سيد المرسلين صلى الله عليه وآله الجزء ٢

سيد المرسلين صلى الله عليه وآله7%

سيد المرسلين صلى الله عليه وآله مؤلف:
تصنيف: الرسول الأعظم صلّى الله عليه وآله
الصفحات: 778

الجزء ١ الجزء ٢
  • البداية
  • السابق
  • 778 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 469421 / تحميل: 10055
الحجم الحجم الحجم
سيد المرسلين صلى الله عليه وآله

سيد المرسلين صلى الله عليه وآله الجزء ٢

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

٤ - ( باب انه يجوز أن يقرأ في الركعة الثانية من الفريضة والنافلة، السورة التي قرأها في الركعة الأولى، على كراهية ان كان يحسن غيرها )

٤٣٧٥ / ١ - الشيخ الطبرسي في مجمع البيان: نقلا عن العياشي، بإسناده إلى أبي حميصة، عن علي عليه‌السلام، قال: صليت خلفه عشرين ليلة، فليس يقرأ إلا سبح اسم ربك، الخبر.

٥ - ( باب جواز القراءة بالحمد والتوحيد، في كل ركعة، بغير كراهة )

٤٣٧٦ / ١ - الشيخ المفيد في الإرشاد: وقد كان من أميرالمؤمنين عليه‌السلام في غزوة وادي الرمل، ويقال: انها كانت تسمى بغزوة السلسلة (١)، ما حفظه العلماء ودونه الفقهاء، ونقله اصحاب الآثار، ورواه نقلة الاخبار، مما يضاف إلى مناقبه عليه‌السلام - وساق الغزوة إلى ان ذكر رجوعه عليه‌السلام - قال: فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، لبعض من كان معه في الجيش: « كيف رأيتم أميركم؟ » قالوا: لم ننكر منه شيئا، إلّا أنه لم يؤم بنا في صلاة، إلا قرأ بنا فيها بقل هو الله احد، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: « سأسأله عن ذلك »، فلما جاءه، قال له: « لم لم تقرأ بهم في فرائضك إلا بسورة الإخلاص »؟ فقال: « يا رسول الله، أحببتها »، قال له

____________________________

الباب - ٤

١ - مجمع البيان ج ١٠ ص ٤٧٣.

الباب - ٥

١ - الارشاد للشيخ المفيد ص ٦٠.

(١) في المصدر: ذات السلاسل.

١٦١

النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: « فإن الله قد أحبك كما أحببتها »، الخبر.

٦ - ( باب عدم جواز القرآن بين سورتين، في ركعة من الفريضة، وجوازه في النافلة )

٤٣٧٧ / ١ - البحار، عن العلل (١) لمحمّد بن علي بن ابراهيم: نقلا من كتاب النوادر لمحمّد بن علي بن محبوب، عن محمّد بن الحسين، عن صفوان، عن عبدالله بن بكير، عن زرارة، عن أبي جعفر عليه‌السلام، قال: « انما يكره أن يجمع بين السورتين في الفريضة، فأما في النافلة فلا بأس ».

٤٣٧٨ / ٢ - وعنه عن الكتاب المذكور، عن الحسين بن سعيد، عن القروي، عن أبان، عن عمر بن زيد (١)، قال: قلت لأبي عبدالله عليه‌السلام: اقرأ سورتين في ركعة؟ قال: « نعم » قلت: أليس يقال: اعط كل سورة حقها من الركوع والسجود؟ فقال: « ذلك في الفريضة، فأما النافلة فليس به بأس ».

٤٣٧٩ / ٣ - دعائم الإسلام: وروينا عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه، عن علي عليهم‌السلام، إن رسول الله

____________________________

الباب - ٦

١ - البحار ج ٨٥ ص ٥٣ ح ٤٥ عن السرائر ص ٤٨٦.

(١) نقلهما في البحار عن السرائر وليس عن العلل.

٢ - المصدر السابق ج ٨٥ ص ٥٣ ح ٤٥.

(١) في البحار: يزيد وهو الصحيح ظاهراً (راجع معجم رجال الحديث ج ١ ص ١٦٢ وتنقيح المقال ج ٢ ص ٣٤٨ ورجال الحديث ص ٢٥١).

٣ - دعائم الإسلام ج ١ ص ١٦١.

١٦٢

صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، قال في حديث: « ولا (١) يُقْرَنُ فيها بين سورتين بعد فاتحة الكتاب » ورخص في التبعيض، والقران في النوافل.

٤٣٨٠ / ٤ - الصدوق في الهداية، قال: قال الصادق عليه‌السلام: « لا تقرن بين السورتين في الفريضة، فأما في النافلة فلا بأس ».

٤٣٨١ / ٥ - فقه الرضا عليه‌السلام: عن العالم عليه‌السلام أنه قال: « لا تجمع (١) بين السورتين في الفريضة ».

٧ - ( باب أن الضحى والم نشرح سورة واحدة، وكذا الفيل ولإيلاف، فإذا قرأ إحداهما في ركعة في الفريضة، قرأ الأُخرى معها )

٤٣٨٢ / ١ - أحمد بن محمّد السياري، في كتابه التنزيل والتحريف، ويعرف أيضا بكتاب القراآت: عن البرقي، عن القاسم بن عروة، عن أبي العباس، عن أبي عبدالله عليه‌السلام، قال: « الضحى والم نشرح سورة واحدة ».

٤٣٨٣ / ٢ - وعن البرقي، عن القاسم (١) بن عروة، عن شجرة اخي بشير

____________________________

(١) في المصدر: وكذلك لا.

٤ - الهداية ص ٣١.

٥ - فقه الرضا عليه‌السلام ص ١١.

(١) في المصدر: لا تجمعوا.

الباب - ٧

١ - التنزيل والتحريف ص ٦٨ - أ.

٢ - التنزيل والتحريف ص ٧١ - أ.

(١) في المصدر: الهيثم والظاهر الصحيح ما أثبته الشيخ النوري، إذ أن القاسم =

١٦٣

النبال، قال: قال أبو عبدالله عليه‌السلام: « الم تر ولايلاف سورة واحدة ».

وعن محمّد بن علي بن محبوب، عن أبي جميلة، عنه عليه‌السلام، مثله.

٤٣٨٤ / ٣ - فقه الرضا عليه‌السلام: « لا تقرأ في صلاة الفريضة، والضحى، والم نشرح، والم تر كيف، ولإيلاف، ولا المعوذتين، فإنه قد نهى عن قراءتهما في الفرائض، لأنه روي أن والضحى والم نشرح سورة واحدة، وكذلك الم تر كيف ولايلاف سورة واحدة ».

٨ - ( باب أن البسملة آية من الفاتحة، ومن كل سورة عدا براءة، ووجوب الإتيان بها، وبطلان الصلاة بتعمد تركها، ووجوب إعادتها )

٤٣٨٥ / ١ - محمّد بن مسعود العياشي في تفسيره: عن يونس بن عبدالرحمن، عمن رفعه، قال: سألت أبا عبدالله عليه‌السلام، عن قوله تعالى: ( وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ ) (١) قال: هي سورة الحمد، وهي سبع آيات، منها بسم الله الرحمن الرحيم » (٢).

____________________________

= يروي عنه البرقي والهيثم ليس كذلك. راجع معجم رجال الحديث ج ١٤ ص ٢٩.

٣ - فقه الرضا عليه‌السلام ص ٩.

الباب - ٨

١ - تفسير العياشي ج ٢ ص ٢٥٠ ح ٣٧.

(١) الحجر ١٥: ٨٧.

(٢) في المصدر لم يذكر الحديث بنفسه.

١٦٤

٤٣٨٦ / ٢ - وعن أبي حمزة، عن أبي جعفر عليه‌السلام، قال: « سرقوا أكرم آية في كتاب الله، بسم الله الرحمن الرحيم ».

٤٣٨٧ / ٣ - وعن صفوان الجمال، قال: قال أبو عبدالله عليه‌السلام: « ما انزل الله من السماء كتابا، الا وفاتحته بسم الله الرحمن الرحيم، وإنما كان يعرف انقضاء السورة، بنزول بسم الله الرحمن الرحيم ابتداء للاخرى ».

٤٣٨٨ / ٤ - وعن الحسن بن خرزاد قال: روي عن أبي عبدالله عليه‌السلام، قال: « إذا امّ الرجل القوم، جاء شيطان إلى الشيطان الذي هو قرين (١) الإمام، فيقول: هل ذكر الله؟ يعني: هل قرأ بسم الله الرحمن الرحيم؟ فان قال: نعم، هرب منه، وان قال: لا، ركب عنق الامام، ودلى رجليه في صدره، فلم يزل الشيطان إمام القوم، حتى يفرغوا من صلاتهم (٢) ».

٤٣٨٩ / ٥ - وعن أبي بكر الحضرمي قال: قال أبو عبدالله عليه‌السلام: « إذا كانت لك حاجة، فاقرأ المثاني وسورة اخرى، وصل ركعتين وادع الله » قلت: اصلحك الله، وما المثاني؟ قال: فاتحة الكتاب: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين ».

٤٣٩٠ / ٦ - وعن عيسى بن عبدالله، عن أبيه، عن جده، عن علي

____________________________

٢ - تفسير العياشي ج ١ ص ١٩ ح ٤.

٣ - تفسير العياشي ج ٢ ص ١٩ ح ٥.

٣ - تفسير العياشي ج ١ ص ٢٠ ح ٧.

(١) في نسخة: قريب منه (قدّه).

(٢) في المصدر: صلواتهم.

٥ - تفسير العياشي ج ٢ ص ٢٤٩ ح ٣٥.

٦ - تفسير العياشي ج ١ ص ٢١ ح ١٢.

١٦٥

عليه‌السلام، قال: بلغه أن أُناسا ينزعون بسم الله الرحمن الرحيم، فقال: « هي آية من كتاب الله، أنساهم إياها الشيطان ».

٤٣٩١ / ٧ - وعن خالد بن المختار، قال: سمعت جعفر بن محمّد عليهما‌السلام يقول: « ما لهم قاتلهم الله، عمدوا إلى أعظم آية في كتاب الله، فزعموا أنها بدعة إذا اظهروها، وهي بسم الله الرحمن الرحيم ».

٤٣٩٢ / ٨ - وعن محمّد بن مسلم، عن أبي عبدالله عليه‌السلام، قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: ان الله تعالى منّ عليّ بفاتحة الكتاب من كنز الجنة، فيها بسم الله الرحمن الرحيم، الآية التي يقول (الله تعالى) (١) فيها: ( وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلَىٰ أَدْبَارِهِمْ نُفُورًا ) (٢) الخبر.

٤٣٩٣ / ٩ - أحمد بن محمّد أبو عبدالله السياري، في كتاب التنزيل والتحريف: عن محمّد بن خلف، عن علي بن الحكم، عن صفوان الجمال، قال: قال أبو عبدالله عليه‌السلام: « ما أنزل الله عزّوجلّ كتابا، الا وفاتحته بسم الله الرحمن الرحيم، وإنما كان يعرف انقضاء السورة، بنزول بسم الله الرحمن الرحيم، وابتداء اخرى ».

٤٣٩٤ / ١٠ - وعن عبيد الله بن أبي عبدالله، في إسناد له، عن أبي عبدالله عليه‌السلام، قال: « ما نزل كتاب من السماء، إلا

____________________________

٧ - تفسير العياشي ج ١ ص ٢١ ح ١٦.

٨ - تفسير العياشي ج ١ ص ٢٢ ح ١٧.

(١) مابين القوسين ليس في المصدر.

(٢) الاسراء ١٧: ٤٦.

٩ و ١٠ - التنزيل والتحريف ص ٣ أ.

١٦٦

وفاتحته بسم الله الرحمن الرحيم، إلا والرحمن ممدودة ».

٤٣٩٥ / ١١ - وعن محمّد بن علي، عن محمّد بن الفضل الازدي، [ عن أبي حمزة الثمالي، ] (١) عن أبي جعفر عليه‌السلام، قال: « سرقوا (٢) اكرم آية في كتاب الله، بسم الله الرحمن الرحيم ».

٤٣٩٦ / ١٢ - وباسناده قال: [ كان ] (١)، رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم، يرفع بها صوته فإذا سمعها المشركون ولوا مدبرين، فأنزل الله جلّ ذكره ( وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلَىٰ أَدْبَارِهِمْ نُفُورًا ) (٢).

٤٣٩٧ / ١٣ - وعن سهل بن زياد، عمن اخبره عن أبي عبدالله عليه‌السلام، قال: « إذا امّ الرجل قوما » إلى آخر ما مر عن العياشي.

٤٣٩٨ / ١٤ - وعن محمّد بن علي، عن عيسى بن عبدالله، عن أبيه، عن

____________________________

١١ - التنزيل والتحريف ص ٣ ب.

(١) أثبتناه من المصدر وهو الصحيح (راجع معجم رجال الحديث ج ٣ ص ٣٨٦ وج ٢١ ص ١٣٥).

(٢) في المصدر: شرّفوا.

١٢ - التنزيل والتحريف ص ٣ ب.

(١) أثبتناه من المصدر.

(٢) الإسراء ١٧: ٤٦.

١٣ - التنزيل والتحريف ص ٣ ب.

١٤ - التنزيل والتحريف ص ٤ أ.

(١) كان في الأصل والحجرية: محمّد بن علي بن عيسى بن عبدالله، وهو خطأ، والصحيح ما أثبتناه نظراً إلى المصدر وما جاء في معجم رجال الحديث ج ١٣ ص ١٩٩، فراجع.

١٦٧

جده، عن علي بن أبي طالب عليه‌السلام، قال: بلغه، وساق كما مر.

٤٣٩٩ / ١٥ - وعن علي بن الحكم، عن محمّد بن فضيل، عن سعد بن عمر الجلاب، قال: سألت أبا عبدالله عليه‌السلام، عن قول الله جل ذكره ( وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ ) (١) قال: « هي فاتحة الكتاب » قلت: بسم الله الرحمن الرحيم منها؟ قال: « هي افضلها لفضل منها (٢) ».

٤٤٠٠ / ١٦ - وعن صفوان، عن علاء، عن محمّد بن مسلم، قال: سألت أبا عبدالله عليه‌السلام عن قول الله عزّوجلّ: ( وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ ) (١) قال: « فاتحة الكتاب من كنوز الجنة، وفيها بسم الله الرحمن الرحيم »، الخبر.

٤٤٠١ / ١٧ - دعائم الإسلام: عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عليهما‌السلام، عن جابر قال: قال لي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: « كيف تقرأ إذا قمت في الصلاة؟ » قال: قلت: الحمد لله رب العالمين، قال: « قل بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين (الرحمن الرحيم) (١) ».

____________________________

١٥ - التنزيل والتحريف ص ٤ ب.

(١) الحجر ١٥: ٨٧.

(٢) في المصدر: هي أفضل منها.

١٦ - التنزيل والتحريف ص ٥ أ.

(١) الحجر ١٥: ٨٧.

١٧ - دعائم الإسلام ج ١ ص ١٥٩.

(١) مابين القوسين ليس في المصدر.

١٦٨

٩ - ( باب ما يستحب أن يقرأ في نوافل الزوال، وما يقال بعدها )

٤٤٠٢ / ١ - السيد علي بن طاووس في فلاح السائل: بإسناده عن هارون بن موسى، عن جعفر بن محمّد بن مسرور، عن الحسن بن عبدالله بن محمّد بن عيسى، عن أبيه، عن أبي داود المسترق، عن محسن بن احمد، عن يعقوب بن شعيب، قال: قال أبو عبدالله عليه‌السلام: « اقرأ في صلاة الزوال في الركعتين الاوليين، بالاخلاص وسورة الجحد، وفي الثالثة بقل هو الله احد وآية الكرسي، وفي الرابعة بقل هو الله احد وآخر البقرة، وفي الخامسة بقل هو الله احد والآيات التي في آخر آل عمران ( إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ) (١)، وفي السادسة بقل هو الله احد وآية السخرة « وهي ثلاث آيات من الاعراف إن ربكم الله » (٢)، وفي السابعة بقل هو الله احد والآيات التي في الانعام ( وَجَعَلُوا لِلَّـهِ شُرَكَاءَ الْجِنَّ وَخَلَقَهُمْ ) (٣) وفي الثامنة بقل هو الله احد وآخر الحشر ( لَوْ أَنزَلْنَا هَـٰذَا الْقُرْآنَ عَلَىٰ جَبَلٍ ) (٤) إلى آخرها، فإذا فرغت قل سبع مرات: اللهم مقلب القلوب والابصار، ثبت قلبي على دينك ودين نبيك، ولا تزغ قلبي بعد إذ هديتني، وهب لي من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب، وأجرني من النار برحمتك ».

____________________________

الباب - ٩

١ - فلاح السائل ص ١٢٨ وعنه في البحار ج ٨٧ ص ٥٧.

(١) آل عمران ٣: ١٩٠.

(٢) ليس في المصدر: والآيات من سورة الاعراف ٧: ٤٥ و ٥٥ و ٥٦.

(٣) الانعام ٦: ١٠٠.

(٤) الحشر ٥٩: ٢١.

١٦٩

٤٤٠٣ / ٢ - وعن ابي عبدالله احمد بن محمّد بن الحسن بن عياش (١)، عن أحمد بن محمّد بن يحيى العطار، عن عبدالله بن جعفر الحميري، عن محمّد بن الحسن، عن نصر بن مزاحم، عن أبي خالد، عن عبدالله بن الحسن بن الحسن، عن أمه فاطمة بنت الحسين، عن أبيها الحسين بن علي عليهما‌السلام، قال: « كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، يدعو بهذا الدعاء بين كل ركعتين من صلاة الزوال » وساق لكل ركعتين دعاء، وذكر هو، والشيخ في المصباح، ادعية أُخرى، من ارادها راجع الكتابين، فقد تبعنا الشيخ في عمله في الأصل من ترك الادعية المطوّلة.

٤٤٠٤ / ٣ - فقه الرضا عليه‌السلام: « إذا زالت الشمس صل ثمان ركعات، منها ركعتان بفاتحة الكتاب وقل هو الله احد، وفي الثانية بالفاتحة وقل يا أيها الكافرون، وست ركعات بما أحببت من القرآن ».

٤٤٠٥ / ٤ - دعائم الإسلام: عن علي (صلوات الله عليه)، أنه كان إذا صلى صلاة الزوال وانصرف منها، رفع يديه ثم يقول: « اللهم إني أتقرب إليك بجودك وكرمك، وأتقرب اليك بمحمّد عبدك ورسولك، واتقرب اليك بملائكتك وانبيائك وبك، اللهم أنت الغني عني، وبي الفاقة اليك، أنت الغني، وأنا الفقير اليك، اقلتني عثرتي، وسترت علي ذنوبي، فاقض لي اليوم حاجتي، ولا تعذبني بقبيح ما تعلم مني،

____________________________

٢ - فلاح السائل ص ١٣٨، وعنه في البحار ج ٨٧ ص ٦٤.

(١) في المصدر والمخطوط: عباس، وهو تصحيف، وقد استظهر الشيخ المصنّف « قده » ما أثبتناه في المتن وهو الصحيح (راجع رجال الشيخ ص ٤٤٩ ورجال النجاشي ص ٦٢ وغيرهما).

٣ - فقه الرضا عليه‌السلام ص ٧.

٤ - دعائم الإسلام ج ١ ص ٢٠٩.

١٧٠

فإن عفوك وجودك يسعني » ثم يخر ساجدا، فيقول وهو ساجد:

« يا أهل التقوى ويا أهل المغفرة، يا بر يا رحيم، أنت ابر بي من أبي وامي، (ومن الناس) (١) اجمعين، فاقلبني اليوم بقضاء حاجتي، مستجابا دعائي، مرحوما صوتي، قد كففت انواع البلاء عني ».

٤٤٠٦ / ٥ - الشيخ ابراهيم الكفعمي في البلد الأمين (١) وفي الجنة الواقية: عن كتاب طريق النجاة للشيخ عز الدين الحسن بن ناصر بن ابراهيم الحداد العاملي، عن أبي جعفر الثاني عليه‌السلام، قال: « من قرأ سورة القدر في كل يوم وليلة ستا وسبعين مرة، خلق الله تعالى له الف ملك، يكتبون ثوابها ستا وثلاثين الف عام، ويضاعف الله استغفارهم له الفي سنة الف مرة، وتوظيف ذلك في سبعة اوقات - إلى أن قال عليه‌السلام - الرابع بعد نوافل الزوال احدى وعشرين، ليخلق الله تعالى منها بيتا طوله ثمانون ذراعا، وكذا عرضه، وستون ذراعا سمكه، وحشوه ملائكة يستغفرون له إلى يوم القيامة ويضاعف الله استغفارهم الفي سنة الف مرة »، الخبر.

١٠ - ( باب ما يستحب أن يقرأ في نوافل المغرب )

٤٤٠٧ / ١ - السيد علي بن طاووس في فلاح السائل: عن الشيخ هارون بن موسى، عن محمّد بن همام، عن أحمد بن مابنداد، عن أحمد بن هليل

____________________________

(١) في المصدر: والناس.

٥ - الجنة الواقية (المصباح) ص ٥٨٦ في الحاشية.

(١) نسخة البلد الأمين المطبوعة خالية من هذا الحديث، وأخرجه في البحار ج ٩٢ ص ٣٢٩ عن بعض كتب الكفعمي.

الباب - ١٠

١ - فلاح السائل ص ٢٣٣، وعنه في البحار ج ٨٧ ص ٩٠ ح ٩.

١٧١

الكرخي، عن حاتم بن الفرج، قال سألت أبا الحسن موسى بن جعفر عليهما‌السلام، عما يقرأ في الأربع ركعات، فكتب بخطه عليه‌السلام: « أول (١) ركعة قل هو الله احد، وفي الثانية إنا انزلناه، وفي الركعتين الاخيرتين: في اول ركعة منها اربع آيات من أول البقرة، ومن وسط السورة ( وَإِلَـٰهُكُمْ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ ) (٢) ثم يقرأ قل هو الله احد خمس عشرة مرة، (ويقرأ في الركعة الرابعة آية الكرسي وآخر سورة البقرة، ثم يقرأ قل هو الله احد خمس عشرة مرة) (٣).

٤٤٠٨ / ٢ - وعن أبي المفضل محمّد بن عبدالله، عن جعفر بن محمّد بن مسعود العياشي، عن أبيه، عن جعفر بن محمّد، عن العمركي وعن علي بن محمّد بن شجاع، عن القاسم الهروي، عن أبي سعيد الآدمي، رفعه إلى أبي الحسن وأبي جعفر عليهما‌السلام، انهما كانا يقرآن في الركعتين الثالثة والرابعة من نوافل المغرب: في الثالثة الحمد واول الحديد إلى (عليم بذات الصدور)، وفي الرابعة الحمد وآخر الحشر.

٤٤٠٩ / ٣ - وعن محمّد بن أحمد القمّي، عن أحمد بن محمّد بن يحيى العطار، عن سعد بن عبدالله، عن أحمد بن محمّد بن عيسى الاشعري، عن الحسين بن سعيد، رفعه إلى أبي عبدالله عليه‌السلام، قال: « من صلى بعد المغرب اربع ركعات، يقرأ في كل ركعة خمس عشرة مرة قل هو الله احد، انفتل من صلاته، وليس

____________________________

(١) في المصدر: في أوّل.

(٢) البقرة ٢: ١٦٣.

(٣) مابين القوسين ليس في المصدر.

٢ - فلاح السائل ص ٢٣٣.

٣ - فلاح السائل ص ٢٤٧.

١٧٢

بينه وبين الله تعالى ذنب إلّا وقد غفر له ».

قلت: ويأتي في باب الصلوات المستحبة بين العشائين، صلوات بكيفية مخصوصة، يحتمل كون بعضها نوافل المغرب، وردت بتلك الكيفية فلاحظ (١).

١١ - ( باب استحباب القراءة بالتوحيد والجحد في المواضع المخصوصة )

٤٤١٠ / ١ - الصدوق في الهداية: قال الصادق عليه‌السلام: « لا تدع ان تقرأ قل هو الله احد وقل يا أيها الكافرون، في سبعة مواطن: في الركعتين قبل الفجر، وركعتي الزوال والركعتين بعد المغرب، والركعتين في اول صلاة الليل، وركعتي الاحرام، والفجر إذا اصبحت بها، وركعتي الطواف ».

٤٤١١ / ٢ - وفي المقنع: ولا تدع ان تقرأ قل هو الله احد وقل يا أيها الكافرون، في سبع مواضع: في الركعتين اللتين قبل الفجر، وركعتي الزوال، وفي الركعتين اللتين بعد المغرب، وفي الركعتين اللتين في اول صلاة الليل، وركعتي الطواف، وركعتي الاحرام.

____________________________

(١) يأتي في الحديث ٤ من الباب ١٥ من أبواب بقية الصلوات المندوبة.

الباب - ١١

١ - الهداية للصدوق ص ٣٨.

٢ - المقنع ص ٤١.

١٧٣

١٢ - ( باب تأكد استحباب قراءة الجحد ثم التوحيد، في ركعتي الفجر، وجواز قراءة أي سورتين شاء )

٤٤١٢ / ١ - فقه الرضا عليه‌السلام: « ثم صل ركعتي الفجر قبل الفجر (وعنده، تقرأ) (١) فيهما: قل يا أيها الكافرون وقل هو الله احد ».

٤٤١٣ / ٢ - القطب الراوندي في لب اللباب: روي ان رجلا دخل في ركعتي الفجر، فقال له النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: « تبرأ » فقرأ قل يا أيها الكافرون بعد الحمد، ثم أخذ في الركعة الثانية وقرأ الحمد، فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: « تول » فقرأ قل هو الله احد.

١٣ - ( باب عدم جواز التأمين في آخر الحمد، واستحباب قول المأموم وغيره: الحمد لله رب العالمين )

٤٤١٤ / ١ - الجعفريات: أخبرنا محمّد، حدثني موسى، قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي عليهم‌السلام، قال: « قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: لا تزال امتي على شريعة من دينها حسنة جميلة، ما لم يتخطوا القبلة باقدامهم، وما لم ينصرفوا قياما كفعل اهل الكتاب، وما لم تكن ضجة (١) بآمين ».

____________________________

الباب - ١٢

١ - فقه الرضا عليه‌السلام ص ١٣.

(١) في المصدر: وعنده وبعده فاقرأ.

٢ - لبّ اللباب: مخطوط.

الباب - ١٣

١ - الجعفريات ص ٣٤.

(١) في المصدر: يكن جنحة.

١٧٤

٤٤١٥ / ٢ - احمد بن محمّد السياري في كتاب التنزيل والتحريف: روي عن بعضهم عليه‌السلام، انه قال: « من قرأ الحمد في صلاته، عليه ان يقف بعد فراغه، وعلى من خلفه ان يقولوا: الحمد لله رب العالمين ».

٤٤١٦ / ٣ - دعائم الإسلام: روينا عنهم (صلوات الله عليهم)، انهم قالوا: يبتدأ بعد بسم الله الرحمن الرحيم، في كل ركعة بفاتحة الكتاب - إلى أن قال - وحرموا أن يقال بعد قراءة فاتحة الكتاب: آمين، كما تقول العامة، قال جعفر بن محمّد عليهما‌السلام: « انما كانت النصارى تقولها ».

٤٤١٧ / ٤ - وعنه، عن آبائه، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، أنه قال: « لا تزال امتي بخير، وعلى شريعة » إلى آخر ما مر عن الجعفريات.

٤٤١٨ / ٥ - أبو القاسم علي بن أحمد الكوفي في كتاب الاستغاثة في بدع الثلاثة - في سياق مطاعن الثاني - أجمع أهل النقل عن الأئمة من أهل البيت عليهم‌السلام، أنهم بأجمعهم قالوا: من قال آمين فقد افسد صلاته وعليه الاعادة، لانها عندهم كلمة سريانية، معناها بالعربية افعل، كسبيل من يدعو بدعاء فيقول في آخره: اللهم افعل، ثم استن انصاره ... بروايات متخرصة (١)، أن الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌،

____________________________

٢ - التنزيل والتحريف ص ١٦ - أ.

٣ - دعائم الإسلام ج ١ ص ١٦٠ باختلاف يسير.

٤ - دعائم الإسلام ج ١ ص ١٦٠.

٥ - الاستغاثة ص ٣٣ نحوه.

(١) الخرص: الكذب ... (مجمع البحرين ج ٤ ص ١٦٧).

١٧٥

كان يقول ذلك باعلى صوته، وأنكر أهل البيت هذه الرواية.

٤٤١٩ / ٦ - الحسين بن حمدان الحضيني في الهداية: عن عيسى بن مهدي الجوهري، وجماعة كثيرة منهم الريّان مولى الرضا عليه‌السلام، عن أبي محمّد العسكري عليه‌السلام، في حديث طويل، أنه عد الخصال التي خص الله تعالى بها الأئمة عليهم‌السلام وشيعتهم، ثم ذكر أن العامة خالفتهم فيها، إلى أن قال عليه‌السلام: « والاخفات في السورتين خلافا على الجهر، وآمين بعد (ولا الضالين) عوضا عن القنوت »، الخبر.

١٤ - ( باب استحباب ترتيل القراءة، وترك العجلة، وسؤال الرحمة، والاستعاذة من النقمة، عند آية الوعد والوعيد )

٤٤٢٠ / ١ - دعائم الإسلام: عن علي (صلوات الله عليه)، أنه سئل عن قول الله عزّوجلّ ( وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا ) (١) قال: « بينه تبيينا، ولا تنثره نثر الدقل (٢)، ولا تهذّه هذّ الشعر، قفوا عند عجائبه، حركوا به القلوب، ولا يكون (٣) همّ احدكم آخر السورة ».

ورواه في الجعفريات، بالإسناد المتقدم عنه

____________________________

٦ - الهداية ص ١٦٩ أ.

الباب - ١٤

١ - دعائم الإسلام ج ١ ص ١٦١.

(١) المزّمّل ٧٣: ٤.

(٢) الدقل: هو ردئ التمر ويابسه وما ليس له اسم خاص، فتراه ليبسه ورداءته لا يجتمع ويكون منثوراً (لسان العرب - دقل - ج ١١ ص ٢٤٦)، وفي الجعفريات: تبثه تثبيتاً ولا تنثره نثر الرمل، وفي النوادر: نثر البقل.

(٣) في المصدر: يكوننّ.

١٧٦

صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، مثله (٤).

ورواه السيد فضل الله الراوندي في نوادره، بإسناده عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ مثله (٥).

٤٤٢١ / ٢ - الصدوق في صفات الشيعة: بإسناده عن محمّد بن صالح، عن أبي العباس الدينوري، عن محمّد بن الحنفية، عن أميرالمؤمنين عليه‌السلام، أنه قال لاحنف بن قيس في كلام طويل في صفات المؤمنين المخلصين: « فلو رأيتهم يا أحنف، في ليلتهم قياما على اطرافهم، منحنية ظهورهم، يتلون اجزاء القرآن لصلاتهم، قد اشتدت عوالة نحيبهم (١) وزفيرهم، وإذا زفروا خلت النار قد اخذت منهم إلى حلاقيمهم، وإذا أعولوا حسبت السلاسل قد صفدت في اعناقهم ».

٤٤٢٢ / ٣ - ابن شهر آشوب في المناقب: عن حماد بن حبيب الكوفي العطار، عن السجاد عليه‌السلام، في حديث شريف، انه رآه في البرية في ليلة ظلماء، وأنه عليه‌السلام دخل في الصلاة، قال: فرأيته كلما مر بالآية التي فيها الوعد والوعيد، يرددها بانتحاب وحنين، الخبر.

ورواه القطب الراوندي في الخرائج (١)، وابن طاووس في فتح

____________________________

(٤) الجعفريات ص ١٨٠.

(٥) نوادر الراوندي ص ٣٠.

٢ - صفات الشيعة ص ٤١ ح ٦٣.

(١) في المصدر: أعوالهم ونحيبهم.

٣ - المناقب لابن شهر آشوب ج ٤ ص ١٤٢.

(١) الخرائج والجرائح ص ٦٩.

١٧٧

الابواب، عنه عليه‌السلام، مثله (٢).

١٥ - ( باب كراهة قراءة الاخلاص في نفس واحد )

٤٤٢٣ / ١ - أحمد بن محمّد السياري في كتاب التنزيل: عن صفوان، عن معاوية بن عمار، قال: قال أبو عبدالله عليه‌السلام: « لا تقرأ قل هو الله أحد في نفس واحد، ولكن ترسّل في قراءتها ».

١٦ - ( باب ما يستحب أن يقال بعد قراءة الاخلاص، وفي مواضع مخصوصة من القرآن )

٤٤٢٤ / ١ - أبو عبدالله احمد بن محمّد السياري في كتاب التنزيل والتحريف: عن محمّد بن فارس عن الحكم بن سيارة، قال: قرأ عليه‌السلام ( قُلْ هُوَ اللَّـهُ أَحَدٌ ) إلى ( كُفُوًا أَحَدٌ ) [ فقال ] (١): كذلك الله ربنا، كذلك الله ربنا كذلك الله ربنا، ورب آبائنا الاولين.

٤٤٢٥ / ٢ - وعن محمّد بن علي، عن الحكم بن مسكين، عن عامر بن جذاعة، قال: قلت لأبي عبدالله عليه‌السلام: علمني ( قُلْ هُوَ اللَّـهُ أَحَدٌ ) قال: « اكتبها لك » قال: [ قلت: ] (١) لا احب أن

____________________________

(٢) فتح الأبواب ص ٤٦، وعنه في البحار ج ٤٦ ص ٧٧ ح ٧٣.

الباب - ١٥

١ - التنزيل والتحريف ص ٧٣ ب.

الباب - ١٦

١ - التنزيل والتحريف ص ٧٣ أ، وفيه الحكم بن سيار.

(١) أثبتناه ليستقيم المعنى.

٢ - التنزيل والتحريف ص ٧٣ ب.

(١) أثبتناه ليستقيم السياق.

١٧٨

أتعلمها إلّا من فيك، فقال: « اقرأ، قل هو الله أحد - إلى أن قال في آخره - كذلك الله ربنا ».

٤٤٢٦ / ٣ - وعنه، عن بكير بن محمّد، عن أبي عبدالله عليه‌السلام، قال: « إذا فرغت منها، فقل: كذلك الله ربنا مرتين ».

٤٤٢٧ / ٤ - وعن صفوان، عن معاوية بن عمار، قال: قال أبو عبدالله عليه‌السلام: « إذا قرأت ( قُلْ هُوَ اللَّـهُ أَحَدٌ ) إلى آخرها، فقل: أشهد أن الله ربنا كذلك »، قلت: في مكتوبة وغيرها، قال: « نعم ».

٤٤٢٨ / ٥ - وعن حماد، عن حريز، عن أبي جعفر عليه‌السلام، أنه قرأ الجحد إلى آخرها، وقال: « ( لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ ) (١) ديني الإسلام » ثلاثا.

٤٤٢٩ / ٦ - وعن يونس، عن بكار بن أبي بكر الحضرمي، عن أبى عبدالله عليه‌السلام، قال: « كان أبو جعفر عليه‌السلام يقرأ ( قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ) إلى آخره، لكم دينكم ولي دين. ويقول: ديني الإسلام ثلاثا ».

٤٤٣٠ / ٧ - وعن ابن فضال، عن بكير، عن زرارة، عن عبدالقاهر، قال: قال أبوعبدالله عليه‌السلام: « إذا قرأت ( لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ ) فقل: ديني الإسلام ثلاثا ».

٤٤٣١ / ٨ - وعن محمّد بن علي، عن الحكم بن مسكين، عن عامر بن جذاعة، عن أبي عبدالله عليه‌السلام، قال: « إذا قرأت القرآن

____________________________

٣ و ٤ - التنزيل والتحريف ص ٧٣ ب.

٥ - التنزيل والتحريف ص ٧١ ب.

(١) الكافرون ١٠٩: ٦.

٦ - ٨ التنزيل والتحريف ص ٧٢ أ.

١٧٩

(قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون) فقل: اعبد الله وحده، فإذا فرغت فقل: ديني الإسلام كذلك أموت وأنا من المسلمين، وعليه أموت، وعليه ابعث ان شاء الله تعالى وتقدس ».

٤٤٣٢ / ٩ - وعن البرقي، عن بكر بن محمّد، عن أبي عبدالله عليه‌السلام، قال: « إذا بلغت ( لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ ) فقل: أعبد الله ربي، وإذا فرغت منها، فقل: ديني الإسلام، عليه أحيى وعليه أموت ان شاء الله ».

٤٤٣٣ / ١٠ - وعن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبدالله عليه‌السلام، قال: « إذا قرأت ( لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ ) فقل: لكن اعبد الله مخلصا له ديني، فإذا فرغت منها فقل: ربي الله، ديني الإسلام » ثلاثا، قال: ورواه بعض اصحابنا، انه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ كان إذا قرأها قال: « اعبد الله وحده » مرتين.

٤٤٣٤ / ١١ - وعن حماد، عن ربعي، عن فضيل، عن أبي جعفر عليه‌السلام، قال: « إذا قرأت ( سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى ) فقل في نفسك: سبحان ربي الاعلى ».

٤٤٣٥ / ١٢ - وعن بعض اصحابنا، عن أبي عبدالله عليه‌السلام، في قوله عزّوجلّ: ( أَلَيْسَ ذَٰلِكَ بِقَادِرٍ عَلَىٰ أَن يُحْيِيَ الْمَوْتَىٰ ) (١) قال: « كذلك اللهم وبلى ».

____________________________

٩ - التنزيل والتحريف ص ٧٢.

١٠ - التنزيل والتحريف ص ٧٢ ب.

١١ - التنزيل والتحريف ص ٦٦ ب.

١٢ - التنزيل والتحريف ص ٦٤ أ نحوه.

(١) القيامة ٧٥: ٤٠.

١٨٠

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

وهكذا فتحت القلعة التي عجز عن فتحها المسلمون عشرة أيام ، في مدة قصيرة على يد بطل الاسلام الأول « علي بن أبي طالب »عليه‌السلام .

ويقول اليعقوبي في تاريخه : ان الباب الذي قلعه عليعليه‌السلام كان من الصخر وكان طوله أربعة اذرع وعرضه ذراعين(١) .

ويقول الشيخ المفيد في ارشاده بسند خاص عن امير المؤمنين قصة قلعه ذلك الباب :

« لما عالجت باب خيبر جعلته مجنّا لي فقاتلتهم به ، فلما أخزاهم الله وضعت الباب على حصنهم طريقا ثم رميت به في خندقهم ، ولما قال له رجل : لقد حملت منه ثقلا قالعليه‌السلام :

« ما كان إلاّ مثل جنّتي التي في يدي في غير ذلك المقام »(٢) .

وقد نقل المؤرخون قضايا عجيبة حول قلع باب خيبر هذا وخصوصياته ومواصفاته ، وعن بطولات عليعليه‌السلام في فتح هذا الحصن ، وجميعها لا تتمشى ولا تتيسر مع القدرة البشرية المتعارفة ، ولا يمكن أن تصدر منها.

ويقول عليعليه‌السلام نفسه في هذا الصدد ما يرفع كل شك وإبهام قد يعترض المرء في هذا المجال :

« ما قلعتها بقوّة بشريّة ولكن قلعتها بقوة إلهية ونفس بلقاء ربّها مطمئنة رضية »(٣) .

تحريف الحقائق :

لو أننا أردنا أن نلتزم بحدود الحق والانصاف لوجب أن نقول انّ « ابن هشام » في سيرته و « الطبري » في تاريخه ذكرا قصة مبارزة عليعليه‌السلام في يوم

__________________

(١) تاريخ اليعقوبي : ج ٢ ص ٤٦.

(٢) الارشاد : ص ٦٢ ـ ٦٥.

(٣) بحار الأنوار : ج ٢١ ص ٤٠.

٤٠١

خيبر بصورة مفصلة ، ونقلوا تفاصيلها بصورة دقيقة ، ولكنهما ذكرا في نهاية بحثهما التاريخي قصة خيالية لا أساس لها وهي وان مرحبا قتل على يدي « محمّد بن مسلمة » وقالوا : ويرى البعض أن مرحبا اليهودي قتله محمّد بن مسلمة انتقاما لأخيه الذي قتل عند فتح حصن « ناعم » على أيدي اليهود ، فقد كلّفه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بقتال مرحب فبرز إليه ، فقتله.

إن هذا الاحتمال من الوهن والبطلان بحيث لا يقاوم التاريخ الاسلاميّ المسلم والمتواتر ، هذا مضافا إلى أن هذه الاسطورة التاريخية تعاني من اشكالات ، ومؤاخذات نذكرها للقارئ الكريم :

١ ـ ان محمّد بن مسلمة لم يكن بذلك الرجل الشجاع ، والبطل الصنديد الذي تؤهله شجاعته لأن يكون فاتح خيبر وقاتل بطلها الاكبر ، فإن التاريخ لا يذكر عنه نموذجا بارزا من بطولته وشجاعته ، إنما كلّف في السنة الثالثة من جانب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقط بأن يغتال « كعب بن الاشرف » الذي حرّك المشركين والهم ضد الاسلام والمسلمين بعد معركة بدر الكبرى ، وقد بقي ثلاثة أيام بلياليها لا يطعم شيئا خوفا ، فأنكر عليه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم خوفه وسأله عن سبب ذلك فقال : يا رسول الله قلت لك قولا لا أدري هل أفينّ به أم لا؟

فلما رأى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم منه ذلك أرسل معه أربعة رجال آخرين ليعينوه في هذه المهمّة ، ويتخلصوا من « كعب » الذي كان يريد إعادة القتال بين المسلمين والمشركين.

فخرجوا إليه في منتصف الليل وقتلوا عدوّ الله كعبا وفق خطة خاصة ولكن « محمّد بن مسلمة » جرح أحد رفاقه من شدة الخوف والوحشة التي اصابته ، ولا شك أن صاحب مثل هذه النفسية لا يمكنه أن يبارز صناديد « خيبر » المعروفين وينازلهم.

٢ ـ ان فاتح « خيبر » لم يقاتل مرحبا ويقتله وحده ، بل قاتل بعد مصرع مرحب من كانوا قد جاءوا معه إلى ساحة القتال من شجعان اليهود فلاحق

٤٠٢

الفارّين ، ونازل الذين بقوا ولم يفرّوا.

وإليك أسماء من بقوا في ساحة القتال وقاتلوا علياعليه‌السلام بعد قتله مرحبا :

١ ـ داود بن قابوس.

٢ ـ ربيع ابن أبي الحقيق.

٣ ـ أبو البائت.

٤ ـ مرة بن مروان.

٥ ـ ياسر الخيبري.

٦ ـ ضحيج الخيبري.

وكل هؤلاء كانوا من صناديد اليهود وابطالهم ، وكانوا يقاتلون خارج حصن خيبر ويمنعون من أية محاولة لفتح قلاع اليهود في هذه الوقعة.

إن هؤلاء الستة قتلوا على يد علي بن أبي طالبعليه‌السلام وهم يرتجزون في ساحة القتال ويطلبون المبارز والمناجز(١) .

فمن يكون والحال هذه فاتح « خيبر » وقاتل مرحب؟

إذا كان « محمّد بن مسلمة » فانه لا يمكن أن يعود بعد قتل مرحب إلى معسكر المسلمين ويتجاهل اولئك الأبطال خلف مرحب بل لا بد أن يقاتلهم ، في حين اتّفقت كل السير والتواريخ على أن هؤلاء قتلوا جميعا على يد علي بن أبي طالبعليه‌السلام .

٣ ـ ان هذه الاسطورة التاريخية تتنافى مع الحديث المنقول عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فانهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال في حق عليعليه‌السلام : « يفتح الله على يديه » مع العلم بأن المانع الاكبر من فتح خيبر كان هو مرحب الذي أجبرت شجاعته الأميرين السابقين على الفرار ، فاذا كان قاتل مرحب هو

__________________

(١) ناسخ التواريخ : ج ٢ ص ٢٨٢ ـ ٢٨٦.

٤٠٣

« محمّد بن مسلمة » لزم أن يقول رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم جملته هذه في حق « محمّد بن مسلمة » لا في حق « علي »عليه‌السلام الذي أعطاه الراية بعد أن قال تلك الجملة : « يفتح الله على يديه ».

يقول الحلبي كاتب السيرة المعروف : قيل : القاتل له ( اي لمرحب ) علي كرم الله وجهه وبه جزم مسلمرحمه‌الله في صحيحه. قال بعضهم : والاخبار متواترة به وقال ابن الاثير : الصحيح الذي عليه أهل السير والحديث أن عليا قاتله كرم الله وجهه(١) .

ولقد وقع الطبري في تاريخه ، وابن هشام في سيرته في شيء من الاضطراب والفوضى وكتبا قصة هزيمة ورجوع الرجلين اللذين كلّفا قبل عليعليه‌السلام بفتح قلاع اليهود بصورة لا تتفق مع مفهوم الجملة التي قالها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في حق عليعليه‌السلام .

فقد قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في حقه : « وليس بفرّار »(٢) يعني أن الذي سوف يعطيه الراية لا يفر أبدا ، ومفهوم هذه الجملة هو أن علياعليه‌السلام لا يفرّ ولا يجبن أمام العدوّ كما فر القائدان السابقان ، وهذا يعني أن القائدين السابقين فرّا أمام العدوّ ، وأخليا الساحة ، في حين أن الكاتبين المذكورين لا يذكران مسألة فرار القائدين المذكورين ، وإنما يكتبان رجوعهما كما لو أنهما قد أدّيا وظيفتهما القتالية والعسكرية على الوجه الكامل ، ولكنّهما لم يوفقا للفتح(٣) .

ثلاث نقاط مشرقة في حياة عليعليه‌السلام :

ونختم هذا البحث بذكر ثلاث فضائل لفاتح خيبر ذكرها أحد خصومه لها ارتباط بموقفهعليه‌السلام في خيبر :

__________________

(١) السيرة الحلبية : ج ٣ ص ٣٨ ، وراجع زاد المعاد : ج ٢ ص ١٣٤ و ١٣٥.

(٢) المغازي : ج ٢ ص ٦٥٣.

(٣) السيرة النبوية : ج ٣ ص ٣٤٩.

٤٠٤

أمر معاوية سعد بن أبي وقاص يوما فقال : ما منعك ان تسبّ أبا التراب؟

فقال : أمّا ما ذكرت ثلاثا قالهنّ له رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فلن أسبّه لأن تكون لي واحدة منهنّ أحبّ إليّ من حمر النعم.

ثم أخذ سعد في عدّ تلك المناقب فقال :

١ ـ سمعت رسول الله صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم يقول له خلّفه في بعض مغازيه فقال له علي : يا رسول الله خلّفتني مع النساء والصبيان؟

فقال له رسول الله صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم.

« أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى ، إلاّ أنه لا نبوة بعدي »(١) .

٢ ـ وسمعته يقول يوم خيبر :

لاعطين الراية رجلا يحبّ الله ورسوله ويحبه الله ورسوله. قال فتطاولنا لها فقال : ادعوا لي عليا. فاتي به أرمد فبصق في عينه ، ودفع الراية إليه ، ففتح الله عليه(٢) .

٣ ـ ولما نزلت هذه الآية « فقل تعالوا ندع ابناءنا وابناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل » دعا رسول الله صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم عليّا وفاطمة وحسنا وحسينا فقال :

« اللهم هؤلاء أهل بيتي »(٣) (٤) .

عوامل الانتصار :

فتحت حصون « خيبر » ، واستسلم اليهود للمسلمين بشروط خاصة ، ولكن يجب أن نرى ما هي العوامل التي ادت إلى هذا الانتصار ، فهذا هو في الحقيقة

__________________

(١) وهي اشارة إلى واقعة تبوك.

(٢) وهي اشارة إلى واقعة خيبر.

(٣) وهي اشارة إلى قصة مباهلة النبي نصارى نجران.

(٤) صحيح مسلم : ج ٧ ص ١٢٠.

٤٠٥

النقاط الهامة في هذا القسم.

إن انتصار المسلمين الساحق في هذه الغزوة يعود إلى عوامل يمكن الاشارة إليها على نحو الاجمال ثم شرحها بالتفصيل في ما بعد.

١ ـ التخطيط العسكري والتكتيك الحربي الدقيق.

٢ ـ تحصيل المعلومات ومعرفة أسرار العدو الداخلية.

٣ ـ تفاني الامام علي بن أبي طالب ، وبطولته النادرة. وهنا نحن ندرس هذه الامور الثلاثة على وجه التفصيل :

١ ـ التخطيط والتكتيك العسكري الدقيق :

لقد هبط الجيش الاسلامي في منطقة قطع بها المسلمون ارتباط اليهود باصدقائهم القدامى ( قبائل غطفان ).

وقد كان بين قبائل غطفان فرسان كثيرون ، ولو استطاعوا أن يعينوا اليهود في هذه الموقعة لما أمكن فتح حصون خيبر.

فان « غطفان » لما سمعت بمسير رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلى خيبر خرجوا ليظاهروا اليهود عليه ، ولكنهم ما أن سمعوا الشائعة التي مفادها أن أصحاب محمّد قد قصدوهم من طريق آخر ظنوا انهم سيهاجمون أموالهم وأهليهم فرجعوا من منتصف الطريق على أعقابهم ، وأقاموا في أهليهم وأموالهم وخلّوا بين رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وبين « خيبر ».

يقول المؤرخون : إن هذه الشائعة كانت نتيجة نداء غيبيّ سمعه رجال غطفان فظنوا أن المسلمين داهموا أهليهم(١) ولكنه ليس من المستبعد أن تكون هذه الشائعة من فعل المسلمين المتسترين من قبائل غطفان ، والذين امروا بأن يتظاهروا بالكفر ، ويبقوا في قبائلهم حتى يعينوا إخوانهم المسلمين في اللحظات

__________________

(١) المغازي : ج ٢ ص ٦٥١ ـ ٦٥٣.

٤٠٦

المناسبة.

فخططوا لهذه الموقعة بمهارة كبيرة وكانوا في ذلك ناجحين جدا الى درجة أنّه تسبب في أن تعدل إمدادات غطفان العسكرية لليهود من مواصلة مسيرها إلى « خيبر » ، والعودة إلى أهليهم وترك اليهود وشأنهم.

وقد سبق لهذا نظير في معركة « الاحزاب » يوم امتنعت قبائل غطفان عن نصرة اليهود بسبب شائعة بثها بينهم رجل من المسلمين من بني غطفان يدعى « نعيم بن مسعود » ، وتفرّق على أثره جماعة الاحزاب ، وانفرط عقدهم.

٢ ـ تحصيل المعلومات حول العدوّ :

لقد كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كما أسلفنا مرارا يولي تحصيل المعلومات ومعرفة أسرار العدو ، أهمية كبيرة.

ولهذا بعث قبل محاصرة « خيبر » طليعة من المسلمين وأمّر عليهم « عبّاد بن بشر » ووجّههم إلى « خيبر » ، فالتقوا بيهودي قرب حصون « خيبر » ، وبعد التحقيق معه تبين أنه عين لليهود يتجسّس لهم الاخبار فأخذوه إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فسأله عن أوضاع اليهود في حصون « خيبر ».

فقال : أفتؤمنني يا أبا القاسم على أن اصدقك؟ فأمّنه عباد.

فقال اليهودي : القوم مرعوبون منكم خائفون وجلون لما قد صنعتم بمن كان بيثرب.

ثم قال : خرجت من حصن « النطاة » من عند قوم ليس لهم نظام تركتهم يتسلّلون من الحصن في هذه الليلة الى « الشق » وقد رعبوا منك حتى أنّ أفئدتهم لتخفق ، فاذا دخلت الحصن غدا وأنت تدخله ، قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إن شاء الله ، قال اليهودي إن شاء الله أوقفك على حصن اليهود الذي فيه منجنيق مفلكة ودبابتان وسلاح من دروع وبيض وسيوف ، فانصب المنجنيق على حصن الشق وتدخل الرجال تحت الدّبابتين فيحفرون الحصن فتفتحه من

٤٠٧

يومك(١) .

إن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وإن لم يستخدم هذه الادوات التخريبية إلاّ أن المعلومات التي وقف عليها من ذلك اليهودي الأسير كانت مهمة لأنّها أوضحت نقطة الحملة غدا ، وعرف النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أن التغلّب على حصن « النطاة » لا يحتاج الى قوة كبيرة ، وأنه لا بدّ من رعاية المزيد من الحيطة والحذر عند فتح حصن « الشق ».

نموذج آخر : عند فتح إحدى القلاع أتى يهودي إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بعد ثلاثة أيام مضت على محاصرتها وقال ـ ولعلّه لتخليص نفسه ـ : إنك لو اقمت شهرا ما بالوا ، لهم جدول تحت الأرض يخرجون بالليل فيشربون بها ثم يرجعون إلى قلعتهم فيمنعون منك ، فان قطعت مشربهم عليهم ضجهم.

وفي رواية أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لم يوافق على قطع الماء عن العدو(٢) .

وفي اخرى ؛ قطع عليهم مشاربهم موقتا فلم يطيقوا المقام على العطش(٣) .

٣ ـ تفاني امير المؤمنين :

ولقد ذكرنا تغاني علي بن أبي طالب ، وبطولته في هذه الموقعة بصورة مجملة ، وها نحن ننقل عبارة قالها هوعليه‌السلام عن هذه المسألة :

وردنا مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم خيبر على رجال من اليهود وفرسانها من قريش وغيرها ، فتلقونا بأمثال الجبال من الخيل والرجال والسلاح ، وهم في أمنع دار وأكثر عدد ، كل ينادي ويدعو ويبادر إلى القتال ، فلم يبرز إليهم من أصحابي أحد إلا قتلوه حتى احمرّت الحدق ، ودعيت إلى النزال ، وأهمّت كل امرئ نفسه ، والتفت بعض أصحابي إلى بعض وكل يقول : يا أبا الحسن انهض.

__________________

(١) السيرة الحلبية : ج ٣ ص ٣٥.

(٢) ناسخ التواريخ : ج ٢ ص ٢٩٩. المصدر السابق ص ٤٠.

(٣) الخصال : ص ٣٦٩.

٤٠٨

فأنهضني رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلى دارهم فلم يبرز إليّ أحد منهم إلا قتلته ، ولا يثبت لي فارس إلاّ طحنته ، ثم شددت عليهم شدّة الليث على فريسته حتى أدخلتهم جوف مدينتهم مسدّدا عليهم فاقتلعت باب حصنهم بيدي حتى دخلت عليهم مدينتهم وحدي أقتل من يظهر فيها من رجالها ، وأسبي من أجد من نسائها حتى افتتحتها وحدي ولم يكن لي فيها معاون إلاّ الله وحده(١) .

الرحمة في ساحة القتال :

عند ما افتتح حصن « القموص » سبيت « صفيّة بنت حيي بن أخطب » وامرأة اخرى ، فمر بهما « بلال » على القتلى فصاحت صفية صياحا شديدا جزعة ممّا رأت ، فكره رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ما صنع بلال وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :

« أذهبت منك الرحمة؟ تمر بجارية حديثة السنّ على القتلى؟ ».

فقال بلال : يا رسول الله ما ظننت أنك تكره ذلك ، وأحببت أن ترى مصارع أهلها(٢) .

ولم يكتف رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بهذا القدر من تطييب خاطر « صفيّة » بل احترمها ، وعيّن لها مكانا خاصا للاستراحة في المعسكر ، واختارها زوجة لنفسه ، وبهذا الطريق أزال آثار ذلك الصنيع السيئ الذي قام به بلال.

لقد تركت أخلاق رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وتعامله الانساني الرفيع مع « صفية » أثرا حسنا في نفسها ، فقد صارت في ما بعد من أزواج النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الوفيّات المخلصات ، وقد حزنت عند وفاته ، وبكت له أكثر من بقية ازواجه(٣) .

__________________

(١) الخصال : ص ٣٦٩ باب السبعة.

(٢) المغازي : ج ٢ ص ٦٧٣ ، تاريخ الطبري : ج ٣ ص ٣٠٢.

(٣) تاريخ الطبري : ج ٢ ص ٣٠٢.

٤٠٩

مصرع كنانة بن الربيع :

منذ أن أجلي « بنو النضير » عن المدينة وسكنوا « خيبر » أحدثوا صندوقا لجمع الأموال لإدارة شئونهم العامة ، ولسد نفقات الحروب ، ولإعطاء دية كل من كان يقتل من بني النضير.

فبلغ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أن هذا الكنز وهذه الأموال قد أودعت عند « كنانة بن الربيع » زوج « صفية » ، فلما افتتحصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم خيبر طلب الربيع وسأله عن كنز اليهود ، فأنكر ذلك فأمر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بحبسه ، ثم عرف بعد التحقيق من اليهود ، بمكان ذلك الكنز ، وقد كان بخربة ، إذ قال له يهودي إني رأيت كنانة يطيف بهذه الخربة كل غداة أيام الحرب فأمر رسول الله بالخربة فحفرت فاخرج منها بعض ذلك الكنز ، فسأل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم « كنانة » عما بقي فأبي أن يؤديه أو يخبر بموضعه ، فدفعه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلى محمّد بن مسلمة فضرب عنقه قصاصا لأخيه الذي قتل في وقع خيبر « محمود بن مسلمة » والذي قتله اليهود بالقاء رحى من حجر من فوق حصونهم على رأسه ، وانما قتل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كنانة بضرب عنقه ، لتواطئه ضدّ الاسلام ، وكتمانه مثل هذا الأمر ، وتأديبا لغيره من اليهود حتى يتورعوا عن حبك المؤامرات ضد رسول الاسلام وضدّ أصحابه ، وضدّ الحكومة الاسلامية ، وكان « كنانة » آخر من قتل من يهود خيبر(١) .

تقسيم غنائم الحرب :

بعد افتتاح حصون « خيبر » ، وتجريد العدو من كل أسلحته ، وجمع الغنائم أمر

__________________

(١) السيرة النبوية : ج ٣ ص ٣٣٧ ، بحار الأنوار : ج ٢١ ص ٣٣.

٤١٠

رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بأن تجمع الغنائم كلها في مكان واحد ، ثم أمرصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم رجلا بأن ينادي في الناس :

« أدّوا الخيط والمخيط ، فانّ الغلول عار وشنار ونار يوم القيامة »(١) .

ولقد شدّد قادة الاسلام وائمته الحقيقيون على أهميّة الامانة تشديدا بالغا حتى أنهم اعتبروا ردّ الامانة ـ مهما صغرت ودقت ـ من علائم الايمان ، والخيانة وعدم ردّها من علائم النفاق.

من هنا عند ما عثر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في رحل مسلم من المقاتلين شيئا من أموال الغنيمة لم يردّها إلى بيت المال لم يصلّ على جنازة ذلك الرجل عند ما استشهد ، وإليك تفصيل هذه الحادثة.

لما انصرف رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأصحابه من خيبر ومع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم غلام له ، يقوم له بشئونه ، وفيما كان ذلك يضع رحل النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إذ أتاه سهم لا يعلم راميه فأصابه فقتله ، فقال المسلمون : هنيئا له الجنة.

فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :

« والّذي نفس محمّد بيده إنّ شملته(٢) الآن لتحترق عليه في النار ، كان قد غلّها من فيء المسلمين يوم خيبر »!!

فسمع رجل من أصحاب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم هذا الكلام فأتاه وقال : يا رسول الله ، أصبت شراكين لنعلين لي فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم « يقدّ لك مثلهما في النار »(٣) .

وهذه القصة تفضح أيضا دسائس بعض المستشرقين ، لأنهم كانوا يصفون حروب الاسلام ومعاركه العادلة بأنها كانت من أجل الاغارة على أموال الناس

__________________

(١) وسائل الشيعة : ج باب جهاد النفس الحديث ٤ ، المغازي : ج ٢ ص ٦٨١.

(٢) الشملة كساء غليظ يلتحف به.

(٣) السيرة النبوية : ج ٢ ص ٣٣٩ ، امتاع الاسماع : ج ١ ص ٣٢٣ و ٣٢٤.

٤١١

ومصادرتها كما يفعل قطاع الطرق ، متجاهلين عمدا وكيدا الأهداف الإنسانية والالهية العليا لهذه المعارك والغزوات ، والحال أن مثل هذه الانضباطية والنظم والورع ممّا لا يمكن تصوره في قوم همهم الاغارة والنهب والسلب.

إن قائد شعب أو قوم هذا هو همهم وهذه هي همتهم لا يمكن أبدا أن يعتبر ردّ الامانة من واجبات الدين ومن علائم الايمان ، كما لا يمكنه أن يربي أتباعه وأصحابه بمثل هذا التربية الرفيعة ، بحيث يجعله يجتنب عن سرقة صغيرة جدا مثل غلّ شراكي نعلين لا قيمة لهما تذكر.

قافلة من أرض الذكريات :

قبل أن يتوجّه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالمسلمين الى « خيبر » بعث « عمرو بن أميّة » إلى البلاط الحبشي لغرض إيصال رسالته إلى ملك الحبشة النجاشيّ ، وليطلب منه أن يهيء المقدمات اللازمة لترحيل المسلمين المهاجرين من الحبشة الى المدينة.

فهيّأ النجاشي سفينتين لأولئك المهاجرين بعد أن جهزهم بجهاز حسن وامر لهم بكسوة ، فسارت بهم حتى وصلت إلى السواحل القريبة من المدينة.

ولما علم المسلمون بمسير رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلى « خيبر » توجّهوا من فورهم الى « خيبر » فقدموا مع « جعفر بن أبي طالب » على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يوم « خيبر » بعد أن افتتحت جميع حصون اليهود وقلاعهم.

فلما رأى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم جعفر مشى في استقباله (١٢) خطوة ثم قبّل ما بين عينيه والتزمه وقال :

« ما أدري بأيّهما أنا اسرّ بفتح خيبر أم بقدوم جعفر؟ ».

وفي رواية اخرى قالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :

« لا أدري بأيّهما أنا أشدّ فرحا بقدومك يا جعفر أم بفتح الله على أخيك خيبر ». ثم إن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال لجعفر :

٤١٢

« يا جعفر ألاّ امنحك؟ ألا اعطيك ألا أحبوك؟ ».

فظن الناس أنه يعطيه ذهبا أو فضة ، فتشوّف الناس لذلك. فقال له :

أني اعطيك شيئا إن أنت صنعته في كل يوم كان خيرا لك من الدنيا وما فيها ».

ثم علمهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الصلاة المعروفة بصلاة جعفر الطيار(١) .

حجم الخسائر وعدد القتلى :

لم يتجاوز عدد قتلى المسلمين في هذه الغزوة ٢٠ شخصا ولكن قتل من اليهود أكثر من هذا بكثير ، وقد سجل التاريخ أسماء ٩٣ رجلا منهم(٢) .

العفو بعد الانتصار :

المؤمنون بالله واصحاب المروءات من البشر يعاملون العدو المنهزم المقهور عند الغلبة عليه والظفر به باللطف والحب ، ويعفون عنه ويتناسون روح الانتقام ، أجل إنهم يشملون العدو منذ استسلامه بعطفهم وحنانهم وتلك هي حقيقة اثبتتها وقائع التاريخ الحية.

وكذلك فعل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عند ما تغلب على يهود خيبر فقد عاملهم بعد الانتصار معاملة حسنة ، وشملهم بعفوه ، ولطفه رغم كل ما ارتكبوه في حق رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من ظلم وجناية وتأليب للعرب الوثنيين ضدّ الاسلام ، واشعال حروب كادت أن تودي بالحكومة الاسلامية وتستأصل المسلمين ، وتقضي على جهود رسول الإسلام.

فقد قبل بطلب اليهود بأن يسكّنهم في خيبر كما كانوا ، وأن يترك أراضيهم

__________________

(١) فروع الكافي : ج ١ ص ١٢٩ و ١٣٠ ، الخصال : ج ٢ ص ٨٢ و ٨٣ ، امتاع الاسماع : ج ١ ص ٣٢٥.

(٢) بحار الأنوار : ج ٢١ ص ٣٢.

٤١٣

وبساتينهم بأيديهم ، على أن يكون له نصف محاصيلها سنويا.

بل إن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ كما يروي ابن هشام ـ هو الذي اقترح هذا الأمر على اليهود ، وترك لهم حرية التصرف في مزارعهم وأراضيهم ليغرسوا أو يزرعوا ما يريدون من الشجر(١) .

لقد كان في مقدور النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، كأيّ فاتح آخر ، أن يريق دمهم جميعا ، أو أن يجليهم برمتهم من أراضيهم ، أو يجبرهم على اعتناق الاسلام ، ولكنّه ـ خلافا لتصور زمرة مغرضة من المستشرقين ، وطلائع الاستعمار الثقافي الذين يتصوّرون ويزعمون بأن الاسلام دين القهر والقوة ، وان المسلمين أجبروا الامم والأقوام المغلوبة على ترك عقائدها ، واعتناق الاسلام لم يفعل مثل هذا العمل قط ، بل تركهم أحرارا في ممارسة شعائرهم ، والبقاء على ما كانوا يعتقدونه من اصول دينهم وفروعه.

ولم يحارب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأصحابه يهود « خيبر » إلاّ لأنّ « خيبر » قد تحوّلت إلى بؤرة خطرة للمؤامرة ، والكيد بالاسلام والمسلمين ، فقد كانوا يمدّون المشركين بكل ما يريدون للقضاء على الحكومة الاسلامية الحديثة التأسيس ، ولهذا اضطر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلى مقاتلتهم ، وتجريدهم من أسلحتهم ، حتى يعيشوا تحت ظل الحكومة الاسلامية بمنتهى الحرية ، ويشتغلوا بمشاغلهم في الزراعة ، ويقيموا شعائرهم الدينية من دون أن يجدوا فرصة للمشاغبة والتآمر ضدّ رسالة التوحيد الكبرى ، اذ كانوا يسببون مشاكل كبيرة للمسلمين ـ في غير هذه الصورة ـ ويمنعون من تقدّم الاسلام وانتشاره.

وأما الجزية(٢) فقد كان لقاء دفاع الحكومة الاسلامية عنهم ، وحمايتهم من الأعداء ، وتوفير الأمن لهم ، إذ كان حماية أموالهم وأنفسهم من وظائف المسلمين.

ثم ان المحاسبة الدقيقة تقودنا إلى أن ما كان يدفعه المسلمون إلى الحكومة

__________________

(١) السيرة النبوية : ج ٢ ص ٣٣٧.

(٢) الجزية ما يؤخذ من أهل الذمّة.

٤١٤

الإسلاميّة من الضرائب الاسلامية كان أكثر بكثير ممّا كان يدفعه اليهود. والنصارى إلى الحكومة الاسلامية بعنوان الجزية.

فقد كان يتوجب على كلّ مسلم أن يدفع الى الحكومة الاسلامية الخمس والزكاة وربما توجب عليه ان يدفع شيئا من أصل ماله لسدّ نفقات واحتياجات الحكومة الاسلامية بينما كان اليهود والنصارى الذين كانوا يعيشون في ظلّ الحكومة الاسلامية في أمن وأمان ويتمتعون بجميع الامتيازات والحقوق الاجتماعية الفردية يدفعون إلى الحكومة الاسلامية الجزية بدل ما كان يدفعه المسلمون ، فالجزية شيء والأتاوة شيء آخر ، على خلاف ما يروّجه بعض الكتاب المغرضين.

ولقد كان عامل الجباية الذي كان يزور خيبر بأمر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لتقدير حجم المحاصيل فيها ، ثم تنصيفها رجلا عادلا ورعا إلى درجة أن اليهود أنفسهم أعجبوا بعدله ، واعترفوا بانصافه ، وهو « عبد الله بن رواحة » الذي استشهد فيما بعد ، في موقعة « مؤتة ».

فقد كان « ابن رواحة » يخمّن نصيب المسلمين من محاصيل خيبر ، وربما تصوّر اليهود أنه أخطأ في التخمين والخرص ، وخمّن أكثر ممّا هو الحق فقالوا له : تعديت علينا!

فكان عبد الله يقول : إن شئتم فلكم وإن شئتم فلنا.

فتقول اليهود ـ معجبة بهذا الانصاف العظيم والعدل الكبير الذي كان يتحلى به مخرّص الحكومة الاسلامية ـ : بهذا قامت السماوات والارض(١) .

ولقد حصل المسلمون أثناء جمع غنائم « خيبر » على قطعة من التوراة ، فطلبت اليهود من النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أن يعيدها إليهم ، فأمر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مسئول بيت المال باعادتها إليهم(٢) .

__________________

(١) السيرة النبوية : ج ٢ ص ٣٥٤.

(٢) المغازي : ج ٢ ص ٦٨٠ ، امتاع الاسماع : ج ١ ص ٣٢٣.

٤١٥

وهذا يكشف عن احترام رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم للشرائع الاخرى.

سلوك اليهود المتعجرف :

في قبال كلّ هذه الألطاف لم تكف اليهود عن خيانتها وكيدها ، بل ظلّت تخطّط ـ في الخفاء ـ للايقاع برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأصحابه ، والحاق الاذى بهم.

ولنقف فيما يأتي على نموذجين من هذا الأمر :

١ ـ لما اطمأنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قرّرت جماعة من اليهود في الخفاء أن تقضي على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بدس سمّ إليه. فأهدت له « زينب بنت الحارث » زوجة « سلام بن مشكم اليهودي » شاة مشويّة وقد سألت أي عضو من الشاة أحب إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقيل لها الذراع ، فاكثرت فيها من السمّ ، ثم سمت سائر الشاة ، ثم جاءت بها ، فلما وضعتها بين يدي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . تناول الذراع ، فلاك منها مضغة فلم يسغها ، ومعه « بشر بن البراء بن معرور » قد أخذ منها كما أخذ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فأما بشر فقد ابتلعها ، وأما رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقد لفظها وعرف بأنها مسمومة ، ومات بشر من أكلته التي أكل ثم دعا زينبا ، وقال لها : سمّمت الذراع؟ فاعترفت. فقال لها : ما حملك على ذلك ، قالت : قتلت أبي وعمّي وزوجي ، ونلت من قومي ما نلت فقلت : إن كان ملكا استرحت منه ، وان كان نبيّا فسيخبر.

فعفا عنها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ولم يلاحق من تواطئوا معها(١) .

__________________

(١) السيرة النبوية : ج ٢ ص ٣٣٧ و ٣٣٨ والمغازي : ج ٢ ص ٦٧٧ و ٦٧٨. وامتاع الاسماع : ج ١ ص ٣٢٣. هذا والمعروف أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال في : مرضه الذي مات فيه : إن هذا الأوان وجدت فيه انقطاع أبهري من الأكلة التي أكلت بخيبر ، فإن النبيّ ، وان كان لفظ ـ

٤١٦

لا شك لو أن مثل هذه الحادثة حدثت لغير رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من القادة والزعماء لصبغوا الارض بدماء من ظنوا أنه قصد قتلهم ، أو ملأوا السجون بهم وحبسوهم ، أعواما مديدة او اخضعوهم لاشد انواع التعذيب الجسدي والنفسي كما يحدّثنا بذلك التاريخ القديم والحديث.

إن هذه المؤامرة الدنيئة التي قامت بها امرأة من اليهود جعلت الكثير من أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يسيئون الظن بصفية اليهودية التي أصبحت في عداد ازواج النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

فقد باتوا يتصوّرون أنها ربما أقدمت في ليلة من الليالي على اغتيال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

ولهذا عند ما أعرس رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بها بخيبر أو في أثناء الطريق بات « أبو أيّوب الانصاري » يحرس قبّة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم التي دخل بها بصفية ليلة عرسه بها ، وبقي يطوف بالقبة حتى أصبح رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فلما رأى أبا أيوب قال : مالك يا أبا أيوب؟

قال : يا رسول الله خفت عليك من هذه المرأة ، وكانت امرأة قد قتلت أباها وزوجها وقومها وكانت حديثة عهد بكفر ، فخفتها عليك. فشكره رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ودعا له بخير(١) .

٢ ـ والنموذج الثاني من جفاء اليهود ، وكيدهم حتى بعد عفو النبي عنهم ، ولطفه بهم أنّ « عبد الله بن سهيل » الذي كلّف من جانب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في إحدى السنين بخرص محاصيل خيبر وتقديرها وحمل نصيب المسلمين منها إلى المدينة قتله جماعة مجهولة من اليهود أثناء قيامه بواجبه في خيبر وقد كسروا

__________________

المضغة إلاّ ان بقايا السمّ اختلط ببزاقه الشريف ، وأثر في جسمه المبارك حتى أودي بحياته المقدسة بعد حين.

(١) السيرة النبوية : ج ٢ ص ٣٣٩ و ٣٤٠ ، بحار الأنوار : ج ٢١ ص ٣٣.

٤١٧

عنقه وألقوه في بئر ، فقدم جماعة من زعماء اليهود المدينة ودخلوا على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأخبروه بهذه العملية الغادرة المجهول فاعلها ، وتقدم الى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أيضا « عبد الرحمن » اخو عبد الله بن سهل وابنا عمّه وكان عبد الرحمن من أحدثهم سنا وكان صاحب الدّم فلما تكلّم قبل ابني عمّه قال رسول الله : الكبر الكبر ( أي قدّموا الاكبر للكلام إرشادا إلى الأدب في تقديم الأسنّ وهو خلق يدعو إليه الاسلام ).

فذكروا لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قتل صاحبهم وطلبوا القصاص فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :

« أتسمّون قاتلكم ، ثم تحلفون عليه خمسين يمينا فنسلّمه إليكم ».

وحمل هذا التعليم النبوي أولياء الدم على أن يجعلوا التقوى والورع نصب أعينهم ولم يستسلموا لثورة العاطفة فقالوا : يا رسول الله ما كنّا لنحلف على ما لا نعلم.

فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :

« أفيحلفون ( أي يحلف اليهود ) بالله خمسين يمينا ما قتلوه ، ولا يعلمون له قاتلا ، ثم يبرءون من دمه؟ ».

قالوا يا رسول الله ما كنا لنقبل أيمان اليهود ، ما فيهم من الكفر أعظم من أن يحلفوا على إثم.

فكتب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلى يهود خيبر كتابا فيه : انه قد وجد قتيل بين أبياتكم فدوه ( أي أعطوا ديته ).

فكتبوا إليه يحلفون بالله ما قتلوه ، ولا يعلمون له قاتلا.

فلما رأى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أن المشكلة قد وصلت إلى طريق مسدودة وداه بنفسه من عنده مائة ناقة(١) .

__________________

(١) السيرة النبوية : ج ٢ ص ٣٥٤ ـ ٣٥٦.

٤١٨

وهكذا اثبت النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لليهود مرة اخرى بأنه ليس داعية حرب ولا طالب قتال وسفك دماء ، ولو كان كغيره من الزعماء والسياسيين لاتخذ من قصة مقتل عبد الله ذريعة للقضاء على حياة تلك الزمرة المعتدية ، المشاغبة المخلّة بالأمن(١)

إن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كما يصرّح بذلك القرآن الكريم ويصفه : نبي الرحمة ، فهو لا يحتكم الى السيف ما لم يبلغ الامر مداه.

حيلة مجازة :

كان في خيبر تاجر يدعى الحجّاج بن علاط السلمي له تجارة مع أهل مكة ، وكان ممّن حضر يوم خيبر. وشاهد لطف النبي ورحمته فأسلم طائعا راغبا.

ولما فرغ المسلمون من أمر « خيبر » أتى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وقال : يا رسول الله إن لي بمكة مالا متفرقا في تجار مكة فاذن لي يا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أن احتال لأخذها ، فأذن له رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بذلك ليستنقذ أمواله من المشركين وغيرهم في مكة.

فقدم مكة ، فرآه رجال قريش اجتمعوا حوله وأخذوا يسألونه عن أمر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ولم يكونوا علموا بإسلامه فأجابهم قائلا : لقد هزم محمّد بخيبر هزيمة لم تسمعوا بمثلها قط ، وقتل أصحابه قتل لم تسمعوا بمثله قط ، واسر محمّد اسرا ، وقالت اليهود : لا نقتله حتى نبعث إلى أهل مكة فيقتلوه بين

__________________

(١) لم تنحصر تعديات اليهود وتجاوزاتهم على ما ذكرناه فلطالما خطّطوا ودبّروا الحيل لالحاق الأذى والضرر بالمسلمين ، ومن جملة ذلك حادث عبد الله بن عمر الذي ذهب إلى خيبر في عهد الخليفة الثاني لعقد اتفاقية مع أهلها فاعتدوا عليه بالضرب فلما عرف بذلك عمر رأى أن يجليهم من خيبر لقول رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « لا يجتمعنّ بجزيرة العرب دينان » فقال لصحابة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من كان له حق عند اليهود فليأخذه ثم أجلاهم من خيبر جزاء كيدهم وتآمرهم المستمر. ( المصدر ).

٤١٩

أظهرهم انتقاما لمن أصاب من رجالهم.

ففرح سادة قريش لهذا الخبر الكاذب فرحا شديدا ، ثم قال الحجاج لهم.

أعينوني على جمع مالي بمكة وعلى غرمائي فإني أريد أن اقدم خيبر فأصيب من محمّد وأصحابه قبل أن يسبقني التجار الى ما هنا لك فجمعوا له ماله كاسرع ما يكون.

فلما سمع « العباس بن عبد المطلب » هذا الخبر جاء الى الحجاج وقال يا حجاج ما هذا الخبر الذي جئت به ، فأشار الحجاج إلى العباس بأنّه سيخبره بحقيقة الأمر ، ثم التقى العباس خفية وأخبره بأنه ماكر أهل مكة ، وأنّ النبي ظفر بيهود خيبر ، وطلب من العباس أن يكتم ذلك حتى يغادر مكة ، وينجو بنفسه وماله.

فلما فرغ من جميع ماله كله غادر مكة بسرعة فائقة. فلما مضى على ذلك ثلاثة أيام واطمأنّ العباس من نجاة الحجاج لبس حلة جميلة ، وتعطر وأخذ عصاه ثم خرج حتى أتى الكعبة فتعجبت قريش لذلك ، وظنت أنه فعل ذلك تجلّدا ، فقالت للعباس : يا أبا الفضل هذا والله التجلّد لحرّ المصيبة ، قال : كلا ، والله الذي حلفتم به ، لقد افتتح « محمّد » خيبر ، وترك عروسا على بنت ملكهم ، وأحرز أموالهم وما فيها ، وأصبحت له ولأصحابه.

فقالوا : من جاءك بالخبر.

فقال : الذي جاءكم بما جاءكم ( ويعني الحجاج الذي احتال عليهم ). ولقد دخل عليكم مسلما ، فأخذ ماله ، وانطلق ليلحق بمحمّد وأصحابه ، فيكون معه.

فغضبت قريش لهذه المكيدة وانزعجت انزعاجا شديدا ، ولكن بعد فوات الأوان ، ولم يلبثوا أن جاءهم خبر انتصارات المسلمين الساحقة على اعدائهم(١) .

__________________

(١) بحار الأنوار : ج ٢١ ص ٣٤ ، زاد المعاد : ج ٢ ص ١٤٠ ، والسيرة النبوية : ج ٢ ص ٣٤٥ و ٣٤٦.

٤٢٠

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679

680

681

682

683

684

685

686

687

688

689

690

691

692

693

694

695

696

697

698

699

700

701

702

703

704

705

706

707

708

709

710

711

712

713

714

715

716

717

718

719

720

721

722

723

724

725

726

727

728

729

730

731

732

733

734

735

736

737

738

739

740

741

742

743

744

745

746

747

748

749

750

751

752

753

754

755

756

757

758

759

760

761

762

763

764

765

766

767

768

769

770

771

772

773

774

775

776

777

778