سيد المرسلين صلى الله عليه وآله الجزء ٢

سيد المرسلين صلى الله عليه وآله7%

سيد المرسلين صلى الله عليه وآله مؤلف:
تصنيف: الرسول الأعظم صلّى الله عليه وآله
الصفحات: 778

الجزء ١ الجزء ٢
  • البداية
  • السابق
  • 778 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 468608 / تحميل: 10032
الحجم الحجم الحجم
سيد المرسلين صلى الله عليه وآله

سيد المرسلين صلى الله عليه وآله الجزء ٢

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

قتل محمّد ، ألا قد قتل محمّد.

ولقد زاد هذا الخبر الكاذب من جرأة العدوّ فتحركت جحافله وأفراده نحو المسلمين يسعى كل واحد منهم أن يقتطع من جسم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عضوا ، وبذلك ينال فخرا في أوساط المشركين!!

وبقدر ما ترك هذا الخبر الكاذب من أثر ايجابي في نفوس المشركين ، ترك أثرا سيئا جدا في نفوس المسلمين ، وأضعف معنوياتهم بشدة بحيث تخلّى عدد كبير من المسلمين عن القتال ، ولجئوا إلى الجبل فرارا بأنفسهم ، ولم يثبت الاّ عدد قليل لا يتجاوز أصابع اليد من الرجال.

هل يمكن أن ينكر أحد فرار البعض؟

لا يمكن أبدا أن ينكر أحد فرار أصحاب النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلاّ من يعدّون بالاصابع في تلك المعركة ، ولا يمنع كونهم صحابة ، أو كونهم أصبحوا في ما بعد ذوي مكانة أو مناصب في المجتمع الإسلامي في ما بعد ، من القبول بهذه الحقيقة التاريخية المرّة.

فهذا هو ابن هشام المؤرخ الاسلامي الكبير يكتب في هذا الصدد قائلا : انتهى أنس بن النضر عمّ أنس بن مالك إلى عمر بن الخطاب وطلحة بن عبيد الله في رجال من المهاجرين والأنصار ، وقد ألقوا بايديهم(١) فقال : ما يجلسكم؟ ( اي ما يقعدكم عن القتال والمقاومة ).

قالوا : قتل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

قال : فما ذا تصنعون بالحياة بعده؟ فموتوا على ما مات عليه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

ثم عاد الى المشركين فقاتلهم حتى قتل.

أو قال : حسب رواية كثير من المؤرخين : ـ ان كان محمد قد قتل فان ربّ محمّد لم يقتل ، وما تصنعون بالحياة بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقاتلوا على

__________________

(١) اي استسلموا.

١٦١

ما قاتل عليه رسول الله ، وموتوا على ما مات عليه ثم قال : اللهم إنّي اعتذر إليك مما يقوله هؤلاء ، وأبرأ إليك مما جاء به هؤلاء ثم شد بسيفه على الكفار فقاتل حتى قتل.

ويروي ابن هشام عن أنس بن مالك ( ابن أخ انس بن النضر ) لقد وجدنا بأنس بن النضر يومئذ سبعين جراحة فما عرفه إلاّ اخته عرفته ببنانه(١) .

وكتب الواقدي في مغازيه يقول :

حدثني ابن أبي سبرة عن أبي بكر بن عبد الله بن أبي جهم واسم أبي جهم عبيد قال : كان خالد بن الوليد يحدث وهو بالشام يقول : الحمد لله الذي هداني للاسلام ، لقد رأيتني ورأيت عمر بن الخطاب حين جالوا وانهزموا يوم احد وما معه أحد وأنّي لفي كتيبة خشناء فما عرفه منهم أحد غيري فنكبت عنه وخشيت إن أغريت به من معي أن يصمدوا له فنظرت إليه موجّها إلى الشعب(٢) .

وقد بلغ الانهزام والضعف النفسي ببعض الصحابة في هذه المعركة بحيث أخذ يفكر في التبري من الاسلام لينجو بنفسه فقال : ليت لنا رسولا إلى عبد الله بن أبي فيأخذ لنا أمانا من أبي سفيان!!(٣) .

القرآن يكشف عن بعض الحقائق :

إن الآيات القرآنية تمزق كل حجب الجهل والتعصب التي اسدلت على هذه المسألة ، وتفيد بوضوح أن طائفة من أصحاب النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم اعتقدوا بأن ما أخبر به رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من الظفر ، والنصر لا أساس له من الصحة ، فان الله تعالى يقول في هذا الصدد :

«وَطائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَلْ لَنا مِنَ الْأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ »(٤) .

وفي امكانك أيها القارئ الكريم أن تحصل على الحقائق المكتومة في هذا

__________________

(١) السيرة النبوية : ج ٢ ص ٨٣ راجع تفسير المنار : ج ٤ ص ١٠٢.

(٢) المغازي : ج ١ ص ٢٣٧.

(٣) بحار الأنوار : ج ٢٠ ص ٢٧

(٤) آل عمران : ١٥٤.

١٦٢

المجال بالتمعن في آيات من سورة آل عمران(١) .

فهذه الآيات تكشف بصورة كاملة عن عقيدة الشيعة حول أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

فان الشيعة تعتقد بأنه لم يكن جميع صحابة النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أوفياء لعقيدة التوحيد ، متفانين في سبيله ، بل كان منهم الضعيف في ايمانه والمنافق ، والمتردد ، ومع ذلك لم يكن المؤمنون الأتقياء والصالحون الأبرار قلة أيضا.

ومن العجيب والمؤسف أن يسعى بعض الكتاب من أهل السنة اليوم إلى التغطية على كثير من المواقف والاعمال المشينة التي بدرت من بعض الصحابة كالذي مرّ عليك في معركة احد ، ويحاول تجاوزها بنوع من التبرير البعيد عن روح الحقيقة كمحاولة للمحافظة على شأن جميع الصحابة ، ومكانتهم على حين أن هذه التبريرات الفجة ، وهذا التعصب اللامنطقي لا يمكنها أن تمنع من رؤية الحقيقة كما هي.

فأي كاتب يستطيع إنكار مفاد هذه الآية التي تصرح قائلة :

«إِذْ تُصْعِدُونَ وَلا تَلْوُونَ عَلى أَحَدٍ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْراكُمْ » (٢) .

إن هذه الآية تقصد اولئك الّذين رآهم أنس بن النضر ، ومن شابههم من الذين تركوا ساحة المعركة ، ولجئوا إلى الجبل ، وجلسوا يفكّرون في نجاة أنفسهم!!

والأوضح من الآية السابقة قول الله تعالى :

«إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطانُ بِبَعْضِ ما كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ »(٣) .

إن الله تعالى يعاتب ويوبّخ الّذين تذرّعوا ـ لفرارهم من المعركة ـ بنبإ مقتل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على يد العدوّ ، وراحوا يفكرون في الحصول على أمان من أبي سفيان بواسطة عبد الله بن أبي اذ يقول :

«وَما مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللهُ الشَّاكِرِينَ »(٤) .

__________________

(١) الآيات : ١٢١ ـ ١٨٠.

(٢) آل عمران : ١٥٣.

(٣) و (٤) آل عمران : ١٥٥ و ١٤٤.

١٦٣

التجارب المرة :

إن في أحداث معركة « احد » ووقائعها تجارب مرة واخرى حلوة فهذه الحوادث والوقائع تثبت بجلاء صمود واستقامة جماعة ، وضعف وهزيمة آخرين.

كما أنه يستفاد من ملاحظة الحوادث التاريخية أنه لا يمكن اعتبار جميع المسلمين الذين عاصروا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أتقياء عدولا بحجّة أنهم صحبوا النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، لأن الذين أخلّوا مراكزهم على الجبل ، يوم احد وعصوا أمر النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في تلك اللحظات الخطيرة ، وجرّوا بفعلهم على المسلمين تلك المحنة الكبرى ، كانوا أيضا ممّن صحبوا النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

يقول المؤرخ الاسلاميّ الكبير الواقدي في هذا الصدد : « بايع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يوم احد ثمانية على الموت : ثلاثة من المهاجرين علي وطلحة والزبير ، وخمسة من الأنصار » فثبتوا وهرب الآخرون(١) .

وكتب العلامة أبن أبي الحديد المعتزلي أيضا : حضرت عند محمد بن معد العلوي الموسوي الفقيه على رأي الشيعة الإماميةرحمه‌الله في داره بدرب الدواب ببغداد في سنة ٦٠٨ هجرية ، وقارئ يقرأ عنده مغازي الواقدي ، فقرأ : حدثنا الواقدي عن ابن أبي سبرة عن خالد بن رياح عن أبي سفيان مولى ابن أبي أحمد عن محمد بن مسلمة قال : سمعت اذناي ، وأبصرت عيناي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول يوم احد ، وقد انكشف الناس الى الجبل وهو يدعوهم وهم لا يلوون عليه ، سمعته يقول :

« إليّ يا فلان ، إليّ يا فلان أنا رسول الله ».

فما عرّج عليه واحد منهما ، ومضيا!! فأشار ابن معد إليّ أي اسمع.

فقلت : وما في هذا؟ قال : هذه كناية عنهما. ( أي اللذين تسنّما مسند الخلافة

__________________

(١) المغازي : ج ٢ ص ٢٤٠.

١٦٤

بعد النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم )

فقلت : ويجوز أن لا يكون عنهما لعله عن غيرهما.

قال : ليس في الصحابة من يحتشم من ذكره بالفرار ، وما شابهه من العيب ، فيضطرّ القائل إلى الكناية إلاّ هما.

قلت له : هذا ممنوع.

فقال : دعنا من جدلك ومنعك ، ثم حلف أنه ما عنى الواقدي غيرهما ، وأنه لو كان غيرهما لذكرهما صريحا(١) .

كما أنّ العلاّمة ابن أبي الحديد ذكر في شرحه لنهج البلاغة أيضا اتفاق الرواة كافة على أن عثمان لم يثبت في تلك اللحظات الحساسة يوم احد(٢) .

وستقرأ في الصفحات القادمة ما قاله رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عن امرأة مجاهدة متفانية في سبيل الرسالة الاسلامية تدعى « نسيبة المازنية » دافعت عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يوم احد.

فقد لمّح رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في كلامه عنها وعن موقفها العظيم يومذاك ، إلى ما يقلّل من شأن الذين فرّوا من المعركة.

نحن لا نريد هنا الاساءة إلى أيّ واحد من صحابة النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، بل غاية ما نتوخّاه هو الكشف عن الحقيقة ، وإماطة اللثام عن الواقع ، فبقدر ما نستنكر ، ونقبّح فرار من فرّ ، نكبر صمود من صمد وثبات من ثبت ممن سنأتي على ذكرهم في الصفحات القادمة ، وهذا هو ما تمليه علينا روح التحليل الصادق أو تقتضيه أمانة النقل ، وما يسمى بالامانة التاريخية على الأقل.

خمسة يتحالفون على قتل النبيّ :

في تلك اللحظات التي تشتت فيها جيش المسلمين ، وانفرط عقده ، وفي الوقت الذي تركزت فيه أن حملات المشركين من كل ناحية على رسول الله صلّى

__________________

(١) شرح نهج البلاغة لابن ابي الحديد ج ١٥ ص ٢٣ و ٢٤.

(٢) المغازي : ج ١ ص ٢٧٨ و ٢٧٩.

١٦٥

الله عليه وآله تعاهد خمسة أنفار من صناديد قريش المعروفين أن يضعوا نهاية لحياة النبيّ الاكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ويقضوا عليها مهما كلّفهم من الثمن(١) .

وهؤلاء هم :

١ ـ عبد الله بن شهاب الذي جرح جبهة النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

٢ ـ عتبة بن أبي وقاص الذي رمى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بأربعة أحجار فكسر رباعيتهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وجرح باطنها ، من الجهة اليمنى.

٣ ـ ابن قميئة الليثي الذي رمى وجنتي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وجرحهما بحيث غاب حلق المغفر في وجنتهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فأخرجها أبو عبيدة الجراح بأسنانه فكسرت ثنيتاه العليا والسفلى.

٤ ـ عبد الله بن حميد الذي قتل على يد بطل الإسلام أبي دجانة وهو يحمل على النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

٥ ـ ابيّ بن خلف وكان من الذين قتلوا بيد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم نفسه.

فهو واجه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عند ما وصلصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلى الشعب ، وقد عرفه بعض أصحابه وأحاطوا به ، فجعل يصيح بأعلى صوته : يا محمّد لا نجوت ان نجوت ، وحمل على النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ولما دنا تناول رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الحربة من « الحارث بن الصمّة » ، ثم انتفض انتفاضة شديدة وطعن « ابيّا » بالحربة في عنقه ، وهو على فرسه ، فجعل ابيّ يخور كما يخور الثور!

ومع أن ما أصاب ابيّا من جراحة كان يبدو بسيطا ، إلاّ أنه تملّكه رعب وخوف شديدان إذ لم ينفعه معهما تطمينات رفاقه ، ولم يذهب عنه الروع بكلامهم ، وكان يقول : واللات والعزى لو كان الذي بي بأهل ذي المجاز(٢) لماتوا أجمعون.

__________________

(١) المغازي : ج ١ ص ٢٤٣.

(٢) كان ذو المجاز سوقا من أسواق العرب وهو عن يمين الموقف بعرفة قريبا من كبكب ( معجم ما استعجم على ما في حواشي المغازي : ص ٥٠٨ ).

١٦٦

أليس قال : ( أي النبيّ يوم كان بمكة ) أنا أقتلك إن شاء الله ، قتلني والله محمّد!!

وقد فعلت الطعنة ، وكذا خوفه فعلتهما فمات في منطقة تدعى سرف ( وهو موضع على ستة أميال من مكة ) فيما كانت قريش قافلة من احد الى مكة(١) .

حقا إن هذا ينمّ عن منتهى الدناءة والخسة في خلق قريش وموقفها ، فمع أنها كانت تعرف صدق رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وتعترف به ، وتنكر أن يكون قد صدر منه كذب في قول ، أو خلف في وعد ، كانت تعاديه أشدّ العداء ، وتمدّ نحوه يد العدوان ، وتبغي مصرعه ، وتسعى إلى اراقة دمه!!

كما أنه من جهة اخرى يدل على شجاعة رسول الاسلامصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وبطولته ومقدرته الروحية الكبرى ، من ناحية اخرى ، وثباته في عمله من ناحية ثالثة.

أجل لقد كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يدافع عن رسالته السماوية ، وعن حياض عقيدته التوحيدية العظمى ، ويصمد لاعداء صمود الجبال الرواسخ مع أنه ربما دنا من الموت وكان منه قاب قوسين أو أدنى.

ومع أنه كانصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يرى أن كل همّ المشركين وكل حملاتهم موجهة نحوه بشخصه ، إلاّ أنه لم يشهد أحد منه أي قول أو فعل يشعر بتوجسه واضطرابه ، ولقد صرح المؤرخون بهذا الأمر فقد كتب المقريزي ونادى المشركون بشعارهم [ يا للعزى ، يا لهبل ] فارجعوا في المسلمين قتلا ذريعا ، ونالوا من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ما نالوا. ولم يزلصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم شبرا واحدا بل وقف في وجه العدوّ ، وأصحابه تثوب إليه مرة طائفة وتتفرق عنه مرة ، وهو يرمي عن قوسه أو بحجر حتى تحاجزوا(٢) .

نعم غاية ما سمع منصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم هو ما قاله عند ما كان يمسح الدم

__________________

(١) السيرة النبوية : ج ٢ ص ٨٤ ، المغازي : ج ١ ص ٢٥١.

(٢) امتاع الاسماع : ج ١ ص ١٣١ ، المغازي : ج ٢ ص ٢٤٠.

١٦٧

عن وجهه المبارك اذ قال :

« كيف يفلح قوم خضّبوا وجه نبيّهم بالدّم وهو يدعوهم إلى الله؟! »(١) .

إن هذه العبارة الخالدة تكشف عن عمق رحمة النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وعاطفته حتى بالنسبة إلى اعدائه الألدّاء.

بينما تكشف كلمة قالها عليعليه‌السلام عن شجاعتهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الفائقة إذ قال :

« كنّا إذا احمر البأس اتقينا برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فلم يكن احد أقرب منّا إلى العدوّ منه »(٢) .

من هنا فان سلامة النبيّ الاكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في الحروب تعود في أكثر أسبابها إلى حسن دفاعه عن دينه ، وعن نفسه ، والى شجاعته في المعارك.

ولقد كانت ثمة علل وأسباب صانت هي الاخرى حياة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من أن يلحقها خطر أو ضرر ، الا وهو تضحية وتفاني تلك القلة القليلة من أصحابه الأوفياء الذين بذلوا غاية جهدهم للحفاظ على حياة رسول الاسلام العظيمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وبذلك أبقوا على هذا المشعل الوقاد ، وهذا السراج المنير.

لقد قاتل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يوم احد قتالا شديدا ، فرمى بالنبل حتى فني نبله وانكسرت سية قوسه ، وانقطع وتره(٣) .

على أن الّذين دافعوا عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لم يتجاوز عددهم عدد أصابع اليد(٤) ، وحتى هذه القلة القليلة المدافعة ثباتهم معه جميعا غير مقطوع به من منظار علم التاريخ ، ومن زاوية التحقيق التاريخي.

نعم ما هو متفق عليه بين المؤرخين ، وأرباب السير هو ثبات أفراد قلائل نعمد هنا إلى ذكر أسمائهم ومواقفهم بشيء من التفصيل.

__________________

(١) بحار الأنوار : ج ٢٠ ص ١٠٢.

(٢) نهج البلاغة : فصل في غريب كلامه رقم ٩.

(٣) الكامل في التاريخ : ج ٢ ص ١٠٧.

(٤) شرح نهج البلاغة : ج ١٥ ص ٢٠ و ٢١.

١٦٨

الدفاع الموفق أو النصر المجدّد :

لو أننا أسمينا هذه المرحلة من تاريخ الاسلام بمرحلة النصر المجدّد لما قلنا جزافا ، فان المقصود من هذا الانتصار هو أن المسلمين استطاعوا ـ وخلافا لتوقعات العدو الحاقد ـ أن يصونوا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من خطر الموت الذي كاد أن يكون محققا ، وهذا هو انتصار مجدّد أصابه جند الاسلام.

أما إذا عزونا هذا الانتصار إلى جيش الاسلام برمّته فان ذلك انما هو لأجل تعظيم مقام المجاهدين المسلمين ، وإلاّ فان ثقل هذا الانتصار العظيم وقع على عاتق عدد معدود جدا من رجال الاسلام الذين صانوا حياة الرسول الاكرم عن طريق المخاطرة بحياتهم ، وتعريضها للخطر الجدي.

وفي الحقيقة فإنّ بقاء الدولة الاسلامية ، وبقاء جذوة هذا الدين المبارك مشتعلة إنما هو نتيجة تضحيات تلكم القلة القليلة المتفانية في سبيل الله ورسوله.

وإليك فيما يلي استعراضا إجماليا لتضحيات اولئك الرجال المتفانين في سبيل العقيدة والدين :

١ ـ إن أول وأبرز الرجال الصامدين الثابتين على طريق الجهاد والتضحية في هذه الواقعة هو شاب بطل لم يتجاوز ربيعه السادس والعشرين من عمره ، هو الذي رافق رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من سني صغره وبدايات حياته وحتى لحظة وفاة الرسول الاكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

إن بطل الاسلام الاكبر وان ذلك الفدائي الواقعي هو الامام « عليّ بن أبي طالب »عليه‌السلام الذي تحفظ ذاكرة التاريخ الاسلامي عنه الكثير الكثير من مواقف التضحية والفداء في سبيل نشر الاسلام والدفاع عن حوزة التوحيد ، وارساء دعائمه.

وفي الاساس ان هذا الانتصار المجدّد ـ على غرار الانتصار الأول ـ إنما جاء نتيجة لبسالة وبطولة هذا المجاهد المتفاني في سبيل الاسلام ذلك لأن السبب الجوهري في هزيمة قريش وفرارها في بداية المعركة كان هو سقوط لوائها بعد

١٦٩

مقتل كل حملة اللواء على يد الامام عليعليه‌السلام ، وبالتالي نتيجة للرعب الذي القي في قلوبهم لما رأوا من تساقط صناديدهم الواحد تلو الآخر ، الأمر الذي سلبهم القدرة على المقاومة.

إن الكتّاب المصريين المعاصرين الذين تناولوا حوادث التاريخ الاسلامي بالتحليل والدراسة ، لم يعطوا علياعليه‌السلام ـ وللأسف ـ حقه في هذه الموقعة ، أو على الأقلّ لم يذكروا ما اتفق عليه المؤرخون ، وتطابقت في اثباته التواريخ ، بل جعلوا تضحيات الإمام عليّعليه‌السلام ومواقفه الشجاعة والعملاقة في عداد مواقف الآخرين ، وفي مستواها.

من هنا ينبغي أن نسلّط بعض الضوء على تضحيات ذلك الفدائيّ الواقعيّ ، وذلك البطل الشجاع الذي شهدت له ساحات الوغى مواقف لا نظير لها في العظمة ، والسمو.

١ ـ يقول ابن الاثير في تاريخه(١) : كان الذي قتل أصحاب اللواء علي ـ قاله ابو رافع ـ ، ( قال ) فلما قتلهم أبصر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم جماعة من المشركين فقال لعليّ : احمل عليهم ، فحمل عليهم ففرّقهم ، وقتل منهم ، ثم أبصر جماعة اخرى فقال له : احمل عليهم ، فحمل عليهم وفرّقهم وقتل منهم ، فقال جبرئيل : يا رسول الله هذه المواساة ، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إنه مني وأنا منه ، فقال جبرئيل : وأنا منكما قال : فسمعوا صوتا :

« لا سيف إلاّ ذو الفقار ولا فتى إلا علي »(٢) .

وقد شرح ابن أبي الحديد هذه القضية بتفصيل أكثر اذ كتب في شرحه لنهج البلاغة يقول : لما فرّ معظم أصحاب النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يوم احد كثرت عليه كتائب المشركين وقصدته كتيبة من بني كنانة ، ثم من بني عبد مناة بن

__________________

(١) الكامل : ج ٢ ص ١٠٧.

(٢) ومثله في تاريخ الطبري : ج ٢ ص ١٩٧ ، ميزان الاعتدال : ج ٣ ص ٣٢٤ ، لسان الميزان : ج ٤ ص ٤٠٦.

١٧٠

كنانة فيها بنو سفيان بن عويف ، وهم خالد بن ثعلب وأبو الشعثاء بن سفيان وأبو الحمراء بن سفيان وغراب بن سفيان ، وانها لتقارب خمسين فارسا وهو ( أي عليعليه‌السلام ) راجل ، فما زال يضربها بالسيف تتفرق عنه ، ثم تجتمع عليه هكذا مرارا حتى قتل بني سفيان بن عويف الأربعة وتمام العشرة منها ممن لا يعرف اسماؤهم.

ثم نقل ما قاله جبرئيل ، ثم كتب يقول : قلت وقد روى هذا الخبر جماعة من المحدثين وهو من الاخبار المشهورة وقفت عليه في بعض نسخ مغازي محمد بن اسحاق ورايت بعضها خاليا عنها ، وسألت شيخي عبد الوهاب بن سكينة عن هذا الخبر ، فقال : خبر صحيح.

فقلت له : فما بال الصحاح ( أي مثل صحيح البخاري ومسلم وما شاكلهما ) لم تشتمل عليه؟

قال : أو كلّ ما كان صحيحا تشتمل عليه كتب الصحاح؟ كم قد أهمل جامعوا الصحاح من الأخبار الصحيحة؟!(١) .

٢ ـ ولقد اشار الامام عليعليه‌السلام نفسه في كلام مفصل له مع رأس اليهود إلى هذا الموقف اذ قال :

« ذهب النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وعسكر بأصحابه في سد احد واقبل المشركون إلينا فحملوا علينا حملة رجل واحد واستشهد من المسلمين من استشهد ، وكان ممّن بقي من الهزيمة ، وبقيت مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ومضى المهاجرون والانصار الى منازلهم من المدينة كلّ يقول قتل النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وقتل أصحابه ، ثم ضرب الله عزّ وجلّ وجوه المشركين ، وقد جرحت بين يدي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم نيفا وسبعين جراحة ، منها هذه ، وهذه ».

ثم انهعليه‌السلام ألقى رداءه ، وأمرّ يده على جراحاته ، وقال :

« وكان منّي في ذلك ما على الله عزّ وجلّ ثوابه إن شاء الله »(٢) .

__________________

(١) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ج ١٤ ص ٢٥٠ و ٢٥١.

(٢) الخصال : ص ٣٦٨.

١٧١

وقد بلغ عليّعليه‌السلام ـ حسب رواية علل الشرائع ـ من كثرة ضربه لطوائف المشركين الذين كانوا يحملون على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يوم احد ، ان انكسر سيفه ، فجاء الى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وقال : يا رسول الله إنّ الرجل يقاتل بسلاحه وقد انكسر سيفي ، فأعطاهعليه‌السلام سيفه ذا الفقار فما زال يدفع به عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فقال جبرئيل في حقه وفي سيفه ما مرّ(١) .

وقد اشار ابن هشام في سيرته إلى العبارة التي نادى بها جبرئيل إذ قال : وحدثني بعض أهل العلم ان ابن أبي نجيح قال : نادى مناد يوم احد : لا سيف إلاّ ذو الفقار ولا فتى إلاّ عليّ(٢) .

كما عد ابن هشام في سيرته(٣) القتلى من المشركين في احد (٢٢) رجلا ، وقد ذكر أسماءهم واحدا واحدا وذكر قبائلهم ، وغير ذلك من خصوصياتهم ، وقد قتل منهم (١٢) رجلا بيد عليعليه‌السلام ، وقتل البقية بايدي المسلمين ، ونحن نعرض هنا عن ذكر اسماء اولئك المقتولين رعاية للاختصار.

هذا ونحن نعترف بأننا لم نستطع بيان كل ما قام به عليعليه‌السلام من خدمات كبرى في هذه الصفحات القلائل على نحو ما جاء في كتب الفريقين السنة والشيعة وبخاصة في موسوعة بحار الأنوار.

إن ما نستفيده من مطالعة الروايات والأخبار الثابتة والمتعددة في هذا المجال هو انه لم يثبت أحد في معركة « احد » كما ثبت عليعليه‌السلام (٤) .

٢ ـ أبو دجانة ، وهو البطل المسلم الثاني بعد الامام عليعليه‌السلام في الصمود ، والتضحية ، والبسالة والفداء دفاعا عن حياة النبيّ الأكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

فقد بلغ من حرصه على حياة النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ودفاعه عنه أن

__________________

(١) علل الشرائع : ص ٧ ، بحار الانوار : ج ٢٠ ص ٧١.

(٢) السيرة النبوية : ج ٢ ص ١٠٠.

(٣) السيرة النبوية : ج ٢ ص ١٢٧ و ١٢٨.

(٤) بحار الأنوار : ج ٢٠ ص ٨٤.

١٧٢

جعل من نفسه ترسا يقي النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من سيوف الكفار ورماحهم ، وسهامهم وأحجارهم ، وقد وقعت سهام كثيرة في ظهره ولكنه ظل مترسا بجسمه دون النبيّ ، وبذلك حافظ على حياته الشريفة(١) .

وقد جاء أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال له يوم « احد » بعد ان فرّ وانهزم أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وحاصره الكفار من كل جانب يا أبا دجانة أما ترى قومك ، قال : بلى ، قال : « الحق بقومك وأنت في حل من بيعتي ، أمّا عليّ فهو أنا وأنا هو ».

فبكى أبو دجانة بكاء مرا وقال :

لا والله ، لا جعلت نفسي في حل من بيعتي إني بايعتك ، فالى من أنصرف يا رسول الله الى زوجة تموت ، أو ولد يموت ، او دار تخرب ، او مال يفنى ، أو أجل قد اقترب؟

فرّق له النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فلم يزل يقاتل حتى اثخنته الجراحة وهو في وجه و « عليّ » في وجه ، فلما سقط احتمله عليعليه‌السلام فجاء به إلى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فوضعه عنده فقال : يا رسول الله أوفيت ببيعتي؟ قال : نعم(٢) .

وقد ذكر في كتب التاريخ أشخاص آخرون كعاصم بن ثابت ، وسهل بن حنيف ، وطلحة بن عبيد الله ، وغيرهم ممن يبلغ ـ حسب بعض الكتب ـ ٣٦ شخصا ادعي أنهم ثبتوا ولم يفروا ، إلاّ أنّ ما هو مسلم به تاريخيا هو ثبات عليعليه‌السلام وأبي دجانة ، وحمزة وامرأة تدعى أم عامر ، وأما ثبات غير هؤلاء الأربعة فامر مظنون بل ومشكوك في بعضهم.

٣ ـ حمزة بن عبد المطلب ، عمّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وكان من شجعان العرب ومن المعروفين ببطولاته في الاسلام ، وهو الذي أصرّ على أن

__________________

(١) السيرة النبوية : ج ٢ ص ٨٢.

(٢) بحار الأنوار : ج ٢٠ ص ١٠٧ و ١٠٨ عن روضة الكافي : ص ٣١٨ ـ ٣٢٢.

١٧٣

يخرج المسلمون من المدينة ويقاتلوا قريشا خارجها.

ولقد دأب حمزة على حماية رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من أذى المشركين والوليين في اللحظات الخطيرة ، والظروف القاسية من بدء الدعوة المحمدية بمكة.

وقد ردّ على أبي جهل الذي كان قد أذى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بشدة ، وضربه ضربه شج بها رأسه في جمع من قادة قريش ولم يجرأ احد على مقابلته.

لقد كان حمزة مسلما مجاهدا وبطلا فدائيا متفانيا في سبيل الاسلام ، فهو الذي قتل « شيبة » وشيبة من كبار صناديد قريش وابطالها ، في بدر كما قتل آخرين ، ولم يهدف إلاّ نصرة الحق ، والفضيلة ، وإقرار الحرية في حياة الشعوب والامم.

ولقد كانت هند بنت عتبة زوجة أبي سفيان تحقد عليه أشدّ الحقد ، وقد عزمت على أن تنتقم من المسلمين لأبيها مهما كلّف الثمن.

فأمرت « وحشيا » وهو غلام حبشي لجبير بن مطعم الذي قتل هو الآخر عمّه في بدر بأن يحقق غرضها ، وأملها كيفما استطاع ، وقالت له : لئن قتلت محمدا أو عليا أو حمزة لاعطينّك رضاك.

فقال وحشي لها : أمّا محمد فلا أقدر عليه ، وأما علي فوجدته رجلا حذرا كثير الالتفات فلا أطمع فيه ، وأما حمزة فاني أطمع فيه لأنه اذا غضب لم يبصر بين يديه.

يقول وحشي : ولما كان يوم احد كمنت لحمزة في أصل شجرة ليدنوا مني ، وكان حمزة يومئذ قد أعلم بريشة نعامة في صدره ، فو الله إني لأنظر إليه يهدّ الناس بسيفه هدا ما يقوم له شيء ، فهززت حربتي ـ وكان ماهرا في رمي الحراب ـ حتى إذا رضيت منها دفعتها عليه ، فوقعت في ثنته ( وهي أسفل البطن ) حتى خرجت من بين رجليه ، وذهب لينوء نحوي ، فغلب ، وتركته واياها حتى مات ، ثم أتيته فأخذت حربتي ثم رجعت الى العسكر فقعدت فيه ، ولم يكن لي بغيره حاجة ، وانما قتلته لأعتق.

١٧٤

فلما قدمت الى مكة اعتقت ثم اقمت حتى إذا افتتح رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مكة هربت الى الطائف فمكثت بها. فلما خرج وفد الطائف إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ليسلموا تعيّت عليّ المذاهب ، فقلت : ألحق بالشام أو اليمن ، أو ببعض البلاد ، فو الله إني لفي ذلك من همّي إذ قال لي رجل : ويحك إنه والله ما يقتل أحدا من الناس دخل في دينه ، وتشهّد شهادته.

فلما قال لي ذلك ، خرجت حتى قدمت على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم المدينة ، فلم يرعه إلاّ بي قائما على رأسه أتشهّد بشهادة الحق ، فلمّا رآني قال : أو حشي؟!

قلت : نعم يا رسول الله.

قال : اقعد فحدّثني كيف قتلت حمزة ، فحدثته بما جرى له معه ، فلما فرغت من حديثي قال : ويحك! غيّب عني وجهك فلا أرينّك.

أجل هذه هي الروح النبويّة الكبرى ، وتلك هي سعة الصدر التي وهبها الله تعالى لنبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قائد الاسلام الأعلى ، ومعلم البشرية الاكبر ، تراه عفى عن قاتل عمه ، مع أنّه كان في مقدوره أن يعدمه بمائة حجة وحجة!!

يقول وحشي : فكنت أتنكّب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حيث كان لئلاّ يراني ، حتى قبضه اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

فلما خرج المسلمون الى قتال مسيلمة الكذاب خرجت معهم ، وأخذت حربتي التي قتلت بها حمزة ، فلمّا التقى الناس رايت مسيلمة الكذاب قائما في يده السيف ، وما أعرفه ، فتهيأت له ، وتهيّأ له رجل من الأنصار من الناحية الاخرى ، كلانا يريده فهزرت حربتي حتى إذا رضيت منها دفعتها إليه ، فوقعت فيه ، وشد عليه الأنصاري فضربه بالسيف.

هذا هو ما ادّعاه وحشي ، بيد أنّ هشام قال في سيرته : بلغني أن وحشيا لم يزل يحدّ في الخمر حتى خلع من الديوان فكان عمر بن الخطاب يقول : قد علمت أنّ الله تعالى لم يكن ليدع قاتل حمزة(١) .

__________________

(١) السيرة النبوية : ج ٢ ص ٧٢ و ٧٣.

١٧٥

٤ ـ أمّ عمارة :

لا ريب أن الجهاد الابتدائي مرفوع عن المرأة ساقط عنها في نظر الاسلام ، ولهذا عند ما أوفدت نساء المدينة امرأة الى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لتتحدّث معه حول الحرمان من هذه العبادة الكبرى ، فجاءت إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وقالت : يا رسول الله نحن نقوم بكل ما يحتاج إليه الرجال في حياتهم ، ليجاهدوا ببال فارغ ، فلم حرمنا نحن من هذه الفضيلة؟!

فأجابها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قائلا : « إنّ حسن التبعّل يعدل ذلك كله » ، وهوصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يشير إلى أن لهذا المنع أسبابه الطبيعية والوظيفية في طبيعة المرأة وخلقتها ، وليس هو بالتالي يعني حرمانها من شيء فان قيامها على الوجه الصحيح بخدمة زوجها وتربية أولادها تعدل الجهاد في سبيل الله(١) .

بيد أن بعض النسوة المجرّبات ربما كن يخرجن من المدينة لمساعدة جنود الاسلام كسقي العطاشى ، وغسل ثياب المقاتلين ، وتضميد الجرحى. وبذلك كنّ يقدّمن خدمة مؤثرة في نصرة المسلمين ودعمهم.

تقول أمّ عمارة ( نسيبة المازنية ) : خرجت أول النهار الى « احد » وأنا أنظر ما يصنع الناس ، ومعي سقاء فيه ماء ، فانتهيت الى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهو في الصحابة ، والدولة والريح للمسلمين.

فلما انهزم المسلمون انحزت الى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فجعلت أباشر القتال وأذبّ عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالسيف ، وأرمي بالقوس حتى خلصت إليّ الجراح.

( تقول راوية هذا الكلام ) فرأيت على عاتقها جرحا أجوف له غور ، فقلت : يا أمّ عمارة من أصابك بهذا؟.

قالت : أقبل ابن قميئة وقد ولّى الناس عن رسول الله ، يصيح : دلّوني على

__________________

(١) اسد الغابة : ج ٥ ص ٣٩٨.

١٧٦

محمد ، لا نجوت إن نجا. فاعترض له مصعب بن عمير وناس معه ، فكنت فيهم فضربني هذه الضربة ، ولقد ضربته على ذاك ضربات ، ولكنّ عدوّ الله كان عليه درعان. هذا والنبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ينظر إليّ ، فنظر الى جرح على عاتقي ، فصاح بأحد اولادي وقال : « امّك امّك اعصب جرحها ». فعاونني عليه.

ثم إنها رأت أن ابنها جرح فاقبلت إليه ومعها عصائب في حقويها قد أعدّتها للجراح فربطت جرحه والنبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ينظر ، ثم قالت لولدها : انهض يا بني فضارب القوم.

فأعجب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم باستقامتها وثباتها وايمانها وقال :

« ومن يطيق ما تطيقين يا أمّ عمارة »؟!

وفي الأثناء اقبل الرجل الذي ضرب ولدها فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم هذا ضارب ابنك فاعترضت له ، وحملت عليه كالأسد المغضب وضربت ساقه فبرك.

فازداد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إعجابا بشجاعتها وتبسّم حتى بدت نواجذه وقال : « استقدت يا أمّ عمارة الحمد لله الذي ظفّرك وأقرّ عينك من عدوّك ».

وعند ما نادى منادي النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الى حمراء الأسد ، بعد معركة احد ، وطلب من الجرحى أن يخرجوا لملاحقه جيش المشركين ، شدّت عليها ثيابها وقد كان بها جراح عديدة أعظمها الجرح الذي على عاتقها فما استطاعت بسبب نزف الدم ، فأرادت أن تخرج مع العسكر منعتها جراحها الباهضة من ذلك ، فلما رجع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من غزوة حمراء الاسد ما وصل الى بيته حتى أرسل إليها عبد الله بن كعب المازني يسأل عنها فرجع إليه يخبره بسلامتها ، فسرّ النبيّ بذلك.

ولقد أثار موقف هذه المرأة البطلة الثابتة على درب الايمان سرور النبيّ واعجابه فقال في حقها مشيدا بموقفها البطل ومعرضا بفرار من فرّ وهروب من هرب في معركة احد :

١٧٧

« لمقام نسيبة بنت كعب اليوم خير من فلان وفلان ».

وكانت نسيبة قد طلبت من النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يوم احد بعد أن أشاد النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بصلابتها ومواقفها أن يدعو لها بمرافقته في الجنة فقال النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم داعيا لها ولأهل بيتها :

« بارك الله عليكم من أهل بيت رحمكم الله. اللهم اجعلهم رفقائي في الجنّة ».

وقال ابن أبي الحديد معلقا على عبارة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « لمقام نسبية اليوم خير من مقام فلان وفلان » قلت : ليت الراوي لم يكنّ هذا الكناية ، وكان يذكر من هما بأسمائهما حتى لا يترمى الظنون إلى امور مشتبهة ، ومن أمانة الحديث أن يذكر الحديث على وجهه ولا يكتم منه شيئا فما باله كتم اسم هذين الرجلين(١) .

ولكننا نعتقد أن الرجلين هما من الشخصيات التي تسنمت مراكز القيادة العليا بعد وفاة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وقد أحجم الراوي عن التصريح بأسمائهما إما احتراما أو تقية وخوفا.

بقية واقعة « احد » :

لقد آلت تضحيات ثلة قليلة ومعدودة من رجال الاسلام المتفانين وبسالتهم الى الابقاء على حياة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وحفظها من الخطر القطعي الحتمي.

ومن حسن الحظ أن أكثر أفراد العدوّ قد تصوروا يومئذ أن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قد قتل ، ومضوا يفتشون عن جسده بين القتلى ، ودفعت الحملات التي كان يقوم بها أقلية من المشركين على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قد ردّت على

__________________

(١) شرح نهج البلاغة لابن ابي الحديد : ج ١٤ ص ٢٦٥ ـ ٢٦٧ ، المغازي : ج ١ ص ٢٦٩ و ٢٧٠ ، بحار الأنوار : ج ٢٠ ص ١٣٤.

١٧٨

اعقابها بفضل ثبات عليعليه‌السلام وأبي دجانة وأنفار آخرين ( احتمالا ) وقد رأى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أن من الصالح في تلك اللحظات أن لا ينتشر تكذيب شائعة مقتل النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لكي لا يصرّ العدو على البقاء في أرض المعركة مع ما كان عليه المسلمون من التشتت والتفرق ، والمحنة ، ومن هنا صعد هو وبعض أصحابه إلى الشعب في جبل احد.

وفي خلال ذلك سقط رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في حفيرة في الجبل حفرها أبو عمار الفاسق للمسلمين ، فأخذ عليعليه‌السلام بيد النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأخرجه منها ، وكان أوّل من عرف رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من المسلمين ، « كعب بن مالك » وقد رأى عينيهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم تزهران من تحت المغفر فنادى بأعلى صوته : يا معشر المسلمين ، أبشروا هذا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فأشار إليه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أن أنصت.

وذلك لأن انتشار خبر سلامة النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان من شأنه أن يدفع المشركين ـ كما قلنا ـ الى مواصلة حملاتهم على المسلمين ، بهدف استئصال شأفتهم ولهذا أمر النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كعبا بالسكوت ، فسكت كعب.

وأخيرا وصل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الى فم الشعب ، ولما عرف المسلمون بحياتهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم سروا بذلك وأخذوا يتجمّعون عنده ، وهم يظهرون الندامة من تركه بين الاعداء ، والفرار بأنفسهم الى الجبل ، وأخرج أبو عبيدة الجرّاح حلقتي المغفر من وجه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وجاء عليعليه‌السلام بماء في درقته فغسل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وجاء عليعليه‌السلام بماء في درقته فغسل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم به الدم عن وجهه وصبّ منه على رأسه وقال :

« اشتدّ غضب الله على من دمّى وجه نبيّه »(١) .

العدوّ يحاول استغلال الفرصة :

في الوقت الذي واجه المسلمون فيه هزيمة كبرى انهارت بها الكثير من

__________________

(١) السيرة النبوية : ج ٢ ص ٨٣.

١٧٩

المعنويات اغتنم العدوّ الفرصة للترويج عن معتقداته ، فأطلق شعارات متعددة ضد عقيدة التوحيد ، كان من شأنها أن تغري البسطاء ، والضعفاء في الايمان وتؤثر فيهم ، وتزلزل إيمانهم. فليست هناك حالة لبثّ العقائد وتسريبها إلى النفوس أفضل من حالة الانهزام والنكسة ، والبلاء والمصيبة ، ففي حالة كهذه يبلغ الضعف النفسي لدى المصاب والمنكوب حدّا يفقد معه العقل سيطرته على الانسان بحيث يفقد على أثر ذلك قدرة التمييز بين الحق والباطل وفي هذه الصورة تصبح مسألة بثّ الدعايات السيئة وزرعها في النفوس واستثمارها مسألة بسيطة ، اذ يكون الانسان في هذه الحالة أكثر تقبلا وأيسر قبولا.

من هنا عمد أبو سفيان وعكرمة فرفعا أصناما كبيرة على الايدي بعد الحاق الهزيمة بالمسلمين ، وأظهروا الفرح والسرور وأخذوا ينادون بأعلى أصواتهم ـ مستغلين هذه الفرصة ـ : « اعل هبل ، اعل هبل »!!

ويعنون بذلك الشعار أن الانتصار الذي أحرزه المشركون إنما هو بفضل الصنم : هبل ، وبالتالي بفضل الوثنية التي تدين بها أهل مكة. ولو كان ثمة إله سواه ، وكانت عقيدة التوحيد على حق لانتصر المسلمون ، ولما خلص إليهم من المحنة ما خلص

فادرك رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عمق الخطر الذي يكمن في الاسلوب الذي أخذ العدوّ يمارسه في مثل هذه اللحظة الحساسة ، وما سيتركه ذلك من أثر سيئ في النفوس ، وبخاصة الضعيفة منها. ولهذا تناسى كل أوجاعه ومصاعبه وأمر عليّا والمسلمين فورا بأن يجيبوا منادي الشرك بشعار مضاد قوي ، فقال : قولوا :

« الله أعلى واجلّ ، الله اعلى واجلّ ».

أي انّ هذه الهزيمة ليست نابعة من عقيدة التوحيد ، بل هي ناشئة من انحراف بعض الجنود عن أوامر القائد وتعليماته العسكرية الحكيمة.

وبيد أن أبا سفيان لم يكف عن اطلاق شعاراته ، والمضيّ في الدعاية لمعتقده الباطل فقال : نحن لنا العزّى ولا عزى لكم!!

١٨٠

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

٤٥٤٢ / ٣ - سبط الشيخ الطبرسي في مشكاة الانوار: عن علي بن الحسين عليهما‌السلام، قال: « لو مات من بين المشرق والمغرب لما استوحشت، (لو كان) (١) القرآن معي » وكان إذا قرأ من القرآن مالك يوم الدين كررها وكاد أن يموت مما دخل عليه من الخوف.

العياشي في تفسيره: عن الزهري عنه عليه‌السلام، مثله (٢).

٤٥٤٣ / ٤ - وعن محمّد بن علي الحلبي، قال: سمعته - يعني أبا عبدالله عليه‌السلام - ما لا أحصي وأنا أصلي خلفه، يقرأ: إهدنا الصراط المستقيم.

٥١ - ( باب عدم جواز العدول عن الجحد والتوحيد في الصلاة بعد الشروع، إلا إلى الجمعة والمنافقين في محلهما، قبل تجاوز النصف )

٤٥٤٤ / ١ - دعائم الإسلام: روينا عن جعفر بن محمّد (صلوات الله عليهما)، انه قال: « من بدأ بالقراءة في الصلاة بسورة، ثم رأى ان يتركها ويأخذ في غيرها، فله ذلك ما لم يأخذ في نصف السورة الا أن يكون بدأ بقل هو الله احد فانه لا يقطعها،

____________________________

٣ - مشكاة الانوار ص ١٢٠، وعنه في البحار ج ٨٥ ص ٦٥ ح ٥٧.

(١) المصدر: أن يكون.

(٢) تفسير العياشي ج ١ ص ٢٣ ح ٢٣.

٤ - تفسير العياشي ج ١ ص ٢٤ ح ٢٦، وعنه في البحار ج ٩٢ ص ٢٤٠ ح ٤٥.

الباب - ٥١

١ - دعائم الإسلام ج ١ ص ١٦١.

٢٢١

وكذلك سورة الجمعة أو سورة المنافقون (٢) لا يقطعهما إلى غيرهما، وان بدأ بقل هو الله احد فقطعها، ورجع إلى سورة الجمعة أو سورة المنافقون في صلاة الجمعة، يجزئه (٣) خاصة ».

٥٢ - ( باب تأكد استحباب قراءة الجمعة والمنافقين، يوم الجمعة في الظهرين والجمعة )

٤٥٤٥ / ١ - الجعفريات: اخبرنا محمّد حدثني موسى، حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمّد، عن أبيه عليهم‌السلام، عن عبدالله بن أبي رافع مولى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: ان مروان بن الحكم استخلف ابا هريرة على المدينة، وخرج إلى مكة، قال: فصلى بنا أبو هريرة الجمعة فقرأ بعد سورة الجمعة في الركعة الثانية: إذا جاءك المنافقون فقال عبدالله بن ابي رافع: فادركت ابا هريرة حين انصرف، فقلت: سمعتك تقرأ سورتين كان علي بن أبي طالب عليه‌السلام يقرأ بهما بالكوفة، فقال أبو هريرة: إني سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، يقرأ بهما.

٤٥٤٦ / ٢ - دعائم الإسلام: عن جعفر بن محمّد عليهما‌السلام، أنه قال: « السنة أن يقرأ (١) في أول ركعة يوم الجمعة بسورة الجمعة، وفي الثانية بسورة المنافقين ».

____________________________

(٢) في المصدر زيادة: في صلاة الجمعة خاصة.

(٣) يجزئه، ليس في المصدر.

الباب - ٥٢

١ - الجعفريات ص ٤٣.

٢ - دعائم الإسلام ج ١ ص ١٨٣.

(١) في المصدر زيادة: الإمام.

٢٢٢

٤٥٤٧ / ٣ - وفيه: نروي عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، أنه كذلك كان يقرأ يوم الجمعة، بسورة الجمعة والمنافقين.

٤٥٤٨ / ٤ - الشيخ أبو محمّد جعفر بن أحمد القمي في كتاب العروس: عن الصادق عليه‌السلام، قال: « يقرأ في صلاة الظهر يوم الجمعة، في الركعتين الاولتين، بسورة الجمعة والمنافقين »، الخبر.

٤٥٤٩ / ٥ - وعن أبي عبدالله عليه‌السلام، قال: « ان الله أكرم المؤمنين بالجمعة، فسنها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ بشارة لهم، والمنافقين توبيخا للمنافقين، ولا ينبغي تركهما متعمدا، فمن تركهما متعمدا فلا صلاة له ».

٥٣ - ( باب عدم وجوب سورة الجمعة والمنافقين عينا يوم الجمعة )

٤٥٥٠ / ١ - فقه الرضا عليه‌السلام: « وتقرأ في صلاتك كلها يوم الجمعة، سورة الجمعة، والمنافقين، وسبح اسم ربك الاعلى، وان نسيتها أو في واحدة منها، فلا اعادة عليك، فان ذكرتها من قبل ان تقرأ نصف سورة (١) فارجع إلى سورة الجمعة، وان لم تذكرها الا بعد ما قرأت نصف سورة، فامض في صلاتك ».

____________________________

٣ - دعائم الإسلام ج ١ ص ١٨٣.

٤ - العروس ص ٤٩ باختلاف.

٥ - العروس ص ٥٥.

الباب - ٥٣

١ - فقه الرضا عليه‌السلام ص ١٢.

(١) في المصدر زيادة: فامض في صلاتك.

٢٢٣

٥٤ - ( باب استحباب اعادة الجمعة والظهر، إذا صلّاهما فقرأ غير الجمعة والمنافقين، أو نقل النية إلى النفل، واستئناف الفرض بالسورتين، بعد اتمام ركعتين )

٤٥٥١ / ١ - الصدوق في المقنع: وان صليت الظهر بغير الجمعة والمنافقين، فعليك اعادة الصلاة، فان نسيتهما أو واحدة منهما، في صلاة الظهر وقرأت غيرهما، فارجع إلى سورة الجمعة والمنافقين، ما لم تقرأ نصف السورة، فإذا قرأت نصف السورة فتمم السورة واجعلها ركعتي نافلة، واعد صلاتك بسورة الجمعة والمنافقين.

٥٥ - ( باب استحباب الجهر يوم الجمعة، في الظهر والجمعة )

٤٥٥٢ / ١ - الجعفريات: اخبرنا محمّد، حدثني موسى، حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمّد، عن أبيه عليهم‌السلام، قال: « اجهروا بالقراءة في صلاة الجمعة، فانها سنة ».

٤٥٥٣ / ٢ - جعفر بن احمد القمي في كتاب العروس: عن زرارة، عن أبي جعفر عليه‌السلام، قال: « وقت الظهر يوم الجمعة حين تزول الشمس، وليجهر بالقراءة في الركعتين الاولتين، إذا كان وحده ويقنت ».

وقال الباقر عليه‌السلام: « الرجل إذا صلى الجمعة أربع

____________________________

الباب - ٥٤

١ - المقنع ص ٤٥.

الباب - ٥٥

١ - الجعفريات ص ٤٣.

٢ - العروس ص ٥٦.

٢٢٤

ركعات، يجهر ».

٤٥٥٤ / ٣ - وكان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، أول ما صلى في السماء، صلاة الظهر يوم الجمعة، جهر بها ».

٤٥٥٥ / ٤ - دعائم الإسلام: عن جعفر بن محمّد عليهما‌السلام، انه قال: « يبدأ بالخطبة (١) يوم الجمعة - إلى أن قال - ثم اقام المؤذنون الصلاة (٢)، ونزل فصلى الجمعة ركعتين، يجهر فيهما بالقراءة ».

٤٥٥٦ / ٥ - فقه الرضا عليه‌السلام: سألت العالم عن القنوت يوم الجمعة إذا صليت وحدي اربعا، فقال: « نعم في الركعة الثانية خلف القراءة، فقلت: اجهر فيها، بالقراءة، قال: نعم ».

٥٦ - ( باب وجوب القراءة في الصلاة، بالقراءات السبعة المتواترة، دون الشواذ والمروية )

٤٥٥٧ / ١ - البحار، عن كتاب الحسين بن سعيد الأهوازي: عن أبي الحسن بن عبدالله، عن ابن أبي يعفور، قال: دخلت على أبي عبدالله عليه‌السلام، وعنده نفر من أصحابه، فقال لي: « يابن أبي يعفور هل قرأت القرآن »؟، قال: قلت: نعم هذه القراءة، قال: « عنها سألتك ليس عن غيرها »، قال: فقلت: نعم جعلت فداك،

____________________________

٣ - العروس ص ٥٦.

٤ - دعائم الإسلام ج ١ ص ١٨٣.

(١) في المصدر: بالخطبتين.

(٢) الصلاة: ليس في المصدر.

٥ - فقه الرضا عليه‌السلام ص ١١.

الباب - ٥٦

١ - البحار ج ٧ ص ٢٨٤ ح ٩ عن الزهد ص ١٠٤ ح ٢٨٦.

٢٢٥

ولم؟ (أي ولم لم تسألني عن غير تلك القراءة) (١) قال: « لأن موسى حدث قومه بحديث لم يحتملوه عنه، فخرجوا عليه بمصر فقاتلوه فقاتلهم فقتلهم »، الخبر.

٤٥٥٨ / ٢ - الشيخ الطبرسي في مجمع البيان: عن علي عليه‌السلام، انه قرأ عنده رجل ( وَطَلْحٍ مَّنضُودٍ ) (١) فقال عليه‌السلام: « ما شأن الطلح؟ انما هو وطلع كقوله تعالى: ( وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ ) (٢) » فقيل له: الا تغيره؟ فقال عليه‌السلام: « ان القرآن لا يهاج اليوم ولا يحرّك ».

٤٥٥٩ / ٣ - محمّد بن حسن الصفار في بصائر الدرجات: عن محمّد بن الحسين، عن عبدالرحمن بن أبي نجران، عن هاشم، عن سالم بن أبي سلمة، قال: قرأ رجل على أبي عبدالله عليه‌السلام، وانا اسمع، حروفا من القرآن ليس على ما يقرأها الناس، فقال أبو عبدالله عليه‌السلام: « مه مه، كف عن هذه القراءة، اقرأ كما يقرأ الناس، حتى يقوم القائم عليه‌السلام، فإذا قام اقرأ كتاب الله على حدّه، واخرج المصحف الذى كتبه علي عليه‌السلام »، الخبر.

____________________________

(١) مابين القوسين زيادة من المصنّف « قده » لتوضيح المعنى.

٢ - مجمع البيان ج ٥ ص ٢١٨.

(١) الواقعة ٥٦: ٢٩.

(٢) الشعراء ٢٦: ١٤٨.

٣ - بصائر الدرجات ص ٢١٣ ح ٣، وعنه في البحار ج ٩٢ ص ٨٨ ح ٢٨.

٢٢٦

٥٧ - ( باب نوادر ما يتعلق بابواب القراءة في الصلاة )

٥٤٦٠ / ١ - الجعفريات: اخبرنا محمّد، حدثني موسى، قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي عليهم‌السلام، ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، كان يقرأ في الركعة الثالثة من المغرب ( رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ ) (١) ».

٤٥٦١ / ٢ - السيد علي بن طاووس في كتاب المجتنى: نقلا عن كتاب الوسائل إلى المسائل تأليف أحمد بن علي بن احمد، قال: بلغنا ان رجلا كان بينه وبين بعض المتسلطين عداوة شديدة، حتى خافه على نفسه وايس معه من حياته، وتحير في امره، فرأى ذات ليلة في منامه، كأن قائلاً يقول: عليك بقراءة سورة الم تر (١) في إحدى ركعتي الفجر، وكان يقرأها كما أمره، فكفاه الله شر عدوه في مدة يسيرة، واقر عينه بهلاك عدوه، قال: ولم يترك قراءة هذه السورة في احدى ركعتي الفجر إلى أن مات.

قال في البحار (٢): هذا المنام لا حجة فيه، ولو عمل به احد، فالاحوط قراءتها في نافلة الفجر.

____________________________

الباب - ٥٧

١ - الجعفريات ص ٤١.

(١) آل عمران ٣: ٨.

٢ - المجتنى (المطبوع ضمن كتاب مهج الدعوات) ص ٣٦.

(١) أي سورة الفيل.

(٢) البحار ج ٨٥ ص ٦٦ ح ٥٦.

٢٢٧

٤٥٦٢ / ٣ - تفسير العسكري عليه‌السلام، والصدوق في العيون، قال: قال أميرالمؤمنين عليه‌السلام: « فاتحة الكتاب، اعطاها محمّداً صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ وامته، بدأ فيها بالحمد والثناء عليه، ثم ثنى بالدعاء لله عزّوجلّ، ولقد سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ يقول: قال الله عزّوجلّ: قسمت الحمد بيني وبين عبدي، فنصفها لي ونصفها لعبدي، ولعبدي ما سأل، إذا قال العبد ( بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ ) قال الله عزّوجلّ: بدأ عبدي باسمي، حق علي ان اتمم له اموره، وابارك له في احواله، فإذا قال ( الْحَمْدُ لِلَّـهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) قال الله عزّوجلّ: حمدني عبدي، وعلم ان النعم التي له من عندي، و (١) البلايا التي اندفعت (٢) عنه بتطولي (٣)، أشهدكم (٤) اني أضيف له نعم الدنيا إلى نعيم الآخرة (٥)، وادفع عنه بلايا الآخرة، كما دفعت عنه بلايا الدنيا، فإذا قال ( الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ ) قال الله عزّوجلّ: شهد لي (٦) بأني الرحمن الرحيم، اشهدكم لاوفرن من رحمتي حظه، ولأجزلن من عطائي نصيبه، فإذا قال ( مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ) قال الله عزّوجلّ: اشهدكم كما

____________________________

٣ - تفسير الإمام العسكري عليه‌السلام ص ٢١، عيون أخبار الرضا عليه‌السلام ج ١ ص ٣٠٠ ح ٥٩، وعنهما في البحار ج ٨٥ ص ٥٩ ح ٤٧ باختلاف يسير.

(١) في المصدرين: زيادة إن.

(٢) في العيون: دفعت.

(٣) فيهما: فبطولي.

(٤) في التفسير: زيادة يا ملائكتي.

(٥) في العيون: إلى نعم الدنيا نعم الآخرة.

(٦) وفيهما زيادة: عبدي.

٢٢٨

اعترف باني انا المالك ليوم (٧) الدين، لاسهلن يوم الحساب حسابه، ولا تقبلن حسناته، ولا تجاوزن عن سيئاته، فإذا قال العبد ( إِيَّاكَ نَعْبُدُ ) قال الله عزّوجلّ: صدق عبدي، اياي يعبد (٨) لاثيبنه على عبادته ثوابا يغبطه كل من خالفه في عبادته لي، فإذا قال ( وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ) قال الله عزّوجلّ: بي استعان (٩) والي التجأ، أشهدكم لاعيننه على امره، ولاغيثنه في شدائده، ولاخذن بيده يوم (القيامة عند) (١٠) نوائبه، وإذا قال ( اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ) إلى آخرها قال الله: هذا لعبدي، ولعبدي ما سأل، قد استجبت لعبدي، وأعطيته ما أمل، وآمنته مما منه وجل.

٤٥٦٣ / ٤ - البحار عن كتاب العلل لمحمّد بن علي بن ابراهيم، قال: اقل ما يجب في الصلاة من القرآن، الحمد وسورة ثلاث آيات، وقال: علة اسقاط بسم الله الرحمن الرحيم من سورة براءة، ان البسملة امان، والبراءة كانت إلى المشركين، فاسقط منها الامان.

٤٥٦٤ / ٥ - السيد علي بن طاووس في كتاب امان الاخطار، مرسلا: ان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، قصد قوما من أهل الكتاب، قبل دخولهم في الذمة، فظفر منهم بامرأة قريبة العرس بزوجها، وعاد من سفره فبات في طريقه، واشار إلى عمار بن ياسر وعباد بن بشر ان يحرساه، فاقتسما الليل فكان لعباد بن بشر النصف الأول، ولعمار بن

____________________________

(٧) في العيون: مالك يوم.

(٨) وفيهما: زيادة أشهدكم.

(٩) وفيهما زيادة: عبدي.

(١٠) مابين القوسين ليس في التفسير.

٤ - البحار ج ٨٥ ص ٥١ ح ٤٣.

٥ - أمان الاخطار ص ١٢٢.

٢٢٩

ياسر النصف الثاني، ونام عمار بن ياسر وقام عباد بن بشر يصلي، وقد تبعهم اليهودي يطلب امرأته (ويغتنم اهمالهما) (١) من التحفظ، فيفتك بالنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، فنظر اليهودي إلى عباد بن بشر يصلي في موضع العبور، فلم يعلم في ظلام الليل هل هو شجرة أو أكمة أو دابة أو انسان، فرماه بسهم فاثبته فيه، فلم يقطع عباد بن بشر الصلاة، فرماه بآخر فاثبته فيه فلم يقطع الصلاة، فرماه بآخر فخفف الصلاة، وايقظ عمار بن ياسر فرأى السهام في جسده فعاتبه، فقال: هلا أيقظتني في أول سهم؟ فقال: كنت قد بدأت بسورة الكهف، فكرهت ان اقطعها، ولو لا خوفي أن يأتي العدو على نفسي، ويصل إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، واكون قد ضيعت ثغرا من ثغور المسلمين ما خففت من صلاتي، ولو اتى على نفسي، فدفعا العدو عما اراده.

٤٥٦٥ / ٦ - الشيخ الطبرسي في مجمع البيان: عن جبير بن مطعم، قال: سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، يقرأ بالطور في المغرب.

٤٥٦٦ / ٧ - البحار - عن الدر المنثور للسيوطي -: عن علي عليه‌السلام، قال: « كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، يوتر بتسع سور في ثلاث ركعات: الهيكم التكاثر، وانا انزلناه في ليلة القدر، وإذا زلزلت الأرض زلزالها في ركعة، وفي الثانية: والعصر، وإذا جاء نصر الله، وانا اعطيناك الكوثر، وفي الثالثة: قل يا أيها الكافرون، وتبت يدا ابي لهب، وقل هو الله احد ».

____________________________

(١) في المصدر: ويغتم أهمالا.

٦ - مجمع البيان ج ٥ ص ١٦٢.

٧ - البحار ج ٩٢ ص ٢٧٢ ح ٢٥ عن الدر المنثور ج ٦ ص ٣٧٧.

٢٣٠

أبواب قراءة القرآن ولو في غير الصلاة

١ - ( باب وجوب تعلم القرآن وتعليمه كفاية، واستحبابه عينا )

٥٤٦٧ / ١ - البحار - عن كتاب الامامة والتبصرة لعلي بن بابويه -: عن سهل بن أحمد، عن محمّد بن محمّد بن الاشعث، عن موسى بن اسماعيل بن موسى بن جعفر، عن أبيه، عن آبائه عليهم‌السلام، قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: « عدد درج الجنّة عدد آي القرآن، فإذا دخل صاحب القرآن الجنة، قيل له: ارق واقرأ لكل آية درجة، فلا تكون فوق حافظ القرآن درجة ».

٤٥٦٨ / ٢ - الجعفريات: اخبرنا محمّد، حدثني موسى، قال: حدثني ابي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب عليهم‌السلام، قال: « قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: القلوب أربعة: فقلب فيه ايمان وليس فيه قرآن، وقلب فيه قرآن وايمان، وقلب فيه قرآن وليس في ايمان، وقلب لا قرآن فيه ولا ايمان، فاما القلب الذي فيه ايمان وليس فيه قرآن، كالثمرة طيب طعمها ليس لها ريح، واما القلب الذي فيه قرآن وليس فيه ايمان، كالاشنة (١) طيب ريحها خبيث طعمها، واما

____________________________

أبواب قراءة القرآن ولو في غير الصلاة

الباب - ١

١ - البحار ٩٢ ص ٢٢ ح ٢٢، بل عن جامع الاحاديث ص ١٨.

٢ - الجعفريات ص ٢٣٠.

(١) الأشنة: شئ من الطيب أبيض كأنه مقشور (لسان العرب - أشن ج ١٣ =

٢٣١

القلب الذي فيه ايمان وقرآن، كجراب المسك ان فتح فتح طيبا، وان وعى وعى طيبا، واما القلب الذي لا قرآن فيه ولا ايمان، كالحنظلة خبيث ريحها، خبيث طعمها ».

ورواه السيد فضل الله الراوندي في نوادره (٢): بسنده عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، مثله.

٤٥٦٩ / ٣ - الشيخ أبو الفتوح الرازي في تفسيره: عن انس، قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: « ان هذا القرآن مأدبة الله، فتعلموا مأدبته ما استطعتم »، الخبر.

٤٥٧٠ / ٤ - وعن معاذ بن جبل، قال: كنا مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، في سفر، فقلت: يا رسول الله حدثنا بما لنا فيه نفع، فقال: « ان اردتم عيش السعداء، وموت الشهداء، والنجاة يوم الحشر، والظل يوم الحرور، والهدى يوم الضلالة، فادرسوا القرآن، فانه كلام الرحمن، وحرز من الشيطان، ورجحان في الميزان ».

ورواه في جامع الاخبار عنه عليه‌السلام مثله (١).

٤٥٧١ / ٥ - وعن عبدالله بن عباس، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، انه قال: « ما من مؤمن ذكر أو انثى، حر

____________________________

= ص ١٨).

(٢) نوادر الراوندي ص ٤.

٣ - تفسير أبي الفتوح الرازي ج ١ ص ٧.

٤ - تفسير أبي الفتوح الرازي ج ١ ص ٨.

(١) جامع الاخبار ص ٤٨.

٥ - تفسير أبي الفتوح الرازي ج ١ ص ٥٩٤.

٢٣٢

أو مملوك، الا ولله عليه حق واجب، ان يتعلم من القرآن ويتفقه فيه، ثم قرأ هذه الآية ( وَلَـٰكِن كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ ) (١) » الآية.

٤٥٧٢ / ٦ - جامع الاخبار: عن مكحول، قال: جاء أبوذر إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، فقال: يا رسول الله، اني اخاف ان اتعلم القرآن ولا اعمل به، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: « لا يعذب الله قلبا اسكنه القرآن ».

٤٥٧٣ / ٧ - و عن عقبة بن عامر الجهني، ان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ قال: « لو كان القرآن في اهاب، ما مسه النار ».

٤٥٧٤ / ٨ - ابن الشيخ الطوسي في اماليه: عن ابيه، عن ابي الفتح هلال بن محمّد الحفار، عن ابي عمرو عثمان بن احمد بن عبدالله الدقاق المعروف بابن السماك، عن أبي قلابة عبدالملك بن محمّد بن عبدالله الرقاشي، عن مسلم بن إبراهيم، عن الحارث بن نبهان (١)، عن عاصم بن بهدلة، عن مصعب بن سعد، عن سعد، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ قال: « خياركم من تعلم القرآن وعلمه ».

____________________________

(١) آل عمران ٣: ٧٩.

٦ - جامع الاخبار ص ٥٦.

٧ - جامع الاخبار ص ٥٧.

٨ - أمالي الطوسي ج ١ ص ٣٦٧، أورد الشيخ هذه الرواية بسندين مختلفين تماماً، احدهما موافق لما رواه عنه في البحار ج ٩٢ ص ١٨٦ ح ٢ والثاني موافق لما نقله هنا الشيخ المصنّف « قده ».

(١) كان في الأصل المخطوط: صهبان، وفي المصدر: تيهان، وكلاهما تصحيف، والصحيح كما أثبتناه، راجع تهذيب التهذيب ج ٢ ص ١٥٨ رقم ٢٧٦.

٢٣٣

٤٥٧٥ / ٩ - وبإسناده إلى الرقاشي: عن أبيه، عن محمّد بن مروان، عن المعارك بن عباد، عن سعيد بن ابي سعيد، عن أبيه، عن ابي هريرة، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ قال: « تعلموا القرآن وتعلموا غرائبه، وغرائبه: فرائضه وحدوده، فإن القرآن نزل على خمسة وجوه: حلال، وحرام، ومحكم، ومتشابه، وامثال، فاعملوا بالحلال، ودعوا الحرام، واعملوا بالمحكم، ودعوا المتشابه، واعتبروا بالامثال ».

٤٥٧٦ / ١٠ - وبالاسناد إلى الرقاشي: عن وهب بن جرير، عن موسى بن علي بن رياح، عن أبيه، عن عقبة بن عامر، ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، قال: « ايكم يحب ان يغدو إلى العقيق أو إلى بطحاء مكة، فيؤتى بناقتين كوماوين (١) حسنتين، فيدعو بهما إلى اهله من غير مأثم ولا قطيعة رحم »، قالوا: كلنا نحب ذلك يا رسول الله، قال: « لأن يأتي احدكم المسجد فيتعلم آية، خير له من ناقة، (أو اثنتين) (٢) خير له من ناقتين، وثلاث خير له من ثلاث ».

٤٥٧٧ / ١١ - الصدوق في الخصال والامالي: عن محمّد بن احمد البردعي، عن عمر بن ابي غيلان الثقفي، وعيسى بن سليمان القرشي معا، عن ابي ابراهيم الترجماني عن سعد بن سعيد الجرجاني عن نهشل بن سعيد عن الضحاك، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: « اشراف امتي حملة القرآن، واصحاب الليل ».

____________________________

٩ - أمالي الطوسي ج ١ ص ٣٦٧.

١٠ - امالي الطوسي ج ١ ص ٣٦٧.

(١) الناقة الكوماء: الضخمة السنام (لسان العرب ج ١٢ ص ٥٢٩).

(٢) في المصدر: وآيتين.

١١ - الخصال ص ٧ ح ٢١، وأمالي الصدوق ص ١٩٤ ح ٦.

٢٣٤

٤٥٧٨ / ١٢ - ابن ابي جمهور في درر اللآلي: عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ انه قال: « ثلاثة على كثبان المسك يوم القيامة: رجل قرأ كتاب الله، وأمّ لله قوماً وهم به راضون »، الخبر.

٤٥٧٩ / ١٣ - وعن عبدالرحمن السلمي قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: « خيركم من تعلم القرآن وعلمه ».

٤٥٨٠ / ١٤ - وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ « معلم القرآن ومتعلمه، يستغفر له كل شئ، حتى الحوت في البحر ».

٤٥٨١ / ١٥ - وعن انس بن مالك قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: « من علّم آية في كتاب الله تعالى، كان له اجرها ما تليت ».

٤٥٨٢ / ١٦ - وعن علي الأزدي قال: سألت ابن عباس عن الجهاد، فقال: ا لا ادلك على ما هو خير لك من الجهاد، تبني مسجدا فتعلم فيه القرآن، والفقه والدين والسنة.

٢ - ( باب وجوب اكرام القرآن، وتحريم اهانته )

٤٥٨٣ / ١ - محمّد بن مسعود العياشي في تفسيره: عن عمرو بن جميع، عن أميرالمؤمنين عليه‌السلام، قال: « من قرأ القرآن من هذه الاُمة، ثم دخل النار، فهو ممن كان يتخذ آيات الله هزوا ».

____________________________

١٢ - درر اللآلي ج ١ ص ١٠.

(١٣ - ١٦) - درر اللآلي: ج ١ ص ٣٣.

الباب - ٢

١ - تفسير العياشي ج ١ ص ١٢٠ ح ٣٧٩.

٢٣٥

٤٥٨٤ / ٢ - كتاب عاصم بن حميد الحناط: عن أبي بصير، قال: حدثني عمرو بن سعيد بن هلال، قال: حدثنا عبدالملك بن ابي ذر، قال: لقيني أميرالمؤمنين عليه‌السلام يوم مزق عثمان المصاحف، فقال: « ادع لي اباك » فجاء إليه مسرعا، فقال: « يا اباذر، اتى اليوم في الإسلام امر عظيم، مزق كتاب الله ووضع فيه الحديد، وحق على الله ان يسلط الحديد، على من مزق كتاب الله بالحديد » الخبر.

٤٥٨٥ / ٣ - جامع الأخبار: عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، انه قال: « القرآن افضل كل شئ دون الله، فمن وقّر القرآن فقد وقّر الله، ومن لم يوقّر القرآن فقد استخف بحرمة الله، حرمة القرآن على الله كحرمة الوالد على ولده ».

ورواه الشيخ أبو الفتوح في تفسيره (١): عن ابي الدرداء، عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، مثله.

٤٥٨٦ / ٤ - الجعفريات: اخبرنا عبدالله، اخبرنا محمّد، حدثني موسى، قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن ابيه، عن علي بن ابي طالب عليهم‌السلام قال: « لا تقولوا رمضان - إلى ان قال - ولا يسمى المصحف مصيحف ».

٤٥٨٧ / ٥ - السيد المرتضى في الغرر والدرر: عن القاسم بن سلام،

____________________________

٢ - كتاب عاصم بن حميد ص ٣٦.

٣ - جامع الاخبار ص ٤٧.

(١) تفسير أبي الفتوح الرازي ج ١ ص ٨.

٤ - الجعفريات ص ٢٤١.

٥ - الغرر والدررج ١ ص ٢٤.

٢٣٦

عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، انه قال: « لا ينبغي لحامل القرآن، ان يظن ان احدا اعطي افضل مما اعطي، لأنه لو ملك الدنيا باسرها، لكان القرآن افضل مما ملكه ».

٤٥٨٨ / ٦ - السيد علي بن طاووس في الطرف: عن كتاب الوصية لأبي الضرير عيسى بن المستفاد، من اصحاب الكاظم عليه‌السلام، عنه، عن ابيه عليه‌السلام، في حديث، ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، قال للانصار ايام وفاته، فيما اوصى به إليهم: « كتاب الله واهل بيتي، فان الكتاب هو القرآن، وفيه الحجة والنور والبرهان، كلام الله غض جديد طري، شاهد وحكم عادل، قائد بحلاله وحرامه واحكامه، بصير به قاض به مضموم فيه، يقوم غدا فيحاج به اقواما، فتزل اقدامهم عن الصراط ». الخبر.

٤٥٨٩ / ٧ - الشيخ أبو الفتوح في تفسيره: عن شهر بن حوشب، قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: « فضل القرآن على سائر الكلام، كفضل الله على خلقه ».

٣ - ( باب استحباب التفكر في معاني القرآن، وامثاله، ووعده، ووعيده، وما يقتضي الاعتبار والتأثر والاتعاظ، وسؤال الجنة، والاستعاذة من النار، عند آيتيهما )

٤٥٩٠ / ١ - محمّد بن مسعود العياشي: عن ابي بصير، عن ابي عبدالله

____________________________

٦ - الطرف ص ١٨ وفيه: عن الصادق، عن أبيه عليهما‌السلام، وعنه في البحار ج ٢٢ ص ٤٧٧ ح ٢٧.

٧ - تفسير أبي الفتوح الرازي ج ١ ص ٧.

الباب - ٣

١ - تفسير العياشي ج ١ ص ٥٧ ح ٨٤.

٢٣٧

عليه‌السلام، في قول الله تعالى: ( يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ ) (١) فقال: « الوقوف عند ذكر الجنة والنار ».

٤٥٩١ / ٢ - وعن ابان بن عثمان، عن محمّد، قال: قال أبو عبدالله (١) عليه‌السلام: اقرأ قلت: من أي شئ اقرأ؟ قال: « اقرأ من السورة السابعة » قال: فجعلت التمسها، فقال: « اقرأ سورة يونس » فقرأت حتى انتهيت إلى ( لِّلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَىٰ وَزِيَادَةٌ وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ ) (٢) ثم قال: « حسبك، قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: اني لاعجب كيف لا اشيب إذا قرأت القرآن ».

٤٥٩٢ / ٣ - احمد بن محمّد بن فهد الحلي في عدة الداعي: عن حفص بن غياث، عن الزهري، قال: سمعت علي بن الحسين عليهما‌السلام يقول: « آيات القرآن خزائن العلم، فكلّما فتحت خزانة، فينبغي لك ان تنظر [ ما ] (١) فيها ».

٤٥٩٣ / ٤ - الشهيد الثاني في اسرار الصلاة: قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ لابن مسعود: « اقرأ علي » قال: ففتحت سورة النساء، فلما بلغت ( فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَىٰ هَـٰؤُلَاءِ شَهِيدًا ) (١) رأيت عينيه تذرفان من الدمع فقال لي: « حسبك الآن ».

____________________________

(١) البقرة ٢: ١٢١.

٢ - تفسير العياشي ج ٢ ص ١١٩ ح ١.

(١) في المصدر: أبو جعفر عليه‌السلام.

(٢) يونس ١٠: ٢٦.

٣ - عدة الداعي ص ٢٦٧.

(١) أثبتناه من المصدر.

٤ - اسرار الصلاة ص ١٣٩.

(١) النساء ٤: ٤١.

٢٣٨

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: « اقرؤوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم، ولانت عليه جلودكم، فإذا اختلفتم، فلستم تقرؤونه ».

٤٥٩٤ / ٥ - نهج البلاغة: قال عليه‌السلام: « اعلموا ان هذا القرآن هو الناصح الذي لا يغش، والهادي الذي لا يضل، والمحدّث الذي لا يكذب، وما جالس هذا القرآن احد إلّا قام عنه بزيادة أو نقصان: زيادة في هدى، ونقصان من عمى، واعلموا انه ليس على احد بعد القرآن من فاقة، ولا لأحد قبل القرآن من غنى، فاستشفوه من ادوائكم، واستعينوا به على لأوائكم، فان فيه شفاء من اكبر الداء، وهو الكفر والنفاق والعمى (١) والضلال، فاسألوا الله به، وتوجهوا إليه بحبه، ولا تسألوا به خلقه، انه ما توجه العباد إلى الله بمثله، واعلموا انه شافع مشفع، وقائل مصدق، وانه من شفع له القرآن يوم القيامة شفع فيه، ومن محل به القرآن يوم القيامة صدق عليه، فانه ينادي مناد يوم القيامة: الا ان كل حارث مبتلى في حرثه، وعاقبة عمله، غير حرثة القرآن، فكونوا من حرثته واتباعه، واستدلّوه على ربكم، واستنصحوه على انفسكم، واتهموا عليه آراءكم، واستغشوا فيه اهواءكم ».

٤٥٩٥ / ٦ - الشيخ أبو الفتوح الرازي في تفسيره: عن الحارث الأعور، عن اميرالمؤمنين عليه‌السلام قال: « ذكر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، الفتنة يوما، فقلنا: يا رسول الله، كيف الخلاص منها؟ فقال: بكتاب الله، فيه نبأ من كان قبلكم، ونبأ من كان بعدكم، وحكم ما كان بينكم، وهو الفصل وليس بالهزل، ما تركه جبار الا

____________________________

٥ - نهج البلاغة ج ٢ ص ١١١.

(١) في المصدر: والغي.

٦ - تفسير أبي الفتوح الرازي ج ١ ص ٩.

٢٣٩

قصم الله ظهره، ومن طلب الهداية بغير القرآن ضل، وهو الحبل المتين، والذكر الحكيم، والصراط المستقيم، وهو الذي لا تلبس على الألسن، ولا يخلق من كثرة القراءة، ولا تشبع منه العلماء، ولا تنقضي عجائبه، وهو الذي لما سمعه الجن ( قَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا ) (١) وهو الذي ان قال صدق، وان حكم عدل، ومن تمسك به هداه إلى الصراط المستقيم، يا اعور خذ هذا الحديث يا اعور ».

٤٥٩٦ / ٧ - أبو الفتح الكراجكي في كنز الفوائد: عن ابي الرجاء محمّد بن علي بن ابى طالب (١) الرازي، عن ابي المفضل محمّد بن عبدالله بن محمّد بن المطلب الشيباني، عن ابي عبدالله جعفر بن محمّد بن جعفر العلوي الحسيني، عن احمد بن محمّد بن عيسى الوابشي، عن عاصم بن حميد الحناط، قال أبو المفضل الشيباني: وحدثنا محمّد بن علي بن احمد بن عامر البندار بالكوفة، من اصل كتابه، وهذا الحديث بلفظه، وهو أتم سياقة (٢) قال: حدثنا الحسن بن علي بن بزيع، قال حدثنا مالك بن ابراهيم، عن عاصم بن حميد، عن ابي حمزة الثمالي، عن رجل من قومه، يعني يحيى بن ام الطويل، انه اخبره عن نوف البكالي، عن اميرالمؤمنين علي عليه‌السلام في حديث شريف، في اوصاف شيعته، إلى ان قال: « واما الليل فصافون اقدامهم، تالون لاجزاء القرآن، يرتلونه ترتيلا، يعظون انفسهم بامثاله، ويستشفون لدائهم بدوائه » الخبر.

٤٥٩٧ / ٨ - مصباح الشريعة قال الصادق عليه‌السلام: « من قرأ

____________________________

(١) الجن ٧٢: ١.

٧ - كنز الفوائد ص ٣٠.

(١) في المصدر: عن أبي المرجا محمّد بن علي بن طالب.

(٢) في المصدر: سباقة.

٨ - مصباح الشريعة ص ٩٦ باختلاف يسير في اللفظ.

٢٤٠

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679

680

681

682

683

684

685

686

687

688

689

690

691

692

693

694

695

696

697

698

699

700

701

702

703

704

705

706

707

708

709

710

711

712

713

714

715

716

717

718

719

720

721

722

723

724

725

726

727

728

729

730

731

732

733

734

735

736

737

738

739

740

741

742

743

744

745

746

747

748

749

750

751

752

753

754

755

756

757

758

759

760

761

762

763

764

765

766

767

768

769

770

771

772

773

774

775

776

777

778