمى ، ومحمد بن عبيد الله التميمى ، على التوالى). والصواب فى نسب هذا العلم ما ذكرته آنفا فى (هامش ٥ ، ص ٤١٧). ويلاحظ أنه سبقت الترجمة لابن المترجم له (عبد الله) فى باب (العين) ، رقم (٧٦٦).

(٣) حرفت من الناسخ إلى (بعد) ، وذلك فى (مخطوطة رفع الإصر) ق ٢١١.

(٤) أى : ومائة (من رجال المائة الثانية). (المصدر السابق : قاله ابن يونس). وهو حفيد المذكور فى الترجمة السابقة. ذكر الكندى : أنه ولى القضاء للمرة الأولى (١٩٦ ـ ١٩٨ ه‍). (القضاة : ص ٤١٧ ـ ٤٢٠). وللمرة الثانية (١٩٩ ـ ٢٠٤ ه‍). (السابق : ص ٤٢١ ـ ٤٢٦).

(٥) كذا ضبطه ابن يونس بالحروف ، كما ذكر ابن ماكولا فى (الإكمال) ٧ / ٢٢٦.

(٦) الإصابة ٥ / ٦٩٥ (قال ابن يونس).

(٧) حرّفت إلى (ناشر) فى كتاب (الرحمة الغيثية) لابن حجر ص ٣.

٤١٨

الفهمىّ(١) ، ثم من بنى كنانة بن عمرو بن القيس. وكان اسمه فى ديوان مصر فى موالى بنى كنانة من فهم(٢) . وأهل بيته يقولون : نحن من الفرس من أهل أصبهان. وليس لما قالوه من ذلك عندنا صحة(٣) . يعنى : كونهم من الفرس. فأما إن أصلهم من أصبهان ، فروى عن الليث أنه قال مثل ذلك(٤) . روى عمرو بن أبى الطاهر بن السّرح ، سمعت ابن بكير يقول : سعد والد الليث كان من موالى قريش ، ثم افترض من بنى فهم ، فنسب إليهم ، وتبعه الليث بعده(٥) . والمشهور أنه فهمىّ ، وفهم من قيس عيلان. ولد بقرقشندة (قرية على نحو أربعة فراسخ من مصر)(٦) .

حدثنا أحمد بن محمد بن الحارث ، حدثنا محمد بن عبد الملك بن شعيب ، عن أبيه ، قال : قيل لليث : إنّا نسمع منك الحديث غير مكتوب فى كتبك ، أمتع الله بك. فقال : ليس كل ما فى صدرى فى كتبى ؛ لأننى لو كتبت ما فى صدرى ، ما وسعه هذا المركب(٧) . توفى الإمام الليث بن سعد (رضى الله عنه) فى سنة خمس وسبعين ومائة(٨) .

وقد انفرد الغرباء عن الليث بأحاديث ليست عند المصريين ، عنه(٩) . فمنها : حديث مروان بن محمد ، عن الليث ، عن يزيد بن عمرو المعافرى ، عن أبى ثور الفهمى ، ليس

__________________

(١) تهذيب الكمال ٢٤ / ٢٥٥ ، والرحمة الغيثية ص ٣.

(٢) السابق : ٣.

(٣) تهذيب الكمال ٢٤ / ٢٥٦ (قال أبو سعيد بن يونس) ، وتهذيب التهذيب ٨ / ٤١٢.

(٤) الرحمة الغيثية : ص ٣. وزاد : أن عيسى بن حمّاد سمع الليث يقول : إن أصلهم من أصبهان ، وأوصى بأهلها خيرا. وقد رجّح القلقشندى فى (صبح الأعشى) ٣ / ٤٠٠ رأى ابن يونس ؛ لأنه أثبت ، وهو مصرى ، أهل البلد أخبر بحال بلدهم. ويضاف ـ إلى ذلك ـ أنه قريب من زمن الليث ، فبه أدرى. ويجوز أن يكون من أصل أصبهانى ، ثم نزل آباؤه قلقشندة ، وولد بها ، وسكنها ، فنسب إليها (وهذا احتمال راجح قوى فى نظرى).

(٥) الرحمة الغيثية : ص ٣ (قال ابن يونس فيما أخرجه من طريق عمرو بن أبى الطاهر).

(٦) تهذيب الكمال ٢٤ / ٢٥٦ ، وصبح الأعشى ٣ / ٣٩٩ (ذكر ابن يونس فى تاريخه) ، وسمّاها (قلقشندة).

(٧) سير أعلام النبلاء ٨ / ١٥٣ (ذكره بهذا السند) ، وتاريخ الإسلام ١١ / ٣٠٦ (السند نفسه. رواها أبو سعيد بن يونس).

(٨) الانتصار (القسم الأول ص ٢١). (قال ابن يونسرحمه‌الله ). وأضاف صاحب (صبح الأعشى) ج ٣ / ٤٠٠ : توفى نصف شعبان ١٧٥ ه‍ ، وصلى عليه موسى بن عيسى الهاشمى أمير مصر للرشيد.

(٩) تهذيب التهذيب ٨ / ٤١٥ (قال ابن يونس).

٤١٩

بمصر عند المصريين. ومنها : حديث قتيبة بن سعيد ، عن الليث ، عن يزيد بن أبى حبيب ، عن الطّفيل ، عن معاذ بن جبل (حديث الصلاة) ليس بمصر أيضا. وأحاديث أخرى(١) للغرباء ، عن الليث ليست بمصر(٢) .

١١٢٢ ـ ليث بن عاصم بن العلاء بن مغيث بن الحارث بن عامر الخولانىّ ، ثم الجدادى(٣) : الجديدة قبيلة من خولان ، وهم ولد رازح بن مالك بن خولان. وإنما سمّوا ب «الجديدة» أن رازحا لمّا شاب خضب ، فكان إذا أعاد الخضاب ، تقول خولان : جدّد ، فسمّى الجديدة. ومن ولد رازح بن مالك بن خولان(٤) بمصر إلى اليوم ، وهم ولد أبى رحب. حدثنى بذلك أحمد بن على بن رازح بن رحب فى إسناد له عن آبائه. حدثنى بهذا الحديث ـ أيضا ـ أشياخ من خولان ، عن آبائهم ، ومن أدركوا من أشياخهم ، عن آبائهم. وهم يقولون إذا نسبوا إلى هذه القبيلة : الجدادىّ(٥) . يكنى أبا الحسن. من أهل مصر. يروى عن الحسن بن ثوبان. حدّث عنه عبد الله بن وهب ، وإدريس بن يحيى(٦) . توفى يوم السبت ـ أول يوم من صفر ـ سنة اثنتين وثمانين ومائة. حدثنى بوفاته هذه أبو بكر أحمد بن على بن رازح بن رحب(٧) . وليث بن عاصم هذا أخو أبى رحب العلاء ابن عاصم ، وهو أسنّ من أبى رحب ، وكان إمام المسجد قبل أخيه «أبى رحب»(٨) .

١١٢٣ ـ ليث بن عاصم بن كليب بن خيار(٩) بن جبر(١٠) بن أسعد القتبانىّ

__________________

(١) فى (تهذيب الكمال) ٢٤ / ٢٧١ : أخر. ولعل الصواب ما أوردته بالمتن.

(٢) المصدر السابق ٢٤ / ٢٧١ (قاله أبو سعيد بن يونس).

(٣) ضبط بالحروف فى (الإكمال) ٢ / ٢٦٨ ، والأنساب ٢ / ٢٨. وبالحاء فى (تهذيب الكمال ٢٤ / ٢٩٠ ، وتهذيب التهذيب ٨ / ٤٢٠).

(٤) فى (الأنساب) ٢ / ٢٨ : قتيبة. وغيّرتها ؛ لتوافق النسب المذكور.

(٥) السابق (قال أبو سعيد بن يونس المصرى).

(٦) الإكمال ٢ / ٢٦٨ (قاله ابن يونس).

(٧) السابق (ذكر وفاته فى مستهل صفر) ، وتهذيب الكمال ٢٤ / ٢٩٠ ـ ٢٩١ (قال أبو سعيد بن يونس) ، وتهذيب التهذيب ٨ / ٤٢٠ (قال ابن يونس : توفى فى صفر سنة ١٨٢ ه‍).

(٨) الإكمال ٢ / ٢٦٨ ، وتهذيب الكمال ٢٤ / ٢٩١ (وصلى بالناس فى الجامع. قال أبو سعيد) ، وتهذيب التهذيب ٨ / ٤٢٠ (قال ابن يونس). وفيه حرّفت رحب إلى (وهب). وفى (الإكمال) ٢ / ٢٦٨ : صحّفت إلى (رجب) بالجيم.

(٩) حرفت إلى (جبار) فى (تهذيب التهذيب) ٨ / ٤١٩.

(١٠) حرفت إلى (خير) فى (تهذيب الكمال) ٢٤ / ٢٨٨.

٤٢٠

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679

680

681

682

683

684

685

686

687

688

689

690

691

692

693

694

695

696

697

698

699

700

701

702

703

704

705

706

707

708

709

710

711

712

713

714

715

716

717

718

719

720

721

722

723

724

725

726

727

728

729

730

731

732

733

734

735

736

737

738

739

740

741

742

743

744

745

746

747

748

749

750

751

752

753

754

755

756

757

758

759

760

761

762

763

764

765

766

767

768

769

770

771

772

773

774

775

776

777

778