سيد المرسلين صلى الله عليه وآله الجزء ٢

سيد المرسلين صلى الله عليه وآله7%

سيد المرسلين صلى الله عليه وآله مؤلف:
تصنيف: الرسول الأعظم صلّى الله عليه وآله
الصفحات: 778

الجزء ١ الجزء ٢
  • البداية
  • السابق
  • 778 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 468494 / تحميل: 10021
الحجم الحجم الحجم
سيد المرسلين صلى الله عليه وآله

سيد المرسلين صلى الله عليه وآله الجزء ٢

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

حديث - قال: ليقعد قعدة بين الخطبتين ويجهر بالقراءة.

[ ٧٦٢٤ ] ٥ - وباسناده عن أحمد بن محمّد، عن علي بن الحكم، عن عبد الرحمن العرزمي عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: إذا أدركت الإمام يوم الجمعة وقد سبقك بركعة فأضف إليها ركعة اُخرى وأجهر فيها، الحديث.

[ ٧٦٢٥ ] ٦ - وباسناده عن الحسين بن سعيد، عن علي بن النعمان، عن عبد الله بن مسكان، عن حريز بن عبد الله، عن محمّد بن مسلم، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: قال لنا: صلّوا في السفر صلاة الجمعة جماعة بغير خطبة وأجهروا بالقراءة، فقلت: إنّه ينكر علينا الجهر بها في السفر، فقال: أجهروا بها.

[ ٧٦٢٦ ] ٧ - وعنه، عن فضالة، عن الحسين بن عبد الله الارجاني، عن محمّد بن مروان قال: سألت أبا عبد الله( عليه‌السلام ) عن صلاة الظهر يوم الجمعة، كيف نصلّيها في السفر؟ فقال: تصليّها في السفر ركعتين والقراءة فيها جهراً.

[ ٧٦٢٧ ] ٨ - وعنه، عن ابن أبي عمير، عن جميل قال: سألت أبا عبد الله( عليه‌السلام ) عن الجماعة يوم الجمعة في السفر؟ فقال: يصنعون كما يصنعون في غير يوم الجمعة في الظهر ولا يجهر الإمام( فيها بالقراءة) (١) إنّما يجهر إذا كانت خطبة.

____________________

٥ - التهذيب ٣: ٢٤٤/٦٥٩، أورده بتمامه في الحديث ٥ من الباب ٢٦ من أبواب الجمعة.

٦ - التهذيب ٣: ١٥/٥١.

٧ - التهذيب ٣: ١٥/٥٢.

٨ - التهذيب ٣: ١٥/٥٣.

(١) ليس في المصدر. وقد كتبه المصنف فى هامش الاصل عن نسخة.

١٦١

[ ٧٦٢٨ ] ٩ - وعنه، عن العلاء، عن محمّد بن مسلم قال: سألته عن صلاة الجمعة في السفر؟ فقال: يصنعون كما يصنعون في الظهر ولا يجهر الإمام فيها بالقراءة، وإنّما يجهر إذا كانت خطبة.

قال الشيخ: المراد بهذين الحديثين حال التقيّة والخوف.

أقول: ويحتمل أن يكون المراد نفي تأكد الاستحباب في الظهر وإثباته في الجمعة.

[ ٧٦٢٩ ] ١٠ - عبد الله بن جعفر في( قرب الإسناد ): عن عبد الله بن الحسن، عن جدّه علي بن جعفر، عن أخيه موسى بن جعفر( عليه‌السلام ) قال: سألته عن رجل صلّى العيدين وحده( والجمعة) (١) ، هل يجهر فيهما بالقراءة؟ قال: لا يجهر إلّا الإمام.

أقول: تقدّم الوجه في مثله(٢) وتقدّم ما يدلّ على الاستحباب أيضاً(٣) .

٧٤ - باب وجوب القراءة في الصلاة وغيرها بالقراءات السبعة المتواترة دون الشواذ والمروية

[ ٧٦٣٠ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن الحسين، عن عبد الرحمن بن أبي هاشم، عن سالم أبي سلمة قال: قرأ رجل

____________________

٩ - التهذيب ٣: ١٥/٥٤.

١٠ - قرب الاسناد: ٩٨.

(١) في المصدر: أو صلّى الجمعة.

(٢) تقدّم في ذيل الحديث ٩ من هذا الباب.

(٣) تقدّمم في الحديث ٢ من الباب ٢٥ من هذه الأبواب، ويأتي ما يدل عليه في الحديث ٢ من الباب ١ وفي الحديث ٨ من الباب ٢٦ من أبواب الجمعة، وفي الحديث ١ من الباب ٣٢ من أبواب صلاة العيد.

الباب ٧٤

فيه ٦ أحاديث

١ - الكافي ٢: ٤٦٢/٢٣.

١٦٢

على أبي عبد الله( عليه‌السلام ) وأنا أستمع حروفاً من القرآن ليس على ما يقرأها الناس، فقال أبو عبد الله( عليه‌السلام ) : كفّ عن هذه القراءة، اقرأ كما يقرأ الناس حتّى يقوم القائم، فاذا قام القائم قرأ كتاب الله على حدّه وأخرج المصحف الذي كتبه علي( عليه‌السلام ) ، الحديث.

[ ٧٦٣١ ] ٢ - وعن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمّد بن سليمان، عن بعض أصحابه، عن أبي الحسن( عليه‌السلام ) قال: قلت له: جعلت فداك إنّا نسمع الآيات من القران ليس هي عندنا كما نسمعها، ولا نحسن أن نقرأها كما بلغنا عنكم، فهل نأثم؟ فقال: لا، اقرؤا كما تعلّمتم فسيجيئكم من يعلّمكم.

[ ٧٦٣٢ ] ٣ - وعنهم، عن سهل، عن علي بن الحكم، عن عبد الله بن جندب، عن سفيان بن السمط قال: سألت أبا عبد الله( عليه‌السلام ) عن تنزيل القران؟ قال: اقرأوا كما علّمتم.

[ ٧٦٣٣ ] ٤ - وعن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن علي بن الحكم، عن( داود بن فرقد) (١) والمعلّى بن خنيس جميعاً قالا: كنّا عند أبي عبد الله( عليه‌السلام ) فقال: إن كان ابن مسعود لا يقرأ على قراءتنا فهو ضالّ، ثمّ قال: أمّا نحن فنقرؤه على قراءة اُبيّ.

[ ٧٦٣٤ ] ٥ - الفضل بن الحسن الطبرسي في( مجمع البيان) نقلأ عن الشيخ

____________________

٢ - الكافي ٢: ٤٥٣/٢.

٣ - الكافي ٢: ٤٦١/١٥.

٤ - الكافي ٢: ٤٦٣/٢٧.

(١) في المصدر: عبد الله بن فرقد، وفي نسخة من هامش المخطوط: أبي عبد الله بن فرقد.

٥ - مجمع البيان ١: ١٣.

١٦٣

الطوسي قال: روي عنهم (عليهم‌السلام ) جواز القراءة بما اختلف القرّاء فيه.

[ ٧٦٣٥ ] ٦ - محمّد بن علي بن الحسين في كتاب( الخصال ): عن محمّد بن علي ماجيلويه، عن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن أحمد، عن أحمد بن هلال، عن عيسى بن عبد الله الهاشمي، عن أبيه، عن آبائه ( عليهم‌السلام ) قال: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) : أتاني آتٍ من الله فقال: إنّ الله يأمرك أن تقرأ القرآن على حرف واحد فقلت: يا ربّ، وسّع على أُمّتي فقال: إنّ الله يأمرك [ أن تقرأ القرآن على حرف واحد، فقلت: يا ربّ، وسّع على اُمّتي، فقال: إن الله يأمرك ] (١) أن تقرأ القرآن على سبعة أحرف

____________________

٦ - الخصال: ٣٥٨/٤٤.

(١) ما بين المعقوفين ورد عن نسخة في هامش المخطوط.

١٦٤

أبواب قراءة القرآن

ولو في غير الصلاة

١ - باب وجوب تعلّم القرآن وتعليمه كفاية واستحبابه عيناً

[ ٧٦٣٦ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن علي بن محمّد، عن علي بن العبّاس، عن الحسين بن عبد الرحمن، عن سفيان الحريري، عن أبيه، عن سعد الخفّاف، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: يا سعد، تعلّموا القرآن فانّ القرآن يأتي يوم القيامة في أحسن صورة نظر(١) إليها الخلق - إلى أن قال - حتّى ينتهي إلى ربّ العزّة فيناديه تبارك وتعالى يا حجّتي في الأرض وكلامي الصادق الناطق ارفع رأسك، وسل تعط، واشفع تشفّع، كيف رأيت عبادي؟ فيقول: يا ربّ، منهم من صانني وحافظ عليّ ولم يضيّع شيئاً، ومنهم من ضيّعني واستخفّ بحقّي وكذب بي وأنا حجّتك على جميع خلقك، فيقول الله عزّ وجلّ: وعزّتي وجلالي وارتفاع مكاني لاُثيبنّ عليك اليوم أحسن الثواب، ولاُعاقبنّ عليك اليوم أليم العقاب - الى أن قال - فيأتي الرجل من شيعتنا فيقول: ما تعرفني أنا القرآن الذي أسهرت ليلك وأنصبت عيشك، فينطلق به الى ربّ العزّة فيقول: يا ربّ، عبدك قد كان نصباً بي، مواظباً عليّ يعادي بسببي ويحبّ فيّ ويبغّض فيقول الله عزّ وجلّ: ادخلوا عبدي جنّتي، واكسوه

____________________

أبواب قراءة القرآن ولو في غير الصلاة

الباب ١

فيه ١٦ حديثاً

١ - الكافي ٢: ٤٣٦/١ باختلاف يسير.

(١) في نسخة: ينظر. هامش المخطوط.

١٦٥

حلّة من حلل الجنّة، وتوّجوه بتاج فاذا فعل ذلك به عرض على القرآن فيقال له: هل رضيت بما صنع بوليّك؟ فيقول: يا ربّ، إنّي أستقلّ هذا له فزده مزيد الخير كلّه فيقول: وعزّتي وجلالي وعلوّي وارتفاع مكاني لأنحلنّ له اليوم خمسة أشياء مع المزيد له ولمن كان بمنزلته ألا إنّهم شباب لا يهرمون، وأصحّاء لا يسقمون، وأغنياء لا يفتقرون، وفرحون لا يحزنون، وأحياء لا يموتون، الحديث.

[ ٧٦٣٧ ] ٢ - وعن أبي علي الأشعري، عن محمّد بن سالم، عن أحمد بن النضر، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: يجيء القرآن يوم القيامة في أحسن منظور إليه صورة - إلى أن قال - حتى ينتهي إلى ربّ العزّة فيقول: يا ربّ، فلان بن فلان أظمأت هواجره، وأسهرت ليله في دار الدنيا، وفلان بن فلان لم أظم هواجره ولم اسهر ليله، فيقول تبارك وتعالى: أدخلهم الجنّة على منازلهم فيقوم فيتّبعونه فيقول للمؤمن: اقرأ وارقه، قال: فيقرأ ويرقى حتّى يبلغ كلّ رجل منهم منزلته التي هي له فينزلها.

[ ٧٦٣٨ ] ٣ - وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، وعن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد وسهل بن زياد جميعاً، عن ابن محبوب، عن مالك بن عطيّة، عن يونس بن عمار قال: قال أبو عبد الله( عليه‌السلام ) - في حديث - يدعى ابن آدم المؤمن للحساب فيتقدّم القرآن أمامه في أحسن صورة فيقول: يا ربّ، أنا القرآن وهذا عبدك المؤمن قد كان يتعب نفسه بتلاوتي، ويطيل ليله بترتيلي وتفيض عيناه اذا تهجّد فأرضه كما أرضاني، قال: فيقول العزيز الجبّار: عبدي ابسط يمينك، فيملأها من رضوان الله، ويملأ شماله من رحمة الله ثمّ يقال: هذه الجنّة مباحة لك فاقرأ واصعد فاذا قرأ آية صعد درجة.

____________________

٢ - الكافي ٢: ٤٣٩/١١.

٣ - الكافي ٢: ٤٤٠/١٢.

١٦٦

[ ٧٦٣٩ ] ٤ - وعنه، عن أبيه، عن أحمد بن محمّد، عن سليم الفرّاء، عن رجل، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: ينبغي للمؤمن أن لا يموت حتّى يتعلّم القرآن، أو أن يكون في تعليمه.

[ ٧٦٤٠ ] ٥ - الحسن بن محمّد الطوسي في( الأمالي) عن أبيه، عن محمّد بن القاسم الأنباري، عن محمّد بن علي بن عمر، عن داود بن رشيد، عن الوليد ابن مسلم، عن عبد الله بن لهيعة، عن المسرج (١) ، عن عقبة بن عمّار(٢) قال: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) : لا يعذّب، الله قلباً وعى القرآن.

[ ٧٦٤١ ] ٦ - وعن أبيه، عن الحفّار، عن ابن السماك، عن أبي قلابة، عن أبيه ومعلّى بن راشد، عن عبد الواحد بن زياد، عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن النعمان بن سعد(٣) ، عن علي( عليه‌السلام ) أنّ النبيّ (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) قال: خياركم من تعلّم القرآن وعلّمه.

[ ٧٦٤٢ ] ٧ - محمّد بن الحسين الرضي الموسوي في( نهج البلاغة) عن أميرالمؤمنين( عليه‌السلام ) أنّه قال: في خطبة له: وتعلّموا القرآن (٤) فانّه ربيع القلوب، واستشفوا بنوره فإنّه شفاء الصدور، وأحسنوا تلاوته فانّه أنفع القصص فانّ العالم العامل بغير علمه كالجاهل الحائر الذي لا يستفيق من

____________________

٤ - الكافي ٢: ٤٤٤/٣.

٥ - أمالي الطوسي ١: ٥.

(١) في المصدر: المسرح.

(٢) في المصدر: عامر.

٦ - أمالي الطوسي ١: ٣٦٧.

(٣) في المصدر: سعيد.

٧ - نهج البلاغة ١: ٢١٥/١٠٥.

(٤) في المصدر زيادة: فانه أحسن الحديث وتفقهوا فيه.

١٦٧

جهله، بل الحجّة عليه أعظم، والحسرة له ألزم، وهوعند الله ألوم.

[ ٧٦٤٣ ] ٨ - الفضل بن الحسن الطبرسي في( مجمع البيان) عن معاذ قال: سمعت: رسول الله ( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) يقول: ما من رجل علّم ولده القرآن إلّا توّج الله أبويه يوم القيامة تاج الملك، وكسيا حلّتين لم ير الناس مثلهما.

[ ٧٦٤٤ ] ٩ - وعن النبيّ (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) قال: أهل القرآن هم أهل الله وخاصّته.

[ ٧٦٤٥ ] ١٠ – وعنه (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) أفضل العبادة قراءة القرآن.

[ ٧٦٤٦ ] ١١ - وعنه( عليه‌السلام ) القرآن غنى لا غنى دونه ولا فقر بعده.

[ ٧٦٤٧ ] ١٢ - وعنه( عليه‌السلام ) أشراف اُمّتي حملة القرآن وأصحاب الليل.

ورواه الصدوق باسناده عن ابن عبّاس، مثله(١) .

[ ٧٦٤٨ ] ١٣ - وعنه( عليه‌السلام ) أن هذا القرآن مأدبة الله فتعلّموا مأدبته ما استطعتم، إنّ هذا القرآن حبل الله وهو النور البيّن(٢) ، والشفاء النافع، عصمة لمن تمسّك به، ونجاة لمن تبعه، الحديث.

____________________

٨ - مجمع البيان ١: ٩.

٩ - مجمع البيان ١: ١٥.

١٠ - مجمع البيان ١: ١٥.

١١ - مجمع البيان ١: ١٥.

١٢ - مجمع البيان ١: ١٦، أورده عن الفقيه وعن المعاني مسنداً في الحديث ٢ من الباب ٤ هنا وعن الخصال في الحديث ٢٨ من الباب ٣٩ من الصلوات المندوبة.

(١) الفقيه ٤: ٢٨٥/٨٥١.

١٣ - مجمع البيان ١: ١٦ - يأتي ذيله في الحديث ١٦ من الباب ١١ من هذه الأبواب.

(٢) في المصدر: المبين.

١٦٨

[ ٧٦٤٩ ] ١٤ - وعنه( عليه‌السلام ) من قرأ القرآن حتّى يستظهره ويحفظه أدخله الله الجنّة وشفّعه في عشرة من أهل بيته كلّهم قد وجبت لهم النار.

[ ٧٦٥٠ ] ١٥ - وعنه( عليه‌السلام ) قال: حملة القرآن في الدنيا عرفاء أهل الجنّة يوم القيامة.

[ ٧٦٥١ ] ١٦ - وعنه( عليه‌السلام ) قال: إذا قال المعلّم للصبي: قل: بسم الله الرحمن الرحيم، فقال الصبي: بسم الله الرحمن الرحيم كتب الله براءة للصبي وبراءة لأبويه وبراءة للمعلّم.

أقول: ويأتي ما يدلّ على ذلك(١) .

٢ - باب وجوب اكرام القرآن وتحريم إهانته

[ ٧٦٥٢ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن اسحاق بن غالب قال: قال أبو عبد الله( عليه‌السلام ) : إذا جمع الله عزّ وجلّ الأوّلين والآخرين إذا هم بشخص قد أقبل لم يُر قطّ أحسن صورة منه، فاذا نظر إليه المؤمنون وهو القرآن قالوا: هذا منّا، هذا أحسن شيء رأينا، فاذا انتهى إليهم جازهم - إلى أن قال - حتى يقف عن يمين العرش فيقول الجبّار عزّ وجلّ: وعزّتي وجلالي وارتفاع مكاني لأكرمنّ اليوم من أكرمك، ولاُهيننّ من أهانك.

____________________

١٤ - مجمع البيان ١: ١٦.

١٥ - مجمع البيان ١: ١٦.

١٦ - مجمع البيان ١: ١٨.

(١) يأتي ما يدل عليه في الأبواب ٦ و ٧ من هذه الأبواب، وفي الحديث ٧ من الباب ٢ من أبواب جهاد النفس.

الباب ٢

فيه ٣ أحاديث

١ - الكافي ٢: ٤٤٠/١٤.

١٦٩

[ ٧٦٥٣ ] ٢ - وعن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن سنان، عن أبي الجارود قال: قال أبو جعفر( عليه‌السلام ) : قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) : أنا أوّل وافد على العزيز الجبّار يوم القيامة وكتابه وأهل بيتي ثمّ اُمّتي، ثمّ أسألهم ما فعلتم بكتاب الله وبأهل بيتي.

[ ٧٦٥٤ ] ٣ - الفضل بن الحسن الطبرسي في( مجمع البيان) عن النبيّ( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) أنّه قال: من قرأ القرآن فظنّ(١) أنّ أحداً اُعطي أفضل ممّا اُعطي فقد حقّر ما عظم الله، وعظم ما حقّر الله.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(٢) ويأتي ما يدلّ عليه(٣) .

٣ - باب استحباب التفكّر في معاني القرآن وأمثاله ووعده ووعيده وما يقتضي الاعتبار والتأثر والاتعاظ وسؤال الجنّة والاستعاذة من النار عند آيتيهما

[ ٧٦٥٥ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن أحمد بن يحيى، عن طلحة بن زيد، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: إنّ هذا القرآن فيه منار الهدى ومصابيح الدجى، فليجل جال بصره، ويفتح للضياء نظره، فانّ التفكّرحياة قلب البصير كما يمشي المستنير في الظلمات بالنور.

____________________

٢ - الكافي ٢: ٤٣٨/٤.

٣ - مجمع البيان ١: ١٦.

(١) في المصدر: فرأى.

(٢) تقدّم في الحديث ١٠ من الباب ٢ من أبواب القبلة، وفي الباب ١ من هذه الأبواب.

(٣) يأتي في الأبواب ٤ و ٨ من هذه الأبواب.

الباب ٣

فيه ٨ أحاديث

١ - الكافي ٢: ٤٣٨/٥.

١٧٠

[ ٧٦٥٦ ] ٢ - وعنه، عن أحمد بن محمّد، عن عثمان بن عيسى، عن سماعة قال: قال أبو عبد الله( عليه‌السلام ) ينبغي لمن قرأ القرآن، إذا مرّ بآية من القرآن فيها مسألة أو تخويف أن يسأل [ الله ](١) عند ذلك خير ما يرجو ويسأله العافية من النار ومن العذاب.

[ ٧٦٥٧ ] ٣ - وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله، عن آبائه (عليهم‌السلام ) قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) - فى حديث - إذا التبست عليكم الفتن كقطع الليل المظلم فعليكم بالقرآن فإنّه شافع مشفّع، وماحل مصدّق(٢) ، ومن جعله أمامه قاده إلى الجنّة، ومن جعله خلفه ساقه إلى النار، وهو الدليل يدلّ على خير سبيل، وهو كتاب فيه تفصيل وبيان وتحصيل، وهو الفصل ليس بالهزل، وله ظهر وبطن، فظاهره حكم، وباطنه علم، ظاهره أنيق، وباطنه عميق، له نجوم وعلى نجومه نجوم، لا تحصى عجائبه، ولا تبلى غرائبه، [ فيه ](٣) مصابيح الهدى، ومنار الحكمة ودليل على المعرفة(٤) لمن عرف الصفة فليجل جال بصره، وليبلغ الصفة نظره، ينج من عطب، ويتخلّص من نشب، فإنّ التفكّرحياة قلب البصير كما يمشي المستنير في الظلمات بالنور، فعليكم بحسن التخلّص وقلّة التربّص.

[ ٧٦٥٨ ] ٤ - وعن الحسين بن محمّد، عن معلّى بن محمّد، عن الوشاء، عن أبان، عن ميمون القدّاح، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) - في حديث - قال:

____________________

٢ - الكافي ٣: ٣٠١/١، أورده عن التهذيب في الحديث ٢ من الباب ١٨ من أبواب القراءة.

(١) أثبتناه من المصدر.

٣ - الكافي ٢: ٤٣٨/٢.

(٢) ماحل: من محل به القرآن يوم القيامة، صدق أي صدق به، يقال: محل فلان بفلان إذا قال عليه قولاً يوقعه في مكروه. ( مجمع البحرين ٥: ٤٧٢ ).

(٣) أثبتناه من المصدر.

(٤) في نسخة: المغفرة. هامش المخطوط.

٤ - الكافي ٢: ٤٦٢/١٩.

١٧١

قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) : إنّي لأعجب، كيف لا أشيب اذا قرأت القرآن.

[ ٧٦٥٩ ] ٥ - محمّد بن علي بن الحسين في( المجالس) وفي( الخصال ): عن محمّد بن أحمد الأسدي، عن عبد الله بن زيدان، وعلي بن العباس، عن أبي كريب، عن معاوية بن هشام، عن شيبان،( عن أبي إسحاق) (١) ، عن عكرمة، عن ابن عبّاس قال: قال أبو بكر(٢) : يا رسول الله، أسرع إليك الشيب، قال: شيبتني هود والواقعة والمرسلات وعمّ يتساءلون.

[ ٧٦٦٠ ] ٦ - وفي( المجالس ): عن محمّد بن الحسن، عن الصفار، عن علي بن حسّان الواسطي، عن عمّه عبد الرحمن بن كثير الهاشمي، عن جعفر ابن محمّد، عن أبيه، عن أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) في كلام طويل في وصف المتّقين قال: أمّا الليل فصافّون أقدامهم تالين لأجزاء القرآن يرتلونه ترتيلا، يحزنون به أنفسهم، ويستثيرون به تهيج أحزانهم، بكاء على ذنوبهم، ووجع كلوم(٣) جراحهم، وإذا مرّوا بآية فيها تخويف أصغوا إليها مسامع قلوبهم وأبصارهم فاقشعرّت منها جلودهم، ووجلت قلوبهم فظنّوا أنّ صهيل(٤) جهنّم وزفيرها وشهيقها في اُصول آذانهم، وإذا مرّوا بآية فيها تشويق ركنوا إليها طمعاً، وتطلعت أنفسهم إليها شوقاً، وظنّوا أنّها نصب أعينهم.

____________________

٥ - أمالي الصدوق: ١٩٤/٤، والخصال: ١٩٩/١٠.

(١) ليس في المصدر.

(٢) في الأمالي: قال رجل.

٦ - أمالي الصدوق: ٤٥٧/٢.

(٣) الكلوم: الجروح ( مجمع البحرين ٦: ١٥٧ ).

(٤) أصل الصهيل: صوت الفرس مثل النهيق ثم استعير لغيرها، والمعنى صاحت بهم وصاحوا بها، وصرخت بهم وصرخوا بها، نعوذ بالله من ذلك. ( مجمع البحرين ٥: ٤٠٨ ).

١٧٢

[ ٧٦٦١ ] ٧ - وفي( معاني الأخبار) عن أبيه، عن( محمّد بن القاسم) (١) ، عن محمّد بن علي الكوفي، عن محمّد بن خالد، عن بعض رجاله، عن داود الرقي، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: قال أميرالمؤمنين( عليه‌السلام ) : ألا أخبركم بالفقيه حقّاً(٢) ؟ من لم يقنّط الناس من رحمة الله ولم يؤمنهم من عذاب الله، ولم يرخّص لهم في معاصي الله ولم يترك القرآن رغبة عنه إلى غيره، ألا لا خير في علم ليس فيه تفهّم، ألا لا خير في قراءة ليس فيها تدبّر، إلا لا خير في عبادة ليس فيها تفقّه.

ورواه الكليني، عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد البرقي، عن اسماعيل بن مهران، عن أبي سعيد القمّاط، عن الحلبي، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: قال أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) ، وذكر الحديث، نحوه(٣) .

[ ٧٦٦٢ ] ٨ - الفضل بن الحسن الطبرسي في( مجمع البيان) عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: إذا مررت بآية فيها ذكر الجنّة فاسأل الله الجنّة، وإذا مررت بآية فيها ذكر النار فتعوّذ بالله من النار.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(٤) ، ويأتي ما يدلّ عليه(٥) .

____________________

٧ - معاني الأخبار: ٢٢٦.

(١) في المصدر: محمد بن أبي اذلقاسم.

(٢) في المصدر زيادة: حق الفقيه؟ قالوا: بلى يا أمير المؤمنين، قال.

(٣) الكافي ١: ٢٨/٣.

٨ - مجمع البيان ٥: ٣٧٨.

(٤) تقدّم في البابين ١٨ و ٦٨ من أبواب القراءة.

(٥) يأتي في الباب ٨، وفي الحديث ١ من الباب ٢١، وفي الباب ٢٥ والباب ٢٧ من هذه الأبواب.

١٧٣

٤ - باب تحريم استضعاف أهل القرآن وإهانتهم ووجوب إكرامهم

[ ٧٦٦٣ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن الحسن بن أبي الحسين الفارسي، عن سليمان بن جعفر الجعفري، عن السكوني، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ): إنّ أهل القرآن في أعلى درجة من الآدميين ما خلا النبيّين والمرسلين، فلا تستضعفوا أهل القرآن حقوقهم، فإنّ لهم من الله العزيز الجبّار لمكاناً [ علياً ](١) .

ورواه الصدوق في( ثواب الأعمال) عن أبيه، عن أحمد بن إدريس، عن محمّد بن أحمد، عن إبراهيم بن هاشم، مثله (٢) .

[ ٧٦٦٤ ] ٢ - محمّد بن علي بن الحسين باسناده عن عبد الله بن عباس، عن رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) قال: أشراف أمّتي حملة القرآن وأصحاب الليل.

وفي( معاني الأخبار) (٣) : عن محمّد بن أحمد بن أسد، عن عثمان بن أبي غيلان، وعيسى بن سليمان، عن أبي إبراهيم الترجماني، عن سعد بن سعيد الجرجاني، عن سهل(٤) بن سعيد، عن الضحاك، عن ابن عبّاس، مثله.

____________________

الباب ٤

فيه ٤ أحاديث

١ - الكافي ٢: ٤٤١/١.

(١) أثبتناه من المصدر.

(٢) ثواب الأعمال: ١٢٥.

٢ - الفقيه ٤: ٢٨٥/٨٥١، أورده عن الفقيه والمجمع في الحديث ١٢ من الباب ١ من هذه الأبواب، وعن الخصال في الحديث ٢٨ من الباب ٣٩ من ابواب الصلوات المندوبة.

(٣) معاني الأخبار: ١٧٧.

(٤) في المصدر: نهشل.

١٧٤

[ ٧٦٦٥ ] ٣ - وفي( الخصال) و( معاني الأخبار) عن أبيه، عن علي بن العبّاس، والحسن بن علي بن نصر الطوسي، عن محمّد بن عبد الرحمن بن غزوان، عن أبي سنان، عن صفوان بن سليم، عن عطاء بن يسار (١) ، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) : حملة القرآن عرفاء أهل الجنّة.

ورواه الكليني كما يأتي(٢) .

[ ٧٦٦٦ ] ٤ - الحسن العسكري( عليه‌السلام ) في تفسيره، عن آبائه، عن النبي( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) قال: حملة القرآن المخصوصون برحمة الله، الملبسون نور الله، المعلّمون كلام الله، المقرّبون عند الله، من والاهم فقد والى الله، ومن عاداهم فقد عادى الله، يدفع الله عن مستمع القرآن بلوى الدنيا، وعن قارئه بلوى الآخرة والذي نفس محمّد بيده لسامع آية من كتاب الله وهو معتقد - إلى أن قال - أعظم أجراً من ثبير(٣) ذهباً يتصدّق به، ولقارىء آية من كتاب الله معتقداً أفضل ممّا دون العرش إلى أسفل التخوم(٤) .

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(٥) ، ويأتي ما يدلّ عليه(٦) .

____________________

٣ - الخصال: ٢٨/١٠٠، ومعاني الأخبار: ٣٢٣، وتقدّم مرسلاً عن المجمع في الحديث ١٥ من الباب ١ من هذه الأبواب.

(١) في معاني الأخبار: بشار.

(٢) يأتي في الحديث ٤ من الباب ٦ من هذه الأبواب.

٤ - تفسير الامام العسكري (عليه‌السلام ) : ٤، باختلاف.

(٣) ثبيركأمير: جبل بمكة كأنه من الثبرة وهي الأرض السهلة. ( مجمع البحرين ٣: ٢٣٥ ).

(٤) التخوم: الفصل بين الأرضين. ( مجمع البحرين: ٥: ٢١ ).

(٥) تقدم في الحديث ٩ و ١٤ من الباب ١ من هذه الأبواب.

(٦) يأتي في الحديث ١ من الباب ٥، والحديث ١ و ٤ من الباب ٦، والحديث ١٢ من الباب ١١ من هذه الأبواب.

١٧٥

٥ - باب استحباب حفظ القرآن وتحمّل المشقّة في تعلّمه وحفظه

[ ٧٦٦٧ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، وسهل بن زياد جميعاً، عن ابن محبوب، عن جميل بن صالح، عن الفضيل بن يسار، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: الحافظ للقرآن العامل به مع السفرة الكرام البررة.

ورواه الصدوق في( ثواب الأعمال) (١) وفي( المجالس) (٢) : عن الحسين بن أحمد بن إدريس، عن أبيه، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن(٣) بن محبوب، مثله.

[ ٧٦٦٨ ] ٢ - وبهذا الإسناد، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: سمعته يقول: إنّ الذي يعالج القرآن ويحفظه بمشقّة منه وقلّة حفظ، له أجران.

[ ٧٦٦٩ ] ٣ - وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن منصور بن يونس، عن الصباح بن سيّابة قال: سمعت أبا عبد الله( عليه‌السلام ) يقول: من شدّد عليه القرآن كان له أجران، ومن يسّر عليه كان مع الأولين.

____________________

الباب ٥

فيه ٣ أحاديث

١ - الكافي ٢: ٤٤١/٢.

(١) ثواب الأعمال: ١٢٧.

(٢) أمالي الصدوق: ٥٧/٦.

(٣) في الأمالي: الحسين.

٢ - الكافي ٢: ٤٤٣/١، ورواه في ثواب الأعمال: ١٢٧، وللحديث ذيل في ثواب الأعمال، يأتي في الحديث ١ من الباب ١٧.

٣ - الكافي ٢: ٤٤٤/٢.

١٧٦

ورواه الصدوق في( ثواب الأعمال ): عن أحمد بن محمّد بن يحيى، عن سعد، عن أحمد بن محمّد، عن الحسين بن سعيد، عن محمّد بن أبي عمير، إلّا أنّه قال في آخره: كان من الأبرار (١) .

وروى الذي قبله عن علي بن الحسين المكتب، عن محمّد بن عبد الله، عن أبيه عبد الله بن جعفر الحميري، عن أحمد بن محمّد، عن الحسن بن محبوب.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(٢) ، ويأتي ما يدلّ عليه(٣) .

٦ - باب استحباب تعلّم القرآن في الشباب وتعليمه وكثرة قراءته وتعاهده

[ ٧٦٧٠ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، وسهل بن زياد جميعاً، عن ابن محبوب، عن مالك بن عطيّة، عن منهال القصّاب، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: من قرأ القرآن وهو شابّ مؤمن اختلط القرآن بلحمه ودمه، وجعله الله مع السفرة الكرام البررة، وكان القرآن حجيزاً عنه يوم القيامة، يقول: يا ربّ، إنّ كلّ عامل قد أصاب أجر عمله غيرعاملي، فبلّغ به أكرم عطائك (٤) ، قال: فيكسوه الله العزيز الجبّار حلّتين من حلل الجنّة، ويوضع على رأسه تاج الكرامة، ثمّ يقال له: هل أرضيناك فيه؟ فيقول القرآن: يا ربّ، قد كنت أرغب له فيما هو أفضل من

____________________

(١) ثواب الأعمال: ١٢٥.

(٢) تقدّم في الحديثين ٥ و ١٤ من الباب ١، وفي الباب ٣ من هذه الأبواب.

(٣) يأتي في الحديث ١ من الباب ٦، والحديث ١٢ من الباب ١١، وفي الباب ١٢ من هذه الأبواب.

الباب ٦

فيه ٤ أحاديث

١ - الكافي ٢: ٤٤١/٤.

(٤) في المصدر: عطاياك.

١٧٧

هذا، فيعطى الأمن بيمينه، والخلد بيساره، ثمّ يدخل الجنّة فيقال له: اقرأ( آية) (١) فاصعد درجة ثم يقال له: هل بلغنا به وأرضيناك؟ فيقول: نعم، قال: ومن قرأه كثيراً وتعاهده بمشقّة من شدّة حفظه أعطاه الله عزّ وجلّ أجر هذا مرّتين.

ورواه الصدوق في( ثواب الأعمال ): عن محمّد بن موسى بن المتوكّل، عن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، مثله (٢) .

[ ٧٦٧١ ] ٢ - وعن أبي علي الأشعري، عن الحسن بن علي بن عبد الله، عن عبيس بن هشام، عن صالح القمّاط، عن أبان بن تغلب، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال - في حديث -: من أوتي القرآن والإيمان فمثله كمثل الاترجة(٣) ريحها طيّب وطعمها طيّب، وأمّا الذي لم يؤت القرآن ولا الإيمان فمثله كمثل الحنظلة طعمها مرّ ولا ريح لها.

[ ٧٦٧٢ ] ٣ - وعن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن عيسى، عن سليمان بن رشيد، عن أبيه، عن معاوية بن عمّار قال: قال لي أبو عبد الله( عليه‌السلام ) : من قرأ القرآن فهو غني لا فقر بعده وإلّا ما به(٤) غنى.

ورواه الصدوق في( ثواب الأعمال ): عن محمّد بن موسى بن المتوكّل، عن السعد آبادي، عن البرقي، عن محمّد بن عيسى، مثله (٥) .

____________________

(١) ليس في المصدر.

(٢) ثواب الأعمال: ١٢٦.

٢ - الكافي ٢: ٤٤٢/٦.

(٣) الاترجة: بضمّ الهمزة وتشديد الجيم واحدة الاترج كذلك وهي فاكهة معروفة وفي لغة ضعيفة: تريجة. ( مجمع البحرين ٢: ٢٨٠ ).

٣ - الكافي ٢: ٤٤٣/٨.

(٤) في هامش الاصل: والامانة.

(٥) ثواب الأعمال: ١٢٨ وفيه: سليمان بن راشد.

١٧٨

[ ٧٦٧٣ ] ٤ - وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلّي، عن السكوني، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) : حملة القرآن عرفاء أهل الجنّة، الحديث.

ورواه الصدوق كما مرّ(١) .

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(٢) ، ويأتي ما يدلّ عليه(٣) .

٧ - باب استحباب تعليم الاولاد القرآن

[ ٧٦٧٤ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، وسهل بن زياد، عن ابن محبوب، عن جميل بن صالح، عن الفضيل بن يسار، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) : تعلّموا القرآن فإنّه يأتي يوم القيامة صاحبه في صورة شابّ جميل شاحب اللون فيقول له: أنا القرآن الذي كنت أسهرت ليلك، وأظمأت هواجرك، وأجففت ريقك، وأسبلت(٤) دمعتك - إلى أن قال - فابشر فيؤتي بتاج فيوضع على رأسه ويعطى الأمان بيمينه، والخلد في الجنان بيساره، ويكسى حلّتين ثمّ يقال له: اقرأ وارقأ فكلّما قرأ آية صعد درجة ويكسى أبواه حلّتين إن كانا مؤمنين، ثمّ يقال لهما: هذا لما علّمتماه القرآن.

____________________

٤ - الكافي ٢: ٤٤٣/١١.

(١) رواه الصدوق وغيره كما مر في الحديث ١٥ من الباب ١، وفي الحديث ٣ من الباب ٤ من هذه الأبواب.

(٢) تقدم ما يدل على ذلك في الأبواب ١ و ٢ و ٣ و ٤ من هذه الأبواب.

(٣) يأتي ما يدل عليه في الباب ٧، ويأتي في الباب ٨ و ١١ وفي الحديث ٣ من الباب ١٣، وفي الأبواب ١٥ و ١٧ و ٢٣ من هذه الأبواب.

الباب ٧

فيه حديثان

١ - الكافي ٢: ٤٤١/٣.

(٤) في المصدر: وأسلت.

١٧٩

[ ٧٦٧٥ ] ٢ - محمّد بن علي بن الحسين في( ثواب الأعمال) عن أبيه، عن أحمد بن إدريس، عن محمّد بن أحمد، عن محمّد بن السندي، عن علي بن الحكم، عن سيف بن عميرة، عن سعد بن طريف، عن الأصبغ بن نباتة قال: قال أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) : إنّ الله ليهمّ بعذاب أهل الأرض جميعاً حتّى لا يحاشي منهم أحداً إذا عملوا بالمعاصي واجترحوا السيئات، فاذا نظر إلى الشيب ناقلي أقدامهم إلى الصلوات والولدان يتعلّمون القرآن رحمهم فأخّر ذلك عنهم.

وعن أبيه، عن محمّد بن أحمد بن هشام، عن محمّد بن إسماعيل، عن علي بن الحكم، مثله(١) .

ورواه في( الفقيه) مرسلاً (٢) .

ورواه في( العلل ): عن محمّد بن موسى بن المتوكّل، عن السعد آبادي، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن علي بن الحكم (٣) .

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(٤) ، ويأتي ما يدلّ عليه(٥) .

____________________

٢ - ثواب الأعمال: ٦١، أورده أيضا في الحديث ٣ من الباب ٣ من ابواب احكام المساجد.

(١) ثواب الأعمال: ٤٧/٣.

(٢) الفقيه: ١: ١٥٥/٧٢٣.

(٣) علل الشرائع: ٥٢١/٢.

(٤) تقدّم في الحديثين ٨، ١٦ من الباب ١ من هذه الأبواب.

(٥) يأتي في الباب ١٠ من هذه الأبواب.

١٨٠

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

٥٨

وفد نجران في المدينة

تقع « نجران » بقراها السبعين التابعة لها ، في نقطة من نقاط الحجاز واليمن الحدودية ، وكانت هذه المنطقة في مطلع ظهور الاسلام المنطقة الوحيدة التي غادر أهلها الوثنية لأسباب معيّنة واعتنقوا المسيحية(١) من بين مناطق الحجاز.

وقد كتب رسول الاسلام كتابا إلى اسقف نجران(٢) « أبو حارثة » يدعو أهلها فيه الى الاسلام يوم كتب كتبا إلى ملوك العالم ورؤسائه.

وإليك مضمون هذا الكتاب :

« بسم إله إبراهيم وإسحاق ويعقوب من محمّد رسول الله إلى أسقف نجران وأهل نجران إن أسلمتم فإنّي أحمد إليكم الله إله إبراهيم واسحاق(٣) ويعقوب أمّا بعد فإني أدعوكم الى عبادة الله من عبادة العباد ، وأدعوكم إلى ولاية الله من ولاية العباد ، فان أبيتم فالجزية ، فان أبيتم فقد آذنتكم بحرب والسلام ».

واضافت بعض المصادر التاريخية الشيعية أن النبي الاكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كتب في ذلك الكتاب الآية المرتبطة بأهل الكتاب(٤) والتي تدعوهم إلى عبادة الله الواحد القهار.

__________________

(١) ذكر الياقوت الحموي في معجم البلدان : ج ٥ ص ٢٦٦ ـ ٢٧٧ علل اعتناقهم للمسيحية.

(٢) الاسقف معرب كلمة يونانية هي ايسكوپ وتعني الرقيب والمناظر وهو اليوم منصب اعلى من منصب القسيس.

(٣) بحار الأنوار : ج ٢١ ص ٢٨٥.

(٤) المراد من تلك الآية هو قوله تعالى : «قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ تَعالَوْا إِلى كَلِمَةٍ سَواءٍ بَيْنَنا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً » ( آل عمران : ٦٤. الاقبال : ص ٤٩٤ ).

٦٠١

قدم سفير رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم نجران وسلّم كتابه المبارك الى أسقف نجران ، فقرأ ذلك الكتاب بعناية ودقة متناهية ، ثم شكّل جماعة للمشاورة وتداول الأمر واتخاذ القرار مكوّنة من الشخصيات البارزة الدينية وغير الدينية ، وكان أحد أعضاء هذه المجموعة « شرحبيل » الذي عرف بعقله ونبله ، وتدبيره وحكمته ، فقال في معرض الاجابة على استشاره الاسقف اياه : قد علمت ما وعد الله ابراهيم في ذرية اسماعيل من النبوّة ، فما يؤمنك أن يكون هذا الرجل ، ليس لي في النبوة رأي ، لو كان أمر من امور الدنيا أشرت عليك فيه وجهدت لك.

فقرر المتشاورون ان يبعثوا وفدا إلى المدينة للتباحث مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ودراسة دلائل نبوته ، فاختير لهذه المهمة ستون شخصا من أعلم أهل نجران وأعقلهم ، وكان على رأسهم ثلاثة اشخاص من اساقفتهم هم :

١ ـ « أبو حارثة بن علقمة » اسقف نجران الأعظم والممثل الرسمي للكنائس الروميّة في الحجاز.

٢ ـ « عبد المسيح » رئيس وفد نجران المعروف بعقله ودهائه ، وتدبيره.

٣ ـ « الأيهم » وكان من ذوي السن ومن الشخصيات المحترمة عند أهل نجران(١)

قدم هذا الوفد المسيحي المدينة ودخلوا المسجد على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهم يلبسون أزياءهم الكنسيّة ويرتدون الديباج والحرير ، ويلبسون خواتيم الذهب ويحملون الصلبان في اعناقهم ، فأزعج منظرهم هذا وخاصة في المسجد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فشعروا بانزعاج النبي ولكنّهم لم يعرفوا سبب ذلك ، فسألوا « عثمان بن عفان » و « عبد الرحمن بن عوف » وكانت بينهم صداقة قديمة ، فقال الرجلان لعلي بن أبي طالب : ما ترى يا أبا الحسن في هؤلاء القوم؟

قال : أرى أن يضعوا حللهم هذه وخواتيمهم ثم يعودون إليه.

__________________

(١) السيرة الحلبية : ج ٣ ص ٢١١ و ٢١٢.

٦٠٢

ففعلوا ذلك ثم دخلوا على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فسلّموا عليه فردعليهم‌السلام ، واحترمهم ، وقبل بعض هداياهم التي أهدوها إليهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ثم إن الوفد ـ قبل ان يبدءوا مفاوضاتهم مع النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قالوا : إن وقت صلاتهم قدحان واستأدنوه في أدائها ، فاراد الناس منعهم ولكن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم اذن لهم وقال للمسلمين : دعوهم فاستقبلوا المشرق ، فصلّوا صلاتهم(١) .

وبذلك اعطى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم درسا في التسامح الديني يدفع افتئات اعداء الاسلام على هذا الدين.

مفاوضات وفد نجران مع النبي :

لقد نقل طائفة من كتّاب السيرة ، والمحدثين الاسلاميين نصّ الحوار الذي دار بين وفد نجران المسيحي ورسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ولكن المرحوم السيد ابن طاوس نقل نص هذا الحوار وقضية المباهلة بنحو أدقّ واكثر تفصيلا ممّا ذكره الآخرون من المحدثين والمؤرخين.

فقد ذكر جميع خصوصيات المباهلة من البداية الى النهاية نقلا عن كتاب المباهلة لمحمد بن المطلب الشيباني(٢) . وكتاب عمل ذي الحجة للحسن بن اسماعيل(٣) ، غير أن نقل جميع تفاصيل هذه الواقعة التاريخية الكبرى التي قصّر حتى في الاشارة إليها اشارة عابرة بعض أصحاب السير أمر خارج عن نطاق هذا الكتاب ، ولهذا فاننا نكتفى بنقل جانب من هذا الحوار الذي نقله رواه الحلبي في

__________________

(١) السيرة الحلبية : ج ٣ ص ٢١٢.

(٢) هو محمّد بن عبد الله بن محمّد بن عبيد الله بن البهلول بن همام بن المطلب المولود عام ٢٩٧ ه‍ والمتوفى عام ٣٨٧ ه‍.

(٣) من اراد الوقوف على خصوصيات هذه الواقعة التاريخية فليراجع كتاب الاقبال للمرحوم السيد ابن طاوس ص ٤٩٦ ـ ٥١٣.

٦٠٣

سيرته(١) .

عرض رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على وفد نجران وتلا عليهم القرآن ، فامتنعوا وقالوا : قد كنّا مسلمين قبلك.

فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : كذبتم ، يمنعكم من الإسلام ثلاث : عبادتكم الصليب ، وأكلكم لحم الخنزير ، وزعمكم أنّ لله ولدا.

فقالوا : المسيح هو الله لأنه أحيا الموتى ، وأخبر عن الغيوب ، وأبرأ من الأدواء كلها ، وخلق من الطين طيرا.

فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم هو عبد الله وكلمته ألقاها الى مريم.

فقال أحدهم : المسيح ابن الله لأنّه لا أب له.

فسكت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عنهم فنزل الوحي بقوله تعالى :

إنّ مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب »(٢) .

فقال وفد نجران : إنا لا نزداد منك في أمر صاحبنا إلاّ تباينا ، وهذا الأمر الذي لا نقرّه لك ، فهلمّ فلنلاعنك أيّنا أولى بالحق فنجعل لعنة الله على الكاذبين(٣) .

فانزل الله عزّ وجلّ آية المباهلة على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :

«فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ وَنِساءَنا وَنِساءَكُمْ وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللهِ عَلَى الْكاذِبِينَ »(٤) .

فدعاهم إلى المباهلة ، فقبلوا ، واتفق الطرفان على ان يقوما بالمباهلة في اليوم اللاحق.

__________________

(١) السيرة الحلبية : ج ٣ ص ٢٣٩.

(٢) آل عمران : ٥٩.

(٣) بحار الأنوار : ج ٢١ ص ٣٢٠ ، ولكن آية المباهلة ، وكما يستفاد من السيرة الحلبية تفيد ان النبي هو الذي اقترح المباهلة ابتداء كما تفيد عبارة « تعالوا ندع ابناءنا ».

(٤) آل عمران : ٦١.

٦٠٤

خروج النبي للمباهلة :

تعتبر قصة مباهلة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مع وفد نجران من حوادث التاريخ الإسلاميّ المثيرة والجميلة ، وهي وإن قصّر بعض المفسّرين والمؤرخين في رواية تفاصيلها ، وتحليلها ، إلاّ أنّ ثلة كبيرة ، من العلماء كالزمخشري في الكشاف(١) والإمام الفخر الرازي في تفسيره(٢) وابن الاثير في الكامل(٣) أعطوا حق الكلام في هذا المجال وها نحن ننقل هنا نصّ ما كتبه الزمخشري في هذا المجال :

حان وقت المباهلة وكان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ووفد نجران قد اتفقا على أن يجريا المباهلة خارج المدينة ، في الصحراء فاختار رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من المسلمين ومن عشيرته وأهله أربعة أشخاص فقط وقد اشترك هؤلاء في هذه المباهلة دون غيرهم ، وهؤلاء الاربعة لم يكونوا سوى على بن أبي طالبعليه‌السلام وفاطمة الزهراء بنت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والحسن والحسين لأنه لم يكن بين المسلمين من هو أطهر من هؤلاء نفوسا ، ولا أقوى وأعمق إيمانا.

طوى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم المسافة بين منزله ، وبين المنطقة التي تقرر التباهل فيها في هيئة خاصة مثيرة ، فقد غدا محتضنا الحسين(٤) آخذا بيد الحسن وفاطمة تمشي خلفه وعلي خلفها ، وهو يقول : إذا دعوت فأمّنوا.

كان زعماء وفد نجران ورؤساؤهم قد قال بعضهم لبعض ـ قبل أن يغدو

__________________

(١) ج ١ ص ٣٨٢ و ٣٨٣.

(٢) مفاتيح الغيب : ج ٢ ص ٤٧١ و ٤٧٢.

(٣) ج ٢ ص ١١٢.

(٤) جاء في بعض الروايات أن النبي غدا آخذا بيد الحسن والحسين تتبعه فاطمة وبين يديه عليّ ( بحار الأنوار : ج ٢١ ص ٣٣٨ ).

٦٠٥

رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلى المباهلة : انظروا محمّدا في غد ، فإن غدا بولده وأهله فاحذروا مباهلته ، وإن غدا بأصحابه فباهلوه فانه ليس على شيء. وهم يقصدون أن النبي إذا جاء إلى ساحة المباهلة محفوفا بابهة مادية ، وقوة ظاهرية ، تحف به قادة جيشه وجنوده فذلك دليل على عدم صدقه ، وإذا أتى بولده وأبنائه بعيدا عن أيّة مظاهر مادية وتوجه إلى الله بهم وتضرع الى جنابه كما يفعل الأنبياء دلّ ذلك على صدقه لأنّ ذلك آكد في الدلالة على ثقته بحاله واستيقانه بصدقه ، حيث استجرأ على تعريض أعزته ، وأفلاذ كبده ، وأحبّ الناس إليه لذلك ، ولم يقتصر على تعريض نفسه له ، وعلى ثقته بكذب خصمه.

وفيما كان رجال الوفد يتحادثون في هذه الامور اذ طلع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والاغصان الاربعة من شجرته المباركة بوجوه روحانية نيّرة فاخذ ينظر بعضهم إلى بعض بتعجب ودهشة ، كيف خرج رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بابنته الوحيدة ، وأفلاذ كبده وكبدها المعصومين للمباهلة ، فادركوا أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم واثق من نفسه ودعوته وثوقا عميقا ، اذ ان المتردد غير الواثق بدعوته لا يخاطر بأحبائه واعزته ويعرضهم للبلاء السماوي.

ولهذا قال اسقف نجران : يا معشر النصارى إني لأرى وجوها لو شاء الله أن يزيل جبلا من مكانه لازاله بها ، فلا تباهلوا فتهلكوا ، ولا يبقى على وجه الأرض نصراني إلى يوم القيامة(١) .

__________________

(١) يروى العالم الشيعي الكبير السيد ابن طاوس في كتاب « الاقبال » : أقبل الناس من أهل المدينة من المهاجرين والأنصار ، وغيرهم من الناس في قبائلهم وشعاراتهم من راياتهم واحسن شاراتهم وهيئتهم ولبث رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في حجرته حتى متع النهار ثم خرج آخذا بيد على والحسن والحسين أمامه ، وفاطمةعليها‌السلام من خلفهم فاقبل بهم حتى أتى الشجرتين فوقف بينهما من تحت الكساء على مثل الهيئة التي خرج بها من حجرته ، ثم أرسل الى وفد نجران ليباهلهم.

٦٠٦

انصراف وفد نجران عن المباهلة :

لما رأى وفد نجران هذا الأمر ( وهو خروج النبي باحبّته واعزته ) وسمعوا ما قاله اسقف نجران تشاوروا فيما بينهم ثم اتفقوا على عدم مباهلة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، معلنين عن استعدادهم لدفع الجزية للنبي كل سنة ، لتقوم الحكومة الاسلامية في المقابل بالدفاع عن أنفسهم وأموالهم ، فقبل النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بذلك ، وتقرّر أن يتمتع نصارى نجران بسلسلة من الحقوق في ظل الحكومة الإسلامية لقاء مبالغ ضئيلة يدفعونها سنويا ، ثم قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :

« أما والّذي نفسي بيده لقد تدلّى العذاب على أهل نجران ، ولو لاعنوني لمسخوا قردة وخنازير ولأضرم الوادي عليهم نارا ولاستأصل الله تعالى نجران وأهله ».

عن عائشة : إن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم خرج ( أي يوم المباهلة ) وعليه مرط(١) مرجّل من شعر أسود ، فجاء الحسن فادخله ثم جاء الحسين فادخله ، ثم فاطمة ، ثم عليّ ، ثم قال : «إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً »(٢) .

ثم يقول الزمخشري في نهاية هذا الكلام : وفيه دليل لا شيء أقوى منه على فضل أصحاب الكساءعليهم‌السلام ، وفيه برهان على صحة نبوة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، لأنه لم يرو أحد من موافق ولا مخالف أنهم أجابوا إلى ذلك.

صورة العهد النبويّ لأهل نجران :

سأل وفد نجران النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أن يكتب مقدار الجزية التي اتفق على دفعها من قبل أهالى نجران الى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في كتاب ، وأن

__________________

(١) كساء.

(٢) الاحزاب : ٣٣.

٦٠٧

يضمن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أمن نجران في ذلك الكتاب ، فكتب أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب بأمر النبي كتابا هذا نصه :

« بسم الله الرحمن الرحيم. هذا ما كتب النبي محمّد رسول الله لنجران وحاشيتها ، إذ كان له عليهم حكمة في كل ثمرة وصفراء وبيضاء وسوداء ورقيق فأفضل عليهم وترك ذلك لهم : ألفي حلة من حلل الأواقي في كل رجب ألف حلة ، وفي كل صفر ألف حلة ، كل حلة أوقية ، وما زادت حلل الخراج أو نقصت عن الأواقي فبالحساب ، وما نقصوا من درع أو خيل أو ركاب أو عرض أخذ منهم بالحساب ، وعليهم في كل حرب كانت باليمن ثلاثون درعا ، وثلاثون فرسا ، وثلاثون بعيرا عارية مضمونة لهم بذلك ، وعلى أهل نجران مثواة رسلي ( واستضافتهم ) شهرا فدونه ، ولهم بذلك جوار الله وذمة محمّد النبي رسول الله على أنفسهم وملتهم وارضهم واموالهم وبيعهم ورهبانيتهم على أن لا يعشّروا ولا يأكلوا الربا ولا يتعاملوا به فمن أكل الربا منهم بعد ذلك فذمّتي منه بريئة »(١) .

اكبر فضيلة :

تعتبر واقعة المباهلة وما نزل فيها من القرآن أكبر فضيلة تدعم موقف الشيعة على مر التاريخ. لأن ألفاظ الآية النازلة في المباهلة ومفرداتها تكشف عن مكانة ومقام من باهل بهم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والذين يتخذهم الشيعة قادة لهم.

فهذه الآية اعتبرت الحسن والحسين ابناء لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وفاطمة الزهراء المرأة الوحيدة التي ترتبط برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ويصدق عليها عنوان « نسائنا ». وقد عبّر عن عليّعليه‌السلام بانفسنا فكان عليعليه‌السلام تلك الشخصية العظيمة بحكم هذه الآية بمنزلة نفس رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ترى أية فضيلة أعظم وأسمى من أن ترتفع مكانة المرء من

__________________

(١) فتوح البلدان : ص ٧٦ ، امتاع الاسماع : ص ٥٠٢ واعلام الورى : ص ٧٨ و ٧٩.

٦٠٨

الناحية المعنوية ارتفاعا وتسمو سموا عظيما حتى أنه يوصف صاحبها بانه بمنزلة نفس النبي(١) .

أليست هذه الآية شاهد صدق على أفضلية أمير المؤمنين عليعليه‌السلام على جميع المسلمين.

لقد ذكر الفخر الرازي الذي عرف الجميع اسلوبه في الابحاث الكلاميّة ومواقفه من القضايا المرتبطة بالإمامة ، ذكر استدلال الشيعة بهذه الآية ثم أورد على هذا الاستدلال اعتراضا قليل الأهمية ممّا لا يخفى جوابه على أرباب العلم وأهل المعرفة.

هذا ويستفاد من الأحاديث الواردة عن ائمة أهل البيت أنّ المباهلة لا تختص بالنبي الاكرم بل يجوز أن يتباهل كل مسلم في القضايا الدينية مع من يخالفه ويجادله فيها ، وقد جاءت طريقة المباهلة والدعاء المخصوص بها في كتب الحديث ، وللوقوف على هذا الامر يراجع كتاب « نور الثقلين »(٢) .

__________________

(١) وقد استند رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلى هذه الآية في قوله : « علي مني كنفسي ».

(٢) نور الثقلين : ج ١ ص ٢٩١ و ٢٩٢ ، وراجع أيضا الكافي ج ٢ كتاب الدعاء باب المباهلة ، وقد اشار العلامة الطباطبائي في احدى رسائله إلى هذه الموضوع أيضا ، ويعتبره من معاجز الاسلام الخالدة.

٦٠٩

٥٩

تأريخ المباهلة عاما وشهرا ويوما

إن حادثة المباهلة من قضايا التاريخ الاسلامي المعروفة المتواترة التي جاء ذكرها في كتب التفسير ، والتاريخ والحديث بصورة مبسوطة ومفصّلة لمناسبة واخرى ، وتتلخص هذه القصة فيما يلي :

لقد كتب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ يوم راسل ملوك العالم وامراءه يدعوهم الى الاسلام ـ كتب كتابا الى اسقف نجران « ابو حارثة » دعا فيه أهل نجران إلى الاسلام ولما تسلّم أبو حارثة كتاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم شاور جماعة من اصحابه ، فاشاروا عليه بأن يبعثوا وفدا يمثلون أهل نجران إلى المدينة ، ليتفاوضوا مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عن كثب.

وفعلا قدم الوفد المذكور المدينة ، والتقى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وبعد مداولات ومفاوضات كثيرة اقترح النبي الاكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على ذلك الوفد المباهلة بأمر الله سبحانه ، بأن يخرج الجميع ( الطرفان ) إلى الصحراء ، ويدعو كل واحد من الجانبين على الآخر فرضوا باقتراح رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ولكنّهم أحجموا عن المباهلة لما شاهدوا ما عليه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من حالة معنوية ، وروحانية عظيمة ، حيث أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم اصطحب معه إلى المباهلة أربعة انفار من أفضل أحبته وأعزته ، وتقرّر أن ينضوي نصارى نجران تحت مظلة الحكومة الاسلامية وهم على دينهم شريطة أن يدفعوا جزية ( وهي مبلغ ضئيل ).

٦١٠

هذه هي خلاصة قضية المباهلة التي لا يستطيع انكارها وإخفاءها أي مفسّر أو مؤرخ على النحو الذي ذكر ، والآن يجب أن نرى متى وفي أي يوم وشهر وعام وقعت هذه الحادثة الاسلامية الكبرى.

عام المباهلة حسب المشهور :

يقول مؤلف كتاب مكاتيب الرسول في هذا الصدد : لا خلاف عند المؤرخين ان كتاب الصلح كتب سنة عشرة من الهجرة ، فيكون سنة المباهلة نفس هذه السنة أيضا ، لان كتاب الصلح هذا انما كتب عند ما أحجم الوفد النجراني النصراني من مباهلة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

وقد ادرج نص كتاب الصلح هذا في مصادر عديدة نذكر بعضها في الهامش(١) .

الشهر واليوم الذي وقعت فيه المباهلة :

إن المشهور بين العلماء هو أن المباهلة وقعت في اليوم الخامس والعشرين من شهر ذي الحجة ، وذهب المرحوم الشيخ الطوسي إلى أنها وقعت في اليوم الرابع والعشرين من ذلك الشهر ، وروى في كتابه دعاء خاصا في هذه المناسبة(٢) .

واما المرحوم السيّد ابن طاوس فقد نقل حول يوم المباهلة أقوالا ثلاثة ، وذكر بأن أصح تلك الأقوال والروايات هو القائل بان يوم المباهلة هو الرابع والعشرون من شهر ذي الحجة ، وقد ذهب البعض إلى أنه اليوم الواحد والعشرون بينما ذهب آخرون إلى أنه اليوم السابع والعشرون(٣) .

__________________

(١) تاريخ اليعقوبي : ج ٢ ص ٦٥ ، الدر المنثور : ج ٢ ص ٣٨.

(٢) مصباح المتهجد : ص ٧٠٤.

(٣) الإقبال : ص ٧٤٣.

٦١١

ثم انهرحمه‌الله روى في آخر كتابه(١) قصة المباهلة بصورة مفصّلة لم ترد في أي كتاب أو مؤلّف آخر ، ونوّه بأن محتويات هذا الباب اقتبست من الكتابين التاليين :

١ ـ كتاب المباهلة تأليف أبي المفضل محمّد بن عبد المطلب الشيباني(٢) .

٢ ـ كتاب عمل ذي الحجة تصنيف الحسن بن اسماعيل بن أشناس(٣) .

إلى هنا اتضح أن يوم المباهلة على المشهور هو اليوم الرابع والعشرون أو الواحد العشرون أو الخامس والعشرون أو السابع والعشرون من شهر ذي الحجة.

وأمّا رأينا حول التاريخ الدقيق لهذه الواقعة من حيث العام والسنة.

إن خلاصة القول هي أنّ هذه الأقوال والآراء حول عام ويوم المباهلة لا توافق النقول التاريخية الاخرى التي يتسم بعضها بطابع القطعية إلى حدّ بعيد ، وإليك ادلتنا على ذلك فيما يلي :

رأينا حول عام المباهلة :

١ ـ لقد جاء في ختام الكتاب الذي بعثه النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الى اسقف نجران عبارة : « وإن أبيتم فالجزية » ، وقد جاءت لفظة الجزية في القرآن الكريم

__________________

(١) الاقبال : ص ٧٤٣.

(٢) لم ينقل المرحوم السيد نسبه بصورة صحيحة ، فقد ذكر النجاشي نسبه على النحو التالي : محمّد بن عبد الله بن محمّد بن عبد الله بن بهلول بن الهمام بن المطلب وعلى هذا الاساس يكون جده المطلب وليس عبد المطلب كما انه يكون المطلب جده الخامس. وينبغي الاشارة هنا إلى أن لمحمّد بن عبد الله ـ حسب ما يرى النجاشي ـ فترتين من الحياة ، كان في إحداهما موثوقا به ، وفي الاخرى غير موثوق به وهذا يقول : اجتنب الرواية عنه الاّ عند ما يروى الثقات عنه ايام استقامته وصلاحه ( راجع فهرست النجاشي ص ٢٨١ ـ ٢٨٢ ).

(٣) جاء ذكره في اسناد الصحيفة السجادية وهو من مشايخ الطائفة الامامية وقد توفي عام ٤٦٠ ه‍ وقد نقل احاديث المباهلة ( راجع الذّريعة ج ١٥ ص ٣٤٤ ).

٦١٢

في سورة التوبة والظاهر أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم استخدم هذه الجملة واللفظة في الكتاب المذكور اتباعا للآية المذكورة ، وقد نزلت سورة التوبة قبيل غزوة تبوك بقليل ، وقد وقعت هذه الغزوة بعد شهر رجب من السنة التاسعة.

وبناء على هذا يبعد أن يكون رسول الله قد كتب لأهل نجران كتابا ، بعثوا بجوابه إليهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بعد عام ونصف العام على يد وفدهم.

إن هذه الواقعة التاريخية تحكي عن أن هذه الحادثة قد وقعت في السنة العاشرة من الهجرة.

٢ ـ اتفق كتّاب السيرة على أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بعث عليّاعليه‌السلام إلى اليمن للقضاء وتعليم الاحكام الدينية ، وقد مكث عليعليه‌السلام هناك ردحا من الزمان لأداء مهامّه المخوّلة إليه ، وعند ما علم بتوجه النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الى مكة للحج ، خرج هو أيضا إلى مكة على رأس جماعة من أهل اليمن ، فلقي النبيّ بمكة ، وقدّم إليه الف حلة من البز كان قد أخذها من أهل نجران من باب الجزية التي فرضت وكتبت عليهم في معاهدة الصلح(١) .

إن هذه القضية التاريخية تفيد ان واقعة المباهلة وكتابة العهد لا ترتبط بالسنة العاشرة من الهجرة ، وذلك لأن أهل نجران تعهدوا في وثيقة الصلح أن يدفعوا الى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في كل سنة ألفي حلة ( مخيّطة وغير مخيّطة ) ، الف حلة منها في شهر رجب ، والف حلة اخرى في شهر صفر(٢) .

فاذا سلّمنا بأن وثيقة الصلح كتبت في شهر ذي الحجة وجب أن نقول ان المقصود منه هو شهر ذي الحجة من الاعوام السابقة على السنة العاشرة.

لأنه كيف يمكن أن نقول بأن كتابة وثيقة الصلح ، وتنفيذها بواسطة الامام

__________________

(١) السيرة النبوية : ج ٢ ص ٦٠٢ و ٦٠٣ ، الارشاد : ص ٨٩.

(٢) الطبقات الكبرى : ج ١ ص ٣٤٨ ، والارشاد : ص ٩٢.

٦١٣

عليعليه‌السلام قد تمّا معا في السنة العاشرة.

وإذا ارتضينا القول المشهور حول اليوم والعام الذي كتبت فيهما وثيقة الصلح ، امكن في هذه الصورة أن يكون عقد الصلح قد تمّ في السنة العاشرة ، ولكن يجب أن نرجع تاريخ كتابته إلى ما قبل شهر رجب لأن الفرض هو أن الامام علياعليه‌السلام قد استلم أول قسط من الجزية المقررة في شهر رجب في السنة العاشرة.

والخلاصة أنه مع ملاحظة هذه القضية التاريخية ( وهي أن الامام عليا استلم القسط الاول من الجزية من أهل نجران في شهر رجب وسلمه إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في مكة في شهر ذي الحجّة ) وجب أن نختار احد القولين التاليين :

الف : إذا سلّمنا بان يوم وشهر تنظيم وثيقة الصلح هو شهر ذي الحجة وجب ان نقول إن المقصود منه هو أشهر ما قبل السنة العاشرة.

باء : إذا ترددنا في يوم وشهر كتابة الصلح على نحو التردد في تحديد عامه ، أمكن في هذه الصورة ان نقول بان يوم المباهلة وكذا يوم تنظيم وثيقة الصلح يرتبطان باشهر ما قبل شهر رجب من السنة العاشرة للهجرة.

زمن المباهلة يوما وشهرا :

إلى هنا اتضح انه من غير الممكن ان يكون عام المباهلة هو السنة العاشرة من الهجرة حتما ، إلاّ في صورة واحدة وهي أن نغيّر رأينا في اليوم والشهر اللذين تمت فيهما كتابة وثيقة الصلح.

وقد حان الحين الآن لأن نحدّد تاريخ المباهلة من حيث اليوم والشهر في ضوء الاحداث والوقائع التاريخية ، فنقول : إن الشهر واليوم اللّذين وقعت فيهما قضية المباهلة هما ـ حسب ما هو مشهور بين العلماء كما أسلفنا ـ شهر ذي الحجة

٦١٤

واليوم الرابع والعشرون أو الخامس والعشرون ، وعلى قول : الحادي والعشرون ، أو السابع والعشرون من ذلك الشهر.

والآن يجب أن نرى هل تنطبق هذه الاقوال على غيرها من الحوادث التاريخية القطعية أم لا؟

إن الدراسة التالية تثبت لنا أن قضية المباهلة من غير الممكن أن تكون قد وقعت في شهر ذي الحجة من السنة العاشرة مطلقا ، لأنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قد توجّه الى مكة المكرمة لتعليم مناسك الحج في السنة العاشرة من الهجرة ، وفي اليوم الثامن عشر من هذا الشهر ( وهو يوم الغدير ) نصب في منطقة غدير خم التي تبعد عن الجحفة(١) بميلين(٢) ، عليا خليفة على المسلمين من بعده.

ولم تكن حادثة الغدير بالحادثة التي تنتهي ذيولها في يوم واحد ليتابع النبي سفره الى المدينة فورا لأن النبي ـ بشهادة التاريخ ـ أمر بعد نصب عليعليه‌السلام للخلافة أن يجلس علي في خيمة ، وان يدخل عليه المسلمون الحاضرون ثلاثة ثلاثة ، ويهنئونه بالخلافة والإمرة وقد استمر هذا العمل حتى الليلة التاسعة عشرة من شهر ذي الحجة ، وقد هنّأت « امهات المؤمنين » علياعليه‌السلام في نهاية

__________________

(١) « الجحفة » على وزن طعمة تقع على بعد ثلاثة منازل من مكة وسبعة منازل من المدينة وتبعد عن البحر الاحمر بستة اميال تقريبا وتقرب من رابغ التي تقع الآن على الطريق بين مكة والمدينة راجع كتاب التحرير للنووى والتهذيب له أيضا ، هذا ويقول الياقوت الحموي في مراصد الاطلاع ص ١٠٩ : ان الجحفة تقع على بعد أربعة أميال من مكة وهي ميقات أهل مصر والشام ، وتبعد عن البحر بستة أميال ، وعن غدير خم بميلين. وهي الآن تبعد عن مكة ـ حسب المقاييس الحديثة ـ بمائتين وعشرين كيلومترا ويقول المسعودي في كتابه « التنبيه والاشراف » ص ٢٢١ ـ ٢٢٢ أيضا : أن غدير خم يقرب من الماء المعروف بالخرار بناحية الجحفة ، وولد عليرضي‌الله‌عنه وشيعته يعظمون هذا اليوم.

(٢) الميل عبارة عن ثلاثة آلاف ذراع ، والفرسخ عبارة عن تسعة آلاف ذراع وقيل : ان الميل عبارة عن أربعة آلاف ذراع ، والفرسخ عبارة عن اثنى عشر الف ذراع ، وعلى أيّة حال فان الميل ثلث الفرسخ ، وثلاثة اميال تعادل فرسخا كاملا ( راجع القاموس مادة : ميل ).

٦١٥

مراسيم التهنئة(١) .

من هنا لا يمكن القول بان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم غادر ارض غدير خم في اليوم التاسع عشر ، خاصة ان تلك المنطقة كانت المحل الذي تتشعب فيه طرق المدنيين والمصريين والعراقيين ، وبناء على هذا لا بدّ أن الجماعات المختلفة الاوطان التي كانت تريد التوجه إلى أوطانها قد ودّعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ولا شك أن عملية التوديع هذه قد أوجبت مكث رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في أرض الغدير مدة أطول.

وحتى لو فرضنا ـ افتراضا ـ أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم توجه نحو المدينة في اليوم التاسع عشر ، فهل يمكن ان نقول ـ في ضوء المحاسبات التي نملكها من التاريخ حول مقدار طيّ هذه المسافة ـ أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قدم المدينة في اليوم الرابع والعشرين أو الخامس والعشرين ، واخذ بمقدمات قضية المباهلة ثم كتب وثيقة الصلح بينه وبين أهل نجران؟ ، كلا حتما ، لأن المسافة بين مكة والجحفة كما ذكرنا في الهامش المتقدم هي ثلث المسافة بين مكة والمدينة.

ويجب أن نرى الآن كم كان يستغرق من الزمن مجموع سفر القوافل ـ آنذاك ـ من مكة المكرمة الى المدينة المنورة؟

لا توجد هنا أيّة وثيقة توضح ذلك إلاّ حديث سفر النبي الاكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم نفسه الذي وضعه التاريخ تحت تصرفنا فان التاريخ يقول : إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قطع هذه المسافة عند هجرته من مكة الى المدينة في مدة تسعة أيام(٢) .

__________________

(١) جاء تفصيل مراسم التهنئة في موسوعة الغدير : الجزء ١ ص ٢٤٥ ـ ٢٥٧.

(٢) غادر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مكة مهاجرا الى المدينة في الليلة الرابعة من شهر ربيع ، ووصل إلى محلة « قبا » حوالي الظهر في اليوم الثاني عشر من نفس ذلك الشهر ، وتدلّ القرائن على أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قطع هذه المسافة بسرعة بسبب ملاحقة قريش له ( السيرة النبوية : ج ٢ ص ٣٩٩ ، الطبقات الكبرى : ج ١ ص ١٣٥ ).

٦١٦

كما أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قطع هذه المسافة في مدة أحد عشر يوما(١) .

وسبب التفاوت بين هاتين الرحلتين هو أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قطع المسافة المذكورة في الرحلة الاولى برفقة شخصين ، بينما قطع تلك المسافة في الرحلة الثانية بصحبة جيش قوامه عشرة آلاف رجل ، ومن الطبيعي أن تتم الحركة في الصورة الثانية بصورة اكثر بطؤا.

ولنفترض أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم غادر أرض « غدير خم » في اليوم التاسع عشر ، فاننا إذا اتخذنا تسعة ايام مقياسا لتقييمنا وجب أن نقول أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لا بدّ أنه قطع المسافة بين الجحفة والمدينة في ستة أيام لأن المسافة بينهما هي ثلثا مجموع المسافة بين مكة والمدينة ، وبالتالى دخل المدينة في اليوم الرابع والعشرين.

واذا اعتبرنا الثاني ( أي احد عشر يوما ) انه هو المقياس وجب أن يقطع تلك المسافة ( أي بين الجحفة والمدينة ) في سبعة ايام ونصف اليوم ، فيكون ـ حسب القاعدة ـ قد قدم المدينة في اليوم السادس والعشرين حوالى الظهر منه.

فهل يمكن القول ـ في ضوء هذه المحاسبة ـ بأن قضية المباهلة وقعت في اليوم الرابع والعشرين أو الخامس والعشرين او السابع والعشرين.

إن بطلان هذا القول ، وخلوّه عن الصحة يتضح اكثر اذا عرفنا بأن وفد نجران قبلوا بالتباهل بعد سلسلة من المفاوضات والمداولات ، وقد انصرفوا عن التباهل في المآل ووقّعوا على وثيقة صلح بينهم وبين النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، تحت شروط خاصة.

فإن أعضاء الوفد المذكور دخلوا المدينة وهم يرتدون ثيابا راقية من الديباج والحرير ، وفي أيديهم خواتيم من ذهب ، وعلى صدورهم صلبان من ذهب ، وتوجه

__________________

(١) بحار الأنوار : ج ٢٢ ص ١٩.

٦١٧

فور قدومهم ـ وعلى هذه الهيئة ـ إلى مسجد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ولكن النبي واجههم بالكره بسبب الهيئة التي دخلوا بها عليه.

فانتهى هذا اللقاء من دون عمل شيء وتفرق أعضاء الوفد ، وهم في حيرة من موقف النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فالتقى الوفد علياعليه‌السلام وسألوه عن سبب استياء النبي واعراضه عنهم ، فأخبرهم الامام عليعليه‌السلام بأن عليهم أن ينزعوا تلك الثياب والحليّ عنهم ، ويدخلوا على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بثياب عادية حتى يرتاح إليهم النبيّ ويستقبلهم بوجه منبسط.

فعاد أعضاء الوفد ودخلوا على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ثانية ولكن بثياب عادية خالية عن الزينة والحليّ ، فاستقبلهم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ببشاشة خاصة ، ورحّب بهم ترحيبا كبيرا ، ثم سألوا النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أن يؤدوا صلاتهم في المسجد ، فاذن لهم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بذلك ، ثم دخلوا مع النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في مناظرات ومناقشات مفصّلة ، وبعد مناظرات مفصلة ذكرها اكثر المفسرين والمؤرخين ومنهم ابن هشام في سيرته(١) اتفقوا على أن يحسموا الأمر بالمباهلة ، وحدّد يوم المباهلة.

ولما كان ذلك خرج رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في ذلك اليوم مع ابنته الزهراء وصهره عليّ بن أبي طالب ، وسبطيه الحسن والحسين ، إلى الصحراء للمباهلة مع وفد نجران.

ولكن وفد نجران بعد أن رأوا النبي ومن معه وما هم عليهم من البساطة والجلال انصرفوا عن الدخول في المباهلة ورضخوا طائعين لدفع جزية سنوية الى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

فهل هذه الوقائع التي استغرقت ـ كما يقول بعض المؤرخين ـ اربعة مجالس يمكن أن تكون قد تمّت في يوم واحد؟

__________________

(١) السيرة النبوية : ج ٢ ص ٥٧٥ ، مجمع البيان : ج ١ ص ٤١٠.

٦١٨

إن المحاسبات تقضي وتفيد بأن مراسيم المباهلة ، وكتابة وثيقة الصلح من غير الممكن أن تكون قد وقعت في اليوم الواحد والعشرين أو الرابع والعشرين ، أو الخامس والعشرين أو السابع والعشرين من شهر ذي الحجة من السنة العاشرة للهجرة.

هذا مضافا إلى أن « نجران » مدينة حدودية بين الحجاز واليمن ، ولا بد أن تردّد القبائل كان من شأنه ان ينقل الى مسامع النجرانيين أنباء وجود رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في مكة لاداء مناسك الحج ، ولهذا فان من المستبعد ان يكون وفد نصارى نجران قد اقدم على التوجه إلى المدينة للحضور عند رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قبل التأكّد الكامل من عودته إلى المدينة والاستقرار الكامل فيها.

هل كانت قضية المباهلة في السنة التاسعة؟

هنا يمكن أن يقال بأن قضية المباهلة وقعت في شهر ذي الحجة من السنة التاسعة ، وقد ذهب إلى هذا الرأي بعض المؤرخين أيضا(١) .

ولكن المحاسبات التاريخية تثبت أيضا بطلان هذا الرأى ، وذلك لأن الامام عليا الذي كان من الشاهدين لقضية المباهلة ، كما أنه هو الذي كتب وثيقة الصلح بيده الشريفة كان قد كلّف في التاسع من شهر ذي الحجة من هذه السنة ( التاسعة ) من قبل النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بمهمة إبلاغ آيات البراءة ـ على

__________________

(١) جاء ذكر هذا عند تفسير سورة التوبة. نقل صاحب الغدير : في ج ٦ ص ٣١٨ ـ ٣٢١ هذا الرأى من اثنين وسبعين شخصا من علماء السنة ، وكأن قضية المباهلة بين النبي ووفد نجران وقعت في آخر هذه الستة ( التاسعة ) ، لأنه ورد أن هذا الأمر قدتم في شهر ذي الحجة بعد فتح مكة ، ولا بد ان المراد بذي الحجة ليس هو ذو الحجة من عام حجة الوداع وهي السنة العاشرة التي وقعت فيها قضية الغدير فاذن هو ذو الحجة من السنة السابقة على عام الغدير واستغرقت اربعة مجالس ( بتلخيص ).

٦١٩

المشركين في يوم الحج الاكبر بمنى ، وفي الحقيقة كانت السنة الثانية التي كانت قد انيطت امارة الحج وادارة امر الحجيج إلى المسلمين ، وكان قد اختير أمير المؤمنين أميرا على الحج فيها.

ونحن نعلم أن مناسك الحج تنتهى في اليوم الثاني عشر من شهر ذي الحجة ، ولا شك أن شخصية بارزة ومسئولة كالامام عليعليه‌السلام الذي كان يرأس الحج في ذلك العام من غير الممكن أن يكون قد غادر مكة في اليوم الثالث عشر ويتوجه الى المدينة وهو الذي كانت له أقرباء وانسباء كثيرون في مكة ، هذا مضافا إلى أن حركة الحجيج لم تكن في تلك العصور حركة انفرادية حتى يستطيع كل واحد منهم أن يقطع الفيافي القفراء والصحاري القاحلة الموحشة بمفرده فكان على من يريدون الحج ان يتوجّهوا بصورة جماعية الى مكة أو يغادروها إلى بلادهم.

ولهذا فان عليّاعليه‌السلام مهما اسرع وجدّ في السير قافلا الى المدينة ، وقطع المسافة بين مكة والمدينة بسرعة فائقة فانه من غير الممكن أن يكون قدم المدينة قبل اليوم الرابع والعشرين ، ولهذا كيف يمكن أن يقوم بارشاد وفد نجران ودلالتهم على ما يجب ان يفعلوه حتى يستقبلهم النبي ببشاشة ويرحّب بهم ، ويشهد المباهلة مع المتباهلين.

إن الشواهد والادلة التاريخية تشهد بان النظرية المشهورة حول زمن المباهلة ( يوما وشهرا وعاما ) لا تحظى بالاعتبار الكافي ، ولا بدّ ـ لمعرفة زمن هذه الحادثة التي هي من مسلّمات القرآن والتفسير والحديث ـ من مزيد التحقيق ، ومزيد الدراسة ، والتقصّى.

وهنا يبقى سؤال لا بدّ من الإجابة عليه وهو : كيف اختار المشهورون من العلماء مثل هذه النظرية حول يوم المباهلة وشهرها وعامها.

والجواب هو : أن المرحوم الشيخ الطوسي اختار هذا القول استنادا الى رواية مسندة نقلها في كتابه ولكن في سند الحديث المذكور رجالا غير ثقات في نظر

٦٢٠

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679

680

681

682

683

684

685

686

687

688

689

690

691

692

693

694

695

696

697

698

699

700

701

702

703

704

705

706

707

708

709

710

711

712

713

714

715

716

717

718

719

720

721

722

723

724

725

726

727

728

729

730

731

732

733

734

735

736

737

738

739

740

741

742

743

744

745

746

747

748

749

750

751

752

753

754

755

756

757

758

759

760

761

762

763

764

765

766

767

768

769

770

771

772

773

774

775

776

777

778